دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 صفر 1441هـ/7-10-2019م, 02:05 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس أداء التطبيق السابع (المثال الأول) من تطبيقات دورة مهارات التفسير



مجلس أداء التطبيق السابع (المثال الأول) من تطبيقات دورة مهارات التفسير

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 صفر 1441هـ/8-10-2019م, 01:15 AM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

التطبيق السابع :- تحرير القول في مسألة التطبيق للدرس السادس.
المسألة :المراد ب"العذاب الأدنى " اختلف العلماء في المراد بالعذاب الأدنى على أربعة أقوال:-
القول الأول :- هو ما أصاب قريش من الجوع والقتل حتى أكلوا العظام و الجيف , وما حل بهم من مصائب الدنيا , وهو قول :- مجاهد ، وعبدالله بن مسعود ومقاتل وابن عباس , وأبي بن كعب وابن زيد والحسن والسدي وأبي العالية و إبراهيم .
-والتخريج :- أما قول مجاهد فقد رواه في تفسير ه, ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره ,وذكره مكي في الهداية .
-أما قول عبدالله بن مسعود فقد رواه مجاهد فى تفسيره،
أما قول مقاتل فقد رواه في تفسيره , وذكره الثعلبي في تفسيره ; وذكره البغوي في تفسيره , وابن عطية في تفسيره.
-أما قول السدي فقد ذكره يحي بن سلام في تفسيره .
-أما قول أبي بن كعب فقد رواه الطبري في تفسيره من عده طرق , وابن أبي حاتم في تفسيره , وذكره الثعلبي في تفسيره ,و ذكره مكي في الهداية .
-أما قول الحسن :- فقد رواه عبدالرزاق في تفسيره ، و رواه الطبري في تفسيره ، وذكره الثعلبي في تفسيره.
-أما قول أبي العالية فقد رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن وكيع ، وذكره الثعلبي في تفسيره .
-أما قول إبراهيم :فقد رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن بشار عن عبدالرحمن ،وذكره الثعلبي في تفسيره , وذكره ابن عطية في تفسيره .
-أما قول ابن زيد فقد رواه الطبري في تفسيره .
-أما قول ابن عباس فقد ذكره الثعلبي في تفسيره من رواية الوالبي ، وذكره مكي في الهداية ,.
القول الثاني :- يوم بدر
وهو قول عبدالله بن مسعود والحسن وأبي بن كعب .
-التخريج :- رواه عن ابن مسعود :
سفيان الثوري في تفسيره , و يحيى بن سلام في تفسيره, ورواه الطبري في تفسيره ، وابن أبي حاتم في تفسيره وذكره الثعلبي في تفسيره ، والبغوي في تفسيره .
ورواه عن الحسن يحيى بن سلام في تفسيره.
-ورواه عن أبي بن كعب :
عبدالرزاق في تفسيره .
القول الثالث :- الحدود
وهو قول ابن عباس ،
التخريج :- رواه عن ابن عباس :
الطبري في تفسيره من طريق ابن بشار عن أبي عاصم عن شبيب عن عكرمة ،
ورواه ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره ،وذكره :- الثعلبي في تفسيره , وذكره مكي في الهداية وغيرهم .
القول الرابع / عذاب القبر :-
وهو قول مجاهد ،
رواه عن مجاهد : - يحيى بن سلام في تفسيره والطبري في تفسيره , وابن أبي حاتم في تفسيره وذكره مكي في الهداية , والقرطبي في تفسيره .
-الدراسة :- أما القول الأول أن المراد المصائب و القتل فمبناه على أن الضمير في قوله"ولنذيقنهم " لكفار قريش أعلم أنه يصيبهم بعذاب دون عذاب الآخرة ,كما ذكره ابن عطية في تفسيره ،
وفي الآية تعريض بتهديدهم لأنهم يسمعون هذا الكلام أو يبلغ إليهم ، وهذا إنذار بما لحقهم بعد نزول الآية ، وهو ما محنوا به من الجوع و الخوف وكانوا في أمن منهما ، وما يصبهم يوم بدر من القتل و الأسر و يوم الفتح من الذل ،ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير.
أما القول الثاني : يوم بدر،
ومبنى هذا القول كما ذكر ابن عطيةفي تفسيره أن الراجع في "لعلهم يرجعون " غير الذي يذوق في قوله "ولنذيقنهم" بل الذي يبقى بعده ، وتختلف رتبتا ضمير الذوق مع ضمير"لعل "،
أما القول الثالث :- أن المراد به الحدود فقد ذكرا بن عطيه في تفسيره (363/4) أن هذا القول يتجه على أن تكون في فسقة المؤمنين .
أما القول الرابع / عذاب القبر:-
وهذا القول استبعده القرطبي في تفسيره ، فقال " وفيه نظر لقوله " لعلهم يرجعون " قال : ومن حمل العذاب على القتل قال : لعلهم يرجعون أي : يرجع من بقى منهم ، ولا خلاف أن العذاب الأكبر عذاب جهنم.
أي المراد : رجوع من يمكن رجوعه وهم الأحياء منهم ،كما قرره ابن عاشور .
والراجح كما ذكر الطبري في تفسيره أن يقال هو ما كان في الدنيا من بلاء أصابهم شدة أو مجاعة أو قتل ، و لم يخصص الله تعالى ذكره إذ وعدهم ذلك أن يعذبهم بنوع من ذلك دون نوع ، وقد عذبهم بكل ذلك في الدنيا , كما أن مما يرجح إرادة العموم في المراد بالعذاب الأدنى ما ذكره ابن عطية في تفسيره في أن "لفظ""الأدنى " يقابل الأبعد ، والأكبر : الأصغر لكن الأدنى يتضمن الأصغر ، لأنه منقض بموت المعذب ،والتخويف إنما يصلح بما هو قريب ، وهو العذاب العاجل ، والأكبر يتضمن الأبعد ،لأنه واقع في الآخرة ، والتخويف بالبعيد إنما يصلح بذكر عظمه وشدته ، فحصلت المقابلة من حيث التضمن ،وخرج في كل منهما بما هو آكد في التخويف .
كما أن سياق الآية بيان وإخبار بأن لهم عذابا آخر لا يبلغ مبلغ عذاب النار الموعودين به في الآخرة ، فيتعين أن العذاب الأدنى عذاب الدنيا ،ذكره ابن عاشور ، أي على العموم ، ومطلق العذاب دون نوع منه ،وما ذكر من الأقوال هي من باب التفسير بالمثال.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 صفر 1441هـ/13-10-2019م, 03:18 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
تحرير الأقوال في المراد بالعذاب الأدنى في قوله تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(21) ( السجدة)


اختلف المفسرون في المراد ب( العذاب الأدنى) على أقوال.


القول الأول: ما أصاب المشركين من قتل يوم بدر.

قاله ابن مسعود، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، ومجاهد، وهو مروى عن أبي بن كعب، والحسن البصري والحسن بن علي.

التخريج:
أما قول ابن مسعود فرواه يحيى بن سلام في تفسيره، ورواه موسى بن مسعود النهدي في تفسير سفيان الثوري، ورواه ابن جرير، والحاكم في مستدركه من طريق مسروق الهمداني عنه.
وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه.

أما قول عبد الله بن الحارث بن نوفل فرواه ابن جرير عن ابن وكيع عن عبد الأعلى عن عوف عنه.
أما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق ابن أبي نجيح عنه، قال: القتل والجوع لقريش في الدنيا.

وأما القول المروي عن أبي بن كعب فرواه عبد الرزاق عن قتادة أنه بلغه عن أبي بن كعب، ورواه ابن جرير عن مجاهد أنه حدّث عن أبي بن كعب أنه قال: يوم بدر.
وقتادة ومجاهد ممن لم يدرك أبي بن كعب.

وأما المروي عن الحسن البصري فرواه يحيى بن سلام عن الحسن بن دينار عنه، والحسن بن دينار متروك.
أما المروي عن الحسن بن علي فرواه ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم عن هشيم عن عوف عن رجل عن الحسن بن علي عنه.

وقال ابن عطية: (وقال ابن مسعود، والحسن بن علي: هو القتل بالسيف كبدر وغيرها).
ويؤخذ مما ذكره ابن عطية أن العذاب الأدنى هو القتل الواقع سواء ما كان في بدر أو في غيرها من مشاهد.

وذكر مكي بن أبي طالب قولا منسوبا إلى أبي بن كعب، قال: {عذاب يوم عقيم}، يوم بدر، والزام: القتال في يوم بدر، {يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى} يوم بدر، {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ العذاب الأدنى} يوم بدر، فذلك أربع آيات نزلن في يوم بدر.
وقيل: إنما سمي يوم بدر عقيماً لأنه عقيم فيه الخير والفرج عن الكفار.

وإن قال قائل أن العذب الأدنى إن كان بالقتل، فما توجيه قوله تعالى : (لعلهم يرجعون)، فنقول أن من بقي من المشركين بعد القتل فإنه يُرجى له الإيمان والعدول عن الشرك، فيكون ما أصاب بعضهم من القتل هو بمثابة تذكير وعبرة لمن خلفهم.

وقد ذكر ابن جرير في تفسيره قولا عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: القتل بالسّيف، كلّ شيءٍ وعد اللّه هذه الأمّة من العذاب الأدنى إنّما هو السّيف
.
وهذا الذي قاله عبد الله بن الحارث يحتاج إلى استقراء للمواضع التي تكون مظنة الجزم بهذا القول.

القول الثاني: عذاب الدنيا وعذاب القبر.
قاله مجاهد، ورواه يحيى بن سلام في تفسيره عن المعلي عن أبي يحيى عنه، قال: "عذاب الدّنيا وعذاب القبر دون العذاب الأكبر جهنّم، والأكبر الأشدّ".
وروى ابن جرير عن محمد بن عمارة عن عبيد الله عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد أنه قال: "الأدنى في القبور وعذاب الدنيا".

وبتأمل هذا القول فإن عذاب الدنيا وعذاب القبر لا شك أنهما أهون وأدنى من أي عذاب يكون في الآخرة، إلا أن السياق يمنع أن يكون المراد به عذاب القبر، لقول تعالى: ( لعلهم يرجعون).
وقد ورد عن عدد من السلف أن المراد بقوله تعالى : ( لعلهم يرجعون) أي يتوبون، كما قال الله تعالى : ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا).


القول الثالث: أهون وأدنى ما يكون من عذاب في يوم القيامة.
هذا المعنى مستخرج مما رواه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن إسماعيل أن عكرمة أخبره أن رسول الله قال إن أهون أهل النار عذابا رجل يطأ جمرة يغلي منها دماغه فقال أبو بكر وما كان جرمه يا رسول الله قال كانت له ماشية يغشى بها الزرع ويؤذيه وحرمه الله وما حوله غلوة بسهم وربما قال رمية بحجر فاحذروا إلا يسحت الرجل ماله في الدنيا ويهلك نفسه في الآخرة فلا تسحتوا أموالكم في الدنيا وتهلكوا أنفسكم في الآخرة وكان يصل بهذا الحديث قال وإن أدنى أهل الجنة منزلة وأسفلهم درجة لرجل لا يدخل الجنة بعده أحد يفسح له في بصره مسيرة مائة عام في قصور من ذهب وخيام من لؤلؤ ليس فيها موضع شبر إلا معمورا ويغدى عليه ويراح كل يوم بسبعين ألف صفحة من ذهب ليس منها صفحة إلا وفيها لون ليس في الأخرى مثله شهوته في أخرها كشهوته في أولها لو نزل به جميع أهل الدنيا لوسع عليهم مما أعطي لا ينقص ذلك مما أوتي شيئا.

وروى البخاري حديثا يوافق الشاهد من هذا الأثر الذي رواه عبد الرزاق، فقد روى البخاري عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة عن أبي إسحاق عن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ لَرَجُلٌ، تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ، يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ»، ورواه مسلم بلفظ قريب.

فمعنى الأثر صحيح، ولم أقف على صحة الذي رواه عكرمة إلا أن عليه أدلة أخرى صحيحة لكنّه لا
يقصد به العذاب الأدنى في الآية.
وقد روى ابن جرير عن عبد الله بن مسعود من طريق مسروق، وعن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وعن الحسن من طريق قتادة ، وعن ابن زيد من طريق ابن وهب أن المراد بالعذاب الأكبر هو عذاب يوم القيامة.

وقد قال ابن عطية في تفسير قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ}: (ولا خلاف أن العذاب الأكبر هو عذاب الآخرة).
وقال مكي بن أبي طالب: (وأكثرهم – أي أكثر السلف-على أن العذاب الأكبر عذاب يوم القيامة في النار).

ويؤخذ مما سبق أن العذاب الأدنى لا يراد به ما يكون في الآخرة وإن تفاوتت درجات العذاب في الآخرة إلا أنه ليس المراد هنا، فالمراد بالعذاب الأدنى هو ما يكون في الدنيا، وأن العذاب الأكبر هو ما يكون في الآخرة يوم القيامة،
وأن أدنى عذاب في الآخرة هو أكبر من أكبر عذاب في الدنيا، وبدلالة السياق ( لعلهم يرجعون) يتأكد هذا التوجيه.


القول الرابع: سنون أصابتهم.
قاله ابن مسعود، وإبراهيم النخعي.
أما قول ابن مسعود فرواه النسائي في سننه من طريق أبي الأحوص عنه ،وأبي عبيدة مرسلا.
ورواه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني من طريق أبي الأحوص عنه في تفسير مجاهد.
أما قول إبراهيم النخعي فرواه ابن جرير من طريق سفيان عنه.

وهذا القول يمكن أن يندرج تحت القول الخامس وهو من عقوبات ومصائب الدنيا، وسيأتي بيان ذلك.

القول الخامس: عقوبات الدنيا والمصائب في الأموال والأولاد، ومنها البطشة والدخان والروم.
وهذا القول تنوعت عبارات السلف في التعبير عنه، ويمكن أن تعد أقوالهم فيه من التفسير بالمثال، ومردها جميعا إلى معنى واحد، فمصائب وعقوبات الدنيا هى من العذاب الذي يُعذب الله به العباد في الدنيا ليتوبوا ويستقيموا، فيكون منه ما يصيب الأنفس إما بالجوع أو المرض أو القتل، ومنه ما يصيب الأموال بنقصها أو سلبها.

قالهأبي بن كعب، وأبي العالية، وابن زيد، ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وابن جرير، ومروي عن ابن عباس، عن معمر والحسن، والضحاك، والسدي.

التخريج:
أما قول أبي بن كعب فرواه مسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه، قال:
"مَصَائِبُ الدُّنْيَا، وَالرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، أَوِ الدُّخَانُ"، شك شعبة في البطشة أو الدخان.
ورواه ابن جرير عن أبي من نفس الطريق بنحوه إلا أنه قال: "مصيبات الدّنيا، واللّزام والبطشة والدّخان"، وكذا رواه الحاكم في مستدركه بزيادة: " هو الدجال"، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.

أما قول مجاهد فرواه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني من طريق ابن أبي نجيح عنه، قال: العذاب الأدنى ما أصابهم من القتل والجوع هذا لقريش.
أما قول أبي العالية فرواه ابن جرير من طريق الربيع بن أنس عنه، قال: المصائب في الدنيا.
أما قول الحسن البصري فرواه ابن جرير من طريق يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به عن الحسن، قال: مصيبات الدنيا.
أما قول إبراهيم النخعي فرواه موسى بن مسعود النهدي في تفسير الثوري، عنه قال: المصائب في الأموال والأولاد .
ورواه ابن جرير عن ابن وكيع عن جرير عن منصور عنه، قال: أشياء يصابون بها في الدنيا.
أما القول عن ابن زيد فرواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عنه.
أما القول المروي عن ابن عباس فرواه ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة، ومن طريق محمد بن سعد العوفي عن آبائه، وهو إسناد ضعيف، وذكره الثعلبي أن هذا القول رواية الوالبي عن ابن عباس.

أما القول المروي عن معمر والحسن فقد رواه عبد الرزاق عنهما.
أما المروي عن الضحاك فرواه ابن جرير من طريق جويبر عنه، وجويبر ضعيف جدا من جهة الضبط، إلا أن هذا القول ثبت عن غيره من السلف.

أما المروي عن السدي فرواه يحيى بن سلام في تفسيره عنه: الجوع في الدنيا.

قال ابن جرير رحمه الله: وأولى الأقوال في ذلك أن يقال: إنّ اللّه وعد هؤلاء الفسقة المكذّبين بوعيده في الدّنيا العذاب الأدنى، أن يذيقهموه دون العذاب الأكبر، والعذاب: هو ما كان في الدّنيا من بلاءٍ أصابهم، إمّا شدّةٌ من مجاعةٍ أو قتلٍ، أو مصائب يصابون بها، فكلّ ذلك من العذاب الأدنى، ولم يخصّص اللّه تعالى ذكره، إذ وعدهم ذلك أن يعذّبهم بنوعٍ من ذلك دون نوعٍ، وقد عذّبهم بكلّ ذلك في الدّنيا
بالقتل والجوع والشّدائد والمصائب في الأموال، فأوفى لهم بما وعدهم.


ومما ذكره ابن جرير فإن هذا القول يمكن أن يندرج تحته القول الأول وهو: القتل يوم بدر، والقول الرابع: وهو السنون التي أصابت المشركين.

القول السادس: الحدود.
قاله ابن عباس، ورواه ابن جرير عن ابن بشار عن أبي عاصم عن شبيب عن عكرمة عنه.
قال ابن عطية: (
ويتجه - على هذا التأويل - أن تكون في فسقة المؤمنين).
فالحدود لا تقام إلا على المؤمن الفاسق الذي ارتكب محظورا استوجب حدا، ويعد عقوبة للمؤمن في الدنيا، وهو لا شك من العذاب الأدنى، لكن سياق الآيات لا يعضد هذا القول، فالكلام عن المكذبين لا عن المؤمنين.

والحمد لله رب العالمين



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 ربيع الثاني 1441هـ/10-12-2019م, 04:08 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم الشملان مشاهدة المشاركة
التطبيق السابع :- تحرير القول في مسألة التطبيق للدرس السادس.
المسألة :المراد ب"العذاب الأدنى " اختلف العلماء في المراد بالعذاب الأدنى على أربعة أقوال:-
القول الأول :- هو ما أصاب قريش من الجوع والقتل حتى أكلوا العظام و الجيف , وما حل بهم من مصائب الدنيا , وهو قول :- مجاهد ، وعبدالله بن مسعود ومقاتل وابن عباس , وأبي بن كعب وابن زيد والحسن والسدي وأبي العالية و إبراهيم .
-والتخريج :- أما قول مجاهد فقد رواه في تفسير ه, ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره ,وذكره مكي في الهداية .
-أما قول عبدالله بن مسعود فقد رواه مجاهد فى تفسيره،
أما قول مقاتل فقد رواه في تفسيره , وذكره الثعلبي في تفسيره ; وذكره البغوي في تفسيره , وابن عطية في تفسيره.
-أما قول السدي فقد ذكره يحي بن سلام في تفسيره .
-أما قول أبي بن كعب فقد رواه الطبري في تفسيره من عده طرق , وابن أبي حاتم في تفسيره , وذكره الثعلبي في تفسيره ,و ذكره مكي في الهداية .
-أما قول الحسن :- فقد رواه عبدالرزاق في تفسيره ، و رواه الطبري في تفسيره ، وذكره الثعلبي في تفسيره.
-أما قول أبي العالية فقد رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن وكيع [هذا ليس بيانًا للطريق] ، وذكره الثعلبي في تفسيره .
-أما قول إبراهيم :فقد رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن بشار عن عبدالرحمن [هذا ليس بيانًا للطريق]،وذكره الثعلبي في تفسيره , وذكره ابن عطية في تفسيره .
-أما قول ابن زيد فقد رواه الطبري في تفسيره .
-أما قول ابن عباس فقد ذكره الثعلبي في تفسيره من رواية الوالبي ، وذكره مكي في الهداية ,. [لست بحاجة للنقل عن الثعلبي ومكي بن أبي طالب، ولديك رواية الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ]
القول الثاني :- يوم بدر
وهو قول عبدالله بن مسعود والحسن وأبي بن كعب .
-التخريج :- رواه عن ابن مسعود :
سفيان الثوري في تفسيره , و يحيى بن سلام في تفسيره, ورواه الطبري في تفسيره ، وابن أبي حاتم في تفسيره وذكره الثعلبي في تفسيره ، والبغوي في تفسيره .
ورواه عن الحسن يحيى بن سلام في تفسيره.
-ورواه عن أبي بن كعب :
عبدالرزاق في تفسيره .
القول الثالث :- الحدود
وهو قول ابن عباس ،
التخريج :- رواه عن ابن عباس :
الطبري في تفسيره من طريق ابن بشار عن أبي عاصم عن شبيب عن عكرمة [عنه]
ورواه ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره ،وذكره :- الثعلبي في تفسيره , وذكره مكي في الهداية وغيرهم .
[لعلك نقلت رواية ابن أبي حاتم من الدر المنثور للسيوطي وقد بين أيضًا رواين ابن المنذر وعبد بن حميد، فيكون التخريج: وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور للسيوطي]
القول الرابع / عذاب القبر :-
وهو قول مجاهد ،
رواه عن مجاهد : - يحيى بن سلام في تفسيره والطبري في تفسيره , وابن أبي حاتم في تفسيره وذكره مكي في الهداية , والقرطبي في تفسيره .
-الدراسة :- أما القول الأول أن المراد المصائب و القتل فمبناه على أن الضمير في قوله"ولنذيقنهم " لكفار قريش أعلم أنه يصيبهم بعذاب دون عذاب الآخرة ,كما ذكره ابن عطية في تفسيره ،
وفي الآية تعريض بتهديدهم لأنهم يسمعون هذا الكلام أو يبلغ إليهم ، وهذا إنذار بما لحقهم بعد نزول الآية ، وهو ما محنوا به من الجوع و الخوف وكانوا في أمن منهما ، وما يصبهم يوم بدر من القتل و الأسر و يوم الفتح من الذل ،ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير.
أما القول الثاني : يوم بدر،
ومبنى هذا القول كما ذكر ابن عطيةفي تفسيره أن الراجع في "لعلهم يرجعون " غير الذي يذوق في قوله "ولنذيقنهم" بل الذي يبقى بعده ، وتختلف رتبتا ضمير الذوق مع ضمير"لعل "،
أما القول الثالث :- أن المراد به الحدود فقد ذكرا بن عطيه في تفسيره (363/4) أن هذا القول يتجه على أن تكون في فسقة المؤمنين .
أما القول الرابع / عذاب القبر:-
وهذا القول استبعده القرطبي في تفسيره ، فقال " وفيه نظر لقوله " لعلهم يرجعون " قال : ومن حمل العذاب على القتل قال : لعلهم يرجعون أي : يرجع من بقى منهم ، ولا خلاف أن العذاب الأكبر عذاب جهنم.
أي المراد : رجوع من يمكن رجوعه وهم الأحياء منهم ،كما قرره ابن عاشور .
والراجح كما ذكر الطبري في تفسيره أن يقال هو ما كان في الدنيا من بلاء أصابهم شدة أو مجاعة أو قتل ، و لم يخصص الله تعالى ذكره إذ وعدهم ذلك أن يعذبهم بنوع من ذلك دون نوع ، وقد عذبهم بكل ذلك في الدنيا , كما أن مما يرجح إرادة العموم في المراد بالعذاب الأدنى ما ذكره ابن عطية في تفسيره في أن "لفظ""الأدنى " يقابل الأبعد ، والأكبر : الأصغر لكن الأدنى يتضمن الأصغر ، لأنه منقض بموت المعذب ،والتخويف إنما يصلح بما هو قريب ، وهو العذاب العاجل ، والأكبر يتضمن الأبعد ،لأنه واقع في الآخرة ، والتخويف بالبعيد إنما يصلح بذكر عظمه وشدته ، فحصلت المقابلة من حيث التضمن ،وخرج في كل منهما بما هو آكد في التخويف .
كما أن سياق الآية بيان وإخبار بأن لهم عذابا آخر لا يبلغ مبلغ عذاب النار الموعودين به في الآخرة ، فيتعين أن العذاب الأدنى عذاب الدنيا ،ذكره ابن عاشور ، أي على العموم ، ومطلق العذاب دون نوع منه ،وما ذكر من الأقوال هي من باب التفسير بالمثال.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
أوجه الإحسان:
استيعاب الأقوال وحسن التحرير العلمي وتوجيه الأقوال وبيان وجه الجمع بينها.
الملحوظة على تطبيقك: التخريج.
- لديك تقصير في بيان الطرق، وما قمت به صحيح، لكن نريد كذلك التدرب على تعيين مخرج الأثر وأصل الإسناد.
- لست بحاجة لنقل القول من مصدر ناقل مثل الثعلبي وتفسير مكي بن أبي طالب، طالما وجدته في مصدر مسند، إلا أن يكون في المصدر الناقل فائدة في توجيه القول - مثلا - حينئذ يُنصُّ عليها.
- إذا كانت عبارات السلف مختلفة فينبغي النص على ذلك
مثلا القول الأول، سقت الجميع في مساق واحد مع اختلاف عباراتهم.
- إذا نقلت عن مصدر مفقود فينبغي بيان المصدر البديل
مثال: نقلك عن تفسير ابن أبي حاتم، غالبًا من الدر المنثور.
فيكون التخريج:
أخرجه ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور للسيوطي.
لأن تفسير سورة السجدة من الجزء المفقود من تفسير ابن أبي حاتم.
- في أثناء الاقتباس بعض الملحوظات اليسيرة.

التقويم: أ
بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 ربيع الثاني 1441هـ/10-12-2019م, 04:14 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تحرير الأقوال في المراد بالعذاب الأدنى في قوله تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(21) ( السجدة)


اختلف المفسرون في المراد ب( العذاب الأدنى) على أقوال.


القول الأول: ما أصاب المشركين من قتل يوم بدر.

قاله ابن مسعود، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، ومجاهد، وهو مروى عن أبي بن كعب، والحسن البصري والحسن بن علي.

التخريج:
أما قول ابن مسعود فرواه يحيى بن سلام في تفسيره، ورواه موسى بن مسعود النهدي في تفسير سفيان الثوري، ورواه ابن جرير، والحاكم في مستدركه من طريق مسروق الهمداني عنه.
وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه.

أما قول عبد الله بن الحارث بن نوفل فرواه ابن جرير عن ابن وكيع عن عبد الأعلى عن عوف عنه.
أما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق ابن أبي نجيح عنه، قال: القتل والجوع لقريش في الدنيا.

وأما القول المروي عن أبي بن كعب فرواه عبد الرزاق عن قتادة أنه بلغه عن أبي بن كعب، ورواه ابن جرير عن مجاهد أنه حدّث عن أبي بن كعب أنه قال: يوم بدر.
وقتادة ومجاهد ممن لم يدرك أبي بن كعب.

وأما المروي عن الحسن البصري فرواه يحيى بن سلام عن الحسن بن دينار عنه، والحسن بن دينار متروك.
أما المروي عن الحسن بن علي فرواه ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم عن هشيم عن عوف عن رجل عن الحسن بن علي عنه.

وقال ابن عطية: (وقال ابن مسعود، والحسن بن علي: هو القتل بالسيف كبدر وغيرها).
ويؤخذ مما ذكره ابن عطية أن العذاب الأدنى هو القتل الواقع سواء ما كان في بدر أو في غيرها من مشاهد.

وذكر مكي بن أبي طالب قولا منسوبا إلى أبي بن كعب، قال: {عذاب يوم عقيم}، يوم بدر، والزام: القتال في يوم بدر، {يَوْمَ نَبْطِشُ البطشة الكبرى} يوم بدر، {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ العذاب الأدنى} يوم بدر، فذلك أربع آيات نزلن في يوم بدر.
وقيل: إنما سمي يوم بدر عقيماً لأنه عقيم فيه الخير والفرج عن الكفار.

وإن قال قائل أن العذب الأدنى إن كان بالقتل، فما توجيه قوله تعالى : (لعلهم يرجعون)، فنقول أن من بقي من المشركين بعد القتل فإنه يُرجى له الإيمان والعدول عن الشرك، فيكون ما أصاب بعضهم من القتل هو بمثابة تذكير وعبرة لمن خلفهم.

وقد ذكر ابن جرير في تفسيره قولا عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: القتل بالسّيف، كلّ شيءٍ وعد اللّه هذه الأمّة من العذاب الأدنى إنّما هو السّيف
.
وهذا الذي قاله عبد الله بن الحارث يحتاج إلى استقراء للمواضع التي تكون مظنة الجزم بهذا القول.

القول الثاني: عذاب الدنيا وعذاب القبر.
قاله مجاهد، ورواه يحيى بن سلام في تفسيره عن المعلي عن أبي يحيى عنه، قال: "عذاب الدّنيا وعذاب القبر دون العذاب الأكبر جهنّم، والأكبر الأشدّ".
وروى ابن جرير عن محمد بن عمارة عن عبيد الله عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد أنه قال: "الأدنى في القبور وعذاب الدنيا".

وبتأمل هذا القول فإن عذاب الدنيا وعذاب القبر لا شك أنهما أهون وأدنى من أي عذاب يكون في الآخرة، إلا أن السياق يمنع أن يكون المراد به عذاب القبر، لقول تعالى: ( لعلهم يرجعون).
وقد ورد عن عدد من السلف أن المراد بقوله تعالى : ( لعلهم يرجعون) أي يتوبون، كما قال الله تعالى : ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا).


القول الثالث: أهون وأدنى ما يكون من عذاب في يوم القيامة.
هذا المعنى مستخرج مما رواه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن إسماعيل أن عكرمة أخبره أن رسول الله قال إن أهون أهل النار عذابا رجل يطأ جمرة يغلي منها دماغه فقال أبو بكر وما كان جرمه يا رسول الله قال كانت له ماشية يغشى بها الزرع ويؤذيه وحرمه الله وما حوله غلوة بسهم وربما قال رمية بحجر فاحذروا إلا يسحت الرجل ماله في الدنيا ويهلك نفسه في الآخرة فلا تسحتوا أموالكم في الدنيا وتهلكوا أنفسكم في الآخرة وكان يصل بهذا الحديث قال وإن أدنى أهل الجنة منزلة وأسفلهم درجة لرجل لا يدخل الجنة بعده أحد يفسح له في بصره مسيرة مائة عام في قصور من ذهب وخيام من لؤلؤ ليس فيها موضع شبر إلا معمورا ويغدى عليه ويراح كل يوم بسبعين ألف صفحة من ذهب ليس منها صفحة إلا وفيها لون ليس في الأخرى مثله شهوته في أخرها كشهوته في أولها لو نزل به جميع أهل الدنيا لوسع عليهم مما أعطي لا ينقص ذلك مما أوتي شيئا.

وروى البخاري حديثا يوافق الشاهد من هذا الأثر الذي رواه عبد الرزاق، فقد روى البخاري عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة عن أبي إسحاق عن النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ لَرَجُلٌ، تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ، يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ»، ورواه مسلم بلفظ قريب.

فمعنى الأثر صحيح، ولم أقف على صحة الذي رواه عكرمة إلا أن عليه أدلة أخرى صحيحة لكنّه لا
يقصد به العذاب الأدنى في الآية.
وقد روى ابن جرير عن عبد الله بن مسعود من طريق مسروق، وعن مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وعن الحسن من طريق قتادة ، وعن ابن زيد من طريق ابن وهب أن المراد بالعذاب الأكبر هو عذاب يوم القيامة.

وقد قال ابن عطية في تفسير قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ}: (ولا خلاف أن العذاب الأكبر هو عذاب الآخرة).
وقال مكي بن أبي طالب: (وأكثرهم – أي أكثر السلف-على أن العذاب الأكبر عذاب يوم القيامة في النار).

ويؤخذ مما سبق أن العذاب الأدنى لا يراد به ما يكون في الآخرة وإن تفاوتت درجات العذاب في الآخرة إلا أنه ليس المراد هنا، فالمراد بالعذاب الأدنى هو ما يكون في الدنيا، وأن العذاب الأكبر هو ما يكون في الآخرة يوم القيامة،
وأن أدنى عذاب في الآخرة هو أكبر من أكبر عذاب في الدنيا، وبدلالة السياق ( لعلهم يرجعون) يتأكد هذا التوجيه.


القول الرابع: سنون أصابتهم.
قاله ابن مسعود، وإبراهيم النخعي.
أما قول ابن مسعود فرواه النسائي في سننه من طريق أبي الأحوص عنه ،وأبي عبيدة مرسلا.
ورواه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني من طريق أبي الأحوص عنه في تفسير مجاهد.
أما قول إبراهيم النخعي فرواه ابن جرير من طريق سفيان عنه.

وهذا القول يمكن أن يندرج تحت القول الخامس وهو من عقوبات ومصائب الدنيا، وسيأتي بيان ذلك.

القول الخامس: عقوبات الدنيا والمصائب في الأموال والأولاد، ومنها البطشة والدخان والروم.
وهذا القول تنوعت عبارات السلف في التعبير عنه، ويمكن أن تعد أقوالهم فيه من التفسير بالمثال، ومردها جميعا إلى معنى واحد، فمصائب وعقوبات الدنيا هى من العذاب الذي يُعذب الله به العباد في الدنيا ليتوبوا ويستقيموا، فيكون منه ما يصيب الأنفس إما بالجوع أو المرض أو القتل، ومنه ما يصيب الأموال بنقصها أو سلبها.

قالهأبي بن كعب، وأبي العالية، وابن زيد، ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وابن جرير، ومروي عن ابن عباس، عن معمر والحسن، والضحاك، والسدي.

التخريج:
أما قول أبي بن كعب فرواه مسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه، قال:
"مَصَائِبُ الدُّنْيَا، وَالرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، أَوِ الدُّخَانُ"، شك شعبة في البطشة أو الدخان.
ورواه ابن جرير عن أبي من نفس الطريق بنحوه إلا أنه قال: "مصيبات الدّنيا، واللّزام والبطشة والدّخان"، وكذا رواه الحاكم في مستدركه بزيادة: " هو الدجال"، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.

أما قول مجاهد فرواه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني من طريق ابن أبي نجيح عنه، قال: العذاب الأدنى ما أصابهم من القتل والجوع هذا لقريش.
أما قول أبي العالية فرواه ابن جرير من طريق الربيع بن أنس عنه، قال: المصائب في الدنيا.
أما قول الحسن البصري فرواه ابن جرير من طريق يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به عن الحسن، قال: مصيبات الدنيا.
أما قول إبراهيم النخعي فرواه موسى بن مسعود النهدي في تفسير الثوري، عنه قال: المصائب في الأموال والأولاد .
ورواه ابن جرير عن ابن وكيع عن جرير عن منصور عنه، قال: أشياء يصابون بها في الدنيا.
أما القول عن ابن زيد فرواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عنه.
أما القول المروي عن ابن عباس فرواه ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة، ومن طريق محمد بن سعد العوفي عن آبائه، وهو إسناد ضعيف، وذكره الثعلبي أن هذا القول رواية الوالبي عن ابن عباس.

أما القول المروي عن معمر والحسن فقد رواه عبد الرزاق عنهما.
أما المروي عن الضحاك فرواه ابن جرير من طريق جويبر عنه، وجويبر ضعيف جدا من جهة الضبط، إلا أن هذا القول ثبت عن غيره من السلف.

أما المروي عن السدي فرواه يحيى بن سلام في تفسيره عنه: الجوع في الدنيا.

قال ابن جرير رحمه الله: وأولى الأقوال في ذلك أن يقال: إنّ اللّه وعد هؤلاء الفسقة المكذّبين بوعيده في الدّنيا العذاب الأدنى، أن يذيقهموه دون العذاب الأكبر، والعذاب: هو ما كان في الدّنيا من بلاءٍ أصابهم، إمّا شدّةٌ من مجاعةٍ أو قتلٍ، أو مصائب يصابون بها، فكلّ ذلك من العذاب الأدنى، ولم يخصّص اللّه تعالى ذكره، إذ وعدهم ذلك أن يعذّبهم بنوعٍ من ذلك دون نوعٍ، وقد عذّبهم بكلّ ذلك في الدّنيا
بالقتل والجوع والشّدائد والمصائب في الأموال، فأوفى لهم بما وعدهم.


ومما ذكره ابن جرير فإن هذا القول يمكن أن يندرج تحته القول الأول وهو: القتل يوم بدر، والقول الرابع: وهو السنون التي أصابت المشركين.

القول السادس: الحدود.
قاله ابن عباس، ورواه ابن جرير عن ابن بشار عن أبي عاصم عن شبيب عن عكرمة عنه.
قال ابن عطية: (
ويتجه - على هذا التأويل - أن تكون في فسقة المؤمنين).
فالحدود لا تقام إلا على المؤمن الفاسق الذي ارتكب محظورا استوجب حدا، ويعد عقوبة للمؤمن في الدنيا، وهو لا شك من العذاب الأدنى، لكن سياق الآيات لا يعضد هذا القول، فالكلام عن المكذبين لا عن المؤمنين.

والحمد لله رب العالمين




أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

- القول الثالث: استخراجه غير صحيح، فلا يذكر كقول رئيس في تحرير الأقوال وإنما يمكن الإشارة إليه في نهاية الدراسة باختصار مع بيان أنه غير مقصود في الآية.
- لا مانع من دخول القول " الحدود " في تفسير الآية، فيمكن الجمع بينه وبين بقية الأقوال، على القول بأن المراد بالآيات فسقة المؤمنين كما ذكرتِ.
ويكون في نهاية تحريركِ للأقوال بيان الترجيح إن كان الخلاف خلاف تضاد أو وجه الجمع بين الأقوال كما في هذا المثال.
* التخريج:
موسى بن مسعود النهدي راوي كتب، وإنما يقال في التخريج: رواه سفيان الثوري في تفسيره.
القول الخامس:
قول أبي بن كعب: رواه مسلم وابن جرير الطبري والحاكم في مستدركه من طريق شعبة عن قتادة عن عزرة بن يحيى عن الحسن العرني عن يحيى بن الجزار عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب قال: "«مَصَائِبُ الدُّنْيَا، وَالرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، أَوِ الدُّخَانُ»، شك شعبة. واللفظ لمسلم.
إن كانت الروايات مختلفة لفظًا فقط يمكن الاكتفاء برواية مسلم، أما إن كان فيها زيادة فنقول بعدها: وفي رواية ابن جرير: " ..."، وفي رواية الحاكم جاء " .... ".
وإذا كان روي في صحيح مسلم فيكفينا هذا في بيان صحته.
أما إن كان روي عند الحاكم فقط، فحبذا لو نظرت مع تصحيح الحاكم هل وافقه الذهبي أو لا، من خلال النظر في تعليقات الذهبي على المستدرك.

الأسانيد كاملة أدناه:
اقتباس:
صحيح مسلم
42 - (2799) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 21] قَالَ: «مَصَائِبُ الدُّنْيَا، وَالرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، أَوِ الدُّخَانُ» شُعْبَةُ الشَّاكُّ فِي الْبَطْشَةِ أَوِ الدُّخَانِ
تفسير ابن جرير الطبري
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ، عن شعبة، عن قتادة، عن عزرة، عن الحسن العرنيّ، عن يحيى بن الجزّار، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ قال: المصيبات يصابون بها في الدّنيا: البطشة، والدّخان، واللّزام.
مستدرك الحاكم
8316 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا شَاذَانُ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 21] قَالَ: «مُصِيبَاتُ الدُّنْيَا الرُّومُ وَالْبَطْشَةُ أَوِ الدُّخَانُ» ، قَالَ: ثُمَّ انْقَطَعَ شَيْءٌ، فَقَالَ: «هُوَ الدَّجَّالُ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ، سَأَلْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ، عَنْ عَزْرَةَ هَذَا فَقَالَ: عَزْرَةُ بْنُ يَحْيَى، وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ بْنِ تَمِيمٍ "
[التعليق - من تلخيص الذهبي] 8316 - صحيح
اقتباس:
أما المروي عن السدي فرواه يحيى بن سلام في تفسيره عنه: الجوع في الدنيا.
معلقا.
قال يحيى بن سلام: وقال السدي.

التقويم: أ
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 جمادى الأولى 1441هـ/1-01-2020م, 05:33 PM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

. المراد بالذي بيده عقدة النكاح.
اختلف العلماء في المراد "بالذي بيده عقدة النكاح " على ثلاثة أقوال:

القول الأول: هو الزَّوْجُ ، وبِهِ قالَ عَلِيٌّ، وشُرَيْحٌ، وسَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ وجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، ومُجاهِدٍ، وأبُو حُذَيْفَةَ.
أما قول علي فرواه ابن جرير عن خلاس بن عمرو عن علي بن أبي طالب قال {الذي بيده عقدة النكاح} الزوج.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسطوالبيهقي بسند حسن عن ابن عمرو عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال الذي بيده عقدةالنكاح: الزوج.كما في الدر المنثور للسيوطي.
وأما قول شريح فقد و رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن علي أنه : الزوج.
وأما قول سعيد بن مسيب فرواه ابن جرير عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه الزوج.
وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير عن مجاهد من عدة طرق.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير ومجاهد والضحاكوشريح، وابن المسيب والشعبي ونافع ومحمد بن كعب {الذي بيده عقدة النكاح} الزوج. كما في الدر المنثور للسيوطي.
و عفو الزوج بأن يعطي مطلقتهالصّداق كاملاً ، وهذا في المرأة تطلق من قبل أن يدخل بها ، وقد فرض لها المهر ، فلها نصف ما فرض لها ، إلا أن تهبه أو يتمم لها الزوج الصداق كاملا.
القائلين بهذا القول يرودن قول من قال إن المقصود بالذي بيده عقدة النكاح أنه الولي و يرون أن لا سبيلا للولي على شي من صداق المرأة ، للإجماع على أن الولي لو أبرأ الزوج من المهر قبل الطلاق لم يجز فكذلك بعده. وأجمعوا على أن الولي لا يملك أن يهب شيئا من مالها، والمهر مالها. وأجمعوا على أن من الأولياء من لا يجوز عفوهم وهم بنو العم وبنو الإخوة، فكذلك الأب.
ويرد على هذا القول أنه إن كان الخطاب للزوج المطلق لقال "أو تعفو" لأن الخطاب السابق كان ظاهر للزوج "وإن طلقتموهن" فما وجه الإتيان بقول "الذي بيده عقدة النكاح". وإن قيل أنه جيء بالأسم الموصول تحريضا على عفو المطلق فهو مردود لأنه لو أريد هذا المعنى لقيل أو يعفو الذي كان بييده عقدة النكاح فهو لا يملك عقد نكاحها بعد طلاقها. فهذا يتعين أنه أريد به ولي المرأة لأن بيده عقدة نكاحها ولا ينعقد نكاحها إلا بالولي.(ذكره ابن عاشور).

القول الثاني: هو الوَلِيُّ ، وهو قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ، ومُجاهِدٍ، وطاوُسٍ، والحَسَنِ، وعِكْرِمَةَ، والسُّدِّيِّ.
أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير عن ابن عباس في قوله {إلا أن يعفون} يعنيالنساء {أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح} هو الولي.
وأما قول محاهد وطاوس فأخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي بشرقال: قال طاووس ومجاهد {الذي بيده عقدة النكاح} هو الولي، وقال سعيد بن جبير: هوالزوج فكلماه في ذلك فما برحا حتى تابعا سعيدا. كما في الدر المنثور للسيوطي.
أما قول الحسن فرواه ابن جرير من عدة طرق عن الحسن" فيالّذي بيده عقدة النّكاح"، قال: الوليّ.
أما قول عكرمه فرواه ابن جرير عن طريق عمرو بن دينار عن عكرمة قال: أمر اللّه عزّوجلّ بالعفو، وأذن فيه، فإن عفت جاز عفوها، وإن شحّت، وعفا وليّها، جازعفوه.
ويكون عفو الولي بأن يترك نصيب المرأة البكر أو الغير جائزة الأمر .
ومن اختار هذا القول ذكر أن الله سبحانه وتعالى قال في أول الآية:" وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم" فذكر الأزواج وخاطبهم بهذا الخطاب، ثم قال:" إلا أن يعفون" فذكر النسوان،" أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح" فهو ثالث فلا يرد إلى الزوج المتقدم إلا لو لم يكن لغيره وجود، وقد وجد وهو الولي فهو المراد.
قال أبو جعفر: إن الذي يدل عليه سياق الكلام واللغة أنه الولي، وهو الذي يجوز أن يعقد النكاح على المرأة بغير أمرها كما فال :{ولا تعزموا عقدة النكاح} وإنما بيد الزوج أن يطلق ، فهو بيده عقة نكاح نفسه وهذا لا يناسب سياق الآيات التي قبلها.
وأما اللغة فيقال:إذا أعطي الصداق كاملا أنلا يقال له عاف ولكن يقال له واهب لأن العفو إنما هو ترك الشيء وإذهابه ومنه عفتالديار والعافية دروس البلاء وذهابه ومنه عفا اللهعنك.
واعترض بعضهم: أنّ الّذي بيده عقدةالنّكاح حقيقةً الزّوج، فإنّ بيده عقدها وإبرامها ونقضها وانهدامها، وكما أنّه لايجوز للوليّ أن يهب شيئًا من مال المولية للغير، فكذلك فيالصّداق.
ويرد عليه أنّ الوليّ هو الّذي أكسبها إيّاه، فلهالتّصرّف فيه بخلاف سائر مالها.ويكون ولاية الولي في البكر أما الثيب فلا ولاية له عليها.كما أن يجوز عفو الولي إذا كان من أهل السداد، ولا يجوز عفوه إذا كان سفيها

القول الثالث: هو أبُو الَبكْرٍ، أوالسَّيِّدُ في أُمَّتِهِ، وهو قَوْلُ مالِكٍ والزهري وروي عن ابن عباس والسدي.
قال مالك: "هو الأب في ابنته البكر، أو السيد في أمته".
أما قول مالك: فرواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن مالكٍ، عن زيدٍ، وربيعة: {الّذي بيده عقدة النّكاح} الأب في ابنته البكر،والسّيّد في أمته.
وأما قول الزهري فرواه عبدالرزاق عن معمر. ورواه ابن جرير عن ابن جريج عن الزهري: {أو يعفو الّذي بيده عقدة النّكاح} وليّ البكر.
ويمكن جمع هذا القول مع القول الثاني بأنه إن كان المقصود ب"الذي بيده عقدة النكاح" هو الولي فهو لا يخرج من أمرين : أما أن يكون الولي المجبر : وهو الأب في ابنته البكر والسيد في أمته وهذا ظاهر تملكه لعقد النكاح ، أو الولي مطلقا حيث لا يمكن أن يعقد على المرأة بغير الولي. (ذكره ابن عاشور).
التفاسير المعتمدة في ترجيح الأقوال: تفسير الطبري ، وابن عطية ، وابن كثير، ووالقرطبي، وابن عاشور.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 جمادى الأولى 1441هـ/11-01-2020م, 10:21 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالحة الفلاسي مشاهدة المشاركة
. المراد بالذي بيده عقدة النكاح.
اختلف العلماء في المراد "بالذي بيده عقدة النكاح " على ثلاثة أقوال:

القول الأول: هو الزَّوْجُ ، وبِهِ قالَ عَلِيٌّ، وشُرَيْحٌ، وسَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ وجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، ومُجاهِدٍ، وأبُو حُذَيْفَةَ.
أما قول علي فرواه ابن جرير عن خلاس بن عمرو عن علي بن أبي طالب قال {الذي بيده عقدة النكاح} الزوج.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسطوالبيهقي بسند حسن عن ابن عمرو عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال الذي بيده عقدةالنكاح: الزوج.كما في الدر المنثور للسيوطي. [تفسير ابن جرير وتفسير ابن أبي حاتم لسورة البقرة ومعجم الطبراني وكتب البيهقي، جميعها موجودة ومتوفرة؛ فلا يصح إذا النسخ من الدر المنثور، وإنما نعتمد على الدر المنثور في الكتب المفقودة فقط، أو في الأجزاء المفقودة، مثلا تفسير ابن أبي حاتم المطبوع والمحقق ليس كاملا، ونسخكِ منه يعد قدحًا في تخريجكِ لأنكِ لم تقومي به بنفسك، فلا يدل على إتقانكِ للمهارة المطلوبة]
وأما قول شريح فقد و رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن علي أنه : الزوج.
وأما قول سعيد بن مسيب فرواه ابن جرير عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه الزوج.
وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير عن مجاهد من عدة طرق.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير ومجاهد والضحاكوشريح، وابن المسيب والشعبي ونافع ومحمد بن كعب {الذي بيده عقدة النكاح} الزوج. كما في الدر المنثور للسيوطي.
و عفو الزوج بأن يعطي مطلقتهالصّداق كاملاً ، وهذا في المرأة تطلق من قبل أن يدخل بها ، وقد فرض لها المهر ، فلها نصف ما فرض لها ، إلا أن تهبه أو يتمم لها الزوج الصداق كاملا.
القائلين بهذا القول يرودن قول من قال إن المقصود بالذي بيده عقدة النكاح أنه الولي و يرون أن لا سبيلا للولي على شي من صداق المرأة ، للإجماع على أن الولي لو أبرأ الزوج من المهر قبل الطلاق لم يجز فكذلك بعده. وأجمعوا على أن الولي لا يملك أن يهب شيئا من مالها، والمهر مالها. وأجمعوا على أن من الأولياء من لا يجوز عفوهم وهم بنو العم وبنو الإخوة، فكذلك الأب.
ويرد على هذا القول أنه إن كان الخطاب للزوج المطلق لقال "أو تعفو" لأن الخطاب السابق كان ظاهر للزوج "وإن طلقتموهن" فما وجه الإتيان بقول "الذي بيده عقدة النكاح". وإن قيل أنه جيء بالأسم الموصول تحريضا على عفو المطلق فهو مردود لأنه لو أريد هذا المعنى لقيل أو يعفو الذي كان بييده عقدة النكاح فهو لا يملك عقد نكاحها بعد طلاقها. فهذا يتعين أنه أريد به ولي المرأة لأن بيده عقدة نكاحها ولا ينعقد نكاحها إلا بالولي.(ذكره ابن عاشور).

القول الثاني: هو الوَلِيُّ ، وهو قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ، ومُجاهِدٍ، وطاوُسٍ، والحَسَنِ، وعِكْرِمَةَ، والسُّدِّيِّ.
أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير عن ابن عباس في قوله {إلا أن يعفون} يعنيالنساء {أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح} هو الولي.
وأما قول محاهد وطاوس فأخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي بشرقال: قال طاووس ومجاهد {الذي بيده عقدة النكاح} هو الولي، وقال سعيد بن جبير: هوالزوج فكلماه في ذلك فما برحا حتى تابعا سعيدا. كما في الدر المنثور للسيوطي.
أما قول الحسن فرواه ابن جرير من عدة طرق عن الحسن" فيالّذي بيده عقدة النّكاح"، قال: الوليّ.
أما قول عكرمه فرواه ابن جرير عن طريق عمرو بن دينار عن عكرمة قال: أمر اللّه عزّوجلّ بالعفو، وأذن فيه، فإن عفت جاز عفوها، وإن شحّت، وعفا وليّها، جازعفوه.
ويكون عفو الولي بأن يترك نصيب المرأة البكر أو الغير جائزة الأمر .
ومن اختار هذا القول ذكر أن الله سبحانه وتعالى قال في أول الآية:" وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم" فذكر الأزواج وخاطبهم بهذا الخطاب، ثم قال:" إلا أن يعفون" فذكر النسوان،" أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح" فهو ثالث فلا يرد إلى الزوج المتقدم إلا لو لم يكن لغيره وجود، وقد وجد وهو الولي فهو المراد. [منسوخ من كلام القرطبي]
قال أبو جعفر: [يجب تحديده، فابن جرير الطبري يكنى أيضا بأبي جعفر، وأبو جعفر النحاس صاحب معاني القرآن وهذا الكلام منسوخ نصا من كتابه!] إن الذي يدل عليه سياق الكلام واللغة أنه الولي، وهو الذي يجوز أن يعقد النكاح على المرأة بغير أمرها كما فال :{ولا تعزموا عقدة النكاح} وإنما بيد الزوج أن يطلق ، فهو بيده عقة نكاح نفسه وهذا لا يناسب سياق الآيات التي قبلها.
وأما اللغة فيقال:إذا أعطي الصداق كاملا أنلا يقال له عاف ولكن يقال له واهب لأن العفو إنما هو ترك الشيء وإذهابه ومنه عفتالديار والعافية دروس البلاء وذهابه ومنه عفا اللهعنك.
واعترض بعضهم: أنّ الّذي بيده عقدةالنّكاح حقيقةً الزّوج، فإنّ بيده عقدها وإبرامها ونقضها وانهدامها، وكما أنّه لايجوز للوليّ أن يهب شيئًا من مال المولية للغير، فكذلك فيالصّداق.
ويرد عليه أنّ الوليّ هو الّذي أكسبها إيّاه، فلهالتّصرّف فيه بخلاف سائر مالها
[هذا منسوخ من كلام ابن كثير!]
.
ويكون ولاية الولي في البكر أما الثيب فلا ولاية له عليها.كما أن يجوز عفو الولي إذا كان من أهل السداد، ولا يجوز عفوه إذا كان سفيها [وهذا من كلام القرطبي]

القول الثالث: هو أبُو الَبكْرٍ، أوالسَّيِّدُ في أُمَّتِهِ، وهو قَوْلُ مالِكٍ والزهري وروي عن ابن عباس والسدي. [وهذا القول تابع للقول الثاني أنه الولي]
قال مالك: "هو الأب في ابنته البكر، أو السيد في أمته".
أما قول مالك: فرواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن مالكٍ، عن زيدٍ، وربيعة: {الّذي بيده عقدة النّكاح} الأب في ابنته البكر،والسّيّد في أمته.
وأما قول الزهري فرواه عبدالرزاق عن معمر. ورواه ابن جرير عن ابن جريج عن الزهري: {أو يعفو الّذي بيده عقدة النّكاح} وليّ البكر.
ويمكن جمع هذا القول مع القول الثاني بأنه إن كان المقصود ب"الذي بيده عقدة النكاح" هو الولي فهو لا يخرج من أمرين : أما أن يكون الولي المجبر : وهو الأب في ابنته البكر والسيد في أمته وهذا ظاهر تملكه لعقد النكاح ، أو الولي مطلقا حيث لا يمكن أن يعقد على المرأة بغير الولي. (ذكره ابن عاشور).
التفاسير المعتمدة في ترجيح الأقوال: تفسير الطبري ، وابن عطية ، وابن كثير، ووالقرطبي، وابن عاشور.
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.
الهدف من هذه التطبيقات هو إتقان عدد من المهارات منها استخلاص المسائل، وتصنيفها وتعيين مراجعها، وتخريج الأقوال من مصادرها الأصيلة وتعيين مخرج الأثر، وتحرير الأقوال وتوجيهها وتعيين الراجح منها أو الجمع بين الأقوال.
وهذه المهارات كلها، من المفترض أن تصلي إليها عند هذا التطبيق " التطبيق السابع " ولو بنسبة 60% لا أكثر، وأقبل أقل من ذلك.
حتى يتحقق هذا ينبغي أن تقومي بكل الخطوات بنفسك، ولا تعتمدي على أسلوب غيرك وطريقته.
في برنامج " إعداد المفسر" لا يمكن أن يكون الإعداد بنسخ " نسبة الأقوال " لأهل السلف من التفاسير، بل المطلوب استخراج هذه النسبة من المصادر الأصيلة، وإلا فماذا تعلمنا في التطبيق السادس؟
ألم يكن عماده أن نتحقق من صحة نسبة المفسرين القول للسلف، ووجدنا أنهم أخطأوا في بعض المواضع؟!
ولا يمكن أن يكون الإعداد بنسخ التخريج من الدر المنثور للسيوطي، لأنه بشر وأخطأ في بعض المواضع، ونسخنا منه تكرار للخطأ، بل ينبغي أن نعمل قواعد التخريج كما درستِ ونصبر على صعوبتها، ونأخذها خطوة خطوة كما يتعلم الطفل الحروف للمرة الأولى.
النسخ من كلام المفسرين لا يمنحكِ أسلوبكِ الخاص، ولا يعطيك مهارة التوجيه
الآن إن أعطيتكِ ثلاثة فقرات دون بيان قائليها، واحدة للطبري والأخرى لابن عطية والثالثة لابن عاشور، متأكدة أن بإمكانكِ التمييز بينها وتعيين القائل لكل منها، لأن لكل منهم أسلوبه الخاص، وهذا ما ينبغي أن تصلي إليه.

هذه الرسالة لي ولكِ ولكل الأخوات في هذا البرنامج
رجاء اصبروا، ولا تتعجلوا أداء التطبيقات بالاعتماد على النسخ واللصق.
التقويم: د
المعمول به أن النسخ واللصق يُضعف التقويم، وفي تطبيقات قادمة يكون سببًا كافيًا للإعادة، فأرجو مراعاة ذلك فيما يُستقبل بإذن الله.
وفقكِ الله وسددكِ وبارك في وقتكِ وجهدكِ ورفع قدركِ في الدارين.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 جمادى الآخرة 1441هـ/16-02-2020م, 10:58 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

اختلف العلماء من السلف في المراد بالعذاب الأدنى على أقوال :
القول الأول : فمنهم من جعلها خاصة بكفار قريش ، فقال : ما أصابهم من القتل يوم بدر
وهو قول ابن مسعود قال : "يوم بدر " والحسن بن علي قال : "الْعَذَابُ الأَدْنَى بِالسَّيْفِ يَوْمَ بَدْر".وروي عن أبي بن كعب .
ونقله السيوطي عن عكرمة وسعيد بن الجبير قالا : " هو يوم بدر "
االتخريج :
قول ابن مسعود :
رواه يحي بن سلام وابن جرير والطبراني في المعجم الكبير والحاكم في مستدركه والبيهقي في دلائل النبوة وابن حجر في اتحاف المهرة جميعهم من طرق عن مسروق عن عبد الله قال : " هو يوم بدر " .
وأخرجه الفريابي وابن منيع وابن المنذر وابن أبي حاتم والخطيب وابن مردويه كما جاء في الدر المنثور للسيوطي
تخريج قول الحسن بن دينار:
رواه يحي بن سلام قال : الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: الْعَذَابُ الأَدْنَى بِالسَّيْفِ يَوْمَ بَدْر.
ورواه ابن جرير قال : "حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا عوف عمن حدثه، عن الحسن بن عليّ، أنه قال: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: القتل بالسيف صبرا " .

تخريج قول أبي بن كعب :
رواه عبد الرزاق قال : أرنا مَعْمَرٌ , عَنْ قَتَادَةَ , قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ كَانَ يَقُولُ: " أَرْبَعُ آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي يَوْمِ بَدْرٍ هَذِهِ إِحْدَاهُنَّ , {يَوْمٍ عَقِيمٍ} [الحج: 55] , يَوْمُ بَدْرٍ , وَاللِّزَامُ: الْقَتْلَى يَوْمَ بَدْرٍ , {وَالْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} , يَوْمَ بَدْرٍ , {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 21] يَوْمَ بَدْرٍ "
رواه ابن جرير قال : "حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قال: كان مجاهد يحدّث عن أُبيّ بن كعب أنه كان يقول: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) يوم بدر.
ورواية قتادة ومجاهد عن أبي بن كعب مرسلة .


ويكون معنى : (لعلهم يرجعون ) على هذا القول في حق من بقي منهم أن يعتبر بما حصل لقومه يوم بدر ، وقد عاد كثير ممن قاتل يوم بدر وأحد من المشركين مثل عكرمة وخالد بن الوليد ، ويوم الفتح دخلوا في دين الله أفواجا وجماعات .
..............................................................................

القول الثاني : هي السنون والجوع والقحط الذي أصابهم
القائلون به : وهو قول عبد الله بن مسعود ومجاهد وإبراهيم النخعي ومقاتل

تخريج قول عبدالله بن مسعود :
رواه النسائي في السنن الكبرى قال : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} قَالَ: «سِنُونَ أَصَابَتْهُمُ» .


تخريج قول مجاهد
قال ابن جرير : حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: القتل والجوع لقريش في الدنيا.

تخريج قول إبراهيم النخعي
رواه ابن جرير وابن أبي شيبة من طرق عن منصور عن إبراهيم النخعي قال : " أشياء يصابون بها في الدنيا " .
تخريج قول مقاتل :
رواه مقاتل في تفسيره ، قال : " وَلَنُذِيقَنَّهُمْ يعنى كفار مكة مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى يعني الجوع الذي أصابهم في السنين السبع بمكة حين أكلوا العظام والموتى والجيف والكلاب عقوبة بتكذيبهم النبي- صلى الله عليه وسلم " .

وأصحاب هذا القول إن كانوا جعل العذاب خاصا لقريش إلا أنهم لم يخصصوه بيوم معين بل كل ما أصاب كفار قريش من العذاب والجوع والقتل والأسر جراء معاداتهم رسول الله ودينه كان تحذيرا لهم لعلهم يرجعون عن معاداتهم وكفرهم وقال مقاتل في تفسيره : " دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ يعني القتل ببدر وهو أعظم من العذاب الذي أصابهم من الجوع لَعَلَّهُمْ يعني لكي يَرْجِعُونَ ، من الكفر إلى الإيمان ، فجعل العذاب الأكبر هو يوم بدر " .وهو غير ما ذكره عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم ، قال القرطبي : " وَلَا خِلَافَ أَنَّ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ عَذَابُ جَهَنَّمَ " .

[ومنهم من جعل الآية عامة وليست خاصة بكفار قريش ]


1) القول الثالث: القتل بالسيف ، ، قال الحارث بن نوفل : كل شيء وعد الله هذه الأمة من العذاب الأدنى إنما هو السيف
وهو قول عبدالله بن الحارث بن نوفل
التخريج :
رواه ابن جرير قال : حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عبد الأعلى، عن عوف، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: القتل بالسيف، كلّ شيء وعد الله هذه الأمة من العذاب الأدنى إنما هو السيف.
,....................................................................................

القول الرابع: الحدود ، وهو قول ابن عباس .
التخريج : رواه ابن جرير قال : حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: الحدود.
.....................................................................................................
القول الخامس : عذاب القبر
وهو قول مجاهد
التخريج : رواه ابن جرير قال : حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: الأدنى في ألقبور وعذاب الدنيا.
وختام الآية وسياقها يتعارض مع هذا القول فقد ختمت الآية بقوله : ( لعلهم يرجعون ) وإنما تكون العودة للحق والتوبة في حال حياة الإنسان .
...................................................................................
القول السادس : عقوبات الدنيا ومصائبها وشدائدها .

وهو قول أبي بن كعب وابن عباس وأبي العالية وإبراهيم النخعي والضحاك وابن زيد والسدي ومجاهد والحسن البصري

التخريج :
أما قول أبي بن كعب فرواه مسلم في صحيحه وعبد الله ابن الإمام أحمد في زياداته وابن جرير والحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} قَالَ: «مَصَائِبُ الدُّنْيَا" . واللفظ لمسلم ، كما رواه ابن المنذر وابن أبي حاتم كما جاء في الدر المنثور للسيوطي .
وفي المستدرك عنه قال : " «مُصِيبَاتُ الدُّنْيَا الرُّومُ وَالْبَطْشَةُ أَوِ الدُّخَانُ» ، قَالَ: ثُمَّ انْقَطَعَ شَيْءٌ، فَقَالَ: «هُوَ الدَّجَّالُ»
وأما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طريقين قال : حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَاب الأدنى) يقول: مصائب الدنيا وأسقامها وبلاؤها مما يبتلي الله بها العباد حتى يتوبوا.
ورواه من طريق آخر قال : حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) قال: العذاب الأدنى بلاء الدنيا، قيل: هي المصائب.

واما قول السدي فرواه يحي بن سلام قال : َقَالَ السُّدِّيُّ: يَعْنِي بِالْعَذَابِ الأَدْنَى: الْعَذَابَ الأَقْرَبَ، وَهُوَ الْجُوعُ فِي الدُّنْيَا.
وأما قول أبي العالية فرواه ابن جرير قال : حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى) قال: المصائب في الدنيا.

وأما قول إبراهيم النخعي فرواه ابن أبي شيبه في مصنفه وابن جرير، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَشْيَاءُ يُصَابُونَ بِهَا فِي الدُّنْيَا .
وأما قول الحسن البصري فرواه عبد الرزاق الصنعاني قال : قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ الْحَسَنُ: {الْعَذَابِ الْأَدْنَى}: «عُقُوبَاتُ الدُّنْيَا» ، ورواه ابن جرير قال : حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، حدثه، عن الحسن قوله: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَىَ) : أي مصيبات الدنيا.
وأما قول الضحاك فرواه ابن جرير قال : قال: ثنا أبو خالد الأحمر، عن جُوَيبر، عن الضحاك (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: المصيبات في دنياهم وأموالهم.
.................................................................................
وجاء في معنى العذاب الأدنى قولان : الأول :بمعنى الأقرب ، قَالَ السُّدِّيُّ: يَعْنِي بِالْعَذَابِ الأَدْنَى: الْعَذَابَ الأَقْرَبَ ، فخوفهم بما هو أقرب وقوعا من عذاب الآخرة وهو جهنم ، لأن النفس تجزع لما هو قريب وتخافه ربما اشد خوفا من البعيد الأشد كما ذكره الرازي في مفاتيح الغيب ، والقول الثاني : أنه دون ذلك أي أقل ، ووجه التخويف فيه أن المتفكر في ما أصابهم من القتل والجوع والأسر وما لاقوه من شدة ثم يقال له أن كل هذا دون ما سيلاقونه من عذاب جهنم وشدة الحساب فيتصور عظمته فيرتدع لأجل ذلك ، ثم بين تعالى الحكمة من هذا العذاب القريب المعجل لهم وهو قوله : ( لعلهم يرجعون ) ، وهو استئناف بياني كما ذكره ابن عاشور .
قال الماتريدي : و{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} فيه وجهان: أحدهما: يرجعون إلى الحق , قاله إبراهيم. الثاني: يتوبون من الكفر , قاله ابن عباس.

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 رجب 1441هـ/10-03-2020م, 10:24 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عطية الله اللبدي مشاهدة المشاركة
اختلف العلماء من السلف في المراد بالعذاب الأدنى على أقوال :
القول الأول : فمنهم من جعلها خاصة بكفار قريش ، فقال : ما أصابهم من القتل يوم بدر
وهو قول ابن مسعود قال : "يوم بدر " والحسن بن علي قال : "الْعَذَابُ الأَدْنَى بِالسَّيْفِ يَوْمَ بَدْر".وروي عن أبي بن كعب .
ونقله السيوطي عن عكرمة وسعيد بن الجبير قالا : " هو يوم بدر "
االتخريج :
قول ابن مسعود :
رواه يحي بن سلام وابن جرير والطبراني في المعجم الكبير والحاكم في مستدركه والبيهقي في دلائل النبوة وابن حجر في اتحاف المهرة جميعهم من طرق عن مسروق عن عبد الله قال : " هو يوم بدر " .
وأخرجه الفريابي وابن منيع وابن المنذر وابن أبي حاتم والخطيب وابن مردويه كما جاء في الدر المنثور للسيوطي
تخريج قول الحسن بن دينار: [هذا قول الحسن البصري، والحسن بن دينار من تلاميذه]
رواه يحي بن سلام قال : الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: الْعَذَابُ الأَدْنَى بِالسَّيْفِ يَوْمَ بَدْر.
ورواه ابن جرير قال : "حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا عوف عمن حدثه، عن الحسن بن عليّ، أنه قال: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: القتل بالسيف صبرا " .
[روايه ابن جرير في الحسن بن علي ]
تخريج قول أبي بن كعب :
رواه عبد الرزاق قال : أرنا مَعْمَرٌ , عَنْ قَتَادَةَ , قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ كَانَ يَقُولُ: " أَرْبَعُ آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي يَوْمِ بَدْرٍ هَذِهِ إِحْدَاهُنَّ , {يَوْمٍ عَقِيمٍ} [الحج: 55] , يَوْمُ بَدْرٍ , وَاللِّزَامُ: الْقَتْلَى يَوْمَ بَدْرٍ , {وَالْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} , يَوْمَ بَدْرٍ , {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 21] يَوْمَ بَدْرٍ "
رواه ابن جرير قال : "حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قال: كان مجاهد يحدّث عن أُبيّ بن كعب أنه كان يقول: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) يوم بدر.
ورواية قتادة ومجاهد عن أبي بن كعب مرسلة .


ويكون معنى : (لعلهم يرجعون ) على هذا القول في حق من بقي منهم أن يعتبر بما حصل لقومه يوم بدر ، وقد عاد كثير ممن قاتل يوم بدر وأحد من المشركين مثل عكرمة وخالد بن الوليد ، ويوم الفتح دخلوا في دين الله أفواجا وجماعات .
..............................................................................

القول الثاني : هي السنون والجوع والقحط الذي أصابهم
القائلون به : وهو قول [رواية عن، لتعدد الأقوال عن ابن مسعود إلا أن يثبت لكِ صحة أحدهم فيجزم به] عبد الله بن مسعود ومجاهد وإبراهيم النخعي ومقاتل

تخريج قول عبدالله بن مسعود :
رواه النسائي في السنن الكبرى قال : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} قَالَ: «سِنُونَ أَصَابَتْهُمُ» .


تخريج قول مجاهد
قال ابن جرير : حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: القتل والجوع لقريش في الدنيا.
[هذان إسنادان ومخرج الأثر ابن أبي نجيح وروى عنه كل من عيسى وورقاء]
تخريج قول إبراهيم النخعي
رواه ابن جرير وابن أبي شيبة من طرق عن منصور عن إبراهيم النخعي قال : " أشياء يصابون بها في الدنيا " .
تخريج قول مقاتل :
رواه [قاله؛ فهو قوله نفسه] مقاتل في تفسيره ، قال : " وَلَنُذِيقَنَّهُمْ يعنى كفار مكة مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى يعني الجوع الذي أصابهم في السنين السبع بمكة حين أكلوا العظام والموتى والجيف والكلاب عقوبة بتكذيبهم النبي- صلى الله عليه وسلم " .

وأصحاب هذا القول إن كانوا جعل العذاب خاصا لقريش إلا أنهم لم يخصصوه بيوم معين بل كل ما أصاب كفار قريش من العذاب والجوع والقتل والأسر جراء معاداتهم رسول الله ودينه كان تحذيرا لهم لعلهم يرجعون عن معاداتهم وكفرهم وقال مقاتل في تفسيره : " دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ يعني القتل ببدر وهو أعظم من العذاب الذي أصابهم من الجوع لَعَلَّهُمْ يعني لكي يَرْجِعُونَ ، من الكفر إلى الإيمان ، فجعل العذاب الأكبر هو يوم بدر " .وهو غير ما ذكره عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم ، قال القرطبي : " وَلَا خِلَافَ أَنَّ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ عَذَابُ جَهَنَّمَ " .

[ومنهم من جعل الآية عامة وليست خاصة بكفار قريش ]


1) القول الثالث: القتل بالسيف ، ، قال الحارث بن نوفل : كل شيء وعد الله هذه الأمة من العذاب الأدنى إنما هو السيف
وهو قول عبدالله بن الحارث بن نوفل
التخريج :
رواه ابن جرير قال : حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عبد الأعلى، عن عوف، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: القتل بالسيف، كلّ شيء وعد الله هذه الأمة من العذاب الأدنى إنما هو السيف.
,....................................................................................

القول الرابع: الحدود ، وهو قول ابن عباس .
التخريج : رواه ابن جرير قال : حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: الحدود.
.....................................................................................................
القول الخامس : عذاب القبر
وهو قول مجاهد
التخريج : رواه ابن جرير قال : حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: الأدنى في ألقبور وعذاب الدنيا.
وختام الآية وسياقها يتعارض مع هذا القول فقد ختمت الآية بقوله : ( لعلهم يرجعون ) وإنما تكون العودة للحق والتوبة في حال حياة الإنسان .
...................................................................................
القول السادس : عقوبات الدنيا ومصائبها وشدائدها .

وهو قول أبي بن كعب وابن عباس وأبي العالية وإبراهيم النخعي والضحاك وابن زيد والسدي ومجاهد والحسن البصري

التخريج :
أما قول أبي بن كعب فرواه مسلم في صحيحه وعبد الله ابن الإمام أحمد في زياداته وابن جرير والحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} قَالَ: «مَصَائِبُ الدُّنْيَا" . واللفظ لمسلم ، كما رواه ابن المنذر وابن أبي حاتم كما جاء في الدر المنثور للسيوطي . [راجعي التعليق على الأخت إنشاد]
وفي المستدرك عنه قال : " «مُصِيبَاتُ الدُّنْيَا الرُّومُ وَالْبَطْشَةُ أَوِ الدُّخَانُ» ، قَالَ: ثُمَّ انْقَطَعَ شَيْءٌ، فَقَالَ: «هُوَ الدَّجَّالُ»
وأما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طريقين قال : حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَاب الأدنى) يقول: مصائب الدنيا وأسقامها وبلاؤها مما يبتلي الله بها العباد حتى يتوبوا.
ورواه من طريق آخر قال : حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) قال: العذاب الأدنى بلاء الدنيا، قيل: هي المصائب.

واما قول السدي فرواه يحي بن سلام قال : َقَالَ السُّدِّيُّ: يَعْنِي بِالْعَذَابِ الأَدْنَى: الْعَذَابَ الأَقْرَبَ، وَهُوَ الْجُوعُ فِي الدُّنْيَا.
وأما قول أبي العالية فرواه ابن جرير قال : حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى) قال: المصائب في الدنيا.

وأما قول إبراهيم النخعي فرواه ابن أبي شيبه في مصنفه وابن جرير، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَشْيَاءُ يُصَابُونَ بِهَا فِي الدُّنْيَا .
وأما قول الحسن البصري فرواه عبد الرزاق الصنعاني قال : قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ الْحَسَنُ: {الْعَذَابِ الْأَدْنَى}: «عُقُوبَاتُ الدُّنْيَا» ، ورواه ابن جرير قال : حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، حدثه، عن الحسن قوله: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَىَ) : أي مصيبات الدنيا.
وأما قول الضحاك فرواه ابن جرير قال : قال: ثنا أبو خالد الأحمر، عن جُوَيبر، عن الضحاك (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال: المصيبات في دنياهم وأموالهم.
.................................................................................
وجاء في معنى العذاب الأدنى قولان : الأول :بمعنى الأقرب ، قَالَ السُّدِّيُّ: يَعْنِي بِالْعَذَابِ الأَدْنَى: الْعَذَابَ الأَقْرَبَ ، [ضعي علامة على نهاية القول] فخوفهم بما هو أقرب وقوعا من عذاب الآخرة وهو جهنم ، لأن النفس تجزع لما هو قريب وتخافه ربما اشد خوفا من البعيد الأشد كما ذكره الرازي في مفاتيح الغيب ، والقول الثاني : أنه دون ذلك أي أقل ، ووجه التخويف فيه أن المتفكر في ما أصابهم من القتل والجوع والأسر وما لاقوه من شدة ثم يقال له أن كل هذا دون ما سيلاقونه من عذاب جهنم وشدة الحساب فيتصور عظمته فيرتدع لأجل ذلك ، ثم بين تعالى الحكمة من هذا العذاب القريب المعجل لهم وهو قوله : ( لعلهم يرجعون ) ، وهو استئناف بياني كما ذكره ابن عاشور .
قال الماتريدي : و{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} فيه وجهان: أحدهما: يرجعون إلى الحق , قاله إبراهيم. الثاني: يتوبون من الكفر , قاله ابن عباس.

والحمد لله رب العالمين
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
في دراستكِ ينبغي أن تبيني هل هناك تضاد بين الأقوال، فإن كان كذلك فما هو القول الراجح منها؟
وإن لم يكن كذلك فما وجه الجمع بين الأقوال، وقد ذكرتِ في تحريركِ ما يعينكِ على الوصول إلى هذه النتيجة:
- معنى الأدنى
- معنى {لعلهم يرجعون}
بقي بيان الجمع بين الأقوال، وراجعي التعليق على الأخت إنشاد.
التقويم: أ
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir