دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 محرم 1441هـ/10-09-2019م, 01:02 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس أداء التطبيق الرابع من تطبيقات مهارات التخريج


مجلس أداء التطبيق الرابع من تطبيقات مهارات التخريج


اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.

المجموعة الأولى:
( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.
( 2 ) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)
( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )


المجموعة الثانية:
( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله ).
( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى)
( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها).

المجموعة الثالثة:
( 1 ) قول الشعبي في تفسير قول الله تعالى: {تتخذون منه سكراً} السكر: النبيذ).
( 2 ) قول محمد بن سيرين ( {السابقون الأولون} الذي صلوا القبلتين ).
( 3 ) قول عطاء بن أبي رباح: ( التفث: حلق الشعر وقطع الأظفار )






تعليمات:
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 محرم 1441هـ/13-09-2019م, 09:25 AM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
1-القول الأول :
قول مجاهد في تفسير قوله تعالى (وأيدناه بروح القدس ) ( القدس الله )
رواه عنه عبد الله بن وهب المصري من طريق غالب بن عبيد الله .[الجامع في علوم القرآن: 1/ 44]
وروى هذا القول أبو حاتم عن الربيع بن أنس من طريق أبي جعفر .
ورواه أيضا ابن جرير عن أبي جعفر من طريق ابنه ، وعن ابن زيد من طريق وهب ،وعن كعب من طريق عطاء .
توجيه قول مجاهد:
معنى هذا القول :أن قُدُس وقُدُّوس بمعنى واحد ، فهو نعت الله ،ويدل على ذلك قوله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ﴾الحشر: 23].
الأقوال الأخرى الواردة في ذلك :
-الأول :أن القدوس البركة ،قاله السدي من طريق أسباط .
-والثّانِي: هو المطهر ،رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق العوفي
-الثالث :الاسم الذي كان يحي به عيسى الموتى ،رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق الضحاك
الترجيح بين الأقوال في هذه المسألة :
الراجح من هذه الأقوال والله أعلم هو (أن القدس هو الله )كما قال مجاهد رحمه الله ،لأن الآية دلت عليه ولأن الأقوال الأخرى داخلة فيه فالبركة من الله والله مطهر عن النقائص سبحانه والاسم الذي كان عيسى عليه السلام يحي به الموتى هو من أسمائه تعالى .
القول الثاني:
2-قول الحسن في تفسير قوله تعالى (سماعون للكذب أكالون للسحت )( أكالون للرشى )
أي :الرشوة في الحكم .
رواه عنه ابن وهب المصري من طريق قرة بن خالد .[الجامع في علوم القرآن: 1/137]
وابن جرير من طريق أبي عقيل ،وعزاه إليه ابن أبي حاتم .
وقال بهذا القول أيضا علي ابن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم، وقتادة ومجاهد والضحاك .
الاقوال الاخرى الواردة في ذلك :
-الرشوة في الدين ، قاله ابن مسعود .
-الاستعجال في القضية ،قاله أبو هُريرة .
-كل كسب لا يحل والرشوة منه (الحرام)، قاله ابن عباس وزيد .
-توجيه قول الحسن :
قالَ الطَبَرِيُّ: أصْلُ السُحْتِ: كَلَبُ الجُوعِ؛ يُقالُ: "فُلانٌ مَسْحُوتُ المَعِدَةِ"؛ إذا كانَ لا يُلْفى أبَدًا إلّا جائِعًا؛ يَذْهَبُ ما في مَعِدَتِهِ؛ فَكانَ الَّذِي يَرْتَشِي بِهِ مِنَ الشَرَهِ ما بِالجائِعِ أبَدًا؛ لا يَشْبَعُ.
ورُوِيَ عَنِ النَبِيِّ - صَلّى اللَـهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - أنَّهُ قالَ: « "كُلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِن سُحْتٍ فالنارُ أولى بِهِ"؛ قِيلَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ وما السُحْتُ؟ قالَ: "اَلرِّشْوَةُ في الحُكْمِ".»
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «(رِشْوَةُ الحُكّامِ حَرامٌ، وهي السُّحْتُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ في كِتابِهِ») .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(هَدايا الأُمَراءِ سُحْتٌ») . فهذه الاثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدت هذا القول .
-الترجيح بين الأقوال :
قال ابن عطية رحمه الله :سمي المالُ الحَرامُ سُحْتًا لِأنَّهُ يَذْهَبُ؛ وتَسْتَأْصِلُهُ النُوَبُ؛ كَما قالَ - عَلَيْهِ الصَلاةُ والسَلامُ -: « "مَن أصابَ مالًا مِن مَهاوِشَ أذْهَبَهُ اللهُ في نَهابِرَ"؛
وكُلُّ ما ذُكِرَ في مَعْنى السُحْتِ فَهو أمْثِلَةٌ؛ ومِن أعْظَمِها الرِشْوَةُ في الحُكْمِ؛ والأُجْرَةُ عَلى قَتْلِ النَفْسِ؛ وهو لَفْظٌ يَعُمُّ كُلَّ كَسْبٍ لا يَحِلُّ.
ووجه هذا القول أن الحرام يسْحَتُ الحلال و ينزِع بركتَه، فينسحت ويزول.
ويرجح هذا القول ما روي عن أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (سِتُّ خِصالٍ مِنَ السُّحْتِ: رِشْوَةُ الإمامِ، وهي أخْبَثُ ذَلِكَ كُلِّهِ، وثَمَنُ الكَلْبِ، وعَسْبُ الفَحْلِ، ومَهْرُ البَغِيِّ، وكَسْبُ الحَجّامِ، وحُلْوانُ الكاهِنِ») .
فدل هذا على أن السحت هو أن السحت هو كل كسب لا يحل .
القول الثالث :
3-قول عكرمة في تفسير (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) :أي اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
وهذه بقراءة (الأرحام ) بالنصب .
رواه عنه الثوري في تفسيره من طريق خصيف . [تفسير الثوري: 85]
و ابن جرير من نفس الطريق ، وعزاه إليه ابن أبي حاتم بدون إسناد .
وقال به أيضا :ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والربيع وابن زيد والسدي .
-وورد في قوله تعالى (والأرحام ) قراءة أخرى بالخفض ،أي : اتقوا الله الذي تتعاطفون به والأرحام ،وهو عطف الأرحام على قوله (به).
قال بهذا القول : إبراهيم والحسن ومجاهد .
توجيه قول عكرمة :
هو أن من قرأ ذلك نصبًا: واتقوا الله الذي تساءلون به، واتقوا الأرحام أن تقطعوها= عطفًا بـ"الأرحام"، في إعرابها بالنصب على اسم الله تعالى ذكره.
قال ابن عاشور رحمه الله :فَعَلى قِراءَةِ الجُمْهُورِ يَكُونُ“ الأرْحامَ ”مَأْمُورًا بِتَقْواها عَلى المَعْنى المَصْدَرِيِّ أيِ اتِّقائِها، وهو عَلى حَذْفِ مُضافٍ، أيِ اتِّقاءِ حُقُوقِها، فَهو مِنَ اسْتِعْمالِ المُشْتَرِكِ فِي مَعْنَيَيْهِ، وعَلى هَذِهِ القِراءَةِ فالآيَةُ ابْتِداءُ تَشْرِيعٍ وهو مِمّا أشارَ إلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وخَلَقَ مِنها زَوْجَها﴾.
الترجيح بين الأقوال :
رجح جمهور المفسرين قول عكرمة ومن وافقه وذلك لأن اللغة والآثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم تؤيده ، ومن هذه الآثار ما رواه شُعْبَةُ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّاعِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ حَتَّى جَاءَ قَوْمٌ مِنْ مُضَرَ حُفَاةً عُرَاةً، فَرَأَيْتُ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَتَغَيَّرُ لِمَا رَأَى مِنْ فَاقَتِهِمْ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ وَخَطَبَ النَّاسَ فقال: (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ، إِلَى: وَالْأَرْحامَ (، ثُمَّ قَالَ:) تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِدِينَارِهِ تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِدِرْهَمِهِ تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِصَاعِ تَمْرِهِ) وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. فَمَعْنَى هَذَا عَلَى النَّصْبِ، لِأَنَّهُ حَضَّهُمْ عَلَى صِلَةِ أَرْحَامِهِمْ.
ورد القول الثاني وضعفه الطبري وابن عطية وأكثر أئمة النحو ،لأن عندهم المَخْفُوضُ لا يَنْفَصِلُ فَهو كَحَرْفٍ مِنَ الكَلِمَةِ، ولا يُعْطَفُ عَلى حَرْفٍ، وبرر بأن عطية تضعيفه له بوجه آخر وهو أن ذِكْرَ "الأرْحامِ" فِيما يُتَساءَلُ بِهِ لا مَعْنى لَهُ في الحَضِّ عَلى تَقْوى اللهِ، ولا فائِدَةَ فِيهِ أكْثَرُ مِنَ الإخْبارِ بِأنَّ الأرْحامَ يُتَساءَلُ بِها، وهَذا تَفَرُّقٌ في مَعْنى الكَلامِ وغَضٌّ مِن فَصاحَتِهِ، وإنَّما الفَصاحَةُ في أنْ يَكُونَ لِذِكْرِ الأرْحامِ فائِدَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ، وكذلك رده كثير من أهل العلم بسبب تحريم القسم بغير الله ،فقد جاء في الحديث الصحيح "مَن كانَ حالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أو لِيَصْمُتْ"،»
لكن الْإِمَامُ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْقُشَيْرِيُّ، رد هذا الكلام وَاخْتَارَ الْعَطْفَ وبرر ذلك بأن قراءة حمزة متواترة ،وثابتة عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فَمَنْ رَدَّ ذَلِكَ فَقَدْ رَدَّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَاسْتَقْبَحَ مَا قَرَأَ بِهِ، وَهَذَا مَقَامٌ مَحْذُورٌ، وَلَا يُقَلَّدُ فِيهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ، فَإِنَّ الْعَرَبِيَّةَ تُتَلَقَّى مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَا يَشُكُّ أَحَدٌ فِي فَصَاحَتِهِ. وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنَ الْحَدِيثِ فَفِيهِ نَظَرٌ، لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِأَبِي الْعُشَرَاءِ(وَأَبِيكَ لَوْ طَعَنْتَ فِي خَاصِرَتِهِ). ثُمَّ النَّهْيُ إِنَّمَا جَاءَ فِي الْحَلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا تَوَسُّلٌ إِلَى الْغَيْرِ بِحَقِّ الرَّحِمِ فَلَا نَهْيَ فِيهِ.
ووافقه ابن عاشور في رده وصوب قول ابْنُ مالِكٌ في تَجْوِيزِهِ العَطْفَ عَلى المَجْرُورِ بِدُونِ إعادَةِ الجارِّ،فيكون تَعْرِيضًا بِعَوائِدِ الجاهِلِيَّةِ، إذْ يَتَساءَلُونَ بَيْنَهم بِالرَّحِمِ وأواصِرِ القَرابَةِ ثُمَّ يُهْمِلُونَ حُقُوقَها ولا يَصِلُونَها، ويَعْتَدُونَ عَلى الأيْتامِ مِن إخْوَتِهِمْ وأبْناءِ أعْمامِهِمْ، فَناقَضَتْ أفْعالُهم أقْوالَهم، وأيْضًا هم آذَوُا النَّبِيءَ ﷺ وظَلَمُوهُ، وهو مِن ذَوِي رَحِمِهِمْ وأحَقُّ النّاسِ بِصِلَتِهِمْ كَما قالَ تَعالى ﴿لَقَدْ جاءَكم رَسُولٌ مِن أنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: 128] وقالَ ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلى المُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِن أنْفُسِهِمْ﴾ [آل عمران: 164] . وقالَ ﴿قُلْ لا أسْألُكم عَلَيْهِ أجْرًا إلّا المَوَدَّةَ في القُرْبى﴾ [الشورى: 23] . وعَلى قِراءَةِ حَمْزَةَ يَكُونُ مَعْنى الآيَةِ تَتِمَّةً لِمَعْنى الَّتِي قَبْلَها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 محرم 1441هـ/13-09-2019م, 06:24 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المجموعة الثالثة:
( 1 ) قول الشعبي في تفسير قول الله تعالى: {تتخذون منه سكراً} السكر: النبيذ).
هذا القول المنسوب للشعبي في معنى السكر:النبيذ وهو ما كان حلالا شربه كالنبيذ الحلال
أخرجه الطبري في تفسيره قال : حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبو أسامة، وأحمد بن بشيرٍ، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ قال: " السّكر: النّبيذ
وأخرج بنحوه من طريق أبي روق عن الشعبي قال قلت للشّعبيّ: أرأيت قوله تعالى: {تتّخذون منه سكرًا} أهو هذا السّكر الّذي تصنعه النّبط؟ قال: " لا، هذا خمرٌ، إنّما السّكر الّذي قال اللّه تعالى: النّبيذ والخلّ
وعلى هذا القول تكون الآية غير منسوخة
-وروى عن الشعبي قولا آخر في معنى السكر وهو أن السكر خمر ؛فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه قال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَأَبِي رَزِينٍ، قَالُوا: «السَّكَرُ خَمْرٌ»
وقال :حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تَمَّامٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «السَّكَرُ خَمْرٌ»
وروى ابن جرير في تفسيره من طرق عن المغيرة عن الشعبي وابراهيم وأبي رزين قولهم هي منسوخة في هذه الآية
وهذا قول أكثر العلماء ولهذا قيل إن الآية منسوخة

أقوال اخرى في معنى السكر:
-أن السكر بمنزلة الخمر في التحريم وليس بخمر فقيل هو نقيع التمر والزبيب إذا اشتد فأسكر وهو قول رواه ابن جرير عن ابن عباس {قال : فحرّم اللّه بعد ذلك، يعني بعد ما أنزل في سورة البقرة من ذكر الخمر، والميسر، والأنصاب، والأزلام، السّكر مع تحريم الخمر لأنّه منه}

-وقول ثالث: في معنى السكر :وهو الخل بلغة الحيشة وهو مروى عن ابن عباس عند الطبري أيضا وعن ابن عمر رواه ابن الجوزي بسنده عنه في نواسخ القرآن وهذا القول يرجع في معناه إلى القول الأول
-وقيل :السكر بمعنى الطعم وهو قول أبي عبيدة ، ومايسد به الجوع من الرطب والتمر مشتق من قولهم سكرت النهر أي سددته والمعنى تتخذون منه مايسد به الجوع ،ذكره ابن جرير وعلى هذا القول والذي سبقه فالآية محكمة لانسخ فيها

وخلاصة هذه الأقوال تدور على قولين رئيسين:

-القول الأول :أن السكر هو الخمر قبل أن تحرم
وهو قول جمهور العلماء من المفسرين من الصحابة والتابعين بل وعزى بعض من أهل اللغة تفسير السكر إلى قول المفسرين فيه وتوجيه هذا القول من جوانب :
-الأول :أن السكر هو مصدر من قولهم سكر فلان يسكر سكرا وهو المتبادر إلى الذهن من المعنى حين يسمع لأول وهلة
-الثانى :هو قول ابن عباس وقد صح عنه كما ذكر ابن حجر وابن مسعود وابن عمر وغيرهم من التابعين ولم يخالف فيه إلا قول مروى عن الشعبي ومجاهد ولكل منهما رواية أخرى تعضد هذا القول نفسه كما سبق فيبقى النظر في الأسانيد والتحقق من صحة النسبة إليهما
-الثالث:الرد على من احتج بأن السكر بمعنى الطعم ونحوه واستدل بقول الشاعر وجعلت عيب الأكرمين سكرا أي طعما ؛ فقد رجح الزجاج أن معنى سكرا أى ما يسكر وقال هو أشبه بالمعنى وأليق بالكلام أي جعلت تتخمر بأعراض الكرام
-الرابع:أن الخبر سيق للدلالة على الإباحة أي إباحة الخمر قبل تحريمها والإباحة حكم شرعي والمنسوخ هو الحكم الشرعي لا الخبر نفسه ردا على من زعم أن الآية غير منسوخة لأنها من الأخبار والأخبار لاتنسخ وهذا القول انتصر له الشنقيطى رحمه الله
ولكن اعترض علم الدين السخاوى رحمه الله على هذا التوجيه للنسخ وقال لايفهم من قوله تعالى {تتخذون منه سكرا}أنها إباحة لهم ولو فرض أنها كذلك فليس شرطا أن يكون المفهوم منها أنها مباحة لنا فينسخ حكمها فقد يفهم منها أنها محرمة أيضا
وقال :أن القرآن إنما ينسخ بقرآن لا بتفهمنا تجويز إباحته لنا
وعلى هذا فيكون المراد من قوله تعالى {سكرا}توبيخ لهم وعتاب على ذم فعلهم بإتخاذ السكر من ثمار النخيل والأعناب ويؤيد هذا المعنى قوله بعده {ورقا حسنا} فيتضح أن السكر رزق مذموم وليس بحسن ،ذكره السخاوى في جمال القراء
وعلى هذا فيكون معنى السكر هو اتخاذ مايسكر من هذه الثمار خمرا كان أو نبيذا وأن القول بأن الآية منسوخة مبنى على الخلاف في فهم سياق الآية فمن فهم منها أن السكر مذموم ولم يكن مباحا لهم في الاصل من قبل الشرع فالآية محكمة لانسخ فيها ومن فهم من اتخاذ السكر معنى الإباحة لمن قبلنا وتجويز إباحتها لنا قال بالنسخ والله أعلم


-القول الثانى :ليس بخمر وإنما هو طعم أ وشراب حلال يتخذ من نقيع التمر أو العنب وكذلك الخل أو بمعنى مايسد به الجوع وكل ذلك من النعم التى امتن الله بها علينا
ووجه التفسير به أمور :
-الأول :أنه سيق في معرض الإمتنان من الله تعالى على عباده بالنعم التى منها ثمرات النخيل والأعناب والتى يتخذون منها هذا السكر أى المراد الشراب ، و أن الرزق الحسن هو الأكل من ثمرتيهما
-الثانى:أن السكر يفسر بمعنى الطعم وليس بمعنى المسكر الذي يذهب العقل أو بعضه وهذا معلوم عند العرب قال جندل :جعلت عيب الأكرمين سكرا أي طعما
-الثالث: أن الآية سيقت مساق الخبر والقول بأن السكر خمر يلزم منه أن تكون هذه الآية منسوخة بآيات تحريم الخمر المعروفة وعند علماء الأصول أنه لانسخ في الأخبار إذا كان على سبيل الخبر بماكان أو بما سيكون و، أما ماصرح به ابن عباس وغيره من السلف بأنها منسوخة فهو نسخ المسكوت عنه من فهم الخطاب
-الأخير :وهو أن القاعدة أنه لايصار إلى القول بالنسخ إلا بدليل ولا دليل من الشرع عليه وهو ما انتصر له ابن جرير . ولانسخ هنا لأن الله لم يأمرنا باتخاذ ذلك ولا أباحه لنا (ذكره مكى بن أبي طالب)
هذا وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي أسيد الساعدى أنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم لوليمة عرسه وأن عروسه كانت خادمة القوم ليلتها فذكر أنها سقت النبي صلى الله عليه وسلم شرابا فقال تدرون ماذا سقته؟قال أنقعت له تمرات من الليل في تور من حجارة
وهذا هو النبيذ الحلال وهو ما ينبذ من التمر بمفرده في الماء أو ما ينبذ من الزبيب في الماء أيضا بمفرده وأما الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو أن ينبذا معا التمر والزبيب
وانتصر لهذا القول الإمام الطبري رحمه الله وقال هو أولى الأقوال بالصواب عندى .


( 2 ) قول محمد بن سيرين ( {السابقون الأولون} الذي صلوا القبلتين ).
هذا القول رواه ابن جرير قال حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن بعض، أصحابه، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، وعن أشعث، عن ابن سيرين، في قوله: {والسّابقون الأوّلون} قال: هم الّذين صلّوا القبلتين
وأشعث بن سوار من مرتبة الرواة عنه المختلف في توثيقه والأكثر على تضعيفه.
وقال :حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن معاذٍ، قال: حدّثنا ابن عونٍ، عن محمّدٍ، قال: المهاجرون الأوّلون: الّذين صلّوا القبلتين
وابن عون من طبقة الرواة الثقات المكثرون عن محمد بن سيرين
وذكره ابن أبي حاتم بصيغة التضعيف ولم يسنده قال : وروي عن الشّعبيّ في إحدى الرّوايات وعن الحسن وابن سيرين وقتادة: أنّهم الّذين صلّوا مع النّبيّ- صلّى اللّه عليه وسلّم- القبلتين
وأخرجه ابن المنذر وأبو نعيم عن الحسن ومحمد بن سيرين كما ذكر السيوطى وزاد قوله وهم أهل بدر ، ولم أقف عليه عند ابن المنذر
وروى ابن جرير عن سعيد بن المسيب أن أصحاب القبلتين هم المهاجرون الأولون قال: حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، قال: المهاجرون الأوّلون: الّذين صلّوا القبلتين

أقوال أخرى في المراد بالسابقين :
-والقول الآخر في المراد بقوله تعالى {السابقون الاولون} هم أصحاب بيعة الرضوان قيراد به الأولون من المهاجرين وحدهم وذلك أن الهجرة قبل صلح الحديبية شهادة على صدق من هاجر من المؤمنين وبراءته من النفاق إذ كان المشركون يؤذون المؤمنين ويأخذون أموال من أراد الهجرة منهم
وهذا القول رواه ابن جرير عن الشعبي
ومنشأ الخلاف بين القولين بين المفسرين مبنى على تحديد المدة التى عندها ينتهى وصف السبق للمهاجرين والأنصار فقيل هم من صلى القبلتين وقيل أهل بدر وقيل أصحاب بيعة الرضوان (الحديبية) كل ذلك يشمل كلا من المهاجرين والأنصار على قراءة خفض الأنصار
وأما من قرأ بالرفع (والأنصار) جعل وصف السبق مختص بالمهاجرين دون الأنصار فقرىء {والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان} كما روى عن عمر بن الخطاب وقد روى أن زيد بن ثابت صوب لعمر القراءة بإثبات الواو وهو المجمع عليه
الترجيح :رجح ابن جرير قراءة الخفض وقال هى القراءة التى لا أستجيز غيرها لأنها القراءة الحجة ولإلحاق الواو في قوله والذين اتبعوهم بإحسان و أنها كذلك ثبتت يعنى الواو في مصاحف المسلمين فيكون المراد بالسابقين كلا من المهاجرين والأنصار

(3)قول عطاء بن أبي رباح: ( التفث: حلق الشعر وقطع الأظفار )

هذا القول لم أقف عليه منسوبا لعطاء من قوله إنما رواه ابن جرير عن عطاء يرويه عن ابن عباس وأما الذي روى منسوبا لعطاء من قوله فهو عطاء بن السائب وليس عطاء بن أبي رباح

روى ابن جرير :قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا عبد الملك، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال، في قوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم} قال: " التّفث: حلق الرّأس، وأخذٌ من الشّاربين، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقصّ الأظفار، والأخذ من العارضين، ورمي الجمار، والموقف بعرفة، والمزدلفة
وعبد الملك من طبقة الرواة الثقات المكثرون عن عطاء بن أبي رباح

روى ابن جرير قال :حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، قال: " التّفث: حلق الشّعر، وقصّ الأظفار، والأخذ من الشّارب، وحلق العانة، وأمر الحجّ كلّه
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب : وقال بن معين عطاء بن السائب اختلط وما سمع منه جرير وذووه ليس من صحيح حديثه

وكلا القولين المرويين يجمع المعنيين الواردين في المراد بالتفث فقيل أنه إزالة الوسخ والشعر وقيل مناسك الحج
-وقال الزجاج والتفث لايعرف إلا من التفسير وهو إزالة الشعر وقص الأظفار و...وكأنه الخروج من حال الإحرام إلى الحلال وقال قطرب تفث الرجل( إذا كثر وسخه )وهو معناه في اللغة وأما حقيقته الشرعية فهو نحر الحاج هديه وحلق رأسه وإزالة الوسخ وقص الأظفار ،ذكره القرطبي
-فيكون المعنى المراد حمل الآية على المعنيين جميعا المعنى اللغوى والشرعي لأن المعنى اللغوى داخل في الشرعى والله أعلم "

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 محرم 1441هـ/14-09-2019م, 10:08 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

قول الشعبي في تفسير قول الله تعالى : (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا) السكر : النبيذ
رواه ابن جرير من طريق عن مجالد عن الشعبي ومن طرق عن أبي رَوْق عنه
ورواه الماوردي والسمعاني
ونقل عن الشعبي قوله بأنها منسوخة رواه الماوردي وابن الجوزي وذكره السيوطي
توجيه قوله:
المراد بالنبيذ : هو أن يطرح التمر او العنب في ماء ويترك يوما ليتكون منه شرابا حلوا ، ثم يشرب ولا يترك مدة أطول فيتحول إلى مسكر ، وهذه الطريقة ورد أنه كان يفعله صلى الله عليه وسلم .
وأما إذا زاد نبذ هذه الثمار أكثر من يومين تقريبا أو ثلاثة تبدأ تتحول إلى مسكر ، وهذا هو المراد والله أعلم بقول الشعبي أن السكر : النبيذ. روى شعبة عن مغيره عن إبراهيم والشعبي قالا السكر ما حرم وقد نسخ. ذكره النحاس في معاني القرآن
وعلى هذا :
فأما أنه ذكر السكر في سورة النحل على سبيل الإمتنان لأنه مباحة فهذه السورة مكية ثم نزل تحريمها في سورة المائدة وهي مدنية ويؤيد هذا التوجيه أنه نقل قول الشعبي وغيره بأنها منسوخة .
وإما أنه ذكر السكر من باب الإخبار على سبيل العتاب والذم لا على سبيل الإباحة مع ذكر المنة في الرزق الحسن فهو أنعم عليكم بهذا الثمرات وأنتم تتخذونها سكرا نبيذا يذهب عقولكم .
وقيل: إن الله عز وجل نبه في هذه الآية على تحريم الخمر أيضا، لأنه ميز بينها وبين الرزق الحسن في الذكر فوجب أن يقال الرجوع عن كونه حسنا يدل على التحريم.ذكره الخازن
الأقوال في معنى السكر :
1-الخمر: قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة و الحسن والنخعي و أبو رزين والضحاك وابن قتيبة
2-النبيذ : قاله ابن عباس و مجاهد والشعبي والسدي و أبي عبد الرحمن بن أبي ليلى والنخعي وأبي رزين ويقصدون ما تحول منه إلى مسكر
3-الخل : بلغة الحبشة، رواه العَوفي عن ابن عباس. وقال الضحاك: هو الخل، بلغة اليمن.
4-الطُّعْم: يقال: هذا له سَكَر، أي:طُعْم، وأنشدوا:
جَعَلْتَ عَيْبَ الأَكْرَمِيْن سَكَرا
قال ابن قتيبة : قال ابو عبيدة: السّكر: الطّعم.
ولست اعرف هذا في التفسير.
5- ما سد الجوع من قولهم سكرت النهر أي سددته والتمر والزبيب مما يسد الجوع.
الترجيح:
السكر هو الخمر أو النبيذ الذي تخمر لا الشراب الحلو فهو له نفس الصفة من أنه يذهب العقل ، وتؤيده اللغة فهو مصدر سكر يسكر سكرا ،وهو قول جمهور العلماء، كما أن ختم الآية بقوله (لآيات لقوم يعقلون) مناسبة ذكر العقل مع ذكر السكر الذي يذهب العقل.
...................................
قول محمد بن سيرين (السابقون الأولون) الذين صلوا القبلتين
رواه ابن جرير من طريق أشعث وابن عون عن ابن سيرين، ورواه ابن أبي حاتم وابن الجوزي والبغوي.
توجيه القول:
ضعّف بعض أهل العلم هذا القول لأن الصلاة إلى القبلة المنسوخة ليس فيها فضل فلم يأتي دليل شرعي على فضلها، بخلاف الإنفاق قبل الفتح والمبايعة تحت الشجرة، قال تعالى: {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا} والمراد بالفتح صلح الحديبية.
الأقوال في الآية:
1- قيل الذين صلوا القبلتين وهو قول أبي موسى الأشعري رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق مولى لأبي موسى وقاله سعيد بن المسيب رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق قتادة، والشعبي في أحد رواياته وعن الحسن وابن سيرين وقتادة رواها ابن أبي حاتم
2-أهل بيعة الرضوان: قاله الشعبي، رواه ابن أبي شيبة من طريق إسماعيل بن أبي خالد وابن جرير من عدة طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، طرق عن مطرف عن الشعبي ومن طريق داوود عن الشعبي، ورواه ابن أبي حاتم وروى عن ابن سيرين مثل ذلك.
3-الذين شهدوا بدرا قاله عطاء بن أبي رباح، ذكره البغوي وابن الجوزي
4-السابقون من المهاجرين هم الذين أسلموا قبل الهجرة والسابقون من الأنصار الذين بايعوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة الأولى والثانية. ذكره السمعاني والرازي
5-هم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا ، أي صلح الحديبية .
6-جميع من هاجر إلى ان انقطعت الهجرة قول ابن عطية في تفسيره وذلك باعتبار (من) للجنس وليس للتبعيض.
7- قال تعالى :( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) في الآية أطلق فضل السبق ولم يبينه، ولكن جاء بوصف أولئك الصحابة مهاجرين وأنصار، فلعل المراد بالسابقين: هو السابقين في الهجرة والنصرة قاله الرازي
وهناك أقول اعرضت عن ذكرها لضعفها.
الترجيح:
جاءت قراءتان (والأنصار) بالخفض، فتكون معطوفة على المهاجرين، فالسبق من كلاهما،أي يشتركان في السبق فيدخل في تفسيرها القول الأول والثاني والثالث والرابع والخامس. ومن هنا للتبعيض.
إما قول ابن عطية فهو مقصور على المهاجرين، وهي توافق القراءة الثانية قراءة الحسن، فيكون السبق خاص بالمهاجرين. ومن للجنس.
وذكر ابن العربي في كتاب أحكام القرآن أن السبق يكون في الصفات والزمان والمكان و أشرفها السبق في الوصف.أهـ وهذا يؤيد القول الأخير
وبهذا تبين والله أعلم أنه لا تعارض بين الأقول ، فكلها صحيحة يؤيدها أن الجزاء واحد وهو رضوان الله عليهم ورضاهم بثوابهم وجنات تجري من تحتها الأنهار والتفاوت في منازلهم بالجنة . والله أعلم
........................................
قول عطاء بن أبي رباح : التفث : حلق الشعر وقطع الأظفار
لم أجدها في المصادر التي بحثت فيها وجدت رواية لأبن عباس رواها عنه عطاء وهو عطاء بن أبي رباح لأن عطاء ممن عاصر ابن عباس في مكة و روى عنه ورواية أخرى لعطاء بن السائب رواها عنه جرير وهو محدث الكوفة .
الآقوال في الآية:
1- التفث: المناسك كلها. روي عن ابن عمر ، رواه ابن جرير من طرق عن الاشعث عن نافع عنه وروي عن ابن عباس رواه ابن جرير من طريق محمد بن سعد
2- التفث: حلق الرأس و أخذ من الشاربين ونتف الإبط وحلق العانة وقص الظفر والأخذ من العارضين ورمي الجمار والموقف بعرفة والمزدلفة . روي عن ابن عباس رواه ابن جرير والماوردي و ابن الجوزي من طريق عطاء عنه،
3- التفث : الشعر والظفر روي عن عكرمة رواه ابن جرير من طرق عن خالد عنه،وذكره عنه ابن الجوزي وقاله أبو عبيدة في مجاز القرآن
3-رمي الجمار والذبح والأخذ من اللحية والشاربين والاظفار : روي عن محمد بن كعب القرظي رواه ابن جرير من طريق أبو صخر عنه،
4-حلق الرأس، وحلق العانة، وقصر الأظفار، وقص الشارب، ورمي الجمار، وقص اللحية. روي عن مجاهد رواه ابن جرير من طرق عن شعبة عن الحكم عنه ومن طريق ابن أبي نجيح عنه ومن طريق ابن جريج إلا أنه لم يذكر قص اللحية. وروي عن ابن جريج رواه ابن جرير من طريق المحاربي عنه
5-حلق الرأس روي عن الحسن والضحاك رواه ابن جرير وعن قتادة ذكره الماوردي
6- حلق الشعر، وقص الأظفار والأخذ من الشارب، وحلق العانة، وأمر الحج كله.روي عن عطاء بن السائب رواه ابن جرير من طريق جرير
8- قال الزجاج :أهل اللغة لا يعرفون إلا من التفسير، قالوا: ”التفث“: الأخذ من الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة، والأخذ من الشعر، كأنه الخروج من الإحرام إلى الإحلال، معاني القرآن للزجاج
الترجيح:
الأقوال متقاربة وبالنظر لسياق الآيات نجد أن الله ذكر مناسك الحج منذ القدوم وذكر اسمه بأيام العشر ثم ذكر ذبح الهدي ثم ذكر (ثم ليقضوا تفثهم ) وذكر بعدها الوفاء بالنذور والطواف ، فيتبين أن الراجح هو القول الثاني بأن المراد بالتفث إكمال مناسك الحج وإزالة الأذى بحلق الرأس وقص الأظفار ...
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 محرم 1441هـ/15-09-2019م, 05:58 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

المجموعة الأولى:
( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.
اختلفوا في متعلق الفعل ( أحسن ) على أقوال :
القول الأول : المراد به إحسان عام ، على المؤمنين والمحسنين وغيرهم ، وهو قول مجاهد .
فقول مجاهد أخرجه ابن جرير (12/233)عن طريق عيسى و شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، وأخرجه أبو حاتم (5/1423)وابن جرير(1/331) من طريق وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ.
، وابن أبو نجيح لم يسمع عنه كل التفسير، كما ذكر ذلك يحي بن معين .
قال يحيى بن معين: «كذا قال ابن عيينة، ولا أدري أحق ذلك أم باطل، زعم سفيان بن عيينة أن مجاهداً كتبه للقاسم بن أبي بزة ولم يسمعه من مجاهد أحد غير القاسم»
وتوجيه هذا القول على أن (الذي للجنس) ، بمعنى ( الذين ) وبمعنى ( من) ، وتعني الكل والجميع ، كما ذكر ذلك الألوسي وابن عاشور وابن الجوزي وغيرهم .
قال ابن الجوزي في زاد المسير ( 2/93): وقال مجاهد: تماماً على المحسنين، أي: تماماً لكل محسن. وعلى هذا القول، يكون «الذي» بمعنى «مَن» ، و «على» بمعنى لام الجر ومن هذا قول العرب: أتم عليه، وأتم له. رعته أشهرا وخلا عليها «1» أي: لها. قال ابن قتيبة: ومثل هذا أن تقول: أوصي بمالي للذي غزا وحج تريد: للغازين والحاجِّين.
ويتوجه هذا القول أيضا على قراءة ابن مسعود ، حيث قرأ :" تمامًا عَلَى الَّذِينَ أَحْسَنُوا".
وعند قراءة يحي بن يعمر حذفت الواو وعوضت بالضمة ، وهذا لايصح إلا في الشعر ، كما ذكر ذلك أيضا أبو الفتح في المحتسب في شواذ القراءات .

القول الثاني : إحسان خاص من الله تعالى ، وهو قول أبو صخر ، وابن زيد .
وهذا القول يتوجه عموما على أن الذي غير موصولة ، وهي بمعنى ( ما) .
و اختلفوا فيه على أقوال :
الأول :إحسان الله لأنبيائه ، وهو قول ابن زيد .
وهذا القول توجيهه أن أحسن بموضع نصب ، والذي بمعنى ( ما) .
الثاني :إحسان الله لموسى ، وهو قول قتادة وربيع .
وهذا القول أيضا على أن الذي بمعنى ما ، والمعنى تماما على ما أحسن موسى .
الثالث : نعمة الله إبراهيم على إبراهيم لأنه من ولده ، وهو قول ابن بحر .
فالمعنى: تماماً للنعمة على إبراهيم الذي أحسن في طاعة الله، وكانت نُبُوَّة موسى نعمة على إبراهيم، لأنه من ولده.
وقول ابن بحر ، وفي صحته أو عدمه نظر ، لأن وجدته من نسخة مطبوعة لتفسير أبو مسلم ابن بحر الأصفهاني ، وهو تفسير مفقود ولكن هناك نسخة من تجميع سعيد الأنصاري الهندي ، فجمع هذا النص من كتب شيعية للطبرسي والطوسي .[تفسير أبو مسلم ب بحر الأصفهاني( ت:322ه) ، جمع وإعداد الدكتور خضر نبها].
الدراسة والترجيح :
الراجح : أنه إحسان خاص بموسى ، لإحسانه في طاعته لربه ولقيامه بأمره ونهيه ، لأنه السياق لموسى ، ولا دليل يؤيد الأقوال الأخرى ، وقد رجح هذا القول ابن جرير .
ونجد في سياق الآية (ثم آتينا موسى الكتاب ) فالسياق على نعمة الله على موسى لاتباعه ، فكانت الآية التي قبلها تتكلم عن الاتباع ( وأن هذا صراطي مستقيما فتبعوه ) ، وما بعدها أيضا تذكر عن اتباع القرآن ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه ) ، فلا يؤيد السياق قول الأنبياء ولا أنه من ولد إبراهيم ، ولا يؤيد أن يكون عاما لكل المحسنين والمؤمنين .
والقول الأول أيضا لا تؤيده القراءة أيضا لأن القراءة شاذة ، ولا تؤيده اللغة أيضا ؛ إذ لا يصح إلا شعرا ، كما ذكر ذلك ابن جني في المحتسب .
قال ابن جني المحتسب في شواذ القراءات ( 1/234): ومن ذلك قراءة ابن يعمر: "تَمَامًا عَلَى الَّذي أَحْسَنُ.
قال أبو الفتح: هذا مستضعف الإعراب عندنا؛ لحذفك المبتدأ العائد على الذي؛ لأن تقديره: تمامًا على الذي هو أحسن، وحذْف "هو" من هنا ضعيف.
فهذه القراءة إذن شاذة ( الزيادة والإحسان في علوم القرآن ،3/138).

(2) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)
اختلفوا في المنادي على قولين :
القول الأول :محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو قول ابن جريج وابن زيد .
ووجه هذا القول أن الله تعالى قال : ( وداعيا إلى الله ) .
القول الثاني :القرآن ، وهو قول محمد بن كعب القرظي ، وزيد بن علي .
فأما قول محمد بن كعب القرظي فأخرجه ابن جرير(7/480)(عن طريق سفيان وخارجة عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب ، وأخرجه ابن أبي حاتم(3/842) من طريق سفيان نفسه ، وأخرجه ابن المنذر (2/536)من طريق يحي عن مُوسَى بْن عبيدة، عَنْ مُحَمَّد بْن كعب القرظي،
ووجه هذا القول أن الله تعالى قال عن القرآن أنه : ( يهدي إلى الرشد ) .
الدراسة والترجيح :
أن القول الثاني هو الصواب ، لأنه ليس كل من وصفهم الله في الآيات بهذه الصفات رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون القرآن أعم ، ورجح هذا القول ابن جرير والماوري وغيرهم .
قال الماوردي في النكت والعيون : وجه قول محمد بن كعب : [قال: ليس كل الناس سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم.].( 1/424)
قال ابن جرير : وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْمُنَادِي الْقُرْآنَ؛ لِأَنَّ كَثِيرًا مِمَّنْ وَصَفَهُمُ اللَّهُ بِهَذِهِ الصُّفَّةِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ لَيْسُوا مِمَّنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَايَنَهُ، فَسَمِعُوا دُعَاءَهُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَنِدَاءَهُ، وَلَكِنَّهُ الْقُرْآنُ. وَهُوَ نُظِيرُ قَوْلِهِ جَلَّ ثناؤُهُ مُخْبِرًا عَنِ الْجِنِّ إِذْ سَمِعُوا كَلَامَ اللَّهِ يُتْلَى عَلَيْهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [الجن: 2].

( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )
اختلفوا في المراد بالحفدة على أقوال :
القول الأول : ولده وأولاد ولده ، وهو قول ابن مسعود ،وابن عباس ، والضحاك .
وهذا القول من معانيها اللغة التي تتضمنه معنى حفدة .
القول الثاني : الأختان والأصهار، وهو قول عبد الله ، وابن عباس ،وابن مسعود ،وأبي الأضحى ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم .
ووجه هذا القول أيضا من معانيها اللغوية التي تتضمنها معنى حفدة .
القول الثالث : الخدم ، وهو قول ابن عباس ، وعكرمة ،والحسن ، ومجاهد ،وأبي مالك ، وطاوس بن كيسان ، وأبو عبيدة.
وقول طاوس بن كيسان :أخرجه ابن جرير(17/256)عن زمعة، عن ابن طاوس، عن أبيه.
وهذا القول توجيهه توجيها لغويا أيضا .
كتاب العين ( 3/185) : الحَفْدُ: الخِفَّة في العمل والخِدمة.
قال ابن منظور في لسان العرب : حفد : حفد يحفد حفدا وحفدانا واحتفد : خف في العمل وأسرع . وحفد يحفد حفدا : خدم . الأزهري : الحفد في الخدمة والعمل الخفة.
القول الرابع : بنو امرأة الرجل من غيره ، وهو قول ابن عباس.
وهذا القول أيضا من معانيها التي تدخلها لغويا .

الدراسة والترجيح :
أن الأقوال كلها لا تعارض بينها ، وكلها تصح في معنى الحفدة ؛ إذ أن كل الأقوال تتضمنها اللغة ، فالحفدة هم المسرعون في الخدمة من الأعوان والخدم من الأبناء والأصهار والأختان وبنو امرأة الرجل وغيرهم ، ويؤيد ذلك قولهم: " إليك نسعى ونحفِد ": أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
وهذا أيضا الذي رجحه ابن جرير :
فقال ابن جرير( ت: 310ه) : وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا وجهٌ في الصّحّة، ومخرجٌ في التّأويل.[ 2/120 ].
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بنين وحفدة} اختلف الناس، فقالت طائفة: هم الأعوان والأختان، وقالت طائفة: كل من أسرع في حاجتك، فهو حافد، قرابة كان أو غير قرابة،
يقال حافد وحفدة، مثل: كاتب وكتبة). [ياقوتة الصراط: 296]

قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بنين وحفدة} اختلف الناس، فقالت طائفة: هم الأعوان والأختان، وقالت طائفة: كل من أسرع في حاجتك، فهو حافد، قرابة كان أو غير قرابة،
يقال حافد وحفدة، مثل: كاتب وكتبة). [ياقوتة الصراط: 296].
اللباب في علوم الكتاب ( ت: 775هـ): قال الواحدي - رَحِمَهُ اللَّهُ -: «ويقال في جمعه: الحفد بغير هاءٍ؛ كما يقال: الرَّصد، ومعنى الحفدة في اللغة: الأعوان والخدم» .
وفيهم للمفسِّرين أقوال كثيرة، واشتقاقهم من قولهم: حَفَدَ يَحْفِدُ حَفْداً وحُفُوداً وحَفَداناً، أي: أسرع في الطَّاعة، وفي الحديث: «وإليك نَسْعَى ونَحْفِدُ»(12، 119)

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 محرم 1441هـ/15-09-2019م, 09:07 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

إعادة تعديل :
المجموعة الأولى:
( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.
اختلفوا في متعلق الفعل ( أحسن ) على أقوال :
القول الأول : المراد به إحسان عام ، على المؤمنين والمحسنين وغيرهم ، وهو قول مجاهد .
فقول مجاهد أخرجه ابن جرير ( 233/12)عن طريق عيسى و شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، وأخرجه أبو حاتم ( 1423/5)وابن جرير( 331/1) من طريق وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ.
ولم أجد في تفسير مجاهد إلا من طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح .
وقال الذهبي :قال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول : ورقاء من أهل خراسان ، يصحف في غير حرف . وكان أبو عبد الله ضعفه في التفسير . وروى حرب الكرماني ، عن أحمد توثيقه في تفسير ابن أبي نجيح وقال : هو أوثق من شبل . وقال : إلا أن ورقاء -يقولون- : لم يسمع التفسير كله ، من ابن أبي نجيح ، يقولون : بعضه عرض.[ سير أعلام النبلاء:420/7].
، وابن أبو نجيح لم يسمع عنه كل التفسير، كما ذكر ذلك يحي بن معين .
قال يحيى بن معين: «كذا قال ابن عيينة، ولا أدري أحق ذلك أم باطل، زعم سفيان بن عيينة أن مجاهداً كتبه للقاسم بن أبي بزة ولم يسمعه من مجاهد أحد غير القاسم».

وتوجيه هذا القول على أن (الذي للجنس) ، بمعنى ( الذين ) وبمعنى ( من) ، وتعني الكل والجميع ، كما ذكر ذلك الألوسي وابن عاشور وابن الجوزي وغيرهم .
قال ابن الجوزي في زاد المسير : وقال مجاهد: تماماً على المحسنين، أي: تماماً لكل محسن. وعلى هذا القول، يكون «الذي» بمعنى «مَن» ، و «على» بمعنى لام الجر ومن هذا قول العرب: أتم عليه، وأتم له. رعته أشهرا وخلا عليها «1» أي: لها. قال ابن قتيبة: ومثل هذا أن تقول: أوصي بمالي للذي غزا وحج تريد: للغازين والحاجِّين.[ زاد المسير :93/2].
ويتوجه هذا القول أيضا على قراءة ابن مسعود ، حيث قرأ :" تمامًا عَلَى الَّذِينَ أَحْسَنُوا".
وعند قراءة يحي بن يعمر حذفت الواو وعوضت بالضمة ، وهذا لايصح إلا في الشعر ، كما ذكر ذلك أيضا أبو الفتح في المحتسب في شواذ القراءات .

القول الثاني : إحسان خاص من الله تعالى ، وهو قول أبو صخر ، وابن زيد .
ووجه هذا القول عموما على أن الذي غير موصولة ، وهي بمعنى ( ما) .فتكون مصدرية ، والتقدير : تماما على إحسانه ، وهذا صحيح في اللغة من كلام العرب ،كما ذكر ذلك ابن مالك ، فسمعوا عنهم كقولهم : أبوك بالجارية الذي تكفل ،وبالجارية ما تكفل ،والمعنى ابوك بالجارية كفالته ،كما حكي ذلك عن الفراء ، وأما مذهب البصرين هو المنع . [المنصف من الكلام على المغني ابن هشام : 355/2]
وأبو صخر منهم من وثقه ومنهم من ضعفه .
قال إسحاق بن منصور عنه أبو صخر حميد بن زياد ضعيف.
وضعفه أيضا يحي بن معين والنسائي .[ تهذيب الكمال :160/3].
وابن زيد ضعفه النسائي والبخاري وغيرهم .[ الدرر الملتقط في تبيين الغلط ويليه :24]
و اختلفوا فيه على أقوال :
الأول :إحسان الله لأنبيائه ، وهو قول ابن زيد .
وهذا القول توجيهه أن أحسن بموضع نصب ، والذي بمعنى ( ما) .
وابن زيد ضعيف كما أشرنا إليه سابقا.
الثاني :إحسان الله لموسى ، وهو قول قتادة وربيع .
وهذا القول أيضا على أن الذي بمعنى ما ، والمعنى تماما على ما أحسن موسى .
وأثر ربيع فيه اسحاق وهو ضعيف جدا .
وأما أثر قتادة ففيه معمر ، وهو ضعيف أيضا ، قال عنه الدارقطني في العلل : ( سيء الحفظ لحديث قتادة والأعمش ) .
الثالث : نعمة الله إبراهيم على إبراهيم لأنه من ولده ، وهو قول ابن بحر .
فالمعنى: تماماً للنعمة على إبراهيم الذي أحسن في طاعة الله، وكانت نُبُوَّة موسى نعمة على إبراهيم، لأنه من ولده.
وقول ابن بحر ، وفي صحته أو عدمه نظر ، لأن وجدته من نسخة مطبوعة لتفسير أبو مسلم ابن بحر الأصفهاني ، وهو تفسير مفقود ولكن هناك نسخة من تجميع سعيد الأنصاري الهندي ، فجمع هذا النص من كتب شيعية للطبرسي والطوسي .[تفسير أبو مسلم ب بحر الأصفهاني( ت:322ه) ، جمع وإعداد الدكتور خضر نبها].
الدراسة والترجيح :
الراجح : أنه إحسان خاص بموسى ، لإحسانه في طاعته لربه ولقيامه بأمره ونهيه ، لأنه السياق لموسى ، ولا دليل يؤيد الأقوال الأخرى ، وقد رجح هذا القول ابن جرير .
ونجد في سياق الآية (ثم آتينا موسى الكتاب ) فالسياق على نعمة الله على موسى لاتباعه ، فكانت الآية التي قبلها تتكلم عن الاتباع ( وأن هذا صراطي مستقيما فتبعوه ) ، وما بعدها أيضا تذكر عن اتباع القرآن ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه ) ، فلا يؤيد السياق قول الأنبياء ولا أنه من ولد إبراهيم ، ولا يؤيد أن يكون عاما لكل المحسنين والمؤمنين .
والقول الأول أيضا لا تؤيده القراءة أيضا لأن القراءة شاذة ، ولا تؤيده اللغة أيضا ؛ إذ لا يصح إلا شعرا ، كما ذكر ذلك ابن جني في المحتسب .
قال ابن جني المحتسب في شواذ القراءات ( 1/234): ومن ذلك قراءة ابن يعمر: "تَمَامًا عَلَى الَّذي أَحْسَنُ.
قال أبو الفتح: هذا مستضعف الإعراب عندنا؛ لحذفك المبتدأ العائد على الذي؛ لأن تقديره: تمامًا على الذي هو أحسن، وحذْف "هو" من هنا ضعيف.
فهذه القراءة إذن شاذة ( الزيادة والإحسان في علوم القرآن ،3/138).

(2) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)
اختلفوا في المنادي على قولين :
القول الأول :محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو قول ابن جريج وابن زيد .
ووجه هذا القول أن الله تعالى قال : ( وداعيا إلى الله ) .
وابن زيد تقدم ذكره بضعفه .
وابن جريج ثقة في نفسه لكنه يدلس ، كما ذكر ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء [326/6]
القول الثاني :القرآن ، وهو قول محمد بن كعب القرظي ، وزيد بن علي .
فأما قول محمد بن كعب القرظي فأخرجه ابن جرير( 480/7)(عن طريق سفيان وخارجة عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب ، وأخرجه ابن أبي حاتم( 842/3) من طريق سفيان نفسه ، وأخرجه ابن المنذر (2/536)من طريق يحي عن مُوسَى بْن عبيدة، عَنْ مُحَمَّد بْن كعب القرظي.
فكل هذه الطرق تنقل عن موسى بن عبيدة ، وهو ضعيف .[المجروحين لابن حبان :مج2/242].
ووجه هذا القول أن الله تعالى قال عن القرآن أنه : ( يهدي إلى الرشد ) .
الدراسة والترجيح :
أن القول الثاني هو الصواب ، لأنه ليس كل من وصفهم الله في الآيات بهذه الصفات رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون القرآن أعم ، ورجح هذا القول ابن جرير والماوري وغيرهم .
قال الماوردي في النكت والعيون : وجه قول محمد بن كعب : [قال: ليس كل الناس سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم.].( 424/1)
قال ابن جرير : وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْمُنَادِي الْقُرْآنَ؛ لِأَنَّ كَثِيرًا مِمَّنْ وَصَفَهُمُ اللَّهُ بِهَذِهِ الصُّفَّةِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ لَيْسُوا مِمَّنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَايَنَهُ، فَسَمِعُوا دُعَاءَهُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَنِدَاءَهُ، وَلَكِنَّهُ الْقُرْآنُ. وَهُوَ نُظِيرُ قَوْلِهِ جَلَّ ثناؤُهُ مُخْبِرًا عَنِ الْجِنِّ إِذْ سَمِعُوا كَلَامَ اللَّهِ يُتْلَى عَلَيْهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [الجن: 2].

( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )
اختلفوا في المراد بالحفدة على أقوال :
القول الأول : ولده وأولاد ولده ، وهو قول ابن مسعود ،وابن عباس ، والضحاك ، وعكرمة .
والضحاك من الضعفاء .
وفي أثر ابن عباس ، في سنده أبو بشر ، وهو ثقة غير أن شعبة يضعفه .
وأثر عكرمة ، رجاله ثقات ، و في سنده أبو نعيم ، وهو معروف بتشديده في التوثيق .
وهذا القول من معانيها اللغوية التي تتضمنه معنى حفدة .
ففي اللغة يطلق الحفدة على الأولاد .
قال أحمد بن مصطفى الدمشقي في اللطائف في اللغة( ت: 1318هـ) : (حفدة الرجل بَنَاته أَو أَوْلَاد أَوْلَاده كالحفيد.). [اللطائف في اللغة ، 1/134 ].
القول الثاني : الأختان والأصهار، وهو قول عبد الله ، وابن عباس ،وابن مسعود ،وأبي الأضحى ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم .
ووجه هذا القول أيضا من معانيها اللغوية التي تتضمنها معنى حفدة .

القول الثالث : الخدم ، وهو قول ابن عباس ، وعكرمة ،والحسن ، ومجاهد ،وأبي مالك ، وطاوس بن كيسان ، وأبو عبيدة.
وقول طاوس بن كيسان :أخرجه ابن جرير(17/256)عن زمعة، عن ابن طاوس، عن أبيه.
وطاوس عرف بالتشيع غير أن ثقة ، كما قال ذلك يحي بن معين [سير أعلام النبلاء ،5/39]، وابن طاووس هو عبد الله وهو ثقة أيضا ، غير أن زمعة بن صالح ضعيف ، ضعفه ابن معين ، وأبو حاتم ، وغيرهم ، وذكر النسائي عنه كثرة غلطه وأنه ليس قوي [ تهذيب التهذيب :629 ].
وهذا القول توجيهه توجيها لغويا أيضا .
كتاب العين ( 3/185) : الحَفْدُ: الخِفَّة في العمل والخِدمة.
قال ابن منظور في لسان العرب : حفد : حفد يحفد حفدا وحفدانا واحتفد : خف في العمل وأسرع . وحفد يحفد حفدا : خدم . الأزهري : الحفد في الخدمة والعمل الخفة.
القول الرابع : بنو امرأة الرجل من غيره ، وهو قول ابن عباس.
وهذا القول أيضا من معانيها التي تدخلها لغويا .

الدراسة والترجيح :
أن الأقوال كلها لا تعارض بينها ، وكلها تصح في معنى الحفدة ؛ إذ أن كل الأقوال تتضمنها اللغة ، فالحفدة هم المسرعون في الخدمة من الأعوان والخدم من الأبناء والأصهار والأختان وبنو امرأة الرجل وغيرهم ، ويؤيد ذلك قولهم: " إليك نسعى ونحفِد ": أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
وهذا أيضا الذي رجحه ابن جرير :
فقال ابن جرير( ت: 310ه) : وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا وجهٌ في الصّحّة، ومخرجٌ في التّأويل.[ تفسير الطبري :2/120 ].
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بنين وحفدة} اختلف الناس، فقالت طائفة: هم الأعوان والأختان، وقالت طائفة: كل من أسرع في حاجتك، فهو حافد، قرابة كان أو غير قرابة،
يقال حافد وحفدة، مثل: كاتب وكتبة). [ياقوتة الصراط: 296]

قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بنين وحفدة} اختلف الناس، فقالت طائفة: هم الأعوان والأختان، وقالت طائفة: كل من أسرع في حاجتك، فهو حافد، قرابة كان أو غير قرابة،
يقال حافد وحفدة، مثل: كاتب وكتبة). [ياقوتة الصراط: 296].
اللباب في علوم الكتاب ( ت: 775هـ): قال الواحدي - رَحِمَهُ اللَّهُ -: «ويقال في جمعه: الحفد بغير هاءٍ؛ كما يقال: الرَّصد، ومعنى الحفدة في اللغة: الأعوان والخدم» .
وفيهم للمفسِّرين أقوال كثيرة، واشتقاقهم من قولهم: حَفَدَ يَحْفِدُ حَفْداً وحُفُوداً وحَفَداناً، أي: أسرع في الطَّاعة، وفي الحديث: «وإليك نَسْعَى ونَحْفِدُ»[ اللباب في علوم الكتاب : 12، 119 ]

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 محرم 1441هـ/16-09-2019م, 12:42 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.
المجموعة الثانية:

( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله ).
( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى)
( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) .

( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله.
ورد في قوله تعالى: ( وأيّدناه بروح القدس) أربعة أقوال : إحداها هذا القول الذي ورد عن مجاهد .
التخريج : رواه عبدالله بن وهب المصري من طريق غالب بن عبيد الله ، في الجامع في علوم القرآن : 1/44 .
وغالب بن عبيدالله: من الطبقة الخامسة طبقة الضعفاء وفيها تفصيل، وقد روى عنه ثقات ووضعفاء ،خرج لهم أصحاب التفاسير المسندة، وعلى طالب العلم المهتم بهذا النظر في أسانيدهم ومعرفة ماهي عليه من الصحة أو النكارة .
وقد عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى ابن أبي حاتم ولم أقف عليه في المطبوع .
القول الثاني : ورد عن السدي ، أنه البركة ، والثالث : عن ابن عباس ، هو المطهر ، والرابع : هو الاسم الّذي كان عيسى يحيي به الموتى .

وأماقول مجاهد رحمه الله تعالى بأن (القدس) هو الله تعالى ،فالله قُدُس وقُدُّوس، كما قال تعالى :( الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ ) ووجه هذا القول والله أعلم ؛ أنه يراد به روحه مضافة إلى الله ،لأن جبريل خلق من خلق الله ، فهو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، كما في قوله تعالى:( فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا) .
الترجيح :يظهر والله أعلم أن الراجح من الأقوال قول من قال أنه جبريل عليه السلام ،لماورد من آيات وأحاديث تشهد له من ذلك قوله تعالى :( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...( وقوله ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ﴾ .
ويؤيد هذا القول ما رواه الشيخان بسنديهما عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة : أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا حسَّان أجب عن رسول الله ، اللهم أيِّده بروح القدس " قال أبو هريرة : نعم .
وممن قال به ، ابن مسعود ،وابن عباس،وقتادة ،والسدي وغيرهم ، ((تفسير ابن جرير)) (2/221-224)
وقال ابن جريرٍ: وأولى التّأويلات في ذلك بالصّواب قول من قال: الرّوح في هذا الموضع جبريل، لأنّ اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في قوله: {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} الآية [المائدة: 110]. فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيّده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكرير قولٍ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به .

( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى (

التخريج : رواه ابن وهب في الجامع في علوم القرآن عن قرة بن خالد ،ورواه ابن أبي حاتم ،وابن جرير من طريق أبو عقيل عن الحسن ،وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد وقد رجعت إلى ما طبع من تفسيره فلم أجد إلا مقتطفات من سورتي ال عمران والنساء .
أما ما رواه ابن وهب عن قرة ، فيعد في المرتبة الأولى؛ وهم الثقات المكثرون من حمل الحديث ورواية عنه .
وأما رواه ابن جرير عن أبو عقيل ففي المرتبة الثانية وهم الثقات المقلون وإن كان لبعضهم طول صحبه .
وقد ورد في المراد بقوله تعالى): أكالون للسحت) عدة أقوال : فمنهم من قال : أنها في الرشوة بالدين ، قال به ابن مسعود ،وقيل الاستعجال في القضية ،قال به أبو هريرة، وقيل كل كسب حلال ، قال به ابن عباس، وزيد ،وهذا القول الذي ورد عن الحسن رضي الله عنه، والذي يظهر والله أعلم أنه خصه بالأحكام لمناسبة الآيات ،ولسبب النزول الذي رواه مسلم من حديث البراء بن عازب ،
روى ابن جرير عن أبو عقيلٍ، قال: سمعت الحسن، يقول في قوله: {سمّاعون للكذب أكّالون للسّحت} قال: تلك الحكّام سمعوا كذبةً، وأكلوا رشوةً.)
الترجيح : ما ذكر من أقوال كلها متقاربة وداخله في معنى الآية ومن خص فإنما يذكره إما لمناسبته ،أو يضرب به مثلا لعظم جرمه،كالرشوة في الدين، ولعل الراجح من الأقوال والله أعلم ،أنها تشمل كل شيء ،كل مال حرام يلزم آكله العار، روى ابن جريرعن عن مسروق قال: سألت عبد الله عن"السحت"، فقال: الرجل يطلب الحاجةَ للرجل فيقضيها، فيهدي إليه فيقبلُها.
روى ابن جرير، عن أبي هريرة، قال: مهر البغيّ سحتٌ، وعسب الفحل سحتٌ، وكسب الحجّام سحتٌ، وثمن الكلب سحتٌ.
قال الرازي : إذا عرفت هذا فنقول: السحت: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وعسب الفحل، وكسب الحجام، وثمن الكلب، وثمن الخمر، وثمن الميتة، وحلوان الكاهن، والاستئجار في المعصية: روي ذاك عن عمر وعثمان وعلي وابن عباس وأبي هريرة ومجاهد، وزاد بعضهم، ونقص بعضهم، وأصله يرجع إلى الحرام الخسيس الذي لا يكون فيه بركة، ويكون في حصوله عار بحيث يخفيه صاحبه لا محالة، ومعلوم أن أخذ الرشوة كذلك، فكان سحتا لا محالة.
وقال السعدي : أي: المال الحرام، بما يأخذونه على سفلتهم وعوامهم من المعلومات والرواتب، التي بغير الحق، فجمعوا بين اتباع الكذب وأكل الحرام.

( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) .
التخريج :
هذا القول أخرجه سفيان الثوري في تفسيره، والطبري في جامع البيان ،من طريق خصيف
وهو من المرتبة الخامسة والذين في روايتهم ضعف واضطراب مع ماهم عليه من صدق وصلاح في أنفسهم ،فإن سلمت روايتهم عن عكرمة من النكارة والمخالفة فهي معتبرة في التفسير .
وعزاه السيوطي إلى عبد ابن حميد ، وبحثت عنه فوجدت مقتطفات من تفسيره ،وفيها رواية له عن أبيه عن عكرمة في قوله:{الذي تساءلون به والأرحام} قال :قال ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(يقول الله تعالى :صلوا أرحامكم ، فإنه أبقى لكم في الحياة الدنيا وخير لكم في آخرتكم ) .
وقول عكرمة :( اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) على قراءة النصب معطوفة على لفظ الجلالة ، و(الأرحام) جمع رحم، وهم القرابة، فيكون في الآية أمرٌ بصلة الأرحام والقيام بحقها.
قال السمين الحلبي :<< والجمهور/ على نصب ميم «والأرحام» وفيه وجهان، أحدهما: أنه عطفٌ على لفظ الجلالة أي: واتقوا الأرحام أي: لا تقطعوها. وقَدَّر بعضهم مضافاً أي: قَطْعَ الأرحام، ويقال: «إنَّ هذا في الحقيقة من عطفِ الخاص على العام، وذلك أن معنى اتقوا الله: اتقوا مخالفَتَه، وقطعُ الأرحام مندرجٌ فيها» .
وممن قال به من السلف :ابن عباس، والضحاك، ومقاتل ،وعكرمة ،والسدي وغيره .
وعلى قراءة الجر: فهي معطوفة على الضمير في (به) أي: تساءلون به وبالأرحام.
قال الحلبي ) والثاني: أنه معطوفٌ على محل المجرور في «به» نحو: مررت بزيد وعمراً، لَمَّا لَم يَشْرَكْه في الإِتباع على اللفظِ تبعه على الموضع. ويؤيد هذا قراءة عبد الله: «وبالأرحام» . وقال أبو البقاء: «تُعَظِّمونه والأرحام، لأنَّ الحَلْفَ به تعظيمٌ له» .
وممن قال به : إبراهيم ، والحسن ،ومجاهد .
الترجيح :
قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى ):فعلى قراءة الجمهور بالنصب إنما يسألون بالله وحده لا بالرحم، وتساؤلهم بالله تعالى يتضمن إقسامَ بعضهم على بعض بالله، وتعاهدهم بالله، وأما على قراءة الخفض فقد قال طائفةٌ من السلف: هو قولهم: أسألك بالله وبالرحم، وهذا إخبار عن سؤالهم، وقد يقال: إنه ليس بدليل على جوازه، فإن كان دليلًا على جوازه فمعنى قوله: أسألك بالرحم ليس إقسامًا بالرحم، والقَسَمُ هنا لا يسوغ، لكن: بسبب الرحم، أي: لأن الرَّحِم تُوجِبُ لأصحابها بعضهم على بعض حقوقًا، كسؤال الثلاثة لله تعالى بأعمالهم الصالحة، وكسؤالنا بدعاء النبي ﷺ وشفاعته.
وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى : (التساؤل بالأرحام أنه مما جرت به العادة عند العرب أنه يقول: أسألك بالله وبالرحم، أو يقول: أسألك بالرحم التي بيني وبينك، وهم لعصبيتهم يقدرون الرحم تقديرًا بالغًا ويحترمونها ويرون حمايتها، ولهذا ذكَّرهم الله تعالى بها.
وقال :( كل واحدة جاءت بمعنى جديد؛ فقراءة النصب فيها الأمر باتقاء الأرحام؛ أي: اتقاء التفريط في حقهم، والآية الثانية فيها التذكير بأن الناس يتساءلون بالأرحام لعظم حقها ).
وهذا والله أعلم أنه هو الذي يترجح –أنه لامنافاة بينهما وأن كل قراءة تأتي بمعنى ، وخصوصا أن القراءة بالخفض والتي عليها المقال واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 محرم 1441هـ/17-09-2019م, 07:35 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.

المجموعة الأولى:

( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.
القول الأول : على المؤمين والمحسنين. قول مجاهد
رواه الطبري وأبي حاتم الرازي من طرق عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (تمامًا على الذي أحسن)، المؤمنين والمحسنين.
وفي تفسير مجاهد من طريق ، أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: نا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} [الأنعام: 154] يَعْنِي: «عَلَى الْمُؤْمِنِ» ...
توجيه القول : ذكر الطبري وكأنّ مجاهدًا وجّه تأويل الكلام ومعناه إلى أنّ اللّه جلّ ثناؤه أخبر عن موسى أنّه آتاه الكتاب فضيلةً على ما آتى المحسنين من عباده.( جامع البيان: 9/ 673-678]
فإن قيل كيف يفرد بقوله (الذي ) ، وتأويله على المحسنين عامة ، قيل أن العرب تفعل ذلك خاصة في الذي اذا أرادت به الكل والجميع ...
ويؤيد ذلك ماذكر عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّه كان يقرأ ذلك: (تمامًا على الّذين أحسنوا)، وذلك من قراءته كذلك يؤيّد قول مجاهدٍ.
القول الثاني : موسى، فيما امتحنه الله به في الدنيا من أمره ونهيه .رواه الطبري قولاً عن عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع ....
القول الثالث : آتينا موسى الكتاب تمامًا على إحسان الله إلى أنبيائه وأياديه عندهم .رواه الطبري من طرق عن قتادة ....
القول الرابع : قول من أحسن في الدنيا تمم الله ذلك له في الآخرة رواه عبدالرزاق وأبي حاتم الرازي عن معمر عن قتادة ....
والراجح : هو إحسان لموسى لإخلاصه في طاعة ربه ، لأنه أظهر المعاني للسياق ..
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، قول من قال: معناه: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا لنعمنا عنده، على الذي أحسن موسى في قيامه بأمرنا ونهينا = لأن ذلك أظهرُ معانيه في الكلام, وأن إيتاء موسى كتابه نعمةٌ من الله عليه ومنة عظيمة. فأخبر جل ثناؤه أنه أنعم بذلك عليه لما سلف له من صالح عمل وحُسن طاعة .

( 2 ) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)
القول الأول : المنادي القرآن ، رواه ابن جرير الطبري قولاً عن سفيان عن موسى بن عبيدة عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ .. "تفسير الثوري: 83"
وأخرجه عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والخطيب في المتفق والمفترق ..
القول الثاني : المراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال به ابن جريج وابن زيد
أخرج به ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن جريج.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد، مثله.
القول الثالث : هي دعوة من الله سبحانه فأجابوها وأحسنوا فيها وصبروا عليها.
رواه ابن أبي حاتم قولاً عن يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة ....
توجيه القول : وصف هذه الآيات تبين أن كثير ممن وصفهم الله لم يروا الرسول الكريم ولم يعاينوه ، ولكنهم سمعوا عنه ، ولبوا النداء فلذلك ينطبق الوصف عليهم .
قال ابن جرير :
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول محمّد بن كعبٍ، وهو أن يكون المنادي القرآن؛ لأنّ كثيرًا ممّن وصفهم اللّه بهذه الصّفّة في هذه الآيات ليسوا ممّن رأى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولا عاينه، فسمعوا دعاءه إلى اللّه تبارك وتعالى ونداءه، ولكنّه القرآن. وهو نظير قوله جلّ ثناؤه مخبرًا عن الجنّ إذ سمعوا كلام اللّه يتلى عليهم أنّهم قالوا: {إنّا سمعنا قرآنًا عجبًا يهدي إلى الرّشد}.

( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )
القول الأول : أولاد الأولاد ، ويشمل الذكر والأنثى بغض النظر عن خدمتهم. قال به ابن عباس والضحاك وابن زيد والحسن
قول ابن عباس : أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس : {حفدةً } ,«من ولد الرّجل).
ورواه الطبري من طريق محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الصّمد، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عباس ...
ورواه ابن حجر عن طريق شعبة عن أبي البشر عن سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس ....
قول الضحاك : رواه الطبري من طريق الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك.
قول ابن زيد : رواه ابن جرير قولاً عن يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ...
قول الحسن :
رواه ابن جرير من طريق عن أبي هلالٍ، عن الحسن، في قوله: {بنين وحفدةً} قال: " البنين وبني البنين، من أعانك من أهلٍ وخادمٍ فقد حفدك "..
توجيه القول :
هذا المعنى قيس بدلالة قول ولغة العرب ، لقول ابن عبّاسٍ، قال: " بنوك حين يحفدونك، ويرفدونك، ويعينونك، ويخدمونك " ..
وذكر الطبري أن قول (وحفدة ) متعلقاً بقوله وأزواجكم.
قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} قال: " الحفدة: الخدم من ولد الرّجل هم ولده، وهم يخدمونه ..
وذكر القرطبي أن هذا القول دل عليه ظاهر الكلام ، فقال ماقاله الأزهري :أن هذا القول ظاهر القرآن بل نصه أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَالَ:" وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً " ..
القول الثاني : الأختان والأصهار ، هناك من فرق بينهم وهناك من جعلهم متداخلين ..قولاً عن ابن مسعود وابن العباس وأبي الضحى وسعيد بن جبير
قول ابن مسعود : رواه ابن جرير من طرق عن زر بن أبي حبيش عن عبدالله بن مسعود ...
قول ابن عباس : رواه ابن جرير عن طريق معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وحفدةً} قال: " الأصهار " ..
قول أبي الضحى : رواه ابن جرير من طريق يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى ...
قول ابراهيم : رواه ابن جرير عن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ عن مغيرة، عن إبراهيم...
قول سعيد بن جبير : رواه ابن جبير عن طريق عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ...
توجيه القول : كما نعلم الحفدة يشمل الأولاد والبنات وأولادهم وأزواج البنات ، قال ابن كثير :
العرب تطلق على الأصهار والأختان حفدة ..
قال الضحاك والشعبي : غالباً هم يكونون تحت كنف الرجل وحجره وفي خدمته.
وقال القرطبي : أن من معاني حفد الأختان وهو معنى معروف في لغة العرب وأستدل عليه بالشعر ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَلَوْ أَنَّ نَفْسِي طَاوَعَتْنِي لَأَصْبَحَتْ … لَهَا حَفَدٌ مَا يُعَدُّ كَثِيرُ
وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ عَلَيَّ أَبِيَّةٌ ... عَيُوفٌ لِإِصْهَارِ اللِّئَامِ قَذُورُ
القول الثالث : الأعوان والخدم مطلقا وهو التفسير اللغوي لمعنى الحفد قال به ابن عباس وعكرمة والحسن ومجاهد وابن طاووس عن أبيه ، وقتادة
قول ابن عباس : رواه ابن جرير عن طريق وهب بن حبيبٍ الأسديّ، عن أبي حمزة، عن ابن عبّاسٍ، سئل عن قوله: {بنين وحفدةً} قال: " من أعانك فقد حفدك ..
قول عكرمة : رواه ابن جرير من طرق عدة عن سماكٍ، عن عكرمة، في قوله: {بنين وحفدةً} قال: " الحفدة: الخدّام ".
وقول الحسن : رواه ابن جرير عن طريق هشيمٌ، عن منصورٍ، عن الحسن، قال: " هم الخدم "، ورواه من طريق آخر عن محمّد بن خالدٍ، قال: حدّثني سلم، عن أبي هلالٍ عن الحسن ..
وقول مجاهد : رواه ابن جرير عن طريق إسماعيل ابن عليّة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: " الحفدة: الخدم " ..وكذلك رواه ابن جرير من طريق إسماعيل ابن عليّة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ ، وكذلك قولاً عن أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد ...
قول ابن طاوس : فقد رواه الطبري من طريق ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا زمعة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه.....
قول قتادة : رواه الطبري قولاً عن بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة ...
وقول أبي مالك : رواه ابن جرير قولا. عن ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ: " الحفدة، قال: الأعوان "..
توجيه القول : هذا القول دلت عليه اللغة من العرب ، وذكره غير واحد من السلف ، واستدل به ابن عباس في الشعر .
قال ابن عطية : جعل الله المراد من قوله: (مِنْ أَزْواجِكُمْ )إنما هو على العموم والاشتراك، أي من أزواج البشر .
القول الرابع : بنو أمرأة الرجل من غيره ، قال به ابن عباس ...
قول ابن عباس : رواه الطبري من طريق محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} يقول: " بنو امرأة الرّجل ليسوا منه "....
و رواه ابن حجر من طريق العوفي عن ابن عباس ..
الترجيح : هذه الأقوال جميعها لاتعارض بينها ، ففي هذه الآية ومعناها أعلمهم أنّه جعل لهم من أزواجهم بنين وحفدةً، والحفد في كلام العرب: جمع حافدٍ، هو المتخفّف في الخدمة والعمل، والحفد: خفّة الرجل العمل ، فيشمل بهذا القول الزوجة والأخت والبنين والحفدة والصهر وولد المرأة ومن يخدم ..
وذكر القرطبي أن جميع هذه الأقوال ومعانيها يحتملها دلالة الأصل اللغوي ..
وقال ابن جرير : لم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وقال ابن عطية : أن الله جعل لكل أحد أزواج وبنين وحفدة وهذا حال أغلب الناس ، أو أن يكون المراد بالأزواج أزواج البشر المتزوج والغير متزوج وجعل له أعوان وحشم وخدم. بتصرف
فمضمون هذه الأقوال لامانع من الجمع بينهما لدلالة ظاهر القول كماذكره ابن جرير.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 محرم 1441هـ/18-09-2019م, 06:24 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تصحيح تخريج حديث مجاهد بعد اطلاعي على التصحيح للمجموعة السابقة وتذكري طريقته ،حاولت تعديل التخريج :

فقول مجاهد أخرجه ابن جرير في تفسيره (233/12)من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ،وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ( 1423/5)وأخرجه عبد الرحمن الهمذاني نقلا عن تفسير مجاهد ( 331/1) من طريق وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ. بلفظ (على المؤمنين) ، وأخرجه ابن جرير أيضا في تفسيره (233/12) أيضا من طريق شبل عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، ولكن بزيادة لفظ (المحسنين ).
إضافة : تفسير مجاهد في نسبته لمجاهد مقال فلم يصح عنه ، لأن عبد الرحمن الهمذاني ضعيف ، فقال صالح بن أحمد الحافظ:ضعيف ادعى الرواية عن ابن ديزيل فذهب علمه.[سير أعلام النبلاء ،مج16/15].

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 محرم 1441هـ/18-09-2019م, 09:22 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء احمد مشاهدة المشاركة
بِسْم الله الرحمن الرحيم
1-القول الأول :
قول مجاهد في تفسير قوله تعالى (وأيدناه بروح القدس ) ( القدس الله )
رواه عنه عبد الله بن وهب المصري من طريق غالب بن عبيد الله .[الجامع في علوم القرآن: 1/ 44]
وروى هذا القول أبو حاتم عن الربيع بن أنس من طريق أبي جعفر .
ورواه أيضا ابن جرير عن أبي جعفر من طريق ابنه ، وعن ابن زيد من طريق وهب ،وعن كعب من طريق عطاء .
توجيه قول مجاهد:
معنى هذا القول :أن قُدُس وقُدُّوس بمعنى واحد ، فهو نعت الله ،ويدل على ذلك قوله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ﴾الحشر: 23].
الأقوال الأخرى الواردة في ذلك :
-الأول :أن القدوس البركة ،قاله السدي من طريق أسباط .
-والثّانِي: هو المطهر ،رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق العوفي
-الثالث :الاسم الذي كان يحي به عيسى الموتى ،رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق الضحاك
الترجيح بين الأقوال في هذه المسألة :
الراجح من هذه الأقوال والله أعلم هو (أن القدس هو الله )كما قال مجاهد رحمه الله ،لأن الآية دلت عليه ولأن الأقوال الأخرى داخلة فيه فالبركة من الله والله مطهر عن النقائص سبحانه والاسم الذي كان عيسى عليه السلام يحي به الموتى هو من أسمائه تعالى .


[ هذا القول لا يصحّ عن مجاهد؛ لأنه من طريق غالب بن عبيد الله وهو متروك الحديث؛ فلا يُحتجّ به في هذه المسائل، ثم إنّ القدس في اللغة هو الطُّهر والنزاهة فهو صفة ]

القول الثاني:
2-قول الحسن في تفسير قوله تعالى (سماعون للكذب أكالون للسحت )( أكالون للرشى )
أي :الرشوة في الحكم .
رواه عنه ابن وهب المصري من طريق قرة بن خالد .[الجامع في علوم القرآن: 1/137]
وابن جرير من طريق أبي عقيل ،وعزاه إليه ابن أبي حاتم [ ؟ ] .
وقال بهذا القول أيضا علي ابن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم، وقتادة ومجاهد والضحاك .
الاقوال الاخرى الواردة في ذلك :
-الرشوة في الدين ، قاله ابن مسعود .
-الاستعجال في القضية ،قاله أبو هُريرة .
-كل كسب لا يحل والرشوة منه (الحرام)، قاله ابن عباس وزيد .
-توجيه قول الحسن :
قالَ الطَبَرِيُّ: أصْلُ السُحْتِ: كَلَبُ الجُوعِ؛ يُقالُ: "فُلانٌ مَسْحُوتُ المَعِدَةِ"؛ إذا كانَ لا يُلْفى أبَدًا إلّا جائِعًا؛ يَذْهَبُ ما في مَعِدَتِهِ؛ فَكانَ الَّذِي يَرْتَشِي بِهِ مِنَ الشَرَهِ ما بِالجائِعِ أبَدًا؛ لا يَشْبَعُ. [ هذا كلام في اشتقاق لفظ السحت، وتفسير الحسن يوجّه بأنه من باب التفسير بالمثال ]
ورُوِيَ عَنِ النَبِيِّ - صَلّى اللَـهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - أنَّهُ قالَ: « "كُلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِن سُحْتٍ فالنارُ أولى بِهِ"؛ قِيلَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ وما السُحْتُ؟ قالَ: "اَلرِّشْوَةُ في الحُكْمِ".»
وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «(رِشْوَةُ الحُكّامِ حَرامٌ، وهي السُّحْتُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ في كِتابِهِ») .
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «(هَدايا الأُمَراءِ سُحْتٌ») . فهذه الاثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدت هذا القول .
-الترجيح بين الأقوال :
قال ابن عطية رحمه الله :سمي المالُ الحَرامُ سُحْتًا لِأنَّهُ يَذْهَبُ؛ وتَسْتَأْصِلُهُ النُوَبُ؛ كَما قالَ - عَلَيْهِ الصَلاةُ والسَلامُ -: « "مَن أصابَ مالًا مِن مَهاوِشَ أذْهَبَهُ اللهُ في نَهابِرَ"؛
وكُلُّ ما ذُكِرَ في مَعْنى السُحْتِ فَهو أمْثِلَةٌ؛ ومِن أعْظَمِها الرِشْوَةُ في الحُكْمِ؛ والأُجْرَةُ عَلى قَتْلِ النَفْسِ؛ وهو لَفْظٌ يَعُمُّ كُلَّ كَسْبٍ لا يَحِلُّ.
ووجه هذا القول أن الحرام يسْحَتُ الحلال و ينزِع بركتَه، فينسحت ويزول.
ويرجح هذا القول ما روي عن أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (سِتُّ خِصالٍ مِنَ السُّحْتِ: رِشْوَةُ الإمامِ، وهي أخْبَثُ ذَلِكَ كُلِّهِ، وثَمَنُ الكَلْبِ، وعَسْبُ الفَحْلِ، ومَهْرُ البَغِيِّ، وكَسْبُ الحَجّامِ، وحُلْوانُ الكاهِنِ») .
فدل هذا على أن السحت هو أن السحت هو كل كسب لا يحل .
القول الثالث :
3-قول عكرمة في تفسير (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) :أي اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
وهذه بقراءة (الأرحام ) بالنصب .
رواه عنه الثوري في تفسيره من طريق خصيف . [تفسير الثوري: 85]
و ابن جرير من نفس الطريق
[ يقال: رواه سفيان الثوري وابن جرير الطبري من طريق خصيف عنه ]

، وعزاه إليه ابن أبي حاتم بدون إسناد .
وقال به أيضا :ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والربيع وابن زيد والسدي .
-وورد في قوله تعالى (والأرحام ) قراءة أخرى بالخفض ،أي : اتقوا الله الذي تتعاطفون به والأرحام ،وهو عطف الأرحام على قوله (به).
قال بهذا القول : إبراهيم والحسن ومجاهد .
توجيه قول عكرمة :
هو أن من قرأ ذلك نصبًا: واتقوا الله الذي تساءلون به، واتقوا الأرحام أن تقطعوها= عطفًا بـ"الأرحام"، في إعرابها بالنصب على اسم الله تعالى ذكره.
قال ابن عاشور رحمه الله :فَعَلى قِراءَةِ الجُمْهُورِ يَكُونُ“ الأرْحامَ ”مَأْمُورًا بِتَقْواها عَلى المَعْنى المَصْدَرِيِّ أيِ اتِّقائِها، وهو عَلى حَذْفِ مُضافٍ، أيِ اتِّقاءِ حُقُوقِها، فَهو مِنَ اسْتِعْمالِ المُشْتَرِكِ فِي مَعْنَيَيْهِ، وعَلى هَذِهِ القِراءَةِ فالآيَةُ ابْتِداءُ تَشْرِيعٍ وهو مِمّا أشارَ إلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وخَلَقَ مِنها زَوْجَها﴾.
الترجيح بين الأقوال :
رجح جمهور المفسرين قول عكرمة ومن وافقه وذلك لأن اللغة والآثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم تؤيده ، ومن هذه الآثار ما رواه شُعْبَةُ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّاعِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ حَتَّى جَاءَ قَوْمٌ مِنْ مُضَرَ حُفَاةً عُرَاةً، فَرَأَيْتُ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَتَغَيَّرُ لِمَا رَأَى مِنْ فَاقَتِهِمْ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ وَخَطَبَ النَّاسَ فقال: (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ، إِلَى: وَالْأَرْحامَ (، ثُمَّ قَالَ:) تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِدِينَارِهِ تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِدِرْهَمِهِ تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِصَاعِ تَمْرِهِ) وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. فَمَعْنَى هَذَا عَلَى النَّصْبِ، لِأَنَّهُ حَضَّهُمْ عَلَى صِلَةِ أَرْحَامِهِمْ.
ورد القول الثاني وضعفه الطبري وابن عطية وأكثر أئمة النحو ،لأن عندهم المَخْفُوضُ لا يَنْفَصِلُ فَهو كَحَرْفٍ مِنَ الكَلِمَةِ، ولا يُعْطَفُ عَلى حَرْفٍ، وبرر بأن عطية تضعيفه له بوجه آخر وهو أن ذِكْرَ "الأرْحامِ" فِيما يُتَساءَلُ بِهِ لا مَعْنى لَهُ في الحَضِّ عَلى تَقْوى اللهِ، ولا فائِدَةَ فِيهِ أكْثَرُ مِنَ الإخْبارِ بِأنَّ الأرْحامَ يُتَساءَلُ بِها، وهَذا تَفَرُّقٌ في مَعْنى الكَلامِ وغَضٌّ مِن فَصاحَتِهِ، وإنَّما الفَصاحَةُ في أنْ يَكُونَ لِذِكْرِ الأرْحامِ فائِدَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ، وكذلك رده كثير من أهل العلم بسبب تحريم القسم بغير الله ،فقد جاء في الحديث الصحيح "مَن كانَ حالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أو لِيَصْمُتْ"،»
لكن الْإِمَامُ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْقُشَيْرِيُّ، رد هذا الكلام وَاخْتَارَ الْعَطْفَ وبرر ذلك بأن قراءة حمزة متواترة ،وثابتة عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فَمَنْ رَدَّ ذَلِكَ فَقَدْ رَدَّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، وَاسْتَقْبَحَ مَا قَرَأَ بِهِ، وَهَذَا مَقَامٌ مَحْذُورٌ، وَلَا يُقَلَّدُ فِيهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ، فَإِنَّ الْعَرَبِيَّةَ تُتَلَقَّى مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَا يَشُكُّ أَحَدٌ فِي فَصَاحَتِهِ. وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنَ الْحَدِيثِ فَفِيهِ نَظَرٌ، لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِأَبِي الْعُشَرَاءِ(وَأَبِيكَ لَوْ طَعَنْتَ فِي خَاصِرَتِهِ). ثُمَّ النَّهْيُ إِنَّمَا جَاءَ فِي الْحَلِفِ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَهَذَا تَوَسُّلٌ إِلَى الْغَيْرِ بِحَقِّ الرَّحِمِ فَلَا نَهْيَ فِيهِ.
ووافقه ابن عاشور في رده وصوب قول ابْنُ مالِكٌ في تَجْوِيزِهِ العَطْفَ عَلى المَجْرُورِ بِدُونِ إعادَةِ الجارِّ،فيكون تَعْرِيضًا بِعَوائِدِ الجاهِلِيَّةِ، إذْ يَتَساءَلُونَ بَيْنَهم بِالرَّحِمِ وأواصِرِ القَرابَةِ ثُمَّ يُهْمِلُونَ حُقُوقَها ولا يَصِلُونَها، ويَعْتَدُونَ عَلى الأيْتامِ مِن إخْوَتِهِمْ وأبْناءِ أعْمامِهِمْ، فَناقَضَتْ أفْعالُهم أقْوالَهم، وأيْضًا هم آذَوُا النَّبِيءَ ﷺ وظَلَمُوهُ، وهو مِن ذَوِي رَحِمِهِمْ وأحَقُّ النّاسِ بِصِلَتِهِمْ كَما قالَ تَعالى ﴿لَقَدْ جاءَكم رَسُولٌ مِن أنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: 128] وقالَ ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلى المُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِن أنْفُسِهِمْ﴾ [آل عمران: 164] . وقالَ ﴿قُلْ لا أسْألُكم عَلَيْهِ أجْرًا إلّا المَوَدَّةَ في القُرْبى﴾ [الشورى: 23] . وعَلى قِراءَةِ حَمْزَةَ يَكُونُ مَعْنى الآيَةِ تَتِمَّةً لِمَعْنى الَّتِي قَبْلَها.



أ

أحسنت بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 محرم 1441هـ/18-09-2019م, 09:41 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
( 1 ) قول الشعبي في تفسير قول الله تعالى: {تتخذون منه سكراً} السكر: النبيذ).
هذا القول المنسوب للشعبي في معنى السكر:النبيذ وهو ما كان حلالا شربه كالنبيذ الحلال
أخرجه الطبري في تفسيره قال : حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبو أسامة، وأحمد بن بشيرٍ، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ قال: " السّكر: النّبيذ.
[ يقال: أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق مجالد عنه، ثم تُذكر الأقوال الأخرى المروية عنه وتُناقش]

وأخرج بنحوه من طريق أبي روق عن الشعبي قال قلت للشّعبيّ: أرأيت قوله تعالى: {تتّخذون منه سكرًا} أهو هذا السّكر الّذي تصنعه النّبط؟ قال: " لا، هذا خمرٌ، إنّما السّكر الّذي قال اللّه تعالى: النّبيذ والخلّ
وعلى هذا القول تكون الآية غير منسوخة
-وروى عن الشعبي قولا آخر في معنى السكر وهو أن السكر خمر ؛فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه قال : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَأَبِي رَزِينٍ، قَالُوا: «السَّكَرُ خَمْرٌ»
وقال :حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تَمَّامٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: «السَّكَرُ خَمْرٌ»
وروى ابن جرير في تفسيره من طرق عن المغيرة عن الشعبي وابراهيم وأبي رزين قولهم هي منسوخة في هذه الآية
وهذا قول أكثر العلماء ولهذا قيل إن الآية منسوخة

أقوال اخرى في معنى السكر:
-أن السكر بمنزلة الخمر في التحريم وليس بخمر فقيل هو نقيع التمر والزبيب إذا اشتد فأسكر وهو قول رواه ابن جرير عن ابن عباس {قال : فحرّم اللّه بعد ذلك، يعني بعد ما أنزل في سورة البقرة من ذكر الخمر، والميسر، والأنصاب، والأزلام، السّكر مع تحريم الخمر لأنّه منه}

-وقول ثالث: في معنى السكر :وهو الخل بلغة الحيشة وهو مروى عن ابن عباس عند الطبري أيضا وعن ابن عمر رواه ابن الجوزي بسنده عنه في نواسخ القرآن وهذا القول يرجع في معناه إلى القول الأول
-وقيل :السكر بمعنى الطعم وهو قول أبي عبيدة ، ومايسد به الجوع من الرطب والتمر مشتق من قولهم سكرت النهر أي سددته والمعنى تتخذون منه مايسد به الجوع ،ذكره ابن جرير وعلى هذا القول والذي سبقه فالآية محكمة لانسخ فيها

وخلاصة هذه الأقوال تدور على قولين رئيسين:
-القول الأول :أن السكر هو الخمر قبل أن تحرم
وهو قول جمهور العلماء من المفسرين من الصحابة والتابعين بل وعزى بعض من أهل اللغة تفسير السكر إلى قول المفسرين فيه وتوجيه هذا القول من جوانب :
-الأول :أن السكر هو مصدر من قولهم سكر فلان يسكر سكرا وهو المتبادر إلى الذهن من المعنى حين يسمع لأول وهلة [ السَّكَر ليس هو السُّكْر، بل هو أعمّ؛ فالسَّكَر يُطلق على ما يُسكر من الشراب، وعلى ما يُستحلى من الشراب المعتصر من الثمرات أو ما انتبذت فيه من غير أن يكون مُسْكراً، وكذلك النبيذ منه ما لا يُسكر وهو المأذون بشربه، ومنه ما يصل إلى حدّ الإسكار وهو المحرّم، وكل مسكر خمر، ولذلك فإنّ قول الشعبي: ( السَّكَرُ النبيذ) يشمل القولين، ولذلك اختلفت الرواية عنه في القول بنسخ الآية ]
-الثانى :هو قول ابن عباس وقد صح عنه كما ذكر ابن حجر وابن مسعود وابن عمر وغيرهم من التابعين ولم يخالف فيه إلا قول مروى عن الشعبي ومجاهد ولكل منهما رواية أخرى تعضد هذا القول نفسه كما سبق فيبقى النظر في الأسانيد والتحقق من صحة النسبة إليهما
-الثالث:الرد على من احتج بأن السكر بمعنى الطعم ونحوه واستدل بقول الشاعر وجعلت عيب الأكرمين سكرا أي طعما ؛ فقد رجح الزجاج أن معنى سكرا أى ما يسكر وقال هو أشبه بالمعنى وأليق بالكلام أي جعلت تتخمر بأعراض الكرام
-الرابع:أن الخبر سيق للدلالة على الإباحة أي إباحة الخمر قبل تحريمها والإباحة حكم شرعي والمنسوخ هو الحكم الشرعي لا الخبر نفسه ردا على من زعم أن الآية غير منسوخة لأنها من الأخبار والأخبار لاتنسخ وهذا القول انتصر له الشنقيطى رحمه الله
ولكن اعترض علم الدين السخاوى رحمه الله على هذا التوجيه للنسخ وقال لايفهم من قوله تعالى {تتخذون منه سكرا}أنها إباحة لهم ولو فرض أنها كذلك فليس شرطا أن يكون المفهوم منها أنها مباحة لنا فينسخ حكمها فقد يفهم منها أنها محرمة أيضا
وقال :أن القرآن إنما ينسخ بقرآن لا بتفهمنا تجويز إباحته لنا
وعلى هذا فيكون المراد من قوله تعالى {سكرا}توبيخ لهم وعتاب على ذم فعلهم بإتخاذ السكر من ثمار النخيل والأعناب ويؤيد هذا المعنى قوله بعده {ورزقا حسنا} فيتضح أن السكر رزق مذموم وليس بحسن ،ذكره السخاوى في جمال القراء
وعلى هذا فيكون معنى السكر هو اتخاذ مايسكر من هذه الثمار خمرا كان أو نبيذا وأن القول بأن الآية منسوخة مبنى على الخلاف في فهم سياق الآية فمن فهم منها أن السكر مذموم ولم يكن مباحا لهم في الاصل من قبل الشرع فالآية محكمة لانسخ فيها ومن فهم من اتخاذ السكر معنى الإباحة لمن قبلنا وتجويز إباحتها لنا قال بالنسخ والله أعلم


-القول الثانى :ليس بخمر وإنما هو طعم أ وشراب حلال يتخذ من نقيع التمر أو العنب وكذلك الخل أو بمعنى مايسد به الجوع وكل ذلك من النعم التى امتن الله بها علينا
ووجه التفسير به أمور :
-الأول :أنه سيق في معرض الإمتنان من الله تعالى على عباده بالنعم التى منها ثمرات النخيل والأعناب والتى يتخذون منها هذا السكر أى المراد الشراب ، و أن الرزق الحسن هو الأكل من ثمرتيهما
-الثانى:أن السكر يفسر بمعنى الطعم وليس بمعنى المسكر الذي يذهب العقل أو بعضه وهذا معلوم عند العرب قال جندل :جعلت عيب الأكرمين سكرا أي طعما
-الثالث: أن الآية سيقت مساق الخبر والقول بأن السكر خمر يلزم منه أن تكون هذه الآية منسوخة بآيات تحريم الخمر المعروفة وعند علماء الأصول أنه لانسخ في الأخبار إذا كان على سبيل الخبر بماكان أو بما سيكون و، أما ماصرح به ابن عباس وغيره من السلف بأنها منسوخة فهو نسخ المسكوت عنه من فهم الخطاب
-الأخير :وهو أن القاعدة أنه لايصار إلى القول بالنسخ إلا بدليل ولا دليل من الشرع عليه وهو ما انتصر له ابن جرير . ولانسخ هنا لأن الله لم يأمرنا باتخاذ ذلك ولا أباحه لنا (ذكره مكى بن أبي طالب)
هذا وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي أسيد الساعدى أنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم لوليمة عرسه وأن عروسه كانت خادمة القوم ليلتها فذكر أنها سقت النبي صلى الله عليه وسلم شرابا فقال تدرون ماذا سقته؟قال أنقعت له تمرات من الليل في تور من حجارة
وهذا هو النبيذ الحلال وهو ما ينبذ من التمر بمفرده في الماء أو ما ينبذ من الزبيب في الماء أيضا بمفرده وأما الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو أن ينبذا معا التمر والزبيب
وانتصر لهذا القول الإمام الطبري رحمه الله وقال هو أولى الأقوال بالصواب عندى .


( 2 ) قول محمد بن سيرين ( {السابقون الأولون} الذي صلوا القبلتين ).
هذا القول رواه ابن جرير قال حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن بعض، أصحابه، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، وعن أشعث، عن ابن سيرين، في قوله: {والسّابقون الأوّلون} قال: هم الّذين صلّوا القبلتين
وأشعث بن سوار من مرتبة الرواة عنه المختلف في توثيقه والأكثر على تضعيفه.
وقال :حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن معاذٍ، قال: حدّثنا ابن عونٍ، عن محمّدٍ، قال: المهاجرون الأوّلون: الّذين صلّوا القبلتين
وابن عون من طبقة الرواة الثقات المكثرون عن محمد بن سيرين
وذكره ابن أبي حاتم بصيغة التضعيف ولم يسنده قال : وروي عن الشّعبيّ في إحدى الرّوايات وعن الحسن وابن سيرين وقتادة: أنّهم الّذين صلّوا مع النّبيّ- صلّى اللّه عليه وسلّم- القبلتين
وأخرجه ابن المنذر وأبو نعيم عن الحسن ومحمد بن سيرين كما ذكر السيوطى وزاد قوله وهم أهل بدر ، ولم أقف عليه عند ابن المنذر
وروى ابن جرير عن سعيد بن المسيب أن أصحاب القبلتين هم المهاجرون الأولون قال: حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، قال: المهاجرون الأوّلون: الّذين صلّوا القبلتين
[ يقال في التخريج: رواه ابن جرير في تفسيره وأبو نعيم في معرفة الصحابة من طريق أشعث بن سوار عن ابن سيرين، ورواه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي]

أقوال أخرى في المراد بالسابقين :
-والقول الآخر في المراد بقوله تعالى {السابقون الاولون} هم أصحاب بيعة الرضوان قيراد به الأولون من المهاجرين وحدهم وذلك أن الهجرة قبل صلح الحديبية شهادة على صدق من هاجر من المؤمنين وبراءته من النفاق إذ كان المشركون يؤذون المؤمنين ويأخذون أموال من أراد الهجرة منهم
وهذا القول رواه ابن جرير عن الشعبي
ومنشأ الخلاف بين القولين بين المفسرين مبنى على تحديد المدة التى عندها ينتهى وصف السبق للمهاجرين والأنصار فقيل هم من صلى القبلتين وقيل أهل بدر وقيل أصحاب بيعة الرضوان (الحديبية) كل ذلك يشمل كلا من المهاجرين والأنصار على قراءة خفض الأنصار.
[ قبل هذا الخلاف هناك خلاف آخر، وهو هل وصف السبق عام للمهاجرين والأنصار أو خاصّ ببعضهم دون بعض،

- فعلى القول بأن الوصف عامّ ؛ فيكون هذا باعتبار سائر الأمة ؛ فالمهاجرون والأنصار كلهم سابقون .

- وعلى القول بأن الوصف خاصّ ببعضهم فيجري الخلاف في تحديدهم على الأقوال المذكورة.
والقولان صحيحان لا تعارض بينهما]

وأما من قرأ بالرفع (والأنصار) جعل وصف السبق مختص بالمهاجرين دون الأنصار فقرىء {والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان} كما روى عن عمر بن الخطاب وقد روى أن زيد بن ثابت صوب لعمر القراءة بإثبات الواو وهو المجمع عليه

الترجيح :رجح ابن جرير قراءة الخفض وقال هى القراءة التى لا أستجيز غيرها لأنها القراءة الحجة ولإلحاق الواو في قوله والذين اتبعوهم بإحسان و أنها كذلك ثبتت يعنى الواو في مصاحف المسلمين فيكون المراد بالسابقين كلا من المهاجرين والأنصار.



(3)قول عطاء بن أبي رباح: ( التفث: حلق الشعر وقطع الأظفار )

هذا القول لم أقف عليه منسوبا لعطاء من قوله إنما رواه ابن جرير عن عطاء يرويه عن ابن عباس وأما الذي روى منسوبا لعطاء من قوله فهو عطاء بن السائب وليس عطاء بن أبي رباح
[ رواه يحيى بن سلام البصري في تفسيره من طريق قيس بن سعد عن عطاء بن أبي رباح]
روى ابن جرير :قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا عبد الملك، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال، في قوله: {ثمّ ليقضوا تفثهم} قال: " التّفث: حلق الرّأس، وأخذٌ من الشّاربين، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقصّ الأظفار، والأخذ من العارضين، ورمي الجمار، والموقف بعرفة، والمزدلفة
وعبد الملك من طبقة الرواة الثقات المكثرون عن عطاء بن أبي رباح

روى ابن جرير قال :حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن عطاء بن السّائب، قال: " التّفث: حلق الشّعر، وقصّ الأظفار، والأخذ من الشّارب، وحلق العانة، وأمر الحجّ كلّه
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب : وقال بن معين عطاء بن السائب اختلط وما سمع منه جرير وذووه ليس من صحيح حديثه

وكلا القولين المرويين يجمع المعنيين الواردين في المراد بالتفث فقيل أنه إزالة الوسخ والشعر وقيل مناسك الحج
-وقال الزجاج والتفث لايعرف إلا من التفسير وهو إزالة الشعر وقص الأظفار و...وكأنه الخروج من حال الإحرام إلى الحلال وقال قطرب تفث الرجل( إذا كثر وسخه )وهو معناه في اللغة وأما حقيقته الشرعية فهو نحر الحاج هديه وحلق رأسه وإزالة الوسخ وقص الأظفار ،ذكره القرطبي
-فيكون المعنى المراد حمل الآية على المعنيين جميعا المعنى اللغوى والشرعي لأن المعنى اللغوى داخل في الشرعى والله أعلم "


ب+

أحسنت بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19 محرم 1441هـ/18-09-2019م, 10:04 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
قول الشعبي في تفسير قول الله تعالى : (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا) السكر : النبيذ
رواه ابن جرير من طريق عن مجالد عن الشعبي ومن طرق عن أبي رَوْق عنه
ورواه الماوردي والسمعاني [ الماوردي والسمعاني لا يرويانه بأسانيدهما، وفرق بين من يذكر القول وبين من يرويه بإسناده ]
ونقل عن الشعبي قوله بأنها منسوخة رواه الماوردي وابن الجوزي وذكره السيوطي [ المصدر الذي يذكر القول ولا يرويه بإسناده لا يقال فيه: رواه، وإنما يقال: ذكره ]
توجيه قوله:
المراد بالنبيذ : هو أن يطرح التمر او العنب في ماء ويترك يوما ليتكون منه شرابا حلوا ، ثم يشرب ولا يترك مدة أطول فيتحول إلى مسكر ، وهذه الطريقة ورد أنه كان يفعله صلى الله عليه وسلم .
وأما إذا زاد نبذ هذه الثمار أكثر من يومين تقريبا أو ثلاثة تبدأ تتحول إلى مسكر ، وهذا هو المراد والله أعلم بقول الشعبي أن السكر : النبيذ. روى شعبة عن مغيره عن إبراهيم والشعبي قالا السكر ما حرم وقد نسخ. ذكره النحاس في معاني القرآن


وعلى هذا :
فأما أنه ذكر السكر في سورة النحل على سبيل الإمتنان لأنه مباحة فهذه السورة مكية ثم نزل تحريمها في سورة المائدة وهي مدنية ويؤيد هذا التوجيه أنه نقل قول الشعبي وغيره بأنها منسوخة .
وإما أنه ذكر السكر من باب الإخبار على سبيل العتاب والذم لا على سبيل الإباحة مع ذكر المنة في الرزق الحسن فهو أنعم عليكم بهذا الثمرات وأنتم تتخذونها سكرا نبيذا يذهب عقولكم .
وقيل: إن الله عز وجل نبه في هذه الآية على تحريم الخمر أيضا، لأنه ميز بينها وبين الرزق الحسن في الذكر فوجب أن يقال الرجوع عن كونه حسنا يدل على التحريم.ذكره الخازن
الأقوال في معنى السكر :
1-الخمر: قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة و الحسن والنخعي و أبو رزين والضحاك وابن قتيبة
2-النبيذ : قاله ابن عباس و مجاهد والشعبي والسدي و أبي عبد الرحمن بن أبي ليلى والنخعي وأبي رزين ويقصدون ما تحول منه إلى مسكر
3-الخل : بلغة الحبشة، رواه العَوفي عن ابن عباس. وقال الضحاك: هو الخل، بلغة اليمن.
4-الطُّعْم: يقال: هذا له سَكَر، أي:طُعْم، وأنشدوا:
جَعَلْتَ عَيْبَ الأَكْرَمِيْن سَكَرا
قال ابن قتيبة : قال ابو عبيدة: السّكر: الطّعم.
ولست اعرف هذا في التفسير.
5- ما سد الجوع من قولهم سكرت النهر أي سددته والتمر والزبيب مما يسد الجوع.
الترجيح:
السكر هو الخمر أو النبيذ الذي تخمر لا الشراب الحلو فهو له نفس الصفة من أنه يذهب العقل ، وتؤيده اللغة فهو مصدر سكر يسكر سكرا [ فرق بين السَّكَر والسُّكْر ] ،وهو قول جمهور العلماء، كما أن ختم الآية بقوله (لآيات لقوم يعقلون) مناسبة ذكر العقل مع ذكر السكر الذي يذهب العقل.
[ السَّكَر فسّره الشعبي بأنه النبيذ، والنبيذ منه ما يُسكر ومنه لا يصل إلى حدّ الإسكار، وكلاهما يقال له: سَكَر ]

...................................
قول محمد بن سيرين (السابقون الأولون) الذين صلوا القبلتين
رواه ابن جرير من طريق أشعث وابن عون عن ابن سيرين، ورواه ابن أبي حاتم وابن الجوزي والبغوي. [ من لم يذكر القول بإسناده لا يقال فيه: رواه ]
توجيه القول:
ضعّف بعض أهل العلم هذا القول لأن الصلاة إلى القبلة المنسوخة ليس فيها فضل فلم يأتي دليل شرعي على فضلها [ من قال هذا القول؟ ]، بخلاف الإنفاق قبل الفتح والمبايعة تحت الشجرة، قال تعالى: {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا} والمراد بالفتح صلح الحديبية.
الأقوال في الآية:
1- قيل الذين صلوا القبلتين وهو قول أبي موسى الأشعري رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق مولى لأبي موسى وقاله سعيد بن المسيب رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق قتادة، والشعبي في أحد رواياته وعن الحسن وابن سيرين وقتادة رواها ابن أبي حاتم
2-أهل بيعة الرضوان: قاله الشعبي، رواه ابن أبي شيبة من طريق إسماعيل بن أبي خالد وابن جرير من عدة طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، طرق عن مطرف عن الشعبي ومن طريق داوود عن الشعبي، ورواه ابن أبي حاتم وروى عن ابن سيرين مثل ذلك.
3-الذين شهدوا بدرا قاله عطاء بن أبي رباح، ذكره البغوي وابن الجوزي
4-السابقون من المهاجرين هم الذين أسلموا قبل الهجرة والسابقون من الأنصار الذين بايعوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة الأولى والثانية. ذكره السمعاني والرازي
5-هم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا ، أي صلح الحديبية .
6-جميع من هاجر إلى ان انقطعت الهجرة قول ابن عطية في تفسيره وذلك باعتبار (من) للجنس وليس للتبعيض.
7- قال تعالى :( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) في الآية أطلق فضل السبق ولم يبينه، ولكن جاء بوصف أولئك الصحابة مهاجرين وأنصار، فلعل المراد بالسابقين: هو السابقين في الهجرة والنصرة قاله الرازي
وهناك أقول اعرضت عن ذكرها لضعفها.
الترجيح:
جاءت قراءتان (والأنصار) بالخفض، فتكون معطوفة على المهاجرين، فالسبق من كلاهما،أي يشتركان في السبق فيدخل في تفسيرها القول الأول والثاني والثالث والرابع والخامس. ومن هنا للتبعيض.
إما قول ابن عطية فهو مقصور على المهاجرين، وهي توافق القراءة الثانية قراءة الحسن، فيكون السبق خاص بالمهاجرين. ومن للجنس.
وذكر ابن العربي في كتاب أحكام القرآن أن السبق يكون في الصفات والزمان والمكان و أشرفها السبق في الوصف.أهـ وهذا يؤيد القول الأخير
وبهذا تبين والله أعلم أنه لا تعارض بين الأقول ، فكلها صحيحة يؤيدها أن الجزاء واحد وهو رضوان الله عليهم ورضاهم بثوابهم وجنات تجري من تحتها الأنهار والتفاوت في منازلهم بالجنة . والله أعلم


[ آمل مراجعة التعليقات على التطبيقات المشابهة ]

........................................
قول عطاء بن أبي رباح : التفث : حلق الشعر وقطع الأظفار
لم أجدها في المصادر التي بحثت فيها وجدت رواية لأبن عباس رواها عنه عطاء وهو عطاء بن أبي رباح لأن عطاء ممن عاصر ابن عباس في مكة و روى عنه ورواية أخرى لعطاء بن السائب رواها عنه جرير وهو محدث الكوفة .
[ رواه يحيى بن سلام البصري في تفسيره من طريق قيس بن سعد عن عطاء ]

الآقوال في الآية:
1- التفث: المناسك كلها. روي عن ابن عمر ، رواه ابن جرير من طرق عن الاشعث عن نافع عنه وروي عن ابن عباس رواه ابن جرير من طريق محمد بن سعد
2- التفث: حلق الرأس و أخذ من الشاربين ونتف الإبط وحلق العانة وقص الظفر والأخذ من العارضين ورمي الجمار والموقف بعرفة والمزدلفة . روي عن ابن عباس رواه ابن جرير والماوردي و ابن الجوزي من طريق عطاء عنه،
3- التفث : الشعر والظفر روي عن عكرمة رواه ابن جرير من طرق عن خالد عنه،وذكره عنه ابن الجوزي وقاله أبو عبيدة في مجاز القرآن
3-رمي الجمار والذبح والأخذ من اللحية والشاربين والاظفار : روي عن محمد بن كعب القرظي رواه ابن جرير من طريق أبو صخر عنه،
4-حلق الرأس، وحلق العانة، وقصر الأظفار، وقص الشارب، ورمي الجمار، وقص اللحية. روي عن مجاهد رواه ابن جرير من طرق عن شعبة عن الحكم عنه ومن طريق ابن أبي نجيح عنه ومن طريق ابن جريج إلا أنه لم يذكر قص اللحية. وروي عن ابن جريج رواه ابن جرير من طريق المحاربي عنه
5-حلق الرأس روي عن الحسن والضحاك رواه ابن جرير وعن قتادة ذكره الماوردي
6- حلق الشعر، وقص الأظفار والأخذ من الشارب، وحلق العانة، وأمر الحج كله.روي عن عطاء بن السائب رواه ابن جرير من طريق جرير
8- قال الزجاج :أهل اللغة لا يعرفون إلا من التفسير، قالوا: ”التفث“: الأخذ من الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة، والأخذ من الشعر، كأنه الخروج من الإحرام إلى الإحلال، معاني القرآن للزجاج
الترجيح:
الأقوال متقاربة وبالنظر لسياق الآيات نجد أن الله ذكر مناسك الحج منذ القدوم وذكر اسمه بأيام العشر ثم ذكر ذبح الهدي ثم ذكر (ثم ليقضوا تفثهم ) وذكر بعدها الوفاء بالنذور والطواف ، فيتبين أن الراجح هو القول الثاني بأن المراد بالتفث إكمال مناسك الحج وإزالة الأذى بحلق الرأس وقص الأظفار ...
والله أعلم
ب

أحسنت بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19 محرم 1441هـ/18-09-2019م, 10:24 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيا أبوداهوم مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.
اختلفوا في متعلق الفعل ( أحسن ) على أقوال : [ أحسن اسم وليس بفعل ]
القول الأول : المراد به إحسان عام ، على المؤمنين والمحسنين وغيرهم ، وهو قول مجاهد .
فقول مجاهد أخرجه ابن جرير (12/233)عن طريق عيسى و شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، وأخرجه أبو حاتم (5/1423)وابن جرير(1/331) من طريق وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ.
، وابن أبو نجيح لم يسمع عنه كل التفسير، كما ذكر ذلك يحي بن معين .
قال يحيى بن معين: «كذا قال ابن عيينة، ولا أدري أحق ذلك أم باطل، زعم سفيان بن عيينة أن مجاهداً كتبه للقاسم بن أبي بزة ولم يسمعه من مجاهد أحد غير القاسم» [ رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد محتجّ بها في الصحيحين فلا معنى للطعن فيها، والذين سمعوا من مجاهد كثر، وهذا الكلام إنما هو في نسخة مكتوبة من التفسير عن مجاهد، وقد تعددت نسخ التفسير عن مجاهد ]
وتوجيه هذا القول على أن (الذي للجنس) ، بمعنى ( الذين ) وبمعنى ( من) ، وتعني الكل والجميع ، كما ذكر ذلك الألوسي وابن عاشور وابن الجوزي وغيرهم .
قال ابن الجوزي في زاد المسير ( 2/93): وقال مجاهد: تماماً على المحسنين، أي: تماماً لكل محسن. وعلى هذا القول، يكون «الذي» بمعنى «مَن» ، و «على» بمعنى لام الجر ومن هذا قول العرب: أتم عليه، وأتم له. رعته أشهرا وخلا عليها «1» أي: لها. قال ابن قتيبة: ومثل هذا أن تقول: أوصي بمالي للذي غزا وحج تريد: للغازين والحاجِّين.
ويتوجه هذا القول أيضا على قراءة ابن مسعود ، حيث قرأ :" تمامًا عَلَى الَّذِينَ أَحْسَنُوا".
وعند قراءة يحي بن يعمر حذفت الواو وعوضت بالضمة ، وهذا لايصح إلا في الشعر ، كما ذكر ذلك أيضا أبو الفتح في المحتسب في شواذ القراءات .

القول الثاني : إحسان خاص من الله تعالى ، وهو قول أبو صخر ، وابن زيد .
وهذا القول يتوجه عموما على أن الذي غير موصولة [ الذي لا تأتي إلا موصولة ] وهي بمعنى ( ما) .
و اختلفوا فيه على أقوال :
الأول :إحسان الله لأنبيائه ، وهو قول ابن زيد .
وهذا القول توجيهه أن أحسن بموضع نصب ، والذي بمعنى ( ما) .
الثاني :إحسان الله لموسى ، وهو قول قتادة وربيع .
وهذا القول أيضا على أن الذي بمعنى ما ، والمعنى تماما على ما أحسن موسى .
الثالث : نعمة الله إبراهيم على إبراهيم لأنه من ولده ، وهو قول ابن بحر .
فالمعنى: تماماً للنعمة على إبراهيم الذي أحسن في طاعة الله، وكانت نُبُوَّة موسى نعمة على إبراهيم، لأنه من ولده.
وقول ابن بحر ، وفي صحته أو عدمه نظر ، لأن وجدته من نسخة مطبوعة لتفسير أبو مسلم ابن بحر الأصفهاني ، وهو تفسير مفقود ولكن هناك نسخة من تجميع سعيد الأنصاري الهندي ، فجمع هذا النص من كتب شيعية للطبرسي والطوسي .[تفسير أبو مسلم ب بحر الأصفهاني( ت:322ه) ، جمع وإعداد الدكتور خضر نبها].
الدراسة والترجيح :
الراجح : أنه إحسان خاص بموسى ، لإحسانه في طاعته لربه ولقيامه بأمره ونهيه ، لأنه السياق لموسى ، ولا دليل يؤيد الأقوال الأخرى [ هذه مجازفة ]، وقد رجح هذا القول ابن جرير .
ونجد في سياق الآية (ثم آتينا موسى الكتاب ) فالسياق على نعمة الله على موسى لاتباعه ، فكانت الآية التي قبلها تتكلم عن الاتباع ( وأن هذا صراطي مستقيما فتبعوه ) ، وما بعدها أيضا تذكر عن اتباع القرآن ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه ) ، فلا يؤيد السياق قول الأنبياء ولا أنه من ولد إبراهيم ، ولا يؤيد أن يكون عاما لكل المحسنين والمؤمنين .
والقول الأول أيضا لا تؤيده القراءة أيضا لأن القراءة شاذة ، ولا تؤيده اللغة أيضا ؛ إذ لا يصح إلا شعرا ، كما ذكر ذلك ابن جني في المحتسب .
قال ابن جني المحتسب في شواذ القراءات ( 1/234): ومن ذلك قراءة ابن يعمر: "تَمَامًا عَلَى الَّذي أَحْسَنُ.
قال أبو الفتح: هذا مستضعف الإعراب عندنا؛ لحذفك المبتدأ العائد على الذي؛ لأن تقديره: تمامًا على الذي هو أحسن، وحذْف "هو" من هنا ضعيف.
فهذه القراءة إذن شاذة ( الزيادة والإحسان في علوم القرآن ،3/138).


[ فاتك ذكر أقوال أخرى مهمة في تفسير الآية كان لها أثر في نقص الدراسة، ومنها أنّ معناها تماماً على الذي هو أحسن ، وتكون الذي صفة لموصوف محذوف والتقدير تماما على الشأن الذي هو أحسن ]


(2) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)
اختلفوا في المنادي على قولين :
القول الأول :محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو قول ابن جريج وابن زيد .
ووجه هذا القول أن الله تعالى قال : ( وداعيا إلى الله ) .
القول الثاني :القرآن ، وهو قول محمد بن كعب القرظي ، وزيد بن علي .
فأما قول محمد بن كعب القرظي فأخرجه ابن جرير(7/480)(عن طريق سفيان وخارجة عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب ، وأخرجه ابن أبي حاتم(3/842) من طريق سفيان نفسه ، وأخرجه ابن المنذر (2/536)من طريق يحي عن مُوسَى بْن عبيدة، عَنْ مُحَمَّد بْن كعب القرظي،
[ هنا المخرج واحد؛ فيقال: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر من طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب ...، وقد فاتك التخريج من مصادر أخرى راجعيها في تصحيح تطبيقات زميلاتك ]

ووجه هذا القول أن الله تعالى قال عن القرآن أنه : ( يهدي إلى الرشد ) .
الدراسة والترجيح :
أن القول الثاني هو الصواب ، لأنه ليس كل من وصفهم الله في الآيات بهذه الصفات رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون القرآن أعم ، ورجح هذا القول ابن جرير والماوري وغيرهم . [ وما المانع من الجمع بين القولين؟ ]
قال الماوردي في النكت والعيون : وجه قول محمد بن كعب : [قال: ليس كل الناس سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم.].( 1/424)
قال ابن جرير : وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْمُنَادِي الْقُرْآنَ؛ لِأَنَّ كَثِيرًا مِمَّنْ وَصَفَهُمُ اللَّهُ بِهَذِهِ الصُّفَّةِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ لَيْسُوا مِمَّنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَايَنَهُ، فَسَمِعُوا دُعَاءَهُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَنِدَاءَهُ، وَلَكِنَّهُ الْقُرْآنُ. وَهُوَ نُظِيرُ قَوْلِهِ جَلَّ ثناؤُهُ مُخْبِرًا عَنِ الْجِنِّ إِذْ سَمِعُوا كَلَامَ اللَّهِ يُتْلَى عَلَيْهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [الجن: 2].




( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )
اختلفوا في المراد بالحفدة على أقوال :
القول الأول : ولده وأولاد ولده ، وهو قول ابن مسعود ،وابن عباس ، والضحاك .
وهذا القول من معانيها اللغة التي تتضمنه معنى حفدة .
القول الثاني : الأختان والأصهار، وهو قول عبد الله ، وابن عباس ،وابن مسعود ،وأبي الأضحى ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم .
ووجه هذا القول أيضا من معانيها اللغوية التي تتضمنها معنى حفدة .
القول الثالث : الخدم ، وهو قول ابن عباس ، وعكرمة ،والحسن ، ومجاهد ،وأبي مالك ، وطاوس بن كيسان ، وأبو عبيدة.
وقول طاوس بن كيسان :أخرجه ابن جرير(17/256)عن زمعة، عن ابن طاوس، عن أبيه.
وهذا القول توجيهه توجيها لغويا أيضا .
كتاب العين ( 3/185) : الحَفْدُ: الخِفَّة في العمل والخِدمة.
قال ابن منظور في لسان العرب : حفد : حفد يحفد حفدا وحفدانا واحتفد : خف في العمل وأسرع . وحفد يحفد حفدا : خدم . الأزهري : الحفد في الخدمة والعمل الخفة.
[ انقلي الخلاصة بأسلوب محرر ]

القول الرابع : بنو امرأة الرجل من غيره ، وهو قول ابن عباس.
وهذا القول أيضا من معانيها التي تدخلها لغويا .

الدراسة والترجيح :
أن الأقوال كلها لا تعارض بينها ، وكلها تصح في معنى الحفدة ؛ إذ أن كل الأقوال تتضمنها اللغة ، فالحفدة هم المسرعون في الخدمة من الأعوان والخدم من الأبناء والأصهار والأختان وبنو امرأة الرجل وغيرهم ، ويؤيد ذلك قولهم: " إليك نسعى ونحفِد ": أي نسرع إلى العمل بطاعتك.
وهذا أيضا الذي رجحه ابن جرير :
فقال ابن جرير( ت: 310ه) : وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا وجهٌ في الصّحّة، ومخرجٌ في التّأويل.[ 2/120 ].
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بنين وحفدة} اختلف الناس، فقالت طائفة: هم الأعوان والأختان، وقالت طائفة: كل من أسرع في حاجتك، فهو حافد، قرابة كان أو غير قرابة،
يقال حافد وحفدة، مثل: كاتب وكتبة). [ياقوتة الصراط: 296]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بنين وحفدة} اختلف الناس، فقالت طائفة: هم الأعوان والأختان، وقالت طائفة: كل من أسرع في حاجتك، فهو حافد، قرابة كان أو غير قرابة،
يقال حافد وحفدة، مثل: كاتب وكتبة). [ياقوتة الصراط: 296].
اللباب في علوم الكتاب ( ت: 775هـ): قال الواحدي - رَحِمَهُ اللَّهُ -: «ويقال في جمعه: الحفد بغير هاءٍ؛ كما يقال: الرَّصد، ومعنى الحفدة في اللغة: الأعوان والخدم» .
وفيهم للمفسِّرين أقوال كثيرة، واشتقاقهم من قولهم: حَفَدَ يَحْفِدُ حَفْداً وحُفُوداً وحَفَداناً، أي: أسرع في الطَّاعة، وفي الحديث: «وإليك نَسْعَى ونَحْفِدُ»(12، 119)
[ ما الغرض من سرد هذه النقول؟ ]




ب

أحسنت بارك الله فيك، وتخريجك جيد في الجملة ، لكن اجتهدي في التحرير والتوجيه بمواصلة التمرّن على مسائل عدّة، ولا تتعجّلي بنقد الأقوال وتضعيفها قبل معرفة توجيهها .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 19 محرم 1441هـ/18-09-2019م, 11:09 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيرة محمد مشاهدة المشاركة
اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.
المجموعة الثانية:

( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله ).
( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى)
( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) .

( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله.
ورد في قوله تعالى: ( وأيّدناه بروح القدس) أربعة أقوال : إحداها هذا القول الذي ورد عن مجاهد .
التخريج : رواه عبدالله بن وهب المصري من طريق غالب بن عبيد الله ، في الجامع في علوم القرآن : 1/44 .
وغالب بن عبيدالله: من الطبقة الخامسة طبقة الضعفاء وفيها تفصيل، وقد روى عنه ثقات ووضعفاء ،خرج لهم أصحاب التفاسير المسندة، وعلى طالب العلم المهتم بهذا النظر في أسانيدهم ومعرفة ماهي عليه من الصحة أو النكارة .
وقد عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى ابن أبي حاتم ولم أقف عليه في المطبوع .
القول الثاني : ورد عن السدي ، أنه البركة ، والثالث : عن ابن عباس ، هو المطهر ، والرابع : هو الاسم الّذي كان عيسى يحيي به الموتى .

وأماقول مجاهد رحمه الله تعالى بأن (القدس) هو الله تعالى ،فالله قُدُس وقُدُّوس، كما قال تعالى :( الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ ) ووجه هذا القول والله أعلم ؛ أنه يراد به روحه مضافة إلى الله ،لأن جبريل خلق من خلق الله ، فهو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، كما في قوله تعالى:( فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا) .
الترجيح :يظهر والله أعلم أن الراجح من الأقوال قول من قال أنه جبريل عليه السلام ،لماورد من آيات وأحاديث تشهد له من ذلك قوله تعالى :( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...( وقوله ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ﴾ .
ويؤيد هذا القول ما رواه الشيخان بسنديهما عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة : أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا حسَّان أجب عن رسول الله ، اللهم أيِّده بروح القدس " قال أبو هريرة : نعم .
وممن قال به ، ابن مسعود ،وابن عباس،وقتادة ،والسدي وغيرهم ، ((تفسير ابن جرير)) (2/221-224)
وقال ابن جريرٍ: وأولى التّأويلات في ذلك بالصّواب قول من قال: الرّوح في هذا الموضع جبريل، لأنّ اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في قوله: {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} الآية [المائدة: 110]. فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيّده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكرير قولٍ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به .


[ فرّقي بين مسألة المراد بالقدس ومسالة المراد بروح القدس، وراجعي التعليقات على هذا السؤال في تطبيقات زميلاتك ]


( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى (

التخريج : رواه ابن وهب في الجامع في علوم القرآن عن قرة بن خالد ،ورواه ابن أبي حاتم ،وابن جرير من طريق أبو عقيل عن الحسن ،وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد وقد رجعت إلى ما طبع من تفسيره فلم أجد إلا مقتطفات من سورتي ال عمران والنساء .
أما ما رواه ابن وهب عن قرة ، فيعد في المرتبة الأولى؛ وهم الثقات المكثرون من حمل الحديث ورواية عنه . [ يكفي الإشارة إلى كونه ثقة أو ضعيفاً عند الحاجة إلى ذكر ذلك ]
وأما رواه ابن جرير عن أبو عقيل ففي المرتبة الثانية وهم الثقات المقلون وإن كان لبعضهم طول صحبه .
وقد ورد في المراد بقوله تعالى): أكالون للسحت) عدة أقوال : فمنهم من قال : أنها في الرشوة بالدين ، قال به ابن مسعود ،وقيل الاستعجال في القضية ،قال به أبو هريرة، وقيل كل كسب حلال ، قال به ابن عباس، وزيد ،وهذا القول الذي ورد عن الحسن رضي الله عنه، والذي يظهر والله أعلم أنه خصه بالأحكام لمناسبة الآيات ،ولسبب النزول الذي رواه مسلم من حديث البراء بن عازب ،
روى ابن جرير عن أبو عقيلٍ، قال: سمعت الحسن، يقول في قوله: {سمّاعون للكذب أكّالون للسّحت} قال: تلك الحكّام سمعوا كذبةً، وأكلوا رشوةً.).



[ وأين التوجيه ؟ ]

الترجيح : ما ذكر من أقوال كلها متقاربة وداخله في معنى الآية ومن خص فإنما يذكره إما لمناسبته ،أو يضرب به مثلا لعظم جرمه،كالرشوة في الدين، ولعل الراجح من الأقوال والله أعلم ،أنها تشمل كل شيء ،كل مال حرام يلزم آكله العار، روى ابن جريرعن عن مسروق قال: سألت عبد الله عن"السحت"، فقال: الرجل يطلب الحاجةَ للرجل فيقضيها، فيهدي إليه فيقبلُها.
روى ابن جرير، عن أبي هريرة، قال: مهر البغيّ سحتٌ، وعسب الفحل سحتٌ، وكسب الحجّام سحتٌ، وثمن الكلب سحتٌ.
قال الرازي : إذا عرفت هذا فنقول: السحت: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وعسب الفحل، وكسب الحجام، وثمن الكلب، وثمن الخمر، وثمن الميتة، وحلوان الكاهن، والاستئجار في المعصية: روي ذاك عن عمر وعثمان وعلي وابن عباس وأبي هريرة ومجاهد، وزاد بعضهم، ونقص بعضهم، وأصله يرجع إلى الحرام الخسيس الذي لا يكون فيه بركة، ويكون في حصوله عار بحيث يخفيه صاحبه لا محالة، ومعلوم أن أخذ الرشوة كذلك، فكان سحتا لا محالة.
وقال السعدي : أي: المال الحرام، بما يأخذونه على سفلتهم وعوامهم من المعلومات والرواتب، التي بغير الحق، فجمعوا بين اتباع الكذب وأكل الحرام.

( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) .
التخريج :
هذا القول أخرجه سفيان الثوري في تفسيره، والطبري في جامع البيان ،من طريق خصيف [عنه ]
وهو من المرتبة الخامسة والذين في روايتهم ضعف واضطراب مع ماهم عليه من صدق وصلاح في أنفسهم ،فإن سلمت روايتهم عن عكرمة من النكارة والمخالفة فهي معتبرة في التفسير .
وعزاه السيوطي إلى عبد ابن حميد ، وبحثت عنه فوجدت مقتطفات من تفسيره ،وفيها رواية له عن أبيه [ من هو ؟ ] عن عكرمة في قوله:{الذي تساءلون به والأرحام} قال :قال ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(يقول الله تعالى :صلوا أرحامكم ، فإنه أبقى لكم في الحياة الدنيا وخير لكم في آخرتكم ) .
وقول عكرمة :( اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) على قراءة النصب معطوفة على لفظ الجلالة ، و(الأرحام) جمع رحم، وهم القرابة، فيكون في الآية أمرٌ بصلة الأرحام والقيام بحقها.
قال السمين الحلبي :<< والجمهور/ على نصب ميم «والأرحام» وفيه وجهان، أحدهما: أنه عطفٌ على لفظ الجلالة أي: واتقوا الأرحام أي: لا تقطعوها. وقَدَّر بعضهم مضافاً أي: قَطْعَ الأرحام، ويقال: «إنَّ هذا في الحقيقة من عطفِ الخاص على العام، وذلك أن معنى اتقوا الله: اتقوا مخالفَتَه، وقطعُ الأرحام مندرجٌ فيها» .
وممن قال به من السلف :ابن عباس، والضحاك، ومقاتل ،وعكرمة ،والسدي وغيره .
وعلى قراءة الجر: فهي معطوفة على الضمير في (به) أي: تساءلون به وبالأرحام.
قال الحلبي ) والثاني: أنه معطوفٌ على محل المجرور في «به» نحو: مررت بزيد وعمراً، لَمَّا لَم يَشْرَكْه في الإِتباع على اللفظِ تبعه على الموضع. ويؤيد هذا قراءة عبد الله: «وبالأرحام» . وقال أبو البقاء: «تُعَظِّمونه والأرحام، لأنَّ الحَلْفَ به تعظيمٌ له» .
وممن قال به : إبراهيم ، والحسن ،ومجاهد .
[ اقرئي أقوال المفسّرين وتفهّميمها ثم حرري المسألة بأسلوبك ، ولا بأس أن تستعيني ببعض النقول لكن توضع في سياق مناسب ]

الترجيح :
قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى ):فعلى قراءة الجمهور بالنصب إنما يسألون بالله وحده لا بالرحم، وتساؤلهم بالله تعالى يتضمن إقسامَ بعضهم على بعض بالله، وتعاهدهم بالله، وأما على قراءة الخفض فقد قال طائفةٌ من السلف: هو قولهم: أسألك بالله وبالرحم، وهذا إخبار عن سؤالهم، وقد يقال: إنه ليس بدليل على جوازه، فإن كان دليلًا على جوازه فمعنى قوله: أسألك بالرحم ليس إقسامًا بالرحم، والقَسَمُ هنا لا يسوغ، لكن: بسبب الرحم، أي: لأن الرَّحِم تُوجِبُ لأصحابها بعضهم على بعض حقوقًا، كسؤال الثلاثة لله تعالى بأعمالهم الصالحة، وكسؤالنا بدعاء النبي ﷺ وشفاعته.
وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى : (التساؤل بالأرحام أنه مما جرت به العادة عند العرب أنه يقول: أسألك بالله وبالرحم، أو يقول: أسألك بالرحم التي بيني وبينك، وهم لعصبيتهم يقدرون الرحم تقديرًا بالغًا ويحترمونها ويرون حمايتها، ولهذا ذكَّرهم الله تعالى بها.
وقال :( كل واحدة جاءت بمعنى جديد؛ فقراءة النصب فيها الأمر باتقاء الأرحام؛ أي: اتقاء التفريط في حقهم، والآية الثانية فيها التذكير بأن الناس يتساءلون بالأرحام لعظم حقها ).
وهذا والله أعلم أنه هو الذي يترجح –أنه لامنافاة بينهما وأن كل قراءة تأتي بمعنى ، وخصوصا أن القراءة بالخفض والتي عليها المقال واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .



ب

بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 19 محرم 1441هـ/18-09-2019م, 11:17 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.

المجموعة الأولى:

( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.
القول الأول : على المؤمين والمحسنين. قول مجاهد
رواه الطبري و[ابن] أبي حاتم الرازي من طرق عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (تمامًا على الذي أحسن)، المؤمنين والمحسنين.
وفي تفسير مجاهد من طريق ، أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: نا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} [الأنعام: 154] يَعْنِي: «عَلَى الْمُؤْمِنِ» ...
توجيه القول : ذكر الطبري وكأنّ مجاهدًا وجّه تأويل الكلام ومعناه إلى أنّ اللّه جلّ ثناؤه أخبر عن موسى أنّه آتاه الكتاب فضيلةً على ما آتى المحسنين من عباده.( جامع البيان: 9/ 673-678]
فإن قيل كيف يفرد بقوله (الذي ) ، وتأويله على المحسنين عامة ، قيل أن العرب تفعل ذلك خاصة في الذي اذا أرادت به الكل والجميع ...
ويؤيد ذلك ماذكر عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّه كان يقرأ ذلك: (تمامًا على الّذين أحسنوا)، وذلك من قراءته كذلك يؤيّد قول مجاهدٍ.
القول الثاني : موسى، فيما امتحنه الله به في الدنيا من أمره ونهيه .رواه الطبري قولاً عن عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع ....
القول الثالث : آتينا موسى الكتاب تمامًا على إحسان الله إلى أنبيائه وأياديه عندهم .رواه الطبري من طرق عن قتادة ....
القول الرابع : قول من أحسن في الدنيا تمم الله ذلك له في الآخرة رواه عبدالرزاق وأبي حاتم الرازي عن معمر عن قتادة ....
والراجح : هو إحسان لموسى لإخلاصه في طاعة ربه ، لأنه أظهر المعاني للسياق ..
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب، قول من قال: معناه: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا لنعمنا عنده، على الذي أحسن موسى في قيامه بأمرنا ونهينا = لأن ذلك أظهرُ معانيه في الكلام, وأن إيتاء موسى كتابه نعمةٌ من الله عليه ومنة عظيمة. فأخبر جل ثناؤه أنه أنعم بذلك عليه لما سلف له من صالح عمل وحُسن طاعة .


[ راجعي التعليق على تطبيقات زميلاتك فيما يخصّ هذا السؤال ]



( 2 ) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)
القول الأول : المنادي القرآن ، رواه ابن جرير الطبري قولاً عن سفيان عن موسى بن عبيدة عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ .. "تفسير الثوري: 83" [ كيف يقال: رواه الطبري ويُعزى إلى تفسير سفيان الثوري؟!! ]
وأخرجه عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والخطيب في المتفق والمفترق ..
[ راجعي التعليق على تطبيقات زميلاتك ]

القول الثاني : المراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال به ابن جريج وابن زيد
أخرج به ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن جريج.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد، مثله.
القول الثالث : هي دعوة من الله سبحانه فأجابوها وأحسنوا فيها وصبروا عليها.
رواه ابن أبي حاتم قولاً عن يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة ....
توجيه القول : وصف هذه الآيات تبين أن كثير ممن وصفهم الله لم يروا الرسول الكريم ولم يعاينوه ، ولكنهم سمعوا عنه ، ولبوا النداء فلذلك ينطبق الوصف عليهم . [ إسناد النداء إلى القراءان باعتباره دالاً على الهدى ]
قال ابن جرير :
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول محمّد بن كعبٍ، وهو أن يكون المنادي القرآن؛ لأنّ كثيرًا ممّن وصفهم اللّه بهذه الصّفّة في هذه الآيات ليسوا ممّن رأى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ولا عاينه، فسمعوا دعاءه إلى اللّه تبارك وتعالى ونداءه، ولكنّه القرآن. وهو نظير قوله جلّ ثناؤه مخبرًا عن الجنّ إذ سمعوا كلام اللّه يتلى عليهم أنّهم قالوا: {إنّا سمعنا قرآنًا عجبًا يهدي إلى الرّشد}.
[ إذا أمكن الجمع فلا يصار إلى الترجيح ]


( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )
القول الأول : أولاد الأولاد ، ويشمل الذكر والأنثى بغض النظر عن خدمتهم. قال به ابن عباس والضحاك وابن زيد والحسن
قول ابن عباس : أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس : {حفدةً } ,«من ولد الرّجل).
ورواه الطبري من طريق محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الصّمد، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عباس ...
ورواه ابن حجر عن طريق شعبة عن أبي البشر عن سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس ....
قول الضحاك : رواه الطبري من طريق الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك.
قول ابن زيد : رواه ابن جرير قولاً عن يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ...
قول الحسن :
رواه ابن جرير من طريق عن أبي هلالٍ، عن الحسن، في قوله: {بنين وحفدةً} قال: " البنين وبني البنين، من أعانك من أهلٍ وخادمٍ فقد حفدك "..
توجيه القول :
هذا المعنى قيس بدلالة قول ولغة العرب ، لقول ابن عبّاسٍ، قال: " بنوك حين يحفدونك، ويرفدونك، ويعينونك، ويخدمونك " ..
وذكر الطبري أن قول (وحفدة ) متعلقاً بقوله وأزواجكم.
قال ابن زيدٍ، في قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} قال: " الحفدة: الخدم من ولد الرّجل هم ولده، وهم يخدمونه ..
وذكر القرطبي أن هذا القول دل عليه ظاهر الكلام ، فقال ماقاله الأزهري :أن هذا القول ظاهر القرآن بل نصه أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَالَ:" وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً " ..
القول الثاني : الأختان والأصهار ، هناك من فرق بينهم وهناك من جعلهم متداخلين ..قولاً عن ابن مسعود وابن العباس وأبي الضحى وسعيد بن جبير
قول ابن مسعود : رواه ابن جرير من طرق عن زر بن أبي حبيش عن عبدالله بن مسعود ...
قول ابن عباس : رواه ابن جرير عن طريق معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وحفدةً} قال: " الأصهار " ..
قول أبي الضحى : رواه ابن جرير من طريق يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى ...
قول ابراهيم : رواه ابن جرير عن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ عن مغيرة، عن إبراهيم...
قول سعيد بن جبير : رواه ابن جبير عن طريق عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ...
توجيه القول : كما نعلم الحفدة يشمل الأولاد والبنات وأولادهم وأزواج البنات ، قال ابن كثير :
العرب تطلق على الأصهار والأختان حفدة ..
قال الضحاك والشعبي : غالباً هم يكونون تحت كنف الرجل وحجره وفي خدمته.
وقال القرطبي : أن من معاني حفد الأختان وهو معنى معروف في لغة العرب وأستدل عليه بالشعر ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَلَوْ أَنَّ نَفْسِي طَاوَعَتْنِي لَأَصْبَحَتْ … لَهَا حَفَدٌ مَا يُعَدُّ كَثِيرُ
وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ عَلَيَّ أَبِيَّةٌ ... عَيُوفٌ لِإِصْهَارِ اللِّئَامِ قَذُورُ
القول الثالث : الأعوان والخدم مطلقا وهو التفسير اللغوي لمعنى الحفد قال به ابن عباس وعكرمة والحسن ومجاهد وابن طاووس عن أبيه ، وقتادة
قول ابن عباس : رواه ابن جرير عن طريق وهب بن حبيبٍ الأسديّ، عن أبي حمزة، عن ابن عبّاسٍ، سئل عن قوله: {بنين وحفدةً} قال: " من أعانك فقد حفدك ..
قول عكرمة : رواه ابن جرير من طرق عدة عن سماكٍ، عن عكرمة، في قوله: {بنين وحفدةً} قال: " الحفدة: الخدّام ".
وقول الحسن : رواه ابن جرير عن طريق هشيمٌ، عن منصورٍ، عن الحسن، قال: " هم الخدم "، ورواه من طريق آخر عن محمّد بن خالدٍ، قال: حدّثني سلم، عن أبي هلالٍ عن الحسن ..
وقول مجاهد : رواه ابن جرير عن طريق إسماعيل ابن عليّة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: " الحفدة: الخدم " ..وكذلك رواه ابن جرير من طريق إسماعيل ابن عليّة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ ، وكذلك قولاً عن أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد ...
قول ابن طاوس : فقد رواه الطبري من طريق ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا زمعة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه.....
قول قتادة : رواه الطبري قولاً عن بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة ...
وقول أبي مالك : رواه ابن جرير قولا. عن ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ: " الحفدة، قال: الأعوان "..
توجيه القول : هذا القول دلت عليه اللغة من العرب ، وذكره غير واحد من السلف ، واستدل به ابن عباس في الشعر .
قال ابن عطية : جعل الله المراد من قوله: (مِنْ أَزْواجِكُمْ )إنما هو على العموم والاشتراك، أي من أزواج البشر .
القول الرابع : بنو أمرأة الرجل من غيره ، قال به ابن عباس ...
قول ابن عباس : رواه الطبري من طريق محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدةً} يقول: " بنو امرأة الرّجل ليسوا منه "....
و رواه ابن حجر من طريق العوفي عن ابن عباس ..


[ لم يُطلب تخريج جميع الأقوال، وأين تخريج قول طاووس ؟ ]

الترجيح : هذه الأقوال جميعها لاتعارض بينها ، ففي هذه الآية ومعناها أعلمهم أنّه جعل لهم من أزواجهم بنين وحفدةً، والحفد في كلام العرب: جمع حافدٍ، هو المتخفّف في الخدمة والعمل، والحفد: خفّة الرجل العمل ، فيشمل بهذا القول الزوجة والأخت والبنين والحفدة والصهر وولد المرأة ومن يخدم ..
وذكر القرطبي أن جميع هذه الأقوال ومعانيها يحتملها دلالة الأصل اللغوي ..
وقال ابن جرير : لم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وقال ابن عطية : أن الله جعل لكل أحد أزواج وبنين وحفدة وهذا حال أغلب الناس ، أو أن يكون المراد بالأزواج أزواج البشر المتزوج والغير متزوج وجعل له أعوان وحشم وخدم. بتصرف
فمضمون هذه الأقوال لامانع من الجمع بينهما لدلالة ظاهر القول كماذكره ابن جرير.

ج+

بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir