دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 رجب 1441هـ/5-03-2020م, 03:47 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (142 - 158)

أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر
قول الله تعالى:

{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} البقرة.
2: حرّر القول في كل من:

أ: المراد بالقبلة في قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}.
ب: هل كانت الصلاة إلى بيت المقدس بوحي متلوّ؟
3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق "كما" في قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا} الآية.
ب: كيف كان تحويل الصلاة إلى الكعبة دليلا على عناية الله بهذه الأمة.
ج: مناسبة قوله تعالى: {ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع} لما قبله.

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.
ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.
ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) }.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسفهاء وموقفهم من تحويل القبلة في قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}.

ب: معنى قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} الآية.
3: بيّن ما يلي:
أ: المخاطب في الآية، ومعنى الذكر في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}.
ب: المراد بالإيمان وفائدة التعبير عنه بوصف الإيمان في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.
ج: معنى الصبر، وأنواعه، وفضله.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 رجب 1441هـ/7-03-2020م, 09:09 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

المجموعة الثانية
ج1/ تفسير الآية " ولكل وجهه هو موليها.."
يخبر الله سبحانه وتعالى أن لكل صاحب ملة وجهة هو موليها نفسه ، فإن لكل إنسان مسلم دين وشرع ،وهو دين الله وملة محمد ،وهو موليها إياهم ،اتبعها من اتبعها وتركها من تركها ، فبادروا بعمل الخيرات وبادروا بالقبول من الله ،ولوا وجوهكم حيث أمركم أن تولوا ، فإن مرجعكم إلى الله ، فلا تعترضوا لما أمركم به ، واستبقوا للاهتمام بالوجهة، والسعي للنجاة، والله قادر على محاسبتكم وسوف يوفيكم أعمالكم بعد البعث من القبور.

ج2/تحرير القول في المراد بالشهادة " لتكونوا شهداء على الناس ":
ورد في المراد بالشهادة ثلاثة أقوال:
1/ أن بعض الأمم السابقة تجحد أنبياءها إذا سئلت عنهم في الآخرة ، فتشهد هذه الأمة بصدق الأنبياء ، وتشهد على تلك الأمم بكذبهم ، وجازت هذه الشهادة لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، وروى عن النبي أن أمته تشهد لكل نبي ناكره قومه،
2- شهداء على الناس :أي محتجين على سائر من خالفكم ،ويكون الرسول محتجا عليكم.

3- قال مجاهد : أي : تشهدون لمحمد عليه السلام أنه قد بلغ الناس في مدته من اليهود والنصارى والمجوس.

4- قيل : يشهد بعضكم على بعض بعد الموت ،كما في الحديث ،فقال الناس :وجبت ، فسئل عن ذلك ،فقال: أنتم شهداء الله في الأرض .
وردت أحاديث في ذلك

5- وقيل: شهداء بأعمالكم يوم القيامة ،والقول الأول :1-أشبه بالتفسير .
2- أشبه بقوله " وسطاً ،لأن النبي عليه السلام يحتج على المسلمين وغيرهم ،والأقوال متقاربة المعنى ، والمعاني فيها متجهه ،وفيها دلالات على عموم الشهادة وعدم اقتصارها على حال دون حال ومال دون مآل ،فلا دليل على التخصيص فتحمل الشهادة في الآية على العموم .

ج2/ ب: معنى " لئلا يكون للناس عليكم حجه إلا الذين ظلموا منهم "،
أي أن الله سبحانه عرفكم أيها المسلمون أمر الاحتجاج في القبلة فيما سبق ، لأجل أن لا يحتج أحد عليكم ، إلا من ظلم باحتجاجه وشطّ وانحرف ، مهما كان سواء من اليهود أو النصارى أو من غيرهم للعموم ،ممن تكلم في النازلة استهزاءً وسخرية من عباد الأوثان أو المنافقين ،واستظهر ابن كثير : أن المعنى :لئلا يحتجوا بموافقة المسلمين إياهم في التوجه إلى بيت المقدس .

ج3/ أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات :لأجل أن يظهر حال من يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر ربه سبحانه بالتحول ويطيع مع الرسول حيثما اتجه وتوجه ،وتظهر حال من ينقلب على عقبيه ويعاند ويجادل ،فالأمر فيه امتحان من الله واختبار وفتنة لمن كان في قلبه مرض ،قال تعالى " ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة".

ج3/ ب - فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة مع الاستدلال :
لقد بلغ سادات الصحابة وكبراؤهم شأوًا عظيمًا في الفضل والمكانة والقدر من خلال ثباتهم وقوة تصديقهم بما يخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أمر ربه ،ومنه أمر تحويل القبلة ،فآمنوا واتبعوا أمر التحويل للقبلة أينما أمروا دون شك أو تردد أو ريب ،وذهب بعض إلى أنهم السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هم الذين صلوا القبلتين ،
لدليل :
حديث ابن عمر " بينما الناس يصلون الصبح في مسجد قباء إذا جاء رجل فقال : قد أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم قرآن وأمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها فتوجهوا الى الكعبة.
وروى مسلم " أنهم كانوا ركوعا ،فاستدارو كما هم إلى الكعبة ، وهم ركوع ".

ج3/ متعلق الاستعانة في قوله تعالى " يا أيها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة "

أما أن يكون المتعلق :
1-الثبات على ما أنتم عليه ، وإن نالكم مكروه في العاجل ،فإن الله مع الصابرين.
2-أنكم اذا صليتهم تلوتم في صلاتكم ما تعرفون به فضل ماأنتم عليه ،فكان ذلك عون لكم.
3- أن الصبر والصلاة رادع عن المعاصي والمنكرات.
4- الإرشاد إلى الاستعانة بالصبر والصلاة :على النعم والمصابرة عليها ،لأجل أن يحوز بصبره ،فإنهما أجود ما يستعان به على تحمل المصائب والشدائد.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 رجب 1441هـ/7-03-2020م, 09:51 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (142 - 158)

المجموعة الثانية:

1: فسّر قول الله تعالى:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.

- بعدما بين الله عز وجل أن الكعبة هى القبلة الحق التي ارتضاها لعباده، أخبر أن لكل أهل ملة قبلة ووجهة يستقبلونها، فلأهل الكتاب قبلة ولكم أمة محمد صلى الله عليه وسلم قبلة، والله عز وجل هو الذي يشرع لعباده ويحكم، وهو مولي كل قوم قبلتهم وهذا كقوله تعالى:) لكلٍّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا ولو شاء اللّه لجعلكم أمّةً واحدةً ولكن ليبلوكم في ما آتاكم)، ولما كان الإسلام ناسخا لما قبله من أديان ومقررا لأحكم الشرائع، فمن الواجب اتباعه، ولزوم ما جاء به، فقال تعالى حاضا عباده: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)،وبادروا إلى القبول من الله عز وجل وولوا وجوهكم حيث أمركم أن تولوا، وسارعوا إلى الأعمال الصالحة، واستقبلوا قبلة إبراهيم التي ارتضاها لكم وقد علمتم ذلك، ثم ذكر الله تعالى الدافع للاستباق للخيرات وفيه التحذير من التولي عن القيام بأمره تعالى، فقال: (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُجَمِيعًا)فيرجعكم إليه يوم المعاد فيبعثكم، ويحاسبكم (وإِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سواء بعثكم يوم القيامة وجمعكم بعدما تفرقت أجسادكم وحسابكم، فهو سبحانه الذي جلت قدرته فتعاظمت كل قدرة.


2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.
أولا نبين المراد بالناس في قوله تعالى: (لتكونوا شهداء على النّاس) جاءت فيه أقوال:

القول الأول: جميع الناس. (في الآخرة).
ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

القول الثاني: الناس الذين خالفوا المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية.
- قال مجاهد: معنى الآية تشهدون لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه قد بلغ الناس في مدته من اليهود والنصارى والمجوس. ذكره ابن عطية.

القول الثالث: المراد بالناس المسلمين أنفسهم، والمعنى:أنكم شهداء على بعضكم بعضا.
ذكره ابن عطية.

- وعلى القول الأول: أن المراد بالناس: جنس الناس أو جميع الناس، فتكون شهادة أمة محمد صلى الله عليه وسلم للأنبياء بالتبليغ، أي أنها شاهدة على الناس جميعا يوم القيامة بأن الأنبياء قد بلغوا أممهم الحق، فمتى أنكرت أمة مبلغها الذي أتاها تشهد أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالحق الذي علمته من كتاب الله عز وجل وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن أدلة شهادة أمة الإسلام للأنبياء على الأمم التي كذبتهم:
- روى الإمام أحمد عن وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
: (يدعى نوحٌ يوم القيامة فيقال له: هل بلّغت؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذيرٍ وما أتانا من أحدٍ، فيقال لنوحٍ: من يشهد لك؟ فيقول: محمّدٌ وأمّته).
قال: (فذلك قوله: (وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا)).
قال: (الوسط: العدل، فتدعون، فتشهدون له بالبلاغ، ثمّ أشهد عليكم).
رواه البخاريّ والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجه من طرقٍ عن الأعمش، به.

- وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه وابن أبي حاتمٍ من حديث عبد الواحد بن زيادٍ، عن أبي مالكٍ الأشجعيّ، عن المغيرة بن عتيبة بن نهّاسٍ: حدّثني مكتبٌ لنا عن جابر بن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال
: (أنا وأمّتي يوم القيامة على كوم مشرفين على الخلائق. ما من النّاس أحدٌ إلّا ودّ أنّه منّا. وما من نبيٍّ كذّبه قومه إلّا ونحن نشهد أنّه قد بلّغ رسالة ربّه، عز وجل).


-(ويكون الرسول عليكم شهيدا):
وتكون معنى شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته بالصدق، وذهب الزجاج إلى أن هذا القول هو الأشبه بالتفسير بدلالة قوله: (وسطا) أي : عدولا خيارا، فأمته تشهد بصدق الأنبياء في البلاغ، ويشهد على أمته بصدقها.

وعلى القول الثاني بأن الناس المراد بهم الذين خالفوا المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب وغيرهم.
- فتكون شهادة أمة محمد صلى الله عليه وسلم على من خالفهم بالتبليغ، ويكون الرسول شاهدا لكم بالإيمان، محتجا على من خالفه.


وعلى القول الثالث بأن المراد بالناس المشهود عليهم هم المسلمين أنفسهم، والمعنى:أنكم شهداء على بعضكم بعضا. ( الثناء على بعضكم خيرا أو شرا)

ومن الأدلة على هذا القول: ما روي عن جابر بن عبد اللّه، قال: شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جنازةً، في بني سلمة، وكنت إلى جانب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال بعضهم: واللّه -يا رسول اللّه -لنعم المرء كان لقد كان عفيفًا مسلمًا وكان وأثنوا عليه خيرًا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (أنت بما تقول). فقال الرّجل: اللّه أعلم بالسّرائر، فأمّا الذي بدا لنا منه فذاك. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (وجبت). ثمّ شهد جنازةً في بني حارثة، وكنت إلى جانب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال بعضهم: يا رسول اللّه، بئس المرء كان، إن كان لفظّاً غليظًا، فأثنوا عليه شرًّا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لبعضهم: (أنت بالذي تقول).فقال الرّجل: اللّه أعلم بالسّرائر، فأمّا الذي بدا لنا منه فذاك. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: )وجبت(.
رواه الحاكم، في مستدركه وابن مردويه أيضًا واللفظ له.

- ويكون الرسول صلى الله عليه وسلم شهيدا لكم بالإيمان، شهيد عليكم بأنه أبلغكم ما أمر به.
والله تعالى أعلم.

ويمكن أن يستدل لهذا من حديث أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
: «يجيء النّبيّ يوم القيامة ومعه الرّجل والنّبيّ ومعه الرّجلان وأكثر من ذلك فيدعى قومه، فيقال لهم : هل بلّغكم هذا؟ فيقولون: لا. فيقال له: هل بلّغت قومك؟ فيقول: نعم. فيقال له من يشهد لك؟ فيقول: محمّدٌ وأمّته فيدعى بمحمّدٍ وأمّته، فيقال لهم: هل بلّغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم. فيقال: وما علمكم؟ فيقولون: جاءنا نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبرنا أنّ الرّسل قد بلّغوا فذلك قوله عزّ وجلّ:{وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا}»قال: «عدلًا{لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا}».
رواه الإمام أحمد.


فتكون الشهادة: إما بالشهود بالحق على التبليغ، أو بالصدق والإيمان لم آمن وصلح عمله أو يكون معنى الشهادة الاحتجاج وإقامة الحجة على من خالف الحق، والآية تحتمل ما قيل فيها من معان.
والله تعالى أعلم.



ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.

قال الله تعالى: (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) لما تكرر الأمر للمرة الثالثة بتولية الوجه ناحية المسجد الحرام، فحيثما كان الناس فعليهم استقباله، صاحبه بيان الحكمة من تكرار الأمر فقال تعالى: (لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم) بأن في ذلك إبطال وقطع حجة المخالفين، والراجح أنه أريد بالناس هنا أهل الكتاب الذين علموا بما في كتبهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم سيصرف إلى قبلة إبراهيم، فقالوا: اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه!

والحجة التي كانوا يحتجون بها: هي توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفس القبلة التي يتوجهون لها
وادعوا أنه يخالفهم في دينهم ويوافقهم في قبلتهم، وقال ابن كثير أنه الأظهر من كون الحجة هى علمهم بأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستتوجه إلى البيت الحرام، فإن لم يتوجهوا له أقاموا عليهم الحجة.
فكان قطع حجتهم بالانصراف عن بيت المقدس واستقبال الكعبة.
وقوله تعالى: (إلا الذين ظلموا منهم)،فهم مشركو العرب، فوصفهم بالظلم لبطلان حجتهم وهى قولهم
أن محمد رجع للقبلتنا وسيرجع إلى ديننا.

ومما يؤيد هذا القول من آثار وردت عن السلف فيما ذكره ابن جرير:
- ما روي عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهم من الصحابة: لما صُرف نبيّ الله ﷺ نحوَ الكعبة، بعد صلاته إلى بيت المقدس، قال المشركون من أهل مكة: تحيّر على محمد دينه! فتوجّه بقبلته إليكم، وعلم أنكم كنتم أهدى منه سبيلا ويُوشك أن يدخل في دينكم! فأنزل الله جل ثناؤه فيهم:"لئلا يَكونَ للناس عليكم حجةٌ إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني). رواه ابن جرير.

- ما روي عن عطاء في قول الله تعالى: (لئلا يَكون للناس عَليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم) قال، قالت قريش - لما رَجَع إلى الكعبة وأمِر بها:- ما كان يستغني عنا! قد استقبل قبلتنا! فهي حُجتهم، وهم"الذين ظلموا" - قال ابن جريج: وأخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدًا يقول مثل قول عطاء، فقال مجاهد: حُجتهم، قولهم: رجعت إلى قبلتنا. رواه ابن جرير.

والمعنى أن الله عز وجل قد قطع كل ما يحتج به على المسلمين عند تحولهم إلى الكعبة، فبطلت حجة أهل الكتاب الذين زعموا توجههم إلى نفس قبلتهم وهى بيت المقدس، ودل على افتراء مشركي قريش ببطلان حجتهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رجع إلى قبلتهم وأن دين قريش هو الحق.

3.بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.
تكرر الأمر بالتوجه إلى البيت الحرام في ثلاثة مواضع، ولذلك حكمة، وقد ذهب أهل العلم في بيانها على أقوال:

القول الأول: أن الحكمة من التكرار التأكيد:
- والتأكيد كان لأن تحويل القبلة كان أمرا شاقا وصعبا على النفوس، ومن المعلوم أن الأمر كلما تكرر تقرر، فهذا التأكيد يسكن ما اعتلج في النفوس من اضطراب ويخفف ما بها ويجعلها أقرب لتقبل الأمر وأكثر تثبتا، خاصة أن هذا الأمر – تحويل القبلة- أول ناسخ وقع في الإسلام، كما نص عليه ابن عباس وغيره، وبتكراره يرسخ الأمر في النفس ومن المحتمل أن يكون ذلك لتهيئة الأمة لتقبل أحكام النسخ التي تلت ذلك باطمئنان. حاصل ما ذكره ابن عطية وابن كثير.

أما القول الثاني: أن الحكمة من أن التكرار مراعاة لأحوال المخاطبين:
(ففيما قاله فخر الدين الرازي، ونقله ابن كثير، أن الأمر الأول كان لمن هو مشاهد الكعبة.
والأمر الثاني: لمن كان في مكة غائبا عنها، والأمر الثالث: لمن هو في بقية البلدان.

وذهب إلى هذا التوجيه القرطبي لكنه زاد عليه، فقال بأن الأمر الأول لمن هو بمكة ( فيشمل قوله لمن كان مشاهد للكعبة أو غائبا عنها).
وأن الأمر الثاني هو لمن كان في بقية الأمصار- أي: في بلد غير مكة.
وأن الأمر الثالث هو لمن خرج مسافرا.

وهذا التوجيه لكل آية يحتاج إلى قرينة لبيان دلالة كل قول في كل أمر.

أما القول الثالث: أن الحكمة من التكرار متوقف على سياق كل آية ورد فيها الأمر:
- فيكون قول الله تعالى:
(قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره.. )الآية.
هو الأمر بالتوجه إلى الكعبة إجابة للرسول صلى الله عليه وسلم إذ هى القبلة التي يحبها ويرضاها، فهذا الأمر الأول الذي نزل به التحول عن بيت المقدس واستقبال الكعبة.

- وقول الله تعالى: (
من حيث خرجت فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وإنّه للحقّ من ربّك وما اللّه بغافلٍ عمّا تعملون)
- وفي الأمر هنا ارتقاء عن المقام الأول، فالأول كان إجابة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهنا تأسيس لمعنى جديد وهو أن هذه القبلة التي أمرتم بالتوجه لها، هى الحق من عند الله الذي ارتضاها لكم، وشرفكم بالتوجه إليها.

- وقول الله تعالى: (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم ... ) الآية.
- وفي الأمر هنا ذكر في السياق ما يجعل الأمر مؤسسا على معنى ثان وهو إبطال وقطع حجة المخالفين من اليهود الذين علموا بما في كتبهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم سيصرف إلى قبلة إبراهيم، وكذلك انقطعت حجة مشركي العرب الذين ألفوا البيت الحرام عن بيت المقدس، وقد أعجبهم انصراف النبي صلى الله عليه وسلم إليها.

وهذا والله أعلم هو الأقرب للصواب، وهو حمل الأمر في كل آية على التأسيس لا التوكيد،
فابتداء الأمر بالتوجه إلى الكعبة نزل من عند الله، والمؤمنون منقادون لله عز وجل سواء ظهرت لهم الحكمة من الأمر أم لم تظهر، ولو كانت هناك حاجة للتأكيد لكان تكرار التوجه للقبلة لمرة واحدة مع بيان أنه الحق من الله تثبيتا للنفوس، ولما كانت السياقات في كل مرة ذكر فيها الأمر بالتوجه إلى الكعبة مختلفة كان التأسيس لمعان جديدة هو الأقرب من القول بالتوكيد كما بينت.
والله تعالى أعلم.


ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
قال الله تعالى: (وإذا ما أنزلت سورةٌ فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيمانًا فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون) فهذا وصف للمؤمنين حال نزول القرآن وكيفية تلقيهم آيات الله عز وجل وأحكامه، وكلما عظم الأمر احتاج إلى يقين وثبات، ولما كان الصحابة هم خير القرون بما وقر في قلوبهم من إيمان وتصديق، ظهر ذلك جليا في موقف صعب شاق على النفس كما الشأن في تحول القبلة، فلما جاءهم الخبر بالتحول وكانوا في الصلاة توجهوا مباشرة حيث أمر الله عز وجل انقيادا وتسليما.
ودل عل ذلك ما جاء في الصحيحين عن ابن عمر أنه قال: (بينما النّاس بقباء في صلاة الصّبح، إذ جاءهم آتٍ فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشّام فاستداروا إلى الكعبة).


- وروى الترمذي من حديث سفيان الثوري وعنده: ( أنهم كانوا ركوعًا، فاستداروا كما هم إلى الكعبة، وهم ركوعٌ). وكذا رواه مسلم من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مثله.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هم الذين صلوا إلى القبلتين.



ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.

- أمر الله عباده مذكرا لهم بمقتضى إيمانهم أن يستعينوا بالصبر والصلاة، والمعنى اثبتوا على ما أنتم عليه وإن لاقيتم من الشدائد والمكروهات في سبيل طاعة الله أو اجتناب محارمه فإن العاقبة للصابرين المتقين، واستعينوا بالصلاة بما فيها من آيات الله التي تتلونها فتعرفكم ما أنتم فيه من فضل ونعمة، فتعينكم على الثبات.

وفي الآية أمر الله عز وجل بالاستعانة بعبادتي الصبر والصلاة، وقد بَيَّن الشيخ عبد العزيز بن داخل معنى الاستعانة بالعبادة، فقال: (والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فإنه لم يعبد إلهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر)، وقال أيضا: (إذا تبيَّن ذلك فاعلم أنَّ قول الله تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ ﴾ وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لمّا أعطاه عطيَّة: "استعن بها على دنياك ودينك" رواه ابن خزيمة....، فهذه النصوص وما في معناها المراد بالاستعانة فيها استعانة التسبب..) ا.هـ.
وبهذا نفسر أمر الله عز وجل بالاستعانة بهاتين العباديتين العظيمتين، الصبر والصلاة.

متعلق الاستعانة في قوله تعالى ﴿وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ﴾ يشمل:
- الاستعانة على أقدار الله التي تنزل بالعباد وما يعرض لهم من أنواع البلاء، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وكذ فعل ابن عباس رضي الله عنه حين نُعي إليه أخوه فقام فصلى ركعتين وقرأ الآية: ﴿واسْتَعِينُوا بِالصَبْرِ والصَلاةِ﴾.

- طلب الآخرة، وطلب الآخرة يكون بحبس النفس عن المعاصي، والصبر على ترك المحارم، والصبر والصلاة يردعان عن المعاصي.
- وكذلك طلب الآخرة يكون بفعل الطاعات والقربات، وهذا الصبر أكثر ثوابا من الأول كونه المقصود، فبالصبر على الطاعات وبالصبر عن المعاصي، ينال العبد رضا لله بتحقيق ما أمر والكف عما نهى عنه، فيكن من طلاب الآخرة الزاهدين في الدنيا.

فالله عز وجل أمر عباده أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر والصلاة، وتحقيق العبد الاستعانة في أموره كلها، مما يُتوصل به لنيل رضا الله؛ إذ أمر الله العباد بالاستعانة به عز وجل في كل شؤونهم، فمن امتثل أمر الله فقد نال رضاه، وحاجة العبد للاستعانة لا تنفك عنه بحال من الأحوال.

الحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 رجب 1441هـ/8-03-2020م, 01:07 PM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

المجموعةالأولى:
1: فسّرقول اللهتعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِيالسَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُوَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْرَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} البقرة.
لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أمره الله سبحانه وتعالى أن يصلى قبل بيت المقدس ، وذلك لحكمة علمها الله سبحانه ولكون المدينة كان أكثر أهلها من اليهود ، فاستقبل الرسول صلى الله عليه وسلم هذه القبلة قرابة ستة أو سبعة أشهر ، وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يستقبل الكعبة لأنها قبلة إبراهيم عليه السلام و قبلة الأنبياء من قبله ولأنها كانت عنده أدعى لإيمان قومه فكان يدعو إلى الله وينظر إلى السماء، فاطلع سبحانه وتعالى على ما في قلب نبيه وخاطبه في سياق هذه الآيات:
قَدْ نَرَى يا محمد تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِيالسَّمَاءِ والمعنى تقلب بصرك في السماء ، وإنما ذكر الوجه لأنه أعم وأشرف وهو المستعمل في طلب الرغائب ، والوجه يتقلب بتقلب البصر ، وقد اختص بذكر التقلب نحو السماء لما عُلم عنها من أنها جهه توالى النعم ونزول الرغائب فَلَنُوَلِّيَنَّكَ يا محمد قِبْلَةً وهي قبلة الكعبة، وكان أول ما نسخ من القرآن القبلة ، و جاء الأمر بالتحول من بيت المقدس إلى الكعبة في صلاة العصرعلى أصح الأقوال ، وكانت صلاة صلاة العصر أول صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة ، تَرْضَاهَا أي: تحبها ، وقد رويت ثلاثة وجوه لحب صلى الله عليه وسلم في التوجه إلى الكعبة، منها: لقول اليهود ما علم محمد دينه حتى اتبعنا ، وليصيب قبله إبراهيم عليه السلام ، ومنها: ليستألف العرب لمحبتها في الكعبة فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ: أي نحو أو تلقاءالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وأخرج البخاري ومسلم عن أبي عمر قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام واستدروا إلى الكعبة وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ من نواحي الأرض شرقا أو غربا شمالا أو جنوبا برا أو بحرافَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ أي: نحو البيت وتلقاءه ، وقد روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما بين المشرق والمغرب قبلة لأهل المسجد ،والمسجد قبلة لأهل الحرم ، والحرم قبلة لأهل الأرض في مشارقها ومغاربها من أمتي. وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وهو اليهود والنصارى لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ أي: استقبال الكعبة هو الْحَقُّ مِنْرَبِّهِمْ لانها قبله الأنبياء من قبلهم وهم يجدونه مكتوبا في كتبهم ولكنهم كعادتهم يتكاتمون ذلك بينهم حسدا وكفرا وعنادا ، لذلك توعدهم سبحانه وتعالى وهددهم وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ فيجازيهم به في الدنيا والآخرة.


2:
حرّر القول في كلمن:
أ: المراد بالقبلة في قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم منيتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}.
الأقوال التي جاء في المراد بالقبلة:
القول الأول: هي بيت المقدس ، وهو قول قتادة والسدي وعطاء وغيرهم ، ويكون المعنى لم نجعلها حين أمرناك بها أولا إلا فتنة لنعلم من يتبعك من العرب الذين إنما يألفون الكعبة أو اليهود الذين يتبعونها وفقا لهواهم وليس اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم وذكره الزجاج ابن عطية وابن كثير.
القول الثاني:هي الكعبة في هذه الآية ، وقوله:{وما جعلنا القبلة التي كنت عليها} كنت بمعنى أنت ،والمعنى :ما جعلنا هذه القبلة وصرفناك إليها إلا فتنة ، وهو قول ابن عباس، ذكره ابن عطيه.
والراجح هو القول الأول لأن هذه الآيات نزلت بعد الأمر بالتوجه إلى بيت الكعبة فيكون المراد هو بيت المقدس كما أنه أتت أحاديث كثيرة في الصحيحين في ذلك منها ما رواه البخاري عن البراء :أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدسستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّىأوّل صلاةٍ صلاها، صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ. فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه، فمرّعلى أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد باللّه لقد صليت مع النّبيّ صلّى اللّه عليهوسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحوّلقبل البيت رجالًا قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌرحيمٌ}, انفرد به البخاريّ منهذا الوجه. ورواه مسلمٌ من وجهٍ آخر.



ب: هل كانت الصلاة إلى بيت المقدس بوحيمتلوّ؟
اختلف على العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: أنه بوحي متلو ، فأول ما نسخ من القرآن القبلة ، وهو قول ابن عباس نقله ابن فورك وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير. وجاء قول الربيع: خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم في النواحي فاختار بيت المقدس ليستألف بها أهل الكتاب. وقد جاء في الصحيحين قول عليّ بن أبي طلحة، عن ابنعبّاسٍ: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لمّا هاجرإلى المدينة، أمره اللّه أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول اللّهصلّى اللّه عليه وسلّم بضعة عشر شهرًا، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحبقبلة إبراهيم، فكان يدعو اللّه وينظر إلى السّماء، فأنزل اللّه عزّوجلّ{فولّوا وجوهكم شطره}أي: نحوه. فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: ما ولّاهم عن قبلتهم التيكانوا عليها؟ فأنزل اللّه:{قل للّه المشرق والمغربيهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ. كما جاء عن ابن عمر أنه قال بينما الناس بقباء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آت فقال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة. ذكره ابن عطية وابن كثير. وهذا هو القول الراجح لورود أحاديث كثيرة في هذا الباب وهو قول الجمهور.
القول الثاني: أنه بوحي غير متلو ، أن التوجه إلى بيت المقدس كان باجتهاده عليه الصلاة والسلام وأنه كان ذلك ليختبر الله تعالى من آمن من العرب لأنهم كانا يألفون الكعبة وينافرون بيت المقدس ذكره ابن عطية وابن كثير.

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق "كما" في قولهتعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا} الآية.
ذكر ل"كما" متعلقين: الأول: أن كما هي جواب للآية السابقة في قوله تعالى:{وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْوَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}، فتكون النعمة وتمام الهداية بإرسال الرسول منهم.
والثاني: أن كما متعلقة بقوله تعالى:{فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} ، ويكون المعنى أي اذكروني بالشكر والإخلاص كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون.

ب: كيف كان تحويلالصلاة إلى الكعبة دليلا على عناية الله بهذه الأمة.
تحويل الصلاة إلى الكعبة من دلائل عناية الله بهذه الأمة ، فقد وجههم سبحانه وتعالى لوجهه أمام الأمم جميعا إبراهيم عليه السلام الذي بناها على التوحيد ، ووجههم للقبلة التي ألفتها نفوسهم بالحج إليها ، كما أنه سبحانه تبينت عنايته بهذه الأمة بتوفيقهم لامتثال أمره وطاعته حين اختبرهم بما لم يكن يألفوه من توجههم لبيت المقدس ، بخلاف اليهود الذين ضلوا عن الطريق. وقد جاء عن عائشةرضي الله عنها قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم -يعني فيأهل الكتاب -: «إنّهم لا يحسدوننا على شيءٍ كما يحسدوننا على يوم الجمعة، التي هدانا اللّه لهاوضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين.رواه الإمام أحمد

ج: مناسبة قوله تعالى: {ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع} لماقبله.
بيّن الله سبحانه وتعالى في الآية السابقة{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِاللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} فضل الشهداء ومنزلتهم عند ربهم حتى يقوّي الصبر في نفوس من فقدوهم ويخفف عنهم المصيبة ، ثم أتت هذه الآية{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَالْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِوَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}لبيان الأمور التي لا تتلقى إلا بالصبر ومنها {نقص الأنفس} وهو موت الأحبة والأصحاب والأقارب، فمن صبر بُشر بعظيم الأجر.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 رجب 1441هـ/8-03-2020م, 03:16 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثالثة:

1.فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158}}.
جاء في الصحيحين أن سبب نزول هذه الآية تحرج بعض المسلمين من الطواف بين جبلي الصفا والمروة في الجاهلية إذ نصبت عليهما الأصنام، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل لله الآية، وأقر النبي صلى الله عليه وسلم سنة الطواف بينهما، وقد رفع الله الحرج عن عباده وأنزل قوله تعالى مخبرا أنهما من شعائر الله التي شرعها لكم عند حجكم واعتماركم، فمن قصد بيته حاجا أو معتمرا فليطوف بينهما أي يسعى ويذهب بينهما ذهابا وإيابا بادئا بما بدأ الله به، ولا إثم عليه ولا حرج في الطواف بينهما إذ هما من شعائر الله الواجب تعظيمها.
والله شاكر لعباده فيثيبهم على القليل بالكثير، عليم بقدر الجزاء ولا يبخس عباده الثواب، ولا يضيع عمل عامل.

2.حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسفهاء وموقفهم من تحويل القبلة في قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}
أولا أصل السفه لغة : خفة الحلم، والسفيه هو خفيف الحكم والعقل، وتقال للإنسان والجمادات، ف(ثوب سفيه) أي رقيق بالي.
وقال ذو الرمة:
مشين كما اهتزت رماح تسفهت
....... أعاليها مرّ الرياح النواسم
أي استخفتها.

ثانياالمراد بالسفهاء في قول الله تعالى: ( سيقول السفهاء من الناس ) :
القول الأول: الكفار من أهل مكة.
- قاله الزجاج وقد ذكره ابن كثير عنه في تفسيره، وابن عطية.
-وهؤلاء موقفهم من تحول القبلة: الجهل والضلال، فظنوا جهلا من أن تولية محمد صلى الله عليه وسلم عن القبلة، أنه عدل إلى دينهم لعلمه أنه هو الحق، وكانوا ينافرون بيت المقدس.

القول الثاني: اليهود-كما قاله الزجاج- ومن خصص فقال: (الأحبار من اليهود) كابن عباس، فيما ذكره ابن عطية، ونُسبَ لمجاهد فيما ذكره ابن كثير.

- وهؤلاء أرادوا فتنة محمد صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد ما ولاك عن قبلتنا؟ ارجع إليها ونؤمن بك.وقد علموا من كتبهم أن تحول النبي صلى الله عليه وسل عن بيت المقدس إلى الكعبة حق، وحسدهم وحقدهم للمؤمنين بين، فقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم -يعني في أهل الكتاب
-:(إنّهم لا يحسدوننا على شيءٍ كما يحسدوننا على يوم الجمعة، التي هدانا اللّه لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين).رواه أحمد.

القول الثالث: اليهود والمنافقون، فهذا كالقول الثاني مع إضافة طائفة أخرى قالوا بهذا.
فأما اليهود فذكرنا موقفهم وحقيقته، أما المنافقون فقد أرادوا الاستهزاء والسخرية، فقالوا أن محمدا صلى الله عليه وسلم اشتاق إلى وطنه، وهذا القول قاله السدي فيما ذكره ابن عطية، وابن كثير.

- والآية عامة في كل هؤلاء الذين قالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، سواء من قالها استهزاء ًكالمنافقين، أو أراد بها الفتنة كاليهود، أو ضلالا وجهلا كالمشركين الذين ظنوا أن محمدا قد عاد لدينهم الباطل.

ب: معنى قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} الآية

معنى قوله: ( إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه):
- قيل في لفظة (لنعلم) الدالة على الاستقبال أنه من باب التجوز، فيما ذكره ابن عطية، والمعنى: أي ليعلم رسولي والمؤمنون، والإسناد بنون العظمة لانهم هم حزبه وخالصته، وهذا شائع في كلام العرب.
- وقيل أن الله عز وجل أراد أن يذكر علمه وقت عملهم، إذ بعمل العاملين يثبت الثواب والعقاب، والله تعالى قد علم في الأزل المتبع من المخالف وعلم مصير كل خلقه قبل خلقهم، والله عز وجل علمه أزلي، فهو سبحانه علم ما كان، وما سيكون، فهو العليم المتصف بالعلم.

ومعنى الآية: وما جعل الله تحويل القبلة إلا ليظهر حال المتبع من غيره، ويثبت الثواب للمتبع والعقاب للمخالف، ومن المفسرين من عبر عن العلم ب(الثواب) و(التمييز) كابن فورك، فيكون المعنى: ( إلا لنثيب المتبع..) أو (لنميز المتبع من غيره)، ومنهم من عبر عن العلم ب( الرؤية)، ليكون المعنى: (إلا لنرى المتبع من غيره)، وليس هذ من باب تأويل صفة العلم بل من باب التفسير للفظة مع كون مرجع الضمير يعود إلى الله عز وجل، وإثبات صفة العلم له سبحانه.
وعبر عن حال الراجع عن الحق الذي تولى عن الإيمان بالمنقلب على عقبيه وهو أسوأ حالات الراجع في مشيته عن وجهته إذ عند انقلابه فهو ينقلب على عقبيه.

3.بيّن ما يلي:
أ: المخاطب في الآية، ومعنى الذكر في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}.

قيل في المخاطب قولين، وعليه يتبين معنى الذكر في كل حال:
القول الأول: أن المخاطب في الآية هم مشركو العرب،
الذين امتن الله عليهم بأن جعل الرسول منهم وبعثه إليهم وتفضل عليهم بإنعامه وإحسانه وبين لهم سبيل الهداية ليخرجهم من ضلالهم وجاهليتهم.
- وقول الله تعالى: (فاذكروني أذكركم):أي:فاذكروني بالشكر والإخلاص كما أرسلنا فيكم
.
والمعنى: فأخلصوا لي العبادة واشكروني على ما أنعمت به عليكم، والله تعالى يثيب المخلص الشكور من عباده بفضله ويمن عليهم برحمته ومغفرته، وهذا وجه ذكر الله لعباده الذين يوحدوه ويخلصوا له العبادة. فيما ذكره الزجاج.

القول الثاني: الخطاب هنا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم،، الذين أنعم الله عليهم بأن جعلهم من اتباع الرسول صلى لله عليه وسلم، ومن عليهم بالهداية، فوفقهم إلى الإيمان وعلمهم القرآن والحكمة، وزكاهم وجعلهم من خير الأمم وأعدلها.. وهذا ما ذكره ابن عطية وابن كثير.


- والذكر في قول الله تعالى: (فاذكروني أذكركم) يحمل على عدة معان:
الأول: الطاعة.

فأمر الله عز وجل عباده بطاعته، فيكون ذكره بالعمل بما افترضه عليهم، ويكون ذكره لهم بالثواب والمغفرة والرحمة التي أوجبها على نفسه إن ذكره عباده.
قاله الحسن وسعيد بن جبير، فيما ذكره ابن عطية وابن كثير.

الثاني: الدعاء والتسبيح ونحوه.
فيما قاله الربيع والسدي وذكره ابن عطية.
- وعن أنس قال: (قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (قال اللّه عزّ وجلّ: يا ابن آدم، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأٍ ذكرتك، في ملأٍ من الملائكة أو قال: في ملأٍ خيرٍ منهم وإن دنوت منّي شبرًا دنوت منك ذراعًا، وإن دنوت منّي ذراعًا دنوت منك باعًا، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول). رواه أحمد.
وأخرجه البخاري من حديث قتادة بلفظ:
( الله أقرب بالرحمة).
- وعن ابن عباس: أنه قال: ( فاذكروني أذكركم)، قال:
(ذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه
(.
وفي الحديث: إن الله تعالى يقول: «ابن آدم اذكرني في الرخاء أذكرك في الشدة»،


ب: المراد بالإيمان وفائدة التعبير عنه بوصف الإيمان في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.

جاء في المراد بالإيمان قولان:

القول الأول: الصلاة إلى بيت المقدس.
قال ابن عباس والبراء وقتادة والسدي والربيع وغيرهم: الإيمان هنا الصلاة.
ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

القول الثاني: التصديق بأمر تلك القبلة، ويراد به تصديقكم أمر الله واتباعكم لنبيكم. ذكره الزجاج.
وهذا القول قريب من الأول إذ أن الصلاة صادرة عن التصديق والإيمان وسيأتي تفصيل ذلك.

- والمعنى على القول الأول: أن من صلى إلى بيت المقدس قبل تحول القبلة فصلاته غير ضائعة ومثاب عليها.

وقد صحت في سبب نزول الآية آثار دلت على المراد هو الصلاة، إذ أشفق المؤمنون على من مات ولم يدرك تحول القبلة.
ومن الأدلة:

-عن البراء رضي اللّه عنه
: (أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلاها، صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ. فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه، فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد باللّه لقد صليت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجالًا قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: (وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ(.انفرد به البخاريّ من هذا الوجه. ورواه مسلمٌ من وجهٍ آخر.
- ما جاء عن البراء، قال: (مات قومٌ كانوا يصلّون نحو بيت المقدس فقال النّاس: ما حالهم في ذلك؟
فأنزل اللّه تعالى:(وما كان اللّه ليضيع إيمانكم)). والحديث في الصحيحين، ورواه الترمذي عن ابن عباس وصححه.
- وعن ابن عباس:
:(وما كان اللّه ليضيع إيمانكم) أي: بالقبلة الأولى، وتصديقكم نبيّكم، واتّباعه إلى القبلة الأخرى. أي: ليعطيكم أجرهما جميعًا. رواه ابن إسحاق. فيما ذكره ابن كثير.

- أما علة تسمية الصلاة إيمانا، كونها راجعة إلى أصل الإيمان وتبين عن حقيقة التصديق بأمر الله وشرعه، فهو سبحانه الذي أمر بالتوجه إلى بيت المقدس ثم أمر بالتوجه إلى البيت الحرام، فمن حقق الإيمان امتثل أمر الله، ولما كانت الصلاة من الأعمال الدالة على الإيمان وهى من شعبه، فسماها هنا إيمانا. وليميز أهل الإيمان من أهل النفاق، ذكر عملهم وهو الصلاة بحقيقة ما قام في قلوبهم وهو الإيمان. حاصل ما ذكره ابن عطية.

ج: معنى الصبر، وأنواعه، وفضله.
معنى الصبر:
الصبر لغة: هو المنع والحبس، وقيل أصل الكلمة الشدة والقوة، وقيل الصبر من الجمع والضم.
والصبر في معناه الشرعي تتحقق فيه المعاني الثلاثة؛ فهو: حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عما يسخط الله، وهو الشدة في مقابلة الأهوال، وهو ضم النفس وجمعها عن الهلع والجزع.
فهذا خلاصة ما قاله ابن القيم.
وقال ابن عطية جاء في معنى الصبر: الصوم، ومنه قيل لرمضان شهر الصبر.

أنواعه:
وقد تعدد تقسيم العلماء للصبر فمنهم من قال أنه على ثلاثة أنواع:
1. فهو صبر على الابتلاء وأقدار الله التي تنزل بالعبد.
2. وصبر على محارم الله ومعاصيه.
3. وصبر على طاعته ومحابه، وهذا أكثر ثوابا لنه المقصود،
كما قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: «الصّبر في بابين، الصّبر للّه بما أحبّ، وإن ثقل على الأنفس والأبدان، والصّبر للّه عمّا كره وإن نازعت إليه الأهواء. فمن كان هكذا، فهو من الصّابرين الّذين يسلّم عليهم، إن شاء اللّه».

فضله:
1. معية الله للصابرين من عباده بالحفظ والتأييد والنصر وهى المعية الخاصة لأوليائه.
2. الصبر مع الصلاة يردعان عن المعاصي.
3. العاقبة الحسنة، وقد دل ذلك ما جاء في الحديث: (
عجبًا للمؤمن. لا يقضي اللّه له قضاءً إلّا كان خيرًا له: إن أصابته سرّاء، فشكر، كان خيرًا له؛ وإن أصابته ضرّاء فصبر كان خيرًا له).
4. أجود ما يستعان به على تحمل المصائب الصبر، ودل على ذلك أمر الله عز وجل : (
واستعينوا بالصّبر والصّلاة).
5. الصابرون وعدوا بأن الله موفيهم أجرهم بغير حساب، وعدم ذكر الجزاء دال على عظمته وكثرته، دل على ذلك قول الله تعالى: (
إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حسابٍ).
6. لهم البشرى، فالله عز وجل يبشر عباده الصابرين الذين صبروا على ما أصاب منهم، ودل على ذلك قول الله تعالى: ( وبشر الصابرين) بالرحمة والمغفرة والهدية وهى أعظم وأكمل مطلوب، ودل على ذلك قوله تعالى: (
أولئك عليهم صلواتٌ من ربّهم ورحمةٌ وأولئك هم المهتدون).

* جواب هذا السؤال منه جزء مستل من بحث قدمته في المستوى الرابع

الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 رجب 1441هـ/11-03-2020م, 05:41 PM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

فسّر قول الله تعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} البقرة.
لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة استقبل بيت المقدس بضعة عشر شهرا ، وفرح اليهود بذلك ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه إلى السماء رجاء أن يأتي الوحي بتغيير القبلة وكان يكثر من الدعاء بأن يوجهه الله لها ، فأنزل الله : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ) وترضاها أي تحبها .
( شطر المسجد الحرام )
وشطر : نحو ، وقبل ، ومعنى شطر المسجد الحرام :
قيل : حيال ميزاب الكعبة ، وقيل : وجهه إلى البيت كله ، وقيل : إصابة عين القبلة ، وقيل : أمر تعلى باستقبال القبلة من جميع جهات الأرض ، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .
( وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم )
أي اليهود الذين أثاروا الشبه تشكيكا في أمر تحويل القبلة ، يعلمون أن الله سيوجهك لها ، بما في كتبهم من النعت والصفة لمحمد صلى الله عليه وسلم وامته ، ( وما الله بغافل عما يعملون ) تهديد لهم .
......................................................................

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقبلة في قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}. جاء في المراد " بالقبلة " في الآية قولين :
القول الأول : القبلة في الآية هي بيت المقدس ، وتأويلها على طريقين : الأول : ما جعلنا قبلة بيت المقدس التي حولناك عنها إلى قبلة إبراهيم عليه السلام التي جعلها الله قبلة أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا ( لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ) ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة توجه إلى بيت المقدس بضعة عشر شهرا ، ثم نزل الأمر بتحويل القبلة إلى الكعبة بتكرار الأمر في ثلاث مواضع من قوله تعالى : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شر المسجد الحرام.) فكان ذلك اختبار للعرب الذين اعتادوا وألفوا قبلة الكعبة ، ولليهود الذين زعموا أنه حين يصلي لقبلتهم قبلة الأنبياء سيتبعوه ، فلم يؤمنوا ، والمؤمنون أظهروا أعلى مراتب التسليم لأمر الله والأنقياد كما جاء الخبر عن أهل مسجد قباء الذين تحولوا في حال ركوعهم حينما أتاهم رسول رسول الله بخبر تحول القبلة .ذكره ابن عطية وابن كثير .
والتأويل الآخر لمن ذكر أنها بيت المقدس :أي ما جعلنا صرف القبلة إلى بيت المقدس والتحويل لها من قبلة الكعبة التي ألفها العرب ، إلا لنعلم من يتبعك ممن ينقلب على عقبيه .ذكره الزجاج وابن عطية .
القول الثاني : أن القبلة في الآية هي الكعبة ، ذكره ابن عطية عن ابن عباس ،والتأويل على هذا القول : ما جعلنا القبلة التي أنت عليها ، وكنت بمعنى أنت كقوله تعالى: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس ) بمعنى : " أنتم" ، (إلا لنعلم من يتبع الرسول ) ، وقد أكثر المنافقون واليهود وكفار العرب الكلام حين تحول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة .
........................................................................

ب: هل كانت الصلاة إلى بيت المقدس بوحي متلوّ؟
اختلف في ذلك العلماء على أقوال :
1) أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس كانت بوحي غير متلو ، وهو قول الجمهور كما ذكره ابن عطية ، وكان ذلك ترغيبا لأهل الكتاب الذين كانوا أكثر سكان المدينة للدخول في دين الإسلام ، فمكث على هذه القبلة بضعة عشر شهرا . ثم نزلت الآيات بالأمر باستقبال الكعبة المشرفة .
2) أنها كانت بوحي متلو ، ثم نسخت ،حكى القول ابن عطية وابن كثير ، كما نقل ابن عطية هذا القول عن ابن عباس . وكان ذلك اختبارا للعرب الذين ألفوا الكعبة واعتادوها ، فاتى الأمر بتحويل القبلة عنها بضعة عشر شهرا اختبارا لهم وامتحانا .
3) أنها كانت اختيارا من النبي صلى الله عليه وسلم الذي خير في النواحي فاختارها ، ذكره ابن عطية عن الربيع .
4) أنها كانت باجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلم ، نقل ابن كثير حكاية القرطبي هذا القول عن عكرمة وأبي العالية والحسن البصري .
...............................................................................
3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق "كما" في قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا} الآية.
جاء في متعلق " كما " في الآية أقوال تتوافق مع سياق الآيات ومقاصدها :
1) أنها متعلقة بقوله : " لعلكم تهتدون " "كما أرسلنا فيكم " قاله الزجاج ، والتأويل على هذا : أنعمنا عليكم رسولا يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم لعلكم تهتدون .
2) متعلقة بقوله " فاذكروني أذكركم " رواه الزجاج ، وقال : وهو الأجود ، " وحكاه ابن عطية ، كما ذكره ابن كثير عن ابن عباس ومجاهد . والتأويل على هذا : كما أنعمنا عليكم بإرسال الرسول فيكم يتلو عليكم آيات الله ويزكيكم وقد كنتم أمة أمية لا تعلمون من أمر السماء شيء ، فاذكروني بتوحيدي وعبادتي .
3) متعلقة بقوله ( ولأتم نعمتي عليكم ) رواه ابن عطية ورجحه ، والتأويل على هذا : أتم نعمتي عليكم ببياننا لقبلة إبراهيم عليه السلام وسنته التي كان عليها كما كان إرسال رسولا منكم إجابة لدعوته ، والسياق يحتمل كل هذه المعاني وكلها صحيحة لها وجه من الدلالة والجمع بينها أولى ..
.........................................................................
ب: كيف كان تحويل الصلاة إلى الكعبة دليلا على عناية الله بهذه الأمة.
قال تعالى : ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) فعرض سبحانه وتعالى في هذه الآية في قوله : ( يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) بفضله وهدايته على أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي اختصها بالهداية إلى قبلة إبراهيم الخليل عليه السلام ، التي هي بناء إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل .أشرف بقاع الأرض وأحبها على الله ، وقد ضل الأمم السابقة عنها ، ثم قال تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) والمعنى : هديناكم لقبلة إبراهيم عليه السلام لنجعلكم خيارا عدولا وأخير الأمم وشهداء على غيركم منها.
وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ــ يعني أهل الكتاب ــ :" أنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة ، التي هدانا الله لها وضلوا ، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها ، وعلى قولنا خلف الإمام " آمين "
....................................................
ج: مناسبة قوله تعالى: {ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع} لما قبله.
أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالأستعانة بالصبر والصلاة على الثبات على طاعة الله وأخبر بمعيته بالنصر والكفاية والتأييد والتثبيت لمن صبر لحكمه وعلى أمره القدري والشرعي ، وأخبر بعقيدة المؤمن في من قتل في سبيل الله وبذل نفسه له أن له الحياة الدائمة جزاء تقديمه روحه لله مما يقوي صبره على الجهاد في سبيل الله ويقوي صبره على من فقد من أقاربه وأحبابه ، ثم أخبر بحقيقة الدنيا التي جعلها الله دار ابتلاء وامتحان فلا ينكر فراق نفس غالية فيها أو يجزع لنقص مال أو ولد .فذكر الأمور التي تعين المؤمن وتقوي صبره من الصلاة والصبر طلبا لمعية الله والعلم بحقيقة الدنيا والإيمان بعوض الله كلها من الأمور التي تثبت إيمانه وتقوي عزيمته للسير إلى الله .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 رجب 1441هـ/15-03-2020م, 07:24 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة


المجموعة الأولى:
1: صالحة الفلاسي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: قلتِ: "وقد اختص بذكر التقلب نحو السماء لما عُلم عنها من أنها جهه توالى النعم ونزول الرغائب" ، وهذا الكلام مستفاد من تفسير ابن عطية رحمه الله، فننبّه أن الأشاعرة ينفون أن يكون الله تعالى في السماء، وينفون علوّه على خلقه سبحانه، والصحيح أن نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان ىينظر إلى السماء متوجّها إلى الله تعالى بدعائه.
ج2 أ: لو نبّهتِ إلى معنى الفعل {كنت} تبعا لكل قول.
ج2 ب: هذه المسألة بحاجة إلى مراجعة، والأقوال فيها ثلاثة:
الأول: أن الأمر بالصلاة إلى بيت المقدس كان بوحي متلوّ، أي قرآن، ويستشهد له بما روي عن ابن عباس أن أول ما نسخ من القرآن القبلة، أي أن أمرها كان مذكورا في القرآن ثم نسخ لفظا وحكما.
الثاني: أنه كان بوحي غير متلوّ، أي هو أمرٌ نزل به جبريل، كأن يقول: إن الله يأمرك بكذا وكذا، دون أن يكون الأمر قرآنا يتلى، وهذا القول هو المشهور وذكر ابن عطية أنه قول الجمهور.
الثالث: أنه كان باجتهاده صلى الله عليه وسلم.
والأكيد أن هذا الأمر كان بوحي، لقوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها}، والخلاف في كونه نزل فيه قرآن أو لا، والثاني أقرب إن لم تثبت رواية ابن عباس.
ج3 أ: يوجد قول ثالث ذكره ابن عطية، فراجعيه.


2: رشا عطية اللبدي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنت التفسير بارك الله فيك، وإن كان مختصرا نوعا ما، مع أنك فصّلتِ في معنى تولية الوجه نحو المسجد الحرام، ومثل هذه المسائل الأولى فيها الاكتفاء بالراجح منها، فأرجو عدم الاختصار الزائد، ولعلك تراجعين تفسير الأستاذة صالحة، بارك الله فيك وفيها.



المجموعة الثانية:
3: عبد الكريم الشملان ه
بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: سبق وأن نبّهنا كثيرا أستاذنا الكريم على ضرورة تقسيم الآية إلى جمل قصيرة أثناء التفسير، ليكون التفسير بيّنا واضحا، لا أن تفسّر جملة واحدة في فقرة قصيرة مختصرة.
ويوجد قولان في مرجع الضمير {هو}، وقد داخلتِ بينهما دون فصل، فراجع التفسير وتأمّل الفرق بينهما جيدا، ثم اعرض كل وجه تفسيري على حدة أثناء تفسيرك للآية.
ج2 أ: لم تنسب الأقوال.
ج2 ب: هذا ليس تحريرا للخلاف، وإنما تفسير مختصر، وهو عكس المطلوب في السؤال.
ج3 أ: راجع أقوال المفسّرين في هذا السؤال.


4: إنشاد راجح ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: لو أشرتِ إلى الوجه الثاني في التفسير باعتبار عود الضمير على أصحاب الأديان.
ج2 ب: ذكرتِ قولا واحدا في المراد بالناس واعتبرتيه الراجح، ولم تذكري الثاني، والواجب عرض جميع الأقوال.



المجموعة الثالثة:
إنشاد راجح أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: التفسير مختصر، والواجب العناية بشرح ألفاظ الآية أكثر من ذلك.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir