دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > مواقع العلوم في مواقع النجوم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 ربيع الثاني 1431هـ/23-03-2010م, 10:08 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي النوع الثامن والأربعون والتاسع والأربعون: الإيجاز والإطناب


النوع الثامن والأربعون والتاسع والأربعون
الإيجاز والإطناب

ويفهم منهما قسم المساواة لأن ما أدى المعنى المقصود ولم يخل به مع قلة العبارة فهو الإيجاز، وما زاد عليه للمبالغة فهو الإطناب.
قالوا: ومثال المساواة قوله – تعالى -: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}.
ومثال الإيجاز قوله – تعالى -: {ولكم في القصاص حياة} فإن معناه كثير ولفظه قليل هذا من إيجاز القصر، وهو ما لا حذف فيه.
ومنه قوله – تعالى -: {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم (30) ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين (31) } فجمع في ذلك الكتاب والعنوان والحاجة.
ومنه قوله – تعالى -: {فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف}
أي: خطاياه قد غفرت فهي له لا عليه.
ومنه قوله – تعالى -:
{إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى} الآية.
هنا أثر رواه الحافظ السلفي في المختار من الطيوريات عن الشعبي قال: لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركبا في سفر فيهم عبد الله بن مسعود فأمر عمر رجلا: من القوم؟ فأجابه ابن مسعود: أقبلنا من الفج العميق- أي: يريد البيت العتيق –
فقال عمر: إن فيهم لعالما.
فأمر عمر رجلا أن يناديهم: أي القرآن أعظم؟
فأجابه عبد الله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى ختم الآية.
فأمره أن يناديهم: أي القرآن أحكم؟
فقال ابن مسعود: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}.
فقال عمر: نادهم أي القرآن أجمع؟
فقال عبد الله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره (7) ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره (8) }.
فقال عمر: نادهم أي القرآن أحزن؟
قال ابن مسعود:
{ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به}. الآية.
فقال عمر: نادهم أي القرآن أرجى؟
فقال ابن مسعود: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}.
فقال عمر: فيكم ابن مسعود؟
قالوا: اللهم نعم.
ومنه إيجاز الحذف، ومثاله قوله – تعالى – حكاية عن يوسف في تفسير رؤيا الملك:
{تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون (47) } إلى قوله: {وفيه يعصرون (49) وقال الملك}، أي: فرجع إليهم الرسول وأخبرهم بمقالة يوسف – عليه السلام-، فعجبوا لها، {وقال الملك}.
ومنه قوله – تعالى – حكاية عن سليمان – عليه السلام -: {اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون (28) قالت يا أيها الملأ} وفيه إيجازان:
أحدهما: في قوله – تعالى -: {ثم تول عنهم} أي: تنح عنهم إلى مكان قريب تتوارى فيه فانظر ماذا يرجعون.
والثاني: في قوله – تعالى -: {يا أيها الملأ} فأخذه وذهب به، فلما ألقاه، فتناولته، ثم قرأته، قالت: {يا أيها الملأ}.
ومنه: {ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله} إذ تقديره: فعملا به وعرفا حق النعمة فقالا الحمد لله.
وقوله – تعالى -: {أفمن زين له سوء عمله – فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرت} لدلالة: {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} أو: كمن هداه الله، لدلالة: {يضل من يشاء ويهدي من يشاء}.
وقوله – تعالى -:
{فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا}، أي: فضرب بها.
وأمثلة إيجاز الحذف تجيء في أمثلة إيجاز الحذف وذلك كثير.
وأما الإطناب فتارة يكون بغير الجملة، وتارة بها فمن الأول قوله – تعالى – حكاية لقول الخضر لموسى – عليه السلام – في الكرة الثانية: {قال ألم أقل لك} مطنبا {لك} لزيادة تقرير ما ذكر أنه لن يستطيع معه صبرا.
وقول موسى- عليه السلام -: {قال رب اشرح لي صدري (25) } مطنبا تأكيدا لانشراح الصدر، والحروف الزوائد من الإطناب، وتقرر الإطناب فيها بما يقضي بأنها نافية، وهو مخالف للزيادة، ففي التبيان للطيبي.
بعد ذلك: قال الإمام الفخر {لا أقسم بيوم القيامة (1) } نفي للقسم، كأن المعنى: لا أقسم بهذه الأشياء على إثبات هذا المطلوب، فإنه أظهر من أن يحاول إثباته بالقسم.
قال الطيبي: فإذا بلغ المنكر بحيث ينكر الضروريات، تزاد "لا"، إعلاما بأن الواقع لا يحتاج إلى إثباتها بالقسم، وهذا يقتضي أنها نافية، ومن قال إنها زائدة لا يثبت هذا.
ومن الإطناب بالجملة قوله – تعالى -: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس} الآية. أطنب فيها أبلغ إطناب لكون الخطاب مع الثقلين.
وقوله – تعالى -: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به}. وحملة العرش ليسوا ممن لا يؤمن به، لكن ذكر الاسمان لشرفه.
ونظيره قوله – تعالى -: {وويل للمشركين (6) الذين لا يؤتون الزكاة}.
وليس في المشركين من يزكي، لكن حث المؤمنين على الأداء وخوف المنع من حيث جعله من أوصاف المشركين.
[.....][1]هو من لا يستطيع أحد في وصفها.
[مواقع العلوم: 160-164]


[1] بياض في الأصل.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثامن, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir