دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 رجب 1439هـ/12-04-2018م, 01:00 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي التطبيق الأول من دورة أصول القراءة العلمية

التطبيق الأول



لخّص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:
1: رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2: رسالة "كلمة الإخلاص" للحافظ ابن رجب الحنبلي.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 رجب 1439هـ/14-04-2018م, 05:35 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة
(رسالة الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية) .لابن تيمية
أولا : مسائل الرسالة :
- مقدمات
- العبادات باب كبير كثر فيه الاضطراب كما كثر في باب الحلال والحرام، فإنّ أقوامًا استحلّوا بعض ما حرّمه اللّه وأقوامًا حرّموا بعض ما أحلّ اللّه تعالى وكذلك أقوامًا أحدثوا عباداتٍ لم يشرّعها اللّه بل نهى عنها.
- وهذه الرسالة جاءت لتبين الفرق بين ماهو مشروع منها وما هو بدعي ليحذره الناس ويبتعدوا عنه ويجتنبوه ويتمسكوا بما شرعه الله تعالى لهم .
- بيان أصل الدين:
أصل الدّين: أنّ الحلال ما أحلّه اللّه ورسوله والحرام ما حرّمه اللّه ورسوله والدّين ما شرعه اللّه ورسوله؛ ليس لأحد أن يخرج عن الصّراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله. قال اللّه تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}، وفي حديث عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خطّ خطًّا وخطّ خطوطًا عن يمينه وشماله ثمّ قال: "هذه سبيل اللّه وهذه سبلٌ، على كلّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثمّ قرأ: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله}".
فلا يجوز أن نحل حلالا ولا أن نحرم حراما،قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}، ومنه أشياء هي محرّمةٌ جعلوها المشركون عباداتٍ كالشّرك والفواحش مثل الطّواف بالبيت عراةً وغير ذلك.
-معنى العبادات المشروعة :
المشروع: هو الّذي يتقرّب به إلى اللّه تعالى وهو سبيل اللّه وهو البرّ والطّاعة والحسنات والخير والمعروف وهو طريق السّالكين ومنهاج القاصدين والعابدين وهو الّذي يسلكه كلّ من أراد اللّه هدايته وسلك طريق الزّهد والعبادة وما يسمّى بالفقر والتّصوّف ونحو ذلك.
ولا ريب أنّ هذا يدخل فيه الصّلوات المشروعة واجبها ومستحبّها ويدخل في ذلك قيام اللّيل المشروع وقراءة القرآن على الوجه المشروع والأذكار والدّعوات الشّرعيّة، وما كان من ذلك موقّتًا بوقت كطرفي النّهار وما كان متعلّقًا بسبب كتحيّة المسجد وسجود التّلاوة وصلاة الكسوف وصلاة الاستخارة وما ورد من الأذكار والأدعية الشّرعيّة في ذلك وهذا يدخل فيه أمورٌ كثيرةٌ وفي ذلك من الصّفات ما يطول وصفه وكذلك يدخل فيه الصّيام الشّرعيّ كصيام نصف الدّهر وثلثه أو ثلثيه أو عشره وهو صيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ ويدخل فيه السّفر الشّرعيّ كالسّفر إلى مكّة وإلى المسجدين الآخرين ويدخل فيه الجهاد على اختلاف أنواعه وأكثر الأحاديث النّبويّة في الصّلاة والجهاد ويدخل فيه قراءة القرآن على الوجه المشروع.
أصول العبادات الدينية :
العبادات الدّينيّة أصولها الصّلاة والصّيام والقراءة الّتي جاء ذكرها في الصّحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: (ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: بلى، قال: فلا تفعل فإنّك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النّفس، ثمّ أمره بصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، فقال إنّي أطيق أكثر من ذلك، فانتهى به إلى صوم يومٍ وفطر يومٍ، فقال: إنّي أطيق أكثر من ذلك فقال: لا أفضل من ذلك وقال: أفضل الصّيام صيام داود عليه السّلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفرّ إذا لاقى، وأفضل القيام قيام داود كان ينام نصف اللّيل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأمره أن يقرأ القرآن في سبعٍ).
- أنواع العبادات المشروعة :
العبادات الّتي يتقرّب بها إلى اللّه تعالى منها ما كان محبوبًا للّه ورسوله مرضيًّا للّه ورسوله، إمّا واجبٌ وإمّا مستحبٌّ كما في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال فيما يروي عن ربّه تبارك وتعالى: (ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ويده الّتي يبطش بها ورجله الّتي يمشي بها، فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيءٍ أنا فاعله تردّدي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ولا بدّ له منه).
ومعلومٌ أنّ الصّلاة منها فرضٌ وهي الصّلوات الخمس ومنها نافلةٌ كقيام اللّيل، وكذلك الصّيام فيه فرضٌ وهو صوم شهر رمضان ومنه نافلةٌ كصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، وكذلك السّفر إلى المسجد الحرام فرضٌ وإلى المسجدين الآخرين -مسجد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبيت المقدس - مستحبٌّ، وكذلك الصّدقة منها ما هو فرضٌ ومنها ما هو مستحبٌّ وهو العفو كما قال تعالى: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو}، وفي الحديث الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (يا ابن آدم إنّك إن تنفق الفضل خيرٌ لك وإن تمسكه شرٌّ لك ولا تلام على كفافٍ، واليد العليا خيرٌ من اليد السّفلى وابدأ بمن تعول).

- أجناس العبادات البدعية والتحذير منها :
- العبادات البدعية حدثت في المتأخرين و يدعي أصحابها أنها مما يقتضيه الشرع وأمر به ويقيسونهاعلى عبادات شرعية ،مثل الخلوة يقيسونهابالاعتكاف الشّرعيّ، والاعتكاف الشّرعيّ في المساجد كما كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يفعله هو وأصحابه من العبادات الشّرعيّة، وأمّا الخلوات فبعضهم يحتجّ فيها بتحنّثه بغار حراءٍ قبل الوحي وهذا خطأٌ؛ فإنّ ما فعله صلّى اللّه عليه وسلّم قبل النّبوّة إن كان قد شرعه بعد النّبوّة فنحن مأمورون باتّباعه فيه وإلّا فلا. وهو من حين نبّأه اللّه تعالى لم يصعد بعد ذلك إلى غار حراءٍ ولا خلفاؤه الرّاشدون. وقد أقام صلوات اللّه عليه بمكّة قبل الهجرة بضع عشرة سنةً ودخل مكّة في عمرة القضاء وعام الفتح أقام بها قريبًا من عشرين ليلةً وأتاها في حجّة الوداع؛ وأقام بها أربع ليالٍ وغار حراءٍ قريبٌ منه ولم يقصده. وذلك أنّ هذا كانوا يأتونه في الجاهليّة ويقال إنّ عبد المطّلب هو من سنّ لهم إتيانه؛ لأنّه لم تكن لهم هذه العبادات الشّرعيّة الّتي جاء بها بعد النّبوّة صلوات اللّه عليه كالصّلاة والاعتكاف في المساجد فهذه تغني عن إتيان حراءٍ بخلاف ما كانوا عليه قبل نزول الوحي فإنّه لم يكن يقرأ بل قال له الملك عليه السّلام: اقرأ، قال -صلوات اللّه عليه وسلامه-: (فقلت: لست بقارئ)، ولا كانوا يعرفون هذه الصّلاة؛ ولهذا لمّا صلّاها النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- نهاه عنها من نهاه من المشركين كأبي جهلٍ، قال اللّه تعالى: {أرأيت الّذي ينهى * عبدًا إذا صلّى * أرأيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتّقوى * أرأيت إن كذّب وتولّى * ألم يعلم بأنّ اللّه يرى *كلّا لئن لم ينته لنسفعن بالنّاصية * ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ * فليدع ناديه * سندع الزّبانية * كلّا لا تطعه واسجد واقترب “
- و"الخلوات البدعيّة" سواءٌ قدّرت بزمان أو لم تقدّر لما فيها من العبادات البدعيّة؛ إمّا الّتي جنسها مشروعٌ ولكن غير مقدّرةٍ، وإمّا ما كان جنسه غير مشروعٍ، فأمّا الخلوة والعزلة والانفراد المشروع فهو ما كان مأمورًا به أمر إيجابٍ أو استحبابٍ.
فالأوّل كاعتزال الأمور المحرّمة ومجانبتها، كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}، ومنه قوله تعالى عن الخليل: {فلمّا اعتزلهم وما يعبدون من دون اللّه وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلًّا جعلنا نبيًّا}، وقوله عن أهل الكهف: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلّا اللّه فأووا إلى الكهف}، فإنّ أولئك لم يكونوا في مكانٍ فيه جمعةٌ ولا جماعةٌ ولا من يأمر بشرع نبيٍّ فلهذا أووا إلى الكهف وقد قال موسى: {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون}.
وأمّا اعتزال النّاس في فضول المباحات وما لا ينفع وذلك بالزّهد فيه فهو مستحبٌّ، وقد قال طاوس: نعم صومعة الرّجل بيته يكفّ فيه بصره وسمعه.
وإذا أراد الإنسان تحقيق علمٍ أو عملٍ فتخلّى في بعض الأماكن مع محافظته على الجمعة والجماعة فهذا حقٌّ كما في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ النّاس أفضل؟ قال: (رجلٌ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل اللّه كلّما سمع هيعةً طار إليها يتتبّع الموت مظانّه، ورجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشّعاب يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة ويدع النّاس إلّا من خيرٍ) وقوله: (يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة) دليلٌ على أنّ له مالًا يزكّيه وهو ساكنٌ مع ناسٍ يؤذّن بينهم وتقام الصّلاة فيهم، فقد قال صلوات اللّه عليه: (ما من ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقام فيهم الصّلاة جماعةً إلّا وقد استحوذ عليهم الشّيطان) وقال: (عليكم بالجماعة فإنّما يأخذ الذّئب القاصية من الغنم).
- ومن أجناس العبادة البدعية أيضا بدعة الذكر بالاسم المفرد :
الذكر بالاسم المفرد مظهرًا ومضمرًا بدعةٌ في الشّرع وخطأٌ في القول واللّغة فإنّ الاسم المجّرّد ليس هو كلامًا لا إيمانًا ولا كفرًا.
وقد ثبت في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر)، وفي حديثٍ آخر: (أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه) وقال: (أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ)، والأحاديث في فضل هذه الكلمات كثيرةٌ صحيحةٌ.
وأمّا ذكر الاسم المفرد فبدعةٌ لم يشرّع، وليس هو بكلام يُعقل ولا فيه إيمانٌ؛ ولهذا صار بعض من يأمر به من المتأخّرين يبيّن أنّه ليس قصدنا ذكر اللّه تعالى ولكن جمع القلب على شيءٍ معيّنٍ حتّى تستعدّ النّفس لما يرد عليها، فكان يأمر مريده بأن يقول هذا الاسم مرّاتٍ فإذا اجتمع قلبه ألقى عليه حالًا شيطانيًّا فيلبسه الشّيطان ويخيّل إليه أنّه قد صار في الملأ الأعلى وأنّه أعطي ما لم يعطه محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة المعراج ولا موسى عليه السّلام يوم الطّور وهذا وأشباهه وقع لبعض المبتدعة .
وأمّا الاقتصار على الذّكر المجرّد الشّرعيّ مثل قول: "لا إله إلّا اللّه" فهذا قد ينتفع به الإنسان أحيانًا لكن ليس هذا الذّكر وحده هو الطّريق إلى اللّه تعالى دون ما عداه، بل أفضل العبادات البدنيّة الصّلاة ثمّ القراءة ثمّ الذّكر ثمّ الدّعاء، والمفضول في وقته الّذي شرع فيه أفضل من الفاضل كالتّسبيح في الرّكوع والسّجود فإنّه أفضل من القراءة، وكذلك الدّعاء في آخر الصّلاة أفضل من القراءة، ثمّ قد يفتح على الإنسان في العمل المفضول ما لا يفتح عليه في العمل الفاضل، وقد ييسّر عليه هذا دون هذا فيكون هذا أفضل في حقّه لعجزه عن الأفضل كالجائع إذا وجد الخبز المفضول متيسّرًا عليه والفاضل متعسّرًا عليه فإنّه ينتفع بهذا الخبز المفضول، وشبعه واغتذاؤه به حينئذٍ أولى به.
- عاقبة اتباع البدع :
هذا بابٌ دخل فيه أمرٌ عظيمٌ على كثيرٍ من السّالكين؛ واشتبهت عليهم الأحوال الرّحمانيّة بالأحوال الشّيطانيّة وحصل لهم من جنس ما يحصل للكهّان والسّحرة وظنّوا أنّ ذلك من كرامات أولياء اللّه المتّقين،فأهل العبادات البدعيّة يزيّن لهم الشّيطان تلك العبادات ويبغّض إليهم السّبل الشّرعيّة حتّى يبغّضهم في العلم والقرآن والحديث فلا يحبّون سماع القرآن والحديث ولا ذكره، وقد يبغّض إليهم حتّى الكتاب فلا يحبّون كتابًا ولا من معه كتابٌ ولو كان مصحفًا أو حديثًا؛ كما حكى النصرأباذي أنّهم كانوا يقولون: يدع علم الخرق ويأخذ علم الورق، قال: وكنت أستر ألواحي منهم فلمّا كبرت احتاجوا إلى علمي، وكذلك حكى السّريّ السقطي أنّ واحدًا منهم دخل عليه فلمّا رأى عنده محبرةً وقلمًا خرج ولم يقعد عنده؛ ولهذا قال سهل بن عبد اللّه التستري: يا معشر الصّوفيّة لا تفارقوا السّواد على البياض فما فارق أحدٌ السّواد على البياض إلّا تزندق، وقال الجنيد: علمنا هذا مبنيٌّ على الكتاب والسّنّة فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الشّأن.
وكثيرٌ من هؤلاء ينفر ممّن يذكر الشّرع أو القرآن أو يكون معه كتابٌ أو يكتب؛ وذلك أنّهم استشعروا أنّ هذا الجنس فيه ما يخالف طريقهم فصارت شياطينهم تهرّبهم من هذا كما يهرّب اليهوديّ والنّصرانيّ ابنه أن يسمع كلام المسلمين حتّى لا يتغيّر اعتقاده في دينه، وكما كان قوم نوحٍ يجعلون أصابعهم في آذانهم ويستغشون ثيابهم لئلّا يسمعوا كلامه ولا يروه، وقال اللّه تعالى عن المشركين: {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون} وقال تعالى: {فما لهم عن التّذكرة معرضين * كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ * فرّت من قسورةٍ}، وهم من أرغب النّاس في السّماع البدعيّ سماع المعازف ومن أزهدهم في السّماع الشّرعيّ سماع آيات اللّه تعالى.
ثمّ إنّ هؤلاء لمّا ظنّوا أنّ هذا يحصل لهم من اللّه بلا واسطةٍ صاروا عند أنفسهم أعظم من أتباع الرسول، يقول أحدهم: فلانٌ عطيّته على يد محمّدٍ وأنا عطيّتي من اللّه بلا واسطةٍ، ويقول أيضًا: فلانٌ يأخذ عن الكتاب وهذا الشّيخ يأخذ عن اللّه، ومثل هذا.
وجوب اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته :
الأنبياء صلوات اللّه عليهم وسلامه أجمعين- قد أُمرنا أن نؤمن بما أوتوه وأن نقتدي بهم وبهداهم، قال تعالى: {قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون} وقال تعالى: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
ومحمّدٌ -صلّى اللّه عليه وسلّم- خاتم النّبيّين لا نبيّ بعده وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره فلم يبق طريقٌ إلى اللّه إلّا باتّباع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فما أمر به من العبادات أمر إيجابٍ أو استحبابٍ فهو مشروعٌ وكذلك ما رغّب فيه وذكر ثوابه وفضله.
ولا يجوز أن يقال إنّ هذا مستحبٌّ أو مشروعٌ إلّا بدليل شرعيٍّ، ولا يجوز أن يثبت شريعةً بحديث ضعيفٍ، لكن إذا ثبت أنّ العمل مستحبٌّ بدليل شرعيٍّ وروي له فضائل بأسانيد ضعيفةٍ جاز أن تروى إذا لم يعلم أنّها كذبٌ، وذلك أنّ مقادير الثّواب غير معلومةٍ فإذا روي في مقدار الثّواب حديثٌ لا يعرف أنّه كذبٌ لم يجز أن يكذّب به، وهذا هو الّذي كان الإمام أحمد بن حنبلٍ وغيره يرخّصون فيه وفي روايات أحاديث الفضائل، وأمّا أن يثبتوا أنّ هذا عملٌ مستحبٌّ مشروعٌ بحديث ضعيفٍ فحاشا للّه، كما أنّهم إذا عرفوا أنّ الحديث كذبٌ فإنّهم لم يكونوا يستحلّون روايته إلّا أن يبيّنوا أنّه كذبٌ لقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الحديث الصّحيح: (من روى عنّي حديثًا يرى أنّه كذبٌ فهو أحد الكاذبين).
وينقسم فعل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قسمين :
1-ما فعله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على وجه التّعبّد فهو عبادةٌ يشرع التّأسّي به فيه، فإذا خصص زمانًا أو مكانًا بعبادة كان تخصيصه بتلك العبادة سنّةً، كتخصيصه العشر الأواخر بالاعتكاف فيها وكتخصيصه مقام إبراهيم بالصّلاة فيه فالتّأسّي به أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الّذي فعل لأنّه فعل، وذلك إنّما يكون بأن يقصد مثلما قصد.
2-ما فعله صلى الله عليه وسلم من المباحات على غير وجه القصد ، هل متابعته مباحة فقط أم مستحبة ، وفِي هذا قولان عن الصحابة رضي الله عنهم :
1- أنه مباح فقط وهذا قول الخلفاء الراشدون وجمهور الصحابة لأن المتابعة لا بد فيها من القصد
2- مستحب وهذا قول ابن عمر وكان يقول : أن هذا الفعل إما لمحبته أو لزيادة البركة ولم يكن ابن عمر ولا غيره من الصّحابة يقصدون الأماكن الّتي كان ينزل فيها ويبيت فيها مثل بيوت أزواجه ومثل مواضع نزوله في مغازيه وإنّما كان الكلام في مشابهته في صورة الفعل فقط، وإن كان هو لم يقصد التّعبّد به، فأمّا الأمكنة نفسها فالصّحابة متّفقون على أنّه لا يعظّم منها إلّا ما عظّمه الشّارع.
فالدّين أصله متابعة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وموافقته بفعل ما أمرنا به وشرعه لنا وسنّه لنا ونقتدي به في أفعاله الّتي شرع لنا الاقتداء به فيها بخلاف ما كان من خصائصه، فأمّا الفعل الّذي لم يشرعه هو لنا ولا أمرنا به ولا فعله فعلًا سنّ لنا أنّ نتأسّى به فيه فهذا ليس من العبادات والقرب، فاتّخاذ هذا قربةً مخالفةٌ له صلّى اللّه عليه وسلّم، وما فعله من المباحات على غير وجه التّعبّد يجوز لنا أن نفعله مباحًا كما فعله مباحًا؛ ولكن هل يشرع لنا أن نجعله عبادةً وقربةً؟ فيه قولان كما تقدّم، وأكثر السّلف والعلماء على أنّا لا نجعله عبادةً وقربةً بل نتّبعه فيه؛ فإن فعله مباحًا فعلناه مباحًا وإن فعله قربةً فعلناه قربةً، ومن جعله عبادةً رأى أنّ ذلك من تمام التّأسّي به والتّشبّه به ورأى أنّ في ذلك بركةً لكونه مختصًّا به نوع اختصاصٍ.

- ثانيا : المقاصد الفرعية
- بيان أصل الدين
- معنى العبادات
- أنواع العبادات
- أجناس العبادات البدعية والتحذير منها
- عاقبة اتباع البدع وأثر ذلك على المبتدع
- وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بهديه وسنته .
- ثالثا: المقصد الكلي العام
- تعريف العبادات وبيان أنواعها وبيان أجناس العبادات البدعيةوبيان عاقبة من اتبعها والتحذير من تلبيس إبليس على من سلك طريقها ،والحث على التمسك باتباع العبادات المشروعة ولزومها .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 رجب 1439هـ/15-04-2018م, 09:18 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي


-الأدلة على أن من أتى بالتوحيد لم يحجب عن الجنة وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر
وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة يطول ذكرها.
-: وحديث أبي ذر معناه أن الزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد وهذا حق لا مرية فيه ليس فيه أنه لا يعذب عليهما مع التوحيد، وفي مسند البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:
، فإنه قد يدخل الجنة ولا يحجب عنها إذا طهر من ذنوبه بالنار، ((من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه)).

-الأدلة على أن التوحيد يمنع من دخول النار ابتداء أو الخلود فيه
في صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته:
(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار)) ا

خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار))
وعلة ذلك: أن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص

-المراد ب التحريم على النار المذكور في الأحاديث :
وهذا قد حمله بعضهم على تحريم الخلود فيها أو على نار يخلد فيها أهلها وهي ما عدا الدرك الأعلى، فأما الدرك الأعلى يدخله خلق كثير من عصاة الموحدين بذنوبهم ثم يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الراحمين، وفي الصحيحين إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)،
: (وقالت طائفة من العلماء: المراد من هذه الأحاديث أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع، وهذا قول الحسن ووهب ابن منبه وهو الأظهر

الأدلة على أن لا إله إلا الله لها مقتضيات ولوازم-:
، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}، كما دلّ قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد، فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابا، فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدّى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة

وعن معاذ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألك أهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله))، ويدلّ على صحة هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص، كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال:
((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله أما اثنتين فوالله لا أطيقهما الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولّى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرت تلك جشمت نفسي وكرهت الموت، والصدقة فوالله ما لي إلا غنيمة وعشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال: ((فلا جهاد ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذا؟)) قلت: يا رسول الله أبايعك فبايعته عليهن كلهن)، ففي هذا الحديث
أن الجهاد والصدقة شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج.
ونظير هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال:((الزكاة حق المال)).
وهذا الذي فهمه الصديق قد قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة
وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطا، فإياك وقذف المحصنة.
وقيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.
وفي هذا الحديث إن مفتاح الجنة "لا إله إلا الله" خرجه الإمام أحمد بإسناد منقطع
.
أقوال العلماء في الجمع بين الأحاديث الدالة على دخول الجنة بمجرد قول لا إله إلا الله والأحاديث التى يقترن فيها الشهادة بالأعمال:
القول الأول :ذهب طائفة إلى أن هذه الأحاديث المذكورة أولا وما في معناها كانت قبل نزول الفرائض والحدود، منهم الزهري والثوري وغيرهما، وهذا بعيد جدا فإن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم
القول الثاني:.
وهؤلاء منهم من يقول في هذه الأحاديث: إنها منسوخة،وقد صرح الثوري وغيره بأنها منسوخة وأنه نسخها الفرائض والحدود،
-وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا ويكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم، فصارت تلك النصوص منسوخة أي مبيَّنة مفسَّرة ونصوص الحدود والفرائض ناسخة أي مفسِّرة لمعنى تلك موضحة لها
القول الثالث:
ومنهم من يقول: هي محكمة ولكن ضم إليها شرائط، ويلتفت هذا إلى أن الزيادة على النصّ هل هي نسخ أم لا؟ والخلاف في ذلك بين الأصوليين مشهور
.
القول الرابع:

وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر ففي بعضها:
((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).
.
-عمل القلب وتحققه بمعنى لا إله إلا الله محمد رسول الله:

تحقيقه بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا، وتحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء هذا المعنى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم صريحا أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))، وهذا يروى من حديث أنس بن مالك وزيد بن أرقم ولكن إسنادهما لا يصحّ، وجاء أيضا من مراسيل الحسن بنحوه

-معنى الإله:
والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل

من نواقض الإلهية وقوادح التوحيد :
- الشرك :فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور(الخوف والرجاء والمحبة والتوكل وغيرها ) التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك، ومن ذلك الرياء
-الطاعة المطلقة لغير الله : ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله
ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى:
{ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام لأبيه:
{يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}
، فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له، ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم
: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}،
ومن قوادح التوحيد:
- الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت،والطيرة والرقى المكروهة وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون
،
- وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك

-الأدلة على أن اتباع الهوى من الشرك:

وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}
وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وروي من حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف: ((ما تحت ظل سماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)).
وفي حديث أخر: ((لا تزال "لا إله إلا الله" تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم: كذبتم)).

-بم يتحقق قول لا إله إلا الله:

من قالوا لا إله إلا الله وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}، فيا هذا كن عبد الله لا عبد الهوى فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار، {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}.
تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار والله لا ينجو غدا من عذاب الله إلا من حقّق عبودية الله وحده ولم يلتفت إلى شيء من الأغيار، من علم أن معبوده الله فرْد فليفرده بالعبودية ولا يشرك بعبادة ربه أحدا


--مايقتضيه قول لا إله إلا الله (وهو من شروطها):
-المحبة:
قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري

علامات المحبة:
1-محبة مايحبه الله تعالى وبغض مايبغضه الله تعالى (الولاء والبراء):.
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))، قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي
-ومن شروطها الطاعة والانقياد التام :.
وقال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
وسئل ذو النون متى أحب ربي قال: إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر.
وقال بشر بن السرّي: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك.
وقال أبو يعقوب النهر جوري: كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
وقال يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادّعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.

2-إخلاص المحبة:
متى بقي للمحب حظ من نفسه فما بيده من المحبة إلا الدعوى، إنما المحب من يفنى عن كله ويبقى بحبيبه، ((فبي يسمع، وبي يبصر)).
القلب بيت الرب، وفي الإسرائيليات يقول الله: «ما وسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن»، فمتى كان القلب فيه غير الله فالله أغنى الأغنياء عن الشرك وهو لا يرضى بمزاحمة أصنام الهوى، الحق غيور يغار على عبده المؤمن أن يسكن في قلبه سواه أو يكن فيه شيء ما يرضاه.


3- ومن علامات المحبة اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم :
ويشهد لهذا المعنى أيضا قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}

-العلة من اقتران شهادة لا إله إلا الله بشهادة أن محمدا رسول الله
لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة

وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).
4-بذل النفوس وانبعاث الجوارح في طاعة الرب :
هذه حال السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون: {اقض ما أنت قاض}، ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب، وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))، والمعنى أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها
.
-العبودية الحق والعبودية على حرف:

.. اعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه، فمن عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد مولاه.
وفي بعض الكتب السالفة: من أحب الله لم يكن شيء عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن الحسن قال: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته، فإن كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت.
هذا حال خواصّ المحبين الصادقين، فافهموا رحمكم الله هذا فإنه من دقائق أسرار التوحيد الغامضة، وإلى هذا المقام أشار النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته لما قدم المدينة حيث قال: ((أحبوا من كل قلوبكم))، وقد ذكرها ابن إسحاق وغيره، فإن من امتلأ قلبه من محبة الله لم يكن فيه شيء أفرغ من إرادات النفس والهوى وإلى ذلك أشار القائل بقوله:

تحقيق التوحيد في سلامة القلب :
لا ينجو غدا إلا من لقي الله بقلب سليم ليس فيه سواه قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
القلب السليم هو:
الطاهر من أدناس المخالفات، فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب، فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذ للمجاورة، ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا))، فأما القلوب الطيبة فتصلح للمجاورة من أول
الأمر {سلام عليكم بما صبرتم فتعم عقبى الدار} {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} {الذين يتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة}.

عقوبة من لم يحقق التوحيد:.

أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك
ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق
المرائي يزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ويوهم أنه من خاصة الملك وهو ما يعرف الملك بالكلية.
نقش المرائي على الدرهم الزائف اسم الملك ليروج، والبهرج لا يجوز إلا على غير الناقد!
وبعد أهل الرياء، يدخل النار أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم، فأما عبيد الله حقا فيقال لهم: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي

-نور التوحيد يطفىء نار الشرك:
جهنم تنطفئ بنور إيمان الموحدين، وفي الحديث تقول النار للمؤمن: ((جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي)).
وفي المسند عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم)).
هذه ميراث ورثه المحبون من حال الخليل عليه السلام

نماذج من أقوال العارفين المحبين:
.
كان بعض العارفين يقول: أليس عجبا أن أكون بين أظهركم وفي قلبي من الاشتياق إلى ربي مثل الشعل التي لا تنطفئ.

ما للعارفين شغل بغير مولاهم ولا هم في غيره، وفي الحديث: ((من أصبح وهمه غير الله فليس من الله)).
قال بعضهم: من أخبرك أن وليه له هم في غيره فلا تصدقه.
وكان داود الطائي يقول: همك عطّل علي الهموم، وحالف بيني وبين السهاد، وشوقي إلى النظر إليك أوبق مني اللذات، وحال بيني وبين الشهوات، فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب.

عناية الله بأهل محبته:

قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
وتفسير هذا الكلام أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).

3-ومن شروط لا إله إلا الله :الصدق
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار))، فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، ومتى بقي في القلب أثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها.
من صدق في قول "لا إله إلا الله" لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه،
4-ومن شروطها الانقياد والاستسلام
وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن مغفل أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: ((أنت عبد أراد الله بك خيرا)) ثم قال: ((إن الله إذا أراد بعبده شرا أمسك ذنبه حتى يوافى به يوم القيامة)).

الحمية رأس الدواء متى طالبتكم نفوسكم بمألوفاتها فقولوا مقالة تلك المرأة لذلك الرجل الذي دمي وجهه: "أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام"،
والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة، ذكّروها مدحة {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} تحنّ إلى الاستقامة.
ومما يعين على الاستقامة :العلم بعظمة الرب والحياء منه
عرّفوها اطّلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد لعلها تستحي من قربه ونظره، {ألم يعلم بأن الله يرى}، {إن ربك لبالمرصاد}!!
راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب قالت: فأين مكوكبها؟!
أكره رجل امرأة على نفسها وأمرها بغلق الأبواب فقال لها: هل بقي باب لم يغلق؟ قالت: نعم الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها!
رأى بعض العارفين رجلا يكلم امرأة فقال: إن الله يراكما سترنا الله وإياكما.
سئل الجنيد بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إليه.
قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
وصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
قال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك وخف الله على قدر قدرته عليك.
كان بعضهم يقول لي: منذ أربعين سنة ما خطوت لغير الله، ولا نظرت إلى شيء أستحسنه حياء من الله عز وجل.

فضائل لا إله إلا الله
وكلمة التوحيد لها فضائل عظيمة لا يمكن ها هنا استقصاؤها فلنذكر بعض ما ورد فيها..

-هى أحسن الحسنات:
قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات))

-وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله")..

-تمحو الذنوب والخطايا.
وفي سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).
رؤي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال: ((ما أبقت "لا إله إلا الله" شيئا))


وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)).
وأخرج الطبراني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم عبدة اللات والعزى ما أغنى عنكم قول لا إله إلا الله فيغضب الله لهم فيخرجهم من النار فيدخلون الجنة))، ومن كان في سخطه يحسن فكيف يكون إذا ما رضي لا يسوي بين من وحده وإن قصر في حقوق توحيده وبين من أشرك به
.
-تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
كما في حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أتى بالشهادتين بعد الوضوء وقد خرجه مسلم.
وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)).
وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة منامه الطويل وفيه قال: ((ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فأغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فتحت له الأبواب وأدخلته الجنة)).
-أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن))، وفي حديث مرسل: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين كل يوم مائة مرة كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلبت له الغنى واستفرغت له باب الجنة)).

-أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا تعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).
وفيهما أيضا عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)).
وفي الترمذي عن ابن عمر مرفوعا: ((من قالها إذا دخل السوق وزاد فيها: "يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا الله عنه ألف ألف سيئة ورفع الله له ألف ألف درجة))، وفي رواية: ((ويبني له بيت في الجنة))


-وكذلك ترجح بصحائف الذنوب.
كما في حديث السجلات والبطاقة، وقد خرجه أحمد والنسائي والترمذي أيضا من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.

-لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله".
وفيه أيضا عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام قال: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به قال: يا موسى قل "لا إله إلا الله"، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: قل "لا إله إلا الله"، قال: لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة و"لا إله إلا الله" في كفة مالت بهن "لا إله إلا الله").

-وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)).
وفيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)).
ويروى عن ابن عباس مرفوعا: ((ما من شيء إلا بينه وبين الله حجاب إلا قول لا إله إلا الله كما أن شفتيك لا تحجبها كذلك لا يحجبها شيء حتى تنتهي إلى الله عز وجل)).
وقال أبو أمامة: ما من عبد يهلل تهليلة فينهنها شيء دون العرش.

-وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).

-وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
كما أخرج النسائي والترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" صدقه ربه وقال: "لا إله إلا أنا وأنا أكبر"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" يقول الله: "لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد" قال الله: "لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد"، وإذا قال: "لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الله: "لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي")) وكان يقول: ((من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار)).

-وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.

-وهي أفضل الذكر.
كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))، وعن ابن عباس: أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها
--------------
المقصد الكلي للرسالة :بيان أهمية التوحيد وأنه لانجاة إلا به وضرورة تحقيقه وتكميله ومعرفة شروطه وما يقتضيه من الأعمال وبيان عاقبة الشرك ومايناقض التوحيد أو يقدح فيه

المقاصد الفرعية :
التوحيد أعظم أسباب نجاة العبد يوم القيامة:
-لايحجب الموحد عن الجنة
-يحرم الموحد على النار إما ابتداء أو مآلا
-معنى لا إله إلا الله
-معنى تحقيق العبودية
-معنى تحقق القلب بالشهادتين
-جانب من شروط لا إله إلا الله
-قوادح التوحيد ونواقضه
-فضائل كلمة التوحيد

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 رجب 1439هـ/15-04-2018م, 01:28 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

دورة أصول القراءة العلمية
التطبيق الأول
لخص مقاصد رسالة "كلمة الإخلاص" لابن رجب الحنبلي
المقصد العام
شروط ومقتضيات وفضائل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والتحذير من الشرك والرياء وبيان آثارهما

المقاصد الفرعية :
أولا : شروط ومقتضيات لا إله إلا الله
1-الإخلاص
-حديث عتبان بن مالك في الصحيحين
2- اليقين
- حديث أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك في صحيح مسلم
3- الأعمال الصالحة
- حديث أبي أيوب في الصحيحين
- حديث أبي هريرة عند مسلم
- فهم أبي بكر في حرب المرتدين
- اختلاف العلماء في الاحاديث التي لم تشترط الأعمال
1- ذهب طائفة أنها كانت قبل نزول الفرائض والرد على ذلك
2- ومنهم من قال أنها منسوخة والرد على ذلك
3- ومنهم من قال أنها نصوص مطلقة وجاءت مقيدة بأحاديث أخرى .
4- الطاعة والانقياد
- حديث (تعس عبد الدرهم) في الصحيح
- اطلاق اسم الكفر والشرك على المعاصي
- اطلاق الإله على الهوى المتبع
- تسمية طاعة الشيطان عبادة
5- المحبة
- قوله تعالى : (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني)
- حديث عائشة في صحيح الحاكم
- أحوال السلف وبعض العارفين في محبة الله
- فضل المحبة في نجاة العبد عند الزلل
6- مراقبة الله سبحانه والحياء من معصيته
- قوله تعالى : (ألم يعلم بأن الله يرى)
- أحوال بعض السلف في مراقبة الله سبحانه

- اختلاف العلماء في معنى أنواع هذه الأحاديث على أقوال :
أولا : أهل التوحيد يحرمون على النار
ثانيا : أهل التوحيد يدخلون النار ولكن لا يخلدون فيها
ثالثا : لابد من استجماع شروط كلمة التوحيد وانتفاء الموانع حتى تكون سبب لدخول الجنة والنجاة من النار .

ثانيا : شروط ومقتضيات شهادة أن محمدا رسول الله
- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله
- طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله

ثالثا : خطورة الشرك والرياء على العبد
- معنى القلب السليم وفضله
- كيفية تحقيق القلب لمقتضيات كلمة التوحيد

رابعا : فصل في فضائل لا إله الا الله
1- كلمة التقوى
2- الإخلاص
3- شهادة الحق
4- البراءة من الشرك
5- لأجلها خلق الخلق ، وأرسل الرسل ، وأنزلت الكتب .
6- أول ما عدد الله على عباده من النعم
7- لأجلها أعدت دار الثواب ، ودار العقاب
8- لأجلها أرسل الرسل بالجهاد
9- مفتاح الجنة وثمنها
10- توجب المغفرة
11- أحسن الحسنات
12- تمحو الخطايا
13- تجدد الإيمان
14- لا يعدلها شيء في الميزان
15- تخرق الحجب لتصل إلى الله ، فينظر إلى صاحبها ويجيب دعاه
16- الكلمة التي يصدق الله قائلها
17- أفضل ما قاله النبيون
18- أفضل الذكر
19- أفضل الأعمال
20- أمان من وحشة القبر وهول الحشر
21- شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم
22- يفتح أبواب الجنة لقائلها
- الأحاديث الدالة على هذه الفضائل

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30 رجب 1439هـ/15-04-2018م, 04:56 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

التطبيق الأول
لخص مقاصد رسالة "كلمة الإخلاص" لابن رجب الحنبلي


المقصد العام :
بيان فضل كلمة التوحيد بالإتيان بشروطها ولوازمها وبيان ما يناقضه وينقصه.

المقاصد الفرعية :

شروط تحقيق لا إله إلا الله
هم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}، فيا هذا كن عبد الله لا عبد الهوى فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار
1) اليقين المنافي للشك

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
2)الإخلاص المنافي للشرك
جاء في الحديث المرفوع : ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))،
ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة .

من أنواع ما يطلق عليه شرك :
إطلاق الإله على الهوى المتَّبع
قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.

المعصية
ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام لأبيه: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}.

اطلاق الشرك على الرياء
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))، قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.


3) الصدق المنافي للكذب
لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار)).

4)الموالاة والمعاداة فيه .
قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.

5) الكفر بما يعبد من دون الله .

6)الانقياد
والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة.
7) العلم
من علم أن معبوده الله فرْد فليفرده بالعبودية ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.
كان بعض العارفين يتكلم على أصحابه على رأس جبل فقال في كلامه: لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردا بفرد، فانزعج واضطرب حتى رأى أصحابه أن الصخور قد تدكدكت وبقي على ذلك ساعة فلما أفاق فكأنه نشر من قبره.
قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.

8)المحبة المنافي للبغض .
قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.
ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).

لوازم المحبة :
- حب ما يحبه الله وكراهية ما يكرهه الله ، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض)).
-من لوازم المحبة هو اتباع ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم واجتناب نواهيه ، وتصديقه .
ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).

فوائد تقوية محبة الله :
-من عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد مولاه.
-فإن من امتلأ قلبه من محبة الله لم يكن فيه شيء أفرغ من إرادات النفس والهوى .
-فمتى كان القلب فيه غير الله فالله أغنى الأغنياء عن الشرك وهو لا يرضى بمزاحمة أصنام الهوى.
-وفي المسند عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم)).
هذه ميراث ورثه المحبون من حال الخليل عليه السلام.

آثار محبة الله على العبد :
-قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
وتفسير هذا الكلام أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).


ما يتنفع به من الشهادتين :
- دخول الجنة
في صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))
- النجاة من النار.
خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).

- فعل الكبائر لا تمنعه من دخول الجنة
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل)).
-حق الدماء الأولاد
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).
وهذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة)) .
- الإخوة في الدين
قال تعالى : {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين},

شروط الإنتفاع بالشهادتين :
- أداء حقها وشروطها وانتفاء موانعه
- القيام بالأعمال الصالحة .
في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).

- أداء الفرائض وأهمها الصلاة والزكاة .
((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}

الجمع بين أحاديث دخول الجنة وتحريم النار عموما بالشهادتين
القول الأول : قبل نزول الفرائض
وقد ذهب طائفة إلى أن هذه الأحاديث المذكورة أولا وما في معناها كانت قبل نزول الفرائض والحدود، منهم الزهري والثوري وغيرهما، وهذا بعيد جدا فإن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
القول الثاني :منسوخة
وقد صرح الثوري وغيره بأنها منسوخة وأنه نسخها الفرائض والحدود، وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا ويكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم، فصارت تلك النصوص منسوخة أي مبيَّنة مفسَّرة ونصوص الحدود والفرائض ناسخة أي مفسِّرة لمعنى تلك موضحة لها.
القول الثالث : أنها محكمة
منهم من يقول: هي محكمة ولكن ضم إليها شرائط، ويلتفت هذا إلى أن الزيادة على النصّ هل هي نسخ أم لا؟
القول الرابع : وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر
ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).

معنى لا إله إلا الله
قول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل

نواقض التوحيد
الشرك
فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك
الطيرة
الرقى المكروهة
اتيان الكهان وتصديقهم
اتباع هوى النفس : مثل قتل المسلم ، اتيان الحائض ، وايان المرأة في دبرها ، شرب الخمرة في المرة الرابعة .
أوجه الدلالة :
-قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وروي من حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف: ((ما تحت ظل سماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)).
وفي حديث أخر: ((لا تزال "لا إله إلا الله" تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم: كذبتم)).
ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))
-ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام لأبيه: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}، فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له، ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}

مقتضى لا إله إلا الله :
-قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء
-أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله،
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.


....................................
فصل في فضائل لا إله إلا الله:
فضائل لا إله إلا الله :
أفضل كلمة :
كلمة التقوى
كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر
التوحيد هو مقصد الخلق وارسال الرسل
ولأجلها خلق الخلق
ولأجلها أرسل الرسل والكتب
ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب
ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد
لا يدخل الجنة إلا بها وترجح بها الأعمال وينجوا بها من النار
فهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
وهي ثمن الجنة
و وهي أحسن الحسنات
هي توجب المغفرة
وهي تمحو الذنوب والخطايا.
وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
ترجح بصحائف الذنوب.
ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
هي أفضل الذكر والدعاء
وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل
وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
هي أفضل الأعمال
وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 شعبان 1439هـ/16-04-2018م, 03:24 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم التطبيق الأول من مقرر أصول القراءة العلمية


بارك الله فيكم وأحسن إليكم.
المطلوب في أداء هذه التطبيقات أربعة أمور:
أولا: استخلاص مسائل الرسالة.
فتكتب مسائل الرسالة، ويعبّر عنها بعبارات واضحة كاشفة عن مضمونها، ثم تصنّف المسائل، فتجمع المسائل المتّصلة تحت صنف واحد، ويعنون كل صنف بعنوان جامع، وهذه الأصناف يمكن أن نسمّيها عناصر الرسالة، مع مراعاة ترتيبها ترتيبا موضوعيّا.
ثانيا: تعيين المقاصد الفرعيّة للرسالة.
وهي أصناف المسائل أو العناصر المستخلصة سابقا، وأثناء استخلاص المقاصد الفرعية والنظر فيها قد يظهر للطالب ارتباط بين بعضها فيحسن دمجها ثانية تحت مقصد فرعيّ واحد، وبهذا تتركّز المقاصد الفرعيّة للرسالة.
ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.
ويكون بالتعبير عن المقاصد الفرعية بعنوان جامع واف، وأحيانا يذكر المؤلّف المقصد الرئيس لرسالته فيكون أولى بالذكر.
رابعا: تلخيص المقاصد.
وذلك بتلخيص كلام صاحب الرسالة في كل مقصد فرعي.

وليس المقصود بالتلخيص عنونة بعض فقرات الرسالة ونسخها بالكامل، كما أن تلخيص المقاصد ليس شرحا تفصيليّا مستطردا، وإنما المطلوب شرح مركّز يدور حول العماد والسناد.

هذا هو المطلوب في أداء التطبيق كما بيّن شيخنا -حفظه الله- في الدرس التاسع وفي الأمثلة، والوفاء بهذه المطالب الأربعة يضمن -بإذن الله- فهم الطالب لمقاصد الرسالة فهما جيدا، لذا فإن فوات أي مطلوب منها يتطلّب تعديل التطبيق.
ولا بأس أن يقدّم المقصد الكلّي أولا ثم المقاصد الفرعيّة ثم المسائل، ثم التلخيص آخرا، لكن لابد من تقديمها جميعا.
ويفضّل الترتيب المذكور أولا في مرحلة التدرّب، لأنه ظهر لي في بعض التطبيقات كأن الطالب يتصوّر مقصدا كليّا للرسالة ثم يبني مسائله ومقاصده الفرعيّة عليه، والصحيح العكس، أن الطالب يبني مقاصد الرسالة الفرعيّة ومقصدها الكليّ بناء على المسائل المستخلصة.
واستخلاص مقاصد الرسالة هو بمثابة بيان لخطّة الكاتب في رسالته، فيجب أن يعتني الطالب جيّدا بكل جملة يذكرها المؤلّف، ويتأمّل علاقتها بالمقصد الكلّي للرسالة.
وتوجد ملاحظات خاصّة على بعض التطبيقات، فأرجو أن ينتبه لها الجميع للفائدة.
ونشكر لكم جهدكم في أداء هذا التطبيق، ومن الطبيعيّ أن تكون البدايات محتاجة إلى بعض التحسين.


أولا: رسالة الفرق بين العبادات الشرعية والبدعية.
1: فاطمة الزهراء أحمد
بارك الله فيك ونفع بك.
- أرجو التزام تقديم وترتيب المهامّ المطلوبة، فلابد من كتابة المسائل وتصنيفها قبل الشروع في تلخيصها، ومسائل هذه الرسالة القيّمة وفيرة، فأرجو الانتباه لها بدقّة والتأنّي في استخلاصها، وتأمّل فقرات الرسالة واستخراج ما يصلح أن يكون فكرة ومسألة يحسن التنبيه إليها.
- يلاحظ أن ما وضعتيه كمقاصد فرعيّة عند التلخيص-وهي العناوين الملوّنة باللون البني- غير ما وضعتيه في فقرة تعيين المقاصد الفرعية، مما يدلّ على أنه ليس كل هذه العناوين تعتبر مقاصد فرعيّة للرسالة، فأرجو الانتباه للفرق بين المقاصد الفرعية وهي المسائل الكبرى للرسالة وبين مسائلها الفرعيّة.


رسالة كلمة الإخلاص:
2: أمل يوسف

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وأنتظر منك إعادة صياغة المقاصد الفرعيّة والمسائل على انفراد، لأنك ذكرتِ مقصدا فرعيّا واحدا للرسالة كلها بخلاف ما ذكرتيه أثناء التلخيص، وقد تظهر لك مسائل جديدة، ومسائل هي في الأصل مقاصد والعكس، وأرجو أن يكون في ذلك تحسينا لعرض الرسالة.
- أقوال العلماء في حلّ الإشكال بين النصوص المطلقة التي ورد فيها تحريم الموحّد مطلقا على النار، وبين النصوص التي فيها دخول بعض عصاة الموحّدين النار:
1: أن التحريم يراد به تحريم الخلود في النار، أو الخلود في نار يخلد أهلها فيها وهي ما عدا الدرك الأعلى.
2: أن لـ "لا إله إلا الله" شروطا بتحقّقها يتحقّق مقتضاها وهو التحريم المطلق على النار، وبتخلّفها يتخلّف المقتضى فيعذّب الموحّد في النار فترة قبل دخول الجنة.
3: أن النصوص المطلقة نزلت قبل الفرائض، فتكون الفرائض قد أثبتت الشروط، فمنهم من قال هي منسوخة بالفرائض، ومنهم من قال هي محكمة ولكن ضمّ إليها شرائط.
4: أن النصوص المطلقة وردت مقيّدة في نصوص أخر.


3: هناء هلال محمد

بارك الله فيك ونفع بك.
- أرجو التزام تقديم وترتيب المهامّ المطلوبة.
- المسائل المستخلصة قليلة مقارنة بما ذكر في الرسالة، وقد دخلتِ مباشرة في بيان شروط "لا إله إلا الله" قبل أن تبيّني من أين استدللت على أن لها شروطا، فأرجو إعادة قراءة الرسالة قراءة متأنيّة والانتباه إلى ما فاتك من مسائل.
وشروط "لا إله إلا الله" تنحصر في ثلاثة: تصديقها باللسان وبالقلب وبالجوارح.

4: هيا أبو داهوم
بارك الله فيك ونفع بك.
أرجو التزام تقديم وترتيب المهامّ المطلوبة، وكذلك التفريق بين المسائل والمقاصد الفرعيّة، ومراعاة ترتيب المقاصد ترتيبا موضوعيّا، فيبدأ بالمقاصد التي يبنى عليها غيرها، وأرجو أن يكون في إعادة قراءة الرسالة مزيد نفع وفائدة.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 شعبان 1439هـ/20-04-2018م, 10:21 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة 
(رسالة الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية) .لابن تيمية
أولا : مسائل الرسالة :

- مقدمات
-بيان أصل الدين
معنى العبادات المشروعة
أصول العبادات الدينية
أنواع العبادات المشروعة
أجناس العبادات البدعية
عاقبة اتباع البدع
التحذير من البدع وبيان أثرها على المبتدع
وجوب اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته ونبذ ما خالفها.
أقسام فعل النبي صلى الله عليه وسلم .
ثانيا: المقاصد الفرعية :
بيان أصل الدين
معنى العبادات المشروعة وأصولها
أنواع العبادات المشروعة
أجناس العبادات البدعية والتحذير منها
عاقبة اتباع البدع وأثرها على المبتدع
بيان أقسام فعل النبي صلى الله عليه وسلم والحث على اتباع سنته.
المقصد الكلي للرسالة :
تعريف العبادات الشرعية وبيان أنواعها والحث على التمسك بها ولزومها وبيان أجناس العبادات البدعية والتحذير منها وبيان عاقبة من سلك طريقها .
تلخيص المقاصد الفرعية :

- بيان أصل الدين:

أصل الدّين: أنّ الحلال ما أحلّه اللّه ورسوله والحرام ما حرّمه اللّه ورسوله والدّين ما شرعه اللّه ورسوله؛ ليس لأحد أن يخرج عن الصّراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله. قال اللّه تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}، وفي حديث عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه خطّ خطًّا وخطّ خطوطًا عن يمينه وشماله ثمّ قال: "هذه سبيل اللّه وهذه سبلٌ، على كلّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثمّ قرأ: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله}".
فلا يجوز أن نحل حلالا ولا أن نحرم حراما،قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}، ومنه أشياء هي محرّمةٌ جعلوها المشركون عباداتٍ كالشّرك والفواحش مثل الطّواف بالبيت عراةً وغير ذلك.
. 
-معنى العبادات المشروعة وأصولها:

المشروع: هو الّذي يتقرّب به إلى اللّه تعالى وهو سبيل اللّه وهو البرّ والطّاعة والحسنات والخير والمعروف وهو طريق السّالكين ومنهاج القاصدين والعابدين وهو الّذي يسلكه كلّ من أراد اللّه هدايته وسلك طريق الزّهد والعبادة وما يسمّى بالفقر والتّصوّف ونحو ذلك.
و يدخل فيه الصّلوات المشروعة واجبها ومستحبّها ويدخل في ذلك قيام اللّيل المشروع وقراءة القرآن على الوجه المشروع والأذكار والدّعوات الشّرعيّة، وما كان من ذلك موقّتًا بوقت كطرفي النّهار وما كان متعلّقًا بسبب كتحيّة المسجد وسجود التّلاوة وصلاة الكسوف وصلاة الاستخارة وما ورد من الأذكار والأدعية الشّرعيّة في ذلك وهذا يدخل فيه أمورٌ كثيرةٌ ،ويدخل فيه الصّيام الشّرعيّ كصيام نصف الدّهر وثلثه أو ثلثيه أو عشره وهو صيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ ويدخل فيه السّفر الشّرعيّ كالسّفر إلى مكّة وإلى المسجدين الآخرين ويدخل فيه الجهاد على اختلاف أنواعه وأكثر الأحاديث النّبويّة في الصّلاة والجهاد ويدخل فيه قراءة القرآن على الوجه المشروع.
 وأصولها الصّلاة والصّيام والقراءة الّتي جاء ذكرها في الصّحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: (ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: بلى، قال: فلا تفعل فإنّك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النّفس، ثمّ أمره بصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، فقال إنّي أطيق أكثر من ذلك، فانتهى به إلى صوم يومٍ وفطر يومٍ، فقال: إنّي أطيق أكثر من ذلك فقال: لا أفضل من ذلك وقال: أفضل الصّيام صيام داود عليه السّلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفرّ إذا لاقى، وأفضل القيام قيام داود كان ينام نصف اللّيل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأمره أن يقرأ القرآن في سبعٍ).

- أنواع العبادات المشروعة :

العبادات الّتي يتقرّب بها إلى اللّه تعالى منها ما كان محبوبًا للّه ورسوله مرضيًّا للّه ورسوله، إمّا واجبٌ وإمّا مستحبٌّ كما في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال فيما يروي عن ربّه تبارك وتعالى: (ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به وبصره الّذي يبصر به ويده الّتي يبطش بها ورجله الّتي يمشي بها، فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيءٍ أنا فاعله تردّدي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته ولا بدّ له منه).
ومعلومٌ أنّ الصّلاة منها فرضٌ وهي الصّلوات الخمس ومنها نافلةٌ كقيام اللّيل، وكذلك الصّيام فيه فرضٌ وهو صوم شهر رمضان ومنه نافلةٌ كصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، وكذلك السّفر إلى المسجد الحرام فرضٌ وإلى المسجدين الآخرين -مسجد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبيت المقدس - مستحبٌّ، وكذلك الصّدقة منها ما هو فرضٌ ومنها ما هو مستحبٌّ وهو العفو كما قال تعالى: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو}، وفي الحديث الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (يا ابن آدم إنّك إن تنفق الفضل خيرٌ لك وإن تمسكه شرٌّ لك ولا تلام على كفافٍ، واليد العليا خيرٌ من اليد السّفلى وابدأ بمن تعول).

- أجناس العبادات البدعية والتحذير منها :

- العبادات البدعية حدثت في المتأخرين و يدعي أصحابها أنها مما يقتضيه الشرع وأمر به ويقيسونهاعلى عبادات شرعية ،مثل الخلوة يقيسونهابالاعتكاف الشّرعيّ، والاعتكاف الشّرعيّ في المساجد كما كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يفعله هو وأصحابه من العبادات الشّرعيّة، وأمّا الخلوات فبعضهم يحتجّ فيها بتحنّثه بغار حراءٍ قبل الوحي وهذا خطأٌ؛ فإنّ ما فعله صلّى اللّه عليه وسلّم قبل النّبوّة إن كان قد شرعه بعد النّبوّة فنحن مأمورون باتّباعه فيه وإلّا فلا. وهو من حين نبّأه اللّه تعالى لم يصعد بعد ذلك إلى غار حراءٍ ولا خلفاؤه الرّاشدون. وقد أقام صلوات اللّه عليه بمكّة قبل الهجرة بضع عشرة سنةً ودخل مكّة في عمرة القضاء وعام الفتح أقام بها قريبًا من عشرين ليلةً وأتاها في حجّة الوداع؛ وأقام بها أربع ليالٍ وغار حراءٍ قريبٌ منه ولم يقصده. وذلك أنّ هذا كانوا يأتونه في الجاهليّة ويقال إنّ عبد المطّلب هو من سنّ لهم إتيانه؛ لأنّه لم تكن لهم هذه العبادات الشّرعيّة الّتي جاء بها بعد النّبوّة صلوات اللّه عليه كالصّلاة والاعتكاف في المساجد فهذه تغني عن إتيان حراءٍ بخلاف ما كانوا عليه قبل نزول الوحي فإنّه لم يكن يقرأ بل قال له الملك عليه السّلام: اقرأ، قال -صلوات اللّه عليه وسلامه-: (فقلت: لست بقارئ)، ولا كانوا يعرفون هذه الصّلاة؛ ولهذا لمّا صلّاها النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- نهاه عنها من نهاه من المشركين كأبي جهلٍ، قال اللّه تعالى: {أرأيت الّذي ينهى * عبدًا إذا صلّى * أرأيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتّقوى * أرأيت إن كذّب وتولّى * ألم يعلم بأنّ اللّه يرى *كلّا لئن لم ينته لنسفعن بالنّاصية * ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ * فليدع ناديه * سندع الزّبانية * كلّا لا تطعه واسجد واقترب “
- و"الخلوات البدعيّة" سواءٌ قدّرت بزمان أو لم تقدّر لما فيها من العبادات البدعيّة؛ إمّا الّتي جنسها مشروعٌ ولكن غير مقدّرةٍ، وإمّا ما كان جنسه غير مشروعٍ، فأمّا الخلوة والعزلة والانفراد المشروع فهو ما كان مأمورًا به أمر إيجابٍ أو استحبابٍ.
فالأوّل كاعتزال الأمور المحرّمة ومجانبتها، كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}، ومنه قوله تعالى عن الخليل: {فلمّا اعتزلهم وما يعبدون من دون اللّه وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلًّا جعلنا نبيًّا}، وقوله عن أهل الكهف: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلّا اللّه فأووا إلى الكهف}، فإنّ أولئك لم يكونوا في مكانٍ فيه جمعةٌ ولا جماعةٌ ولا من يأمر بشرع نبيٍّ فلهذا أووا إلى الكهف وقد قال موسى: {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون}. 
وأمّا اعتزال النّاس في فضول المباحات وما لا ينفع وذلك بالزّهد فيه فهو مستحبٌّ، وقد قال طاوس: نعم صومعة الرّجل بيته يكفّ فيه بصره وسمعه.
وإذا أراد الإنسان تحقيق علمٍ أو عملٍ فتخلّى في بعض الأماكن مع محافظته على الجمعة والجماعة فهذا حقٌّ كما في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ النّاس أفضل؟ قال: (رجلٌ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل اللّه كلّما سمع هيعةً طار إليها يتتبّع الموت مظانّه، ورجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشّعاب يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة ويدع النّاس إلّا من خيرٍ) وقوله: (يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة) دليلٌ على أنّ له مالًا يزكّيه وهو ساكنٌ مع ناسٍ يؤذّن بينهم وتقام الصّلاة فيهم، فقد قال صلوات اللّه عليه: (ما من ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقام فيهم الصّلاة جماعةً إلّا وقد استحوذ عليهم الشّيطان) وقال: (عليكم بالجماعة فإنّما يأخذ الذّئب القاصية من الغنم).
- ومن أجناس العبادة البدعية أيضا بدعة الذكر بالاسم المفرد :
الذكر بالاسم المفرد مظهرًا ومضمرًا بدعةٌ في الشّرع وخطأٌ في القول واللّغة فإنّ الاسم المجّرّد ليس هو كلامًا لا إيمانًا ولا كفرًا.
وقد ثبت في الصّحيح عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر)، وفي حديثٍ آخر: (أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه) وقال: (أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ)، والأحاديث في فضل هذه الكلمات كثيرةٌ صحيحةٌ.
وأمّا ذكر الاسم المفرد فبدعةٌ لم يشرّع، وليس هو بكلام يُعقل ولا فيه إيمانٌ؛ ولهذا صار بعض من يأمر به من المتأخّرين يبيّن أنّه ليس قصدنا ذكر اللّه تعالى ولكن جمع القلب على شيءٍ معيّنٍ حتّى تستعدّ النّفس لما يرد عليها، فكان يأمر مريده بأن يقول هذا الاسم مرّاتٍ فإذا اجتمع قلبه ألقى عليه حالًا شيطانيًّا فيلبسه الشّيطان ويخيّل إليه أنّه قد صار في الملأ الأعلى وأنّه أعطي ما لم يعطه محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة المعراج ولا موسى عليه السّلام يوم الطّور وهذا وأشباهه وقع لبعض المبتدعة .
وأمّا الاقتصار على الذّكر المجرّد الشّرعيّ مثل قول: "لا إله إلّا اللّه" فهذا قد ينتفع به الإنسان أحيانًا لكن ليس هذا الذّكر وحده هو الطّريق إلى اللّه تعالى دون ما عداه، بل أفضل العبادات البدنيّة الصّلاة ثمّ القراءة ثمّ الذّكر ثمّ الدّعاء، والمفضول في وقته الّذي شرع فيه أفضل من الفاضل كالتّسبيح في الرّكوع والسّجود فإنّه أفضل من القراءة، وكذلك الدّعاء في آخر الصّلاة أفضل من القراءة، ثمّ قد يفتح على الإنسان في العمل المفضول ما لا يفتح عليه في العمل الفاضل، وقد ييسّر عليه هذا دون هذا فيكون هذا أفضل في حقّه لعجزه عن الأفضل كالجائع إذا وجد الخبز المفضول متيسّرًا عليه والفاضل متعسّرًا عليه فإنّه ينتفع بهذا الخبز المفضول، وشبعه واغتذاؤه به حينئذٍ أولى به.

-عاقبة اتباع البدع وأثرها على المبتدع :

هذا بابٌ دخل فيه أمرٌ عظيمٌ على كثيرٍ من السّالكين؛ واشتبهت عليهم الأحوال الرّحمانيّة بالأحوال الشّيطانيّة وحصل لهم من جنس ما يحصل للكهّان والسّحرة وظنّوا أنّ ذلك من كرامات أولياء اللّه المتّقين،فأهل العبادات البدعيّة يزيّن لهم الشّيطان تلك العبادات ويبغّض إليهم السّبل الشّرعيّة حتّى يبغّضهم في العلم والقرآن والحديث فلا يحبّون سماع القرآن والحديث ولا ذكره، وقد يبغّض إليهم حتّى الكتاب فلا يحبّون كتابًا ولا من معه كتابٌ ولو كان مصحفًا أو حديثًا؛ كما حكى النصرأباذي أنّهم كانوا يقولون: يدع علم الخرق ويأخذ علم الورق، قال: وكنت أستر ألواحي منهم فلمّا كبرت احتاجوا إلى علمي، وكذلك حكى السّريّ السقطي أنّ واحدًا منهم دخل عليه فلمّا رأى عنده محبرةً وقلمًا خرج ولم يقعد عنده؛ ولهذا قال سهل بن عبد اللّه التستري: يا معشر الصّوفيّة لا تفارقوا السّواد على البياض فما فارق أحدٌ السّواد على البياض إلّا تزندق، وقال الجنيد: علمنا هذا مبنيٌّ على الكتاب والسّنّة فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الشّأن.
وكثيرٌ من هؤلاء ينفر ممّن يذكر الشّرع أو القرآن أو يكون معه كتابٌ أو يكتب؛ وذلك أنّهم استشعروا أنّ هذا الجنس فيه ما يخالف طريقهم فصارت شياطينهم تهرّبهم من هذا كما يهرّب اليهوديّ والنّصرانيّ ابنه أن يسمع كلام المسلمين حتّى لا يتغيّر اعتقاده في دينه، وكما كان قوم نوحٍ يجعلون أصابعهم في آذانهم ويستغشون ثيابهم لئلّا يسمعوا كلامه ولا يروه، وقال اللّه تعالى عن المشركين: {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون} وقال تعالى: {فما لهم عن التّذكرة معرضين * كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ * فرّت من قسورةٍ}، وهم من أرغب النّاس في السّماع البدعيّ سماع المعازف ومن أزهدهم في السّماع الشّرعيّ سماع آيات اللّه تعالى.
ثمّ إنّ هؤلاء لمّا ظنّوا أنّ هذا يحصل لهم من اللّه بلا واسطةٍ صاروا عند أنفسهم أعظم من أتباع الرسول، يقول أحدهم: فلانٌ عطيّته على يد محمّدٍ وأنا عطيّتي من اللّه بلا واسطةٍ، ويقول أيضًا: فلانٌ يأخذ عن الكتاب وهذا الشّيخ يأخذ عن اللّه، ومثل هذا.

-وجوب اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته :

الأنبياء صلوات اللّه عليهم وسلامه أجمعين- قد أُمرنا أن نؤمن بما أوتوه وأن نقتدي بهم وبهداهم، قال تعالى: {قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون} وقال تعالى: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
ومحمّدٌ -صلّى اللّه عليه وسلّم- خاتم النّبيّين لا نبيّ بعده وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره فلم يبق طريقٌ إلى اللّه إلّا باتّباع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فما أمر به من العبادات أمر إيجابٍ أو استحبابٍ فهو مشروعٌ وكذلك ما رغّب فيه وذكر ثوابه وفضله.
ولا يجوز أن يقال إنّ هذا مستحبٌّ أو مشروعٌ إلّا بدليل شرعيٍّ، ولا يجوز أن يثبت شريعةً بحديث ضعيفٍ، لكن إذا ثبت أنّ العمل مستحبٌّ بدليل شرعيٍّ وروي له فضائل بأسانيد ضعيفةٍ جاز أن تروى إذا لم يعلم أنّها كذبٌ، وذلك أنّ مقادير الثّواب غير معلومةٍ فإذا روي في مقدار الثّواب حديثٌ لا يعرف أنّه كذبٌ لم يجز أن يكذّب به، وهذا هو الّذي كان الإمام أحمد بن حنبلٍ وغيره يرخّصون فيه وفي روايات أحاديث الفضائل، وأمّا أن يثبتوا أنّ هذا عملٌ مستحبٌّ مشروعٌ بحديث ضعيفٍ فحاشا للّه، كما أنّهم إذا عرفوا أنّ الحديث كذبٌ فإنّهم لم يكونوا يستحلّون روايته إلّا أن يبيّنوا أنّه كذبٌ لقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الحديث الصّحيح: (من روى عنّي حديثًا يرى أنّه كذبٌ فهو أحد الكاذبين).
وينقسم فعل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قسمين :

1-ما فعله النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على وجه التّعبّد فهو عبادةٌ يشرع التّأسّي به فيه، فإذا خصص زمانًا أو مكانًا بعبادة كان تخصيصه بتلك العبادة سنّةً، كتخصيصه العشر الأواخر بالاعتكاف فيها وكتخصيصه مقام إبراهيم بالصّلاة فيه فالتّأسّي به أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الّذي فعل لأنّه فعل، وذلك إنّما يكون بأن يقصد مثلما قصد.

2-ما فعله صلى الله عليه وسلم من المباحات على غير وجه القصد ، هل متابعته مباحة فقط أم مستحبة ، وفِي هذا قولان عن الصحابة رضي الله عنهم :
1- أنه مباح فقط وهذا قول الخلفاء الراشدون وجمهور الصحابة لأن المتابعة لا بد فيها من القصد 
2- مستحب وهذا قول ابن عمر وكان يقول : أن هذا الفعل إما لمحبته أو لزيادة البركة ولم يكن ابن عمر ولا غيره من الصّحابة يقصدون الأماكن الّتي كان ينزل فيها ويبيت فيها مثل بيوت أزواجه ومثل مواضع نزوله في مغازيه وإنّما كان الكلام في مشابهته في صورة الفعل فقط، وإن كان هو لم يقصد التّعبّد به، فأمّا الأمكنة نفسها فالصّحابة متّفقون على أنّه لا يعظّم منها إلّا ما عظّمه الشّارع.
فالدّين أصله متابعة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وموافقته بفعل ما أمرنا به وشرعه لنا وسنّه لنا ونقتدي به في أفعاله الّتي شرع لنا الاقتداء به فيها بخلاف ما كان من خصائصه، فأمّا الفعل الّذي لم يشرعه هو لنا ولا أمرنا به ولا فعله فعلًا سنّ لنا أنّ نتأسّى به فيه فهذا ليس من العبادات والقرب، فاتّخاذ هذا قربةً مخالفةٌ له صلّى اللّه عليه وسلّم، وما فعله من المباحات على غير وجه التّعبّد يجوز لنا أن نفعله مباحًا كما فعله مباحًا؛ ولكن هل يشرع لنا أن نجعله عبادةً وقربةً؟ فيه قولان ، وأكثر السّلف والعلماء على أنّا لا نجعله عبادةً وقربةً بل نتّبعه فيه؛ فإن فعله مباحًا فعلناه مباحًا وإن فعله قربةً فعلناه قربةً، ومن جعله عبادةً رأى أنّ ذلك من تمام التّأسّي به والتّشبّه به ورأى أنّ في ذلك بركةً لكونه مختصًّا به نوع اختصاصٍ.



رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 شعبان 1439هـ/21-04-2018م, 06:16 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الجنبلي:
ة
المسائل بعد الترتيب :
-بيان معنى لا اله إلا الله.
بيان شروط لا إله إلا الله المقتضية لحصول الثواب وانتفاء العقاب.
-وجوب دخول الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله خالصا من قلبه.
-يحرم الخلود في النار على من شهد أن لا إلا الله وأن محمد رسول الله خالصًا من قلبه.
-يحرم الموحد على نار خلد فيها أهلها مما دون الدرك الإعلى منها.
-الجمع بين الأحاديث الدالة على دخول الجنة وانتفاء العذاب عن الموحدين ، وبين الأحاديث الدالة على أن الشهادتين تقتضي العمل بها ليترتب عليها الجزاء المذكور في الاحاديث ، والخلاف في ذلك .
-قوادح التوحيد ونواقضه
-معنى الاسلام
-المحبة من مقتضيات الشهادتين.
-بيان ما تقتضيه المحبة من عمل.
-عناية الله بأحبابه.
-المراد بالقلب السليم
-فضل البلاء على المؤمن
-كيفية العناية بالقلب وسلامته
-أثر المعاصي والذنوب على التوحيد وما يترتب عليها
-خطر الرياء ومآل أهله وأصحابه
-بيان أحوال الناس في العبودية لله.
-ذكر فضائل لا إله إلا الله:(كلمة التقوى ، كلمة الإخلاص ، شهادة الحق، لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ، لأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب ، مفتاح الجنة، ثمن الجنة، نجاة من النار ، توجب المغفرة ، أحسن الحسنات ، تمحو الذنوب والخطايا ، تجدد ما درس من الايمان في القلب ، لا يعدلها شيء ، تخرق الحجب حتى تصل إلى الله ، ينظر الله لقائلها ويجيب دعاه ، يصدق الله قائلها ، أفضل ما قاله النبيون ، أفضل الذكر ، أفضل الأعمال ، أمان من وحشة القبر ، شعار المؤمنين )


المقاصد الفرعية
-معنى لا اله الا الله وبيان مقتضاها ، وشروط الانتفاع بها بالجمع بين أحاديث دخول الجنة وتحريم النار ، وذكر نواقضها.
- معنى الاسلام، وذكر أحوال الناس في المحبة وييان عناية الله بأحبابه ، وذكر بعض صفاتهم .
-المراد بإطلاق الكفر والشرك على بعض الأعمال وما يترتب عليها من حكم. ، وذكر أحوال الناس في العبادة .
-ذكر فضائل لا إله إلا الله.

المقصد الكلي:
بيان معنى لا إله إلا الله وشروطها وما تقتضيه من عمل وذكر ما يقدح في التوحيد من الذنوب والمعاصي وبيان أحوال الناس مع الشهادتين وذكر أهميتها وتعداد لفضائلها.



المقاصد الفرعية (بعد التلخيص)
-معنى لا اله الا الله وبيان مقتضاها ، وشروط الانتفاع بها بالجمع بين أحاديث دخول الجنة وتحريم النار ، ونواقضها ، وذكر تلازمها مع شهادة أن محمدًا رسول الله .

-بيان معنى لا اله إلا الله ، وأنه يقصد بها لا إله له غيره والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له ومحبة وإجلالا وخوفا ورجاء وتوكلا ...
فتحقيقه بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا.
وتحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء هذا المعنى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم صريحا أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))، وهذا يروى من حديث أنس بن مالك وزيد بن أرقم ولكن إسنادهما لا يصحّ، وجاء أيضا من مراسيل الحسن بنحوه.
-ومن هاهنا يعلم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ... ، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).

-بيان شروط لا إله إلا الله المقتضية لحصول الثواب وانتفاء العقاب.
القول باللسان والتصديق بالجنان والعمل بالجوارح قال صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار))، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)) وغيرها من الأحاديث التي تدل على أن للشهادتين شروطًا يوجب العمل بها ما تقتضيه من ثواب وعقاب.
: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، فهم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا.

-وجوب دخول الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله خالصا من قلبه.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار)) وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة يطول ذكرها.

-يحرم دخول النار على من شهد أن لا إلا الله وأن محمد رسول الله خالصًا من قلبه.
خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).


أقوال العلماء في الجمع بين الأحاديث الدالة على دخول الجنة وانتفاء العذاب عن الموحدين ، وبين الأحاديث الدالة على أن الشهادتين تقتضي العمل بها ليترتب عليها الجزاء المذكور في الاحاديث ، والخلاف في ذلك .
1-يحرم الموحد الخلود في النار أو الدخول على نار خلد فيها أهلها مما دون الدرك الإعلى منها.
لما في الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)
-أنه لا يترتب عليها دخول الجنة أو التحريم عن النار إلا بتحقق شروطها ، وبتخلفها يتخلف المقتضى فيعذب الموحد في النار بحسب ذنوبه قبل دخوله الجنة.
وقيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
وعن معاذ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألك أهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله))، ويدلّ على صحة هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص، كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله أما اثنتين فوالله لا أطيقهما الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولّى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرت تلك جشمت نفسي وكرهت الموت، والصدقة فوالله ما لي إلا غنيمة وعشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال: ((فلا جهاد ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذا؟)) قلت: يا رسول الله أبايعك فبايعته عليهن كلهن)، ففي هذا الحديث أن الجهاد والصدقة شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج.
ونظير هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).
وهذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}، كما دلّ قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد، فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابا، فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدّى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة.

3- أن الأحاديث مطلقه قيدت بنزول الفرائض ، ومنهم من قال بالنسخ.
وقال ابن رجب عن القول بأنها كانت قبل نزول الفرائض: وهذا بعيد جدًا فإن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود ، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي آخر حياته ﷺ.
وأما القول بالنسخ فقال : يلتفت في هذا إلى أن الزيادة على النصّ هل هي نسخ أم لا؟ والخلاف في ذلك بين الأصوليين مشهور.
وقد صرح الثوري وغيره بأنها منسوخة وأنه نسخها الفرائض والحدود، وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك.

4-أن النصوص المطلقة في موضع قيدت في آخر.
ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).

-قوادح التوحيد ونواقضه
النقص في التوحيد يكون بإشراك المخلوق في شيء من خصائص الخالق فيكون فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من الإشراك وهذا كله من فروع الشرك.

- معنى الاسلام، وذكر أحوال الناس في المحبة وييان عناية الله بأحبابه ، وذكر بعض صفاتهم .

-معنى الاسلام وأن المحبة من مقتضيات الشهادتين.
-الاسلام هو الاستسلام لله تعالى والانقياد له فقول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))، قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.

-بيان ما تقتضيه المحبة من عمل.
متى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب، وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))، والمعنى أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.

-عناية الله بأحبابه.
-وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
وتفسير هذا الكلام أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).
كما روى البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي)).

المراد بالقلب السليم
هو الذي ليس فيه أحد غير الله قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
القلب السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات، فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب، فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذ للمجاورة، ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا))، فأما القلوب الطيبة فتصلح للمجاورة من أول الأمر {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} {الذين يتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة}.

-فضل البلاء على المؤمن
تكفير للذنوب والخطايا ففي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن مغفل أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: ((أنت عبد أراد الله بك خيرا)) ثم قال: ((إن الله إذا أراد بعبده شرا أمسك ذنبه حتى يوافى به يوم القيامة)).


كيفية العناية بالقلب وسلامته
يا قوم.. قلوبكم على أصل الطهارة وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب فرشوا عليها قليلا من دموع العيون وقد طهرت.
اعزموا على فطام النفوس عن رضاع الهوى فالحمية رأس الدواء متى طالبتكم بمألوفاتها فقولوا مقالة تلك المرأة لذلك الرجل الذي دمي وجهه: "أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام"، والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة، ذكّروها مدحة {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} تحنّ إلى الاستقامة.
عرّفوها اطّلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد لعلها تستحي من قربه ونظره، {ألم يعلم بأن الله يرى}، {إن ربك لبالمرصاد}!!


- بيان خطر المعاصي والذنوب وأنها مما يناقض التوحيد، وذكر أحوال الناس في العبادة .

-أثر الذنوب والمعاصي على التوحيد :
ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة وغير ذلك ..
وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله، ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ... وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك.
وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه.
وروي من حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف: ((ما تحت ظل سماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)).
وفي حديث أخر: ((لا تزال "لا إله إلا الله" تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم: كذبتم)).
ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
وقال سبحانه :{ ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}، فيا هذا كن عبد الله لا عبد الهوى فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار، {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}.

-خطر الرياء ومآل أهله وأصحابه
أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك
ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق.
المرائي يزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ويوهم أنه من خاصة الملك وهو ما يعرف الملك بالكلية.

-بيان أحوال الناس في العبودية لله.
-هذا.. اعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه، فمن عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد مولاه.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن الحسن قال: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته، فإن كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت.


-ذكر فضائل لا إله إلا الله.
كلمة التقوى ، كلمة الإخلاص ، شهادة الحق، لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ،:
كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
وقال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}،
لأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب ، مفتاح الجنة:
وفي مسند البزار وغيره عن عياض الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لا إله إلا الله كلمة حق على الله كريمة، ولها من الله مكان، وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة، ومن قالها كاذبا حقنت دمه واحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه))، وهي مفتاح الجنة كما تقدم.
ثمن الجنة ، نجاة من النار :
وهي نجاة من النار، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)) خرجه مسلم.

توجب المغفرة :
في المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: ((ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله)) فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: ((الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني بها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد)) ثم قال: ((أبشروا فإن الله قد غفر لكم)).
ةأحسن الحسنات :.
قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).

ةتمحو الذنوب والخطايا ،
سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).
تجدد ما درس من الايمان في القلب
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").

، لا يعدلها شيء
كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله".

، تخرق الحجب حتى تصل إلى الله ،
وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)).
وفيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)).

ينظر الله لقائلها ويجيب دعاه :
خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).

يصدق الله قائلها ، أفضل ما قاله النبيون ، أفضل الذكر ، أفضل الأعمال ، أمان من وحشة القبر ، شعار المؤمنين )


المقصد الكلي:
بيان معنى لا إله إلا الله وشروطها وما تقتضيه من عمل وذكر ما يترتب عليها ، وأحوال الناس معها ، وبيان أهميتها وتعداد لفضائلها.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 شعبان 1439هـ/21-04-2018م, 11:34 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

لخّص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:.
2: رسالة "كلمة الإخلاص" للحافظ ابن رجب الحنبلي.

&الأدلة على أن التوحيد يمنع الخلود في النار والحجب عن الجنة.
- وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
-وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.

&الأدلة على أن التوحيد يمنع دخول النار ابتداءً والخلود فيها
-خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
-وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار)) وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))
&الأقوال في مقتضى قول لاإله إلا الله
قالت طائفة من العلماء: المراد من هذه الأحاديث أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع، وهذا قول الحسن ووهب ابن منبه وهو الأظهر.
&الأدلة على مفتاح الجنة قول لإله إلا الله ،وهي دلالة على ترتيب دخولها الأعمال الصالحة .
-عن معاذ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألك أهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله))، ويدلّ على صحة هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص .
-و كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
-وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله أما اثنتين فوالله لا أطيقهما الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولّى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرت تلك جشمت نفسي وكرهت الموت، والصدقة فوالله ما لي إلا غنيمة وعشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال: ((فلا جهاد ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذا؟)) قلت: يا رسول الله أبايعك فبايعته عليهن كلهن)، ففي هذا الحديث أن الجهاد والصدقة شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج.

&عقوبة الدنيا لاترفع عمن أدى الشهادتين مطلقاً ، بل يعاقب فيما أخل بحقوق الإسلام ،فمن باب أولى يلحق بها عقوبة الآخرة.
ونظير هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).
وهذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}، كما دلّ قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد، فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابا، فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدّى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة.
&الأقوال في مقتضى هذه الأحاديث ودلالتها في كلمة التوحيد.
-ذهب طائفة إلى أن هذه الأحاديث المذكورة أولا وما في معناها كانت قبل نزول الفرائض والحدود، منهم الزهري والثوري وغيرهما، وهذا بعيد جدا فإن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
-وقيل في هذه الأحاديث: إنها منسوخة ، وصرح الثوري وغيره بأنها منسوخة وأنه نسخها الفرائض والحدود، وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، والسلف الصالح كانوا يطلقون على النسخ هذا كثيراً
-ومنهم من يقول: هي محكمة ولكن ضم إليها شرائط .
-وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).
&كيف يتحقق عمل القلب بالشهادتين.
فتحقيقه بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا، وتحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء هذا المعنى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم صريحا أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك)) .
&مايقدح في الإخلاص في قول لاإله إلا الله.
-الشرك ،فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك.
-الرياء والحلف والتوكل على غير الله
-والطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون.
-اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه ، كأتيان الحائض في دبرها ، وشرب للخمر للمرة الرابعة ، وإن كان لايخرج من الملة .
&الأدلة على إطلاق الإله على الهوى المتبع.
قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه .
وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
&مقتضى وشروط قول لاإله إلا الله والأقوال فيها.
_محبة الله سبحانه وطاعته
قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري.
وقال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
وسئل ذو النون متى أحب ربي قال: إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر.
وقال بشر بن السرّي: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك.
وقال أبو يعقوب النهر جوري: كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
وقال يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادّعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.
وقال رويم: المحبة الموافقة في جميع الأحوال وأنشد :
ولو قلت لي مت قلت سمعا طاعة .. وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا
ويشهد لهذا المعنى أيضا قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.
-لاتتم شهادة أن لاإله الا الله إلا بشهادة أن محمداً عبده ورسوله ،واقترانها بمحبته وأنها مستلزمة لمحبته وتصديقه واتباعه.
كما هو معلوم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}،وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).
& من دقائق أسرار التوحيد الخالص .
- محبة الله الصادقة
من امتلأ قلبه من محبة الله لم يكن فيه شيء أفرغ من إرادات النفس والهوى ، فاعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه، فمن عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد مولاه ،فدلالة ذلك لما أشار النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته حينما قدم المدينة حيث قال: ((أحبوا من كل قلوبكم ) .
-استيلاء واستغراق القلب على محبة الله
متى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب، وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))، والمعنى أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.
-سلامة القلب شرط القبول والمحبة من الله سبحانه
قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} ، فلا ينجو. إلا من أتى الله بقلب سليم ليس فيه سواه. سبحانه وتعالى.
-الصدق والإخلاص في قول لاإله إلا الله
من صدق في قول "لا إله إلا الله" لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه، ومع هذا فلا تظنوا أن المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
-رحمة ومحبة الله سبحانه وتعالى لعبده إذا ماأذنب أن يأخذ بيده للنجاة والتوبة بالإبتلاء وغيره
في صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن مغفل أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: ((أنت عبد أراد الله بك خيرا)) ثم قال: ((إن الله إذا أراد بعبده شرا أمسك ذنبه حتى يوافى به يوم القيامة)).
&أول من تسعر بهم النار من الموحدين.
-المرائي بأعماله ،كالمجاهد والمتصدق.
-أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم.
&نور إيمان الموحدين وأثر المحبة عليهم.
نار المحبة في قلوب المحبين تخاف منها نار جهنم ، وتنطفئ بنور إيمان الموحدين، وفي الحديث تقول النار للمؤمن: ((جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي)).
وفي المسند عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم)).
&مراقبة الله واستشعارها والأقوال في فضلها
وصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب قالت: فأين مكوكبها؟!
أكره رجل امرأة على نفسها وأمرها بغلق الأبواب فقال لها: هل بقي باب لم يغلق؟ قالت: نعم الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها!
رأى بعض العارفين رجلا يكلم امرأة فقال: إن الله يراكما سترنا الله وإياكما.
وقال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك وخف الله على قدر قدرته عليك.
كان بعضهم يقول لي: منذ أربعين سنة ما خطوت لغير الله، ولا نظرت إلى شيء أستحسنه حياء من الله عز وجل.
&فضائل لاإله إلا الله
-هي كلمة الإخلاص والتقوى وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الخلق. ، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
-ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ، كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
-ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
-ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
-و هي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
-وقيل هي ثمن الجنة والنجاة من النار .
-وهي مغفرة للذنوب ، في المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: ((ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله)) فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: ((الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني بها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد)) ثم قال: ((أبشروا فإن الله قد غفر لكم)).
-وهي أحسن الحسنات.
قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).
-وهي تمحو الذنوب والخطايا.
وفي سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).
-وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").
-وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله".
-ترجح بصحائف الذنوب ، وتخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)).
-وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).
-وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
كما أخرج النسائي والترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" صدقه ربه وقال: "لا إله إلا أنا وأنا أكبر"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" يقول الله: "لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد" قال الله: "لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد"، وإذا قال: "لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الله: "لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي")) وكان يقول: ((من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار)).
-أفضل الذكر ، وماقاله النبيون ، كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))، وعن ابن عباس: أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها.
-وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).
-أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن))، وفي حديث مرسل: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين كل يوم مائة مرة كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلبت له الغنى واستفرغت له باب الجنة)).
-شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
قال النضر بن عربي: بلغني أن الناس إذا قاموا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله، وقد خرج الطبراني حديثا مرفوعا: ((إن شعار هذه الأمة على الصراط لا إله إلا أنت)).
-تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)).
-ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)).
& خوف السلف من الحجاب أعظم من خوف العذاب وأقوالهم فيه.
كان بعض السلف يقول في دعائه: اللهم إنك قلت عن أهل النار: إنهم {أقسموا بالله جهد إيمانهم لا يبعث الله من يموت}، ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت، اللهم لا تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة.
كان أبو سليمان يقول: إن طالبني ببخلي طالبته بجوده وإن طالبني بذنوبي طالبته بعفوه وإن أدخلني النار أخبرت أهل النار أني أحبه.
وكان بعض العارفين يبكي طول ليله ويقول: إن تعذبني فإني لك محب وإن ترحمني فإني لك محب.
كان بعضهم يقول: إلهي وسيدي ومولاي لو أنك عذبتني بعذابك كله كان ما فاتني من قربك أعظم عندي من العذاب.
المقصد العام : فضل كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله وما يقدح فيها ، وكيفية تحقيقها والعمل بمقتضاها ، وتحقيق شروطها ، وفضائلها.
المقاصد الفرعية:
١/الأقوال في مقتضى هذه الأحاديث ودلالتها في كلمة التوحيد.
٢/شروط لاإله إلا الله
٣/من دقائق أسرار التوحيد الخالص .
٤/كيف يتحقق عمل القلب بالشهادتين.
٥/مايقدح في التوحيد الخالص
٦/فضائل لا إله إلا الله.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 9 شعبان 1439هـ/24-04-2018م, 01:13 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

رسالة كلمة الإخلاص للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله

المقصد العام للرسالة:
بيان الأدلة على فضائل لا إله إلا الله وما يلزمها من شروط وما يناقضها من أفعال وما اختصت به من فضائل في الدنيا والآخرة.


الأدلة في فضل لا إله إلا الله:
إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله.
من قال لا إله إلا الله ثم مات دخل الجنة وإن زنى أو سرق.

المراد من تلك الأحاديث:
أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها.
أن من أتى بالشهادتين لم يخلد في النار.
ينال فضل لا إله إلا الله من أتى بها مع شروطها من قول وعمل متلازمين.
من شروط دخول الجنة كلمة التوحيد وكذلك الجهاد والصدقة والحج والصيام والصلاة.

الأقوال في نسخ تلك الأحاديث أو أنها محكمة وضم لها الشرائط.

مستلزمات كلمة الإخلاص:
أن يزل بها اللسان والقلب مطمئنًا بها مخلصًا مستيقنا.
أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا.
ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
محبة رسول الله واتباع سنته من الدلائل على الصدق ومحبة الله.
من قال كلمة الإخلاص بقلب محب صادق فالجوارح بالتبعية لا تنبعث إلا لمرضاة الله.
معرفة الله عز وجل تقتضي مراقبته وحفظ الجوارح عن معصيته.
ليس المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
إذا أحب الله تعالى عبدًا وعلم صدق قلبه وإخلاصه وفقه للتوبة من كل ذنب.


ما يناقض كلمة الإخلاص ( الشرك والرياء )

أن يحصل الشرك في احدى الخصائص والعبادات التى لا تصرف إلا لله.
المعاصي التي منشؤها الخوف أو الرجاء أو الطاعة لغير الله من الشرك بالله.
ما نظر المرائي إلى الخلق بعمله إلا لجهله بعظمة الخالق وهذا من نواقض كلمة الإخلاص.
اتباع الهوى وطاعة الشيطان من الشرك بالله.
من أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه.
كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
كل من عصى رسول الله فهو غير صادق في دعواه.

أحوال القلوب في تحقيق كلمة الإخلاص:
القلب الصادق في دعواه خابت لربه منقاد لما يرضاه.
القلب السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات.
القلب الطيب من الخبث هو الذي يستحق مجاورة الرحمن في جنته.
القلب المخلوط بالمكروهات يحتاج للتطهر بالنيران بقدر ما فيه من ذلك.
أصحاب الشهوة وعبيد الهوى لم يحققوا كلمة الإخلاص وإن زلت بها ألسنتهم فقلوبهم لا تصدق أقوالهم.

مصير من خلط كلمة الإخلاص باحدى نواقضها:
يحتاج إلى التطهر بنار جهنم من لم يكمل تحقيق التوحيد والقيام بحقوقه.
أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد.

فضائل كلمة الإخلاص في دار الفناء:
هي الغاية من الخلق كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
هي الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب، كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.

لأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
هي كلمة التقوى والإخلاص وشهادة الحق والبراءة من الشرك.
من قال لا إله إلا الله جدد الإيمان في قلبه.
ليس بينها وبين الله حجاب وبها يستجاب الدعاء ويصدق الله تعالى على عبده.
هي أفضل الأعمال وأفضل الذكر وأفضل ما قاله النبيون.

فضائل كلمة الإخلاص في دار الخلد:
من أجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
هي مفتاح الجنة وثمن دخولها.
هي توجب المغفرة وبها تمحى الذنوب والخطايا.
كلمة الإخلاص لا يعدلها شىء في الميزان.
أمان من وحشة القبر وهول الحشر .
ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.


هذا والله أعلى وأعلم والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 9 شعبان 1439هـ/24-04-2018م, 05:43 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم التطبيق الأول من تطبيقات دورة أصول القراءة العلمية
(درجة التطبيق: 40 درجة)



أولا: رسالة الفرق بين العبادات الشرعية والبدعية.
1: فاطمة الزهراء أحمد د
بارك الله فيك ونفع بك.
يبدو أن تلخيص المقاصد لم يتّضح لك بعد.
- وكنا قد أوصينا سابقا بالتأنّي في استخلاص المسائل ومحاولة استخراج ما فات منها في التطبيق الأول، والذي حصل أن المسائل قلّت في هذا التطبيق عن السابق.
- أيضا جعلتِ المسائل هي المقاصد الفرعيّة، وبينهما فرق، فالمقصد الفرعيّ هو عنوان رئيس يدخل تحته كثير من المسائل، وتأمّلي مثلا المقاصد الخمسة الأولى التي وضعتيها تجديها كلها تدخل تحت عنوان واحد يمكن أن نسمّيه مثلا "ضابط العبادات الشرعيّة" فيدخل تحته بيان أصل الدين ومعنى العبادات الشرعية وأنواعها و....
كذلك المقاصد الأربعة التالية كلها تدخل تحت عنوان واحد وليكن "الأمر بالاتّباع وذمّ الابتداع" ففيه بيان وجوب الاتّباع والتحذير من الابتداع وأنواع البدع وبيان خطرها و....
فتأمّلي كيف نجمع المسائل المتشابهة لنستخلص منها مقصدا فرعيّا.
ومعظم الرسالة تدور حول نقد الخلوات البدعيّة، ولكن ليس لها ذكر في مسائلك إلا على سبيل الإشارة العامّة.
- أيضا نبّهنا على أن تلخيص المقاصد لا يعني نسخ فقرات كبيرة من الرسالة ووضع عنوان لها، ولكن هذا تكرّر أيضا في الإعادة.
وهذه الفقرات الكبيرة التي جعلتِ كل فقرة منها بمثابة المسألة الواحدة تحوي في الواقع عددا كبيرا جدا من المسائل، ربما السطر الواحد منها يكون مسألة منفردة، لذا فإن التلخيص بهذه الطريقة يفوّت عليك مسائل دقيقة ومهمّة، لأنها تتوه وسط هذه الفقرات الكبيرة ذات العناوين العامّة.
فالأصلح في حقّك الآن لكي تتقني -بإذن الله- تلخيص المقاصد أن تكثري من أعداد المسائل المستخلصة ولو تكرّر بعضها فإنها ستتركّز بإذن الله مع كثرة التدريب، وأوصيك بالاستفادة من التطبيقات الجيّدة ولو في غير رسالتك، كما أوصيك بإعادة تلخيص هذه الرسالة والتدرّب عليها قبل البدء في التطبيق الثاني لأنه أطول، ويمكنك وضعه هنا مرة أخرى لتقويمه، بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 9 شعبان 1439هـ/24-04-2018م, 04:51 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم التطبيق الأول من تطبيقات دورة أصول القراءة العلمية
(درجة التطبيق: 40 درجة)



ثانيا: رسالة كلمة الإخلاص.
أحسنتم بارك الله فيكم.
وما زالت التطبيقات تحتاج إلى بعض التحسين، فأرجو ألا يكون في ذلك مشقّة عليكم، فإن العمل لله لا ينبغي أن يُملّ.
كما أرجو أن تكون العناية بإحسان عرض هذه الرسالة القيّمة وإتقان مسائلها تمهيدا لتعليمها لمن يحتاجها ممن يمكن أن تصلوا إليه من عموم المسلمين، فإن الناس في أمسّ الحاجة إلى معرفة التوحيد وفضله وما يقدح في صحّته، وهذه الرسالة على أهميّتها سلسة سهلة الفهم مناسبة لفئات كثيرة من الناس إذا أُحسن عرضها وبيانها.


2: تماضر

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وتطبيقك من أفضل التطبيقات، ولكنه يحتاج إلى تحسين عرضه، بتمييز المقاصد عن المسائل، وذلك لأنك استخلصت المسائل منفردة دون تصنيفها، وفصلتِ المقاصد الفرعيّة عنها، فأرجو كتابة كل مقصد فرعيّ وتمييزه بلون أو خط مختلف، ثم كتابة المسائل الخاصّة بكل مقصد تحته، وأرجو أن يكون في إعادة طريقة العرض استيعابا أفضل لمقاصد الرسالة.
أما بالنسبة للتلخيص فيجب أن يكون أكثر اختصارا وتركيزا، فراجعي الأمثلة المذكورة في الدرس التاسع، والعبارات الوعظيّة لا تناسب مقام التلخيص كعبارة "يا قوم قلوبكم على أصل الطهارة ...إلخ".
وراجعي المشاركة الأولى للتقويم هنا (
#6).


3: بدرية صالح

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
نفس الملحوظات على تطبيق الأستاذة تماضر، فأرجو منك تمييز المقاصد الفرعية عن مسائلها بلون أو خط مختلف، وكتابة المسائل تحت كل مقصد فرعي على انفراد أولا، ثم التلخيص في خطوة تالية.
والغرض من هذه الخطوة تأمّل المسائل والمقاصد وضمّ المسائل المتشابهة تحت مقصد واحد، وإعادة ترتيب بعض المسائل، وإلحاق بعض المسائل بمقاصدها الأليق بها، وكذلك تركيز عدد المسائل والمقاصد، بحيث لا يكون هناك تكرار.


4: الشيماء وهبة
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- أتممت مرحلة واحدة من مراحل التطبيق وهي استخلاص مسائل الرسالة، ونحن في انتظار بقيّة المراحل وهي استخلاص المقاصد الفرعيّة وتلخيص كلام المؤلّف -رحمه الله- في كل مقصد.
- وأصناف المسائل التي ذكرتيها جيّدة، ولكن يمكن اختصارها في عدد أقلّ.
- بالنسبة للمقصد الكلّي فقد أحسنت استخراجه، ولكن أرجو أن تكون صياغته أفضل وأبين بعد صياغته من المقاصد الفرعيّة في صورتها النهائية.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح



رد مع اقتباس
  #13  
قديم 9 شعبان 1439هـ/24-04-2018م, 05:15 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

جزاكم الله عنا خير الجزاء بعد قراءة التقويم الأول سأجتهد في إعادة التطبيق لترتيب المراحل المطلوبة إن شاء الله.

رسالة كلمة الإخلاص للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله

أولا: استخلاص مسائل الرسالة.

ما روي في أن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله.
ما روي في أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها.
ينال فضل لا إله إلا الله من أتى بها مع شروطها من قول وعمل متلازمين.
الأقوال في نسخ الأحاديث المروية في فضل لا إله إلا الله أو أنها محكمة وضم لها الشرائط.
من شروط كلمة الإخلاص أن يزل بها اللسان والقلب مطمئنًا بها مخلصًا مستيقنا.
من شروط كلمة الإخلاص أن لا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
محبة رسول الله واتباع سنته من الدلائل على الصدق ومحبة الله.
من قال كلمة الإخلاص بقلب محب صادق فالجوارح بالتبعية لا تنبعث إلا لمرضاة الله.
من نواقض كلمة الإخلاص أن يحصل الشرك في احدى الخصائص والعبادات التى لا تصرف إلا لله.
المعاصي التي منشؤها الخوف أو الرجاء أو الطاعة لغير الله من الشرك بالله.
اتباع الهوى وطاعة الشيطان من الشرك بالله.
من أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه.
القلب الصادق في دعواه خابت لربه منقاد لما يرضاه.
القلب الطيب من الخبث هو الذي يستحق مجاورة الرحمن في جنته.
القلب المخلوط بالمكروهات يحتاج للتطهر بالنيران بقدر ما فيه من ذلك.
أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد.
ما نظر المرائي إلى الخلق بعمله إلا لجهله بعظمة الخالق.
أصحاب الشهوة وعبيد الهوى لم يحققوا كلمة الإخلاص وإن زلت بها ألسنتهم فقلوبهم لا تصدق أقوالهم.
ليس المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
إذا أحب الله تعالى عبدًا وعلم صدق قلبه وإخلاصه وفقه للتوبة من كل ذنب.
لا إله إلا الله هي كلمة التقوى والإخلاص وشهادة الحق والبراءة من الشرك.
لا إله إلا الله هي الغاية من الخلق كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
التوحيد هو الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب، كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
من أجل لا إله إلا الله أعدت دار الثواب ودار العقاب.
من أجل لا إله إلا الله أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
لا إله إلا الله هي مفتاح الجنة وثمن دخولها.
لا إله إلا الله توجب المغفرة وبها تمحى الذنوب والخطايا
من قال لا إله إلا الله جدد الإيمان في قلبه.
كلمة الإخلاص لا يعدلها شىء في الميزان.
ليس بينها وبين الله حجاب وبها يستجاب الدعاء ويصدق الله تعالى على عبده.
هي أفضل الأعمال وأفضل الذكر وأفضل ما قاله النبيون.
أمان من وحشة القبر وهول الحشر .
ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.

ثانيا: تعيين المقاصد الفرعيّة للرسالة.
بيان الأحاديث الواردة في فضل لا إله إلا الله وتأويل المراد منها.
بيان شروط كلمة الإخلاص.
بيان نواقض كلمة الإخلاص.
بيان حال من وقع في نواقض كلمة الإخلاص.
بيان فضل لا إله إلا الله في الدنيا والآخرة.

ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.

بيان حقيقة كلمة التوحيد وما يلزمها من شروط وموانع وبيان عاقبة من قصر في حقها وبيان ما اختصت به من فضائل في الدنيا والآخرة ترغيبًا وترهيبًا لعباد الله.

رابعا: تلخيص المقاصد.


بيان الأحاديث الواردة في فضل لا إله إلا الله وتأويل المراد منها.
إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله.
خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
من قال لا إله إلا الله ثم مات دخل الجنة وإن زنى أو سرق.
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
تأويل المراد من تلك الأحاديث:

- أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنهاوإن كان له ذنوب يتطهر منها في النار قبل دخوله الجنة.
- أن من أتى بالشهادتين لم يخلد في النار. وكان في الدرك الأعلى منها حتى يتطهر فيخرج منها إلى الجنةكمافي الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)
- أنه ينال فضل لا إله إلا الله من أتى بها مع شروطها من قول وعمل متلازمين.
من شروط دخول الجنة كلمة التوحيد وكذلك الجهاد والصدقة والحج والصيام والصلاةوهذا ما فهمه الصديق رضي الله عنه حين قاتل مانعوا الزكاة وهو ما يفهم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، من حديث وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} .
من العلماء من قال أن تلك الأحاديث نسخت بالفرائض والحدود ومنهم من قال أنها محكمة و قد ضم لها الشرائط والصحيح أن النسخ هنا هو البيان والتوضيح وتلك الأحاديث نسخت أي بينت ووضحت بالفرائض والحدود وقد جاءت بعض النصوص مطلقة وبعضها مقيد مما يدل على أن للقول شروط أخرى ومن ذلك: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).

بيان شروط كلمة الإخلاص.
تحقيق شروط كلمة الإخلاص يقتضي القول باللسان مع تصديق القلب والعمل، وقد بين ابن رجب ذلك أحسن بيان ومن ذلك:
- أن أول شروط قول لا إله إلا الله أن يزل بها اللسان والقلب مطمئنًا بها مخلصًا مستيقنا، وأن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا، وهذا هو عمل القلب.
والقلب الصادق في دعواه خابت لربه منقاد لما يرضاه والقلب السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات وهو الذي يستحق مجاورة الرحمن في جنته وهم المستحقون لقول ربهم
{يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.

- وأما عمل الجوارح فهو تابع للقلب قطعًا:
وذلك أن من قال كلمة الإخلاص بقلب محب صادق فالجوارح بالتبعية لا تنبعث إلا لمرضاة الله، وأن معرفة الله عز وجل تقتضي مراقبته وحفظ الجوارح عن معصيته وفي الحديث ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها)) فالجوارح منقادة لما يرضي ربها.

- ومن شروط كلمة الإخلاص تحقيقها بالكلية وذلك بأن لا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن محبة رسول الله واتباع سنته من الدلائل على الصدق ومحبة الله.
لأنه لا سبيل إلى معرفة الله وحبه وتوحيده إلا عن طريق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد قالقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).

بيان نواقض كلمة الإخلاص.
من أعظم نواقض كلمة الإخلاص أن يحصل الشرك في احدى الخصائص والعبادات التى لا تصرف إلا لله.
وكذلك المعاصي التي منشؤها الخوف أو الرجاء أو الطاعة لغير الله هي من الشرك بالله.
واتباع الهوى من الشرك بالله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
وكذلك طاعة الشيطان من الشرك باللهكما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.

ومن نواقض الإخلاص أن يحب المرء شيئا مما يكرهه الله أو يكره شيئا مما يحبه الله فمحال أن يكمل توحيده وصدقه، فكل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
وكذلك كل من عصى رسول الله فهو غير صادق في دعواه.

بيان حال من وقع في نواقض كلمة الإخلاص.
- ليس المحب الصادق مطالب بالعصمة من الذنوب وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يسارع إلى التوبة والاستغفار، والله تعالى إذا أحب عبدًا وعلم صدق قلبه وإخلاصه وفقه للتوبة من كل ذنب، وابتلاه في الدنيا بما يكفر عنه ذنبه كما قال صلى الله عليه وسلم : ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
- وأما أصحاب القلب المخلوط بالمكروهات فهم بحاجة للتطهر بالنيران بقدر ما فيهم من ذلك.
ومن ذلك أصحاب الشهوة وعبيد الهوى لم يحققوا كلمة الإخلاص وإن زلت بها ألسنتهم فقلوبهم لا تصدق أقوالهم، ولهذا يحتاج إلى التطهر بنار جهنم من لم يكمل تحقيق التوحيد والقيام بحقوقه.
وفي الحديث أن أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد.
- ومن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان بقول لا إله إلا الله فهو غير مخلد في النار وسيكتب له الخروج إلى الجنة بفضل الرحمن.
أخرج الطبراني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم عبدة اللات والعزى ما أغنى عنكم قول لا إله إلا الله فيغضب الله لهم فيخرجهم من النار فيدخلون الجنة))

بيان فضل لا إله إلا الله في الدنيا والآخرة.

فضائل كلمة الإخلاص في دار الفناء:
هي الغاية من الخلق كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
هي الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب، كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
لأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
هي كلمة التقوى والإخلاص وشهادة الحق والبراءة منالشرك
من قال لا إله إلا الله جدد الإيمان في قلبه كما في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").
ليس بينها وبين الله حجاب وبها يستجاب الدعاء ويصدق الله تعالى على عبده.
هي أفضل الأعمال وأفضل الذكر وأفضل ما قاله النبيون، كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).
.
فضائل كلمة الإخلاص في دار الخلد:

من أجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
هي مفتاح الجنة وثمن دخولها، وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)). .
هي توجب المغفرة وبها تمحى الذنوب والخطايا
كلمة الإخلاص لا يعدلها شىء في الميزان.
أمان من وحشة القبر وهول الحشر ،كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن)).
ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.


هذا والله أعلى وأعلم.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10 شعبان 1439هـ/25-04-2018م, 07:29 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب
المقاصد الفرعية وما يندرج نحتها من المسائل:

-الأدلة على أن من أتى بالتوحيد لم يحجب عن الجنة وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه

-الأدلة على أن التوحيد يمنع من دخول النار ابتداء أو الخلود فيها

-الأقوال في الجمع بين النصوص الدالة على تحريم النار مطلقا على الموحدين وبين النصوص الدالة على دخول عصاة الموحدين النار:

-الأدلة على أن لا إله إلا الله لها مقتضيات ولوازم
-حقيقة معنى قول لا إله إلا الله
-حقيقة معنى قول محمدا رسول الله
:العلة من اقتران شهادة لا إله إلا الله بشهادة أن محمدا رسول الله
-مايقتضيه قول لا إله إلا الله (وهو من شروطها)
1-المحبة:
علامات المحبة:
-محبة مايحبه الله تعالى وبغض مايبغضه الله تعالى (الولاء والبراء)
-اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
-بذل النفوس وانبعاث الجوارح في طاعة الرب
عناية الله بأهل محبته :
2-الاستسلام والانقياد التام
3-الصدق
4-اليقين
5- الإخلاص

-تحقيق التوحيد في سلامة القلب
-عقوبة من لم يحقق التوحيد وجزاء الموحدين
-من نواقض التوحيد ونواقصه:
النواقض:وهى تخرج من الملة
-الشرك في الأمور التى هى من خصائص الألوهية
-الطاعة المطلقة لغير الله في معصية الله
القوادح:لاتخرج من الملة
-الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة
-الطيرة والرقى المكروهة وإيتان الكهان وتصديقهم
-اتباع هوى النفس في مانهى الله عنه
-بم يتحقق قول لاإله إلا الله
-فضائل لا إله إلا الله
تلخيص المقاصد الفرعية:
-الأدلة على أن من أتى بالتوحيد لم يحجب عن الجنة وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه
-في صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)) اليقين .
-وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر
-وحديث أبي ذر معناه أن الزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد وهذا حق لا مرية فيه
وليس فيه أنه لا يعذب عليهما مع التوحيد، فإنه قد يدخل الجنة ولا يحجب عنها إذا طهر من ذنوبه بالنار
-وفي مسند البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ((من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه)).
-وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))،.

-الأدلة على أن التوحيد يمنع من دخول النار ابتداء أو الخلود فيها
-في صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته
(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار))

-خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
-وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
-وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار))
وعلة ذلك: أن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص

-الأقوال في الجمع بين النصوص الدالة على تحريم النار مطلقا على الموحدين وبين النصوص الدالة على دخول عصاة الموحدين النار:
1- أن التحريم المطلق حمله بعضهم على تحريم الخلود فيها
وحمله بعضهم على نار يخلد فيها أهلها وهي ما عدا الدرك الأعلى، فأما الدرك الأعلى يدخله خلق كثير من عصاة الموحدين بذنوبهم ثم يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الراحمين، وفي الصحيحين إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)،
2-وقيل: المراد من هذه الأحاديث أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع، وهذا قول الحسن ووهب ابن منبه وهو الأظهر
3- أن النصوص المطلقة كانت قبل نزول الفرائض والحدود،وهو قول الزهري والثوري وغيرهما، وهذا بعيد جدا فإن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم
4- وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر ففي بعضها:
((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه))
-الأدلة على أن لا إله إلا الله لها مقتضيات ولوازم-:
وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}، كما دلّ قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد
-وعن معاذ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألك أهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله))،
- ويدلّ على صحة هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص، كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
-وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال:
((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
-وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله أما اثنتين فوالله لا أطيقهما الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولّى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرت تلك جشمت نفسي وكرهت الموت، والصدقة فوالله ما لي إلا غنيمة وعشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال: ((فلا جهاد ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذا؟)) قلت: يا رسول الله أبايعك فبايعته عليهن كلهن)، ففي هذا الحديث
أن الجهاد والصدقة شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج.
-ونظير هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال:((الزكاة حق المال)).
-وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطا، فإياك وقذف المحصنة.
-وقيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.
.
-: حقيقة معنى قول لا إله إلا الله
-أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفااوتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز و
-حقيقة معنى قول محمدا رسول الله:
ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم،

-العلة من اقتران شهادة لا إله إلا الله بشهادة أن محمدا رسول الله

لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة

--مايقتضيه قول لا إله إلا الله (وهو من شروطها):
1-المحبة:
قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري

علامات المحبة:
1-محبة مايحبه الله تعالى وبغض مايبغضه الله تعالى (الولاء والبراء):.
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))،
قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي
إخلاص المحبة:
متى بقي للمحب حظ من نفسه فما بيده من المحبة إلا الدعوى، إنما المحب من يفنى عن كله ويبقى بحبيبه، ((فبي يسمع، وبي يبصر)).
القلب بيت الرب، وفي الإسرائيليات يقول الله: «ما وسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن»،
-فمتى كان القلب فيه غير الله فالله أغنى الأغنياء عن الشرك وهو لا يرضى بمزاحمة أصنام الهوى، الحق غيور يغار على عبده المؤمن أن يسكن في قلبه سواه أو يكن فيه شيء ما يرضاه.

2- ومن علامات المحبة اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم :
ويشهد لهذا المعنى أيضا قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).
3-بذل النفوس وانبعاث الجوارح في طاعة الرب:
هذه حال السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون: {اقض ما أنت قاض}، ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب، وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))، والمعنى أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها
عناية الله بأهل محبته:
قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
وتفسير هذا الكلام أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).

2-ومن شروطها الاستسلام والانقياد التام :
-قال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
وسئل ذو النون متى أحب ربي قال: إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر.
وقال بشر بن السرّي: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك.
وقال أبو يعقوب النهر جوري: كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
وقال يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادّعى محبة الله ولم يحفظ حدوده
. وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن مغفل أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى
والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة، ذكّروها مدحة {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} تحنّ إلى الاستقامة
ومما يعين على الاستقامة:العلم بعظمة الرب والحياء منه
قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
وصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.

3-ومن شروط لا إله إلا الله :الصدق
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار))، فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، ومتى بقي في القلب أثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها.
من صدق في قول "لا إله إلا الله" لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه،

4-من شروطها اليقين:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)). رواه مسلم.
5- ومن شروطها الإخلاص:
وقد جاء هذا المعنى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم صريحا أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))، وهذا يروى من حديث أنس بن مالك وزيد بن أرقم ولكن إسنادهما لا يصحّ، وجاء أيضا من مراسيل الحسن بنحوه

-العبودية الحق والعبودية على حرف:
أن يعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه، فمن عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد مولاه.
وفي بعض الكتب السالفة: من أحب الله لم يكن شيء عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن الحسن قال: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته، فإن كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت.

-تحقيق التوحيد في سلامة القلب :
-لا ينجو غدا إلا من لقي الله بقلب سليم ليس فيه سواه قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
القلب السليم هو:
الطاهر من أدناس المخالفات، فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب، فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذ للمجاورة، ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا))، فأما القلوب الطيبة فتصلح للمجاورة من أول الأمر {سلام عليكم بما صبرتم فتعم عقبى الدار} {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} {الذين يتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة}.

-عقوبة من لم يحقق التوحيد وجزاء الموحدين:

أول من تسعر به النار من الموحدين:
-العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك
ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق
-وبعد أهل الرياء، يدخل النار أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم.

-فأما عبيد الله حقا فيقال لهم: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي

-نور التوحيد يطفىء نار الشرك:
جهنم تنطفئ بنور إيمان الموحدين، وفي الحديث تقول النار للمؤمن: ((جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي)).
وفي المسند عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم)).
هذه ميراث ورثه المحبون من حال الخليل عليه السلام.

-من نواقض التوحيد ونواقصه:
النواقض :
- الشرك :فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور(الخوف والرجاء والمحبة والتوكل وغيرها ) التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك، ومن ذلك الرياء
-الطاعة المطلقة لغير الله في معصية الله : ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله
ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى:
{ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام لأبيه: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}

، فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له، ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}،

ومن قوادح التوحيد:
- الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت،
-والطيرة والرقى المكروهة وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون
-وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك

-الأدلة على أن اتباع الهوى من الشرك:

-ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}
وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وروي من حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف: ((ما تحت ظل سماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)).
وفي حديث أخر: ((لا تزال "لا إله إلا الله" تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم: كذبتم)).

-بم يتحقق قول لا إله إلا الله:

من قالوا لا إله إلا الله وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله.
{تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار} والله لا ينجو غدا من عذاب الله إلا من حقّق عبودية الله وحده ولم يلتفت إلى شيء من الأغيار، من علم أن معبوده الله فرْد فليفرده بالعبودية ولا يشرك بعبادة ربه أحدا

-فضائل لا إله إلا الله
وكلمة التوحيد لها فضائل عظيمة لا يمكن ها هنا استقصاؤها فلنذكر بعض ما ورد فيها..

-هى أحسن الحسنات:
قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات))

-وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله")..

-تمحو الذنوب والخطايا.
وفي سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).
رؤي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال: ((ما أبقت "لا إله إلا الله" شيئا))
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)).
وأخرج الطبراني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم عبدة اللات والعزى ما أغنى عنكم قول لا إله إلا الله فيغضب الله لهم فيخرجهم من النار فيدخلون الجنة))، ومن كان في سخطه يحسن فكيف يكون إذا ما رضي لا يسوي بين من وحده وإن قصر في حقوق توحيده وبين من أشرك به
.
-تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
كما في حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أتى بالشهادتين بعد الوضوء وقد خرجه مسلم.
وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)).
وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة منامه الطويل وفيه قال: ((ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فأغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فتحت له الأبواب وأدخلته الجنة)).
-أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن))، وفي حديث مرسل: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين كل يوم مائة مرة كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلبت له الغنى واستفرغت له باب الجنة)).

-أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا تعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).
وفيهما أيضا عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)).
وفي الترمذي عن ابن عمر مرفوعا: ((من قالها إذا دخل السوق وزاد فيها: "يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا الله عنه ألف ألف سيئة ورفع الله له ألف ألف درجة))، وفي رواية: ((ويبني له بيت في الجنة))


-وكذلك ترجح بصحائف الذنوب.
كما في حديث السجلات والبطاقة، وقد خرجه أحمد والنسائي والترمذي أيضا من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.

-لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله".
وفيه أيضا عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام قال: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به قال: يا موسى قل "لا إله إلا الله"، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: قل "لا إله إلا الله"، قال: لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة و"لا إله إلا الله" في كفة مالت بهن "لا إله إلا الله").

-وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.

وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)).
وفيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)).
ويروى عن ابن عباس مرفوعا: ((ما من شيء إلا بينه وبين الله حجاب إلا قول لا إله إلا الله كما أن شفتيك لا تحجبها كذلك لا يحجبها شيء حتى تنتهي إلى الله عز وجل)).
وقال أبو أمامة: ما من عبد يهلل تهليلة فينهنها شيء دون العرش.

-وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).

-وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
كما أخرج النسائي والترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" صدقه ربه وقال: "لا إله إلا أنا وأنا أكبر"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" يقول الله: "لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد" قال الله: "لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد"، وإذا قال: "لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الله: "لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي")) وكان يقول: ((من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار)).

-وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.

-وهي أفضل الذكر.
كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))، وعن ابن عباس: أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها
--------------
المقصد الكلي للرسالة :بيان أهمية التوحيد والترغيب فيه بذكر فضائله وأنه لانجاة في الآخرة إلا به وضرورة تحقيقه وتكميله ومعرفة شروطه وما يقتضيه من الأعمال وبيان عاقبة الشرك ومايناقض التوحيد أو يقدح فيه

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10 شعبان 1439هـ/25-04-2018م, 07:25 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

رسالة كلمة الإخلاص للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله

أولا: استخلاص مسائل الرسالة.

ما روي في أن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله.
ما روي في أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها.
ينال فضل لا إله إلا الله من أتى بها مع شروطها من قول وعمل متلازمين.
الأقوال في نسخ الأحاديث المروية في فضل لا إله إلا الله أو أنها محكمة وضم لها الشرائط.
من شروط كلمة الإخلاص أن يزل بها اللسان والقلب مطمئنًا بها مخلصًا مستيقنا.
من شروط كلمة الإخلاص أن لا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
محبة رسول الله واتباع سنته من الدلائل على الصدق ومحبة الله.
من قال كلمة الإخلاص بقلب محب صادق فالجوارح بالتبعية لا تنبعث إلا لمرضاة الله.
من نواقض كلمة الإخلاص أن يحصل الشرك في احدى الخصائص والعبادات التى لا تصرف إلا لله.
المعاصي التي منشؤها الخوف أو الرجاء أو الطاعة لغير الله من الشرك بالله.
اتباع الهوى وطاعة الشيطان من الشرك بالله.
من أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه.
القلب الصادق في دعواه خابت لربه منقاد لما يرضاه.
القلب الطيب من الخبث هو الذي يستحق مجاورة الرحمن في جنته.
القلب المخلوط بالمكروهات يحتاج للتطهر بالنيران بقدر ما فيه من ذلك.
أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد.
ما نظر المرائي إلى الخلق بعمله إلا لجهله بعظمة الخالق.
أصحاب الشهوة وعبيد الهوى لم يحققوا كلمة الإخلاص وإن زلت بها ألسنتهم فقلوبهم لا تصدق أقوالهم.
ليس المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
إذا أحب الله تعالى عبدًا وعلم صدق قلبه وإخلاصه وفقه للتوبة من كل ذنب.
لا إله إلا الله هي كلمة التقوى والإخلاص وشهادة الحق والبراءة من الشرك.
لا إله إلا الله هي الغاية من الخلق كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
التوحيد هو الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب، كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
من أجل لا إله إلا الله أعدت دار الثواب ودار العقاب.
من أجل لا إله إلا الله أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
لا إله إلا الله هي مفتاح الجنة وثمن دخولها.
لا إله إلا الله توجب المغفرة وبها تمحى الذنوب والخطايا
من قال لا إله إلا الله جدد الإيمان في قلبه.
كلمة الإخلاص لا يعدلها شىء في الميزان.
ليس بينها وبين الله حجاب وبها يستجاب الدعاء ويصدق الله تعالى على عبده.
هي أفضل الأعمال وأفضل الذكر وأفضل ما قاله النبيون.
أمان من وحشة القبر وهول الحشر .
ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.


ثانيا: تعيين المقاصد الفرعيّة للرسالة مع مسائل كل مقصد.

تأويل الأحاديث المروية في أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار.
القول بأن الأحاديث في فضل لا إله إلا الله كانت قبل نزول الفرائض والحدود.

القول بأن الأحاديث في فضل لا إله إلا الله منسوخة.
القول بأن تلك الأحاديث في فضل لا إله إلا الله محكمة وقد ضم لها الشرائط.
أن كلمة التوحيد ليست كلمة مجردة بل لها شروط وموانع.
أن ارتكاب الكبائر لا يمنع من دخول الجنة مع التوحيد وأن صاحبه لا يخلد في النار.

مقتضيات كلمة التوحيد من شروط وموانع.
عمل القلب واجب في تحقيق كلمة الإخلاص.

طاعة الرسول واتباع شريعته التي جاء بها من مقتضيات كلمة الإخلاص.

من علامات صدق كلمة الإخلاص أن الجوارح لا تنبعث إلا لمرضاة الله.


عاقبة من وقع في نواقض كلمة الإخلاص.
إذا أحب الله تعالى عبدًا وعلم صدق قلبه وإخلاصه وفقه للتوبة من كل ذنب.
أصحاب القلوب المخلوطة بالمكروهات وجب عليهم التطهر منها بالنيران.

بيان فضل لا إله إلا الله في الدنيا والآخرة.
فضائل كلمة الإخلاص في دار الفناء.

فضائل كلمة الإخلاص في دار الخلد:

ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.
بيان حقيقة كلمة التوحيد وما يلزمها من شروط وموانع وبيان عاقبة من قصر في حقها وبيان ما اختصت به من فضائل في الدنيا والآخرة ترغيبًا وترهيبًا لعباد الله.

رابعا: تلخيص المقاصد.

تأويل الأحاديث المروية في أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار.
القول بأن الأحاديث في فضل لا إله إلا الله كانت قبل نزول الفرائض والحدود.
خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
- أشكل على بعض العلماء الإطلاق في تلك الأحاديث وغيرها ففسروا ذلك بأن تلك الأحاديث قد رويت قبل نزول الفرائض والحدود
ومنهم الزهري والثوري وغيرهما،
قال ابن رجب رحمه الله " وهذا بعيد جدا فإن كثيرا منها كان
بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم".

القول بأن الأحاديث في فضل لا إله إلا الله منسوخة.
قال بعض العلماء أن تلك الأحاديث نسخت بنزول الفرائض والحدود وقد صرح بذلك الثوري كما ذكر ابن رجب وقد تأول ابن رجب ذلك بأن السلف كانوا كثيرًا ما يطلقون النسخ على البيان والإيضاح فيكون مقصودهم أن تلك النصوص نسخت أي بينت ووضحت بمقتضياتها من الفرائض والحدود الموجبة لدخول الجنة والنجاة من النار.

القول بأن تلك الأحاديث في فضل لا إله إلا الله محكمة وقد ضم لها الشرائط.

قالت طائفة أخرى أن تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).
ونظير ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)) وفي رواية أخرى ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))
وتلك الزيادات وغيرها من المرويات يدل على أن لكلمة التوحيد شروط وموانع لا بد من التزامها ليحصل مقتضاها ونيل فضلها.


أن كلمة التوحيد ليست كلمة مجردة بل لها شروط وموانع.

ويدلّ على صحة هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص، كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
وقد فهم الصديق رضي الله عنه ذلك حين قاتل مانعي الزكاة،
وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} وفهم ذلك التابعين لهم بإحسان ومن ذلك:
قيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.

أن ارتكاب الكبائر لا يمنع من دخول الجنة مع التوحيد وأن صاحبه لا يخلد في النار.

في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
وتأويل ذلك أن العبد يتطهر من ذنوبه في الدنيا بالابتلاءات كما في حديث
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
فإن بقي عليه شىء فيتطهر منه في نار جهنم ثم يخرج منها بالشفاعة فيدخل الجنة كما
في الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله).

مقتضيات كلمة التوحيد من شروط وموانع.
عمل القلب واجب في تحقيق كلمة الإخلاص.
وقد تعددت النصوص في ذلك وأن للقلب عمل ولا بد
أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا، فكل تلك العبادات لا تنفك عن عمل القلب قطعًا.
ولهذا كل المعاصي التي منشؤها حب غير الله وطاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله هي من موانع كمال تحقيق كمال كلمة التوحيد بل وفيها شرك في العبادة.
ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))،
ومن مظاهر ذلك:
الحلف بغير الله،
والرياء
لأنه ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق.،
واتباع الهوى فيما نهى الله عنه وهو من الشرك بالله كما قال تعالى
{أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}.
ومن سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت.
والطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون.
وكذلك طاعة الشيطان سماه الله تعالى عبادة كما في قوله تعالى
{ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
وأما من حقق الصدق والإخلاص فقد أنجاهم الله تعالى من تسلط الشيطان عليهم
قال تعالى{إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}

طاعة الرسول واتباع شريعته التي جاء بها من مقتضيات كلمة الإخلاص.

وهذا من مقتضيات كلمة الإخلاص ولا بد إذ لا سبيل إلى معرفة ما يحبه الله ويرضاه إلا بمعرفة سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع ما جاء به من شريعة،

ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، وقال تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).

من علامات صدق كلمة الإخلاص أن الجوارح لا تنبعث إلا لمرضاة الله.

فمتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب، وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))، والمعنى أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.
قال أبو يعقوب النهر جوري: كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
قال يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادّعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن الحسن قال: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته، فإن كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت.
قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
قال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك وخف الله على قدر قدرته عليك.

عاقبة من وقع في نواقض كلمة الإخلاص.
إذا أحب الله تعالى عبدًا وعلم صدق قلبه وإخلاصه وفقه للتوبة من كل ذنب.
قال ابن رجب "المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة."
والله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
كما في صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
و في بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).

أصحاب القلوب المخلوطة بالمكروهات وجب عليهم التطهر منها بالنيران.
القلب السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات وهو الذي يصلح لدخول الجنة مباشرة كما قال تعالى {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة} ،
وأما القلوب المتلطخة بشيء من المكروهات فلا بد أن تتطهر في نار جهنم أولًا وتكون في الدرك الأعلى من النار وتمكث فيها بقدر ما فيها من خبث فإن طهرت صلحت حينها لدخول جنة الطيبين من العباد.
وقد علم أن أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء.


بيان فضل لا إله إلا الله في الدنيا والآخرة.

فضائل كلمة الإخلاص في دار الفناء:
هي الغاية من الخلق كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
هي الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب، كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
لأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
هي كلمة التقوى والإخلاص وشهادة الحق والبراءة منالشرك
من قال لا إله إلا الله جدد الإيمان في قلبه كما في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").
ليس بينها وبين الله حجاب وبها يستجاب الدعاء ويصدق الله تعالى على عبده.
هي أفضل الأعمال وأفضل الذكر وأفضل ما قاله النبيون، كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).
.
فضائل كلمة الإخلاص في دار الخلد:

من أجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
هي مفتاح الجنة وثمن دخولها، وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)). .
هي توجب المغفرة وبها تمحى الذنوب والخطايا
كلمة الإخلاص لا يعدلها شىء في الميزان.
أمان من وحشة القبر وهول الحشر ،كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن)).
ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.


هذا والله أعلى وأعلم.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 11 شعبان 1439هـ/26-04-2018م, 02:37 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الجنبلي:

💡المسائل بعد الترتيب :
-بيان معنى لا اله إلا الله.
بيان شروط لا إله إلا الله المقتضية لحصول الثواب وانتفاء العقاب.
-وجوب دخول الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله خالصا من قلبه.
-يحرم الخلود في النار على من شهد أن لا إلا الله وأن محمد رسول الله خالصًا من قلبه.
-يحرم الموحد على نار خلد فيها أهلها مما دون الدرك الإعلى منها.
-الجمع بين الأحاديث الدالة على دخول الجنة وانتفاء العذاب عن الموحدين ، وبين الأحاديث الدالة على أن الشهادتين تقتضي العمل بها ليترتب عليها الجزاء المذكور في الاحاديث ، والخلاف في ذلك .
-قوادح التوحيد ونواقضه
-معنى الاسلام
-المحبة من مقتضيات الشهادتين.
-بيان ما تقتضيه المحبة من عمل.
-عناية الله بأحبابه.
-المراد بالقلب السليم
-فضل البلاء على المؤمن
-كيفية العناية بالقلب وسلامته
-أثر المعاصي والذنوب على التوحيد وما يترتب عليها
-خطر الرياء ومآل أهله وأصحابه
-بيان أحوال الناس في العبودية لله.
-ذكر فضائل لا إله إلا الله:(كلمة التقوى ، كلمة الإخلاص ، شهادة الحق، لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ، لأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب ، مفتاح الجنة، ثمن الجنة، نجاة من النار ، توجب المغفرة ، أحسن الحسنات ، تمحو الذنوب والخطايا ، تجدد ما درس من الايمان في القلب ، لا يعدلها شيء ، تخرق الحجب حتى تصل إلى الله ، ينظر الله لقائلها ويجيب دعاه ، يصدق الله قائلها ، أفضل ما قاله النبيون ، أفضل الذكر ، أفضل الأعمال ، أمان من وحشة القبر ، شعار المؤمنين )


💡المقاصد الفرعية
-معنى لا اله الا الله وبيان مقتضاها ، وشروط الانتفاع بها بالجمع بين أحاديث دخول الجنة وتحريم النار ، وذكر نواقضها.
- معنى الاسلام، وذكر أحوال الناس في المحبة وييان عناية الله بأحبابه ، وذكر بعض صفاتهم .
-المراد بإطلاق الكفر والشرك على بعض الأعمال وما يترتب عليها من حكم. ، وذكر أحوال الناس في العبادة .
-ذكر فضائل لا إله إلا الله.

💡المقصد الكلي:
بيان معنى لا إله إلا الله وشروطها وما تقتضيه من عمل وذكر ما يقدح في التوحيد من الذنوب والمعاصي وبيان أحوال الناس مع الشهادتين وذكر أهميتها وتعداد لفضائلها.



💡المقاصد الفرعية وتحتها المسائل (بعد التلخيص)
💡1#معنى لا اله الا الله وبيان مقتضاها ، وشروط الانتفاع بها بالجمع بين أحاديث دخول الجنة وتحريم النار ، ونواقضها ، وذكر تلازمها مع شهادة أن محمدًا رسول الله .

📘-بيان معنى لا اله إلا الله ، وأنه يقصد بها لا إله له غيره والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له ومحبة وإجلالا وخوفا ورجاء وتوكلا ...
فتحقيقه بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا.
وتحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء هذا المعنى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم صريحا أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))، وهذا يروى من حديث أنس بن مالك وزيد بن أرقم ولكن إسنادهما لا يصحّ، وجاء أيضا من مراسيل الحسن بنحوه.
-ومن هاهنا يعلم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ... ، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).

📘-بيان شروط لا إله إلا الله المقتضية لحصول الثواب وانتفاء العقاب.
القول باللسان والتصديق بالجنان والعمل بالجوارح قال صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار))، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)) وغيرها من الأحاديث التي تدل على أن للشهادتين شروطًا يوجب العمل بها ما تقتضيه من ثواب وعقاب.
: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، فهم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا.

📘-وجوب دخول الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله خالصا من قلبه.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار)) وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة يطول ذكرها.

📘-يحرم دخول النار على من شهد أن لا إلا الله وأن محمد رسول الله خالصًا من قلبه.
خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).


📘-أقوال العلماء في الجمع بين الأحاديث الدالة على دخول الجنة وانتفاء العذاب عن الموحدين ، وبين الأحاديث الدالة على أن الشهادتين تقتضي العمل بها ليترتب عليها الجزاء المذكور في الاحاديث ، والخلاف في ذلك .
1-يحرم الموحد الخلود في النار أو الدخول على نار خلد فيها أهلها مما دون الدرك الإعلى منها.
لما في الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)
-أنه لا يترتب عليها دخول الجنة أو التحريم عن النار إلا بتحقق شروطها ، وبتخلفها يتخلف المقتضى فيعذب الموحد في النار بحسب ذنوبه قبل دخوله الجنة.
وقيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
وعن معاذ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألك أهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله))، ويدلّ على صحة هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص، كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله أما اثنتين فوالله لا أطيقهما الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولّى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرت تلك جشمت نفسي وكرهت الموت، والصدقة فوالله ما لي إلا غنيمة وعشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال: ((فلا جهاد ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذا؟)) قلت: يا رسول الله أبايعك فبايعته عليهن كلهن)، ففي هذا الحديث أن الجهاد والصدقة شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج.
ونظير هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).
وهذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}، كما دلّ قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد، فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابا، فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدّى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة.

3- أن الأحاديث مطلقه قيدت بنزول الفرائض ، ومنهم من قال بالنسخ.
وقال ابن رجب عن القول بأنها كانت قبل نزول الفرائض: وهذا بعيد جدًا فإن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود ، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي آخر حياته ﷺ.
وأما القول بالنسخ فقال : يلتفت في هذا إلى أن الزيادة على النصّ هل هي نسخ أم لا؟ والخلاف في ذلك بين الأصوليين مشهور.
وقد صرح الثوري وغيره بأنها منسوخة وأنه نسخها الفرائض والحدود، وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك.

4-أن النصوص المطلقة في موضع قيدت في آخر.
ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).

📘-قوادح التوحيد ونواقضه
النقص في التوحيد يكون بإشراك المخلوق في شيء من خصائص الخالق فيكون فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من الإشراك وهذا كله من فروع الشرك.

💡#2معنى الاسلام، وذكر أحوال الناس في المحبة وييان عناية الله بأحبابه ، وذكر بعض صفاتهم .

📘-معنى الاسلام وأن المحبة من مقتضيات الشهادتين.
-الاسلام هو الاستسلام لله تعالى والانقياد له فقول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))، قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.

📘-بيان ما تقتضيه المحبة من عمل.
متى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب، وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))، والمعنى أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.

📘-عناية الله بأحبابه.
-وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
وتفسير هذا الكلام أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).
كما روى البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي)).

📘المراد بالقلب السليم
هو الذي ليس فيه أحد غير الله قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
القلب السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات، فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب، فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذ للمجاورة، ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا))، فأما القلوب الطيبة فتصلح للمجاورة من أول الأمر {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} {الذين يتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة}.

-📘فضل البلاء على المؤمن
تكفير للذنوب والخطايا ففي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن مغفل أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: ((أنت عبد أراد الله بك خيرا)) ثم قال: ((إن الله إذا أراد بعبده شرا أمسك ذنبه حتى يوافى به يوم القيامة)).


-📘كيفية العناية بالقلب وسلامته
بمخالفة الهوى والاستسلام والانقياد للطاعة، ومراقبة الله {ألم يعلم بأن الله يرى}، {إن ربك لبالمرصاد}!!


- 💡3بيان خطر المعاصي والذنوب وأنها مما يناقض التوحيد، وذكر أحوال الناس في العبادة .

-📘أثر الذنوب والمعاصي على التوحيد :
ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة وغير ذلك ..
وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله، ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ... وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك.
وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه.
وروي من حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف: ((ما تحت ظل سماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)).
وفي حديث أخر: ((لا تزال "لا إله إلا الله" تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم: كذبتم)).
ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
وقال سبحانه :{ ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}، فيا هذا كن عبد الله لا عبد الهوى فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار، {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}.

-📘خطر الرياء ومآل أهله وأصحابه
أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك
ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق.
المرائي يزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ويوهم أنه من خاصة الملك وهو ما يعرف الملك بالكلية.

-📘بيان أحوال الناس في العبودية لله.
اعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه، فمن عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد مولاه.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن الحسن قال: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته، فإن كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت.


-💡4ذكر فضائل لا إله إلا الله.
كلمة التقوى ، كلمة الإخلاص ، شهادة الحق، لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ،:
كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
وقال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}،
لأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب ، مفتاح الجنة:
وفي مسند البزار وغيره عن عياض الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لا إله إلا الله كلمة حق على الله كريمة، ولها من الله مكان، وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة، ومن قالها كاذبا حقنت دمه واحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه))، وهي مفتاح الجنة كما تقدم.
ثمن الجنة ، نجاة من النار :
وهي نجاة من النار، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)) خرجه مسلم.

توجب المغفرة :
في المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: ((ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله)) فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: ((الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني بها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد)) ثم قال: ((أبشروا فإن الله قد غفر لكم)).
ةأحسن الحسنات :.
قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).

ةتمحو الذنوب والخطايا ،
سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).
تجدد ما درس من الايمان في القلب
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").

، لا يعدلها شيء
كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله".

، تخرق الحجب حتى تصل إلى الله ،
وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)).
وفيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)).

ينظر الله لقائلها ويجيب دعاه :
خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).

يصدق الله قائلها ، أفضل ما قاله النبيون ، أفضل الذكر ، أفضل الأعمال ، أمان من وحشة القبر ، شعار المؤمنين )


المقصد الكلي:
بيان معنى لا إله إلا الله وشروطها وما تقتضيه من عمل وذكر ما يترتب عليها ، وأحوال الناس معها ، وبيان أهميتها وتعداد لفضائلها.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12 شعبان 1439هـ/27-04-2018م, 04:16 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم..


رسالة كلمة الإخلاص:

المتأمّل في رسالة ابن رجب -رحمه الله- يجد أن مقصده الرئيس من رسالته توضيح معنى الأحاديث الدالّة على تحريم الموحّدين على النار مطلقا، وتأمّلوا كلامه في نهايات رسالته:
"إذا فهمتم هذا المعنى فهمتم معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرّمه الله على النار)، فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلّة صدقه في قولها".
وهذا لا يتعارض مع صياغة المقصد الكلّي بعبارة وافية جامعة للمقاصد الفرعيّة، ولكن أردنا التنبيه على دقّة مقصده رحمه الله، فإنه لما بيّن فضل هذه الكلمة في تحريم صاحبها على النار وبيّن المعنى الصحيح للتحريم شرع في بيان شرطها وهو الصدق، وبيّن ما ينافي هذا الصدق مما يستوجب دخول النار مدّة من الزمن قبل دخول الجنة.

ومقاصد هذه الرسالة يمكن جمعها في خمسة مقاصد تقريبا وهي:
1: بيان أن "لا إله إلا الله" تقتضي دخول صاحبها الجنة وتحريمه على النار وأن لها شروطا.
2: بيان أن تحقيق شهادة التوحيد يستلزم تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله.

3: بيان أن الذنوب والمعاصي مناقضة لإخلاص شهادة التوحيد ومانعة من تحقّق مقتضاها من دخول الجنة والتحريم على النار.
4: بيان ما يجب على الموحّد إذا قارف شيئا من الذنوب والمعاصي، وبيان عناية الله بأهل التوحيد.
5: بيان فضائل "لا إله إلا الله".
وأرجو أن يكون كل مقصد دالّا على ما يشمله من مسائل.
وأنبّه على ضرورة ملاحظة مسائل الرسالة ومقاصدها ضمن إطار كلّي، ولا يكون الطالب مع كل مسألة على انفراد دون تأمّل علاقتها بما قبلها وما بعدها، فإن ذلك يضعف نظرته لمقاصد المؤلّف من رسالته.


أمل يوسف ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وتطبيقك يدلّ على اجتهادك في فهم الرسالة، ولكن ثمّة ملاحظات مهمّة، تتعلّق بتصنيف المسائل وتلخيصها..
وقد فاتتك كتابة المقاصد الفرعيّة منفردة بعيدا عن المسائل، وهو مهمّ لأن ذلك يفيد في إخراجها في صورتها النهائية، سواء من جهة العدد فقد يظهر لنا دمج بعض المقاصد، أو من جهة الصياغة لتظهر مترابطة ودالّة على معنى كلّي.
- اتفقنا أننا نكرّر النظر في المسائل والمقاصد ونلاحظ الأفكار والموضوعات التي تجمعها، بحيث تتركّز هذه المسائل والمقاصد، وتأمّلي المقاصد الأربعة الأولى تجديها تجتمع في فكرة واحدة هي بيان أن "لا إله إلا الله" تقتضي دخول الجنة والتحريم على النار بشروط، كما بيّن في المقاصد المذكورة أعلاه، فهذه العناوين الأربعة من ضمن المسائل التي تندرج تحت هذا المقصد، والحاصل أنه ليس كل ما اعتبرتيه مقصدا فرعيّا يصلح لذلك، إنما الكثير منها مسائل تدخل تحت المقاصد الفرعيّة.

أيضا شروط "لا إله إلا الله" تصديقها باللسان وبالقلب وبالجوارح، فيمكن تلخيصها واختصارها بناء على هذا التقسيم وهو المفهوم من كلام المؤلّف.
ورسالة ابن رجب تدور حول أهل التوحيد، لذلك لما تكلّم عن المعاصي بيّن أنها من فروع الشرك لإخلالها بتمام التوحيد وإخلاصه واستدلّ لها بتسمية الهوى إلها وتسمية طاعة الشيطان عبادة، وقد نبّه على قول أهل العلم: "كفر دون كفر، وشرك دون شرك"، وما ذكره من أنواع المعاصي فهي على سبيل التمثيل.
- ويلاحظ على تلخيصك شيء من الطول، فأرجو مراعاة أن يكون أكثر اختصارا، وأرجو استدراك هذه الملاحظات في التطبيق الثاني، وفقك الله.


الشيماء وهبة ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
لماذا المسائل المستخلصة أولا غير الموضوعة تحت المقاصد الفرعيّة؟
- لا تدخلي مباشرة في تأويل الأحاديث المرويّة، وهذا ليس مقصدا فرعيّا، إنما هو مسألة ضمن مسائل المقصد الأول وهو بيان أن "لا إله إله الله" تقتضي دخول الجنة والنجاة من النار والتحريم على النار، فيكون تحته سرد هذه الأدلّة وبيان أنواعها وتوجيهها، وراجعي هذه المسألة في تطبيق الأستاذة أمل يوسف عند قولها: "
الأقوال في الجمع بين النصوص الدالة على تحريم النار مطلقا على الموحدين وبين النصوص الدالة على دخول عصاة الموحدين النار"
- قولك: "مقتضيات كلمة التوحيد من شروط وموانع" هذه الصياغة ليست دقيقة، والمسائل المذكورة تحتها متعلّقة بالشروط، وبقي الكلام على الموانع وهو مقصد مهمّ جدا فيه بيان أن الذنوب والمعاصي موانع لمقتضى كلمة التوحيد والذي هو دخول الجنة والتحريم على النار، وهذا المقصد المهمّ قد فاتك رغم أنه يمثّل جزءا كبيرا من الرسالة.


تماضر أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وتطبيقك جيد بدرجة كبيرة، ويؤخذ عليه بعض الملاحظات الخاصّة بتركيز المقاصد والمسائل، فبعضها فيه تكرار، وبعضها يحتاج إلى دمج وضمّ، كذلك ترتيب المقاصد والمسائل، وأرجو أن تفيدك المقاصد الخمسة المذكورة أعلاه.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 13 شعبان 1439هـ/28-04-2018م, 01:36 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

التطبيق الأول

المقصد العام
شروط ومقتضيات وفضائل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والتحذير من الشرك والرياء وبيان آثارهما

المقاصد الفرعية :

أولا : حكم من أتي بكلمة التوحيد
أ‌- دخل الجنة ولم يحجب عنها
ب‌- يحرم على النار
- اختلاف العلماء في معنى التحريم على النار
ثانيا : الأدلة على أن لا إله إلا الله لها شروط
- رتب النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على الأعمال الصالحة .
- اختلاف العلماء في الأحاديث التي لم يشترط فيها العمل .
ثالثا : شروط ومقتضيات لا إله إلا الله
1- الإخلاص
2- اليقين
3- الطاعة والانقياد
- إطلاق اسم الكفر والشرك على بعض الذنوب والمعاصي التي منشؤها طاعة غير الله
- إطلاق اسم الإله على الهوى المتبع
- تسمية طاعة الشيطان في معصية الله عبادة
4- المحبة
5- الصدق
- علامات الصدق
- فضل الصدق
6- مراقبة الله والحياء من معصيته
- أحوال بعض السلف في مراقبة الله سبحانه
رابعا : شروط ومقتضيات شهادة أن محمدا رسول الله
- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله
- طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله
- علامات محبة الله ورسوله
خامسا : أهمية تحقيق القلب لمقتضيات كلمة التوحيد
- معنى القلب السليم
- فضل القلب السليم
سادسا : خطورة الشرك والرياء على العبد
سابعا : فصل في فضائل لا إله الا الله

تلخيص المسائل :
- أولا : حكم من أتى بكلمة التوحيد :
- أ- دخل الجنة ولم يحجب عنها
فلا يخلد في النار أحد من أهل التوحيد الخالص وإنما قد يدخلها فيطهر من ذنوبه ثم يدخل الجنة ، فعن أبي هريرة أو أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : : ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)). رواه مسلم
ب- يحرم على النار
فعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) رواه البخاري ومسلم .
أقوال العلماء في معنى التحريم على النار :
- حمله بعضهم على الخلود فيها
- وحمله بعضهم على نار يخلد فيها أهلها وهي ما عدا الدرك الأعلى الذي يدخله عصاة الموحدين يطهرون فيه من ذنوبهم .
- وقال بعضهم : أن "لا إله إلا الله" سبب للنجاة من النار ودخول الجنة ومقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه ، وهو قول الحسن ووهب بن منبه ، وهو الأظهر .

ثانيا : الأدلة على أن "لا إله إلا الله" لها شروط
رتب النبي صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على الأعمال الصالحة
- ففي الصحيحين عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).
- قول الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطا، فإياك وقذف المحصنة
- وقيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
- وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك

اختلاف العلماء في الأحاديث التي لم يشترط فيها العمل :
- ذهبت طائفة إلى أن هذه الأحاديث كانت قبل نزول الفرائض والحدود، منهم الزهري والثوري وغيرهما ، ولكن نلاحظ أن كثيرا من هذه الأحاديث كانت في المدينة بعد نزول الفرائض .
- ومنهم من ذهب إلى أن هذه الأحاديث منسوخة نسختها أحاديث الفرائض والحدود ، وصرح بذلك الثوري ، والرد على ذلك بأنه قد يكون مراد السلف بالنسخ البيان والإيضاح ، وأن الفرائض بينتها .
- وذهب بعضهم أنها محكمة ولكن ضم إليها شروطا.
- وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).

ثالثا : شروط ومقتضيات لا إله إلا الله
مما سبق نستخلص أن كلمة التوحيد لها شروط لابد للعبد من تحقيقها للنجاة من النار ودخول الجنة ، ومن هذه الشروط :
1- الإخلاص
فعن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).متفق عليه
2- اليقين
عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)). رواه مسلم
3- الطاعة والانقياد
فقول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله.
- تعريف الإله : والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل.
- إطلاق اسم الكفر والشرك على بعض الذنوب والمعاصي التي منشؤها طاعة غير الله :
بعض الذنوب تقدح في التوحيد لذا أطلق عليها اسم الشرك والكفر ، وهذه الذنوب منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجاءه أو التوكل عليه أو العمل لأجله ، كالرياء والتوكل على غير الله ، والحلف بغيره ، والتسوية بين الله وبين المخلوقين في المشيئة .
-إطلاق اسم الإله على الهوى المتبع
أطلق اسم الإله على الهوى المتبع ، كما قال تعالى : (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) فاتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله ، كقتل المسلم ، وشرب الخمر ، وإتيان المرأة الحائض وغير ذلك من الذنوب التي لا تخرج من الملة بالكلية .
- تسمية طاعة الشيطان في معصية الله عبادة
فمن لم يحقق عبودية الله سبحانه وطاعته ، فإنه عابد للشيطان بطاعته له ، قال تعالى : (ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان) .
نخلص من هذه الأدلة على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))
4- المحبة
قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه ، كما قال تعالى : (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي
5- الصدق
الصدق من مقتضيات وشروط تحقيق كلمة التوحيد ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (من قال لا إله إلا الله صادقا من قلبه دخل الجنة).
- علامات الصدق
1- أن يكون قلبه طاهرا من كل ما سوى الله سبحانه
2- من صدق لم يحب سوى الله سبحانه ، ولم يرج سواه ، ولم يبق له في قلبه من آثار نفسه وهواه أي حظ .
3- كلما زل قلب الصادق تلافى تلك الزلة .
-فضل الصدق
من صدق في محبه الله اعتن به الله ،فكلما زل أخذ بيده للنجاة ، ويسر له التوبة ، أو ابتلاه بالمصائب المكفرة ، كما في صحيح مسلم : (الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث )
6- مراقبة الله والحياء من معصيته
فمراقبة الله من لوازم وشروط كلمة التوحيد ، كما قال تعالى : (ألم يعلم بأن الله يرى) ، وقوله : (إن ربك لبالمرصاد) .
قال المحاسبي : المراقبة علم القلب بقرب الرب ، فكلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره .
أحوال بعض السلف في مراقبة الله سبحانه
راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب قالت: فأين مكوكبها؟!
أكره رجل امرأة على نفسها وأمرها بغلق الأبواب فقال لها: هل بقي باب لم يغلق؟ قالت: نعم الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها!
رأى بعض العارفين رجلا يكلم امرأة فقال: إن الله يراكما سترنا الله وإياكما.
قال بعضهم : منذ أربعين سنة ما خطوت لغير الله، ولا نظرت إلى شيء أستحسنه حياء من الله عز وجل.

رابعا : شروط ومقتضيات شهادة أن محمدا رسول الله
- محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله
لا تتم محبة الله سبحانه إلا بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا طريق لمعرفة ما يحبه الله أو ما يكرهه إلا من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولذا فإن محبة الله مستلزمة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومتابعته ، لذا فقد قرن الله سبحانه بين محبته ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}
وقوله عليه الصلاة والسلام : (صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) .
- طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله
وكما أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله ، فكذلك طاعته من طاعة الله ، ولابد باتباع ما أمر واجتناب من نهى ، وقد قرن الله طاعته بطاعة رسوله أيضا في مواضع كثيرة من القرآن.
- علامات محبة الله ورسوله
1- بذل النفوس رخيصة في مرضاة الله ورسوله ، كما ظهر ذلك في حال السحرة حين قالوا لفرعون (فاقض ما أنت قاض) .
2- عدم انبعاث الجوارح إلا في طاعة الرب سبحانه كما في الحديث : (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه )
3- عبادة الله لمراده منا لا لمرادنا منه ، فلا يعبد الله على حرف ، فكلما قويت المحبة والمعرفة لم يرد صاحبهما إلا ما يريده مولاة .

خامسا : أهمية تحقيق القلب لمقتضيات كلمة التوحيد
لابد أن يحقق القلب مقتضيات كلمة التوحيد ، فلا ينجو غدا إلا من لقي الله بقلب سليم .
- معنى القلب السليم
هو القلب الطاهر من أدناس المخالفات والآثام ، الخالي من الأغيار فلا يسكن فيه سوى الله ، ولا يزاحمه فيه أي من أصنام الهوى .
- فضل القلب السليم
أ‌- القلب السليم يصلح لمجاورة مولاه سبحانه ، أما من تلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة القدوس إلا بعد أن يتطهر في كير العذاب .
ب‌- انطفاء جهنم بنور القلب السليم ، ففي الحديث : ( جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي) .

سادسا : خطورة الشرك والرياء على العبد :
1- الشرك أخفي من دبيب النمل في هذه الأمة ، لذا فقد يقع فيه العبد وهو لا يشعر .
2- أو من تسعر بهم النار من الموحدين العالم والمجاهد والمتصدق للرياء ، فالمرائي يجهل عظمة خالقه ، ويوهم بأنه من خواص الملك ويزور توقيع اسمه ليحصل على مصالح شخصية .
3- يدخل النار بعد ذلك عبيد الهوى وأصحاب الشهوات لطاعتهم لأهوائهم ومعصيتهم لمولاهم .

سابعا : فصل في فضائل لا إله الا الله
كلمة التوحيد لها فضائل عظيمة لا تعد ولا تحصى ، ولكن نذكر بعضا منها :
1- كلمة التقوى كما قال عمر رضي الله عنه
2- الإخلاص
فهي كلمة الإخلاص ودعوة الحق والبراءة من الشرك ولأجلها خلق الخلق ، كما قال تعالى : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) .
3- لأجلها وأرسل الرسل ، وأنزلت الكتب ، وهي أول ما عدد الله على عباده من النعم
كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
4- لأجلها أعدت دار الثواب ، ودار العقاب .
فهي توجب المغفرة.
ففي المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: ((ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله)) فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: ((الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني بها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد)) ثم قال: ((أبشروا فإن الله قد غفر لكم)).
وهي نجاة من النار، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)) أخرجه مسلم
5- لأجلها أرسل الرسل بالجهاد
فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) ..
6- مفتاح الجنة وثمنها
فمن كانت أخر كلامه دخل الجنة ، وهي ثمن الجنة كما قال الحسن .
7- وهي أحسن الحسنات.
قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).
8- تمحو الخطايا
وفي سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).
رؤي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال: ((ما أبقت "لا إله إلا الله" شيئا)).
9- تجدد الإيمان
ففي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").
10- لا يعدلها شيء في الميزان
فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام قال: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به قال: يا موسى قل "لا إله إلا الله"، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: قل "لا إله إلا الله"، قال: لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة و"لا إله إلا الله" في كفة مالت بهن "لا إله إلا الله").
11- ترجح بصحائف الذنوب.
كما في حديث السجلات والبطاقة، وقد خرجه أحمد والنسائي والترمذي أيضا من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.
12- تخرق الحجب لتصل إلى الله
ففي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)).
وفيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)).
13- ينظر الله إلى صاحبها ويجيب دعاءه
أخرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).
14- الكلمة التي يصدق الله قائلها
كما أخرج النسائي والترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" صدقه ربه وقال: "لا إله إلا أنا وأنا أكبر"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" يقول الله: "لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد" قال الله: "لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد"، وإذا قال: "لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الله: "لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي")) وكان يقول: ((من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار)).
15- أفضل ما قاله النبيون ، كما جاء في حديث عرفة
16- أفضل الذكر
كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))، وعن ابن عباس: أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها.
17- أفضل الأعمال
هي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).
18- أمان من وحشة القبر وهول الحشر
فقد ورد في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن))
19- شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم
قال النضر بن عربي: بلغني أن الناس إذا قاموا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله، وقد خرج الطبراني حديثا مرفوعا: ((إن شعار هذه الأمة على الصراط لا إله إلا أنت)).
20- يفتح أبواب الجنة لقائلها
ففي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)).
21- إذا دخل أهلها النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها
ففي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)).

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 18 شعبان 1439هـ/3-05-2018م, 04:02 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة كلمة الاخلاص

1 المقدمة
- فضل من قال لا أله ألا الله يبتغي بها وجه الله.
- من قال لا أله ألا الله ولقي الله بها.
- فضل من كان آخر كلامه من الدنيا لا أله ألا الله.
- من قال لا أله ألا الله حرمه الله على النار
- لا أله ألا الله سبب في دخول الجنة
2 معنى حديث أبو ذر.
3 من قال لا أله ألا الله فعليه أن يحقق شروطها
4 مفتاح الجنة لا أله ألا الله
5 العمل الذي يدخل الجنة.
4 عصمة دم من قال لا أله ألا الله.
5 خلاف العلماء حول الأحاديث من حيث النسخ وعدمه
6 أهمية عمل القلب.
7 ما يقتضيه قول لا أله ألا الله.
8 ما يطلق عليه لفظ الأله.
9 ذم من اتخذ الهوى ألها.

10 معنى (لا يشركون بي شيئاً.)
11 خطر الشرك.
12 من أسباب محبة الله محبة طاعته.
13 متى يكون العبد محبا.
14 من علامات المحبة
15 مقتضيات ولوازم محبة الله
- قول لا أله ألا الله تقتضي ألا يحب شيء سوى الله.
16 لواىم محبة الله.

- محبة الله تستلزم موافقته في أمره.
16 مقتضيات محبة الله.
- محبة الله تقتضي حفظ حدوده
17 الطريق ألى معرفة الله ومحبته
18 علامات حلاوة الأيمان
19 عبادة الله بمراده منه.
20 القلب بيد الله فلا يكون فيه غيره.
21 المقصود بالقلب السليم.
22 أول من تسعر بهم النار المرائي ثم أصحاب الشهوة.

23 نور أيمان الموحد يطفئ نار جهنم.
24 السلف والشوق ألى الله ومحبته
25 من صدق في قول لا أله أله الله لم يحب ولم يرجو سواه.
26 ثمرات محبة الله للعبد.
27 عناية الله بمحبيه.
28 محبة الله لمن يذكره.
29 مراقبة الله.
- السلف ومراقبة الله
- بماذا يغض البصر


- معنى المراقبة.
الحياة من الله
- وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالحياء من الله.
- وصية السلف بالحياء من الله.
الخاتمة
عودة على ما بدأ به المؤلف في المقدمة من ذكر فضائل كلمة الأخلاص
- قول عمر في فضل لا أله ألا الله.
- لا أله أحسن الحسنات
- لا أله ألا الله تغفر الذنوب.
- لا أله ألا الله ترجح في الميزان.
- لا أله ألا الله لا يحجبها شيء وليس بينها وبين اله حجاب.
- لا أله أله ألا الله ينظر الله ألى قائلها ويجيب دعائه.
- لا أله ألا الله يصدق الله قائلها.
- أفضً ما قاله النبيون
- أفضل الذكر لا أله ألا الله
- أفضل الأعمال وأكثرها أجرا.
- أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
- الغاية من خلق الخلق.
- أقوال السلف في حبهم لله.
-أقوال السلف في الخوف من عذاب الله.

- وصية في الجتهاد بتحقيق التوحيد.
المقاصد الفرعية
فضائل كللمة الأخلاص
أحاديث تدل على فضل كلمة التوحيد
أقوال السلف في فضل كلمة التوحيد
محبة الله علاماتها ولوازمها
معنى المراقبة
أقوال السلف في المراقبة.
وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالحياة.
وصية السلف بالحياة من الله.



أهمية عمل القلب.
المقصد العام فضل لا أله ألا الله وما ينبغي لقائلها من مقتضيات ولوازم وشروط وأنها مفتاح الجنة ولا بد فيها من عمل القلب واللسان.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 21 شعبان 1439هـ/6-05-2018م, 07:35 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم التطبيق الأول من دورة أصول القراءة العلمية

هناء هلال محمد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- المقاصد يمكن اختصارها، وراجعي المقاصد المذكورة في التقويم أعلاه.
- لا يجب الاختصار في إيراد الأدلّة إلا إذا كانت كثيرة جدا، والاختصار في الأدلّة ملاحظ في التلخيص.
- توجيه معنى التحريم واختلاف العلماء في الأحاديث التي تشترط العمل مسألة واحدة، وراجعي إرشادات التقويم في مسألة الجمع بين الأحاديث الدالّة على أن من نطق بالشهادتين يحرم على النار وبين الأحاديث التي تشترط العمل.


شيماء طه ه
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ولكن فاتك تلخيص ما استخلصتيه، فأرجو إتمام التطبيق بتلخيص هذه المسائل.
وأرجو مراجعة إرشادات أول تقويم لهذا التطبيق وملاحظة المقاصد الفرعيّة لأنك لم تميّزي المقاصد الفرعيّة عن المسائل.
وفقك الله.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 23 شعبان 1439هـ/8-05-2018م, 02:30 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة ابن تيمية :الفرق بين العبادات الشرعية والبدعية
&حمد الله وطلب مغفرته واستعاذ به من الشرور وأثنى عليه سبحانه
&ذكر سبب تأليفه هذا الباب وهو :كثرة الاضطراب بسبب ما أحدثه الناس من عبادات غير مشروعة و منهي عنها .
&أصل الدين :أن مصدره الله ورسوله كما أن الصراط المستقيم واحدة أما الخروج عن الصراط يقود إلى سبل متعددة على كل منها شيطان يدعو اليها
قال اللّه تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}،
&ذم الله المشركين الذين اتبعوا السبل وحرموا ما أحل الله وحللوا ما حرم الله وابتدعوا عبادات كالشرك والفواحش
&معنى العبادات كل ما يتقرب به إلى الله تعالى الواجب منها والمستحب
فالواجب مثل الصلوات الخمس والنافلة مثل قيام الليل
&الفرق بين ماهو مشروع وماليس بمشروع:المشروع هو سبيل الله كالبر والطاعة والمعروف والخير يسلكه الزّهاد وهو سبيل اللّه وهو البرّ والطّاعة والحسنات والخير
والمعروف وهو طريق السّالكين ومنهاج القاصدين والعابدين وهو الّذي يسلكه كلّ من أراد اللّه هدايته وسلك طريق الزّهد والعبادة وما يسمّى بالفقر والتّصوّف ونحو ذلك.
والبدعة هي خروج عما شرعه الله سبحانه تكون سبباً لمخاطبة الشياطين لهم فيظنون أن الملائكة هي من تتنزل عليهم
&أصول العبادات الدينية هو الصلاة والصيام وقراءة القرآن وذكر الأدلة على ذلك كما في و العبادات الدّينيّة أصولها الصّلاة والصّيام والقراءة الّتي جاء ذكرها في الصّحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: (ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: بلى، قال: فلا تفعل فإنّك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النّفس، ثمّ أمره بصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، فقال إنّي أطيق أكثر من ذلك، فانتهى به إلى صوم يومٍ وفطر يومٍ، فقال: إنّي أطيق أكثر من ذلك فقال: لا أفضل من ذلك وقال: أفضل الصّيام صيام داود عليه السّلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفرّ إذا لاقى، وأفضل القيام قيام داود كان ينام نصف اللّيل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأمره أن يقرأ القرآن في سبعٍ).
&استطرد بذكر كتابه (الاقتصاد في العبادة) الذي صنفه في القدر المشروع من الصلاة والصيام وقراءة القرآن
&تطرق إلى مسائل فقهية مثل جواز صيام الدهر وقيام جميع الليل وغيرهاوقال وإن كان جائزًا لكنّ صوم يومٍ وفطر يومٍ أفضل وقيام ثلث اللّيل أفضل .
&العبادات غير المشروعة كالخلوات
&الفرق بين الاعتكاف الشرعي والخلوات
&ردّ قولهم بتحليلها واحتجاجهم بخلوات النبي صلى الله عليه وسلم بغار حراء بأنه شرعه لهم عبد المطلب في الجاهلية وأن النبي وصحابته استبدلوه بالاعتكاف في المساجد بعد أن شرّعه الله لهم بعد النبوة
&ابطال الأربعينية وابطال حجتهم - أن الله واعد موسى أربعين ليلة صامها موسى والمسيح كذلك صام أربعين يوماً -بأنه شريعة منسوخة لا يجب اتباعها
وتمسك لما نزل قبل النبوة

&أصناف مبتدعين الخلوات منهم من يقيد الخلوات بزمن ومنهم من يتعبد بجنس العبادات الشرعية ومنهم من يخرج الى عبادات غير مشروعة
&استشهاد باللغة لابطال قول أبو حامد :ذكر العامّة: " لا إله إلّا اللّه " وذكر الخاصّة: " اللّه اللّه " وذكر خاصّة الخاصّة: " هو هو ". بأن الذكر بالاسم المفرد الظاهر أو المضمر ليس كلاماً .كما استشهد بما ثبت في الصحيحين من أحاديث تبين أن أفضل الذكر كلمة لا إله إلا الله والتسبيح والتحميد
كما في حديثٍ : (أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه)

&ابطال حجة المتأخرين منهم بأن الهدف من قولهم (هو هو)ليس الذكر وانما جمع القلب على شيء معين ولا فرق بين قولك: يا حيّ، وقولك: يا جحش. حتى تصفو النفس وتتنزل عليها فيعطوا ما لم يعطه محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة المعراج ولا موسى عليه السّلام يوم الطّور بزعمهم وإنما الذي يتنزل عليهم هو شيطان
&ابطال قولهم: إذا كان قصدٌ وقاصدٌ ومقصودٌ فاجعل الجميع واحدًا فهذا ما يسمى وحدة الوجود الذي يقود للشر.
&تبرءة أبو حامد وأمثاله مما صارت عليه بدعة الخلوات من كفر
&ذكر أن سبب معتقدات أبو حامد الضالة مثل الخلوات ومعتقد(العقل الفعال)هو نقص الإيمان بالرسل .قالوا أن النّبوّة مكتسبةٌ، وأن العلم الذي يحصل لهم هو بسبب العقل الفعال، وأبو حامدٍ يقول إنّه سمع الخطاب كما سمعه موسى -عليه السّلام- وإن لم يُقصد هو بالخطاب، وأبطل معتقدهم هذا من وجوه:
أولاً -أن ما يجعله الله في القلوب قد يكون من الله اذا كان حقاً وقد يكون من الشيطان اذا كان باطلاً والملائكة والشياطين مخلوقات ناطقة وليس كما يدعون أنها صفات لنفس الإنسان
ثانياً-أن الأنبياء موحى لهم من الله وأن موسى كلمه الله وليس مجرد فيض كما يزعمون .
ثالثاً-أن الإنسان إذا فرغ قلبه من كل شيء وتنزل عليه لابد من دليل عقلي أو سمعي يثبت أن ماتنزل عليه حق وكلاهما لا يدل على ذلك بل يدلان على أن الإنسان اذا فرغ قلبه من ذكر الله حلّت فيه الشياطين وتنزلت عليه واستشهد بقوله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون}،وذكر آيات أخرى،كمان أن الذي يميز أولياء الله من أولياء الشيطان هو التوحيد واتباعهم أوامره ،أما أصحاب البدعة وأهل الشرك فهم أولياء الشيطان
رابعاً-الخلوات ان كانت حقاً فهي لمن لم يأته رسول أما بعد مجيء الرسول لا بد من اتباعه فيما أمر من عبادات شرعية وترك ما لم يأمر به من بدع
خامساً:الفرق بين التّخلية الشرعية والبدعية
-تفرغة القلب مما لا يحبه الله وملئه بما يحبه من عبادات وتفرغته من محبة غير الله وملئه بمحبة الله وكذلك يفعل مع الخوف والتوكل قال جندبٌ وابن عمر: " تعلّمنا الإيمان ثمّ تعلّمنا القرآن فازددنا إيمانًا ".
سادساً:أما التخليّة البدعية فهي الاقتصار على الذكر المجرد مثل قول (لا إله إلّا اللّه) ومع أن الإنسان قد ينتفع به إلا أنه ليس وحده الطريق إلى الله ؛فهناك عبادات بدنية أفضلها الصلاة ثم قراءة القرآن ثم الذكر ثم الدعاء والمفضول في وقته المشروع أفضل من الفاضل كالخبز المفضول يكون أفضل للجائع من الفاضل الغير متاح .
سابعاً: معتقد أبو حامد أن العلم منقوش في النفس الفلكية ويسمّي هذا اللوح المحفوظ وقاس ذلك على نقش أهل الصين والروم على الحائط حتى تمثّل فيه وبين فساد هذا القياس بأن
الذي فرّغ قلبه لم يكن له قلبٌ آخر يحصل له به التّحلية كما يحصل لهذا الحائط من هذا الحائط.فلو كانت العلوم تنزل على القلوب من النّفس الفلكيّة فلا فرق في ذلك بين النّاظر والمستدلّ والمفرّغ قلبه .كما أن اللوح المحفوظ الذي بينه الله ورسوله ليس هو النفس الفلكية فهم أخذوا ألفاظ الشريعة مثل:"الملك " و " الملكوت " و " الجبروت " و " اللّوح المحفوظ " و " الملك " و " الشّيطان " و " الحدوث " و " القدم " وغير ذلك،وكسوها بفلسفتهم الباطلة ليظن الجاهل أنهم يتحدثون باسم الشريعة .فهم يحرّفون كلام اللّه ورسوله عن مواضعه كما فعلت طائفة القرامطة الباطنيّة.
&واستطرد :أنه ذكر شيئاً عن ذلك في رده على الاتحادية
&طرق ابتداع أهل الخلوات كابن عربي الطائي والتلمساني :
-منهم من له أذكار معينة وتنزلات معينة شيطانية
&الأسباب التي تولد لهم التنزلات والأحوال الشيطانية هي :
-عبادات جنسها غير مشروع وعبادات جنسها مشروع ولكنها غير مقدرة مثل :الجوع المطلق والسهر المطلق والصمت المطلق بلا حدود شرعية
-ومنهم من يعتصم بالكتاب والسنة كأبي طالب ولكنه يذكر أحاديث ضعيفة وموضوعة مثل حديث المسبّعات وابتداع صلوات الأيّام واللّيالي وكلّها كذبٌ موضوعةٌ.
-بعض الخيالات الفاسدة ذكر ابن تيمية أنه فصّلها في موضع آخر
&أنواع الخلوات المشروعة والبدعية
&الفرق بين الخلوة المشروعة والبدعية:
الخلوة المشروعة :هي الخلوة والعزلة والانفراد المشروع ايجاباًكاعتزال الأمور المحرّمة ومجانبتها، كما قال تعالى عن أهل الكهف: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلّا اللّه فأووا إلى الكهف}، أو استحباباً كاعتزال النّاس وزهدها في فضول المباحات وما لا ينفع
قال طاوس: نعم صومعة الرّجل بيته يكفّ فيه بصره وسمعه.
ويدخل في الاستحباب التخلي في بعض الأماكن للتفرغ لعلم أو عمل مع المحافظه على الجمعة والجماعة
فهذا حقٌّ كما في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ النّاس أفضل؟ قال: (رجلٌ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل اللّه كلّما سمع هيعةً طار إليها يتتبّع الموت مظانّه، ورجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشّعاب يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة ويدع النّاس إلّا من خيرٍ)
أما الخلوات البدعية :فهي التي تكون في أماكن مهجورة لا يقام فيها جمعة ولا جماعة مثل مساجد مهجورة أو كهوف أو مقابر خاصة قبور الصالحين أو مواضع ذكر أن فيها أثر لنبي أو رجل صالح.
&من الأحوال الشيطانية التي تحدث لهم في خلواتهم البدعية ويظنونها كرامات :
-تمثل الشياطين لهم بصورة أنبياء أو أناس صالحين أموات في اليقظة أو المنام
كما ورد عن ابن منده أنه كان إذا أشكل عليه حديثٌ جاء إلى الحجرة النّبويّة ودخل فسأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، وذكر ابن تيمية إنكار ابن عبد البرّ هذا بقوله لمن ظنّ ذلك:( ويحك أترى هذا أفضل من السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار؟ فهل في هؤلاء من سأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد الموت وأجابه؟ وقد تنازع الصّحابة في أشياء فهلّا سألوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأجابهم؟ وهذه ابنته فاطمة تنازع في ميراثه فهلّا سألته فأجابها؟).
&وقال تعالى: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
ومحمّدٌ -صلّى اللّه عليه وسلّم- خاتم النّبيّين لا نبيّ بعده وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره فلم يبق طريقٌ إلى اللّه إلّا باتّباع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فما أمر به من العبادات أمر إيجابٍ أو استحبابٍ فهو مشروعٌ وكذلك ما رغّب فيه وذكر ثوابه وفضله.
&لا تثبت العبادة إلا بدليل شرعي صحيح وفي حالة ثبوت المستحب بدليل شرعي يمكن أن تروى فضائله بالأسانيد الضعيفة اذا لم يعلم كذبها
قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الحديث الصّحيح: (من روى عنّي حديثًا يرى أنّه كذبٌ فهو أحد الكاذبين).
&سنية اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله التعبدية في أزمنة وأمكنة محددة .كتخصيصه العشر الأواخر بالاعتكاف فيها وكتخصيصه مقام إبراهيم بالصّلاة فيه.بشرط اتباع النية التي قام النبي بالفعل لأجلها .
&حكم ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من المباحات على غير وجه التّعبّد يجوز لنا أن نفعله مباحًا كما فعله مباحًا؛ أما أن نفعله عبادةً وقربةً، فيه قولان :
1-عدم استحباب اتخاذه عبادة
اجماع الخلفاء الراشدون وجمهور الصحابة على عدم استحباب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله التي لم يقصد منها التعبد بل فعلها بحكم الاتفاق كنزوله في السفر بمكان معين .لأن المتابعة لابد فيها من قصد
فقد ثبت الإسناد الصّحيح عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه أنّه كان في السّفر فرآهم ينتابون مكانًا يصلّون فيه فقال: "ما هذا؟ قالوا: مكانٌ صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، من أدركته فيه الصّلاة فليصلّ فيه وإلّا فليمض".
2-استحباب اتخاذها عبادة :كما فعل ابن عمر ذلك زيادةٌ في محبّته و لبركة مشابهته له.
&إن الصلاة والعبادة في مكان مرّ به الأنبياء أو نزلوه أو سكنوه من البدع التي لم يفعلها الصحابة
&حكم اتخاذ قبور الأنبياء مساجد أو الصلاة عندهاهو التحريم لأنه ذريعة للشرك
الدليل حديث:(فلا تتّخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك).
وقوله تعالى: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}
&صفات أهل البدع
1-يبغضون العلم واالكتب ومن يقرأهاحتى أنهم يبغضون القرآن والحديث ولا يحبون سماعها.
&سبب نفورهم من العلم والقرآن والحديث :
-لأن فيه ما يخالف بدعهم فتمنعهم شياطينهم منه وتجعلهم يهربون منه
-ولوجود كثير من أهل العلم معرضين عن العبادة مشتغلين بالدنيا ،لهم معاصي ،جاهلين أو مكذبين بكرامات أهل التأله والعبادة.
2-يظنّون أنّهم يحصل لهم بطريقهم أعظم ممّا يحصل في الكتب، يحكى أنّ بعضهم قال: أخذوا علمهم ميّتًا عن ميّتٍ وأخذنا علمنا عن الحيّ الّذي لا يموت، فمنهم من يظنّ أنّه يلقّن القرآن بلا تلقينٍ، ويحكون أنّ شخصًا حصل له ذلك
تفسير ابن تيمية لذلك :(أنه قد يكونسمع آيات اللّه فلمّا صفّى نفسه تذكّرها فتلاها؛ فإنّ الرّياضة تصقل النّفس فيذكر أشياء كان قد نسيها،)
3-يحبون سماع المعازف والغناءوالسماع البدعي
&الفرق بين الكرامات والعطايا الشيطانية
فإنّ الفرق الّذي لا يخطئ هو القرآن والسّنّة فما وافق الكتاب والسّنّة فهو حقٌّ وما خالف ذلك فهو خطأٌ، وقد قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون * حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}،
وردّ قولهم " يأخذ عن اللّه، وأعطاني اللّه " بأنه قول مجمل يراد به أكثر من معنى:
المعنى الأول:-إذا أراد القائل بقوله الإعطاء الكوني الخلقي وهو العام الذي يكون بمشيئة الله وقدرته،فهو حق يشمل جميع الناس وليس القائل فقط
الثاني:-إن أراد ما يعطيه الله مما يحبه الله ويرضاه ويقرّب اليه فما دليله على ذلك ؟كيف عرف أنه من الله وليس من الشيطان؟كيف يكون من الله وهو مخالف لمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم ،كما أن الشياطين يوحون إلى أولياءهم كالسحرة والكهان وأهل البدع -كما ذكر في القرآن-
ولأن سببه عبادة غير شرعية مثل أن يوحي لهم شياطينهم بالفواحش مثل الغناء التي تقود للإنحلال .أو القتل
يقولون: قتله بحاله،وذلك بأن تعينهم شياطينهم على القتل ويحسبونه قوة ويعدونه من الكرامات . أو الإستغاثة بأشخاص أموات أو أحياء، ودعاءهم لهم دعاء عبادة أو مسألة ،أو محبة شيخهم أو غيره مثل محبة الله وتواجدهم على حبه .أو النذر لغير الله ؛فيشركوا بالله فيصبح شركهم سبباً لقيام الشياطين بمنافع لهم كمخاطبتهم وإخبارهم بعض الأمور الغائبة أو قضاء بعض الحوائج لهم .يبيعون توحيدهم ويهلكون مقابل منافع لا تذكر .كالسحرة
قال اللّه تعالى: {وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر فيتعلّمون منهما ما يفرّقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارّين به من أحدٍ إلّا بإذن اللّه ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}،
ذكر ابن تيمية قصة حصلت معه في أوائل عمره عندما رافق بعض زهادهم وانعزل عنهم عند سماعهم للغناء وكيف حصلت لهم منافع جلبتها لهم الشياطين عند سماعهم للغناء وشرب بعضهم للخمر وطلبوا منه أخذ نصيب من هذه المنافع فأجابهم
:(أنتم في حلٍّ من هذا النّصيب فكلّ نصيبٍ لا يأتي عن طريق محمّد بن عبد اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- فإنّي لا آكل منه شيئًا،)
&استطراد في حكم النذر لله تعالى :
( ثبت في الصّحيحين عن ابن عمر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه نهى عن النّذر وقال: (إنّه لا يأتي بخير وإنّما يستخرج به من البخيل)، فهو منهي عن عقدة لكن إذا عقد يجب الوفاء به كما في صحيح البخاريّ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (من نذر أن يطيع اللّه فليطعه ومن نذر أن يعصي اللّه فلا يعصه).
وقال أن النذر لايكون سبباً لإنعام الله على الناذر بتلك النعمة التي نذر لأجلها بل هو بنذره أوجب هذه العبادة المنذورة بعد أن كانت مستحبة .وإنما أسباب حصول الخير هي :الدعاء والصدقة وغيرها من العبادات

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 29 شعبان 1439هـ/14-05-2018م, 12:03 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

ميسر ياسين ه
بارك الله فيك ونفع بك.
ما كتبتيه ينم عن فهم جيد وملاحظة واعية لمسائل الرسالة الأساسية، لكنك لم تميّزي المقاصد الفرعية عن المسائل، ولم تذكري المقصد الكلّي للرسالة، فأرجو مراجعة الإرشادات العامّة في التقويم والاطّلاع على تطبيقات رسالة كلمة الإخلاص وتقويماتها للاستفادة من صورة التلخيص ومحاكاته في رسالتك.
وفقك الله.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 4 ذو القعدة 1439هـ/16-07-2018م, 05:05 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

🔷 تلخيص مقاصد رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الجنبلي:

كتب ابن رجب رسالة قيمة في كلمة الإخلاص التي فيها الخلاص جال في الحديث وصال وأوضح المبهم وأزال الإشكال ، فما على المريد إلى ارتشاف الشهد وأخذ المفيد، وأشباع النفس بطيب الكلام ، وتثبيت القلب وجلوا الأفهام .

(والذي بين يديك خلاصة الكلام ،نرجوا له القبول والتمام )

🔷 المقصد الكلي : من صدق مع الله صدقه .
فأساس الأمر معرفة الله والصدق معه ، فمن صدق مع الله صدقه وأعانه ووفقه ، وأول الأمر وأساسه ، الصدق في لا إله إلا الله كلمة التوحيد ، التي هي حق الله على العبيد، قيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها
دخل الجنة.
🔹حقوق "لا إله إلا الله" وفرضها وما ورد في شرطها .
🔺الإخلاص
ورد في الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
🔸التصديق التام بها.
في صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة ....حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
🔸الثبات عليها .
حديث أبو ذر وإن زنى وإن سرق؟!
قال ،قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة))
🔸يدخل الجنة على ماكان من العمل .
في صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ماكان من العمل .
🔸يحرم على النار .
ورد في صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار)) .
🔹شروط لا إله إلا الله .
🔸أداء الفرائض .
ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله أما اثنتين فوالله لا أطيقهما الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولّى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرت تلك جشمت نفسي وكرهت الموت، والصدقة فوالله ما لي إلا غنيمة وعشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال: ((فلا جهاد ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذا؟)) قلت: يا رسول الله أبايعك فبايعته عليهن كلهن)، ففي هذا الحديث أن الجهاد والصدقة شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج.
وغير هذا كثير .
🔸 الأعمال الصالحة .
منها،حديث أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ))
🔸الجمع بين النصوص .
نظير هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).
وهذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}،وقوله ،{فإخوانكم في الدين}على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد
فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابا، فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدّى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة.
وقالت طائفة من العلماء: المراد من هذه الأحاديث أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع .
وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطا، فإياك وقذف المحصنة.
وقيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.

🔸من شروطها تواطئ القلب مع اللسان .
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).
وهذا كله إشارة إلى عمل القلب وتحققه بمعنى الشهادتين فتحقيقه بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا،وتحقيقه أن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم،
وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده ،

🔷المقصد الثاني : بيان أن تحقيق شهادة التوحيد يستلزم تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله.
لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
ويشهد لهذا قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.

🔷المقصد الثالث : قوادح التوحيد المانعة لمقتضاه .
🔸ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان، وكذلك مما يقدح في التوحيد وتفرُّد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون .
🔸وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى .
ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة،
🔸وكذلك سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة له قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
، فمن لم يتحقق بعبوديتة الرحمن ، فإنه يعبد الشيطان ،ومن لم يخلص ويصدق مع الرحمن وقع في شرك الشيطان قال تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}،وهم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا، وأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، { فيا هذا كن عبد الله لا عبد الهوى فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار، {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}.
🔸كذلك يقتضي قول "لا إله إلا الله" أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري.
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))،
قال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
وسئل ذو النون متى أحب ربي قال: إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر.
🔸وكذلك ،المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك ،فهم أول من تسعر به النار .

🔷المقصد الرابع : بيان عناية الله بأهل التوحيد.
الموحد له عناية من الله وحسن رعاية، فمتى وقع في الذنب ييسر له التوبة ونبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار وكذلك يبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
ورد في بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
فما بقى على الموحد إلا الصدق مع الله ومعرفته حق المعرفة ،وهذا هوالذي قصده "ابن الجوزي" بقوله: فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، ومتى بقي في القلب أثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها.
واستحضار هيبته ومراقبته والحياء منه ،
قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
وصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
كأن رقيبا منك يرعى خواطري ** وآخر يرعى ناظري ولساني
فما أبصرت عيناي بعدك منظرا ** لغيرك إلا قلت قد رمقاني
ولا بدرت من في بعدك لفظة ** لغيرك إلا قلت قد سمعاني
ولا خطرت من ذكر غيرك خطرة ** على القلب إلا عرجا بعناني).

🔷المقصد الخامس : فضائل لاإله إلا الله .
🔸أنها كلمة التقوى كما قال عمر -رضي الله عنه
🔸وكلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الخلق.
كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
🔸ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.
🔸ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد،
🔸وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
🔸ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة.
🔸وهي نجاة من النار،وتوجب المغفرة ، وأحسن الحسنات، وتمحو الذنوب والخطايا.
🔸وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
🔸ولا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
🔸وكذلك ترجح بصحائف الذنوب.
🔸وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
🔸وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
🔸وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
🔸وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
🔸وهي أفضل الذكر.
🔸وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
🔸ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
🔸وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
🔸ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
🔸ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 17 ذو الحجة 1439هـ/28-08-2018م, 07:54 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي


تلخيص فضل كلمة الاخلاص لابن رجب
المقصد العام : فضل كلمة الإخلاص ، والأدلة على ذلك ومقتضى تحقيقها
المقاصد الرئسية :
1-أنواع الأدلة الواردة في فضل كلمة الإخلاص وتوجيهها.
2-أقوال العلماء في حكم الأحاديث التي في ثواب كلمة الإخلاص.
3-تحقيق الشهادتين
4- أمور تعين على تحقيق كلمة الإخلاص
5-من أسرار تحقيق كلمة الإخلاص .
6- فضل كلمة الإخلاص
..................
أولاً-أنواع الأدلة الواردة في فضل كلمة الإخلاص وتوجيهها:
- أنها سبب لدخول الجنة
-ما جاءفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة ...فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة))
-وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة))
التوجيه:
هذا ظاهر لأنه لا يدخل أحد من أهل التوحيدالخالص النار .
ومن كان من أهل التوحيد وعليه ذنوبه فإنه قد يدخلها ولا تحجب عنه الجنة ، بعد أن يطهر من ذنوبه بالنار ، وهذا معنى حديث أبي ذر أنه ولو سرق أو زني لا يمنعه من دخول الجنة وهو معه التوحيد.
- أنها سبب لأن يُحرّم عن النار
-خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار))
-وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار))
التوجيه:
-حمله بعضهم على عدم الخلود فيها ، أو على نار يخلد فيها أهلها وهي ما عدا الدرك الأعلى .
-الدرك الأعلى يدخله عصاة الموحدين بذنوبهم ويخرجون منه بشفاعةالشافعين وبرحمة رب العالمين ،ففي الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)،
ثانياً -أقوال العلماء في حكم الأحاديث التي في ثواب كلمة الإخلاص
1- أن هذه الأحاديث وما في معناها كانت قبل نزول الفرائض
وهذا قول طائفة من أهل العلم منهم الزهري والثوري ، وغيرهما.
التوجيه
هذا بعيد جداً ، فإن كثير من هذه الأحاديث ، كانت بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود ، بل بعضها في غزوة تبوك في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
2-لابد من استكمال شروط كلمة الإخلاص وانتفاء موانعها لتحقق ثوابها:
قالت طائفة من أهل العلم : أن لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة والنار ، ومقتض لذلك ، ولكن لابد من توفر شروطه وانتفاء موانعه، قاله الحسن ووهب بن منبه ورجحه ابن رجب
-ومما يدل على صحة هذا القول ، أنه صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
- وما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))،وهو الذي فهم منه الصديق رضي الله عنه أن يقاتل مانعي الزكاة ، بخلاف غيره من الصحابة الذي فهموا أنه من قال لا إله الا الله امتنع من عقوبة الدنيا.
- كما دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم
-كما دلّ قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض ، مع التوحيد .
3- أنها منسوخة
ومن أهل العلم من يقول إن هذه الأحاديث منسوخة، وقد صرح الثوري أنها منسوخة ،نسخها الفرائض والحدود .
توجيه هذا القول:
قد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح ، فالسلف ، كانوا يطلقون النسخ على البيان والتفسير كثيرا ، فيكون قصدهم : أن آيات الفرائض والحدود ، تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب النواهي ،فمعنى منسوخة أي مفسرة ومبينة ، ونصوص الحدودوالفرائض ناسخة أي مفسرة لمعنى تلك وموضحة لها .
4- إن هذه الأحاديث المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر
قالت طائفة أخرى : إن هذه الأحاديث المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر
ففي بعضها قال:(من قال لا إله إلا الله مخلصا) وفي بعضها :( مستيقناً)واخرى ( يصدق لسانه)واخرى ( يقولهاحقاً من قلبه) ( قد ذل بهالسانه واطمأن بها قلبه)
وفي كل هذا اشارة إلى تحقيق معنى الشهادتين ، وبتحقيقها يكون فعل الأمر وترك النهي .
ثالثاً-تحقيق الشهادتين
أولا: تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله
-قول العبد لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله غير الله .
-لا يأله القلب غير الله حبا ورجاءا وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وذلاً وإنابة وطلباً .
-الإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة واجلالاً ومحبة وخوفاً ورجاءا وتوكلاً ودعاءا وسؤلاً ولا يصلح ذلك كله إلا لله وحده .
- من أشرك معه مخلوق في شيء من هذه الأمور ، التي هي من خصائص الألوهية كان ذلك قدحاً في إخلاصه، في قوله لا إله إلا الله ونقصا في توحيده،وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب مافيه من ذلك .
-اطلق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها طاعة غير الله من خوف او رجاء او محبة والرياءوالطيرة والتشاؤم والحلف بغير الله ... وهو كفر دون كفر وشرك دون شرك كما قال السلف.
- بل ورد اطلاق الإله على الهوى المتبع قال تعالى :: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} أي:الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
-جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيء وكان غايته ومقصوده ، ووالى وعادى لأجله فهو عبدا له وهو إلهه ومعبوده من دون الله .
- من لم يحقق عبودية الرحمن بطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له.قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
- لا ينجو من عذاب الله إلا من حقق عبودية الله وحده .
-- من كره شيئاً مما يحب الله أو أحب شيئاً مما يكره الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول لا إله إلا الله وكان فيه من الشرك الخفي بحسب مافي قلبه من الحب والكره المخالف لمراد الله قال تعالى:تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض)).
ويشهد لهذا المعنى أيضا قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.
- وبهذا يعلم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمد رسول الله .
ثانياً: تحقيق شهادة أن محمد رسول الله
هي إلا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم .
-لابد من تحقيق الشهادتان معاً:
لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمد رسول الله .
- لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه ، وكراهه ما يكرهه ، فلا طريق إلى معرفة ذلك إلا من جهة رسوله صلى الله عليه وسلم المبلغ عنه ما يحبه وما يكرهه ، -باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه
- محبةالله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتصديقه ومتابعته، لهذا قرن بين محبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
رابعاً -أمور تعين على تحقيق كلمة الإخلاص
-مراقبة الله في السر والعلن فهو أقرب من حبل الوريد :( ألم يعلم بأن الله يرى)
قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب قالت: فأين مكوكبها؟!
- الحياء من الله
وصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
قال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك وخف الله على قدر قدرته عليك.
كان بعضهم يقول لي: منذ أربعين سنة ما خطوت لغير الله، ولا نظرت إلى شيء أستحسنه حياء من الله عز وجل.
- غض البصر
سئل الجنيد بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إليه.
خامساً -من أسرار تحقيق كلمة الإخلاص
- متى تمكنت المحبة في القلب ، لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب ، تصديق ذلك ما أخرجه البخاري وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))،
-متى قويت المحبة لم يرد صاحبها إلا مراد الله ، ومن عبد الله لمراده هو منه فهو ممن يعبد الله على حرف ، إن أصابه خير اطمئن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة .
-المحب من يفنىعن كله ويبقى حبيبه ( فبي يسمع وبي يبصر) فالقلب بيت الرب، فمتى كان فيه غيره فهو أغنى الشركاء .
- لا ينجو إلا من أتى الله بقلب سليم ليس فيه سواه ، قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}. السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات ،( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا)
- اول من تسعر بهم النار الموحدون الذين يراؤون بأعمالهم.
- بعد أهل الرياء يدخل أهل الشهوة وعبيد الهوى .
- أما الموحدين الصادقين ، فتنطفي جهنم بنور إيمانهم الحديث تقول النار للمؤمن: ((جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي)).
وفي المسند عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم)).
- ليس الصادق في قول لا إله إلا الله يعنى أنه معصوم وإنما هو كلما زل تلافى ذلك بالندم والاستغفار والتوبة والإنابة.
- لله عناية بمن يحبه فكلما زل العبد ، أخذ بيده إلى النجاة بتيسير التوبة ، فيتدارك ذلك بالاستغفار ، ويبتليه بمصائب مكفرة لما اقترف من الآثام.
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن مغفل أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: ((أنت عبد أراد الله بك خيرا)) ثم قال: ((إن الله إذا أراد بعبده شرا أمسك ذنبه حتى يوافى به يوم القيامة)).
سادساً- فضل كلمة الإخلاص
وكلمة التوحيد لها فضائل عظيمة منها:
-فهي كلمة التقوى كما قال عمر -رضي الله عنه- من الصحابة.
-هي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر
-لأجلها خلق الخلق.كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
- لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.
كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
وقال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}، وهذه الآية أول ما عدّد الله على عباده من النعم في سورة آية النعم التي تسمى النحل، ولهذا قال ابن عيينة: ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم "لا إله إلا الله" وإن "لا إله إلا الله" لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا.
-ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
-ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
وفي مسند البزار وغيره عن عياض الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لا إله إلا الله كلمة حق على الله كريمة، ولها من الله مكان، وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة، ومن قالها كاذبا حقنت دمه واحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه))،
-وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل .
-وبها كلم الله موسى كفاحا.

-من كانت آخر كلامه دخل الجنة.
-هي نجاة من النار، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)) خرجه مسلم.
-هي توجب المغفرة.
في المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: ((ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله)) فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: ((الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني بها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد)) ثم قال: ((أبشروا فإن الله قد غفر لكم)).
-هي أحسن الحسنات.
قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).
-تمحو الذنوب والخطايا.
وفي سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).
رؤي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال: ((ما أبقت "لا إله إلا الله" شيئا)).
- تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").
- لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله".
وفيه أيضا عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام قال: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به قال: يا موسى قل "لا إله إلا الله"، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: قل "لا إله إلا الله"، قال: لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة و"لا إله إلا الله" في كفة مالت بهن "لا إله إلا الله").

-كذلك ترجح بصحائف الذنوب.
كما في حديث السجلات والبطاقة، وقد خرجه أحمد والنسائي والترمذي أيضا من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.
-هي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)).
وفيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)).
ويروى عن ابن عباس مرفوعا: ((ما من شيء إلا بينه وبين الله حجاب إلا قول لا إله إلا الله كما أن شفتيك لا تحجبها كذلك لا يحجبها شيء حتى تنتهي إلى الله عز وجل)).
وقال أبو أمامة: ما من عبد يهلل تهليلة فينهنها شيء دون العرش.
-هي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).
-هي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
كما أخرج النسائي والترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" صدقه ربه وقال: "لا إله إلا أنا وأنا أكبر"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" يقول الله: "لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد" قال الله: "لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد"، وإذا قال: "لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الله: "لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي")) وكان يقول: ((من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار)).
-وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
-وهي أفضل الذكر.
كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))، وعن ابن عباس: أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها.

-وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).
وفيهما أيضا عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)).
وفي الترمذي عن ابن عمر مرفوعا: ((من قالها إذا دخل السوق وزاد فيها: "يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا الله عنه ألف ألف سيئة ورفع الله له ألف ألف درجة))، وفي رواية: ((ويبني له بيت في الجنة)).
-ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن))، وفي حديث مرسل: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين كل يوم مائة مرة كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلبت له الغنى واستفرغت له باب الجنة)).
-وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
قال النضر بن عربي: بلغني أن الناس إذا قاموا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله، وقد خرج الطبراني حديثا مرفوعا: ((إن شعار هذه الأمة على الصراط لا إله إلا أنت)).
-ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
كما في حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أتى بالشهادتين بعد الوضوء وقد خرجه مسلم.
وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)).
وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة منامه الطويل وفيه قال: ((ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فأغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فتحت له الأبواب وأدخلته الجنة)).

-ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)).
وأخرج الطبراني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم عبدة اللات والعزى ما أغنى عنكم قول لا إله إلا الله فيغضب الله لهم فيخرجهم من النار فيدخلون الجنة))، ومن كان في سخطه يحسن فكيف يكون إذا ما رضي لا يسوي بين من وحده وإن قصر في حقوق توحيده وبين من أشرك به
قال بعض السلف: كان إبراهيم عليه السلام يقول: اللهم لا تشرك من كان يشرك بك شيئا بمن كان لا يشرك بك.
كان بعض السلف يقول في دعائه: اللهم إنك قلت عن أهل النار: إنهم {أقسموا بالله جهد إيمانهم لا يبعث الله من يموت}، ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت، اللهم لا تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة.
كان أبو سليمان يقول: إن طالبني ببخلي طالبته بجوده وإن طالبني بذنوبي طالبته بعفوه وإن أدخلني النار أخبرت أهل النار أني أحبه.













‏‏



رد مع اقتباس
  #25  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 08:12 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

عذرا لتأخري لعدم معرفتي بأني مطالبة بالإعادة
----------------------
المقصد العام :
بيان فضل كلمة التوحيد بالإتيان بشروطها ولوازمها وبيان ما يناقضه وينقصه.
المقاصد الفرعية :
بيان معنى لا إله إلا الله ومقتضاه
بيان فضائل لا إله إلا الله
بيان شروط الانتفاع بالشهادتين وتحقيقها
بيان نواقض التوحيد
بيان الجمع بين أحاديث دخول الجنة وتحريم النار بالشهادتين

==================

بيان معنى لا إله إلا الله ومقتضاه
قول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل.
مقتضى الشهادتين :
مقضى شهادة أن لا إله إلا الله :
-قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء.
- وتقتضيه شهادة أن محمدا رسول الله .
مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله :
مقتضاه :
- طاعته واتباعه .
دليله : قال تعالى : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.

بيان فضائل لا إله إلا الله :
فضائل لا إله إلا الله العامة :
أفضل كلمة
كلمة التقوى
كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر
التوحيد هو مقصد الخلق وارسال الرسل
ولأجلها خلق الخلق
ولأجلها أرسل الرسل والكتب
ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب
ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد
لا يدخل الجنة إلا بها وترجح بها الأعمال وينجوا بها من النار
فهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
وهي ثمن الجنة
و وهي أحسن الحسنات
هي توجب المغفرة
وهي تمحو الذنوب والخطايا.
وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
ترجح بصحائف الذنوب.
ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
هي أفضل الذكر والدعاء
وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل
وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
هي أفضل الأعمال
وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.

الفضائل التفصيلية لكلمة التوحيد في الدنيا والآخرة :

فضل التوحيد في الدنيا :
-حق الدماء الأولاد
دليله : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).
وهذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة)) .
- الإخوة في الدين
دليله :قال تعالى : {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين},
فضل التوحيد في الآخرة :
- دخول الجنة
دليله : في صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))
- النجاة من النار.
دليله : أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).

- فعل الكبائر لا تمنعه من دخول الجنة
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل)).

بيان شروط الإنتفاع بالشهادتين وتحقيقها :
شروط الانتفاع بها :
- أداء حقها وشروطها وانتفاء موانعه
- القيام بالأعمال الصالحة .
أدلته :
في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).

- أداء الفرائض وأهمها الصلاة والزكاة .
((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}

شروط تحقيق التوحيد :
هم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}، فيا هذا كن عبد الله لا عبد الهوى فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار.

شروط لا إله إلا الله
1) اليقين المنافي للشك
دليله :
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
2)الإخلاص المنافي للشرك
دليله :
جاء في الحديث المرفوع : ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))،
ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة .

من أنواع ما يطلق عليه شرك :
إطلاق الإله على الهوى المتَّبع
الدليل :
قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.

المعصية
ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام لأبيه: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}.

اطلاق الشرك على الرياء
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))، قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.


3) الصدق المنافي للكذب
الدليل :
لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار)).

4)الموالاة والمعاداة فيه .

الدليل :
قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.

5) الكفر بما يعبد من دون الله .

6)الانقياد
والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة.
7) العلم
من علم أن معبوده الله فرْد فليفرده بالعبودية ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.
كان بعض العارفين يتكلم على أصحابه على رأس جبل فقال في كلامه: لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردا بفرد، فانزعج واضطرب حتى رأى أصحابه أن الصخور قد تدكدكت وبقي على ذلك ساعة فلما أفاق فكأنه نشر من قبره.
قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.

8)المحبة المنافي للبغض .
دليله :
قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.
ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).

لوازم المحبة :
- حب ما يحبه الله وكراهية ما يكرهه الله ، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله.
دليله : قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض)).
-من لوازم المحبة هو اتباع ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم واجتناب نواهيه ، وتصديقه .
دليله : ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).

فوائد تقوية محبة الله :
-من عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد مولاه.
-فإن من امتلأ قلبه من محبة الله لم يكن فيه شيء أفرغ من إرادات النفس والهوى .
-فمتى كان القلب فيه غير الله فالله أغنى الأغنياء عن الشرك وهو لا يرضى بمزاحمة أصنام الهوى.
-وفي المسند عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم)).
هذه ميراث ورثه المحبون من حال الخليل عليه السلام.

آثار محبة الله على العبد :
-قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
وتفسير هذا الكلام أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
أدلته : وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).


بيان نواقض التوحيد
نواقض التوحيد :
الشرك
فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك
الطيرة
الرقى المكروهة
اتيان الكهان وتصديقهم
اتباع هوى النفس : مثل قتل المسلم ، اتيان الحائض ، وايان المرأة في دبرها ، شرب الخمرة في المرة الرابعة .
أوجه الدلالة :
-قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وروي من حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف: ((ما تحت ظل سماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)).
وفي حديث أخر: ((لا تزال "لا إله إلا الله" تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم: كذبتم)).
ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))
-ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام لأبيه: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}، فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له، ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}

بيان كيفية الجمع بين أحاديث دخول الجنة وتحريم النار عموما بالشهادتين :
أوجه بيان الجمع بين الأحاديث :
اختلف أهل العلم في وجه الجمع بين الأحاديث على أقوال :
الأول :أنها قبل نزول الفرائض
وقد ذهب طائفة إلى أن هذه الأحاديث المذكورة أولا وما في معناها كانت قبل نزول الفرائض والحدود، منهم الزهري والثوري وغيرهما، وهذا بعيد جدا فإن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني : أنها منسوخة
وقد صرح الثوري وغيره بأنها منسوخة وأنه نسخها الفرائض والحدود، وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا ويكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم، فصارت تلك النصوص منسوخة أي مبيَّنة مفسَّرة ونصوص الحدود والفرائض ناسخة أي مفسِّرة لمعنى تلك موضحة لها.
الثالث : أنها محكمة
منهم من يقول: هي محكمة ولكن ضم إليها شرائط، ويلتفت هذا إلى أن الزيادة على النصّ هل هي نسخ أم لا؟
الرابع : وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر
ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir