دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #126  
قديم 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م, 06:10 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(126)

(فمن رحمة الأب بولده : أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل ويشق عليه في ذلك بالضرب وغيره ويمنعه شهواته التي تعود بضرره ومتى أهمل ذلك من ولده كان لقلة رحمته به وإن ظن أنه يرحمه ويرفهه ويريحه ...
ولهذا كان من تمام رحمة أرحم الراحمين : تسليط أنواع البلاء على العبد فإنه أعلم بمصلحته فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته : من رحمته به ولكن العبد لجهله وظلمه يتهم ربه بابتلائه ولا يعلم إحسانه إليه بابتلائه وامتحانه ...
- فمن رحمته سبحانه بعباده : ابتلاؤهم بالأوامر والنواهي رحمة وحمية لا حاجة منه إليهم بما أمرهم به فهو الغني الحميد ولا بخلا منه عليهم بما نهاهم عنه فهو الجواد الكريم
- ومن رحمته : أن نغص عليهم الدنيا وكدرها لئلا يسكنوا إليها ولا يطمئنوا إليها ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان فمنعهم ليعطيهم وابتلاهم ليعافيهم وأماتهم ليحييهم
- ومن رحمته بهم : أن حذرهم نفسه لئلا يغتروا به فيعاملوه بما لا تحسن معاملته به كما قال تعالى : ويحذركم الله نفسه والله رؤف بالعباد, قال غير واحد من السلف : من رأفته بالعباد : حذرهم من نفسه لئلا يغتروا به)
[إغاثة اللهفان لابن القيم]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #127  
قديم 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م, 06:14 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(127)
ما يُسأل عنه 2/2 والأول هنا

(وقد كان مالك بن أنس يكره الكلام فيما ليس تحته عمل ، ويحكي كراهيته عمن تقدم .
وبيان عدم الاستحسان فيه من أوجه متعددة :
منها : أنه شغل عما يعني من أمر التكليف الذي طوقه المكلف بما لا يعني ; إذ لا ينبني على ذلك فائدة ; لا في الدنيا ، ولا في الآخرة ، أما في الآخرة ; فإنه يسأل عما أمر به أو نهي عنه ، وأما في الدنيا ; فإن علمه بما علم من ذلك لا يزيده في تدبير رزقه ولا ينقصه ، وأما اللذة الحاصلة عنه في الحال ; فلا تفي مشقة اكتسابها وتعب طلبها ، بلذة حصولها ، وإن فرض أن فيه فائدة في الدنيا ، فمن شرط كونها فائدة شهادة الشرع لها بذلك ، وكم من لذة وفائدة يعدها الإنسان كذلك ; وليست في أحكام الشرع إلا على الضد ، كالزنى ، وشرب الخمر ، وسائر وجوه الفسق والمعاصي التي يتعلق بها غرض عاجل ، فإذا قطع الزمان فيما لا يجني ثمرة في الدارين ، مع تعطيل ما يجني الثمرة من فعل مالا ينبغي .
ومنها : أن الشرع قد جاء ببيان ما تصلح به أحوال العبد في الدنيا والآخرة
على أتم الوجوه وأكملها ، فما خرج عن ذلك قد يظن أنه على خلاف ذلك ، وهو مشاهد في التجربة العادية ; فإن عامة المشتغلين بالعلوم التي لا تتعلق بها ثمرة تكليفية تدخل عليهم فيها الفتنة والخروج عن الصراط المستقيم ، ويثور بينهم الخلاف والنزاع المؤدي إلى التقاطع والتدابر والتعصب ، حتى تفرقوا شيعا ، وإذا فعلوا ذلك خرجوا عن السنة ، ولم يكن أصل التفرق إلا بهذا السبب ؛ حيث تركوا الاقتصار من العلم على ما يعني ، وخرجوا إلى ما لا يعني ، فذلك فتنة على المتعلم والعالم ، وإعراض الشارع - مع حصول السؤال - عن الجواب من أوضح الأدلة على أن اتباع مثله من العلم - فتنة أو تعطيل للزمان في غير تحصيل .
ومنها : أن تتبع النظر في كل شيء وتطلب علمه - من شأن الفلاسفة الذين يتبرأ المسلمون منهم ، ولم يكونوا كذلك إلا بتعلقهم بما يخالف السنة ، فاتباعهم في نحلة هذا شأنها خطأ عظيم ، وانحراف عن الجادة.
ووجوه عدم الاستحسان كثيرة )
[الموافقات للشاطبي: المقدمة الخامسة]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #128  
قديم 9 صفر 1437هـ/21-11-2015م, 08:31 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(128)
تابع 123

(والعبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه فإنه قد قام في أعظم مقام وأقربه وأغيظه للشيطان وأشده عليه فهو يحرص ويجتهد أن لا يقيمه فيه بل لا يزال به يعده ويمنيه وينسيه ويجلب عليه بخيله ورجله حتى يهون عليه شأن الصلاة فيتهاون بها فيتركها
فإن عجز عن ذلك منه وعصاه العبد وقام في ذلك المقام أقبل عدو الله تعالى حتى يخطر بينه وبين نفسه ويحول بينه وبين قلبه فيذكره في الصلاة ما لم يذكر قبل دخوله فيها حتى ربما كان قد نسي شئ والحاجة وأيس منها فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه بها ويأخذه عن الله عز و جل فيقوم فيها بلا قلب فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل الحاضر بقلبه في صلاته فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها بخطاياه وذنوبه وأثقاله لم تخف عنه بالصلاة.
فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها وأكمل خشوعها ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقابله فهذا إذا انصرف منها وجد خفة من نفسه وأحس بأثقال قد وضعت عنه فوجد نشاطا وراحة وروحا حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها لأنها قرة عينيه ونعيم روحه وجنة قلبه ومستراحه في الدنيا فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها فيستريح بها لا منها فالمحبون يقولون: نصلي فنستريح بصلاتنا كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم صلى الله عليه و سلم يا بلال أرحنا بالصلاة ولم يقل أرحنا منها وقال صلى الله عليه و سلم [ جعلت قرة عيني في الصلاة ] فمن جعلت قرة عينه في الصلاة كيف تقر عينه بدونها وكيف يطيق الصبر عنها؟
فصلاة هذا الحاضر بقلبه الذي قرة عينه في الصلاة هي التي تصعد ولها نور وبرهان حتى يستقبل بها الرحمن عز وجل فتقول: حفظك الله تعالى كما حفظتني، وأما صلاة المفرط المضيع لحقوقها وحدودها وخشوعها فإنها تلف كما يلف الثوب الخلق ويضرب بها وجه صاحبها وتقول ضيعك الله كما ضيعتني) [الوابل الصيب لابن القيم: باب الالتفات في الصلاة]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #129  
قديم 17 صفر 1437هـ/29-11-2015م, 04:52 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(129)
- حدثنا إسحاق الفروي، سمعت مالك بن أنس يقول:
(أدركت بهذه البلدة أقواما لم يكن لهم عيوب، فعابوا الناس فصارت لهم عيوب
وأدركت بهذه البلدة أقواما كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس، فنُسِيَتْ عيوبهم) [الفوائد لابن منده: 166]

- سمعت زاذان المداينى يقول:
(رأيت أقواما من الناس لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس فستر الله عيوبهم وزالت عنهم تلك العيوب
ورأيت أقواما لم تكن لهم عيوب، اشتغلوا بعيوب الناس فصارت لهم عيوب) [عيوب النفس للسلمي: 13]



التوقيع :

رد مع اقتباس
  #130  
قديم 20 صفر 1437هـ/2-12-2015م, 02:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(130)

قال ابن حزم رحمه الله: (كانت فيّ عيوب:
- فلم أزل بالرياضة
- واطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوت الله عليهم والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين في الأخلاق وفي آداب النفس،
- أعاني مداواتها
حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنه.
وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق هو الإقرار بها )

ثم عدد رحمه الله بعض من تلك العيوب وكيف جاهدها، فانظرها إن شئت في كتابه الماتع الأخلاق والسير في مداواة النفوس من الصفحة 32 فما بعد بترقيم الشاملة.
والكتاب من أكثر الكتب التي طالعتها في بابه؛
دلالة على العمل وسبيل التطبيق، والله الموفق والمستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #131  
قديم 25 صفر 1437هـ/7-12-2015م, 08:14 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(131)

عجباً!
وما هذا إلا مثال، وعليه فقس كل عمل ظاهره الخير

قال صلى الله عليه وسلم: {الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ} صحيح مسلم 1889
وقال صلى الله عليه وسلم: {أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ : رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ ، وَرَجُلٌ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ : أَلَمْ أُعَلِّمُكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَبِّ . قَالَ : فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ : كَذَبْتَ ، وَيَقُولُ اللَّهُ : بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ فُلاَنًا قَارِئٌ ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ .... أُولَئِكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلَقِ اللهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } رواه جمع وصححه الألباني في صحيح الجامع 1713 .
صنعهما واحد .. والفرق بيّن !
هي النية، فهذا رفع أيما رفعة، وذاك أسفل سافلين، أصلح الله مقاصدنا.

وفي حديث المنتحر.. في الصحيحين واللفظ لمسلم، قال صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #132  
قديم 6 شوال 1437هـ/11-07-2016م, 07:53 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(132)

¤ قال أبي بن كعب رضي الله عنه: «ما من عبد ترك شيئا لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب»
¤ قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «ما تركت من الدنيا شيئا، إلا أعقبني الله عز وجل في قلبي ما هو أفضل منه»
¤ ‏قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: «من صدق في ترك شهوة أذهبها الله من قلبه، والله أكرم من أن يُعذب قلبا بشهوة تُركت له»

¤ قال ابن القيم رحمه الله:
”إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، فأما من تركها صادقا مخلصا من قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب؟
فإن صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة، قال ابن سيرين سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده.
وقولهم من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه حق، والعوض أنواع مختلفة وأجل ما يعوض به الأنس بالله ومحبته وطمأنينة القلب به وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى

فيامن صبرت طوال شهر رمضان، اثبت وأبشر.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #133  
قديم 7 شوال 1437هـ/12-07-2016م, 09:43 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(133)

وصية أبي بكر الصديق رضي الله عنه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:
- إني موصيك بوصية إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل وحقا بالليل لا يقبله بالنهار.
- وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدي الفريضة
- وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الحق وثقله عليهم، وحُقَ لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا.
وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل وخفته عليهم وحُقَ لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يخف.
- وإن الله عز وجل ذكر أهل الجنة وصالح ما عملوا وتجاوز عن سيئاتهم، فإذا ذكرتهم خفت ألا أكون منهم، وذكر أهل النار وأعمالهم فإذا ذكرتهم قلت أخشى أن أكون منهم!
- وذكر آية الرحمة وآية العذاب ليكون المؤمن راغبا راهبا، فلا يتمنى على الحق ولا يلقى بيده إلى التهلكة.
فإن حفظت قولي فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت ولا بد لك منه، وإن ضيعت وصيتي فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت ولن تعجزه.
[تفسير ابن كثير رحمه الله]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #134  
قديم 8 شوال 1437هـ/13-07-2016م, 10:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(134)

الهجرة إلى الله، وهي هجرة تتضمن (من) و (إلى):
- فيهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبته.
- ومن عبودية غيره إلى عبوديته.
- ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه إلى خوف الله ورجائه والتوكل عليه.
- ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل والاستكانة له إلى دعائه وسؤاله والخضوع له والذل له والاستكانة له، وهذا بعينه معنى الفرار إليه قال تعالى: {ففروا إلى الله} ، والتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله إليه.

وقال في موضع آخر:
فصدق اللجأ إلى الله وانقطاع إليه بكليته، وتحقيق الافتقار إليه بكل وجه، والضراعة إليه وصدق التوكل والإستعانة به والانطراح بين يديه انطراح المسلوم المكسور الفارغ الذي لا شيء عنده فهو يتطلع إلى قيمه ووليه أن يجده ويلم شعثه، ويمده من فضله ويستره.

[زاد المهاجر إلى ربه لابن القيم رحمه الله]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #135  
قديم 13 شوال 1437هـ/18-07-2016م, 12:24 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(135)

(عن نعيم بن نَمحة قال: كان في خطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
"أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم؟ فمن استطاع أن يقضي الأجل وهو في عمل الله عز وجل فليفعل ولن تنالوا ذلك إلا بالله عز وجل.
إن قومًا جعلوا آجالهم لغيرهم، فنهاكم الله تكونوا أمثالهم: { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ } أين من تعرفون من إخوانكم؟ قدموا على ما قدموا في أيام سلفهم، وخلوا بالشقوة والسعادة، أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط؟ قد صاروا تحت الصخر والآبار.
هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه فاستضيئوا منه ليوم ظلمة، وائتضحوا بسنائه وبيانه.
إن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}.
لا خير في قول لا يراد به وجه الله، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم") [تفسير ابن كثير رحمه الله]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #136  
قديم 13 شوال 1437هـ/18-07-2016م, 08:46 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(136)

(صحة الفهم؛ نور يقذفه الله في قلب العبد يميز به بين:
الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد. ويمده:
- حسن القصد
- وتحري الحق
- وتقوى الرب في السر والعلانية.
ويقطع مادته:
- اتباع الهوى
- وإيثار الدنيا
- وطلب محمدة الخلق
- وترك التقوى)
[إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم رحمه الله]


التوقيع :

رد مع اقتباس
  #137  
قديم 15 شوال 1437هـ/20-07-2016م, 02:30 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(137)

(.. ولو علم هؤلاء أن الملائكة تصعد بصلاتهم فتعرضها على الله جل جلاله بمنزلة الهدايا التي يتقرب بها الناس إلى ملوكهم وكبرائهم،
فليس من عمد إلى أفضل ما يقدر عليه فيزينه ويحسنه ما استطاع ثم يتقرب به إلى من يرجوه ويخافه
كمن يعمد إلى أسقط ما عنده وأهونه عليه فيستريح منه ويبعثه إلى من لا يقع عنده بموقع..
وليس من كانت الصلاة ربيعا لقلبه وحياة له وراحة وقرة لعينه وجلاء لحزنه وذهابا لهمه وغمه ومفزعا له إليه في نوائبه ونوازله،
كمن هي سحت لجوارحه وتكليف له وثقل عليه، فهي كبيرة على هذا وقرة عين وراحة لذلك)
[الصلاة وحكم تاركها لابن القيم رحمه الله]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #138  
قديم 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م, 09:20 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(138)

قال أبو الدَّرداء رضي الله عنه: "إنَّ الله إذا قضى قضاءً، أحبَّ أن يُرضَى به"
وقال ابن القيم: "إنَّ السخط يوجب تلوُّن العبد، وعدم ثباتِه مع الله؛ فإنَّه لا يرضى إلاَّ بما يلائم طبعَه ونفسه، والمقادير تجري دائمًا بما يلائمه وبما لا يلائمه، وكلَّما جرى عليه منها ما لا يلائِمُه أسخطه، فلا تثبُت له قدَم على العبودية، فإذا رَضِي عن ربِّه في جميع الحالات، استقرَّت قدمُه في مقام العبوديَّة، فلا يزيل التلوُّنَ عن العبد شيءٌ مثل الرضا"
وقد قيل: ارضى عن ربك في قضائه؛ يرضيك في تدبيره لشأنك.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #139  
قديم 21 شوال 1437هـ/26-07-2016م, 04:21 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(139)
عن عبد الله بن حكيم، قال: خطبنا أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقال:
أما بعد، فإني أوصيكم بتقوى الله، وأن تثنوا عليه بما هو له أهل، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة، فإن الله تعالى أثنى على زكريا وعلى أهل بيته، فقال: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً، وكانوا لنا خاشعين}
ثم اعلموا عباد الله! أن الله تعالى قد ارتهن بحقه أنفسكم، واخذ على ذلك مواثيقكم، واشترى منكم القليل الفاني، بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه، ولا يطفأ نوره، فصدقوا قوله، وانتصحوا بكتابه، واستبصروا فيه ليوم الظلمة، فإنما خلقكم للعبادة، ووكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون.
ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله، فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم، فيردكم إلى أسوا أعمالكم، فإن أقواماً جعلوا آجالهم لغيرهم، ونسوا أنفسهم، فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم، الوحا الوحا، النجا النجا، إن وراءكم طالباً حثيثاً، أمره سريع.
[حلية الأولياء:1/19]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #140  
قديم 21 شوال 1437هـ/26-07-2016م, 04:27 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(140)
(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم).
ذكر شراء أنفسهم وأموالهم منهم، وأنفسهم في الحقيقة لله أن يأخذ منهم أنفسهم وأموالهم، وأن يتلفهم بأي وجه ما شاء، لكنه عامل عباده معاملة من لا ملك له في ذلك ولا حق؛ كرما منه أوفضلا وجودا، ووعدهم على ذلك أجرا وبدلا، وكذلك ما ذكر من القرض له، ووعدهم على ذلك الأجر مضاعفا، وكذلك ما وعدهم من الثواب فيما يعملون لأنفسهم كالعاملين له؛ حيث قال: (جزاء بما كانوا يعملون)، وقال: (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)، ونحوه، وإن كانوا في الحقيقة عاملين لأنفسهم بقوله: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم) الآية، ذكر ما ذكر ففلا منه وإكراما؛ إذ هي له في الحقيقة، وهو كما قال: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)، فإنما طلب بذل حق أنفسهم وأموالهم، أو ذكر - والله أعلم - شرى ماله في الحقيقة؛ ليعلم الخلق أن كيف يعامل بعضهم بعضا، وكذلك قال الله: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا)، عاملهم معاملة من لا حق له في أموالهم وأنفسهم؛ ليعامل الناس بعضهم بعضا في أموالهم وأنفسهم، كمن لا حق له في ذلك. [تفسير الماتريدي]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #141  
قديم 2 ذو القعدة 1437هـ/5-08-2016م, 11:27 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(141)

(الفكرة في واجب الوقت ووظيفته، وجمع الهمّ كلّه عليه، فالعارف ابن وقته فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلُّها. فجميع المصالح إنما تنشأ من الوقت، وإن ضيّعه لم يستدركه أبدًا.
فوقت الإنسان هو عمره في الحقيقة وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضّنْك في العذاب الأليم، وهو يمرّ أسرع من مر السحاب فما كان من وقته لله وبالله، فهو حياته وعمره. وغير ذلك ليس محسوبًا من حياته وإن عاش فيه عيش البهائم. فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير له من حياته. وإذا كان العبد، وهو في الصلاة، ليس له إلا ما عقل منها، فليس له من عمره إلا ما كان فيه بالله وله) [الداء والدواء لابن القيم رحمه الله]


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #142  
قديم 9 ذو القعدة 1437هـ/12-08-2016م, 04:53 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(142)
(رِضا العبد عن ربِّه سبحانه في جميع الحالات يُثمر رِضا ربِّه عنه؛
فإذا رَضِي عنه بالقليل من الرِّزق، رضي ربُّه عنه بالقليلِ من العمَل، وإذا رضِي عنه في جميعِ الحالات واستوَت عنده، وجَدَه أَسرع شيء إلى رِضاه إذا ترضَّاه وتملَّقه) ‏ابن القيم رحمه الله.
(وقد روينا عن بني إسرائيل أن داود عليه السلام سئل ربه أن يُرِيه الميزان فلما رآه أغمي عليه من هوله ثم أفاق فقال: إلهي من يقدر على ملء كفّة هذا الميزان حسنات؟!
فقال الله تعالى: يا داود إني إذا رضيت على عبدي ملأته بتمرة واحدة) إرشاد الساري
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تَنْقُصْنَا، وَأَكْرِمْنَا وَلَا تُهِنَّا، وَأَعْطِنَا وَلَا تَحْرِمْنَا، وَآثِرْنَا وَلَا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وَأرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا».


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #143  
قديم 12 ذو القعدة 1437هـ/15-08-2016م, 10:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(143)

(أهلا وسهلا بكل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعينين
وهل ندندن إلا حول الاقتداء به ومتابعة هديه وسنته، ولا نضرب سنته بعضها ببعض ولا نأخذ منها ما سهل ونترك منها ما شق علينا لكسل وضعف عزيمة واشتغال بدنيا قد ملأت القلوب وملكت الجوارح وقرت بها العيون بدل قرتها بالصلاة) [الصلاة وحكم تاركها/ لابن القيم رحمه الله]


«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تُعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل» سفيان بن عيينة رحمه الله


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #144  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 04:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(144)

لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر رضي الله عنه: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر» مسند أحمد.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #145  
قديم 27 ذو القعدة 1437هـ/30-08-2016م, 02:31 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(145)

(الشيطان يكثر تعرضه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربه، والتقرب إليه والاتصال به؛ فلهذا يعرض للمصلين ما لا يعرض لغيرهم ويعرض لخاصة أهل العلم والدين، أكثر مما يعرض للعامة؛ ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم؛ لأنه لم يسلك شرع الله ومنهاجه؛ بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه، وهذا مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة؛ فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله، قال: قال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً}
ولهذا أمر قارئ القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فإن قراءة القرآن على الوجه المأمور به، تورث القلب الإيمان العظيم، وتزيده يقينًا، وطمأنينة، وشفاء، وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}، وقال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}") شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #146  
قديم 2 ذو الحجة 1437هـ/4-09-2016م, 07:48 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(146)

(عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ
قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].
قال كعب رضي الله عنه: (اختار الله الزمان وأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم، وأحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول) فهي أحب من أحب من أحب!.
في أحب الأيام إلى الله؛ تزود بأحب الأعمال إلى الله، تتبع محابه سبحانه وخذ نصيبا من كل باب، وتذكر أن العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال.


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #147  
قديم 3 ذو الحجة 1437هـ/5-09-2016م, 06:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(147)

(ذكر الشّيخ الإمام عزّ الدّين بن عبد السّلام رحمه اللّه في أثناء كلامه له إنّ أسماء اللّه تبارك وتعالى كلّها مندرجةٌ في هذه الكلمات الأربع الباقيات الصّالحات ثمّ بيّن رحمه اللّه ذلك بأن قال:
سبحان اللّه؛ معناه التّنزيه والسّلب، أي نسلب كلّ نقصٍ وعيبٍ عن اللّه عزّ وجلّ فيندرج تحته ما كان من الأسماء سلبًا كالقدّوس وهو الطّاهر من كلّ عيبٍ والسّلام وهو السّلام من كلّ آفةٍ.
والحمد للّه؛ مشتملةٌ على ضروب الكمال لذاته وصفاته فيدخل تحتها كلّ اسم إثبات كالعليم والقدير والسميع البصير.
فنفينا بسبحان اللّه كلّ عيبٍ عقلناه وكلّ نقصٍ فهمناه، وأثبتنا بالحمد للّه كلّ كمالٍ عرفناه وكلّ جلالٍ أدركناه، ووراء ذلك كلّه تبيانٌ عظيمٌ غاب عنّا وجهلناه فنحقّقه إجمالا بقول:
اللّه أكبر لقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك) فيدخل فيه كلّ اسمٍ تضمّن ذلك كالأعلى والمتعالي فإذا كان في الوجود من هذا شأنه نفينا أن يكون في الوجود من يشاكله ويناظره فحقّقنا ذلك بقولنا:
لا إله إلا اللّه فيدخل فيه من أسمائه ما تضمّن ذلك كالواحد والأحد وذي الجلال والإكرام)
من مقرر الرسائل التفسيرية | رسالة "الباقيات الصالحات" للحافظ العلائي رحمه الله


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #148  
قديم 4 ذو الحجة 1437هـ/6-09-2016م, 08:01 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(148)

{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ} .
قال السعدي رحمه الله :
( ذكر الله في هذه الآية مراتب العقوبات ، وأنها على ثلاث مراتب: عدل وفضل وظلم.
فمرتبة العدل: جزاء السيئة بسيئة مثلها ، لا زيادة ولا نقص ، فالنفس بالنفس، وكل جارحة بالجارحة المماثلة لها، والمال يضمن بمثله.
ومرتبة الفضل: العفو والإصلاح عن المسيء ، ولهذا قال: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } يجزيه أجرا عظيما، وثوابا كثيرا، وشرط الله في العفو الإصلاح فيه، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به.
وفي جعل أجر العافي على الله ما يهيج على العفو، وأن يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه، فَلْيَعْفُ عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم، فإن الجزاء من جنس العمل ..)


التوقيع :
رد مع اقتباس
  #149  
قديم 7 ذو الحجة 1437هـ/9-09-2016م, 10:53 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(149)
{فهو كظيم} أي : مكظوم مملوء من الحزن ممسك عليه لا يبثه.
وقال قتادة: يردد حزنه في جوفه ولم يقل إلا خيرا.
قال الحسن: كان بين خروج يوسف من حجر أبيه إلى يوم التقى معه ثمانون عاما ، لا تجف عينا يعقوب، وما على وجه الأرض يومئذ أكرم على الله من يعقوب. [تفسير البغوي]


التوقيع :

رد مع اقتباس
  #150  
قديم 9 ذو الحجة 1437هـ/11-09-2016م, 12:15 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي

(150)

عن عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء» رواه مسلم

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
(يوم عرفة هو يوم العتق من النار ، فيعتق الله فيه من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده لاشتراكهم في العتق والمغفرة يوم عرفة)

يا رعاك الله؛ في كل دقائقك اليوم كن أهلا ليباهي الله بك فالمتباهى بهم اليوم كثر، فجد لنفسك بينهم موقفا، وكل عمل طيب بنية حسنة عمل صالح بفضل الله تعالى ورحمته.


التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
انبعاجة, ضوء


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir