دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ربيع الثاني 1441هـ/24-12-2019م, 08:20 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي (ت:74هـ)

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

لا يملك من يرى حال الكثير من شباب الأمة في هذا الزمان إلا أن يسكن الأسى والحزن قلبه على ما يراه من ضياع الحياء والمروءة بل الرجولة عند أكثرهم والله المستعان!
ولا يسعنا إلا أن نسأل الله لهم الهداية , ولا يسعنا إلا بث ونشر سير شباب السابقين في هذه الأمة , صغار الصحابة الذين شهد لهم النبي-صلى الله عليه وسلم- بالصلاح وأثنى عليهم , لعلهم يكونو مصابيح تنير ظلمات السالكين ممن جهلوا حال سلف الأمة وما كانوا عليه , واتخذوا من غير المسلمين قدوات يقتدون بها في الباطن والظاهر.

ومن هذا المنطلق يأتي الكلام عن صحابي جليل فاضل عالم زاهد عابد , قال فيه النبي-صلى الله عليه وسلم- (إن عبد الله رجل صالح) فنعما بها من شهادة من خاتم النبيين وسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام.

كلامنا عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه:
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزى بن رِيَاح , يكنى بأبي عبد الرحمن، بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين , وأمه زينب بنت مظعون , أخت عثمان بن مضعون.
أسلم رضي الله عنه بمكة مع إسلام أبيه وكان عمره أربع سنين ، فلم يكن قد بَلَغ يومئذ , وقد هاجر مع أبيه إلى المدينة وكان في العاشرة من عمره , رضي الله عنه وأرضاه .

اهتم-رضي الله عنه- بتحصيل العلم من منبعه الأصيل , فكان -مع صغر سنه- يحضر مجالس النبي -صلى الله عليه وسلم- مستعما لما يقال , مجتهدا في حفظ ما يسمع , ولعله يكون عالما لإجابة مسألة طرحها النبي -عليه الصلاة والسلام- فيحجم عن الرد حياء منه -رضي الله عنه- لوجود من هو أكبر منه سنا ومكانة في المجلس , ومن هذا ما حصل لما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه فقال :" إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي ؟ قال عبد الله بن عمر : فوقع الناس في شجر البوادي ، وقال: فوقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ، ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال : هي النخلة " .

ومع شدة اهتمامه بتحصيل العلم , إلا إنه لم يهمل العمل بما يتعلم , فكان رضي الله عنه من العباد الذين مدح النبي -عليه الصلاة والسلام- صلاحهم , وكانت تؤثر فيه الكلمة من النبي - عليه الصلاة والسلام- فيغير بها مسلكه ويلتزمها بكل ما أوتي من قدرة , ومن منا تغيره كلمة أو حديث يسمعه عن النبي-صلى الله عليه وسلم؟!
ومن منا مثل ابن عمر ؟!

فقد رأى في المنام كأن ملكين أخذاه فذهبا به إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس عرفهم، فجعل يقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر، فقال له: لن تراع , فلما قص رؤياه على حفصة، قصتها على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((نعم الرجل عبدالله لو كان يُصلِّي بالليل))،
وقد قال سالم ابنه: فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلًا!

وهذا كان حاله على الدوام , فكان كثير العبادة لا يفتر عنها إلا بقدر ما يحتاجه من الراحة والطعام ليعاودها , حتى قال طاوس بن كيسان عنه : (ما رأيت مصليًا كهيئة عبدالله بن عمر، ولا أشد استقبالًا للكعبة بوجهه وكفَّيه وقدميه منه) رواه ابو نعيم في حلة الأولياء.
كذلك ما جاء عن نافع من قوله : (كان ابن عمر يحيي بين الظهر إلى العصر).رواه ابو نعيم في حلة الأولياء.
ولما سألوا نافع عما كان يصنع بن عمر في منزله؟ قال: (لا تطيقونه: الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهم).

وكان كذلك من أكثر الصحابة اتباعا للنبي -صلى الله عليه وسلم- فكان ينزل منازله , ويصلي في كل مكان صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل تحت شجرة، فكان عمر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس!
وهو مع هذا متبعا لسنته عاملا بها , مأتمرا بأقوال النبي-صلى الله عليه وسلم - فقد روى أبو داود قول النبي-صلى الله عليه وسلم- في شأن باب في المسجد : ((لو تركنا هذا الباب للنساء)).
فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات .

وبعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ابن عمر إذا قَدِمَ من سفر بدأ بزيارة قبر النبي-صلى الله عليه وسلم- للسلام عليه قبل أن يتوجه إلى منزله فيقول: (السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه).

وعرف عنه الزهد في الدنيا , كيف لا وهو الذي أمسك النبي-صلى الله عليه وسلم- بمنكبيه وقال له:(كن في الدنيا كأنك غريب أو كعابر سبيل ) , فكان رضي الله عنه يقول بعدها : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء.
وقد نقل إلينا ميمون بن مهران مقتنيات ابن عمر في بيته فقال : (دخلت على بن عمر، فقومت كل شيء في بيته من فراش أو لحاف أو بساط وكل شيء عليه، فما وجدته يساوي مائة درهم). رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى.
حتى قال عنه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : (مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إِلَّا قَدْ مَالَتْ بِهِ وَمَالَ بِهَا إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا).

ولم يبخل -رضي الله عنه- بشبابه أو قوته , بل كان من السباقين في الجهاد في سبيل الله , فقد شهد كل المشاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سوى بدر وأحد , لأن حالنبي -صلى الله عليه وسلم- استصغره , لكنه أجازه يوم الخندق وكان قد بلغ خمس عشرة سنة.
وهو ممن شهد بيعة الرضوان وغزوة مؤتة واليرموك ويوم القادسية وغيرها.

والمقصد من ذكر ذلك بيان امتثاله لجميع ما جاء به الدين علما وعملا على اختلاف نوعه.
والمقام لا يسمح بسرد ما جاء في عبادته وورعه من روايات , لكن نكتفي بما ذكرناه لعله يكون البداية للبحث والتنقيب عما جاء في سيرته رضي الله عنه.

ولقد كان-رضي الله عنه- أحد أشهر رواة الحديث في عهد رسول الله -صلَى الله عليه وسلَم- وما بعده , وكان من الرواة الثقات الذين يتحرون الدقة في النقل عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقد قال محمد الباقر عنه : (كان ابن عمر إذا سمِعَ من رسول الله حديثًا لا يزيد ولا ينقص، ولم يكن أحدٌ في ذلك مثله).
حتى قال نافع عنه: (كان ابن عمر وابن عباس يجلسان للناس عند مقدم الحاج، فكنت أجلس إلى هذا يومًا، وإلى هذا يومًا، فكان ابن عباس يجيب ويُفتي في كل ما سُئل عنه، وكان ابن عمر يردُّ أكثر ممَّا يُفتي). ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء.
وقال عقبة بن مسلم: سئل ابن عمر عن شيء، فقال: لا أدري، ثم قال: أتريدون أن تجعلوا ظهورنا جسورًا في جهنم، تقولون: أفتانا بهذا ابن عمر.
فكان-رضي الله عنه- معروفا بشدة ورعه وخوفه من القول على الله بغير علم , فكان شديد الحرص فإن تكلم تكلم بعلم وإن سكت سكت عن علم , ولم يكن يخاف من قول (لا أعلم) ولا خشي-رضي الله عنه- اتهام الجهلة له بالجهل , فحين سأله رجل عن مسألة قال له : لا علم لي بها , فلما أدبر الرجل قال ابن عمر: (نعم ما قال ابن عمر سئل عما لا يعلم فقال : لا علم لي به) . رواه الدارمي.

ولما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عمرعبدالله إحدى وعشرين عاما , فتابع تحصيل العلم وحفظ الأحاديث وأكثر من ذلك , فكان -رضي الله عنه- أحد العبادلة المكثرين من الحفظ والرواية , وقد امتد به العمر حتى احتاج الناس إلى علمه فلم يتوانى في بث ما حفظه وتعلمه , فكان من أعلم الناس في زمانه , وكان من فقهاء الصحابة المعدودين وأعلم الصحابة بمناسك الحج .
وقد جلس للفتيا قرابة ستين سنة , قال مالك بن أنس قوله : (كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت، عبدالله بن عمر، مكث ستين سنة يُفتي الناس). كما ذكر ذلك الذهبي .
وقال : (بلغ ابن عمر ستا وثمانين سنة، وافى في الإسلام ستين سنة تقدم عليه وفود الناس).
وقال الزهري: (لا نعدل برأي ابن عمر فإنه أقام بعد رسول الله ستين سنة، فلم يخف عليه شيء من أمره ولا من أمر الصحابة).
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ما قاله أبو إسحاق الهمداني : (كنا نأتي ابن أبي ليلى في بيته وكانوا يجتمعون إليه، فجاءه أبو سلمة بن عبد الرحمن فقال: أعُمر كان عندكم أفضل أم ابنه؟
فقالوا: لا، بل عمر.
فقال أبو سلمة: إن ّعمر كان في زمان له فيه نظراء، وإن ابن عمر كان في زمان ليس له فيه نظير).

وقد روى عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ , وعن أبيه, وأبي بكر, وعثمان, وسعد، وابن مسعود، وأخته حفصة, وعائشة, وغيرهم.

وكان ممن حفظ القرآن , وفهم معانيه , وعد من مفسري الصحابة , وهذا حال من كان في مثل علم ابن عمر , وفهم وتدبر ابن عمر , فقد أخبر ميمون أن ابن عمر تعلَّم سورة البقرة في أربع سنين.
وحكى نافع عنه أنه إذا قرأ قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ﴾ بكى حتى يغلبه البكاء.
وكان بين أصحابه مرة فقرأ قوله تعالى:{ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} فبكى حتى لم يستطع قراءة ما بعدها من الآيات.
فأين هذه القلوب الحية منا !

وقال في قوله تعالى:{ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} : أعظم الشعائر البيت . ذكره ابن كثير في تفسيره.
وقال رضي الله عنه: كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في كتاب الله حتى نزلت علينا هذه الآية: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فلما سمعناها كففنا عن الشهادة وأرجينا الأمور إلى الله). رواه ابن أبي حاتم.
وقال في قوله تعالى : {خذ العفو} قال: (أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس). رواه ابن أبي حاتم.

وله تفاسير غيرها-رضي الله عنه - ولقد روى عنه الخلق الكثير في التفسير, وأكثر من روى عنه فيه هم : مولاه نافع ثم عبد الله بن دينار، ثم سالم بن عبد الله.
وروى عنه كذلك : ابنه سالم، ومولاه نافع، وعبد الله بن دينار، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، ومجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، ومحمد بن سيرين، وزيد بن أسلم العدوي مولى عمر، وأخوه خالد بن أسلم، وأبو عمرو الشيباني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعامر الشعبي، وخالد بن معدان، ومحارب بن دثار الباهلي، وصدقة بن يسار، وأبو الزبير المكي، وبكر بن عبد الله المزني، وثوير بن أبي فاختة.
وأرسل عنه: الزهري، ومحمد بن عون، وقتادة، وعطاء بن أبي رباح، وأبو قلابة الجرمي، وأبو حازم سلمة بن دينار، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو الزناد، ومكحول، وعروة بن رويم، وعمرو بن مرة، والضحاك، وزيد العميّ.

ومن فقهه وورعه وعلمه اعتزل الفتنة ولم يشترك في شيء منها البتة , وحرص على ألا يقترب منها , ورفض استعمال السيف فيها ضد أي طرف من المسلمين حتى قيل له : (أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء وبعضهم يقتل بعضا؟ فقال: من قال حي على الصلاة، أجبته. ومن قال حي على الفلاح، أجبته. ومن قال حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله، قلت: لا).
وقال أبو العالية : كنت أمشي خلف ابن عمر وهو لا يشعر وهو يقول: "واضعين سيوفهم على عواتقهم يقتل بعضهم بعضًا يقولون يا عبد الله بن عمر أعط بيدك. رواهما ابن سعد في الطبقات الكبرى.

وعرضت عليه الخلافة أكثر من مرة فرفضها , قال الحسن: لما قتل عثمان -رضوان الله عليه- جاء الناس إلى عبد الله بن عمر -رضوان الله عليه- فقالوا له: أنت سيد الناس وابن سيدهم فاخرج بنا حتى نبايع لك. فقال ابن عمر: أما والله ما دام في روح فلن يهراق في محجمة من دم. فعاودوه فقالوا إن لم تخرج قتلناك على فراشك. فأعاد لهم الكلام مثل ما قال في المرة الأولى. السنة لأبي بكر الخلال.

توفي رضي الله عنه سنة أربع وسبعين من الهجرة، وكان عمرُه ستة وثمانين عامًا , ودفن في مكة , وكان قد اصابه في منى في موسم الحج سنان رمح في أخمص قدمه , وقد زاره الحجاج وقال له: لو نعلم من أصابك، فقال له ابن عمر: (أنت أصبتني) قال: وكيف؟ قال: (حملت السلاح في يوم لم يكن يُحمل فيه، وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم) .رواه البخاري.

وشهد له الجميع بالتقوى والورع والصلاح والعلم , فكان أشبه ابناء عمر به , رضي الله عنهما وأرضاهما وجعلنا سائرين على طريقهم , مقتدين بهم .
فليحرص الأهل على تعليم الأبناء سير هذه النجوم , لعل الله أن يمن علينا بصلاح شباب الأمة , فهم قوامها وعمادها.

الفوائد من سيرته رضي الله عنه:
- الحرص على العناية بتعليم بالنشئ وتهذيب أخلاقهم ليشبوا على ذلك.
- الحرص على حضور مجالس العلم ولو للاستماع , فلا يعدم خيرا من سلك طرقا يلتمس فيه علما.
- تنمية الحياء في قلوب اشباب , وتعليمهم الحرص على احترام من هم أكبر منهم سنا.
- عدم القول على الله بغير علم , فالتزام الصمت فيما لا يعلم العبد نجاة.
- الحرص على التأليف بين صفوف المسلمين وسد الشقاق والنزاع بينهم .
- البعد عن مواطن الفتن , ففيه السلامة وأي سلامة.
- الزهد في الدنيا بمعرفة حقيقتها , وصرف القلب عن التعلق بها حقيقة , والنظر لدار القرار: الوطن الحقيقي للمؤمن.
- اتباع العلم بالعمل حتى يكون من العلم النافع .
- محبة النبي-عليه الصلاة والسلام- والاقتداء به , فلا طريق يوصل إلى الجنة إلا طريق هو عليه الصلاة والسلام.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 جمادى الأولى 1441هـ/19-01-2020م, 04:17 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي (ت:74هـ)

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

لا يملك من يرى حال الكثير من شباب الأمة في هذا الزمان إلا أن يسكن الأسى والحزن قلبه على ما يراه من ضياع الحياء والمروءة بل الرجولة عند أكثرهم والله المستعان!
ولا يسعنا إلا أن نسأل الله لهم الهداية , ولا يسعنا إلا بث ونشر سير شباب السابقين في هذه الأمة , صغار الصحابة الذين شهد لهم النبي-صلى الله عليه وسلم- بالصلاح وأثنى عليهم , لعلهم يكونو مصابيح تنير ظلمات السالكين ممن جهلوا حال سلف الأمة وما كانوا عليه , واتخذوا من غير المسلمين قدوات يقتدون بها في الباطن والظاهر.

ومن هذا المنطلق يأتي الكلام عن صحابي جليل فاضل عالم زاهد عابد , قال فيه النبي-صلى الله عليه وسلم- (إن عبد الله رجل صالح) فنعما بها من شهادة من خاتم النبيين وسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام.

كلامنا عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه:
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العُزى بن رِيَاح , يكنى بأبي عبد الرحمن، بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين , وأمه زينب بنت مظعون , أخت عثمان بن مضعون.
أسلم رضي الله عنه بمكة مع إسلام أبيه وكان عمره أربع سنين ، فلم يكن قد بَلَغ يومئذ , وقد هاجر مع أبيه إلى المدينة وكان في العاشرة من عمره , رضي الله عنه وأرضاه .

اهتم-رضي الله عنه- بتحصيل العلم من منبعه الأصيل , فكان -مع صغر سنه- يحضر مجالس النبي -صلى الله عليه وسلم- مستعما لما يقال , مجتهدا في حفظ ما يسمع , ولعله يكون عالما لإجابة مسألة طرحها النبي -عليه الصلاة والسلام- فيحجم عن الرد حياء منه -رضي الله عنه- لوجود من هو أكبر منه سنا ومكانة في المجلس , ومن هذا ما حصل لما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه فقال :" إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي ؟ قال عبد الله بن عمر : فوقع الناس في شجر البوادي ، وقال: فوقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ، ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال : هي النخلة " .

ومع شدة اهتمامه بتحصيل العلم , إلا إنه لم يهمل العمل بما يتعلم , فكان رضي الله عنه من العباد الذين مدح النبي -عليه الصلاة والسلام- صلاحهم , وكانت تؤثر فيه الكلمة من النبي - عليه الصلاة والسلام- فيغير بها مسلكه ويلتزمها بكل ما أوتي من قدرة , ومن منا تغيره كلمة أو حديث يسمعه عن النبي-صلى الله عليه وسلم؟!
ومن منا مثل ابن عمر ؟!

فقد رأى في المنام كأن ملكين أخذاه فذهبا به إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس عرفهم، فجعل يقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر، فقال له: لن تراع , فلما قص رؤياه على حفصة، قصتها على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((نعم الرجل عبدالله لو كان يُصلِّي بالليل))،
وقد قال سالم ابنه: فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلًا!

وهذا كان حاله على الدوام , فكان كثير العبادة لا يفتر عنها إلا بقدر ما يحتاجه من الراحة والطعام ليعاودها , حتى قال طاوس بن كيسان عنه : (ما رأيت مصليًا كهيئة عبدالله بن عمر، ولا أشد استقبالًا للكعبة بوجهه وكفَّيه وقدميه منه) رواه ابو نعيم في حلة الأولياء.
كذلك ما جاء عن نافع من قوله : (كان ابن عمر يحيي بين الظهر إلى العصر).رواه ابو نعيم في حلة الأولياء.
ولما سألوا نافع عما كان يصنع بن عمر في منزله؟ قال: (لا تطيقونه: الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهم).

وكان كذلك من أكثر الصحابة اتباعا للنبي -صلى الله عليه وسلم- فكان ينزل منازله , ويصلي في كل مكان صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل تحت شجرة، فكان عمر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس!
وهو مع هذا متبعا لسنته عاملا بها , مأتمرا بأقوال النبي-صلى الله عليه وسلم - فقد روى أبو داود قول النبي-صلى الله عليه وسلم- في شأن باب في المسجد : ((لو تركنا هذا الباب للنساء)).
فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات .

وبعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ابن عمر إذا قَدِمَ من سفر بدأ بزيارة قبر النبي-صلى الله عليه وسلم- للسلام عليه قبل أن يتوجه إلى منزله فيقول: (السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه).

وعرف عنه الزهد في الدنيا , كيف لا وهو الذي أمسك النبي-صلى الله عليه وسلم- بمنكبيه وقال له:(كن في الدنيا كأنك غريب أو كعابر سبيل ) , فكان رضي الله عنه يقول بعدها : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء.
وقد نقل إلينا ميمون بن مهران مقتنيات ابن عمر في بيته فقال : (دخلت على بن عمر، فقومت كل شيء في بيته من فراش أو لحاف أو بساط وكل شيء عليه، فما وجدته يساوي مائة درهم). رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى.
حتى قال عنه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : (مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إِلَّا قَدْ مَالَتْ بِهِ وَمَالَ بِهَا إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا).

ولم يبخل -رضي الله عنه- بشبابه أو قوته , بل كان من السباقين في الجهاد في سبيل الله , فقد شهد كل المشاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سوى بدر وأحد , لأن حالنبي -صلى الله عليه وسلم- استصغره , لكنه أجازه يوم الخندق وكان قد بلغ خمس عشرة سنة.
وهو ممن شهد بيعة الرضوان وغزوة مؤتة واليرموك ويوم القادسية وغيرها.

والمقصد من ذكر ذلك بيان امتثاله لجميع ما جاء به الدين علما وعملا على اختلاف نوعه.
والمقام لا يسمح بسرد ما جاء في عبادته وورعه من روايات , لكن نكتفي بما ذكرناه لعله يكون البداية للبحث والتنقيب عما جاء في سيرته رضي الله عنه.

ولقد كان-رضي الله عنه- أحد أشهر رواة الحديث في عهد رسول الله -صلَى الله عليه وسلَم- وما بعده , وكان من الرواة الثقات الذين يتحرون الدقة في النقل عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقد قال محمد الباقر عنه : (كان ابن عمر إذا سمِعَ من رسول الله حديثًا لا يزيد ولا ينقص، ولم يكن أحدٌ في ذلك مثله).
حتى قال نافع عنه: (كان ابن عمر وابن عباس يجلسان للناس عند مقدم الحاج، فكنت أجلس إلى هذا يومًا، وإلى هذا يومًا، فكان ابن عباس يجيب ويُفتي في كل ما سُئل عنه، وكان ابن عمر يردُّ أكثر ممَّا يُفتي). ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء.
وقال عقبة بن مسلم: سئل ابن عمر عن شيء، فقال: لا أدري، ثم قال: أتريدون أن تجعلوا ظهورنا جسورًا في جهنم، تقولون: أفتانا بهذا ابن عمر.
فكان-رضي الله عنه- معروفا بشدة ورعه وخوفه من القول على الله بغير علم , فكان شديد الحرص فإن تكلم تكلم بعلم وإن سكت سكت عن علم , ولم يكن يخاف من قول (لا أعلم) ولا خشي-رضي الله عنه- اتهام الجهلة له بالجهل , فحين سأله رجل عن مسألة قال له : لا علم لي بها , فلما أدبر الرجل قال ابن عمر: (نعم ما قال ابن عمر سئل عما لا يعلم فقال : لا علم لي به) . رواه الدارمي.

ولما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عمرعبدالله إحدى وعشرين عاما , فتابع تحصيل العلم وحفظ الأحاديث وأكثر من ذلك , فكان -رضي الله عنه- أحد العبادلة المكثرين من الحفظ والرواية , وقد امتد به العمر حتى احتاج الناس إلى علمه فلم يتوانى في بث ما حفظه وتعلمه , فكان من أعلم الناس في زمانه , وكان من فقهاء الصحابة المعدودين وأعلم الصحابة بمناسك الحج .
وقد جلس للفتيا قرابة ستين سنة , قال مالك بن أنس قوله : (كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت، عبدالله بن عمر، مكث ستين سنة يُفتي الناس). كما ذكر ذلك الذهبي .
وقال : (بلغ ابن عمر ستا وثمانين سنة، وافى في الإسلام ستين سنة تقدم عليه وفود الناس).
وقال الزهري: (لا نعدل برأي ابن عمر فإنه أقام بعد رسول الله ستين سنة، فلم يخف عليه شيء من أمره ولا من أمر الصحابة).
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ما قاله أبو إسحاق الهمداني : (كنا نأتي ابن أبي ليلى في بيته وكانوا يجتمعون إليه، فجاءه أبو سلمة بن عبد الرحمن فقال: أعُمر كان عندكم أفضل أم ابنه؟
فقالوا: لا، بل عمر.
فقال أبو سلمة: إن ّعمر كان في زمان له فيه نظراء، وإن ابن عمر كان في زمان ليس له فيه نظير).

وقد روى عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ , وعن أبيه, وأبي بكر, وعثمان, وسعد، وابن مسعود، وأخته حفصة, وعائشة, وغيرهم.

وكان ممن حفظ القرآن , وفهم معانيه , وعد من مفسري الصحابة , وهذا حال من كان في مثل علم ابن عمر , وفهم وتدبر ابن عمر , فقد أخبر ميمون أن ابن عمر تعلَّم سورة البقرة في أربع سنين.
وحكى نافع عنه أنه إذا قرأ قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ﴾ بكى حتى يغلبه البكاء.
وكان بين أصحابه مرة فقرأ قوله تعالى:{ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} فبكى حتى لم يستطع قراءة ما بعدها من الآيات.
فأين هذه القلوب الحية منا !

وقال في قوله تعالى:{ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} : أعظم الشعائر البيت . ذكره ابن كثير في تفسيره.
وقال رضي الله عنه: كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في كتاب الله حتى نزلت علينا هذه الآية: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فلما سمعناها كففنا عن الشهادة وأرجينا الأمور إلى الله). رواه ابن أبي حاتم.
وقال في قوله تعالى : {خذ العفو} قال: (أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس). رواه ابن أبي حاتم.

وله تفاسير غيرها-رضي الله عنه - ولقد روى عنه الخلق الكثير في التفسير, وأكثر من روى عنه فيه هم : مولاه نافع ثم عبد الله بن دينار، ثم سالم بن عبد الله.
وروى عنه كذلك : ابنه سالم، ومولاه نافع، وعبد الله بن دينار، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، ومجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، ومحمد بن سيرين، وزيد بن أسلم العدوي مولى عمر، وأخوه خالد بن أسلم، وأبو عمرو الشيباني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعامر الشعبي، وخالد بن معدان، ومحارب بن دثار الباهلي، وصدقة بن يسار، وأبو الزبير المكي، وبكر بن عبد الله المزني، وثوير بن أبي فاختة.
وأرسل عنه: الزهري، ومحمد بن عون، وقتادة، وعطاء بن أبي رباح، وأبو قلابة الجرمي، وأبو حازم سلمة بن دينار، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو الزناد، ومكحول، وعروة بن رويم، وعمرو بن مرة، والضحاك، وزيد العميّ.

ومن فقهه وورعه وعلمه اعتزل الفتنة ولم يشترك في شيء منها البتة , وحرص على ألا يقترب منها , ورفض استعمال السيف فيها ضد أي طرف من المسلمين حتى قيل له : (أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء وبعضهم يقتل بعضا؟ فقال: من قال حي على الصلاة، أجبته. ومن قال حي على الفلاح، أجبته. ومن قال حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله، قلت: لا).
وقال أبو العالية : كنت أمشي خلف ابن عمر وهو لا يشعر وهو يقول: "واضعين سيوفهم على عواتقهم يقتل بعضهم بعضًا يقولون يا عبد الله بن عمر أعط بيدك. رواهما ابن سعد في الطبقات الكبرى.

وعرضت عليه الخلافة أكثر من مرة فرفضها , قال الحسن: لما قتل عثمان -رضوان الله عليه- جاء الناس إلى عبد الله بن عمر -رضوان الله عليه- فقالوا له: أنت سيد الناس وابن سيدهم فاخرج بنا حتى نبايع لك. فقال ابن عمر: أما والله ما دام في روح فلن يهراق في محجمة من دم. فعاودوه فقالوا إن لم تخرج قتلناك على فراشك. فأعاد لهم الكلام مثل ما قال في المرة الأولى. السنة لأبي بكر الخلال.

توفي رضي الله عنه سنة أربع وسبعين من الهجرة، وكان عمرُه ستة وثمانين عامًا , ودفن في مكة , وكان قد اصابه في منى في موسم الحج سنان رمح في أخمص قدمه , وقد زاره الحجاج وقال له: لو نعلم من أصابك، فقال له ابن عمر: (أنت أصبتني) قال: وكيف؟ قال: (حملت السلاح في يوم لم يكن يُحمل فيه، وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم) .رواه البخاري.

وشهد له الجميع بالتقوى والورع والصلاح والعلم , فكان أشبه ابناء عمر به , رضي الله عنهما وأرضاهما وجعلنا سائرين على طريقهم , مقتدين بهم .
فليحرص الأهل على تعليم الأبناء سير هذه النجوم , لعل الله أن يمن علينا بصلاح شباب الأمة , فهم قوامها وعمادها.

الفوائد من سيرته رضي الله عنه:
- الحرص على العناية بتعليم بالنشئ وتهذيب أخلاقهم ليشبوا على ذلك.
- الحرص على حضور مجالس العلم ولو للاستماع , فلا يعدم خيرا من سلك طرقا يلتمس فيه علما.
- تنمية الحياء في قلوب اشباب , وتعليمهم الحرص على احترام من هم أكبر منهم سنا.
- عدم القول على الله بغير علم , فالتزام الصمت فيما لا يعلم العبد نجاة.
- الحرص على التأليف بين صفوف المسلمين وسد الشقاق والنزاع بينهم .
- البعد عن مواطن الفتن , ففيه السلامة وأي سلامة.
- الزهد في الدنيا بمعرفة حقيقتها , وصرف القلب عن التعلق بها حقيقة , والنظر لدار القرار: الوطن الحقيقي للمؤمن.
- اتباع العلم بالعمل حتى يكون من العلم النافع .
- محبة النبي-عليه الصلاة والسلام- والاقتداء به , فلا طريق يوصل إلى الجنة إلا طريق هو عليه الصلاة والسلام.

التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- أسلوبك قوي والأفكار مرتبة ومتسلسلة، والمقدمة قوية فيها تذكرة لنا للاعتبار بما ورد في الرسالة.
وهذه الرسالة مناسبة جدًا لطلاب العلم، أما إن أردتِ توجيه الشباب الذين أشرتِ إليهم في مقدمة الرسالة فيحسن تعديل الأسلوب والمقدمة خصوصًا، بحسب حالهم وبيئتهم
فإن كانوا ممن يعتزون بالانتماء للقبيلة والأصل، فنبث فيهم فكرة الالتفات إلى حال سلفنا؛ فهؤلاء أجدادنا ونحن أحفادهم الذين يجب أن نقتدي بهم.
وإن كانوا ممن يغترون بالحضارة المزيفة عند الغرب، وبالأبطال الوهميين على الشاشات، فالأجدر أن نلفت انتباههم إلى أن تاريخنا زاخر بأبطال حقيقيين نشروا العلم والدين، وكانوا في ذاتهم صالحين ومصلحين.
- لم تقومي بعزو بعض الأحاديث، خاصة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أولى بالتخريج، وبيان صحتها.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir