دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1431هـ/11-05-2010م, 10:29 AM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الإمارة

- كتاب الإمارة
1- باب الأئمة من قريش
4141- قال أبو داود الطيالسي: حدّثنا سكين، حدّثنا سيار بن سلامة، سمع أبا برزة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلّم قال: الأئمة من قريش ما إذا استرحموا رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس آجمعين.
4141/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفان، حدّثنا سكين... فذكره.
4141 /3- رواه أبو يعلى الموصلي: حدّثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدّثنا سكين بن عبد العزيز، حدّثنا سيار بن سلامة أبو المنهال قال: دخلت مع أبي على أبي برزة الأسلمي، وإن في أذني يومئذ لقرطين وأنا غلام، فقال أبو برزة: إني أحمد الله بأني أصبحت ذامًّا لهذا الحي من قريش فلان ها هنا يقاتل على الدنيا، وفلان يقاتل ها هنا على الدنيا، يعني: عبد الملك ابن مروان، حتى ذكر ابن الأزرق ثم قال: إن أحب مالي لهذه العصابة الملبدة الخميصة، بطونهم من أموال الناس، الخفيفة ظهورهم من دمائهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: الأمراء من قريش، ثلاثًا، لكم عليهم حق، ولهم عليكم حق ما فعلوا ثلاثًا: ما حكموا فعدلوا، واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، من لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
4141 /4 رواه أحمد بن حنبل: حدّثنا عفان، حدّثنا سكين بن عبد العزيز،... فذكر حديث أبي يعلى.
4141/5- قال أحمد بن حنبل: وحدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا سكين بن عبد العزيز،... فذكر نحوه.
4141 /6- قال: وحدّثنا سليمان بن داود،... فذكره.
ورواه البزار في مسنده.
4142- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن القاسم بن عبيد الله، أو عبيد الله بن القاسم، عن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ، عن أبي مسعودٍ البدريّ، قال: دخلنا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في بيتٍ، فقال: إنّ هذا الأمر لا يزال فيكم، وأنتم ولاته ما لم تحدثوا أعمالاً، فإذا أحدثتموها سلّط الله عليكم شرّ خلقه، فالتحوكم كما يلتحى القضيب قال أبو داود: ينحت كما ينحت القضيب.
4142/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن القاسم بن الحارث، عن عبيد الله بن عتبة،... فذكره.
4142/3- قال: وحدّثنا موسى بن حيّان، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، عن شعبة،... فذكره.
4142/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا معاوية بن هشامٍ، حدّثنا سفيان،... فذكره
4142/5- قال: وحدّثنا أبو نعيمٍ، عن عبد الله بن عتبة، قال: فالتحوكم، وكذلك قال أبو أحمد، قال أبو نعيمٍ: كما يلتحى القضيب.
4142/6- قال أحمد بن حنبلٍ: وحدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن القاسم بن الحارث،... فذكره.
4143- قال أبو داود الطّيالسيّ: وحدّثنا ابن سعدٍ، عن أبيه، عن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: الأئمّة من قريشٍ، ما إذا حكموا عدلوا، وإذا عاهدوا وفّوا، وإذا استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفًا، ولا عدلاً.
4143/2- رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا مروان بن معاوية، حدّثنا عمر بن عبد الله بن مرّة الثّقفيّ، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جاء يومًا حتّى أمسك بعضادتي باب البيت الّذي نحن فيه، ونحن نفرٌ، فاشتهينا أن يلج علينا، فتحدّثنا، فقال: لا بل كما أنتم، ثمّ قال: الأئمّة بعدي من قريشٍ، ما إذا قالوا صدقوا، وإذا عاهدوا وفّوا، وإذا استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك برئ الله منه، ورسوله، والمؤمنون، ولا يقبل منه صرفٌ، ولا عدلٌ.
4143/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، حدّثنا سهلٌ أبو الأسود، عن بكيرٍ الجزريّ، عن أنسٍ، قال: أتانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن في بيت رجلٍ من الأنصار فأخذ بعضادتي الباب، ثمّ قال: الأئمّة من قريشٍ، ولي عليكم حقٌّ ولهم مثل ذلك، ما إذا حكموا عدلوا... فذكر حديث الطّيالسيّ.
4143/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن بكيرٍ، عن أبي الأسود، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، مثله.
4143/5- وقال: وحدّثنا الحسن بن إسماعيل أبو سعيدٍ بالبصرة، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن أبيه، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، مثله.
4143/6- قال: وحدّثنا عبيد بن جنادٍ الحلبيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الرّجال، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، قال لي ثابت الأعرج: أخبرني أنس بن مالكٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تزال هذه الأمّة بخيرٍ، إذا قالت صدقت، وإذا حكمت عدلت، وإذا استرحمت رحمت.
4143/7- قال: وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،... فذكره.
4143/8- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، من طريق بكير بن وهبٍ، قال: قال لي أنسٌ: أحدّثك حديثًا ما أحدّثه كلّ أحدٍ: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قام على باب البيت، ونحن فيه، فقال: الأئمّة من قريشٍ، إنّ لي عليكم حقًّا، ولهم عليكم حقًّا مثل ذلك، ما إن استرحموا رحموا، وإن عاهدوا وفّوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله، والملائكة، والنّاس أجمعين.
ورواه الطّبرانيّ، وهذا الحديث فإنّ شيخنا الحافظ أبو الحسن الهيثميّ فلم يذكره في زوائد المسند.
4144- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا وهب بن جرير بن حازم، حدثنى أبي، سمعت محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير وغيره، وصل الحديث عن عروة، قال: وكتب مسيلمة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مسيلمة بن حبيب لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سلام عليك، أما بعد: فإن لقريش نصيف الأرض ولنا نصيف الأرض، ولكن قريشًا قوم يعتدون، ويشهد الرجلان أن محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقالا: إن مسيلمة لا ينكر ذلك، إلاّ أنه قد أشرك معك في الأمر وأحدثت إليه نبوة مع نبوتك... الحديث.
فيه إرسال.
4145- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، عن عبد الله بن مبشّرٍ، عن زيد بن عتّابٍ، قال: قام معاوية على المنبر، فقال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: النّاس تبعٌ لقريشٍ في هذا الأمر، خيارهم في الجاهليّة خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا، ولولا أن تبطر قريشٌ لأخبرتها بما لخيارها عند الله.
قلت: روى أحمد بن حنبلٍ بهذا الإسناد: خير نساءٍ ركبن الإبل نساء قريشٍ... الحديث.
4146- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا خالد بن مخلدٍ، حدّثنا كثير بن عبد الله المزنيّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنت عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا معشر قريشٍ، إنّكم الولاة من بعدي لهذا الأمر، فلا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون، {واعتصموا بحبل الله} إلى آخر الآية، واحفظوني في الأنصار وأبنائهم، وأبناء أبنائهم.
4147- وبه قال: كنت جالسًا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: حليف القوم منهم، وابن أخت القوم منهم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف كثير بن عبد الله المزنيّ.
4148- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا القواريريّ، حدّثنا محمّد بن عبيد الله العبديّ، حدّثنا حفص بن خالدٍ، حدّثني أبي، عن جدّي، عن عليٍّ رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطب النّاس ذات يومٍ، فقال: ألا إنّ الأمراء من قريشٍ، ألا إنّ الأمراء من قريشٍ، ألا إنّ الأمراء من قريشٍ، ما أقاموا بثلاثٍ: ما حكموا فعدلوا، وما عاهدوا فوفّوا، وما استرحموا فرحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله، والملائكة، والنّاس أجمعين.
4148/2- رواه عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ في زياداته على المسند فقال: حدّثني محمّد بن سليمان لوينٌ، حدّثنا محمّد بن جابرٍ، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن عمارة بن رويبة، عن عليّ بن أبي طالبٍ، قال: سمعت أذناي، ووعاه قلبي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: النّاس تبعٌ لقريشٍ، صالحهم تبعٌ لصالحهم، وشرارهم تبعٌ لشرارهم.
4148/3- ورواه البزّار في مسنده: حدّثنا إبراهيم بن هانئٍ، حدّثنا الفيض بن الفضل، حدّثنا مسعرٌ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي صادقٍ، عن ربيعة بن ناجدٍ، عن عليّ بن أبي طالبٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الأمراء من قريشٍ أبرارها أمراء أبرارها، وفجّارها أمراء فجّارها.
قال البزّار: لا نعلمه يروى عن عليٍّ إلاّ من هذا الوجه، بهذا الإسناد.
4149- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا مصعب بن عبد الله الزّبيريّ، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهابٍ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنّ عبد الله بن مسعودٍ، رضي الله عنه، قال: بينما نحن عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قريبٍ من ثلاثين رجلاً ليس فيهم إلاّ قرشيٌّ، لا والله ما رأيت صفحة وجوه رجالٍ أحسن من وجوههم قطّ يومئذٍ، قال: فذكروا النّساء فتحدّثوا فيهنّ، وتحدّث معهم حتّى أحببت أن نسكت، ثمّ أتيته، فتشهّد، ثمّ قال: أمّا بعد، يا معشر قريشٍ، فإنّكم أهل هذا الأمر ما أطعتم الله، فإذا عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القضيب، لقضيبٍ في يده، ثمّ لحى قضيبه، فإذا هو أبيض يصلد.
4149/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن صالحٍ، قال ابن شهابٍ: حدّثني عبيد الله بن عبد الله بن مسعودٍ، أنّ عبد الله بن مسعودٍ، قال: بينا نحن عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قريبٍ من ثمانين رجلاً من قريشٍ ليس فيهم،... فذكره.
4150- قال: وحدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عبيد الله بن القاسم، أو القاسم بن عبيد الله، عن أبي مسعودٍ، قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّ هذا الأمر فيكم، وأنتم ولاته، ولن يزال فيكم حتّى تحدثوا أعمالاً، فإذا فعلتم ذلك بعث الله عليكم أشرّ خلقه فيلحيكم كما يلتحي القضيب.
2- باب ما جاء في الخلفاء الراشدين بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
4151- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، حدّثنا حشرج بن نباتة، حدّثني سعيد بن جمهان، عن سفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: لمّا بنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المسجد، وضع حجرًا، ثمّ قال: ليضع أبو بكرٍ حجره إلى جنب حجري، ثمّ ليضع عمر حجره إلى جنب حجر أبي بكرٍ، ثمّ ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر، ثمّ قال: هؤلاء الخلفاء من بعدي.
4151/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد،... فذكره.
4151/3- ورواه البزّار في مسنده: حدّثنا رزق الله بن موسى، حدّثنا مؤمّلٌ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة رضي الله عنه، أنّ رجلاً، قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: رأيت كأنّ ميزانًا دلي من السّماء، فوزنت بأبي بكرٍ فرجحت بأبي بكرٍ، ثمّ وزن أبو بكرٍ بعمر، فرجح أبو بكرٍ، ثمّ وزن عمر بعثمان، فرجح عمر، ثمّ رفع الميزان، فاستهلّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خلافة نبوّةٍ، ثمّ يؤتي الله الملك من يشاء.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
4151/4- ورواه الحاكم في المستدرك: أنبأنا أبو بكر بن إسحاق، حدّثنا عبيد بن شريك، حدّثنا نعيم بن حماد، حدّثنا عبد الله بن المبارك، حدّثنا حشرج بن نباتة،... فذكره.
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.
وله شاهدٌ من حديث أبي بكرة، رواه أبو داود، وسيأتي في كتابٍ التعبير.
4152- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن مطيعٍ، حدّثنا هشيمٌ، عن العوّام، عمّن حدّثه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: لمّا أسّس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مسجد المدينة، جاء بحجرٍ فوضعه، وجاء أبو بكرٍ بحجرٍ فوضعه، وجاء عمر بحجرٍ فوضعه، وجاء عثمان بحجرٍ فوضعه، قالت: فسئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك، فقال: هذا أمر الخلافة من بعدي.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لجهالة التّابعيّ إلاّ أنّه يتقوى بما قبله، ولم ينفرد أبو يعلى الموصليّ بهذا الطريق.
4152/2- فقد رواه الحاكم في كتابه المستدرك: حدّثنا أبو عليٍّ الحافظ، حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرّحمن بن وهبٍ، حدّثني عمّي، حدّثنا يحيى بن أيّوب، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: أوّل حجرٍ حمله النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لبناء المسجد، ثمّ حمل أبو بكرٍ حجرًا، ثمّ حمل عثمان حجرًا آخر، فقلت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هؤلاء كيف يساعدونك، فقال: يا عائشة، هؤلاء الخلفاء من بعدي.
وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه.
4153- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو بهز بن الصّقر بن عبد الرّحمن بن بنت مالك بن مغولٍ، قال: حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن المختار بن فلفلٍ، عن أنسٍ رضي الله عنه، قال: جاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فدخل إلى بستانٍ، فجاء آتٍ فدقّ الباب، فقال: يا أنس، قم فافتح له وبشّره بالجنّة، وبشّره بالخلافة من بعدي، قال: قلت: يا رسول الله، أعلمه؟ قال: أعلمه،
فإذا أبو بكرٍ، قلت: أبشر بالجنّة، وأبشر بالخلافة من بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ جاء آتٍ فدقّ الباب، فقال: يا أنس، قم فافتح له، وبشّره بالجنّة، وبالخلافة من بعد أبي بكرٍ، قال: قلت: يا رسول الله، أعلمه؟ قال: أعلمه، قال: فخرجت فإذا عمر، قال: قلت له: أبشر بالجنّة، وأبشر بالخلافة من بعد أبي بكرٍ، قال: ثمّ جاء آتٍ فدقّ الباب، فقال: يا أنس، قم فافتح له، وبشّره بالجنّة، وبشّره بالخلافة من بعد عمر، وأنّه مقتولٌ، قال: فخرجت فإذا عثمان، فقلت له: أبشر بالجنّة وبالخلافة من بعد عمر، وأنّك مقتولٌ، قال: فدخل على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال له: يا رسول الله، لمة والله ما تغنّيت، ولا تمنّيت، ولا مسست فرجي منذ بايعتك، قال: هو ذاك يا عثمان.
4153/2- رواه البزّار في مسنده: حدّثنا محمّد بن المثنّى، عن إبراهيم بن سليمان، حدّثنا بكر بن المختار، قال: لقيته بالكوفة، عن المختار بن فلفلٍ،... فذكره.
4153/3- قال البزّار: لا نعلمه عن أنسٍ إلاّ من وجهين، هذا أحدهما، والآخر: حدّثنا عمر بن محمّد بن الحسن، حدّثنا أبي، حدّثنا أبو عمرٍو عتبة، عن أبي روقٍ، سمعت أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، يقول: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حائط رجلٍ من الأنصار، فجاء رجلٌ فاستفتح، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أنس، قم فافتح،... فذكره.
قال البزّار: وكلا الوجهين، فليسا بالقوبين، ولم يتابع بكرٌ عليه، ولا نعلم روى أبو روقٍ، عن أنسٍ إلاّ هذا.
3- باب خلافة أبي بكر رضي الله عنه
4154- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن عمر الأسلميّ، حدّثنا الضّحّاك بن عثمان، عن حبيبٍ، مولى عروة، سمعت أسماء بنت أبي بكرٍ، تقول: رأيت أبي يصلّي في ثوبٍ واحدٍ، وثيابه موضوعةٌ، قال: يا بنيّة، إنّ آخر صلاةٍ صلاّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خلفي في ثوبٍ واحدٍ.
4154/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،... فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف محمّد بن عمر.
4155- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا زائدة، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زرٍّ، عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: لمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالت الأنصار: منّا أميرٌ، ومنكم أميرٌ، فأتاهم عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، فقال: يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد أمر أبا بكرٍ أن يؤمّ النّاس، فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدّم أبا بكرٍ؟ قالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدّم أبا بكرٍ رضي الله عنه.
4155/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن زائدة،... فذكره.
وله شاهدٌ من حديث سالم بن عبيدٍ، وتقدّم في آخر كتاب الجنائز.
وسيأتي سبب قبول أبي بكرٍ الصّدّيق الخلافة مطوّلاً جدًّا، في باب كراهية الإمارة، يأتي لمن لم يقدر عليها.
4- باب خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
4156- قال أبو داود الطيالسي: حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قدمت على عمر بعد هلاك أبي بكر رضي الله عنهما فقلت: ارفع يدك أبايعك على ما بايعت عليه صاحبيك من قبلك، يعني: النبي صلّى الله عليه وسلّم وأبا بكر، رضي الله عنه، فبايعته على السمع والطاعة فيما استطعت.
هذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن زيد بن جدعان.
4157- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا النضر بن شميل، حدّثنا عبد الجليل وهو ابن عطية،
حدّثنا أبو مجلز قال: إن عمر استلقى في حائط من حيطان المدينة، فذكر قصة فقال عمر: من تستخلفون بعدي؟ فقال له رجل من القوم: نستخلف الزبير بن العوام. قال: إذًا تستخلفونه شحيحًا غلقا، يعني: سيء الأخلاق، فقال رجل: نستخلف طلحة بن عبيد الله قال: كيف تستخلفون رجلا كان أول شيء نحله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرضًا نحلها إياه، فجعلها في مهر يهودية؟! فقال رجل من القوم: نستخلف عليًّا، قال: إنكم لعمري لا تستخلفونه، والذي نفسي بيده لو استخلفتموه لأقامكم على الحقد وان كرهتم. قال: فقال الوليد بن عقبة: قد علمنا الخليفة من بعدك فقعد، فقال: من؟ قال: عثمان بن عفان، وكان الوليد أخا عثمان لأمه، فقال: فكيف بحب عثمان المالي وبره بأهل بيته؟.
هذا إسناد رواته ثقات إلاّ أنه منقطع، أبو مجلز لم يدرك عمر بن الخطاب.
4158- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: شهدت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، غداة طعن، فكنت في الصف الثاني وما يمنعني أن أكون في الصف الأولى إلاّ هيبته، كان يستقبل الصف إذا أقيمت الصلاة فإن رأى إنسانًا متقدمًا أو متأخرًا أصابه بالدرة، فذلك الذي منعني أن أكون في الصف الأولى فكنت في الصف الثاني، فجاء عمر يريد الصلاة فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فناجاه عمر غير بعيد ثم تركه، ثم ناجاه ثم تركه، ثم ناجاه ثم تركه ثم طعنه، قال: رأيت عمر قائل بيده هكذا يقول: دونكم الكلب قد قتلني، وماج الناس، قال: فجرح ثلاثة عشر رجلا فمات منهم ستة، أو سبعة، وماج الناس بعضهم في بعض، فشد عليه رجل من خلفه فاحتضنه، قال قائل: الصلاة عباد الله، قد طلعت الشمس فتدافع الناس فدفعوا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن {إذا جاء نصر اللّه} و {إنّا أعطيناك الكوثر} واحتمل فدخل عليه الناس، قال: يا عبد الله بن عباس، اخرج فناد في الناس عن ملأ منكم كان هذا؟ قالوا: معاذ الله، ولا علمنا ولا اطلعنا، قال: ادعوا لي الطبيب، فدعي فقال: أي الشراب أحب إليك؟ قال: النبيذ، قال: فشرب نبيذًا فخرج من بعض طعناته، فقال الناس: هذا صديد فقال: اسقوه لبنًا، فشرب لبنًا فخرج من بعض طعناته، قال: ما أرى أن يمشي، فما كنت فاعلا فافعل، فقال: يا عبد الله بن عمر، ناولني الكتف فلو أراد الله أن يمضي ما فيها أمضاه. قال عبد الله: أنا أكفيك محوها، فقال: لا والله لا يمحوها أحد غيري. قال: فمحاها عمر بيده،
قال: وكان فيها فريضة الجد، قال: ادعوا لي عليا وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن ابن عوف وسعد، قال: فدعوا، قال: فلم يكلم أحدًا من القوم إلاّ عليًّا وعثمان، فقال: يا علي، هؤلأء القوم لعلهم أن يعرفوا لك قرابتك من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وما أعطاك الله من الفقه والعلم فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله فيه، ثم قال: يا عثمان، إن هؤلاء القوم لعلهم أن يعرفوا لك صهرك من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وشرفك فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله ولا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس، يا صهيب، صل بالناس ثلاثًا وأدخل هؤلاء في بيت فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالفهم فليضربوا رأسه، قال: فلما خرجوا، قال: إن ولوا الأجلح سلك بهم الطريق، قال: فقال عبد الله بن عمر: ما يمنعك؟ قال: أكره أن أحملها حيًّا وميتا.
قلت: في الصحيح طرف منه، وله شاهد وسيأتي في كتاب مناقب عمر.
5- باب خلافة عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما
4159- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، أنبأنا ليث ابن سعد، عن عبيد الله بن عمر، أن ابن شهاب حدثه، عن المسور بن نحرمة قال: لما كانت الليلة التي في صبحتها يفرغ النفر الذين استخلفهم عمر بن الخطاب من الخلافة، صليت العشاء ثم انصرفت إلى ستر لي فنمت عليه فأيقظني من النوم صوت خالي عبد الرحمن بن عوف: أيا مسور، قال: فخرجت مشتملا بثوبي، فقال: أنمت؟ قلت: نعم قد نمت، قال: خذ عليك ثوبك، ثم الحقني إلى المسجد، ففعلت، قال: اذهب فادع لي الزبير وسعدًا أو أحدهما. قال: فانطلقت فدعوته فلما انتهيت به إليه، قال: استأخر عنا قدر ما لا تسمع كلامنا، قال: ففعلت شيئًا يسيًرا، ثم قال لي: ادع لي الاخر، فلما انتهيت به إليه، قال: استأخر عنا قدر ما لا تسمع كلامنا، قالت: فتناجيا شيئًا يسيًرا، ثم نادى: يا مسور، اذهب فادع لي عليًّا فذلك حين ذهبت فحمة العشاء، قال: فجئت بعلي قال: استأخر عنا قدر ما لا تسمع كلامنا. قال: فلم يزالا يتكلمان من العشاء حتى كان السحر إلاّ أني لم أسمع من نجيهما أظنني أنهما قد اقتتلا، فلما كان السحر ناداني وعلي عنده، فقال: اذهب فادع لي عثمان، فقال: ففعلت، فتناجيا وأذن المؤذن بالصبح، قالت: فتفرقوا للوضوء، وقد
علم الناس أنها صبيحة الخلافة فاجتمعوا للصبح كما يجتمعون للجمعة، فأمر عبد الرحمن النفر أن يجلسوا بين يدي المنبر فلما أبصر الناس بعضهم بعضًا وطلعت الشمس، قام عبد الرحمن إلى جنب المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أيها الناس، قد علمتم الذي كان من وفاة أمير المؤمنين، واستخلافه إيانا أيها النفر ورضي أصحابي أن إليّ ذلك فأختار رجلا منهم وهؤلاء بين أيديكم، ثم استقبلهم رجلا رجلا، ثم قال: أي فلان، عليك عهد الله وميثاقه لتسمعن ولتطيعن لمن وليت ولترضين ولتسلّمنّ؟ فيقول: نعم رافع صوته يسمع الناس حتى فرغ منهم رجلا رجلا من عثمان وعلي والزبير وسعد، قال: أما طلحة فأنا حميل، برضاه، ثم قال: إني لم أزل دائبًا منذ ثلاث أسألكم عن هؤلاء النفر، ثم سألتهم عن أنفسهم فوجدتكم أيها، الناس وإياهم اجتمعتم على عثمان، قم يا عثمان، فلم يقل رجل من المهاجرين والأنصار ولا وفود العرب، ولا صالحي التابعين: إنك لم تستشرنا ولم تستأمرنا، فرضوا وسلموا، فلبثوا ست سنين لا يعيبون شيئًا، قال: كان طائفة منهم يفضلونه على عمر تقول العدل مثل عمر واللين ألين من عمر.
4160- قال: وحدّثنا أبو النضر، حدّثنا الليث، عن أسامة بن زيد، عن رجل منهم أنه كان كلما دعا رجلا منهم تلك الليلة ذكر مناقبهم، قال: إنك لها لأهل فإن أخطأتك فمن؟ فيقول: إن أخطأتني فعثمان.
هذا سناد صحيح.
4161- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله، حدّثنا وكيع، حدّثنا الأعمش، عن ابن أبي الجعد، عن عبد الله بن سبع قال: قيل لعلي: ألا تستخلف؟ قال: لا، ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسناد حسن عبد الله بن سبع، ويقال: سبيع، ذكره ابن حبان في الثقات، والذهبي في الميزان.
6- باب إمرأة معاوية رضي الله عنه
4162- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا عمرو بن يحيى بن سعيدٍ، عن جدّه، عن معاوية، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: توضّؤوا، قال: فلمّا نظر إليّ، فقال: يا معاوية، إن ولّيت أمرًا فاتّق الله واعدل، قال: فما زلت أظنّ أنّي مبتلًى بعملٍ، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى ولّيت.
4162/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا أبو أميّة عمرو بن يحيى بن سعيدٍ، سمعت جدّي يحدّث، أنّ معاوية أخذ الإداوة بعد أبي هريرة، وتتبّع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بها، واشتكى أبو هريرة، فبينا هو يوضّئ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، رفع إليه رأسه مرّةً، أو مرّتين وهو يتوضّإ، فقال: يا معاوية، إن ولّيت أمرًا فاتّق الله واعدل،... فذكره.
7- باب فيمن يملك هذه الأمة من الخلفاء
4163- قال مسدّدٌ: حدّثنا حمّادٌ، عن مجالد بن سعيدٍ، حدّثنا الشّعبيّ، عن مسروقٍ، قال: كنّا جلوسًا عند عبد الله بن مسعودٍ بعد المغرب، وهو يقرأ القرآن، فسأله رجلٌ: يا أبا عبد الرّحمن، أما سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كم يملك هذه الأمّة من خليفةٍ، قال: ما سألني عنها أحدٌ منذ قدمت العراق قبلك، قال: نعم، ولقد سألناه، فقال: اثنا عشر، كعدّة نقباء بني إسرائيل.
4163/2- رواه إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، واللّفظ لإسحاق، قالا: حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا المجالد، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، قال: جاء رجلٌ إلى عبد الله بن مسعودٍ، فقال: هل حدّثكم نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم، كم يكون بهذه من الخلفاء؟ فقال: نعم، وما سألني عنها أحدٌ قبلك، وإنّك لمن أحدث القوم سنًّا، قال: تكون هذه كعدّة نقباء موسى، اثنا عشر نقيبًا.
4163/3- قال: وحدّثنا جريرٌ، حدّثنا أشعث بن سوار، عن الشّعبيّ، عن عمّه قيس بن عبد، قال: جاء أعرابيٌّ إلى عبيد الله بن مسعودٍ،... فذكر مثله إلاّ أنّه لم يقل: لمن أحدث القوم سنًّا.
4163/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شيبان بن فرّوخٍ، حدّثنا حمّادٌ، يعني ابن زيدٍ، عن مجالدٍ،... فذكره.
4163/5- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حمّادٌ، عن المجالد،... فذكره.
4163/6- قال: وحدّثنا أبو النّضر، حدّثنا عقيلٌ، حدّثنا مجالدٌ،... فذكره.
8- باب تكون خلافة ثم ملك جبرية ثم خلافة
4164- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا داود الواسطيّ، وكان ثقةً، سمعت حبيب بن سالمٍ، سمعت النّعمان بن بشير بن سعدٍ، قال: كنّا قعودًا في المسجد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان بشير رجلاً يكفّ حديثه، فجاء أبو ثعلبة، فقال: يا بشير بن سعدٍ، أتحفظ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الأمراء، وكان حذيفة حاضرًا مع بشيرٍ، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته،
فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تكون فيكم النّبوّة ما شاء الله أن تكون، ثمّ يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثمّ تكون خلافةٌ على منهاج النّبوّة، ثمّ تكون ما شاء الله أن تكون، ثمّ يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثمّ تكون ملكًا عاضًّا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثمّ يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثمّ تكون ملكًا جبريّةً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثمّ يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثمّ تكون خلافةٌ على منهاج نبوّةٍ، ثمّ سكت قال حبيبٌ: فلمّا قام عمر بن عبد العزيز، وكان يزيد بن النّعمان بن بشيرٍ في صحابته فكتبت إليه بهذا الحديث، أذكره إيّاه، فقلت له: إنّي أرجو أن يكون أمير المؤمنين، يعني عمر، بعد الملك العاضّ والجبريّة، فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسرّ به وأعجبه.
4164/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا المعلّى بن المنهال الغنويّ، حدّثنا، مهنّدٌ القيسيّ، وكان ثقةً، حدّثني قيس بن مسلمٍ، عن طارق بن شهابٍ، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنتم في نبوّةٍ ورحمةٍ، وستكون خلافةٌ ورحمةٌ، وتكون كذا وكذا، ويكون ملكًا عضوضًا، فيشربون الخمور، ويلبسون الحرير، ومع ذلك ينصرون إلى أن تقوم السّاعة.
4164/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا داود بن إبراهيم الواسطيّ،... فذكره.
4165- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا جرير بن حازمٍ، حدّثنا ليثٌ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن أبي ثعلبة الخشنيّ، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، ومعاذ بن جبلٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ الله، عزّ وجلّ، بدأ هذا الأمر نبوّةً ورحمةً، وكائنًا خلافةً ورحمةً، وكائنًا ملكًا عضوضًا، وكائنًا عتوًّا وجبريّةً، وفسادًا في الأمّة، يستحلّون الفروج والخمور والحرير، وينصرون على ذلك، ويرزقون أبدًا حتّى يلقوا الله.
4165/2- رواه إسحاق بن راهويه: حدّثنا جريرٌ، حدّثنا ليث بن أبي سليمٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ الجمحيّ، عن أبي ثعلبة الخشنيّ، قال: كان أبو عبيدة بن الجرّاح، ومعاذ بن جبلٍ، يتناجيان بينهما حديثًا، فقلت لهما: أما حفظتما في وصيّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: فجعلا يتذاكرانه، فقالا: إنّما بدوّ هذه الأمّة نبوّةٌ ورحمةٌ ثم كائنٌ خلافةً ورحمةً، كائنٌ ملكًا عضوضًا، ثمّ كائنٌ عتوًّا وجبريّةً، وفسادًا في الأمّة، يستحلّون الخمور والفروج، وفسادًا في الأمّة، ينصرون على ذلك ويرزقون حتّى يلقوا الله.
4165/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ،... فذكره.
4165/4- قال: وحدّثنا محمّد بن المنهال أخو حجّاجٍ، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، عن ليثٍ،... فذكره.
4165/5- ورواه البزّار في مسنده: حدّثنا محمّد بن مسكينٍ، حدّثنا يحيى بن حسّانٍ، حدّثنا يحيى بن حمزة، عن أبي وهب، عن مكحولٍ، عن أبي ثعلبة، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أوّل دينكم نبوّةٌ ورحمةٌ، ثمّ تكون خلافةً ورحمةً، ثمّ تكون ملكًا وجبريّةً، يستحلّون فيها الدّم.
هذا حديثٌ حسنٌ.
9- باب لا يبايع لأحد حتى يجتمع الناس على أمير واحد
4166- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن نوحٍ، حدّثنا حمّادٌ، عن بشر بن حربٍ،
قال: كنّا عند أبي سعيدٍ الخدريّ يومًا، فبينا نحن كذلك ما شعرت إذ دخل عبد الله بن عمر، ورأيته متغيّرًا، وهو كئيبٌ حزينٌ، وعليه أثر الغبار، فدعا له أبو سعيدٍ بماءٍ فتوضّأ، فقال أبو سعيدٍ: يا أبا عبد الرّحمن، أتذكر يوم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من استطاع ألاّ ينام نومًا، ولا يصبح صبحًا إلاّ وعليه إمامٌ فليفعل، قال: نعم، قال: فلعلّك يا أبا سعيدٍ، بايعت أميرين قبل أن يجتمع النّاس على واحدٍ، قال: قد كان ذلك، قد بايعت لهذا، يعني ابن الزّبير، فقد جاءني أهل الشّام يقودوني بأسيافهم، فبايعت حبيش بن دلجة، قال ابن عمر: من هذا كنت أخشى أن تبايع لأميرٍ، ولم يجتمع النّاس على واحدٍ.
4166/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا إسحاق بن عيسى، حدّثني حمّاد بن سلمة، عن بشر بن حربٍ، أنّ ابن عمر أتى أبا سعيدٍ الخدريّ، فقال: يا أبا سعيدٍ، ألم أخبر أنّك بايعت أميرين من قبل أن يجتمع النّاس على أميرٍ واحدٍ، قال: نعم،... فذكر معناه، إلاّ أنّه قال: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من استطاع ألاّ ينام نومًا، ولا يصبح صباحًا، ولا يمسي مساءً، إلاّ وعليه أميرٌ قال: نعم، ولكن أكره أن أبايع أميرين من قبل أن يجتمع النّاس على أميرٍ واحدٍ.
قلت: مدار إسناد حديث أبي سعيدٍ هذا على بشر بن حربٍ، وهو ضعيفٌ، وضعّفه يحيى القطّان، وابن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وأبو زرعة، وابن سعدٍ، والعجليّ، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان، والعقيليّ، وابن خراشٍ، وأبو أحمد الحاكم، وغيرهم.
10- باب في أول أمير أمر في الإسلام
4167- قال مسدّد: حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا مغيرة، عن سماك بن سلمة، عن تميم بن حذلم قال: أول من سلم عليه بالإمرة بالكوفة المغيرة بن شمعبة فكره ثم أقرّ به.
4168- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو أسامة، عن مجالدٍ، عن زياد بن علاقة، عن سعد بن أبي وقّاصٍ، قال: لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة جاءت جهينة، فقالت: إنّك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا حتّى نأمنك وتأمننا، فأوثق لهم ولم يسلموا، فبعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في رجبٍ، ولا نكون مائة، وأمرنا أن نغير على حيٍّ من كنانة إلى جنب جهينة، قال: فأغرنا عليهم، وكانوا كثيرًا، فلجأنا إلى جهينة فمنعونا وقالوا: لم تقاتلون في الشّهر الحرام فقلنا: إنّما نقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشّهر الحرام، فقال: بعضنا لبعضٍ: ما ترون فقالوا: نأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنخبره، وقال قومٌ: لا، بل نقيم هاهنا، وقلت أنا في أناسٍ معي: لا بل نأتي عير قريشٍ هذه فنصيبها، فانطلقنا ألى العير وكان الفيء إذ ذاك من أخذ شيئًا فهو له فانطلقنا إلى العير، وانطلق أصحابنا إلى النّبيّ عليه الصلاة والسلام فأخبروه الخبر، فقام غضبان محمرًّا لونه ووجهه، فقال: ذهبتم من عندي جميعًا وجئتم متفرّقين، إنّما أهلك من كان قبلكم الفرقة، لابعثنّ عليكم رجلاً ليس بخيركم، أصبركم على الجوع والعطش فبعث علينا عبد الله بن جحشٍ الأسديّ فكان أوّل أميرٍ في الإسلام.
رواه أحمد بن حنبلٍ، حدّثني عبد المتعال بن عبد الوهاب، حدّثني يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا المجالد،... فذكره.
11- باب الجماعة رحمة والفرقة عذاب
4169- قال مسدّدٌ: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن العلاء بن زيادٍ العدويّ، عن معاذ بن جبلٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ الشّيطان ذئب الإنسان، كذئب الغنم، يأخذ الشّاردة، والقاصية، والنّاحية.
4169/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا حسينٌ الجعفيّ، عن فضيل بن عياضٍ، عن أبانٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن معاذ بن جبلٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الشّيطان ذئب ابن آدم، كذئب الغنم، وإنّ ذئب الغنم يأخذ من الغنم الشّاة المهزولة والقاصية، ولا يدخل في الجماعة، فالزموا العامّة، والجماعة، والمساجد.
4169/3- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا روحٌ، حدّثنا سعيدٌ،... فذكره، وزاد وزاد وإيّاكم والشّعب، وعليكم بالجماعة والعامّة.
وله شاهدٌ من حديث عمر بن الخطّاب، وسيأتي في كتاب....
رواه أحمد بن حنبلٍ من طريق العلاء بن زياد، عن معاذٍ، ولم يسمع منه قاله الحافظ المنذري، لكن لم ينفرد به فقد تابعه شهرٌ بن حوشب، كما رواه عبد بن حميدٍ.
12- باب لاخير في الإمارة لرجل مؤمن
4170- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا عبد الوهّاب الثّقفيّ، عن يحيى بن سعيدٍ، أخبرني الحارث بن يزيد، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، أنّه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الإمارة، فقال: إنّك ضعيفٌ، وإنّها أمانةٌ، وإنّها يوم القيامة خزيٌ وندامةٌ، إلاّ من أخذها بحقّها، وأدّى الّذي عليه فيها.
4171- قال: وحدّثنا سفيان، عن يحيى بن سعيدٍ، عن الحارث بن يزيد من أهل المغرب، عن أبي ذرٍّ، أنّه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الإمارة، فقال: يا أبا ذرٍّ، لا تسأل الإمارة، فإنّك ضعيفٌ،... فذكره.
هذا إسنادٌ منقطعٌ، الحارث لم يدرك أبا ذرٍّ، وقد سمعه ابن لهيعة من الحارث، عن ابن حجيرة، عمّن سمع أبا ذرٍّ.
4172- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الإفريقيّ، عن زياد بن نعيمٍ الكلابيّ، عن زياد بن الحارث الصّدّائيّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا خير في الإمرة لرجلٍ مؤمنٍ.
4172/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زياد بن أنعمٍ، عن زياد بن نعيم الحضرميّ، من أهل مصر، سمعت زياد بن الحارث الصّدائيّ، صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحدّث، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فبايعته على الإسلام فأخبرت أنّه بعث جيشًا إلى قومي، فقلت: يا رسول الله، اردد الجيش وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال لي: اذهب فارددهم، فقلت: يا رسول الله، إنّ راحلتي قد كلّت، فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلًا فردّهم، قال الصّدائيّ: وكتب إليهم كتابًا فقدم وفدهم بإسلامهم فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أخا صداء، إنّك لمطاعٌ في قومك، فقلت: بل الله هداهم بك للإسلام، وقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أفلا أؤمرك عليهم؟ فقلت: بلى يا رسول الله، فكتب لي كتابًا فأمّرني، فقلت: يا رسول الله، مر لي بشيءٍ من صدقاتهم، فكتب لي كتابًا آخر، قال الصّدائيّ: وكان ذلك في بعض أسفارنا، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منزلاً، فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم، ويقولون: يا رسول الله، أخذنا بشيءٍ كان بيننا وبين قومه في الجاهليّة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أفعل ذلك؟ قالوا: نعم، فالتفت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى أصحابه وأنا فيهم، فقال: لا خير في الإمارة لرجلٍ مؤمنٍ، قال الصّدائيّ: فدخل قوله في نفسي، ثمّ أتاه آخر فسأله، فقال: يا رسول الله، أعطني، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من سأل النّاس عن ظهر غنًى، فصداعٌ في الرّأس، وداءٌ في البطن، فقال الرّجل: أعطني من الصّدقات، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله لم يرض فيها بحكم نبيٍّ، ولا غيره، حتّى حكم فيها فجزّأها ستّة أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك، أو أعطيناك حقّك، قال الصّدائيّ: فدخل
ذلك في نفسي أنّي سألته وأنا غنيٌّ، ثمّ إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سار بنا من أوّل اللّيل فلزمته وكنت قويًّا، وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون، حتّى لم يبق معه أحدٌ غيري، فلمّا كان أوان أذان الصّبح أمرني فأذّنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فينظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى ناحية المشرق إلى الفجر فيقول: لا، حتّى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فتبرّز، ثمّ انصرف إليّ وقد تلاحق أصحابه، فقال: هل من ماءٍ يا أخا صداءٍ، قلت: لا، إلاّ شيءٌ قليلٌ لا يكفيك، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: اجعله في إناءٍ ثمّ ائتني به، ففعلت، فوضع كفّه في الإناء، قال: فرأيت بين كلّ إصبعين من أصابعه عينًا تفور، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أخا صداءٍ، لولا أني أستحيي من ربّي سقينا وأسقينا، فناد في أصحابي: من له حاجةٌ في الماء؟ فناديت، فأخذ من أراد منهم، ثمّ قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الصّلاة فأراد بلالٌ أن يقيم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أخا صداءٍ أذّن، وهو يقيم، قال الصّدائيّ: فأقمت الصّلاة، فلمّا قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصّلاة أتيته بالكتابين، فقلت: يا رسول الله، اعفني من هذين الكتابين، فقال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: وما بدّلك، فقلت: سمعتك يا نبيّ الله، تقول: لا خير في الإمارة لرجلٍ مؤمنٍ، وأنا أؤمن بالله ورسوله، وسمعتك تقول للسّائل: من سأل النّاس عن ظهر غنًى فهو صداعٌ في الرّأس، وداءٌ في البطن، وقد سألتك عن غنى، فقال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: هو ذاك فإن شئت فاقبل، وإن شئت فدع، فقلت: بل أدع، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فدلّني على رجلٍ أؤمّره عليكم، فدللته على رجلٍ من الوفد الّذين قدموا عليه، فأمّره علينا، ثمّ قلنا: يا نبيّ الله: إنّ لنا بئرًا إذا كان الشّتاء وسعنا ماؤها، واجتمعنا عليها، وإذا كان الصّيف قلّ ماؤها، وتفرّقنا على مياهٍ حولنا، وقد اسلمنا، وكلّ من حولنا عدوٌّ لنا، فادع الله لنا في بئرنا أن يسعنا ماؤها فنجتمع عليها، ولا نتفرّق، فدعا بسبع حصياتٍ ففركهنّ في يده، ودعا فيهنّ، ثمّ قال: اذهبوا بهذه الحصيات، فإذا أتيتم البئر فألقوها واحدةً واحدةً، واذكروا الله، قال الصّدائيّ: ففعلنا ما قال لنا، فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها، يعني البئر.
4172/3- ورواه البيهقيّ في سننه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق الطّيّبيّ، حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا عبد الله بن يزيد المقري، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيادٍ،... فذكره بطوله.
قلت: مدار إسناد حديث زياد بن الحارث الصّدائيّ، هذا على عبد الرّحمن بن زياد بن أنعمٍ الأفريقيّ، وهو ضعيفٌ، ضعّفه يحيى بن سعيدٍ القطّان، وأحمد بن حنبلٍ، وابن معينٍ، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، وغيرهم.
13- باب كراهية الإمارة لمن يقدر عليها
فيه الأحاديث في الباب قبله وسيأتي في كتاب المواعظ في باب على المرء بنفسه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قالت: جاء حمزة بن عبد المطلب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اجعلني على شيء أعيش به، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنفس تنجيها أحب إليك أم نفس تميتها؟ قال: نفس أنجيها، قال: عليك بنفسك.
وله شاهد رواه البيهقي في سننه مرسلا من طريق سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر قال: قال العباس: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمّرني على بعض ما ولاك الله، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: يا عباس، يا عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، نفس تنجيها خير من إمارة تحصيها.
هذا هو المحفوظ مرسل، ورواه الحاكم من طريق سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال العباس بن عبد المطلب ألا توليني،... فذكره.
وعن الحاكم رواه البيهقي في سننه وقال: المرسل أصح.
4173- وقال مسدّدٌ: حدّثنا بشرٌ، حدّثنا ابن عونٍ، عن عمير بن إسحاق، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث المقداد بن الأسود بعثًا، فلمّا رجع، قال: كيف وجدت نفسك؟ قال: ما زلت حتّى ظننت أنّ من معي خولٌ لي، وايم الله لا أعمل على رجلين ما دمت حيًّا.
4174- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن أبي رافع قال: لما استخلف الناس أبا بكر قلت: صاحبي الذي أمرني ألا أتأمر على رجلين؟ قال: فارتحلت حتى انتهيت إلى المدينة، فعرضت لأبي بكر، فقلت له: يا أبا بكر، أتعرفني؟ قال: نعم. قلت: أتذكر شيئًا قلته لي: لا تأمّر على رجلين، وقد وليت أمر الأمة! فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قبض والناس حديث عهد بكفر فخفت عليهم أن يرتدوا وأن يختلفوا، فدخلت فيها وأنا كاره ولم يزل بي أصحابي فلم يزل يعتذر حتى عذرته.
4174/2- رواه إسحاق بن راهويه: أنبأنا عيسى بن يونس وجريرٌ، عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهابٍ، عن رافع بن أبي رافعٍ الطّائيّ، قال: لمّا كانت غزوة ذات السّلاسل بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيشًا، وأمّر عليهم عمرو بن العاص، وفيهم أبو بكرٍ، وهي الغزوة الّتي يفتخر بها أهل الشّام، يقولون: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استعمل عمرو بن العاص على جيشٍ فيهم أبو بكرٍ، وأمرهم أن يستنفروا بمن وليهم من المسلمين، فمرّوا بنا في ديارنا، فاستنفروا فنفرنا معهم، فقلت: لأختارنّ لنفسي رجلاً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخدمه وأتعلّم منه، فإنّي لست أستطيع أن آتي المدينة كلّما شئت، فتخيّرت أبا بكرٍ فصحبته، وكان له كساءٌ فدلّى يخله عليه إذا ركب، ويليه جميعًا إذا نزلنا، هو الكساء الّذي عيّرته به هوازن، فقالوا: ذا الجلال يبايع بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فلمّا قضينا غزاتنا ورجعنا ولم أسأله عن شيءٍ، قلت له: إنّي قد صحبتك ولي عليك حقٌّ ولم أسألك عن شيءٍ، فعلّمني ما ينفعني فإنّي لست أستطيع أن آتي إلى المدينة كلّما شئت، قال: قد كان في نفسي ذلك قبل أن تذكره لي، اعبد الله لا تشرك به شيئًا، وأقم الصّلاة المكتوبة، وأت الزّكاة المفروضة، وحجّ البيت، وصم رمضان، ولا تأمّرنّ على رجلين، قلت: أمّا الصّلاة والزّكاة قد عرفتهما، وأمّا الإمارة فإنّما يصيب النّاس الخير من الإمارة، قال: إنّك قد استهجدتني فجهدت لك، إنّ النّاس دخلوا في الإسلام طوعًا وكرهًا، وأجارهم الله من الظّلم، فهم عوّاذٌ الله، وجيران الله، وفي ذمّة الله، ومن يظلم أحدًا منهم
فإنّما يخفر ربّه، والله إنّ أحدكم ليؤخذ شاة جاره، أو بعيره، فيظلّ ناتيء عضله غضبًا لجاره، والله من وراء جاره، فلمّا رجعنا إلى ديارنا، وقبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبايع النّاس أبا بكرٍ، واستخلف أبو بكرٍ، فقلت: من استخلف بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قالوا: صاحبك أبو بكرٍ، فأتيت المدينة، فلم أزل أتعرّض له حتّى وجدته خاليًا، فأخذت بيده، فقلت: أما تعرفني، أنا صاحبك، قال: نعم، قلت: أما تحفظ ما قلت لي: لا تأمّرنّ على رجلين وتأمّرت على النّاس؟ قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توفّي والنّاس حديث عهدٍ بجاهليّةٍ، وحملني أصحابي، وخشيت أن يرتدّوا، فوالله ما زال يعتذر حتّى عذرته.
وزاد جريرٌ فيه: قال: وكنت أسوق الغنم في الجاهليّة، فلم يزل الأمر بي حتّى صرت عرّيفًا في إمارة الحجّاج يقولها رافع بن أبي رافعٍ الطّائي.
قال شيخنا أبو الفضل العسقلانيّ في زوائد إسحاق ومن خطه فقلت: هذا حديثٌ غريبٌ، وسليمان شيخ الأعمش ما عرفته بعد.
قلت: هو سليمان بن ميسرة الأحمسيّ أحد رجال مسند أحمد، روي عن طارق بن شهابٍ، وعنه الأعمش، وحبيب بن أبي ثابتٍ، ووثّقه يحيى بن معينٍ، ولم ينفرد بهذا المتن والإسناد.
4174/3- فقد رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا علي بن عيّاشٍ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: وأخبرني يزيد بن سعيد بن ذي عصوان العتيق، عن عبد الملك بن عبد المحيي، عن رافعٍ الطّائيّ رفيق أبي بكرٍ في غزوة ذات السّلاسل، قال: وسألته عمّا قيل من بيعتهم، فقال: وهو يحدّثه عمّا تكلّمت به الأنصار، وما كلّمهم به، وما كلّم به عمر بن الخطّاب الأنصار، وما ذكّرهم به من إمامتي إيّاهم بأمر بأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مرضه، فبايعوني لذلك، وقبلتها منهم، وتخوّفت أن تكون فتنةٌ، يكون بعدها ردةٌ.
4175- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أسود بن عامرٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن الحسن، أنّ ابن عامرٍ استعمل كلاب بن أميّة على الأبلّة، فمرّ به عثمان بن أبي العاص، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لا يسأل أحدٌ اللّيلة شيئًا إلاّ أعطاه، إلاّ أن يكون عشّارًا، أو سحّارًا، فدعا بقرقورٍ فركبه ثمّ أتى ابن عامرٍ، فقال: ليل عملك غيري، فإنّ عثمان بن أبي العاص، حدّثني بكذا وكذا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف عليّ بن زيد بن جدعان.
4176- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن عبد الصّمد، حدّثنا محمّد بن حميدٍ، عن إسماعيل، عن عبيد الله بن عمر بن حفصٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّه استعمل سعد بن عبادة، فأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليسلّم عليه، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إيّاك يا سعد أن تجيء يوم القيامة بحملٍ تحمله على عنقك بعيرًا له رغاءٌ، فقال: يا رسول الله، فإن فعلت، فإنّ ذلك لكائنٌ؟ قال: نعم، قال: علمت يا نبيّ الله أنّي أسأل، فاعفني، فأعفاه.
14- باب النهي عن الخروج على الأمراء ما أقاموا الصلاة
4177- قال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الوارث، عن محمّد بن حجادة، عن الوليد، عن عبد الله البهيّ، عن أبي سعيدٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يكون عليكم أمراء، تلين لهم الجلود، وتطمئنّ إليهم القلوب، ثمّ تكون عليكم أمراء تشمئزّ منهم القلوب، وتقشعرّ منهم الجلود قالوا: يا رسول الله، ألا نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا الصّلاة.
4177/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن جحادة،... فذكره.
4177/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا أبي،... فذكره.
4177/4- قال: وحدّثنا عفّان، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا محمّد بن جحادة، حدّثني الوليد بن الوليد،... فذكره، إلاّ أنّه، قال: تطمئنّ إليهم القلوب، وتلين لهم الجلود.
15- باب طاعة الإمام وإن كان عبداً حبشياً
4178- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا عبد الوهّاب الثّقفيّ، عن هشامٍ، عن محمّد بن سيرين، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتى عليه وهو في المسجد مضطجعٌ
فحرّكه برجله، وقال: يا أبا ذرٍّ، إذا بلغ البناء سلعًا فاخرج، وقال بيده ضرب به نحو الشّام، وقال: ولا أرى أمراءكم إلاّ سيحولون بينك، وبين ذلك، قلت: يحولون بيني وبين أمرك الّذي أمرتني به، قال: نعم، قال أبو ذرٍّ، يا رسول الله، أفلا آخذ سيفي فأضرب به من يحول بيني وبين أمرك الّذي تأمرني به، قال: ولكن تسمع وتطيع، ولو لعبدٍ حبشيٍّ، فلمّا بلغ البناء سلعًا وذلك في إمرة عثمان بن عفّان خرج أبو ذرٍّ إلى الشّام، فمال إليه أهل الشّام، وكتب معاوية إلى عثمان: إن كانت لك في الشّام حاجةٌ، فأرسل إلى أبي ذرٍّ، فكتب إليه عثمان أن أقبل، فلمّا قرأ الكتاب أقبل، وقال: سمعٌ وطاعةٌ، قال: فجعل يمرّ في مردودٍ، ومردودٌ فيه فلوسٍ، فقالوا: انظروا إلى رقابكم، هذا يزهد في الدّنيا وهذه الدنانير معه، فلمّا نظروا إلى فلوسٍ فارتحل بأهله، حتّى أتى المدينة، فأتى عثمان فسلّم عليه، فقال: عندي يا أبا ذرٍّ، هاهنا تغدو عليك اللّقاح وتروح، قال: الدّنيا لا حاجة لي فيها، ائذن لي فأخرج إلى المدينة، قال: قد أذنت لك قال: فخرج أبو ذرٍّ للصّلاة، فقال: من عامل هذا الماء؟ قالوا: هذا، فإذا هو عبدٌ حبشيٌّ، فقال: الله أكبر، صدق الله عزّ وجلّ، ورسوله، أمرت أن أسمع وأطيع، ولو لعبدٍ حبشيٍّ فتقدّم.
4179- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله قال: جاء إليه رجل، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ما تقول في رجل مؤدي، حريص على الجهاد، يعزم علينا أمراؤنا في أشياء لا نحصيها؟ فقال: والله ما أدري ما أقول لك إلاّ أنا كنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلعلنا لا نؤمر بشيء إلاّ فعلناه
هذا إسناد رجاله ثقات.
4180- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا طلحة بن عمرو، حدّثنا عاصم بن كليب، عن أبي الجويرية الجرمي، عن زيد بن خالد الجرمي قال: كنت جالسًا عند عثمان بن عفان إذ جاء شيخ، فلما رآه القوم قالوا: أبو ذر فلما رآه عثمان قال: مرحبًا وأهلا بأخي، فقال أبو ذر: مرحبًا وأهلا بأخي، لعمري لقد غلظت في العزمة، وايم الله، لو أنك عزمت عليّ أن أحبو لحبوت ما استطعت أن أحبو.
4181- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، هو ابن هارون، حدّثنا كهمس بن الحسن، عن أبي السّليل، عن أبي ذرٍّ، رضي الله عنه، قال: جعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتلو عليه: {ومن يتّق اللّه يجعل لّه مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب} حتّى فرغ من الآية، فجعل يتلوها عليّ ويردّدها حتّى نعس، ثمّ قال: يا أبا ذرٍّ، كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟ قال: قلت: للسّعة والدّعة إلى مكّة فأكون حمامةً من حمام مكّة، قال: فكيف تصنع إن أخرجت من مكّة؟ قلت: إلى السّعة والدّعة، إلى الشّام والأرض المقدّسة، قال: فكيف تصنع إن أخرجت من الشّام؟ قال: قلت: إذًا والّذي بعثك بالحقّ أضع سيفي على عاتقي، قال: وخيرٌ من ذاك تسمع وتطيع، وإن كان عبدًا حبشيًّا.
4181/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الأعلى بن حمّادٍ، قال: حدّثنا معتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّؤليّ، عن عمّه، عن أبي ذرٍّ، قال: أتاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا نائمٌ في مسجد المدينة، فضربني برجله، وقال: ألا أراك نائمًا فيه قلت: بلى يا رسول الله، غلبتني عيني،... فذكره باختصارٍ.
قلت: رواه ابن ماجة في سننه: من طريق المعتمر بن سليمان، عن كهمسٍ به مقتصرًا منه على ذكر الآية حسب.
4181/3- ورواه النّسائيّ في التّفسير، عن محمّد بن عبد الأعلى، عن معتمرٍ به.
4181/4- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا عبد الله بن محمّدٍ الأزديّ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا النّضر بن شميلٍ، حدّثنا كهمس بن الحسن القيسيّ، حدّثنا أبو السّليل ضريب بن نقيرٍ القيسيّ، قال أبو ذرٍّ: جعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتلو هذه الآية {ومن يتّق الله}،... فذكر حديث ابن منيعٍ بتمامه.
4181/5- قال ابن حبّان في صحيحه: وحدّثنا أبي يعلى الموصليّ،... فذكره.
4182- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق، حدّثنا النّضر، حدّثنا شعبة، عن سماكٍ، قال: سمعت علقمة بن وائلٍ، يحسبه أبو يعلى، عن أبيه، ولم يقع عنده، عن أبيه، أنّ سلمة بن يزيد رضي الله عنه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أرأيت إذا قام علينا أئمّةٌ يسألوننا حقّهم ويمنعوننا حقّنا؟ فسكت مرّتين، أو ثلاثًا، فحدّث به الأشعث بن قيسٍ، فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: اسمعوا وأطيعوا فإنّما عليهم ما حمّلوا وعليكم ما حمّلتم.
16- باب ما جاء في الأمراء
4183- قال أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا إبراهيم بن سعدٍ، عن أبيه، عن ابن أخٍ لعديّ بن أرطاة، عن رجلٍ، عن أبي الدّرداء، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ أخوف ما أخاف عليكم الأئمّة المضلّين.
4183/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أخٍ لعديّ بن أرطاة، عن رجلٍ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنبأنا أبو الدّرداء، قال: عهد إلينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن أخوف،... فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته.
4184- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن محمّدٍ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبي هريرة، وعن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من أمير عشرةٍ إلاّ جاء يوم القيامة مغلولاً فإمّا أن يفكّه العدل، أو يوبقه الجور.
4184/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من أمير ثلاثةٍ إلاّ يؤتى به يوم القيامة مغلولاً يده إلى عنقه، أطلقه الحقّ، أو أوبقه.
4184/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سويدٌ، حدّثنا عبد الله بن رجاءٍ، عن ابن عجلان، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ما من والي عشرةٍ إلاّ يؤتى يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتّى يفكّ عنه العدل، أو يوبقه الجور.
4184/4- قال: وحدّثنا زهيرٌ، قال: حدّثنا الضّحّاك، عن ابن عجلان،... فذكره.
4184/5- قال: وحدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ابن عجلان، قال: سمعت أبي وسعيدًا يحدّثان، عن أبي هريرة مرفوعًا،... فذكره.
4184/6- ورواه البزّار في مسنده: حدّثنا محمّد بن مرداسٍ، حدّثنا عبيد بن عمرٍو القيسيّ، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ما من أمير عشرةٍ إلاّ جيء به يوم القيامة مغلولةٌ يده إلى عنقه.
قال البزّار: كذا رواه عبيدٌ، والثّقات يروونه، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن يسارٍ.
4184/7- كذلك حدّثناه محمّد بن معمرٍ، حدّثنا روحٌ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن يسارٍ، عن أبي هريرة، وهو الصّواب.
4184/8- قال: وحدّثنا عمرٌو، حدّثنا يحيى، حدّثنا محمّد بن عجلان، حدّثنا سعيدٌ، عن أبي هريرة، وعن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثله. وزاد حتّى يفكّه العدل، أو يوبقه الجور.
4184/9- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده بإسنادٍ جيّدٍ، رجاله رجال الصّحيح، ولفظه عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ما من أمير عشرةٍ إلاّ يؤتى به يوم القيامة مغلولاً، لا يفكّه إلاّ العدل.
4184/10- ورواه الطّبرانيّ في الأوسط، وزاد في رواية وإن كان مسيئًا زيد غلًّا إلى غلّه.
وله شاهدٌ من حديث بريدة بن الحصيب، رواه الطّبرانيّ في الأوسط بهذه الزّيادة.
4185- قال مسدّدٌ: وحدّثنا يحيى، حدّثنا محمّد بن عجلان، حدّثني نافعٌ، عن أبي سلمة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا كانوا ثلاثةٌ فأمّروا عليهم أحدهم.
4186- قال مسدّدٌ: حدّثنا خالدٌ، حدّثنا يزيد بن أبي زيادٍ، عن عيسى بن فائدٍ، عن رجلٍ، عن سعد بن عبادة، قال: سمعته غير مرّةٍ، ولا مرّتين، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ما من أمير عشرةٍ إلاّ يؤتى به يوم القيامة مغلولاً غلًّا، ما يفكّه من الغلّ إلاّ العدل، وما من رجلٍ قرأ القرآن ثمّ نسيه إلاّ لقي الله يوم القيامة وهو أجزم.
4186/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثني محمّد بن فضيلٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عيسى بن فائدٍ، حدّثني فلانٌ، عن سعدٍ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،... فذكره.
4186/3- ورواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا شعبة، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عيسى، عن رجلٍ، عن سعد بن عبادة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكره
4186/4- قال: وحدّثنا حسينٌ الجعفيّ، عن زائدة، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عيسى بن فائدٍ، عن سعد بن عبادة رفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم،... فذكره.
4186/5- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا سعيد بن عامرٍ، حدّثنا شعبة، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عيسى، عن رجلٍ، عن سعد بن عبادة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما من أمير عشرةٍ إلاّ أتى يوم القيامة مغلولاً لا يطلقه إلاّ العدل.
4186/6- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا خلف بن الوليد، حدّثنا خالدٌ،... فذكره دون قوله: وما من رجلٍ قرأ القرآن،... فذكره.
4186/7- قال: وحدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة،... فذكر حديث الحارث.
قلت: رواه أبو داود في سننه، من طريق عيسى بن فائدٍ، عن سعدٍ بقصّة نسيان القرآن فقط دون باقيه.
ومدار أسانيد حديث سعدٍ هذا على التّابعيّ وهو مجهولٌ، وعيسى لم يسمع من سعدٍ، قال عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ وغيره.
وسيأتي بعض هذا الحديث في كتاب التّفسير في باب من قرأ القرآن ثمّ نسيه.
وله شاهدٌ من حديث عبادة بن الصّامت، رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده.
4187- قال مسدّدٌ: وحدّثنا جعفر بن سليمان، عن المعلّى بن القردوسيّ، عن أبي غالبٍ، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: صنفان من أمّتي لم تنلهما شفاعتي، أو لن تنالهما شفاعتي، أولن أشفع لهما: أميرٌ ظلومٌ غشومٌ عسوفٌ، وكلّ غالٍ مارقٌ.
ورواه الحارث، وسيأتي في بقيّة الباب.
4188- وقال مسدّدٌ: وحدّثنا حفص بن غياث، عن العلاء بن خالد، عن شقيق قال: قال عبد الله: إنكم قد ابتليتم بذا السلطان، وابتلي بكم، فإن عدل كان له الأجر وكان عليكم الشكر، وإن هو جار كان عليه الوزر وعليكم الصبر.
موقوف ورواته ثقات.
4189- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أبو عامرٍ العقديّ، حدّثنا محمّد بن أبي حميدٍ، عن محمّد بن زيد بن المهاجر بن قنفذٍ، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أفضل عباد الله عند الله منزلةً يوم القيامة إمامٌ عادلٌ رفيقٌ، وإنّ شرّ عباد الله عند الله يوم القيامة، إمامٌ جائرٌ خرقٌ.
4190- قال: وحدّثنا أبو نعيمٍ الملائي، حدّثنا بدر بن عثمان، حدثني أبو بكر حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقّاصٍ، عن سعد، عن عمر بن الخطّاب، أنّه أراد أن يستعمل رجلاً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكأنّ الرّجل يكره ذلك، فغضب عمر، وقال: إنّه لا بدّ لهذا الأمر الّذي نحن فيه من أعوانٍ عليه، فلمّا رأى ذلك، سمع له، وقال: أنطلق إلى أهلي فأوصيهم، ثمّ أروح، فقال: نعم، فخرج من عنده فلقيه عمّه، فقال: آمرك ألاّ تفعل قال: كيف بأمره؟ قال: تروح وأروح معك، فإنّه إذا رآك سيقول لك: أمارحت؟ فقل: يا أمير المؤمنين، إنّي أستخيرك، ففعل فقال: من نهاك؟ فقال: فلانٌ، لعمّه، فقال: أما إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: وأراد أن يستعمل رجلاً على شيءٍ من عمل المسلمين، فقال الرّجل: يا رسول الله إنّي أستخيرك قال: فإنّي أختار لك أن تجلس، فإنّه لن يؤمّر رجلٌ على عشرةٍ إلاّ أتى الله مغلولاً يوم القيامة، حتّى يكون عمله هو الّذي يحلّ عنه، وكان عمر متّكئًا فاستوى جالسًا، فجعل ينادي: أيّ عملٍ يحلّ عنه، فنادى بذلك مرّاتٍ.
4191- وقال: وأنبأنا بقيّة بن الوليد، حدّثنا مبشّر بن عبيدٍ الحضرميّ، عن معمر بن أبي عبد الرّحمن، عن إبراهيم النّخعيّ، عن مسروقٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: قال: من ولي من أمر المسلمين شيئًا فلم يعدل بينهم فعليه بهلة الله.
وبهلة الله: لعنة الله.
4192- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أحبّ النّاس إلى الله يوم القيامة، وأقربهم منّي مجلسًا، إمامٌ عادلٌ، وإنّ أبغض النّاس إلى الله يوم القيامة، وأشدّهم عذابًا، إمامٌ جائرٌ.
4192/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عمر بن شبة، قال: حدّثنا عمر بن عليٍّ المقدّميّ، سمعت طلحة بن عبد الله يذكر، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ أرفع النّاس درجةً يوم القيامة الإمام العادل، وإنّ أوضع النّاس درجةً يوم القيامة الإمام الّذي ليس بعادلٍ.
4192/3- قال: وحدّثنا سريجٌ، حدّثنا أبو حفصٌ الأبّار، عن محمّد بن جحادة، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أشدّ النّاس عذابًا يوم القيامة إمامٌ جائرٌ.
ورواه الطّبرانيّ في الأوسط، مثل طريق أبي يعلى الثّانية.
4192/4- قلت: رواه التّرمذيّ في الجامع، ولفظه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أحبّ النّاس إلى الله يوم القيامة، وأدناهم منه مجلسًا إمامٌ عادلٌ، وأبغض النّاس إلى الله تعالى، وأبعدهم منه مجلسًا إمامٌ جائرٌ.
وقال: حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
4193- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا محمّد بن القاسم، حدّثنا مطرٌ، عن أبي خالدٍ الوالبيّ، عن جابر بن سمرة، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ثلاثٌ أخاف على أمّتي: استسقاءٌ بالأنواء، وحيف السّلطان، وتكذيبٌ بالقدر.
4193/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عامر بن عبد الله بن برّادٍ، حدّثنا محمّد بن القاسم،... فذكره.
4193/3- قال: وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،... فذكره.
4194- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن جابرٍ، عن عبد الله بن نجي، عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي الله عنه، قال: كنّا جلوسًا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو نائمٌ، فذكرنا الدّجّال فاستيقظ محمرًّا وجهه، فقال: غير الدّجّال أخوف عندي عليكم أئمّةٌ مضلّون.
4194/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،... فذكره.
قلت: مدار إسناد حديث علي هذا على جابر الجعفي، وهو ضعيف.
4195- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عقبة بن مكرمٍ، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا زياد بن المنذر، عن نافع بن الحارث، عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّ بعدي أئمّةً إن أطعتموهم كفرّوكم، وإن عصيتوهم قتلوكم، أئمّة الكفر ورؤوس الضّلالة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف نافعٍ.
4196- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ الحمصيّ الأنصاريّ، حدّثنا خالد بن حميدٍ البصريّ، عن أبي الأسود المكّيّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما عدل إمامٌ اتجر في رعيّته.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف يحيى بن سعيدٍ أبي زكريّا الحمصيّ، ويقال: ضعّفه ابن معينٍ، وابن خزيمة، والدّارقطنيّ، وابن عديٍّ، وغيرهم، ونسّبه ابن حبّان لوضع الحديث.
4197- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا هشام بن حسّانٍ، حدّثنا الحسن، دخل عبيد الله بن زيادٍ على معقل بن يسارٍ يعوده ونحن عنده، وابن زيادٍ عاملٌ فسأله، فقال معقلٌ: والله لأحدّثك حديثًا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والله لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ما من عبدٍ استرعاه الله رعيّةً، فمات يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيّته حرّم الله عليه الجنّة قال: فهلاّ قبل اليوم حدّثتني قال: لولا أنّي أرى ما بي ما حدّثتك.
قلت: روى البخاريّ ومسلمٌ المرفوع منه حسب دون باقيه.
4198- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو عبيدٍ القاسم بن سلامٍ، حدّثنا هشيمٌ، عن زياد بن مخراقٍ، عن رجلٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: لعمل العادل في رعيّته يومًا واحدًا أفضل من عبادة العابد في أهله مائة عامٍ، أو خمسين عامًا الشّاكّ هشيمٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لجهالة التّابعيّ.
4198/2- رواه الأصبهانيّ بسندٍ ضعيفٍ ولفظه: رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أبا هريرة، عدل ساعةٍ خيرٌ من عبادة ستّين سنةً، قيام ليلها، وصيام نهارها، ويا أبا هريرة: جور ساعةٍ في حكمٍ، أشدّ وأعظم عند الله من معاصي ستّين سنةً.
4198/3- وفي روايةٍ عدل يومٍ واحدٍ، أفضل من عبادة ستّين سنةً.
4199- قال الحارث بن أبي أسامة: حدّثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، حدّثنا عيّاشٌ، حدّثنا مبارك بن حسّانٍ السّلميّ، عن الحسن البصريّ، عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: لكلّ شيءٍ آفةٌ تفسده، وإنّ آفة هذا الدّين ولاة السّوء.
4200- قال الحارث: وحدّثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن يزيد بن أبي مالكٍ، عن سليم بن عامر، وهو الكلاعيّ، عن أبي أمامة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما من رجلٍ يلي أمر عشرةً من المسلمين فصاعدًا، إلاّ جاء يوم القيامة يده مغلولةٌ إلى عنقه، فكّه برّه، أو أوبقه إثمه، أوّلها ملامةٌ، وأوسطها ندامةٌ، وآخرها عذابٌ يوم القيامة.
4200/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن يزيد بن أبي مالك، عن لقمان بن عامرٍ، عن أبي أمامة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم،... فذكره.
ورجاله ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث حذيفة، وقد تقدّم في كتاب الدّيّات سياقه أتمّ.
4201- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن جميلٍ، حدّثنا عبد الله بن المبارك، حدّثنا منيعٌ، أنّ معاوية بن قرّة حدّثه، عن معقل بن يسارٍ، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: رجلان من أمّتي لا تنالهما شفاعتي: إمامٌ غشومٌ، ظلومٌ، عسوفٌ، وآخر غالٍ في الدّين مارقٌ منه.
4201/2- قال: وحدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا الأغلب بن تميمٍ، حدّثنا المعلّى بن زيادٍ، عن معاوية بن قرّة،... فذكره، إلاّ أنّه لم يذكر عسوفٌ.
4202- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو بكر بن زنجويه، حدّثنا أبو المغيرة عبد القدّوس بن الحجّاج، حدّثنا الأوزاعيّ، حدّثنا الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون، وسيكون بعدهم خلفاء، يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون ما لا يؤمرون، من أنكر عليهم برئ، ومن أمسك يده سلم، ولكن من رضي وتابع.
4202/2- رواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن سلمٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا الوليد، حدّثنا الأوزاعيّ،... فذكره.
4202/3- قال: وحدّثنا ابن سلمٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعيّ، عن إبراهيم بن مرّة، عن الزّهريّ،... فذكره.
4202/4- قال: وحدّثنا عبد الله بن محمّدٍ الأزديّ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم المروزيّ، حدّثنا الوليد، حدّثني الأوزاعيّ، عن الزّهريّ،... فذكره.
17- باب ما جاء في الأمراء والأمناء والعرفاء وغيرهم
4203- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا هشامٌ، عن عبّاد بن أبي عليٍّ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ويلٌ للأمراء وويلٌ للأمناء، وويلٌ للعرفاء، ليتمنّينّ أقوامٌ يوم القيامة أنّ ذوائبهم كانت معلّقة بالثّريّا، يتذبذبون بين السّماء والأرض، وأنّهم لم يلوا عملاً.
4203/2- وبه إلى أبي هريرة، قال: العرافة أوّلها ملامةٌ، وآخرها ندامةٌ، والعذاب يوم القيامة قال: قلت: يا أبا هريرة: إلاّ من اتّقى الله، عزّ وجلّ، منهم، قال: أنا أحدّثك كما سمعت.
4203/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شجاع بن مخلدٍ، حدّثنا وهب بن جريرٍ، حدّثنا هشامٌ الدّستوائيّ،... فذكره.
4203/4- ورواه ابن حبّان في صحيحه، من طريق هشامٍ الدّستوائيّ، عن أبي حازمٍ مولى أبي رهمٍ الغفاريّ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ويلٌ للأمراء، ليتمنّينّ أقوامٌ أنّهم كانوا معلّقين بذوائبهم بالثّريّا، وأنّهم لم يكونوا ولوا شيئًا قطّ.
4203/5- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، ولفظه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: ويلٌ للأمراء،... فذكر حديث الطّيالسيّ، وقال: صحيح الإسناد.
4203/6- وفي روايةٍ للحاكم، وصحّح إسنادها أيضًا: قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ليوشكنّ رجلٌ أن يتمنّى أنّه خرّ من الثّريّا، ولم يل من أمر النّاس شيئًا.
4203/7- رواه البيهقيّ في سننه: حدّثنا أبو بكر بن فوركٍ، حدّثنا عبد الله بن جعفرٍ، حدّثنا يونس بن حبيبٍ، حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ،... فذكر طريق الطّيالسيّ الأولى.
4203/8- وبه إلى الطّيالسيّ،... فذكر طريق الطّيالسيّ الثّانية.
4204- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن أبي الأشهب، عن ضبائي بن بشار، عن عمه صعصعة بن مالك، عن أبي هريرة قال: العريف يفتح له كل عام باب من جهنم، أو من النار.
موقوف.
4205- قال مسدّد: وحدّثنا إسماعيل، حدّثنا الجريري، عن خالد بن غلاق القيسي، قلت لأبي هريرة، رضي الله عنه: إن الله، تعالى، قد فضّل الجهاد، وإن لي والدين كلما قربت راحلتي لأرتحل جاءا فحطا رحلي، قال: جنتاك، فأصلح إليهما، قلت: إن الله قد فضل الجهاد، وإني كلما قدمت راحلتي لأرحل جاءا فحطا رحلي، ثلاثا، فقال: إني لأرى لك حرصًا، ما أري ديوانهم إلاّ سيعلقك فإن علقك ديوانهم، فلا تكونن عريفًا ولا شرطيًا، قلت: لم؟ قال: يدينونك ولا يثبتونك.
4206- قال مسدّدٌ: وحدّثنا معمرٌ، سمعت شبيبًا، قال: حدّثني مقاتل بن حيّان، عن رجلٍ من بني تميمٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تكن عرّيفًا، ولا شرطيًّا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لجهالة بعض رواته.
4207- وقال الحميدي: حدّثنا سفيان، حدّثنا صالح بن صالح، وكان خيرًا من أبيه، عن الشعبي قال: قالوا: قيل لرجل: تعرف علينا، قال: إنما عريفكم الأهيس الأليس، الذئب الأطلس، المكد، المحلس الذي إذا قيل له ها انتهس، وإذا قيل له هات حبس.
4208- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرئ، حدّثنا سعيد بن أبي أيوب، حدّثنا معروف بن سويد الجذامي، عن يزيد بن صبح، عمّن حدّثه، عن عبد الله بن عمرو، رواية له، قال: إياكم والعرافة، فإن أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وإن آخرها عذاب يوم القيامة.
هذا إسناد موقوف ضعيف؟ لجهالة التابعي.
4209- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن غالبٍ، قال: إنّا لجلوسٌ بباب الحسن إذ جاء رجلٌ، فقال، حدّثني أبي، عن جدّي، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من ابتدأ قومًا بسلامٍ فضلهم بعشر حسناتٍ وقال: بعثني أبي إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ائته فأقرئه السّلام، فقال: وعليك وعلى أبيك السّلام قال وهو يطلب إليك أن تجعل له العرافة من بعدي، قال: العرافة حقٌّ، ولا بدّ للنّاس من عرّيفٍ، ولكنّ العرّيف بمنزلةٍ قبيحةٍ.
4209/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم السّلميّ، حدّثنا أبو عوانة، عن غالبٍ القطّان، حدّثني رجلٌ، قال: كنت أحفظ اسمه، على باب الحسن، قال: سلّم علينا ثمّ جلس، قال: ما تدخلون حتّى يؤذن لكم، قال: قلنا لا، قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: من سلّم على قومٍ فضلهم بعشر حسناتٍ، ثمّ قال: دخلنا على الحسن، ودخل معنا فأعاد وذكر الحديث عند الحسن، فلم يعب ذلك الحسن قال: ثمّ قال: حدّثني أبي، عن جدّي، والحسن يسمع حديثه فيصدّقه، أنّهم كانوا بمنهلٍ من المناهل، وإنّ عرّيف الماء جعل لقومه مائةً من الإبل على أن يسلموا فأسلموا، وحسن إسلامهم، وإنّ عرّيف الماء، أو عامل الماء بعث ابنًا له إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أقرئ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم السّلام، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وعليك وعلى أبيك السّلام، قال: وأخبره أنّ أباه جعل لقومه مائةً من الإبل على أن يسلموا فأسلموا، وحسن إسلامهم، وأنّه بدا لأبيه أن يرجع الإبل فهل هو أحقّ بها أو القوم، قال: إن بدا لأبيك أن يسلّمها أسلمها، وإن بدا له أن يرجعها فهو أحقّ بها، إن أسلموا فلهم الإسلام، وإن لم يسلموا قوتلوا على الإسلام، وأخبره أنّي شيخٌ كبيرٌ يسألك أن تجعل لي العرافة من بعده، قال: أما إنّ العرافة حقٌّ، ولا بدّ للنّاس من العرفاء، والعرّيف في النّار.
4209/3- قلت: رواه أبو داود في سننه: عن مسدّدٍ، حدّثنا بشر بن المفضّل، حدّثنا غالبٌ القطّان،... فذكره باختصارٍ، ولم يسم الرّجل المبهم، ولا أباه، ولا جدّه.
4210- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا إسحاق، حدّثنا جريرٌ، عن رقبة، عن جعفر بن إياس، عن عبد الرّحمن بن مسعودٍ، عن أبي سعيدٍ، وأبي هريرة، رضي الله عنهما، قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ليأتينّ على النّاس زمانٌ يكون عليكم أمراء سفهاء، يقدّمون شرار النّاس، ويؤخّرون خيارهم، ويؤخّرون الصّلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكوننّ عرّيفًا، ولا شرطيًّا، ولا جابيًّا، ولا خازنًا.
4210/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق، حدّثنا جريرٌ،... فذكره.
4210/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا أحمد بن عليّ بن المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم المروزيّ، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة،... فذكره.
4211- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا مباركٌ، حدّثنا عبد العزيز، عن أنسٍ، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مرّت به جنازةٌ، فقال: طوبى له إن لم يكن عرّيفًا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، مباركٌ هو ابن سحيمٍ وهو متروكٌ.
4212- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو إبراهيم التّرجمانيّ إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا عبيس بن ميمونٍ، حدّثنا يزيد الرّقاشيّ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أما يستطيع أحدكم أن يقرأ في اللّيلة {قل هو الله أحدٌ} فإنّها تعدل القرآن كلّه.
قال: ولا بدّ للنّاس من عرّيفٍ والعرّيف في النّار.
قال: ويؤتى بالشرطي يوم القيامة، فيقال: ضع سوطك وادخل النار
4213- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إسماعيل بن موسى السدي، حدّثنا عمر بن سعدٍ النصريّ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ويلٌ للأمراء، ويلٌ للعرفاء، ويلٌ للأمناء، ليأتينّ على أحدهم يومٌ ودّ أنّه معلّقٌ بالنّجم، وأنّه لم يل عملاً.
4213/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، من طرق رواةٍ بعضها ثقاتٌ، ولفظه: عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ويلٌ للعرفاء، ويلٌ للأمناء، ليتمنّينّ أقوامٌ يوم القيامة أنّ ذوائبهم معلّقةٌ بالثّريّا يتذبذبون بين السّماء والأرض، ولم يكونوا عملوا على شيء.
وهذا الحديث ممّا فات شيخنا الحافظ الهيثميّ في زوائد مسند أحمد بن حنبلٍ على الكتب السّتّة.
18- باب فيما يجب على الأمير من حسن السيرة وعدم الاستئثار
4214- قال مسدّد: حدّثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم قال: قال أبو بكر الصديق، رضي الله عنه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، والأمر بيننا وبينكم لقدر الأنملة.
4215- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن الربيع بن زياد الحارثي أنه وفد على عمر فأعجبته هيئته ونحوه فشكا عمر طعاما غليظا أكله، فقال الربيع: يا أمير المؤمنين، إن أحق الناس بمطعم لين، وملبس لين، ومركب وطيء لأنت، فضرب رأسه بجريدة وقال: والله ما أردت بهذا إلاّ مقاربتي، وإن كنت لأحسب أن فيك خيًرا، لا أخبرك، مثلي ومثل هؤلاء كمثل قوم سافروا فدفعوا نفقاتهم، إلى رجل منهم، فقالوا: أنفقها علينا، فهل له أن يستأثر عليهم بشيء؟ فقال الربيع: لا، فقال: هذا مثلي ومثلهم، فقال عمر: إني لست أستعمل عمالي ليسبوا أعراضكم،... الحديث.
هذا إسناد رجاله ثقات إلاّ الربيع بن زياد فإني ما عرفته بعدالة ولا جرح، وسعيد بن إياس الجريري وإن اختلط بأخرة، فإن حماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط، ومن طريقه أخرج له مسلم في صحيحه كما أوضحته في تبيين حال المختلطين.
4216- قال إسحاق بن راهويه: وأنبانا جرير، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان أن عتبة بن غزوان كتب إلى عمر بخبيص قد أجيد صنعته وضعوه في السلال وعليها اللبود، فلما انتهى إلى عمر كشف الرجل عن الخبيص، فقال: أيشبع المسلمين في رحالهم من هذا؟ فقال الرسول: لا، فقال عمر: لا أريده وكتب إلى عتبة، أما بعد، فإنه ليس من كدك ولا من كد أمك، فأشبع من قبلك من المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك.
4216/2- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يزيد، يعني ابن هارون، حدّثنا عاصمٌ، عن أبي عثمان، قال: كنت مع عتبة بن فرقدٍ بأذربيجان فبعث سحيمًا ورجلاً آخر إلى عمر على ثلاث رواحلٍ، وبعث بسفطين وجعل فيهما خبيصًا، وجعل عليهما أدمًا، وجعل فوق الأدم لبودًا، فلمّا قدما المدينة، قيل: جاء سحيمٌ مولى عتبة وآخر على ثلاث رواحلٍ فأذن لهما فدخلا، فسألهما عمر: أذهبًا، أو ورقًا؟ قالا: لا، قال: فما جئتما به؟ قالا: طعامٌ، قال: طعام رجلين على ثلاث رواحلٍ؟ هاتوا ما جئتم به، فجيء بهما فكشف اللّبود والأدم فجاء عمر، فقال بيده فيه فوجده ليّنًا، فقال: أكلّ المهاجرين يشبع من هذا؟ قالا: لا، ولكنّ هذا شيءٌ اختصّ به أمير المؤمنين، فقال: يا فلان: هات الدّواة واكتب: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عتبة بن فرقدٍ، ومن معه من المؤمنين، والمسلمين سلامٌ عليكم أمّا بعد: فإنّي أحمد الله الّذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد فإنّه ليس من كسبك، ولا كسب أبيك، ولا كسب أمّك يا عتبة بن فرقدٍ، فأعادها ثلاثًا، ثمّ قال: أمّا بعد: فأشبع المسلمين المهاجرين ممّا تشبع منه في بيتك فأعادها ثلاثًا، وكتب أن ائتزروا وارتدوا، وانتعلوا، وارموا الأغراض، وألقوا الخفاف والسّراويلات، وعليكم بالمعدّية، ونهى عن لبس الحرير، وكتب أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عنه، إلا هكذا، وأشار بأصبعيه اللتين تليان الإبهام، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بإصبعيه وجمع السّبّابة والوسطى، وفي كتاب عمر، واقطعوا الرّكب، وانزوا على الخيل نزوًا، فقال أبو عثمان: لقد رأيت الشّيخ ينزو فيقع على بطنه، وينزو فيقع على بطنه، ثمّ لقد رأيته بعد ذلك ينزو كما ينزو الغلام.
4216/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم السّاميّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصمٍ الأحول،... فذكره باختصارٍ.
4216/4- قال: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي أن عتبة بن فرقد بعث إلى عمر بن الخطاب من أذربيجان بخبيص، فقال عمر، رضي الله عنه: أشبع المسلمون في رحالهم من هذا؟ فقال الرسول: لا، فقال عمر: لا نريده، وكتب إلى عتبة: أما بعد، فإنه ليس من كدك ولا من كد أبيك ومن كد أمك، فأشبع من عندك من المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك.
4216/5- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: حدّثنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني، حدّثنا أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا أبو خيثمة،... فذكره.
4216/6- ورواه البيهقي في سننه عن الحاكم به.
قلت: هو في الصحيح باختصار.
وقد تقدم هذا الحديث في كتاب اللباس في باب لبس الخشن، والنهي عن التنعم والإرفاه.
19- باب ما جاء في السؤال عن الرعية
4217- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل، عن يونس، عن الحسن، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا يسترعي الله، عزّ وجلّ، عبدًا رعيّةً، قلّت، أو كثرت إلاّ سأله عنها، أقامت فيهم إمرته، أو ضاعت، حتّى يسأله عن أهل بيته خاصّةً.
4218- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا الحسن بن عمر بن شقيقٍ بن إسماء الجرميّ، حدّثنا جعفرٌ، عن هشامٍ، عن محمّد بن سيرين، قال: لمّا أراد معاوية أن يستخلف يزيد، بعث إلى
عامل المدينة أن أفد إليّ من شاء، قال: فوفد إليه عمرو بن حزمٍ الأنصاريّ، يستأذن فجاء حاجب معاوية يستأذن، فقال: هذا عمرٌو قد جاء يستأذن، فقال: ما جاء بهم إليّ؟ قال: يا أمير المؤمنين، جاء يطلب معروفك، فقال معاوية: إن كان صادقًا فليكتب إليّ فأعطه ما سأله، ولا أراه، قال: فخرج إليه الحاجب، فقال: ما حاجتك؟ اكتب ما شئت، فقال: سبحان الله، أجئ إلى باب أمير المؤمنين فأحجب عنه، أحبّ أن ألقاه فأكلّمه، فقال معاوية للحاجب: عده يوم كذا وكذا إذا صلّى الغداة فليجئ، قال: فلمّا صلّى معاوية الغداة، أمر بسريره فجعل في الإيوان، ثمّ أخرج عنه النّاس فلم يكن عنده أحدٌ إلاّ كرسيٌّ وضعٌ لعمرٍو، فجاء عمرٌو فاستأذن فأذن له، فسلّم عليه، ثمّ جلس على الكرسيّ، فقال له معاوية: حاجتك؟ قال: فحمد الله، وأثنى عليه، ثمّ قال: لعمري لقد أصبح يزيد بن معاوية واسط الحسب في قريشٍ، غني عن المال، غنى إلا عن كلّ خيرٍ، وإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّ الله، تعالى، لم يسترع عبدًا رعيّةً إلاّ وهو سائله عنها يوم القيامة، كيف صنع فيها؟ وإنّي أذكّرك الله يا معاوية في أمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم من تستخلف عليها، قال: فأخذ معاوية ربوة ونفس في غداة قرٍّ حتّى عرق، وجعل يمسح العرق عن وجهه مليًّا، ثمّ أفاق فحمد الله، وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد: فإنّك امرؤ ناصحٌ، قلت: برأيك بلغ ما بلغ، وأنّه لم يبق إلاّ ابني وأبناؤهم، فابني أحقّ من أبنائهم، ما حاجتك؟ قال: ما لي حاجةٌ، قال: ثم قال له أخوه: إنّما جئنا من المدينة نضرب الأكباد من أجل كلماتٍ، قال: ما جئت إلاّ لكلماتٍ، قال: فأمر لهم بجوائزهم، وخرّج لعمرٍو مثليه.
20- باب في إمارة السفهاء وبيع الحكم وكثرة الشرط، وغير ذلك
4219- - قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا شريك بن عبد الله، عن عثمان بن عمر، عن زاذان أبي عمر، عن عليمٍ، قال: كنّا جلوسًا على سطحٍ، معنا رجلٌ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال يزيد بن هارون: ولا أعلمه إلاّ قال: عبسٌ الغفاريّ، والنّاس يخرجون في الطّاعون، فقال عبسٌ: يا طاعون، خذني، ثلاثًا يقولها فقال له عليمٌ: لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يتمنّينّ أحدكم الموت، فإنّه عند انقطاع عمله، ولا يردّ فيستعتب، فقال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: بادروا بالموت ستًّا: إمرة السّفهاء، وكثرة الشّرط، وبيع الحكم، واستخفافٌ بالدّم، وقطعية الرّحم، ونشوًاٌ يتّخذون القرآن مزامير، يقدّمونه ليغنّيهم، وإن كان أقلّ منهم فقهًا.
4219/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا شريكٌ، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن عليمٍ، عن عبسٍ الغفاريّ، قال: كنت معه على سطحٍ فرأى قومًا يترجّلون، فقال: ما لهم؟ قالوا: يفرّون من الطّاعون، قال: يا طاعون خذني، يا طاعون خذني، فقال له ابن عمٍّ له: لم تتمنّى الموت وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا تتمنّوا الموت، فإنّه لا يردّ، وإنّه عند انقطاع أجلكم، قال: سمعته، يقول: تمنّوا الموت عند خصالٍ ستّةٍ: عند إمرة السّفهاء، وبيع الحكم، واستخفافٍ بالدّم، وقطيعة الرّحم، وكثرة الشّرط، ونشأ أقوامٌ يتّخذون القرآن مزامير، يقدّمون الرّجل ليغنّيهم، وليس بأفقههم.
هذا الحديث مداره على عثمان بن عميرٍ أبي اليقظان وهو ضعيفٌ.
21- باب فيمن دخل على أهل الظلم والكذب من الأمراء
4220- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة وعمران، عن قتادة، سمع سليمان بن أبي سليمان يحدّث، عن أبي سعيدٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: يكون أمراء يظلمون، ويكذبون، تأتيهم قال عمران: غواشي من النّاس وقال شعبة: حواشي من النّاس، فمن صدّقهم بكذبهم فليس منّي، ولست منه.
4220/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: يكون أمراء يغشاهم غواشي، أو حواشي من النّاس، يظلمون ويكذبون، فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس منّي ولست منه، ومن لم يدخل عليهم ويصدّقهم بكذبهم ويعينهم على ظلمهم، فهو منّي وأنا منه.
4220/3- قال: وحدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، سمعت قتادة،... فذكره.
4221- وقال أحمد بن حنبلٍ، وعبد بن حميد: أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن خثيمٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لكعب بن عجرة: أعاذك الله يا كعب بن عجرة من إمارة السّفهاء، فقال: ما إمارة السّفهاء؟ قال: أمراء يكونون بعدي، لا يهتدون بهداي، ولا يستنّون بسنّتي، فمن صدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا منّي ولست منهم، ولا يردون على حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك منّي وأنا منهم، وسيردون على حوضي، يا كعب بن عجرة، الصّوم جنّةٌ، والصّدقة تطفئ الخطيئة، والصّلاة قربانٌ، أو قال: برهانٌ، يا كعب بن عجرة: إنّه لا يدخل الجنّة لحمٌ نبت من سحتٍ، النّاس أولى به، يا كعب بن عجرة، النّاس غاديان، فمبتاعٌ نفسه فمعتقها، أو بائعها فموبقها.
4221/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّادٌ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ،... فذكره.
4221/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله بن يونس بن المفضّل، حدّثنا عبد الله بن عثمان،... فذكره.
4221/4- قال: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابرٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكره إلاّ أنّه قال: والصّدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النّار،... والباقي مثله.
4221/5- قال: وحدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن ابن خثيمٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، أنّه حدّثه، عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: يا كعب بن عجرة، الصّلاة قربانٌ، والصّيام جنّةٌ، والصّدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النّار، يا كعب بن عجرة، النّاس غاديان،... فذكره.
4221/6- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا عبد الله بن محمّدٍ الأزديّ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرّزّاق،... فذكره.
4222- قال: وحدّثنا عمران بن موسى بن مجاشعٍ بجرحان، حدّثنا هدبة، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ، عن عبد الله بن سابطٍ،... فذكره.
ورواه البزّار كما رواه أحمد بن حنبلٍ، وعبد بن حميد، ورجالهم رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث كعب بن عجرة، رواه التّرمذيّ، والنّسائيّ.
22- باب لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
4223- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا يزيد بن إبراهيم، سألت محمّد بن سيرين، عن حديث عمران بن حصينٍ، فقال: قال عمران للحكم الغفاريّ، وكلاهما من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: هل تعلم يوم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا طاعة في معصية الله، قال: نعم، قال عمران: الله أكبر الله أكبر.
4223/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا يزيد بن هارون، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي مراية، عن عمران بن حصينٍ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لا طاعة في معصية الله.
4223/3- قال: وحدّثنا شبابة، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلالٍ، عن عبد الله بن الصّامت، قال: أراد زيادٌ أن يبعث عمران بن الحصين على خراسان، قال: فأبى، فأتاه أصحابه فلاموه، فقالوا: تركت خراسان أن تكون عليها، فقال لهم: والله ما أريد أن تصلون ببردها وأصلى بحرّها، إنّي أخاف إذا كنت في نحر العدوّ أن يجئ كتابٌ من زيادٍ فإن تقدّمت هلكت وإن تأخّرت ضربت عنقي، فبعث إلى الحكم بن عمرٍو الغفاريّ فانقاد لأمره، فقال عمران: ألا أحدٌ يذهب إلى الحكم فيدعوه لي؟ فانطلق الرّسول فاستقبل الحكم جائيًا إليه، فقال عمران بن الحصين للحكم: أسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا طاعة لأحدٍ في معصيةٍ، قال: نعم، قال: الله أكبر، وللّه الحمد.
4223/4- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي امرأته، عن عمران بن الحصين، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الله، عزّ وجلّ.
4223/5- قال: وحدّثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم، حدّثنا سليمان، عن حميدٍ، عن عبد الله بن الصّامت، قال: أراد زيادٌ أن يبعث عمران بن حصينٍ على خراسان،... فذكر حديث ابن أبي شيبة.
4223/6- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا بهزٌ، حدّثنا ابن المغيرة، حدّثنا حميد، يعني ابن هلالٍ، عن عبد الله بن الصّامت، قال: أراد زيادٌ أن يبعث عمران بن الحصينٍ،... فذكره.
4223/7- قال: وحدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا حمّادٌ، قال: أنبأنا يونس، وحميدٌ، عن الحسن، أنّ زيادًا استعمل الحكم الغفاريّ على جيشٍ، فأتاه عمران بن حصينٍ، فلقيه بين النّاس، فقال: أتدري لم جئتك؟ فقال له: لم؟ قال: هل تذكر قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للرّجل الّذي قال له أميره: قع في النّار، فأدرك فاحتبس، فأخبر بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: لو وقع فيها لدخلا النّار جميعًا، لا طاعة في معصية الله قال: نعم، قال: إنّما أردت أن أذكّرك هذا الحديث.
4223/8- قال: وحدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا هشامٌ، عن محمّدٍ، قال: جاء رجلٌ إلى عمران بن حصينٍ ونحن عنده، فقال: استعمل الحكم بن عمرٍو الغفاريّ على خراسان، فتمنّاه عمران بن حصينٍ حتّى قال له رجلٌ من القوم: ألا ندعوه؟ فقال له: لا، ثمّ قام عمران فلقيه بين النّاس، فقال عمران: إنّك قد ولّيت أمرًا من أمور المسلمين عظيمًا، ثمّ أمره ونهاه ووعظه، ثمّ قال: هل تذكر يوم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الله تبارك وتعالى، قال الحكم: نعم، قال عمران: الله أكبر.
4223/9- ورواه البزّار في مسنده: حدّثنا محمّد بن مرزوقٍ، ومحمّد بن معمرٍ، قالا: حدّثنا حجّاج بن المنهال، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، عن عمران، والحكم الغفاريّ، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا طاعة في معصية الله.
قال البزّار: لا نعلم أحدًا يرويه بأحسن من هذا الإسناد.
4224- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا خالد بن مخلدٍ، عن سليمان بن بلالٍ، حدّثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن الأعشى بن عبد الرّحمن بن مكملٍ، عن أزهر بن عبد الله، قال: أقبل عبادة حاجًّا من الشّام، فقدم المدينة فأتى عثمان بن عفّان، فقال: ألا أخبرك بشيءٍ سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: بلى، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما تعرفون ويعملون ما تنكرون، فليس لأولئك عليكم طاعةٌ.
4224/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سويد بن سعيدٍ، وإسحاق بن أبي إسرائيل قالا: حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ، عن إسماعيل بن عبيد الله بن رفاعة، عن أبيه، عن عبادة، سمعت محمّدًا أبا القاسم صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لا طاعة لمن عصى الله.
قال أبو يعلى: نسخته من حديث إسحاق.
4224/3- ورواه البزّار، حدّثنا خالد بن يوسف، حدّثني أبي، عن عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن عبادة بن الصّامت، قال: مرّت عليه أحمرةٌ، وهو بالشّام، تحمل الخمر، فأخذ شفرةً من السّوق، فقام إليها حتّى شقّقها، ثمّ قال: بايعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على السّمع والطّاعة..، فذكر الحديث، إلى أن قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: سيلي أموركم من بعدي نفرٌ، يعرّفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله.
يوسف ضعيف.
4225- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يعلى، عن مبشّرٍ، عن أبي بكر بن أبي مريم عن محمّد بن زيادٍ، عن أبي أمامة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللهمّ من أمر أمّتي بما لم تأمرها به، وأمرهم به، فهو منه في حلٍ.
4226- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا حربٌ، حدّثنا يحيى، حدّثني عمرو بن زنيب، أنّ أنس بن مالكٍ حدّثه، أنّ معاذًا قال: يا رسول الله، أرأيت إن كان علينا أمراء لا يستنّون بسنّتك، ولا يأخذون بأمرك، فما تأمرني فيهم؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا طاعة لمن لم يطع الله.
23- باب فيمن ترك الطاعة وفارق الجماعة
4227- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا جرير بن حازمٍ، حدّثنا غيلان بن جريرٍ، عن أبي قيس بن رباحٍ القيسيّ، سمعت أبا هريرة، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: من ترك الطّاعة وفارق الجماعة، فمات، مات ميتة جاهليّةٍ، ومن خرج تحت رايةٍ عصبيّةً، يغضب لعصبيّةٍ، أو ينصر عصبيّةً، أو يدعو إلى عصبيّةٍ فقتل، فقتله جاهليّةٌ، ومن خرج على أمّتي يضرب برّها وفاجرها، لا يحاش من مؤمنٍ، ولا يفي لذي عهدها، فليس منّي ولست منه.
4228- رواه البزّار، حدّثنا إبراهيم بن هانئٍ، حدّثنا محمّد بن عثمان أبو الجماهر، حدّثنا خليد بن دعلجٍ، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من فارق الجماعة قياد شبرٍ، أو قيد شبرٍ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، ومن مات وليس عليه إمامٌ، فميتةٌ جاهليّةٌ، ومن مات تحت رايةٍ عصبيّةً، تدعو إلى عصبيّةٍ، أو تنصر عصبيّةً فقتلته قتلة جاهليّةٍ.
قال البزّار: لا نعلمه إلاّ من هذا الوجه، تفرّد به خليدٌ وهو مشهورٌ، يعني بالضّعف.
4229- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا أسود بن عامرٍ، وعليّ بن حفصٍ، عن شريكٍ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من مات، ولا طاعة عليه، مات ميتة جاهليّةٍ، ومن خلعها بعد عقده إيّاها قال أسود بن عامرٍ: من عنقه، لقي الله ولا حجّة له، قالاها جميعًا.
4229/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الحارث سريج بن يونس، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ابن جريجٍ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يكون عليكم أمراء يصلّون الصّلاة لوقتها، ويؤخّرونها عن وقتها، فما صلّوها لوقتها فصلّيتموها معهم فلكم ولهم، وما أخّروها عن وقتها فصلّيتموها معهم فلكم وعليهم، ومن فارق الجماعة خلع ربقة الإسلام من عنقه، ومن مات ناكثًا لعهدٍ جاء يوم القيامة لا حجّة له.
4229/3- قال: وحدّثنا موسى بن حيّان البصريّ، حدّثنا الضّحّاك بن مخلدٍ، أخبرني ابن جريجٍ، أخبرني عاصمٌ،... فذكره نحوه إلاّ أنّه قال: فمن فارق الجماعة فقد برئ من الإسلام.
4230- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا هشيمٌ، عن العوّام، عن عبد الله بن السّائب، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: الصّلاة إلى الصّلاة كفّارةٌ لما بينهما، والجمعة إلى الجمعة الّتي قبلها كفّارةٌ لما بينهما، ورمضان إلى رمضان كفّارةٌ، إلاّ من ثلاثٍ: شركٌ بالله، عزّ وجلّ، وترك السّنّة، ونكث الصّفقة قالوا: قد عرفنا الإشراك، فما ترك السّنّة، ونكث الصّفقة؟ قال: ترك السّنّة: الخروج من الطّاعة، ونكث الصّفقة: أن تبايع رجلاً، ثمّ تخرج عليه بالسّيف تقاتله.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف داود بن المحبّر.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وتقدّم لفظه في باب فضل الصّلاة.
وهو في الصّحيح وغيره دون قوله: إلاّ من ثلاثٍ،... إلى آخره.
وقد ورد أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: إن الله لا يزكي ثلاثة نفر، ولا ينظر إليهم ولا يقربهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم: رجل أعطى إمامه صفقة يريد بها الدنيا، فإن أصابها وفى له، وإن لم يصبها لم يوف له،... الحديث بطوله، رواه ابن أبي عمر. وسيأتي بتمامه في كتاب المواعظ في باب جامع المواعظ.
24- باب فيمن مات وليس له إمام
4231- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا خارجة بن مصعبٍ، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، رضي الله عنه، قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من مات بغير إمامٍ، مات ميتة جاهليّةٍ، ومن نزع يدًا من طاعةٍ جاء يوم القيامة لا حجّة له.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف خارجة بن مصعبٍ.
4232- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو هشامٌ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن عاصمٍ، عن أبي صالحٍ، عن معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من مات وليس له إمامٌ، مات ميتة جاهليّةٍ.
4232/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أسود بن عامرٍ، حدّثنا أبو بكرٍ،... فذكره.
25- باب كراهية أن يحكم الحاكم وهو غضبان وما جاء فيمن يحتجب عن جاجة رعيته
4233- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن رجل، عن الحسن أن أبا بكر الصديق خطب فقال: أما والله ما أنا بخيركم، ولقد كنت بمقامي هذا كارهًا، ولوددت أن فيكم من يكفيني، أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا لا أقوم بها، إن رسول الله كان يعصم بالوحي، وكان معه ملك، وإن لي شيطانًا يعترّيني، فإذا غضبت فاجتنبوني ألا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم، ألا فراعوني، فإن استقمت فأعينوني، وإن زغت فقوموني، قال الحسن: خطبة والله ما خطب بها بعد.
4233/2- قال: وأنبانا وهب بن جرير بن حازم، حدّثنا أبي، سمعت الحسن يقول: خطب أبو بكر،... فذكره.
رواه أحمد بن حنبل من طريق قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر بعضه بمعناه.
4234- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا أبو عاصمٌ، أنبأنا سعيد بن زيدٍ، عن عليّ بن الحكم، عن أبي الحسن الحمصيّ، عن عمرو بن مرّة، وكانت له صحبةٌ، أنّه قال لمعاوية: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: أيّما والٍ، أو قاضٍ، شكّ عليّ، أغلق بابه دون ذوي الحاجة، والخلّة، والمسكنة، أغلق الله بابه عن حاجته، وخلّته، ومسكنته.
4234/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، وأبو سعيدٍ، قالا: حدّثنا زائدة، حدّثنا السّائب بن حبيشٍ الكلاعيّ، عن أبي الشّمّاخ الأزديّ، عن ابن عمٍّ له من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّه أتى معاوية فدخل عليه، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من ولي من أمر النّاس شيئًا، ثمّ أغلق بابه دون المسكين والمظلوم، وذوي الحاجة، أغلق الله تبارك وتعالى دونه أبواب رحمته دون حاجته، وفقّره أفقر ما يكون إليها.
وكذا رواه أبو يعلى من طريق أبي الشّمّاخ الأزديّ به.
وله شاهدٌ من حديث معاذ بن جبلٍ، رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده بإسناد جيد، والطبراني وغيره، وأورده شيخنا الحافظ أبو الحسن الهيثمي في زوائد الحارث علي الكتب من حديث أبي مريم الأزديّ وكانت له صحبةٌ، ووهمٌ في ذلك.
فقد رواه أبو داود، والتّرمذيّ من طريق القاسم بن مخيمرة، عن أبي مريم الأزديّ به.
26- باب نظر الإمام في مصالح المسلمين
4235- قال مسدّدٌ: حدّثنا أبو معاوية محمّد بن خازمٍ، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يسمر عند أبي بكرٍ اللّيلة وذلك في الأمر من أمور المسلمين، وأنا معه.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
ورواه أبو يعلى الموصليّ مطوّلاً، وسيأتي لفظه في مناقب ابن مسعودٍ.
4236- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا أيوب بن واصل، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، عن رجل، عن عبد الرحمن بن عوف قال: بعث إلي عمر فأتيته، فلما بلغت الباب أتيته فسمعت نحيبه، فقلت: اعتري أمير المؤمنين، فدخلت فأخذت بمنكبيه وقلت: لا بأس لا بأس يا أمير المؤمنين، قال: بل أشد البأس، فأخذ بيدي فأدخلني الباب، فإذا حقائب بعضها فوق بعضه فقال: الآن أهان آل الخطاب على الله، إن الله، عزّ وجلّ، لو شاء لجعل هذا إلى صاحبي، يعني النبي صلّى الله عليه وسلّم وأبا بكر، فسنا لي فيه سنة أقتدي بها، فقلت: اجلس بنا نفكر اجلس بنا نفكر، فجعلنا لأمهات المؤمنين أربعة آلاف أربعة آلاف، وجعلنا للمهاجرين أربعة آلاف أربعة آلاف، ولسائر الناس ألفين ألفين.
هذا إسناد ضعيف، لجهالة بعض رواته.
27- باب ما جاء في امتحان الإمام للرعية
4237- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا خليفة بن خيّاطٍ، حدّثنا أبو عامرٍ العقديّ، حدّثنا هشام بن سعدٍ، عن محمّد بن عقبة، عن معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: يكون أمراء لا يردّ عليهم، يتهافتون في النّار، يتبع بعضهم بعضًا.
4237/2- قال أبو يحيى: وجدت في كتابي عن سويدٍ، ولم أر عليه علامة السّماع، وعليه
صحّ فشككت فيه، وأكثر ظنّي سمعته منه، عن همّام بن إسماعيل المعافريّ، عن أبي قبيلٍ، قال: خطبنا معاوية في يوم الجمعة، فقال: إنّما المال مالنا، والفيء فيئنا، من شئنا أعطيناه، ومن شئنا منعنا، فلم يردّ عليه أحدٌ، فلمّا كانت الجمعة الثّانية، قال مثل مقالته، فلم يردّ عليه أحدٌ، فلمّا كانت الجمعة الثّالثة، قال مثل مقالته، فقام إليه رجلٍ ممّن شهد المسجد، فقال: كلاّ: بل المال مالنا، والفيء فيئنا، من حال بيننا وبينه حاكمناه بأسيافنا، فلمّا صلّى أمر بالرّجل فأدخل عليه، فأجلسه معه على السّرير، ثمّ أذن للنّاس فدخلوا عليه، ثمّ قال: أيّها النّاس إنّي تكلّمت في أوّل جمعةٍ فلم يردّ عليّ أحدٌ، وفي الثّانية لم يردّ عليّ أحدٌ، فلمّا كانت الثّالثة أحياني هذا أحياه الله، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: سيأتي قومٌ يتكلّمون فلا يردّ عليهم، يتقاحمون في النّار تقاحم القردة، فخشيت أن يجعلني الله منهم، فلمّا ردّ هذا أحياني أحياه الله، ورجوت ألاّ يجعلني الله منهم.
28- باب اقتصاص الأمير من عامله لرعيته
4238- قال مسدّدٌ: حدّثنا يزيد، حدّثنا سعيدٌ الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي فراس، قال: خطب عمر النّاس، فقال: يا أيّها النّاس، إنّما كنّا نعرفكم إذ بين أظهرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإذ ينزل الوحي، وإذ نبّأ الله من أخباركم، ألا فقد مضى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد انقطع الوحي، فإنّما نعرفكم بما نقول لكم، من أظهر منكم خيرًا ظننّا به خيرًا، وأحببناه عليه، ومن أعلن منكم شرًّا، ظننّا به شرًّا، وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربّكم، ألا فإنّي قد أتى عليّ زمانٌ وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد به الله وما عنده، وقد خيّل إليّ بآخره أنّ رجالاً يقرؤونه يريدون به ما عند النّاس، ألا فأريدوا الله بأعمالكم، وبقرآنكم، ألا وإنّي لا أرسل إليكم عمّالي ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكنّي إنّما أرسلهم إليكم ليعلّموكم دينكم وسننكم، فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إليّ، فوالّذي نفس عمر بيده لأقتصّه منه، قال: فوثب عمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين، أرأيتك لو أنّ رجلاً من المسلمين كان على رعيّةٍ فأدّب بعض رعيّته، إنّك لتقتصّ منه، قال: إي والّذي نفس عمر بيده، وكيف لا أقتصّ وقد رأيت رسول الله يقتصّ من نفسه، ألا لا تضربوا المسلمين فتذلّوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفّروهم، ولا تجمروهم فتفتنوهم، ولا تتولّوهم الفيّاض فتضيّعوهم.
4238/2- رواه إسحاق بن راهويه: أنبأنا جريرٌ، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاءٍ، قال: كان عمر بن الخطّاب يأمر عمّاله يتوافونه الموسم، فيقول: يا أيّها النّاس، أنا لم أستعمل عمّالكم، أو قال: عمّالي، ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا من أموالكم، ولا من أعراضكم، ولكن إنّما أستعملهم عليكم ليحجزوا بينكم وليقسموا فيئكم، فمن كان له مظلمةٌ عند واحدٍ منهم فليقم، قال: فما قام منهم يومئذٍ غير رجلٍ واحدٍ، فقال: يا أمير المؤمنين، عاملك ضربني مائة سوطٍ، قال: قم فاستقدّ منه، فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين، إنّك إن تفتح هذا على عمّالك يكون سنّةٌ يستنّ بها بعدك، فقال: أنا لا أقيد منه وقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقيد من نفسه، قال عمرٌو: دعنا فلنرضه، قال: فأرضوه، قال: فافتدوا منه بمائتي دينارٍ، كلّ سوطٍ بدينارينٍ.
4238/3- قال: وأنبأنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن عطاءٍ، عن عمر، نحوه.
4238/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أسماء، حدّثنا مهديّ بن ميمونٍ، حدّثنا سعيدٌ الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي فراسٍ، قال: شهدت عمر بن الخطّاب وهو يخطب النّاس، قال: فقال: يا أيّها النّاس، إنّه قد أتى عليّ زمانٌ وإنّي أرى من قرأ القرآن يريد الله، عزّ وجلّ، وما عنده، فيخيّل إليّ أنّ أقوامًا قرؤوه يريدون به النّاس، ويريدون به الدّنيا، ألا فأريدوا الله بأعمالكم، ألا إنّا إنّما كنّا نعرفكم إذ ينزل الوحي، وإذ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بين أظهرنا، وإذ نبّأنا الله من أخباركم، فقد انقطع الوحي، وذهب نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنّما نعرفكم بما نقول لكم، ألا من رأينا منه خيرًا ظننّا به خيرًا، وأحببناه عليه، ومن رأينا منه شرًّا ظننّا به شرًّا، وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربّكم، ألا إنّي إنّما أبعث عمّالي ليعلّموكم دينكم، وليعلّموكم سننكم، ولا أستعملهم ليضربوا ظهوركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ألا فمن رابه شيء من ذلك فليرفعه إليّ، فوالّذي نفس عمر بيده لأقصنّكم منه، قال، فقام عمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين، أرأيت إن بعث علينا عاملاً من عمّالك فأدّب رجلاً من أهل رعيّته فضربه، أكنت تقصّ منه؟ قال: فقال: نعم، والّذي نفس عمر بيده لأقصّنّ منه، ألا أقصّ وقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقصّ من نفسه،... فذكره.
4238/5- ورواه البيهقيّ في سننه، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدّثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدّثنا عبد الله بن محمد بن أسماء،... فذكره.
29- باب تأديب الأمير عامله إذا احتجب عن الرعية، وما جاء في الصبر على تأدبه الإمام
4239- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أبو حيان التيمي، عن عباية بن رافع بن خديج قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعدًا اتخذ بابًا ثم قال: ليقطع الصويت فبعث إلى محمد بن مسلمة فأتاه، قال: انطلق إلى سعد فأحرق بابه، ثم خذ بيده فأخرجه إلى الناس وقل: ها هنا فاقعد للناس، قال: فبعث محمد غلامه مكانه إلى منزله فأمره أن يأتيه براحلتين وزاد من عند أهله، وانطلق يمشي قبل الكوفة حتى قدم جبانة الكوفة فرأى نبطيًّا يدخل الكوفة بقصب على حمار يبيعه، فابتاعه منه وشرط عليه أن يلقيه عند باب الأمير، فجاء حتى ألقى قصبه عند باب الأمير، فأورى، زنده فأتي سعد فقيل: إن ها هنا رجلا أسود طويلا عظيمًا بين إزار ورداء، عليه عمامة خرقانية على غير قلنسية، فقالت: ذاك محمد بن مسلمة، دعوه حتى يبلغ حاجته، لا يعرض له إنسان بشيء، فأحرق الباب حتى صار فحماً، ثم خرج إليه سعد فساءله، وحلف باللّه ما تكلم بالكلمة التي بلغت أمير المؤمنين، ولقد بلّغه كاذب، قال: فعرض عليه المنزل ليدخل فأبى وانصرف مكانه راجعًا، قال: فاتبعه سعد بزاده، فرده مع رسوله وقال: ارجع بطعامك إلى
صاحبه، فإن له عيالا وإن معنا فضلة من زادنا، قال: فسارا فأرملا أيامًا، فكان أول ما أدركنا من الإنس امرأة في غنم، فقام محمد بن مسلمة يصلي وانطلق الغلام حتى بايع صاحبة الغنم بشاة صغيرة من غنمها بعصابة كانت عليه، قال: فصرعها ليذبحها ومحمد قائم يصلي، فأشار إليه أن لا تذبحها، فلما فرغ قال: ما هذه الشاة؟ فإن كان في الغنم صاحبها فبايعه، أو سلم بيع الأمة، فأقبل بها، وإن كانت إنما هي راعية فردها، فإن الجوع خير من مأكل السوء، قال: ثم سار حتى قدم على عمر بن الخطاب فأخبره بالذي كان وبما كان من طعام سعد ورده مع رسوله، فقال عمر: ما منعك أن تقبل منه؟!.
هذا إسناد رجاله ثقات إلاّ أنه منقطع.
ولما تقدم شاهد من حديث معاوية وتقدم في باب كراهية أن يحكم الإمام وهو غضبان.
4240- قال إسحاق بن راهويه: وحدّثنا المعتمر بن سليمان، سمعت أبي يقول: أنبأنا أبو نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد وهو مالك بن ربيعة أن عثمان بن عفان كان ينهى عن العمرة ما أشهر الحج أو عن التمتع بالعمرة إلى الحج، فأهل بها علي مكانه، فنزل عثمان عن المنبر فأخذ شيئا فمشى به إلى علي، فقام طلحة والزبير فانتزعاه منه فمشى إلى علي، فكاد أن ينخس عينه بأصبعه ويقول له: إنك ضال مضل، ولا يرد علي عليه شميئًا.
4241- قال: وحدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا سلام بن مسكين، عن عمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي، عن سعيد بن المسيّب قال: شهدت عليًّا وعثمان كان بينهما نزغ من الشيطان، وما يبقي واحد منهما لصاحبه شيئًا، فلو شئت أن أقص عليكم ما كان بينهما لفعلت، ثم لم يبرحا حتى استغفر كل واحد منهما لصاحبه.
30- باب الإمام يمكن من نفسه
4242- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا الوليد بن محمّدٍ الموقّريّ، عن ثور بن يزيد، عن أبي هرمٍ، عن ابن عمر، قال: رغّب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الجهاد ذات يومٍ، فاجتمعوا عليه حتّى غمّوه، وفي يد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جريدةٌ قد نزع سلاؤها، وبقيت سلاءةٌ لم
يفطن لها، فقال: أخّروا عنّي هكذا فقد غمّمتموني، فأصاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بطن رجلٍ فأدمي الرّجل، فخرج الرّجل وهو يقول: هذا فعل نبيّك فكيف بالنّاس؟ فسمعه عمر، فقال: انطلق إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فإن كان هو أصابك فسوف يعطيك الحقّ من نفسه، وإن كنت كذبت لأزعننّك بعمامتك حتّى تحدّث، فقال الرّجل: انطلق بسلامٍ فلست أريد أن أنطلق معك، قال: ما أنا بوادعك فانطلق به عمر حتّى أتى به نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّ هذا يزعم أنّك أصبته، ودميت بطنه، فما ترى، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أحقًّا أنا أصبته؟ قال الرّجل: نعم، يا نبيّ الله، قال: هل رأى ذلك أحدٌ؟ قال: قد كان هاهنا ناسٌ من المسلمين، قال: اللهمّ إنّي أنشد بشهادة رجلٍ رأى ذلك إلاّ أخبرني، فقال ناسٌ من المسلمين: يا رسول الله، أنت دميته ولم تردّه، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: خذ بما أصبتك مالاً وانطلق، قال: لا، قال: فهب لي ذلك، فقال: لا أفعل، قال: تريد ماذا؟ قال: أريد أن أستقيد منك يا نبيّ الله، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: نعم فقال له الرّجل: اخرج من وسط هؤلاء، فخرج من وسطهم، وأمكن الرّجل من الجريدة يستقيد منه فكشف عن بطنه، وجاء عمر ليمسك النّبيّ صلى الله عليه وسلم من خلفه، فقال: أرحنا، عثّرت بفعلك وانكسرت أسنانك، فلمّا دنا الرّجل يطعن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ألقى الجريدة، وقبّل سرّته، وقال: يا نبيّ الله؟ هذا الّذي أردت لكي ما تقمع الجبّارين من بعدك، فقال عمر: لأنت أوثق عملاً منّي.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، أبو هرمٍ ما علمته بعد، والوليد بن محمّدٍ الموقّريّ متروكٌ.
وله شاهدٌ من حديث الفضل بن العبّاس، وتقدّم في الجنائز في أوّل باب مرض النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
31- باب الدخول على الإمام والذب عنه والنصح له
4243- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، عن إسماعيل، عن قيسٍ، عن المغيرة، أنّه كان قائمًا على رأس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو متلثّمٌ، فجعل عروة يتناول لحية النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يكلّمه، فقال له المغيرة: لتكفّنّ يدك، أو لا ترجع إليك يدك، والمغيرة متقلّدٌ سيفًا، فقال عروة: يا رسول الله، من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة، قال: أجل، يا غدر، ما غسلت رأسي من غدرتك.
هذا إسنادٌ صحيحٌ رواه ابن خزيمة، وابن حبّان في صحيحه، وسيأتي في باب غزوة الحديبية.
4244- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا محمّد بن مسلمٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الدّين النّصيحة قالوا: لمن؟ قال: لكتاب الله، ولنبيّه، ولأئمّة المسلمين.
4244/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة،... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث تميمٍ الدّاريّ، رواه مسلمٌ في صحيحه، وغيره، ورواه التّرمذيّ وحسّنه من حديث أبي هريرة، والطّبرانيّ في الأوسط من حديث ثوبان.
4245- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن هشامٍ الدّستوائيّ، والأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ أراه، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسارٍ، عن رفاعة الجهنيّ، قال: أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتّى إذا كنّا ببعض الطّريق جعل رجالٌ يستأذنون النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيأذن لهم، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال خيرًا، وقال: ما بال أقوامٍ يكون شقّ الشّجرة الّتي تلي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبغض إليهم ممّا سواه، أو كما قال، فلم ير عند ذلك من القوم إلاّ باكيًا، فقال أبو بكرٍ: إنّ الّذي يستأذنك بعد هذا يا رسول الله لسفيهٌ.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
32- باب تولية الأمير العامل إذا كان عارفاً بالحرب على من هو أفضل منه وما جاء فيمن طلب العمل فمنع
4246- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أخيه، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قدم معي رجلان من الأشعرين فخطبا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أخذا يعرّضان بالعمل، فتغيّر وجه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقال: إنّ أخونكم عندي من يطلبه، فعليكما بتقوى الله، فما استعان بهما على شيءٍ.
4247- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا وكيعٌ، عن المنذر بن ثعلبة، عن ابن بريدة، قال: قال عمر لأبي بكرٍ: لمّا منع عمرٌو، يعني ابن العاص، النّاس أن يوقدوا نارًا، أما ترى ما يصنع هذا بالنّاس، يمنعهم منافعهم؟ فقال له أبو بكرٍ: دعه فإنّما ولاّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علينا لعلمه بالحرب.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، المنذر بن ثعلبة ما علمته بعد، وابن بريدة لم يسمع من عمر بن الخطّاب.
4248- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمرٌ، عن الزّهريّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمّر بعد غزوة ذات السّلاسل أسامة بن زيدٍ وهو غلامٌ، فأسر في تلك الغزوة ناسٌ كثيرٌ من العرب وسبوا، فانتدب في بعث أسامة عمر بن الخطّاب، والزّبير بن العوّام، فتوفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يمضي ذلك الجيش، فأنفذه أبو بكرٍ بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال أسامة لأبي بكرٍ حين بويع له، ولم يبرح أسامة حين بويع لأبي بكرٍ، فقال: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وجّهني لما وجّهني له، وإنّي أخاف أن يرتدّ العرب، فإن مضيت كنت قريبًا حتّى تنظر، فقال أبو بكرٍ: لا أردّ أمرًا أمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكن إن شئت أن تأذن لعمر فافعل فأذن له، فانطلق أسامة حتّى أتى المكان الّذي أمره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخذتهم الضّبابة حتّى جعل
الرّجل لا يكاد يبصر صاحبه، قال: فوجدوا رجلاً من أهل تلك البلاد، فأخذوه فدلّهم على الطّريق حيث أراد، فأغاروا على المكان الّذي أمروا، فسمع بذلك النّاس فجعل بعضهم يقول لبعضٍ: أتزعمون أنّ العرب قد اختلفت، وخيولهم بمكان كذا وكذا، فردّ الله بذلك من المسلمين، فكان أسامة بن زيدٍ يدعى بالإمارة حتّى مات، يقولون: بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ لم ينزعه حتّى مات قال الزّهريّ: وأمّا بعث أبي بكرٍ لقتال أهل الرّدّة، قال تثبتوا فأيما محلة سمعتم فيهم الأذان فكفوا فإن الأذان شعار الإيمان.
قال معمرٌ: وقال هشام بن عروة: كان أهل الرّدّة يأتون أبا بكرٍ، فيقولون: أعطنا سلاحًا نقاتل، فيعطيهم السّلاح فيقاتلونه به، وقال عبّاس بن مرداسٍ السّلميّ: أتأخذون سلاحه لقتاله... في ذاكم عند الإله آثام.
33- باب تقديم ولاية الأقرأ على من هو أكبر منه، واستخلاف الإمام أقرأ القوم
4249- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو تميلة يحيى بن واضحٍ، عن موسى بن عبيدة، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرسل سريّةً فاستقرأهم، فقرأ شيخٌ، ثمّ قرأ شابٌّ، فاستعمله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال الشّيخ: استعمله عليّ وأنا أكبر منه سنًّا، فقال: إنّه أكثر منك قرآنًا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
4250- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، سمعت أبي يقول: حدّثنا الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت أن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب إلى مكة فاستقبلنا أمير مكة نافع بن علقمة وتسمى بعم له يقال له: نافع، فقال: من استخلفت على مكة؟ قال: استخلفت عليها عبد الرحمن بن أبزى، فقال: عمدت إلى رجل من الموالي فاستخلفت على من بها من قريش وأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم، وجدته أقرأهم لكتاب الله، ومكة أرض محتضرة فأحببت أن يسمعوا كتاب الله، عزّ وجلّ، من رجل حسن القراءة، فقال: نعم ما رأيت، إن الله، عزّ وجلّ، يرفع بالقرآن أقوامًا ويضع بالقرآن أقوامًا، وإن عبد الرحمن بن أبزى ممن يرفعه الله، عزّ وجلّ، بالقرآن.
هذا إسناد رواته ثقات.
34- باب الإقطاع وما جاء فيمن سأل الإمام شيئأً فكتب له به
4251- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينارٍ، عن أبي جعفرٍ، قال: جاء العبّاس إلى عمر، فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أقطعني البحرين، فقال: من يشهد لك؟ قال: المغيرة بن شعبة،... فذكر الحديث.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، وفيه انقطاعٌ.
4252- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، عن حجاج بن دينارٍ، عن ابن سيرين، عن عبيدة، قال: جاء عيينة بن حصنٍ، والأقرع بن حابسٍ إلى أبي بكرٍ، رضي الله عنه، فقالا: يا خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إنّ عندنا أرضٌ سبخةٌ ليس فيها كلأٌ، ولا منفعةٌ، فإن رأيت أن تقطعناها، قال: فأقطعها إيّاهما، وكتب لهما عليه كتابًا، وأشهد عمر، وليس في القوم، فانطلقا إلى عمر ليشهداه، فلمّا سمع عمر ما في الكتاب تناوله من أيديهما، ثمّ تفل فيه فمحاه، فتذمّرا وقالا مقالةً سيّئةً، فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يتألّفكما، والإسلام يومئذٍ قليلٌ، وإنّ الله قد أعزّ الإسلام فاذهبا فاجتهدا جهدكما، لا أرعى الله عليكما إن أرعيتما.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
4253- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو وائلٍ خالد بن محمّدٍ البصريّ، حدّثنا فهد بن عوفٍ بمنزل بني عامرٍ،
حدّثنا نائل بن مطرّف بن رزينٍ بن أنسٍ السّلميّ، حدّثني أبي، عن جدّي رزين بن أنسٍ، قال: لمّا ظاهر الإسلام كانت لنا بئرٌ فخفت أن يغلبنا عليها من حولها، فأتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، إنّ لنا بئرًا، وقد خفت أن يغلبنا عليها من حولها، فكتب لي كتابًا من محمّدٍ رسول الله: أمّا بعد: فإنّ لهم بئرهم إن كان صادقًا، ولهم دارهم إن كان صادقًا، قال: فما قاضينا به إلى أحدٍ من قضاة المدينة إلاّ قضوا لنا به، قال: وفي كتاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هجاء كان كون.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف فهد بن عوفٍ واسمه زيد بن عوفٍ.
35- باب ما جاء في ذم ولاية المرأة
4254- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا عيينة بن عبد الرّحمن بن جوشنٍ، عن أبيه، عن أبي بكرٍة، رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لن يفلح قومٌ أسندوا أمرهم إلى امرأةٍ.
4254/2- رواه مسدّدٌ، حدّثنا بشر بن المفضّل، حدّثنا عيينة بن عبد الرّحمن،... فذكره.
4254/3- قال: وحدّثنا إسماعيل، أنبأنا عيينة بن عبد الرّحمن،... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
4245/4- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أحمد بن عبد الملك بن واقدٍ، حدّثنا بكّار بن عبد العزيز بن أبي بكرٍ، سمعت أبي يحدّث، عن أبي بكرة، قال: كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجاء بشيرٌ يبشّره بظفر جندٍ له على عدوّهم ورأسه في حجر عائشة، فقام فخرّ ساجدًا، ثمّ أنشأ يسائل البشير، فأخبره فيما يخبره أنّه وليهم امرأةٌ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: هلك الرّجال حين أطاعوا النّساء، ثلاثًا.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإمارة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir