دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ربيع الثاني 1436هـ/27-01-2015م, 11:23 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ( ماهر القسي ) لدراسة أصول التفسير

صفحة الطالب ماهر القسي لدراسة أصول التفسير

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ربيع الثاني 1436هـ/27-01-2015م, 03:01 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
Post أجوبة مقال فضل القرآن

السؤال الأول : معنى القرآن أنه حكيم
أولا : محكم لا اختلاف فيه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )
ثانيا : حاكم على الناس في جميع أمورهم شاؤوا أم أبوا , ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ) .
ثالثاً : ذو الحكمة البالغة ( ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ) .

السؤال الثاني : أنواع عزة القرآن
عزة القدر و عزة الغلبة و عزة الامتناع

السؤال الثالث : معاني عظمة القرآن
عظمة قدره وصفاته
عظمة قدره ( أنه كلام الله , الفرقان بين الحق و الباطل , محفوظ بحفظ الله , يهدي للتي هي أقوم , من اعتصم به هدي من الضلال , كثرة أسائه وصفاته , إقسام الله به )
عظمة صفاته ( يطلعك على أبواب من العلم عظيمة , ويعطيك أن أعظم النعيم هو نعيم القلب فيعيش القلب حياة أخرى غير حياة الجسد , وصفه الله بصفات عظيمة تنبئ عن عظمته فعظمة الصفات تدل على عظمة الموصوف )

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 ربيع الثاني 1436هـ/28-01-2015م, 11:47 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
السؤال الأول : معنى القرآن أنه حكيم
أولا : محكم لا اختلاف فيه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) .
ثانيا : حاكم على الناس في جميع أمورهم شاؤوا أم أبوا , ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ) .
ثالثاً : ذو الحكمة البالغة ( ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ) .

السؤال الثاني : أنواع عزة القرآن :
عزة القدر و عزة الغلبة و عزة الامتناع .

السؤال الثالث : معاني عظمة القرآن :
عظمة قدره وصفاته
عظمة قدره ( أنه كلام الله , الفرقان بين الحق و الباطل , محفوظ بحفظ الله , يهدي للتي هي أقوم , من اعتصم به هدي من الضلال , كثرة أسائه وصفاته , إقسام الله به ) .
عظمة صفاته ( يطلعك على أبواب من العلم عظيمة , ويعطيك أن أعظم النعيم هو نعيم القلب فيعيش القلب حياة أخرى غير حياة الجسد , وصفه الله بصفات عظيمة تنبئ عن عظمته فعظمة الصفات تدل على عظمة الموصوف ) .
أحسنت ، بارك الله فيك ، ونفع بك .
إجابتك جيدة ، ولكنها مختصرة .
السؤال الثاني لم تذكر فيه أي دليل لما ذكرت من الأنواع الثلاثة .

بالنسبة للسؤال الثالث :
يمكن تقسيم الإجابة على هذا النحو ، لتكون أجود تحريرا :

القرآن عظيم في قدره وعظيم في صفاته :
أ: عظمة قدره :
  • - من أنواع عظمة قدره في الدنيا:
  • - من أنواع عظمة قدره في الآخرة:
ب: عظمة صفاته :
وتلخص تحت كل نقطة.
يرجى الاهتمام بالمراجعة بعد الانتهاء من الإجابة ؛ لاستدراك الأخطاء الكتابية - إن وجدت - ، وضبط علامات الترقيم .
وفقك الله وسدد خطاك ونفع بك الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 ربيع الثاني 1436هـ/28-01-2015م, 12:59 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي أجوبة مقال فضائل علم التفسير

السؤال الأول : فضائل تعلم التفسير
1 - معين على فهم كلام رب العالمين
2 - أشرف الكلام وأحسنه هو كلام الله والاشتغال به من أشرف ما ملأ الإنسان به وقته .
3 - أن الله فضل العلم وشرَفه والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم , فالقرآن جامع لأنواع العلوم ( عقيدة , أحكام فقهية , الآداب , المواعظ , القصص , الدعوة , المقاصد الشرعية , الهدى القويم ) .
4 - يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلال .
5 - المفسر وارث للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم إرثه .
6 - المفسر كثير الاشتغال بالقرآن ومعانيه وهدايته فهو مصاحب للقرآن .
7 - يدخل صاحبه في زمرة خير هذه الأمة ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) .

السؤال الثاني : دليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن
قال تعالى ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) فحاجة الناس إلى معرفة معاني القرآن و ما بينه الله في القرآن من الهدى والحذر مما حذرهم أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب لأن انقطاع هذه الأمور أقصى مايصيب الإنسان بسببها أن يموت أما ضلال الإنسان عن هدي الله فيكون خسران الدنيا والآخرة ,
وحاجة الأمة إلى فهم القرآن حاجة ضرورية لأنه لا نجاة لهم ولا فوز إلا بالقرآن , وكذلك حاجتهم إلى معرفة أعدائهم وكيفية التعامل معهم , و إلى معرفة كيفية التعامل مع المنافقين , ومعرفة الملل والنحل , ومعرفة الفتن كلها تأتي من تدبر القرآن وفهم معانيه وليس فقط بالقراءة والتلاوة .

السؤال الثالث : الاستفادة من القرآن وفهم معانية بالدعوة إلى الله تعالى
لأن مجالات التفسير مجالات كثيرة ومتنوعة فيدخل بالتفسير إلى كثير من العلوم والدعوة إلى الله فقد ورد عن ابن اعباس أنه قرأ سورة النور ثم جعل يفسرها فقال رجل لو سمعت هذا الديلم لأسلمت .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ربيع الثاني 1436هـ/11-02-2015م, 01:51 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
السؤال الأول : فضائل تعلم التفسير
1 - معين على فهم كلام رب العالمين .
2 - أشرف الكلام وأحسنه هو كلام الله والاشتغال به من أشرف ما ملأ الإنسان به وقته .
3 - أن الله فضل العلم وشرَفه والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم , فالقرآن جامع لأنواع العلوم ( عقيدة , أحكام فقهية , الآداب , المواعظ , القصص , الدعوة , المقاصد الشرعية , الهدى القويم ) .
4 - يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلال .
5 - المفسر وارث للنبي صلى الله عليه وسلم في أعظم إرثه .
6 - المفسر كثير الاشتغال بالقرآن ومعانيه وهدايته فهو مصاحب للقرآن .
7 - يدخل صاحبه في زمرة خير هذه الأمة ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) .

السؤال الثاني : دليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن
قال تعالى ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) فحاجة الناس إلى معرفة معاني القرآن و ما بينه الله في القرآن من الهدى والحذر مما حذرهم أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب لأن انقطاع هذه الأمور أقصى مايصيب الإنسان بسببها أن يموت أما ضلال الإنسان عن هدي الله فيكون خسران الدنيا والآخرة ,
وحاجة الأمة إلى فهم القرآن حاجة ضرورية لأنه لا نجاة لهم ولا فوز إلا بالقرآن , وكذلك حاجتهم إلى معرفة أعدائهم وكيفية التعامل معهم , و إلى معرفة كيفية التعامل مع المنافقين , ومعرفة الملل والنحل , ومعرفة الفتن كلها تأتي من تدبر القرآن وفهم معانيه وليس فقط بالقراءة والتلاوة .

السؤال الثالث : الاستفادة من القرآن وفهم معانية بالدعوة إلى الله تعالى
لأن مجالات التفسير مجالات كثيرة ومتنوعة فيدخل بالتفسير إلى كثير من العلوم والدعوة إلى الله فقد ورد عن ابن اعباس أنه قرأ سورة النور ثم جعل يفسرها فقال رجل لو سمعت هذا الديلم لأسلمت .
أحسنت ، بارك الله فيك .
إجابتك جيدة .
وإن ذكرت ما تيسر من الأدلة في السؤال الأول ، وفصلت تفصيلا يسيرا في السؤال الثالث فهو أجود وأحسن .
يرجى الاهتمام بعلامات الترقيم .
وفقك الله ، وسدد خطاك ، ونفع بك الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 7 جمادى الأولى 1436هـ/25-02-2015م, 10:50 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي ( تلخيص دراسة التفسير من كتاب أصول التفسير لابن عثيمين )

الباب الأول : التفسير
أولاً : معنى التفسير في اللغة والشرع

- التفسير لغة:من الفسر، وهو: الكشف عن المغطى.
- وفي الاصطلاح:بيان معاني القرآن الكريم.
ثانياً : حكم تعلم التفسير والغرض منه .

- وتعلم التفسير واجب لقوله تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب } [ص:29]
وجه الدلالة أن الله تعالى بين أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك؛ أن يتدبر الناس آياته، والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها. ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.
ولقوله تعالى: {أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها} [محمد: 24].
ووجه الدلالة أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن، وأشار إلى أن ذلك من الإقفال على قلوبهم، وعدم وصول الخير إليها.
- وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن.
- قال شيخ الإسلام ابن تيميه: والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ويجب على أهل العلم أن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة لقوله تعالى: {وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه} [آل عمران: الآية 187] وتبيين الكتاب للناس شامل لتبيين ألفاظه ومعانيه، فيكون تفسير القرآن، مما أخذ الله العهد على أهل العلم ببيانه.
- والغرض من تعلم التفسير هو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله؛ ليعبد الله بها على بصيرة.
ثالثاً : الواجب على المسلم في تفسير القرآن .
- الواجب على المسلم في تفسير القرآن أن يشعر نفسه حين يفسر القرآن بأنه مترجم عن الله تعالى، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون معظما لهذه الشهادة خائفا من أن يقول على الله بلا علم، فيقع فيما حرم الله، فيخزى بذلك يوم القيامة، وقال تعالى: {ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودّةٌ أليس في جهنّم مثوىً للمتكبّرين}
رابعاً : المرجع في تفسير القرآن .
يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي:
أ-كلام الله تعالى: فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما أراد به.ولذلك أمثلة منها:قوله تعالى: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} [يونس: 62] فقد فسر أولياء الله بقوله في الآية التي تليها: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون} [يونس: 63]

ب -كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفسر القرآن بالسنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى كلامه , مثل قوله تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ} [لأنفال: الآية 60] فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي. رواه مسلم، وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
ج-كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب , قوله تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النّساء} [النساء: الآية 43] فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فسر الملامسة بالجماع.
د-كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم. ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: إذا أجمعوا - يعني التابعين - على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن، أو السنة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك.
وقال أيضا: من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئا في ذلك، بل مبتدعا، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعا.
هـ -ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق لقوله: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم} [إبراهيم: الآية 4]. فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.
مثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم الشرعي: قوله تعالى في المنافقين: {ولا تصلّ على أحدٍ منهم مات أبداً} [التوبة: الآية 84] فالصلاة في اللغة الدعاء، وفي الشرع هنا الوقوف على الميت للدعاء له بصفة مخصوصة فيقدم المعنى الشرعي، لأنه المقصود للمتكلم المعهود للمخاطب، وأما منع الدعاء لهم على وجه الإطلاق فمن دليل آخر.
ومثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم فيه اللغوي بالدليل: قوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم} [التوبة: الآية 103] فالمراد بالصلاة هنا الدعاء، وبدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم صل على آل أبي أوفي ".
وأمثلة ما اتفق فيه المعنيان الشرعي واللغوي كثيرة: كالسماء والأرض والصدق والكذب والحجر والإنسان.
خامساً : الاختلاف الوارد في التفسير المأثور .
الاختلاف الوارد في التفسير المأثور على ثلاثة أقسام:
الأول:اختلاف في اللفظ دون المعنى، فهذا لا تأثير له في معنى الآية، مثاله قوله تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلّا إيّاه ) قيل في تفسيرهاقضي و أمر ، وصي، أوجب، وهذه التفسيرات معناها واحد، فلا تأثير لهذا الاختلاف في المعنى
الثاني:اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل الآية عليهما، وتفسر بهما، ويكون الجمع بين هذا الاختلاف أن كل واحد من القولين ذكر على وجه التمثيل، لما تعنيه الآية أو التنويع،

- مثاله قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشّيطان فكان من الغاوين [قال ابن مسعود: هو رجل من بني إسرائيل، وعن ابن عباس أنه: رجل من أهل اليمن، وقيل: رجل من أهل البلقاء.

والجمع بين هذه الأقوال: أن تحمل الآية عليها كلها، لأنها تحتملها من غير تضاد، ويكون كل قول ذكر على وجه التمثيل.
- ومثال آخر قوله تعالى: {وكأساً دهاقاً} [النبأ: 34] قال ابن عباس:دهاقاً مملوءة، وقال مجاهد: متتابعة، وقال عكرمة: صافية. ولا منافاة بين هذه الأقوال، والآية تحتملها فتحمل عليها جميعاً ويكون كل قول لنوع من المعنى.
القسم الثالث:اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلالة السياق أو غيره.
- مثال ذلك: قوله تعالى: {إنّما حرّم عليكم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير اللّه فمن اضطرّ غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ} [البقرة: 173] قال ابن عباس: غير باغ في الميتة ولا عاد من أكله، وقيل: غير خارج على الإمام ولا عاص بسفره والأرجح الأول لأنه لا دليل في الآية على الثاني، ولأن المقصود بحل ما ذكر دفع الضرورة، وهي واقعة في حال الخروج على الإمام، وفي حال السفر المحرم وغير ذلك.
- ومثال آخر قوله تعالى: {وإن طلّقتموهنّ من قبل أن تمسّوهنّ وقد فرضتم لهنّ فريضةً فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الّذي بيده عقدة النّكاح}[البقرة: الآية 237] قال على بن أبي طالب رضي الله عنه في الذي بيده عقدة النكاح: هو الزوج، وقال ابن عباس: هو الولي، والراجح الأول لدلالة المعنى عليه، ولأنه قد روي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.


الباب الثاني : ترجمه القرآن .
أولاً : معنى الترجمة في اللغة والشرع .

- الترجمة لغة:تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإيضاح.
- وفي الاصطلاح:التعبير عن الكلام بلغة أخرى.
- وترجمة القران:التعبير عن معناه بلغة أخرى
ثانياً : أنواع الترجمة :
- أحدهما:ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها.
- الثاني:ترجمة معنوية، أو تفسيرية، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.
مثال ذلك: قوله تعالى:{إنّا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون} [الزخرف: 3] فالترجمة الحرفية: أن يترجم كلمات هذه الآية كلمةً كلمة فيترجم {إنا} ثم {جعلناه}ثم {قرآنا}ثم {عربيا}وهكذا.
والترجمة المعنوية:أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإجمالي.
ثالثاً : حكم ترجمة القرآن .
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي:
أ-وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها.
ب-وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها.
ج-تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات وقال بعض العلماء: إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية، أو نحوها، ولكنها وإن أمكن تحققها في نحو ذلك - محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين، ولا ضرورة تدعو إليها؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية.
وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنت حسا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعا، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.
وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية، لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول:أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة، لتكون كالتفسير له.
الثاني:أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث:أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن. ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 جمادى الأولى 1436هـ/26-02-2015م, 11:28 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
الباب الأول : التفسير
أولاً : معنى التفسير في اللغة والشرع

- التفسير لغة:من الفسر، وهو: الكشف عن المغطى.
- وفي الاصطلاح:بيان معاني القرآن الكريم.
ثانياً : حكم تعلم التفسير والغرض منه .

- وتعلم التفسير واجب لقوله تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب } [ص:29]
وجه الدلالة أن الله تعالى بين أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك؛ أن يتدبر الناس آياته، والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها. ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.
ولقوله تعالى: {أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها} [محمد: 24].
ووجه الدلالة أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن، وأشار إلى أن ذلك من الإقفال على قلوبهم، وعدم وصول الخير إليها.
- وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن.
- قال شيخ الإسلام ابن تيميه: والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ويجب على أهل العلم أن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة لقوله تعالى: {وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه} [آل عمران: الآية 187] وتبيين الكتاب للناس شامل لتبيين ألفاظه ومعانيه، فيكون تفسير القرآن، مما أخذ الله العهد على أهل العلم ببيانه.
- والغرض من تعلم التفسير هو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله؛ ليعبد الله بها على بصيرة.
ثالثاً : الواجب على المسلم في تفسير القرآن .
- الواجب على المسلم في تفسير القرآن أن يشعر نفسه حين يفسر القرآن بأنه مترجم عن الله تعالى، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون معظما لهذه الشهادة خائفا من أن يقول على الله بلا علم، فيقع فيما حرم الله، فيخزى بذلك يوم القيامة، وقال تعالى: {ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودّةٌ أليس في جهنّم مثوىً للمتكبّرين}
رابعاً : المرجع في تفسير القرآن .
يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي:
أ-كلام الله تعالى: فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما أراد به.ولذلك أمثلة منها:قوله تعالى: {ألا إنّ أولياء اللّه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} [يونس: 62] فقد فسر أولياء الله بقوله في الآية التي تليها: {الّذين آمنوا وكانوا يتّقون} [يونس: 63]

ب -كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفسر القرآن بالسنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى كلامه , مثل قوله تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ} [لأنفال: الآية 60] فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي. رواه مسلم، وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
ج-كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب , قوله تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النّساء} [النساء: الآية 43] فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فسر الملامسة بالجماع.
د-كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم. ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.

- حجية تفسير التابعين :
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: إذا أجمعوا - يعني التابعين - على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن، أو السنة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك
.

- حكم مخالفة تفسير الصحابة والتابعين:
وقال أيضا: من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئا في ذلك، بل مبتدعا، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعا. [ ويمكن فصل هاتين المسألتين عن " المرجع في التفسير " ]
هـ -ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق لقوله: {وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم} [إبراهيم: الآية 4]. فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.
مثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم الشرعي: قوله تعالى في المنافقين: {ولا تصلّ على أحدٍ منهم مات أبداً} [التوبة: الآية 84] فالصلاة في اللغة الدعاء، وفي الشرع هنا الوقوف على الميت للدعاء له بصفة مخصوصة فيقدم المعنى الشرعي، لأنه المقصود للمتكلم المعهود للمخاطب، وأما منع الدعاء لهم على وجه الإطلاق فمن دليل آخر.
ومثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم فيه اللغوي بالدليل: قوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم} [التوبة: الآية 103] فالمراد بالصلاة هنا الدعاء، وبدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم صل على آل أبي أوفي ".
وأمثلة ما اتفق فيه المعنيان الشرعي واللغوي كثيرة: كالسماء والأرض والصدق والكذب والحجر والإنسان.
خامساً : الاختلاف الوارد في التفسير المأثور .
الاختلاف الوارد في التفسير المأثور على ثلاثة أقسام:
الأول:اختلاف في اللفظ دون المعنى، فهذا لا تأثير له في معنى الآية، مثاله قوله تعالى: {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلّا إيّاه ) قيل في تفسيرهاقضي و أمر ، وصي، أوجب، وهذه التفسيرات معناها واحد، فلا تأثير لهذا الاختلاف في المعنى
الثاني:اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل الآية عليهما، وتفسر بهما، ويكون الجمع بين هذا الاختلاف أن كل واحد من القولين ذكر على وجه التمثيل، لما تعنيه الآية أو التنويع،

- مثاله قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشّيطان فكان من الغاوين [قال ابن مسعود: هو رجل من بني إسرائيل، وعن ابن عباس أنه: رجل من أهل اليمن، وقيل: رجل من أهل البلقاء.

والجمع بين هذه الأقوال: أن تحمل الآية عليها كلها، لأنها تحتملها من غير تضاد، ويكون كل قول ذكر على وجه التمثيل.
- ومثال آخر قوله تعالى: {وكأساً دهاقاً} [النبأ: 34] قال ابن عباس:دهاقاً مملوءة، وقال مجاهد: متتابعة، وقال عكرمة: صافية. ولا منافاة بين هذه الأقوال، والآية تحتملها فتحمل عليها جميعاً ويكون كل قول لنوع من المعنى.
القسم الثالث:اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلالة السياق أو غيره.
- مثال ذلك: قوله تعالى: {إنّما حرّم عليكم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير اللّه فمن اضطرّ غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ} [البقرة: 173] قال ابن عباس: غير باغ في الميتة ولا عاد من أكله، وقيل: غير خارج على الإمام ولا عاص بسفره والأرجح الأول لأنه لا دليل في الآية على الثاني، ولأن المقصود بحل ما ذكر دفع الضرورة، وهي واقعة في حال الخروج على الإمام، وفي حال السفر المحرم وغير ذلك.
- ومثال آخر قوله تعالى: {وإن طلّقتموهنّ من قبل أن تمسّوهنّ وقد فرضتم لهنّ فريضةً فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الّذي بيده عقدة النّكاح}[البقرة: الآية 237] قال على بن أبي طالب رضي الله عنه في الذي بيده عقدة النكاح: هو الزوج، وقال ابن عباس: هو الولي، والراجح الأول لدلالة المعنى عليه، ولأنه قد روي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

[ يفضل تقسيم المسائل تحت كل نوع كالآتي :
- حكمه :
- مثاله : مع تمييزهما بلون مختلف ]


الباب الثاني : ترجمه القرآن .
أولاً : معنى الترجمة في اللغة والشرع .

- الترجمة لغة:تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإيضاح.
- وفي الاصطلاح:التعبير عن الكلام بلغة أخرى.
- وترجمة القران:التعبير عن معناه بلغة أخرى
ثانياً : أنواع الترجمة :
- أحدهما:ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها.
- الثاني:ترجمة معنوية، أو تفسيرية، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.
مثال ذلك: قوله تعالى:{إنّا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون} [الزخرف: 3] فالترجمة الحرفية: أن يترجم كلمات هذه الآية كلمةً كلمة فيترجم {إنا} ثم {جعلناه}ثم {قرآنا}ثم {عربيا}وهكذا. [ يوضع هذا التعريف تحت تعريف الترجمة الحرفية ]
والترجمة المعنوية:أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإجمالي.
ثالثاً : حكم ترجمة القرآن .
[ 1:حكم الترجمة الحرفية : ]
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي
:
أ-وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها.
ب-وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها.
ج-تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات وقال بعض العلماء: إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية، أو نحوها، ولكنها وإن أمكن تحققها في نحو ذلك - محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين، ولا ضرورة تدعو إليها؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية.
وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنت حسا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعا، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.


[ 2:حكم الترجمة المعنوية: ]

وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية، لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب
.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول:أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة، لتكون كالتفسير له.
الثاني:أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث:أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن. ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه .

بارك الله فيكم ، أحسنتم أخي الفاضل ، وضعتُ لكم بعض الملحوظات أعلاه وهي خاصة بتقسيم المسائل والأمر فيها اجتهادي لكن المهم إظهار المعلومة بشكل واضح يسهل قراءته ومراجعته.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 100 %
درجة الملخص = 10 / 10


وهذا الدرس السابع من دروس دورة أنواع التلخيص في طريقة تلخيص الدروس العلمية فأرجو قراءته وقراءة الدروس التي ستوضع بعده بإذن الله.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...3#.VO7Ue45VUl0
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 جمادى الأولى 1436هـ/10-03-2015م, 02:14 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي تلخيص المشتهرون من الصحابة والتابعين بالتفسير

المشتهرون بالتفسير من الصحابة

اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، ذكر السيوطي منهم: الخلفاء الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم، إلا أن الرواية عن الثلاثة الأولين لم تكن كثيرة ( لانشغالهم بالخلافة، وقلة الحاجة إلى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير) ، ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضا: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، وإليك ترجمتهم


على بن أبي طالب:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
- ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، وقال له: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي "،
- كان أحد أهل الشورى الذي رشحهم عمر رضي الله عنه لتعيين الخليفة، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف فأبى إلا بشروط لم يقبل بعضها، ثم بايع عثمان فبايعه علي والناس، حتى قتل شهيدا في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه.
- وهلك به طائفتان:
1) النواصب الذين نصبوا له العداوة، وحاولوا إخفاء مناقبه،
2) الروافض الذي بالغوا فيما زعموه من حبه، وأحدثوا له من المناقب التي وضعوها ما هو في غنى عنه، بل هو عند التأمل من المثالب.
- اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن، ومن أمثلة النحويين: قضية ولا أبا حسن لها،
ثانياً : براعته في التفسير :
- روى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار .
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروي عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.

عبد الله بن مسعود:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأمه أم عبد كان ينسب إليها أحيانا .
- كان من السابقين الأولين في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا ، وما بعدها من المشاهد .
- كان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره ووساده حتى قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم ."
- ومن أجل ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم تأثر به وبهديه، حتى قال فيه حذيفة: ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.
- بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة، ليعلمهم أمور دينهم، وبعث عمارا أميراً وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فاقتدوا بهما .
- ثم أمره عثمان على الكوفة، ثم عزله، وأمره بالرجوع إلى المدينة، فتوفي فيها سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة.


ثانياً : براعته في التفسير :
- تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن .

- قال له النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام: " إنك لغلام معلم "، وقال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " .
- وفي صحيح البخاري أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه .

عبد الله بن عباس:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم .
- ولاه عثمان على موسم الحج سنة خمس وثلاثين وولاه علي على البصرة فلما قتل مضى إلى الحجاز، فأقام في مكة، ثم خرج منها إلى الطائف فمات فيها سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة.
ثانياً : براعته في التفسير :
- ضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: " اللهم علمه الحكمة" ، وفي رواية: "الكتاب"، وقال له حين وضع له وضوءه: "اللهم فقه في الدين"، فكان بهذا الدعاء المبارك حبر الأمة في نشر التفسير والفقه، حيث وفقه الله تعالى للحرص على العلم والجد في طلبه والصبر على تلقيه وبذله .
-كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مجالسه ويأخذ بقوله، فقال المهاجرون: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟!فقال لهم: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول، ثم دعاهم ذات يوم فأدخله معهم ليريهم منه ما رآه، فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى:{إذا جاء نصر اللّه والفتح} [النصر: 1] حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا فتح علينا، وسكت بعضهم، فقال عمر لابن عباس:أكذلك تقول؟ قال: لا، قال: فما تقول؟ قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك، واستغفره إنه كان توابا، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم،
- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لنعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيرا له، هذا مع أن ابن عباس عاش بعده ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما اكتسب بعده من العلم.
- وقال ابن عمر لسائل سأله عن آية: انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه اعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
- وقال عطاء: ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس فقها وأعظم خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم من واد واسع.
- وقال أبو وائل: خطبنا ابن عباس وهو على الموسم(أي وال على موسم الحج من عثمان رضي الله عنه) فافتتح سورة النور نجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول ما رأيت، ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت.

المشتهرون بالتفسير من التابعين

اشتهر بالتفسير من التابعين كثيرون فمنهم:
أ- أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح.
ب- أهل المدينة وهم اتباع أبي بن كعب، كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب القرظي.
ج- أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود، كقتادة وعلقمة، والشعبي. فلنترجم لحياة اثنين من هؤلاء: مجاهد وقتادة.

مجاهد:
- هو مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبى السائب المخزومي.
- ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة .
- أخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى ابن إسحاق عنه أنه قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها .
- كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به .
- اعتمد تفسيره الشافعي والبخاري وكان كثيرا ما ينقل عنه في صحيحه.
- قال الذهبي في آخر ترجمته : أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به .
- توفي في مكة وهو ساجد سنة أربع ومائة، عن ثلاث وثمانين سنة.

قتادة:
- هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري.
- ولد أكمة أي أعمي سنة إحدى وستين .
- وجد في طلب العلم، وكان له حافظة قوية حتى قال في نفسه: ما قلت لمحدث قط أعد لي، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي .
- ذكره الإمام أحمد فأطنب في ذكره فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلما تجد من يتقدمه أما المثل فلعل، وقال: هو أحفظ أهل البصرة، لم يسمع شيئا إلا حفظه .
- توفي في واسط سنة سبع عشرة ومائة، عن ستة وخمسين سنة .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 جمادى الأولى 1436هـ/18-03-2015م, 12:38 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
المشتهرون بالتفسير من الصحابة

اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، ذكر السيوطي منهم: الخلفاء الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم، إلا أن الرواية عن الثلاثة الأولين لم تكن كثيرة ( لانشغالهم بالخلافة، وقلة الحاجة إلى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير) ، ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضا: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، وإليك ترجمتهم


على بن أبي طالب:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
- ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، وقال له: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي "،
- كان أحد أهل الشورى الذي رشحهم عمر رضي الله عنه لتعيين الخليفة، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف فأبى إلا بشروط لم يقبل بعضها، ثم بايع عثمان فبايعه علي والناس، حتى قتل شهيدا في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه.
- وهلك به طائفتان:
1) النواصب الذين نصبوا له العداوة، وحاولوا إخفاء مناقبه،
2) الروافض الذي بالغوا فيما زعموه من حبه، وأحدثوا له من المناقب التي وضعوها ما هو في غنى عنه، بل هو عند التأمل من المثالب.
- اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن، ومن أمثلة النحويين: قضية ولا أبا حسن لها،
ثانياً : براعته في التفسير :
- روى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار .
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروي عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.

عبد الله بن مسعود:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأمه أم عبد كان ينسب إليها أحيانا .
- كان من السابقين الأولين في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا ، وما بعدها من المشاهد .
- كان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره ووساده حتى قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم ."
- ومن أجل ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم تأثر به وبهديه، حتى قال فيه حذيفة: ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.
- بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة، ليعلمهم أمور دينهم، وبعث عمارا أميراً وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فاقتدوا بهما .
- ثم أمره عثمان على الكوفة، ثم عزله، وأمره بالرجوع إلى المدينة، فتوفي فيها سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة.


ثانياً : براعته في التفسير :
- تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن .

- قال له النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام: " إنك لغلام معلم "، وقال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " .
- وفي صحيح البخاري أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه .

عبد الله بن عباس:
أولاً : لمحة عامة عن حياته :
- هو ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم .
- ولاه عثمان على موسم الحج سنة خمس وثلاثين وولاه علي على البصرة فلما قتل مضى إلى الحجاز، فأقام في مكة، ثم خرج منها إلى الطائف فمات فيها سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة.
ثانياً : براعته في التفسير :
- ضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: " اللهم علمه الحكمة" ، وفي رواية: "الكتاب"، وقال له حين وضع له وضوءه: "اللهم فقه في الدين"، فكان بهذا الدعاء المبارك حبر الأمة في نشر التفسير والفقه، حيث وفقه الله تعالى للحرص على العلم والجد في طلبه والصبر على تلقيه وبذله .
-كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مجالسه ويأخذ بقوله، فقال المهاجرون: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟!فقال لهم: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول، ثم دعاهم ذات يوم فأدخله معهم ليريهم منه ما رآه، فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى:{إذا جاء نصر اللّه والفتح} [النصر: 1] حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا فتح علينا، وسكت بعضهم، فقال عمر لابن عباس:أكذلك تقول؟ قال: لا، قال: فما تقول؟ قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك، واستغفره إنه كان توابا، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم،
- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لنعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيرا له، هذا مع أن ابن عباس عاش بعده ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما اكتسب بعده من العلم.
- وقال ابن عمر لسائل سأله عن آية: انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه اعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
- وقال عطاء: ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس فقها وأعظم خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم من واد واسع.
- وقال أبو وائل: خطبنا ابن عباس وهو على الموسم(أي وال على موسم الحج من عثمان رضي الله عنه) فافتتح سورة النور نجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول ما رأيت، ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت.

المشتهرون بالتفسير من التابعين

اشتهر بالتفسير من التابعين كثيرون فمنهم:
أ- أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح.
ب- أهل المدينة وهم اتباع أبي بن كعب، كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب القرظي.
ج- أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود، كقتادة وعلقمة، والشعبي. فلنترجم لحياة اثنين من هؤلاء: مجاهد وقتادة.

مجاهد:
- هو مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبى السائب المخزومي.
- ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة .
- أخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى ابن إسحاق عنه أنه قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها .
- كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به .
- اعتمد تفسيره الشافعي والبخاري وكان كثيرا ما ينقل عنه في صحيحه.
- قال الذهبي في آخر ترجمته : أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به .
- توفي في مكة وهو ساجد سنة أربع ومائة، عن ثلاث وثمانين سنة.

قتادة:
- هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري.
- ولد أكمة أي أعمي سنة إحدى وستين .
- وجد في طلب العلم، وكان له حافظة قوية حتى قال في نفسه: ما قلت لمحدث قط أعد لي، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي .
- ذكره الإمام أحمد فأطنب في ذكره فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلما تجد من يتقدمه أما المثل فلعل، وقال: هو أحفظ أهل البصرة، لم يسمع شيئا إلا حفظه .
- توفي في واسط سنة سبع عشرة ومائة، عن ستة وخمسين سنة .

أحسنتم أخي الفاضل ، بارك الله فيكم ونفع بكم.
يمكن تقسيم ما ورد تحت ترجمة كل منهم إلى مسائل أكثر من ذلك ، وتفيد في معرفة مفاصل الدرس وإتقانه.
فنقسم الترجمة - ما أمكن - إلى :
اسمه ونسبه
مولده
فضائله
علمه بالتفسير
وفاته
وعناصر أخرى قد تختص بكل صحابي وتابعي.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 12 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 95 %
درجة الملخص = 9.5 / 10

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 12:48 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي ( تلخيص منظومة الزمزمي )

تلخيص درس ( معنى القرآن والسورة والآية )

- المتن
- الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1- التعريف :

القرآن في اللغة :
القرآن في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
2- المراد بإعجاز القرآن
مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
ثانياً : السورة
1 - تعريفها:
- تعريفها لغة :
- تعريفها اصطلاحاً :
2 - تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
3 - أقل سورة في القرآن
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف :

تعريف الآية في اللغة :
تعريفها في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
2 - حكم قراءته بالعجمية

3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى
4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
أولاً : حكم الترجمة الحرفية :
ثانياً : ترجمة الكلمات :
ثالثاً : ترجمة المعاني :


رابعاً : التفسير:
تعريف التفسير :
أولاً : التفسير بالرأى :
1- طرق تفسير القرآن :
2- تفسير القرآن بالنظريات
ثانياً : تأويل القرآن :
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟
3- حكم تأويل القرآن
4- الفرق بين التفسير والتأويل
مسألة رقم ( 9 ) حكم التساهل في تفسير القرآن :
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :


المسائل الاستطرادية :
مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :

المتن
القُرْآنُ مُنَزَّلٌ علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ للإعجازِ بسُورَةٍ مِنْهُ،

والسُّورَةُ:الطَّائِفَةُ المُتَرْجَمَةُ تَوْقيفًا، وأَقَلُّهَا ثَلاثُ آياتٍ.
والآيةُ:طَائِفَةٌ مِن كَلِمَاتِ القُرْآنِ مُتَمَيِّزَةٌ بفَصْلٍ، ثُمَّ مِنْهُ فَاضِلٌ؛ وهو كَلامُ اللهِ في اللهِ، ومَفْضُولٌ؛ وهو كَلامُهُ -تَعالَى- في غَيْرِه، وتَحرُمُ قِرَاءَتُهُ بالعَجَمِيَّةِ، وبِالمَعْنَى، وتَفْسِيرُهُ بالرَّأْيِ، لا تَأْوِيلُهُ.
الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1 - تعريف القرآن

القرآن في اللغة : يطلق ويراد به: اسم المفعول: المقروء، المتلو.
ويطلق ويراد به: القراءة.
القرآن في الاصطلاح : الكلام المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة منه , فخرج بالمنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: التوراة والإنجيل وسائر الكتب.


مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
لا يخرج السنة؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3}إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وفي قضايا كثيرة كان النبي- عليه الصلاة والسلام- يُسأل عن شيء فينـزل جبريل بالوحي مما ليس في القرآن بل من السنة.
وبالإعجاز خرج الأحاديث الربانية (الحديث النبوي، والحديث القدسي ) ، والاقتصار على الإعجاز وإن أنزل القرآن لغيره أيضا لأنه المحتاج إليه في التمييز , وزاد بعض المتأخرين في الحد: المتعبد بتلاوته، ليخرج منسوخ التلاوة.


2 - المراد بإعجاز القرآن:
الإعجاز: هو ما يمكن به تمييز القرآن عن غيره ويحصل التحدي بالقرآن المعجز في ألفاظه ومعانيه وأحكامه وحِكَمِه وأسراره فهو معجز من كل وجه , وقد تحداهم الله بأن يأتوا بسورة من مثله ويقع التحدي على أقصر سورة من القرآن كالكوثر أو ثلاث آيات من غيرها بخلاف ما دونها.


مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
لا لم يتحدهم بآية؛ لأن الآية قد تكون كلمة واحدة والعرب ينطقون بكلمة. نطقوا بكلمة واحدة وبجملة يوجد نظيرها في القرآن, يعني العرب لا يعجزون أن ينطقوا بكلمة مفردة؛ مثل: ( مدهامتان ولكن مع كونه لم يتحدهم بآية فإن هذه الآية في موضعها معجزة؛ لا يقوم مقامها غيرها. ففي مقامها وإن لم يحصل التحدي بها. ولو كان في غير كلام الله يمكن أن تستبدل كلمة من القرآن مثل: {مدهامتان} بغيرها، ولكنها لا تؤدي نفس المعنى الذي أدته تلك الكلمة، فعجزوا - وهم أفصح الناس وهم أرباب البلاغة - عن الإتيان بمثله، وأذعنوا وصرحوا بعجزهم.


مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
يقول المعتزلة أن العرب قادرون على ذلك لكن الله_جلّ وعلا_ صرفهم عن ذلك، وكلامهم باطل إذ لو صُرفوا عن ذلك ما كان تحديا

ثانياً : السورة
1) تعريفها:
تعريفها لغة :
من السور سور البلد لإحاطتها بجميع الآيات المذكورة تحتها.
أو من السؤر؛ وهو البقية فهذه السورة بقية من القرآن دون سائره
تعريفها اصطلاحاً : وهي الطائفة من القرآن المترجمة أي المسماة باسم خاص توقيفا , وقال بعضهم:السورة قطعة لها أول وآخر، ولا يخلو من نظر لصدقِه على الآية، وعلى القصة , وبهذا يتبين رجحان الحد الأول.
المراد بالتوقيفي: الاسم الذي تذكر به وتشتهر , وقيل بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس بصاف عن الإشكال فقد سمى كثير من الصحابة والتابعين سوراً باسماء من عندهم كما سمى حذيفة التوبة بالفاضحة وسورة العذاب .
2) تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
وبعضهم يقول إنه لا يجوز أن تقول: سورة البقرة، إنما تقول: السورة التي يذكر فيها البقرة
وذلك لأجل أن تتم المطابقة بين الترجمة وما ترجم له .
فإذا قلت: سورة البقرة فما نصيب قصة البقرة من عدد آيات سورة البقرة؟
الجواب: آيات معدودة نسبتها: واحد إلى خمسين من مجموع آيات السورة , فكيف يترجم بهذه النسبة على السورة بكاملها؟
لكن هذا القول مردود؛ لأن:
-
التعبير بسورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة كذا، وسورة كذا جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي - عليه الصلاة والسلاممنها ما أورده البخاري من حديث ابن مسعود حينما رمى الجمرة ووقف طويلاً وقال: (ههنا وقف من أنزلت عليه سورة البقرة )
-والسور جاء في أسمائها أحاديث، فمن هذه الأسماء ما هو: توقيفي ومنها: ما هو اجتهادي؛ نظراً إلى محتوى السورة. فمثلاً: سورة التوبة توقيفي، لكن سورة الفاضحة - مثلاً اجتهادي؛ نظراً لأنها فضحت المنافقين
3) أقل سورة في القرآن
وأقلها ثلاث آيات كالكوثر على عدم اعتبار البسملة آية من سورة الكوثر .
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف الآية :

تعريفها في اللغة : هي العلامة
تعريفها في الاصطلاح : طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل لبدايتها ونهايتها علامات. فلا تمتزج بغيرها , وقد تكون الآية من كلمةٍ واحدة ومنها ما هو أكثر من ذلك .
لكن قد يكون التمييز ظاهراً لكل أحد، وقد يخفى على بعض النّاس كما إذا تعلقت الآية الثانية بالأولى تعلق الصفة بالموصوف أو تعلق الجار والمجرور بمتعلقه , كآية البقرة: { َلعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ() فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}

مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
ثم منه) أي من القرآن (فاضل) وهو كلام الله في الله كآية الكرسي (ومفضول) وهو كلامه تعالى في غيره كسورة تبت ،


مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
وهو مبنى على جواز التفاضل بين الآي والسور وهو الصواب الذي عليه الأكثرون وقال أبو الحسن بن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل كحديث البخاري: (أعظم سورة في القرآن الفاتحة ) , ومن ذهب إلى المنع قال: لئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه.
وبعضهم قال أن القرآن ينقسم إلى أفضل وفاضل ومفضول لأن كلام الله بعضه أفضل من بعض كفضل الفاتحة وآية الكرسي على غيرهما.


مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
لا يعني هذا تنقص بعض السور أو قلة الأجر في قراءتها بل سورة {تبت} في كل حرف عشر حسنات كغيرها من السور؛ لكن هل تعدل ثلث القرآن مثل ( قل هو الله أحد )؟
الجواب: لا
وبعض المبتدعة لا يقرأ سورة تبتلأنها تتحدث عن أبي لهب وهو عم النبي- عليه الصلاة والسلام - وعم الرجل صنو أبيه قاولوا: إن هذه إهانة للنبي-عليه الصلاة والسلام-أن نتكلم في عمه.


مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
-ومن أهل العلم من يرى أن البسملة آية من كل سورة من سور القرآن.
- ومنهم: من يرى أنها ليست بآية، ولا في سورة واحدة من سور القرآن
-ومنهم: من يرى أنها آيةٌ واحدة ٌ نزلت للفصل بين السور.
لكنهم يُجمعون بأنها ليست آية في أول التوبة، ويجمعون على أنها بعض آية في سورة النمل، فهذان محلا إجماع، والخلاف فيما عدا ذلك.
و يستدل من يقول إنها آية بإجماع الصحابة على كتابتها في المصحف ؛ ولولا أنها آية لم يجَرؤوا على كتابتها في المصحف.
والذين يقولون أنها ليست بآية استدلوا بالإجماع على أنها لو كانت آية لما جاز الاختلاف فيها، فإن من جحد حرفاً من القرآن المجمع عليه يكفر عند أهل العلم؛ لأن القرآن مصون من الزيادة والنقصان.
والذي يقول: إنها آية نزلت للفصل بين السور: وهذا المرجح عند شيخ الإسلام، وجمع من أهل العلم يخرج من الإجماع، وكأن هذا أقوى الأقوال .

2 - حكم قراءته بالعجمية
وتحرم قراءة القرآن بالعجمية أي باللسان غير العربي لأنه يذهب إعجازه الذي أنزل له، ولهذا يترجم العاجز عن الأذكار في الصلاة ولا يترجم عن القرآن بل ينتقل إلى البدل .
يعني الأمور المتعبد بها لا يجوز القرءاة فيها بغير العربية ؛ كالقراءة في الصلاة ، أذكار الصلاة، التكبير، التسبيح، وغير ذلك مما يقال كالتشهد في الصلاة لابد من أن يقال بالعربية.
ومنهم من يقول: إذا لم يستطع تعلم العربية فيأتي به بلغته خير من ألا يأتي بها أصلاً، لكن هذه ألفاظ متعبد بها.
خطبة الجمعة لا يجوز أن تكون بغير العربية؛ نعم للخطيب أن يترجم بعض الجمل، أو بعض الكلام وإن كان هذا بعد نهاية الصلاة كان أولى. المقصود أن العبادات توقيفية .

3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى
وتحرم بالمعنى قراءته وإن جازت رواية الحديث بالمعنى لفوات الإعجاز المقصود من القرآن.


4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
- ترجمة حرفية
- ترجمة الكلمات
- ترجمة المعاني .
أحكام الترجمة على التفصيل :
أولاً : حكم الترجمة الحرفية : حرام ولا يمكن ترجمة القرآن بهذه الكيفية , وهي مستحيلة و غير ممكنة , كيف يترجم قوله تعالى: { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} إلى غير العربية؟
هل يمكن ترجمتها إلى غير العربية بحروفها؟
بمعنى أن يؤتى إلى (هن) : الهاء وتضع مكانها ما يقابلها من اللغة الأخرى ، وهكذا ما بعدها من الحروف، فالترجمة الحرفية بالحروف غير ممكنة.
ثانياً : ترجمة الكلمات : فلا يمكن ترجمتها كلمة كلمة؛ فالكلمة الواحدة تحتمل أكثر من معنى فقد يسبق إلى ذهنه أول المعاني، فإذا أريد إعادة الكلام إلى العربية يسبق إلى ذهن المترجم كلمة قد لا تكون هي المرادة.
ثالثاً : ترجمة المعاني : ترجمة المعاني لا سيما بالتعبد بالقراءة، وترتيب الآثار عليها، وتصحيح العبادات بها لا تمكن بغير ترجمة المعاني ، كما هو قول الجمهور لأجل الحاجة والضرورة داعية إليه، فجماهير أهل العلم على جواز ترجمة معاني القرآن .

رابعاً : التفسير
تعريف التفسير : التفسير من الفَسِر وهو الكشف والتوضيح والبيان
أولاً : التفسير بالرأى :
ويحرم تفسيره بالرأي قال صلى الله عليه وسلم ( من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار , من غير اعتمادٍ على تفسير القرآن بالقرآن، ولا بالسنّة، ولا بأقوال الصحابة والتابعين، ولا بلغة العرب .
1- طرق تفسير القرآن :
· من التفسير ما يعرفه العرب من لُغتهم
· ومنه ما يُعرف بالقرآن في موضع آخر إذا ضمت آية إلى أخرى تبين المـُراد منها.
· ومنها ما يُعرف معناه بالسنّة؛ لأن السنّة تُبين القرآن وتُفسره .
· ومنها ما يُعرف بما يُروى عن الصحابة الذين عاصروا التنزبل وعايشوا الرسول صلى الله عليه وسلم .
2- تفسير القرآن بالنظريات
هل اكتُشفت النظريات قطعًا أو ظنًا؟ ..... هناك بعض النظريات سارع بعض النّاس في تنزيل بعض الآيات عليها، ثمّ اكتُشف غيرُها، مثل هذا لا يجوز اقترانه بالقرآن؛ لأنّه يُعرضه للنفي والإثبات ، لكن إذا وُجِدَ أمر قطعي، يعني أدركتهُ الحواس، فمثل هذا لاشك أنّه مما يُخبِرُ الله_جلّ وعلا_، أو مما أخبر الله _جلّ وعلا_ بكتابه عنه وحصل على أرض الواقع .


ثانياً : تأويل القرآن :
1) ما يؤول إليه الكلام _ يعني حقيقة الكلام _ فالنبيّ صلى الله عليه وسلميُكثر من الاستغفار، والتسبيح، يتأول القرآن، يتأول سورة النصر.
2) ومنه حملُ القرآن على المعنى المـَرجوح ، هذا تأويل الراجح ظاهر، والمرجوح مُؤول والذي لا يحتمل نص فالنص مافيه إشكال، الآية المـُحتملة لمعنى راجح ، ومعنى مرجوح، الراجح هو: الظاهر، وعليه المـُعول عند أهل العلم؛ لكن قد يمنع من إرادة هذا الظاهر مانع فيُلجأ حينئذ إلى الإحتمال المـَرجوح مثلاً{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} الاحتمال الراجح في استعمال العرب لهذا اللفظ: معهم بينهم مختلط بينهم، بذاته معهم مختلط بهم .
لكن الاحتمال المـَرجوح: إنّه معهم بحفظه ورعايته وعنايتهِ المعية الخاصة، نعم... هذا احتمال مرجوح منع منه أدلةٌ تمنع من الحلول والمخالطة والممازجة.
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟ لإثبات ما أرادوا ونفي ما لم يُريدوا ، من غير دليلٍ يقتضيه .
3- حكم تأويل القرآن
لا يحرم التأويل بالرأى للعالم بالقواعد والعارف بعلوم القرآن المحتاج إليها , وبعضهم منع التأويل أيضا سداً لباب الاختلاف .
4- الفرق بين التفسير والتأويل
والفرق أن التفسير الشهادة على الله تعالى والقطع بأنه عنى بهذا اللفظ هذا فلم يجز إلا بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة الذين شاهدوا التنزيل والوحي، ولهذا جزم الحاكم بأن تفسير الصحابي مطلقاً في حكم المرفوع.
وأما التأويل فهو ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله تعالى فاغتفر.
ولهذا اختلف جماعة من الصحابة والسلف في تأويل آيات ولو كان عندهم فيه نص من النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا.
مسألة رقم ( 9 ) : حكم التساهل في تفسير القرآن :
هناك من يقول بعضُ الكتاب: القرآن بالعربية وهم رجال ونحن رجال نفهم مثل ما يفهمون، نقول: ليس بصحيح، كيف تفهم وهم يَفهمون، ونحن نقول: أنت لا علاقة لك بالتفسير، ، وإذا كان أهل العلم يحتاطون في تفسير السنّة وشرحها، فلأن يحتاطوا في تفسير القرآن من باب أولى؛ لأن الذي يُفسر القرآن يدعي أن هذا مُرادُ الله من كلامه فأنت قولته وحملته من المعنى ما لم يحتمل، ولذا جاء الذّم الشديد لمن قال بالقرآن برأيه، وقد يتجه الذم على من قال بالقرآن برأيه ولو أصاب،كمن حكم بين إثنين بجهل فهو في النّار ولو أصاب الحكم،
لو قال بعضهم: لعّل المـُراد كذا، ولم يقطع بشيء ، ووافق تفسيرُ أحدِهم إذا جيء بصيغة الترجي فالأمرُ فيه سَعة، فقد ورد في السنة حديث: السبعين ألف الذين يدخلُون الجنّة من غير حساب ولا عذاب، قاله النبيّ _عليه الصلاة والسلام_ ودخل تركهم،((فباتوا يدوكون))، لعلّهم كذا... لعلّهم كذا؛ فلم خرج النبيّ_عليه الصلاة والسلام_ أخبروهُ وما ثَرب عليهم ولا خطأهم، لماذا؟ ..... لا , لأنّهم لم يجزموا،
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :
أولاً:الله - جل وعلا - كما هو معتقد أهل السنة والجماعة: يتكلم بحرف وصوت مسموع , دلت النصوص على أن جبريل يسمع كلام الله - جل وعلا -.
ثانياً:الله - جل وعلا- يتكلم متى شاء إذا شاء؛ فكلامه وإن كان قديم النوع إلا إنّه مُتجدد الآحاد، فأفراده متجددة يتكلم متى شاء إذا شاء.
وعند الأشاعرة الذين يقولون بالكلام النفسي يقولون: كلامه واحد، تكلم في الأزل ولا يتكلم بعد ذلك، ولم يتكلم بعد ذلك، وكلامه واحد.
هذا الكلام الواحد؛ إن عُبر عنه بالعربية صار قرآناً، وإن عبر بالعبرانية صار توراة، وبالسريانية يصير إنجيلاً!
إذاً الشرائع متطابقة؛ جميع الأحكام التي جاءت في التوراة - على هذا الكلام - هي جميع الأحكام من غير زيادة ولا نقصان جاءت في الإنجيل؛ إذن هي جميع الأحكام التي جاءت في القرآن، ولا فرق.
ففي التوراة - على قولهم - سورة {تبت} إلا إنها بالعبرانية!
وفي الإنجيل سورة {تبت} إلا إنها بالسريانية!
فعلى كلامهم: لما نزلت على النبي - عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ في الغار وذهب بها ترجف فؤاده ثم التقى بورقة بن نوفل وقرأ عليه ما أنزل عليه، وشهد له بالرسالة، وكان ورقة كما في الحديث الصحيح قد قرأ الكتب السابقة من التوراة والإنجيل، فكان يترجم هذه الكتب السابقة من العبرانية والسريانية إلى العربية.
فلما قرأ عليه النبي- عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ - قرأها بالعربية، وهو يعرف العبرانية و السريانية، ويعرف التوراة والإنجيل، ويترجمها من لغةٍ إلى لغة؛ هل قال: هذا موجود عند من تقدم من الرسل؟
هل سورة (اقرأ) موجودة في التوراة وموجودة في الإنجيل باللغات الأخرى؟
قال: {هذا الناموس الذي أنزل على موسى} يعني جبريل.
فببداهة العقول لايمكن أن يقول قائل: إن الأحكام الموجودة في القرآن بما في ذلك ما اقتضته الحاجة المتأخرة؛ لأن من القرآن ما نزل بسبب واقعة؛ كقصة الظهار التي نزلت في هلال بن أمية، وقصة اللعان التي نزلت في عويمر العجلاني
هل يقال: إن هذه القصة حصلت لليهود والنصارى بلغاتهم؟
فهذا قولٌ باطل ، ففي التوراة ما يخصها من الأحكام، وفي الإنجيل ما يخصه، وفي كتابنا ما يخصه. ويستقل كتابنا بالإعجاز والحفظ؛ فكتابنا محفوظ تكفل الله بحفظه إلى قيام الساعة، إلى أن يرفع، وكتبهم استحفظوا عليها فلم يحفظوها. وفي الكتب الأخرى {بما استحفظوا عليه}ولم يحفظوا.


المسائل الاستطرادية :


مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
التعريف المشتهر للحديث القدسي: هو كلامٌ معناه من الله-سبحانه وتعالى-ولفظه من النبي-صلى الله عليه وسلم


مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :
يجوز التفضيل بين الأنبياء لقول الله - جل وعلا -: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} , وأما قول النبي-عليه الصلاة والسلام -: ((لا تفضلوا بين الأنبياء، لا تفضلوني على موسى، لا تخيروا بين الأنبياء، لا تفضلوني على يونس بن متى ))
فيراد به ما إذا أدى هذا التفضيل إلى تنقص المفضول، فإنه يمنع حينئذ التفضيل سواء كان في الآيات أو بين الرسل , فإذا أدى هذا إلى التنقص فيمنع التفضيل .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15 جمادى الآخرة 1436هـ/4-04-2015م, 12:24 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
تلخيص درس ( معنى القرآن والسورة والآية )

- المتن
- الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1- التعريف :

القرآن في اللغة :
القرآن في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
2- المراد بإعجاز القرآن
مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
ثانياً : السورة
1 - تعريفها:
- تعريفها لغة :
- تعريفها اصطلاحاً :
2 - تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
3 - أقل سورة في القرآن
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف :

تعريف الآية في اللغة :
تعريفها في الاصطلاح :
مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
2 - حكم قراءته بالعجمية

3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى
4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
أولاً : حكم الترجمة الحرفية :
ثانياً : ترجمة الكلمات :
ثالثاً : ترجمة المعاني :


رابعاً : التفسير:
تعريف التفسير :
أولاً : التفسير بالرأى :
1- طرق تفسير القرآن :
2- تفسير القرآن بالنظريات
ثانياً : تأويل القرآن :
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟
3- حكم تأويل القرآن
4- الفرق بين التفسير والتأويل
مسألة رقم ( 9 ) حكم التساهل في تفسير القرآن :
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :


المسائل الاستطرادية :
مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :

المتن
القُرْآنُ مُنَزَّلٌ علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ للإعجازِ بسُورَةٍ مِنْهُ،

والسُّورَةُ:الطَّائِفَةُ المُتَرْجَمَةُ تَوْقيفًا، وأَقَلُّهَا ثَلاثُ آياتٍ.
والآيةُ:طَائِفَةٌ مِن كَلِمَاتِ القُرْآنِ مُتَمَيِّزَةٌ بفَصْلٍ، ثُمَّ مِنْهُ فَاضِلٌ؛ وهو كَلامُ اللهِ في اللهِ، ومَفْضُولٌ؛ وهو كَلامُهُ -تَعالَى- في غَيْرِه، وتَحرُمُ قِرَاءَتُهُ بالعَجَمِيَّةِ، وبِالمَعْنَى، وتَفْسِيرُهُ بالرَّأْيِ، لا تَأْوِيلُهُ.
الشروح والحواشي
أولاً : القرآن :
1 - تعريف القرآن

القرآن في اللغة : يطلق ويراد به: اسم المفعول: المقروء، المتلو.
ويطلق ويراد به: القراءة. [ هذا على معنى قرأ أو تلا ، وهناك معنى آخر وهو " جمع " ]
القرآن في الاصطلاح : الكلام المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة منه , فخرج بالمنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: التوراة والإنجيل وسائر الكتب.


مسألة رقم ( 1 ) : لكن هل يخرج هذا القيد السنة؟
لا يخرج السنة؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3}إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وفي قضايا كثيرة كان النبي- عليه الصلاة والسلام- يُسأل عن شيء فينـزل جبريل بالوحي مما ليس في القرآن بل من السنة.
وبالإعجاز خرج الأحاديث الربانية (الحديث النبوي، والحديث القدسي ) ، والاقتصار على الإعجاز وإن أنزل القرآن لغيره أيضا لأنه المحتاج إليه في التمييز , وزاد بعض المتأخرين في الحد: المتعبد بتلاوته، ليخرج منسوخ التلاوة.


2 - المراد بإعجاز القرآن:
الإعجاز: هو ما يمكن به تمييز القرآن عن غيره ويحصل التحدي بالقرآن المعجز في ألفاظه ومعانيه وأحكامه وحِكَمِه وأسراره فهو معجز من كل وجه , وقد تحداهم الله بأن يأتوا بسورة من مثله ويقع التحدي على أقصر سورة من القرآن كالكوثر أو ثلاث آيات من غيرها بخلاف ما دونها.


مسألة رقم ( 2 ) : فهل تحدى القرآن الناس بآية؟
لا لم يتحدهم بآية؛ لأن الآية قد تكون كلمة واحدة والعرب ينطقون بكلمة. نطقوا بكلمة واحدة وبجملة يوجد نظيرها في القرآن, يعني العرب لا يعجزون أن ينطقوا بكلمة مفردة؛ مثل: ( مدهامتان ولكن مع كونه لم يتحدهم بآية فإن هذه الآية في موضعها معجزة؛ لا يقوم مقامها غيرها. ففي مقامها وإن لم يحصل التحدي بها. ولو كان في غير كلام الله يمكن أن تستبدل كلمة من القرآن مثل: {مدهامتان} بغيرها، ولكنها لا تؤدي نفس المعنى الذي أدته تلك الكلمة، فعجزوا - وهم أفصح الناس وهم أرباب البلاغة - عن الإتيان بمثله، وأذعنوا وصرحوا بعجزهم.


مسألة رقم ( 3 ) : قول المعتزلة في معنى الإعجاز في الإتيان بمثله
يقول المعتزلة أن العرب قادرون على ذلك لكن الله_جلّ وعلا_ صرفهم عن ذلك، وكلامهم باطل إذ لو صُرفوا عن ذلك ما كان تحديا

ثانياً : السورة
1) تعريفها:
تعريفها لغة :
من السور سور البلد لإحاطتها بجميع الآيات المذكورة تحتها.
أو من السؤر؛ وهو البقية فهذه السورة بقية من القرآن دون سائره
تعريفها اصطلاحاً : وهي الطائفة من القرآن المترجمة أي المسماة باسم خاص توقيفا , وقال بعضهم:السورة قطعة لها أول وآخر، ولا يخلو من نظر لصدقِه على الآية، وعلى القصة , وبهذا يتبين رجحان الحد الأول.
المراد بالتوقيفي: الاسم الذي تذكر به وتشتهر , وقيل بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس بصاف عن الإشكال فقد سمى كثير من الصحابة والتابعين سوراً باسماء من عندهم كما سمى حذيفة التوبة بالفاضحة وسورة العذاب .
2) تسمية سور القرآن وطريقة ثبوتها :
وبعضهم يقول إنه لا يجوز أن تقول: سورة البقرة، إنما تقول: السورة التي يذكر فيها البقرة
وذلك لأجل أن تتم المطابقة بين الترجمة وما ترجم له .
فإذا قلت: سورة البقرة فما نصيب قصة البقرة من عدد آيات سورة البقرة؟
الجواب: آيات معدودة نسبتها: واحد إلى خمسين من مجموع آيات السورة , فكيف يترجم بهذه النسبة على السورة بكاملها؟
لكن هذا القول مردود؛ لأن:
-
التعبير بسورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة كذا، وسورة كذا جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي - عليه الصلاة والسلاممنها ما أورده البخاري من حديث ابن مسعود حينما رمى الجمرة ووقف طويلاً وقال: (ههنا وقف من أنزلت عليه سورة البقرة )
-والسور جاء في أسمائها أحاديث، فمن هذه الأسماء ما هو: توقيفي ومنها: ما هو اجتهادي؛ نظراً إلى محتوى السورة. فمثلاً: سورة التوبة توقيفي، لكن سورة الفاضحة - مثلاً اجتهادي؛ نظراً لأنها فضحت المنافقين
3) أقل سورة في القرآن [ في عدد الآيات ]
وأقلها ثلاث آيات كالكوثر على عدم اعتبار البسملة آية من سورة الكوثر .
ثالثاً : الآية:
1 - تعريف الآية :

تعريفها في اللغة : هي العلامة
تعريفها في الاصطلاح : طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل لبدايتها ونهايتها علامات. فلا تمتزج بغيرها , وقد تكون الآية من كلمةٍ واحدة ومنها ما هو أكثر من ذلك .
لكن قد يكون التمييز ظاهراً لكل أحد، وقد يخفى على بعض النّاس كما إذا تعلقت الآية الثانية بالأولى تعلق الصفة بالموصوف أو تعلق الجار والمجرور بمتعلقه , كآية البقرة: { َلعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ() فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}

مسألة رقم ( 4 ) : هل يوجد تفاضل في آي القرآن ؟
ثم منه) أي من القرآن (فاضل) وهو كلام الله في الله كآية الكرسي (ومفضول) وهو كلامه تعالى في غيره كسورة تبت ،


مسألة ( رقم 5 ) : مبنى القول في تفاضل القرآن في بعضه
وهو مبنى على جواز التفاضل بين الآي والسور وهو الصواب الذي عليه الأكثرون وقال أبو الحسن بن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل كحديث البخاري: (أعظم سورة في القرآن الفاتحة ) , ومن ذهب إلى المنع قال: لئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه.
وبعضهم قال أن القرآن ينقسم إلى أفضل وفاضل ومفضول لأن كلام الله بعضه أفضل من بعض كفضل الفاتحة وآية الكرسي على غيرهما.
[ تضم المسائل 4 ، 5 ،6 لبعض تحتى عنوان " الخلاف في تفضيل آيات القرآن على بعض ] وتحرر الأقوال فيها إلى قولين :
1: .... قال به فلان.
الدليل
2: قال به فلان.
الدليل
الراجح ... لــــ ]


مسألة رقم ( 6 ) : هل القول بتفاضل القرآن بعضه على بعض يعني التنقص من المفضول ؟
لا يعني هذا تنقص بعض السور أو قلة الأجر في قراءتها بل سورة {تبت} في كل حرف عشر حسنات كغيرها من السور؛ لكن هل تعدل ثلث القرآن مثل ( قل هو الله أحد )؟
الجواب: لا
وبعض المبتدعة لا يقرأ سورة تبتلأنها تتحدث عن أبي لهب وهو عم النبي- عليه الصلاة والسلام - وعم الرجل صنو أبيه قاولوا: إن هذه إهانة للنبي-عليه الصلاة والسلام-أن نتكلم في عمه.


مسألة رقم ( 7 ) : هل البسملة آية من القرآن ؟
-ومن أهل العلم من يرى أن البسملة آية من كل سورة من سور القرآن.
- ومنهم: من يرى أنها ليست بآية، ولا في سورة واحدة من سور القرآن
-ومنهم: من يرى أنها آيةٌ واحدة ٌ نزلت للفصل بين السور.
لكنهم يُجمعون بأنها ليست آية في أول التوبة، ويجمعون على أنها بعض آية في سورة النمل، فهذان محلا إجماع، والخلاف فيما عدا ذلك.
و يستدل من يقول إنها آية بإجماع الصحابة على كتابتها في المصحف ؛ ولولا أنها آية لم يجَرؤوا على كتابتها في المصحف.
والذين يقولون أنها ليست بآية استدلوا بالإجماع على أنها لو كانت آية لما جاز الاختلاف فيها، فإن من جحد حرفاً من القرآن المجمع عليه يكفر عند أهل العلم؛ لأن القرآن مصون من الزيادة والنقصان.
والذي يقول: إنها آية نزلت للفصل بين السور: وهذا المرجح عند شيخ الإسلام، وجمع من أهل العلم يخرج من الإجماع، وكأن هذا أقوى الأقوال .

2 - حكم قراءته بالعجمية
وتحرم قراءة القرآن بالعجمية أي باللسان غير العربي لأنه يذهب إعجازه الذي أنزل له، ولهذا يترجم العاجز عن الأذكار في الصلاة ولا يترجم عن القرآن بل ينتقل إلى البدل .
يعني الأمور المتعبد بها لا يجوز القرءاة فيها بغير العربية ؛ كالقراءة في الصلاة ، أذكار الصلاة، التكبير، التسبيح، وغير ذلك مما يقال كالتشهد في الصلاة لابد من أن يقال بالعربية.
ومنهم من يقول: إذا لم يستطع تعلم العربية فيأتي به بلغته خير من ألا يأتي بها أصلاً، لكن هذه ألفاظ متعبد بها.
خطبة الجمعة لا يجوز أن تكون بغير العربية؛ نعم للخطيب أن يترجم بعض الجمل، أو بعض الكلام وإن كان هذا بعد نهاية الصلاة كان أولى. المقصود أن العبادات توقيفية .

3 - حكم قراءة القرآن بالمعنى
وتحرم بالمعنى قراءته وإن جازت رواية الحديث بالمعنى لفوات الإعجاز المقصود من القرآن.


4 - أنواع ترجمة القرآن وأحكامها :
- ترجمة حرفية
- ترجمة الكلمات
- ترجمة المعاني .
أحكام الترجمة على التفصيل :
أولاً : حكم الترجمة الحرفية : حرام ولا يمكن ترجمة القرآن بهذه الكيفية , وهي مستحيلة و غير ممكنة , كيف يترجم قوله تعالى: { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} إلى غير العربية؟
هل يمكن ترجمتها إلى غير العربية بحروفها؟
بمعنى أن يؤتى إلى (هن) : الهاء وتضع مكانها ما يقابلها من اللغة الأخرى ، وهكذا ما بعدها من الحروف، فالترجمة الحرفية بالحروف غير ممكنة.
ثانياً : ترجمة الكلمات : فلا يمكن ترجمتها كلمة كلمة؛ فالكلمة الواحدة تحتمل أكثر من معنى فقد يسبق إلى ذهنه أول المعاني، فإذا أريد إعادة الكلام إلى العربية يسبق إلى ذهن المترجم كلمة قد لا تكون هي المرادة.
ثالثاً : ترجمة المعاني : ترجمة المعاني لا سيما بالتعبد بالقراءة، وترتيب الآثار عليها، وتصحيح العبادات بها لا تمكن بغير ترجمة المعاني ، كما هو قول الجمهور لأجل الحاجة والضرورة داعية إليه، فجماهير أهل العلم على جواز ترجمة معاني القرآن .

رابعاً : التفسير
تعريف التفسير : التفسير من الفَسِر وهو الكشف والتوضيح والبيان
أولاً : التفسير بالرأى :
ويحرم تفسيره بالرأي قال صلى الله عليه وسلم ( من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار , من غير اعتمادٍ على تفسير القرآن بالقرآن، ولا بالسنّة، ولا بأقوال الصحابة والتابعين، ولا بلغة العرب .
1- طرق تفسير القرآن :
· من التفسير ما يعرفه العرب من لُغتهم
· ومنه ما يُعرف بالقرآن في موضع آخر إذا ضمت آية إلى أخرى تبين المـُراد منها.
· ومنها ما يُعرف معناه بالسنّة؛ لأن السنّة تُبين القرآن وتُفسره .
· ومنها ما يُعرف بما يُروى عن الصحابة الذين عاصروا التنزبل وعايشوا الرسول صلى الله عليه وسلم .
2- تفسير القرآن بالنظريات
هل اكتُشفت النظريات قطعًا أو ظنًا؟ ..... هناك بعض النظريات سارع بعض النّاس في تنزيل بعض الآيات عليها، ثمّ اكتُشف غيرُها، مثل هذا لا يجوز اقترانه بالقرآن؛ لأنّه يُعرضه للنفي والإثبات ، لكن إذا وُجِدَ أمر قطعي، يعني أدركتهُ الحواس، فمثل هذا لاشك أنّه مما يُخبِرُ الله_جلّ وعلا_، أو مما أخبر الله _جلّ وعلا_ بكتابه عنه وحصل على أرض الواقع .


ثانياً : تأويل القرآن :
1) ما يؤول إليه الكلام _ يعني حقيقة الكلام _ فالنبيّ صلى الله عليه وسلميُكثر من الاستغفار، والتسبيح، يتأول القرآن، يتأول سورة النصر.
2) ومنه حملُ القرآن على المعنى المـَرجوح ، هذا تأويل الراجح ظاهر، والمرجوح مُؤول والذي لا يحتمل نص فالنص مافيه إشكال، الآية المـُحتملة لمعنى راجح ، ومعنى مرجوح، الراجح هو: الظاهر، وعليه المـُعول عند أهل العلم؛ لكن قد يمنع من إرادة هذا الظاهر مانع فيُلجأ حينئذ إلى الإحتمال المـَرجوح مثلاً{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} الاحتمال الراجح في استعمال العرب لهذا اللفظ: معهم بينهم مختلط بينهم، بذاته معهم مختلط بهم .
لكن الاحتمال المـَرجوح: إنّه معهم بحفظه ورعايته وعنايتهِ المعية الخاصة، نعم... هذا احتمال مرجوح منع منه أدلةٌ تمنع من الحلول والمخالطة والممازجة.
مسألة رقم ( 8 ) لماذا تلجأ المبتدعة للتأويل ؟ لإثبات ما أرادوا ونفي ما لم يُريدوا ، من غير دليلٍ يقتضيه .
3- حكم تأويل القرآن
لا يحرم التأويل بالرأى للعالم بالقواعد والعارف بعلوم القرآن المحتاج إليها , وبعضهم منع التأويل أيضا سداً لباب الاختلاف .
4- الفرق بين التفسير والتأويل
والفرق أن التفسير الشهادة على الله تعالى والقطع بأنه عنى بهذا اللفظ هذا فلم يجز إلا بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة الذين شاهدوا التنزيل والوحي، ولهذا جزم الحاكم بأن تفسير الصحابي مطلقاً في حكم المرفوع.
وأما التأويل فهو ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله تعالى فاغتفر.
ولهذا اختلف جماعة من الصحابة والسلف في تأويل آيات ولو كان عندهم فيه نص من النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا.
مسألة رقم ( 9 ) : حكم التساهل في تفسير القرآن :
هناك من يقول بعضُ الكتاب: القرآن بالعربية وهم رجال ونحن رجال نفهم مثل ما يفهمون، نقول: ليس بصحيح، كيف تفهم وهم يَفهمون، ونحن نقول: أنت لا علاقة لك بالتفسير، ، وإذا كان أهل العلم يحتاطون في تفسير السنّة وشرحها، فلأن يحتاطوا في تفسير القرآن من باب أولى؛ لأن الذي يُفسر القرآن يدعي أن هذا مُرادُ الله من كلامه فأنت قولته وحملته من المعنى ما لم يحتمل، ولذا جاء الذّم الشديد لمن قال بالقرآن برأيه، وقد يتجه الذم على من قال بالقرآن برأيه ولو أصاب،كمن حكم بين إثنين بجهل فهو في النّار ولو أصاب الحكم،
لو قال بعضهم: لعّل المـُراد كذا، ولم يقطع بشيء ، ووافق تفسيرُ أحدِهم إذا جيء بصيغة الترجي فالأمرُ فيه سَعة، فقد ورد في السنة حديث: السبعين ألف الذين يدخلُون الجنّة من غير حساب ولا عذاب، قاله النبيّ _عليه الصلاة والسلام_ ودخل تركهم،((فباتوا يدوكون))، لعلّهم كذا... لعلّهم كذا؛ فلم خرج النبيّ_عليه الصلاة والسلام_ أخبروهُ وما ثَرب عليهم ولا خطأهم، لماذا؟ ..... لا , لأنّهم لم يجزموا،
5- الفرق بين أهل السنة والأشاعرة في كلام الله ( القرآن ) :
أولاً:الله - جل وعلا - كما هو معتقد أهل السنة والجماعة: يتكلم بحرف وصوت مسموع , دلت النصوص على أن جبريل يسمع كلام الله - جل وعلا -.
ثانياً:الله - جل وعلا- يتكلم متى شاء إذا شاء؛ فكلامه وإن كان قديم النوع إلا إنّه مُتجدد الآحاد، فأفراده متجددة يتكلم متى شاء إذا شاء.
وعند الأشاعرة الذين يقولون بالكلام النفسي يقولون: كلامه واحد، تكلم في الأزل ولا يتكلم بعد ذلك، ولم يتكلم بعد ذلك، وكلامه واحد.
هذا الكلام الواحد؛ إن عُبر عنه بالعربية صار قرآناً، وإن عبر بالعبرانية صار توراة، وبالسريانية يصير إنجيلاً!
إذاً الشرائع متطابقة؛ جميع الأحكام التي جاءت في التوراة - على هذا الكلام - هي جميع الأحكام من غير زيادة ولا نقصان جاءت في الإنجيل؛ إذن هي جميع الأحكام التي جاءت في القرآن، ولا فرق.
ففي التوراة - على قولهم - سورة {تبت} إلا إنها بالعبرانية!
وفي الإنجيل سورة {تبت} إلا إنها بالسريانية!
فعلى كلامهم: لما نزلت على النبي - عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ في الغار وذهب بها ترجف فؤاده ثم التقى بورقة بن نوفل وقرأ عليه ما أنزل عليه، وشهد له بالرسالة، وكان ورقة كما في الحديث الصحيح قد قرأ الكتب السابقة من التوراة والإنجيل، فكان يترجم هذه الكتب السابقة من العبرانية والسريانية إلى العربية.
فلما قرأ عليه النبي- عليه الصلاة والسلام - سورة اقرأ - قرأها بالعربية، وهو يعرف العبرانية و السريانية، ويعرف التوراة والإنجيل، ويترجمها من لغةٍ إلى لغة؛ هل قال: هذا موجود عند من تقدم من الرسل؟
هل سورة (اقرأ) موجودة في التوراة وموجودة في الإنجيل باللغات الأخرى؟
قال: {هذا الناموس الذي أنزل على موسى} يعني جبريل.
فببداهة العقول لايمكن أن يقول قائل: إن الأحكام الموجودة في القرآن بما في ذلك ما اقتضته الحاجة المتأخرة؛ لأن من القرآن ما نزل بسبب واقعة؛ كقصة الظهار التي نزلت في هلال بن أمية، وقصة اللعان التي نزلت في عويمر العجلاني
هل يقال: إن هذه القصة حصلت لليهود والنصارى بلغاتهم؟
فهذا قولٌ باطل ، ففي التوراة ما يخصها من الأحكام، وفي الإنجيل ما يخصه، وفي كتابنا ما يخصه. ويستقل كتابنا بالإعجاز والحفظ؛ فكتابنا محفوظ تكفل الله بحفظه إلى قيام الساعة، إلى أن يرفع، وكتبهم استحفظوا عليها فلم يحفظوها. وفي الكتب الأخرى {بما استحفظوا عليه}ولم يحفظوا.


المسائل الاستطرادية :


مسألة رقم ( 1 ) الحديث القدسي والفرق بينه وبين القرآن :
التعريف المشتهر للحديث القدسي: هو كلامٌ معناه من الله-سبحانه وتعالى-ولفظه من النبي-صلى الله عليه وسلم


مسألة رقم ( 2 ) : التفضيل بين الأنبياء :
يجوز التفضيل بين الأنبياء لقول الله - جل وعلا -: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} , وأما قول النبي-عليه الصلاة والسلام -: ((لا تفضلوا بين الأنبياء، لا تفضلوني على موسى، لا تخيروا بين الأنبياء، لا تفضلوني على يونس بن متى ))
فيراد به ما إذا أدى هذا التفضيل إلى تنقص المفضول، فإنه يمنع حينئذ التفضيل سواء كان في الآيات أو بين الرسل , فإذا أدى هذا إلى التنقص فيمنع التفضيل .




أحسنتم أخي الفاضل ، زادكم الله من فضله.
وهناك بعض الملحوظات العامة على تلخيصكم ، أرجو أن تراعوها في التلخيص القادم بإذن الله :
1: من المهم تقسيم الدرس إلى عناصر أساسية ثم النظر في المسائل الواردة تحت كل عنصر وترتيبها بشكل موضوعي.
وتلوين العناصر بلون واحد ومميز ، والمسائل تحت كل عنصر بلون آخر موحد ومميز.

مثال :
هذا الدرس يمكن تقسيمه لعناصر محددة :
1: القرآن
2: السورة
3: الآية
4: ترجمة القرآن ... وهكذا
وتحت كل عنصر مسائل محددة وقد أحسنتم باستخراجها ولكن بقي ترتيب التلخيص وتنظيمه.

2: بدا واضحًا النسخ من الشرح ، والشرح مقامه الإطناب ، والتلخيص مقامه الاختصار ؛ لذا من المهم أن تعيدوا صياغة ما ورد تحت كل مسألة بأسلوبكم حتى لا يطول التلخيص.



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) :30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 18 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13 / 15
___________________
= 95 %
درجة الملخص =9.5 / 10
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19 جمادى الآخرة 1436هـ/8-04-2015م, 02:00 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر القسي تخليص درس الناسخ والمنسوخ من منظومة الزمزمي

النوع الحادى عشر : الناسخ والمنسوخ
كَمْ صَنَّفُوا فِي ذَيْنِ مِنْ أَسْفَارِ = وَاشْتَهَرَتْ فِي الضَّخْمِ وَالْإِكْثَارِ
وَنَاسِخٌ مِنْ بَعْدِ مَنْسُوخٍ أَتَى = تَرْتِيبُهُ إلَّا الَّذِي قَدْ ثَبَتَا
مِنْ آيَةِ الْعِدَّةِ لَا يَحِلُّ = لَكَ النَِّسَاءُ صَحَّ فِيهِ النَّقْلُ
وَالنَّسْخُ لِلْحُكْمِ أَوْ لِلتِّلَاوَةِ = أَوْ لَهُمَا كَآيَةِ الرَّضَاعَةِ

الأبواب والمسائل
أولاً : تعريف النسخ :
- تعريفه في اللغة

- تعريفه في الاصطلاح
- الأمثلة
ثانياً : أهمية معرفة النسخ :
ثالثاً : إنكار النسخ والرد عليه :
رابعاً : أنواع النسخ :
خامساً : تأخر الناسخ عن المنسوخ :
سادساً : أفضل الكتب التي ألفت في النسخ في القرآن
مسألة : إذا تأخر العام على الخاص هل هو من النسخ :
فائدة : آية نسخت مئة وأربعا وعشرين آية :
تفصيل الأبواب والمسائل


أولاً : تعريف النسخ :
- تعريفه في اللغة :
المعنى الأول : بالإزالة نسخت الشمس الظل والريح الأثر إذا أزالته .
المعنى الثاني : النقل منه نسختُ ما في الكتاب، وهو ليس بنقل حقيقي، بمعنى أن المادة تنتقل من هذا إلى هذا ، إذ لو انتقلت لصار إزالة ، و بما أن الكلام يبقى في الأصل بعد نسخه ، إذاً فالنسخ ليس بنقل.
- تعريفه في الاصطلاح:
أنه رفع الحكم الثابت بدليل شرعي، بدليل آخر بخطاب آخر متراخٍ عنه، يعني لولا الناسخ لثبت حكم المنسوخ.
- الأمثلة : آيات الرضاع وآيات العدة



ثانياً : أهمية معرفة النسخ :
والنسخ من أهم ما يُعنى به طالب العلم، ولا يجوز لأحد أن يتصدى للتفسير، أو للإفتاء، أو للقضاء وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ , لأن بمعرفته تبى عليه الأحكام المعمول عليها في الشريعة ، وقد ذكر عن علي_رضي الله تعالى عنه_ أنه سمع قاصاً فقال له:" أتعرف الناسخ والمنسوخ"، قال: لا، قال :"هلكت وأهلكت"،


ثالثاً : إنكار النسخ والرد عليه :
وأنكر النسخ طائفة من المبتدعة يقول: أنه يستلزم البداء لأن الله ( تعالى عما يقولون ) لما ذكر الحكم الأوّل كان لا يعرف ما يؤول إليه الأمر بل بدا له أن ينسخ وبما أن اللازم باطل فالملزوم باطل، فالنسخ لا يجوز وقال بذلك اليهود قبل هذه الطائفة لما يلزم عليه من البداء .
الرد عليهم :
1) النصوص القطعية الواردة في القرآن والسنة وردت في النسخ وجوازه ووقوعه ، قال الله تعالى { ما ننسخ من آية أو ننسها} , وقوله صلى الله عليه وسلم ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور أل فزوروها فإنها تذكر بالآخرة ) .
2) ولا يلزم من القول بالنسخ جواز البداء على الله ؛ لأن الحكم المنسوخ هو عين المصلحة في وقته بالنسبة للمكلفين، ثم تتغير هذه المصلحة لتغير الزمان ، فيكون من المناسب تغيير الحكم بحكم آخر أو إلى غير بدل , وفي حديث الثلاثة في الصحيح(( الأعمى، والأقرع، والأبرص))، (( ثم بدا لله أن يختبرهم)) , تُفسِرُها الرواية الأخرى (( ثم أراد الله _جل وعلا_ أن يختبرهم ))
3) امتحان المكلفين، فالمكلف عندما يتعود على أمر ينقاد له بسهولة لكن إذا أمر بأمر واعتاد عليه ثم نهي عنه فإنه يحتاج إلى إيمان وإذعان من المكلفين , لذلك قال الله تعالى عن المؤمنين ( قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) .
4) أحوال الناس و ظروفهم تختلف من وقت إلى آخر فيحتاجون إلى تغيير الحكم، وإلا فالله يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن، ولن يكون، يعلم كل هذا لو كان كيف يكون؛ ولذا قال عن الكفار{ولو ردوا لعادّوا لما نهوا عنه },
رابعاً : أنواع النسخ :
للنسخ أنواع ثلاثة :
a) النَّسْخُ يَكُونُ لِلْحُكْمِ والتِّلاوَةِ روى البخاري ومسلم عن عائشة ( كان فيما أنزل الله تعالى عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات ) , فالرضعات العشر منسوخة تلاوة وحكماً.
b) النسخ للحكم دون التلاوة كآية العدة , والحكمة في رفع الحكم، وبقاء التلاوة، من وجهين:
أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم والعمل به، كذلك يتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه .
والثاني: أن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً للنعمة، ورفعاً للمشقة .
c) النسخ للتلاوة دون الحكم والرجم نحو إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموها البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم كانت في سورة الأحزاب , حكم الرجم باقٍ متفق عليه، مجمع عليه، والآية التي ذكرت في الحديث الصحيح .
خامساً : تأخر الناسخ عن المنسوخ :
وكُلُّ مَنْسُوخٍ فَنَاسِخُهُ بَعْدَهُ في الترتيب ( في النزول وفي ترتيب المصحف ) , واستثنى من ذلك :
1) آيةَ العِدَّةِ، وهي قوله تعالى ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج ) نسختها آية ( يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ) وهي قبلها في الترتيب وإن تأخرت عنها في النزول .
2) آية ( لا يحل لك النساء) نسختها الآية التي قبلها الآية ( إنا أحللنا لك)هذه ناسخة لها وهي متقدمة عليها في الترتيب .

سادساً : أفضل الكتب التي ألفت في النسخ في القرآن
من أفضل الكتب في الناسخ والنسوخ بالنسبة للقرآن "النحاس" .
مسألة : إذا تأخر العام على الخاص هل هو من النسخ :
إذا تأخر العام على الخاص أو المطلق على المقيد: هل يقال بالنسخ أو يقال بتخصيص العام وتقييد المطلق ، مثل ما قيل في حديث ))كان آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار)) مع حديث ((أن نتوضأ من لحم الأبل قال نعم)) ، قوله : ((في آخر الأمرين ))يدل على أن الوضوء من لحم الأبل مُتقدم؛ لأن عدم الوضوء مُتأخر،
أهل العلم على قولين :
الأول : يُحمل العام على الخاص والمطلق على المقيد .
الثاني : يقولون بالنسخ فلو أن الخاص باقي والمقيد باقي لما سِيقَ اللفظ عاما بعد ذلك .


فائدة : آية نسخت مئة وأربعا وعشرين آية :
قال في الإتقان عن ابن العربي: كل ما في القرآن من الأمر بالصفح عن الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم، منسوخ بآية السيف، وهي قوله تعالى}فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين { الآية، فإنها نسخت مائة وأربعاً وعشرين آية.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 21 جمادى الآخرة 1436هـ/10-04-2015م, 07:12 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
النوع الحادى عشر : الناسخ والمنسوخ
كَمْ صَنَّفُوا فِي ذَيْنِ مِنْ أَسْفَارِ = وَاشْتَهَرَتْ فِي الضَّخْمِ وَالْإِكْثَارِ
وَنَاسِخٌ مِنْ بَعْدِ مَنْسُوخٍ أَتَى = تَرْتِيبُهُ إلَّا الَّذِي قَدْ ثَبَتَا
مِنْ آيَةِ الْعِدَّةِ لَا يَحِلُّ = لَكَ النَِّسَاءُ صَحَّ فِيهِ النَّقْلُ
وَالنَّسْخُ لِلْحُكْمِ أَوْ لِلتِّلَاوَةِ = أَوْ لَهُمَا كَآيَةِ الرَّضَاعَةِ

الأبواب والمسائل
أولاً : تعريف النسخ :
- تعريفه في اللغة

- تعريفه في الاصطلاح
- الأمثلة
ثانياً : أهمية معرفة النسخ :
ثالثاً : إنكار النسخ والرد عليه :
رابعاً : أنواع النسخ :
خامساً : تأخر الناسخ عن المنسوخ :
سادساً : أفضل الكتب التي ألفت في النسخ في القرآن
مسألة : إذا تأخر العام على الخاص هل هو من النسخ :
فائدة : آية نسخت مئة وأربعا وعشرين آية :
تفصيل الأبواب والمسائل


أولاً : تعريف النسخ :
- تعريفه في اللغة :
المعنى الأول : بالإزالة نسخت الشمس الظل والريح الأثر إذا أزالته .
المعنى الثاني : النقل منه نسختُ ما في الكتاب، وهو ليس بنقل حقيقي، بمعنى أن المادة تنتقل من هذا إلى هذا ، إذ لو انتقلت لصار إزالة ، و بما أن الكلام يبقى في الأصل بعد نسخه ، إذاً فالنسخ ليس بنقل.
- تعريفه في الاصطلاح:
أنه رفع الحكم الثابت بدليل شرعي، بدليل آخر بخطاب آخر متراخٍ عنه، يعني لولا الناسخ لثبت حكم المنسوخ.
- الأمثلة : آيات الرضاع وآيات العدة



ثانياً : أهمية معرفة النسخ :
والنسخ من أهم ما يُعنى به طالب العلم، ولا يجوز لأحد أن يتصدى للتفسير، أو للإفتاء، أو للقضاء وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ , لأن بمعرفته تبى عليه الأحكام المعمول عليها في الشريعة ، وقد ذكر عن علي_رضي الله تعالى عنه_ أنه سمع قاصاً فقال له:" أتعرف الناسخ والمنسوخ"، قال: لا، قال :"هلكت وأهلكت"،


ثالثاً : إنكار النسخ والرد عليه :
وأنكر النسخ طائفة من المبتدعة يقول: أنه يستلزم البداء لأن الله ( تعالى عما يقولون ) لما ذكر الحكم الأوّل كان لا يعرف ما يؤول إليه الأمر بل بدا له أن ينسخ وبما أن اللازم باطل فالملزوم باطل، فالنسخ لا يجوز وقال بذلك اليهود قبل هذه الطائفة لما يلزم عليه من البداء .
الرد عليهم :
1) النصوص القطعية الواردة في القرآن والسنة وردت في النسخ وجوازه ووقوعه ، قال الله تعالى { ما ننسخ من آية أو ننسها} , وقوله صلى الله عليه وسلم ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور أل فزوروها فإنها تذكر بالآخرة ) .
2) ولا يلزم من القول بالنسخ جواز البداء على الله ؛ لأن الحكم المنسوخ هو عين المصلحة في وقته بالنسبة للمكلفين، ثم تتغير هذه المصلحة لتغير الزمان ، فيكون من المناسب تغيير الحكم بحكم آخر أو إلى غير بدل , وفي حديث الثلاثة في الصحيح(( الأعمى، والأقرع، والأبرص))، (( ثم بدا لله أن يختبرهم)) , تُفسِرُها الرواية الأخرى (( ثم أراد الله _جل وعلا_ أن يختبرهم ))
3) امتحان المكلفين، فالمكلف عندما يتعود على أمر ينقاد له بسهولة لكن إذا أمر بأمر واعتاد عليه ثم نهي عنه فإنه يحتاج إلى إيمان وإذعان من المكلفين , لذلك قال الله تعالى عن المؤمنين ( قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) .
4) أحوال الناس و ظروفهم تختلف من وقت إلى آخر فيحتاجون إلى تغيير الحكم، وإلا فالله يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن، ولن يكون، يعلم كل هذا لو كان كيف يكون؛ ولذا قال عن الكفار{ولو ردوا لعادّوا لما نهوا عنه },
رابعاً : أنواع النسخ :
للنسخ أنواع ثلاثة :
a) [ لتكن بحروف عربية ، بارك الله فيكم ]
النَّسْخُ يَكُونُ لِلْحُكْمِ والتِّلاوَةِ روى البخاري ومسلم عن عائشة ( كان فيما أنزل الله تعالى عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات ) , فالرضعات العشر منسوخة تلاوة وحكماً.
b) النسخ للحكم دون التلاوة كآية العدة , والحكمة في رفع الحكم، وبقاء التلاوة، من وجهين:
أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم والعمل به، كذلك يتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه .
والثاني: أن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً للنعمة، ورفعاً للمشقة .
c) النسخ للتلاوة دون الحكم والرجم نحو إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموها البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم كانت في سورة الأحزاب , حكم الرجم باقٍ متفق عليه، مجمع عليه، والآية التي ذكرت في الحديث الصحيح .
خامساً : تأخر الناسخ عن المنسوخ :
وكُلُّ مَنْسُوخٍ فَنَاسِخُهُ بَعْدَهُ في الترتيب ( في النزول وفي ترتيب المصحف ) , واستثنى من ذلك :
1) آيةَ العِدَّةِ، وهي قوله تعالى ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج ) نسختها آية ( يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ) وهي قبلها في الترتيب وإن تأخرت عنها في النزول .
2) آية ( لا يحل لك النساء) نسختها الآية التي قبلها الآية ( إنا أحللنا لك)هذه ناسخة لها وهي متقدمة عليها في الترتيب .

سادساً : أفضل الكتب التي ألفت في النسخ في القرآن
من أفضل الكتب في الناسخ والنسوخ بالنسبة للقرآن "النحاس" .
مسألة : إذا تأخر العام على الخاص هل هو من النسخ :
إذا تأخر العام على الخاص أو المطلق على المقيد: هل يقال بالنسخ أو يقال بتخصيص العام وتقييد المطلق ، مثل ما قيل في حديث ))كان آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار)) مع حديث ((أن نتوضأ من لحم الأبل قال نعم)) ، قوله : ((في آخر الأمرين ))يدل على أن الوضوء من لحم الأبل مُتقدم؛ لأن عدم الوضوء مُتأخر،
أهل العلم على قولين :
الأول : يُحمل العام على الخاص والمطلق على المقيد .
الثاني : يقولون بالنسخ فلو أن الخاص باقي والمقيد باقي لما سِيقَ اللفظ عاما بعد ذلك .


فائدة : آية نسخت مئة وأربعا وعشرين آية :
قال في الإتقان عن ابن العربي: كل ما في القرآن من الأمر بالصفح عن الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم، منسوخ بآية السيف، وهي قوله تعالى}فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين { الآية، فإنها نسخت مائة وأربعاً وعشرين آية.
[ وهذه المسألة خلافية ]

أحسنتم ، بارك الله فيكم ونفع بكم.
وأرجو أن تتجنبوا التنسيق باللون الأحمر لأنه يتعارض مع التصحيح .
وقد فاتكم الإشارة إلى المعمول به مدة معينة ومن عمل به واحد.



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 28 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 98 %
درجة الملخص = 10 / 10

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 جمادى الآخرة 1436هـ/18-04-2015م, 11:09 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي أجوبة دليل مسائل الإيمان بالقرآن

السؤال الأول : أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق :
أولاً : الأدلة المنطقية العقلية على أن كلام الله غير مخلوق :

• القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة:
قوله تعالى :( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان ) خص القرآن بالتعليم والإنسان بالتخليق ففرق بينهما ( ولكن حق القول مني ) فكيف يكون شيء من الله مخلوق
كلام الله صفة منصفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً
قال تعالى : {ولو أنّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ} ولم يلحق الفناء كلمات الله عز وجل كما لا يلحق الفناء علم الله؛ لأن من فني كلامه لحقته الآفات وجرى عليه السكوت، فلما لم يجر ذلك على ربنا عز وجل صح أنه لم يزل متكلما ولا يزال متكلما، وقد نفى النفاد عن كلامه كما نفى الهلاك عن وجهه
•القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا
يقول الله تعالى{فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} أفليس هو القرآن؟ فمن زعم أن علم الله وأسماءه وصفاته مخلوقة فهو كافر , وقال تعالى{علّم الإنسان ما لم يعلم} وقال{خلق الإنسان علّمه البيان}فهذه أوصاف الإنسان الّذي خلقه اللّه جاهلًا بلا علمٍ ، ثمّ علّمه ما لم يكن يعلم ، فمن زعم أنّ القرآن مخلوقٌ ، فقد زعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ. ومن زعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ، فقد شبّه اللّه بخلقه .
• فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق .
( ألا له الخلق والأمر ) وهل يجوز لأحدٍ أن يظنّ أنّ قوله { ألا له الخلق } أراد أنّ له بعض الخلق؟ بل قد دخل الخلق كلّه في الخلق ثمّ أخبر أنّ له أيضًا غير الخلق ليس هو خلقًا، لم يدخل في الخلق وهو الأمر ، فبيّن أنّ الأمر خارجٌ من الخلق، فالأمر أمره وكلامه، والخلق خلقٌ، وبالأمر خلق الخلق، وممّا يدلّ على أنّ أمر اللّه هو كلامه قوله: {ذلك أمر اللّه أنزله إليكم} فيسمّي اللّه القرآن أمره، وفصل بين أمره وخلقه .
• أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم .
قد احتج أحمد بن حنبل رحمه الله بحديث ابن عباس: إن أول ما خلق الله من شيء القلم وذكر أنه حجة قوية على من يقول: إن القرآن مخلوق، كأنه يقول: قد كان الكلام قبل خلق القلم، وإذا كان أول خلق الله من شيء القلم دل على أن كلامه ليس بمخلوق؛ ولأنه قبل خلق الأشياء.
ثانياً : الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق
قال الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} ، وقال تعالى: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه} .
ثالثاً : ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
- قد زعم الجهني أن الله وضع صوته في شجرة أو غيرها لتوصل كلامه إلى موسى فهل يجوز لمخلوقٍ خلقه اللّه وكوّنه أن يقول { إنّني أنا اللّه لا إله إلّا أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري} فمن زعم أنّ المكلّم لموسى كان غير اللّه، فقد زعم أنّ اللّه خلق خلقًا ادّعى الرّبوبيّة ، وأنّ موسى أجابه وعبده من دونه ، وقال{وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء} فلو كان كلام الله لا يوجد إلا مخلوقا في شيء مخلوق لم يكن لاشتراط هذه الوجوه معنى لاستواء جميع الخلق في سماعه من غير الله
- لأن الله قال مخبرا عن المشركين أنهم قالوا{إن هذا إلا قول البشر}، يعنون القرآن، فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد جعله قولا للبشر، وهذا مما أنكره الله على المشركين
- قوله تعالى {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} يحتمل أن يكون معناه ذكرا غير القرآن ، وهو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ووعظه إياهم بقوله{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} ولأنه لم يقل: لا يأتيهم ذكر إلا كان محدثا، وإنما قال: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون}، فدل على أن هناك ذكرا غير محدث , ثم إنه إنما أراد ذكر القرآن لهم وتلاوته عليهم وعلمهم به، وكل ذلك محدث، والمذكور المتلو المعلوم غير محدث، كما أن ذكر العبد لله وعلمه به وعبادته له محدث، والمذكور المعلوم المعبود غير محدث، وحين احتج به على أحمد بن حنبل رحمه الله قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: قد يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه محدث.
- قوله تعالى :{ واذ قال الله ياعيسى بن مريم } وفيه دليلٌ على أنَّه -سُبْحَانَهُ- يتكلَّمُ بحرفٍ وصوتٍ كما يليقُ بجلالِه ، وفيه الرَّدُّ على مَن زعمَ أنَّ كلامَ اللهِ هو المعنى النَّفسيُّ، إذ المعنى المجرَّدُ لا يُسمعُ.
- قال تعالى : {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيما}، أكَّدَهُ بالمصدرِ لنفي المجازِ؛ لأنَّ العربَ لا تؤكِّدُ بالمصدرِ إلا إذا أرادتِ الحقيقةَ.
وفيها دليلٌ على أنَّ اللهَ لم يَزل مُتَكَلِّما إذا شاءَ ومتى شاءَ
وكيفَ شاءَ.
وفيها دليلٌ على أَنَّ نوعَ الكلامِ قديمٌ، وإنْ لم يكنِ الصَّوتُ
المعيَّنُ قديمًا، فكلامُ اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- قديمُ النَّوعِ حادثُ الآحادِ،
- في جميع الآيات التي ذكرناها دليلٌ على أنَّ الكلامَ المضافَ إليه -سُبْحَانَهُ وتعالَى- من صفاتِه الذَّاتيَّةِ من حيثُ تعلُّقُها بذاتِه واتَّصافُه بها، ومن صفاتِه الفعليَّةِ حيث كانت متعلِّقةً بقدرتِه ومشيئتِه
- وفيها الرَّدُّ على مَن زَعَمَ أنَّ كلامَ اللهِ هو معنًى قائمٌ بذاتِه لا يتجزَّأُ ولا يتبعَّضُ، فإنَّ الأمرَ لو كانَ كما زَعَموا لكانَ موسى عليه السَّلامُ سَمِعَ جميعَ كلامِ اللهِ، وفيها الرَّدُّ على مَن زعَم أنَّ كلامَ اللِه مخلوقٌ، فإنَّ صفاتِ اللهِ داخلةٌ في مُسمَّى اسمِه .
-والِكُلاَّبيَّةُ وَمَن وَافَقَهُم مِن أصْحَابِ الأئمَّةِ الأرْبعةِ يَقُولُونَ: إِنَّه لا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئتِه وَقُدرَتِه؛ بل الْكَلاَمُ المُعَيَّنُ لازِمٌ لِذَاتِه كَلُزومِ الْحَياةِ لِذَاتِه، وَعِندَهم لمَّا جَاءَ مُوسَى لِميقَاتِ رَبِّه سَمِعَ النِّداءَ الْقَديِمَ لا أَنَّه حِينَئذٍ نُودِيَ ولهَذَا يَقُولُونَ إِنَّه يُسْمِعُ كَلامَه لِخلْقِه،
-والمضافُ إلى الله تعالى , ينقسمُ إلى قِسمين:
إضافةِ أَعْيَانٍ , وإضافةِ معانٍ،

فإضافةُ الأعيانِ إليه -سُبْحَانَهُ- من بابِ إضافةِ المخلوقِ إلى
خالقِه، كبيتِ اللهِ وناقةِ اللهِ ونحوِ ذلك، .
أمَّا إضافةُ المعاني إلى اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- فهي من بابِ إضافةِ الصِّفةِ إلى الموصوفِ، كسمعِ اللهِ وبصرِه وعلمِه وقُدرتِه،
- وقوله تعالى : {إنّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون}
فالقول الّذي يكون به الخلق على زعمكم لو كان خلقًا ثمّ يكوّنه على أصلكم، أليس قوّد مقالتكم الّذي تزعمون أنّ قوله{كن}إنّما يخلقه بقولٍ قبله؟ وهو عندكم خلقٌ وذلك القول يخلقه بقولٍ قبله، وهو خلقٌ، حتّى يصير إلى ما لا نهاية له ولا عدد، ولا أوّل، وفي هذا إبطال تكوين الخلق، وإنشاء البريّة، وإحداث ما لم يكن قبل أن يحدث اللّه الشّيء، وينشئه ويخلقه وهذا قولٌ لا يتوهّمه ذو لبٍّ،
رابعاً : الأحاديث النبوية : والاستدلال بالأحاديث النبوية على أنواع :
الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
...- حديث احتجاج آدم وموسى عليهماالسلام
.- حديثعثمان بنعفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه علىخلقه..)

الأحاديث المروية فيتعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلكأمته
- حديث ابن عباسمرفوعا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسنا وحسينا: ( أعيذكما بكلمة اللهالتامة..)
الأحاديث المروية في بيان شرفالقرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرضالعدو
- حديث عمرو بن حزم مرفوعا: (أن لا يمسّالقرآن إلّاطاهرٌ)

الأحاديث المروية فيتكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
- حديث جابر بن عبداللهمرفوعا: (لمّا كلّم اللّه موسى عليه السّلام يوم الطّور كلّمه بغير الكلام الّذيناداه، ...)

دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لايصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
- حديث معاوية بن الحكم السلميّمرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءةالقرآن، ...)

دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنهغير مخلوق
دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلامالله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
دلالة أحاديث تكليم اللهعباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق
خامساً : الآثار المروية عن الصحابة
روي عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال يوم صفّين: ما حكّمت مخلوقًا وإنّما حكّمت القرآن، ومعه أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ومع معاوية أكثر منه؛ فهو إجماعٌ بإظهارٍ وانتشارٍ وانقراض عصرٍ من غير اختلافٍ ولا إنكارٍ. وعن عمرو بن دينارٍ: أدركت تسعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقولون: من قال: القرآن مخلوقٌ؛ فهو كافرٌ.

السؤال الثاني : من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
أول من قال بالوقف واللفظ هو جهم بن صفوان والجعد بن درهم ثم بشر بن غياث المريسي وكان يهوديا و حسين الكرابيسي , قال أحمد بن حنبل : افترقت الجهمية على ثلاثة فرق: فرقة قالوا القرآن مخلوق،وفرقة قالوا كلام الله وتسكت، وفرقة قالوا لفظنا بالقران مخلوق.
حكم اللفظية والواقفة
هم جهميون كفار ولا نكلمهم لا يسلم عليهم ولا يرد عليهم سلامهم , ولا يناكحون , ولا يعود مرضاهم و لا تشيع جنائزهم .
- عن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- قال أحمد بن حنبل : من كان يخاصم ويعرف بالكلام فهو جهمي ومن لم يعرف بالكلام يجانب حتى يرجع ومن لم يكن له علم يسأل
- عبد اللّه بن المبارك قال: سمعت النّاس منذ تسعٍ وأربعين سنةً يقولون: من قال القرآن مخلوقٌ فامرأته طالقٌ ثلاثٌ بتّةً. قال: قلت: ولم ذلك؟ قال: لأنّ امرأته مسلمةٌ، ومسلمةٌ لا تكون تحت كافرٍ.
- قال خارجة بن مصعبٍ:}إذا صلّيت خلف الإمام وبجنبك جهميٌّ، فأعد الصّلاة}
و معنى قول خارجة رحمه اللّه في الجهميّ يصلّي بجنب الرّجل يعيد يريد بذلك أنّ من صلّى خلف إمامٍ وحده وإلى جانبه جهميٌّ، أو صلّى خلف الصّفوف وحده وإلى جانبه جهميٌّ، أنّه يعيد، وذلك أنّ مذهب جماعةٍ من الفقهاء أنّ من صلّى خلف الصّفّ وحده، أو قام خلف إمامٍ وحده، أعاد الصّلاة، فكأنّ خارجة أراد أنّه من صلّى خلف الصّفّ هو جهميٌّ، فكأنّما صلّى خلف الصّفّ وحده، لأنّ الجهميّ ليس هو مسلمًا ولا في صلاةٍ، فالقائم إلى جنبه كالقائم وحده، فأمّا الجهميّ إذا قام في صفٍّ فيه جماعةٌ هو كأحدهم، فصلاة الجماعة جائزةٌ.
- حدثنا أبو داود السجستاني قال: سمعت أحمد يسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟
استدلال العلماء بحديث عائشة بأن الذي يشك بالقرآن فكأنما يشك بالله
روى عبد الله بن أحمد بن حنبل بسنده عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: }يا عائشة ويلٌ للشّاكّين في اللّه، كيف يضغطون في قبورهم كضغطة البيضة على الصّخرة {
السؤال الثالث : اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن
المناظرة الأولى بين عبد العزيز المكي وبشر المريسي عند المأمون
قال عبد العزيز: يا أمير المؤمنين لو كان لبشرٍ غلامان، وأنا لا آخذ علمهما عن أحدٍ من النّاس إلّا عنه، يقال لأحدهما خالدٌ والآخر يزيد، فكتب إليّ ثمانية عشر كتابًا يقول في كلّ كتابٍ منها: ادفع هذا الكتاب إلى خالدٍ غلامي، وكتب إليّ مائةً وأربعةً وخمسين كتابًا يقول في كلّ كتابٍ منها: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد، ولا يقول: غلامي، وكتب إليّ كتابًا، فقال: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد وإلى خالدٍ غلاميّ، وكتب إليّ كتابًا واحدًا يقول فيه: خالدٌ غلامي ويزيد، ولم يقل: غلاميّ، فكتبت إليه: إنّي قد دفعت الكتاب إلى يزيد وإلى خالدٍ غلامك، فلقيني فقال: لم لم تكتب إليّ أنّك دفعت الكتاب إلى خالدٍ ويزيد غلاميّ، فقلت له: قد كتبت إليّ مائة كتابٍ وأربعةً وخمسين كتابًا تقول: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد، ولا تقول فيها: غلامي، وكتبت إليّ ثمانية عشر كتابًا تقول فيها: إلى خالدٍ غلامي.فقال لي بشرٌ: فرّطت، فحلقت أنا: إنّ بشرًا فرّط وحلف بشرٌ أنّي فرّطت، أيّنا كان المفرّط يا أمير المؤمنين؟
فقال المأمون: إذا كان هكذا، فبشرٌ المفرّط.
فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ اللّه عزّ وجلّ أخبرنا عن ذكر القرآن في أربعةٍ وخمسين ومائة موضعٍ، فلم يخبر عن خلقه في موضعٍ واحدٍ، ثمّ جمع بين القرآن والإنسان في موضعٍ واحدٍ، فقال{الرّحمن علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان}[الرحمن: 1]، ففرّق بين القرآن والإنسان، وزعم بشرٌ أنّ اللّه فرّط في الكتاب، إذ كان القرآن مخلوقًا، وعليه يخبر بخلق القرآن.


المناظرة الثانية : مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم

قال المعتصم لابن أبي دؤاد وأصحابه كلّموه يعني للامام أحمد بن حنبل :
فقال لي عبد الرّحمن: «ما تقول في القرآن»، فقلت: ما تقول في علم اللّه، فسكت.
قال:فقال لي بعضهم: قال اللّه عزّ وجلّ {اللّه خالق كلّ شيءٍ} [الرعد: 16] فالقرآن أليس هو شيئًا؟
فقلت: قال اللّه عزّ وجلّ {تدمّر كلّ شيءٍ} [الأحقاف: 25]، فهل دمّرت إلّا ما أنت عليه.

فقال لي بعضهم: {ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ} [الأنبياء: 2] أفيكون محدثٌ إلّا مخلوقًا؟
قال: فقلت لهم: قال اللّه عزّ وجلّ {ص والقرآن ذي الذّكر} [ص: 1]، فالذّكر هو القرآن، وتلك ليس فيها ألفٌ ولا لامٌ "
قال: واحتجّوا عليّ بقوله: {اللّه خالق كلّ شيءٍ} [الرعد: 16]، فقلت: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين} [الذاريات: 49]، فخلق من القرآن زوجين {وأوتيت من كلّ شيءٍ} [النمل: 23] فأوتيت القرآن؟ فأوتيت النّبوّة أوتيت كذا وكذا؟ وقال اللّه تعالى {تدمّر كلّ شيءٍ} [الأحقاف: 25]، فدمّرت كلّ شيءٍ، إنّما دمّرت ما أراد اللّه من شيءٍ
" قال: وقال لي ابن أبي دؤادٍ: أين تجد أنّ القرآن كلام اللّه؟ قلت: " {اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته} [الكهف: 27] " فسكت.
المناظرة الثالثة : مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
لما جاء القاضي إلى مجلس الواثق جلس إلى جنبه وسأله الوائق ألك حاجة ؟ فقال : جئت قاصدًا من الرّيّ إلى أمير المؤمنين، أسأله عن شيءٍ تحدّث النّاس به وأسمعه منه، وهي مسألةٌ فقال له: قل ما شئت. فقال: يا أمير المؤمنين على شريطة أن لا يكون المجيب لي غير أمير المؤمنين، ولا يعارض في المسألة أحدٌ، فقال: ذلك لك. فقلت: يا أمير المؤمنين ما تقول في رجلٍ كان له بيتٌ يدخله في حوائجه، وهو يحفظ القرآن، فجرت منه يمينٌ أن لا يدخل البيت مخلوقٌ سواه، فعرضت له حاجةٌ فدخل إلى ذلك البيت، طلّقت امرأته أم لا؟ فضجّ أهل المجلس، وقالوا: يا أمير المؤمنين مسألة حيلةٍ. قال: فقال: يا أمير المؤمنين ليس هكذا، وعدتني أن لا يجيبني غيرك ولا يعارضني في المسألة، فأسكتهم ثمّ قال له: كيف حلف؟ قال له: رجلٌ كان له بيتٌ، وكان يحفظ القرآن، فحلف بالطّلاق ثلاثًا أنّه لا يدخل ذلك البيت مخلوقٌ سواه، فعرضت له حاجةٌ فدخل البيت، طلّقت امرأته أم لا؟ فقال: لا، وقرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما طلّقت.
المناظرة الرابعة : مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه
قال الشّيخ: يا أحمد إلى ما دعوت النّاس ودعوتني إليه؟ فقال: إلى أن تقول: القرآن مخلوقٌ.
فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تحفظ عليّ وعليه ما نقول. قال: أفعل.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، واجبةٌ داخلةٌ في عقدة الدّين، فلا يكون الدّين كاملًا حتّى يقال فيه ما قلت؟
قال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين بعثه اللّه عزّ وجلّ إلى عباده، هل ستر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا أمره اللّه به في دينه؟ قال: لا.
قال الشّيخ: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الأمّة إلى مقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ.
فقال الشّيخ: تكلّم. فسكت، فالتفت الشّيخ إلى الواثق، فقال: يا أمير المؤمنين واحدةٌ. فقال الواثق: واحدةٌ.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن اللّه سبحانه حين أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} [المائدة: 3]، كان اللّه عزّ وجلّ الصّادق في إكمال دينه أم أنت الصّادق في نقصانه، فلا يكون الدّين كاملًا حتّى يقال فيه بمقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ، فقال الشّيخ: أجب يا أحمد، فلم يجبه. فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين اثنتان. فقال الواثق: اثنتان.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، علمها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أم جهلها؟ فقال ابن أبي دؤادٍ: علمها. قال الشّيخ: فدعا النّاس إليها؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ، فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين ثلاثٌ. فقال الواثق: ثلاثٌ.
فقال الشّيخ: يا أحمد فاتّسع لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذ علمها كما زعمت، ولم يطالب أمّته بها؟ قال: نعم.

قال الشّيخ: واتّسع لأبي بكرٍ الصّدّيق، وعمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان، وعليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنهم؟ فقال ابن أبي دؤادٍ: نعم.
فأعرض الشّيخ عنه، وأقبل على الواثق، فقال: يا أمير المؤمنين قدّمت القول أنّ أحمد يصبو ويقلّ ويضعف عن المناظرة، يا أمير المؤمنين إن لم يتّسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما اتّسع لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولأبي بكرٍ وعمر وعثمان رضي اللّه عنهم، فلا وسّع اللّه على من لم يتّسع له ما اتّسع لهم من ذلك.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 1 رجب 1436هـ/19-04-2015م, 12:33 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي فهرسة مسائل وجوب الإيمان بالقرآن

أدلة وجوب الإيمان بالقرآن أولاً : القرآن كلام الله : - القرآن كلام الله غير مخلوق . - القرآن من الله بدأ ( أي أنزله على رسوله ) , وإليه يعود ( عند رفعه إلى السماء من علامات الساعة الكبرى ) . - القرآن تكلم الله به حقيقة . - لا يجوز إطلاق القول بأن القرآن حكاية عن كلام الله حتى وإن تلاه الناس وكتبوه في المصاحف . - إن الكلام يضاف حقيقة إلى المتكلم لا إلى الذي قاله مبلغاً مؤدياً . - القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى . - القرآن كلام الله , قال تعالى ( فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقالى صلى الله عليه وسلم ( ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي ) . - من قال إن الله لم يتكلم بالقرآن فقد أشبه قول المشركين بقولهم ( إن هذا إلا قول البشر ) . ثانياً : الأدلة من القرآن : - أنزل الله القرآن على نبيه محمد وأعمله فضل ما أنزل عليه . - القرآن عصمة لمن اعتصم به وحرز لمن احترز به . - القرآن بلاغ للناس جميعهم على لسان رسوله وأمرهم أن يؤمنوا به وبما أعلمهم به من الغيبيات ومنها القرآن الكريم . - ورود عدد من الآيات التي تدل على أن القرآن محفوظ بحفظ الله تعالى له من التبديل والتحريف . ثانياً : الأدلة من السنة : - ورود عدد من الأحاديث التي تأمر بالإيمان بالغيبيات ومنها القرآن الكريم . - قال صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يؤمنوا به وبما جاء به ) وهو القرآن . - أهم حديث في السنة يأمر بالإيمان بالقرآن هو حديث جبريل برواياته المختلفة . - وفي حديث جبريل يرد على من قالوا إن شاؤوا عملوا وإن شاؤوا لم يعملوا ( القدرية ) . ثالثاً : فضل الإيمان بالقرآن : - صاحب السنة هو الذي يؤمن بالقرآن كاملاً واتخذه إماما . - من نعم الله الجليلة على المؤمن أن أنزل عليه القرآن وعلمه إياه . رابعاً : الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل به : - الإيمان لا يكون كاملاً إلا إذا اشتمل على تصديق القلب وإقرار اللسان وعمل الجوارح . - دليل تصديق القلب قوله تعالى ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ) , وقوله تعالى ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلامن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) . - دليل إقرار اللسان قوله تعالى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى قولوا لا إله إلا الله ) . - دليل فرض عمل الجوارح قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ) وقوله تعالى ( أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) خامساً : حكم من أنكر شيئاً من القرآن : - من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالقرآن كله ومن كفر بالقرآن فهو كافر .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 1 رجب 1436هـ/19-04-2015م, 10:44 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي فهرسة مسائل وجوب الإيمان بالقرآن

أدلة وجوب الإيمان بالقرآن

أولاً : القرآن كلام الله :

- القرآن كلام الله غير مخلوق .
- القرآن من الله بدأ ( أي أنزله على رسوله ) , وإليه يعود ( عند رفعه إلى السماء من علامات الساعة الكبرى ) .
- القرآن تكلم الله به حقيقة .
- لا يجوز إطلاق القول بأن القرآن حكاية عن كلام الله حتى وإن تلاه الناس وكتبوه في المصاحف .
- إن الكلام يضاف حقيقة إلى المتكلم لا إلى الذي قاله مبلغاً مؤدياً .
- القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى .
- القرآن كلام الله , قال تعالى ( فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقالى صلى الله عليه وسلم ( ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي ) .
- من قال إن الله لم يتكلم بالقرآن فقد أشبه قول المشركين بقولهم ( إن هذا إلا قول البشر ) .

ثانياً : الأدلة من القرآن :
- أنزل الله القرآن على نبيه محمد وأعمله فضل ما أنزل عليه .
- القرآن عصمة لمن اعتصم به وحرز لمن احترز به .
- القرآن بلاغ للناس جميعهم على لسان رسوله وأمرهم أن يؤمنوا به وبما أعلمهم به من الغيبيات ومنها القرآن الكريم .
- ورود عدد من الآيات التي تدل على أن القرآن محفوظ بحفظ الله تعالى له من التبديل والتحريف .

ثانياً : الأدلة من السنة :
- ورود عدد من الأحاديث التي تأمر بالإيمان بالغيبيات ومنها القرآن الكريم .
- قال صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يؤمنوا به وبما جاء به ) وهو القرآن .
- أهم حديث في السنة يأمر بالإيمان بالقرآن هو حديث جبريل برواياته المختلفة .
- وفي حديث جبريل يرد على من قالوا إن شاؤوا عملوا وإن شاؤوا لم يعملوا ( القدرية ) .

ثالثاً : فضل الإيمان بالقرآن :
- صاحب السنة هو الذي يؤمن بالقرآن كاملاً واتخذه إماما .
- من نعم الله الجليلة على المؤمن أن أنزل عليه القرآن وعلمه إياه .

رابعاً : الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل به :
- الإيمان لا يكون كاملاً إلا إذا اشتمل على تصديق القلب وإقرار اللسان وعمل الجوارح .
- دليل تصديق القلب قوله تعالى ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ) , وقوله تعالى ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلامن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) .
- دليل إقرار اللسان قوله تعالى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى قولوا لا إله إلا الله ) .
- دليل فرض عمل الجوارح قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ) وقوله تعالى ( أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) .

خامساً : حكم من أنكر شيئاً من القرآن :
- من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالقرآن كله ومن كفر بالقرآن فهو كافر .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 1 رجب 1436هـ/19-04-2015م, 05:12 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي فهرسة مسائل جمع بالقرآن عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم

[size="6"]الأحاديث والآثار الوارد في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
أولاً : حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن , فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. )
وروى أبو هريرة وفاطمة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أن جبريل كان يعارضه القرآن)
ثانياً : حديث فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها
روى أبو الفضلِ الرازيُّ عن عائشة رضي الله عنها, عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين )
ثالثاً : حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة) .
رابعاً : أثر عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله
روى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ عن عامر الشعبي، قال: «كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسىء )

فهرسة المسائل العلمية لمجموع الأحاديث
أولاً : معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن , وماورد فيها من مسائل :

* اختصاص رمضان بمعارضة القرآن :
- تعظيم شهر رمضان لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه ثم معارضته ما نزل منه فيه ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى .
- ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر .
- يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم ما نزل من القرآن في كل سنة على ليالي رمضان أجزاء فيقرأ كل ليلةٍ جزءًا في جزءٍ من الليلة والسبب في ذلك ما كان يشتغل به في كل ليلةٍ من سوى ذلك من تهجدٍ بالصلاة ومن راحة بدنٍ ومن تعاهد أهلٍ ولعله كان يعيد ذلك الجزء مرارًا بحسب تعدد الحروف المأذون في قراءتها ولتستوعب بركة القرآن جميع الشهر ولولا التصريح بأنه كان يعرضه مرةً واحدةً وفي السنة الأخيرة عرضه مرتين لجاز أنه كان يعرض جميع ما نزل عليه كل ليلةٍ ثم يعيده في بقية الليالي .
- فيه إشارةٌ إلى الحكمة في التقسيط الذي أشرت إليه لتفصيل ما ذكره من المحكم والمنسوخ .

* العرضة السنوية المعهودة :
- يعرض : بكسر الراء من العرض وهو بفتح العين وسكون الراء أي يقرأوالمراد يستعرضه ما أقرأه إياه .
- والمعارضة مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلا منهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع قوله وفي رواية ( فيدارسه القرآن ) , فيستدعي ذلك زمانًا زائدًا على ما لو قرأ الواحد .
- وهذا ظاهرٌ في أنه كان يلقاه كذلك في كل رمضان منذ أنزل عليه القرآن ولا يختص ذلك برمضانات الهجرة وإن كان صيام شهر رمضان إنما فرض بعد الهجرة لأنه كان يسمى رمضان قبل أن يفرض صيامه .
- ولا يعارض ذلك قوله تعالى سنقرئك فلا تنسى إذا قلنا إن لا نافيةٌ كما هو المشهور وقول الأكثر لأن المعنى أنه إذا أقرأه فلا ينسى ما أقرأه ومن جملة الإقراء مدارسة جبريل أو المراد أن المنفي بقوله فلا تنسى النسيان الذي لا ذكر بعده لا النسيان الذي يعقبه الذكر في الحال حتى لو قدر أنه نسي شيئًا فإنه يذكره إياه في الحال .

* العرضة الأخيرة :
- يقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي ولهذا أقام أبو بكر زيد بن ثابت في كتابة المصحف وألزمه بها لأنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين, وأيضاً لهذا السبب وولاه عثمان كتابة المصحف .
- وقع في رمضان الأخير معارضتين للقرآن , فيحتمل أن يكون السر في ذلك أن رمضان من السنة الأولى لم يقع فيه مدارسةٌ لوقوع ابتداء النزول في رمضان ثم فتر الوحي ثم تتابع فوقعت المدارسة في السنة الأخيرة مرتين ليستوي عدد السنين والعرض .
- لم يكن هناك معارضة بين النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام بعد رمضان , كأن الذي نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته.
- ومما نزل في المدة التي تلي رمضان الأخير قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم فإنها نزلت يوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم بها بالاتفاق .
- اختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره .
- قد ورد عدة روايات مفادها أن القرآن بشكله الحالي يوافق العرضة الأخيرة , فقد روى أحمد وبن أبي داود والطبري من طريق عبيدة بن عمرٍو السلماني أن الذي جمع عليه عثمان الناس يوافق العرضة الأخيرة .
- ويوجد روايات أخرى تقول بأن العرضة الأخيرة موافقة لقراءة عبد الله ابن مسعود , فقد أخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال لي بن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟ قلت: القراءة الأولى قراءة بن أم عبدٍ يعني عبد الله بن مسعودٍ. قال: (بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل..) الحديث وفي آخره (فحضر ذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
- ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.
- وفي الحديث إطلاق القرآن على بعضه وعلى معظمه لأن أول رمضان من بعد البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه ثم كذلك كل رمضان بعده إلى رمضان الأخير فكان قد نزل كله إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان , فالقرآن يطلق على البعض مجازًا .

* فوائد المذاكرة مع أهل العلم في تثبيت الحفظ :
- كانت المذاكرة في ليالي رمضان .
- مذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ .
- أن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية .

* مسائل متفرقة في جمع القرآن :
- لم يتم جمع القرآن في مصحف واحد على زمن النبي صلى الله عليه وسلم , لأن النسخ كان يرد على بعضه ( نسخ التلاوة ) , ثم لو رفع بعض تلاوته وبقي في المصحف أدى ذلك إلى الاختلاف واختلاط أمر الدين فحفظ الله كتابه في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم .
- وسبب الجمع في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ورد في حديث زيد ثابت وفيه أنه استحر القتل بقراء القرآن , وأيضاً أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته .
- وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقصان .
- وترتيب القرآن توقيفي فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا , فهو الآن كما هو في اللوح المحفوظ .
- إن جمع القرآن كان سببا لبقائه في الأمة رحمة من الله تعالى لعباده وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } .
- لا يؤخذ القرآن إلا من أهل الإتقان لهذا الشأن الجامعين بين الدراية والرواية والصدق والأمانة .
- كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل .

* ترتيب القرآن توقيفي :
- آخر الآيات نزولاً: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين.
- قال الطيبي: أنزل القرآن أولاً جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل متفرقاً على حسب المصالح، ثم أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ.
- وقال البيهقي في "المدخل": كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب، إلا الأنفال وبراءة.
لما روى الحاكم عن ابن عباس قال: { قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فقال: .....كانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم} .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 2 رجب 1436هـ/20-04-2015م, 10:17 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
السؤال الأول : أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق :
أولاً : الأدلة المنطقية العقلية على أن كلام الله غير مخلوق :

• القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة:
قوله تعالى :( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان ) خص القرآن بالتعليم والإنسان بالتخليق ففرق بينهما ( ولكن حق القول مني ) فكيف يكون شيء من الله مخلوق
كلام الله صفة منصفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً
قال تعالى : {ولو أنّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ} ولم يلحق الفناء كلمات الله عز وجل كما لا يلحق الفناء علم الله؛ لأن من فني كلامه لحقته الآفات وجرى عليه السكوت، فلما لم يجر ذلك على ربنا عز وجل صح أنه لم يزل متكلما ولا يزال متكلما، وقد نفى النفاد عن كلامه كما نفى الهلاك عن وجهه
•القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا
يقول الله تعالى{فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} أفليس هو القرآن؟ فمن زعم أن علم الله وأسماءه وصفاته مخلوقة فهو كافر , وقال تعالى{علّم الإنسان ما لم يعلم} وقال{خلق الإنسان علّمه البيان}فهذه أوصاف الإنسان الّذي خلقه اللّه جاهلًا بلا علمٍ ، ثمّ علّمه ما لم يكن يعلم ، فمن زعم أنّ القرآن مخلوقٌ ، فقد زعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ. ومن زعم أنّ علم اللّه مخلوقٌ، فقد شبّه اللّه بخلقه .
• فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق .
( ألا له الخلق والأمر ) وهل يجوز لأحدٍ أن يظنّ أنّ قوله { ألا له الخلق } أراد أنّ له بعض الخلق؟ بل قد دخل الخلق كلّه في الخلق ثمّ أخبر أنّ له أيضًا غير الخلق ليس هو خلقًا، لم يدخل في الخلق وهو الأمر ، فبيّن أنّ الأمر خارجٌ من الخلق، فالأمر أمره وكلامه، والخلق خلقٌ، وبالأمر خلق الخلق، وممّا يدلّ على أنّ أمر اللّه هو كلامه قوله: {ذلك أمر اللّه أنزله إليكم} فيسمّي اللّه القرآن أمره، وفصل بين أمره وخلقه .
• أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم .
قد احتج أحمد بن حنبل رحمه الله بحديث ابن عباس: إن أول ما خلق الله من شيء القلم وذكر أنه حجة قوية على من يقول: إن القرآن مخلوق، كأنه يقول: قد كان الكلام قبل خلق القلم، وإذا كان أول خلق الله من شيء القلم دل على أن كلامه ليس بمخلوق؛ ولأنه قبل خلق الأشياء.
ثانياً : الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق
قال الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} ، وقال تعالى: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه} .
ثالثاً : ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
- قد زعم الجهني أن الله وضع صوته في شجرة أو غيرها لتوصل كلامه إلى موسى فهل يجوز لمخلوقٍ خلقه اللّه وكوّنه أن يقول { إنّني أنا اللّه لا إله إلّا أنا فاعبدني وأقم الصّلاة لذكري} فمن زعم أنّ المكلّم لموسى كان غير اللّه، فقد زعم أنّ اللّه خلق خلقًا ادّعى الرّبوبيّة ، وأنّ موسى أجابه وعبده من دونه ، وقال{وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء} فلو كان كلام الله لا يوجد إلا مخلوقا في شيء مخلوق لم يكن لاشتراط هذه الوجوه معنى لاستواء جميع الخلق في سماعه من غير الله
- لأن الله قال مخبرا عن المشركين أنهم قالوا{إن هذا إلا قول البشر}، يعنون القرآن، فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد جعله قولا للبشر، وهذا مما أنكره الله على المشركين
- قوله تعالى {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} يحتمل أن يكون معناه ذكرا غير القرآن ، وهو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ووعظه إياهم بقوله{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} ولأنه لم يقل: لا يأتيهم ذكر إلا كان محدثا، وإنما قال: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون}، فدل على أن هناك ذكرا غير محدث , ثم إنه إنما أراد ذكر القرآن لهم وتلاوته عليهم وعلمهم به، وكل ذلك محدث، والمذكور المتلو المعلوم غير محدث، كما أن ذكر العبد لله وعلمه به وعبادته له محدث، والمذكور المعلوم المعبود غير محدث، وحين احتج به على أحمد بن حنبل رحمه الله قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: قد يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه محدث.
- قوله تعالى :{ واذ قال الله ياعيسى بن مريم } وفيه دليلٌ على أنَّه -سُبْحَانَهُ- يتكلَّمُ بحرفٍ وصوتٍ كما يليقُ بجلالِه ، وفيه الرَّدُّ على مَن زعمَ أنَّ كلامَ اللهِ هو المعنى النَّفسيُّ، إذ المعنى المجرَّدُ لا يُسمعُ.
- قال تعالى : {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيما}، أكَّدَهُ بالمصدرِ لنفي المجازِ؛ لأنَّ العربَ لا تؤكِّدُ بالمصدرِ إلا إذا أرادتِ الحقيقةَ.
وفيها دليلٌ على أنَّ اللهَ لم يَزل مُتَكَلِّما إذا شاءَ ومتى شاءَ
وكيفَ شاءَ.
وفيها دليلٌ على أَنَّ نوعَ الكلامِ قديمٌ، وإنْ لم يكنِ الصَّوتُ
المعيَّنُ قديمًا، فكلامُ اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- قديمُ النَّوعِ حادثُ الآحادِ،
- في جميع الآيات التي ذكرناها دليلٌ على أنَّ الكلامَ المضافَ إليه -سُبْحَانَهُ وتعالَى- من صفاتِه الذَّاتيَّةِ من حيثُ تعلُّقُها بذاتِه واتَّصافُه بها، ومن صفاتِه الفعليَّةِ حيث كانت متعلِّقةً بقدرتِه ومشيئتِه
- وفيها الرَّدُّ على مَن زَعَمَ أنَّ كلامَ اللهِ هو معنًى قائمٌ بذاتِه لا يتجزَّأُ ولا يتبعَّضُ، فإنَّ الأمرَ لو كانَ كما زَعَموا لكانَ موسى عليه السَّلامُ سَمِعَ جميعَ كلامِ اللهِ، وفيها الرَّدُّ على مَن زعَم أنَّ كلامَ اللِه مخلوقٌ، فإنَّ صفاتِ اللهِ داخلةٌ في مُسمَّى اسمِه .
-والِكُلاَّبيَّةُ وَمَن وَافَقَهُم مِن أصْحَابِ الأئمَّةِ الأرْبعةِ يَقُولُونَ: إِنَّه لا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئتِه وَقُدرَتِه؛ بل الْكَلاَمُ المُعَيَّنُ لازِمٌ لِذَاتِه كَلُزومِ الْحَياةِ لِذَاتِه، وَعِندَهم لمَّا جَاءَ مُوسَى لِميقَاتِ رَبِّه سَمِعَ النِّداءَ الْقَديِمَ لا أَنَّه حِينَئذٍ نُودِيَ ولهَذَا يَقُولُونَ إِنَّه يُسْمِعُ كَلامَه لِخلْقِه،
-والمضافُ إلى الله تعالى , ينقسمُ إلى قِسمين:
إضافةِ أَعْيَانٍ , وإضافةِ معانٍ،

فإضافةُ الأعيانِ إليه -سُبْحَانَهُ- من بابِ إضافةِ المخلوقِ إلى
خالقِه، كبيتِ اللهِ وناقةِ اللهِ ونحوِ ذلك، .
أمَّا إضافةُ المعاني إلى اللهِ -سُبْحَانَهُ وتعالَى- فهي من بابِ إضافةِ الصِّفةِ إلى الموصوفِ، كسمعِ اللهِ وبصرِه وعلمِه وقُدرتِه،
- وقوله تعالى : {إنّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون}
فالقول الّذي يكون به الخلق على زعمكم لو كان خلقًا ثمّ يكوّنه على أصلكم، أليس قوّد مقالتكم الّذي تزعمون أنّ قوله{كن}إنّما يخلقه بقولٍ قبله؟ وهو عندكم خلقٌ وذلك القول يخلقه بقولٍ قبله، وهو خلقٌ، حتّى يصير إلى ما لا نهاية له ولا عدد، ولا أوّل، وفي هذا إبطال تكوين الخلق، وإنشاء البريّة، وإحداث ما لم يكن قبل أن يحدث اللّه الشّيء، وينشئه ويخلقه وهذا قولٌ لا يتوهّمه ذو لبٍّ،
رابعاً : الأحاديث النبوية : والاستدلال بالأحاديث النبوية على أنواع :
الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
...- حديث احتجاج آدم وموسى عليهماالسلام
.- حديثعثمان بنعفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه علىخلقه..)

الأحاديث المروية فيتعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلكأمته
- حديث ابن عباسمرفوعا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسنا وحسينا: ( أعيذكما بكلمة اللهالتامة..)
الأحاديث المروية في بيان شرفالقرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرضالعدو
- حديث عمرو بن حزم مرفوعا: (أن لا يمسّالقرآن إلّاطاهرٌ)

الأحاديث المروية فيتكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
- حديث جابر بن عبداللهمرفوعا: (لمّا كلّم اللّه موسى عليه السّلام يوم الطّور كلّمه بغير الكلام الّذيناداه، ...)

دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لايصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
- حديث معاوية بن الحكم السلميّمرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءةالقرآن، ...)

دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنهغير مخلوق
دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلامالله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
دلالة أحاديث تكليم اللهعباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق
خامساً : الآثار المروية عن الصحابة
روي عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال يوم صفّين: ما حكّمت مخلوقًا وإنّما حكّمت القرآن، ومعه أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ومع معاوية أكثر منه؛ فهو إجماعٌ بإظهارٍ وانتشارٍ وانقراض عصرٍ من غير اختلافٍ ولا إنكارٍ. وعن عمرو بن دينارٍ: أدركت تسعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقولون: من قال: القرآن مخلوقٌ؛ فهو كافرٌ.

السؤال الثاني : من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟ وما حكم اللفظية والواقفة؟
أول من قال بالوقف واللفظ هو جهم بن صفوان والجعد بن درهم ثم بشر بن غياث المريسي وكان يهوديا و حسين الكرابيسي , قال أحمد بن حنبل : افترقت الجهمية على ثلاثة فرق: فرقة قالوا القرآن مخلوق،وفرقة قالوا كلام الله وتسكت، وفرقة قالوا لفظنا بالقران مخلوق.
[ أول من قال بخلق القرآن الجعد بن درهم وجهم بن صفوان
وأول من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن هو حسين الكرابيسي ]


حكم اللفظية والواقفة
هم جهميون كفار ولا نكلمهم لا يسلم عليهم ولا يرد عليهم سلامهم , ولا يناكحون , ولا يعود مرضاهم و لا تشيع جنائزهم .
- عن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- قال أحمد بن حنبل : من كان يخاصم ويعرف بالكلام فهو جهمي ومن لم يعرف بالكلام يجانب حتى يرجع ومن لم يكن له علم يسأل
- عبد اللّه بن المبارك قال: سمعت النّاس منذ تسعٍ وأربعين سنةً يقولون: من قال القرآن مخلوقٌ فامرأته طالقٌ ثلاثٌ بتّةً. قال: قلت: ولم ذلك؟ قال: لأنّ امرأته مسلمةٌ، ومسلمةٌ لا تكون تحت كافرٍ.
- قال خارجة بن مصعبٍ:}إذا صلّيت خلف الإمام وبجنبك جهميٌّ، فأعد الصّلاة}
و معنى قول خارجة رحمه اللّه في الجهميّ يصلّي بجنب الرّجل يعيد يريد بذلك أنّ من صلّى خلف إمامٍ وحده وإلى جانبه جهميٌّ، أو صلّى خلف الصّفوف وحده وإلى جانبه جهميٌّ، أنّه يعيد، وذلك أنّ مذهب جماعةٍ من الفقهاء أنّ من صلّى خلف الصّفّ وحده، أو قام خلف إمامٍ وحده، أعاد الصّلاة، فكأنّ خارجة أراد أنّه من صلّى خلف الصّفّ هو جهميٌّ، فكأنّما صلّى خلف الصّفّ وحده، لأنّ الجهميّ ليس هو مسلمًا ولا في صلاةٍ، فالقائم إلى جنبه كالقائم وحده، فأمّا الجهميّ إذا قام في صفٍّ فيه جماعةٌ هو كأحدهم، فصلاة الجماعة جائزةٌ.
- حدثنا أبو داود السجستاني قال: سمعت أحمد يسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟
استدلال العلماء بحديث عائشة بأن الذي يشك بالقرآن فكأنما يشك بالله
روى عبد الله بن أحمد بن حنبل بسنده عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: }يا عائشة ويلٌ للشّاكّين في اللّه، كيف يضغطون في قبورهم كضغطة البيضة على الصّخرة {

[ أحسنتم أخي الفاضل والأفضل أن تفصلوا حكم اللفظية عن الواقفة وأن تلخصوا الإجابة مما فهمتم من كلام العلماء ، وتنظم الإجابة بذكر تعريف كل من اللفظية والواقفة ثم حكم كل منهم ثم علة الحكم :
فيه تفصيل لأن كلمة اللفظ تحتمل معنيين :
1: الملفوظ : فيقصدون بذلك القرآن الكريم ، فيكون حكمهم كحكم الجهمية ؛ مبتدعة كفار ، لأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
2: التلفظ ، أي : فعل اللسان ، وهو مخلوق ، لكن لما كان اللفظ يحتمل المعنيان فقد بدّع بعض العلماء القائلين بـ" اللفظ بالقرآن مخلوق " ، سدًا للذريعة.
وأصل هذا القول : أن العلماء لما كفروا القائلين بخلق القرآن ، خرج من يتحايل بقول اللفظ بالقرآن مخلوق لاحتمال كلمة اللفظ المعنيين كما وضحتُ لكِ.
- الواقفة : وهم من وقفوا عن القول بأن القرآن غير مخلوق.
وحكمهم :
أنهم كفار ، لشكهم في الله ، والشاك في الله كافر.


السؤال الثالث : اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن
المناظرة الأولى بين عبد العزيز المكي وبشر المريسي عند المأمون
قال عبد العزيز: يا أمير المؤمنين لو كان لبشرٍ غلامان، وأنا لا آخذ علمهما عن أحدٍ من النّاس إلّا عنه، يقال لأحدهما خالدٌ والآخر يزيد، فكتب إليّ ثمانية عشر كتابًا يقول في كلّ كتابٍ منها: ادفع هذا الكتاب إلى خالدٍ غلامي، وكتب إليّ مائةً وأربعةً وخمسين كتابًا يقول في كلّ كتابٍ منها: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد، ولا يقول: غلامي، وكتب إليّ كتابًا، فقال: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد وإلى خالدٍ غلاميّ، وكتب إليّ كتابًا واحدًا يقول فيه: خالدٌ غلامي ويزيد، ولم يقل: غلاميّ، فكتبت إليه: إنّي قد دفعت الكتاب إلى يزيد وإلى خالدٍ غلامك، فلقيني فقال: لم لم تكتب إليّ أنّك دفعت الكتاب إلى خالدٍ ويزيد غلاميّ، فقلت له: قد كتبت إليّ مائة كتابٍ وأربعةً وخمسين كتابًا تقول: ادفع هذا الكتاب إلى يزيد، ولا تقول فيها: غلامي، وكتبت إليّ ثمانية عشر كتابًا تقول فيها: إلى خالدٍ غلامي.فقال لي بشرٌ: فرّطت، فحلقت أنا: إنّ بشرًا فرّط وحلف بشرٌ أنّي فرّطت، أيّنا كان المفرّط يا أمير المؤمنين؟
فقال المأمون: إذا كان هكذا، فبشرٌ المفرّط.
فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ اللّه عزّ وجلّ أخبرنا عن ذكر القرآن في أربعةٍ وخمسين ومائة موضعٍ، فلم يخبر عن خلقه في موضعٍ واحدٍ، ثمّ جمع بين القرآن والإنسان في موضعٍ واحدٍ، فقال{الرّحمن علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان}[الرحمن: 1]، ففرّق بين القرآن والإنسان، وزعم بشرٌ أنّ اللّه فرّط في الكتاب، إذ كان القرآن مخلوقًا، وعليه يخبر بخلق القرآن.


المناظرة الثانية : مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم

قال المعتصم لابن أبي دؤاد وأصحابه كلّموه يعني للامام أحمد بن حنبل :
فقال لي عبد الرّحمن: «ما تقول في القرآن»، فقلت: ما تقول في علم اللّه، فسكت.
قال:فقال لي بعضهم: قال اللّه عزّ وجلّ {اللّه خالق كلّ شيءٍ} [الرعد: 16] فالقرآن أليس هو شيئًا؟
فقلت: قال اللّه عزّ وجلّ {تدمّر كلّ شيءٍ} [الأحقاف: 25]، فهل دمّرت إلّا ما أنت عليه.

فقال لي بعضهم: {ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ} [الأنبياء: 2] أفيكون محدثٌ إلّا مخلوقًا؟
قال: فقلت لهم: قال اللّه عزّ وجلّ {ص والقرآن ذي الذّكر} [ص: 1]، فالذّكر هو القرآن، وتلك ليس فيها ألفٌ ولا لامٌ "
قال: واحتجّوا عليّ بقوله: {اللّه خالق كلّ شيءٍ} [الرعد: 16]، فقلت: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين} [الذاريات: 49]، فخلق من القرآن زوجين {وأوتيت من كلّ شيءٍ} [النمل: 23] فأوتيت القرآن؟ فأوتيت النّبوّة أوتيت كذا وكذا؟ وقال اللّه تعالى {تدمّر كلّ شيءٍ} [الأحقاف: 25]، فدمّرت كلّ شيءٍ، إنّما دمّرت ما أراد اللّه من شيءٍ
" قال: وقال لي ابن أبي دؤادٍ: أين تجد أنّ القرآن كلام اللّه؟ قلت: " {اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته} [الكهف: 27] " فسكت.
المناظرة الثالثة : مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
لما جاء القاضي إلى مجلس الواثق جلس إلى جنبه وسأله الوائق ألك حاجة ؟ فقال : جئت قاصدًا من الرّيّ إلى أمير المؤمنين، أسأله عن شيءٍ تحدّث النّاس به وأسمعه منه، وهي مسألةٌ فقال له: قل ما شئت. فقال: يا أمير المؤمنين على شريطة أن لا يكون المجيب لي غير أمير المؤمنين، ولا يعارض في المسألة أحدٌ، فقال: ذلك لك. فقلت: يا أمير المؤمنين ما تقول في رجلٍ كان له بيتٌ يدخله في حوائجه، وهو يحفظ القرآن، فجرت منه يمينٌ أن لا يدخل البيت مخلوقٌ سواه، فعرضت له حاجةٌ فدخل إلى ذلك البيت، طلّقت امرأته أم لا؟ فضجّ أهل المجلس، وقالوا: يا أمير المؤمنين مسألة حيلةٍ. قال: فقال: يا أمير المؤمنين ليس هكذا، وعدتني أن لا يجيبني غيرك ولا يعارضني في المسألة، فأسكتهم ثمّ قال له: كيف حلف؟ قال له: رجلٌ كان له بيتٌ، وكان يحفظ القرآن، فحلف بالطّلاق ثلاثًا أنّه لا يدخل ذلك البيت مخلوقٌ سواه، فعرضت له حاجةٌ فدخل البيت، طلّقت امرأته أم لا؟ فقال: لا، وقرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما طلّقت.
المناظرة الرابعة : مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه
قال الشّيخ: يا أحمد إلى ما دعوت النّاس ودعوتني إليه؟ فقال: إلى أن تقول: القرآن مخلوقٌ.
فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تحفظ عليّ وعليه ما نقول. قال: أفعل.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، واجبةٌ داخلةٌ في عقدة الدّين، فلا يكون الدّين كاملًا حتّى يقال فيه ما قلت؟
قال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين بعثه اللّه عزّ وجلّ إلى عباده، هل ستر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا أمره اللّه به في دينه؟ قال: لا.
قال الشّيخ: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الأمّة إلى مقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ.
فقال الشّيخ: تكلّم. فسكت، فالتفت الشّيخ إلى الواثق، فقال: يا أمير المؤمنين واحدةٌ. فقال الواثق: واحدةٌ.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن اللّه سبحانه حين أنزل القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} [المائدة: 3]، كان اللّه عزّ وجلّ الصّادق في إكمال دينه أم أنت الصّادق في نقصانه، فلا يكون الدّين كاملًا حتّى يقال فيه بمقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ، فقال الشّيخ: أجب يا أحمد، فلم يجبه. فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين اثنتان. فقال الواثق: اثنتان.
فقال الشّيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، علمها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أم جهلها؟ فقال ابن أبي دؤادٍ: علمها. قال الشّيخ: فدعا النّاس إليها؟ فسكت ابن أبي دؤادٍ، فقال الشّيخ: يا أمير المؤمنين ثلاثٌ. فقال الواثق: ثلاثٌ.
فقال الشّيخ: يا أحمد فاتّسع لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذ علمها كما زعمت، ولم يطالب أمّته بها؟ قال: نعم.

قال الشّيخ: واتّسع لأبي بكرٍ الصّدّيق، وعمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان، وعليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنهم؟ فقال ابن أبي دؤادٍ: نعم.
فأعرض الشّيخ عنه، وأقبل على الواثق، فقال: يا أمير المؤمنين قدّمت القول أنّ أحمد يصبو ويقلّ ويضعف عن المناظرة، يا أمير المؤمنين إن لم يتّسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما اتّسع لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولأبي بكرٍ وعمر وعثمان رضي اللّه عنهم، فلا وسّع اللّه على من لم يتّسع له ما اتّسع لهم من ذلك.

الدرجة النهائية :
19 / 20
أحسنتم أخي الفاضل ، زادكم الله علمًا وهدىً ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 9 رجب 1436هـ/27-04-2015م, 07:04 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
[size="6"]الأحاديث والآثار الوارد في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
أولاً : حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن , فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. )
وروى أبو هريرة وفاطمة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أن جبريل كان يعارضه القرآن)
ثانياً : حديث فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها
روى أبو الفضلِ الرازيُّ عن عائشة رضي الله عنها, عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين )
ثالثاً : حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة) .
رابعاً : أثر عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله
روى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ عن عامر الشعبي، قال: «كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسىء )

فهرسة المسائل العلمية لمجموع الأحاديث
أولاً : معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن , وماورد فيها من مسائل :

* اختصاص رمضان بمعارضة القرآن :
- تعظيم شهر رمضان لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه ثم معارضته ما نزل منه فيه ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى .
- ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر .
- يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم ما نزل من القرآن في كل سنة على ليالي رمضان أجزاء فيقرأ كل ليلةٍ جزءًا في جزءٍ من الليلة والسبب في ذلك ما كان يشتغل به في كل ليلةٍ من سوى ذلك من تهجدٍ بالصلاة ومن راحة بدنٍ ومن تعاهد أهلٍ ولعله كان يعيد ذلك الجزء مرارًا بحسب تعدد الحروف المأذون في قراءتها ولتستوعب بركة القرآن جميع الشهر ولولا التصريح بأنه كان يعرضه مرةً واحدةً وفي السنة الأخيرة عرضه مرتين لجاز أنه كان يعرض جميع ما نزل عليه كل ليلةٍ ثم يعيده في بقية الليالي .
- فيه إشارةٌ إلى الحكمة في التقسيط الذي أشرت إليه لتفصيل ما ذكره من المحكم والمنسوخ .

* العرضة السنوية المعهودة :
- يعرض : بكسر الراء من العرض وهو بفتح العين وسكون الراء أي يقرأوالمراد يستعرضه ما أقرأه إياه .
- والمعارضة مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلا منهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع قوله وفي رواية ( فيدارسه القرآن ) , فيستدعي ذلك زمانًا زائدًا على ما لو قرأ الواحد . [ أليس الأولى أن نبين معنى المعارضة ثم نبين زمانها ؟ ، فنخصص عنصر لمعنى المعارضة ونقدمه على العنصر السابق ]
- وهذا ظاهرٌ في أنه كان يلقاه كذلك في كل رمضان منذ أنزل عليه القرآن ولا يختص ذلك برمضانات الهجرة وإن كان صيام شهر رمضان إنما فرض بعد الهجرة لأنه كان يسمى رمضان قبل أن يفرض صيامه .
- ولا يعارض ذلك قوله تعالى سنقرئك فلا تنسى إذا قلنا إن لا نافيةٌ كما هو المشهور وقول الأكثر لأن المعنى أنه إذا أقرأه فلا ينسى ما أقرأه ومن جملة الإقراء مدارسة جبريل أو المراد أن المنفي بقوله فلا تنسى النسيان الذي لا ذكر بعده لا النسيان الذي يعقبه الذكر في الحال حتى لو قدر أنه نسي شيئًا فإنه يذكره إياه في الحال .

* العرضة الأخيرة :
- يقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي ولهذا أقام أبو بكر زيد بن ثابت في كتابة المصحف وألزمه بها لأنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين, وأيضاً لهذا السبب وولاه عثمان كتابة المصحف .
- وقع في رمضان الأخير معارضتين للقرآن , فيحتمل أن يكون السر في ذلك أن رمضان من السنة الأولى لم يقع فيه مدارسةٌ لوقوع ابتداء النزول في رمضان ثم فتر الوحي ثم تتابع فوقعت المدارسة في السنة الأخيرة مرتين ليستوي عدد السنين والعرض .
- لم يكن هناك معارضة بين النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام بعد رمضان , كأن الذي نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته.
- ومما نزل في المدة التي تلي رمضان الأخير قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم فإنها نزلت يوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم بها بالاتفاق .
- اختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره .
- قد ورد عدة روايات مفادها أن القرآن بشكله الحالي يوافق العرضة الأخيرة , فقد روى أحمد وبن أبي داود والطبري من طريق عبيدة بن عمرٍو السلماني أن الذي جمع عليه عثمان الناس يوافق العرضة الأخيرة .
- ويوجد روايات أخرى تقول بأن العرضة الأخيرة موافقة لقراءة عبد الله ابن مسعود , فقد أخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال لي بن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟ قلت: القراءة الأولى قراءة بن أم عبدٍ يعني عبد الله بن مسعودٍ. قال: (بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل..) الحديث وفي آخره (فحضر ذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
- ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.
- وفي الحديث إطلاق القرآن على بعضه وعلى معظمه لأن أول رمضان من بعد البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه ثم كذلك كل رمضان بعده إلى رمضان الأخير فكان قد نزل كله إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان , فالقرآن يطلق على البعض مجازًا .

* فوائد المذاكرة مع أهل العلم في تثبيت الحفظ :
- كانت المذاكرة في ليالي رمضان .
- مذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ .
- أن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية .

* مسائل متفرقة في جمع القرآن :
- لم يتم جمع القرآن في مصحف واحد على زمن النبي صلى الله عليه وسلم , لأن النسخ كان يرد على بعضه ( نسخ التلاوة ) , ثم لو رفع بعض تلاوته وبقي في المصحف أدى ذلك إلى الاختلاف واختلاط أمر الدين فحفظ الله كتابه في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم .
- وسبب الجمع في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ورد في حديث زيد ثابت وفيه أنه استحر القتل بقراء القرآن , وأيضاً أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته .
- وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقصان .
- وترتيب القرآن توقيفي فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا , فهو الآن كما هو في اللوح المحفوظ .
- إن جمع القرآن كان سببا لبقائه في الأمة رحمة من الله تعالى لعباده وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } .
- لا يؤخذ القرآن إلا من أهل الإتقان لهذا الشأن الجامعين بين الدراية والرواية والصدق والأمانة .
- كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل .

* ترتيب القرآن توقيفي :
- آخر الآيات نزولاً: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين.
- قال الطيبي: أنزل القرآن أولاً جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل متفرقاً على حسب المصالح، ثم أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ.
- وقال البيهقي في "المدخل": كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب، إلا الأنفال وبراءة.
لما روى الحاكم عن ابن عباس قال: { قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فقال: .....كانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم} .


أحسنتم تلخيص العبارات أخي الفاضل ، ولكن من المهم فهم فكرة الفهرسة ، وتصور أنك تريد تحضير درسًا عن موضوع " عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ، وتبحث في الكتب تجمع شتات مسائل هذا الموضوع ثم تعيد ترتيبها وتلخيص ما ورد تحتها.
هذا المعنى قريب من معنى فهرسة المسائل العلمية وإن لم يكن مطابقًا.
لدينا موضوع " عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم "
- أليس الأولى : أن نقدم الأحاديث ثم نبين معنى المعارضة ؟ ، ثم نسرد باقي العناصر ؟
- ما علاقة جمع القرآن به ، ما علاقة ترتيب السور به ؟
أضع لكم تلخيص هذا الدرس وأرجو أن تتأملوا كيفية صياغة العناصر بما يوحي بعلاقتها بما ورد تحتها :
مثلا : جمع القرآن على العرضة الأخيرة.
كذلك تأملوا ترتيب العناصر وتلخيص ما ورد تحتها خاصة تلخيص الأحاديث والآثار.



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 25 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 16 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 17 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 12/ 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
=85 %

التلخيص في المشاركة التالية ، بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 9 رجب 1436هـ/27-04-2015م, 07:13 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان

1: الأحاديث والآثار الواردة في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
2: معنى معارضة القرآن :
3: زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
4: إطلاق معارضة القرآن على بعضه :
5: الغرض من معارضة القرآن كل عام :
6: أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
7: الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
8: مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :
9: الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
10: من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة :
11: جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
12: تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :



1: الأحاديث والآثار الواردة في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم

- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. رواه البخاري في صحيحه ، وابن مندة في كتاب التوحيد والرازي في فضائل القرآن وتلاوته.
- عن ابن عبّاسٍ، قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم أجود النّاس، فما هو إلاّ أن يدخل رمضان فيدارسه جبريل عليه السّلام القرآن، فلهو أجود من الرّيح المرسلة. رواه ابن مندة في كتاب التوحيد. -عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا‏)). رواه الرازي في فضائل القرآن.
- عن عبد الرحمن بن عابس، قال: حدثني رجل من أصحاب عبد الله , ولم يسمه قال: أراد عبد الله أن يأتي المدينة , فجمع أصحابه فقال: "والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من أفضل ما أصبح في أخيار المسلمين من الدين والفقه والعلم بالقرآن، إن هذا القرآن نزل على حروف، والله إن كان الرجلان يختصمان أشد ما اختصما في شيء قط، فإذا قال البادي: هذا أقرأني, قال: قد أحسنت، وإذا قال الآخر, قال: كلاكما محسن .

واقرأ: (( إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار)), واعتبروا ذلك بقول أحدكم لصاحبه، صدق وبر، وكذب وفجر، إن هذا القرآن لا يختلف، ولا يتشان ولا يتفه بكثرة الرد، فمن قرأ على حرف فلا يدعه رغبة عنه ؛ فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله، وإنما هو كقول أحدكم: أعجل، وجئ، وهلم.

والله لو أعلم أن رجلا أعلم بما أنزل على محمد مني لطلبته حتى أزداد علما إلى علمي، إنه سيكون قوم يميتون الصلاة، فصلوا لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة". رواه محمد بن أيوب الضُّريس في فضائل القرآن.
- عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}, أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ .

قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان.

رواهُ أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في فضائل القرآن.

- عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، قال:«كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ».رواهُ محمد بن أيوب الضُّريس في فضائل القرآن.



2: معنى معارضة القرآن :

- يعرِض :
بكسر الراء من العَرْض ؛ وهو بفتح العين وسكون الراء أي يقرأ والمراد يستعرضه ما أقرأه إياه.- المعارضة مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلا منهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع.- ويؤيد ذلك ما ورد في الحديث: " وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن".



3: زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :


- كان يلقاه في رمضان من كل عام فيعارضه القرآن.

- لا يختص ذلك برمضانات بعد الهجرة ، وإن كان الصيام قد فُرض بعد الهجرة، لأن رمضان كان معروفًا باسمه هذا قبل الهجرة.
- كانت المعارضة في كل ليلة من ليالي رمضان مرةَ واحدة في العام.
- في الحديث : " وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن "
- يحتمل أن يراد بذلك أنه كان يعرض عليه جزءًا مما نزل عليه في كل ليلة من ليالي رمضان ، ويحتمل أنه كان يكرر ذلك الجزء بعدد الأحرف التي نزلت به.
عرض جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم مرتين في العامِ الذي قُبِض فيه.


4: إطلاق معارضة القرآن على بعضه :


- عن ابن عباس قال :
" وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ". - عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا‏)). رواه الرازي في فضائل القرآن.
- وفي ذلك دليل على جواز إطلاق القرآن على بعضه ، وعلى الجزء اليسير منه ، لأنه لم يكن قد نزل كاملا أثناء تلك السنوات.


5: الغرض من معارضة القرآن كل عام :
- عن عامر الشعبي، قال:«كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ»


6: أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :

- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ ما يكون في رمضان ؛ حين يلقاهُ جبريل عليه السلام فيدارسه القرآن.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. رواه البخاري في صحيحه ، وابن مندة في كتاب التوحيد والرازي في فضائل القرآن وتلاوته.
- قوله " كان أجودُ الناس " يفيد أنه كان جوادًا دائمًا ولكن يزيد ذلك في رمضان من كل عام.
- يُستفاد من ذلك أهمية حرص طالب العلم على مدارسة العلم مع أهل الفضل والخير.

- قال الزركشي في البرهان : " ولتكن تلاوته بعد أخذه القرآن من أهل الإتقان لهذا الشأن الجامعين بين الدراية والرواية والصدق والأمانة وقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجتمع به جبريل في رمضان فيدراسه القرآن ".

7: الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
- العرضة الأخيرة هي العرضة التي عرضها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه وعرض القرآن فيها مرتين.
- وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي. - في تكرار العرض دلالة على قرب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ،فأكثر من العبادة في آخر عمره صلى الله عليه وسلم. - عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا‏)). رواه الرازي في فضائل القرآن.
- وذكر ابن حجر العسقلاني في شرح صحيح البخاري : أن تكرار العرض قد يكون بسبب أن رمضان من السنة الأولى لم تقع فيه معارضة للقرآن لابتداء نزول القرآن ثم فتر الوحي ، فوقعت المعارضة مرتين في السنة الأخيرة لتتساوى عدد السنين.

8: مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :
- ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعارض جبريل القرآن في رمضان من كل عام مرةً واحدة وأنه عارضه في العام الذي تُوفي فيه مرتين.
- إذا كانت العرضة الأخيرة في آخر رمضان من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد نزلت بعض الآيات بعدها ، فعلها لم تدخل في هذه العرضة.

- قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : " وفي الحديث إطلاق القرآن على بعضه وعلى معظمه لأن أول رمضان من بعد البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه ثم كذلك كل رمضان بعده إلى رمضان الأخير فكان قد نزل كله إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان المذكور وكان في سنة عشرٍ إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيعٍ الأول سنة إحدى عشرة ومما نزل في تلك المدة قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم فإنها نزلت يوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم بها بالاتفاق وقد تقدم في هذا الكتاب وكأن الذي نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته فيستفاد من ذلك أن القرآن يطلق على البعض مجازًا
".

- وعن ابن عباس قال: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له، فيقول: ضعوا في السورة التي فيها كذا وكذا.
وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم). رواه الحاكم وغيره.
9: الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
اختلف في ذلك على قولين :
القول الأول : أن العرضة الأخيرة كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها.
القول الثاني : أنها كانتبحرفٍ واحدٍ منها. وهو الراجح.
واختُلِف في هذا الحرف على قولين :
1: حرف زيد بن ثابت رضي الله عنه :
قال أبو عبد الرحمن السلمي: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف. ذكره الزركشي في البرهان.
2: حرف ابن مسعود رضي الله عنه :
- عن عبد الرحمن بن عابس، قال: حدثني رجل من أصحاب عبد الله , ولم يسمه قال: أراد عبد الله أن يأتي المدينة , فجمع أصحابه فقال: "والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من أفضل ما أصبح في أخيار المسلمين من الدين والفقه والعلم بالقرآن، إن هذا القرآن نزل على حروف، والله إن كان الرجلان يختصمان أشد ما اختصما في شيء قط، فإذا قال البادي: هذا أقرأني, قال: قد أحسنت، وإذا قال الآخر, قال: كلاكما محسن . واقرأ: (( إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار)), واعتبروا ذلك بقول أحدكم لصاحبه، صدق وبر، وكذب وفجر، إن هذا القرآن لا يختلف، ولا يتشان ولا يتفه بكثرة الرد، فمن قرأ على حرف فلا يدعه رغبة عنه ؛ فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله، وإنما هو كقول أحدكم: أعجل، وجئ، وهلم.والله لو أعلم أن رجلا أعلم بما أنزل على محمد مني لطلبته حتى أزداد علما إلى علمي، إنه سيكون قوم يميتون الصلاة، فصلوا لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة"

- وعن ابن عباسٍ قال: (أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟) ، قالوا: قراءة زيد بن ثابتٍ.
فقال: (لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن كل سنةٍ على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين وكانت قراءة بن مسعودٍ آخرهما).رواهُ الحاكم والنسائي.

- قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : " ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما" .


10: من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة :
ورد في هذه المسألة قولان :
القول الأول :
- زيد بن ثابت وقرأ بقراءته عموم الصحابة في المدينة.

-
قال أبو عبد الرحمن السلمي: "كان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات " .
القول الثاني :
- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وقد قال : "
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة".

11: جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
- كان زيد بن ثابت كاتب الوحي وشهد العرضة الأخيرة وقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين.
- كلفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بجمع القرآن في مصحف واحد ، وولاه عثمان كتبة المصحف.
- ترتيب السور في المصحف :
* قيل هي على ترتيبها كما كانت في العرضة الأخيرة.
قال السيوطي في التحبير : "وكان صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين، وكان آخر الآيات نزولاً:{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين. انتهى

* وقيل بل هي من اجتهاد الصحابة :
عن ابن عباس قال: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له، فيقول: ضعوا في السورة التي فيها كذا وكذا.

وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم).

12: تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :
- اختصاص شهر رمضان بنزول القرآن ابتداءً ، ثم بمعارضة القرآن كل عامٍ في لياليه.
- كثرة نزول جبريل عليه السلام لمعارضة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ، وما في ذلك من تحصيل الخير والبركة.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 12 رجب 1436هـ/30-04-2015م, 02:31 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
أدلة وجوب الإيمان بالقرآن

أولاً : القرآن كلام الله :

- القرآن كلام الله غير مخلوق .
- القرآن من الله بدأ ( أي أنزله على رسوله ) , وإليه يعود ( عند رفعه إلى السماء من علامات الساعة الكبرى ) .
- القرآن تكلم الله به حقيقة .
- لا يجوز إطلاق القول بأن القرآن حكاية عن كلام الله حتى وإن تلاه الناس وكتبوه في المصاحف .
- إن الكلام يضاف حقيقة إلى المتكلم لا إلى الذي قاله مبلغاً مؤدياً . [ قدم هذه النقطة على التي قبلها ، ثم أخرهما بعد بيان أن القرآن كلام الله ]
- القرآن حروفه ومعانيه من الله تعالى .
- القرآن كلام الله , قال تعالى ( فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقالى صلى الله عليه وسلم ( ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي ) .
- من قال إن الله لم يتكلم بالقرآن فقد أشبه قول المشركين بقولهم ( إن هذا إلا قول البشر ) .
[ رتبوا مسائل التي وردت تحت هذا العنصر ، فنبين أولا العقيدة الصحيحة والأدلة عليها ، ثم بيان الانحرافات التي حصلت ، ويمكن تعديل عنوان العنصر ليشمل بيان مختصر لعقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم ]

[ الأدلة على وجوب الإيمان بالقرآن الكريم ]
أولا : القرآن الكريم :

ثانياً : الأدلة من القرآن :
- أنزل الله القرآن على نبيه محمد وأعمله فضل ما أنزل عليه .
- القرآن عصمة لمن اعتصم به وحرز لمن احترز به .
- القرآن بلاغ للناس جميعهم على لسان رسوله وأمرهم أن يؤمنوا به وبما أعلمهم به من الغيبيات ومنها القرآن الكريم .
- ورود عدد من الآيات التي تدل على أن القرآن محفوظ بحفظ الله تعالى له من التبديل والتحريف .
[ أين الآيات التي تدل على وجوب الإيمان بالقرآن ؟؟ ]
ثانياً : الأدلة من السنة :
- ورود عدد من الأحاديث التي تأمر بالإيمان بالغيبيات ومنها القرآن الكريم .
- قال صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يؤمنوا به وبما جاء به ) وهو القرآن .
- أهم حديث في السنة يأمر بالإيمان بالقرآن هو حديث جبريل برواياته المختلفة .
- وفي حديث جبريل يرد على من قالوا إن شاؤوا عملوا وإن شاؤوا لم يعملوا ( القدرية ) .
[ اذكر الشاهد من حديث جبريل على وجوب الإيمان بالقرآن ]
ثالثاً : فضل الإيمان بالقرآن :
- صاحب السنة هو الذي يؤمن بالقرآن كاملاً واتخذه إماما .
- من نعم الله الجليلة على المؤمن أن أنزل عليه القرآن وعلمه إياه .

رابعاً : الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل به :
- الإيمان لا يكون كاملاً إلا إذا اشتمل على تصديق القلب وإقرار اللسان وعمل الجوارح .
- دليل تصديق القلب قوله تعالى ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ) , وقوله تعالى ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلامن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) .
- دليل إقرار اللسان قوله تعالى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى قولوا لا إله إلا الله ) .
- دليل فرض عمل الجوارح قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ) وقوله تعالى ( أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) .
[ أحسنتم بتلخيص هذا العنصر ]
خامساً : حكم من أنكر شيئاً من القرآن :
- من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالقرآن كله ومن كفر بالقرآن فهو كافر .
بارك الله فيكم أخي الفاضل ، من المهم التأكيد على أن التلخيص لا يعني الإطناب بذكر كلام العلماء نصًا ، وكذلك لا يعني الاختصار الشديد بإغفال بعض المسائل أو إغفال ذكر الأدلة.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 19/ 20
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 17 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 17/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 / 10
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
___________________
= 73 / 80
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 11:49 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي الجواب على أسئلة آداب التلاوة

السؤال الأول
بيان أهمية الإخلاص في تلاوة القرآن
أولاً : الآيات القرآنية :
إن قراءة القرآن تدخل من ضمن الأعمال والطاعات التي أمرنا الله سبحانه أن نخلص قصدنا له بها سبحانه ولا يخفى أن قراءة القرآن من أوجب الأعمال التي تتطلب إخلاصاً لله ومن الآيات التي تأمرنا بالإخلاص قوله تعالى ( مخلصين له الدين )
ثانياً : الأحاديث النبوية :
- حديث الإخلاص في تعلم القرآن وتعليمه : عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ..... ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، )) رواه مسلم). [فضائل القرآن: ]
- حديث الأمر عن تعجيل الأجر على القرآن في الدنيا : عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن قرأ القرآن , وفينا الأعجم والأعرابي فقال: (( اقرؤوا , وكل حسن , وسيأتي قوم يقومونه كما يقوم القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 152]
- حديث النهي عن التكلف بالقراءة دون الفهم والعمل به عن أنس بن مالك قال : "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، ونحن نقتري ، فقال : (( إن فيكم خيرا ، منكم رسول الله ، وتقرءون كتاب الله منكم الأبيض والأسود ، والأعجمي والعربي ، وسيأتي على الناس زمان
يقرءون القرآن يثقفونه كما يثقف القدح ، لا يجاوز تراقيهم ، يتعجلون أجورهم ، ولا يتأجلونه)).) [فضائل القرآن:] ورواه أيضاَ أبو بكر الآجري في كتابه أخلاق حملة القرآن

الآثار عن الصحابة

- عن أبي فراس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "أيها الناس إنه أتى علي زمان , وأنا لا أدري أن أحدا يريد بقراءته غير الله عز وجل حتى خيل إلى بآخره أن أقواما يريدون بقراءتهم غير الله , فأريدوا الله عز وجل بقراءتكم وأعمالكم"). [سنن سعيد بن منصور: 419](م)
- عن موسى بن أيّوب عن عمّه إياس بن عامرٍ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال له: إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

أقوال العلماء:

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال). [التحبير في علم التفسير
السؤال الثاني
حكم الشهادة لآيات الله في الصلاة وخارجها
• حكم الشهادة للآيات :
- الشهادة على الآيات يستوي فيها الحكم عند قراءتها أو سماعها .
- الاعتقاد بالقلب واجب فإنه المؤمن يلزمه ذلك لِأَجْلِ مَا يَلْزَمُ فِي فَهْمِ الْقُرْآنِ مِن الِانْتِقَادِ ذكره ابن العربي في احكام القران ورواه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن
- أما التفاعل مع الآيات بالتفلظ بكلمات تدل على إيمانه ويقينه بالقرآن فهنا اختلف أهل العلم على النحو التالي :

أولاً : عند التلاوة خارج الصلاة :
يؤخذ من مجموع الأحايث على جوازها خارج الصلاة بدون خلاف في ذلك .
ثانياً : عند التلاوة في الصلاة , فأهل العلم على أقوال :
القول الأول : المنع مطلقاً في السنة والفرض :
- وذلك لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، استشهادا بحديث ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) , وأيضاً فإن الصحابة رضوان الله عليهم لم ينقلوا ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم مع حرصهم على تتبع حركاته وسكناته فقد سأله أبو هريرة عندما سكت بين التكبير والقراءة , فلما لم ينقلوا شيئا من ذلك دل على عدم ثبوتها
- روى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ في كتابه فضائل القرآن : « إذا أتى الرجل على هذه الآية وهو في الصلاة :{إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية، أو يأتي على الآية فيها الرغبة والرهبة , قال: يمضي كما هو، وقال:جردوا القرآن»)

القول الثاني : الجواز في السنة لا في الفرض :
يجوز في النفل و لا سيما في صلاة الليل ، فإنه يسن أن يتعوذ عند آية الوعيد ، ويسأل عند آية الرحمة ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن ذلك أحضر للقلب ، وأبلغ في التدبر . ذكر ذلك ابن عثيمين في الشرح الممتع .
القول الثالث : الجواز في الفرض والسنة :
فقد أجاز جماعة من أهل العلم الشهادة للآيات في صلاة الفرض ، لأن تركه صلى الله عليه وسلم لها لا يدل على تحريمها ، والأصل فيه الجواز . ولأن الشهادة للآيات لا يكون بما يبطلها ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن .. ) , ما لم يشغله ذلك عن متابعة الإمام في صلاة الجماعة ، إلا إذا كانت آخر قرءاة الإمام. ذكر ذلك ابن عثيمين في الشرح الممتع , كالرعيني في مواهب الجليل ، ومنصور بن يونس البهوتي في شرح المنتهى .

السؤال الثالث :
ما يصنع من سلم عليه وهو يقرأ ؟
أولاً : حكم رد السلام من القارئ للقرآن وهو يقرأ :
إن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة , قاله الإمام أبو الحسن الواحدي ، قال النووي فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة وهذا الذي قاله ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ
الدليل
قال النووي في كتابه التبيان : قال أصحابنا ( الشافعية ) إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم.).
ثانياً : ما يفعل بعد رده للسلام :
يتعوذ بالله ثم يتابع القراءة
قال السيوطي في الإتقان ويسن التعوذ قبل القراءة قال تعالى:{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}أي أردت قراءته , وذهب قوم إلى أنه يتعوذ بعدها لظاهر الآية وقوم إلى وجوبها لظاهر الأمر .
قال النووي فلو مر على قوم سلم عليهم وعاد إلى القراءة فإن أعاد التعوذ كان حسنا .
فلو قرأ جماعة جملة فهل يكفي استعاذة واحد منهم كالتسمية على الأكل أو لا لم أر فيه نصا والظاهر الثاني لأن المقصود اعتصام القارئ والتجاؤه بالله من شر الشيطان فلا يكون تعوذ واحد كافيا عن آخر , قاله ابن الجزري .

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 26 رجب 1436هـ/14-05-2015م, 09:42 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر القسي مشاهدة المشاركة
السؤال الأول
بيان أهمية الإخلاص في تلاوة القرآن
أولاً : الآيات القرآنية :
إن قراءة القرآن تدخل من ضمن الأعمال والطاعات التي أمرنا الله سبحانه أن نخلص قصدنا له بها سبحانه ولا يخفى أن قراءة القرآن من أوجب الأعمال التي تتطلب إخلاصاً لله ومن الآيات التي تأمرنا بالإخلاص قوله تعالى ( مخلصين له الدين )
ثانياً : الأحاديث النبوية :
- حديث الإخلاص في تعلم القرآن وتعليمه : عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ..... ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، )) رواه مسلم). [فضائل القرآن: ] [ لابد من تحديد صاحب الكتاب ، فكثير من العلماء كتبوا في فضائل القرآن
نقول : ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب في فضائل القرآن وقال : رواه مسلم ]

- حديث الأمر [ النهي ] عن تعجيل الأجر على القرآن في الدنيا : عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن قرأ القرآن , وفينا الأعجم والأعرابي فقال: (( اقرؤوا , وكل حسن , وسيأتي قوم يقومونه كما يقوم القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 152] [ رواه سعيد بن منصور في سننه ]
- حديث النهي عن التكلف بالقراءة دون الفهم والعمل به عن أنس بن مالك قال : "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، ونحن نقتري ، فقال : (( إن فيكم خيرا ، منكم رسول الله ، وتقرءون كتاب الله منكم الأبيض والأسود ، والأعجمي والعربي ، وسيأتي على الناس زمان
يقرءون القرآن يثقفونه كما يثقف القدح ، لا يجاوز تراقيهم ، يتعجلون أجورهم ، ولا يتأجلونه)).)[فضائل القرآن:] ورواه أيضاَ أبو بكر الآجري في كتابه أخلاق حملة القرآن

الآثار عن الصحابة

- عن أبي فراس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "أيها الناس إنه أتى علي زمان , وأنا لا أدري أن أحدا يريد بقراءته غير الله عز وجل حتى خيل إلى بآخره أن أقواما يريدون بقراءتهم غير الله , فأريدوا الله عز وجل بقراءتكم وأعمالكم"). [سنن سعيد بن منصور: 419](م)
- عن موسى بن أيّوب عن عمّه إياس بن عامرٍ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال له: إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.).[أخلاق حملة القرآن: --](م)

أقوال العلماء:

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال). [التحبير في علم التفسير
أحسنتم أخي الفاضل ، ولو بينتم وجه الاستدلال من كل دليل ذكرتموه لكان أفضل.
10 /10


السؤال الثاني
حكم الشهادة لآيات الله في الصلاة وخارجها
• حكم الشهادة للآيات :
- الشهادة على الآيات يستوي فيها الحكم عند قراءتها أو سماعها .
- الاعتقاد بالقلب واجب فإنه المؤمن يلزمه ذلك لِأَجْلِ مَا يَلْزَمُ فِي فَهْمِ الْقُرْآنِ مِن الِانْتِقَادِ ذكره ابن العربي في احكام القران ورواه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن [ ماذا روى القرطبي ، لا يوجد فيما ذكرت حديث أو أثر ]
- أما التفاعل مع الآيات بالتفلظ بكلمات تدل على إيمانه ويقينه بالقرآن فهنا اختلف أهل العلم على النحو التالي :

أولاً : عند التلاوة خارج الصلاة :
يؤخذ من مجموع الأحايث على جوازها خارج الصلاة بدون خلاف في ذلك .
ثانياً : عند التلاوة في الصلاة , فأهل العلم على أقوال :
القول الأول : المنع مطلقاً في السنة والفرض :
- وذلك لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، استشهادا بحديث ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) , وأيضاً فإن الصحابة رضوان الله عليهم لم ينقلوا ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم مع حرصهم على تتبع حركاته وسكناته فقد سأله أبو هريرة عندما سكت بين التكبير والقراءة , فلما لم ينقلوا شيئا من ذلك دل على عدم ثبوتها
- روى مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ في كتابه فضائل القرآن [ عمن روى ابن الضريس ؛ أي من صاحب هذا الأثر ] : « إذا أتى الرجل على هذه الآية وهو في الصلاة :{إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية، أو يأتي على الآية فيها الرغبة والرهبة , قال: يمضي كما هو، وقال:جردوا القرآن»)

القول الثاني : الجواز في السنة لا في الفرض :
يجوز في النفل و لا سيما في صلاة الليل ، فإنه يسن أن يتعوذ عند آية الوعيد ، ويسأل عند آية الرحمة ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن ذلك أحضر للقلب ، وأبلغ في التدبر . ذكر ذلك ابن عثيمين في الشرح الممتع .
القول الثالث : الجواز في الفرض والسنة :
فقد أجاز جماعة من أهل العلم الشهادة للآيات في صلاة الفرض ، لأن تركه صلى الله عليه وسلم لها لا يدل على تحريمها ، والأصل فيه الجواز . ولأن الشهادة للآيات لا يكون بما يبطلها ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن .. ) , ما لم يشغله ذلك عن متابعة الإمام في صلاة الجماعة ، إلا إذا كانت آخر قرءاة الإمام. ذكر ذلك ابن عثيمين في الشرح الممتع , كالرعيني في مواهب الجليل ، ومنصور بن يونس البهوتي في شرح المنتهى . [ الرعيني ، ومنصور البهوتي قبل ابن عثيمين فنقدمهم في الذكر ونخصص ما قالوه ثم نذكر ابن عثيمين ونخصص ما قاله من مجموع ما ذكرتم ]
10 / 10
السؤال الثالث :
ما يصنع من سلم عليه وهو يقرأ ؟
أولاً : حكم رد السلام من القارئ للقرآن وهو يقرأ :
إن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة , قاله الإمام أبو الحسن الواحدي ، قال النووي فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة وهذا الذي قاله [ أبو الحسن الواحدي ] ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ
الدليل
قال النووي في كتابه التبيان : قال أصحابنا ( الشافعية ) إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم.).
ثانياً : ما يفعل بعد رده للسلام :
يتعوذ بالله ثم يتابع القراءة
قال السيوطي في الإتقان ويسن التعوذ قبل القراءة قال تعالى:{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}أي أردت قراءته , وذهب قوم إلى أنه يتعوذ بعدها لظاهر الآية وقوم إلى وجوبها لظاهر الأمر .
قال النووي فلو مر على قوم سلم عليهم وعاد إلى القراءة فإن أعاد التعوذ كان حسنا .
فلو قرأ جماعة جملة فهل يكفي استعاذة واحد منهم كالتسمية على الأكل أو لا لم أر فيه نصا والظاهر الثاني لأن المقصود اعتصام القارئ والتجاؤه بالله من شر الشيطان فلا يكون تعوذ واحد كافيا عن آخر , قاله ابن الجزري .

بارك الله فيكم ، لو قسمت إجابة هذا السؤال إلى قولين :
القول الأول : لأبي الحسن الواحدي
القول الثاني : للنووي
ثم بينتم تفصيل كل قول ودليله والراجح منهما لكان عرض الإجابة أفضل.


10 / 10

الدرجة النهائية :
30 / 30
أحسنتم أخي الفاضل ، بارك الله فيكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 2 شعبان 1436هـ/20-05-2015م, 03:58 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي أنواع المؤلفات في علوم القرآن

السؤال الأول : أكمل ما يلي :

1: المراد بعلوم القرآن من حيث :

الإطلاق اللغوي :كل علم له تعلق بالقرآن خادماً له مستنبطاً منه
المعنى الخاص : ( كعلم مدون ) أبحاث كلية تتعلق بالقرآن من نواحٍ شتى يصلح كل مبحث منها علماً مستقلاً

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات تضمنت بعض المسائل من هذا العلم ( التدوين الضمني ) وأهم الكتب التي تحتوي على بعض علوم القرآن ( كتب الحديث , والتفسير , واللغة , العقيدة , وأصول الفقه ) .
ب: الكتب المؤلفة تأليفاً خاصاً في هذا العلم ( الكتب الموسوعية في هذا العلم ) .
ج: الكتب التي أفردت نوعاً من أنواع علوم القرآن , مثل الناسخ والمنسوخ و أسباب النزول


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب فنون الأفنان لـ لابن الجوزي توفي 597 هـ
4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم بن سلام .
ب: الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس
ج:الإيضاح في الناسخ والمنسوخ لمكي بن أبي طالب القيسي


السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.

يستفيد منه الطالب مايلي
- القراءة والتحصيل ومعرفة الكتب المؤلفة في العلم الذي يريده ( مناسبة المستوى الدراسي , المادة العلمية الصحيحة , الكتب المتوفرة والمتاحة )
- البحث العلمي ليعرف أمهات المصادر والكتب الرئيسية للتوثيق والاطلاع , وتطور كامل للموضوع .
- ومعرفة المصادر تغذي عقل الطالب وتوسعه في العلم الذي يريده .

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
1- حقيقة القرآن ( التعريف , الأسماء , الأوصاف , الفضائل ... )
2- مصدره .
3- نزوله .
4- نقله .
5- بيانه وتفسيره .
6- لغته وأساليبه .
7- أحكامه .
8- القراءات والقراء .

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
تعود لنشأة العلم وتطوره ومراحله وتعدد المدارس والمشارب للعلماء وطريقة تأليفه

السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.

- من أحسن الكتب في علوم القرآن تحقيقاً وتحريراً وترتيباً .
- جمع بين حست الترتيب والحقيق وتخريج الآثار والروايات .

2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
- حسن التحرير .
- مناقشة الأقوال التي يوردها العلماء وتحليلها .
- الرد على الأشياء التي فيها ضعف ونظر , والتنبيه على الجيد من الأقوال .
- من الكتب التي يظهر فيها علم المؤلف وشخصيته في الرد والمناقشة .
- يستعرض المؤلفات والرسائل ويناقشها ويرد عليها .
- يحتوي على لغة علمية حوارية مقنعة .

السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.
- غير محرر وغير محقق .
- يذكر الروايات ولا يحكم عليها .
- ولا يغير رأي لأي مسألة .
- بعض الأنواع التي تتعلق بخواص علوم القرآن نقل أشياء لا تصح .
- ما فيه من علوم ومعارف يغني عنه ما في الإتقان .

2: أسباب النزول للواحدي.
يحتوي على أسانيد ضعيفة و منقطعة

السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

معلومات عامة عن الفرق بين الكتابين
- كثير مما ذكره السيوطي أصله في البرهان .
- أغلب ما انفرد به السيوطي قضايا فرعية , واستدل بها على أحاديث لا تصح .
- البرهان امتاز على الإتقان بالقضايا اللغوية والأساليب اللغوية .
- أغلب أنواع السيوطي يمكن دمجها في بعض .
- أكثر ما انفرد به السيوطي يمكن الاستغناء عنه أصلاً أو يمكن أن يشار إليها بنوع واحد يندرج تحته أفراد كثيرة .

ما انفرد به الزركشي :
- على كم لغة نزل .
- معرفة التصريف .
- بلاغة القرآن .
- معرفة توجيه القراءات ما ذهب إليه قارئ .
- هل يجوز من التصانيف استعمال القرآن ( الاقتباس ) .
- معرفة أحكامه .
- في حكم الآيات المتشابهة في الصفات .
- معاضدة السنة للقرآن .

ما انفرد به السيوطي عن الزركشي أنواع
الأول : ما اتفرد به وأصله في البرهان :

- الحضري والسفري .
- الليلي والنهاري .
- ما تكرر نزوله .
- ما تأخر نزوله عن حكمه .
- ما نزل مشيعاً وما نزل مفرقاً .
- ما تأخر حكمه عن نزوله .
- بيان الموصول لفظاً .
- الإمالة والفتح .
- المد والقصر .
- تخفيف الهمزة .
- عامه وخاصه .
- مبينه ومجمله .
- مطلقه ومقيده .
- منطوقه ومفهومه .
- العلوم المستنبطة من القرآن .
- أسماء من نزل بهم من القرآن .
- مفردات القرآن .
- طبقات المفسرين .

الثاني : انواع أضافها السيوطي مع كونه مسبوقاً بها من غير الزركشي
- الصيفي والشتائي .
- الفراشي والنومي .
- ما نزل مفرقاً وما نزل جمعاً .
- العالي والنازل من أسانيده .
- المشهور والآحاد والمدرج .
- الإظهار والإدغام والإخفاء والإقلاب .
- ما وقع من الأسماء والكنى والألقاب .

ثالثاً : الأنواع المبتكرة في الإتقان :
- الأرضي و السمائي .
- ما نزل من القرآن على لسان بعض من الصحابة .
- ما أنزل من القرآن على لسان بعض الأنبياء .
- مالم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم .


2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
ما تميز به الكتاب :
- اختصاره على الموضوعات الرئيسية في علوم القرآن .
- ركز على الشبهات التي أثيرت حول بعض علوم القرآن ورد عليها بتوسع .
- أفاض في مبحث جمع القرآن وما يتعلق به .
- تكلم بعلم واسع عن ترجمة القرآن بتفصيل جيد .
- أجاد في مبحث أسلوب القرآن وإعجاز القرآن .

أهم ما أخذ على الكتاب :
في مبحث محكم القرآن ومتشابهه تورط فيه حيث أنه نقل الكلام عن فرق ولم يرد عليها ولم يناقشها .

أهم الرسائل التي ناقشت هذا الكتاب
للدكتور خالد السبت في رسالته ( كتاب مناهل العرفان - دراسة وتقويم ) .

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 7 شعبان 1436هـ/25-05-2015م, 05:29 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي أسئلة دورة تاريخ علم التفسير

السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: تفسير القرآن للقرآن.
- أول نشأة علم التفسير وبيان القرآن هو ما تضمنه القرآن من الفصاحة والبيان .
- تفسير القرآن بالقرآن منه ما هو صريح ومنه ما يدخله الاجتهاد ؛ والذي يعدّ من التفسير الإلهي هو ما يدلّ على المعنى صراحة من غير التباس.
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي.
النوع الثالث: ما نزل من الوحي على النبيّ صلى الله عليه وسلم لبيان تفسير بعض ما أنزل الله في القرآن، ومن ذلك الأخبار عن المغيّبات وتفصيل ما لا يُدرك إلا بتوقيف من الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم، فهذا منشؤه من الله تعالى .

(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية؛ تتضمن بيان معنى الآية.
مثال ذلك: حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري في تفسير قول الله تعالى: {يوم يُكشف عن ساق}.
- هذه الآية في تفسيرها قولان مشهوران مأثوران عن السلف:
القول الأول: أن المراد ساق الله تعالى وهو التفسير النبوي وهو قول عبد الله بن مسعود وإبراهيم النخعي ورواية عن قتادة.
القول الثاني: المعنى يكشف عن كرب وشدة وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد .

والنوع الثاني: أحاديث يستشهد بها على معنى من المعاني المتصلة بالآية.
- هذا النوع يدخله الاجتهاد كثيراً، ويتفاوت العلماء في استنباط المعاني المتصلة بالآيات من الأحاديث تفاوتاً كبيراً.
- المتأمّل في الأحاديث التي ينتزع منها معنى يتصل بتفسير الآية يجد أنه من المتعذر الإحاطة بجمع الأحاديث التي لها صلة بالتفسير، وأن المؤلفات التي ألّفت في جمع التفسير النبوي لا تحيط به.
مثال هذا النوع: تفسير ابن عباس للَّمم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - مجاهد بن جبر
2- سعيد بن جبير
3- أربدة التميمي

(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- نوف البكالي
3- محمد بن كعب القرظي

(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: تفسير القرآن العظيم لابن كثير
2: لباب التاويل للخازن
3: مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي

السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟

- لصحّة أقوال العلماء في تفسير القرآن بالقرآن واعتبارها شروط منها: صحّة المستدلّ عليه، وصحّة وجه الدلالة.
- يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح.
- كلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسّر أو وهمه أو تمحّله.
- قد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ، وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد.


2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
أنواع بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
النوع الأول: ما يكون بيانه تلاوته
- أنزل القرآن بلسان عربي مبين على أفصح العرب لسانا وأحسنهم بيانا وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان يكفي العرب في بيانه تلاوته عليهم تلاوة بينة لأنهم أهل فصاحة وبيان .
- هذا النوع هو أكثر ما في بيان القرآن، ولا سيما المحكم منه، كبيان الأصول العظيمة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله
ومن أمثلة هذا البيان:
- ومن ذلك ما في الصحيحين وغيرهما من حديث جبير بن مطعمٍ - رضي الله عنه – أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب؛ فقرأ بالطور؛ فلما بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون} قال: كاد قلبي أن يطير، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي).

النوع الثاني: ما يكون بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم وسيرته.

النوع الثالث: ما يكون بيانه بالعمل به , كإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصيام والحج وغير ذلك.

النوع الرابع: ما يكون من ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم تفسير بعض الآيات


النوع الخامس: جواب أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض معاني القرآن وما يوردونه من الشبه والاعتراضات.
- ومن أمثلة ذلك: ما رواه الطبراني عن ابن عباس أنه قال: لما نزلت : {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}
قال عبد الله بن الزبعرى : أنا أخصم لكم محمداً , فقال: يا محمد أليس فيما أنزل عليك : {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} ؟
قال : (( نعم )). قال: فهذه النصارى تعبد عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيراً، وهذه بنو مليح تعبد الملائكة؛ فهؤلاء في النار ؟!! , فأنزل الله عز و جل : {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} ).

النوع السادس: جواب ما يشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن.
- مثال ذلك: ما في الصحيحين من حديث ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه، إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حوسب عذب» قالت عائشة: فقلت: أوليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا} قالت: فقال: « إنما ذلك العرض، ولكن: من نوقش الحساب يهلك »).

النوع السابع: بيان المراد ببعض ما جاء في القرآن ابتداء.

النوع الثامن: إلحاق حكم بمعنى الآية أو التنصيص على بعض أفراد ذلك المعنى , مثال ذلك: تفسير الغاسق بالقمر.

النوع التاسع: تخصيص معنى الآية , مثال ذلك: تخصيص معنى الظلم بالكفر في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}.

النوع العاشر: توسيع دلالة الآية , وهذا النوع من خصائص التفسير النبوي، وفي دخوله في النسخ خلاف.

مثال ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}). رواه مسلم.

النوع الحادي عشر: التفسير المتلقّى بالوحي , ومن أنواع التفسير النبوي بيان بعض المعاني التي لا تُدرك إلا بوحي من الله تعالى كالإخبار عن المغيبات، وهذا النوع من خصائص التفسير النبوي أيضاً.

3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
- لا أسانيد لبعضها صحاح متصلة .
- أن الضعيف أكثر من الصحيح فيها .
- العبارة الصحيحة الموثوقة المروية عن الإمام : ثلاثة كتب ليس لها أصول : المغازي والملاحم والتفسير .

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
- كان ائمة الحديث مشنغلون بنقل الأحكام و الأحاديث وطريق تمحيصها , و من الأحاديث ما فيها تفسير للقرآن , فإذن نقل عن ضعيف قول يخالف الحديث رد قوله .
- ولما كان الرواة يعتنون بأمور الدين الأساسية تساهلوا في غيرها .
- القرآن عربي ونزل في قوم عرب , وكانوا يعرفون بسليقة لسانهم التفسير الموافق للغة العربية من التفسير المخالف للعربية .
- يقول عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله: "إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال، تساهلنا في الأسانيد، وتسامحنا في الرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام، تشدَّدنا في الأسانيد، وانتقدنا الرجال" .

السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.

منزلة الصحابة بين المفسرين عظيمة وجليلة , وذلك لمايلي :
اولاً : عاصروا التنزيل وعاشوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم و ومنهم من خدم النبي ونقل من هديه وعرفوا من أموره أموراً لا يدركها أحد غيرهم .
ثانياً : كان يعرض لهم ما يسالون النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبهم من تفسير وغيره .
ثالثاً : صحة لسانهم العربي , وسلامتهم من اللحن والعجمة ولان القرآن بلغتهم نزل .
رابعاً : لما لهم من الفهم الحسن والعمل الصالح وكانوا على خشية وإنابة وقد قال الله في كتابه ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى )
خامساً : لان النبي صلى الله عليه أدبهم وزكاهم فلهذا أثره الكبير على نفوسهم
سادساً : كان من قراء الصحابة مزيد علم في القرآن فقد قال ابن مسعود : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات من القرآن لم يجاوزهن حتى يعلم معانيهن وتفسيرهن ويعمل بما فيهن .

2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
أولاً : طريقة السؤال والجواب ( تقويم الفهم )
يسأل العالم الناس عن معنى آية وإذا وجد عندهم فهم خاطئ قومه ومثاله : قال أبو بكر ما تقولون في هذه الآية ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) فقالوا استقامة الأعمال فقال : معناها ( فلم يلتفتوا إلى إله غيره ) ومثال ىخر حذيفة بن اليمان كان جالساً في حلقة فقال ما تقولون في الآية ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ) فأجابوا فقال لهم : من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة .
ثانياً : تصحيح الفهم الخاطئ ( قد يجد العالم بالتفسير فهماً خاطئاً منتشرا عند الناس فيبين لهم الصحيح ) ومثاله , قال أبو بكر أيها الناس إنكم تقرؤون ( عليكم أنفسكم ) فإني سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الناس إذا رأوا منكراً فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه ) .

ثالثاً : قد يجتهد بعض الصحابة بالتفسير فيخطئ فينكر عليه , ومن أمثلة ذلك ان قدامة ابن مظعون شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ثم سال فأقر , فقال له عمر ما حملك على ذلك ؟ قال لأن الله تعالى قال في كتابه ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وىمنوا وعملوا الصالحات ) فهو شرب الخمر تأولاً بأنها حلالاً له فقال عمر اجيبوا الرجل : فقال ابن عباس : إنما أنزلها الله عذراً لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم , وقال عمر ( إن اتقيت الله احتنبت ماحرم الله عليك ) .

رابعاً : كان من يشكل عليه معنى من المعاني في القرآن يسأل عنه ومثاله , ما سال الصحابة السيدة عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالت : كان خلقه القرآن

3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
1- مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود
2- الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود
3- السدي الكبير عن مرة الهمذاني عن ابن مسعود ( السند ضعيف )
4- أبو روق عن الضحاك عن ابن مسعود ( غير مرضية ) .

السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
1- كانت بداية تدوين التفسير ما أثر عن بعض أصحاب ابن عبّاس رضي الله عنهما من كتابتهم التفسير عنه؛ فكان مجاهد يأتي ابن عبّاس ومعه ألواحه فيكتب عنه التفسير ويملي عليه ابن عباس، وكذلك كتب التفسير عن ابن عباس سعيد بن جبير وأربدة التميمي وغيرهم.
2- فأمّا صحيفة أربدة التميمي فيرويها عنه أبو إسحاق السبيعي والمنهال بن عمرو وقد أخرج منها سفيان الثوري وعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم في تفاسيرهم مفرّقة على السور.
3- وأمّا مجاهد فكان يُروى عنه التفسير فمنه ما هو مقطوع عليه ومنه ما كان يسنده إلى ابن عباس وقد روى عنه التفسير جماعة من المفسّرين.
4- وأمّا سعيد بن جبير فروي أنه كتب لعبد الملك بن مروان تفسيراً لكنّه لم يصل إلينا، وإنما يروى التفسير عن سعيد بن جبير مفرّقاً في كتب التفسير المسندة.
5- وابن جرير كان يروي بواسطة رجلين عن أبي إسحاق السبيعي ( عبيد المحاربي عن الأحوص عن أبي إسحاق )

السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.

- أهم الكتب المؤلفة في عصره وكان يسمى شيخ المفسرين .
- أجمع كتاب في التفسير .
- لديه معرفة بعد علوم متعلقة بالقرآن ( التاريخ , الأصول , القراءات , اللغة , الفقه ) .
- لديه منهج حسن في الموازنة من الأقوال وتمييزها , وترجيح بعضها على بعض .

(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
- أبوه صاحب الفكرة في التأليف وشجعه عليه .
- بارع في أصول التفسير .
- تميز بنقد الاقوال والترجيح بينه .
- ليس متعصب للمذهب الأشعري ويريد اتباع الحق .

(3) معاني القرآن للزجاج.
- أوسع من ألف من أهل اللغة في التفسير .

(4) تفسير الثعلبي.
- قيمته تأتي من كثرة مصادره وكثير من هذه المصادر مفقود .
- حقق على شكل رسالات واجزاء منه .

(5) أضواء البيان للشنقيطي
- من أجل التفاسير .
- اعتمد على تفسير القرآن بالقرآن والتفسير المأثور زلا تعرض للرأي إلا بالشكل النادر .
- اهتمامه بالأحكام الشرعية مع دقة الاستنباط وقوة الاستدلال .
- تحقيق بعض المسائل اللغوية .
- الكلام على الاحاديث تصحيحاً وتضعيفاً .
- خلوه من الإسرائيليات .
- الترجيح بين الأقوال .

السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.

- معتزلي جلد ويفتخر باعتزاله .
- من اعتزالياته ظاهرة وخفية لا تظهر إلا للمحققين .

(2) التفسير الكبير للرازي.
- من كبار الاشاعرة والتمكلمين وندم على اهتماه بالكلام آخر حياته .
- اعتمد في تفسيره على المعتزلة مثل الكشاف و ووافقهم في بعض أقوالهم .
- يكثر من إيراد الشبه والاعتراضات .
- يكثر من الاستطرادات ويتوسع فيها ويتكلف فيها .
- ضعفه في علم الحديث .
- ضعفه في علم القراءات .
- لم يتم تفسيره بكامله .

(3) النكت والعيون للماوردي.
- أراد أن يكتب مختصراً وملخصاً للأقوال فاخطأ من وجهين :
1- يروي الأقوال بدون عزو لسندها أو من نقلها ( ينقل من روايات ابن جرير بدون السند فاحيانا يكون السند واهٍ او ضعيف فينقل بدون السند بلفظ قال ) واتى من بعده معتمداً عليه وينقل عنه الأقوال على أنها صحيحة مسندة وهي غير كذلك .
2- يزيد في التفسير أوجهاً من عنده ويكثر فيها التكلف وكأنه كان يؤلف لنفسه من باب المذاكرة ثم اشتهر تفسيره ونقل عنه , وممن لخصه العز ابن عبد السلام .
- تأثر بالمعتزلة وهو ليس معتزلياً صرفاً ولكنه تأثر بهم .

(4) تفسير الثعلبي.
- طبع تفسيره طبعة سيئة غير محققة .
- يروي الأحاديث بسنده وهو ليس بمتين في الحديث .
- يكثر من الروايات الإسرائيلية , بدون تنبيه عليها .
- يسوق الحديث الصحيح مع الضعيف ويجع بينهما بمساق واحد بلا تمييز ولا تنبيه .

(5) تنوير المقباس.
رواياته ضعيفة ولا يصح نسبته إلى ابن عباس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماهر, الطالب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir