دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1441هـ/29-12-2019م, 05:27 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

تطبيقات الدرس السادس :

اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة: 
1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَفِي ذَلِكم بَلاءٌ مِن رَبِّكم عَظِيمٌ﴾ فِيهِ تأويلان :
أحَدُها: نِعْمَةٌ مِن رَبِّكم، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ ومجاهد والسديوابن قتيبة والزجاج .
فعلى هذا القول يعود على النجاة من فرعون وجنوده .
الثّانِي: أنه النقمة ،حكاه الماوردي عن السدي .
وعلى هذا القول يَكُونُ "ذا" في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ذَلِكُمْ﴾ عائِدًا عَلى سَوْمِهِمْ سُوءَ العَذابِ، وذَبْحِ أبْنائِهِمْ واسْتِحْياءِ نِسائِهِمْ.
والبلاءيكون في الخَيْرِ والشَّرِّ، كَما قالَ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَنَبْلُوكم بِالشَّرِّ والخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنْبِياءِ: 35] لِأنَّ الِاخْتِبارَ قَدْ يَكُونُ بِالخَيْرِ كَما
يَكُونُ بِالشَّرِّ، غَيْرَ أنَّ الأكْثَرَ في الشَّرِّ أنْ يُقالَ: بَلَوْتُهُ أبْلُوهُ بَلاءً، وفي الخَيْرِ: أبْلَيْتُهُ أُبْلِيهِ إبْلاءً، ومِن ذَلِكَ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
جَزى اللَّهُ بِالإحْسانِ ما فَعَلا بِكم فَأبْلاهُما خَيْرَ البَلاءِ الَّذِي يَبْلُو
فَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ.
ويمكن الجمع بين المعنيين في تفسير هذه الآية ولكن الأقرب هنا هو التفسير الثاني والله أعلم.
2: معنى التكوير في قول الله تعالى: {إذا الشمس كوّرت}
وَفِي قَوْلِهِ تَعالى: ﴿كُوِّرَتْ﴾خمسة أقْوالٍ.
أحَدُها: أظْلَمَتْ، رَواهُ الوالِبِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وكَذَلِكَ قالَ الفَرّاءُ: ذَهَبَ ضَوْؤُها، وهَذا قَوْلُ قَتادَةُ، ومُقاتِلٍ.
والثّانِي: ذَهَبَتْ، قاله ابْنِ عَبّاسٍ، وكَذَلِكَ قالَ مُجاهِدٌ: اضْمَحَلَّتْ.
والثّالِثُ: غُوِّرَتْ، رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وابْنِ الأنْبارِيِّ
والرّابِعُ: أنَّها تُكَوَّرُ مِثْلَ تَكْوِيرِ العِمامَةِ، فَتُلَفُّ وتُمْحى، قالَهُ أبُو عُبَيْدَةَ. وهو قَوْلُ الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ.
قالَ الزَّجّاجُ: ومَعْنى: " كُوِّرَتْ " جُمِعَ ضَوْؤُها، ولُفَّتْ كَما تُلَفُّ العِمامَةُ. ويُقالُ: كَوَّرْتُ العِمامَةَ عَلى رَأْسِي أُكَوِّرُها: إذا لَفَفْتُها. قالَ المُفَسِّرُونَ: تُجْمَعُ الشَّمْسُ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، ثُمَّ تُلَفُّ ويُرْمى بِها في البَحْرِ. وقِيلَ: في النّارِ. وقِيلَ: تُعادُ إلى ما خُلِقَتْ مِنهُ.
-الخامس: نُكِّسَتْ، قالَهُ أبُو صالِحٍ
قال الطبري :
والصواب من القول في ذلك عندنا: أن يقال: ﴿كُوِّرَتْ﴾ كما قال الله جل ثناؤه، والتكوير في كلام العرب: جمع بعض الشيء إلى بعض، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة، وهي جمع الثياب بعضها إلى بعض، ولفها، وكذلك قوله: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فَرُمِي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها فعلى التأويل الذي تأوّلناه وبيَّناه لكلا القولين اللَّذين ذكرت عن أهل التأويل وجه صحيح، وذلك أنها إذا كُوِّرت ورُمي بها، ذهب ضوءها.

3:معنى العصر في قول الله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}
قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿والعَصْرِ﴾ فِيهِ أربعة أقْوالٍ.
أحَدُها: أنَّهُ الدَّهْرُ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ، وزَيْدُ بْنُ أسْلَمَ، والفَرّاءُ، وابْنُ قُتَيْبَةَ. وإنَّما أقْسَمَ بِالدَّهْرِ لِأنَّ فِيهِ عِبْرَةً لِلنّاظِرِ مِن مُرُورِ اللَّيْلِ والنَّهارِ عَلى تَقْدِيرٍ لا يَنْخَرِمُ.
والثّانِي: أنَّهُ العَشِيُّ، وهو ما بَيْنَ زَوالِ الشَّمْسِ وغُرُوبِها، قالَهُ الحَسَنُ، وقَتادَةُ.
ومِنهُ قَوْلُ الشّاعِرِ
تَرَوَّحْ بِنا يا عَمْرُو قَدْ قَصُرَ العَصْرُ وفي الرَّوْحَةِ الأُولى الغَنِيمَةُ والأجْرُ
وَخَصَّهُ بِالقَسَمِ لِأنَّ فِيهِ خَواتِيمَ الأعْمالِ.
والثّالِثُ: صَلاةُ العَصْرِ، وهي الصلاة الوسطى ،قالَهُ مُقاتِلٌ.
الرابع : أنْ يُرِيدَ عَصْرَ الرَّسُولِ ﷺ لِفَضْلِهِ بِتَجْدِيدِ النُّبُوَّةِ فِيهِ.
قال الطبري :والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر ﴿وَالْعَصْرِ﴾ اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.
وقال ابن عاشور : وتَعْرِيفُهُ بِاللّامِ عَلى هَذِهِ الوُجُوهِ تَعْرِيفُ العَهْدِ الذِّهْنِيِّ، أيْ: كُلِّ عَصْرٍ.
تطبيقات الدرس السابع : 
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}
-ورد في ذلك أقوال :
أحَدُها: أنَّهُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ سَهْمٌ في فَيْءِ المُسْلِمِينَ، وهو المُحارَفُ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ ومجاهد .وقالَ إبْراهِيمُ: هو الَّذِي لا سَهْمَ لَهُ في الغَنِيمَةِ.
والثّانِي: أنَّهُ الَّذِي لا يُنَمّى لَه مال ، قالَه عكرمة.
والثّالِثُ: أنَّهُ المُسْلِمُ الفَقِيرُ، قالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ.
والرّابِعُ: أنَّهُ المُتَعَفِّفُ الَّذِي لا يَسْألُ شَيْئًا، قالَهُ قَتادَةُ، والزُّهْرِيُّ.
والخامِسُ: أنَّهُ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدَ الغَنِيمَةِ، ولَيْسَ لَهُ فِيها سَهْمٌ، قالَهُ الحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ.
والسّادِسُ: أنَّهُ المُصابُ ثَمَرَتُهُ وزَرْعُهُ أوْ نَسْلُ ماشِيَتِهِ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ.
والسّابِعُ: أنَّهُ المَمْلُوكُ،عزاه الماوَرْدِيّ إلى عبد الرحمن بن حميد
والثّامِنُ: أنَّهُ الكَلْبُ، رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز
وَيَحْتَمِلُ تاسِعًا: أنَّهُ مَن وجَبَتْ نَفَقَتُهُ مِن ذَوِي الأنْسابِ لِأنَّهُ قَدْ حُرِمَ كَسْبَ نَفْسِهِ، حَتّى وجَبَتْ نَفَقَتُهُ في مالِ غَيْرِهِ.ذكره المارودي
الراجح :
الراجح والله أعلم أن المحروم يعم ذلك كله لأن المعنى واحد وإنَّما عَبَّرَ عُلَماءُ السَلَفِ في ذَلِكَ العِباراتِ عَلى جِهَةِ المُثُلاتِ فَجَعَلَها المُتَأخِّرُونَ أقْوالًا،فالمحروم هو الَّذِي تَبْعُدُ عنهُ مُمَكِّناتُ الرِزْقِ بَعْدَ قُرْبِها مِنهُ فَيَنالُهُ حِرْمانٌ وفاقَةٌ، وهو مَعَ ذَلِكَ لا يُسْألُ، فَهَذا هو الَّذِي لَهُ حَقٌّ في أمْوالِ الأغْنِياءِ كَما لِلسّائِلِ حَقٌّ، وهَذِهِ أنْواع الحِرْمانِ، لا أنَّ الِاسْمَ يَسْتَلْزِمُ هَذا خاصَّةً
الحبل في قول الله تعالى: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}
المراد به : العهد ، قاله ابن عباس ورُوِيَ عَنِ مُجاهِدٍ، وعِكْرِمَةَ، والحَسَنِ، وعَطاءٍ وقَتادَةَ والرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ، والضَّحّاكِ والسُّدِّيِّ نَحْوُ ذَلِكَ.
فالمراد بحبل من الله عَهْدُ اللَّهِ ذِمَّتُهُ،وعَهْدُ النّاسِ حِلْفُهم، ونَصْرُهم، و شُبِّهَ العهد بالحبل لِأنَّهُ يَصِلُ قَوْمًا بِقَوْمٍ كَما يَفْعَلُ الحَبْلُ في الأجْرامِ.

تطبيقات الدرس الثامن:
- بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
قوله تعالى: (وَلِيَسْتَبينَ)بالياء هي قراءة الكوفيين،وهنا يكون لازم ومتعد
وقرأها باقي القرّاء بالتاء (ولتستبين )
فالقراءة بالياء هي عطف على المعنى، كأنه قيل: ليظهرَ الحَق وليَستَبينَ.
والسبيل يذكر ويؤنث.
وقرء(ولتستبين )بالتاء والياء فيمن رفع( السبيل) ، وكانت على معنى الفاعل ،قال ابن عباس رضي الله عنه :وما بَيَّنْتَ من سبيلهم يوم القيامة ومصيرهم إلى الخزي.
ومن نصب( السبيل) كانت التاء للخطاب، أي: وَلِتَسْتَبِينَ يا محمدُ سبيلَ المجرمين. يقال: استَبَانَ الشَّيءُ واسْتَبَنْتُهُ.
هنا يمكننا الجمع بين القراءات لأنها كلها صحيحة متواترة موافقة للغة .

(3) مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}
﴿وَلَكِنْ جَعَلْناهُ نُورًا﴾ فِيهِ أربعة أقوال :
أحدها: جَعَلْنا القُرْآنَ نُورًا، قالَهُ السُّدِّيُّ.
فوحد الهاء، وقد ذكر قبل الكتاب والإيمان، لأنه قصد به الخبر عن الكتاب،كما ذكر الطبري
ولَمْ يَقُلْ: ”جَعَلْناهُما“، لِأنَّ المَعْنى: ”وَلَكِنْ جَعَلْنا الكِتابَ نُورًا“، وهو دَلِيلٌ عَلى الإيمانِ.
الثّانِي: جَعَلْنا الإيمانَ نُورًا.وهو أقرب مذكور
حَكاهُ النَّقّاشُ وقالَهُ الضَّحّاكُ
الثالث :يعود على قوله (روحا)،ذكره أبو السعود والسمين الحلبي
الرابع :يعود إلى الكتاب والإيمان معًا ،لأن مقصدهما واحد ، فَهو نَظِيرُ: ﴿واللَّهُ ورَسُولُهُ أحَقُّ أنْ يُرْضُوهُ﴾ [التوبة: 62]
ولكن وحد الهاء، لأن أسماء الأفعال يجمع جميعها الفعل، كما يقال: إقبالك وإدبارك يعجبني، فيوحدهما وهما اثنان.
هنا يمكننا الجمع بين الأقوال فالروح هو القرآن كما في أحد القولين و هو دليل على الإيمان .
تطبيقات الدرس التاسع:
-استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
1: "مزيد" في قوله تعالى: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}
قال أبو حيّان الأندلسي: و(مَزِيدٍ) يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا أوِ اسْمَ مَفْعُولٍ.
وقال محمود الصافي : يجوز أن يكون اسم مكان من الثلاثي زاد .
2: "مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلنا مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}
قال ابن عاشور :وقَرَأ الجُمْهُورُ (مُنْزَلًا) بِضَمِّ المِيمِ وفَتْحِ الزّايِ وهو اسْمُ مَفْعُولٍ مِن (أنْزَلَهُ) عَلى حَذْفِ المَجْرُورِ، أيْ: مُنْزَلًا فِيهِ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا، أيْ: إنْزالًا مُبارَكًا. والمَعْنَيانِ مُتَلازِمانِ. وقَرَأهُ أبُو بَكْرٍ عَنْ عاصِمٍ بِفَتْحِ المِيمِ وكَسْرِ الزّايِ، وهو اسْمٌ لِمَكانِ النُّزُولِ.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 ذو القعدة 1441هـ/16-07-2020م, 08:03 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء احمد مشاهدة المشاركة
تطبيقات الدرس السادس :

اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة: 
1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَفِي ذَلِكم بَلاءٌ مِن رَبِّكم عَظِيمٌ﴾ فِيهِ تأويلان :
أحَدُها: نِعْمَةٌ مِن رَبِّكم، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ ومجاهد والسديوابن قتيبة والزجاج .
فعلى هذا القول يعود على النجاة من فرعون وجنوده .
الثّانِي: أنه النقمة ،حكاه الماوردي عن السدي .
وعلى هذا القول يَكُونُ "ذا" في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ذَلِكُمْ﴾ عائِدًا عَلى سَوْمِهِمْ سُوءَ العَذابِ، وذَبْحِ أبْنائِهِمْ واسْتِحْياءِ نِسائِهِمْ.
والبلاءيكون في الخَيْرِ والشَّرِّ، كَما قالَ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَنَبْلُوكم بِالشَّرِّ والخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنْبِياءِ: 35] لِأنَّ الِاخْتِبارَ قَدْ يَكُونُ بِالخَيْرِ كَما
يَكُونُ بِالشَّرِّ، غَيْرَ أنَّ الأكْثَرَ في الشَّرِّ أنْ يُقالَ: بَلَوْتُهُ أبْلُوهُ بَلاءً، وفي الخَيْرِ: أبْلَيْتُهُ أُبْلِيهِ إبْلاءً، ومِن ذَلِكَ قَوْلُ زُهَيْرٍ:
جَزى اللَّهُ بِالإحْسانِ ما فَعَلا بِكم فَأبْلاهُما خَيْرَ البَلاءِ الَّذِي يَبْلُو
فَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ.
ويمكن الجمع بين المعنيين في تفسير هذه الآية ولكن الأقرب هنا هو التفسير الثاني والله أعلم.

[ والمعنى الثالث: الفتنة ]


2: معنى التكوير في قول الله تعالى: {إذا الشمس كوّرت}
وَفِي قَوْلِهِ تَعالى: ﴿كُوِّرَتْ﴾خمسة أقْوالٍ.
أحَدُها: أظْلَمَتْ، رَواهُ الوالِبِيُّ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وكَذَلِكَ قالَ الفَرّاءُ: ذَهَبَ ضَوْؤُها، وهَذا قَوْلُ قَتادَةُ، ومُقاتِلٍ.
والثّانِي: ذَهَبَتْ، قاله ابْنِ عَبّاسٍ، وكَذَلِكَ قالَ مُجاهِدٌ: اضْمَحَلَّتْ.
والثّالِثُ: غُوِّرَتْ، رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وابْنِ الأنْبارِيِّ
والرّابِعُ: أنَّها تُكَوَّرُ مِثْلَ تَكْوِيرِ العِمامَةِ، فَتُلَفُّ وتُمْحى، قالَهُ أبُو عُبَيْدَةَ. وهو قَوْلُ الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ.
قالَ الزَّجّاجُ: ومَعْنى: " كُوِّرَتْ " جُمِعَ ضَوْؤُها، ولُفَّتْ كَما تُلَفُّ العِمامَةُ. ويُقالُ: كَوَّرْتُ العِمامَةَ عَلى رَأْسِي أُكَوِّرُها: إذا لَفَفْتُها. قالَ المُفَسِّرُونَ: تُجْمَعُ الشَّمْسُ بَعْضُها إلى بَعْضٍ، ثُمَّ تُلَفُّ ويُرْمى بِها في البَحْرِ. وقِيلَ: في النّارِ. وقِيلَ: تُعادُ إلى ما خُلِقَتْ مِنهُ.
-الخامس: نُكِّسَتْ، قالَهُ أبُو صالِحٍ
[ تجنبي النسخ من تفسير الماوردي وابن الجوزي والاعتماد عليهما في نسبة الأقوال؛ فقد تكرر التنبيه على هذا وبيان سببه ]

قال الطبري :
والصواب من القول في ذلك عندنا: أن يقال: ﴿كُوِّرَتْ﴾ كما قال الله جل ثناؤه، والتكوير في كلام العرب: جمع بعض الشيء إلى بعض، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة، وهي جمع الثياب بعضها إلى بعض، ولفها، وكذلك قوله: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فَرُمِي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها فعلى التأويل الذي تأوّلناه وبيَّناه لكلا القولين اللَّذين ذكرت عن أهل التأويل وجه صحيح، وذلك أنها إذا كُوِّرت ورُمي بها، ذهب ضوءها.



3:معنى العصر في قول الله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}
قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿والعَصْرِ﴾ فِيهِ أربعة أقْوالٍ.
أحَدُها: أنَّهُ الدَّهْرُ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ، وزَيْدُ بْنُ أسْلَمَ، والفَرّاءُ، وابْنُ قُتَيْبَةَ. وإنَّما أقْسَمَ بِالدَّهْرِ لِأنَّ فِيهِ عِبْرَةً لِلنّاظِرِ مِن مُرُورِ اللَّيْلِ والنَّهارِ عَلى تَقْدِيرٍ لا يَنْخَرِمُ.
والثّانِي: أنَّهُ العَشِيُّ، وهو ما بَيْنَ زَوالِ الشَّمْسِ وغُرُوبِها، قالَهُ الحَسَنُ، وقَتادَةُ.
ومِنهُ قَوْلُ الشّاعِرِ
تَرَوَّحْ بِنا يا عَمْرُو قَدْ قَصُرَ العَصْرُ وفي الرَّوْحَةِ الأُولى الغَنِيمَةُ والأجْرُ
وَخَصَّهُ بِالقَسَمِ لِأنَّ فِيهِ خَواتِيمَ الأعْمالِ.
والثّالِثُ: صَلاةُ العَصْرِ، وهي الصلاة الوسطى ،قالَهُ مُقاتِلٌ.
الرابع : أنْ يُرِيدَ عَصْرَ الرَّسُولِ ﷺ لِفَضْلِهِ بِتَجْدِيدِ النُّبُوَّةِ فِيهِ.
قال الطبري :والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر ﴿وَالْعَصْرِ﴾ اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.
وقال ابن عاشور : وتَعْرِيفُهُ بِاللّامِ عَلى هَذِهِ الوُجُوهِ تَعْرِيفُ العَهْدِ الذِّهْنِيِّ، أيْ: كُلِّ عَصْرٍ.
تطبيقات الدرس السابع : 
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}
-ورد في ذلك أقوال :
أحَدُها: أنَّهُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ سَهْمٌ في فَيْءِ المُسْلِمِينَ، وهو المُحارَفُ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ ومجاهد .وقالَ إبْراهِيمُ: هو الَّذِي لا سَهْمَ لَهُ في الغَنِيمَةِ.
والثّانِي: أنَّهُ الَّذِي لا يُنَمّى لَه مال ، قالَه عكرمة.
والثّالِثُ: أنَّهُ المُسْلِمُ الفَقِيرُ، قالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ.
والرّابِعُ: أنَّهُ المُتَعَفِّفُ الَّذِي لا يَسْألُ شَيْئًا، قالَهُ قَتادَةُ، والزُّهْرِيُّ.
والخامِسُ: أنَّهُ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدَ الغَنِيمَةِ، ولَيْسَ لَهُ فِيها سَهْمٌ، قالَهُ الحَسَن بن مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ.
والسّادِسُ: أنَّهُ المُصابُ ثَمَرَتُهُ وزَرْعُهُ أوْ نَسْلُ ماشِيَتِهِ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ.
والسّابِعُ: أنَّهُ المَمْلُوكُ،عزاه الماوَرْدِيّ إلى عبد الرحمن بن حميد
والثّامِنُ: أنَّهُ الكَلْبُ، رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز
وَيَحْتَمِلُ تاسِعًا: أنَّهُ مَن وجَبَتْ نَفَقَتُهُ مِن ذَوِي الأنْسابِ لِأنَّهُ قَدْ حُرِمَ كَسْبَ نَفْسِهِ، حَتّى وجَبَتْ نَفَقَتُهُ في مالِ غَيْرِهِ.ذكره المارودي
الراجح :
الراجح والله أعلم أن المحروم يعم ذلك كله لأن المعنى واحد وإنَّما عَبَّرَ عُلَماءُ السَلَفِ في ذَلِكَ العِباراتِ عَلى جِهَةِ المُثُلاتِ فَجَعَلَها المُتَأخِّرُونَ أقْوالًا،فالمحروم هو الَّذِي تَبْعُدُ عنهُ مُمَكِّناتُ الرِزْقِ بَعْدَ قُرْبِها مِنهُ فَيَنالُهُ حِرْمانٌ وفاقَةٌ، وهو مَعَ ذَلِكَ لا يُسْألُ، فَهَذا هو الَّذِي لَهُ حَقٌّ في أمْوالِ الأغْنِياءِ كَما لِلسّائِلِ حَقٌّ، وهَذِهِ أنْواع الحِرْمانِ، لا أنَّ الِاسْمَ يَسْتَلْزِمُ هَذا خاصَّةً
الحبل في قول الله تعالى: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}
المراد به : العهد ، قاله ابن عباس ورُوِيَ عَنِ مُجاهِدٍ، وعِكْرِمَةَ، والحَسَنِ، وعَطاءٍ وقَتادَةَ والرَّبِيعِ بْنِ أنَسٍ، والضَّحّاكِ والسُّدِّيِّ نَحْوُ ذَلِكَ.
فالمراد بحبل من الله عَهْدُ اللَّهِ ذِمَّتُهُ،وعَهْدُ النّاسِ حِلْفُهم، ونَصْرُهم، و شُبِّهَ العهد بالحبل لِأنَّهُ يَصِلُ قَوْمًا بِقَوْمٍ كَما يَفْعَلُ الحَبْلُ في الأجْرامِ.

تطبيقات الدرس الثامن:
- بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
قوله تعالى: (وَلِيَسْتَبينَ)بالياء هي قراءة الكوفيين،وهنا يكون لازم ومتعد
وقرأها باقي القرّاء بالتاء (ولتستبين )
فالقراءة بالياء هي عطف على المعنى، كأنه قيل: ليظهرَ الحَق وليَستَبينَ.
والسبيل يذكر ويؤنث.
وقرء(ولتستبين )بالتاء والياء فيمن رفع( السبيل) ، وكانت على معنى الفاعل ،قال ابن عباس رضي الله عنه :وما بَيَّنْتَ من سبيلهم يوم القيامة ومصيرهم إلى الخزي.
ومن نصب( السبيل) كانت التاء للخطاب، أي: وَلِتَسْتَبِينَ يا محمدُ سبيلَ المجرمين. يقال: استَبَانَ الشَّيءُ واسْتَبَنْتُهُ.
هنا يمكننا الجمع بين القراءات لأنها كلها صحيحة متواترة موافقة للغة .

(3) مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}
﴿وَلَكِنْ جَعَلْناهُ نُورًا﴾ فِيهِ أربعة أقوال :
أحدها: جَعَلْنا القُرْآنَ نُورًا، قالَهُ السُّدِّيُّ.
فوحد الهاء، وقد ذكر قبل الكتاب والإيمان، لأنه قصد به الخبر عن الكتاب،كما ذكر الطبري
ولَمْ يَقُلْ: ”جَعَلْناهُما“، لِأنَّ المَعْنى: ”وَلَكِنْ جَعَلْنا الكِتابَ نُورًا“، وهو دَلِيلٌ عَلى الإيمانِ.
الثّانِي: جَعَلْنا الإيمانَ نُورًا.وهو أقرب مذكور
حَكاهُ النَّقّاشُ وقالَهُ الضَّحّاكُ
الثالث :يعود على قوله (روحا)،ذكره أبو السعود والسمين الحلبي
الرابع :يعود إلى الكتاب والإيمان معًا ،لأن مقصدهما واحد ، فَهو نَظِيرُ: ﴿واللَّهُ ورَسُولُهُ أحَقُّ أنْ يُرْضُوهُ﴾ [التوبة: 62]
ولكن وحد الهاء، لأن أسماء الأفعال يجمع جميعها الفعل، كما يقال: إقبالك وإدبارك يعجبني، فيوحدهما وهما اثنان.
هنا يمكننا الجمع بين الأقوال فالروح هو القرآن كما في أحد القولين و هو دليل على الإيمان .
تطبيقات الدرس التاسع:
-استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
1: "مزيد" في قوله تعالى: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}
قال أبو حيّان الأندلسي: و(مَزِيدٍ) يُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا أوِ اسْمَ مَفْعُولٍ.
وقال محمود الصافي : يجوز أن يكون اسم مكان من الثلاثي زاد .
2: "مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلنا مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}
قال ابن عاشور :وقَرَأ الجُمْهُورُ (مُنْزَلًا) بِضَمِّ المِيمِ وفَتْحِ الزّايِ وهو اسْمُ مَفْعُولٍ مِن (أنْزَلَهُ) عَلى حَذْفِ المَجْرُورِ، أيْ: مُنْزَلًا فِيهِ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ مَصْدَرًا، أيْ: إنْزالًا مُبارَكًا. والمَعْنَيانِ مُتَلازِمانِ. وقَرَأهُ أبُو بَكْرٍ عَنْ عاصِمٍ بِفَتْحِ المِيمِ وكَسْرِ الزّايِ، وهو اسْمٌ لِمَكانِ النُّزُولِ.


ج+

بارك الله فيك، ولو اعتمدت في نسبة الأقوال على التفاسير المسندة كما درست في مهارات التخريج لكان أجود وأمتن لإجاباتك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir