دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > التحبير في علم التفسير

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الأولى 1431هـ/14-04-2010م, 02:05 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي النوع العشرون: كيفية النزول

النوع العشرون: كيفية النزول
هذا النوع من زيادتي وفيه مسائل: الأولى: في نزوله من اللوح المحفوظ.
روى الحاكم في المستدرك والبيهقي من طريق منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، وروى الحاكم أيضاً من طريق يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك بعشرين سنة، وروى أيضاً من طريق سفيان عن الأعمش عن حسان بن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا.
وروى ابن مردويه من طريق السدي عن محمد بن أبي المجالد عن معمر عن ابن عباس أنه سأله عطية بن الأسود فقال: أوقع في قلبي الشك قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}.
وقوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} وهذا نزل في شوال وذا في ذي القعدة إلى آخره، فقال ابن عباس: إنه أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة، ثم أنزل على مواقع ترتيلاً في الشهور والأيام.
وروى أحمد في مسنده عن وائلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)).
قال الفخر الرازي: ويحتمل أنه كان ينزل في كل ليلة قدر ما يحتاج الناس إلى إنزاله إلى مثلها من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، وهل هذا أولى أو الأول؟ قال ابن كثير: وهذا الذي جعله احتمالاً نقله القرطبي عن مقاتل وابن حبان، وحكي الإجماع على أن القرآن نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في سماء الدنيا، قلت: ويوافق قول الرازي ومقاتل: ما تقدم عن ابن شهاب أنه قال: آخر القرآن عهداً بالعرش آية الربا وآية الدين.
الثانية: في قدر ما كان ينزل منه: روى البيهقي في شعب الإيمان من طريق وكيع عن خالد بن دينار قال: قال لنا أبو العالية: تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات. فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يأخذه من جبريل خمساً خمساً، ثم روى مثله من طريق أبي جلدة عن أبي العالية عن عمر ولفظه: فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي – صلى الله عليه وسلم – خمساً خمساً، قال: ورواية وكيع أصح.
قلت: وله شاهد عن علي سيأتي في المسلسل، وفي النفس من هذا كله شيء، والذي أستقرئ من الأحاديث الصحيحة وغيرها أن القرآن كان ينزل على حسب الحاجة خمساً وعشراً وأكثر وأقل وآية وآيتين، وقد صح نزول قصة الإفك جملة وهي عشر آيات، ونزول بعض آية وهي قوله تعالى: {غير أولي الضرر}.
الثالثة: كيفية الإنزال والوحي: قال شيخنا العلامة الكافيجي وقبله الطيبي: لعل نزول القرآن على الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يتلقفه الملك من الله تلقفاً روحانياً أو يحفظه من اللوح المحفوظ فينزل به إلى الرسول ويلقيه عليه.
وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات: إحداها: أن يأتيه في مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليه كما في الصحيح.
الثانية: أن ينفث في روعه الكلام نفثاً كما قال – صلى الله عليه وسلم -: ((إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها)).
الرابعة: أن يأتيه فيكلمه كما في حديث ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((كان من الأنبياء من يسمع الصوت فيكون بذلك نبياً، وإن جبريل يأتيني فيكلمني كما يأتي أحدكم صاحبه فيكلمه)).
الخامسة: أن يكلمه الله إما في اليقظة كما في ليلة الإسراء أو في النوم كما في حديث معاذ: ((أتاني ربي في أحسن صورة فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى)) الحديث.
السادسة: أن يأتيه الملك في النوم، وفي الصحيح: ((أول ما بدئ به رسول الله – صلى الله عليه وسلم –من الوحي الرؤيا الصادقة، قال ابن سيد الناس: وعن الشعبي أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وُكِّل به إسرافيل فكان يترآى له ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة من الوحي ثم وكل به جبريل فجاءه بالقرآن والوحي، قال: فهذه حالة سادسة. وأما إتيان الملك فتارة كان يأتيه في صورته له ستمائة جناح، وتارة في صورة دحية الكلبي.
السابعة: في الأحرف التي ورد الحديث بنزول القرآن بها، والكلام في ذلك مسائل:
الأولى: في بيان الحديث: فروى الشيخان من حديث عمر قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكدت أساوره في الصلاة فصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال: ((أرسله، اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأها، فقال: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني. فقال: ((كذلك أنزلت، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)).
وروي عن ابن عباس: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
وعند مسلم من حديث أبيّ: ((إن ربي أرسل إليّ أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأ على سبعة أحرف))، وفي لفظ عنه عند النسائي: ((أن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، وكل حرف كافٍ شافٍ))، وفي لفظ عنه: عن ابن جرير: ((أن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال: اقرأه على حرفين، فقلت: خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأ على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة، كلها شافٍ كافٍ)) وفي لفظ عنه عند مسلم: ((فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا)) وفي لفظ لأبي داود عنه: ((ليس منها إلا شافٍ كافٍ)).
((قلت: سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تخُلط آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).
وفي لفظ الترمذي عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام)) فقال: مرهم فليقرأوا القرآن على سبعة أحرف.
ورواه أحمد بهذا اللفظ من حديث حذيفة وزاد: "فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما عُلم ولا يرجع فيه، وفي لفظ له: "فلا يتحول منه إلى غيره رغبة عنه، وفي لفظ له عن أبي بكرة: كلها شاف كاف ما لم تختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب برحمة، وزاد ابن جرير عنه: "كقولك: هلم، وتعال ".
وفي لفظ لأحمد عن أم أيوب أنها قرأت: أجزأك.
وروى ابن جرير عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال. فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)) رواه عنه موقوفاً. قال ابن كثير: وهو أشبه.
وروينا حديث السبعة أحرف عن جماعة من الصحابة غير من تقدم وهم: عبد الرحمن بن عوف، ومعاذ، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وعمرو بن العاص، وزيد بن أرقم، وسمرة، وأنس، وعمر بن أبي سلمة، وأبو جهيم، وأبو طلحة الأنصاري، وسليمان بن صرد، والخزاعي.
وفي مسند أبي يعلى أن عثمان قال على المنبر: أذكِّر الله رجلاً سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ)) – لما قام فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا بذلك فقال: وأنا أشهد معهم ".
وقد نص أبو عبيد على أن هذا الحديث تواتر عن النبي – صلى الله عليه وسلم -.
الثانية: اختلف في المقصود بهذه السبعة على نحو أربعين قولاً، وأنا أذكر منها، ما هو أوجه وأشبه. فقال خلق منهم: سفيان بن عيينة، وابن جرير، ونسبه بعضهم لأكثر العلماء على أن المراد: سبعة أوجهٍ من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أقبل، وتعال، وهلم، كما تقدم في بعض ألفاظ أبي بكرة. وروي عن أبيّ أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا} للذين آمنوا أمهلونا – للذين آمنوا أخرونا – للذين آمنوا ارقبونا – وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} مروا فيه – سعوا فيه.
قال الطحاوي: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة على لغة قريش، وقراءة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ ثم نسخ بزوال العذر وتيسر الكتابة والحفظ، وكذا قال ابن عبد البر، والقاضي الباقلاني.
وقال آخرون: وروى عن ابن عباس: على سبع منها سبع لغات بلغة العجُز من هوازن، قال أبو عبيد: وهم: بنو سعد بن بكر، وجشم، ونصر بن ميمونة، وثقيف، وهم أفصح العرب، والأخريان: قريش، وخزيمة، وقال الهروي: المراد على سبع لغات، أي أنها متفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل.
وقال بعضهم: المراد بها: معاني الأحكام كالحلال والحرام، والمحكم والمتشابه والوعد والوعيد ونحو ذلك، وكل ذلك ضعيف ما عدا الأول فإنه أقرب، والصواب أن المراد بها اختلاف القراءات.
ثم قال أبو عبيد: ليس المراد أن جميعه يُقرأ على سبعة أحرف ولكن بعضه على حرف وبعضه على آخر، واختاره ابن عطية، وكذا قال أبو عمرو الداني: المراد على سبعة أوجه وأنحاء من القراءات.
قال بعضهم: ليس المراد بالسبعة الحصر فيها بحيث لا يزيد ولا ينقص بل السعة والتيسير وأنه لا حرج عليهم في قراءته بما أذن لهم فيه والعرب يطلقون لفظ السبعة والسبعين والسبعمائة ولا يريدون حقيقة العدد بل التكثير، ورده ابن الجزَري بأن في بعض ألفاظه: "فنظرت إلى ميكائيل فسكتّ – فعلمت أنه قد انتهت العدة، فدل على أن حقيقة العدد وانحصاره مراد، قال: وقد تتبعت صحيح القراءات وشاذها وضعيفها ومنكرها فإذا هو يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه لا تخرج عنها وذلك: إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو: {بالبُخل} بأربعة ويحسب بوجهين، أو بتغير في المعنى فقط نحو: {فتلقى آدم من ربه كلمات} وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحو: (تتلو) أو عكس ذلك نحو: (الصراط السراط) أو بتغيرهما نحو: (وامضوا واسعوا).
وإما في التقديم والتأخير نحو: (فيُقتلون ويَقتلون) أو في الزيادة والنقصان نحو: (أوصى ووصى) فهذه سبعة لا يخرج الاختلاف عنها.
وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمام والتحقيق والتسهيل والنقل والإبدال، فهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ والمعنى، لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تُخرجه عن أن يكون لفظاً واحداً.
وقد ظن كثير من العوام والجهلة أن السبعة الأحرف هي قراءات القراء السبعة وهو جهل قبيح.
الثالثة: هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة فذهب جماعات من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى ذلك وبنوا عليه أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء منها.
وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من المصحف الذي كتبه أبو بكر وعمر وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك.
قال ابن الجزري: وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي – صلى الله عليه وسلم – على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفاً منها، وهذا الذي يظهر صوابه، ويجاب عن الأول بما قال جرير:
إن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة وإنما كان جائزاً لهم، ومرخصاً لهم فيها فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجتمعوا على حرف واحد اجتمعوا على ذلك اجتماعاً شائعاً وهم معصومون من الضلال ولم يكن في ذلك ترك واجب ولا فعل حرام، ولا شك أن القرآن نسخ منه في العرضة الأخيرة وغُيِّر، فاتفق الصحابة على أن يكتبوا ما تحققوا أنه قرآن، مستقر في العرضة الأخيرة وتركوا ما سوى ذلك.
الرابعة: السبب في نزول القرآن على هذه الأحرف التيسير والتسهيل على هذه الأمة، والنهاية في إعجاز القرآن وإيجازه وبلاغة اختصاره إذ تنوع اللفظ بمنزلة آيات ولو جعل دلالة كل آية لم يخف ما فيه من التطويل، وإظهار شرف القرآن بعدم تطرق التضاد والتناقض إليه مع كثرة هذه الاختلافات والتنوعات، وإعظام أجور الأمة في إفراغهم الجهد في تتبع معاني ذلك واستنباط الحِكَم والأحكام من كل لفظة، وإظهار فضلها إذ لم ينزل كتاب غيرهم إلا على وجه واحد تشريفاً لنبينا عليه الصلاة والسلام. انتهى.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العشرون, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir