دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ذو القعدة 1442هـ/16-06-2021م, 01:37 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس مذاكرة تلخيص مقاصد (التبيان في نزول القرآن) و (مسألة في الأحرف السبعة) لابن تيمية

مجلس مذاكرة تلخيص مقاصد (التبيان في نزول القرآن) و (مسألة في الأحرف السبعة) لابن تيمية


لخصي مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:
١. التبيان في نزول القرآن لشيخ الإسلام ابن تيمية.
٢. فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في الأحرف السبعة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 ذو القعدة 1442هـ/17-06-2021م, 08:36 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

تلخيص مقاصد كتاب التبيان في نزول القرآن

المقصد الأساسي: تفسير معنى "نزول القرآن" والرد على تفسيرات أهل البدع.

سبب التأليف:
بيان معنى النزول، لما التبس على الناس في معناه مما اشتبه عليهم من تفسيرات أهل البدع.

المقاصد الثانوية:

أقوال أهل البدع في معنى النزول:
-الخلق. قال به الجهمية.
-الإعلام به وإفهامه. قال به الكلابية.
-جعله نزلا. قال به قطرب في آية الحديد:"أنزل الحديد فيه بأس شديد"، كما يقال أنزل الأمر على فلان نزلا حسنا أي جعله نزلا. ومثله قوله تعالى {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج} وهذا ضعيف؛ فإن النزل إنما يطلق على ما يؤكل لا على ما يقاتل به قال الله تعالى {فنزل من حميم}.
-الإلهام أو إنزال السبب. قال تعالى {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا} الآية وفيها قراءتان إحداهما بالنصب فيكون لباس التقوى أيضا منزلا، وإما على قراءة الرفع فلا ، وكلاهما حق، وقد قيل فيه خلقناه وقيل أنزلنا أسبابه وقيل ألهمناهم كيفية صنعته وهذه الأقوال ضعيفة؛ فإن النبات الذي ذكروا لم يجئ فيه لفظ أنزلنا ولم يستعمل في كل ما يصنع أنزلنا. والصحيح أنه ينزله من ظهور الأنعام وهو كسوة الأنعام من الأصواف والأوبار والأشعار وينتفع به بنو آدم من اللباس والرياش، ولا حذف في اللفظ ولا قصور في المعنى كما يظنه من لم يحسن حقائق معاني القرآن؛ بل لفظه أتم لفظ ومعناه أكمل المعاني؛ فإنه على ظهور الأنعام لا ينتفع به بنو آدم حتى ينزل.
-أنه حدث يحدثه المولى منفصلا عنه. فقد جعل طائفة من أهل الكلام - منهم أبو الحسن الأشعري ومن اتبعه من أصحاب مالك والشافعي وأحمد -النزول والإتيان والمجيء حدثا يحدثه منفصلا عنه فذاك هو إتيانه واستواؤه على العرش فقالوا استواؤه فعل يفعله في العرش يصير به مستويا عليه من غير فعل يقوم بالرب. لكن أكثر الناس خالفوهم، وقالوا: المعروف أنه لا يجيء شيء من الصفات والأعراض إلا بمجيء شيء فإذا قالوا: جاء البرد أو جاء الحر فقد جاء الهواء الذي يحمل الحر والبرد وهو عين قائمة بنفسها، وهذا بخلاف العرض الذي يحدث بلا تحول من حامل مثل لون الفاكهة فإنه لا يقال في هذا: جاءت الحمرة والصفرة والخضرة بل يقال: أحمر وأصفر وأخضر.

وقبل إيراد القول الصحيح نذكر أنواع النزول الواردة في القرآن والسنة:
-نزول مقيد بأنه من الله. لم يرد إلا في القرآن، قال تعالى: {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق}.
-نزول مقيد بأنه من السماء. كقوله: {وأنزلنا من السماء} والسماء اسم جنس لكل ما علا فإذا قيد بشيء معين تقيد به، فقوله في غير موضع من السماء مطلق أي في العلو.
-نزول غير مقيد. ففي مواضع. منها: ما ذكره من إنزال السكينة؛ بقوله: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين}.
ومن ذلك " إنزال الميزان " ذكره مع الكتاب في موضعين وجمهور المفسرين على أن المراد به العدل.
قال النبي صلى الله عليه وسلم {من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه ومن لم يطلب القضاء ولم يستعن عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده} فالله ينزل عليه ملكا وذلك الملك يلهمه السداد وهو ينزل في قلبه. ومنه حديث حذيفة رضي الله عنه الذي في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله أنزل الأمانة في جذر قلوب الرجال فعلموا من القرآن وعلموا من السنة} والأمانة هي الإيمان أنزلها في أصل قلوب الرجال وهو كإنزال الميزان والسكينة.
وذكر تعالى إنزال النعاس في قوله: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم} هذا يوم أحد.

بيان المعنى الصحيح في النزول:
مما سبق يتبين أنه ليس في القرآن ولا في السنة لفظ نزول إلا وفيه معنى النزول المعروف وهذا هو اللائق بالقرآن فإنه نزل بلغة العرب ولا تعرف العرب نزولا إلا بهذا المعنى ولو أريد غير هذا المعنى لكان خطابا بغير لغتها ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان وهذا لا يجوز ؛ وبهذا يحصل مقصود القرآن واللغة.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين..

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 ذو القعدة 1442هـ/19-06-2021م, 07:49 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

تلخيص مقاصد فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في الأحرف السبعة
المقصد الرئيسي :
-توضيح المراد بالأحرف السبعة وبيان الأحكام المتعلقة بها .
المقاصد الفرعية للرسالة :
المقصد الأول :
-دفع الشبهة بأن الأحرف السبعة محصورة في القراءات السبعة المشهورة :
اتفق جمهور العلماء من الأئمة على أن الأحرف السبعة الواردة في الحديث والتي نزل بها القرآن الكريم ليست هي ( القراءات السبعة المشهورة ) ؛وسبب اعتقاد الناس بذلك هو جمع الإمام ابن مجاهد لقراءات أئمة الأمصار وكانت سبعة فالتبس على العوام وظنوا أنها هي الأحرف السبعة ولا يجوز الخروج عنها وكان ابن مجاهد هو أول من جمع هذه القراءات فاشتهرت بين الناس ، وكان من ضمن تلك القراءات قراءة نافع المدني وعاصم الكوفي .
المقصد الثاني :
-المراد بالأحرف السبعة وأحكام متعلقة بها :
1-الأحرف السبعة كلها من عند الله ونزلت لدفع المشقة عن الناس ،و لا يوجد بينها تضاد ولا تناقض في المعنى وقد يكون معناها في بعض الأحيان متفقا أو متقاربا ، وكل قراءة مع غيرها هي بمنزلة آية مع آية كما أنه يجب الإيمان بها جميعا ، ومن أنكر قراءة ثابثة فإنه يدخل في قول ابن مسعود رضي الله عنه :(مَنْ كَفَرَ بِحَرْفِ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ كُلِّهِ )
2-اتفق العلماء خلفا وسلفا على أنه لا يتعين على جميع أمصار المسلمين بأن يقرؤوا بجميع هذه القراءات المعينة وإنما يقرأ كل أهل مصر بما ثبت عندهم من قراءة متواترة .
3-بيان أن القراءات السبعة هي ليست مجموع حرف واحد من الأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها وهذا باتفاق الأئمة من الفقهاء والقراء وغيرهم .
-المقصد الثالث :
-حكم اشتمال المصحف العثماني الإمام على الأحرف السبعة :
اختلف في ذلك على قولين :
الأول : وهو أنه حرف من الأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها وهو قول أئمة السلف والعلماء .
وَالثَّانِي : أنه هو مجموع الأحرف السبعة ؛وهو قول طوائف أهل الكلام والقراء وغيرهم .
-المقصد الرابع :
حكم الصلاة بالقراءات الشاذة المخالفة للرسم العثماني :
في ذلك قولان :
-الأول : الجواز و ذَلِكَ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَقْرَءُونَ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ فِي الصَّلَاةِ .
-الثاني : عدم الجواز وذلك لأنها غير متواترة وربما تكون منسوخة في العرضة الأخيرة ؛ وهذاقول أكثر العلماء .
وذكر ابن تيمية قولا ثالثا وَهُوَ اخْتِيَارُ (جَدِه أَبِي الْبَرَكَاتِ) أَنَّهُ إنْ قَرَأَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَاتِ فِي الْقِرَاءَةِ الْوَاجِبَةِ - وَهِيَ الْفَاتِحَةُ عِنْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا - لَمْ تَصِحَّ صَلَاتُهُ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَيَقَّنْ أَنَّهُ أَدَّى الْوَاجِبَ مِنْ الْقِرَاءَةِ لِعَدَمِ ثُبُوتِ الْقُرْآنِ بِذَلِكَ وَإِنْ قَرَأَ بِهَا فِيمَا لَا يَجِبُ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَيَقَّنْ أَنَّهُ أَتَى فِي الصَّلَاةِ بِمُبْطِلِ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ عَلَيْهَا . 
ثم ذكر الإمام ابن تيمية قاعدةً لطيفةً نسبها إلى بعضهم أن (مَا كَانَ مِنْ مَوَارِدِ الِاجْتِهَادِ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ يَجِبُ الْقَطْعُ بِنَفْيِهِ) .
العناصر الفرعية للرسالة :
-بيان حكم القراءات المتواترة والموافقة للرسم العثماني غير القراءات السبع :
يجوز الْقِرَاءَةُ فِي الصَّلَاةِ وَخَارِجَهَا بها كَمَا ثَبَتَتْ الْقِرَاءَاتُ السبع وَلَيْسَتْ شَاذَّةً حِينَئِذٍ .
-حكم ترتيب الآيات والسور في المصحف :
ترتيب الآيات توقيفي وترتيب السور اجتهادي .
-حكم البسملة :
قال رحمه الله :السلمة هي آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ حَيْثُ كَتَبَهَا الصَّحَابَةُ فِي الْمُصْحَفِ إذْ لَمْ يَكْتُبُوا فِيهِ إلَّا الْقُرْآنَ وَجَرَّدُوهُ عَمَّا لَيْسَ مِنْهُ كَالتَّخْمِيسِ وَالتَّعْشِيرِ وَأَسْمَاءِ السُّوَرِ ؛ وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ لَا يُقَالُ هِيَ مِنْ السُّورَةِ الَّتِي بَعْدَهَا كَمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَهَا ؛ بَلْ هِيَ كَمَا كُتِبَتْ آيَةٌ أَنْزَلَهَا اللَّهُ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ السُّورَةِ وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ الثَّلَاثَةِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ .وقال أيضًا: قَدْ يُقَالُ مَا قَالَهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ : إنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْقَوْلَيْنِ حَقٌّ وَإِنَّهَا آيَةٌ مِنْ الْقُرْآنِ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ وَهِيَ قِرَاءَةُ الَّذِينَ يَفْصِلُونَ بِهَا بَيْنَ السُّورَتَيْنِ وَلَيْسَتْ آيَةً فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ ؛ وَهِيَ قِرَاءَةُ الَّذِينَ يَصِلُونَ وَلَا يَفْصِلُونَ بِهَا بَيْنَ السُّورَتَيْنِ .
-سبب اختلاف القراء فيما احتمله خط المصحف :
قال رحمه الله :مرجع ذلك إلى النَّقْلِ وَاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لِتَسْوِيغِ الشَّارِعِ لَهُمْ الْقِرَاءَةَ بِذَلِكَ كُلِّهِ إذْ لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَقْرَأَ قِرَاءَةً بِمُجَرَّدِ رَأْيِهِ ؛ بَلْ الْقِرَاءَةُ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ وَهُمْ إذَا اتَّفَقُوا عَلَى اتِّبَاعِ الْقُرْآنِ الْمَكْتُوبِ فِي الْمُصْحَفِ الْإِمَامِيِّ وَقَدْ قَرَأَ بَعْضُهُمْ بِالْيَاءِ وَبَعْضُهُمْ بِالتَّاءِ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا خَارِجًا عَنْ الْمُصْحَفِ، وَهَذَا مِنْ أَسْبَابِ تَرْكِهِمْ الْمَصَاحِفَ أَوَّلَ مَا كُتِبَتْ غَيْرَ مَشْكُولَةٍ وَلَا مَنْقُوطَةٍ ؛ لِتَكُونَ صُورَةُ الرَّسْمِ مُحْتَمِلَةً لِلْأَمْرَيْنِ كَالتَّاءِ وَالْيَاءِ وَالْفَتْحِ وَالضَّمِّ.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 ذو القعدة 1442هـ/21-06-2021م, 03:02 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

تلخيص مقاصد فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في الأحرف السبعة

المقصد الكلي :
بيان أصل القراءات السبعة .
-سبب التأليف :
إجابة على تساؤلات السائل ، وهنا يبرز لنا بركة بعض الأسئلة التي قد تكون مفتاحاً لخير عميم أذا أحسن القصد والسؤال.

*المقاصد الفرعية :
-المقصد الأول :
هل الأحرف السبعة هي القراءت السبع ؟
ذكر ابن تيمة رحمه الله تعالى : أن العلماء المعتبرين أجمعوا على أن الأحرف السبعة التي ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن القرآن أنزل عليها ليست هي قراءات القراء السبعة المشهورة ، وذلك باتفاق علماء السلف والخلف .
-هل القراءات السبعة هي مجموع حرف واحد من الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها ؟
ليست كذلك باتفاق العلماء المعتبرين ، إنما هي حرف من الحروف السبعة وهو الذي عليه جمهور العلماء من السلف والأئمة.
-أول من جمع القراءات السبعة .
هو الإمام أبو بكر بن مجاهد، على رأس المائة الثالثة .
-سبب جمعه للقراءات السبع .
أحب أن يجمع المشهور من قراءات الحرمين، والعراقين، والشام، لأن هذه الأمصار الخمسة هي التي خرج منها علم النبوة من القرآن وتفسيره وغيره من سائر العلوم الدينية.
-سبب اختياره لسبع قراءات .
ليكون ذلك موافقا لعدد الحروف التي أنزل عليها القرآن، لا لعتقاده، أو اعتقاد غيره من العلماء أن القراءات السبعة هي الحروف السبعة، أو أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءتهم.

*المقصد الثاني :
المقصد من تعلم القرآن .
تعلم معانيه هو المقصود الأول بتعليم حروفه، وذلك هو الذي يزيد الإيمان، كما قال جندب بن عبد الله، وعبد الله بن عمر وغيرهما: تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا، وإنكم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان.
-المقصود بالأحرف السبعة ؟
يقصد بها الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها،كما ورد في الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم :
<أنزل القرآن على سبعة أحرف: إن قلت غفورا رحيما أو قلت عزيزا حكيما، فالله كذلك ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة >
-هل يوجد بينها تضاد أو اختلاف .
هذه الأحرف نزلت من عند الله جل شأنه وقد أجمع المسلمون أنه لاتناقض فيها ولا تضاد، بل قد يكون معناها متفقا أو متقاربا كما قال عبد الله بن مسعود: إنما هو كقول أحدكم أقبل، وهلم، وتعال.
وقد يكون معنى أحدها ليس هو معنى الآخر، لكن كلا المعنيين حق، وهذا اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد وتناقض .
-الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب، لا على حفظ المصاحف، كما جاء في نعت أمته: أناجيلهم في صدورهم .

*المقصد الثالث :
مسائل حول المصحف العثماني .
-هل المصحف العثماني من الحروف السبعة .
الذي عليه جمهور العلماء من السلف والأئمة أنها حرف من الحروف السبعة، بل يقولون إن مصحف عثمان هو أحد الحروف السبعة، وهو متضمن للعرضة الآخرة التي عرضها النبي - صلى الله عليه وسلم - على جبريل ،والأحاديث والآثار المشهورة المستفيضة تدل على هذا القول.
-مالسبب الذي جعل الصحابة تقتصر على حرف واحد ؟
لما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف وتتقاتل إذا لم يجتمعوا على حرف واحد، اجتمعوا على ذلك اجتماعا سائغا، وهم معصومون أن يجتمعوا على ضلالة .
-ما سبب ترك الصحابة مصاحفهم غير مشكولة ولا منقوطة ؟
لتكون صورة الرسم محتملة للأمرين كالتاء والياء، والفتح والضم، وهم يضبطون باللفظ كلا الأمرين، ويكون دلالة الخط الواحد على كلا اللفظين المنقولين المسموعين المتلوين شبيها بدلالة اللفظ الواحد على كلا المعنيين المنقولين المعقولين المفهومين.
-ما السبب الذي أوجب الاختلاف بين القراء فيما احتمله خط المصحف؟
مرجع هذا إلى النقل واللغة وذلك لتسويغ الشارع لهم القراءة بذلك كله ، وتيسير الأمر عليهم إذ ليس لأحد أن يقرأ برأيه المجرد، لأن القراءة سنة متبعة .
-ماسبب تنوع القراءات .
تجويز الشارع وتسويغه ذلك لهم، إذ مرجع ذلك إلى السنة والاتباع، لا إلى الرأي والابتداع.

*المقصد الرابع :
ماورد في القراءة بالأحرف السبعة
:
- تجوز القراءة في الصلاة وخارجها بالقراءات الثابتة الموافقة لرسم المصحف .
_ لا يتعين أن يقرأ بهذه القراءات المعينة في جميع أمصار المسلمين، بل من ثبت عنده قراءة فله أن يقرأ بها بلا نزاع بين العلماء المعتبرين المعدودين من قال زيد بن ثابت رضي الله عنه ،سنة يأخذها الآخر عن الأول .
-هل تجوز القراءة برواية الأعمش وابن محيصن وغيرهما من القراءات الشاذة أم لا.
إذا ثبتت عن بعض الصحابة فاللعلماء فيها قولان :
الأول : يجوز ذلك لأن الصحابة والتابعين كانوا يقرءون بهذه الحروف في الصلاة.
الثاني : لا يجوز ذلك ، لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن ثبت فإنها منسوخة بالعرضة الآخرة، وهذا قول أكثر العلماء .
-إذا جازت القراءة بها فهل تجوز الصلاة بها أم لا ؟
أورد ابن تيمة رحمه الله، قولاً ثالثاً، من اختيار جده أبي البركات، أنه إن قرأ بهذه القراءات في القراءة الواجبة وهي الفاتحة عند القدرة عليها لم تصح صلاته، لأنه لم يتيقن أنه أدى الواجب من القراءة لعدم ثبوت القرآن بذلك، وإن قرأ بها فيما لا يجب لم تبطل صلاته، لأنه لم يتيقن أنه أتى في الصلاة بمبطل لجواز أن يكون ذلك من الحروف السبعة التي أنزل عليها.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 ذو القعدة 1442هـ/26-06-2021م, 11:43 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

تلخيص مقاصد: فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في الأحرف السبعة.


المقصد العام:
بيان معنى الأحرف السبعة، والخلاف المعتبر في أمرها، والأحكام المتعلقة بها باختصار يناسب الإجابة على المستفتي بجواب شاف دون الإطالة بذكر الأدلة والأقوال.

المقاصد الفرعية:
- وصف هذه المسألة بأنها مسألة كبيرة كثر كلام أهل العلم فيها على تنوع تخصصاتهم.
- القراءة سنة متبعة وليس لأحد أن يقول فيها برأيه.
- الرد على من نسب لابن مسعود جواز القراءة بالمعنى.
- تقرير الاجماع على أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المشهورة.
- تقرير الاجماع على أن الأحرف السبعة لا تتضمن تناقض المعنى وتضاده، ووجوب الإيمان بها كلها.
- هل حوى المصحف الإمام والقراءات السبع المشهورة الحروف السبعة أم أحدها؟
- السبب الذي أوجب الاختلاف بين القراء فيما احتمله خط المصحف.
- حكم القراءة بالقراءات المعروفة من غير القراءات السبع.
- حكم القراءة بما ثبت عن الصحابة من قراءات شاذة خارجة عن رسم المصحف.

توزيع الموضوعات على مقاصد الكتاب:

وصف هذه المسألة بأنها مسألة كبيرة كثر كلام أهل العلم فيها على تنوع تخصصاتهم.
- ذكر اهتمام العلماء بهذه المسألة وتنوع تخصص من تكلم فيها من الفقهاء والقراء وأهل الحديث والتفسير والكلام وشرح الغريب، وغيرهم.
- الإشارة إلى آخر ما أفرد في هذه المسألة وهو ما صنفه أبو شامة صاحب " شرح الشاطبية ".

القراءة سنة متبعة وليس لحد أن يقول فيها برأيه
- ليس لأحد أن يقرأ برأيه المجرد، بل القراءة سنة متبعة، قال زيد بن ثابت القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول.
- الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب، لا على حفظ المصاحف، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ومنزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرأه نائما ويقظانا" الحديث..
- جاء في نعت أمة محمد صلى الله عليه وسلم: أناجيلهم في صدورهم بخلاف أهل الكتاب الذين لا يحفظونه إلا في الكتب ولا يقرءونه إلا نظرا.
- ثبت في الصحيح أنه جمع القرآن كله على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - جماعة من الصحابة كالأربعة الذين من الأنصار، وكعبد الله بن عمرو.
- تلقى الصحابة لفظ القرآن ومعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومما يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه" تعليم حروفه ومعانيه جميعا بل تعلم معانيه هو المقصود الأول بتعليم حروفه، وهو الذي يزيد الإيمان.

الرد على من نسب لابن مسعود جواز القراءة بالمعنى.
- من قال عن ابن مسعود إنه يجوز القراءة بالمعنى فقد كذب عليه.
- إنما قال: قد نظرت إلى القراء فرأيت قراءتهم متقاربة، وإنما هو كقول أحدكم أقبل، وهلم، وتعال، فاقرءوا كما علمتم. أو كما قال.

تقرير الاجماع على أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المشهورة.
- القراءات المنسوبة إلى نافع وعاصم ليست هي الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها، وذلك باتفاق علماء السلف والخلف.
- أول من جمع القراءات أبو بكر بن مجاهد على رأس المئة الثالثة.
- كان هدفه جمع المشهور من قراءات الحرمين والعراقين والشام لأنها الأمصار التي خرج منها العلم الشرعي.
- جمع بن مجاهد قراءات سبع مشاهير من أئمة القراء ليكون ذلك موافقا لعدد الحروف التي أنزل عليها القرآن، لا لاعتقاده، أو اعتقاد غيره من العلماء أن القراءات السبعة هي الحروف السبعة.
- لم يعتقد مجاهد ولا غيره أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءتهم قال أحد أئمة القراء: "لولا أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي إمام جامع البصرة، وإمام قراء البصرة في زمانه في رأس المائتين"

تقرير الاجماع على أن الأحرف السبعة لا تتضمن تناقض المعنى وتضاده ووجوب الإيمان بها كلها.
- اتفقوا على أن الأحرف السبعة لا يخالف بعضها بعضا خلافا يتضاد في المعنى ويتناقض، بل يصدق بعضها بعضا كما تصدق الآيات بعضها بعضا.
- القراءات التي يتغاير فيها المعنى كلها حق.
- كل قراءة منها مع القراءة الأخرى بمنزلة الآية مع الآية يجب الإيمان بها كلها، واتباع ما تضمنته من المعنى علما وعملا، لا يجوز ترك موجب إحداهما لأجل الأخرى، ظنا أن ذلك تعارض، بل كما قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.
- الاختلاف في القراءات على قسمين:
القسم الأول: له علاقة بالمعنى على النحو التالي:
- أن يكون معناها متفقا أو متقاربا كما قال عبد الله بن مسعود: إنما هو كقول أحدكم أقبل، وهلم، وتعال.
- أن يكون معنى أحدها ليس هو معنى الآخر، لكن كلا المعنيين حق، وهذا اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد وتناقض مثاله:
- قراءة: وإن كان مكرهم ((لِتزولَ. ولَتزولُ)) منه الجبال.
- حديث "أنزل القرآن على سبعة أحرف: إن قلت غفورا رحيما أو قلت عزيزا حكيما، فالله كذلك ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة".
- أن يكون المعنى فيها متفقا من وجه، متباينا من وجه مثاله:
-يخدعون ويخادعون، ويكذبون ويكذبون، ولمستم ولامستم، وحتى يطهرن ويطهرن.

القسم الثاني: أن يتحد لفظها ومعناها ويتنوع صفة النطق بها مثل:
- الهمزات والمدات والإمالات ونقل الحركات والإظهار والإدغام والاختلاس وترقيق اللامات والراءات أو تغليظها ونحو ذلك مما تسمى القراءات الأصول.

هل حوى المصحف الإمام والقراءات السبع المشهورة الحروف السبعة أم أحدها؟

في المسألة قولان:
القول الأول: قول الجمهور من أئمة وعلماء السلف وما تدل عليه الأحاديث والآثار المشهورة المستفيضة:
- أن القراءات السبع حرف من الحروف السبعة.
- إن مصحف عثمان هو أحد الحروف السبعة، وهو متضمن للعرضة الآخرة التي عرضها النبي - صلى الله عليه وسلم - على جبريل.
ويردون على من أنكر عليهم بـ :
- أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة، وإنما كانت جائزة مرخصا لهم فيها، فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف وتتقاتل إذا لم يجتمعوا على حرف واحد، اجتمعوا على ذلك اجتماعا سائغا، وهم معصومون أن يجتمعوا على ضلالة، ولم يكن في ذلك ترك لواجب ولا فعل لمحظور.
- أن الترخيص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام لما في المحافظة على حرف واحد من المشقة عليهم أولا، فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة، وكان اتفاقهم على حرف واحد يسيرا عليهم وهو أوفق لهم، أجمعوا على الحرف الذي كان في العرضة الآخرة، ونسخ ما سوى ذلك.
- أن مسألة القراءات السبع اجتهادية مثل مسألة ترتيب السور وليست توقيفية كمسألة ترتيب الآيات.

القول الثاني لطوائف من الفقهاء والقراء وأهل الكلام:
- أن هذا المصحف مشتمل على الأحرف السبعة
واستدلوا:
بأنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الأحرف السبعة، ولا يجوز أن ينهى عن القراءة ببعض الأحرف السبعة

السبب الذي أوجب الاختلاف بين القراء فيما احتمله خط المصحف.

- يرجع تسويغ الاختلاف فيما يحتمله الخط إلى النقل واللغة العربية لتسويغ الشارع لهم القراءة بذلك.
- اتفق القراء على اتباع القرآن المكتوب في المصحف الإمامي، وإذا قرأ بعضهم بالياء، وبعضهم بالتاء مثلا لم يكن واحد منهما خارجا عن المصحف.
- القراءتين كالآيتين فزيادة القراءات لزيادة الآيات، لكن إذا كان الخط واحدا واللفظ محتملا كان ذلك أخصر في الرسم.
- من أسباب تركهم المصاحف أول ما كتبت غير مشكولة ولا منقوطة لتكون صورة الرسم محتملة للأمرين كالتاء والياء، والفتح والضم، وهم يضبطون باللفظ كلا الأمرين.
- دلالة الخط الواحد على كلا اللفظين المنقولين المسموعين المتلوين شبيها بدلالة اللفظ الواحد على كلا المعنيين المنقولين المعقولين المفهومين.
- القراءات في المصحف الإمام إما أن تكون من الأحرف السبعة تجوز قراءاتها بتسويغ من الشارع حيث قرر أنها كلها شاف كاف، أو أنها أحد القراءات السبع فجواز القراءة بها مع اتفاق الرسم وتنوع اللفظ أولى.

حكم القراءة بالقراءات المعروفة من غير القراءات السبع.
- أجمع العلماء المعتبر بهم على أنه لا يتعين أن يقرأ بهذه القراءات السبع المعينة في جميع أمصار المسلمين.
- من ثبتت عنده قراءة غير القراءات السبع فله أن يقرأ بها بلا نزاع بين العلماء المعتبرين المعدودين من أهل الإجماع والخلاف.
- أكثر العلماء الأئمة الذين أدركوا قراءة سفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وغيرهم يختارون قراءة أبي جعفر بن القعقاع، وشيبة بن نصاح المدنيين، وقراءة البصريين كشيوخ يعقوب بن إسحاق، وغيرهم على قراءة حمزة، والكسائي
- كان أئمة أهل العراق الذين ثبتت عندهم قراءات العشرة أو الأحد عشر كثبوت هذه السبعة يجمعون ذلك في الكتب ويقرءونه في الصلاة، وخارج الصلاة، وذلك متفق عليه بين العلماء.
- القراءات الثابتة عن أئمة القرآن كالأعمش، ويعقوب، وخلف، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، ونحوهم هي بمنزلة القراءات الثابتة عن هؤلاء السبعة عند من ثبت ذلك عند باتفاق الأئمة المتبوعين.
- لم ينكر أحد من العلماء قراءة العشرة.
- إنما أنكر العلماء القراءة بالقراءات الشاذة الخارجة عن المصحف كما حدث في قصة ابن شبنوذ التي ذكرها القاضي عياض.
- أنكر العلماء قراءة من لم يكن عالما بالقراءة أو لم تثبت عنده فليس له أن يقرأ إلا بعلمه.
- من لم يعلم بقراءة فليس له أن يقرأ بها ولا أن ينكر على من قرأ بها وقد ثبتت عنده، قال النبي - صلى الله عليه وسلم: "لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا"
- تجوز القراءة في الصلاة وخارجها بالقراءات الثابتة الموافقة لرسم المصحف كما ثبتت هذه القراءات وليست شاذة حينئذ.

حكم القراءة بما ثبت عن الصحابة من قراءات شاذة خارجة عن رسم المصحف.

ثبت عن بعض الصحابة قراءات شاذة خارجة عن رسم المصحف العثماني مثل:
- قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء رضي الله عنهما التي ثبتت في الصحيحين {والذكر والأنثى}.
- قراءة عبد الله: "فصيام ثلاثة أيام متتابعات" ، "إن كانت الازقية واحدة"

وقد جاء في حكم القراءة بها روايتان مشهورتان عن الإمام أحمد وروايتان عن مالك وهي مسألة مبنية على مسألة الأحرف السبعة ومتعلقة بها:
الرواية الأولى: يجوز ذلك لأنه من الأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها والصحابة والتابعين كانوا يقرءون بهذه الحروف في الصلاة.
الرواية الثانية: لا يجوز ذلك وهو قول أكثر العلماء، واستدلوا بما يلي:
- هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم –
- إن ثبتت فإنها منسوخة بالعرضة الآخرة.
- أنها مما انعقد اجماع الصحابة على الإعراض عنه.
- ثبت في الصحاح عن عائشة وابن عباس - رضي الله عنهم - «أن جبريل - عليه السلام - كان يعارض النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه به مرتين"
- العرضة الأخيرة هي قراءة زيد بن ثابت وغيره.
- العرضة الأخيرة هي التي أمر الخلفاء الراشدون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي بكتابتها في المصاحف، وكتبها أبو بكر، وعمر في خلافة أبي بكر في صحف أمر زيد بن ثابت بكتابتها، ثم أمر عثمان في خلافته بكتابتها في المصاحف وإرسالها إلى الأمصار وجمع الناس عليها باتفاق من الصحابة علي وغيره.
وقد ذكر ابن تيمية أن في المسألة قول ثالث وهو اختيار أبي البركات:
- أنه إن قرأ بهذه القراءات في القراءة الواجبة وهي الفاتحة عند القدرة عليها لم تصح صلاته، وإن قرأ بها فيما لا يجب لم تبطل صلاته،
- هذا القول الأخير مبني على أصل أن مالم يثبت كونه من الحروف السبع: هل يجب القطع بكونه ليس منها؟ قول الجمهور بأنه لا يجب، وقول طائفة من أهل الكلام أنه يجب.

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 صفر 1443هـ/26-09-2021م, 01:24 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تصحيح مجلس مذاكرة تلخيص مقاصد (التبيان في نزول القرآن) و (مسألة في الأحرف السبعة) لابن تيمية


​تلخيص مقاصد (التبيان في نزول القرآن)
نورة الأمير: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
قولكِ: (أقوال أهل البدع في معنى النزول: ...)
في التفصيل الذي ذكرتيه تحته بيان بعض أقوالهم في نزول القرآن، ومعها أقوالهم في نزول أشياء أخرى والأولى توضيح ذلك للقارئ.
وأقترح إيراد المقاصد الفرعية على هذا الترتيب لتتناسق مع المقصد العام الذي أوردتيه:
أولا: بيان معنى النزول لغة والمقصود بنزول القرآن عند أهل السنة:
ثانيًا: تفسير أهل البدع لمعنى نزول القرآن.
-شبهتهم (وهي غير واضحة في هذه الرسالة لكن يمكن إضافتها من رسالة أخرى للفائدة)
- حجتهم: ومنها تفسيرهم للآيات التي ورد فيها لفظ النزول.
ثالثًا: رد ابن تيمية عليهم بتفنيد حجتهم، وبيان معاني (النزول ) في القرآن بأحواله الثلاثة:
وتحتها تفصيل بيان معنى النزول في كل آية على أحواله الثلاثة، خصوصًا ما استدل به أهل البدع على قولهم.
ومقصد ابن تيمية من هذا التفصيل بيان أن كل لفظ ورد فيه النزول هو على معناه في اللغة: انتقال من علو ، ولاحاجة لتأويل المعنى عن ظاهره، ليقصد بذلك تأويل معنى نزول القرآن عن حقيقته، والله أعلم.


تلخيص مقاصد فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الأحرف السبعة


بارك الله فيكم، أرجو مراجعة تلخيص الأستاذة ضحى الحقيل مع التعليقات عليه.

فاطمة الزهراء محمد: د+
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
قال ابن تيمية في مقدمة حديثه: (فأما ذكر أقاويل الناس وأدلتهم وتقرير الحق فيها مبسوطا فيحتاج من ذكر الأحاديث الواردة في ذلك، وذكر ألفاظها وسائر الأدلة إلى ما لا يتسع له هذا المكان، ولا يليق بمثل هذا الجواب، ولا نذكر النكت الجامعة التي تنبه على المقصود بالجواب)
لهذا لا يمكن أن يكون مقصده من الرسالة بيان المراد بالأحرف السبعة، وإن كان السؤال عنها هو أول ما قصده السائل، لكن أعرض عنه ابن تيمية رحمه الله، وركز على بيان الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبعة وبيان القراءات الشاذة وحكمها.
وما أوردتيه تحت المقصد الثاني، ليس هو تحرير المراد بالأحرف السبعة وإنما بيان بعض الأحكام المتعلقة بها.
العناصر الفرعية، هي نفسها المقاصد الفرعية، ولعلكِ قصدتِ بما أوردتيه تحتها = المسائل الاستطرادية
وفي تلخيص المقاصد لا نلتفت للمسائل الاستطرادية ولا نوردها في تلخيصنا، لكن مع هذا، فإن بعض ما أوردتيه تحتها يخدم المقاصد الفرعية للرسالة.



منيرة محمد: ج
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- سبب التأليف غالبًا يقودنا للمقصد العام للرسالة أو الكتاب.
- وددتُ لو وضعتِ عنوانًا للمقصد الفرعي، قبل سرد المسائل تحته.
- -هل القراءات السبعة هي مجموع حرف واحد من الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها ؟
هذه المسألة هي أصل الرسالة كلها، وأورد ابن تيمية قولين ثم اختار قولا ثالثًا
ولعلكِ إن راجعتِ دروس دورة جمع القرآن للشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله- تتضح لكِ هذه الأقوال، ثم بعد ذلك أعيدي قراءة نص كلام ابن تيمية.
- القراءة بالقراءات الشاذة: أورد ابن تيمية ثلاثة أقوال منها قول جده أبي البركات، ثم ذكر رأيه في المسألة وهو عدم جواز القراءة بالقراءات الشاذة في الصلاة وخارجها.

ضحى الحقيل: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بك.
- قولكِ: (وصف هذه المسألة بأنها مسألة كبيرة كثر كلام أهل العلم فيها على تنوع تخصصاتهم). مع ما أوردتيه تحتها
يمكن أن توضع هذه العبارة تحت عنوان (سبب إعراض ابن تيمية عن التفصيل في المراد بالأحرف السبعة)
فلو تأملتِ السؤال الذي ورده وكان سببًا في هذه الرسالة، فإن مطلب السائل الأول هو بيان المراد في الأحرف السبعة.
ثم انتقل لبيان العلاقة بين الأحرف السبعة والقراءات وهو ما فصله ابن تيمية في هذه الرسالة لذا ينبغي ذكره في المقصد العام.
- لم يتضح لي مناسبة هذا المقصد: (الرد على من نسب لابن مسعود جواز القراءة بالمعنى)
ولعل الأفضل ضمه للمقصد قبله، مع ذكره ضمن المقصد الخامس كدليل على عدم وجود تناقض في المعنى بين الأحرف المختلفة.
- قولكِ: (هل حوى المصحف الإمام والقراءات السبع المشهورة الحروف السبعة أم أحدها؟)
أورد ابن تيمية قولين في المسألة ثم أصّل لقوله وهو أن القراءات السبعة بعض الأحرف السبعة، ولعلكِ إن راجعتِ دروس دورة جمع القرآن للشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله، تتضح لكِ المسألة، ثم تعودين لقراءة أصل كلام ابن تيمية.
- القراءة بالقراءات الشاذة: أورد ابن تيمية ثلاثة أقوال منها قول جده أبي البركات، ثم ذكر رأيه في المسألة وهو عدم جواز القراءة بالقراءات الشاذة في الصلاة وخارجها.

نفع الله بي وبكم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 صفر 1443هـ/4-10-2021م, 02:01 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة (التبيان في نزول القرآن) لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
المقصد الرئيسي للرسالة:
بيان معنى (نزول القرآن) تبعا للغة والشرع, وما يلزم ذلك من إثبات علو الله سبحانه, وكون القرآن كلامه, والرد على أقوال الفرق الباطلة.

المقاصد الفرعية:
- بيان أسباب خطأ الكثير في تفسير (النزول).
- بيان التفاسير الباطلة لأهل البدع لهذا الحرف
- أنواع النزول في كتاب الله سبحانه
- إزالة ما استشكل من لفظ (أنزل):
- كمال بيان القرآن الكريم وإحكامه
- صفات الله سبحانه ليست بائنة منه ولا تحل في غيره

التلخيص:
- بيان أسباب خطأ الكثير في تفسير (النزول):
أولا: اشتباه المعنى في تلك المواضع.
ثانيا: شيوع تفاسير أهل البدع فيه, فاحتج الكثير باشتباه الأمرعليهم للأخذ بتفسير أهل البدع.

- بيان التفاسير الباطلة لأهل البدع لهذا الحرف:
• مسألة النزول لها علاقة بمبحث الصفات, فمن أنكر العلو وأنكر الاستواء وأنكر تكلم الله سبحانه, وأنكر بأن القرآن كلام الله, أو حرف المعنى الحقيقي لهذه الصفات؛ انحرف في تفسير هذا الحرف, لذا:
• ادعت الجهمية بأن (أنزل) بمعنى خلق كما في قوله تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}, فقالوا: خلقه في مكان عال ثم أنزله من ذلك المكان.
وقصد شيخ الإسلام بالجهمية هنا نفاة الصفات على العموم, كالجهمية الأول والمعتزلة,
فهذا مطرد على أصولهم بنفي الصفات والقول بخلق القرآن, لذا جعل في مقابلهم الكلابية وهم من الصفاتية, أي الذين اثبتوا بعض الصفات فقط على طريقتهم وأصولهم.
• من الكلابية من فسر (النزول) بالإعلام به, وإفهامه للملك, أو نزول الملك بما فهمه, وهذا لأنهم ادعوا بأن القرآن حكاية عن كلام الله, وكلام الله عندهم هو المعنى القائم بالنفس, لذا لم يتكلم به لكن أفهمه لجبريل عليه السلام, ثم نزول جبريل عليه السلام به.وكلا القولين باطل, وكذا غيرها من الأقوال التي خالفت أهل السنة والجماعة.

- صفات الله سبحانه ليست بائنة منه ولا تحل في غيره:
• رد أهل السنة على أبي حسن الأشعري ومن اتبعه من أصحاب مالك والشافعي وأحمد الذين جعلوا النزول والإتيان والمجيء حدثا يحدثه الله منفصلا عنه, وادعوا بأن هذا الحدث هو إتيانه واستواؤه على العرش, وهذا ليتماشى مع أصولهم بمنع قيام الحوادث في الله, وعدم وقوع الأفعال منه سبحانه.
• فقيل لهم: المعروف أنه لا يجيء شيء من الصفات والأعراض إلا بمجيء شيء, فإذا قالوا: جاء البرد أو جاء الحر فقد جاء الهواء الذي يحمل الحر والبرد وهو عين قائمة بنفسها.
• قال أحمد وغيره: وإليه يعود أي: هو المتكلم به.
• وقال: كلام الله من الله ليس ببائن منه، أي لم يخلقه في غيره فيكون مبتدأ منزلا من ذلك المخلوق؛ بل هو منزل من الله كما أخبر به ومن الله بدأ لا من مخلوق فهو الذي تكلم به لخلقه.

- أنواع النزول في كتاب الله سبحانه:
• حتى يُفهم معنى هذا الحرف, بين شيح الإسلام رحمه الله تعالى معناه في القرآن الكريم, فبين بأن النزول في كتاب الله عز وجل جاء على " ثلاثة أنواع ":
أولا - نزول مقيد بأنه منه سبحانه:
وهذا لم يرد إلا فيما يتعلق بنزول القرآن كما قال تعالى: {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق,
وقال تعالى {نزله روح القدس من ربك بالحق},
وقال تعالى: {تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم}:
وهذه الآية جاء فيها قولان:
1- قوله تعالى: {تنزيل الكتاب} مبتدأ, وخبره:{من الله العزيز الحكيم}, فلا حذف في الكلام.
2- أن قوله تعالى:{تنزيل الكتاب}خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أي هذا.
وعلى كلا القولين فقد ثبت أنه منزل من الله سبحانه.

النوع الثاني: نزول مقيد بأنه من السماء:
وهذا كما في قوله تعالى: {وأنزلنا من السماء} والسماء اسم جنس لكل ما علا, فهنا قوله:(السماء) مطلق أي في العلو, لكنه قد بُين في مواضع أخرى من القرآن كقوله تعالى: {أأنتم أنزلتموه من المزن}, وقوله {فترى الودق يخرج من خلاله}.
أما قوله تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده} فالنزول هنا يشبه نزول القرآن, لأن نزول الملائكة هو نزولهم بالوحي من أمره الذي هو كلامه.

النوع الثالث: نزول غير مقيد لا بهذا ولا بهذا:
وهذا في مثل قوله تعالى من إنزال السكينة بقوله: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين},
وقوله: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين},
ومثله " إنزال الميزان ": وفسر جمهور المفسرين الميزان بالعدل, وفسره مجاهد - رحمه الله - بالميزان المحسوس, ولا منافاة بين القولين.
فالملائكة قد تنزل بعلى قلوب المؤمنين بالأمور المعنوية كالإيمان والعدل والثبات وهو السكينة, وقد ينزل الله الملك بالإلهام بالسداد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه ومن لم يطلب القضاء ولم يستعن عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده}, أيضا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله أنزل الأمانة في جذر قلوب الرجال فعلموا من القرآن وعلموا من السنة}.
كذلك ذكر تعالى إنزال النعاس في قوله: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم} .

• فالصفات التي تقوم بالعباد مثل : العدل والسكينة والنعاس والأمانة؛ إنما تكون إذا أفضى بها إليهم, فالأعيان القائمة توصف بالنزول كما توصف الملائكة بالنزول بالوحي والقرآن, فإذا نزل بها الملائكة قيل إنها نزلت، وكذلك لو نزل غير الملائكة كالهواء الذي نزل بالأسباب فيحدث الله منه البخار الذي يكون منه النعاس فكان قد أنزل النعاس سبحانه بإنزال ما يحمله.

- إزالة ما استشكل من لفظ (أنزل):
1- بيان معنى قوله تعالى:{وأنزلنا الحديد}:
• ذكر سبحانه إنزال الحديد والحديد يخلق في المعادن, وجعل بعضهم نزول الحديد بمعنى الخلق, لأنه أخرجه من المعادن, والمعادن تكون في الجبال, فالحديد ينزله الله من معادنه التي في الجبال لينتفع به بنو آدم, والمقصود الأكبر بذكر الحديد هو اتخاذ آلات الجهاد التي بها ينصر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
• الآلات بذاتها لم تنزل من السماء, لذلك؛
ما يذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أن آدم عليه السلام نزل من الجنة ومعه خمسة أشياء من حديد السندان والكلبتان والمنقعة والمطرقة والإبرة فهو كذب لا يثبت مثله.
ومثله الحديث الذي رواه الثعلبي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم {أن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض فأنزل الحديد والماء والنار والملح} حديث موضوع مكذوب.
والمشاهَد الأكيد أن هذه الآلات تصنع من حديد المعادن.
لا يصح قول من قال بأن آدم عليه السلام نزل معه جميع الآلات؛ فهذا لا يقبله لا العقل ولا الحس ولا جاء دليل له من الشرع.
ومثله قول من قال بأن آلة واحدة نزلت معه وهي الإبرة! فأي فائدة في هذا لسائر الناس؟!
لا نفع لهذه الآلات إذا لم يكن ثم حديد موجود يطرق بهذه الآلات؟! فالآلة وحدها لا تكفي بل لا بد من مادة يصنع بها آلات الجهاد.
والمأثور: {أن أول من خط وخاط إدريس عليه السلام} وآدم عليه السلام لم يخط ثوبا فما يصنع بالإبرة.

• قال قطرب في الآية: معناه جعله نزلا كما يقال أنزل الأمر على فلان نزلا حسنا أي جعله نزلا. قال ومثله قوله تعالى {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج}:
ما ذهب إليه قطرب ضعيف؛ فإن النزل إنما يطلق على ما يؤكل لا على ما يقاتل به قال الله تعالى {فنزل من حميم} والضيافة سميت نزلا لأن العادة أن الضيف يكون راكبا فينزل في مكان يؤتى إليه بضيافته فيه, ولهذا قال نوح عليه السلام {رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين} لأنه كان راكبا في السفينة.

2- بيان معنى قوله تعالى:{وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج }:
اختلف الناس فيها؛
منهم من فسر حرف (وأنزل) بجعل.
ومنهم من فسره بخلق, لكونها تخلق من الماء, فإن به يكون النبات الذي ينزل أصله من السماء وهو الماء.

• الصواب أنه لا حاجة إلى إخراج اللفظ عن معناه المعروف لغة؛
فالإنزال هنا على حقيقته, فإن الأنعام تنزل من بطون أمهاتها, ومن أصلاب آبائها تأتي بطون أمهاتها, لذا يقال للرجل: قد أنزل الماء, مع أن الرجل غالب إنزاله وهو على جنب؛ إما وقت الجماع وإما بالاحتلام, فكيف بالأنعام التي غالب إنزالها مع قيامها على رجليها وارتفاعها على ظهور الإناث ؟!
ومما يزيد الأمر بيانا أن حرف (النزول) لم يستعمل فيما خلق من السفليات؛ فلم يقل أنزل النبات, ولا أنزل المرعى, وإنما استعمل فيما يخلق في محل عال وأنزله الله من ذلك المحل كالحديد والأنعام.

3- بيان معنى قوله تعالى {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا}:
اختلف الناس في معنى (أنزلنا):
فقيل: خلقناه.
وقيل أنزلنا أسبابه.
وقيل ألهمناهم كيفية صنعته.
وجميع هذه الأقوال ضعيفة.

وقالوا في تفسير (وريشا):
الريش والرياش المراد به اللباس الفاخر كلاهما بمعنى واحد مثل اللبس واللباس.
وقيل: هما المال والخصب والمعاش وارتاش فلان حسنت حالته.
وهذه الأقوال ضعيفة أيضا.

• والصحيح أن " الريش " هو الأثاث والمتاع:
قال أبو عمر: والعرب تقول: أعطاني فلان ريشه أي كسوته وجهازه.
وقال غيره: الرياش في كلام العرب الأثاث وما ظهر من المتاع والثياب والفرش ونحوها.

• والصواب في معنى (أنزلنا) في الآية:
أن الاية جاء فيها قراءتان:
إحداهما بالنصب فيكون لباس التقوى أيضا منزلا.
قراءة بالرفع فلا يكون لباس التقوى منزلا.
وكلاهما صواب.
ومقصود القرآن الإشارة إلى جنس اللباس الذي يلبس على البدن وفي البيوت, فامتن سبحانه عليهم بما ينتفعون به من الأنعام في اللباس والأثاث وهذا معنى إنزاله؛
فإنه ينزله من ظهور الأنعام وهو كسوة الأنعام من الأصواف والأوبار والأشعار, وكسوة الأنعام منزلة من الأصلاب والبطون, فهو منزل من الجهتين؛ فإنه على ظهور الأنعام لا ينتفع به بنو آدم حتى ينزل.

- كمال بيان القرآن الكريم وإحكامه:
• ليس في القرآن ولا في السنة لفظ نزول إلا وفيه معنى النزول المعروف المتبادر إلى الذهن, فالقرآن كتاب مبين: هو بنفسه واضح بيّن, وهو مبين لغيره.
• القرآن نزل بلغة العرب, ولا تعرف العرب نزولا إلا بهذا المعنى.
• لو كان معنى (النزول) يختلف عما تعرفه العرب في خطابها: لكان القرآ خطابا بغير لغتها.
• استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان؛ لا يجوز ولا يحصل به البيان, وليس من الفصاحة في شيء.
• الله تعالى أخبر أنه بين القرآن, وجعله هدى للناس, وبهذا يحصل مقصود القرآن واللغة؛ وهذا لا يحصل إلا بحمل حروفه على ظاهرها مما تعرفه العرب في خطابها.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ربيع الأول 1443هـ/23-10-2021م, 09:44 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
تلخيص مقاصد رسالة (التبيان في نزول القرآن) لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
المقصد الرئيسي للرسالة:
بيان معنى (نزول القرآن) تبعا للغة والشرع, وما يلزم ذلك من إثبات علو الله سبحانه, وكون القرآن كلامه, والرد على أقوال الفرق الباطلة.

المقاصد الفرعية:
- بيان أسباب خطأ الكثير في تفسير (النزول).
- بيان التفاسير الباطلة لأهل البدع لهذا الحرف
- أنواع النزول في كتاب الله سبحانه
- إزالة ما استشكل من لفظ (أنزل):
- كمال بيان القرآن الكريم وإحكامه
- صفات الله سبحانه ليست بائنة منه ولا تحل في غيره

التلخيص:
- بيان أسباب خطأ الكثير في تفسير (النزول):
أولا: اشتباه المعنى في تلك المواضع.
ثانيا: شيوع تفاسير أهل البدع فيه, فاحتج الكثير باشتباه الأمرعليهم للأخذ بتفسير أهل البدع.

- بيان التفاسير الباطلة لأهل البدع لهذا الحرف:
• مسألة النزول لها علاقة بمبحث الصفات, فمن أنكر العلو وأنكر الاستواء وأنكر تكلم الله سبحانه, وأنكر بأن القرآن كلام الله, أو حرف المعنى الحقيقي لهذه الصفات؛ انحرف في تفسير هذا الحرف, لذا:
• ادعت الجهمية بأن (أنزل) بمعنى خلق كما في قوله تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد}, فقالوا: خلقه في مكان عال ثم أنزله من ذلك المكان.
وقصد شيخ الإسلام بالجهمية هنا نفاة الصفات على العموم, كالجهمية الأول والمعتزلة,
فهذا مطرد على أصولهم بنفي الصفات والقول بخلق القرآن, لذا جعل في مقابلهم الكلابية وهم من الصفاتية, أي الذين اثبتوا بعض الصفات فقط على طريقتهم وأصولهم.
• من الكلابية من فسر (النزول) بالإعلام به, وإفهامه للملك, أو نزول الملك بما فهمه, وهذا لأنهم ادعوا بأن القرآن حكاية عن كلام الله, وكلام الله عندهم هو المعنى القائم بالنفس, لذا لم يتكلم به لكن أفهمه لجبريل عليه السلام, ثم نزول جبريل عليه السلام به.وكلا القولين باطل, وكذا غيرها من الأقوال التي خالفت أهل السنة والجماعة.

- صفات الله سبحانه ليست بائنة منه ولا تحل في غيره:
• رد أهل السنة على أبي حسن الأشعري ومن اتبعه من أصحاب مالك والشافعي وأحمد الذين جعلوا النزول والإتيان والمجيء حدثا يحدثه الله منفصلا عنه, وادعوا بأن هذا الحدث هو إتيانه واستواؤه على العرش, وهذا ليتماشى مع أصولهم بمنع قيام الحوادث في الله, وعدم وقوع الأفعال منه سبحانه.
• فقيل لهم: المعروف أنه لا يجيء شيء من الصفات والأعراض إلا بمجيء شيء, فإذا قالوا: جاء البرد أو جاء الحر فقد جاء الهواء الذي يحمل الحر والبرد وهو عين قائمة بنفسها.
• قال أحمد وغيره: وإليه يعود أي: هو المتكلم به.
• وقال: كلام الله من الله ليس ببائن منه، أي لم يخلقه في غيره فيكون مبتدأ منزلا من ذلك المخلوق؛ بل هو منزل من الله كما أخبر به ومن الله بدأ لا من مخلوق فهو الذي تكلم به لخلقه.

- أنواع النزول في كتاب الله سبحانه:
• حتى يُفهم معنى هذا الحرف, بين شيح الإسلام رحمه الله تعالى معناه في القرآن الكريم, فبين بأن النزول في كتاب الله عز وجل جاء على " ثلاثة أنواع ":
أولا - نزول مقيد بأنه منه سبحانه:
وهذا لم يرد إلا فيما يتعلق بنزول القرآن كما قال تعالى: {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق,
وقال تعالى {نزله روح القدس من ربك بالحق},
وقال تعالى: {تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم}:
وهذه الآية جاء فيها قولان:
1- قوله تعالى: {تنزيل الكتاب} مبتدأ, وخبره:{من الله العزيز الحكيم}, فلا حذف في الكلام.
2- أن قوله تعالى:{تنزيل الكتاب}خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أي هذا.
وعلى كلا القولين فقد ثبت أنه منزل من الله سبحانه.

النوع الثاني: نزول مقيد بأنه من السماء:
وهذا كما في قوله تعالى: {وأنزلنا من السماء} والسماء اسم جنس لكل ما علا, فهنا قوله:(السماء) مطلق أي في العلو, لكنه قد بُين في مواضع أخرى من القرآن كقوله تعالى: {أأنتم أنزلتموه من المزن}, وقوله {فترى الودق يخرج من خلاله}.
أما قوله تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده} فالنزول هنا يشبه نزول القرآن, لأن نزول الملائكة هو نزولهم بالوحي من أمره الذي هو كلامه.

النوع الثالث: نزول غير مقيد لا بهذا ولا بهذا:
وهذا في مثل قوله تعالى من إنزال السكينة بقوله: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين},
وقوله: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين},
ومثله " إنزال الميزان ": وفسر جمهور المفسرين الميزان بالعدل, وفسره مجاهد - رحمه الله - بالميزان المحسوس, ولا منافاة بين القولين.
فالملائكة قد تنزل بعلى قلوب المؤمنين بالأمور المعنوية كالإيمان والعدل والثبات وهو السكينة, وقد ينزل الله الملك بالإلهام بالسداد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه ومن لم يطلب القضاء ولم يستعن عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده}, أيضا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله أنزل الأمانة في جذر قلوب الرجال فعلموا من القرآن وعلموا من السنة}.
كذلك ذكر تعالى إنزال النعاس في قوله: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم} .

• فالصفات التي تقوم بالعباد مثل : العدل والسكينة والنعاس والأمانة؛ إنما تكون إذا أفضى بها إليهم, فالأعيان القائمة توصف بالنزول كما توصف الملائكة بالنزول بالوحي والقرآن, فإذا نزل بها الملائكة قيل إنها نزلت، وكذلك لو نزل غير الملائكة كالهواء الذي نزل بالأسباب فيحدث الله منه البخار الذي يكون منه النعاس فكان قد أنزل النعاس سبحانه بإنزال ما يحمله.

- إزالة ما استشكل من لفظ (أنزل):
1- بيان معنى قوله تعالى:{وأنزلنا الحديد}:
• ذكر سبحانه إنزال الحديد والحديد يخلق في المعادن, وجعل بعضهم نزول الحديد بمعنى الخلق, لأنه أخرجه من المعادن, والمعادن تكون في الجبال, فالحديد ينزله الله من معادنه التي في الجبال لينتفع به بنو آدم, والمقصود الأكبر بذكر الحديد هو اتخاذ آلات الجهاد التي بها ينصر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
• الآلات بذاتها لم تنزل من السماء, لذلك؛
ما يذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أن آدم عليه السلام نزل من الجنة ومعه خمسة أشياء من حديد السندان والكلبتان والمنقعة والمطرقة والإبرة فهو كذب لا يثبت مثله.
ومثله الحديث الذي رواه الثعلبي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم {أن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض فأنزل الحديد والماء والنار والملح} حديث موضوع مكذوب.
والمشاهَد الأكيد أن هذه الآلات تصنع من حديد المعادن.
لا يصح قول من قال بأن آدم عليه السلام نزل معه جميع الآلات؛ فهذا لا يقبله لا العقل ولا الحس ولا جاء دليل له من الشرع.
ومثله قول من قال بأن آلة واحدة نزلت معه وهي الإبرة! فأي فائدة في هذا لسائر الناس؟!
لا نفع لهذه الآلات إذا لم يكن ثم حديد موجود يطرق بهذه الآلات؟! فالآلة وحدها لا تكفي بل لا بد من مادة يصنع بها آلات الجهاد.
والمأثور: {أن أول من خط وخاط إدريس عليه السلام} وآدم عليه السلام لم يخط ثوبا فما يصنع بالإبرة.

• قال قطرب في الآية: معناه جعله نزلا كما يقال أنزل الأمر على فلان نزلا حسنا أي جعله نزلا. قال ومثله قوله تعالى {وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج}:
ما ذهب إليه قطرب ضعيف؛ فإن النزل إنما يطلق على ما يؤكل لا على ما يقاتل به قال الله تعالى {فنزل من حميم} والضيافة سميت نزلا لأن العادة أن الضيف يكون راكبا فينزل في مكان يؤتى إليه بضيافته فيه, ولهذا قال نوح عليه السلام {رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين} لأنه كان راكبا في السفينة.

2- بيان معنى قوله تعالى:{وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج }:
اختلف الناس فيها؛
منهم من فسر حرف (وأنزل) بجعل.
ومنهم من فسره بخلق, لكونها تخلق من الماء, فإن به يكون النبات الذي ينزل أصله من السماء وهو الماء.

• الصواب أنه لا حاجة إلى إخراج اللفظ عن معناه المعروف لغة؛
فالإنزال هنا على حقيقته, فإن الأنعام تنزل من بطون أمهاتها, ومن أصلاب آبائها تأتي بطون أمهاتها, لذا يقال للرجل: قد أنزل الماء, مع أن الرجل غالب إنزاله وهو على جنب؛ إما وقت الجماع وإما بالاحتلام, فكيف بالأنعام التي غالب إنزالها مع قيامها على رجليها وارتفاعها على ظهور الإناث ؟!
ومما يزيد الأمر بيانا أن حرف (النزول) لم يستعمل فيما خلق من السفليات؛ فلم يقل أنزل النبات, ولا أنزل المرعى, وإنما استعمل فيما يخلق في محل عال وأنزله الله من ذلك المحل كالحديد والأنعام.

3- بيان معنى قوله تعالى {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا}:
اختلف الناس في معنى (أنزلنا):
فقيل: خلقناه.
وقيل أنزلنا أسبابه.
وقيل ألهمناهم كيفية صنعته.
وجميع هذه الأقوال ضعيفة.

وقالوا في تفسير (وريشا):
الريش والرياش المراد به اللباس الفاخر كلاهما بمعنى واحد مثل اللبس واللباس.
وقيل: هما المال والخصب والمعاش وارتاش فلان حسنت حالته.
وهذه الأقوال ضعيفة أيضا.

• والصحيح أن " الريش " هو الأثاث والمتاع:
قال أبو عمر: والعرب تقول: أعطاني فلان ريشه أي كسوته وجهازه.
وقال غيره: الرياش في كلام العرب الأثاث وما ظهر من المتاع والثياب والفرش ونحوها.

• والصواب في معنى (أنزلنا) في الآية:
أن الاية جاء فيها قراءتان:
إحداهما بالنصب فيكون لباس التقوى أيضا منزلا.
قراءة بالرفع فلا يكون لباس التقوى منزلا.
وكلاهما صواب.
ومقصود القرآن الإشارة إلى جنس اللباس الذي يلبس على البدن وفي البيوت, فامتن سبحانه عليهم بما ينتفعون به من الأنعام في اللباس والأثاث وهذا معنى إنزاله؛
فإنه ينزله من ظهور الأنعام وهو كسوة الأنعام من الأصواف والأوبار والأشعار, وكسوة الأنعام منزلة من الأصلاب والبطون, فهو منزل من الجهتين؛ فإنه على ظهور الأنعام لا ينتفع به بنو آدم حتى ينزل.

- كمال بيان القرآن الكريم وإحكامه:
• ليس في القرآن ولا في السنة لفظ نزول إلا وفيه معنى النزول المعروف المتبادر إلى الذهن, فالقرآن كتاب مبين: هو بنفسه واضح بيّن, وهو مبين لغيره.
• القرآن نزل بلغة العرب, ولا تعرف العرب نزولا إلا بهذا المعنى.
• لو كان معنى (النزول) يختلف عما تعرفه العرب في خطابها: لكانالقرآ خطابا بغير لغتها.
• استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان؛ لا يجوز ولا يحصل به البيان, وليس من الفصاحة في شيء.
• الله تعالى أخبر أنه بين القرآن, وجعله هدى للناس, وبهذا يحصل مقصود القرآن واللغة؛ وهذا لا يحصل إلا بحمل حروفه على ظاهرها مما تعرفه العرب في خطابها.



التقويم: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ وزادكِ توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir