دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 محرم 1442هـ/20-08-2020م, 03:30 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من سير أعلام المفسرين

مجلس القسم الأول من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 محرم 1442هـ/20-08-2020م, 02:12 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

أعمل على الكتابة في سيرة أبي بكر الصديق

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 محرم 1442هـ/20-08-2020م, 06:02 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن شاء الله أكتب على سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
جزاكم الله خير

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 محرم 1442هـ/21-08-2020م, 12:47 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكتب في سيرة علي ابن ابي طالب بمشيئة الله

جزاكم الله خير

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 محرم 1442هـ/21-08-2020م, 10:58 PM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
Lightbulb

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتناول سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 محرم 1442هـ/22-08-2020م, 04:00 PM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
Post عثمان بن عفان رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم
فيض من نور ذي النورين
عثمان بن عفان - رضي الله عنه –
ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة


لطالما استوقفني الحديث الشريف الذي رواه البخاري عن الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري : وفيه أن عثمان بن عفان استأذن يوما على النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:( ائْذَنْ له وبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ، علَى بَلْوَى تُصِيبُهُ)
فَقال له أبو موسى: ادْخُلْ، وبَشَّرَكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالجَنَّةِ علَى بَلْوَى تُصِيبُكَ.وفي رواية: أن عثمان حين بشره حمد الله تعالى، ثم قال: "الله المستعان ، اللهم صبرا"

تأملت الحديث مليا وأنا أرى اليوم الهشاشة النفسية التي نعيشها ، وضعف الإيمان والتوكل عند كثير من الناس - إلا من رحم الله - حين يصابون بأي ابتلاء في أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم أو يخافون من حصول مكروه لهم .
وتساءلت كيف يستقبل المرء مثل هذا الخبر وكيف يعيش المرء متأكدا من بلوى تصيبه مستعدا لها آخذا للأمر أهبته .
إيمان راسخ بالله عزوجل وبرسوله، ويقين لا يخالطه شك بحسن العاقبة (الجنة )،لا يثنيه عن الاستمرار في العمل الصالح والمداومة عليه، مع الدعاء واللجوء لله سبحانه (اللهم صبرا ) إلى أن يلقى الله تبارك وتعالى مقبلا غير مدبر شجاعا غير هياب .

إيمان يثبت الجبال الشم الرواسي ، أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول مخاطبا جبل أحد وقد اهتز :
(اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان )
وكان الذين على الجبل : النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان الشهيد .

أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إنها لسيرة رجل فذ من جيل الرجال الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه جديرة بالتأمل والاعتبار .

إذا ذكر عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فأول مايتبادر للذهن قول النبي صلى الله عليه وسلم وهوويغطي ساقيه عند دخوله رضي الله عنه :
( ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة)
حتى ورد عنه رضي الله عنه أنه كان يغتسل جالسا من حيائه.

أول مايتبادر للذهن :ذو النورين والشرف العظيم بزواجه من الكريمتين رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما ابنتا المصطفى صوات الله وسلامه عليه
فيحظى بمصاهرة بيت النبوة مرتين ويقبل النبي صلى الله عليه وسلم به ويرتضيه زوجا لابنتيه وكفى بها شرفا وفضلا له وهوأكرم فتيان قريش، وأكثرهم مالاً، وعزاً.

صورته وهو يتخلف عن رسول الله يمرض زوجته رقية ابنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ويكرمها فيتخلف عن غزوة (بدر) الكبرى لهذا السبب العظيم.
وهي رسالة لمن يباهي بفقه غريب اليوم يدعي فيه أن ليس على المرء مداواة زوجه ولا علاجها !!فأين الإحسان والعشرة وأين أنت من أخلاق السلف المبجل ؟

إذا ذكر رضي الله عنه لاحت صورة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يتذكر عثمان عارفا له قدره بعد ما ذهب إلى مكة، فقال صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: «هذه يد عثمان». فضرب بها على يده، فقال: «هذه لعثمان» يوم بيعة الرضوان .

صورة عثمان رضي الله عنه مجيبا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم :
من يجهز جيش العسرة ؟ فيكون عثمان السابق لذلك
من يشتري بئر رومة ؟ فيكون عثمان السابق لذاك المبشر بالجنة مرات ومرات .

ونعم المال الوفير للرجل المسلم المؤدي حق الله المكرم لعباد الله .حتى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم متهللا : (ماضر عثمان ما فعل بعد اليوم ).

صورة عثمان البهية مع المصحف الشريف وهو يختمه في ليلة ويأمر بجمعه والعناية به وحرق ماسواه حتى لاتختلف الأمة فيكون مانقرؤه اليوم من حفظ الله لكتابه بتسخيره هذا الصحابي الفذ الجريء العالم بكتاب الله
قال ابن عمر في قول الله تعالى :{أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} : ذاك عثمان بن عفان، رضي الله عنه.
وكان معروفاً بكثرة صلاته وتلاوته وجوده ثم تكون خاتمته الحسنة أن يستشهد حاملا المصحف فيتناثر دمه على المصحف الشريف
استمع إلى حسان بن ثابت ينعيه :
ضحّوا بأشمط عنوان السجود به .. يقطّع الليل تسبيحاً وقرآنا

ولأدع لدموعك العنان وأنت تتأمله وهو في هذا الموقف يأمر زوجته الأبية نائلة بنت الفرافصة - ذات الموقف البطولي - بتغطية شعرهافيقول: خذي خمارك فإن حُرْمة شَعْركِ، أعظم عندي من دخولهم علي. ويرفض أن يدخل أحد في قتال أو يتواجه المسلمون بسببه
يالله
ومن كعثمان ؟
رضي الله عنه وأرضاه
وبشراه رؤياه التي حكاها : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة في المنام، فقال: يا عثمان أفطر عندنا) فأصبح وقتل من يومه.


ثم صورة مقابلة بشعة للخوارج الذين لايرقبون في مؤمن إلا ولاذمة ولايرعون لذي الشيبة المسلم صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره زوج ابنتيه حقه ،ولا زالت الأمة تعاني من تبعات أفعالهم ومن تبعهم ممن يقرأ القرآن لايجاوز تراقيهم ولا يأخذ العلم الصحيح من أهله وأكابره .. نسأل الله السلامة والعافية.

ونسأل الله بمنه وكرمه أن يجمعنا بالنبي الكريم وصحابته الأجلاء في دار كرامته وأن يجعلنا ممن اقتفى هديهم واستن بسننهم إلى أن يلقى الله عزوجل راض عنه غير غضبان .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 محرم 1442هـ/22-08-2020م, 06:16 PM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

عثمان بن عفان رضي الله عنه
قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم((آلا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))
رواه مسلم في صحيحه و البخاري في الأدب المفرد
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية الأموي قرشي الأصل، كان غنياً حازماً ذا عقل رشيد دفعه عقله الحصيف الى الدخول في الإسلام بعد أن دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إليه، فقد كان رابع أربعة ممن دخل الإسلام،كان رضي الله عنه تاجراً غنياً ذا مال كثير فسلطه على هلكته في الحق‘ فقد جهز جيش العسرة وقد قال صلى الله عليه وسلم «من جهز جيش العسرة فله الجنة» واشترى بئر رومة من اليهود و حفرها وجعلها للمسلمين وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في بئر رومة« من حفر رومة فله الجنة» بل أن خراج بئر رومة لازال الى يومنا هذا يدر المال الوفير في بيت مال المسلمين بالمدينة المنورة.
كان رضي الله عنه ذا حظوة و منزلة عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنه زوجه ببنتيه رقية رضي الله عنها وبعد وفاتها تزوج أختها أم كلثوم رضي الله عنه فلقب بذي النورين، له مواقف عدة مع الرسول صلى الله عليه وسلم فهاهو يبشره صلى الله عليه وسلم و عمر رضي الله عنهما بالشهادة قال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه، حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحُدا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان فرجف بهم، فقال: «اثبت أحد فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان» رواه أحمد والبخاري وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى
بويع بالخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 23هـواستمر في الخلافة اثنتا عشر سنة وكانت خلافته مليئة بالإنجازات و لازال باقي أثرها الى يومنا هذا فقد تابع سلسلة الفتوحات الإسلامية التي بدأها أبو بكر و عمر رضي الله عنهم ففتح أرمينيا و خرسان و كرمان وسجستان و إفريقيا و قبرص و لحكمته و حنكته وسعة مداركه أنشأ أسطولاً بحرياً لحماية سواحل المسلمين من السفن البزنطية و مع انشغاله في الفتوحات الخارجية فقد كان عابدً ناسكاً قارئاً للقران الكريم عالماً به وقد روي أنه نزل فيه بعض من القران الكريم فعن يحيى البكاء أنه سمع ابن عمر قرأ: {أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} قال ابن عمر: ذاك عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وكان من المفسرين للقران الكريم وروى عنه في التفسير جماعة منهم: ابن عمر، وابن عباس، ومحمود بن لبيد، وسعيد بن العاص، وقيس بن أبي حازم، وأبو عثمان النهدي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعبد الرحمن بن حاطب، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو عيسى يحيى بن رافع الثقفي،وكنانة بن نعيم العدوي، ومولاه حمران بن أبان الفارسي. فعن أبي عيسى يحيى بن رافع قال: سمعت عثمان بن عفان يخطب على المنبر وهو يقرأ {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} قال: «سائق يسوقها إلى أمر الله , وشاهد يشهد عليها بما عملت» رواه عبد الرزاق وابن أبي حاتم
وإليه يرجع الفضل في جمع الأمة الإسلامية على مصحف واحد، وذلك بعد أن كثرت البلدان الإسلامية واتسعت البقاع الإسلامية واتجه لصحابة إلى الأمصار لتعليم الناس كتاب الله عزوجل فكان كل مصر من الأمصار يقرأون القران الكريم بقراءة الصحابي الذي علمهم القران فمصر يقرأون بقراءة أبي بن كعب رضي الله عنه و مصر يقرأون بقراءة ابن مسعود و هكذا فختلفت القراءات و مع دخول غير العرب في الإسلام جعل البعض يلحن في القراءة حتى تنازع الناس في كتاب الله عز وجل فأنقذ رضي الله عنه هذه الأمة من الاختلاف و التنازع الذي دب بسبب اختلاف القراءة وجمع الناس في مصحف واحد آمراً زيد بن ثابت ورهط من القرشيين بكتابة المصحف و من ثم أرسل الى كل مصر من الأمصار نسخة و أبقى لنفسه نسخة رضي الله عنه.
أما عن وفاة صاحبنا الحليم الحيي ذا الحكمة أحد العشرة المبشرين بالجنة وقد بشر بالجنة في أكثر من موقف له من مواقف العزة و نصرة الإسلام كما ذُكر سابقاً – في تجهيز جيش العسرة و حفر بئر رومة - بل في غير مواقفه بشر بالجنة كذلك ففي حديث أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة»، فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يستأذن، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة»، فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال: «ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه»، فإذا عثمان بن عفان). رواه أحمد والبخاري ومسلم، ورواه البخاري في صحيحه من طريق سعيد بن المسيب عن أبي موسى مطولاً، فقتل رضي الله عنه بعد أن توعده المعتدون بالقتل مع أن دمه لم يكن ليحل لهم قتله روى حماد بن زيد قائلاً : حدثنا يحيى بنسعيد عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: كنت مع عثمان في الدار وهو محصور، وكنَّا ندخل مدخلاً إذا دخلناه سمعنا كلام من على البلاط، قال: فدخل عثمان يوما لحاجة، فخرج إلينا منتقعاً لونه، فقال: (إنهم ليتوعدوني بالقتل آنفا).
قلنا: يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين.
فقال: وبم يقتلوني؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زني بعد إحصانه، أو قتل نفسا بغير نفس ))
فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا تمنيت بدلاً بديني منذ هداني الله عز وجل، ولا قتلت نفسا؛ فبم يقتلوني؟!)). رواه أحمد وابن سعد وأبو داوود والترمذي وابن ماجه والنسائي، وله طرق أخرى
قتل رحمه الله الحليم الحيي أحصن الصحابة لفرجه و أتقاهم لربه و أوصلهم لرحمه – كما وصفته عائشة رضي الله عنها حيث قالت (لَعُثمان كان أتقاهم للرب عز وجل، وأحصنهم للفرج، وأوصلهم للرحم)- في الثامن عشرة من سنة 35هـ بالمدينة المنورة على يد مجموعة من الخوارج رحمها الله ورضي عنه
وقفة للكاتبة مع قصة عثمان بن عفان
الكنية أم عثمان وهي من أحب و الكنى لدي بعد أن درست سيرته رضي الله عنه قبل ثلاثة و عشرون سنة
ومما شدني الى تلك الشخصية استعمال غناه الذي استخدمه لنصرة الإسلام و المسلمين حياءه الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ((آلا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة)) وقاره فداءه بنفسه لحقن دماء المسلمين رأى أن قتل الخوارج لشخص واحد وهو شخصه أفضل من الدخول معهم في معارك طاحنة يقتل فيها العدد من المسلمين
حرصه وادارته بنفسه لعملية جمع القران الكريم و حفظه للقران و علمه بالتفسير
نفعنا الله بعلمنا لحياة خير القرون و جعلنا الله و اياكم ممن يحتذي حذوهم و يقتدي بهم وفقنا الله و اياكم لما يحب و يرضى و الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 محرم 1442هـ/22-08-2020م, 07:33 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

"أنا والله صاحِبه!"

رغم قلة المرويات عنه في التفسير وغيره، إلا أنه كان رضي الله عنه من أعلم الصحابه وأفقههم، كيف لا وهو سابقهم إلى الإٍسلام، وإلى قبول نداء الوحي وتلقيه مسلماً به ومصدقاً، فسمي الصديق، نزلت في شأنه آيات كما لم تنزل في أحد غير النبيين، وحظي بمعية الله تعالى، وصحبة نبيه في الغار،
وكاد أن يكون خليلاً للنبي صلى الله عليه وسلم لولا خُلّة الله له، فكان أخاً له وصاحب ودود، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ( إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر» فكان أبوبكر رضي الله عنه هو أفضلهم، وأجلّهم شأناً، وأعظمهم مكانة، وأكثرهم لزوماً للنبي صلى الله عليه وسلم،


ولا عجب إذاً أن يكون أعلمهم بمقاصد الخطاب ومراميه، وتفسيره وإشاراته، فهذا الصحابي أبوسعيد الخدري رضي الله عنه يقول: (وكان أبو بكر أعلمنا
ولم يسبق في كثير من ذلك حتى عمر مع قوة فهمه، ذلك أنه في عام الحديبية لما أورد عليه عمر مستشكلاً‘ قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: "إنكم تأتونه وتطوفون به" فأورده عليه عام الحديبية؛ قال له الصديق: "أقال لك: إنك تأتيه العام؟" قال: لا، قال: "فإنك آتيه ومطوف به" فعرف تأويله وأن الخبر إن لم يكن الآن فغداَ، و هذا شأن من فقه التفسير وعرف أصوله.

ومن ذلك لما قرٌب أجلُ النبي صلى الله عليه وسلم خطب صلى الله عليه وسلم في الناس فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده؛ فاختار ما عند الله» لم يفهم أحدُ غيره رضي الله عنه ما يعنيه ذلك فبكى وتعجب الناس، فقال أبو سعيد الخدري حينها: ( فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا)

وقد روى عنه أجلاء من الصحابة، منهم عمر، وعثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة بن اليمان، وعائشة، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو سعيد الخدري وابن عباس وغيرهم، وكان يسأل أصحابه عن بعض معاني القرآن ثم يرشدهم ويعلّمهم.

ولقصر مدة خلافته وتقدّم سنة وفاته، واشتغال كثير من الصحابة بالجهاد وحروب المرتدين، لم يروَ عنه إلا القليل، ومما روي عنه تفسيره لقوله تعالى : {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}،سأله سعيد بن عمران: يا خليفة رسول الله، ما استقاموا، قال: استقاموا على ألا يشركوا)، ومما روي عنه كذلك تفسيره للزيادة في قوله : ( {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}، فعن عامر بن سعد البجلي، عن أبي بكر الصديق: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} ، قال: النظر إلى وجه ربهم).
ومنه ما رواه عنه قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق، رضي الله عنه يقرأ هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه، والظالم فلم يأخذوا على يديه، فيوشك أن يعمهم الله منه بعقاب»
والرواة عنه في كتب التفسير على أربع طبقات، أولها طبقة الصحابة الطبقة الأولى: طبقة الصحابة، ومنهم: حذيفة بن اليمان، ومعقل بن يسار المزني وكان ممن بايع تحت الشجرة، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، والمسور بن مخرمة الزهري، وطارق بن شهاب البجلي،
والثانية طبقة كبار التابعين الذين أدركوه وسمعوا منه، ومنهم: قيس بن أبي حازم البجلي، وسعيد بن نمران الناعطي.والطبقة الثالثة: طبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلاف، ومنهم مسروق بن الأجدع الهمداني، والأسود بن هلال المحاربي، وأبو رجاء عمران بن ملحان العطاردي.
والطبقة الرابعة: تابعون لم يدركوه، لكن لهم رواية عنه في كتب التفسير، ومنهم: سعيد بن المسيب، وعامر بن سعد البجلي، وأبو بكر بن أبي زهير الثقفي، وعامر بن شراحيل الشعبي، ومرة بن شراحيل الهمداني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والحارث بن يعقوب الأنصاري، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، ومجاهد بن جبر المكي، وعكرمة مولى ابن عباس؛ فهؤلاء روايتهم عنه مرسلة.

ومع علمه بالتفسير فقد حرص على جمع القرآن لما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة خشية ضياعه، فكان أول جامع لكتاب الله تعالى فهو أعظم الناس فيه أجرا كما قال علي،

ولما حضرته الوفاة رضي الله عنه أراد أن يُكفّن في ثلاثة أثواب لفعل النبي صلى الله عليه وسلم واقتداء به، وكان لديه ثوبين، فقال رضي الله عنه : (كفنوني في ثوبي هذين واشتروا إليهما ثوبا جديدا؛ فإن الحيَّ أحوج إلى الجديد من الميت وإنما هي للمهلة).وهذا من زهده وفقهه رضي الله عنه وقد توفي يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة 13ه، وكانت ابنته عائشة رضي الله عنها عنده فقالت حزناَ عليه: من لا يزال دمعه مقنعا ... يوشك أن يكون مرة مدّفعا
فقال: يا بنية لا تقولي هكذا، ولكن قولي: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}.
وفضائله كثيرة عديدة كتبت فيها المؤلفات، وخطت بها السِّير، فرضي الله عنه وأرضاه، وحَّق له أن يكون هو صاحبه إذ قُرأ عليه قوله تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن} بكى وقال: أنا والله صاحبه.
).

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 محرم 1442هـ/22-08-2020م, 11:38 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ت:23هـ)
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي، أبو حفص، أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين، الملقَّب بالفاروق.
وهو الذي قالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "والذي نَفْسِي بيَدِهِ، ما لَقِيَكَ الشَّيْطانُ قَطُّ سالِكًا فَجًّا إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ".
أيَّد اللهُ به الإسلام، فقد كان لعُمرَ بنِ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه من البأس والقوة قبل الإسلام ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يطمع في إسلام أبي جهل أو عمر بن الخطاب، يروي عن عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: اللَّهمَّ أعِزَّ الإسلامَ"، أي: قَوِّه وانصُرْه رافعًا لشأنِه على الكفرِ، "بأحَبِّ هذَينِ الرَّجُلينِ إليكَ؛ بأبي جَهلٍ أو بعُمَرَ بنِ الخطَّابِ"، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "وكان أحَبَّهما إليه عُمَرُ"، فأسلم قبل الهجرة بخمس سنين، فكان إسلامه عزًّا وقوة للمسلمين، وفرجًا من الضيق، ففي صحيحِ البخاريِّ: أنَّ عبدَ اللهِ بنَ مسعود رضِيَ اللهُ عنه قال: "ما زِلْنا أعِزَّةً منذ أسلَمَ عُمَرُ".
هاجر رضي الله عنه إلى المدينة، وشهد الكثير من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، ويوم وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بويع بالخلافة، ففتحت في عهده الأمصار وعم العدل البلاد.
وهو الصادق المحدث الملهم، فهو من أعلم وأفقه الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فعن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" بَينما أنا نائمٌ إذ أُتيتُ بقدحِ لبنٍ فشَرِبْتُ منهُ ، ثمَّ أعطَيتُ فضلي عمرَ بنَ الخطَّابِ ". قالوا : فما أوَّلتَهُ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : "العِلمَ " رواه البخاري ، وقال عنه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنه كان فيما مضى قبلكم مِن الأمم محدَّثون، وإنه إنْ كان في أمتي منهم، فإنه عمر بن الخطاب" رواه البخاري، فكان في مواقف عدة يأتي رأيه موافقا للوحي ، فقد روى أنس رضي الله عنه، قال: قال عمر: "وافقتُ ربي في ثلاث: فقلتُ: يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلًّي، فنزلت: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125]، وآية الحجاب، قلتُ: يا رسول الله لو أمَرْتَ نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهنَّ البَرُّ والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساءُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في الغيرة عليه، فقلتُ لهن: ﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ﴾ [التحريم: 5]، فنزلت الآية".
ومن أقواله رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبوا، فإنه أيسَر، وزِنُوا أنفسَكم قبل أن توزنوا، وتجهَّزوا للعرض الأكبر يوم تُعرضون لا تخفى منكم خافية" ، وهذا من سعة علمه وفقهه رضي الله عنه.
وفي صحيح البخاري أيضاً من حديث ابن عباس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، أنه قال: "لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول، دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ أعدد عليه قوله، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «أخر عني يا عمر» فلما أكثرت عليه، قال: «إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها» قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا، حتى نزلت الآيتان من براءة: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا} إلى قوله {وهم فاسقون}".
قال: "فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ، والله ورسوله أعلم".
ومن أمثلة علمه بالتفسير كما جاء في كتاب الهداية الى بلوغ النهاية [مكي بن أبي طالب] :
قوله في آية المائدة الآية 38:
قال تعالى:" وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ".
ولا يقطع السارق حتى يسرق من حرز وما أشبه الحرز، وهو قول أهل المدينة: مالك وأصحابه. وقد قطع النبي صلى الله عليه وسلم في مجن / قيمته ثلاثة دراهم، وهو قول عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعائشة رضي الله عنهم.
وفي آية سورة النور آية 4:
قال تعالى:" وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً".
فإذا تاب قبلت شهادته وهو مذهب أكثر الفقهاء منهم: الشعبي، والزهري، وأبو الزناد، ومالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وأبو عبيد، وهو قول عمر بن الخطاب، وابن أبي طلحة عن ابن عباس، وعطاء، ومجاهد، وطاوس، وبه قال عمر بن عبد العزيز، وعبد الله بن عتبة، وابن المسيب.
وفي تفسير الطبري :
في آية النساء 92
قال تعالى:" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ".
في قوله تعالى: {فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ} أن يكون المقتول من أهل الذمة لأن الله سبحانه وتعالى لم يقل: " وهو مؤمن " كما قال في الأول وقد قال جماعة: إن دية الذمي والمسلم سواء، وهو قول عمر بن الخطاب وعثمان وابن مسعود ومعاوية. وقال عمر بن عبد العزيز وعروة بن الزبير: دية الكتابي نصف دية المسلم، وبه قال عطاء وابن المسيب والحكم وعكرمة، وهو قول الشافعي.
وفي سورة البقرة القول في تأويل قوله تعالى:
"وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم"، اختلف أهل التأويل في معنى قول الله تعالى ذكره وإن عزموا الطلاق فقال بعضهم: معنى ذلك: للذين يؤلون أن يعتزلوا من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فرجعوا إلى ما أوجب الله لهن من العشرة ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثني مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ مِثْلَ ذَلِكَ. يَعْنِي مِثْلَ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي الْإِيلَاءِ: لَا شَيْءَ عَلَيْهِ، حَتَّى يُوقَفَ، فَيُطَلِّقَ، أَوْ يُمْسِكَ.
ومن تفسير بن أبي حاتم الأصيل – مخرجا:
سورة الأعراف قوله تعالى: "واصبروا" ، حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " الصَّبْرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ حَسَنٌ وَأَفْضَلُ مِنْهُ، الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ " وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ نَحْو قَوْلِ عُمَرَ.
وروى عنه في التفسير من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وطبقاتهم أربعة هي:
الطبقة الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، ومنهم: علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وابن عباس، وفضالة بن عبيد، والنعمان بن بشير، وطارق بن شهاب.
والطبقة الثانية: طبقة كبار التابعين الذين أدركوه وسمعوا منه، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وعلقمة بن وقاص الليثي، ومولاه أسلم العدوي، وعمرو بن ميمون الأودي، وشريح القاضي، وزر بن حبيش، وأبو ميسرة عمرو بن شراحيل الهمداني، ومعدان بن أبي طلحة اليعمري، وأبو عثمان النهدي، وعبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، وحسان بن فائد العبسي، وجماعة كثيرون.
والطبقة الثالثة: طبقة كبار التابعين الذين في سماعهم منه خلاف، ومنهم: سعيد بن المسيب، وعبيدة بن عمرو السلماني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
والطبقة الرابعة: طبقة التابعين الذين لهم رواية عنه لكنها منقطعة إما أنهم لم يدركوه أو أدركوه لكن لم يسمعوا منه، ومنهم: يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعامر الشعبي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وزيد بن أسلم، والحسن البصري، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى بن عباس، وسعيد بن جبير؛ ومسلم بن يسار، فهؤلاء روايته عنه مرسلة.
وكان رضي الله عنه يتمنى الشهادة ويُكثِر مِن قول: (اللهم ارزقني شهادةً في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك رضي الله عنه)؛ رواه البخاري، فاستجاب الله دعاءه، ونال الشهادة وهو في المدينة، فاستشهد رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة عليه من الله ما يستحق، قتله وهو في صلاة الصبح سنة ثلاث وعشرين من الهجرة.
الفوائد التي تم الاستفادة بها من هذا البحث:
- استشعار نعمة القرىن الكريم ، ونعمة فهم الآيات والعمل بها.
- معرفة فضل عمر بن الخظاب رضي الله عنه.
- معرفة فضل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
- معرفة فضل العلم والتفقه في الدين.
- معرفة أهمية الدعاء فقد كان إسلام عمر إستحابة الله لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
- معرفة الفرق بين القوة والبأس قبل وبعد إسلام عمر رضي الله عنه.
- معرفة أهمية القوة في الحق وأن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير.
والله أعلم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تم الاستعانة بالمكتبة الشاملة في البحث.
جزاكم الله خير وعذرا على أي تقصير .


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 محرم 1442هـ/23-08-2020م, 05:45 AM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من سير أعلام المفسرين
واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته .
و الفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.

سيرة أبي الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الخزرجي الأنصاري (ت:32هـ) رضي الله عنه

نسبه : عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي ، وقيل اسمه عويمر بن عامر ، وقيل: ابن عبد الله. وقيل: ابن ثعلبة بن عبد الله الأنصاري،وَقَالَ البُخَارِيُّ: سَأَلْتُ رَجُلاً مِنْ وَلَدِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: اسْمُهُ عَامِرُ بنُ مَالِكٍ، وَلَقَبُهُ: عُوَيْمِرٌ. يرجع نسبه إلى الأنصار من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ، وأمُّه هي محبة بنت واقد بن عمرو الخزرجية وأخوه من أمه هو الصحابي عبد الله بن رواحة .
كنيته : أبو الدرداء ، وهذا إن دلَّ على شيء فإنَّه يدلُّ على قيمة العلم والحكمة التي كان يتمتع بها .
قصة إسلامه :
كان أبو الدرداء يعبد صنمًا قبل إسلامه، فدخل عليه عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وكان أخاه من أمه فكسر الصنم الذي كان يعبده، فقام عويمر بن عامر يجمع الصنم، فقال له عبد الله بن رواحة: "ويحك، هلَّا امتنعتَ، ألا دفعْتَ عن نفسِكَ"، وقالت زوجته أم الدرداء: "لو كان ينفعُ أو يدفعُ عنْ أحدٍ، دفعَ عن نفسه ونفعَها"، فقام إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأسلم على الفور.
حياته :
كان تاجرًا من التجار قبل إسلامه، ودخل الإسلام بعد غزوة بدر، وعندما أسلم لم يعد قادرًا على الجمع بين العبادة والتجارة فترك تجارته ولزم العبادة، عن وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة قال: "آخَى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بيْنَ سَلْمَانَ وأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: ما شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أخُوكَ أبو الدرداء ليسَ له حَاجَةٌ في الدُّنْيَا، فَجَاءَ أبو الدرداء فَصَنَعَ له طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ؟ قَالَ: فإنِّي صَائِمٌ، قَالَ: ما أنَا بآكِلٍ حتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فأكَلَ، فَلَمَّا كانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أبو الدرداء يَقُومُ، قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كانَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ، قَالَ: سَلْمَانُ قُمِ الآنَ، فَصَلَّيَا فَقَالَ له سَلْمَانُ: إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فأتَى النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقَالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: صَدَقَ سَلْمَانُ"
كما أنه شارك بعد إسلامه في كلِّ الغزوات والمعارك، كان واحدًا من الصحابة الذين دافعوا عن رسول الله -صلَّى الله عيله وسلَّم- في غزوة أحد عندما اشتدَّ وطيس المعركة.
وقد آخى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بينه وبين سلمان الفارسي -رضي الله عنه-.
وبعد وفاة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما اتَّسَعَتْ رقعةُ الدولة وفُتحتْ بلاد الشَّام، أرسل عمر بن الخطاب أبا الدرداء -رضي الله عنهما- إلى بلاد الشام ليعلِّم أهلها القرآن والفقه والحديث، وقد ولي قضاء الشام في خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بأمر من والي الشام آنذاك معاوية بن أبي سفيان، وقد عاش بقية حياته في الشام، حتَّى توفي فيها.
وقد اختلفت المصادر في عام وفاته، والصحيح أنّه توفي زمن خلافة عثمان حيث كان قاضياً لمعاوية، وكانت وفاته قبل مقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بعامين.

مكانته :
قَالَ أَبُو ذَرٍّ لأَبِي الدَّرْدَاءِ: مَا حَمَلَتْ وَرْقَاءُ، وَلاَ أَظَلَّتْ خَضْرَاءُ أَعْلَمَ مِنْكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ.
وعَنْ مَسْرُوْقٍ، قَالَ:وَجَدْتُ عِلْمَ الصَّحَابَةِ انْتَهَى إِلَى سِتَّةٍ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَزَيْدٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، ثُمَّ انْتَهَى عِلْمُهُمْ إِلَى: عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللهِ.
وَقَالَ خَالِدُ بنُ مَعْدَانَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُوْلُ: حَدِّثُوْنَا عَنِ العَاقِلَيْنِ. فَيُقَالُ: مَنِ العَاقِلاَنِ؟
فَيَقُوْلُ: مُعَاذٌ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ.
قال عنه الإمام الذهبي : الإِمَامُ، القُدْوَةُ، قَاضِي دِمَشْقَ،حَكِيْمُ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَسَيِّدُ القُرَّاءِ بِدِمَشْقَ.

شأنه مع القرآن :
كان أحد حفظة القرآن الكريم وأحد أعلم الناس بالقرآن، وكان كاتبًا من كتاب الوحي، جاء في صحيح البخاري، أنَّ أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "ماتَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ولَمْ يَجْمَعِ القُرْآنَ غَيْرُ أرْبَعَةٍ: أبو الدرداء ومُعاذُ بنُ جَبَلٍ وزَيْدُ بنُ ثابِتٍ وأَبُو زَيْدٍ، قالَ: ونَحْنُ ورِثْناهُ" .

روايته للحديث :
كان أبو الدرداء روايًا من رواة حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- روى عن النَّبيِّ مباشرة، وروى عن زيد بن ثابت وعن عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهم أجمعين-.
وقد روى عن أبي الدرداء نخبة من الصحابة والتابعين، ومنهم: أنس بن مالك وفضالة بن عبيد وعبد الله بن عباس وأبو أمامة الباهلي وعبد الله بن عمرو بن العاص وابنه بلال بن أبي الدرداء وسعيد بن المسيب وغيرهم الكثير.
وقد روى ما يقارب 179 حديثًَا، منها ثلاثة أحاديث في صحيح الإمام البخاري ، وثمانية في صحيح مسلم .

من فوائد الاطلاع على سيرة أبي الدرداء :
1- ضعف عقل الإنسان وحاجته إلى هدى الله وتسديده ؛ ويظهر لنا هذا من حال أبي الدرداء قبل إسلامه حيث حيث كان يعبد صنما وبعد أن حطمه أخوه عبدالله أخذ يجمع حطامه .
وبعد أن هداه الله للإسلام وأرشده عدّه ابن عمر أحد العاقلين الذين يحدث عنهم ، وبلغ شأوا عظيما في عنايته بالقرآن ، وعد من رواة الحديث .
2- جرب أبو الدرداء التجارة فكان تاجرا قبل الإسلام ، لكن حلاوة العبادة وأثرها في السعادة كان أحب إليه ففضلها على التجارة ، فترك التجارة وأقبل على العبادة ، وفي هذا دليل على أن السعادة تحصل بالغذاء الروحي والاتصال بالله ، وما المال وعرض الدنيا إلا وسائل للحياة والتقرب لله .
3- أثر الصحبة الصالحة على الإنسان ، فكان سبب إسلام أبي الدرداء صاحبه وأخوه عبدالله بن رواحة ، لذا ينبغي للمسلم العناية باختيار الصاحب والجليس .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 7 محرم 1442هـ/25-08-2020م, 10:27 AM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة المجلس العاشر : كتابة رسالة تعريفية مختصرة في سيرة أحد المفسرين.

سيرة المفسر: علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

اسمه ونسبه:
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة.

مولده ووفاته:
ولد قبل البعثة بنحو عشر سنين واستشهد عام 40 من الهجرة.

صفاته:
رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم من الصبيان شهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك حيث خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ليصلي بالناس وينوب عنه في مصالح المسلمين.
كان مجاهدا بطلا لم يذكر أنه غلب في مبارزة قط وكان من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وممن كتب له الوحي وهو كاتب صحيفة الصلح يوم الحديبية اجتمعت فيه خصال حسنة من العلم والدعوة والجهاد والقضاء وحسن الرأي في المعضلات
كان من أعلم الناس بالقرآن ونزوله و أفقههم لأحكامه و أعلمهم بالقضاء والأحاديث في فضله كثيرة منها :
1. قال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: (( أنت مني وأنا منك )). رواه البخاري والترمذي والنسائي في الكبرى وغيرهم.
2. وقال الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر، قال: قال علي: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي: «أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق» رواه أحمد ومسلم والترمذي والنسائي في الكبرى وغيرهم.
3, وقال شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي». رواه البخاري ومسلم.

روايته للتفسير:
يعتبر علي رضي الله عنه من أوائل الصحابة الذين يرجع إلى أقوالهم في تفسير كتاب الله ومما يدل على كثرة تعليمه التفسير كثرة المرويات عنه فقد روى عنه كثير من الصحابة أمثال عبدالله بن عباس وأولاده الحسن والحسين وأبو الطفيل عامر بن وائله ومن التابعين ابنه محمد المعروف بابن الحنفية وأبو عبدالرحمن السلمي وغيرهم

عن وهب بن عبد الله الكوفي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: شهدت عليا وهو يخطب ويقول: (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل). رواه عبد الرزاق في تفسيره، وابن عساكر في تاريخ دمشق.

فوائد دراسة سيرة هذا الصحابي الجليل:
١- الاهتمام في طلب العلم ولنا في اهتمام الصحابة بالقرآن اكبر دليل فهذا علي رضي الله عنه يحبس نفسه على جمع كتابه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتمه.
٢- تفاوت الصحابة في التفسير فهذا علي رضي الله عنه يقول (سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل.
٣- وجوب الرجوع الى فهم الصحابة في التفسير فهم أعلم بالوقائع واللغة التي نزل بها القرآن .
٤- وجوب الحذر من بعض المنقولات الضعيفة عن الصحابة أمثال علي بن أبي طالب وابن عباس.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 8 محرم 1442هـ/26-08-2020م, 09:19 AM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

اختار سيرة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 8 محرم 1442هـ/26-08-2020م, 01:51 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة عبدالله مشاهدة المشاركة
اختار سيرة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها
سيرة عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 9 محرم 1442هـ/27-08-2020م, 04:53 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلى، صاحب الوسادة والنعلين.

نسبه:
…هو الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بن غافل, من بني هُذَيْل, وقد كنَّاه- صلى الله عليه وسلم- بأبي عبد الرحمن, قبل أن يولد له. وأمه: أم عبد, بنت عبد ودُ بن سواء, أسلمت وحسن إسلامها.
نشأته:
…نشأ عبد الله بن مسعود بمكة , قال عن نفسه: كنت أرعى غنماً لعقبة بن أبي مُعيْط.
إسلامه وبلاؤه:
أسلم عبد الله بن مسعود قبل أن يدخل الرسول- صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم بن أبي الأرقم, فهو من السابقين إلى الإسلام, وهو أول من جهر بالقرآن بمكة, فلما سمعته قريش, وهو يرتل قول الله تعالى:( الرَّحْمَنُ, علم القرآن, خلق الإنسان, علمه البيان).
انهالوا عليه ضرباً. ثم توجه إلى أصحابه, فلما شاهدوا أثر الضرب في وجهه قالوا له: هذا الذي كنا نخشاه عليك, فقال له- في ثبات وإصرار-: (والله ما كان أعداء الله قط, أهون علي منهم الآن, ولئن أردتم لفعلت مثل ذلك غدا), فقالوا له:(حَسْبُك لقد أسمعتهم ما يكرهون).
جهاده في سبيل الله عز وجل:
…كان عبد الله بن مسعود ممن هاجر الهجرتين, وشهد بدراً, والمشاهد كلها فكان المثل الأعلى للمسلم المجاهد, ولقد تحمل الكثير من الآلام والصعاب والاضطهاد في سبيل عقيدته, وحفاظاً على دينه. فتراه في معركة بدر في صفوف المجاهدين يقاتل المشركين حتى مكنه الله من قتل أبي جهل, فلما علم- صلى الله عليه وسلم- بقتله, قال:(الحمد لله, هذا فرعون هذه الأمة).
…وفي معركة أُحد تجده حينما صاح النبي- صلى الله عليه وسلم- بالمؤمنين المجاهدين:(إليَّ عباد الله, إليَّ عباد الله): كان عبد الله أحد الذين التفوا حوله- صلى الله عليه وسلم-, ودافعوا عنه دفاع المستميت الذي يرجو الشهادة في سبيل نصر الله. كما شهد معركة اليرموك, وفتوح الشام, وقد أبلى في تلك المعارك أعظم البلاء.
مكانة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عند الرسول- صلى الله عليه وسلم-:
…كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من المقربين عند الرسول- صلى الله عليه وسلم-, فكان صاحب سره ويتعهد فراشه وسواكه ونعليه, وطهوره في سفره, ويوقظه إذا نام, ولقد آخى النبي- صلى الله عليه وسلم- بينه وبين الزبير بن العوام بمكة, وبينه وبين معاذ بن جبل بالمدينة, ومدحه- صلى الله عليه وسلم- في أول دخوله في الإسلام, فقال له:(إنَّك لَغُلام مُعَلِّم), ولقد طلب منه النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يصعد شجرة يأتيه منها بشيء, فنظر بعض الصحابة إلى دقة ساق عبد الله, فضحكوا من حموشة ساقيه, فقال- صلى الله عليه وسلم-:(لماذا تضحكون؟ والذي نفْسي بِيَدِهِ لهما أثقلُ في الميزان من جبل أُحُد).
عبد الله في خلافة عمر رضي الله عنه:
في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أرسله إلى أهل الكوفةليعلمهم أمور دينهم، فكتب إليهم أمير المؤمنين يقول: (إني بعثت إليكم بعبد الله بن مسعود معلما، ووزيرا فسمعوا له، واقتدوا به، وإني قد آثرتكم به على نفسي) ثم قدم الكوفة، وابتنى له بها دارا، إلى جانب المسجد، ومكث بها إلى نهاية خلافة عمر رضي الله عنه.

الروايات التفسيرية
قال السدي عن عبد خير قال: قال عبد الله بن مسعود "ما كنت أرى أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية يوم أحد: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والطبري في تفاسيرهم والبيهقي في الشعب من طريق عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} الآية قال: تبدل الأرض أرضا كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل عليها خطيئة، ورجاله رجال الصحيح، وهو موقوف
وصل الفريابي وعبد الرزاق وأبو عبيد الله في "المواعظ" والحاكم كلهم من طريق الشعبي عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: "قرئت عنده هذه الآية {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ} فقال ابن مسعود: إن معاذا كان أمة قانتا لله، فسئل عن ذلك فقال: هل تدرون ما الأمة؟ الأمة الذي يعلم الناس الخير، والقانت الذي يطيع الله ورسوله"
وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه في هذه الآية قال: الغي واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم، أخرجه الحاكم والطبري أيضا
روى الشيخان وغيرهما عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ على شيئا من القرآن. فقلت يا رسول الله أأقرأ عليك وعليك أنزل قال: نعم. إنى أحب أن أسمعه من غيرى. فقرأت عليه سورة النساء: حتى أتيت إلى هذه الآية: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ.. الآية» فقال: حسبك الآن، فإذا عيناه تذرفان» .
عن عبد الله بن مسعود قال: إن الصدقة تقع في يد الله- تعالى- قبل أن تقع في يد السائل، ثم قرأ هذه الآية. أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: "مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلَامِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبْنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16] إِلَّا أَرْبَعُ سِنِينَ".
{وَمِنَ الناس مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحديث} روى ابن جرير عن عبد الله بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أنه سئل عن الآية فقال: والله الذي لا إِله إِلا هو - يكررها ثلاثاً - إٍنما هو الغناء
عنايته بالقرآن:
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا من مأدبته ما استطعتم ... » .
عن عبد الله بن مسعود جاء فيه: «يا أيها الناس من علم شيئا فليقل به. ومن لم يعلم فليقل الله أعلم. فإنّ من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم. قال الله لنبيه صلّى الله عليه وسلّم قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ.
قال عبد الله بن مسعود :
قرأت من في رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثنتين وسبعين سورة ، أو ثلاثا وسبعين سورة ، وقرأت عليه من البقرة إلى : يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ

وفاته:
توفي بالمدينة وقيل بالكوفة سنة اثنتين وثلاثين، وقيل سنة ثلاث.
الفوائد:
- معرفة حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وحبه للصحابة فقد كان ابن مسعود يحب عمر حبا شديدا فنقتدي بهم في حب النبي وصحابته.
- شدة تأثير الدين فيهم وتغيرهم بمجرد دخولهم في الدين.
- عناية ابن مسعود بالتفسير عناية شديدة وهذا يجعلنا نسعى في تحصيل هذا العلم العظيم.
- تحري الصحابة ومنهم ابن مسعود لخدمة النبي صلى الله عليه وسلم وتشرفهم بها.
- معرفة قدر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم عنده فقد كان يكن لهم المحبة والتقدير الشديد فنستفيد في تعاملنا مع الطلاب اللين غير المخل والشدة غير المنفرة .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 9 محرم 1442هـ/27-08-2020م, 07:17 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من سير أعلام المفسرين

شادن كردي: أ
أحسنت بارك الله فيك، وأسلوبك مؤثر جدًا، نفع الله به، فواصل كتابة هذا النوع من الرسائل للتعريف بأهل القرآن، فهي من الأساليب الدعوية التي نحتاجها في هذا الزمان
الملحوظات: ركزت على نقاط هامة في سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه، لكن حبذا لو فصلت في دوره في خدمة القرآن ودور القرآن في حياة عثمان رضي الله عنه أيضًا
الملحوظة الأهم، أنك أغفلت جانب توثيق المرويات وهو مهم، خاصة مع انتشار الكثير من الأحاديث الباطلة، فنحتاج تعليم الناس أهمية التثبت من المعلومات ومعرفة مصادرها


ميمونة التيجاني: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، أسلوبك جيد، واصلي كتابة هذا النوع من الرسائل، لعل الله أن ينفع بكِ.
أحسنتِ عزو بعض الآثار وفاتكِ بعضها
وحبذا لو أحسنتِ عرض رسالتك ولو بتنسيق الفقرات.
ثتبع بإذن الله.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 14 محرم 1442هـ/1-09-2020م, 02:08 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من سير أعلام المفسرين


آسية أحمد: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
العنوان مشوق، والمقدمة قوية جدًا، وأرجو لو استدركتِ هذه الملحوظات، تكون الرسالة أقوى بإذن الله:
1. العنوان مشوق كما ذكرتُ لكن ما يتصل به بعيد جدًا في نهاية الرسالة، فلو أتبعتِ العنوان بتساؤل من صاحب هذه الكلمة، ثم حكيتِ موقف أبي بكر رضي الله عنه في الغار، وذكرتِ هذه الرواية ومنه تسترسلين في التساؤل، فكيف يكونُ حال من زكاه القرآن بأنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، مع القرآن .. وتكملين بقية عناصر رسالتك.
2. عادة تكون هذه الرسائل في المقامات الوعظية، أو تعريف العامة بسيرة القراء والمفسرين، وهذه الفئة لا يعنيهم طبقات الرواة عن المفسر، وإنما يعنينا نحن طلاب العلم لتحقيق المرويات وبيان صحة إسنادها إلى المفسر، لذا أرى - والله أعلم- أنه لا حاجة لهذا العنصر في الرسالة، وبدلا من التفصيل فيه يمكنكِ التفصيل في فضل أبي بكر في جمع القرآن.
3. عزو الأحاديث والآثار لا غنى عنه حتى وإن كان الخطاب للعامة، بل نحن بحاجة الآن لنشر ثقافة التحقق من صحة هذه الآثار بين الناس، وذلك مع انتشار الكثير من الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته.


منى حامد: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونف بكِ، أثني على عزوك للأحاديث والآثار في أغلب المواضع
- راجعي الملحوظة الثانية على الأخت آسية
- وتأملي رسائل الإخوة والأخوات أعلاه وحاولي أن يكون لرسالتك محور محدد تدورين حوله، وتصوغين عنوانًا مناسبًا يعبر عنه، مثلا ( المحدث الملهم )
وبأسلوب مشوق تعرفين القارئ به وبالمواقف التي ظهر فيها هذا المعنى في حياة عمر رضي الله عنه
ومن الجيد أن نشير هنا إلى حكمته حين أشار على أبي بكر رضي الله عنه بجمع القرآن بعد مقتل القراء في حروب الردة.

خليل عبد الرحمن: ب
أحسنت، بارك لله فيك ونفع بك
في هذا الواجب نهدف إلى التدرب على صياغة رسائل يمكن أن تستفيدوا منها في المقام الدعوي، وهذا قد يضطرك إلى الخروج عن تقليد العناصر المتبعة في كتب السيرة
وتأمل رسائل الإخوة والأخوات إعلاه، والتعليقات عليهم.

محمد العبد اللطيف: ب
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك، أرجو مراجعة التعليق على الأخ خليل عبد الرحمن، وسيرة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، يمكنك الانطلاق في كتابتها من قوله (سلوني عن كتاب الله ... ) ثم الاسترسال في ذكر سيرته ببيان العوامل التي أدت لوصوله لهذه المكانة في التفسير، منذ إسلامه صغيرًا وحتى وفاته
والناس عمومًا، وطلاب العلم خصوصًا، بحاجة إلى معرفة السبل إلى فهم القرآن، ومن التنويع في الأسلوب الدعوي أن نقدم لهم ذلك من خلال السيرة.

سارة عبد الله: ب
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، أرجو مراجعة التعليق على الأخ خليل عبد الرحمن،
وسيرة عبد الله بن مسعود رضي الله عنها غنية بموارد كثيرة، يمكن الانطلاق منها في الدعوة للقرآن
وأرجو إن تأملتِ سير الإخوة والأخوات أعلاه أن يتبين لكِ المقصود، وأؤكد على أهمية عزو الأحاديث والآثار.


وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 21 محرم 1442هـ/8-09-2020م, 01:35 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

آلله سمّاني لك ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين

وبعد:


عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن كعب: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن " قال: آلله سماني لك؟ قال: " نعم " قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: " نعم " فذرفت عيناه، وفي رواية: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك " لم يكن الذين كفروا " " قال: وسماني؟ قال: " نعم " فبكى. متفق عليه


حُقّ لك أن تبكي والله يا أُبي وأيّ شرف وفضل ذاك الذي نلت -رضي الله عنك وأرضاك - ؟
اختصّك الله -عز وجلّ - من بين خلقه جميعا وذكرك في الملأ الأعلى بوحي من جبريل -عليه السلام- إلى خليل الله محمد -صلى الله عليه وسلم - يأمره أن يقرأ عليك كلام - الله عز وجل -.

يا آلله ..
تعجز حروفي حقاً أن تصف عظمة هذا المشهد
فمن أين أبدأ وكيف؟
أعن عظمة الله وأسمائه الحسنى وصفاته أتحدّث؟ أم عن شرف جبريل - عليه السلام - ؟ أم عن مكانة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟ أم عن عظمة كلام الله وشرفه وعلوّه؟
وحسبي تلك الدموع التي ذرفت عيناك يا أُبي تصف وتعبّر عن هذا كلّه.


لكنّي أتساءل أي عملٍ ذاك الذي بلّغ أبيّا هذه المنزلة؟

يقول القاري في مرقاة المصابيح: "ووجه تخصيصه بذلك أنه بذل جهده في حفظ القرآن وما ينبغي له حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: (أقرؤكم أبي) "
وهو يشير إلى ماروي عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرحم أمتي بأمّتي أبو بكر، وأشدها في دينالله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله أبيّ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، ولكلّ أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح). رواه الإمام أحمد وابن ماجه والنسائي في الكبرى

ثم قال: "ولما قيّض له من الإمامة في هذا الشأن أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يقرأ عليه ليأخذ عنه - صلى الله عليه وسلم - التلاوة كما أخذه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل ، ثم يأخذه على هذا النمط الآخر عن الأول والخلف عن السلف ، وقد أخذ عن أُبي بشر كثيرون من التابعين ، ثم عنهم من بعدهم ، وهكذا فسرى فيه سرّ تلك القراءة عليه حتى سرى سره في الأمة إلى الساعة"

وقال النووي: وقيل: للتنبيه على جلالة أبي وأهليته لأخذ القرآن عنه، وكان يعدّه صلى اللَّه عليه وسلم رأسًا وإمامًا في إقراء القرآن وهو أجلّ ناشريه أو من أجلّهم.

وما ازداد أبيّ بعد ذلك إلا شكراً لله وتمسكاً بكتابه وعنايةً به حتى لازمه ذلك الوصف أقرأ الأمة لكتاب الله، وعرف به فكان عمر- رضي الله عنه- كان يقول (أقرؤنا أبي) كما روي في صحيح البخاري ثم اشتهر ذلك عنه في الأمة.

وقد اعتنى بالقرآن أشد العناية فحفظ القرآن وجمعه في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم - فعن قتادة، قال: سمعت أنسا، يقول: " جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعة، كلهم من الأنصار: معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد " أخرجه مسلم.

فكان متقناً ضابطاً للقرآن -رضي الله عنه - فقد أخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم: " صلى صلاة، فقرأ فيها فلبس عليه، فلما انصرف قال لأبي: «أصليت معنا؟» قال: نعم، قال: «فما منعك»
أي ما منعك أن تفتح علي، وهذا يدلّ على إتقانه للقرآن وضبط حفظه وثقة النبي - صلى الله عليه وسلم – به.

كما استعمله النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي أيضا فكان أول من كتب له الوحي عند قدومه المدينة ثم استعمله من بعده عثمان - رضي الله عنه - في جمع القرآن على أصحّ الأقوال .

ثم لم يقف علمه - رضي الله عنه - على حفظ القران وضبط حروفه وأدائه وحسب بل كان أشدّ الناس فهماً له واستشعاراً لمعانيه كما دلّ ذلك ماروي عن أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم أبا المنذر» رواه مسلم.
فانظر كيف بلغ علمه -رضي الله عنه - وإنّما توقف - رضي الله عنه- في المرة الأولى تأدبا مع النبي -صلى الله عليه وسلم - فما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم إلا أن ضرب على صدره فرحا وفخرا به قائلا (والله ليهنك العلم أبا المنذر)
ثم انظر بعد ذلك إلى تعدد شروح العلماء في بيان وجه عظمة آية الكرسي، فتأمل كيف فتح الله عليه وآتاه فقهاً وعلماً وما ذاك إلا لطول ملازمته لكتاب الله عز وجل وحرصه على فهمه.

وإليك هذا المشهد الذي يصف لك ذاك الحرص منه -رضي الله عنه - ويؤكّد لك علم النبي -صلى الله عليه وسلم - بمحبة أبيٍّ للقرآن وحرصه على تعلمه والتفقه فيه ومعرفة فضله
روى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟» قلت: بلى. قال: «فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها» ثم قام رسول الله، فقمت معه، فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي؟ قال: فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟» فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: «هي، هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد»

كما عني رضي الله عنه بكلّ ما يتصلّ بفهم القرآن وأوصى به فعن يحيى بن يعمر عن أبي بن كعب قال: « تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه ». رواه ابن وهب وابن أبي شيبة.

فانظر كيف قرن حفظ القرآن بتعلم العربية وما ذاك إلا لأنها آلة فهم القرآن فمتى ابتعد الناس عن اللغة أضاعوا العمل بكلام ربهم ، وهذا من حفظِه للقرآن وعنايته بأمر الأمة وحرصه عليهم وبعد نظره -رضي الله عنه- .


وكان- رضي الله عنه - متعلّقا بكتاب الله أشدّ التعلق حريصا عليه فعن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عمر: « أبيّ أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبيّ، وأبيّ يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أتركه لشيء » رواه البخاري
أي ندع من بعض قراءات أُبي - رضي الله عنه - التي يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم بحجة النسخ وأبي لا يدع منها شيئا اجتهادا منه وحرصا -رضي الله عنه -.

هذه حاله -رضي الله عنه - عاش حياته مع القرآن تعلمّا وتعليما وحفظا وتلاوة وفقها وعملا به حتى جرى ذلك على لسانه فكان يوصي الناس بالأخذ بالقرآن والتمسك به جاء في حلية الأولياء عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: قال رجل لأبي بن كعب: أوصني، قال: «اتخذ كتاب الله إماما، وارض به قاضيا وحكما، فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم»


وما تكاد تجد موقفا في حياته - رضي الله عنه – إلا ولمست أثر القرآن عليه ثم توفي سنة ٣٠ في عهد عثمان رضي الله عنه على الصحيح فرضي الله عنه وأرضاه .



هذا وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


تنبيه : كنت قد اطّلعت غفر الله لي على مشاركة الأخت شادن -وفقها الله وسددها -نسيانا مني بقوانين المعهد ثم انتبهت يعد ذلك للقوانين ولعل هذا بسبب الانقطاع فأرجو منكم العفو

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 4 صفر 1442هـ/21-09-2020م, 10:53 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى علي مشاهدة المشاركة
آلله سمّاني لك ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين

وبعد:


عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن كعب: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن " قال: آلله سماني لك؟ قال: " نعم " قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: " نعم " فذرفت عيناه، وفي رواية: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك " لم يكن الذين كفروا " " قال: وسماني؟ قال: " نعم " فبكى. متفق عليه


حُقّ لك أن تبكي والله يا أُبي وأيّ شرف وفضل ذاك الذي نلت -رضي الله عنك وأرضاك - ؟
اختصّك الله -عز وجلّ - من بين خلقه جميعا وذكرك في الملأ الأعلى بوحي من جبريل -عليه السلام- إلى خليل الله محمد -صلى الله عليه وسلم - يأمره أن يقرأ عليك كلام - الله عز وجل -.

يا آلله ..
تعجز حروفي حقاً أن تصف عظمة هذا المشهد
فمن أين أبدأ وكيف؟
أعن عظمة الله وأسمائه الحسنى وصفاته أتحدّث؟ أم عن شرف جبريل - عليه السلام - ؟ أم عن مكانة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -؟ أم عن عظمة كلام الله وشرفه وعلوّه؟
وحسبي تلك الدموع التي ذرفت عيناك يا أُبي تصف وتعبّر عن هذا كلّه.


لكنّي أتساءل أي عملٍ ذاك الذي بلّغ أبيّا هذه المنزلة؟

يقول القاري في مرقاة المصابيح: "ووجه تخصيصه بذلك أنه بذل جهده في حفظ القرآن وما ينبغي له حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: (أقرؤكم أبي) "
وهو يشير إلى ماروي عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرحم أمتي بأمّتي أبو بكر، وأشدها في دينالله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله أبيّ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، ولكلّ أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح). رواه الإمام أحمد وابن ماجه والنسائي في الكبرى

ثم قال: "ولما قيّض له من الإمامة في هذا الشأن أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يقرأ عليه ليأخذ عنه - صلى الله عليه وسلم - التلاوة كما أخذه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل ، ثم يأخذه على هذا النمط الآخر عن الأول والخلف عن السلف ، وقد أخذ عن أُبي بشر كثيرون من التابعين ، ثم عنهم من بعدهم ، وهكذا فسرى فيه سرّ تلك القراءة عليه حتى سرى سره في الأمة إلى الساعة"

وقال النووي: وقيل: للتنبيه على جلالة أبي وأهليته لأخذ القرآن عنه، وكان يعدّه صلى اللَّه عليه وسلم رأسًا وإمامًا في إقراء القرآن وهو أجلّ ناشريه أو من أجلّهم.

وما ازداد أبيّ بعد ذلك إلا شكراً لله وتمسكاً بكتابه وعنايةً به حتى لازمه ذلك الوصف أقرأ الأمة لكتاب الله، وعرف به فكان عمر- رضي الله عنه- كان يقول (أقرؤنا أبي) كما روي في صحيح البخاري ثم اشتهر ذلك عنه في الأمة.

وقد اعتنى بالقرآن أشد العناية فحفظ القرآن وجمعه في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم - فعن قتادة، قال: سمعت أنسا، يقول: " جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعة، كلهم من الأنصار: معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد " أخرجه مسلم.

فكان متقناً ضابطاً للقرآن -رضي الله عنه - فقد أخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم: " صلى صلاة، فقرأ فيها فلبس عليه، فلما انصرف قال لأبي: «أصليت معنا؟» قال: نعم، قال: «فما منعك»
أي ما منعك أن تفتح علي، وهذا يدلّ على إتقانه للقرآن وضبط حفظه وثقة النبي - صلى الله عليه وسلم – به.

كما استعمله النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي أيضا فكان أول من كتب له الوحي عند قدومه المدينة ثم استعمله من بعده عثمان - رضي الله عنه - في جمع القرآن على أصحّ الأقوال .

ثم لم يقف علمه - رضي الله عنه - على حفظ القران وضبط حروفه وأدائه وحسب بل كان أشدّ الناس فهماً له واستشعاراً لمعانيه كما دلّ ذلك ماروي عن أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم أبا المنذر» رواه مسلم.
فانظر كيف بلغ علمه -رضي الله عنه - وإنّما توقف - رضي الله عنه- في المرة الأولى تأدبا مع النبي -صلى الله عليه وسلم - فما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم إلا أن ضرب على صدره فرحا وفخرا به قائلا (والله ليهنك العلم أبا المنذر)
ثم انظر بعد ذلك إلى تعدد شروح العلماء في بيان وجه عظمة آية الكرسي، فتأمل كيف فتح الله عليه وآتاه فقهاً وعلماً وما ذاك إلا لطول ملازمته لكتاب الله عز وجل وحرصه على فهمه.

وإليك هذا المشهد الذي يصف لك ذاك الحرص منه -رضي الله عنه - ويؤكّد لك علم النبي -صلى الله عليه وسلم - بمحبة أبيٍّ للقرآن وحرصه على تعلمه والتفقه فيه ومعرفة فضله
روى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟» قلت: بلى. قال: «فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها» ثم قام رسول الله، فقمت معه، فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي؟ قال: فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟» فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: «هي، هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد»

كما عني رضي الله عنه بكلّ ما يتصلّ بفهم القرآن وأوصى به فعن يحيى بن يعمر عن أبي بن كعب قال: « تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه ». رواه ابن وهب وابن أبي شيبة.

فانظر كيف قرن حفظ القرآن بتعلم العربية وما ذاك إلا لأنها آلة فهم القرآن فمتى ابتعد الناس عن اللغة أضاعوا العمل بكلام ربهم ، وهذا من حفظِه للقرآن وعنايته بأمر الأمة وحرصه عليهم وبعد نظره -رضي الله عنه- .


وكان- رضي الله عنه - متعلّقا بكتاب الله أشدّ التعلق حريصا عليه فعن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عمر: « أبيّ أقرؤنا، وإنا لندع من لحن أبيّ، وأبيّ يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أتركه لشيء » رواه البخاري
أي ندع من بعض قراءات أُبي - رضي الله عنه - التي يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم بحجة النسخ وأبي لا يدع منها شيئا اجتهادا منه وحرصا -رضي الله عنه -.

هذه حاله -رضي الله عنه - عاش حياته مع القرآن تعلمّا وتعليما وحفظا وتلاوة وفقها وعملا به حتى جرى ذلك على لسانه فكان يوصي الناس بالأخذ بالقرآن والتمسك به جاء في حلية الأولياء عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: قال رجل لأبي بن كعب: أوصني، قال: «اتخذ كتاب الله إماما، وارض به قاضيا وحكما، فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم»


وما تكاد تجد موقفا في حياته - رضي الله عنه – إلا ولمست أثر القرآن عليه ثم توفي سنة ٣٠ في عهد عثمان رضي الله عنه على الصحيح فرضي الله عنه وأرضاه .



هذا وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


تنبيه : كنت قد اطّلعت غفر الله لي على مشاركة الأخت شادن -وفقها الله وسددها -نسيانا مني بقوانين المعهد ثم انتبهت يعد ذلك للقوانين ولعل هذا بسبب الانقطاع فأرجو منكم العفو
أحسنتِ، وأجدتِ، بارك الله فيكِ ونفعكِ
وأنصح الجميع بالاستفادة من قراءة سير الإخوة والأخوات بعد اعتماد مشاركتهم
فقد أجادوا جميعًا، نفع الله بهم
التقويم: أ
والخصم للتأخير.
زادكِ الله حرصًا وفهمًا وعلمًا وهدىً.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 18 صفر 1442هـ/5-10-2020م, 08:27 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

[ والله إني لأُحِبّك]

أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بحبه له بل وأقسم على ذلك فما أعظم هذا الشرف وهذه المحبة التي نالها هذا الصحابي الجليل وما أجملها من بشرى .
تلك الوصية العظيمة من محب لمحبة ليتمسك بها ويدعو ليفوز بخير الدنيا والاخرة ويرتقى بها الدرجات العلى في الجنة وهى وصية من الاحرى أن يتمسك بها كل من أحب النبي عليه الصلاة والسلام فمن هو هذا الصحابي الجليل الذي نال هذا الفضل العظيم ؟؟
هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري (ت:18هـ) يكنى أبا عبدالرحمن
كان من علماء الصحابة وقرائهم، و هو من السبعين من بني جُشم بن الخزرج , وهو من أهل بيعة العقبة الثانية و شهد المشاهد كلها بدرا وأحدا والحديبية وبيعة الرضوان والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي بلاد الشام وبعثه إلى اليمن قاضياً ومعلماً.
- قال عقبة بن مسلم التجيبي: حدثني أبو عبد الرحمن الحبُلّي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما ثم قال: «يا معاذ، والله إني لأحبك» فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك قال: (( أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) رواه الا مام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داوود والنسائي في السنن الكبرى .
اسلامه وصفاته:
أسلم معاذ رضي الله عنه على يد سفير الإسلام إلى المدينة مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو ابن ثمانية عشرة سنة وقال كعب بن مالك رضي الله عنه : كان شابا جميلا سَمْحا عن معاذ بن رفاعة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان معاذ بن جبل من أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، وأسمحهم كفا..) رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى وكان ورعا، امينا ، واماما وفقيها .
منهجه في القضاء:-
_ اختاره النبي صلى الله عليه وسلم له بعد أن فتح مكة وسار إلى حنين أن يبقى في مكة ليعلم أهلها الإسلام ، ويفقههم في الدين ويفتيهم ثم أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن يعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم وأوصاه بأمور كثيرة ،ولقد سأله النبي -صلى الله عليه وسلم-: { بما تحكم يا معاذ ؟.
قال معاذ: { بكتاب الله }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { فإن لم تجد ؟}.
قال معاذ: { بسنة رسول الله }.
_ قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { فإن لم تجد ؟}.
قال معاذ: { أجتهد رأي ولا آلو }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله
قال : يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبي العجفاء عن عمر بن الخطاب مرفوعا: (يأتي معاذ بين يدي العلماء رتوة). رواه أبو نعيم وابن أبي عاصم، وروي من طرق أخرى يشدّ بعضها بعضاً، ولفي لفظ: «معاذ بن جبل أمام العلماء برتوة يوم القيامة»ومعنى رتوة : رمية السهم أو الحجر

وكان رضي الله عنه يفتي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و في عهد أبي بكر و عمر رضي الله عنهم ولقد شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام بالعلم والفهم والتميز بين الحلال والحرام في الإسلام ففي سنن الترمذي عن انس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [أرحم أمتي بامتى أبو بكر ، وأشدهم في أمر الله تعالى عمر بن الخطاب ، وأشدهم حياء عثمان و أقضاهم علي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل رضي الله عنهم] اخرجه الترمذي في السنن واحمد في المسند
وبهذا وضع معاذ أسس واهم قواعد أصول الفقه وقد التزم بها جميع أئمة الاجتهاد فيما بعد فالقران هو المصدر الأول للاحكام الشرعية فان لم يكن موجودا في القران ففي المصدر الثاني وهو السنة ثم الاجتهاد لمن كان اهل له ، كما انه رضي الله عنه كان يذم الاخذ بمجرد الراي ويراه بدعة وظلالة ويحذر تلاميذه منه إذا كان فيه مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله ولهذا قال معاذ لتلاميذه : [ تكون فتن فيكثر فيها المال ويفتح القران حتى يقرأه الرجل والمرأة والصغير والكبير والمنافق والمؤمن فيقراه الرجل فلا ينبع فيقول : والله لأقرأنه علانية فيقرأ علانية فلا يتبع فيتخذ مسجدا ويبتدع كلاما ليس من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإياكم وإياه فإنه بدعة وظلالة ، قاله معاذ ثلاث مرات ] اعلام الموقعين لابن القيم الجوزية 1-60
ومن أقضيته :
ومن أقضيته رضي الله عنه في اليمن أنه قضى في بنت واخت فجعل للبنت النصف وللاخت النصف ] اخرجه عبدالرزاق في مصنفه
من وصايا النبي عليه الصلاة والسلام له :-
أوصاه النبي عليه الصلاة والسلام فقال له :[ يا معاذ أوصيك وصية الأخ الشفيق أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث ووفاء العهد وأداء الأمانة وترك الخيانة ورحمة اليتيم وحفظ الجار وكظم الغيظ وخفض الجناح وبذل السلام ولين الكلام ولزوم الايمان والتفقه في القران وحب الاخرة والجزع من الحساب وقصر الامل وحسن العمل .
يا معاذ اذكر الله عند كل حجر وشجر وأحدث مع كل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية وعد المريض وأسرع في حوائج الأ رمل والضعفاء وجالس الفقراء والمساكين وأنصف الناس من نفسك وقل الحق ولا تأخذك في الله لومة لائم ] حلية الأولياء 1-241
وقال يامعاذا [ أخلص دينك يكفك العمل القليل ]اخرجه الترمذي في السنن 1-244
وقد اخرج ابن سعد في الطبقات عن معاذ بن جبل قال : كان اخر ما أوصاني به رسول الله عليه الصلاة والسلام حين جعلت رجلي في الغرز عند بعثته لليمن [ أن أحسن خلقك مع الناس ] الطبقات 3-585
وهذه الوصايا العظيمة التي كان يوصي بها النبي عليه الصلاة والسلام هي وصايا لكل أمته وللشباب المسلم خاصة المقبل على العمل والمتسلح بسلاح العلم ليعمل بها ويتخذ معاذ ابن جبل ذلك الشاب ابن الثمان عشر قدوة له فقد امتلئ قلبه بالايمان والإخلاص ومحبة الله ورسوله فاثمر ذلك اعمال عظيمة وجليلة وكثيرة في مدة وجيزة لم يدركها من عاش طويلا ، ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
حظه للقران وتعليمه:-
وقد جمع رضي الله عنه بين الفهم والفقه والحفظ إذ هو من كبار حفاظ القران حتى عده انس بن مالك رضي الله عنه احد الأربعة الذين اشتهروا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ القران فقال [ جمع القران على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت أبو زيد قيل لانس من أبو زيد ؟ قال أحد عمومتى .
كما أوصى الرسول الناس أن يأخذوا القران من أربعة من أصحابه أحدهم معاذ مما يدل على ثقة النبي عليه الصلاة والسلام بحفظ معاذ وحسن تلقيه للقران فقال عليه الصلاة والسلام [ خذو القران عن أربعة : عن عبدالله بن مسعود وسالم ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب ] صحيح البخاري وهذا يدل على مكانته العلمية كما ان النبي بعد بفتح مكة امره بتعليم أهلها القران وتفقيههم في الدين ثم أرسله الى اليمن .
عبادته:
كان رضي الله عنه كثير العبادة والذكر متعلق قلبه بالصلاة وكان يدعوا بهذا الدعاء [ اللهم قد نامت العُيون وغارتِ النجوم وأنت الحيّ القيوم, اللهم طلبي للجنّة بطيء, وهربي من النار ضعيف, اللهم اجْعل لي عندك هُدىً ترُدُّهُ لي يوم القِيامة إنك لا تُخْلف الميعاد ]حلية الاولياء 2-233 وكان يطيل القيام ويصوم في شدة الحر وكان من الذكرين الله كثيرا لأن الذكر في نظره أرجى ثوابا من الجهاد في سبيل الله وكان يقول :[ ما عمل آدمى عملا انجى له من عذاب الله من ذكر الله ] قالوا يا أبا عبدالرحمن ولا الجهاد في سبيل الله ؟قال ولا ، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع لان الله تعالى قال في كتابه [ ولذكر الله اكبر ] العنكبوت اية 45
وقال أيضا لأن اذكر الله تعالى من بكرة النهار حتى الليل أحب إلي من أحمل على جياد الخيل في سبيل الله ] حلية الأولياء 1- 235فهويرى أن الذكر يجدد الايمان ويصقل القلب ولهذا كان يطلب من تلاميذه أن يذكروا الله فيثول : اجلسوا بنا نؤمن ساعة ] صفوة الصفوة 1- 497
ومن مرويات معاذ :-
يعد معاذ بن جبل من الصحابة المقلين في الرواية عن الرسول عليه الصلاة والسلام رغم علمه ومكانته من الرسول ولعل السبب في ذلك يرجع إلي قصر عمره ووفاته بعد النبي عليه الصلاة والسلام ببضع سنوات قضى معظمها في الجهاد في سبيل الله ومن الاحاديث التي رواها :- كنت رديف النبي عليه الصلاة والسلام فقال [ بشر الناس أنه من لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ]
- وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : استب رجلان عند النبي عليه الصلاة والسلام فغضب احدهما غضبا شديدا حتى إنى ليخيل إلي أن أنفه ينخزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ أنى لأعرف كلمة لو قالها هذا الغضبان لذهب غضبه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ] اخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه
ومما روي عنه في التفسير:
أ: إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود: أن رجلا لقي امرأة في بعض طرق المدينة، فأصاب منها ما دون الجماع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فنزلت: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} ، فقال معاذ بن جبل: يا رسول الله، لهذا خاصة، أو لنا عامة؟ قال: بل لكم عامة). رواه ابن جرير.
ب: عمرو بن ميمون، ثنا حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله: {فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} قال: {لا انفصام لها} يعني: لا انقطاع لها- مرتين- دون دخول الجنة). رواه ابن أبي حاتم.
ج: عبد الرحمن بن سابط، عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قام فينا معاذ بن جبل فقال: يا بني أود، إني رسول رسول الله إليكم، تعلمون أن المعاد إلى الله؛ إلى الجنة أو إلى النار {قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير (29) }). رواه ابن أبي حاتم.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وأنس، وجابر وأبو الطفيل.
ومن التابعين: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وقيس بن أبي حازم، وعمرو بن ميمون الأودي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأبو وائل شقيق بن سلمة،، ومالك بن يخامر السكسكي، وميمون بن أبي شبيب، وأبو حمزة الشيباني، وعمرو بن مرة.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وأنس، وجابر وأبو الطفيل.
وفاته :
توفي في طاعون عمواس سنة 18هـ، وهو ابن ثمانية وثلاثين ، عند وفاته بكى تلاميذه فقال ما يبكيكم ؟ قالوا نبكى على العلم الذي ينقطع عنا عند موتك فقال رضي الله عنه إن العلم والايمان مكانهما إلي يوم القيامة
ومن اتبعهما وجدهما : الكتاب والسنة فأعرضوا على الكتاب والسنة كل كلام ولا تعرضواهما على شيء من الكلام ] مسند احمد وبهذا ودع تلاميذه بعد أن بين لهم أصول المنهج العلمي الذي يجب أن يتمسكوا به.
وفي الختام سيرة معاذ بن جبل سيرة عظيمة تزخر بالكثير من المواعظ والوصايا التي اوصها بها من أقسم على محبته عليه الصلاة والسلام وبالوصايا التي كان يوصى بها تلاميذه والناس والتي اكتسبها من ملازمته للنبي عليه الصلاة والسلام وهى وصايا عظيمة ورسائل دعوية مؤثرة لجميع الناس وخاصة الشباب من داعية احب الله ورسوله وهو خير قدوة لشبابنا اليوم فقد جمع في سن صغيرة العلم والقضاء والدعوة وحسن الخلق وجميع الفضائل وهو في سن الثمان عشر وسيرته العطرة خير رد على من قال أن هذه السن هي سن اللهو والمرح وضياع الأوقات والاعمال ، هدى الله شبابنا الى صالح الاعمال والاقوال والاهواء .

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 24 صفر 1442هـ/11-10-2020م, 09:10 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبد العزيز مشاهدة المشاركة
[ والله إني لأُحِبّك]

أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بحبه له بل وأقسم على ذلك فما أعظم هذا الشرف وهذه المحبة التي نالها هذا الصحابي الجليل وما أجملها من بشرى .
تلك الوصية العظيمة من محب لمحبة ليتمسك بها ويدعو ليفوز بخير الدنيا والاخرة ويرتقى بها الدرجات العلى في الجنة وهى وصية من الاحرى أن يتمسك بها كل من أحب النبي عليه الصلاة والسلام فمن هو هذا الصحابي الجليل الذي نال هذا الفضل العظيم ؟؟
هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي الأنصاري (ت:18هـ) يكنى أبا عبدالرحمن
كان من علماء الصحابة وقرائهم، و هو من السبعين من بني جُشم بن الخزرج , وهو من أهل بيعة العقبة الثانية و شهد المشاهد كلها بدرا وأحدا والحديبية وبيعة الرضوان والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي بلاد الشام وبعثه إلى اليمن قاضياً ومعلماً.
- قال عقبة بن مسلم التجيبي: حدثني أبو عبد الرحمن الحبُلّي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما ثم قال: «يا معاذ، والله إني لأحبك» فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك قال: (( أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) رواه الا مام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داوود والنسائي في السنن الكبرى .
اسلامه وصفاته:
أسلم معاذ رضي الله عنه على يد سفير الإسلام إلى المدينة مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو ابن ثمانية عشرة سنة وقال كعب بن مالك رضي الله عنه : كان شابا جميلا سَمْحا عن معاذ بن رفاعة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان معاذ بن جبل من أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، وأسمحهم كفا..) رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى وكان ورعا، امينا ، واماما وفقيها .
منهجه في القضاء:-
_ اختاره النبي صلى الله عليه وسلم له بعد أن فتح مكة وسار إلى حنين أن يبقى في مكة ليعلم أهلها الإسلام ، ويفقههم في الدين ويفتيهم ثم أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن يعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم وأوصاه بأمور كثيرة ،ولقد سأله النبي -صلى الله عليه وسلم-: { بما تحكم يا معاذ ؟.
قال معاذ: { بكتاب الله }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { فإن لم تجد ؟}.
قال معاذ: { بسنة رسول الله }.
_ قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { فإن لم تجد ؟}.
قال معاذ: { أجتهد رأي ولا آلو }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله
قال : يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبي العجفاء عن عمر بن الخطاب مرفوعا: (يأتي معاذ بين يدي العلماء رتوة). رواه أبو نعيم وابن أبي عاصم، وروي من طرق أخرى يشدّ بعضها بعضاً، ولفي لفظ: «معاذ بن جبل أمام العلماء برتوة يوم القيامة»ومعنى رتوة : رمية السهم أو الحجر

وكان رضي الله عنه يفتي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و في عهد أبي بكر و عمر رضي الله عنهم ولقد شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام بالعلم والفهم والتميز بين الحلال والحرام في الإسلام ففي سنن الترمذي عن انس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [أرحم أمتي بامتى أبو بكر ، وأشدهم في أمر الله تعالى عمر بن الخطاب ، وأشدهم حياء عثمان و أقضاهم علي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل رضي الله عنهم] اخرجه الترمذي في السنن واحمد في المسند
وبهذا وضع معاذ أسس واهم قواعد أصول الفقه وقد التزم بها جميع أئمة الاجتهاد فيما بعد فالقران هو المصدر الأول للاحكام الشرعية فان لم يكن موجودا في القران ففي المصدر الثاني وهو السنة ثم الاجتهاد لمن كان اهل له ، كما انه رضي الله عنه كان يذم الاخذ بمجرد الراي ويراه بدعة وظلالة ويحذر تلاميذه منه إذا كان فيه مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله ولهذا قال معاذ لتلاميذه : [ تكون فتن فيكثر فيها المال ويفتح القران حتى يقرأه الرجل والمرأة والصغير والكبير والمنافق والمؤمن فيقراه الرجل فلا ينبع فيقول : والله لأقرأنه علانية فيقرأ علانية فلا يتبع فيتخذ مسجدا ويبتدع كلاما ليس من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإياكم وإياه فإنه بدعة وظلالة ، قاله معاذ ثلاث مرات ] اعلام الموقعين لابن القيم الجوزية 1-60
ومن أقضيته :
ومن أقضيته رضي الله عنه في اليمن أنه قضى في بنت واخت فجعل للبنت النصف وللاخت النصف ] اخرجه عبدالرزاق في مصنفه
من وصايا النبي عليه الصلاة والسلام له :-
أوصاه النبي عليه الصلاة والسلام فقال له :[ يا معاذ أوصيك وصية الأخ الشفيق أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث ووفاء العهد وأداء الأمانة وترك الخيانة ورحمة اليتيم وحفظ الجار وكظم الغيظ وخفض الجناح وبذل السلام ولين الكلام ولزوم الايمان والتفقه في القران وحب الاخرة والجزع من الحساب وقصر الامل وحسن العمل .
يا معاذ اذكر الله عند كل حجر وشجر وأحدث مع كل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية وعد المريض وأسرع في حوائج الأ رمل والضعفاء وجالس الفقراء والمساكين وأنصف الناس من نفسك وقل الحق ولا تأخذك في الله لومة لائم ] حلية الأولياء 1-241
وقال يامعاذا [ أخلص دينك يكفك العمل القليل ]اخرجه الترمذي في السنن 1-244
وقد اخرج ابن سعد في الطبقات عن معاذ بن جبل قال : كان اخر ما أوصاني به رسول الله عليه الصلاة والسلام حين جعلت رجلي في الغرز عند بعثته لليمن [ أن أحسن خلقك مع الناس ] الطبقات 3-585
وهذه الوصايا العظيمة التي كان يوصي بها النبي عليه الصلاة والسلام هي وصايا لكل أمته وللشباب المسلم خاصة المقبل على العمل والمتسلح بسلاح العلم ليعمل بها ويتخذ معاذ ابن جبل ذلك الشاب ابن الثمان عشر قدوة له فقد امتلئ قلبه بالايمان والإخلاص ومحبة الله ورسوله فاثمر ذلك اعمال عظيمة وجليلة وكثيرة في مدة وجيزة لم يدركها من عاش طويلا ، ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
حظه للقران وتعليمه:-
وقد جمع رضي الله عنه بين الفهم والفقه والحفظ إذ هو من كبار حفاظ القران حتى عده انس بن مالك رضي الله عنه احد الأربعة الذين اشتهروا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ القران فقال [ جمع القران على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت أبو زيد قيل لانس من أبو زيد ؟ قال أحد عمومتى .
كما أوصى الرسول الناس أن يأخذوا القران من أربعة من أصحابه أحدهم معاذ مما يدل على ثقة النبي عليه الصلاة والسلام بحفظ معاذ وحسن تلقيه للقران فقال عليه الصلاة والسلام [ خذو القران عن أربعة : عن عبدالله بن مسعود وسالم ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب ] صحيح البخاري وهذا يدل على مكانته العلمية كما ان النبي بعد بفتح مكة امره بتعليم أهلها القران وتفقيههم في الدين ثم أرسله الى اليمن .
عبادته:
كان رضي الله عنه كثير العبادة والذكر متعلق قلبه بالصلاة وكان يدعوا بهذا الدعاء [ اللهم قد نامت العُيون وغارتِ النجوم وأنت الحيّ القيوم, اللهم طلبي للجنّة بطيء, وهربي من النار ضعيف, اللهم اجْعل لي عندك هُدىً ترُدُّهُ لي يوم القِيامة إنك لا تُخْلف الميعاد ]حلية الاولياء 2-233 وكان يطيل القيام ويصوم في شدة الحر وكان من الذكرين الله كثيرا لأن الذكر في نظره أرجى ثوابا من الجهاد في سبيل الله وكان يقول :[ ما عمل آدمى عملا انجى له من عذاب الله من ذكر الله ] قالوا يا أبا عبدالرحمن ولا الجهاد في سبيل الله ؟قال ولا ، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع لان الله تعالى قال في كتابه [ ولذكر الله اكبر ] العنكبوت اية 45
وقال أيضا لأن اذكر الله تعالى من بكرة النهار حتى الليل أحب إلي من أحمل على جياد الخيل في سبيل الله ] حلية الأولياء 1- 235فهويرى أن الذكر يجدد الايمان ويصقل القلب ولهذا كان يطلب من تلاميذه أن يذكروا الله فيثول : اجلسوا بنا نؤمن ساعة ] صفوة الصفوة 1- 497
ومن مرويات معاذ :-
يعد معاذ بن جبل من الصحابة المقلين في الرواية عن الرسول عليه الصلاة والسلام رغم علمه ومكانته من الرسول ولعل السبب في ذلك يرجع إلي قصر عمره ووفاته بعد النبي عليه الصلاة والسلام ببضع سنوات قضى معظمها في الجهاد في سبيل الله ومن الاحاديث التي رواها :- كنت رديف النبي عليه الصلاة والسلام فقال [ بشر الناس أنه من لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ]
- وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : استب رجلان عند النبي عليه الصلاة والسلام فغضب احدهما غضبا شديدا حتى إنى ليخيل إلي أن أنفه ينخزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ أنى لأعرف كلمة لو قالها هذا الغضبان لذهب غضبه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ] اخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه
ومما روي عنه في التفسير:
أ: إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود: أن رجلا لقي امرأة في بعض طرق المدينة، فأصاب منها ما دون الجماع، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فنزلت: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} ، فقال معاذ بن جبل: يا رسول الله، لهذا خاصة، أو لنا عامة؟ قال: بل لكم عامة). رواه ابن جرير.
ب: عمرو بن ميمون، ثنا حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله: {فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها} قال: {لا انفصام لها} يعني: لا انقطاع لها- مرتين- دون دخول الجنة). رواه ابن أبي حاتم.
ج: عبد الرحمن بن سابط، عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قام فينا معاذ بن جبل فقال: يا بني أود، إني رسول رسول الله إليكم، تعلمون أن المعاد إلى الله؛ إلى الجنة أو إلى النار {قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير (29) }). رواه ابن أبي حاتم.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وأنس، وجابر وأبو الطفيل.
ومن التابعين: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وقيس بن أبي حازم، وعمرو بن ميمون الأودي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأبو وائل شقيق بن سلمة،، ومالك بن يخامر السكسكي، وميمون بن أبي شبيب، وأبو حمزة الشيباني، وعمرو بن مرة.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وأنس، وجابر وأبو الطفيل.
وفاته :
توفي في طاعون عمواس سنة 18هـ، وهو ابن ثمانية وثلاثين ، عند وفاته بكى تلاميذه فقال ما يبكيكم ؟ قالوا نبكى على العلم الذي ينقطع عنا عند موتك فقال رضي الله عنه إن العلم والايمان مكانهما إلي يوم القيامة
ومن اتبعهما وجدهما : الكتاب والسنة فأعرضوا على الكتاب والسنة كل كلام ولا تعرضواهما على شيء من الكلام ] مسند احمد وبهذا ودع تلاميذه بعد أن بين لهم أصول المنهج العلمي الذي يجب أن يتمسكوا به.
وفي الختام سيرة معاذ بن جبل سيرة عظيمة تزخر بالكثير من المواعظ والوصايا التي اوصها بها من أقسم على محبته عليه الصلاة والسلام وبالوصايا التي كان يوصى بها تلاميذه والناس والتي اكتسبها من ملازمته للنبي عليه الصلاة والسلام وهى وصايا عظيمة ورسائل دعوية مؤثرة لجميع الناس وخاصة الشباب من داعية احب الله ورسوله وهو خير قدوة لشبابنا اليوم فقد جمع في سن صغيرة العلم والقضاء والدعوة وحسن الخلق وجميع الفضائل وهو في سن الثمان عشر وسيرته العطرة خير رد على من قال أن هذه السن هي سن اللهو والمرح وضياع الأوقات والاعمال ، هدى الله شبابنا الى صالح الاعمال والاقوال والاهواء .

التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
في رسالتك بعض الأخطاء الإملائية اليسيرة وضعت لكِ خطًا تحتها ليسهل عليكِ مراجعتها وتعديلها وإضافة رسالتك لأصلك العلمي، لعلكِ تستفيدين بها بإذن الله في الدعوة.
زادكِ الله علمًا وهدى ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir