دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1440هـ/15-01-2019م, 11:01 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من الرسائل التفسيرية

مجلس مذاكرة القسم الثاني من الرسائل التفسيرية (2)



مادّة القسم:
تفسير الوصية الأولى لعبد العزيز الداخل حفظه الله.
تفسير قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} لابن تيمية رحمه الله.
تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} لابن رجب الحنبلي رحمه الله.




السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] : بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.

السؤال الثاني: اختر مجموعة مما يلي وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟
2: قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا)
بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.
3: بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.

المجموعة الثانية:
1: بيّن أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء.
2: بيّن التلازم بين العلم الصحيح والخشية.
3: بيّن أنواع الهدى.





تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1440هـ/20-01-2019م, 12:24 AM
هيثم محمد هيثم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 482
افتراضي

السؤال الأوّل [عام لجميع الطلاب] : بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
تفسير الوصية الأولى
حسن التمهيد والتقديم بمقصد الرسالة، التحليل التفصيلي لكل مقطع من الآية في بيان المعنى، الاستشهاد بأقوال المفسرين والأئمة المحققين، ذكر الإشارات اللغوية مع الاستنباط منها، استخراج الفوائد الإيمانية، الاستدلال بآيات القرآن والأحاديث، قوة الربط بالواقع وكيفية التطبيق العملي للمعنى، ذكره للدلالات اللغوية والشواهد النحوية، الإشارة للمناسبة في آخر الآية، تلخيص الهدايات والتوجيهات في آخر الرسالة.
تفسير قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} لابن تيمية رحمه الله.
البدء بالتفسير النبوي للآية، بيان سبب اختلاف الأقوال من خلال توضيح معنى النسخ عند المتقدمين، الرد على الأقوال الباطلة والمخالفة في العقيدة بعد الشرح المستفيض للمعنى الصحيح، ذكر الاستعمال اللغوي للفظ، بيان مقصد أقوال السلف في تفسير الآية، الجمع بين البيان العقلي والشرعي في الشرح، الاستنباط الدقيق وذكر الدلالات على قوله، الاستشهاد بالقرآن لتوضيح الفكرة وتفنيد الشبهات، بيان المعنى اللغوي لرد الأقوال الخاطئة، إيراد المسائل الفقهية للاستشهاد والتمثيل لبيان المعنى.
تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} لابن رجب الحنبلي رحمه الله.
الرجوع إلى المدارس النحوية المختلفة والاستدلال بأقوالهم في بيان المعنى، حسن الاستشهاد بالقواعد الأصولية مع ذكر أمثلة من القرآن والسنة، بيان الدلالات المستنبط بها الأقوال اللغوية ونسبتها للفقهاء والأصوليين القائلين بها، ذكر معاني الحروف وأثرها في إثراء المعنى، نقله لأقوال العلماء ومناقشتها ورد بعضها، التأصيل اللغوي للألفاظ قبل الحكم على المعنى، إيراده لأقوال الصحابة والتابعين والسلف الصالح لتأكيد المعنى، دقة الاستنباط للفوائد الإيمانية من الآية.

السؤال الثاني: اختر مجموعة مما يلي وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الثانية:
1: بيّن أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء.

يتبين من حديث النبي: (إنّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب)، وقول أبي هريرة: "القلب ملك الأعضاء والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث خبثت جنوده"، أن القلب هو الملك والأصل في جميع الأفعال والأقوال، وأن صلاح القلب وفساده يستلزم صلاح الجسد وفساده، والعكس صحيح: أنه إذا كان الجسد غير صالح، دل على أن القلب غير صالح، ولهذا أعمال الجوارح لا تكون إلا بعلم القلب وإرادته، وكانت المؤاخذة الشرعية على اكتساب القلب مع عمل الجوارح، كما في قوله تعالى: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}، ولا يؤاخذ المرء على الأقوال والأفعال التي لم يتعمدها القلب، أو حدث بها نفسه، ولهذا أيضا عُدّ من فعل الأعمال الظاهرة دون موافقة القلب منافقا، كما قال الله تعالى عنهم: {في قلوبهم مرضٌ}، ومن ذلك قول عثمان: "ما أسرّ أحدٌ سريرةً إلّا أظهرها اللّه على صفحات وجهه وفلتات لسانه"، ويكون استحقاق العقاب على ترك الواجبات المأمور بها العبد من أعمال قلبية كالحب والتوكل والإخلاص والشكر لله كما في قوله تعالى: {ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيّرًا نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم}، ومن ذلك أيضا أن الأقوال في الشرع لا تعتبر إلا من عاقل عالم بما يقول ويقصده، وقد ذكر ابن تيمية أن معاصي القلوب أعظم إثما من معاصي الجوارح.

2: بيّن التلازم بين العلم الصحيح والخشية.
ذكر ابن رجب في تفسير قوله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}، أن الحصر ب (إنما) من الطرفين، فيقتضي حصر الخشية في العلماء، وحصر العلماء في أهل الخشية، وهذا يدل على نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية، وأن من لم يخش الله فليس بعالم، وهذا هو تفسير السلف للآية، كما قال ابن عباس: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني"، وعن مجاهد والشعبي: "العالم من خاف الله"، وعن ابن مسعود قال: "كفى بخشية اللّه علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا"، وعن عطاء الخراساني: "العلماء بالله الذين يخافونه".
ثم ذكر سبعة وجوه على أن العلم مستلزم للخشية، وأن فقده يستلزم فقد الخشية، هي:
الأول: أن العلم بالله وما له من الأسماء والصفات وجلاله وعظمته، يوجب خشيته، كما في قول النبي: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"، وقوله: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا".

الثاني: أن العلم بأمر الله ونهيه، والتصديق الجازم بما يترتب عليها من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، والتيقن بمراقبة الله واطلاعه، موجب للخشية وفعل المأمور وترك المحظور، ولهذا كانت الغفلة والشهوة أصل الشر كما قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)} الكهف.

الثالث: أن تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه، فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دل على أن تصوره لذلك ليس تاما، وإن كان قد يتصور الخبر عنه، وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصور المخبر به، فإذا أخبر بما هو محبوب أو مكروه له ولم يكذب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغول بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، كما روي عن الحسن: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم".

الرابع: أن الوقوع في كثير من الذنوب سببه الجهل بحقيقة قبحه وبغض الله عز وجل له وتفاصيل الوعيد عليه، حتى وإن كان عالما بأصل تحريمه، لكن جهله بما ورد فيه من التغليظ ونهاية القبح هو الذي جرأه عليه وأوقعه فيه.

الخامس: أنه من خاصة العقل أن من علم علما تاما جازما بضر فعل شيء ضررا راجحا، أن نفسه تنصرف عن فعله بالطبع، فإن الله جعل في النفس حبا لما ينفعها وبغضا لما يضرها.

السادس: أن المؤثر للذات الذنوب مع سرعة انقضائها، هو الجاهل بحقيقة عواقبها وما فيها من مفاسد، كما قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه".

السابع: أن المقدم على الذنوب يريد حصول اللذة العاجلة منه، مع رجاءه التخلص من تبعته بأي سبب ولو بالعفو، وهذا من الجهل بأثر الذنوب وما يتبعها من آلام وهموم وضيق وظلمة في القلب وقسوة، مصداقا لقوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}.

3: بيّن أنواع الهدى.
ذكر الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله عدة أنواع للهدى، منها:
- البيان الذي تقوم به الحجة، وهو كلام الله تعالى، ورسوله، وهو أعظم وأجل أنواع البيان والهدى والإرشاد، ومخالفه مستحق للعقاب.
- التذكير الذي يوعظ به المرء، فيذكره بما كان يعرفه من الهدى، وهذا يشمل التذكير بالقرآن وبكلام رسوله وبأقوال الصالحين ووصاياهم.
- واعظ الله في قلب كل مؤمن، الذي يذكره بما يجب عليه فعله وما يجب عليه تركه.
- التذكير ببعض الأقدار المؤلمة.
- التذكير بالآيات الكونية، وهذا النوع له آيات كثيرة تدل عليه.
- العبر والآيات التي يراها المرء في الآفاق وفي نفسه، وما يرى من عقوبات المخالفين لهدى الله، كما قال ابن تيمية: ({أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النّذير} أي قامت الحجّة عليكم بالنّذير الّذي جاءكم وبتعميركم عمرًا يتّسع للتّذكّر).
- الأمثال التي يضربها الله للناس، فمن عقلها تبين له الهدى وانتفع بها، ولذلك بين سبحانه وتعالى المقصد من ضرب الأمثال في قوله تعالى: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثل لعلّهم يتذكّرون}.
- الوصايا التي يوصي الله بها، قال تعالى: {ذلكم وصّاكم به لعلكم تذكّرون}.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 جمادى الأولى 1440هـ/28-01-2019م, 01:55 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم محمد مشاهدة المشاركة
السؤال الأوّل [عام لجميع الطلاب] : بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
تفسير الوصية الأولى
حسن التمهيد والتقديم بمقصد الرسالة، التحليل التفصيلي لكل مقطع من الآية في بيان المعنى، الاستشهاد بأقوال المفسرين والأئمة المحققين، ذكر الإشارات اللغوية مع الاستنباط منها، استخراج الفوائد الإيمانية، الاستدلال بآيات القرآن والأحاديث، قوة الربط بالواقع وكيفية التطبيق العملي للمعنى، ذكره للدلالات اللغوية والشواهد النحوية، الإشارة للمناسبة في آخر الآية، تلخيص الهدايات والتوجيهات في آخر الرسالة.
تفسير قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} لابن تيمية رحمه الله.
البدء بالتفسير النبوي للآية، بيان سبب اختلاف الأقوال من خلال توضيح معنى النسخ عند المتقدمين، الرد على الأقوال الباطلة والمخالفة في العقيدة بعد الشرح المستفيض للمعنى الصحيح، ذكر الاستعمال اللغوي للفظ، بيان مقصد أقوال السلف في تفسير الآية، الجمع بين البيان العقلي والشرعي في الشرح، الاستنباط الدقيق وذكر الدلالات على قوله، الاستشهاد بالقرآن لتوضيح الفكرة وتفنيد الشبهات، بيان المعنى اللغوي لرد الأقوال الخاطئة، إيراد المسائل الفقهية للاستشهاد والتمثيل لبيان المعنى.
تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} لابن رجب الحنبلي رحمه الله.
الرجوع إلى المدارس النحوية المختلفة والاستدلال بأقوالهم في بيان المعنى، حسن الاستشهاد بالقواعد الأصولية مع ذكر أمثلة من القرآن والسنة، بيان الدلالات المستنبط بها الأقوال اللغوية ونسبتها للفقهاء والأصوليين القائلين بها، ذكر معاني الحروف وأثرها في إثراء المعنى، نقله لأقوال العلماء ومناقشتها ورد بعضها، التأصيل اللغوي للألفاظ قبل الحكم على المعنى، إيراده لأقوال الصحابة والتابعين والسلف الصالح لتأكيد المعنى، دقة الاستنباط للفوائد الإيمانية من الآية.
[تحديد نوع الأسلوب الغالب على الرسالة يفيدك في معرفة أكثر ما يميز الرسالة، ثم الاستفادة من أدوات التحرير العلمي التي يستخدمها العالم في كتابتك للرسالة.
مثلا مما يميز رسالة ابن تيمية تحديد أصل الشبهة أولا ثم تفنيدها، وهذا أصل في الأسلوب الحجاجي، ومما يميز رسالة الشيخ عبد العزيز الداخل بيان هدايات الآية وهو أصل في الأسلوب المقاصدي]

السؤال الثاني: اختر مجموعة مما يلي وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الثانية:
1: بيّن أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء.

يتبين من حديث النبي: (إنّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب)، وقول أبي هريرة: "القلب ملك الأعضاء والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث خبثت جنوده"، أن القلب هو الملك والأصل في جميع الأفعال والأقوال، وأن صلاح القلب وفساده يستلزم صلاح الجسد وفساده، والعكس صحيح: أنه إذا كان الجسد غير صالح، دل على أن القلب غير صالح، ولهذا أعمال الجوارح لا تكون إلا بعلم القلب وإرادته، وكانت المؤاخذة الشرعية على اكتساب القلب مع عمل الجوارح، كما في قوله تعالى: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}، ولا يؤاخذ المرء على الأقوال والأفعال التي لم يتعمدها القلب، أو حدث بها نفسه، ولهذا أيضا عُدّ من فعل الأعمال الظاهرة دون موافقة القلب منافقا، كما قال الله تعالى عنهم: {في قلوبهم مرضٌ}، ومن ذلك قول عثمان: "ما أسرّ أحدٌ سريرةً إلّا أظهرها اللّه على صفحات وجهه وفلتات لسانه"، ويكون استحقاق العقاب على ترك الواجبات المأمور بها العبد من أعمال قلبية كالحب والتوكل والإخلاص والشكر لله كما في قوله تعالى: {ذلك بأنّ اللّه لم يك مغيّرًا نعمةً أنعمها على قومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم}، ومن ذلك أيضا أن الأقوال في الشرع لا تعتبر إلا من عاقل عالم بما يقول ويقصده، وقد ذكر ابن تيمية أن معاصي القلوب أعظم إثما من معاصي الجوارح.

2: بيّن التلازم بين العلم الصحيح والخشية.
ذكر ابن رجب في تفسير قوله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}، أن الحصر ب (إنما) من الطرفين، فيقتضي حصر الخشية في العلماء، وحصر العلماء في أهل الخشية، وهذا يدل على نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية، وأن من لم يخش الله فليس بعالم، وهذا هو تفسير السلف للآية، كما قال ابن عباس: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني"، وعن مجاهد والشعبي: "العالم من خاف الله"، وعن ابن مسعود قال: "كفى بخشية اللّه علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا"، وعن عطاء الخراساني: "العلماء بالله الذين يخافونه".
ثم ذكر سبعة وجوه على أن العلم مستلزم للخشية، وأن فقده يستلزم فقد الخشية، هي:
الأول: أن العلم بالله وما له من الأسماء والصفات وجلاله وعظمته، يوجب خشيته، كما في قول النبي: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"، وقوله: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا".

الثاني: أن العلم بأمر الله ونهيه، والتصديق الجازم بما يترتب عليها من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، والتيقن بمراقبة الله واطلاعه، موجب للخشية وفعل المأمور وترك المحظور، ولهذا كانت الغفلة والشهوة أصل الشر كما قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)} الكهف.

الثالث: أن تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه، فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دل على أن تصوره لذلك ليس تاما، وإن كان قد يتصور الخبر عنه، وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصور المخبر به، فإذا أخبر بما هو محبوب أو مكروه له ولم يكذب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغول بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، كما روي عن الحسن: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم".

الرابع: أن الوقوع في كثير من الذنوب سببه الجهل بحقيقة قبحه وبغض الله عز وجل له وتفاصيل الوعيد عليه، حتى وإن كان عالما بأصل تحريمه، لكن جهله بما ورد فيه من التغليظ ونهاية القبح هو الذي جرأه عليه وأوقعه فيه.

الخامس: أنه من خاصة العقل أن من علم علما تاما جازما بضر فعل شيء ضررا راجحا، أن نفسه تنصرف عن فعله بالطبع، فإن الله جعل في النفس حبا لما ينفعها وبغضا لما يضرها.

السادس: أن المؤثر للذات الذنوب مع سرعة انقضائها، هو الجاهل بحقيقة عواقبها وما فيها من مفاسد، كما قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه".

السابع: أن المقدم على الذنوب يريد حصول اللذة العاجلة منه، مع رجاءه [رجائه؛ لأن الهمزة مكسورة] التخلص من تبعته بأي سبب ولو بالعفو، وهذا من الجهل بأثر الذنوب وما يتبعها من آلام وهموم وضيق وظلمة في القلب وقسوة، مصداقا لقوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}.

3: بيّن أنواع الهدى.
ذكر الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله عدة أنواع للهدى، منها:
- البيان الذي تقوم به الحجة، وهو كلام الله تعالى، ورسوله، وهو أعظم وأجل أنواع البيان والهدى والإرشاد، ومخالفه مستحق للعقاب.
- التذكير الذي يوعظ به المرء، فيذكره بما كان يعرفه من الهدى، وهذا يشمل التذكير بالقرآن وبكلام رسوله وبأقوال الصالحين ووصاياهم.
- واعظ الله في قلب كل مؤمن، الذي يذكره بما يجب عليه فعله وما يجب عليه تركه.
- التذكير ببعض الأقدار المؤلمة.
- التذكير بالآيات الكونية، وهذا النوع له آيات كثيرة تدل عليه.
- العبر والآيات التي يراها المرء في الآفاق وفي نفسه، وما يرى من عقوبات المخالفين لهدى الله، كما قال ابن تيمية: ({أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النّذير} أي قامت الحجّة عليكم بالنّذير الّذي جاءكم وبتعميركم عمرًا يتّسع للتّذكّر).
- الأمثال التي يضربها الله للناس، فمن عقلها تبين له الهدى وانتفع بها، ولذلك بين سبحانه وتعالى المقصد من ضرب الأمثال في قوله تعالى: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثل لعلّهم يتذكّرون}.
- الوصايا التي يوصي الله بها، قال تعالى: {ذلكم وصّاكم به لعلكم تذكّرون}.

التقويم: أ+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 جمادى الآخرة 1440هـ/8-02-2019م, 01:00 AM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] : بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.

في الرسائل التفسيرية قيد الدراسة استعمل المفسرون أدوات التحرير العلمي التالية:
التفسير بأقوال السلف وأهل التفسير
القواعد اللغوية ومعاني الحروف والمفردات
القواعد الأصولية
بيان مقاصد الآيات
استخلاص الهدايات الربانية من الآيات
أسباب النزول
ذكر الشبهة وتفنيدها بالأدلة



المجموعة الأولى:
1: هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟

الهمّ إذا صار عزما لا بد أن يقترن به قول أو فعل، فيؤاخذ به العبد، فمن اجتهد في طلب شرب الخمر -مثلا- ثم لم يجده فهو كالشارب له وإن لم يقع منه شرب، أما من احتج بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم المؤاخذة في قوله صلى الله عليه وسلم :( إن الله تجاوز لأمتي عما حدّثت به نفسها)، فالصحيح أن هذا ليس عزما لأن ما لم يُتكلم أو يُعمل به لا يكون عزما، فإن العزم لا بد أن يقترن به المقدور.

2: قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا)
بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.


أما دلالة الآية الكريمة على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق فقد بيّنها الحافظ بن رجب رحمه الله من خلال صيغة الآية، ومن خلال (إنما) التي تقتضي ثبوت المذكور، لأن (إنّ) تفيد التأكيد.
ودلالة الآية على نفي الخشية عن غيرهم، فبيّنها كذلك من خلال الصيغة التي تفيد الحصر ب(إنما)، ودلالتها عليه معلومة بالاضطرار عند العرب، ووجه الحصر فيها على القول المشهور هو أم (ما) في قوله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) هي الكافة.
كما أن كونها موصولة يجعلها تفيد الحصر من جهة أخرى وتقدير ذلك : "إنّ الذين يخشون الله هم العلماء"، وهذاالنوع من الحصر يسمى حصر المبتدأ في الخبر.

ثم دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية، فيفيدها الحصر من الطرفين في الآية، كما قال ابن تيمية رحمه الله، فالحصر في الآية يقتضي أن كل من خشي الله فهو عالم، وتقتضي أيضا أن العالم من يخشى الله.
وقد فسّر السلف الآية بهذه المعاني ، أن من خشي الله وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالم، و أن الخشية منفية عن غير العلماء، كما أن العلم منفي عن غير أهل الخشية، وهذه بعض أقوال السلف في الآية :
عن ابن عباس قال : "يريد إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني"
وعن مجاهد والشعبي : "العالم من خاف الله"
وعن ابن مسعود قال : " كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار به جهلا"


3: بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.
من خالف الهدى بعد ما تبين له فهو على خطر من عقوبتين عظيمتين، يبينهما قول الله تعالى : (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
فالأولى : أن يفتتن بتلك المخالفة، فتزين في قلبه المعصية فتيكون ذلك سببا في زيادة ضلاله وغوايته، أو تسلط عليه فتنة لا يستطيع النجاة منها.
والثانية : أن يصيبه العذاب الأليم بسبب مخالفته.

نسأل الله العافية

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 جمادى الآخرة 1440هـ/9-02-2019م, 03:10 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

السؤال الأوّل [ عام لجميع الطلاب ] :
بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
جمع الآثار والآراء في أسباب النزول.

الجمع والتوفيق بينها والترجيح، وتقديم الجمع على الترجيح.
التركيز على مقصد الرسالة؛ سواء كان وعظا أم حجاجا، وجمع الأدلة من القرآن والسنة المتعلقة بهذا المقصد.
الاستدلال باللغة والعرف العام في الجمع والترجيح.
الاستطراد بذكر فوائد سلوكية ولطائف إشارية.

السؤال الثاني: اختر مجموعة مما يلي وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟

يحاسب به إذا تحول إلى عزم فيتبعه قول أو فعل؛ لأن القلب ملك الأعضاء؛ فإذا صلح صلح سائر الجسد، وإذا فسد فسد سائر الجسد، ولقوله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}، اما حديث النفس ووسوسته دون هم وعزم فهو معفو عنه؛ للحديث: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما تعمل أو تتكلم".

2: قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا)
بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.
أما دلالتها على إثبات الخشية للعلماء فباتفاق؛ من خلال دلالة (إن) المكفوفة بـ :"ما" على توكيد ثبوت المذكور باتفاق.
وأما دلالتها على نفيها عن غيرهم؛ فعلى أصح القولين، وذلك لأن (إن) توكيد ، وتوكيد التوكيد بـ (ما) يفيد الحصر؛ وذلك بطريق المنطوق أو المفهوم، نصا أو ظاهرا، على اختلاف بينهم.
فزيادة (ما) تفيد تقوية التوكيد، وهو معنى الحصر، وقد استعملت في الحصر فصارت حقيقة عرفية فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير الذي كان يقتضيه في أصل الوضع.
كما أنها تفيد الحصر أيضا من خلال حصر المبتدأ في الخبر- على قول من جعل (ما) موصولة-.
وأما دلالتها على نفي العلم عن غير أهل الخشية؛ فمن خلال حصر الطرفين؛ فيكونان متلازمين؛ كقوله تعالى: {إنما أنت منذر من يخشاها}، وذلك لأن الخشية هي ثمرة العلم وفائدته؛ فمن فقدها فقد استحق أن يوصف بالجهل.

3: بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.
من خالف الهدى بعد ما تبين له فهو على خطر من الوقوع في مزلقين:
الأول: أن يفتن بتلك المعصية ويصعب عليه تركها بعد ما كان هينا، فتكون سببا لهلاكه.
الثاني: أن يعذب بهذه المخالفة.
قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 جمادى الآخرة 1440هـ/16-02-2019م, 10:20 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

السؤال الأوّل [عام لجميع الطلاب]: بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.

الرسالة الأولى (الوصية الأولى):
- استنباط الفوائد والحكم من الآيات.
- ذكر سبب اختيار بعض الألفاظ على بعض وأثرها على المؤمن.
- الاستدلال بآيات أخرى على ما تم استنباطه.
- ذكر الفوائد السلوكية من الآيات.
- إعادة قول الصحابة والتابعين إلى ما ورد في القرآن والسنة فيتوضح المقصد من قولهم.
- ذكر كيفية العمل بهذه الآية، وما يؤول إليه الحال من عدم العمل بها وبما تدل عليه.
- الاعتناء ببيان المقصد من الإضمار والإظهار لبعض الألفاظ ومن ذكر بعض الحروف في الآية.

الرسالة الثانية (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله...):
- ذكر الأقوال المختلفة وإعادتها لأصلها لمعرفة سبب الخلاف فيها وتبيين القول الراجح منها.
- الرد على الأقوال الخاطئة بما دلت عليه باقي الآيات والأحاديث وأقوال السلف والعقل.
- الإشارة إلى موافقة القول الراجح للعقل وما تعهده العرب في كلامها، أو مخالفة القول الخاطئ للعقل وما تعهده العرب.
- بيان ما يلزم من الأقوال الخاطئة لبيان خطئها وعدم صحتها.
- بيان الرد على الأقوال الخاطئة أو التي قد ترد على الذهن بالآية نفسها، وهو سبب ذكرها في الآية.
- إيراد الآيات الدالة على نفس معنى الآية المراد تفسيرها، وبيان ما اتفقت عليه الآيات من معاني.
- توجيه أقوال الصحابة والسلف في الآية على ما تم ترجيحه في الآية.
- بيان ما يدخل في الآية من أحكام وحالات.
- ذكر ما تنازع فيه الناس في الباب الذي تدخل فيه الآية، وبيان الصحيح فيه.
- ذكر أدلة أصحاب القول الضعيف مع الرد عليها وبيان الدلالة الصحيحة من أدلتهم.

الرسالة الثالثة (إنما يخشى الله من عبادة العلماء):
- ذكر ما دلت عليه الآية من الدلائل، مع الاستدلال على ذلك بما تقتضيه اللغة وموافقة أقوال السلف في الآية لذلك.
- ذكر الخلاف الواقع فيه دلالة الآية على بعض المعاني وتبيين أقوال الطرفين وأدلتهم وما هو الصحيح منهم مع الرد على أدلتهم.
- الاستدلال لما دلت عليه اللغة الصحيحة بما في القرآن والسنة واقوال السلف وعلماء الأمة الأثبات.
- ذكر الأوجه التي تدل على صحة ما استنبط من الآية، مع بيان تلك الأوجه وذكر أدلتها وعلاقتها بالآية.

المجموعة الثانية:
1: بيّن أثر أعمال القلوب على الجوارح وتعلّقها بالجزاء.

أعمال القلوب هي أصل أعمال الجوارح، فلا تصح أعمال الجوارح إذا كانت مخالفة لما في القلب، ومهما حاول الإنسان إخفاء وعدم إظهار ما في القلب لابد وأن يظهر شيء منها على جوارحه، وقد قال عثمان بن عفان: ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه، فصلاح القلب مستلزم لصلاح الجسد وفساد القلب مستلزم لفساد الجسد، ومثال ذلك: المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، لابد أن يظهر نفاقه من فلتات لسانه، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع المنافقين تؤكد ذلك، فبعض مواقف المنافقين ظهر فيها نفاقهم بسبب فلتات ألسنتهم، وقد قال تعالى: (ولتعرفنهم في لحن القول)، وهؤلاء لا تقبل أعمالهم بسبب مخالفة أعمال جوارحهم لما في قلوبهم، وكذلك المؤمن الذي كتم إيمانه خوفاً على نفسه، فمهما كتم إيمانه عن غيره فهو يظهره لمن يأمنه أو حتى مع نفسه.
والإنسان يحاسب ويجازى على ما أجتمع فيه كسب القلب مع عمل الجوارح قال تعالى: (ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم)، وأما إذا خالف ما في القلب ما ظهر على الجوارح فإن كان بغير قصد أو بسبب خارج عن إرادة الإنسان كالمكره والذي يخفي إيمانه فإنه لا يحاسب على ذلك، وإن كان بقصد كالمنافق فإنه يحاسب حساباً عسيراً على ذلك، وكل هذا يعود إلى أن القلب هو الأصل والأعمال تبع له.

2: بيّن التلازم بين العلم الصحيح والخشية.
بيّن ابن رجب هذا الأمر من عدة وجوه:
الأول: أن العلم بالله وبأسمائه وصفاته من الكبرياء والعظمة والقوة والجبروت والعزة وغيرها والتفكر في آياته المتلوة وآياته المشاهدة البديعة يوجب خشيته ويمنع من التفريط في أوامره أو ارتكاب نواهيه، ويشهد لهذا قوله عليه الصلاة والسلام: (إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية)

الثاني: العلم بتفاصيل أمر الله ونهيه والتصديق الجازم بذلك، مع ذكر ما يترتب على ذلك من الوعد والوعيد وذكر مراقبته سبحانه وكتابة الكتبة كل هذا يوجب خشيته والإتيان بأوامره والانتهاء عن نواهيه، والغفلة عن هذه الأمور والشهوة هو ما يوقع في المخالفات، والغفلة ضد العلم، وعاصي لا يفعل المعصية إلا وهو غافل عن هذه الأمور، وهذه الغفلة ضعف في الإيمان، فإن الإيمان يزيد بذكره سبحانه وينقص عند عدم ذكره، ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن...) فلو كان مستحضراً للمعاني السابقة لامتنع من الزنا، وإنما وقع فيه بسبب ضعف إيمانه.

الثالث: أن تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه مثل النار، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه مثل الجنة، فإن جاء ذكرهما مثلا لم يحرك ساكناً فإن ذلك يدل على أن تصوره ليس تاماً بحيث يوجب الخشية، وقلب هذا مشغول بأمور أخرى منعت وجوب الخشية، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلاً: (العلم علمان فعلم في القلب فذاك العلم النافع، وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم)

الرابع: أن كثير من الذنوب يكون سبب الوقوع فيها عدم العلم بتفاصيل الوعيد فيه أو شدة قبحه لله، بل يكون عالماً فقط بأصل التحريم فقط، ولو كان عالماً حق العلم لوجبت خشيته.

الخامس: أن العقلاء إذا علموا أن في أمر ما ضرراً راجحاً تركه ولم يعمله، وذلك بسبب بغض الإنسان بطبعه لما يضره، وإن فعل ما يضره دلّ ذلك على ضعف عقله، فلا يفعله تام العقل، فدل هذا على أن ما يوقع الناس في المعاصي هو عدم علمهم أنها توقعهم في ضرر راجح وهذا جهل بسيط، أو ظن أنها تنفعهم نفعاً راجحاً وهذا جهل مركب، والشيطان يذكر بما في السيئات من محاسن ويزينها حتى يظن أنها منافع لا مضار، وقال تعالى: (أفن زين له سوء عمله فرآه حسناً)

السادس: أن لذت الذنوب اللحظية لا نسبة لها إلى ما فيها من الفاسد والآلام التي تتبع ذلك البتة، فإن عقوباتها وآلامها أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ولا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بعواقبها، ومن عواقبها أنه قد لا يوفق المرء إلى التوبة النصوح الخالصة، وهو في حال عصيانه فوت على نفسه الدرجات التي كان يمكن أن يصلها لو كان طائعاً ذاكراً، وإن وفق الإنسان إلى التوبة فإن اللذة البسيطة لا تقارن مع ألم الندم والخوف والبكاء وغيرها من الآلام، ولهذا قال الحسن: (ترك الذنب أيسر من طلب التوبة)، وأنه إن عفي عنه بغير توبة فإن في ذلك الكثير من الآلام فإنه سيصاب بالمصائب الدنيوية والعذاب في البرزخ وفي عرصات يوم القيامة وقد يدخل النار ليكفر عنه وهذا كله لا يقارن مع لذة لحظة، وقد يعفي الله عنه بفضله ورحمته ولكنه مع هذا لا يلحق بمراتب المحسنين العالية، فإن من عدل الله أنه لا يساوي بين من عمل السيئات وبين من لم يعملها، قال تعالى: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات...)،وكذلك هذه الذنوب لا تمحى من الصحف بل تبقى مكتوبة حتى وإن تاب منها وقبل الله توبته، ويقرره سبحانه على أعماله جميعها يوم القيامة، وهذا موقف صعب جداً مخزي ولا يحب أحد أن يضع نفسه فيه، ولا يستهينه إلا من لا حياء له من الله.

السابع: أن سبب إقدام الناس على المحظور هو ما فيه من اللذة الحاصلة حالاً مع رجاءه التخلص من تبعتها بأي سبب من الأسباب، فهو يرجو أن ينال اللذة ولا يلحقه مضره، وهذا الرجاء والظن من أعظم الجهل، فإن ما يتبع الذنب عظيم فيتبعها الهموم وضيق الصدر وظلمة القلب وفوات لذة الطاعات وغيرها مما لا يوازي الذرة من لذات الدنيا الزائلة، وهو قصد الحياة الطيبة بغير الطريق الصحيح فحصل على الحياة الضنك وفاتته الحياة الطيبة، قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً)، والحياة الطيبة تكلم عنها السلف ولا يدرك حقيقتها إلا من ذاقها وهي جنة الله في أرضه، وهذا العاصي لجهله بهذه الجنة التي على الأرض أورد نفسه في نار الأرض وجحيمها، وهذه الجنة الأرضية والحياة الطيبة لا تنال إلا بالائتمار بأوامر الله والانتهاء عن نواهيه فهو العليم بما ينفع عبادة وما يصلحهم في الدنيا والآخرة.

3: بيّن أنواع الهدى.
جمع قول أبي العالية بيان أنواع الهدى فقال: (الهدى: الأنبياء والرسل والبيان)
والأنبياء والرسل وما معهم من الكتب أصل الهدى، واما البيان فيدخل فيه عدة أمور تعد من أنواع الهدى وهي:
- البيان الذي تقوم به الحجة، وهو كلام الله ورسوله عليه الصلاة والسلام.
- التذكير الذي يوعظ به المرء ليتذكر ما يعرفه، ويكون بعدة أمور منها التذكير بالقرآن وبكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وبأقوال الصالحين والتذكر بواعظ القلب.
- التذكير ببعض الأقدار المؤلمة، قال تعالى: (أولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين لا يتوبون ولا هم يذكرون).
- التذكير بالآيات الكونية، وقد وردت العديد من الآيات التي تدعو إلى التفكر في كونه، منها قوله تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)
- الاعتبار والاتعاظ بالآيات التي في الآفاق وفي النفس وما وقع للمخالفين من عقوبات، قال تعالى: (أولم نعمركم ما يتذكر في ه من تذكر وجاءكم النذير).
- عقل الأمثال التي يضربها الله سبحانه وتعالى لعبادة تبين للمرء الهدى، فهي هدى، قال تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)
- الوصايا التي يوصي بها الله عباده ليتذكروا، قال تعالى: (ذلكم وصّاكم به لعلكم تذكرون).
- الواعظ الذي جعله الله في كل قلب مؤمن، فيذكره بما يجب أن يفعله وما يجب أن يتركه، وقد ذكر في ذلك حديث طويل ذكر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك صراط وعلى جنبيه سوران وفيهما أبواب مفتحه عليها أستر وعلى باب الصراط داع وان المرء إذا هم بفتح أحد الستور قال له ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، وذكر بعد ذلك أن هذا الداعي هو واعظ الله في قلب كل مسلم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 رجب 1440هـ/11-03-2019م, 03:05 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من الرسائل التفسيرية:
للا حسناء الشنتوفي: ب
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بك.
السؤال العام: ينبغي تقسيم الأدوات على الرسائل ليتضح لكِ الأدوات المستخدمة مع كل أسلوب، وانظري إجابة الأخ هيثم أعلاه، والنقص في إجابة هذا السؤال هو سبب النقص في الدرجة.
س1: [ويفضل بيان باقي الأقوال لمدارستها فقط وإن لم يُطلب التحرير في رأس السؤال؛ فقد ذكرتِ من قال لا يؤاخذ وحجته، وذكرته من فرق بين من اشترط العزم للمؤاخذة
والقول الثالث وهو من قالوا بأنه يؤاخذ عليه واحتجوا بحديث: " إذا التقى المسلمان بسيفهما ..." والرد عليه أن كلا منهما كان حريصًا على قتل صاحبه فاقترن بالهم العزم؛ لذا يحاسبان عليه]
س2: قولكِ : " كما أن كونها موصولة "، الصواب: وعلى القول بأنها موصولة.
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رقية إبراهيم: ب
أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بكِ
راجعي التعليقات على الأخت حسناء.
خُصمت نصف درجة للتأخير.

عائشة إبراهيم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
خُصمت نصف درجة للتأخير.



وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir