دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > رسائل التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 3 ذو القعدة 1443هـ/2-06-2022م, 03:16 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

الفوائد السلوكية
في هذه الآية الكريمة فوائد سلوكية جليلة منها:
1: بيان معنى العزّة الحقيقية.
2: بيان أنّ العزة لله جميعاً، وما يقتضي الإيمان بذلك من آثار عظيمة على قلب المؤمن وسلوكه.
3: أنّ إرادة العزّة محمودة إذا أريد بها المعنى الذي يحبّه الله، وسُلك سبيلها الذي أرشد الله إليه.
4: أنه لا بدّ في الإيمان من قول وعمل، وأنّ القول الطيب لا ينفع بغير عمل صالح، كما لا ينفع العمل الصالح إذا لم يكن قائماً على الكلم الطيب.
- قال عبيد الله بن موسى الكوفي: أخبرنا أبو بشر الحلبي، عن الحسن البصري قال: (ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقته الأعمال، من قال حسنا وعمل غير صالح رده الله على قوله، ومن قال حسناً وعمل صالحاً رفعه العمل، ذلك بأن الله تعالى قال: {إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه}). رواه ابن بطة العكبري في الإبانة، والبيهقي في شعب الإيمان، والخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل".
5. أنّ الإنسان بطبعه همّام وحارث؛ يطلب العزّة لنفسه بما يناسب حاله؛ فمن أراد العزّة المحمودة وسلك سبيلها المشروع وفّق لها، ويسّرها الله له، ومن مكر مكراً سيئاً ليعزّ به نفسه فيما يرى فإنما يمكر بنفسه، ويسعى في مذلتها وهوانها.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من أذلَّ نفسه لله فقد أعزَّها، ومن بذل الحقَّ من نفسه فقد أكرم نفسه؛ فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، ومن اعتز بالظلم مِنْ منع الحق وفعل الإثم؛ فقد أذلَّ نفسه وأهانها، قال الله تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا} وقال تعالى عن المنافقين: {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون} وقال الله تعالى في صفة هذا الضرب: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام} {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}).
6. أن المؤمنين يقع بينهم تفاضل في تصوّر معنى العزّة التي يحبّها الله، وتفاضل في سلوك سبيلها، فَهُم على مراتب بحسب تفاضلهم في إرادة معنى العزة، وتفاضلهم في طاعة الله تعالى بالكلم الطيب، والعمل الصالح.
- قال ابن القيم رحمه الله: (وقد جعل الله سبحانه العزَّ قرين طاعته، والذلَّ قرين معصيته؛ فقال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} وقال تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين}.
والايمان قول وعمل، ظاهر وباطن، وقال تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} أي من كان يريد العزة فيطلبها بطاعة الله وذِكْرِه من الكلم الطيب والعمل الصالح، وفي دعاء القنوت: ((إنَّه لا يذلّ من واليت، ولا يعزّ من عاديت)).
ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه، وله من العزّ بحسب طاعته، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه، وله من الذل بحسب معصيته).
7. أنّ مكر السيئات لطلب العلو في الأرض والفساد فيها مما يمقته الله تعالى ويتوعّد مرتكبيه، وأنّه لا يثمر لأصحابه إلا المقت والبوار، وأنّ ما يكون لهم من متاع ظاهر إنما هو استدراج ليزدادوا إثماً وعذاباً مهيناً.
8. البون الشاسع في الحال والمآل بين المؤمنين أصحاب الكلم الطيب والعمل الصالح، وبين الكفار والمنافقين أصحاب المكر السيء والعمل البائر؛ فلا يستوون عند الله.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وهو سبحانه {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}، وهو طيب لا يقبل إلا طيباً، وهو نظيف يحب النظافة، وجميل يحب الجمال، وليس كل ما خلقه يصعد إليه، ويكون طيباً محبوباً له مرضياً عنده، بل إنما يسكن في جنته من يناسبها ويصلح لها، قال تعالى: {طبتم فادخلوها خالدين}).

9. أنّ المكر منه سيء وحسن؛ فالمذموم منه هو المكر السيء، وأما المكر الحسن الذي ليس فيه بغي ولا عدوان، وله مقصد صالح كنصرة مظلوم، واستنقاذ حقّ، وحفظ أمانة، ومداراة لظالمٍ اتقاء شرّه، ونحو ذلك مما قد يحتاجه بعض المؤمنين؛ فليس من المكر السيء في شيء، بل هو مكر حسن، وعمل صالح عند الحاجة إليه لا يبور، وإنما الذي يبور هو مكر أولئك المجرمين الظالمين.



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رسالة, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir