دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات علم السلوك > أعمال القلوب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 ذو القعدة 1440هـ/15-07-2019م, 03:26 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

أقسام الاستعانة
قاعدة هذا الباب أن الاستعانة على قسمين:
القسم الأول: استعانة العبادة ، وهي التي يصحبها معان تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر ، وقد قال الله تعالى فيما علمه عباده المؤمنين: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
وتقديم المعمول يفيد الحصر، فيستعان بالله جل وعلاوحده، ولا يستعان بغيره، وقال النبي صلى الله عليه وسلملابن عباس: ((وإذا استعنت فاستعن بالله))رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
وكذلك استعاذة العبادة واستغاثة العبادة فإنه لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؛ فمن صرفها لغير الله عز وجل فهو مشرك شركاً أكبر مخرج عن الملة والعياذ بالله، كما يفعله عباد القبور والأولياء فإنه يقوم في قلوبهم من العبوديات لمن يدعونهم ويستعينون بهم ويستعيذون بهم ويستغيثون بهم ما هو من أعظم الشرك والكفر بالله جل وعلا.
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فإنه لم يعبده إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.

القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ فهذه الاستعانة بهذا السبب ليس فيها معان تعبدية، وهي على أقسام في حكمها بحسب حكم السبب والغرض منه:
فمنها الاستعانة المشروعة وهي بذل الأسباب المشروعة لتحقيق المطالب المشروعة ؛ فهذه قد تكون واجبة وقد تكون مستحبة بحسب المأمور به، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}
فالاستعانة هنا بالصبر والصلاة هي من باب استعانة التسبب؛ فالصبر والصلاة سببان عظيمان للاستقامة على دين الله جل وعلاوالفوز بفضله ورضوانه وهما أصل كل خير ، وإيضاح ذلك يستدعي بسطاً ليس هذا موضعه وقد تكلم فيه جماعة من أهل العلم وأفرد شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة في تفسير قول الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة}ورسالته تحتاج إلى شرح وإيضاح.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم،والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذا فَلْيَعُذْ به)).
وفي رواية عند مسلم: ))فليستعذ))ومعناهما واحد.
والمقصود الاستعاذة بهذه الأسباب من الوقوع في تلك الفتن ؛ فهي استعاذة تسبب، والكلام في الاستعاذة والاستعانة واحد.
وكالاستعانة على إعفاف النفس بالكسب الطيب والزواج، والاستعانة على دفع المرض بالدواء واختيار الطبيب الحاذق ونحو ذلك فهذه استعانة تسبب مشروعة وقد تجب في أحوال.
لكن إن تعلق القلب بالسبب كتعلق بعض المرضى بالأطباء والرقاة؛ فهذا من شرك الأسباب كما سبق إيضاحه.
-
وأما الاستعانة على تحقيق غرض محرم فغير جائزة كالاستعانة بالحيل المحرمة على الكسب غير المشروع .
والمقصود أن استعانة التسبب حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة.
وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة.
فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.



تم الدرس، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثامن, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir