دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 رجب 1443هـ/2-02-2022م, 11:21 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 93-112)



حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: المراد بالأوليّة في قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكّة}.
2: المخاطب في قوله تعالى: {كنتم خير أمّة أخرجت للناس}.


تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 رجب 1443هـ/24-02-2022م, 03:28 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران ،الآيات من 93 إلى 112.

‏المخاطب في قوله تعالى “كنتم خير أمة أخرجت للناس” : اختلف أهل التاويل في تحديد المخاطب في قوله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس "،110 آل عمران، على أربعة أقوال :
القول الأول: وهو قول : ابن عباس ، وأخرجه عنه: عبد الرزاق في تفسيره(408/1) ،والطبري في تفسيره (7/101) ،وابن أبي حاتم في تفسيره (3/722) ،كلهم من طريق : إسرائيل عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير،

عن ابن عباس ، وهو قول :عمر بن الخطاب ، والضحاك ،
قالوا : هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، وخاصة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

‏القول الثاني: وهو قول مجاهد، وأبي هريرة وعطية ، والكلبي والسدي ، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره(1/409) عن الكلبي ،و الطبري في تفسيره(7/102) عن مجاهد ، وأبو هريرة وعطية، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (3/722) عن: عمر ، والسدي ،وعكرمة ، وعطية.
والمراد :- إذا كنتم بهذه الشروط التي

وصفهم -جل ثناؤه بها ،فكان تأويل ذلك عندهم :كنتم خير أمة تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، وتؤمنون بالله ،أخرجوا الناس في زمانكم.

‏القول الثالث : وهو قول الربيع ، وأخرجه عنه:
الطبري في تفسيره(7/103) بسنده عن عمار بن الحسن ،حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع عن ابن أبي حاتم في

تفسيره (733/3) قال: حدثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب ،
والمراد :لأنهم أكثر الأمم استجابةللإسلام.

‏القول الرابع: وهو قول الحسن وبهز بن حكيم عن أبيه عن جده ،وقتادة .
وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره(409/1) من طريقه عن معمر عن بهز ..عن أبيه عن جده ،
والطبري في تفسيره (104/7) بسنده عن

يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية عن بهز بن حكيم ..، ومن طريق الحسن بن يحيى به ،
وعن قتادة ،
وأخرجه ابن أبي حاتم(733/3) بسنده عن الحسن بن أبي الربيع أبناء عبد الرزاق أبناء معمر عن بهز بن حكيم…،
والمراد:أنهم كانوا خير أمة أخرجت للناس.

‏-الترجيح بين الأقوال :
رجح الإمام الطبري في تفسيره (7/104) القول الرابع، وهو قول الحسن(العموم) ،واستدل برواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ،قال :- سمعت رسول الله صلى وسلم يقول :"ألا إنكم وفيتُم سبعين أمة، أنتم آخرها وأكرمها على الله".
وفي لفظ : أنتم تُتِمون سبعين أمة.."، ورواية

قتادة ،قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ،قال ذات يوم وهو مسند ظهره إلى الكعبة :"نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة ، نحن آخرها وخيرها " ،
وذكر الزجاج في معانيه (456/1) وقال بعضهم " هذا الخطاب أصله إنه خوطب به أصحاب النبي صلى وسلم وهو يعم سائر أمة محمد ، والشريطة في الخيرية ما هو في الكلام .." ،
ونقل الثعلبي في تفسيره (127/3) الإجماع على ترجيح القول : "أن للناس من صلة قوله : أخرجت ،ومعناه: ما أخرج الله للناس أمة

خيرا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،فهم خير أمة أقامت ،و أخرجت للناس، وعلى هذا "تتابعت الأخبار" ،ففي قوله: " تتابعت الأخبار " :ترجيح لهذا القول ،وأن عليه أغلبية العلماء ، و تتابعت الأخبار بهذا القول ،دون غيره من الأقوال .
كما علق ابن عطية في

تفسيره (489/1) على هذا القول: "فأمة على هذا التأويل : اسم جنس " ،وقال :" ولم يبعث نبي إلى الأمم كافة إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو وأمته يدعون إلى الإيمان ،و يقاتلون العالم عليه ، فهم خير الناس للناس ، وليس يلزم على هذا التأويل أنها أفضل

الأمم من نفس لفظ الآية ، لكن يعلم هذا من اللفظ الآخر، وهي كقوله صلى الله عليه وسلم :"أرأف أمتي بأمتي أبو بكر.."
وبين ابن عطية تفضيلاً آخر لوصف خيرية الأمة ،ومن

يدخل في ذلك إلى يوم القيامة ،قال " وهذه الخيرية التي فرضها الله لهذه الأمة إنما يأخذ بحظه منها من عمل هذه الشروط ،من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله " ،فقوله:" بحظه منها" دليل

‏على تفاوت أفراد أمة محمد -عليه السلام -في تحقق نسبة هذه الخيرية فيهم، فمنهم ظالم ،ومنهم مقتصد ،ومنهم سابق بالخيرات ، واستظهر أبو حيان في البحر(299/3) أن المعنى" والذي يظهر أنها من تمام

الخطاب الأول في قوله " يا أيها الذين آمنوا اتقو الله " ،وتوالت بعد هذا مخاطبات المؤمنين من أوامر ونواه، وكان
قد استطرد من ذلك بذكر من يبيض وجهه ويسود ، وشيء من أحوالهم في الآخرة ، ثم عاد إلى الخطاب

الأول ،فقال تعالى " كنتم خير أمة "،تحريضاً بهذه الأخبار على الانقياد والطواعية، " والظاهر أن الخطاب هو لمن وقع الخطاب له أولاً، وهم " أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتكون الإشارة بقوله "أمة"،إلى

أمة معينة ،وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، والصحابة هم خيرها ،
وقرر أبو حيان أن "كان" ،في قوله "كنتم خير أمة" لا تدل على دوام النسبة ، ولا تدل على الدوام و مرادفة ،وأن ذلك قول مرجوح ، بل الأصح أنها كسائر

الأفعال تدل على الانقطاع، " يدل لفظ المضيّ منهاعلى الانقطاع" ،ثم قد تستعمل حيث لا يراد الانقطاع، كما ذكر أبو حيان في سياق حديثه تقريرً لهذا القول، "والمعنى: أن الأمم إذا فضلوا أمة أمة ،كانت هذه

، وحكم عليهم بأنهم خير أمة، ولم يبين جهةالخيرية في اللفظ ، وهي : سبقهم إلى الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبِدَارِهم إلى نصرته، ونقلهم عنه علم الشريعة ، وافتتاحهم البلاد،

وهذه فضائل اختصوا بها مع ما لهم من الفضائل ، وكل من عمل بعدهم حسنة فلهم مثل أجرها، لأنهم سبب في إيجادها ، إذ هم سنُّوها، وأوضحوا طريقها ، " من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها .."،

وصحّح الإمام ابن كثير في تفسيره (80/2) أن هذه
الآية عامة في جميع الأمة ،كل قرنٍ بحسبه، وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ،ثم الذين يلونهم، كما في الآية الأخرى "وكذلك جعلنا لكم أمة وسطا " البقرة 143،

وصحّح الإمام ابن كثير في تفسيره (80/2) أن هذه
الآية عامة في جميع الأمة ،كل قرنٍ بحسبه، وخير القرون الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ،ثم الذين يلونهم، كما في الآية الأخرى "وكذلك جعلناكم أمة وسطا " البقرة 143،

و عمّم أبو السعود في الإرشاد (71/2) القول بالخطاب في الآية فقال :" وخطاب المشافهة وإن كان خاصاً بمن شاهد الوحي من المؤمنين ، ولكن حكمه عام للكل".

وقال ".. وظاهر أن المراد بكل أمة أوائلهم وأواخرهم ،لا أوائلهم فقط ، فلا بد أن تكون أعقاب هذه الأمة أيضا داخله في الحكم ،.."
وأشار ابن عاشور في التحرير(48/4) إلى مسألة مهمة في السياق ،وهي أن الخطاب تنزل منزلة التعليل لأمرهم بالدعوة إلى الخير ،..

فما هم عليه مؤذن بتعليل كونهم خير أمة،وقال: "فالمراد بالأمة الجماعة ، وأهل العصر النبوي ،مثل :القرن ، وهو إطلاق مشهور ..، و الفضل ثابت للجموع على المجموع .. وهذا تفضيل للهدى الذي اهتدوا به ،وهو هدى رسولهم وشريعته ،قال " والمراد

بأمة عموم الأمم كلها ،على ماهو معروف في إضافة أفعل التفضيل إلى النكرة ،أن تكون للجنس ،فتفيد الاستغراق ".

و يحدِّد الراغب في المفردات (23) معنى الأمة بقوله أنها :"كل جماعة يجمعهم أمر ما ، إما دين واحد، أو زمان واحد ،أو مكان واحد ، سواءً كان ذلك الأمر الجامع

تسخيراً ،أو اختياراً ،و جمعها أمم " ،
ومما يؤيد اختيار هذا القول بأنه عموم أمة محمد ،قال تعالى "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير "،

قال الراغب (23): "أي :جماعة يتخيرون العلم و العمل الصالح ،يكونون أسوة لغيرهم ،فأشار رحمة الله إلى 3 نقاط :
1- اختيار طلب العلم الشرعي .
2- اختيار العمل بالعلم ،والدعوة إليه .
3- كونهم قدوات لغيرهم في ذلك .

فمن اتصف بها فهو جدير بالدخول بالخيرية ،
ويذكر الراغب (160) أن المراد بالخير :"مايرغب فيه الكل ،كالعقل ،مثلاً ،و العدل و الفضل و الشيء النافع ، وضده الشر " ،
وحكى السمين الحلبي

في الدرر المصون (348/3) ستة أقوال في كان،"أولها :أنها ناقصة على بابها ،فلا دلالة على مضي وانقطاع ،بل تصلح للانقطاع ،وقد تصلح للدوام ،حسب القرائن ، وتابع في ذلك شيخه أبو حيان،

وكذلك تابعهما زاده في حاشيته على البيضاوي (142/3) قال: "وتقرر الجواب أن كان إنما تدل على مجرد وجود الشيء الماضي ، ولادلالة لها على الدوام ،ولا على الانقطاع ، وتحمل على كل واحد منهما بحسب معاونة المقام ، بدلالة القرائن ".

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 رجب 1443هـ/24-02-2022م, 03:30 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

فذلكة البحث، وخلاصته:-
قال أبو عبدالله -حفظه الله ورعاه -:
فإن خلاصة الكلام في هذه المسألة ،" المخاطب في قوله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس " ،يتناول ما يلي :
1- المخاطب بخير أمة في الآية " الترجيح".
2- توجيه الأقوال الواردة في الآثار.
3- أوجه الترجيح.
4- أوجه خيرية الأمة المحمدية .
أولاً :- المخاطب بخير أمة في الآية :-
عند التأمل في دلالات القرائن بمعاونة المقام ،وهو

السياق القبلي للآيات ،فإن السياق في معرض الحديث عن أهل الكتاب ، بدايةً من قوله تعالى " قل يا أهل الكتاب لم تكفرون.."الآية :98، حيث ذمّ الله -سبحانه -أولئك القوم ،وأنكر عليهم ما هم عليه من عداء للإسلام والمسلمين ، بل وحذّر الله -سبحانه -المؤمنين منهم ، ووجوب مخالفة ما عليه اليهود والنصارى من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وذمهم ووصفهم بالاختلاف والتفرق ،قال تعالى " ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا" ،الآية :105،
ثم أمر الله -سبحانه -المؤمنين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،"ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "، و من يتصف بذلك يستحق أن يكون خير الأمم ، وهو ما طبقة الصحابة وأتباعهم إلى يوم الدين ،فنالوا الخيرية بذلك ،" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون.."،
فالسياق سياق مقارنة ومواصفة بين أهل الباطل من أهل الكتاب وصفاتهم ،وبين أهل الحق ، ثم إن السياق البعدي كذلك

يدل على امتداد المقارنة والمواصفة والموازنة مع أهل الكتاب ، وامتداد ذمَّ الله لهم وتبكيتهم ،قال تعالى " ضربت عليهم الذلة .." و " ليسوا سواء من أهل الكتاب "،
فالسياق يدل على أن المراد : محمد صلى الله عليه وسلم ،ومن أتبعه وسار على نهجه ،ممن حقق شروط الخيرية إلى يوم الدين ،فالجمهور على القول بالعموم ، وممن نقله :" الثعلبي وابن كثير وأبو السعود،
‏أي أن المراد :-أمة محمد صلى الله عليه وسلم ممن حقق الشرطية ‏التي بينها الله -سبحانه وتعالى -في ‏الآيات،" تأمرون بالمعروف .." وحتى قيام الساعة ، كلهم داخلون في الخيرية .
ثانيا:- ‏توجيه الأقوال الواردة في الآثار ،عند الطبري وابن أبي حاتم:-
1- قول أبي جعفر الذي رواه ابن أبي حاتم من أن المراد :- خير أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ،فهذا من باب الخاص المرادبه الخصوص ، فأهل بيت النبي -عليه السلام-

أولى بالخيرية من بقية الأمة ، وأخص بالخيرية لارتباط أهل بيته به -عليه السلام -.
2- أثر ابن عباس الذي رواه ابن أبي حاتم ،من أن المعنى المراد :- هم الذين هاجروا مع محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ،
فهذا كذلك من الخاص المراد به الخصوص ، فإن المهاجرين ،وكذلك الأنصار هم خير الأمة ،من حيث عموم الأمة المحمدية ، لأنهم ناصروا الرسول وعاونوه وحاربوا معه…. .
3- أثر مجاهد الذي رواه الطبري بأن المراد : لمن أنتم بين ظهرانيه ، فإن المقصود هنا كذلك الخاص المراد به الخصوص ، لأهل زمان النبي -عليه السلام -خاصة ، كما قال عليه السلام " خير أمتي قرني.." فحتماً الخيرية هنا على الخيرية الخاصة بأهل زمانه من سائر الأمم.
4- أثر بهز من حكيم عن أبيه، وقول عمر أن المراد :أنتم تُتِمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها عند الله ، فهذا المراد به العموم لأمة محمد -عليه السلام -إلى قيام الساعة ،فإن في النقاط السابقة تدرج مدارج الخيرية ، ترتفع شيئاً فشيئاً .

أما بقيه الآثار الواردة ،فهي تحمل على تعليل سبب خيرية هذه الأمة " أي: لماذا كانت أمة محمد -عليه السلام- خير الأمم ،وستأتي في رابعاً -بإذن الله- .
ثالثا:- أوجه الترجيح للقول المختار .
عند النظر للقول بالعموم في المراد بالمخاطب في قوله تعالى " كنتم خير أمة.." ،فإن هناك عدة أوجه تؤيد ذلك وتدعمه ، وهي :
1- الآيات القرآنية الواردة في مدح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " ،قال تعالى " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً.." الفتح 29.
فمن مدحه الله -جل وعلا -فهو أولى بالخيرية من غيره من الأمم قاطبة، وكذلك تقرير الله سبحانه رضاه عنهم ،قال تعالى " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه " التوبة 100 ،فإن رضا الله عنهم فيه دليل عظيم على خيريتهم وأفضليتهم ومكانتهم.

‏2- ‏الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في تحديد أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم عامة ،هي خير الأمم مثل: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم.." ، وحديث " ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلا واحدة، قيل : من هم يا رسول الله؟ قال : من كان مثل ما أنا عليه وأصحابي ".
3- دلالة القرائن، بمعاونه المقام ، والنظر إلى السياق القبلي للآيات ، فإن الحديث فيه عن مقارنة وموازنة مع أهل الكتاب ، وكذلك السياق البعدي ، وما فيه من تهديد ووعيد لأهل الكتاب على تعنتهم وتكذبهم ،ومدح لأهل الإيمان وتحديد الخيرية بهم .
4- اختصاص أصحاب النبي -عليه السلام -بصحبته ونصرته والهجرة معه ، والدفاع عنه ،وعن ملة الإسلام ،ونشرهم للدعوة مما جعلهم خير أمه.

5- الشرطية الواردة في الآيات ، من أن الخيرية في هذه الأمة إنما تكون لمن حقق شرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقام بتحقيق الوحدانية ،وجاهد في الله حق جهاده ،" تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.."
6- تعليل الخطاب : فإن الخطاب في الأمة يتنزل منزلة التعليل ، لأمرهم بالدعوة إلى الخير بعد ذلك .
7- الإجماع : حيث نقل الإجماع على العموم ، جملة من علماء السلف في التفسير : كالثعلبي وابن عطية وابن كثير وأبو السعود .
8- الدلالة البلاغية : حيث أن أفعل التفضيل في الآية إذا أضيف إلى نكرة أن تكون للجنس، فيفيد الاستغراق.
9- الوجه الإعرابي والنحوي : وأنها من تمام الكلام الأول ،وهو قوله تعالى

" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله .." ،وأن الفعل الماضى يدل على الانقطاع ،كما قرره أبو حيان .
10- توالي الضمائر :- فإن سياق الضمائر في الآيات القرآنية يدل دلالة ضمنية على أن " كنتم" ،يرجع إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم تختلف الضمائر إلى ما سواهم.
رابعا:- ‏أوجه خيرية الأمة المحمدية .
‏أنه من تمام البحث عن المخاطب في الآية التعرف على أوجه خيرية ‏هذه الأمة ،حيث أن الآثار الواردة في الآية بينت جزءاً من ذلك، ومنها:-
1- ‏ما رواه ابن أبي حاتم ،بسنده عن أبي هريرة : وفيه " قال خير الناس للناس ، يُجاء بهم وفي أعناقهم السلاسل حتى يدخلهم في الإسلام "،
أي أن هذه الأمة المحمدية سبب لدعوة الناس للإسلام ،وكأنهم يجرونهم بالسلاسل

من أعناقهم للدخول في الإسلام ،من شدة حرصهم ودعوتهم لدخول الناس في الإسلام ،وبذلك تظهر خير يتهم وفضلهم و مكانتهم بين الأمم .
2- ‏ما رواه ابن أبي حاتم بسنده عن عكرمة ،قال" خير الناس للناس ، كان قبلكم لا يأمن هذا في بلاد هذا ، ولا هذا في بلاد هذا ، فكلما كنتم أمن فيكم الأحمر والأسود ، "أنتم خير الناس للناس.."،
ففي ذلك تزكية لأمة محمد -عليه السلام -،
في أنهم خير الناس نفعا للناس ، وأن بين ظهرانيهم يأمن الجميع ،ويسعد الأحمر والأسود .
3- لأنهم أكثر الأمم استجابة في الإسلام ،فلذا نالوا الخيرية، لأنهم أكثر الأمم دخولاً في الإسلام ، والنبي محمد -عليه السلام -أكثر الأنبياء تبعاً ، بين الأنبياء ،وروى الأثر في ذلك ابن ابي حاتم في تفسيره عن أبي بن كعب.

4- ‏أنهم الأمة التي تشهد للنبيين الذين كفر بهم قومهم بالبلاغ ، ‏ويحمل عليه أثر عطية، الذي رواه ابن أبي حاتم في تفسيره ،قال : ‏"خير الناس للناس، شهدتم للنبيين الذين كفر بهم قومهم بالبلاغ .
5- ‏أن الأمة المحمدية أكثر الأمم دخل فيها أصناف متنوعة من الناس ،من غيرها من الأمم الأخرى،
‏أي أن الأمة المحمدية لم تقتصر فقط على العرب ،بل دخل فئام عظيمة من الناس ‏من غير العرب في الإسلام ‏انضموا إلى أمة محمد ، وبذلك حققت الخيرية ، ويحمل عليه الأثر الذي ذكره ابن ابي حاتم في تفسيره ،عن عكرمة ،قال : "لم تكن أمة دخل فيها من أصناف الناس ،غير هذه الأمة .
هذا ما كان ، والله المستعان ،وعليه التكلان ، وصلى الله وسلم على خير الأنام .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 شوال 1443هـ/22-05-2022م, 06:34 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة آل عمران

عبد الكريم الشملان أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وشكر الله لك اجتهادك في البحث، ووفرة مصادره، وشموله أكثر مسائل الآية، وربما بسبب ذلك لوحظ عليه تداخل في بعض المسائل، خاصة في الجزء الأول من البحث.

بالنسبة للأقوال الأربعة المذكورة -ولاحظ أن مسألة البحث هي المخاطب في الآية- فقد جمعت فيها بين المخاطب ومعنى الخيرية وهل هي مشروطة أو لا، لذلك فإن هذه الأقوال الأربعة لم يذكر فيها صراحة ما يتعلّق بالخطاب إلا في القول الأول فقط.

أما الأقوال التي رويت عن السلف في المخاطب في الآية فهي على قولين:

الأول: أن المخاطب هم الصحابة رضوان الله عليهم.
ثم اختلفوا هل هم عموم الصحابة أو المهاجرون أو قلة قليلة منهم، وذلك في ضوء ما روي في أسباب النزول ومعنى الخيرية في الآية والمراد بالناس ونحو ذلك من المسائل التي تعين على توجيه كل قول.
أما القول الثاني: أن المخاطب في الآية هم عموم أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقد وجّهوا هذا القول ورجّحه بعضهم في ضوء نفس المسائل المتعلقة بالقول الأول.

فأرجو العناية بتصنيف الأقوال جيدا، لأنه الأساس الذي يبنى عليه البحث، كما أن إحسان تصنيف الأقوال يسهل عليك تقسيم البحث وإبراز مسائله المهمّة، وما له تعلّق مباشر بمسألة البحث وما هو فرعيّ.

ملحوظة:

تكرّرت عبارة "الخاصّ الذي أريد به الخصوص" ولعله سهو، أما الصواب أن يقال: العامّ الذي أريد به الخصوص.

جزاك الله خيرا وأحسن إليك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir