دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 ربيع الثاني 1439هـ/30-12-2017م, 04:19 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 33-51)




1: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران.

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
أ: معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.

ب: معنى "الحصور" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.



تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.
- يجب ذكر مصادر البحث في نهاية كل تطبيق.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ربيع الثاني 1439هـ/4-01-2018م, 05:48 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المراد بقوله تعالى {وحصورا}
جمهور المفسرين وعلماء اللغة أن الحَصُور في هذه الآية هو الذي لا يأتي النساءَ: إمَّا لطَبْعِه على ذلك وإمَّا لمغالبتِه نفسَه، قولين مدارهما على معنى الحصور في اللغة:
القول الأول :الحصور بمعنى الحاصر من فعول بمعنى الفاعل يعنى المانع والحابس نفسه عن الشهوات وإتيان النساء

ذكره صاحب الدر وبن فارس في مقاييس اللغة والقرطبي،والماوردي ،وبن عطية قولاوانتصر لهذا القول بن حجر في الفتح والعينى في عمدة القاري والقسطلانى في إرشاد الساري
وقال صاحب الدر المصون: والحَصور فَعُول للمبالغة مُحَوَّلٌ من «حاصِر» كضَرُوب في قوله:
ضَروبٌ بنصْلِ السيفِ سُوقَ سِمانِها ... إذا عَدِموا زاداً فإنَّك عاقِرُ
وقال بن فارس :الذي يأبى النساء كأنه أحجم هو عنهن
قال بن حجر في فتح الباري :وأصل الحصر الحبس والمنع يقال لمن لا يأتي النّساء أعمّ من أن يكون ذلك بطبعه كالعنّين أو بمجاهدة نفسه وهو الممدوح والمراد في وصف السّيّد يحيى عليه السّلام
قال القسطلاني: (وقال ابن جبير) سعيد مما وصله عنه في قوله تعالى: ({وحصورًا}) أي (لا يأتي النساء) منعًا لنفسه مع ميلها إلى الشهوات وكماله ومن لم يكن له ميل لها لا يسمى حصورًا ولا بد فيه من المنع لأن السجن إنما سمي منعًا لما أنه يمنع من الخروج
قال القرطبي :وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَيْضًا وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَقَتَادَةُ وَعَطَاءٌ وَأَبُو الشَّعْثَاءِ والحسن والسدي وَابْنُ زَيْدٍ: هُوَ الَّذِي يَكُفُّ عَنِ النِّسَاءِ وَلَا يَقْرَبُهُنَّ مَعَ الْقُدْرَةِ. وَهَذَا أَصَحُّ الْأَقْوَالِ لوجهين: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ مَدْحٌ وَثَنَاءٌ عَلَيْهِ، وَالثَّنَاءُ إِنَّمَا يَكُونُ عَنِ الْفِعْلِ الْمُكْتَسَبِ دُونَ الْجِبِلَّةِ فِي الْغَالِبِ. الثَّانِي أَنَّ فَعُولًا فِي اللُّغَةِ مِنْ صِيَغِ الْفَاعِلِينَ،
فَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَحْصُرُ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ. وَلَعَلَّ هَذَا كَانَ شَرْعَهُ

القول الثاني :الحصور بمعنى المحصور من فعول بمعنى مفعول يعنى المحبوس والممنوع من إتيان النساء
قال به: بن عباس وبن مسعود ومجاهد وقتادة وبن زيد والحسن وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير
وذكره صاحب اللسان عن بن الأعرابي والأزهرى وكذلك صاحب المعجم المؤصل وبن حيان

قول بن عباس :ذكره السيوطى قال: وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عساكر عن ابن عباس في قوله {وسيدا وحصورا} قال: السيد الحليم والحصور الذي لا يأتي النساء
التعليق:أما بن جرير فلم يرو عن بن عباس هذا القول وإنما روى عنه القول بأن الحصور الذي لاينزل الماء
وأما بن أبي حاتم فقد رواه بسنده قال: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو نعيمٍ، عن سلمة بن سابور، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ قال: الحصور: الّذي لا يأتي النّساء،وطريق عطية العوفي عن بن عباس ضعيف.
قول بن مسعود: رواه بن جريرمن طريق حماد بن شعيب عن عاصم عن زر ورواه بن المنذر بلفظ العنين
قول مجاهد: رواه بن جرير قال حدّثني عبد الرّحمن بن الأسود، قال: حدّثنا محمّد بن ربيعة، قال: حدّثنا النّضر بن عربيٍّ، عن مجاهدٍ،ورواه أيضا من طريق محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، ورواه محمد بن أحمد بن نصر الرملى من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد
وقول قتادة :رواه بن جرير عن بشر عن سويد عن سعيد
ورواه أيضا من طريق ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمان، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، قال: حدّثنا قتادة
ورواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة
قول بن زيد :رواه بن جرير قال حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، عن ابن زيدٍ
قول الحسن: رواه بن جرير قال حدّثني محمّد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، عن عبّادٍ، عن الحسن
قول سعيد بن جبير : رواه البخاري في صحيحه معلقا وقال العينى : ، ووصل هذا المعلق عبد فقال: حدثنا جعفر بن عبد الله السّلميّ عن أبي بكر الهذليّ عن الحسن وسعيد بن جبير وعطاء وأبي الشعثاء أنهم قالوا: السّيّد الّذي يغلب غضبه، والحصور الّذي لا يغشى النّساء.

واختلف المفسرون لماذا كان لا يأتي النساء؟ على أقوال:
أحدها: أنه لم يكن له ما يأتي به النّساء.
قال به سعيد بن المسيب يحكيه عن بن العاص عبد الله أو أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقول سعيد رواه بن جرير مرفوعا قال: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب عن عبد الله بن عمرو
ورواه بن أبي حاتم مرفوعا قال حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ الْعَاصِ، لَا يُدْرَى عَبْدُ اللَّهِ أَوْ عَمْرٌو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ورواه بن جرير موقوفا على سعيد بن المسيب من طريق يونس عن أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد عن المسيب ورواه أـيضا موقوفا من طريق سعيد بن عمرو السكوني
قال بن كثير :وَقَدْ رَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي هَذَا حَدِيثًا غَرِيبًا جِدًّا، فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ البغدادي، حدثني سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنِ ابْنِ الْعَاصِ- لَا يَدْرِي عَبْدُ اللَّهِ أَوْ عَمْرٌو- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثُمَّ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: الحديث ، فهذا موقوف أصح إِسْنَادًا مِنَ الْمَرْفُوعِ بَلْ وَفِي صِحَّةِ الْمَرْفُوعِ نظر والله أعلم.
ورواه ابن المنذر في تفسيره:ورواه بن أبي حاتم من طريق عيسى بن حماد ومحمد بن سلمة عن الحجاج عن الليث عن محمد بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة
قال بن أبي حاتم معقبا:.
قال أبي: لم يكن هذا الحديث عند أحدٍ غير الحجّاج ولم يكن في كتاب اللّيث، وحجّاجٍ شيخٌ معروف وهذا يشير إلى ضعفه
وهذا الذى روي عن المسيب إذا ماقوبل بروايات أخرى عنه وعن غيره :
روى عبد الرزاق في مصنفه قال أنا معمر عن قتادة عن الحسن عن النبي قال ما أذنب يحيى بن زكريا ذنبا ولا هم بامرأة). [تفسير عبد الرزاق: 2/5] وهو مرسل
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله جبارا عصيا قال كان ابن المسيب يذكر قال: قال النبي ما من أحد يلقى الله يوم القيامة إلا ذا ذنب إلا يحيى بن زكريا )
وقال قتادة عن الحسن قال: قال النبي ما أذنب يحيى ذنبا قط ولا هم بامرأة
مما سبق يتبين:
-الأحاديث المرفوعة التى رواها بن المسيب في كون الحصور الذي ليس له مايأتى به النساء أحاديث مضطربة فتارة تروى مرفوعة وتارة موقوفة عليه وتارة من غير زيادة وقد ضعف بن كثير المرفوعة وضعف أبو حاتم المرفوع من طريق أبي هريرة وأن الذي روي عن سعيد بن المسيب يقبل موقوفا عليه من قوله ويبقى النظر في صحة نسبة القول إليه
وهل قاله اجتهادا منه في تفسير معنى الحصور إذ لم يتابعه على هذا التفصيل المذكور أحد بل إن عبد الرزاق روى في تفسيره عن معمر عن قتادة التصريح بقول بن المسيب يرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم بدون زيادة { ثُمَّ أَهْوَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَذَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ.....} وكذلك مارواه قتادة عن الحسن وفيه كمال المدح ليحيى عليه السلام
ولعل محمل هذا القول الحديث الذي ذكره صاحب اللسان في الاحتجاج لمعنى الحصورقال: وَفِي حَدِيثِ القِبْطِيِّ الَّذِي أَمر النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلِيًّا بِقَتْلِهِ، قَالَ: فَرَفَعَتِ الريحُ ثوبَهُ فإِذا هُوَ حَصُورٌ وقال: ، وَهُوَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمَجْبُوبُ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَيَيْنِ، وَذَلِكَ أَبلغ فِي الحَصَرِ لِعَدَمِ آلَةِ النِّكَاحِ

وبعد الرجوع لنص الحديث الذي رواه مسلم فلم أجد فيه لفظة حصور بل مجبوب وإذا كان كذلك فلا حجة فيه والله أعلم

والثاني: أنه كان لا ينزل الماء، قاله ابن عباس والضحاك.
قول بن عباس :ذكره السيوطى قال: وأخرج أحمد في الزهد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الحصور الذي لا ينزل الماء
فأما بن أبي حاتم فقد رواه بسنده قال: حدّثنا أبي، ثنا يحيى بن المغيرة، أنبأ جريرٌ، عن قابوس، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ
وأما ما رواه بن جرير قال: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن قابوس، عن أبيه، عن بن عباس
قول الضحاك رواه بن جرير: قال حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك،ورواه ابن جرير بصيغة التضعيف عن الحسين قال حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضّحّاك
وهذا القول مأخوذ من أصل معنى الحصر الذي هو الحبس والمنع فهو احتباس الشىء الذي من شأنه التسيب كالمائع كالحصور من الإبل أي ضاقت مخارجه فلاتدر والمعنى هنا الممسك ماءه
ولايفهم منه ضرورة أنه لاينزل الماء لعلة فيه وإنما قد يمسك ماءه تعففا وورعا

والثالث: أنه كان لا يشتهي النساء، من غير نقص في الخلقة ، قاله الحسن وقتادة والسدي وذكره مكي بن أبي طالب ونسبه القرطبي إلى بن مسعود ولم يسنده
ورواه بن المنذر بسنده عن بن مسعود قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " هُوَ الْعِنِّينُ: حَصُورًا "
والمراد العنين أي أنه كامل الخلقة لكنه لاشهوة له في النساء خلقة
وأخرج الطسي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {وحصورا} قال: الذي لا يأتي النساء، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الشاعر: وحصور عن الخنا يأمر النا * س بفعل الحراب والتشمير). [الدر المنثور: 3/526-534]
والخنا :الفحش من الكلام
وفي هذا الاستشهاد من بن عباس مايدل أن الحصر هنا على سبيل المدح وهو من يمنع نفسه عن الفواحش وينهى الناس عن ذلك وليس فيه مايشير إلى أن الحصر بسبب عدم الآلة أو المنع بالطبع ،والله أعلم

القول الثالث:الحصور أي عن الذنوب أي لا يأتيها
،ذكره مكي بن أبي طالب ،والقرطبي قولا
قال صاحب المعجم الوسيط: الممتنع عن الانغماس في الشهوات

قال بن عطية :وأجمع من يعتدّ بقوله من المفسرين على أن هذه الصفة ليحيى عليه السلام إنما هي الامتناع من وطء النساء إلا ما حكى مكي من قول من قال: إنه الحصور عن الذنوب أي لا يأتيها
وهذا القول محمله: التفسير باللازم فإنه إن كان حصورا يمتنع من الشهوات التى منها ما أحله الله فهو لمنع نفسه عن الذنوب التى مصدرها الشهوات من باب أولى والله أعلم

القول الرابع:الحصور الذي يكتم السر فلايخبربه،ذكره الزجاج في تفسيره
وهذا القول مبناه على معنى الحصور في اللغة إذ من معانيه الكتم والحبس للسر ولذلك شواهد من أشعار العرب وهو من مكارم الأخلاق ولكن غيره أولى به

الدراسة:
مما سبق يتبين أن الحصور يراد به الحاصر نفسه عن الشهوات والفواحش ومنها الذنوب والمعاصي وهذا القول هو الأنسب والأليق بشأن النبي الكريم أن يكون المنع والحبس من قبل نفسه اجتهادا وتعبدا من غير نقص فيه وهذا فيه كمال المدح له فإن المدح على شىء ليس في مقدور الإنسان ليس مدحا على الحقيقة وهذا قول الأكابر من أهل التفسير كما ذكر بن كثير
ويراد به المحصور الممنوع من قربان النساء بخلقة الله له كذلك تيسيرا له وصونا من لدنه تعالى ولعل ذلك لدفع التهم التى قد تلصق بمثله إذ هو من أنبياء بنى اسرائيل وقد كانوا يجترئون على انبيائهم ولايتورعون عن قذفهم بما يشين {ذكره بن عاشور} ولعله أيضا إشارة إلى انقطاع نسل يحيى وأن البشارة لزكريا كانت بيحيى فقط ولكن يشكل على ذلك أن انقطاع النسل لايستوجب انقطاع السبب هذا مع عدم ثبوت هذا التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم وماروى عن بن عباس لايدل عليه بل يحتمله وماروى عنه في مسائل بن الأزرق يشهد للقول الأول وما روى عن بن مسعود يحتاج إلى تثبت
وأما ماروى عن التابعين مثل قتادة والحسن ففيه مايؤيد القول الأول أيضا
وعلى ذلك فإن الراجح في المراد بالحصور هو المانع لنفسه عن الشهوات التى منها قربان النساء وكذلك الذنوب والمعاصي وهو الأليق بمقام الأنبياء وقول أكابر المفسرين وما ترتاح إليه النفس والله أعلم بمراده

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 ربيع الثاني 1439هـ/5-01-2018م, 01:12 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

1: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران.

-اصطفاء الله تعالى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وبيان جلالة قدرهم
-ذكر مبدأأمر عيسى وكونه من الذرية وليس له من الألوهية شىء
-قصة ولادة مريم بنت عمران ونشأتها في كنف زكريا عليه السلام وكفالته
-إقبال زكريا على الدعاء وسؤال الله الذرية الطيبة والبشارة بيحيى عليه السلام وذكر جانبا من صفاته
-اصطفاء مريم عليها السلام على نساء العالمين وأمرها بالقنوت والطاعة
-وذكر الاصطفاء الثانى لمريم بعيسى عليه السلام وذكر نعوته ووجاهته وصلاحه ومايدل على بشريته ونفي ألوهيته
-ذكر معجزات عيسى عليه السلام الدالة على صدق رسالته
-دعوة عيسى عليه السلام قومه للتوحيد والإقرار بنبوته
-ذكر خبر الحواريين وإقرارهم بما جاء به عيسى عليه السلام
-خبر مكر اليهود بعيسى عليه السلام والتدبير لقتله ورفع الله تعالى إياه
-بيان أن عيسى عليه السلام لم يمت وأن الله رفعه ونجاه وسيحكم بينهم يوم القيامة

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 ربيع الثاني 1439هـ/5-01-2018م, 08:20 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران.
1- إمتنان الله عزوجل على بعض الأنبياء وبيان فضلهم
2- ذكر قصة آلِ عمران خصوصا مريم عليها السلام ووالدتها وذكر قصة زكريا وابنه يحى عليهما السلام .
3- بيان قدرة الله عز وجل في خلق يحى عليه السلام من عجوز عقيم وشيخ كبير .
4- بيان مكانة مريم عليها السلام واصطفاء الله لها وحفظه لها وعنايته بها وذلك بتسخير نبي من أنبيائه الكرام لرعايتها .
5- بيان قدرة الله عزوجل في خلق عيسى عليه السلام من غير أب وفِي هذا إعجاز عظيم وكذلك ذكر معجزاته التي اختصه الله بها ، وبيان أن ذلك كله بإذن الله ،وختم هذا الآيات بأن عيسى هو عبد لله وفِي هذا رد على النصارى الذين يدعون ألوهيته ،وبيان أن توحيد الله هو الصراط المستقيم الذي يوصل إلى مرضاة الله وعفوه ومحبته .

2: حرّر القول في معنى السيد .
أ: معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.
تنقسم الأقوال في هذه المسألة إلى قولين رئيسين وتحت كل قول أقوال فرعية :
القول الأول : أن المعنى متعلق بخلقه ودينه
وتفرع عن ذلك عدة أقوال :
1-أنه الحليم التقي ، وهذا قول ابن عباس رواه عنه ابن جرير من طريق محمد بن سعد وأخرجه عبد الرزاق وابن أبي حاتم وذكره الشوكاني في فتح القدير .
وروي هذا القول عن الضحاك أيضا ،رواه عنه ابن جرير من طريق جويبر ومن طريق عبيد بن سليمان .
وروي هذا القول أيضا عن سفيان الثوري من طريق عبد الرحمن بن المهداوي .
2-أنه الحليم ، وهذا قول قتادة رواه عنه ابن جرير من طريق ابن أبي جعفر
وقاله سعيد بن جبير ،رواه ابن جرير من طريق سالم الأفطس وأخرجه بن أبي شيبة
وقاله عكرمة من طريق أبي بكر كما رواه عنه ابن جرير .
3-أنه التقي ، قاله سعيد بن جبير رواه عنه ابن جرير من طريق سالم الأفطس وذكره السمعاني .
4-أنه الحكيم ،نسب هذا القول ابن الجوزي إلى الحسن البصري وعكرمة وعطاء وسعيد بن جبير والربيع ومقاتل ، بغير إسناد .
5-أنه السخي، ذكره البغوي بغير إسناد
6-أنه الذي لا يحسد ، نسبه البغوي إلى سفيان الثوري بغير إسناد .
7-الذي لا يغلبه الغضب ، قاله عكرمة رواه عنه ابن جرير من طريق أبي بكر وذكره البغوي ومكي بن أبي طالب . وهذا القول يوافق القول الثاني لأنهما بمعنى واحد .
8-أنه الذي يفوق قومه في الخير ،قاله الزجاج .وذكره البغوي وابن الجوزي والشوكاني .
وهذا القول جامع للأقوال السالفة جميعا .

القول الثاني : أن المعنى متعلق بمكانته الدينية والدنيوية
وتفرع عن ذلك عدة أقوال:
1- أنه السيد الكريم على الله ،وهذا قول مجاهد رواه عنه ابن جرير من طريق ابن أبي نجيح وروي عن الرقاشي من طريق شبل .
2- أنه الشريف ، قاله ابن زيد رواه عنه ابن جرير من طريق ابن وهب .
3- أنه الفقيه العالم ،قاله سعيد ابن المسيب رواه عنه ابن جرير من طريق يحي ابن سعيد وذكره البغوي.
4- أنه الرئيس والإمام في الخير ، قاله ابن الأنباري وذكره عنه ابن الجوزي .
5- السيد في العبادة والحلم والورع ، قاله قتادة رواه عنه ابن جرير من طريق سعيد ابن جبير وذكره البغوي .
وهذا القول جامع للأقوال جميعا .
المصادر:
تفسير ابن جرير
تفسير ابن الجوزي
تفسير السمعاني
تفسير ابن كثير
تفسير عبد الرزاق
تفسير الزجاج
تفسير البغوي
تفسير الشوكاني
تفسير مكي بن أبي طالب
تفسير السيوطي

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 ربيع الثاني 1439هـ/6-01-2018م, 01:45 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

1: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران.
1/حكمة الله باصطفاء آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين
2/حمل إمرأة عمران ونذرها لما في بطنها لله سبحانه
3/ قصة مريم وحملها بعيسى عليه السلام
4/دعاء زكريا ربه وإيفاء ربه بيحي مصدقاً بكلمة منه
5/ سرد هذه القصص لما فيها من تسلية للرسول الكريم
6/ معجزات عيسى عليه السلام.
7/ العصيان والجبروت منذ خلق الله الأرض ومن عليها عند الدعوة إلى الله
8/ معجزة عيسى ورفع الله له إلى السماء

2: حرّر القول في :
أ: معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.

معنى السيد :
أجمع علماء المفسرين بأن المعنى العام له هو من يحمل جميع الصفات الجميلة مايكون بها سيداًمثل ، الشرف والسيادة والحلم والفقه والإناة والحكمة وغيرها. فبذلك لاتناقض بهذه الاقوال وهي تجمع كل هذه الصفات فيكون اختلاف تنوع لاتضاد فيه.
ذكره ابن عاشور ، والقرطبي ،والطبري ، وقاله أبو العالية ، والربيع بن أنس ، وقتادة ، وسعيد بن جبير ،
فالمعنى اللغوي لسيد :
قال ابن عاشور :"والسيد""الفيعل" من قول القائل:"سادَ يسود"إذا فاق قومه في محامد الخصال حتى قدموه على أنفسهم ، واعترفوا له بالفضل .
والسؤدد عند العرب ، يعتمد خلال مرجعها إلى إرضاء الناس على أشرف الوجوه ، وملاكه بذل الندى ، وكفّ الأذى ، واحتمال العظائم ، وأصالة الرأي ، وفصاحة اللسان .
والسيّد في اصطلاح الشرع من يقوم بإصلاح حال الناس في دنياهم وأخراهم معاً وفي الحديث " أَنا سيّد ولد آدم ولا فخر " وفيه «إنّ ابني هذا سيّد» يعني الحسنَ بن علي فقد كان الحسنُ جامعاً خصال السؤدد الشرعي".
وقال القرطبي- الذي يسود قومه وينتهى إلى قوله. وأصله سيود يقال: فلان أسود من فلان على وزن أفعل من السيادة، ففيه دلالة على تسمية الإنسان سيدا.أى يفوق غيره في الشرف والتقوى وعفة النفس، بأن يكون مالكا لزمامها، ومسيطرا على أهوائها.
وقال الكسائي : السيد من المعز المسن . وفي الحديث ثني من الضأن خير من السيد المعز . قال :
سواء عليه شاة عام دنت له ليذبحها للضيف أم شاة سيد .
وقال البغوي : (وسيداً) ،فيعل من ساد يسود وهو الرئيس الذي يتبع وينتهى إلى قوله

وقيل في معناه ماذكره بعض المفسرين :
1/الحليم ،قاله قتادة ،وسعيد بن جبير
قول قتاده ،حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"وسيدًا" إي والله، لسيدٌ في العبادة والحلم والعلِم والوَرَع. حدّثت عن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن قتادة، قال: السّيّد: الحليم.
قول سعيد بن جبير ،حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شريكٍ، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ: {وسيّدًا} قال: الحليم.
2/وقيل : السيد الحليم المتقي ،قاله ابن عباس ، والثوري ، والضحاك.
قول ابن عباس ،حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {وسيّدًا} قال: يقول: حليمًا تقيًّا
قول الثوري ،حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان في قوله: " وسيدًا "، قال: حليما تقيًّا.
قول الضحاك ، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك في قول الله عز وجل: " وسيدًا "، قال: السيد الحليم التقي.

3/وقيل ،هو الفقيه العالم ، قاله سعيد بن المسيب :وقال عطية : السيد في خلقه ودينه . وقال عكرمة : هو الذي لا يغلبه الغضب . وقال ابن زيد : هو الشريف . وقال مجاهد وغيره هو الكريم على الله ، عز وجل .ابن كثير والطبري
4/ وقيل التقي. قاله سعيد بن جبير
حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {وسيّدًا} قال: السّيّد: التّقيّ.رواه ابن جرير
5/الفقيه العالم ، قاله سعيد بن المسيب
- حدّثني سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد، عن عبد الملك، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، في قول اللّه عزّ وجلّ: {وسيّدًا} قال: السّيّد: الفقيه العالم.
6/ السيد الذي لايغلبه الغضب ،قاله عكرمة رواه عنه ابن جرير ،والبغوي ،ومكي بن طالب
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن أبي بكر، عن عكرمة: " وسيدًا "، قال: السيد الذي لا يغلبُه الغضب.
7/ السيد الكريم على الله ، قاله مجاهد ،رواه عنه ابن جرير والقرطبي ورواه شبل عن الرقاشي
-حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل: " وسيدا "، قال: السيد الكريم على الله.
-حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل قال: زعم الرّقاشي أنّ السيد، الكريم على الله.
8/ الشريف ، قاله ابن زيد رواه ابن جرير
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب، عن ابن زيد في قوله: " وسيدًا "، قال: السيد: الشريف.
9/ الحكيم ، رواه ابن كثير بغير اسناد عن أبو العالية ، والربيع بن أنس ، وقتادة ، وسعيد بن جبير.
10/ وقيل سيداًفي الحلم والعلم والورع ، قاله قتادة
حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وسيّدًا} إي واللّه لسيّدٌ في العبادة والحلم والعلم والورع.ذكره ابن جرير
11/ الذي يفوق قومه في الخير
قال الزجاج : السيد الذي يفوق أقرانه في كل شيء من الخير . وهذا جامع .
و قال السعدي :أي: يحصل له من الصفات الجميلة ما يكون به سيدا يرجع إليه في الأمور
وقال الطنطاوي ،أنه سيكون سيدا، أى يفوق غيره في الشرف والتقوى وعفة النفس، بأن يكون مالكا لزمامها، ومسيطرا على أهوائها.
المصادر :
تفسير ابن جرير الطبري
تفسير البغوي
تفسير ابن كثير
تفسير القرطبي
تفسير الوسيط للطنطاوي
تفسير الزجاج
تفسير السعدي
تفسير مكي بن طالب

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 ربيع الثاني 1439هـ/6-01-2018م, 11:28 PM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

1: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران.
1 اصطفاء الأنبياء.
2. قصة نذر امرأة عمران ما في بطنها لعبادة الله
3 قصة زكريا ويحيى.
4 دعاء زكريا وطلبه الولد الصالح وأجابة دعائه وأنجاب يحيى.
5 اصطفاء الله لمريم وتبشيرها ا بعيسى عليه السلام وتعجبها من أن يكون لها ولد دون أن يمسها بشر ورد الله عليها بما يزيل عجبها.
6 قصة عيسى عليه السلام وتتضمن لصفات الكريمة واالمعجزات الباهرة التي منحها الله لعيسى عليه. ودعوته للناس ألى عبادة الله وموقف أعدائه منه وصيانة الله به ومكرهم.



2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
أ: معنى "السيد" في قوله تعالى: وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين.
1 الكريم على ربه قاله ابن عباس ومجاهد.
2. أنه الحليم التقي روي عن ابن عباس أيضاً وبه قال الضحاك.
3 أنه الحكيم قاله الحسن وسعيد جبير وعطاء وأبو الشعثاء واربيع ومقاتل.
4 الفقيه العالم قاله سعيد بن اًمسيب.

5 التقي رواه سالم عن ابن جبير.
6 الحسن الخلق رواه أبو روق عن الضحاك.
7 الشريف قاله بن زيد.
8 أنه الذي يفوق قومه في الخير قاله الزجاج.
9 السيدالرئيس والأمام في اًخير قاله ابن الأنباري.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 ربيع الثاني 1439هـ/7-01-2018م, 12:21 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 33-51)

1: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران
.
الموضوعات
1-أخبار الله عن البيوت التي اصطفاءها واختارها ، والتنويه بشرفها وذرياتها التي تسلسل الصلاح والتوفيق فيهم.
2-ذكر نموذج لهذه البيوت فبدأ بقصة امرأة عمران وولادة ابنتها مريم وكفالة زكريها لها.
3-قصة زكريا بدعاء ربه بالذرية الطيبة واستجابة ربه له وتبشير الملائكة له بيحي .
3-التنوية بفضل مريم وعلو قدرها وبيان سبب اصطفائها ونوع ذلك الاصطفاء.
4- حث الملائكة مريم على الاكثار من الطاعة والمداومة عليها.
5- اخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أن ما سبق ذكره هو من اخبار الغيب التي أوحيت إليه .
6-ذكر تبشير الملائكة مريم بعيسى وببعض صفاته ومعجزاته واصطفائه ليكون نبي لبني اسرائيل .
7-قصة عيسى مع بني اسرائيل باظهار معجزاته وبيان شريعته لهم.
والله اعلم .
...............................

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
أ: معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.


ج: تحرير القول في معنى "السيد"

اختلفت أقوال المفسرين في معنى كلمة ( سيدا) في قوله تعالى :{وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.
القول الأول:
ا لسيّدٌ في العبادة والحلم والعلم والورع. قاله قتادة . ذكره ابن جرير
القول الثاني
السّيّد في خلقه ودينه. قاله عطية،وروي عن الضّحّاك في أحد قوليه: قال: حسن الخلق.ذكره ابن جرير
القول الثالث
السّيّد: الكريم على اللّه.قاله مجاهدٍ والرّقاشيّ. ذكره ابن جرير وابن ابي حاتم ذكر الرقاشي دون مجاهد
القول الرابع :
السّيّد: الحليم التّقيّ.قاله ابن عباس وسفيان
وروي عن الضّحّاك في أحد قوليه مثل ذلك،
وروي عن أبي العالية وسعيد بن جبيرٍ، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة، ومطرٍ أنّهم قالوا: حليمًا فقط.
وروي عن سعيد بن جبير و أبي صالحٍ أنّهم قالوا: تقيًّا فقط. ذكره ابن جرير وابن ابي حاتم
القول الخامس:
السّيّد: الشّريف.قاله ابن زيدٍ
القول السادس:
السّيّد: الفقيه العالم.قاله سعيد بن المسيّب
القول السابع:
السّيّد الّذي لا يغلبه الغضب. قاله عكرمة . ذكره ابن جرير وابن ابي حاتم ، وهذا القول يرجع للحليم .
القول الثامن:
السيد: ليس له شركٌ.قاله مجاهد ذكره ابن ابي حاتم
القول التاسع:
السيد الحكيم ، قاله اليزيدي ، وذكره ابن كثير عن أبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة، وسعيد بن جبيرٍ، وغيرهم. ولم أجد تخريجه .إنما روى ابن أبي حاتم عنهم ( الحليم)
القول العاشر:
الرئيس : ذكره النحاس ولم ينسبه.

الأقوال التسعة الأولى القول الجامع لها أن السيد : هو من فاق قومه في خصال الخير ،وكان يحيى كذلك فقد فاق قومه في الشرف والحلم والتقوى وجمع خصال الخير بل فاق الناس كلهم فقد ذكر أنه لم يركب سيئة قط .
قال ابن عادل : فالسيد :من سَادَ، يَسُودُ، سِيَادَةً، وسُؤدُداً - أي فاق نظراءه في الشرف والسؤدد.
ومنه قوله: [الرجز]
1435 - نَفْسٌ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَاما ... وَعَلَّمَتْهُ الْكَرَّ والإقْدَامَا
وجمعه على «فَعَلَة» شاذ قياساً، فصيح استعمالاً؛ قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا﴾ [الأحزاب: 67] .

والقول العاشر : الرئس ،في لسان العرب : السيد :الرئيسَ والإِمامَ في الخير كما تقول العرب فلان سيدنا أَي رئيسنا والذي نعظمه وأَنشد أَبو زيد سَوَّارُ سيِّدُنا وسَيِّدُ غيرِنا صَدْقُ الحديث فليس فيه تَماري
أي سادهم وترأس عليهم ، وصار إماما لهم لما له من خصال الخير قدموه عليهم فهو يقول باصلاح أحوالهم وبذل الندى لهم وكف الأذى ، وتحمل عظائم الأمور .
قال البغوي :السيد :هو الرئيس الذي يتبع وينتهى إلى قوله .
قال ابن عادل : قال بعضهم: سُمي سيِّداً؛ لأنه يسود سَوَاد الناس أي: مُعْظَمهم وجُلَّهم. والأصل سَوَدَة، و «فَعَلَة» لِ «فاعِل» نحو كافِر وكفرة، وفاجِر وفَجَرَة، وبارّ وبررة.أهـ
ويحي عليه السلام قد تحصلت له الرياسة منذ صباه قال تعالى : يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صبيا *وحناناً من لدنا وزكاة } [ مريم : 12 ، 13 ] فجمع بين العلم والفهم للكتاب وأخذه بجد واجتهاد مع تحنن ورأفة بالخلق ،والاحتمال لرضاهم دون أن يوقع بباطل ، ولعل هذا التحنن يفسر معنى السيد في هذه الآية
قال الرازي في تفسير آية مريم : إنَّما جَعَلْنا لَهُ التَّعَطُّفَ عَلى عِبادِ اللَّهِ مَعَ الطَّهارَةِ عَنِ الإخْلالِ بِالواجِباتِ، ويُحْتَمَلُ آتَيْناهُ التَّعَطُّفَ عَلى الخَلْقِ والطَّهارَةَ عَنِ المَعاصِي فَلَمْ يَعْصِ ولَمْ يَهُمَّ بِمَعْصِيَةٍ.
وهذا يوافق تفسير ابن عطية لمعنى السيد وترجيحه قول من فسر السيد بالحليم ، إما العلم ، والتقوى فقد ذكرت في سياق الآية حيث عطف السيد على (مصدقا بكلمة من الله ) وعطف(وحصورا )على (و سيدا)فأما العلم فيدل عليه قوله ( مصدقا بكلمة من الله) والتقوى فيدل عليها قوله:(وحصورا)
وأيضاً قد يسود الإنسان بحلمة وسعة خلقه ، للناس ، بتحمل حوائجهم والصبر على أذاهم ، مع تقصيره كما قال ابن عطية:وإن قصر في كثير من الواجبات أعني واجبات الندب والمكافحة في الحق وقلة المبالاة باللائمة.أهـ
وقديكون من العلماء الإجلاء ولا تتحصل له السيادة .وذكر ابن عطية قول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:ما رأيت أحدا أسود من معاوية بن أبي سفيان قيل له، وأبو بكر وعمر؟ قال: هما خير من معاوية ومعاوية أسود منهما)قال ابن عطية : «فهذه إشارة إلى أن معاوية برز في هذه الخصال ما لم يواقع محذورا، وأن أبا بكر وعمر كانا من الاستضلاع بالواجبات وتتبع ذلك من أنفسهما وإقامة الحقائق على الناس بحيث كانا خيرا من معاوية ومع تتبع الحقائق وحمل الناس على الجادة وقلة المبالاة برضاهم والوزن بقسطاس الشريعة تحريرا ينخرم كثير من هذه الخصال التي هي السؤدد .
والتقى والعلم والأخذ بالأشد أوكد وأعلى من السؤدد، أما إنه يحسن بالتقي العالم أن يأخذ من السؤدد بكل ما لا يخل بعلمه وتقاه، وهكذا كان يحيى عليه السلام، )
وبهذا يتبين أن أن معنى السيد : هو الذي فاق قومه بالشرف وبخصال الخير ، حتى قدموه عليهم ، فجعلوه سيدا لهم.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك
المراجع:
تفسير مجاهد وسفيان الثوري ومقاتل ،ابن جرير والصنعاني وابن أبي حاتم ومكي بن أبي طالب والزجاج والنحاس والسمعاني والزمخشري والجرجاني وابن عطية والبغويوالقرطبي وابن كثير والبحر المحيط و السيوطي وتفسير اللباب والطاهر بن عاشور والسعدي .والوسيط لطنطاوي .
ومن كتب اللغة
لسان العرب
اطلعت على القاموس المحيط
المحيط في اللغة والعباب الزاخر ولكن لم احصل على شيء

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 ربيع الثاني 1439هـ/8-01-2018م, 08:15 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 33-51)

أحسنتم، بارك الله فيكم وأنار دروبكم وسدّد خطاكم.

إن حسن اختيار مراجع البحث من أهمّ معايير جودته، فإن الطالب مهما بذل من جهد وهو محصور بين عدد قليل من المراجع أو بين مراجع غير مناسبة أصلا للمسألة من شأنه أن يضعف من تحريره، إما لضعف مادّته العلمية وإما لعدم ملاءمتها للبحث ابتداء.
وقائمة مراجع البحث لابد لها من نظر وتقويم خاصّ، قبل النظر إلى تحرير المسألة نفسها، وتحرير المسألة إن أتى مقبولا، والطالب لم يسلك المسلك الصحيح في اختيار المراجع فإنه يُلام، لأنه -كما يقال- لم يأت الأمر من بابه.
ونحن لم نشترط في هذه التطبيقات أن يستوعب البحث جميع الكتب في كل مرتبة، لكن لا أقلّ من أن يرجع إلى أهم الكتب فيها، وليس له أن يركزّ على مرتبة بعينها ويغفل مراتب بأكملها.

ونودّ من الآن أن نولي تخريج الأقوال عناية أكبر، فنعمل على المراجعة الجيّدة للدرس المكتوب والدرس الصوتي، والاجتهاد في استيعاب جميع فقراته وفهم المطلوب، لأن الملاحظات على التخريج ما زالت مشاهدة في أغلب التطبيقات.
كما نوصي طالب التفسير بأن يكون ذا مرونة ولباقة في طريقة العرض والانتقاء للأقوال، والبسط تارة والاختصار تارة بحسب ما يجده أنفع وأفيد للمتلقّي،
فهو لا يكتفي بمجرّد استيفاء تحريره لما هو مطلوب، بل يعتني جيّدا بطريقة إيصال هذا المطلوب للمتلقّي بصورة سهلة مستوعبة.

وبهذه المناسبة فإننا نؤكّد على أمر مهمّ جدا في هذه المرحلة وهو التعلّم بالمحاكاة، فإنه يقفز بالطالب قفزات علمية مميّزة في فترة دراسية وجيزة بإذن الله.
والأمثلة الخاصّة بكل درس من دروس دورة مهارات التفسير المتقدّمة قد أعدّت لكم بعناية بالغة وروعي عرضها عرضا علميا متقنا، فجزى الله عنا شيخنا خير الجزاء، فلا يفوتكم تأمّل هذه الأمثلة المرة تلو المرة، والاجتهاد في محاكاتها بدقّة.
والتعلّم بالمحاكاة ليس معناه إلغاء شخصية الطالب وجبره على نمط بعينه، وإنما غرضه تركيز وجهته ولمّ شتاته في أول أمره، ثم إذا تبيّنت له الطريق وتمكّن من أدوات التحرير ومهاراته استطاع -بإذن الله- أن يتصرّف بصور كثيرة لا تخرج عن وصف التحرير العلمي الصحيح.
أما أن تضعف عناية الطالب بالأمثلة ويقلّ صبره ويضعف جهده عن محاكاتها، فإنه غالبا ما يكثر خطؤه بل ويحتاج إلى أضعاف الجهد ما لو اجتهد في محاكاة الأمثلة في أول الأمر.


معنى "الحصور" في قوله تعالى: {وسيدا وحصورا}:
1: أمل يوسف أ
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
وقد أحسنت تصنيف الأقوال وتوجيهها، وتوجد بعض الملاحظات على طريقة التخريج، وأوصيك بالمراجعة الجيدة للدرس المكتوب والدرس الصوتي على وجه الخصوص، زادك الله سدادا وتوفيقا.
- عند تخريج الأقوال نبدأ بالمصادر الأصلية الموجودة بين أيدينا والتي تروي الأقوال بأسانيدها، ثم ننتقل إلى التفاسير البديلة فيما يتعلّق بالتفاسير الأصلية المفقودة، ومن الخطأ أن نجعل المصدر البديل دليلا على المصدر الأصيل الموجود، فلا نقول ذكر السيوطي في الدرّ المنثور وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن فلان كذا وكذا، إنما نبحث في هذه المصادر مباشرة ولا حاجة لذكر الدرّ المنثور كمصدر وسيط.
- ما نقلتيه عن القرطبي: "
قال القرطبي :وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَيْضًا وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَقَتَادَةُ وَعَطَاءٌ وَأَبُو الشَّعْثَاءِ والحسن والسدي وَابْنُ زَيْدٍ: هُوَ الَّذِي يَكُفُّ عَنِ النِّسَاءِ وَلَا يَقْرَبُهُنَّ مَعَ الْقُدْرَةِ. " فهذا النقل عن كل هؤلاء السلف يحتاج إلى تخريج، أما إن كان قصدك مجرّد ذكر الترجيح دون النسبة فيعبّر عنه بطريقة أخرى.


معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيدا وحصورا}:
2: فاطمة الزهراء أحمد ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
لكن عملك في التحرير يكاد يقتصر على جمع الأقوال وتخريجها فقط، وبقي الجمع أو الترجيح بين الأقوال، وغياب المصادر التي تعنى بالترجيح ونقد الأقوال كتفاسير ابن عطية وابن عاشور أثّر كثيرا على تحرير المسألة، ويستفاد من تحرير الأستاذة بدرية فيما يتعلّق بخطوة الترجيح والتي تناولتها في أول تحريرها.

3: بدرية صالح أ
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
- وأذكّرك ثانية بأنك قد تذكرين عبارة "حدّثنا" وتنسين أن تبيّني من هو المحدَّث، فانتبهي لها، بارك الله فيك.
- ويجب تخريج الأثر من أكثر من مصدر وعدم الاكتفاء بالطبري وحده.
-
قلتِ: "ذكره ابن عاشور ، والقرطبي ،والطبري ، وقاله أبو العالية ، والربيع بن أنس ، وقتادة ، وسعيد بن جبير ، " وهذا الترتيب لأسماء المفسّرين لا يصحّ، إذ لا يصلح أن أقدّم المتأخّرين على المتقدّمين.

4: شيماء طه ه
بارك الله فيك ونفع بك.
اقتصرتِ في عملك على حصر الأقوال ونسبتها كما وردت في التفاسير الناقلة فقط، وهذا ليس تحريرا للمسألة، إنما المطلوب بعد تصنيف هذه الأقوال تخريجها من المصادر الأصلية، ثم توجيهها ومناقشتها وبيان الراجح منها أو الجمع ما أمكن.

5: مضاوي الهطلاني أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- القولان الأول والثاني "
السيّدٌ في العبادة والحلم والعلم والورع، السّيّد في خلقه ودينه." فإنه كما هو ملاحظ لا يظهر فيهما معنى السيادة وإنما ذكر متعلّقها.
وتوجد ملاحظات على بعض ألفاظ التخريج، كقولك ذكره ابن جرير، وإنما نقول: رواه.
ويلاحظ أنك لا تذكرين طرق هذه المرويات، بل تكتفين بذكر المصدر فقط، والواجب ذكر السند، لأنه السبيل للحكم على صحّة نسبة هذه المرويات إلى أصحابها إذا دعت الحاجة أثناء الترجيح.
وأرجو أن تتيسّر لنا مراجعة خاصّة لدرس التخريج وتطبيقاته قريبا.




رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 ربيع الثاني 1439هـ/9-01-2018م, 08:13 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

2: حرّر القول في :
أ: معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.

الأقوال في معنى السيد :
1-شريفًا في العلم والعبادة.قاله قتادة
- ما قاله قتادة رواه الطبري عن بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وسيّدًا} إي واللّه لسيّدٌ في العبادة والحلم والعلم والورع.
- ورواه الطبري والرملي من طريق ابن بشّارٍ عن سلمان عن أبو هلال عن قتادة ،
2-الحليم:قاله قتادة ،وسعيد بن جبير
- ما قاله قتادة رواه الطبري عن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن قتادة،
- وما قاله سعيد بن جبير رواه الطبري عن ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شريكٍ، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ.
3-الكريم على الله :قاله مجاهد والرقاشي
- ما قاله مجاهد رواه الطبري والرملي من طريق ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ،
- ماقاله الرقاشي رواه الطبري عن المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن الرقاشي
رواه الرازي عن حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ قال وسيّدا زعم الرّقاشيّ
4-الحليم التقي :قاله ابن عباس والضحاك وسفيان و أبي العالية وسعيد بن جبيرٍ، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة،
- ما قاله ابن عباس رواه الرملي عن محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ
-ورواه الرازي عن محمّد بن سعدٍ العوفيّ كتب إليّ، ثنا أبي، ثنا عمّي الحسين، حدّثني أبي، عن جدّي عن ابن عبّاسٍ
-وما قاله سعيد رواه الرملي عن المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ.
وما قاله قتادة رواه الرملي عن عن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن قتادة،
- ما قاله الضحاك رواه الطبري والرملي من طريق المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك .ورواه النهدي عن جويبر عن الضحاك ورواه الرملي من طريق المثنى
- ما قاله سفيان رواه الطبري عن المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن سفيان .
5-الشريف:قاله ابن زيد
- ما قاله ابن زيد رواه الطبري والرملي من طريق يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، عن ابن زيدٍ،
6-الفقيه العالم: قاله ابن عباس وسعيد بن المسيب
سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد، عن عبد الملك، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، في قول اللّه عزّ وجلّ: {وسيّدًا} قال: السّيّد: الفقيه العالم.
-ما قاله ابن عباس رواه الطبري عن محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ.
7- السّيّد الّذي لا يغلبه الغضب:قاله عكرمة
ما قاله عكرمة رواه الطبري والرملي من طريق القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي بكرٍ، عن عكرمة
- ورواه الرازي عن أبي ثنا عيسى بن زيادٍ، أنبأ ابن المبارك، أنبأ أبو بكرٍ الهذليّ، عن عكرمة
8- الرئيس:قاله النحاس ولم ينسبه
9-ليس له شرك:قاله مجاهد
رواه الرازي عن أبيه، عن يحيى بن المغيرة، ثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ وسيّدًا قال: ليس له شركٌ.
التوجيه والترجيح:
يتبين مما سبق أن معنى سيد يشمل على صفات مادية كالشريف والسيد الذي لا يغلبه الغضب وغيره من صفات القيادة قال ابن عاشور :( والسيد فَيْعِل من سَاد يسود إذا فاق قومه في محامد الخصال حتى قدموه على أنفسهم، واعترفوا له بالفضل. فالسؤدد عند العرب في الجاهلية يعتمد كفاية مهمّات القبيلة والبذل لها وإتعاب النفس لراحة الناس) ).وصفات معنوية كالعلم والتقى والحلم
وقال أيضاً:(السيّد في اصطلاح الشرع من يقوم بإصلاح حال الناس في دنياهم وأخراهم معاً وفي الحديث «حديث :
أَنا سيّد ولد آدم ولا فخر»تفسير : وفيه «إنّ ابني هذا سيّد» - يعني الحسنَ بن علي - فقد كان الحسنُ جامعاً خصال السؤدد الشرعي، وحسبك من ذلك أنّه تنازل عن حق الخلافة لجمع كلمة الأمة، ولإصلاح ذات البين.)
وجميع هذه المعاني تنطبق على سيدنا يحيى عليه السلام قال الألوسي: (أنَّ أصْلَ مَعْنى السَّيِّدِ مَن يَسُودُ قَوْمَهُ يَكُونُ لَهُ أتْباعٌ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلى كُلِّ فائِقٍ في دِينٍ أوْ دُنْيا، ويَجُوزُ أنْ يُرادَ بِهِ هُنا الفائِقُ في الدِّينِ حَيْثُ إنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمْ يَهُمَّ بِمَعْصِيَةٍ أصْلًا كَما ورَدَ ذَلِكَ مِن طُرُقٍ عَدِيدَةٍ.
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي حاتِمٍ وابْنُ عَساكِرَ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «كُلُّ اِبْنِ آدَمَ يَلْقى اللَّهَ بِذَنْبٍ قَدْ أذْنَبَهُ يُعَذِّبُهُ عَلَيْهِ إنْ شاءَ أوْ يَرْحَمُهُ إلّا يَحْيى بْنَ زَكَرِيّا»،)
الترجيح:من هذا يتبين أن جميع الأقوال تجوز على المعنى وهو اختلاف التماثل

1: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران.
🔺اصطفاء الله لبعض الأنبياء
🔺دعاء امرأة عمران بالولد ونذرها ما في بطنها لله
🔺وضع امرأة عمران مريم وقبول الله لنذرها
🔺اختيار الله سبحانه زكريا لكفالة مريم لما له من علم ونبوة
🔺دعاء زكريا بالولد واستجابة الله له
🔺بشارة الملائكة لزكريا بيحيى
🔺اصطفاء الله مريم على نساء العالمين
🔺أمر الله مريم بالعبادة له سبحانه
🔺بشارة الملائكة مريم بعيسى عليه السلام
🔺بيان إعجاز القرآن في اخباره عن الغيبيات
🔺دلائل ومعجزات نبوة عيسى عليه السلام
🔺تقرير عدم موت عيسى عليه السلام وأن الله رفعه في السماء

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 ربيع الثاني 1439هـ/9-01-2018م, 08:14 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المراجع
جمهرة العلوم
الزجاج
ابن عطية
الألوسي
ابن عاشور
ابن كثير

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 26 ربيع الثاني 1439هـ/13-01-2018م, 04:12 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي


1: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران.
من الموضعات الرئيسية التي تناولتها الآيات .

1- بيان مراتب الأنبياء وذكر علو شرفهم
2- ذكر اصطفاء بيت ال عمران وتفضيلهم
3- ذكر قصة ولادة مريم عليها السلام
4- ذكر دعاء زكريا عليه السلام
5- ذكر قصة عيسى عليه السلام
6- ذكر المعجزات التي أيده الله بها

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
ب: معنى "الحصور" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.


🔷 (الحَصْرُ) في اللغة: الحَبْسُ، يقال: (حَصَرَه، يَحْصُرُه، حَصْراً). و (حُصِرَ الرجلُ): إذا اعتُقِل بطنه، و (حَصرَ الرجلُ عن النساء)، فهو (حَصُورٌ).
وهوالذي عليه جمهور المفسربن وأهل اللغة ،واختلف أهل التفسير في هذه الآية ، هل هذا الحصر بسبب علة منعته، أم أنه عفة وزهداً مشتغلاً بما هو فيه من العبادة والتبتل ، وعلى هذان القولان مدار ما ذكره المفسرون من أقوال .
القول الأول: أنّ صفة (حَصُورٌ)في اللغة العربية على وزن فعول من صيغ الفاعلين ، فالمعنى أنه يحصر نفسه ويحبسها عن الشهوات، فتصبح صفة مدحٌ له وثناء عليه، لأن المرء لا ينال الثناء العظيم إلا بشيء يكتسبه في الغالب، وورودها بصفة المبالغة دلالة عليه، وكذلك تكون أبعد من إلحاق الآفة بالأنبياء .
وهذا القول قال به : ابن مسعود، وابن عباس،وأبو الشعثاء، وابن جبير، ،ومجاهد ،وعكرمة، والحسن، وقتادة ، والسدي، وابن زيد.
🔹قول ابن مسعود ، رواه ابن جرير من طريق حماد عن عاصم ،وكذلك رواه البيهقي فى السنن من طريق عاصم،وذكره الرّازي في تفسيره بقوله (وروي عن عبد الله بن مسعود) وذكر غيره ...،أنهم قالوا: هو الذي لا يأتي النساء)
🔹قول ابن عباس، قال به عبد الرزاق في تفسيره ولم ينسبه، ،ورواه ابن المنذر من طريق سلمة بن شابور، عن عطية، والرازي من طريق أبو نعيم، وقال به مقاتل في تفسيره وذكره السيوطي في الدر عن "ابن عساكر، ولم أتوصل إلى سنده .
🔹قول أبو الشعتاء : ذكره العيني في عمدة القاري والثعلبي في الكشف والبيان وبحثت عن أصله فلم أجد .
🔹قول سعيد بن جبير: رواه من طريق "عطاء"النهدي ، كما في تفسير "سفيان الثوري" ،والبخاري عن ابن جبير ، ، وابن جرير، والهمذاني، والعيني في عمدة القارئ، وابن حجر في فتح الباري عن عطاء، والقسطلاني في إرشاد الساري، وأخرجه ابن شيبة ، ورواه أحمد في الزهد كما ورد في الدر للسيوطي .
🔹قول مجاهد : من طريق أبي نجيح ،رواه الرملي ، وابن جرير، والهمذاني، وذكر ابن جرير رواية ثانية له من طريق عبد الرحمن بن الأسود،
🔹قول عكرمة : ذكره الرازي بدون سند، بقوله (قال أبو محمّدٍ وروي عن عبد اللّه بن مسعودٍ وسعيد بن جبيرٍ، وأبي صالحٍ، وأحد قولي الضّحّاك وعكرمة ومجاهدٍ، وعطيّة، وجابر بن زيدٍ أنّهم قالوا: هو الّذي لا يأتي النّساء ).
🔹قول الحسن : رواه ابن جرير من طريق أبو بكر الحنفي عن عباد،
🔹قول قتادة : رواه عبدالرزاق في تفسيره، ورواه ابن جرير عن قتادة من عدة طرق .
🔹قول ابن زيد : رواه ابن جرير من طريق وهب
🔹قول السدّي : رواه ابن جرير من طريق عمرو عن أسباط .
🔷القول الثاني : قال النحاس (الحَصور)، بمعنى: (المحصور) فعول بمعنى مفعول وهو كثير في كلام العرب من ذلك، حلوب بمعنى محلوبة قال الشاعر:
فيها اثنثان وأربعون حلوبة = سواد كخافية الغراب الأسحم، وكأنه منع مما يكون في الرجال بسبب علة منعته، منها :

🔷ماورد عن ابن العباس أنه قال " في الحصور: الذي لا ينزل الماء " وقال سعيد بن المسيب والضحّاك: "هو العنّين الذي لا ماء له" وغيرها من الأقوال التي تذكر مثالاً لسبب حصره .
🔹قول ابن عباس: رواه ابن جرير، والرازي من طريق قابوس،
🔹قول سعيد بن المسيب : رواه ابن جرير، والرازي ، من طريق يحيى بن سعيد،
قول الضحاك : رواه ابن جرير من طريق عمرو بن عون، والرازي من طريق أبو سعيد،ورواه السيوطي في الدر ونسبه إلى ابن جرير عن الضحاك .
🔷الدراسة :
بعد دراسة الأقوال السابقة والنظر فيما أورد المفسرون تأويلات يتبين أن الراجح والله أعلم ماذهب إليه بعض المفسرون والعلماء من أنَّ حَصْرَهُ كانَ تجلداً وتقى وزهدا، لما هوفيه من طاعة لله وتفرغاً لعبادته، حيث روي عنه عليه ابسلام أنه كان يعيش من العشب وأنه كثير البكاء من خشية الله حتى خددالدمع في وجهه طرقا، وليس ذلك لنقص في خلقته ولا لعيب فيه، وهذا التأويل أمدح له، وأليق لحال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
🔹قال القاضي عياض فى كتابه الشفاء: (اعلم ان ثناء الله- تعالى- على يحيى أنه كان (حصورا) ليس كما قال بعضهم أنه كان هيوبا أو لا ذكر له. بل قد أنكر هذا حذاق المفسرين ونقاد العلماء وقالوا:
هذه نقيصة وعيب ولا يليق بالأنبياء- عليهم السلام- وإنما معناه أنه معصوم من الذنوب أى لا يأتيها كأنه حصور عنها. وقيل ليست له شهوة فى النساء وقد بان لك من هذا أن عدم القدرة على النكاح نقص وإنما الفضل فى كونها موجودة ثم يمنعها إما بمجاهدة كعيسى أو بكفاية من الله- عز وجل- كيحيى- عليه السلام- ثم هي فى حق من قدر عليها وقام بالواجب فيها ولم تشغله عن ربه: درجة عليا وهي درجة نبينا- صلى الله عليه وسلم- الذي لم يشغله كثرتهن عن عبادة ربه، بل زاده ذلك عبادة بتحصينهن وقيامه عليهن وإكسابه لهن وهدايته إياهن بل قد صرح أنها ليست من حظوظ دنياه هو وإن كانت من حظوظ دنيا غيره فقال «حبب إلى من دنياكم ).

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 ربيع الثاني 1439هـ/13-01-2018م, 09:27 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة آل عمران

1: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران.
1- اصطفاء الله سبحانه لآدم ونوح وآل إبراهيم وأل عمران
2- قصة ميلاد مريم عليها السلام ، ونذر أمها لها لله سبحانه وتعالى
3- تكفل زكريا بمريم ورؤيته لما لها من كرامات عند الله .
4- دعاء زكريا لربه أن يرزقه الذرية الطيبة
5- بشارة الملائكة لزكريا باستجابة الله دعاءه
6- صفات يحيى عليه السلام
8- اصطفاء الله سبحانه لمريم على نساء العالمين
9- بشارة الملائكة لمريم بعيسى عليه السلام
10 – صفات عيسى عليه السلام وما خصه الله به من معجزات .
11- دعوة عيسى لقومه لعبادة الله وحده .

2: حرّر القول في معنى "الحصور" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.
جمهور المفسرين على أن معنى (حصورا) : الذي لا يأتي النساء ، لأنه حبس عما يكون من الرجال ، وذلك مداره على معنى الحصر في اللغة .
الحصر لغة : الحبس ، يقال حصرت الرجل إذا حبسته ، وأحصره المرض إذا منعه من السير ، وأصاب فلان حصر إذا انحبس عليه بطنه .
أقوال أهل اللغة في معنى الحصر :
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): وقوله: {وسيّداً وحصوراً ونبيّاً}, يقال: إن الحصور: الذي لا يأتي النساء). [معاني القرآن: 1/212-213]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): {وحصوراً}, الحصور له غير موضع, والأصل واحد؛ وهو الذي لا يأتي النساء، والذي لا يولد له، والذي يكون مع النّدامى , فلا يخرج شيئاً، قال الأخطل:
وشاربٍ مربحٍ للكأس نادمنى= لا بالحصور ولا فيها بسوّار
الذي لا يساور جليسه كما يساور الأسد؛ والحصور: أيضاً الذي لا يخرج سرّا أبداً، قال جرير:
ولقد تسقّطنى الوشاة فصادفوا= حصراً بسرّك يا أميم ضنينا). [مجاز القرآن: 1/92]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): {والمحصور}:الذي لا يأتي النساء). [غريب القرآن وتفسيره: 104]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وسيّداً وحصوراً}, قال ابن عيينة: : «الحصور: الذي لا يأتي النساء», وهو «فعول» بمعنى «مفعول»؛ كأنه محصور عنهن، أي: مأخوذ محبوس عنهن. وأصل الحصر: الحبس, ومثله مما جاء فيه «فعول» بمعنى «مفعول»: ركوب بمعنى: مركوب، وحلوب بمعنى: محلوب, وهيوب بمعنى مهيب). [تفسير غريب القرآن: 104-105]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): ومعنى {حصورا} أي: لا يأتي النساء، وإنما قيل للذي لا يأتي النساء حصور؛ لأنه حبس عما يكون من الرجال، كما يقال في الذي لا يتيسر له الكلام قد حصر في منطقه، والحصور: الذي لا ينفق على النّدامى، وهو ممن يفضلون عليه.
قال الشاعر:
وشارب مربح بالكأس نادمني= لا بالحصور ولا فيها بسوار
ويروى: ولا فيها بسئار، أني نادمني, وهو كريم منفق على الندامي، والسؤار المعربد يساور نديمه , أي: يثب عليه، والسار الذي يفضل في إنائه إذا شرب.
والحصور: الذي يكتم السر، أي: يحبس السر في نفسه, قال جرير:
ولقد تسقطني الوشاة فصادفوا= حصراً بسرك يا أميم ضنينا
والحصير: هذا المرمول الذي يجلس عليه، إنما سمي حصيراً؛ لأنه دوخل بعضه في بعض في النسيج, أي: حبس بعضه على بعض.
ويقال للسجن الحصير؛ لأنّ الناس يحصرون فيه، ويقال: حصرت الرجل إذا حبسته، وأحصره المرض إذا منعه من السير، والحصير: الملك, وقول اللّه - جل وعلا: {وجعلنا جهنّم للكافرين حصيرا}, أي: حبساً.
ويقال : أصاب فلاناً حصرإذا احتبس عليه بطنه، ويقال في البول: أصابه أسر إذا احتبس عليه بوله.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): وروى يحيى بن سعيد الأنصاري , عن سعيد بن المسيب أنه قرأ: {وسيداً وحصوراً}, فأخذ من الأرض شيئاً, ثم قال: الحصور الذي لا يأتي النساء , يقال حصر إذا منع , فـ «حصور» بمعنى محصور , وكأنه منع مما يكون في الرجال .
وفعول بمعنى مفعول كثير في كلام العرب من ذلك حلوب بمعنى محلوبة , قال الشاعر:
فيها اثنثان وأربعون حلوبة = سواد كخافية الغراب الأسحم
ويقال: حصرت الرجل إذا حسبته , وأحصر المرض إذا منعه من السير, والحصير من هذا سمي؛ لأن بعضة حبس على بعض.
وقيل: هو الحابس نفسه عن معاصي الله عز وجل
وقال ابن عباس: الذي لا ينزل). [معاني القرآن: 1/392-395] ]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): ( {حصوراً} أي: لا يأتي النساء). [ياقوتة الصراط: 187]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ذكر المفسرون, {وسيداً وحصوراً} , , والحصور: الذي لا يأتي النساء، وهو بمعنى مفعول، كركوب وحلوب, (الآية): العلامة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 48-49]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ) {حَصُوراً}: لا يقرب النساء). [العمدة في غريب القرآن: 98]

أقوال أهل التفسير في المراد ب(حصورا) :
القول الأول : أجمع من يعتدّ بقوله من المفسرين على أن هذه الصفة ليحيى عليه السلام إنما هي الامتناع من وطء النساء، واختلفوا فيما إن كان المقصود هو مدح ليحيى عليه السلام ، أما إخبار عن صفة فيه وليس المدح
1- أما من قال بالمدح فيكون معنى الحصور عنده أنه يمتنع عن وطء النساء طاعة لله ، وإن كان به القدرة على ذلك
وذلك مروي عن ابن مسعود وابن عباس وقتادة وابن جبير وعطاء والحسن بن زيد .
روى ابن جرير عن أبو كريب قال حدثنا ابن خلف قال حدثنا حماد عن عاصم عن زر عن عبدالله قال : الحصور الذي لا يأتي النساء .
روى ابن جرير عن ابن بشار عن عبدالرحمن عن سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال : الحصور الذي لا يأتي النساء .
روى ابن جرير عن ابن بشار قال حدثنا سليمان قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا قتادة قال : الحصور الذي لا يأتي النساء .
روى ابن جرير قال : حدثنا يونس عن ابن وهب عن ابن زيد قال : الحصور الذي لا يأتي النساء .
2- ومن قال بأنه إخبار لصفة فيه وليس المقصود المدح فذلك لأن من هو أفضل من يحيى من الأنبياء والرسل كانوا مستكملين القدرة على قربان النساء فتعين أن يكون ذكر هذه الصفة ليحيى إعلاما لزكريا بأن الله وهبه ولدا إجابة لدعوته ، وأن الله قد أتم مراده من انقطاع عقب زكريا لحكمة يعلمها ، وإظهارا لكرامة زكريا عنده سبحانه ، وقد توسطت هذه الصفة بين صفات الكمال تأنيسا لزكريا وتخفيفا من وحشته لانقطاع نسله بعد يحيى عليه السلام .
وقد اختلفوا في سبب عدم الوطء على أقوال :
- أنه لم يكن له مثل ما للرجال إلا مثل العود ، روي ذلك عن أبي هريرة ، وسعيد بن المسيب عن ابن العاص
روى الطبراني قال حدثنا محمد بن أبي غسان حدثنا حجاج بن سليمان الرعيني عن أبي صالح عن القعقاع بن حكيم عن أبي هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : كل ابن آدم يلقى الله بذنب قد أذنبه إلا يحيى بن زكريا فإنه كان (سيدا وحصورا) ثم أهوى النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال : كان ذكره مثل هذه القذاة .
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حجاج بن سليمان الرعيني وثقه ابن حبان وضعفه بن زرعه وغيره.
قال ابن جرير الطبري :
حدّثنا أحمد بن الوليد القرشيّ، قال: حدّثنا محمد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال ابن العاص إمّا عبد اللّه وإمّا أبوه: ما أحدٌ يلقى اللّه إلاّ وهو ذو ذنبٍ، إلاّ يحيى بن زكريّا. قال: وقال سعيد بن المسيّب: {وسيّدًا وحصورًا} قال: الحصور: الّذي لا يغشى النّساء، ولم يكن ما معه إلاّ مثل هدبة الثّوب
- أنه عنين وإن كانت خلقته غير ناقصة ، روي عن ابن مسعود
قال السيوطي : أخرج ابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في "سننه" عن ابن مسعود قال: الحصور الذي لا يقرب النساء، ولفظ ابن المنذر: العنين.
- لا ينزل الماء ، ولا يولد له ، روي ذلك عن ابن عباس والضحاك
قال ابن جرير الطبري : حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: الحصور: الّذي لا ينزل الماء.
قال ابن جرير حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: الحصور: الّذي لا يولد له، وليس له ماءٌ.
القول الثاني :
الحصور عن الذنوب أي لا يأتيها ، وهو قول مكي وذكر هذا القول أيضا القرطبي والقاضي عياض في كتابه الشفاء من غير نسبة لأحد
الراجح
إن هذه الصفة مدح ليحيى عليه السلام ، وأنه لا يأتي النساء مع القدرة على ذلك ، لأن المدح والثناء إنما يكون عن الفعل المكتسب دون الجبلة في الغالب .
ولعل ذلك المدح لمراعاة براءته مما يلصقه أهل البهتان ببعض أهل الزهد من التهم ، وقد كان اليهود في عصره في أشد البهتان والاختلاق .
وأما حديث سعيد بن المسيب عن ابن العاص فقال فيه ابن كثير أنه حديث غريب جدا ، وأن الموقوف أقوى إسنادا من المرفوع ، بل وفي صحة المرفوع نظر .
وكذلك حديث أبي هريرة مداره على حجاج بن سليمان وقد ضعفه أبو زرعة وغيره ، لذا فهي أحاديث لا يحتج بها في هذا المقام .
وقد رجح ذلك القرطبي وابن كثير والقاضي عياض وغيره .
قال ابن كثير : قال القاضي عياض : إن عدم القدرة على النكاح نقص ولا يصح في حق الأنبياء ، وإنما الفضل في كونها موجودة ثم يمنعها إما بمجاهدة كعيسى عليه السلام ، وبكفاية من الله كيحيى عليه السلام ، والمقصود أن مدح عيسى بأنه حصور ليس معناه أنه لا يأتي النساء ، بل معناه أنه معصوم من الفواحش والقاذورات ، ولا يمنع ذلك من تزويجه بالنساء الحلال ، بل قد يفهم وجود النسل من دعاء زكريا حيث قال : (هب لي من لدنك ذرية طيبة) فكأنه قال ولدا له ذرية ونسل وعقب .
قال البغوي رحمه الله : وقد اختار هذا القول جماعة من المفسرين لوجهين : أحدهما : لأن الكلام خرج مخرج الثناء ، والثاني : أنه أبعد عن إلحاق الآفة بالأنبياء .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 26 ربيع الثاني 1439هـ/13-01-2018م, 10:44 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المصادر :
جمهرة العلوم
تفسير الطبري
تفسير القرطبي
تفسير الزجاج
تفسير ابن عطية
تفسير ابن كثير
تفسير ابن عاشور
تفسير البغوي
تفسير الوسيط لطنطاوي

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 3 جمادى الأولى 1439هـ/19-01-2018م, 10:00 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

ميسر ياسين أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
القول الأول في معنى السيد "الشريف في العلم والعبادة"، فهذا ليس نصّ كلام قتادة، فلينتبه إلى ذلك، والذي يغلب غضبه (ذكرتيه كصفات ماديّة) هو ذاته الحليم (ذكرتيه كصفات معنوية)، وإنما الماديّة تتضّح مثلا في القيام على حاجات الناس وإصلاح أمورهم ونحو ذلك من سمات القيادة، والجامع لكل هذه المعاني كما ذكر المفسّرون هو التفوّق في محامد الخصال، وكل ما ذكر فمن باب التمثيل لها.
وتوجد ملاحظات يسيرة على التخريج، ويفوتك في بعض المواضع ذكر المحدّث كالطبري وابن أبي حاتم، فاعتني بالتخريج أكثر، وفقك الله.

منيرة محمد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ويوجد اختصار في تحرير القول الثاني، ولم تتناولي الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير معنى الحصر، كما أن ظاهر كلامك أنه ورد عن ابن عباس قولان مختلفان، وإنما الاختلاف في توجيه قول ابن عباس.
علما بأن جميع المرويات التي وردت في أن حصر يحيى -عليه السلام- كان بسبب آفة فيه مرويات ضعيفة.

هناء هلال أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- نقلك أقوال أهل اللغة في معنى "الحصور" لا حاجة إليه في هذه الصورة، لأن الأقوال متّفقة، فأصبح هناك تكرار، وكان الأولى الاكتفاء بنسبة هذا القول الواحد لهم جميعا.
- نسبتِ القول الأول لبعض السلف ولم تخرّجيه، ومنهم ابن عباس.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 7 جمادى الأولى 1439هـ/23-01-2018م, 05:35 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

أعتذر عن تأخري بسبب ضغوط اختبارات الأطفال ثم مرضي .
: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران.
-اصطفاء الله للأنبياء وجعل الأنبياء من ذرياتهم ، واصطفاءه لآل عمران .
- قصة حمل امرأة عمران والرزق الذي كان يأتيها .
- قصة زكريا والإنجاب بعد الكبر والعقم .
-اصطفاء الله لمريم وحملها .
- قصة ولادة عيسى عليه السلام وكلامه في المهد .
- معجزات عيسى عليه السلام التي جاء بها لبني اسرائيل .

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:

ب: معنى "الحصور" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.
اختلف العلماء على معنى حصورا على أقوال :
القول الأول : لا يأتي النساء منعا للشهوات
وهذا القول قاله عبد الله وابن عباس والحسن وابن زيد و سعيد بن جبير و قتادة ومجاهد وسعيد بن المسيب والسدي وذكره الخليل أحمد و الفراء وأبو عبيدة والثوري والسكري والبخاري وابن قتيبة وابن جرير والزجاج والنحاس ومكي والماوردي والبغوي وابن عطية وابن كثير .
وهذا القول مبني على أن حصور على وزن فعول بمعنى فاعل ، وهو تفسير ببعض المعنى ، فهو فيطلق على الذي لا يأتي النساء ؛ لأنه حبس عن النكاح ومنع ، وهو فعول بمعنى مفعول، ذكر ذلك ابن منظور في لسان العرب .

التخريج :
أما قول عبد الله :
فرواه ابن جرير والبيهقي من طريق ابن عباس عن زر عن عاصم ،
وأما قول ابن عباس :
فرواه أبو حاتم من طريق ابن عباس عن عطية من طريق سلمة بن سابور .
وأما قول ابن زيد :
فرواه ابن جرير من طريق ابن وهب عن ابن زيد .
وأما قول الحسن :
فرواه ابن جرير من طريق أبو بكر الحنفي عن عباد عن الحسن .
وأما قول سعيد بن جبير :
فرواه ابن جرير وأبو حذيفة النهدي من طريق سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير.
وأما قول قتادة :
فرواه ابن جرير من طريق أبو هلال عن قتادة ومن طريق سعيد عن قتادة ،
وأما قول مجاهد :
فرواه ابن جرير من طريق عيسى عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، ومن طريق النضر بن عربي عن مجاهد.
وأما قول السدي :
فرواه أبوحاتم من طريق أسباط عن السدي.


القول الثاني : الذي لا ينزل والعنين الذي لا يقدر على اتيان النساء .
هذا القول قاله ابن مسعود وابن عباس وعمرو بن العاص والضحاك وذكره ابن جرير وابن عطية والقرطبي .
وهو مبني على التفسير ببعض لازم المعنى ،وهو مبني على أنه أبلغ في الحصر لعدم آلة النكاح ، وأما العاقر فهو الذي يأتيهن ولا يولد له ، وكله من الحبس والاحتباس .

التخريج :
وأما قول ابن عباس :
فرواه أبو حاتم وابن جرير من طريق قابوس عن أبيه عن ابن عباس.
وأما قول الضحاك :
فرواه أبو حاتم وابن جرير من طريق جويبير عن الضحاك .
واما قول عمرو بن العاص :
فرواه الحاكم في مستدركه وابن جرير من طريق سعيد بن المسيب عن عمرو بن العاص .

القول الثالث : الحابس نفسه عن المعاصي .

وهذا القول قاله عبد الله بن عمرو ذكره النحاس وابن عطية و القرطبي .
وهذا القول مبني على التفسير ببعض لازم المعنى .

قال القرطبي في تفسيره : روى أبو صالح عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : كل ابن آدم يلقى الله بذنب قد أذنبه يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلا يحيى بن زكريا فإنه كان سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ثم أهوى النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال : ( كان ذكره هكذا مثل هذه القذاة )

التخريج :
واما قول عبد الله بن عمرو :
فرواه ابن أبي شيبة من طريق سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو .

القول الرابع : الذي لا ينفق على الندامى .
وهذا القول ذكره أبو عبيدة و الزجاج وابن جرير وابن عطية و الزمخشري .
وهذا القول له وجهان في التفسير :
1)مبني على التفسير ببعض المعنى .
قال ابن منظور في لسان العرب : حصر : بمعنى بخل . والحصور : الذي لا ينفق على الندامى . وفي حديث ابن عباس : ما رأيت أحدا أخلق للملك من معاوية ، كان الناس يردون منه أرجاء واد رحب ، ليس مثل الحصر العقص ; يعني ابن الزبير . الحصر : البخيل .
2) التفسير ببعض لازم المعنى ، فهو بهذا المعنى يكون حصور بمعنى محصور أي الممنوع من النساء .، وذكر هذا البغوي في تفسيره .

القول الخامس : الذي يكتم السر
وهذا القول قاله وأبو عبيدة وذكره ابن جرير والزجاج وابن عطية .
وهذا القول مبناه التفسير ببعض المعنى .
قال ابن عطية : يقال للذي يكتم السر حصور وحصر، قال جرير:

ولقد تساقطني الوشاة فصادفوا ... حصرا بسرك يا أميم ضنينا

الدراسة :
الأقوال كلها متقاربة في المعنى على أصل واحد وهو المنع والحبس كما ذكر ذلك ابن جرير ، ولكن القول الأول أصح من القول الثاني لأن المقام مقام ثناء ومدح فيكون المنع والحبس عن الشهوات وليس لعلة فيه ، وأيضا الأنبياء أبعد عن الحاق الآفات بهم ، وذكر ذلك البغوي وهو ما ذهب إليه ابن عطية أيضا ورجحه ، ورجحه أيضا أكثر المفسرين .

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 جمادى الأولى 1439هـ/24-01-2018م, 09:03 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تابع الدراسة :
والقول الثاني :فيه أيضا حديث ابن عباس مروي من طريق قابوس ، وقابوس ضعيف .
قال النسائي : ليس بالقوي ضعيف .
قال عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد ، عَنْ يَحْيَى بْن معين : ضعيف الحديث.
قال أَبُو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج بِهِ.
- وأيضا حديث الضحاك مروي من طريق جويبير وهو أيضا ضعيف.
قال النسائي : وعلي بْن الحسين بْن الجنيد والدارقطني متروك .
وقال أَبُو عبيد الآجري : سألت أبا داود عن جويبر ، والكلبي ، فَقَالَ جويبر : على ضعفه ، والكلبي متهم .
قال عثمان بْن سعيد ، عن يَحْيَى : ضعيف .
قال أَبُو طالب ، عن أَحْمَد بْن حنبل : ما كَانَ عن الضحاك فهو على ذاك أيسر وما كَانَ بسند عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ، فهو منكر.
-وفي حديث عمرو بن العاص من طريق سعيد بن المسيب هناك خطأ في الإسم فهو محمد بن جعفر وليس عمر بن جعفر ، وهو حديث مرسل ، فكل المرويات في القول الثاني ضعيفة .

أما القول الثالث : يشمله أيضا المعنى ، لحديث رواه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ما من أحد من ولد آدم إلا قد أخطأ ، أو همّ بخطيئة ؛ ليس يحيى بن زكريا) ، وهذا الحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة .
أما القول الرابع :فهو وإن كان من المعنى ولكن بهذا المعنى يكون صفة ذم ، والسياق في المدح فلا تصلح .
أما القول الخامس :فهو يصلح مع المعنى لأنه في سياق المدح .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 9 جمادى الأولى 1439هـ/25-01-2018م, 08:31 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تابع : المراجع
كتاب العين للخليل أحمد
معاني القرآن للفراء
معاني القرآن للزجاج
معاني القرآن للنحاس
مجاز القرآن لأبي عبيدة
تفسير الثوري
النكت والعيون للماوردي
المحرر الوجيز لابن عطية
تفسير القرآن العظيم لابن كثير
جامع البيان للطبري
الحامع لأحكام القرآن للقرطبي
الكشاف الزمخشري
تفسير البغوي
الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي
صحيح البخاري
شرح ديوان كعب بن زهير للسكري
تفسير غريب القرآن لابن قتيبة
لسان العرب لابن منظور
تفسير أبو حاتم
سلسلة الأحاديث الصحيحة
تهذيب الكمال
تهذيب التهذيب

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 25 جمادى الأولى 1439هـ/10-02-2018م, 10:31 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

1: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران.
-اصطفاء الله أنبيائه لتبليغ الرسالة والدعوة إلى التوحيد.
-قصة ولادة مريم ونذر والدتها لها وتقبل الله سبحانه لهذا النذر وكفالة زكريا لها.
-أهمية أمر الدعاء وقصة زكريا وإجابة الله لدعاءه ورزقه بيحيى عليه السلاام
-اصطفاء الله لمريم وقصة ولادة عيسى وإثبات عبوديته لله وبيان معجزاته.
-موقف بنو إسرائيل من نبوة عيسى وإيمان الحواريين به.
-رفع الله لعيسى عليه السلاام إلى السماء ونجاته من اليهود.

-معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}
الأقوال في معنى السيد:
يدور كلام المفسرين في الحديث عن معنى السيد على أنه من يحمل الصفات الحميدة كالشرف في العلم والعبادة والحلم والورع والسيادة والحكمة وغير ذلك ,واختلافهم من باب ذكر المثال فهو اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد , وفيما يلي بيان أقوالهم .
القول الأول: فيما يتعلق بالسيادة في المعنى الشرعي.
-الكريم على الله ,قاله مجاهد ورواه عنه الرملي وابن جرير والرازي .
رواية الرملي: قال: ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {سيداً وحصوراً} قال: السيد: الكريم على الله.
ورواية ابن جرير قال : - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل:"وسيدا"، قال: السيد الكريم على الله.
وقال: حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل قال: زعم الرّقاشي أنّ السيد، الكريم على الله.
ورواية الرازي قال: حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ وسيّدًا زعم الرّقاشيّ السّيّد: الكريم على اللّه.
-شريفا في العلم والعبادة , ذكره ابن جرير ورواه عن قتادة وسعيد بن جبير
قال : حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"وسيدًا" إي والله، لسيدٌ في العبادة والحلم والعلِم والوَرَع.
وقال: حدثنا ابن بشار قال، حدثنا مسلم قال، حدثنا أبو هلال قال، حدثنا قتادة في قوله:"وسيدًا"، قال: السيدُ، لا أعلمه إلا قال: في العلم والعبادة.
وقال : حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:"وسيدًا" إي والله، لسيدٌ في العبادة والحلم والعلِم والوَرَع.
وقال: حدثنا ابن بشار قال، حدثنا مسلم قال، حدثنا أبو هلال قال، حدثنا قتادة في قوله:"وسيدًا"، قال: السيدُ، لا أعلمه إلا قال: في العلم والعبادة.
-الحليم , رواه ابن جرير عن مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وذكره الرازي عن عكرمة أبي العالية وابن جبير والربيع بن أنس وقتادة ومطر .
روايات ابن جرير :
قال : حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن قتادة قال: السيد الحليم.
وقال: حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير،"وسيدًا"، قال: الحليم.
قال الرازي : روي عن أبي العالية وسعيد بن جبيرٍ، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة، ومطرٍ أنّهم قالوا: حليمًا فقط.
وقال ابن جرير : حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن أبي بكر، عن عكرمة:"وسيدًا"، قال: السيد الذي لا يغلبُه الغضب.
وروى الرازي عن عكرمة كذلك قال: حدّثنا أبي ثنا عيسى بن زيادٍ، أنبأ ابن المبارك، أنبأ أبو بكرٍ الهذليّ، عن عكرمة في قوله: وسيدا قال: السّيّد الّذي لا يغلبه غضبه.
-التقي : ذكره ابن جرير عن ابن جبير قال : حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير:"وسيدًا"، قال: السيد التقىّ.
وعن ابن عباس و الضحاك وسفيان جمع بين صفتي الحلم والتقى قال ابن جرير : - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال: حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس:"وسيدًا"، قال، يقول: حليما تقيًّا.
وقال: حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك في قول الله عز وجل:"وسيدًا"، قال: السيد الحليم التقي.
وقال: حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله:"وسيدًا"، قال: يقول: تقيًّا حليما.
وقال حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان في قوله:"وسيدًا"، قال: حليما تقيًّا.
ورواه الرازي كذلك عن ابن عباس قال : أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ كتب إليّ، ثنا أبي، ثنا عمّي الحسين، حدّثني أبي، عن جدّي عن ابن عبّاسٍ قوله: وسيّدًا يقول: حليمًا تقيًّا.
-الشريف , رواه ابن جرير عن ابن زيد قال : حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب، عن ابن زيد في قوله:"وسيدًا"، قال: السيد: الشريف.
-السيد الفقيه العالم , رواه ابن جرير عن ابن المسيب قال: حدثني سعيد بن عمرو السكوني قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن عبد الملك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب في قول الله عز وجل:"وسيدًا"، قال: السيد الفقيه العالم.

-السيد في خلقه ودينه رواه الرازي عن عطية والضحاك في أحد قوليه .
روايات الرازي :
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن إدريس، عن أبيه: أراه عن عطيّة: في قوله: وسيّدًا قال: السّيّد في خلقه ودينه.
قال أبو محمّدٍ: وروي عن الضّحّاك في أحد قوليه: قال: حسن الخلق.

-ليس له شرك , رواه الرازي عن مجاهد قال:
- حدّثنا أبي، ثنا يحيى بن المغيرة، ثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ وسيّدًا قال: ليس
له شرك.
قال الثعلبي: وروى شريك بإسناده أيضا عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال: السيد هو الذي يطيع ربه عز وجل.
قال الثعلبي عن سعيد بن المسيب: السيد الفقيه العالم.وعن قتادة: سيد في العلم والصوم.

القول الثاني : معنى السيادة في اللغة مبنيا على أن السيادة من ساد يسود وهو الرئيس الذي يتّبع وينتهى إلى قوله. كم ذكر ذلك ابن جرير والثعلبي
قال المفضل: أراد سيدا في الدين , ذكره الثعلبي .
الزجّاج: هو الذي ينوي وبكل شيء من الخير أقرانه.
أحمد بن عاصم: السيد القانع بما قسم له.
أبو بكر الورّاق: الراضي بقضاء الله تعالى.
محمد بن علي الترمذي: المتوكل على الله.
قال الثعلبي عن أبي زيد البسطامي: هو الذي قد عظمت همته ونبل قدره، لم يحدث نفسه بدار الدنيا، وقيل: هو السخي.

والمعنى اللغوي والمعنى الشرعي يجتمعان في كون السيد المتبع لابد من توفر صفات جيدة فيه سواء في الدين والخلق كما ذكر الثعلبي في رواية لابن الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ‎: من سيدكم يا بني سلمة؟
قالوا: جد بن قيس غير أنّه بخيل جبان. قال: وأيّ داء أدوى من البخل، بل سيدكم عمرو بن جموح. فنفى صلى الله عليه وسلم سيادته لاتصافه بصفة الشح والبخل.
روى الثعلبي عن عبد الله بن عباس: إنه كان قاعدا مع رسول الله ﷺ‎ فجاءه بضعة عشر رجلا عليهم ثياب السفر، فسلموا على رسول الله ﷺ‎ وعلى القوم، ثم قالوا: من السيد منكم؟ فقال رسول الله ﷺ‎: ذلك يوسف بن يعقوببن إسحاق بن إبراهيم، فعرفوا أنه رسول الله، فقالوا: فما في أمتك سيد، قال: بلى رجل أعطى مالا حلالا ورزق سماحة، وأدنى الفقراء وقلت شكايته.فذكر لازم السيادة والصفات التي يتوجب تواجدها في السيد الذي يسود قومه.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 26 جمادى الآخرة 1439هـ/13-03-2018م, 04:03 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

هيا أبو داهوم ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- عند نسبة الأقوال ننسبها أولا إلى قائليها من السلف، ثم ذكر المصادر المسندة التي روت هذه القول بالإسناد، ولا حاجة بعدها لذكر المصادر الناقلة كابن كثير وابن عطية والفراء.... طالما توفّر للقول ذكر في المصادر المسندة، لأن الغرض دراسة السند.
- الراوي اسمه ابن أبي حاتم وليس أبو حاتم.
- في القول الأول ذكرتِ قولين متضادّين، أن الحصور بمعنى الفاعل أي الحاصر وبمعنى المفعول أي المحصور، والصحيح أنهما قولان منفصلان وعليهما تنبني الأقوال في المسألة.
- ملحوظة مهمّة جدا، أننا عند تخريج الأقوال إذا لم يوافق القول المرويّ عن الصحابي أو التابعي نص القول المستخلص فإننا نذكره بنصّه أثناء التخريج.
فمثلا قول"
الذي لا ينزل والعنين الذي لا يقدر على اتيان النساء " إذا لم يكن هو نفسه القول المرويّ بالنصّ عن فلان وفلان، وإنما صغنا القول بعبارة مقاربة، فإننا نذكر النصّ المرويّ صراحة عند التخريج، حتى يعرف أن هذا القول مستنبط أو مستخرج من كلام السلف وليس نصّ الرواية.
- الحديث الذي يرويه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لابد من تخريجه، فالأحاديث أولى بالتخريج من الآثار.
- التوجيه الثاني للقول الرابع غريب، إذ ما علاقة من لا ينفق على الندامى بعدم إتيان النساء؟
وأوصيك بالاستفادة من تحرير الأستاذة أمل يوسف.


تماضر أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: تقسيمك للأقوال إلى شرعي ولغوي غير مناسب، ولا دليل عليه، كما لا يوجد فرق بين الأقوال تحت كل صنف.
- راجعي جيدا الفقرة الخاصّة بمخرج الحديث ومخرج الأثر من درس "تخريج أقوال المفسّرين" وطبّقيها في التخريج، لأنك تكررين الأسانيد بلا فائدة، مثال: قول "الكريم على الله" فكل المرويات من طريق واحد هو طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
- في حال أن يكون القول مرويا عن عدد كبير من السلف، يمكنك الاقتصار على أشهرهم.
- الأنسب أن نعبّر بابن أبي حاتم وليس الرازي تمييزا له عن الرازي المفسّر المعروف.
- توجد تخريجات مكرّرة كما في قول "شريف في العلم والعبادة".


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 9 ذو القعدة 1441هـ/29-06-2020م, 08:36 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 33-51)


1: اذكر الموضوعات الرئيسة التي تناولتها الآيات (33 -51) من سورة آل عمران.
هذه الآيات كلها ينتظمها مقصد رئيس وهو التقرير لنبوة عيسى عليه السلام وذكر الأحوال التي جاء فيها ؛ وكرامة العائلة التي اصطفيت واصطفي منها ؛ والتأكيد على أنه نبي مرسل يؤمن بالله ويعبده ويدعو لعبادته لا كما غالى فيه النصارى فألهوه …

وأما موضوعاتها الرئيسة فهي :
1- ذكر اصطفاء الله لآدم وهو أبو البشرية ؛ ونوح وهو أب البشرية الثاني ؛ وآل إبراهيم ( وكل الأنبياء بعده من ذريته ) ؛ وآل عمران ( وهم من ذرية إبراهيم عليه السلام ) وتفضيلهم على العالمين

2- ذكر نذر امرأة عمران ما في بطنها لله ؛ ثم ولادتها بمريم ودعائها لها

3- بيان ما كان من شأن مريم ورعاية الله لها بتهيئة كفالتها وإنباتها نباتا حسنا ورزقها واصطفائها على نساء العالمين والوصية لها بالصلاة والقنوت …

4- دعاء زكريا عليه السلام أن يهبه الله الولد ؛ والبشارة له بيحيى عليه السلام رغم كبر سنه وعقم زوجه

5- ذكر أبرز ما اتصف به يحيى عليه السلام وأنه جاء مصدقا بعيسى عليه السلام

6- البشارة لمريم بعيسى عليه السلام وتعجبها من أن يكون ذلك لها دون رجل …

7- البشارة بنبوة عيسى عليه السلام ؛ وذكر معجزاته وعلمه وتصديقه للتوراة وإرساله بالإنجيل … وتأكيده لبني إسرائيل على عبادة الله وحده دون غيره …

8- بيان قدرة الله تعالى وتجلت في أمور منها : ولادة يحيى من أب مسن وامرأة عاقر ، وفي رزق مريم بغير الرزق المعتاد ؛ وفي ولادة عيسى عليه السلام من أم بغير أب ؛ فكان حمله بكلمة من الله ، في تكلم عيسى عليه السلام في المهد وباقي معجزاته عليه السلام .

9- التأكيد على أن أخبار الأنبياء السابقين إنما هي من الغيب الذي أخبره الله لنبيه ولم يتلقه من أي مكان آخر وإنما مصدرها الله وحده …

2: حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
أ: معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.
في ثنايا البشارة لزكريا عليه السلام بالولد … ولأن الله الكريم يعطي أفضل مما يسأله السائلون جاءت البشارة متضمنة صفات الخيرية ليحيى عليه السلام ، فهو ليس ذرية طيبة فحسب ، بل هو ( مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصرورا ونبيا من الصالحين ) ، وهو كما وصفه الله في مريم ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾

فقد بشر الله زكريا عليه السلام بأن يحيى سيكون سيدا … فما معنى السيد هنا :
معنى ( سيدا ) :
هذه مسألة تفسيرية لغوية لتعلقها بمعنى مفردة من المفردات … فسأبين المعنى اللغوي لها لأنها المستند في بيان معناها في الآيات :

🔹 السيد في اللغة :
سيد : على وزن فيعل ؛ من ساد يسود …

قال ابن فارس في مقاييس اللغة :
سود : السين والواو والدال أصل واحد … وهو خلاف البياض في اللون ، ثم يحمل عليه ويشتق منه …
والسواد : العدد الكثير ، وسمي بذلك لأن الأرض تسود منه …
فأما السيادة فقال قوم : السيد : الحليم ، وأنكر أناس أن يكون هذا من الحلم ، وقالوا : إنما سمي سيدا لأن الناس يلتجئون إلى سواده ؛ وهذا أقيس من الأول وأصح …
ويقال : فلان أسود من فلان أي أعلى سيادة منه …
ويقال : ساودني فلان فسُدْته : من سواد اللون ؛ والسؤدد جميعا … والقياس في الباب كله واحد …

▪و قال الراغب في المفردات
والسَّيِّدُ: المتولّي للسّواد، أي: الجماعة الكثيرة، وينسب إلى ذلك فيقال: سيّد القوم، ولا يقال: سيّد الثّوب، وسيّد الفرس … ويقال: سَادَ القومَ يَسُودُهُمْ …
ولمّا كان من شرط المتولّي للجماعة أن يكون مهذّب النّفس قيل لكلّ من كان فاضلا في نفسه: سَيِّدٌ.
وعلى ذلك قوله: وَسَيِّداً وَحَصُوراً [آل عمران/ 39] ،
وقوله: وَأَلْفَيا سَيِّدَها [يوسف/ 25] ، فسمّي الزّوج سَيِّداً لسياسة زوجته،
وقوله: رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا[الأحزاب/ 67] ، أي: ولاتنا وسَائِسِينَا.”

وقال ابن سيده في المحكم والمحيط :
والسُّودَدُ الشَّرَفُ ؛ وقد يُهْمَز ، وتُضَمّ الدال طائِيَّة
وقد سادَهُم سُوداً وسُودَداً وسِيادَةً وسَيْدُودَةً ؛ واسْتَادَهُم كسَادَهُم وسَوَّدَهُ هو ،

وفي حديث عُمَر رضي اللهُ عنه : ( تَفَقَّهُوا قبل أَن تُسَوَّدُوا ) : يقول تَعَلَّمُوا الْعِلمَ ما دُمْتُم صغاراً قبل أن تَصِيرُوا سادةً رُؤَسَاء مُنْظُوراً إلَيْهم ، فإن لم تَعَلَّمُوا قبل ذلك اسْتَحْيَيْتُم أن تَعَلَّمُوا بعد الكبر ؛ فبَقيتم جُهَّالاً لا تأخُذُونَهُ من الأَصَاغِرِ فيزْرِي ذلك بكم …

وقال كذلك :
والسَّيِّد الرئيسُ ،
وسَيِّدُ كلُ شيءٍ أَشْرَفُه وأرْفَعُه
؛ واسْتَعْمَلَ أَبُو إسْحَاقَ ذلك في القرآن فقال ... لأنه سَيِّد الكلام نتلوه

وقال ابن عاشور :
فالسؤدد عند العرب في الجاهلية يعتمد كفاية مهمّات القبيلة والبذل لها وإتعاب النفس لراحة الناس قال الهذلي :
وإنّ سيادةَ الأقوام فاعلَمْ لها صُعَدَاءُ مطلبها طويل
أترجو أن تَسُودَ ولن تُعَنّى وكيف يسودُ ذو الدعةَ البَخيل


- وكان السؤدد عندهم يعتمد خلال مرجعها إلى إرضاء الناس على أشرف الوجوه، وملاكه بذل الندى، وكفّ الأذى، واحتمال العظائم، وأصالة الرأي، وفصاحة اللسان.

📌وعلى هذا فالسيادة في اللغة تطلق على من يسود الناس ، وفيه من معاني الشرف وعلو المكانة والرفعة ؛ فالسيد شريف رفيع المكانة فاضل في نفسه ؛ كريم في خلقه ولذلك يسود في قومه …

🔸وقد وصف الله نبيه يحيى عليه السلام هنا بأنه ( سيد ) … واختلف المفسرون في تحديد ما يعنيه الوصف هنا مع اتفاقهم بأنه وصف رفعة وشرف فاق به قومه وامتاز به عنهم … ؛ و بين بعض الأقوال تقارب شديد ؛ فقد فسر بعضهم الكلمة بأصل معناها ، وفسرها بعضهم بلازم المعنى أو متعلقاته … والناظر فيها يرى أنها قد تضمنت الثناء على يحيى عليه السلام من وجوه ثلاثة : في صفة علاقته بالله ؛ و مكانته بين قومه ؛ وصفته في نفسه …

وعلى هذا فيمكن أن نقسم الأقوال لتندرج تحت المحاور الثلاثة :
1- معنى السيد بالنظر لمكانة يحيى عليه السلام كنبي زكاه الله سبحانه
2- معنى السيد بالنظر لمكانته في قومه وبين الناس …
3 - معنى السيد بالنظر لصفاته في نفسه وأخلاقه …

🔹الأقوال في معنى السيد عند المفسرين :
1⃣ معنى السيد بالنظر لمكانته عند الله تعالى كما زكاه سبحانه …
أ- السيد هو الكريم على اللهقاله مجاهد
🔺تخريج قوله :
- أخرجه عنه محمد بن نصر الرملي ، وابن عساكر ، والطبري جميعهم : عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال به
- وأخرجه عبد بن حميد عنه كما ذكر السيوطي …

- وأخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن يزيد الرقاشي به …

ب- وقيل هو التقي … قاله ابن جبير ؛ وورد عنه بلفظ : الذي يطيع ربه لا يعصيه
والتقي هو الذي يطيع ربه ولا يعصيه ؛ فهما بمعنى واحد ولكن باختلاف التعبير …
🔺 تخريج قوله :
أما قوله التقي :
- فأخرجه عنه الطبري بسنده من طريق سالم عنه بذلك
وذكر ابن أبي حاتم أنه روي عن أبي صالح أن ابن عباس قال في معنى سيدا : تقيا …

وقوله السيد :الذي يطيع الله ولا يعصيه
أخرجه ابن المبارك في الزهد
وأخرجه عنه ابن عساكر بأسانيد مختلفة جميعها من طريق شريك عن سالم عن سعيد قال بذلك

ج - وقيل السيد : التقي الحليم قاله ابن عباس وسفيان الثوري والضحاك
🔺تخريج القول :
أما ابن عباس
- فرواه عنه الطبري وابن أبي حاتم كلاهما عن محمد بن سعد العوفي بإسناده إلى عن ابن عباس قال :حليما تقيا …

و أما قول الضحاك :
- فأخرجه أبو حذيفة النهدي عن سفيان الثوري عنه قال حليما تقيا …
- وأخرجه الطبري وابن عساكر كلاهما من طريق جويبر عنه ؛
- كما أخرجه الطبري بسند آخر من طريق عبيد بن سليمان عنه به …
- وذكر ابن أبي حاتم أنه روي عن الضحاك في أحد قوليه أنه قال حليما تقيا …

وأما قول سفيان الثوري :
- فأخرجه عنه الطبري في تفسيره عن عبد الرحمن بن مهدي عنه به …
كما أخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق سعيد بن عبد الرحمن عنه

د - السيد : هو الفقيه العالم قاله ابن المسيب
🔺تخريج القول :
فأخرجه عنه الطبري من طريق يحيى بن سعيد عنه به …

توجيه الأقوال :
أما القول بأن السيد يعني التقي والمطيع لله لا يعصيه فهو مبني على أن السيد هو من فاق قومه في أمور دينهم حتى يصلح أن يقوم بإصلاح أحوال الناس الدينية …وأن الإمامة والسيادة هي الدينية ،

▪كما قال ابن عاشور : والسيّد في اصطلاح الشرع من يقوم بإصلاح حال الناس في دنياهم وأخراهم معاً وفي الحديث " أَنا سيّد ولد آدم ولا فخر " وفيه «إنّ ابني هذا سيّد» - يعني الحسنَ بن علي - فقد كان الحسنُ جامعاً خصال السؤدد الشرعي، وحسبك من ذلك أنّه تنازل عن حق الخلافة لجمع كلمة الأمة، ولإصلاح ذات البين …

وقد وصف الله يحيى عليه السلام في كتابه بصفات دينية تؤهله أن يكون سيدا بهذا المعنى في قومه … فهو سيد بمعنى عودة قومه إليه ورجوعهم إليه فيما يخص أمور دينهم …
قال تعالى : ( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾ …

والقول بأنه كريم على الله فهو من لوازم كونه نبيا زكيا تقيا ليس جبارا ولا عصيا كما وصفه الله تعالى ؛ فكيف لا يكون كريما على الله من آتاه الله العلم والفهم صغيرا ؛ وجعله زكيا نقيا تقيا برا … وسلم عليه الله وسلمه من كل ذنب …

وقول ابن عباس والثوري والضحاك هو جامع بين سيادته في دينه وبين الناس ؛ فهو التقي مع ربه الحليم مع خلقه … ولا بد لمن يتولى أمور الناس أن يكون حليما …

وأما قول ابن المسيب بأن السيد هو الفقيه العالم فهو كما ورد في التقي ؛ يرجع إليه قومه ويسودهم بفقهه وعلمه … فهو سيد في هذا الباب لما آتاه الله من العلم والفهم …
وقد قال سبحانه ( وآتيناه الحكم صبيا ) ؛ والحكم كما ذكر غير واحد من المفسرين هو العلم والفهم … قال الطبري : يقول تعالى ذكره: وأعطيناه الفهم لكتاب الله في حال صباه قبل بلوغه أسنان الرجال.
وهذا بالإضافة إلى أن العلم أساس التقوى ؛ قال تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) ، وبالعلم يسود المرء أقرانه ، قال تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وقال ( قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون )

وهذه الأقوال كما نلاحظ مبنية على مرتبة يحيى عليه السلام الدينية ؛ وأن من حاز الشرف والكرامة عند الله فهو من يستحق أن يكون السيد ، ومن فاق قومه علما وتقوى حتى يكون مرجعهم فيه فهو السيد حقا … فالسيادة سيادة في ميزان الله لا في اعتبار البشر … على هذا بنيت الأقوال المندرجة تحت هذا البند …
▪قال الطبري : وسيدا أي شريفا في العلم والعبادة

وقد اعترض ابن عطية على هذا التوجه في المعنى فقال :
ومن جرد تفسيره بالعلم والتقى ونحوه فلم يفسر بحسب كلام العرب،
وقد تحصل العلم ليحيى عليه السلام بقوله عز وجل مصدّقاً بكلمةٍ من اللّه ؛ وتحصل التقى بباقي الآية ؛


فاعتبر ابن عطية أن وصف التقي والعالم لا يؤخذ من معنى السيد … فالسيادة من السؤدد ؛ وليس في معنى السؤدد إشارة للتقى والعلم وغيره فقال :

- وخصه الله بذكر السؤدد الذي هو الاحتمال في رضى الناس على أشرف الوجوه دون أن يوقع في باطل، هذا لفظ يعم السؤدد،

وقال ابن عاشور : وعطف سيّداً على مصدّقاً، وعطفُ حَصُوراً وما بعده عليه، يؤذن بأنّ المراد به غير العليم، ولا التقي، وغيرُ ذلك محتمل.

وسيأتي بيان ذلك في الدراسة نهاية بحث المسألة …

2⃣ السيد بالنظر لمكانته في قومه وبين الناس
أ - السيد الشريفقاله ابن زيد
🔺تخريج قول ابن زيد :
فأخرجه عنه الطبري عن ابن وهب عنه به …

ب -السيد الذي يفوق في الخير قومهقاله الزجاج

ج - والسيد الرئيس كما قال ابن سيده ؛ وقاله ابن الأنباري

📌 وأخرج ابن أبي حاتم عن جرير عن ليث عن مجاهد قوله السيد : ليس له شرك …

🔺 توجيه الأقوال :
القول بأن السيد هو الشريف في قومه الذي يفوقهم بالخير ؛ والرئيس الذي يسودهم ؛ مبني على المعنى اللغوي للسيد ؛ ومأخوذ من أصل السؤدد والسيادة …
فالسيد كما ذكر الراغب ومر معنا هو المتولي للسواد أي الجماعة ؛ ومن يتولى جماعة لابد أن يكون فاضلا في نفسه شريفا … ؛ وإن كان يحيى عليه السلام لم يتول أمر قومه بمعنى رئاستهم ؛ لكنه كان سيدهم في الفضل والدين …
وتعريف السيد بأنه ليس له شرك : هي من لوازم معنى الرئيس ؛ فرئيس القوم واحد ليس له شرك ؛ والذي يفوق قومه في الخير كذلك …

قال الزمخشري : والسيد: الذي يسود قومه، أى يفوقهم في الشرف. وكان يحيى فائقا لقومه وفائقا للناس كلهم في أنه لم يركب سيئة قط، ويا لها من سيادة.”

وقول الزمخشري في أنه لم يركب سيئة قط هو مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كُلُّ بَنِي آدَمَ يَأْتي يَوْمَ القِيامَةِ وَلَهُ ذَنْبٌ إلا ما كانَ مِنْ يَحْيَى بنِ زَكَريَّا ".
رواه الطبري بسنده من طريق سعيد بن المسيب، قال: ثني ابن العاص، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
ورواه بسند آخر من طريق قتادة عن سعيد بن المسيب أنه يذكر ذلك من قول رسول الله في قوله تعالى ( ولم يكن جَبَّارًا عَصِيًّا)

وقال القرطبي : { وَسَيِّداً} السيد؛ الذي يسود قومه ويُنْتَهَى إلى قوله، وأصله سَيْود …
يقال: فلان أسْوَد من فلان، أفعل من السيادة؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لبني قُريظة: «قوموا إلى سيدكم» يعني سعد بن معاذ … وفي رواية البخاري : إلى سيدكم آو إلى خيركم
وفي البخاري ومسلم حديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحسن: «إن ٱبني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» قال : ولا أسود ممن سوّده الله تعالى ورسوله.

▪و قال ابن عاشور : والسيد فَيْعِل من سَاد يسود ؛ إذا فاق قومه في محامد الخصال حتى قدموه على أنفسهم، واعترفوا له بالفضل …
- ووصف الله يحيى بالسيّد لتحصيلة الرئاسة الدينية فيه من صباه، فنشأ محترماً من جميع قومه قال تعالى: { وآتيناه الحكم صبياً وحناناً من لدنا وزكاة}


3⃣ السيد بالنظر لصفاته في نفسه وأخلاقه …
أ - السيد :الحليم ؛ الذي لا يغلبه الغضب …
أما الحليم فقاله ابن جبير وابن عيينة وقتادة ؛
- ونسبه ابن كثير كذلك لأبي العالية والربيع بن أنس وقتادة وسعيد بن جبير …
- و قال ابْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ : قال ابن عيينة: «السيد: الحليم»,

وأما لفظ الذي لا يغلبه غضبه فهو قول عكرمة
- كما روي عن الحسن وسعيد بن جبير وعطاء وأبي الشعثاء أنهم قالوا: السّيّد الّذي يغلب غضبه،

🔺تخريج الأقوال :
أما ابن عباس :
- فأخرج ابن عساكر في تاريخه بسنده من طريق مقاتل و جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ؛ - وأخرجه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : قال سيدا يعني حليما …

وأما قول قتادة :
- فأخرجه الطبري عن ابن أبي جعفر عن أبيه عن قتادة قال السيد الحليم …
- وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره معلقا …

وأما سعيد بن جبير
- فأخرج عنه ابن جرير في تفسيره وابن عساكر في تاريخه وابن أبي شيبة في المصنف جميعهم من طريق وكيع عن شريك عن سالم الأفطس عنه قال : الحليم …
- كما أخرجه ابن عساكر بسند آخر عن أبي بكر الهذلي عن سعيد بن جبير به …

وأما قول سفيان
- فأخرجه ابن عساكر من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان قال السيد الحليم …

▪وكذلك ذكر ابن أبي حاتم أنه روي عن أبي العالية وسعيد بن جبير والربيع بن أنس وقتادة ومطر أنهم قالوا : حليما

▪و أما قول عكرمة
- فأخرجه عنه الطبري وابن عساكر وابن أبي حاتم جميعهم من طريق أبي بكر الهذلي عنه قال السيد الذي لا يغلبه الغضب …

▪وأما الحسن وسعيد بن جبير وعطاء وأبي الشعثاء فذكر أحمد بن موسى العيني عن أبي بكر الهذلي عنهم بأنه الذي يغلب غضبه …
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) ووصل هذا المعلق عبد فقال: حدثنا جعفر بن عبد الله السّلميّ عن أبي بكر الهذليّ عن الحسن وسعيد بن جبير وعطاء وأبي الشعثاء أنهم قالوا: السّيّد الّذي يغلب غضبه،

ب - السيد حسن الخلق ؛ قاله الضحاك

🔺تخريج قول الضحاك :
- أخرجه عنه ابن عساكر في تاريخه من طريق شريك عن أبي روق عنه به …
- كما ذكره ابن أبي حاتم بدون إسناد فقال : قال أبو محمّدٍ: وروي عن الضّحّاك في أحد قوليه: قال: حسن الخلق.

🔸وقد ورد في تفسير ابن الجوزي في القول الثالث في تفسير سيدا : انه الحكيم ؛
- ذكر ابن الجوزي أن الحسن وابن جبير وعكرمة وعطاء وأبا الشعثاء والربيع ومقاتل قالوا : الحكيم

▪ولم أجد هذا القول لهم فيما وقفت عليه … ؛ وإنما وجدته إما بلفظ الحليم كما مر في تخريج قول ابن جبير ؛ أو بلفظ الذي يغلب غضبه كما في تخريج قول عكرمة … وفي المعلق الذي ذكره موصولا بدر الدين العيني …
كما قال عبد الله بن يحيى اليزيدي : السيد : الحكيم في التفسير …

توجيه الأقوال :
▪أما قوله الحليم ؛ والذي لا يغلبه غضبه وهما واحد ؛ فلعله أخذ من أن الحلم من أسس سيادة الناس ، إذ السؤدد كما ذكر ابن عطية :
- وتفصيله أن يقال: بذل الندى ؛ وهذا هو الكرم … وكف الأذى؛ وهنا هي العفة بالفرج واليد واللسان … واحتمال العظائم ؛ وهنا هو الحلم وغيره من تحمل الغرامات وجبر الكسير والإفضال على المسترفد، والإنقاذ من الهلكات …
- وقال : وانظر أن النبي عليه السلام قال: أنا سيد ولد آدم ولا فخر يجمع الله الأولين والآخرين، وذكر حديث شفاعته في إطلاق الموقف، وذلك منه احتمال في رضى ولد آدم فهو سيدهم بذلك …


- و قال ابن عطية : كل من فسر من هؤلاء العلماء المذكورين السؤدد بالحلم فقد أحرز أكثر معنى السؤدد

▪وقد أورد ابن فارس في المقاييس اعتراض من اعترض أن السيادة هي الحلم … وذكر هو أنه إنما سمي سيدا لأن الناس يلتجئون إلى سواده ؛ وقال : هذا أقيس من الأول وأصح …

▪وقول الضحاك بأن السيد حسن الخلق فهو مما تستلزمه السيادة … وهو جامع للحلم والكرم وغيرها من حسن الخصال …

🔹وقد ورد عن قتادة في تفسيره السيد قوله : أي : سيد في العبادة والحلم والعلم والورع، وقال :سيدا في العلم والعبادة، … ومثله قال عطية العوفي : السيد في خلقه ودينه
🔺أما قول قتادة :
أخرجه الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال إي والله لسيد في العبادة والعلم والحلم والورع …
ورواه من طريق أبي هلال عن قتادة قال السيد لا أعلمه إلا قال في العلم والعبادة …

🔺وأما قول عطية :
فأخرجه عن عطية العوفي ابن أبي حاتم من طريق إدريس عن أبيه عنه بذلك …

🔹توجيه قول قتادة وعطية :
هما قولان لا يفسران المقصود بالسيد وإنما هو تفسير له بمتعلقاته ؛ فكونه كريما على الله سيدا في قومه ويتقدمهم ويكون شريفهم فينبغي أن يسودهم ويتقدمهم في علمه وعبادته وورعه وتقواه … أي سيدهم في دينه وخلقه كما ذكر عطية

الدراسة :
من خلال دراسة الأقوال يمكن تلخيصها في :
أن السيد :
- شريف قومه ورئيسهم ومن فاقهم في الخير كله فإليه يَرجعون في أمورهم …
الحليم وحسن الخلق
الفقيه العالم
التقي العابد الكريم على الله


وقد جمع بعض المفسرين أكثر من خصلة منها في تفسيره للسيد :
- قال الطبراني في التفسير الكبير : السيِّدُ في اللغة وفي الحقيقةِ: مَنْ تَلْزَمُ طَاعَتُهُ وَيَجِبُ عَلَى النَّاسِ الاقْتِدَاءُ وَالْقَفَا بهِ فِي الْعِلْمِ وَالْحِلْمِ وَالْعِبَادَةِ.

ومر قول قتادة في جمعه متعلقات السيادة في تعريفه للسيد فقال : سيد في العبادة والحلم والعلم والورع

- وقال القرطبي معلقا على قول الزجاج في أن السيّد الذي يفوق أقرانه في كل شيء من الخير. قال : وهذا جامع

- وقال صاحب المنار : وَأَمَّا السَّيِّدُ: فَهُوَ مَنْ يَسُودُ فِي قَوْمِهِ بِالْعِلْمِ أَوِ الْكَرَمِ أَوِ الصَّلَاحِ وَعَمَلِ الْخَيْرِ

🔹وقد أفرد الله لفظة ( السيد ) في وصف يحيى عليه السلام وتزكيته ؛ وهذا يدل على أن هذا الوصف يضيف أمرا جديدا إلى الصفات الأخرى التي وصفه الله بها
▪فهو كما وصفه الله :
( مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين )
وكذلك في مريم وصفه بقوله ( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا )
- وآتيناه الحكم صبيا : قال الطبري : يقول تعالى ذكره: وأعطيناه الفهم لكتاب الله في حال صباه قبل بلوغه أسنان الرجال.
- وحنانا من لدنا : قال السعدي : أي: رحمة ورأفة، تيسرت بها أموره، وصلحت بها أحواله، واستقامت بها أفعاله
- وزكاة : قال الطبري : وهو الطهارة من الذنوب، واستعمال بدنه في طاعة ربه،
وكان تقيا: قال الطبري : وقوله (وكانَ تَقِيًّا) يقول تعالى ذكره: وكان لله خائفا مؤدّيا فرائضه، مجتنبا محارمه ؛ مسارعا في طاعته.
وبرا بوالديه : أي كان محسنا إليهما بالقول والفعل …

ولم يكن جبارا عصيا : أي لم يكن متجبرا متكبرا عن عبادة الله
وسلام عليه … : قال السعدي : فجمع بين القيام بحق الله وحق خلقه ولهذا حصلت له السلامة في جميع أحواله ومبادئها وعواقبها

فمن زكاه الله بكل هذا حق له أن يسود قومه … فقد حاز خصال الخير والسيادة كلها عليه السلام

🔹وقد مر معنا اعتراض ابن عطية على تعريف السيادة بالعلم والتقى فحسب ، وأن من فسره بالحلم قد حاز أكثر معنى السؤدد …
وأنه قال أن السؤدد يكون بـ : ( بذل الندى ؛ وهذا هو الكرم … وكف الأذى؛ وهنا هي العفة بالفرج واليد واللسان … واحتمال العظائم ؛ وهنا هو الحلم وغيره من تحمل الغرامات وجبر الكسير والإفضال على المسترفد، والإنقاذ من الهلكات … )

- وقال :
وقد يوجد من الثقات العلماء من لا يبرز في هذه الخصال، وقد يوجد من يبرز في هذه فيسمى سيدا وإن قصر في كثير من الواجبات أعني واجبات الندب والمكافحة في الحق وقلة المبالاة باللائمة، وقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: ما رأيت أحدا أسود من معاوية بن أبي سفيان قيل له، وأبو بكر وعمر قال: هما خير من معاوية ومعاوية أسود منهما، فهذه إشارة إلى أن معاوية برز في هذه الخصال ما لم يواقع محذورا،
وقال في بيان ذلك : أشار إلى أنّ أبا بكر وعمر كانا من الاستصلاح وإقامة الحقوق بمنزلة هما فيها خير من معاوية، ولكن مع تتبع الجَادّة، وقلّةِ المبالاة برضا الناس ينخرم فيه كثير من خصال السؤدد ؛ ومعاوية قد برّز في خصال السؤدد التي هي الاعتمال في إرضاء الناس على أشرف الوجوه ولم يواقع محذوراً

▪وخصال السؤدد في معاوية المذكورة هنا ذكرها السيوطي في تاريخ الخلفاء من قول قبيصة بن جابر فقال : صحبتُ معاوية بن أبي سفيان، فما رأيتُ رجلًا أثقَل حلمًا ولا أبطأ جهلًا ولا أبعد أناةً منه …

وهي كما يظهر كلها تتعلق بالحلم وسعة الصدر واحتمال الأذى من الرعية …

-ووقال ابن عطية في تفسير السيد بالعلم والتقى :
والتقى والعلم والأخذ بالأشد أوكد وأعلى من السؤدد، أما إنه يحسن بالتقي العالم أن يأخذ من السؤدد بكل ما لا يخل بعلمه وتقاه، وهكذا كان يحيى عليه السلام،
وليس هذا الذي يحسن بواجب ولا بد، كما ليس التتبع والتحرير في الشدة بواجب ولا بد، وهما طرفا خير حفتهما الشريعة، فمن صائر إلى هذا ومن صائر إلى هذا …


فالصفة المميزة في السيد عند ابن عطية هي حلمه واحتماله الأذى … ومع ذلك فإن حاز إلى هذا العلم والتقى أحرز ما فوق السؤدد …

وعلى ذلك فمن تأمل الأقوال كلها وما تؤول إليه يجد أنه لا تعارض بينها ولا تدافع بل يكمل بعضها بعضا … فوصف يحيى عليه السلام هنا بالسيد يعني أنه حاز هذه الخصال والفضائل كلها فحاز من الشرف والسؤدد أعلاه وأرفعه بما أعطاه الله من مكانة في علمه ودينه وفضله على أهل زمانه ؛

▪وفيما رواه ابن عساكر من طريق عن ابن عباس مرفوعا أن رسول الله في معراجه سأل زكريا عليه السلام عن قتله فقال : يا محمد ؛ إن يحيى كان خير أهل زمانه وكان أجملهم وأصبحهم وجها وكان كما قال الله ( سيدا وحصورا )

عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام …

مراجع بحث المسألة :
▪التفاسير التي جمعت أقوال السلف وهي :
- تفسير عبد الرزاق الصنعاني 211 هـ
- صحيح البخاري 256 هـ
جامع البيان لابن جرير الطبري. 310هـ
- التفسير الكبير للطبراني ( 360 هـ )
- والهداية لمكي بن أبي طالب. (437)هـ
- والنكت والعيون للماوردي.(450)هـ
- والمحرر الوجيز لابن عطية.(542)هـ
- وزاد المسير لابن الجوزي. (579)هـ
- وأحكام القرآن للقرطبي.(671)هـ
- وتفسير ابن كثير. (774)هـ
-الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي … ( 911 هـ )

▪معاني القرآن وتفاسير غريب القرآن :
- معاني القرآن للزجاج 311 هـ
- معاني القرآن للنحاس 338 هـ
- تفسير غريب القرآن لليزيدي 237 هـ
- غريب القرآن لابن قتيبة 276 هـ
- المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني 502 هـ

▪التفاسير التي تعنى باللغة :
- تفسير الكشاف للزمخشري 538 هـ
- التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ

▪ معاجم اللغة :
- العين للفراهيدي 170 هـ
- مقاييس اللغة لابن فارس 395 هـ
- المحكم لابن سيده 458 هـ
- لسان العرب لابن منظور 711 هـ

▪مراجع أخرى :
- المصنف لابن أبي شيبة ( 235 هـ )، كتاب الفضائل / ما ذكر في يحيى بن زكريا
- تاريخ دمشق لابن عساكر ( 571 هـ ) ، ما ورد في يحيى بن زكريا
- تاريخ الخلفاء للسيوطي ( 911هـ )

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 12 ذو القعدة 1441هـ/2-07-2020م, 06:41 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


هناء محمد علي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir