دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ذو القعدة 1442هـ/16-06-2021م, 11:24 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الرابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن، دلّل على ذلك ، وبيّن الحكمة منه، وأثره على الصحابة رضي الله عنهم.
س2: ما أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف؟
س3: ما مصير مصحف عثمان رضي الله عنه.
س4: هل كان مصحف أبي بكر رضي الله عنه جامعاً للأحرف السبعة؟
س5: ما سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان؟

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟


المجموعة الثالثة:
س1: كيف كان جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه؟
س2: متى كان جمع عثمان رضي الله عنه؟
س3: لخّص ما صحّ في كتابة المصاحف العثمانية.
س4: هل كان مصحف عثمان نسخة مطابقة لمصحف أبي بكر؟
س5: ما تقول في الآثار المروية في منشأ تسمية المصحف؟

المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أسباب جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن في مصحف واحد؟
س2: ما مصير مصحف أبي بكر رضي الله عنه؟
س3: ما موقف الصحابة رضي الله عنهم من جمع عثمان؟
س4: هل كان الجمع العثماني مشتملاً على الأحرف السبعة أو على حرف منها؟
س5: هل كان جمع أبي بكر في صحف غير مرتبة السور أم في مصحف واحد؟


المجموعة الخامسة:
س1: ما فائدة جمع أبي بكر للقرآن؟ وما موقف الصحابة رضي الله عنهم منه؟
س2: عرّف بأسماء أجزاء المصحف وملحقاته في الزمان الأول.

س3: لخّص موقف ابن مسعود رضي الله عنه من جمع عثمان.
س4: كم عدد المصاحف العثمانية؟
س5: هل كلّ ما خالف المصاحف العثمانية منسوخ بالعرضة الأخيرة؟



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 ذو القعدة 1442هـ/17-06-2021م, 09:45 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن، دلّل على ذلك ، وبيّن الحكمة منه، وأثره على الصحابة رضي الله عنهم.
كان الناس قبل جمع عثمان للقرآن كلٌّ يقرأ كما تعلم من وجوه القراءات وأحرفها، فقد أقرأ النبي بعض الصحابة بأحرف، وأقرأ بعضهم بأحرف أخرى، فكان الرجل منهم ربما أنكر على صاحبه وربما اختصما، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.
وكان من أدلة نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن: ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال، سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها، فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فعرفت في وجهه الكراهية، وقال: (كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا).
وفي رواية عند أبي شيبة أن ابن مسعود قال: (فعرفت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم).
والحكمة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن لأن ذلك مدعاة للخلاف والتخاصم، وقد يصل لتكفير المسلمين بعضهم لبعض، فتحصل بذلك مقتلة وفتنة عظيمة قد يهلك بسببها الحرث والنسل.
لذلك حرص الصحابة حرصا شديدا على جمع كلمة المسلمين، وتأدبوا بما أدبهم به النبي صلى الله عليه وسلم، فكان كلٌّ يقرأ كما عُلّم لا ينكر على أخيه ما صح من قراءته، ولا يترك الحرف الذي يقرأ به رغبة عنه. وفي حديث شعبة عن عبد الرحمن بن عابس النخعي عن رجل من همدان من أصحاب عبد الله بن مسعود أن ابن مسعود جمعهم وقال: (إن هذا القرآن أنزل على حروف، والله إن كان الرجلان ليختصمان أشد ما اختصما في شيء قط، فإذا قال القارئ: هذا أقرأني، قال: "أحسنت"، وإذا قال الآخر، قال: "كلاكما محسن). رواه أحمد وغيره
فحمى الله الأمة من الاختلاف والتفرق بما ألهم الله به عثمان والصحابة الكرام رضوان الله عليهم.

س2: ما أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف؟
من الأسباب التي جعلت أبا بكر يختار زيد بن ثابت ليكتب المصحف:
1) أنه رجل شاب. مظنة قوته واجتهاده وقدرته على تتبع القرآن وتحصيل ما كتبه الصحابة وما حفظوه.
2) أنه رجل عاقل. وهذا دليل على رشده وحسن تصرفه في تعامله مع الرجال واستنساخ ما كتبوه.
3) أنه أمين غير متهم. فيُطمأن إلى كتابته وجمعه.
4) كان كاتبا للوحي. فهو عارف بطريقة كتابة القرآن، وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عن كتابته.
فبذلك يكون أبو بكر قد أسند الأمر إلى أهله، واختار الرجل الأنسب للمهمة الجليلة.
وقد روى البخاري في صحيحه من حديث الزهري عن عبيد بن السباق، أن أبا بكر رضي الله عنه قال لزيد رضي الله نه: (إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنتن تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه).

س3: ما مصير مصحف عثمان رضي الله عنه.
اختلفت الأقوال في مصير مصحف عثمان رضي الله عنه، وهي على أقوال:
القول الأول: ذهب. قاله مالك.
القول الثاني: في بعض خزائن الأمراء. قاله أبو عبيد في كتاب "القراءات" وهو مفقود اليوم. وردّ النحّاس هذا القول.
القول الثالث: في المدرسة الفاضلية من القاهرة المحروسة. قاله ابن الجزري.
القول الرابع: تغيّب. قاله مالك، وقال الشاطبي أن "تغيب" تعني احتمال ظهوره مرة أخرى.
وعلّق السمهودي: (يحتمل أنه بعد ظهوره نُقل إلى المدينة وجعل في المسجد النبوي، ولكن يوهن هذا القول أن بالقاهرة مصحفا عليه أثر الدم عند "فسيكفيكهم الله" كما هو بالمصحف الشريف الموجود في المدينة اليوم، وكما هو في المصحف في مكة، ولكن ولأن المصحف الإمام واحدا، فالذي يظهر أن أحدهم وضع خلوقا على تلك الآية تشبيها بالمصحف الإمام).
القول الخامس: في المسجد النبوي في المدينة. قاله السمهودي، ويؤيده ما قاله محرز مولى مسلمة بن عبد الملك من أن الحجاج كتب المصاحف، ثم بعث بها إلى الأمصار ومن ضمنها المدينة، ولكن آل عثمان كرهوا ذلك، فقيل لهم أخرجوا مصحف عثمان يقرأ، بيد أنهم قالوا: أصيب المصحف يوم قتل عثمان.
القول السادس: في المدينة لدى خالد بن عمرو بن عثمان. قاله محرز.
والله أعلم أين هو الآن؟ لعله تغيّب.

س4: هل كان مصحف أبي بكر رضي الله عنه جامعاً للأحرف السبعة؟
الصحيح أن جمع أبي بكر للمصحف كان على وجوه من الأحرف السبعة ولم يتقيد بلسان قريش، ولا باختيار حرف بعينه، والقول بأن مصحف أبي بكر كان جامعا للأحرف السبعة قول خاطئ ولا يصح عن أحد من السلف، ونشأ هذا القول من أبي الحسن الأشعري الذي زعم أن حفظ القرآن يعني حفظه بالأحرف السبعة التي نزل بها، وهذه دعوى باطلة لا يمكن قبولها إلا بدليل ثابت، وقد سار عليه تلاميذه للأسف أمثال الباقلاني. ولكن الداني وهو من تلاميذه أيضا، لكنه كان شديد الحرص على توخي السنة فقال بأن أبا بكر جمع في مصحفه الأحرف السبعة ولكن وبعد ما حصل في زمن عثمان من الاختلاف قام عثمان بجمع الناس على حرف واحد، وهذا الكلام منه لا دليل عليه، ولكنه انتشر انتشارا واسعا. وجاء السخاوي تلميذه من بعده وقد وضع احتمالين لذلك، وهما: يحتمل في جمع زيد للقرآن أنه قام بالنظر في العسب واللخاف والأكتاف التي كتب عليها القرآن ورجح هذا القول، ويحتمل أنه تتبع وجوه القرآن وقراءاته ويسأل عنها غيره ليحيط بالسبعة التي نزل بها القرآن. والاحتمال الثاني لا دليل عليه.
ومن لوازم هذه الدعوى الباطلة أن يقال: بأن مصحف أبي بكر قد كتب سبع مرات، أو أن تكون كتابته بالجمع بين الأحرف السبعة في الرسم في المصحف الواحد وهذا غير ممكن، لأنه يلزم منه أن تكرر كتابة الكلمة أو الآية التي فيها اختلاف ضبط أو اختلاف تقديم وتأخير، وهذه دعوى محدثة، فلم يؤثر أنه رضي الله عنه قد جمعها بتكرار كتابة لبعض الكلمات على عدد الأحرف، ولم يكونوا يقرءون بالجمع بين القراءات، ولكن كان كل قارئ يقرأ بالحرف الذي تعلمه، وكل قراءة منها كافية شافية، وكان مستند القراءة على السماع لا على الرسم.
ويؤيد هذا القول:
- ما برّر به مروان بن الحكم سبب أمره بإتلاف مصحف أبي بكر بأنه يخشى أن يكون فيه ما يخالف مصحف عثمان، إذ لو كان مصحف أبي بكر جامعا للأحرف السبعة لكان ذلك مشهورا ولما احتاج إلى التعبير بالخشية مع التحقق بأنه كان جامعا للأحرف السبعة، وكانت حجته أظهر في إتلافه لو كان كذلك.
- لو كان جامعا للأحرف السبعة لما احتاج عثمان إلى التوثق من الصحابة في صحفهم التي قبضها منهم، وكان يكفيه أن يجمعها ويتلفها وينسخ من مصحف أبي بكر، لكنه أراد أن يجمع من مجموع مصاحف الصحابة وصحفهم المتفرقة مصحفا واحدا يجتمعون عليه.
ومما سبق نستنتج أن مصحف أبي بكر لم يكن جامعا للأحرف السبعة، ومن ادعى هذه الدعوى قد جانب الصواب، ودعواه تلك مبنية على أمور عقدية يعتقدها لا دليل صحيح ثابت عليها.

س5: ما سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان؟
كتب المصحف العثماني على حرف واحد، وخطه محتمل لأكثر من حرف، إذ لم يكن منقوطا ولا مضبوطا. وإن القراءات التي يقرأ بها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة، إنما هي بعض الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وهي تشتمل على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفا منها، والتي أجمع الصحابة ومن بعدهم عليها، واطرح ما سواها مما يخالف خطه.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 ذو القعدة 1442هـ/18-06-2021م, 01:31 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
المصحف ما جُعل في صحائف مضمومة إلى بعضها، مجموعة بين دفَّتين. فتسمية القرآن بهذا الاسم جارية على هذا الأصل، وذلك لأن "الصحيفة" سُميت مُصحفاً إذا ضُمَّت؛ أما إذا كانت متفرقة جمعت على صُحُف وصَحَائف.
وكثرة القائلين من اللغويين بنحو هذا المعنى يشعر باتّفاق على مأخذ التسمية.
قال الخليل بن أحمد: (وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن).
وقال الفراء: (وَقَوله: "مُصحفٌ" مِن أُصْحِفَ، أَي جُمِعت فِيهِ الصُّحُف...).
وفيه ثلاث لغات:
الأولى: بضم الميم؛ فهو مصدرٌ من أُصْحِفَ.
الثاني: بكسر الميم، وهي لغة تميم.
قال الفراء: (يُقَال: مُصحفٌ ومِصْحَف، كَمَا يُقَال: مُطرَفٌ ومِطرَفٌ...).
الثالث: بفتح الميم، ذكرها أبو جعفر النحاس، لكنها لغة غير مشتهرة.
والأصل فيه ضم الميم، أما الكسر والفتح فإنما أوتي بهما لاستثقال الضمة.
قال الفراء: (فاستثقلت العربُ الضمة فِي حُرُوفٍ فَكسرتِ الْمِيم، وَأَصلُهَا الضَّم، فَمن ضَمّ جَاءَ بِهِ على أَصلِهِ، وَمن كَسَرَهُ فلاستثقالِه الضمة)ا.هـ.
ولا يوجد خبر صحيح في أوّل من سمَّى القرآن المكتوب مُصحفاً؛ إلا أنَّ المسلمين لم يكن لهم كتاب غيره اشتهرت تسميته بالمصحف حتى جُعلت علماً عليه. وذلك لأنه لم يكن للعرب قبل القرآن كتاب معروف بلسانهم، وإنما كانوا يكتبون ما احتاجوا إليه في صحائف متفرقة لا تبلغ أن تكون كتاباً.
فتسمية القرآن بهذا الاسم جارية على الأصل في تسمية الصحفِ المجموعة إلى بعضها بين دفتين مصحفاً، وهذا نظير أسماء القرآن الأخرى كالكتاب والذكر والفرقان؛ فإنها إذا أطلقت انصرفت إلى القرآن لأجل العهد الذهني في التعريف، وإذا وردت في سياق يراد به غيرها تقيدت به، فإذا تعدَّدَتْ أجزاء الكتاب سمّيت تلك الأجزاء "مصاحف". ولذلك كانت العرب تسمّى كُتُبَ أهلِ الكتابِ "مصاحف"، كما قال امرئ القيس:

قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفانِ ... ورسمٍ عَفَتْ آياتُه منذُ أزْمانِ
أتت حِجج بعدي عليها فأصبحت ... كَخَطِّ زَبورٍ في مَصاحفِ رُهبان
وقال الجاحظ في كتاب "البيان والتبيين" : (كانت العادة في كتاب الحيوان أن أجعل في كل مصحف من مصاحفها عشر ورقات من مقطّعات الأعراب، ونوادر الأشعار)ا.هـ.
وروي في أن تسمية ما كتب من القرآن بالمصحف كانت معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وآثار، لكنها معلولة.
وروي أيضا في منشأ تسمية المصحف آثار واهية غير صحيحة فلا يُعوَّل عليها.

س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
من أهم الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن ظهور الخلاف والتخاصم في القراءات؛ حتى اشتدّ الخلاف في بعض البلدان، وكفَّر بعض الجهّال بعض من قرأ غير قراءتهم، وكادت أن تكون بينهم فتنة بسبب ذلك.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان - وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق - فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة؛ فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان؛ فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. رواه البخاري والترمذي والنسائي في الكبرى.
قال مصعب بن سعد بن أبي وقاص: "قام عثمان فخطب الناس فقال: " أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون قراءة أبيّ وقراءة عبد الله، يقول الرجل: والله ما تقيم قراءتك فأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به..." رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة وابن أبي داوود في كتاب المصاحف.
وجمع القرآن كان عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم لما رأوه من الاختلاف فجمعوا الناس على مصحف واحد نصحاً للأمّة ودرءا للاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى.
وعن سويد بن غفلة الجعفي قال: "والله لا أحدثكم إلا بشيء سمعته من علي: سمعته يقول: "اتقوا الله في عثمان ولا تغلوا فيه، ولا تقولوا حراق المصاحف، فوالله ما فعل إلا عن ملأ منا أصحاب محمد، دعانا فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضكم يقول: قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفرا، وإنكم إن اختلفتم اليوم كان لمن بعدكم أشد اختلافا "، قلنا: فما ترى؟ قال: «أن أجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف»، قلنا: فنعم ما رأيت، قال: «فأي الناس أقرأ؟» قالوا: زيد بن ثابت، قال: «فأي الناس أفصح وأعرب؟» قالوا: سعيد بن العاص، قال: «فليكتب سعيد وليمل زيد»، قال: فكانت مصاحف بعث بها إلى الأمصار، قال علي: «والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل». رواه عمر بن شبة.
وأما ما كان من خلاف ابن مسعود في أوّل الأمر فإنّه رجع عنه.

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
اختُلف في عدد الكَتَبةِ الذين كتبوا المصاحف العثمانية:
• فعن أنس رضي الله عنه أن عثمان أمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا الصحف التي كانت عند حفصة في المصاحف. رواه البخاري في صحيحه.
• وعن كثير بن أفلح أن عثمان جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، منهم أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت. رواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف.
• وذكر ابن سيرين أن كثير بن أفلح مولى أبي أيّوب الأنصاري كان من كتاب المصاحف.
• عن خارجة بن زيد أن الذي كان يملي على زيد هو أبان بن سعيد بن العاص، رواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف.
وهو وهم، والصواب أنه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أبي أمية، وهو معدود في صغار الصحابة رضي الله عنهم، وأبان بن سعيد عمّه قتل يوم أجنادين في أوّل خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قال ابن حجر: (وقد أخرج بن أبي داود من طريق عبد الله بن مغفل وجابر بن سمرة قال: قال عمر بن الخطاب: (لا يملين في مصاحفنا إلا غلمان قريش وثقيف) وليس في الذين سميناهم أحد من ثقيف، بل كلهم إمَّا قريشى أو أنصاري، وكأن ابتداء الأمر كان لزيد وسعيد للمعنى المذكور فيهما في رواية مصعب، ثم احتاجوا إلى من يساعد في الكتابة بحسب الحاجة إلى عدد المصاحف التي تُرسل إلى الآفاق؛ فأضافوا إلى زيد مَن ذُكِرَ ثم استظهروا بأبيّ بن كعب في الإملاء).
وقد كَثُرَ استنساخُ المصاحف بعد أن جمع عثمان رضي الله عنه الناس على مصحف إمام ما كان سببا لعد من الكتبة من ليس منهم. وقد عُدّ منهم مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري جدّ الإمام مالك بن أنس، وكان من القراء زمن عثمان بن عفان، وهو من أمدادِ حِمْيَر ليس معدوداً من المهاجرين ولا من الأنصار. قال الإمام مالك في الموطأ: «ولا بأس بالحلية للمصحف، وإنَّ عندي مصحفا كتبه جَدّي إذْ كَتَب عثمان رضي الله عنه المصاحف، عليهِ فِضَّةٌ كثيرة». فالأظهر أن مراد الإمام مالك أن جدّه كتب ذلك المصحف لنفسه في ذلك الوقت.
وفيما رواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع الأنصاري عن الزهري أن من الكتبة ابن عباس وأنس بن مالك. ذكره ابن حجر. لكن هذا لا يصحّ؛ لأنه متروك الحديث لكثرة وهمه وضعف سَمْعِه، وقد قال فيه البخاري: (كثيرُ الوهم في الزهري).

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
مبحث الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان من أدقّ مباحث جمع القرآن، ولا شك أن اختلاف الأسباب والمقاصد مؤثر في منهج العمل.
والفرق بين الأسباب التي حملت كل واحد منهما رضي الله عنهما على الجمع.
فأما جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن فقد حملته الحاجة إلى حفظ نسخة مكتوبة من القرآن بعد موت كثير من حفظة القرآن في حروب الردّة، بينما حمل عثمان رضي الله عنه ما وقع من الفتنة والاختلاف في الأحرف.
وقد اشتهر في كتب علوم القرآن القول بأن ما جمعه أبو بكر كان في صحائف متفرقة، وأن آيات كلّ سورة فيه مرتبة، غير أنّه لم يكن مرتباً على السور، وأنّ عثمان هو الذي جمع القرآن في مصحف واحد ورتّبه على السور. وهو خطأ بيّن، فقد روى ابن أبي شيبة وأبو نعيم وابن أبي داوود وغيرهم عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: (رحم الله أبا بكر، كان أعظم الناس أجرا في القرآن، هو أول من جمعه بين اللوحين).
وادعى بعض أهل العلم أن ما خالف المصاحف العثمانية فهو منسوخ بالعرضة الأخيرة. ومنشأ هذه الدعوى أن للعلماء قولين في الجواز بالقراءة الشاذة الخارجة عن رسم المصحف العثماني في الصلاة:
الأول: يجوز ذلك لأن الصحابة والتابعين كانوا يقرءون بهذه الحروف في الصلاة.
الثاني: لا يجوز ذلك وهو قول أكثر العلماء، لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والتحقيق أن الإجماع على ترك القراءة بما خالف رسم المصحف لا يقتضي القول بالنسخ مطلقاً. فإن ما خالف رسم المصحف نوعان:
الأول: ما يكون من المنسوخ تلاوة.
الثاني: ما يكون مما أجمع الصحابة على ترك القراءة به بعد جمع عثمان.
ثمّ إنّ الصحابة رضي الله عنهم إنما حملهم على الجمع في زمن عثمان اختلافُ الناس في الأحرف، لا أنّ أحداً من القرّاء كان مصرّا على الإقراء بالمنسوخ، وإن من المقطوع به أن الصحابة كانوا يقرءون قبل جمع عثمان على أحرف مختلفة غير منسوخة، وكانوا يصلون بها في الجمع والجماعات ويتلونها في المجامع وحلق التعليم، ولو كان أحد منهم يقرأ بالمنسوخ لأُنكِرَ عليه.
ولما تكلّم أئمة القراء في ردّ دعوى احتواء المصاحف العثمانية للأحرف السبعة كان من أدلّتهم أنه يلزم من ذلك القول بنسخ ما لا يوافق رسم المصاحف العثمانية من الأحرف الأخرى، وذكروا أنه قول باطل، وهذا مما يدلّ على تقرر بطلان هذه الدعوى.
قال ابن الجزري: (إذا قلنا إن المصاحف العثمانية محتوية على جميع الأحرف السبعة التي أنزلها الله تعالى كان ما خالف الرسم يُقطع بأنه ليس من الأحرف السبعة، وهذا قول محظور لأن كثيرا مما خالف الرسم قد صح عن الصحابة رضي الله عنهم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم)ا.هـ
وقال مكي بن أبي طالب القيسي: (ولو كانت هي السبعة كلها، وهي موافقة للمصحف لكان المصحف قد كتب على سبع قراءات، ولكان عثمان رضي الله عنه، قد أبقى الاختلاف الذي كرهه، وإنما جمع الناس على المصحف، ليزول الاختلاف).
ذهب بعض العلماء إلى عدم الاختلاف بين مصحف أبي بكر ومصحف عثمان رضي الله عنهما. وأنّ مصحف أبي بكر كان على العرضة الأخيرة. ولو كان الأمر كذلك لما احتاج عثمان إلى أن يأخذ البيّنة على أصحاب الصحف أنها من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، ولما احتاج إلى مقابلتها على مصحف أبي بكر، ولا إلى الاجتهاد في الاختيار بين الأحرف المختلف فيها. فالعرضة الأخيرة لا تقتضي أن تكون على حرف واحد. وقد عرض ابن مسعود وزيد بن ثابت القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض عليه مرتين، وبينهما من الاختلاف في بعض الأحرف ما هو معلوم. ولو كانت المصاحف العثمانية نسخة مطابقة لمصحف أبي بكر حرفاً بحرف لما احتاج مروان بن الحكم إلى إتلاف هذا المصحف، ولما أقرّه ابن عمر على دعواه بأنه يخشى أن يكون فيه ما يخالف المصاحف العثمانية. ويكون في جمع عثمان اختيارٌ يخالف بعض الأحرف التي كانت في مصحف أبي بكر.

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟
العُسُب: جمع "عسيب" وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض.
وأما اللخاف فهي جمع "لخفة" وهي الحجارة الدقاق. وقال الخطابي: صفائح الحجارة.
وأما الرقاع فهي جمع "رقعة" وقد تكون من جلد أو رَقٍّ أو كاغد.
وأم الأكتاف فهي جمع "كَتِف"، وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا إذا جف كتبوا عليه.
وأما الأقتاب فهي جمع "قَتَب"، هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 ذو القعدة 1442هـ/18-06-2021م, 07:56 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
المصحف هو صحائف مضمومة بعضها الى بعض،والصحيفة تجمع على صحف اذا كانت متفرقة غير مضمومة، ولقد كانت العرب امة امية لاتقرأ ولا تكتب ولم يكن لهم كتاب معروف بلسانهم والكتابة فيهم قليلة جدا،فكانت مقتصرة على مايحتاجون اليه من العهود والرسائل متفرقة التي لاتبلغ ان تكون كتابا.

واشتهرت بعض الصحائف كصحيفة المتلمس، وصحيفة لقيط، والصحيفة الظالمة التي قاطعت فيها بطون قريش بني هاشم، وذكرت في اشعارهم .

قال المتلمّس في خبر صحيفته:
مَنْ مُبلِغُ الشّعراءِ عن أخَوَيْهِمُ ... خَبَراً، فَتَصْدُقَهُم بذاكَ الأنفُسُ
أودى الذي عَلِقَ الصّحيفَةَ منهما ... ونَجَا حِذارَ حِبائِهِ المُتَلَمّس

وقال الممزّق العَبدي يخاطب الملك عمرو بن هند:
أكلفتني أدواء قوم تركتهم ... وإلا تداركني من البحر أغرق
فإن يُتْهِموا أُنجِدْ خِلافاً عليهم ... وإن يُعْمِنوا مُستحقِبي الحربِ أُعْرِق
فلا أنا مولاهم ولا في صحيفةٍ ... كَفَلْتُ عليهم والكفالة تعتق

وقال لقيط بن معمر الإيادي في أبيات له بعث بها في صحيفة إلى قومه ينذرهم غزو كسرى:
سلام فى الصّحيفة من لقيط ... إلى مَن بالجزيرةِ من إِيادِ
بأنّ الّليث كسرى قد أتاكم ... فلا يَشْغَلكم سَوْقُ النِّقَادِ

وقد كانت العرب تسم كتب اهل الكتاب "مصاحف"، كما قال امرئ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفانِ ... ورسمٍ عَفَتْ آياتُه منذُ أزْمانِ
أتت حِجج بعدي عليها فأصبحت ... كَخَطِّ زَبورٍ في مَصاحفِ رُهبان

وذكرر في الموطأ عن زيد بن أسلم، أنه قال: (جاء كعب الأحبار إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقام بين يديه، فاستخرج من تحت يده مُصْحَفاً، قد تشرَّمَت حواشيه، فقال: يا أمير المؤمنين، في هذه التوراة فأقرؤها؟
فقال عمر: "إن كنت تعلم أنها التوراة التي أُنزلَت على موسى، يومَ طور سَيناء، فاقرأها آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ، وإلا فلا" فراجعه كعب، فلم يزده على ذلك).

وذكر الشيخ الداخل انه لم يقف على خبر صحيح في أول من سمى القرآن المكتوب مصحفاً؛وقال بأن تسميته بهذا الاسم جارية على الأصل في تسمية الصحفِ المجموعة إلى بعضها بين دفتين مصحفاً، ولأجل أنَّ المسلمين لم يكن لهم كتاب غيره اشتهرت تسميته بالمصحف حتى جُعلت علماً عليه.

واستدل لذلك بتسميه أسماء القرآن الأخرى كالكتاب والذكر والفرقان؛ بإنها إذا أطلقت انصرفت إلى القرآن لأجل العهد الذهني في التعريف، وإذا وردت في سياق يراد به غيرها تقيدت به.
ووردت احاديث واثار معلولة في تسمية ما كتب من القرآن بالمصحف كانت معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،منها:

1: حديث عن ابن عمر: (سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم ينهى أن يسافر بالمصحف إلى أرض العدو) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما .

2: وحديث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته» رواه ابن ماجه وابن خزيمة.

3: وحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطوا أعينكم حظها من العبادة» ، قيل: يا رسول الله، ما حظها من العبادة؟، قال: «النظر في المصحف، والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه» رواه أبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان.

وذكر السيوطي في منشأ تسمية المصحف عن ابن شهاب أنه قال: لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال: أبو بكر التمسوا له اسما فقال بعضهم السفر وقال بعضهم: المصحف فإن الحبشة يسمونه المصحف وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف).
وقال في موضع آخر: ومن غريب ما ورد في أول من جمعه ما أخرجه ابن أشته في كتاب المصاحف من طريق كهمس عن ابن بريدة قال: "أول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حذيفة، أقسم لا يرتدي برداء حتى يجمعه ثم ائتمروا ما يسمونه. فقال بعضهم: سموه السفر. قال: ذلك اسم تسميه اليهود، فكرهوه، فقال: رأيت مثله بالحبشة يسمى المصحف، فاجتمع رأيهم على أن يسموه المصحف".
وقال الزركشي: ذكر المظفري في تاريخه لما جمع أبو بكر القرآن قال سموه فقال بعضهم:
سموه إنجيلا فكرهوه وقال بعضهم سموه السفر فكرهوه من يهود فقال ابن مسعود رأيت للحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه به).
وهذه الأخبار واهية من جهة الإسناد لا يعول عليها.

س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟

في زمن عثمان رضي الله عنه اتّسعت بلاد المسلمين امتدادا للفتوحات في زمن عمر رضي الله عنه ، وظهرت الخلافات والتخاصم في القراءات ،وكاد أن تكون فتنة بين المسلمين بسبب ذلك،وكفَّر بعض الجهّال بعض من قرأ غير قراءتهم، فجاء حذيفة رضي الله عنه فأخبر عثمان رضي الله عنه، فخطب عثمان رضي الله عنه في الناس، واستشار فقهاء الصحابة وقراءهم، واجتمعت كلمتهم على جَمْعِ مصحفٍ إمامٍ تستنسخ منه المصاحف، ويلغى ما خالفه.

جاء في البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان - وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق - فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة؛ فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان؛ فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف).


س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.

قد ورد الخلاف في عدد الكتبة للمصاحف العثمانية ، ومن ذلك:
-أمر عثمان رضي الله عنه :زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا الصحف التي كانت عند حفصة في المصاحف.ذكره البخاري.

-أن عثمان جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، منهم أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت،ذكر في كتاب المصاحف من حديث ابن سيرين عن كثير بن أفلح.
وذكر ابن سيرين أن كثير بن أفلح مولى أبي أيّوب الأنصاري كان من كتاب المصاحف.

وذكر عن خارجة بن زيد أن الذي كان يملي على زيد هو أبان بن سعيد بن العاص، وهو وهم، والصواب أنه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أبي أمية، وهو معدود في صغار الصحابة رضي الله عنهم، وأبان بن سعيد عمّه قتل يوم أجنادين في أوّل خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

قال الحافظ في الفتح: (قال الخطيب: ووهم عمارة في ذلك لأن أبانَ قتل بالشام في خلافة عمر، ولا مدخل له في هذه القصة، والذي أقامه عثمان في ذلك هو سعيد بن العاص ابن أخي أبان المذكور).ا.هـ.


س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.

جمع الصديق رضي الله عنه :
السبب: موت القراء في حروب الردة فاحتاج المسلمون الى حفظ نسخة مكتوبة من القرآن.
منهج العمل:كان يكفي فيه أن تكتب نسخة منه على أيّ حرف من الأحرف السبعة إذ كلها كافٍ شافٍ، ولم يكن بين الصحابة تنازع في أحرف القراءات، بل كان كلّ منهم يقرأ كما عُلّم، ولا ينازِع غيره فيما أُقرئوا، ولا ينازعونه فيما أقرئَ، لما أدّبهم به النبي صلى الله عليه وسلم.
جمع عثمان رضي الله عنه :
السبب:الخلاف والفتنة في الأحرف بعد اتساع رقعة الاسلام .
منهج العمل:
كان لا بدّ فيه من الاجتهاد في اختيار حرف واحد من مجموع الأحرف السبعة، ولذلك اجتهدوا اجتهاداً بالغاً في الموازنة بين الأحرف المختلف فيها، وكتبوا المصاحف على ما ارتضوه من الاختيار بما يوافق لسان قريش، ولا يخالف العرضة الأخيرة، ثم انعقد إجماع الصحابة والتابعين في ذلك الوقت على الرضا بذلك الاختيار، وترك القراءة بما يخالفه، وأجمعت عليه الأمّة بعد ذلك إلى وقتنا الحاضر.

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟

العُسُب: جمع "عسيب" وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض.
واللخاف: جمع "لَخْفة" وهي الحجارة الدقاق، وقال الخطابي: صفائح الحجارة.
والرقاع: جمع "رقعة" وقد تكون من جلد أو رَقٍّ أو كاغد.
والأكتاف: جمع "كَتِف" وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا إذا جف كتبوا عليه،
والأقتاب: جمع "قَتَب" هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه، ذكرها السيوطي .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 ذو القعدة 1442هـ/19-06-2021م, 12:38 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
المصحف مشتق من أصحف ,أي جمع في صحائف مضمومة إلي بعضها البعض ولها دفتين. قال الخليل بن أحمد: (وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن. قال الفراء: (يُقَال: مُصحفٌ ومِصْحَف، كَمَا يُقَال: مُطرَفٌ ومِطرَفٌ، وَقَوله: "مُصحفٌ" مِن أُصْحِفَ، أَي جُمِعت فِيهِ الصُّحُف.
مبدأ التسمية بالمصحف: لم يكن للعرب كتاب قبل القرآن وإنما صحائف اشتهرت بينهم مثل صحيفة المتلمس، وصحيفة لقيط، والصحيفة الظالمة ولكن عددها لم يبلغ أن يكون كتابا. و"الصحيفة" تُجمع على صُحُف وصَحَائف إذا كانت متفرقة غير مضمومة، فإذا ضُمَّت سُميت مُصحفاً؛ فإذا تعدَّدَتْ أجزاء الكتاب سمّيت تلك الأجزاء "مصاحف". ولذلك كانت العرب تسمّى كُتُبَ أهلِ الكتابِ "مصاحف"، كما قال امرئ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفانِ ... ورسمٍ عَفَتْ آياتُه منذُ أزْمانِ
أتت حِجج بعدي عليها فأصبحت ... كَخَطِّ زَبورٍ في مَصاحفِ رُهبان

س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
ما حمل عثمان رضي الله عنه علي جمع القرآن هو الخوف من الاختلاف في القراءة وفي اللفظ القرآني حيث كان كل واحد يقرأ بما تعلم ويعلم تلاميذه فيلتقي التلاميذ فيقولون قراءة شيخي أفضل ورفع الأمر إلي المعلمين فأنكر بعضهم بعض ألفاظ القرآن , فخشي رضي الله عنه الاختلاف في الكتاب كاختلاف اليهود والنصاري في كتبهم فاستشار الصحابة ووافقوه وحضوه علي جمع القرآن في مصحف واحد ويؤيد ذلك الأثار الأتية
1. خبر إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف قال: حدثنا ابن شهاب [الزهري] عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان - وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق - فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة؛ فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان؛ فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف). رواه البخاري والترمذي والنسائي في الكبرى.
2. . وقال يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي: حدثني عبد الله بن عبد الملك الحر، عن إياد بن لقيط، عن يزيد بن معاوية النخعي قال: إني لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة قال: وليس إذ ذاك حَجَزَةٌ ولا جَلاوزة، إذ هتف هاتف: من كان يقرأ على قراءة أبي موسى؛ فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة، ومن كان يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبد الله، واختلفا في آية من سورة البقرة قرأ هذا (وأتموا الحج والعمرة للبيت) وقرأ هذا: {وأتموا الحج والعمرة لله} فغضب حذيفة واحمرَّت عيناه، ثم قام ففزر قميصه في حجزته وهو في المسجد وذاك في زمن عثمان فقال: إما أن يركب إليَّ أمير المؤمنين وإما أن أركب، فهكذا كان من قبلكم، ثم أقبل فجلس فقال: «إن الله بعث محمدا فقاتل بمن أقبل من أدبر حتى أظهر دينه، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد ثم إن الله استخلف أبا بكر فكان ما شاء الله، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عمر فنزل وسط الإسلام، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عثمان وايم الله ليوشكن أن يطعنوا فيه طعنة تخلفونه كله» رواه ابن أبي داوود.

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
1- زيد بن ثابت
2- وعبد الله بن الزبير
3- وسعيد بن العاص
4- وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام
5- أبي بن كعب
6- مالك بن أبي عامر
7- كثير بن أفلح مولى أبي أيّوب الأنصاري

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
الفرق بين جمع أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان رضي الله عنهما, أن جمع أبي بكر الصديق كان بسبب الحاجة إلي جمع المصحف في كتاب واحد لكي لا يفقد منه شيئ بموت أحد حفظه القرآن , لذا جمع القرآن بما يوافق الأحرف السبعة وكان كل واحد من الصحابة يقرأ ويعلم بالحرف الذي تلقاه من النبي صلي الله عليه وسلم. أما جمع عثمان فكان سببه الاختلاف في القراءة لذا كان جمعه علي حرف واحد من الأحرف السبعة واجتهدوا في ذلك أن يكون بلسان قريش لأن القرآن نزل بها وفي الرسم كتب بما يوافق لسان قريش وما يوافق العرضة الأخيرة, ثن انعقد اجماع الصحابة علي ذلك
س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟
العُسُب: جمع "عسيب" وهو جريد النخل العريض بعد إزالة الخوص منه واللخاف: بكسر اللام وبخاء معجمة خفيفة آخره فاء جمع "لخفة" بفتح اللام وسكون الخاء وهي الحجارة الدقاق العريضة التي يكتب علي وجهها
والرقاع: جمع "رقعة" وهي القطعة من الجلد أو الرَقٍّ أو الكاغد.
والأكتاف: جمع "كَتِف" وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا إذا جف كتبوا عليه، والأقتاب: جمع "قَتَب" هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه)ا.هـ.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 ذو القعدة 1442هـ/19-06-2021م, 08:36 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

س1: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن، دلّل على ذلك ، وبيّن الحكمة منه، وأثره على الصحابة رضي الله عنهم.
أرأ الرسول صلى الله عليه و سلم الصحابة القرآن على سبعة أحرف ، فكان بعضهم إذا سمع تلاوة غيره ظن للاختلاف أن الآخر هو مخطئ في قراءته، فيختصمان ، و كانوا يرفعون الأمر للنبي صلى الله عليه و سلم ، فيبين لهم و ينهاهم عن هذا الأمر،و مما صح من أحاديث في نهي النبي صلى الله عليه و سلم عن الاختلاف في القرآن :
عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها؛ فجئت به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فعرفتُ في وجهه الكراهية، وقال: «كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا» رواه شعبة بن الحجاج ، ورواه البخاري في صحيحه، ورواه أحمد وابن أبي شيبة والنسائي في السنن الكبرى وغيره
. وفي رواية عند ابن أبي شيبة أن ابن مسعود قال: (فعرفت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم). وفي رواية عند أحمد: (فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم)
و هذا النهي كما بين صلى الله عليه و سلم حتى لا يكونوا مثل اليهود ممن اختلفوا في كتابهم ،و لأن جيل الصحابة جيل سمعنا و أطعنا ، استجابوا للأمر و لما نهاهم عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم ،و أطمأنت قلوبهم الغيورة على دين الله ، فقبلوا الاختلاف في القراءة بينهم البعض و لم ينكروا هذا الخلاف و لا يترك أي منهم ما قرأ من حرف.

. س2: ما أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف؟
أسباب اختيار زيد بن ثابت لكتابة المصحف:
1- كان زيد بن ثابت شابًا و كوه شاب يدل أن به قوة و عنده قدرة على بذل الوقت و الجهد في تتبع آيات القرآن و سوره من عند من جمعه من الصحابة كتابة و ممن جمعه حفظًا
2- اُتصف بالعقل ، و هذا يجعله ذا ثقة و قدرة على حسن التصرف في التعامل مع الرجال و تقدير الأمور بصورة حكيمة .
3- كان رجل عدل ، أمين غير متهم ، و في هذا من الثقة فيما يجمع أنه مؤتمن عليها.
4- من أهم الأسباب تزكية رسول الله صلى الله عليه و سلم بكونه أحد كتاب الوحي في عهده صلى الله عليه و سلم، و كان راضيًا عن عرضه القرآن عليه ، و هذا خير من يسند له كتابة و جمع القرآن.

س3: ما مصير مصحف عثمان رضي الله عنه.
أُختلف في مصيره:
1- ذُكر عن مالك أنه قال عندما سئل عن مصحف عثمان بن عفان قال ( ذهب ) .
2- رُوي عن أبوعبيد القاسم بن سلام أنه رأى المصحف و أنه أُستخرج له من خزائن الأمراء ، ذكر السمهودي في كتابه( الوفاء بأخبار دار المصطفى)، أن ما ذُكِر عن أبو عبيد القاسم مفقود من كتابه القراءات.
و قد قال السمهودي مُعقبًا على كلام أبي عبيد: (وردَّه أبو جعفر النحاس بما تقدم من كلام مالك) و قال الشاطبي أيضًا عن هذا القول : وأباه المنصفون لأنه ليس في قول مالك «تغيّب» ما يدل على عدم المصحف بالكلية بحيث لا يوجد؛ لأن ما تغيَّب يُرجى ظهوره.
3- ذكر ابن الجوزي في النشر أن المصحف موجود بالمدرسة الفاضلية من القاهرة ، و هذا في سياق تعليقه على مسألة رسم ( ولات حين مناص) .
4- من الأقوال في مصير المصحف أنه اختفى و ظهر ، و عند ظهوره نُقل إلى المدينة المنورة و و وُضع في المسجد النبوي؛ ممن قال ذلك السمهودي:قال (قلت: فيحتمل أنه بعد ظهوره نقل إلى المدينة، وجُعل بالمسجد النبوي) .
و بذا يظهر أن هناك من يقول أن المصحف هو الذي بالمدينة المنورة ، و من يقول أنه الذي بالقاهرة ، و الإثنين بهما علامة الدم التي حدثت عند مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه .
و يرى السمهودي أن هناك تقليدًا للمصحف الإمام ، بوضع علامة الدم فيه عند قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} الآية كما هو بالمصحف الشريف الموجود اليوم بالمدينة، ويذكرون أنه المصحف العثماني، وكذلك بمكة، فمصحف الإمام واحد فقط.
ويؤيّد ما ذهب إليه السمهودي ما رواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة عن محرز بن ثابت مولى مسلمة بن عبد الملك، عن أبيه قال: كنت في حرس الحجاج بن يوسف، فكتب الحجاج المصاحف، ثم بعث بها إلى الأمصار، وبعث بمصحف إلى المدينة، فكره ذلك آل عثمان، فقيل لهم: أخرجوا مصحف عثمان يُقرأ، فقالوا: أصيب المصحفُ يومَ قتل عثمان رضي الله عنه.
. و قال محرز: (بلغني أن مصحف عثمان بن عفان صار إلى خالد بن عمرو بن عثمان).
و قال: (فلما استُخلِف المهديُّ بعثَ بمصحفٍ إلى المدينة؛ فهو الذي يقرأ فيه اليوم، وعزل مصحف الحجاج، فهو في الصندوق الذي دون المنبر).

س4: هل كان مصحف أبي بكر رضي الله عنه جامعاً للأحرف السبعة؟
هذا القول قيل ابتداءً من أبو موسى الأشعري ، و منطلقه أن من حفظ القرآن حفظ الأحرف السبع ، و حكى الإجماع على أنه لا يجوز منع القراءات التي نزل بها القرآن ، هذا الرأي يخالف إجماع الصحابة رضي الله عهم على ترك ما خالف مصحف الإمام من الأحرف الأخرى، ذكر ذلك عنه بدر الدين العيني في عمدة القارئ.
و قال بهذا القول و نصره تلميذ تلامذته أبو بكر البقلاني في كتابه الانتصار،و كذلك أبو عمرو الداني تلميذ جماعة من الشيوخ الأشاعرة.
و الرد على هذا القول من وجوه منها:
1- أن مصحف أبو بكر لم يكن شائعاً في الناس، ولم يكنِ القُرَّاءُ كابن مسعود وأبي موسى وأبي الدرداء وأبيّ بن كعب ، و هو مفقود ،و لا يوجد نقل يخبر عما فيه يحقق هذا القول .
2- لا يوجد نقل صحيح يدل على هذا القول من السلف ، فهذا القول محدث لا يسنده أثر، وإنما هو فهم تحصَّل من محاولات الخروج من إشكالات واردة، والتزام ما لا يلزم، وأصل المسألة عقديّ ثمّ نقل إلى كتب علوم القرآن ، من نصر هذا الرأي كان له معتقد انطلق منه و تبعه عليه من بعده؛ أن من لازم حفظ القرآن حفظ الأحرف السبع.
3- لمكانة أبوعمرو الداني في علم القراءات أخذ بقوله من لم يعرف علته و اعتبروه أمرًا مقررًا ، رغم انه ذكره احتمالًا لا تقريرًا.
4- جمع أبو بكر رضي الله عنه المصحف بين اللوحين في نسخة واحدة،و قول من قال انه كتبه بالأحرف السبعة يقتضي أن يكون أكثر من نسخة ، أو أن يكون هناك تكرار لكتابة بعض الكلمات بما يتناسب مع الأحرف السبعة ، و هذا ليس مما ثبت عن الصحابة، لم يكونوا يقرءون بالجمع بين القراءات
5- ما ذكر في هذا الشأن قيل بالإجمال، كما قال ابن عبد البرّ (ت:463هـ) في التمهيد: (وأمّا جمع أبي بكرٍ للقرآن فهو أوّل من جمع ما بين اللّوحين، وجمع عليّ بن أبي طالبٍ للقرآن أيضًا عند موت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وولاية أبي بكرٍ فإنّما كلّ ذلك على حسب الحروف السّبعة لا كجمع عثمان على حرفٍ واحدٍ، حرف زيد بن ثابتٍ وهو الّذي بأيدي النّاس بين لوحي المصحف اليوم)ا.هـ
قوله: (فإنّما كلّ ذلك على حسب الحروف السبعة) كلام مجمل وأولى ما يحمل عليه أن يقال:
1- إنّ مراده أن جمع أبي بكر كان على وجوه من الأحرف السبعة لم يتقيّد فيها بلسان قريش، ولا باختيار حرف بعينه.
2- وقد يُفهم منه أنه أراد أنّ جمع أبي بكر وجمع عليّ بن أبي طالب كان مشتملا على الأحرف السبعة. وهذا – إن كان هو مراده – فلعله فَهِم من جمع عثمان الناسَ على حرف واحد أنّ جمع أبي بكر كان على الأحرف السبعة، وأنّ جمع عليّ بن أبي طالب كان كذلك، وكلا الأمرين غيرُ لازمين.
5- .ما قاله مروان بن الحكم لابن عمر لما أراد إتلاف مصحف أبي بكر أنه يخشى أن يكون فيه ما يخالف مصحف عثمان فيه دلالة على أنّه لم يكن جامعاً للأحرف السبعة، إذ لو كان كذلك لكان مشهوراً معروفاً، ولما احتاج إلى التعبير بالخشية مع التحقق بأنّه كان جامعاً للأحرف السبعة، وكانت حجته أظهر في إتلافه لو كان كذلك.
6- ومن الأدلة على خطأ هذا القول أيضاً أنّ مصحف أبي بكر لو كان جامعاً للأحرف السبعة لما احتاج عثمان إلى التوثّق من الصحابة في صحفهم التي قبضها منهم أنها من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يكفيه أن يجمعها ويتلفها، وينسخ من مصحف أبي بكر، لكنّه أراد أن يجمع من مجموع مصاحف الصحابة وصحفهم المتفرقة مصحفاً واحداً يجتمعون عليه.

س5: ما سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان؟
قال الحافظ ابن حجر: (والحق أن الذي جُمع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به المكتوب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه بعض ما اختلف فيه الأحرف السبعة لا جميعها، كما وقع في المصحف المكي {تجري من تحتها الأنهار} في آخر براءة وفي غيره بحذف من، وكذا ما وقع من اختلاف مصاحف الأمصار من عدة واوات ثابتة في بعضها دون بعض، وعدة هاءات، وعدة لامات، ونحو ذلك، وهو محمول على أنه نزل بالأمرين معاً)ا.هـ.
و المصاحف العثمانية لم تكن منقوطة ولا مشكولة وقد وقع بينها اختلاف في بعض المواضع في الرسم، وكان القراء يقرؤون من قراءاتهم بما وافق الرسم، ويدعون ما خالف الرسم، فقرؤوا من الأحرف السبعة ما وافق الرسم، وبذلك نشأت القراءات المعروفة.
قال مكيّ بن أبي طالب القيسي(ت:437هـ): (فالمصحف كتب على حرف واحد، وخطه محتمل لأكثر من حرف إذ لم يكن منقوطاً ولا مضبوطاً).
وقال في موضع آخر: )( هذه القراءات كلها التي يقرأ بها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة، إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف، مصحف عثمان الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه، واطرح ما سواه مما يخالف خطه)
و من أنواع الاختلافات التي نشأت :الاختلاف في طرائق نطق بعض الحروف والكلمات، الاختلاف في ضبط بعض الكلمات، لاختلاف في نطق الأحرف المتقاربة مع اتحاد الرسم ، الاختلاف الذي يكون سببه عدم النقط، ما اختلف فيه الرسم بين المصاحف العثمانية

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 ذو القعدة 1442هـ/20-06-2021م, 12:12 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
الاصل في لفظ المصحف ضم الميم فهو مصدر من أصحاب فهو مصحف أي جعل في صحائف مضمومه الى بعضها مجموعه بين دفتين وقال بهذا القول الازهري ومجموعه من اللغويين ومنهم من قال بكسر الميم وهي لغه تميم وحكي بفتح الميم وذكرها النحاس ولكنها لغة غير مشتهرة

أما مبدأ تسميه المصحف فان أول كتاب باللسان العربي هو القرآن ولم يكن للعرب قبل ذلك كتاب معروف بلسانهم اذ كانوا يكتبون ما يحتاجون اليه من الرسائل والعهود في صحائف متفرقة لا تبلغ ان تكون كتابا .
والصحف اذا كانت متفرقه غير مضمومه تجمع على صحف وصفائح اما اذا ضمت سميت مصحفا فكانت العرب تسمي كتب اهل الكتاب مصاحف كما جاء عن امرؤ القيس كخط زبور في مصاحف رهبان..
لم يعرف من أول من سمى القران المكتوب مصحفا الا ان تسميته بهذا الاسم جاريه على الأصل في تسميه الصحف المجموعه الى بعضها بين الدفتين مصحفا ولاجل ان المسلمين لم يكن لهم كتاب من غيره اشتهرت تسميه المصحف حتى جعلت علما عليه وهذا نظير اسماء القرآن الاخرى فاهان إذا أطلقت انصرفت الى القران لأجل العهد الذهني في التعريف

وقد وردت آثارا معلولة في تسميه ما كتبه من القران بالمصحف كلها لا تثبت كقولهم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى ان يسافر بالمصحف الى ارض العدو بينما ما جاء صحيحا في البخاري ان الرسول الله صلى وسلم نهى ان يسافر بالقران الى ارض العدو وكذلك حديث مرزوق بن ابي الهزيل ان من مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته وذكر مصحفا ورثه وقد أعل هذا الحديث بأن مرزوق بن الهذيل لا يحتج به اذا تفرد والمحفوظ في هذا الباب عن أبي هريرة انه اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثه الا من صدقه جاريه او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له



س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
تعددت الآثار التي تحدثت عن سبب جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه للقرآن وقد ذكر العلماء بعض هذه الاثار التي تبين كل منها سببا من هذه الاسباب

ففي خبر ابراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف عن حذيفه بن اليمان لما قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينيه وأذربيجان فأفزعه اختلاف الناس في قراءه القران وتنازعهم فيه فحذر أمير المؤمنين وقال أدرك هذه الامه قبل ان يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهودي والنصارى

اما الأثر الثاني عن أبو اسحاق السبيعي عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص أن عثمان بن عفان لما رأى أن الناس في المدينه بدأوا يتمارون بالقران ويقولون قراءة أبي وهذا يقول قراءة عبد الله و يتهم بعضهم بعضا بان قراءته افضل من قراءه الاخر فكان أن جمع الصحابه كما جاء في أثر علقمه بن مرثد الحضرمي ليأخذ رأيهم في أن يجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقه ولا اختلاف

وفي أثر عبد الله بن وهب عن بكير أن ناسا بالعراق كان يسأل أحدهم عن الآيه فاذا قرأها قال فإني اكفر بهذه ففشا ذلك في الناس واختلفوا في القراءة فعلم عثمان وأمر بجمع المصاحف

وكل هذه الآثار تدل على ان السبب الرئيس لجمع عثمان هو خوف عثمان رضي الله عنه من الاختلاف في قراءه القرآن فأراد أن يجمع الناس على مصحف واحد نصحا للأمه ودرءا للاختلاف والتنازع في كتاب الله.

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
في صحيح البخاري ذكر عن أنس أن عثمان أمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام لكتابه المصحف

وفي كتاب المصاحف من حديث ابن سيرين بين أن عثمان بن عفان جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار منهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت وذكر أن كثير بن أفلح مولى أبو أيوب الأنصاري كان من الكتبة وايضا سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص

وعد منهم مالك بن أبي عامر الحميري جد الإمام مالك بن انس مع أنه قد قيل أنه ممن كتبه في زمن عثمان وليس ممن جمعهم عثمان لأن مصحفه بقي له..



س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
يمكن ان نجمل الفرق بين جمع ابي بكر وعثمان في نقاط من اولها

السبب : جمع أبي بكر الصديق كان بسبب الحاجه الى حفظ نسخه مكتوبه من القرآن بعد موت كثير من حفظة القرآن في حروب الردة
أما سبب عثمان فهو ما وقع من الفتنه والاختلاف في الأحرف فكان يريد عثمان أن يجمع الأمه على مصحف واحد لا يختلفون فيه

ثانيا في جمع أبي بكر الصديق كان يكفي ان تكتب نسخه من المصحف على اي حرف فكل حرف شاف كاف بينما كان من المهم ان يكون جمع عثمان على حرف واحد مجموعه من الاحرف السبعه لذلك كان الاجتهاد في جمع عثمان اجتهادا كبيرا وكتبوا المصاحف على ما العضوه من الاختيار بما يوافق لسان قريش ولا يخالف العرضة الأخيرة
في جمع ابو بكر الصديق لم يكن هناك تنازع بين الصحابه في احرف القراءات حيث كان كل منهم يقرأ كما عُلم بينما حصل التنازع في زمن عثمان بن عفان على القراءات

في جمع أبي بكر الصديق لم تحرق باقي المصاحف بينما في جمع عثمان حرقت باقي المصاحف ولم يبقى الا مصحف الامام ونسخه.



س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟
العسب جمع عسيب وهو جريد النخل حيث كان يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض

اللخاف جمع لخفة وهي الحجاره الدقاق وقال الخطابي صفائح الحجارة

الرقاع جمع رقعه وتكون من جلد أو رق أو كاغد

الاكتاف جمع كتف وهي عظم البعير او الشاة

الأقتاب الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11 ذو القعدة 1442هـ/20-06-2021م, 01:54 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪. المجموعة الرابعة ⚪




س1: ⚫ ما هي أسباب جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن في مصحف واحد؟

كان لاستشهاد عدد كبير من. قُراء الصحابة رضي الله عنهم في وقعة اليمامة ، عندما قاتل المسلمون مسيلمة الكذاب ، كان لفقد هم. بهذا العدد الهائل الذي وصل إلى خمسمائة وقيل
أزيد من هذا ، أن ارتاع الفاروق وفزع وخشي أن يذهب الكثير من القرآن. بموتهم فأشار على
خليفة المسلمين * الصدّيق * بجمع القرآن ، وبعد تردد من الصديق إبي بكر مخافة أن يفعل
شيء لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ،انشرح صدره لهذا الجمع ، خاصة وأن
الوحي انقطع نزوله فزال بذلك المانع من جمعه في مصحف موحد .




س2: ⚫ ما مصير مصحف أبي بكر رضي الله عنه؟


جمع الخليفة أبوبكر الصديق القرآن في قراطيس ، بعد أن كلّف الصحابي زيد بن ثابت بهذا
العمل الجليل ، وظلت هذه الكتب عنده حتى توفاه الله راضياً مرضياً ، فصارت إلى الفاروق عمر
وآلت إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها بعد وفاة أبيها عمر رضي الله عنه ، وعندما عزم
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه على. الجمع للمصحف ، استنسخها ثم ردها إليها
وبقيت عندها حتى توفاها الله ، عندها أرسل مروان وكان أميراً على المدينة إلى ابن عمر
رضي الله عنهما وعزم عليه بإرسالها إليه ، فغسلها وقيل شقها ومزقها ، وبرَّر عمله هذا قائلاً:
( إنما فعلت هذا لأن مافيها قد كُتب وحفظ بالمصحف ، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب
في شأن هذه الصحف مرتاب ، أو يقول إنه قد كان شيء منها لم يكتب )




س3: ⚫ ما موقف الصحابة رضي الله عنهم من جمع عثمان؟


اجتمع قول الصحابة جميعاً واستحسنوا جمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان الناس على
مصحف إمام، إلا ما كان من الصحابي عبد الله بن مسعود بداية الأمر ثم وافق على هذا
الجمع ، وإنما كان تأخره في البداية عن هذا الإجماع لأسباب تخصه .
ولا أدل على هذا الإجماع مما جاء عن سويد بن غفلة :
والله لا أحدثكم إلا شيئاً سمعته من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، سمعته يقول: (يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرا في المصاحف وإحراق المصاحف؛ فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منّا [جميعاً] أصحابَ محمد، دعانا فقال: « ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضكم يقول: قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفرا، وإنكم إن اختلفتم اليوم كان لمن بعدكم أشد اختلافا »
قلنا: فما ترى؟
قال: «أن أجمع الناس على مصحف واحد؛ فلا تكون فرقة ولا اختلاف»
قلنا: فَنِعْمَ ما رأيت).
قال علي: « والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل». راوه عمر بن شبة في تاريخ المدينة


وهاهو مصعب بن سعد يقول : ( أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرين
فما رأيت أحداً منهم عاب ما صنع عثمان رضي الله عنه في المصاحف ) راوه أبو عبيد في
في فضائل القرآن


س4: ⚫ هل كان الجمع العثماني مشتملاً على الأحرف السبعة أو على حرف منها؟


هذه المسألة من المسائل العلمية الدقيقة التى اختلف فيها أهل العلم اختلافاً بيناً كبيراً


▪القول الأول :
أن عثمان رضي الله عنه حمل الناس جميعاً على حرف واحد من الأحرف السبعة
ذكر هذا القول جماعة من العلماء منهم ابن القيم وابن جرير الطبري ، الذي قال :
أن الأمة كلها أطاعت إمامها العدل في جعل المصحف على حرف واحد ، وأنها رأت فيما فعل
الرشد والهداية ، فتُركت القراءة بالأحرف الست الباقية حتى اندرست وامحت آثارها .
-خطّأ شيخنا الفاضل هذا القول ، مستدلاً بأن المصاحف العثمانية لم تكن منقوطة ولا مشكولة
بل وقع اختلاف في بعض المواضع في الرسم ، وكان القرّاء يقرؤون ما وافق الرسم من قراءتهم
وبهذا ، يكونوا قد قرؤوا من الأحرف السبعة ماوافق الرسم ولم يخالفه ، ومن هنا نشأت
القراءات المعروفة ، يؤيد هذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية :
ليست هذه القراءات السبعة هي مجموع حرف واحد من الأحرف السبعة التى أنزل القرآن
عليها باتفاق العلماء المعتبرين


▪ القول الثاني :
أن جمع عثمان يحتمل الأحرف السبعة كلها ، وهذا قول بعيد لأنه خلاف مقصود
عثمان رضي الله عنه ، ذكر هذا القول جمع من الفقهاء والقراء والمتكلمين
استدل من يرى هذا القول ، بأنه لايجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الحروف السبعة
التى نزل بها القرآن .
-هذا القول ليس له مستند من الآثار ، وهو قول لو صدقنا بصحته سيجعل من كل ماخالف
الرسم يُقطع بانه ليس من الأحرف السبع ، وهو قول محظور ،فقد صحّ عن النبي صلى الله عل
عليه وسلم وعن الصحابة رضي الله عنهم. كثيراً مما هو خلاف الرسم ، ذكر هذا ابن الجزري


▪ القول الثالث :
ان عثمان رضي الله عنه اختار من الأحرف السبعة ما وافق لغة قريش والعرضة الأخيرة
وقراءة العامة ، واحتمل الرسم العثماني بعض مافي الأحرف الأخرى .
قال ابن الجزري : وهذا القول هو الذي يظهر صوابه ، لأن الأحاديث الصحيحة والآثار المشهورة المستفيضة تدل عليه وتشهد له .
* وهذا هو القول الراجح *




س5: ⚫ هل كان جمع أبي بكر في صحف غير مرتبة السور أم في مصحف واحد؟


قد صحّ أن أبا بكر رضي الله عنه قد جمع القرآن في مصحف واحد ورتبه على
السور ، هاهو على بن أبي طالب رضي الله عنه يقول ذاكراًً لعظيم عمله :
( رحم الله أبا بكر ،كان أعظم الناس أجراًً في القرآن ، هو أول من جمعه بين اللوحين )
وهذا صعصعة بن صولجان العبدي ،وقد كان من القرّاء زمن عثمان يقول :
( أول من جمع بين اللوحين وورّث الكلالة أبوبكر ) وإن من ضرورة جمعه بين لوحين
أن يكون له ترتيب ، وإن لم يتعين لعدم الوقوف عليه ، فهذا وغيره* يردُ * على من قال
أن جمع أبابكر كان صحائف متفرقة ، وأن عثمان هو الذي جمع القرآن في مصحف
واحد ورتبه على السور ، وهذا القول اشتهر في كتب علوم القرآن ، بعد أن قرره
ابن التين - في شرحه على صحيح البخاري ونقله عنه علماء لم يتعقبوه في
هذا القول واكتفوا بالنقل المجرد .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 ذو القعدة 1442هـ/23-06-2021م, 11:11 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن

المجموعة الأولى:
1. إيمان جلال (أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ]
2. رولا بدوي (أ)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س3: هذه الإجابة تحتاج إلى تلخيص، انظري إجابة الأخت إيمان على هذا السؤال، س3: من أبي الحسن الأشعري، يحسن صياغة الإجابة بأسلوبك، وانتبهي للأخطاء الإملائية]


المجموعة الثانية:
1. فروخ الأكبروف (أ+)
[أحسنت بارك الله فيك، س1: عند ذكر معنى لكلمة، نذكر مصدرها أولا، س3: اعتمدت في الإجابة على النسخ ويمكنك تلخيصه واختصاره، س4: يكفيك ذكر خلاصة المسألة كما ذكرها الشيخ الداخل في نهاية المبحث]
2. رفعة القحطاني (أ)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س1: عند ذكر معنى لكلمة، نذكر مصدرها أولا، وهنا ملاحظة هامة وهي أننا لا نعتمد على النسخ عند أداء المجلس؛ بل المجلس دربة للاختبار ثم للإجابة على هذا السؤال حين التعرض له، فهل جميع ما كتبتِ الآن تستطيعين كتابته في الاختبار؟ لذا يجب تلخيص المسائل من غير تطويل ولا إجحاف، وفهمها فهما جيدا، س2: ونذكر دليلا آخر]
3. مؤمن عجلان (أ)
[أحسنت بارك الله فيك،س1: لم تكمل مبدأ التسمية؛ فيجب أن تبين ما علاقة ما ذكرت بتسمية القرآن مصحفا؟ انظر إجابة الأخت هنادي،
س2: نبين أن ظهور ذلك إنما كان بعد الفتوحات واتساع الرقعة الإسلامية، وإقبال الناس على القرآن]
4. هنادي الفحماوي (أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س1: مصدر من أُصحف، س2: نبين أن ظهور ذلك إنما كان بعد الفتوحات واتساع الرقعة الإسلامية، وإقبال الناس على القرآن،

س3: قولك وأيضا تعني أن ابن سيرين ذكره؛ والصحيح أن نذكر ما رواه أبي داوود في ذلك، وانتبهي للأخطاء الإملائية]

المجموعة الرابعة:

1. سعاد مختار(أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س3: نلخص أسباب رفض ابن مسعود لهذا الجمع ثم سبب موافقته بعد ذلك]

ملاحظة:
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة، فانتبهوا لهذا الأمر فضلا.


وفقكم الله لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir