دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 رمضان 1442هـ/20-04-2021م, 11:20 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق

مجالس مذاكرة تفسير المعوّذتين
مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق



أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
2: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟

3: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
4: حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.
5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.


المجموعة الثانية:
1: متى نزلت المعوذتان؟
2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
5:
اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.

المجموعة الثالثة:
1:
هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟
2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟

3: تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة من شرّها.

4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟
5
: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.


المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصاره ومعرفته؟
2: اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كل نوع.
3: وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.

4: حرّر القول في المراد بالحاسد.
5:
بيّن الحكمة من تقييد الاستعاذة من شر الغاسق بــ (إذا) الظرفيّة.

المجموعة الخامسة:
1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بتفصيل مناسب.

2
: حرّر القول في المراد بالغاسق.
3: ما معنى التقييد بالظرف في قوله تعالى: {إذا حسد}؟

4:
ما الفرق بين الحسد والغبطة؟
5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الفلق.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 رمضان 1442هـ/21-04-2021م, 04:46 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
المعوذتان هما سورتا الفلق والناس، "قل أعوذ برب الفلق" و "قل أعوذ برب الناس".
الأدلة والشواهد:
اشتهر هذا الاسم للسورتين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جاء في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه ب "قل هو الله أحد" وبالمعوذتين جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده).
من فضائل المعوذتان:
1) قراءتهما في الرقية طمعا في الشفاء.
الأدلة والشواهد: جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات (الإخلاص والمعوذتين)، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي).
2) للتعوذ بهما من عين الجن والإنس.
الأدلة والشواهد: جاء في جامع الترمذي وسنن ابن ماجه والنسائي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما، وترك ما سواهما.
3) قراءتهما قبل النوم إذا المسلم إلى فراشه.
الأدلة والشواهد: جاء في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: "قل هو الله أحد" و "قل أعوذ برب الفلق" و "قل أعوذ برب الناس" ثم يمسح بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ثلاث مرات.
4) لم يُرَ مثلهما قط، حيث لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلهما.
الأدلة والشواهد: جاء في صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط "قل أعوذ برب الفلق" و "قل أعوذ برب الناس").
5) لن يُقرأ بشيء أبلغ منهما عند الله.
الأدلة والشواهد: جاء في مسند الإمام أحمد وسنن النسائي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال: "اتبعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو راكبٌ فوضعت يدي على قدمه؛ فقلت: أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف، فقال: (لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من "قل أعوذ برب الفلق" و "قل أعوذ برب الناس").
6) ما تعوذ الناس بأفضل منهما.
الأدلة والشواهد: روى النسائي عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المعوذتين: (ما تعوّذ الناس بأفضل منهما).

2: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أصالة ولكل مؤمن بالتبع.
وقد جاء في البخاري عن الحكمة من إثباتها في التلاوة: أن زرا بن حبيش رحمه الله سأل أبي بن كعب رضي الله عنه عن المعوذتين، فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (قيل لي فقلت)، فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكلمة "قل" من القرآن الذي أمرنا بتلاوته فهي من كلام الله، ولو حذفت لأوهم ذلك استعاذة الرب جل جلاله، وهو متنزه عن ذلك، فإن الله يعيذ ولا يستعيذ، وإنما أمر عباده بالاستعاذة.

3: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
الاستعاذة تعني قول: أعوذ.
• وأعوذ تعني: ألتجئ وأعتصم وأستجير.
• حقيقتها: طلب الأمان مما يخاف منه.
• شروط الاستعاذة الصحيحة:
- صدق التجاء القلب إلى الله.
- اتباع هدى الله فيما يأمر الله به العبد وينهاه.


4: حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.
جاء عن المفسرين عدة أقوال للمراد بالنفاثات، يمكن اختصارها إلى خمسة أقوال:
القول الأول: السواحر والسحرة، أي أن المراد الذكور والإناث من السحرة. قاله الحسن البصري رواه الطبري وصححه ابن حجر في فتح الباري. وهو القول الراجح.

القول الثاني: النساء السواحر. قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ومقاتل، والفراء، وأبو عبيدة، وقد اشتهر هذا القول لأن البخاري قد ذكره في صحيحه، وكذلك ابن جرير قد صدره في تفسيره للآية. فاشتهر في كتب التفسير وشروح الحديث وكتب اللغة، فهو قول جمهور المفسرين. وقد خرّج ابن عثيمين رحمه الله هذا القول بتخريج معتبر وجيد بالتالي:
- أنه من باب التفسير بالمثال ولا يعني حصر المراد فيه، فيدخل الرجال السحرة في الآية.
- أن التأنيث هنا خرج مخرج الغالب، فيتعلق الحكم بالعلة لا بصيغة الخطاب.

القول الثالث: بنات لبيد بن الأعصم على اعتبار أن السورة نزلت بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره النحاس دون نسبته لأحد، ونسبه الواحدي لأبي عبيدة وتبعه في ذلك البغوي، ثم كثر في التفاسير نسبة هذا القول لأبي عبيدة وبعضهم يذكره دون عزو، حتى أن الكلبي رجح هذا القول.
والصحيح أن هذا القول لا أصل له، فالذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم هو لبيد بن أعصم وليس بناته.

القول الرابع: النفوس والأرواح. ذكره الزمخشري من باب الاحتمال، وذكره الرازي وعدد من المفسرين، ورجحه ابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب.
وسبب ترجيح ابن القيم لهذا القول هو أن تأثير السحر إنما يكون من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح الشريرة ويظهر سلطانه منها، ويؤيده أن النفاثات جاءت بلفظ التأنيث دون التذكير، فيكون الموصوف هنا محذوفا وتقديره: ومن شر النفوس النفاثات.
وقد علق الشيخ المطيري بأن هذا القول بعيد للأسباب التالية:
أولا: أن هذا غير المتبادر للذهن، ولو كان كذلك لتبادر لذهن المفسرين طيلة خمس قرون قبل الزمخشري، وإنما قاد إليه إرادة الهروب من إشكال ورود اللفظ بصيغة المؤنث.
ثانيا: أن النفث في العقد هنا نظير الحسد من جهة أن التأثير فيهما من قبل الأنفس، ومع ذلك ورد لفظ (الحاسد) بصيغة المذكر، وورد النفث بصيغة المؤنث، فالتفريق بين المتماثلين باطل.
ثالثا: أن المعهود في خطاب الشرع إسناد الفعل للشخص لا للنفس، وعند إرادة إسناده للنفس يصرح بذكر النفس، مثاله قوله تعالى: "وجحدوا بها واستيقنتها أننفسهم".

القول الخامس: الجماعات التي تنفث، فالتأنيث للجماعة صحيح. قاله الزمخشري والرازي واشتهر في كتب التفسير التي تنقل عنهما كثيرا.
وقد علق الشيخ المطيري على هذا القول بأنه بعيد، لأنه يخرج إرادة عمل الفرد منهم وهو كثير جدا، وما يجتمع عليه السحرة من العمل قليل جاد في جنب ما ينفرد به كل ساحر، والأقرب منه أن يكون الجمع لأجل طوائف ما ينفث. وقال الشيخ المطيري: وهذا القول وإن كان صحيحا لغة، إلا أنه لم ينص عليه أحد من المتقدمين.

والراجح في هذه المسألة: أن الآية تشتمل على الاستعاذة من شر كل سحر نفث فيه وعقد من سحرة الإنس رجالا ونساء، وسحرة الجن، وسحرة الشياطين.

5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.
أجمعت الأمة على تحريم الحسد.
الأدلة والشواهد: جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث). والنهي هنا للتحريم لا للكراهة.
أما الأسباب التي تحمل عليه فهي، فقد ذكر الشيخ عطية سالم أمران، هما:
1) ازدراء المحسود، حيث لا ينبغي للمسلم أن يحقر أخاه المسلم ولا يزدريه ولا يفخر عليه، فالله قد يوفق بعض الناس لخبايا لهم من الأعمال الصالحة قد لا يدركها كثير من الناس.
2) إعجاب الحاسد بنفسه، واعتقاد فضيلتها وأنها تستحق الإكرام بما يليق بها، فيبتغي الشرف عند الناس، ومتى ما استؤثر عليه بشيء من التكريم انبعثت نار الحسد من قلبه، وتمنى زوالها عن المحسود وانتقالها إليه.
وكما قال البيهقي: (الحاسد يعتبر إحسان الله تعالى إلى أخيه المسلم إساءة إليه، وهذا جهل منه، لأن الإحسان الواقع بمكان أخيه لا يضره شيئا، فإن ما عند الله واسع).
أما كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها، فيكون:
- بمعالجة القلب.
- معرفة قدر النفس، وعدم الإعجاب بها واعتقاد فضيلتها، فيبصر عيب نفسه مشتغلا به عن عيوب الناس.
- أن فضل الله يطلب بما هدى الله إليه وليس بمعصية الله، فيقبل على ما ينفعه ويقربه من ربه، موقنا بأن الفضل لله وحده يؤتيه من يشاء، ويسأل الله من فضله.
- عدم احتقار الغير.
- الدعاء للمنعم عليه بالبركة.
- الاستعاذة بالله من شر النفس.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 رمضان 1442هـ/23-04-2021م, 12:05 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصاره ومعرفته؟

يمنع العبد من رؤية الحق وجود غشاوة على قلبه ، و الغشاوة لها سببان :
1- غشاوة على البصر سببها ما جُبل عليه الإنسان من جهل في أصله ؛ قال تعالى ( إنه كان ظلومًا جهولًا ) و قال تعالى في الحديث القدسي: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم).
السبيل إلى الإبصار فلق الله لهذه الغشاوة و هذا الحجاب الذي يمنع عنه الهدى ، قال تعالى في حق المؤمنين (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً) ، فمن حقق الشرط من المؤمنين ؛ التقوى ،هداه الله للفرقان بين الحق و الباطل ، يميز بينهم و يتبع الحق و لذا يدعو المؤمن ( اللهم أرنا الحق حقًا و أرزقنا اتباعه ) .
و هداية الله عبده للحق و بيانه له هو من آثار ربوبيته التي يعتقدها المؤمن.
و قال تعالى ( و وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)
أما من كان مؤمنا صاحب معاصي ، فذلك يسير بقلب فيه نور يغشاه ظلمة ، إذا قوي الإيمان في قلبه أنار الله له نور الحق و حفظه من اتباع الباطل ، لكن إذا كانت ظلمة المعاصي طاغية على قلبه ، فهو قد يصل للران الذي يمنع عنه نور الهدى فيظل في غيه و ضلاله .

2- غشاوة هي من عقاب الله لمن كفر و أعرض ، فيطبع على قلوبهم و يختم ، فلا يجد النور و الهدى لقلوبهم سبيلا ؛ قال تعالى (خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .
و من هؤلاء من قال الله فيهم : ( وذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (
هؤلاء من رأوا نور الإيمان و أظلهم الإسلام بحق كلمة التوحيد ، فصانوا حياتهم و أموالهم ، و لكن غشيتهم ظلمة الكفر و فارق الإيمان قلوبهم ، فهم كمن استوقد نارًا
( مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون * صم بكم عمي فهم لا يرجعون)
حكم الله عليهم بفعلهم و كفرهم و اعراضهم أنهم لا يرجعون للحق ما داموا على حالهم .
فهذا حال المنافقين والكافرين والعياذ بالله، وأما المؤمنون فإن الله يخرجهم من الظلمات إلى النور.
و ما نتحدث عنه هي أمور معنوية ، لا نلمسها يأيدينا و لكن نراها بقلوبنا، فتن تتوالى ، شبهات تعرض على القلب ، شهوات تثار داخل النفس ، و ليس من معين على تخطي هذه الأبواب إلا الله عز و جل ؛ النور ، رب الفلق ، الهادي إلى الحق و إلى الصراط المستقيم.

2: اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كل نوع.
قال تعالى ( من شر ما خلق )، الله لا يخلق شرًا محضًا و لكن ما هو شر من جانب هو خير من جانب آخر ، و الشرور هنا عامة و لها أنواع .
أنواع الشرور :
1- شرور حجب وإمساك للخير؛ تحجب و تمنع عن العبد حاجته؛ الجسدية أو القلبية ، (منها شرور حسية و شرور معنوية و من أمثلتها؛ شر النفس، وشر سيئات الأعمال، وشر الشيطان، وشر السحرة والحسدة) .
2-شرور عدوان وهجوم بالشر ( شرور حسية ؛ كالبغاة، وشرور كل دابةّ).
و هذه الشرور تؤذي العبد و تضره و تصيب جسده بالمرض و قد تكون سببًا لموته.
بعض المخلوقات تكون سببًا في حجب و إمساك الخير و بعضها مما يهجم على العبد و يؤذيه و منها ما يجمع بين النوعين .
و حاجة العبد التي قد تُحجب ؛ حاجة جسد و حاجة روح، حاجة الجسد للغذاء السليم المتوازن الذي يكفل له صحته ، و حاجة الروح لغذائها من العلم الشرعي و الإيمان الذي يكفل لها السلامة الصحية.
و الروح تحتاج للوقاية من أسباب الحرمان و حجبها، من الوقاية من شر النفس الأمارة بالسوء ، و من شرشياطين الإنس و الجن ، فمت تحققت هذه الوقاية عصمت النفس من الشبهات و الشهوات و من عمل المعاصي و فتحت له أبواب الخير و الهداية و رفعت حجب الجهل و الضلال ،و غلقت أبواب الشرور و هذا لا يكون إلا برب الفلق ،إيمانًا و استعاذة و توكل عليه..
و يخشى العبد أمران ؛ الخذلان و المخالفة ، بقدر ما تحقق إيمان العبد و استعانته بالله ، بقدر ما حفظ الله من شر من يخذله و يخالفه ،( كالحاسدين ) .
و عليه فمدار الأمر إقامة أمر الله وتوحيده و طاعته و رسوله ، بقدر ما كنت على الطريق تنال ولاية الله لك و توفيقه و نصره على الشرور التي تقابلك.
قال تعالى (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).
و قال تعالى في الحديث القدسي (عن أبي هريرةَ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: منْ عادى لي وَلِيّاً. فقدْ آذنتهُ بالْحرْب. وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ: وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه) رواه البخاري.

3: وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.
استحضار معاني المعوذتين و قراءتها بقلب حاضر هو من أسباب قوة تأثير المعوذتين كرقية ، و نرى من يقرأها و يكررها و لا يجد لها أثرًا و من يقرأها عددا قليلا و يجد الأثر ، العبرة باستحضار معاني المعوذتين بالقلب و العقل ، فهي كلام مؤثر بإذن الله ، بحسب ما يكتب الله و يقدر ، فكيف لمن يقرأها بلسانه و لا ينظر قلبه لله أن ينتفع بها؟ كيف من يرى أنها مؤثرة بذاتها أن يرى لها أثرًا ، كيف لمن يجهل معانيها أن ينال ثمارها ؟

4: حرّر القول في المراد بالحاسد.
ذكر قولان :

1- القول ألأول : العموم ؛ أي كل حاسد ، و هو مفهوم كلام كلًا من قتادة عطاء الخرساني و نص عليه ابن جرير.
قال ابن جرير: (أُمِرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شر كل حاسد إذا حسد).
و هو ما اختاره الشيخ عبد العزيز الداخل و قال ( هذا هو الصواب إن شاء الله) ، عقب عليه بأنه ما قال به جمهور المفسرين.
و بين الشيخ الداخل سبب اختياره: (حاسدٍ) هنا نكرة، والتنكير فيه لإرادة العموم، أي: ومن شر كل حاسدٍ.
2- القول الثاني: المراد هنا اليهود ؛ وهو ما قاله كلًا من عبد الرحمن بن زيد ومقاتل بن سليمان، واختاره البغوي في تفسيره، أما في شرح السنة فاختار القول الأول كما ذكر الشيخ عبد العزيز الداخل.
3- القول الثالث: المراد به لبيد بن الأعصم؛ هو من سحر الرسول صلى اله عليه و سلم ، وهذا ما قاله الفراء، وذكره بعض المفسرين بعده ، كما ذكر الشيخ عبد العزيز لداخل.
و بالنظر إلى الأقوال فالقول الأول أصحها ، و هو يفيد العموم ،و القولين الثاني و الثالث هما من التفسير بالمثال .
5: بيّن الحكمة من تقييد الاستعاذة من شر الغاسق بــ (إذا) الظرفيّة.
لأن أشد الأوقات التي يخشى منها في الليل عند وقوبه ، من خروج الشياطين و الفتن ، الهوام ، ويحصل فيه من الشرور والآفات مما لا يعلمه إلا الله .
و من ذلك أمر النبي صلى الله عليه و سلم بكف الصبيان عن اللعب عند بدء الليل و دخول الظلام . كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كفّوا صِبيانكم حتى تذهب فَحْمَةُ -أو فورة- العشاء ساعةَ تهبُّ الشياطين.
و عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ترسلوا فَواشيَكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فَحْمَةُ العشاء، فإنَّ الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء)).
و عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو يعلم الناس ما في الوَحدة ما سار راكب وحده بليلٍ أبداً)).
فليس الليل كله نخشاه ، بل عند وقوبه يكون الخوف و الخشية ، لذا جاء تحديد الليل بإذا الظرفية أي عند.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 رمضان 1442هـ/23-04-2021م, 02:37 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
المجموعة الأولى:
1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
المراد بالمعوذتين سورتا الفلق والناس {قل أعوذ برب الفلق} ، و{قل أعوذ برب الناس}.
وقد جاء في هذه التسمية أحاديث وآثارٌ عن الصحابة والتابعين ما يدل على كونها مشهورة من عهد النبي صلى الله عليه. منها:
-ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ{قل هو الله أحد} وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده).
-عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجانّ وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان؛ فلما نزلتا أخذ بهما ، وترك ما سواهما).
رواه الترمذي وابن ماجة والنسائي.


وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})). وفي هذا بيان أنهما من كرامة الله تعالى لهذه الأمة.
وقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم في المعوّذتين ترغيباً عظيماً. وقد روى الإمام أحمد النسائي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (اتبعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو راكبٌ فوضعت يدي على قدمه؛ فقلت: أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف.
فقال: ((لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}))
وروى النسائي عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المعوذتين: ((ما تعوّذ الناس بأفضل منهما)).
وكان يواظب صلى الله عليه وسلم على قراءتهما والرقية بهما ويأمر بذلك.
قال عقبة بن عامر رضي الله عنه: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة). رواه أحمد والنسائي.
ولهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن خبيب: (( {قل هو الله أحد}، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك من كل شيء)).

فكل هذا يدل على وجوب تعلمهما والتفكر في معانيهما والتعرف على ما فيهما من الهدايات العظيمة.

2: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟
الخطاب هنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أصالة، ولكل مؤمن تبعا.
أما إثبات {قل} في التلاوة فله سببان:
الأول: لأنه نزل كذلك من الله تعالى. فقد روى البخاري عن زر بن حبيش رحمه الله أنه قال: سألت أُبيَّ بن كعب -رضي الله عنه- عن المعوذتين فقال: (سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ: (( قيل لي فقلت)) فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم).
الثاني: لإيهام حذف {قل} استعاذة الرب جلَّ جلاله، وهو متنزه عن ذلك.
3: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام بمن في يده العصمة. وحقيقتها طلب الأمن مما يخاف منه، فهي نوع من أنواع الدعاء.
الاستعاذة الصحيحة لا بد أن تجتمع فيها ثلاثة شروط:
الأول: أن يكون فيها صدق التجاء القلب إلى الله تعالى.
فذلك بالجمع بين إيمان العبد بأنه لا يعيذه إلا الله، والتوكل على الله وحده، وإحسان الظنَّ به، والصبر على ما يصيبه حتى يفرج الله عنه؛ وبين عدم نقضها وتضعيفها بالاستعجال وترك الدعاء أو التسخط والاعتراض.

الثاني: أن تكون بذكر ما يشرع من التعويذات المأثورة، وما في معناها مما يصحّ شرعاً.
فيجب تجنب ما يحدثه بعض الناس من التعويذات المبتدعة.
الثالث: أن تكون باتباع هدى الله تعالى فيما يأمر به العبد وينهاه، لا سيما في ما يتعلق بأمر الاستعاذة.
إذا الاستعاذة الصحيحة هي التي تكون بالقلب والقول والعمل بما تكون نافعة لصاحبها.
وبتوفر هذه الشروط يصل العبد إلى درجة المتقين، بل ربما يصل إلى درجة المحسنين الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى، فيكون ممن أوجب الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه.
وبإخلال شرط من هذه الشروط تكون الاستعاذة ناقصة بغفلة القلب ولهوه عن الاستعاذة. بل قد تكون باطلة بتخلَّف أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة.


4: حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.
اختلف المفسرون في المراد بـ"النفاثات في العقد" على أربعة أقوال:
الأول: العموم، فيشمل الذكور والإناث من السحرة. رواه الطبري عن الحسن، وصححه ابن حجر في الفتح.
الثاني: النساء السواحر. وهذا قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ومقاتل بن سليمان، والفراء، وأبي عبيدة، والبخاري، والزجاج، والطبري، والزمخشري احتمالا.
ولما يوهم هذا القول التخصيص ذكر في تخريجه ثلاثة أقوال:
الأول: أنه ذكر على سبيل التمثيل. فالتفسير بالمثال لا يفيد الحصر.
الثاني: أن التأنيث خرج مخرج الغالب، فيتعلق الحكم بالعلة لا بصيغة الخطاب.
وعلى هذين التوجيهين لا تنافي بين القول الأول والثاني، بل يكونان بمعنى واحد؛ لأن النفث في العقد هنا سحر بإجماع السلف، فالاستعاذة تشمل سحر الرجال وسحر النساء.
الثالث: أن المراد هنا بنات لبيد بن الأعصم. ذكره النحاس، والواحدي ونسبه إلى أبي عبيدة، وتبعه على ذلك البغوي، ورجحه ابن جزي الكلبي.
وهذا التخريح مبني على أن السورة نزلت بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا يخفى ضعفه؛ لأن الذي سحر هو لبيد بن الأعصم وليست بناته.
وهذا القول -أن المراد: النساء السواحر- هو قول جمهور المفسرين.
واشتهر هذا القول لأسباب:
الأول: لأنه نسب خطأ إلى مجاهد وعكرمة وقتادة.
الثاني: لأن ابن جرير صدَّره في تفسيره للآية.
الثالث: عدم ذكر بعض المفسرين إلا هذا القول ما يوهم الإجماع. فقد ذكره ابن كثير عن مجاهد وعكرمة وقتادة والضحاك وترك غيره من الأقوال.
ولعل مما يعتذر له به أن ابن جرير صدر تفسيره للنفاثات بأنهن السواحر ثم قال: (وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل).
ثم أورد آثاراً عن هؤلاء الأئمة، لكن هذه الآثار ليس فيها نص على أن المراد بالنفاثات السواحر إلا ما رواه عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وعلى كل فالقول الأول والثاني بينهما قدر مجمع عليه، وهو أن الاستعاذة من شر السحر.
أما مسألة شمول لفظ الآية للسحرة من الرجال فهي مسألة أخرى زائدة على القدر الذي وقع عليه الإجماع.
الثالث: النفوس النفثات. ذكره الزمخشري احتمالا، وذكره الرازي، وذكره ابن القيم في بدائع الفوائد، وذكره أيضا محمد بن عبد الوهاب في اختصاره لتفسير المعوذتين ورجحاه.
وعلى هذا القول يكون الموصوف محذوفا.
وضعف هذا القول من ثلاث جهات:
الأولى: عدم مبادرته إلى الذهن. وإنما قاد إليه إرادة الهروب من إشكال ورود اللفظ بصيغة المؤنث.
الثانية: أن النفث في العقد هنا نظير الحسد من جهة أن التأثير فيهما من قبل الأنفس ، ومع ذلك ورد لفظ (الحاسد) بصيغة المذكر ، وورد النفث بصيغة المؤنث، فيكون في هذا ما يلزم من التفريق بين المتماثلين، وهو باطل.
الثالثة: مخالفته للمعهود في خطاب الشرع، حيث أسند الفعل للشخص لا للنفس، وعند إرادة إسناده للنفس يصرح بذكر النفس كما في قوله تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم}.
القول الرابع: {النفاثات} الجماعات التي تنفث، والتأنيث لأجل الجماعة. ذكره الزمخشري احتمالا، وفسر الرازي هذا القول تفسيرا فيه بعد.
وهذا القول- وإن كان صحيحا لغةً- لكن لم ينصَّ عليه أحد من المتقدمين في تفسير الآية، لكن يغني عن النص على ذلك اجتماعهم على أن هذه الآية تشتمل على الاستعاذة من شرّ كل سحر نفث فيه وعُقد.

5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الحسد ما يدل على تحريمه.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَقَاطَعُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْوَاناً ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ)). رواه البخاري ومسلم، ولهما من حديث أبي هريرة نحوه.
ومن أسباب الحسد:
-اعتبار الحاسد إحسان الله إلى غيره إساءة إليه. قال البيهقي في شعب الإيمان: (الحاسد يعتبر إحسان الله تعالى إلى أخيه المسلم إساءة إليه، وهذا جهل منه لأن الإحسان الواقع بمكان أخيه لا يضره شيئاً، فإن ما عند الله واسع).
-ازدراء المحسود.
-إعجاب الحاسد بنفسه.
ذكرهما الشيخ عطية سالم.

وعلاج هذا لا يكون إلا بالعلم والتسليم لما قدر الله تعالى، فإن الفضل بيده تعالى، يؤتيه من يشاء من عباده، فالأسباب التي يوفق الله تعالى بها عباده قد تكون خفية على كثير من الناس.
وإذا نظر العبد إلى نفسه نظر مقصر علم أنه ما يوفق لشيء إلا بتوفيق من الله تعالى بما خلص من الإعجاب بنفسه وتحقير غيره من المسلمين.
فإذا ذهب عنه إعجابه بنفسه واعتقاده فضيلتها ولم يحتقر غيره، لم يحسد لذهاب دوافع الحسد وأسبابه التي تثيره وتحمل عليه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 رمضان 1442هـ/25-04-2021م, 12:27 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:

1: متى نزلت المعوذتان؟
نزلت المعوذتان في المدينة لورود أكثر من دليل على ذلك:
حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط بل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس) وعقبة ممن أسلم بعد الهجرة وقول الرسول صلى الله عليه وسلم أنزلت الليلة تدل على حداثة نزولها عند التحديث.
٢-حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلنا أخذهما وترك ما سواهما .
وأبو سعيد من صغار الأنصار قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وهو غلام.
٣_ بعض المفسرين كالزجاج قال أنهما مكيتان وهو قول ضعيف لا يصح.




2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
أن السحر الذي أصاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر في عقله وتبليغه للرسالة بلا خلاف قال السهيلي: الحديث ثابت خرجه أهل الصحيح فلا مطعن فيه من جهة النقل..وقد ذكر ابن القيم أن أهل الحديث لم يتكلموا في حديث سحر النبي بكلمة وهم أعلم بأحوال الرسول من المتكلمين

أما من جهة العقل فلا تنفى لأن العصمة إنما وجبت للرسل والأنبياءفي عقولهم وأديانهم وأما أبدانهم فإنهم يبتلون بها بالجراحة والضرب والسموم

والسحر الذي أصيب به النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت في بعض جوارحه دون بعض.
وأما ما ذكره بعض المعتزلة أن الإقرار بالسحر قدح في عصمة الرسول وأنه موافقة الكفار في قولهم (إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) فأجاب أهل العلم أن المسحور في الآية الذي أصابه جنون بسبب السحر فخبله أما الذي لم يؤثر السحر في عقله فلا تجعله الآية.




3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
لا بد أن يعلم أن الاستعاذة الصحيحة لا بد أن يتوفر فيها شرطين أن يتبع هدي الله فيما يأمره الله وينهاه ويكون فيها صدق الالتجاء من القلب لله.

١- استعاذة باطلة وهي التي نقص منها أحد هذين الشرطين من الإخلاص والمتابعة مثل الاستعاذات الشركية فيستعيذون بالله وبغيره أو الاستعاذات البدعية.
٢_ استعاذة ناقصة فهي وإن خلت من الشرك والبدعة لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لضعف الالتجاء لله وضعف الاستعانة به والتفريط في اتباع هداه فيستعيذ وقلبه غافل لاه.(إن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل) والاستعاذة دعاء.
٣_استعاذة المتقين وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبلة بإذن الله وتكون بالقلب والقول والعمل.
فقلبه ملتجئ لله بصدق ويؤمن أنه لا يعيذه إلا الله
ولا يتعوذ إلا بالتعويذات المشروعة المأثورة.
ويتبع هدى الله فيما يتحقق من الاستعاذة.
٤_استعاذة المحسنين وهي أعلى درجات الاستعاذة وهم الذين حققوا صفات ولاية الله من أداء الفرائض والإكثار من النوافل.فقال الله واعدا إياهم (ولئن استعاذني لأعيذنه)

4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
هو ما يصيب المحسود من أذى بسبب فعل الحاسد من الحسد فشر الحاسد على نوعين:
١-شر نفسه وعينه كما قال قتادة (من شر عينه ونفسه)

٢-ما ينشأ من الحسد من الحسد والبغي وقول السوء أو استعمال السحر

فالحاسد إما أن يصرف همته لمنع خير أو جلب ضر والاجتهاد في إيقاع الأذى ما استطاع.
أما أنواع الحاسدين:
إبليس وذريته من الشياطين.
الكفار واليهود والنصارى كما جاء في آيات القرآن ومنها (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم كفارا حسدا من عند أنفسهم) وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)
فالحسد عام وخاص

أما العام فهو حسد الكفار والشياطين والمنافقين والسحر.
والخاص الذي يكون على الشخص نفسه أو على طائفة بخصوصها.

5: اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.
الوقبة هي النقرة التي تكون في الحجر أو الجبل يجتمع فيها الماء .
وذكر الأصمعي أنها النقرة في الجبل .
وكذلك النقرة في كتف الإنسان وتجويف عظام العين تسمى وقبة

والكوة في الجدار تسمى وقبة

والوقوب مصدر ووصف جامع لحال دخول الغاسق في نقلته..فللغاسق محلا يقب من خلاله أو يقب فيه.
فالوقبة قد تكون مصمتة يدخل فيها فقد كالنقرة في الجبل وقد ينفذ من خلالها كالكوة في الجدار.فالليل له وقب يدخل فيه (يولج الليل في النهار).
أما معاني وقوب الغواسق فكل ما فسر به الغاسق له وقبته:
فالسحر له موضع إذا دخل في جسد الإنسان تتأثر به روحه
والعين والفتن والشرور لها مواضع تدخل إليها فتؤثر بذلك.
والكلمة قد تدخل قلب الإنسان فتتمكن منه وتؤثر فيه.
والنفاق ينبت في القلب وينمو ويزداد حتى يستولي على القلب إذا لم يتب العبد إلى ربه.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 رمضان 1442هـ/30-04-2021م, 01:04 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق

المجموعة الأولى:
1: إيمان جلال أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج4: القول الثالث هو أحد تخريجات القول الثاني.

2: فروخ الأكبروف أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج4: القول الرابع هو القول الذي مال إليه الشيخ الداخل حفظه الله، لكنه يختلف في توجيهه مع الرازي، فالرازي فسّره بأنه الجماعات التي تجتمع على السحر، أما الشيخ الداخل فوجهه إلى أن المراد به طوائف ما ينفث ويعقد


المجموعة الثانية:
3: هنادي الفحماوي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الرابعة:
4: رولا بدوي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 شوال 1442هـ/23-05-2021م, 01:40 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ المجموعة الخامسة ⚪


🔶 1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بتفصيل مناسب.


🔸 انبلج الصبح من ظلمة الليل ، أي انشق وانفلق فجراً أغراً من سواد الليل المدلهم ، وكذا كل انفجار وخروج وانبعاث شيء من شيء ،كما تصارع النبتة الطرية جدار الحبة الصلب حتى تطل بقوامها الغض فتملأ الأرض قوتاً وغداءً ، وتنفلق العيون من كبد الأرض عن الماء العذب الزلال رياً وحياة لكل حيّ ، ونخرج إلى هذه الدنيا من أرحام الأمهات فلقاً يتنفس الحياة خارجها بعد قرار مكين فيها إلي حين
إن الفلق وصور ه النابضة المتجددة بكل المعاني المتباينة تحيط بِنَا وتكتنفنا من أقطارنا كلها ، شاهدة دالّةً على رب الفلق -سبحانه وتعالى -




🔹 2- : حرّر القول في المراد بالغاسق.
في تنكير الغاسق في السورة دلالة على على أن هذا المسمى يقع على أشياء متعددة كثيرة ، فقد فُسر الغاسق. على أنه : الليل ، القمر ، الكوكب ، الثريا ، وهذا جاء من باب التمثيل للمعنى وليس المراد كله ، كما نصّ على هذا الماوردي. فأفاد وأجاد حين قال في تفسيره :
أصل. الغسق ( الجريان بالضرر ) مأخوذ من قولهم عشقت القرحة إذا جرى صديدها ، ولعله لو قال ( الجريان بما يحتمل الضرر) كان أبلغ في قولته وأدق
إذن الغاسق هو كل ما احتمل أذيً وجرى بسوء في الليل والنهار كائناً ما كان - لذا كان المستعيذ يستغيث بربه ليكفّ عنه شر الغاسق مطلقاً .




🔸 3: ما معنى التقييد بالظرف في قوله تعالى: {إذا حسد}؟
الحسد داءٌ دفين وعلةٌ في القلب لا تظهر في كثير من الأحيان على الحاسد ، لأن الصدر هو الذي تغلي مراجله بنار الحسد ولهيبه ، ويبقى خاملاً ساكناً لا يضر ، إلى أن تتحرك نفس الحاسد بنظرة سوء وشر ونية فساد تتمنى زوال النعمة عن المحسود ، وقد يمضي الحاسد
إلى أبعد من هذا ، فيتحرك عملياً بجوارحه بالضرر لما يمليه عليه حسده ،. وهذا هو سر التقييد بإذا الظرفية { إذا حسد } كما قال الإمام الحسن البصري عندما سُئل أيحسد المؤمن ؟ ل فقال ما أنساك أخوة يوسف ،لا أبا لك عمّه في صدرك لا يضرك ما لم تعد به يداً ولسانا


🔹 4: ما الفرق بين الحسد والغبطة؟
كل منهما يشترك مع الآخر في التمنى المتعلق بنعمة الغير ، ويفترقان في :
الحسد تمني زوال النعمة عن الغير
الغبطة تمني مثل النعمة التى عند الغير ، دون أن تزول عنه .




🔸5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الفلق.


📝 منذ سنوات طويلة قرأت كتاباً لابن تيمية وتلميذه ابن القيم. رحمهما الله تعالى ، جمع فيه المؤلف كتاباتهما عن المعوذتين ، لا أنسى كيف كان تأثير قراءتي له ، في بناء تصور عميق وأصيل عن هاتين السورتين العظيمتين ، وكأني لم أعرفهما من قبل ! على الرغم من اطلاعي على عديد التفاسير لهما ، ومنذ ذلك العهد صارت منزلة السورتين في قلبي كبيرة وجذور عطائهما في دفع الضر والشر يزداد رسوخاً في عميق وجداني وروحي.


📝 هذه السورة بآياتها المعدودة المحدودة ، تظللنا بأكناف حفظها ورعايتها من شر كل ذي شر،.
ِتُعلمنا بدايةً أن نحسن الاستعاذة بمن يملك النفع والضر ، وقد منّ الله علينا وتعلمنا في دروس الاستعاذة وكيفُ تكون ، وكيف نحققها وأن نكون موقنين بعظمة وقوة وحفظ المستعاذ به ، ربنا ومولانا ، كانت تلك الدروس القيمة ممهدةً وموطئةً لفهم صحيح ثابت لمعاني هذه السورة العظيمة .


📝 كلما ازددنا فهماً ومعرفةً لمقاصد ومعاني المعوذتين ، ووصل إلينا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهما ، بعد أن ترك ما سواهما ، ووعينا منزلة هذه المعوذات في دفع القلق والخوف. والوساوس ، وتجنب الشرور بأنواعها ، في عصر ماجت فيه شرور وعصفت به خطوب ، لم تكن من قبل ، تأكد لديّ ضرورة أن تقام دورات ، تُربى فيها النفوس على الإيواء لأكناف المعوذتين حرزاً وحصناً ، يحتمي في جنباته المستعيذ ، ويزداد إيماناً لأنه يُصدق بكلمات ربه وكتبه .


📝 العودة الرشيدة السديدة ، لكتاب ربنا. ، حفظاً وفهماً لمعانيه وتدبراً لهداياته ، واستمطاراً لعطاءاته ، تُلزمنا
أن نبدأ بالتركيز على تقريب معاني آيات وسور بعينها لأفهام المسلمين ، كبداية ، مثل أن نعتني بالفاتحة ، و آية الكرسي ، والمعوذات ، في أولويةٍ مدروسة ممنهجة .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 شوال 1442هـ/23-05-2021م, 06:59 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟
المعوذتان الصحيح أنهما مدنيتان والقول بأنهما مكيتان ضعيف لما رواه مسلم عن عقبة بن عامر في صحيح مسلم وسنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس. وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة. ولحديث أبي سعيد الخدري وهو أنصاري كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجانّ وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان؛ فلما نزلتا أخذ بهما ، وترك ما سواهما رواه ابوداود والنسائي وبن ماجه.
ولكن ارتباط نزولهما بحادثة سحر النبي صلي الله عليه وسلم فيها خلاف ولبس والسبب في ذلك تفرد أحد رواة الحديث بزيادة لم يروها غيره, فقد روي طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيّان عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود. قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك، والسحر في بئر فلان. قال: فأرسل علياً فجاء به. قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال. فقد روي هذا الحديث بهذة الصيغة عبد بن حميد والطحاوي عن أحمد بن يونس وهو إمام ثقة, لكن غيره من الثقات هذا الحديث من غير هذه الزيادة كأحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وهناد بن السري ولم يذكروا هذه الزيادة. كما أن الحديث له اربع طرق ليس فيها هذه الزيادة.
وبناء علي ذلك من اعتبر الريادة صحيحة مقبولة وأنها من باب زيادة الثقة قبلها وقال بها كالإمام الألباني, ومن اعتبرها شاذة لمخالفة الثقة من هو أوثق منه ردها ولم يقبلها.
لذا لا نستطيع القول بارتباط نرول المعوذتين بحادثة سحر النبي صلي الله عليه وسلم
2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟
الفلق: هو اسم لكل ما يفلق اي يشق فيخرج منه المشقوق.
وعلي هذا المعني تنوعت نعاني الفلق فمن قائل هو الصبح الذي ينفلق من الظلمة كقوله تعالي (فالق الإصباح) ومنه إنفلاق الحبة عن الزرع كقوله تعالي (فالق الحب والنوي) ومنه إنفلاق بطن الأم وخروج الجنين منها. فهذه بعض معاني الفلق. ومن معاني الفلق ما يصيب الإنسان من الشرور والكربات والهموم وغيرها من الأضرار سواء من الهوام والحيوانات او من الإنس او من الجان.
والمتأمل فيها يجد أنها تحوي التغيير وتحول الحال, لذا ناسب ذكر الفلق الربوبية, فمن معاني الرب المالك و القادر, فهو سبحانه القادر علي تغيير الحال وتبديله, فكما يفعل سبحانه ويفلق هذه الأشياء الكونية قادر علي أن يكشف كرب الإنسان ويفرج همه وفي قصة موسي عليه السلام خير دليل, لما قال أصحاب موسي (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) الشعراء
فهو القادر سبحانه علي كشف الضر وإزالة الهم والغم وأن الشرور الحسية والمعنوية لا يكشفها غيره سبحانه وتعالي وهذا يجعل العبد كتعلق بالله في كل شيء يسأله كل شيء من حاجاته

3: تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة من شرّها.
الغواسق علي انواع متعددة وبيانها كالتالي:
1- مايقع علي العامة مثل الليل يغشي بظلمته كل المخلوقات ومن المعلوم ما يحدث في الليل من الشرور والأثام وما يحدث فيه من ظهور وانتشار للهوام والحيوانات المؤذية, كذلك يكثر في الليل وجود الشياطين و ما يأذون به بني آدم. وفي الليل أيضا ينتشر العصاة والفسقة ويتسترون بالليل ويفعلون ما يريدون فيه.
2- ما يصيب الجماعة من الناس: فقد يصيب جماعة او قبيلة او قوم شر او بلاء او مصيبة او فتنة فتصرفهم عن الحق وعن ما ينفعهم.
3- ما يقع علي الفرد: فيصيب الإنسان الضر في نفسه أو أهله أو ماله أو بدنه أو بعض أجزاء بدنه وقد يطول هذا الغاسق أو يقصر وقوعه
سبيل العصمة من الغواسق:
فليعلم الإنسان أن أصل النجاة هو تذكر الله عز وجل في قلب العبد ومحبته سبحانه وإنعكاس ذلك علي أعضاءه, فمن ذكر الله في قلبه واستشعر عظمته وجلاله ووقوف العبد بين يديه وأنه مسئول عن أفعاله فإن ذلك يورث العبد الخشية والخوف من عقوبته وبطشه وإذا استشعر العبد تقصيره في الطاعة قاده الحب وحسن الظن في الله والرجاء بأنه سبحانه سيقبل عمله القليل ويجازيه عليه بأحسن الجزاء.
فمن تاب ورجع وأقبل علي الله أقبل الله عليه, ومن ذكر الله بقلبه ولسانه فر عنه شيطانه ولم يوسوس له لأن العبد لجاء إلي الله, وبعد ذكر الله أعمل العبد جوارحه في طاعة الله لا في هواه و شيطانه فإن الله يحفظه ويصرف عنه السوء والفحشاء ويكلئه بعنايته ورعايته
4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟
الحسد هو تمني زوال النعمة من المحسود أو تمني دوام البلاءعليه.
وعلي هذا فالحسد علي نوعين:
1- تمني زوال النعمة
2- تمني دوام البلاء
وجه التسمية:
قال بعض علماء العربية إن الحسد مشتق من القشر ولذلك سمي القرأد (الحشرة المعروفة )حسدلاً لأنها تمص الدم من الجسم.
قال ابن الأعرابي (الحِسْدِلُ: القُرَادُ). قال: (ومنه أُخذ الحَسَد لأنه يَقْشِرُ القَلْب كما يَقْشر القُراد الجلد فيمتص دمه.
وقال البغوي في شرح السنة: (الحسد يقشر القلب، كما يقشر القراد الجلد، فيمص الدم) ا.هـ.
ووجه ذلك علي صورتين:
1- أن الحاسد معلق قلبه بالمحسود ويريد زوال النعمة منه فهو يشبه القراد في ملازمته لجلد الفريسة لمتص دمها.
2- أن الحاسد مشغول دائما بالمحسود ومتابع له في حركاته وسكناته, يراقبه ويتجسس عليه ومع ذلك يتمني زوال النعمة منه
5: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.
الأصل الأول: أن الحسد عَملٌ قلبيّ، لذا يجب علي العبد مراجعه قلبه ونيته.
الأصل الثاني: أن الحسد فيه شرّ متعدٍ، فهو ليس شرا في نفسه بل متعد إلي غيره من الناس كما أنه قد يؤدي لمزيد من الشرور كقتل المحسود وغير ذلك.
الأصل الثالث: أن الحسد داء من الأدواء، وبما أنه داء فإن له علاج للحاسد والمحسود كما ورد في سنة النبي صلي الله عليه في علاج المحسود, ويطلب الحاسد أن يطهر الله قلبه من هذا الداء
الأصل الرابع: أن الحسد قد يكون عقوبة يعاقب بها المحسود، وذلك بسبب حسده لغيره من الناس قبل ذلك فعاقبه الله وأذاقه من نفس الكأس التي شرب منها غيره بسببه, فليتب ويستغفر ولا يحسن الظن بنفسه
الأصل الخامس: أن الحسد من البلاء ، وما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة والعبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يُبتلى به، بل الله تعالى هو الذي يبتلي عباده بما يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء، والعبد لا يستطيع أن يدفع البلاء عن نفسه، ولا يكشف الضر عنها ، والذي علي العبد الرجوع والتوبة والإنابة إلي الله ليرفع الله عنه البلاء.
الأصل السادس: أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط، فلا يغالي في موضوع الحسد ولا يعلق كل شيء عليه بل يأخذ بالأسباب في دفع الحسد ويتوكل علي الله وليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ويحصن نفسه وأهله بالأذكار. ولا يكون مفرطاً, فيقول لا حسد وينفيه ومع ذلك يهمل في الأخذ بأسباب رفع الحسد من المحافظة علي الأذكار.
الأصل السابع: أن الحسد في الأصل من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً، ويترتب علي ذلك أن الحسد يصيب النفس الضعيفة غير المحصنة وكل ذلك بقدر الله ولا يصيب النفس القوية وذلك أيضا بقدر الله. لذا وجب علي الإنسان أن يعمل علي أن تمون نفسه قوية لا تؤثر فيها هذه الأدواء وذلك بتعلقها بالله وحسن التوكل عليه والمحافظة علي الأذكار والأوراد.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 شوال 1442هـ/25-05-2021م, 10:06 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


سعاد مختار أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: التحرير يحتاج إلى بسط وتفصيل أكبر من ذلك، وقد لوحظ على الجواب خلوّه من الأدلة على كل قول، فانتبهي لذلك مستقبلا إن شاء ا لله، مع ثنائي على حسن أسلوبك وعرضك للجواب.
ج5: أحسنتِ، وكنت أود أن تذكري الفوائد بتفصيل أكبر، نفع الله بك.



مؤمن عجلان أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 شوال 1442هـ/2-06-2021م, 10:15 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

1: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟

ورد الخلاف في نزول المعوذتين بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم
والصحيح أن الحادثة صحيحة لكن نزول المعوذتين بسبب تلك الحادثة فيه خلاف ولبس.
ويدل لذلك ما رواه عبد بن حميد والطحاوي عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود.
قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.
قال: فأرسل علياً فجاء به.
قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
وقد تفرد أحمد بن يونس بذكر زيادة نزول المعوذتين هنا والرقية بهما من السحر، وهو امام ثقة لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديث من غير هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة؛ حكم عليها بالشذوذ لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية ثم مخالفة هذه الزيادة لطرق الحديث الأخرى، ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني .
***

2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟
من أهل العلم من قال: {الفلق}: الصبح؛انه تفسير بالمثال لتوضيح الصورة وتقريبها للذهن لا لحصر معنى الفلق في الصبح.
فهو أحد معاني الفلق، لكن لا يقصر المعنى عليه؛ فإن اللفظ الواحد في لغة العرب ربما دلَّ على معان متعددة، ومنها
لفظ الفلق فإنه يدل على معانٍ واسعة جليلة لمن تدبر وتفكر وأناب وتذكر، فالذي يَفْلِقُ الصبحَ بعد اشتدادِ الظلمة فيشعُّ منه النور، ويفلق الحبة فيخرج منها النبات الذي هو أصل الطعام وعماده ، ويفلق للأجنَّة في بطون أمهاتها مخرجاً فتخرج منه وتحيا بإذن الله : قادرٌ على أن يفلق لك مخرجاً من الشرور وإن أحاطت بك من كل جانب.
وهذا من معاني تخصيص الاستعاذة بـ(رب الفلق) في هذه السورة واختيار هذه الربوبية الخاصة على ما سواها ، لحسن مناسبتها لما يستعاذ منه.
وفي أنباء الرسل والصالحين وكيف فرَّج الله عنهم وجعل لأوليائه فرجاً ومخرجاً عبرة ومتأمل.
***

3: تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة من شرّها.
الغاسق له انواع متعددة منها :
1-غسق الليل الذي يغسق على الأفق فيظلم ويكون في وقوبه -وهو أول دخوله- ما يكون من الشرور العظيمة والفتن والآفات التي يصيب الله بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء.
2-الغسق على الجماعة من الناس ، فإنه قد يغشاهم شر أو فتنة تحيط بهم فتصرفهم عن الحق أو عن بعض ما ينفعهم ، ويكون وقوبها عليهم وقوب شر وبلاء.
3-الغاسق على الواحد من الناس ، فيغشاه من الشر في جسده أو روحه ما يحجب عنه ما ينفعه أو يكون معه فتنة أو شر يصيبه بما يضره بإذن الله.
وألخص ماذكره الشيخ عن القلب وطخيته و ذلك : أن القلب له سحابة كسحابة القمر إذا غطت القلبَ نسي الإنسان ما شاء الله أن ينسى فإذا تجلت هذه السحابة ذَكَرَ ما كان نسيه.
وقال الخليل بن أحمد: (وفي الحديث: ((إن للقَلبِ طَخْأَةً كطَخْأَةِ القَمَر)) إذا غَشِيَه الشّيء، وكلُّ شيءٍ أُلبِسَ شيئاً فهو طَخاءٌ له، والطَّخْياءُ : ظُلْمةُ الغَيْمِ). ا.هـ.
فالطخية مما يشمله اسم الغاسق.
وطخاء القلب هو نوع من أنواع الغسق، وذلك أن سحابة القلب تتغشاه فينسى العبدُ ما كان يذكره، وأشدُّ من ذلك الرَّين والطبع والختم فإنها إذا جعلت على القلب قسا وغفل عن الحق غفلة شديدة وعمي عنه فلا يبصره ولا يريده من شدة إعراضه؛ فيكون العبد بذلك من الذين هم في طغيانهم يعمهون.
وكلما استرسل العبد في المعاصي واتباع خطوات الشيطان وأعرض عن هدى الله ازداد الرَّين على قلبه حتى يُطبعَ على قلبه فلا يفقه ولا يهتدي للحق، والعياذ بالله.
وهذا حال المنافقين الذين قال الله فيهم: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون}.
وأصل علة اسوداد القلب وتسلط الشياطين عليه : الإعراض عن ذكر الله عز وجل ، وقد قال الله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون}.
فأخطر ما يكون على الإنسان أن يعرض عن ذكر ربه فإذا تليت عليه آيات الله نفر منها، وإذا وعظه واعظ الله في قلبه أعرض عنه وأقبل على غيّه ؛ فهذا هو منشأ الضلال وسببه.
***
4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟
تمني زوال النعمة عن المحسود أو دوام البلاء عليه؛سواء على النعمة الحادثة أو يحسده على النعمة التي يحتاجها، وكلاهما من الحسد.
وعليه فإن الحسد على نوعين:
أحدهما: تمنّي زوال النعمة الموجودة.
الآخر: تمنّي دوام البلاء.
قال ابن القيم في صاحب هذا النوع من الحسد: (فهو يكره أن يحدث الله لعبده نعمة، بل يحبّ أن يبقى على حاله من جهله أو فقره أو ضعفه أو شتات قلبه عن الله، أو قلّة دينه، فهو يتمنّى دوام ما هو فيه من نقص وعيب) ا.هـ.
***
5: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.
1- أن الحسد عَمل قلبيّ،وقيل نفسي ولاتعارض لأن القلب لا حياة له إلا بالنفس، وقد اتفاق العلماء على أنه تمنّي زوال النعمة عن المحسود، والتمنّي عملٌ قلبي.
كما قال الطَّرِمَّاح:
فبيت ابنِ قحطانَ خير البيوتْ ..... على حسد الأنفس الكاشحة

2- أن الحسد فيه شرّ متعدٍ، ولذلك أُمرنا بالاستعاذة من شرّ الحاسد إذا حسد، وهذا الحسد شرّ في نفسه، وقد ينتج عنه شرور متعددة ذات أنواع كثيرة لا يحيط بها إلا الله جلّ وعلا.

3- أن الحسد داء من الأدواء، وآفة من الآفات ، يمكن أن يتعافى منه الحاسد والمحسود إذا اتبعا هدى الله جل وعلا؛ فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.

4- وقوع الحسد دائر بين العقوبة والابتلاء،فمما ينبغي أن يحرص عليه المؤمنُ تزكيةَ نفسه وكثرة الاستغفار وتكرار التوبة وفعل الخير من الأسباب التي يدفع الله عز وجلّ بها هذه العقوبات.
ومن المؤمنين المتقين من يصيبه شيء من ذلك ابتلاء واختباراً فإن اتبع هدى الله كان ذلك رفعة لدرجاته وإحساناً من الله إليه أن جعل له بذلك سبباً يحلّ عليه رضوانه.

5- أن الحسد من البلاء ، والعبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يُبتلى به، بل الله تعالى هو الذي يبتلي عباده بما يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء، والعبد لا يستطيع أن يدفع البلاء عن نفسه، ولا يكشف الضر عنها ، إنما مردّ ذلك إلى الله جل وعلا.
قال الله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم}.
6- أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط، فمن غلا وهوّل شأن الحسد والعين حتى يغفل قلبه عن التوكل على الله والرضا به والثقة في حفظه ووقايته وإعاذته لمن يستعيذ به ؛ فهذا على غير الهدى الصحيح، بل يُخشى عليه أن يناله شرّ لمخالفته هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وضعف تعلق قلبه بالله جل وعلا ، ورضاه به.
ومَن هوّن من شأن الحسد والعين ، وفرّط في تحصين نفسه بما وصى الله به، وأرشد إليه، لم يأمن أن يصيبه بسبب هذا التفريط ما يصيبه البلاء والشر.
7-أن الحسد في الأصل من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 ذو القعدة 1442هـ/26-06-2021م, 02:01 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفعة القحطاني مشاهدة المشاركة
1: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟

ورد الخلاف في نزول المعوذتين بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم
والصحيح أن الحادثة صحيحة لكن نزول المعوذتين بسبب تلك الحادثة فيه خلاف ولبس.
ويدل لذلك ما رواه عبد بن حميد والطحاوي عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود.
قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.
قال: فأرسل علياً فجاء به.
قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
وقد تفرد أحمد بن يونس بذكر زيادة نزول المعوذتين هنا والرقية بهما من السحر، وهو امام ثقة لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديث من غير هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة؛ حكم عليها بالشذوذ لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية ثم مخالفة هذه الزيادة لطرق الحديث الأخرى، ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني .
***

2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟
من أهل العلم من قال: {الفلق}: الصبح؛انه تفسير بالمثال لتوضيح الصورة وتقريبها للذهن لا لحصر معنى الفلق في الصبح. [نذكر المعنى العام وهو اسم لكل ما يفلق]
فهو أحد معاني الفلق، لكن لا يقصر المعنى عليه؛ فإن اللفظ الواحد في لغة العرب ربما دلَّ على معان متعددة، ومنها
لفظ الفلق فإنه يدل على معانٍ واسعة جليلة لمن تدبر وتفكر وأناب وتذكر، فالذي يَفْلِقُ الصبحَ بعد اشتدادِ الظلمة فيشعُّ منه النور، ويفلق الحبة فيخرج منها النبات الذي هو أصل الطعام وعماده ، ويفلق للأجنَّة في بطون أمهاتها مخرجاً فتخرج منه وتحيا بإذن الله : قادرٌ على أن يفلق لك مخرجاً من الشرور وإن أحاطت بك من كل جانب.
وهذا من معاني تخصيص الاستعاذة بـ(رب الفلق) في هذه السورة واختيار هذه الربوبية الخاصة على ما سواها ، لحسن مناسبتها لما يستعاذ منه.
وفي أنباء الرسل والصالحين وكيف فرَّج الله عنهم وجعل لأوليائه فرجاً ومخرجاً عبرة ومتأمل. [وللاستفادة انظري إجابة الأخ مؤمن لهذا السؤال]
***

3: تكلّم عن أنواع الغواسق، وسبيل العصمة من شرّها.
الغاسق له انواع متعددة منها :
1-غسق الليل الذي يغسق على الأفق فيظلم ويكون في وقوبه -وهو أول دخوله- ما يكون من الشرور العظيمة والفتن والآفات التي يصيب الله بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء.
2-الغسق على الجماعة من الناس ، فإنه قد يغشاهم شر أو فتنة تحيط بهم فتصرفهم عن الحق أو عن بعض ما ينفعهم ، ويكون وقوبها عليهم وقوب شر وبلاء.
3-الغاسق على الواحد من الناس ، فيغشاه من الشر في جسده أو روحه ما يحجب عنه ما ينفعه أو يكون معه فتنة أو شر يصيبه بما يضره بإذن الله.
وألخص ماذكره الشيخ عن القلب وطخيته و ذلك : أن القلب له سحابة كسحابة القمر إذا غطت القلبَ نسي الإنسان ما شاء الله أن ينسى فإذا تجلت هذه السحابة ذَكَرَ ما كان نسيه.
وقال الخليل بن أحمد: (وفي الحديث: ((إن للقَلبِ طَخْأَةً كطَخْأَةِ القَمَر)) إذا غَشِيَه الشّيء، وكلُّ شيءٍ أُلبِسَ شيئاً فهو طَخاءٌ له، والطَّخْياءُ : ظُلْمةُ الغَيْمِ). ا.هـ.
فالطخية مما يشمله اسم الغاسق.
وطخاء القلب هو نوع من أنواع الغسق، وذلك أن سحابة القلب تتغشاه فينسى العبدُ ما كان يذكره، وأشدُّ من ذلك الرَّين والطبع والختم فإنها إذا جعلت على القلب قسا وغفل عن الحق غفلة شديدة وعمي عنه فلا يبصره ولا يريده من شدة إعراضه؛ فيكون العبد بذلك من الذين هم في طغيانهم يعمهون.
وكلما استرسل العبد في المعاصي واتباع خطوات الشيطان وأعرض عن هدى الله ازداد الرَّين على قلبه حتى يُطبعَ على قلبه فلا يفقه ولا يهتدي للحق، والعياذ بالله.
وهذا حال المنافقين الذين قال الله فيهم: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون}.
وأصل علة اسوداد القلب وتسلط الشياطين عليه : الإعراض عن ذكر الله عز وجل ، وقد قال الله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون}.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفعة القحطاني مشاهدة المشاركة
فأخطر ما يكون على الإنسان أن يعرض عن ذكر ربه فإذا تليت عليه آيات الله نفر منها، وإذا وعظه واعظ الله في قلبه أعرض عنه وأقبل على غيّه ؛ فهذا هو منشأ الضلال وسببه.
[لم تذكري سبيل العصمة من شرها]

***
4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟
تمني زوال النعمة عن المحسود أو دوام البلاء عليه؛سواء على النعمة الحادثة أو يحسده على النعمة التي يحتاجها، وكلاهما من الحسد.
وعليه فإن الحسد على نوعين:
أحدهما: تمنّي زوال النعمة الموجودة.
الآخر: تمنّي دوام البلاء.
قال ابن القيم في صاحب هذا النوع من الحسد: (فهو يكره أن يحدث الله لعبده نعمة، بل يحبّ أن يبقى على حاله من جهله أو فقره أو ضعفه أو شتات قلبه عن الله، أو قلّة دينه، فهو يتمنّى دوام ما هو فيه من نقص وعيب) ا.هـ.

[وأين وجه التسمية؟]

***
5: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.
1- أن الحسد عَمل قلبيّ،وقيل نفسي ولاتعارض لأن القلب لا حياة له إلا بالنفس، وقد اتفاق العلماء على أنه تمنّي زوال النعمة عن المحسود، والتمنّي عملٌ قلبي.
كما قال الطَّرِمَّاح:
فبيت ابنِ قحطانَ خير البيوتْ ..... على حسد الأنفس الكاشحة

2- أن الحسد فيه شرّ متعدٍ، ولذلك أُمرنا بالاستعاذة من شرّ الحاسد إذا حسد، وهذا الحسد شرّ في نفسه، وقد ينتج عنه شرور متعددة ذات أنواع كثيرة لا يحيط بها إلا الله جلّ وعلا.

3- أن الحسد داء من الأدواء، وآفة من الآفات ، يمكن أن يتعافى منه الحاسد والمحسود إذا اتبعا هدى الله جل وعلا؛ فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.

4- وقوع الحسد دائر بين العقوبة والابتلاء،فمما ينبغي أن يحرص عليه المؤمنُ تزكيةَ نفسه وكثرة الاستغفار وتكرار التوبة وفعل الخير من الأسباب التي يدفع الله عز وجلّ بها هذه العقوبات.
ومن المؤمنين المتقين من يصيبه شيء من ذلك ابتلاء واختباراً فإن اتبع هدى الله كان ذلك رفعة لدرجاته وإحساناً من الله إليه أن جعل له بذلك سبباً يحلّ عليه رضوانه.

5- أن الحسد من البلاء ، والعبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يُبتلى به، بل الله تعالى هو الذي يبتلي عباده بما يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء، والعبد لا يستطيع أن يدفع البلاء عن نفسه، ولا يكشف الضر عنها ، إنما مردّ ذلك إلى الله جل وعلا.
قال الله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم}.
6- أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط، فمن غلا وهوّل شأن الحسد والعين حتى يغفل قلبه عن التوكل على الله والرضا به والثقة في حفظه ووقايته وإعاذته لمن يستعيذ به ؛ فهذا على غير الهدى الصحيح، بل يُخشى عليه أن يناله شرّ لمخالفته هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وضعف تعلق قلبه بالله جل وعلا ، ورضاه به.
ومَن هوّن من شأن الحسد والعين ، وفرّط في تحصين نفسه بما وصى الله به، وأرشد إليه، لم يأمن أن يصيبه بسبب هذا التفريط ما يصيبه البلاء والشر.
7-أن الحسد في الأصل من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً.

التقدير: (ب)
انتبهي للمطلوب في السؤال بارك الله فيكِ.
تم خصم نصف درجة لتأخر أداء الواجب.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir