دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > ثلاثة الأصول وأدلتها

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 شوال 1429هـ/28-10-2008م, 11:50 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الحكمة من إرسال الرسل

وَأَرْسَلَ اللهُ جَمِيعَ الرُّسُلِ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} .
وأَوَّلُهُمْ نُوحٌ وَآخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلاَمُ، وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيينَ، لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أبَا أحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وخَاتَمَ النَّبِيينَ} .
وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ نُوحاً أَوَّلُ الرُّسُلِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} .
وَكُلُّ أُمَّةٍ بَعَثَ اللهُ إِلَيْهَا رَسُولاً مِنْ نُوحٍ إِلى مُحَمَّدٍ - عَليْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلاَمُ - يَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ الطَّاغُوتِ.
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} .


  #2  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:32 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح ثلاثة الأصول لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

(1) والرسولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلٌ إلى جميعِ النَّاسِ إلى الجنِّ والإنسِ:

-كما قالَ تعالى: {قُلْ يَأَيُّها النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}.

-وقالَ تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.

فهوَ خاتمُ الأنبياءِ ليسَ بعدَهُ نَبِيٌّ


، وهكذا الرُّسُلُ جميعًا أُرْسِلُوا إلى أُمَمِهِم مُبَشِّرينَ ومُنْذِرِينَ، مِنْ أولِهِم إلى آخرِهِم.

فأولُهُم نوحٌ بعثهُ لَمَّا وَقَعَ الشركُ فِي قومِهِ، وقبلَهُ آدمُ فإنَّه نبيٌّ رسولٌ مكلَّفٌ، أرسلَهُ اللَّهُ إلى ذريتِهِ؛ ليَعْبُدُوا اللَّهَ بالشريعةِ التي جاءَ بها أبوهُم آدمُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، واسْتَمَرُّوا عَلَى الإسلامِ والاستقامةِ، حَتَّى وقعَ الشركُ في قومِ نوحٍ، فلمَّا وقعَ الشركُ في قومِ نوحٍ، أرسلَ اللَّهُ إليهِم نوحًا عليهِ الصلاةُ والسلامُ، وهوَ أولُ الرسلِ إلى أهلِ الأرضِ بعدَ وقوعِ الشركِ.

وكلُّ أمةٍ بَعَثَ اللَّهُ إليهِم رسولاً، فعادٌ أرسلَ اللَّهُ إليهِم هودًا، ثمَّ أرسلَ اللَّهُ صالحًا إلى قومِهِ ثمودَ، ثمَّ أرسلَ إبراهيمَ ولوطًا وشعيبًا في زمانٍ متقاربٍ، ثُمَّ جاءتِ الرُّسُلُ بعدَ ذلكَ تَتْرَى، ففيهِم مُوسَى وهارونُ وعيسى وأيوبُ وداودُ وسليمانُ، ثمَّ خُتِموا بمحمدٍ عليهِ الصلاةُ والسلامُ.

(2) ثمَّ خُـتِموا بمحمدٍ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، وهوَ خاتمُهُم وآخرُهُم وأفضلُهُم عليهِ الصلاةُ والسلامُ قالَ اللَّه جلَّ وعلا: {رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}.

فقولُهُ (مبشرينَ) يعني: يبشرونَ منْ أطاعَهُم بالجنةِ، و(مُنْذِرينَ) يعني: يُنْذِرُونَ النَّاسَ مِنَ الشركِ باللَّهِ، ومِن النَّارِ والعذابِ الأليمِ، إذا خَالَفُوا أمْرَ اللَّهِ.
وهكذا مُحَمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أرسلَهُ اللَّهُ بشيرًا ونذيرًا، كما قالَ تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} وقالَ تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَبِييِّنَ}.
فالواجبُ على جميعِ الأممِ اتِّبَاعُ رسلِهِم،فكلُّ أمةٍ يَجِبُ علَيها أنْ تَتَّبِعَ رسولَها، وتَنْقَادَ لِمَا جاءَ بِهِ منَ الهُدَى، وقدْ وعَدَها اللَّهُ على ذلكَ السعادةَ في الدنيا والآخرةِ.

وأكثرُ الخلقِ قدْ عصَوْا رسلَهُم وخالفوا ما جاءَتْ بِهِ الرسلُ:
-قالَ تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}.

-وقالَ تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}.

-وقالَ تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}.
- وقالَ تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ المُؤْمِنِينَ}.

(3) وكلُّ رسولٍ يَدْعُو أمَّتَهُ إلى توحيدِ اللَّهِ وطاعتهِ، وتركِ الشركِ بِهِ ومعصيتهِ، قالَ تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}، {اعْبُدُوا اللَّهَ} يعني: أَطِيعُوهُ ووحِّدُوهُ واسْتَقِيمُوا على دينِهِ، واجْتَنِبُوا الطَّاغوتَ.

(4) والطاغوتُ: هوَ كلُّ ما عُبِدَ منْ دونِ اللَّهِ وهوَ راضٍ، وكلُّ مَنْ حَكَمَ بغيرِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ أوْ دَعَا إلى ذلكَ.

والطَّاغُوتُ:هوَ الذي يَتَجاوزُ الحدَّ إمَّا بشِرْكِهِ وكُفْرِهِ، وإمَّا بِدَعْوتِهِ إلى ذلكَ.

وشرُّهُم ورأسُهُم إبليسُ لعنهُ اللَّهُ، وهكذا كلُّ مَنْ دَعَا إلى عِبَادةِ نفسهِ، أوْ رضِيَ أنْ يُعْبَدَ مِنْ دونِ اللَّهِ، كفرعونَ والنُّمْرُودِ، أو ادَّعى شيئًا منْ علمِ الغيبِ، كالكَهَنةِ والعَرَّافينَ والسَّحَرَةِ في الجاهليةِ وفي الإسلامِ.
وكذلكَ منْ حكمَ بغيرِ ما أنزلَ اللَّهُ متعمدًا، فهؤلاءِ رؤوسُ الطواغيتِ.
وكلُّ منْ جاوزَ الحدَّ، وخَرَجَ عنْ طَاعَةِ اللَّهِ،يُسَمَّى طاغُوتًا، قالَ تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِن الغَيِّ}.

فالرشدُ:الإسلامُ وما جاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

والغيُّ:الكفرُ باللَّهِ والضَّلاَلُ، قالَ تعالى: {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى لاَ اْنفِصَامَ لَهاَ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فـ{يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} يعني: يَتَبَرَّأُ منه ويَعْتَقِدُ بُطْلاَنَه فيَتَبَرَّأُ مِن الشركِ.

{وَيُؤْمِن بِاللَّهِ} يعني: يُصَدِّقْ أنَّ اللَّهَ معبودُهُ، وإلَهُهُ الحقُّ، ويؤمنْ بالشريعةِ وبمحمدٍ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، ينقادُ لذلكَ. هذا هوَ المؤمنُ.
ثمَّ قالَ: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ} يعني: اسْتَعْصَمَ: {بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى} وهيَ (لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ) كلمةُ التوحيدِ يعني: فقد استمسكَ بالعروةِ التي لا انقطاعَ لها، بلْ مَن اسْتَمْسَكَ بِهَا صادقًا، واستقامَ عليها، وَصَلَ إلى الجنةِ والكرامةِ؛ لأنَّ لها حقوقًا، وهيَ توحيدُ اللَّهِ، وطاعتُهُ واتباعُ شريعتهِ.
ومحمدٌصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هوَ خاتمُ الأنبياءِ والمرسلينَ، وهوَ رسولُ اللَّهِ إلى جميعِ أهلِ الأرضِ، منَ الجنِّ والإنسِ.

فيجبُ على جميعِ المكلَّفينَ طاعتُهُ واتباعُ شريعتهِ، ولا يجوزُ لأحدٍ الخروجُ عنها.
وجميعُ الشرائعِ الماضيةِ، كلُّها نُسِخَتْ بشريعتِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ:
- كما قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {قُلْ يَأَيُّها النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} الآية، وقالَ قبلهَا سبحانَهُ: {فَالذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّـبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}.
-وقالَ سبحانَهُ: {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ}.

-وقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فِي الحديثِ الصحيحِ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ، وَلَمْ يُؤْمِن بِالّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)) أخرجَهُ مسلمٌ فِي صحيحِهِ.

والآياتُ والأحاديثُ فِي ذلكَ كثيرةٌ.
وقدْ أجمعَ أهلُ العلمِ رحمَهُم اللَّهُ على أنَّهُ لا يَسَعُ أحدًا منْ هذهِ الأمةِ الخروجُ على شريعةِ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنَّ مَن اعْتَقَدَ ذلكَ فهوَ كافرٌ كُفْرًا أكبرَ مُخْرِجًا مِن الملةِ.
نسألُ اللَّهَ العافيةَ والسلامةَ.


  #3  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:33 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح ثلاثة الأصول للشيخ: محمد بن صالح العثيمين

(1) بَيَّنَ المُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ جَمِيعَ الرُّسُلِ

مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِينَ، كَمَا قالَ تَعَالَى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}، يُبَشِّرُونَ مَنْ أَطَاعَهُم بالجنَّةِ، وَيُنْذِرُونَ منْ خالَفَهُم بالنَّارِ.
وإرسالُ الرُّسُلِ لهُ حِكَمٌ عظيمةٌ

؛ منْ أهمِّهَا، بلْ هوَ أَهَمُّهَا:
-أنْ تَقُومَ الحُجَّةُ على الناسِ، حتَّى لا يَكُونَ لهم على اللَّهِ حُجَّةٌ بعدَ إرسالِ الرُّسُلِ، كما قالَ تَعَالَى: {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}.


ومنها:أنَّهُ مِنْ تَمَامِ نعمةِ اللَّهِ على عبادِهِ؛ فإنَّ العقلَ البَشَرِيَّ مَهْمَا كانَ لا يُمْكِنُهُ أنْ يُدْرِكَ تفاصيلَ ما يَجِبُ للَّهِ تَعَالَى من الحقوقِ الخاصَّةِ بهِ، ولا يُمْكِنُهُ أنْ يَطَّلِعَ على ما للَّهِ تَعَالَى من الصفاتِ الكاملةِ، ولا يُمْكِنُ أنْ يَطَّلِعَ على ما لَهُ من الأسماءِ الحُسْنَى؛ ولهذا أَرْسَلَ اللَّهُ الرُّسُلَ عليهم الصلاةُ والسلامُ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَأَنْزَلَ معهم الكتابَ بالحقِّ؛ لِيَحْكُمَ بينَ الناسِ فيما اخْتَلَفُوا فيهِ.


وَأَعْظَمُ ما دَعَا إليهِ الرُّسُلُ

- منْ أَوَّلِهِم نُوحٍ عليهِ الصلاةُ والسلامُ إلى آخرِهِم مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - التوحيدُ:
-كما قالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.


- وقالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ}.

(2) بَيَّنَ شيخُ الإسلامِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ أنَّ أَوَّلَ الرُّسُلِ نُوحٌ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، وَاسْتَدَلَّ لذلكَ بقولِهِ تَعَالَى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}، وَثَبَتَ في الصحيحِ منْ حديثِ الشفاعةِ: ((أَنَّ النَّاسَ يَأْتُونَ إِلَى نُوحٍ فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَوَّلُ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلى أَهْلِ الأَرْضِ)) فلا رسولَ قبلَ نُوحٍ.
وبهذا نَعْلَمُ خَطَأَ المُؤَرِّخِينَ الَّذِينَ قالُوا: إنَّ

إدريسَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ قبلَ نوحٍ، بل الذي يَظْهَرُ أنَّ إدريسَ منْ أنبياءِ بَنِي إسرائيلَ.
وآخِرُ الأنبياءِ وخاتَمُهُم مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.
فلا نَبِيَّ بَعْدَهُ، ومَن ادَّعَى النبوَّةَ بَعْدَهُ فهوَ كاذبٌ كافرٌ مُرْتَدٌّ عن الإسلامِ.

(3) أيْ: أنَّ اللَّهَ بَعَثَ في كلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً يَدْعُوهُم إلى عبادةِ اللَّهِ وَحْدَهُ، وَيَنْهَاهُم عن الشِّرْكِ.
ودليلُ ذلكَ قولُ اللَّهِ تَعَالَى:

{وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ}، وقالَ: {وَلقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.


(4) هذا هوَ معنَى: (لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ).


  #4  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:35 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي حاشية ثلاثة الأصول للشيخ: عبد الرحمن بن محمد ابن قاسم

المتن:


وَأَرْسَلَ اللهُ جَمِيعَ الرُّسُلِ

مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ(1).
وَالدَّلِيلُ

قَوْلُهُ تَعَالَى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}(2).
وأَوَّلُهُمْ نُوحٌ(3) وَآخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ - عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلاَمُ -(4)، وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيينَ، لاَ نَبِيَّ بَعْدَهُ.
وَالدَّلِيلُ

قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أبَا أحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وخَاتَمَ النَّبِيينَ}.
وَالدَّلِيلُ

عَلَى أَنَّ نُوحاً أَوَّلُ الرُّسُلِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}(5).
وَكُلُّ أُمَّةٍ بَعَثَ اللهُ إِلَيْهَا رَسُولاً مِنْ

نُوحٍ إِلى مُحَمَّدٍ(6)- عَليْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلاَمُ - يَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ الطَّاغُوتِ(7).
وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}(8).

____________________________

الحاشية :

(1) أيْ: أَرْسَلَ اللَّهُ جَمِيعَ رُسُلِه، مِن أَوَّلِهِم

نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إلى آخِرِهِم مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّهُم يَدْعُونَ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وحْدَه، وتَرْكِ عِبَادَةِ مَا سِوَاه.
(مُبَشِّرِينَ) مَن أَجَابَهُم إِلَى مَا دَعَوا إِلَيْهِ، بِرِضوَانِ اللَّهِ وكَرَامَتِه، (ومُنْذِرِينَ) مُحَذِّرِينَ مَن عَصَاهُم، غَضَبَ اللَّهِ وسَخَطَهُ وعِقَابَهُ.

(2) فَلاَ يَقُولُونَ يومَ القِيَامَةِ: مَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً، مَا أَنْزَلْتَ إِلَيْنَا كِتَابًا.
فَانْقَطَعَتْ حُجَّةُ الخَلْقِ عَلَى اللَّهِ،بإِرْسَالِ الرُّسُلِ، وإِنْزَالِ الكُتُبِ، وإِقَامَةِ الحُجَجِ عَلَيْهِم، وتَبَيَّنَ الحَقُّ لَهُم، ورَكَّزَ الفِطَرَ في قُلُوبِهِم.


وانْقَطَعَت المَعْذِرَةُ، ولَمْ يَبْقَ للنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ.

(3) كَانَ بَيْنَه وبَيْنَ آدَمَ، عَشَرَةُ قُرُونٍ، كُلُّهُم عَلَى الإِسْلاَمِ، فَلَمَّا حَدَثَ الشِّرْكُ، بِسَبَبِ الغُلُوِّ في الصَّالِحِينَ، أُرْسِلَ إِلَيْهِم، وهو أَوَّلُ رَسُولٍ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، بإِجْمَاعِ المُسْلِمِينَ.

(4) هو آخِرُ الرُّسُلِ إلى أَهْلِ الأَرْضِ، بالكِتَابِ والسُّنَّةِ وإِجْمَاعِ المُسْلِمِينَ، وهو خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لاَ نَبِيَّ بعدَه، قَالَ تَعَالَى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.
وثَبَتَ عنه مِن غيرِ وَجْهٍ: أَنَّه لاَ نَبِيَّ بعدَه، وأَجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ، واشْتَهَرَ كَذِبُ مَن ادَّعَى النُّبُوَّةَ بعدَه، وأَخْبَرَ بذلك أَنَّه سَيَأْتِي بعدَه، كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ ثَلاَثُونَ، كُلُّهُم يَزْعُمُ أنَّه نَبِيٌّ، ووَقَعَ مَا أَخْبَرَ به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ إِذَا نَزَلَ في آخِرِ الزَّمَانِ، إِنَّما يَحْكُمُ بشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو مِن أُمَّتِه بإِجْمَاعِ المُسْلِمِينَ.

(5) أيْ: مِن بعدِ نوحٍ، فهو أَوَّلُ رَسُولٍ، وأَوَّلُ نَذِيرٍ عن الشِّرْكِ، وقولُه لنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} بِنَاءً عَلَى مَا سَبَقَ مِن:
-قولِهِ: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ}.


-وقَالُوا: {مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ}.


فَقَالَ: {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى}، وقَالَ: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ}.
وذَكَرَ عِدَّةً مِن الرُّسُلِ، أَيْ: فَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْكَ كَمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِم، إلى أَنْ قَالَ: {رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}
ولاِبْنِ مَرْدُويَه، وابْنِ أَبِي حَاتِمٍ،

عَن أَبِي ذَرٍّ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كَمِ الأَنْبِياءُ؟ قَالَ: ((مائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا)) قُلْتُ: كَمِ الرُّسُلُ مِنْهُم؟ قالَ: ((ثَلاَثُمِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ، جَمٌّ غَفِيرٌ)).
فأَقَامَ تَعَالَى الحُجَّةَ، وقَطَعَ المَعَاذِيرَ، بإِرْسَالِ الرُّسُلِ، وإِنْزَالِ الكُتُبِ.

(6) فَنُوحٌ: أَوَّلُ رَسُولٍ مِن بَنِي آدَمَ، إلى أَهْلِ الأَرْضِ، وخَاتَمُهُم مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومَا مِن أُمَّةٍ مِن الأُمَمِ، ولاَ طَائِفَةٍ مِن الطَّوَائِفِ، إلاَّ وَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ فِيهِم رَسُولاً، إِقَامَةً منه تَعَالَى للحُجَّةِ عَلَى عِبَادِه، وإِيضَاحًا للمَحَجَّةِ، قَالَ تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}.
ولَمَّا كَانَت الرُّسُلُ قَبْلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، قَيَّضَ اللَّهُ لِهَذِه الأُمَّةِ أَئِمَّةَ هُدًى، حَفِظَ اللَّهُ بِهِم دِينَه، وأَقَامَ بِهِم الحُجَّةَ عَلَى عِبَادِه، ولاَ تَزَالُ إلى قِيَامِ السَّاعَةِ، كَمَا أَخْبَرَ بِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قولِهِ: ((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الحَقِّ مَنْصُورَةً، إِلى قِيَامِ السَّاعَةِ)).

(7) يَدْعُوهُم، إلى هذا الذي بُعِثَتْ بِهِ الرُّسُلُ، ودَعْوَتُهُم كُلُّهُم إلى عِبَادَةِ اللَّهِ وحْدَه، وتَرْكِ عِبَادَةِ ما سِوَاه.
فَزُبْدَةُ جَمِيعِ مَا أُرْسِلَتْ به الرُّسُلُ: هو التَّوْحيدُ، ومَا سِوَاه مِن تَحْرِيمٍ وتَحْلِيلٍ فَفُرُوعٌ، ولاَ يُؤْمَرُ بِهَا إلاَّ بعدَ وجُودِ التَّوْحيدِ، ولاَ تُقْبَلُ ولاَ يُلْتَفَتُ إِلَيْهَا، إلاَّ مَعَ التَّوْحيدِ، الذي هو دينُ الرُّسُلِ، مِن أَوَّلِهِم إِلَى آخِرِهِم، ولأَِجْلِه خُلِقَت الخَلِيقَةُ، وأُرْسِلَت الرُّسُلُ، وأُنْزِلَت الكُتُبُ، وخُلِقَت الجَنَّةُ والنَّارُ.

(8) ومثلَ هذه الآيةِ: قولُه تَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنا فَاعْبُدُونِ}وغيرُ ذلك مِن الآيَاتِ، الدَّالَّةِ عَلَى عِظَمِ التَّوْحيدِ، وكِلاَ الآيَتَيْنِ فيهِمَا العُمُومُ الوَاضِحُ: أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَتْ به الرُّسُلُ قَوْمَهُم، هو التَّوْحيدُ.
وأيْضًا:في أَفْرَادِ الرُّسُلِ جَاءَت الآياتُ، كَمَا قَالَ عن نُوحٍ وهودٍ، وصَالِحٍ ولُوطٍ، وشُعَيْبٍ وغَيرِهم، إنَّ أوَّلَ شَيْءٍ بَدَأُوا به قَوْمَهُم: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلهٍ غَيْرُهُ}فهذه دَعْوَةُ الرُّسُلِ، وزُبْدَةُ الرِّسَالَةِ، وبه تَعْرِفُ عَظَمَةَ شَأْنِ التَّوْحيدِ.


ومَعْرِفَتُكَ عَظَمَتَهُ، بأَنْ تَصْرِفَ هِمَّتَكَ إِلَيْهِ، وإِلَى مَعْرِفَتِه والعَمَلِ بِهِ غَايَةَ جَهْدِكَ، وإِلَى مَعْرِفَةِ ما يُضَادُّهُ، ومَا سِوَاه مِن أَنْواعِ العُلُومِ الفُرُوعِيَّةِ بعدَ ذَلِكَ.
فيَهْتَمُّ الإِنْسَانُ غَايَةَ الاهْتِمَامِ:بِمَعْرِفَةِ أَصْلِ الدِّينِ إِجْمَالاً، قَبْلَ الوَاجِبِ مِن الفُرُوعِ، الصَّلاَةِ والزَّكَاةِ وغيرِ ذلك، فَلاَ تَصِحُّ الصَّلاَةُ، ولاَ الزَّكَاةُ قَبْلَ الأَصْلِ، فَلاَ بُدَّ مِن مَعْرِفَةِ أَصْلِ الدِّينِ إِجْمَالاً، ثُمَّ مَعْرِفَةِ فُرُوعِهِ تَفْصِيلاً.


وفي حَدِيثِ مُعَاذٍ، لَمَّا بَعَثَهُ إلى اليَمَنِ، قَالَ لَهُ: ((إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ: أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ، خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ)).
وهَذَا يُفِيدُ أنَّهُم إذا لَمْ يَعْلَمُوا التَّوْحِيدَ، ولَمْ يَعْمَلُوا به، فَلاَ يَدْعُوهُم للصَّلاَةِ، إِنْ لَمْ يُطِيعُوهُ في الدُّخُولِ في الإِسْلاَمِ؛ فإنَّ الصَّلاَةَ لاَ تَنْفَعُ، ولاَ غيرَها بدونِ التَّوْحِيدِ؛ فإنَّه لاَ يَسْتَقِيمُ بِنَاءٌ عَلَى غيرِ أَسَاسٍ، ولاَ فَرْعٌ عَلَى غيرِ أَصْلٍ.
والأَصْلُ والأَسَاسُ هو:التَّوْحِيدُ.


والصَّلاَةُ وإِنْ كَانَتْ هي عَمُودَ الإِسْلاَمِ، فمَعَ ذَلِكَ لَمْ تُفْرَضْ إلاَّ بعدَ الأَمْرِ بالتَّوْحيدِ، بنحوِ عَشْرِ سِنِينَ.
ومِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ التَّوْحِيدَ هو الأَصْلُ:

كونُه يُوجَدُ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ ولو لَمْ يُصَلِّ رَكْعَةً واحِدَةً، وذَلِكَ إِذَا اعْتَقَدَ التَّوْحِيدَ، وعَمِلَ بِهِ، ومَاتَ مُتَمَسِّكًا به، كأَنْ يُقْتَلَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، أو يَمُوتَ، والصَّلاَةُ لاَ تَنْفَعُ وحدَها، ولو صَلَّى وزَكَّى وصَامَ، إذا لَمْ يَعْتَقِد التَّوْحِيدَ، وبذلك يُعْرَفُ عِظَمُ شَأْنِ التَّوْحيدِ.
وما هَلَكَ مَن هَلَكَ، إلاَّ بتَرْكِ العِلْمِ بالتَّوْحِيدِ، والعَمَلِ به.
ومَا دَخَلَ الشَّيْطَانُ عَلَى مَن دَخَلَ، ولاَ مَزَّقَ عُقُولَ مَن مَزَّقَ، ولاَ وَقَعَ مَا وَقَعَ، إلاَّ مِن آفَةِ قَوْلِهِم: يَكْفِي النُّطْقُ بالشَّهَادَةِ، ومُجَرَّدُ المَعْرِفَةِ، حَتَّى إِنَّ مِن عُلَمَائِهِم مَن لاَ يَعْرِفُ التَّوْحيدَ أَصْلاً، وذَلِكَ لِكَوْنِهِم ابْتُلُوا بالشِّرْكِ، وعِبَادَةِ الأَوْثَانِ، وكَثْرَةِ الشُّبُهَاتِ البَاطِلَةِ، فبذلك خَفِيَ التَّوْحيدُ، عَلَى كَثِيرٍ مِمَّن يَدَّعِي العِلْمَ؛ لعَدَمِ المَعْرِفَةِ بِهِ.
وإلاَّ فمَعْرِفَةُ التَّوْحيدِ، والشِّرْكِ، مِن أَهْونِ ما يَكُونُ، وأَسْهَلِه إِجْمَالاً، كَمَا في زَمَنِ الصَّحَابَةِ؛ فإِنَّهم كَانُوا يَعْرِفُونَ التَّوْحِيدَ والشِّرْكَ، فمَنْ قَالَ: (لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ) يَتْرُكُ الشِّرْكَ، ويَعْلَمُ أنَّه بَاطِلٌ، مُنَافٍ لكَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، ولِهَذا لَمَّا دَعَاهُم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى التَّوْحِيدِ، وقَالَ: ((قُولُوا لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا)) قَالُوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}.
وأمَّا حينَ كَثُرَت الشُّبُهَاتُ صَعُبَ مَعْرِفَةُ التَّوْحيدِ، والتَّخَلُّصُ مِن ضِدِّه، وكَثُرَ النِّفَاقُ، وصَارَ الكَثِيرُ يَقُولُها، ويَعْبُدُ مَعَ اللَّهِ غيرَه، فاللَّهُ المُسْتَعَانُ.


  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:37 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي حصول المأمول لفضيلة الشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

(1) قولُهُ: (وَأَرْسَلَ اللهُ جميعَ الرسُلِ مُبَشِّرينَ ومُنْذِرينَ) هذه حِكمةٌ مِنَ الْحِكَمِ العظيمةِ لإرسالِ الرسُلِ إلَى البَشَرِ (مُبَشِّرِين ومُنْذِرِينَ).
والتبشيرُ معناهُ: ذِكْرُ الجزاءِ والثوابِ لِمَنْ أَطاعَ.
والإنذارُ: تَخويفُ العاصي والكافِرِ مِنْ سَخَطِ اللهِ تعالَى وعِقابِهِ.
وقدْ يأتي التبشيرُ أحيانًا في العذابِ كما في قولِ اللهِ تعالَى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}، والأَصْلُ أنَّهُ يُطْلَقُ علَى ما فيهِ خيرٌ، والإنذارُ علَى ما فيهِ شَرٌّ.

(2) قولُهُ رَحِمَهُ اللهُ: (والدليلُ قولُهُ تعالَى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}) هذه الآيَةُ دَليلٌ علَى وَظيفةٍ مِنْ وَظائفِ الرُّسُلِ، وهيَ: أنَّهُم يُبَشِّرُونَ مَنْ أطاعَ اللهَ واتَّبَعَ رِضوانَهُ بالخيراتِ، ويُنذِرُون مَنْ خالَفَ أَمْرَهُ وكَذَّبَ رُسُلَهُ بالعِقابِ والعذابِ.
وفيها دليلٌ علَى أنَّهُ لم يَبْقَ للخَلْقِ علَى اللهِ حُجَّةٌ بعدَ الرُّسُلِ؛
لأنَّهُم بَيَّنُوا للناسِ أَمْرَ دِينِهم، ومَرَاضِيَ رَبِّهم ومَسَاخِطَهُ، وطُرُقَ الجنَّةِ وطُرُقَ النارِ، فلم يَبْقَ لِمُعْتَذِرٍ عُذْرٌ، كما قالَ تعالَى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى}.

(3) قولُهُ: (وأَوَّلُهم نُوحٌ عليهِ السلامُ، وآخِرُهم مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، والدليلُ علَى أنَّ أوَّلَهم نوحٌ عليهِ السلامُ قولُهُ تعالَى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}) اسْتَدَلَّ الْعُلَمَاءُ بهذه الآيَةِ علَى أنَّ أَوَّلَ الرُّسُلِ نوحٌ عليهِ الصلاةُ والسلامُ.
ووَجْهُ الاستدلالِ مِن البَعْدِيَّةِ في قولِهِ تعالَى: {وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}، ولوْ كانَ هناكَ رَسولٌ قَبلَ نُوحٍ لذُكِرَ.

أمَّا مِن السُّنَّةِ فهوَ ما وَرَدَ في الحديثِ الصحيحِ في حديثِ الشفاعةِ: ((أنَّ الناسَ يَأْتُونَ إلَى آدَمَ يَطْلُبون مِنه الشفاعةَ؛ فيقولُ لهم: ائْتُوا نُوحًا فإنَّهُ أوَّلُ رَسُولٍ إلَى الأَرْضِ، فيَأْتُونَ نُوحًا فيقولُونَ لهُ: أنتَ أَوَّلُ رَسُولٍ أَرْسَلَكَ اللهُ إلَى أَهْلِ الأَرْضِ)).
وهذا مِنْ أقوَى الأَدِلَّةِ علَى أنَّ نوحًا عليهِ الصلاةُ والسلامُ أوَّلُ الرُّسُلِ، فإنَّ آدَمَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ وَصَفَهُ بأنَّهُ أوَّلُ رسولٍ إلَى الأرضِ.
وأمَّا آدَمُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فقدْ جَرَى الْخِلافُ في رِسالتِهِ، هلْ هوَ رسولٌ أوْ ليسَ برسولٍ؟
ومَنْ قالَ إنَّهُ رسولٌ يقولُ: لا مُنافاةَ بينَ رِسالتِهِ ورِسالةِ نُوحٍ؛ لأنَّ رسالةَ آدَمَ كانتْ إلَى زَوجتِهِ وبَنِيهِ فقطْ، فهيَ لأُناسٍ مَحصورينَ، ولم يكنْ في الأرضِ آنذاكَ أهلٌ غيرُهم.
وأمَّا نوحٌ عيهِ الصلاةُ والسلامُ فإنَّ رسالتَهُ كانتْ إلَى أهلِ الأرضِ، أوْ: إنَّ رسالةَ آدَمَ كانتْ إلَى بَنِيهِ وهم مُوَحِّدُونَ ليُعَلِّمَهم شَريعتَهُ، ونوحٌ كانتْ رِسالتُهُ إلَى قَوْمٍ كُفَّارٍ يَدْعُوهُمْ إلَى التوحيدِ… واللهُ أَعْلَمُ.
- وقدْ ذَكَرَ بعضُ الْمُؤَرِّخِينَ أنَّ إدريسَ عليهِ السلامُ جَدٌّ لنوحٍ عليهِ السلامُ، وإذا كانَ جَدًّا لنُوحٍ فتَكونُ رسالتُهُ مُتَقَدِّمَةً.
-قالَ آخَرُون: إنَّهُ ليسَ جَدًّا لنُوحٍ، وإنَّمَا هوَ مِنْ أَنبياءِ بَنِي إسرائيلَ.

وفي حديثِ الشفاعةِ ما يَدُلُّ علَى أنَّ إدريسَ مِنْ أَنبياءِ بَنِي إسرائيلَ، وأنَّ رِسالتَهُ مُتَأَخِّرَةٌ، وذلكَ أنَّ الرسولَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لَمَّا مَرَّ علَى إِدريسَ في السماءِ الرابعةِ وسَلَّمَ عليهِ قالَ لهُ: ((أَهْلاً بِالأَخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ)).
قالُوا: ولوْ كانَ جَدًّا لنُوحٍ لقالَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: الابنُ الصالحُ، وإنْ كانَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ قالَ: (إنَّ هذا لا يَلْزَمُ؛ لأنَّهُ قدْ يكونُ قالَهُ مِنْ بابِ التواضُعِ، لكن علَى أيِّ حالٍ يَصْلُحُ أن يُتَمَسَّكَ بهِ).
وخُلاصةُ المسألةِ:أنَّهُ لم تَثْبُت الأَوَّلِيَّةُ بأَدِلَّةٍ قَوِيَّةٍ إلاَّ لنوحٍ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، واللهُ أَعْلَمُ.

والْمُصَنِّفُ ساقَ الدليلَ علَى أَوَّلِيَّةِ نوحٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ وتَرَكَ الدليلَ علَى أنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ آخِرُهم لوُضوحِهِ، وهوَ قولُ اللهِ تعالَى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.


(4) قولُهُ: (وكلُّ أُمَّةٍ بَعَثَ اللهُ إليها رسولاً مِنْ نُوحٍ عليهِ السلامُ إلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَأمرُهم بعِبادةِ اللهِ وَحْدَهُ، ويَنهاهُمْ عنْ عِبادةِ الطاغوتِ) يعني: يَأْمُرُهم بالتوحيدِ؛ لأنَّ التوحيدَ يَجْمَعُ أمرينِ:
الأَوَّلُ: عِبادةُ اللهِ وَحْدَهُ.

الثاني: النهيُ عنْ عِبادةِ الطاغوتِ.

فكلُّ أُمَّةٍ مِن الأُمَمِ السابقةِ بَعَثَ اللهُ إليها رَسُولاً يَدعوهم إلَى توحيدِ اللهِ تعالَى وتَرْكِ عِبادةِ ما سِواهُ، فمَنْ كَفَرَ بالطاغوتِ وآمَنَ باللهِ تعالَى فقد اسْتَمْسَكَ بالعُروةِ الوُثْقَى لا انفصامَ لها.
ولا يَصِحُّ مِن الإنسانِ عَمَلٌ إلاَّ بالبراءةِ مِنْ عِبادةِ كلِّ ما يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ تعالَى، قالَ تعالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ}.

(5) قولُهُ: (والدليلُ قولُهُ تعالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}) معنَى {بَعَثْنَا} أيْ: أَرْسَلْنا، ومعنَى {فِي كُلِّ أُمَّةٍ} أيْ: في كلِّ طائفةٍ وقَرْنٍ وجِيلٍ مِن الناسِ.
وهذه الآيَةُ دَليلٌ واضحٌ علَى أنَّ الرسالةَ عَمَّتْ كُلَّ أُمَّةٍ، وأنَّ دِينَ الأنبياءِ واحدٌ.
كما أنَّ الآيَةَ دَليلٌ علَى عِظَمِ شأنِ التوحيدِ، وأنَّهُ وَاجِبٌ علَى جميعِ الأُمَمِ.


  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:38 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح معالي الشيخ :صالح بن عبدالعزيزبن محمد آل الشيخ (مفرغ)



[شرح قوله: (وأرسل الله جميع …) ]
قال: (وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين، والدليل قوله تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وأولهم نوح عليه السلام وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم) من كذب برسول من الرسل فقد كذب بالرسل أجمعين، ومحمد - عليه الصلاة والسلام - خاتم النبيين، وخاتم المرسلين، كل دعوى للنبوة أو دعوى للرسالة بعده فهي ضلال، وهي كفر بالله - جل وعلا - كما ادعى من ادعى في وقت الصحابة، وبعدهم إلى يومنا هذا لم يزل يظهر من يدعي النبوة، هو - عليه الصلاة والسلام - خاتَم المرسلين، وخاتَم النبيين، وخاتِمهم، هو خاتِمهم وخاتَمهم. (والدليل على أن أولهم نوح، قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}) هذا وحي خاص، وحي رسالة، والمراد بالنبيين هنا: المرسلون.
[شرح قوله: (وكل أمة بعث الله...) ]
قال: (وكل أمة بعث الله إليهم رسولاً من نوح، إلى محمد يأمرهم بعبادة الله وحده، وينهاهم عن عبادة الطاغوت، والدليل قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} ).
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ} ما يأتي بعدها هو مضمون البعث، بعثهم بأي شيء؟

بما يأتي بعد (أن) وهو {اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} عبادة الله سبق تفسيرها مفصلاً في الأصل الأول، وهو معرفة العبد ربه.

هنا لما ذكر الطاغوت كان مناسباً - لأهميته - أن يذكر معنى الطاغوت، قال هنا: (وافترض الله على جميع العباد) بهذا الدليل (الكفر بالطاغوت والإيمان بالله).


  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:40 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي العناصر

بيان الحكمة من إرسال الرسل

تفسير قوله تعالى (رسلاً مبشرين ومنذرين...) الآية
- معنى التبشير
- معنى الإنذار
- إطلاق التبشير على العذاب
بيان أن نوحاً عليه السلام هو أول الرسل
بيان الخلاف في رسالة آدم عليه السلام
ثبوت الأوَّلية لنوح عليه السلام
- سبب ذكر المصنف للدليل على أوَّلية نوح وتركه الدليل على أن محمد عليه الصلاة والسلام آخرهم
بيان أن محمداً صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم هو خاتم الرسل
تفسير قوله تعالى (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)
تفسير قوله تعالى (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده)
بيان أن كل أمة بعث إليها رسول يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت
تفسير قوله تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)
الكفر بالطاغوت فرض على جميع العباد


  #8  
قديم 16 ذو القعدة 1429هـ/14-11-2008م, 08:41 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي الأسئله

الأسئلة
س1: لِمَ أرسل الله الرسل؟ مع ذكر الدليل.
س2: من أول الرسل؟ ومن هو خاتمهم؟ مع ذكر الدليل.
س3: ما الدليل على أن الله بعث في كل أمة رسولاً ؟
س4: عرف الطاغوت لغةً وشرعاً، مع التوضيح.
س5: عدد رؤوس الطواغيت.
س6: ما حكم التحاكم إلى الطاغوت ؟
س7: ما حكم من حكم بغير ما أنزل الله ؟
س8: بين دلالة قول الله تعالى : {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} على معنى لا إله إلا الله ؟
س9: فسر باختصار الآيات التالية، مع بيان وجه استدلال المؤلف بها:
‌أ) قوله تعالى: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}.
‌ب) قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}.
‌ج) قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
س10: اشرح حديث:((رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)) باختصار.
س11: ترجم بإيجاز لابن القيم رحمه الله تعالى.
س12: ختم المؤلف رحمه الله تعالى ورفع درجته رسالته القيمة بقوله: (والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلَّم)، اذكر الفوائد العلمية لهذه الخاتمة.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من, الحكمة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir