دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الآخرة 1439هـ/22-02-2018م, 02:09 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية

مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي


س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 جمادى الآخرة 1439هـ/22-02-2018م, 06:06 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

مقدمة تفسير ابن عطية

-منهج التفسير, وأبرز سماته:
- الشمول – الإيجاز – نقل ما صح من كلام السلف ووافق العربية مع نسبه إليهم والتنبيه للخطأ إن وقع منهم – سرد التفسير بحسب رتبة ألفاظ الآية – تتبع الألفاظ – إيراد جميع القراءات – تبيين المعاني ومحتملات الألفاظ.

-فضل تفسير القرآن والنظر في إعرابه ومعانيه:
-ما ورد في ذلك من الحديث والأثر:
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال: الحكمة: الفهم في القرآن. وقال قتادة: الحكمة: القرآن والفقه فيه. وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
-وتعود أهمية ذلك إلى أن:
إعراب القرآن أصل في الشريعة لأنه بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
-كما أن فضل العلم بالقرآن وتفسيره ناجم عن فضل القرآن وأهميته, ومن فضائله:
1- أنه العروة الوثقى التي يستمسك بها وقت الفتن ويرجع إليها عند الاختلاف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
وقال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه)).
2- أنه يحوي علم الأولين والآخرين:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
3- الأجر العظيم والحسنات المضاعفة بقراءته:
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
4- أنه أفضل شفيع:
قال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).
5- أنه أفضل العبادات:
قال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن)).
6- أن حامله:
موسوم بالشرف:
روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).
مع السفرة الكرام البررة:
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
موصوف بالأفضلية:
روى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).

-وصايا للمسلم مع كتاب ربه وصور للنجاة به:
1- الالتزام بأوامره واجتناب نواهيه:
قال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
2- التخشع والبكاء عند قراءته:
روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
3- تدبر معانيه والعمل بها:
قال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17، 22، 23، 40].
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
4- الارتباط الدائم به:
قال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.
5- الالتجاء إليه عند الفتن والخلافات:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).

-التفسير في عهد رسول الله:
كان رسول الله لا يفسر مغيبات القرآن ومجمله إلا توقيفا عن ربه, فقد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
-مكانة التفسير لدى السلف والتهيب من الخوض فيه:
كان جماعة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم.
فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
والمراد: عدم جواز تفسير القرآن دون توفر شروط المفسر فيه, وهي:
- النظر في أقوال العلماء – اكتساب العلوم الأساسية والمدخلية لهذا الفن كالنحو والأصول ونحوها – تفسير الآي بناء على قوانين العلوم وطول النظر.

-أمثلة على المفسرين نذكرها بناء على علو مراتبهم:
من الصحابة:
-علي بن أبي طالب.
-عبدالله بن العباس, وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)).
-عبد الله بن مسعود.
-أبي بن كعب.
-زيد بن ثابت.
-عبد الله بن عمرو بن العاص
ومن التابعين:
-الحسن بن أبي الحسن.
-مجاهد بن جبر, وقد قرأ على ابن عباس قراءة تفهم ووقوف عند كل آية.
-سعيد بن جبير.
-علقمة.
-عكرمة.
-الضحاك بن مزاحم.
-السدي, وقد كان عامر الشعبي يطعن عليه لأنه كان يراه مقصرا في النظر.
- ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
-ثم إن محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
-ومن المبرزين في المتأخرين:
-أبو إسحاق الزجاج.
-أبو علي الفارسي, فإن كلامهما منخول.
-أبو بكر النقاش.
-أبو جعفر النحاس, لكن كثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله.

-باب: في الأحرف السبعة والمراد بها:
اختلف الناس في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)) اختلافا شديدا وذكروا في ذلك أقوال:
1- أن تلك الحروف السبعة هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة, وهذا قول ضعيف.
2- أن تلك السبعة أحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام. قاله ابن شهاب في كتاب مسلم. وهذا كلام محتمل.
3- إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.وهذا ضعيف, لأن هذه لا تسمى أحرفا, وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.
4- أن هذه الأحرف السبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش)
ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) و
منها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى). ذكره القاضي أبو بكر بن الطيب, وذكر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يؤيد قوله قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
ولكن الصحيح: أن هذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة, ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} [الحج: 11] أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.
5- أنها سبعة أوجه من أسماء الله تعالى. ذكر القاضي أن أبيا رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
وقد أسند ثابت بن قاسم نحو هذا الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر من كلام ابن مسعود نحوه, وإذا ثبتت هذه الرواية حمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه.
6- أنه نزل على سبع لغات مختلفات. ذكره القاضي أبو بكر بن الطيب, وبين بطلانه بقوله: والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.
وكلامه فيه نظر لأن ما استعملته قريش في عبارتها ومنهم عمر وهشام وما استعملته الأنصار ومنهم أبي وما استعملته هذيل ومنهم ابن مسعود قد يختلف ومن ذلك النحو من الاختلاف هو الاختلاف في كتاب الله سبحانه فليست لغتهم واحدة في كل شيء وأيضا فلو كانت لغتهم واحدة بأن نفرضهم جميعا من قبيلة واحدة لما كان اختلافهم حجة على من قال: إن القرآن أنزل على سبع لغات لأن مناكرتهم لم تكن لأن المنكر سمع ما ليس في لغته فأنكره وإنما كانت لأنه سمع خلاف ما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم وعساه قد أقرأه ما ليس من لغته واستعمال قبيلته.
7- أن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة يقطع على اجتماع ذلك فيها. رجحه القاضي أبو بكر بن الطيب.
-القول الراجح:
أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها, وأصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر, ثم كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها, وهذه الجملة هي التي انتهت إليها الفصاحة وسلمت لغاتها من الدخيل ويسرها الله لذلك ليظهر آية نبيه بعجزها عن معارضة ما أنزل عليه وسبب سلامتها أنها في وسط جزيرة العرب في الحجاز ونجد وتهامة فلم تطرقها الأمم, وقد ترعرع رسول الله فيها وحولها.

-باب جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره:
-جمع القرآن في عهد الرسول:
كان القرآن في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزف وغير ذلك.
-جمع القرآن في عهد الصحابة:
لما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه.
وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها.
-الذين جمعوا القرآن من الصحابة:
-زيد بن ثابت بجمعه - سعيد بن العاص - عبد الرحمن بن الحارث بن هشام - عبد الله بن الزبير. ذكره البخاري والترمذي وغيرهما.
-فصل في ترتيب الآيات والسور:
ترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك. ذكره القاضي أبو بكر بن الطيب ومكي في تفسير سورة براءة.
وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب.
أما ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة على أحد الأقوال. ذكره مكي.
- شكل المصحف ونقطه وتعشيره:
روي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله, وأسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه ففي بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.

-باب: هل في القرآن لفظ أعجمي؟
اختلف الناس في هذه المسألة على أقوال:
- القول الأول: أن في كتاب الله تعالى من كل لغة. قال به أبو عبيدة وغيره.
-القول الثاني: أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل إلى غير هذا من الأمثلة. قال به الطبري وغيره. وذلك بعيد وذلك أن إحدى اللغتين أصل والأخرى فرع في الغالب لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.
-والراجح: أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات ونحو ذلك فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الفصيح فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه.

-باب في وجه إعجاز القرآن:
اختلف الناس في إعجاز القرآن بم هو؟
1-فقال قوم: إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها.
2-وقال قوم: إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
وهذان القولان إنما يرى العجز فيهما من قد تقررت الشريعة ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم في نفسه, وأما من هو في ظلمة كفره فإنما يتحدى فيما يبين له بينه وبين نفسه عجزه عنه وأن البشر لا يأتي بمثله.
3- أن تأتي العرب بمثل القرآن وذلك أنه لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.
ويظهر بطلان هذا القول في أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين, وذلك ظاهر في قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل.
4- وهو الراجح وعليه الجمهور: أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.
ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما وأحاط بالكلام كله علما فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره, وهذا مما يعجز البشر لجهلهم ونسيانهم وعدم إحاطتهم.

- باب في حكم الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله:
قد يستخدم المفسر في تفسيره عبارات توجز تفسيره كأن يقول: حكى الله عن آدم كذا, وقال الله في هذه الآية كذا, ونحو ذلك من إسناد أفعال إلى الله لم يأت الشرع بتوقيفها, وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء واستعملها أبو المعالي في الإرشاد, فما حكم هذه الألفاظ؟
-ذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه.
-والراجح أنه يجوز إذا استعمل ذلك في سياق الكلام وكان المراد منه حكت الآية أو اللفظ, فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس, وقد قالت أم سلمة في الحديث: فعزم الله لي. وقيل بنحو ذلك في أحاديث أخر.

-باب: في أسماء القرآن والآيات والسور, ومعانيها:
-أسماء القرآن:
-القرآن:
وهو مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة. ومعناه: التأليف. قال به قتادة.
-الكتاب:
وهو مصدر من كتب إذا جمع.
- الفرقان:
وهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر.
- الذكر:
قيل: سمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم.
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء .
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.

-معنى السورة:
قرئت بالهمز وبدونه, فأما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه.
وأما من لا يهمز فمنهم من يراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها. ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه.
ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة.

-معنى الآية:
أي: العلامة. فلما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية.
وقيل: سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام ,كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.
وقيل: لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 جمادى الآخرة 1439هـ/23-02-2018م, 05:28 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس المذاكرة العاشر "تلخيص مسائل مقدمة التفسير لابن عطية"

 مسائل في خطبة مقدمة التفسير لابن عطية
=طريق أخذ العلم
وخلاصة القول في هذه المسألة على ما ذكره المصنف أن طالب العلم يأخذ طرفا من علم بدراسة المتون المختصرة المعتمدة في كل علم، فإذا اشتد عوده في طلب العلم، فإنه يبدأ في التعمق في أحد العلوم فيستنفد فيه غاية الوسع يجوب آفاقه ويتتبع أعماقه ويضبط أصوله ويحكم فصوله.
=شرف علم التفسير
شرف العلم من شرف المعلوم ولما كان علم التفسير يتعلق بالقرآن كان هو أشرف العلوم قاتبة.
=بيان منهج ابن عطية في تفسيره
وبيان هذه المسألة بذكر الأمور التي بينها المصنف في مقدمته وهي سبعة حيث قال:
=1=قصدت فيه أن يكون جامعا وجيزا محررا لا أذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به
=2=وأثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم كتاب الله من مقاصده العربية السليمة من إلحاد أهل القول بالرموز وأهل القول بعلم الباطن وغيرهم فمتى وقع لأحد من العلماء الذين قد حازوا حسن الظن بهم لفظ ينحو إلى شيء من أغراض الملحدين نبهت عليه
=3=وسردت التفسير في هذا التعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة
=4=وقصدت تتبع الألفاظ حتى لا يقع طفر كما في كثير من كتب المفسرين
=5=ورأيت أن تصنيف التفسير كما صنع المهدوي رحمه الله مفرق للنظر مشعب للفكر
=6=وقصدت إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها
=7=واعتمدت تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ كل ذلك بحسب جهدي وما انتهى إليه علمي وعلى غاية من الإيجاز وحذف فضول القول.

 مسائل باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به
=فضل القرآن وصورة الاعتصام به
ويظهر فضله من خلال نقاط اشتملت عليها الأدلة التي ساقها المصنف وهي:
-أن الاعتصام بالقرآن يكون بالإقبال عليه والاهتداء بهديه والحكم بحكمه.
-التمسك بالقرآن علماً وعملاً هو سبيل النجاة من الفتن التي هي كقطع الليل المظلم.
-القرآن به علم الأولين والآخرين.
-الأجر العظيم لمن يقرأ القرآن فإن له بكل حرف عشر حسنات والله يضاعف الحسنات لمن يشاء.
-القرآن لا يمل وما سواه يمل إذا تكرر مرة بعد مرة.
-أن من أوتي القرآن فإنه لم يعط أحدٌ مثله.
-أنه يكون شافعاً يوم القيامة وأولى من يشفع له هو من كان من أهله.
-أن يكون ماحلاً يوم القيامة، وأن من محل به كبه في النار على وجهه، وأن أولى من محل به من عدل عنه وضيعه.
-أن أشراف هذه الأمة هم حملة القرآن.
-أن أفضل الأمة من تعلم القرآن وعلمه.
-أنه ميراث النبوة.
-أنه المنادي على للإيمان كما قال محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى: " ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان".
-أنه فضل الله ورحمته كما قال بعض العلماء في قوله تعالى "قل بفضل الله وبرحمته".
-أن الملائكة تتنزل وتستمع لقراءة القرآن.
-أنه وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ولا تكون الوصية إلا بالعظيم والمهم.
-من صور الاعتصام بالقرآن الخشوع عند قراءته.
- ومن صور الاعتصام بالقرآن إقامة معانيه وحدوده لا مجرد قراءته.

 مسائل باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
= بيان أفضل علوم القرآن.
وهي عربيته فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل علم القرآن؟ فقال عربيته.
ومن فضلها أيضاً أن الله يحب أن الله يحب أن يعرب القرآن كما جاء في الحديث.
ومن فضلها أن بها تعرف معاني القرآن التي هي الشرع.
=أن العربية تلتمس من الشعر
فقد روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
=فضل علم التفسير
-أن بعض العلماء فسر الحكمة في قوله تعالى "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً" بأنها تفسير القرآن.
-ومن فضله ما جاء عن إياس ابن معاوية أنه قال: مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
-ومن فضله أن أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
-أنه يحمي من الافتراء على الله بغير علم، لعدم العلم بمعاني الآيات.
-أنه كل العلوم يحصلها من يدرس القرآن ويقبل عليه كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.

 مسائل باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين
=معنى قول عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر إلا آيا من القرآن علمه إياهن جبريل.
وهو أن هذا متعلق بباب الغيب والأخبار التي تحتاج إلى وحي ولا يدخلها الاجتهاد كأمثال ما يكون في اليوم الآخر من الصراط والميزان ونحوهما.
=خطورة الكلام في القرآن بدون علم.
أن من تكلم في القرآن بغير علم بل بمجرد رأيه ولا يلتفت إلى كلام السلف ولا قوانين العلوم المتعلقة به كالنحو والأصول؛ فأصاب فقد أخطأ، فإن كان هذا مع من أصاب، فكيف بمن أخطأ، كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ"
ومما يدل على هذا أن جلة من السلف كان يعظمون التفسير ويتوقفون عنه تورعاً واحتياطا لأنفسهم كابن المسيب والشعبي وغيرهما.
=المبرزين في علم التفسير
فقد ذكر المصنف جماعة الصحابة والتابعين ومن تبعهم وهم:
-علي ابن أبي طالب.
-ابن عباس
-عبد الله بن مسعود.
-أبي بن كعب.
-وزيد بن ثابت.
-وعبد الله بن عمرو بن العاص.
-مجاهد
-الحسن بن أبي الحسن.
-سعيد بن جبير.
-علقمة.
-عكرمة.
-الضحاك بن مزاحم.
-السدي وقد ذكر المصنف أن الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه يراهما مقصرين في النظر.
=ممن ألف فيه
-عبد الرزاق.
-المفضل.
-علي بن أبي طلحة.
-البخاري.
-الطبري وقد جمع أشتاب التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد كما ذكر المصنف.
=من المبرزين من المتأخرين:
أبو إسحاق الزجاج
وعلي الفارسي
والنقاش وكثيرا ما استدرك عليه الناس.
وأبو جعفر النحاس وكثيرا ما استدرك عليه الناس.
مكي بن أبي طالب.
وأبو العباس المهدوي.

 مسائل باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
=ذكر الاختلاف في المراد بالأحرف السبعة.
فقد نقل المصنف رحمه الله الأقوال التي ذهب إليها أهل العلم في المراد بالأحرف السبعة المذكورة في الحديث على أقوال وهي:
-أنها ما اتفق في المعنى واختلف في المعنى مثل هلم وتعال وأقبل.
-أنها اللغات في الكلمة، مثل اللغات في "أف".
-أنها الحروف في القرآن التي فيها قراءات كثيرة. (وهذه الثلاثة ساقها المصنف كأنها قول واحد، ثم ضعفه).
-أنها معاني القرآن على سبعة أقسام وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال. (وقد ضعفه المصنف أيضا معللاً ذلك بأن هذه ليست أحرف، وأن الإجماع منعقد على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة).
- أنها سبعة أشياء ( ما تتغير حركته حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
=هل كل كلمة في القرآن يجب أن تكون على سبعة أحرف.
زعم هذا البعض، وقال القاضي أبو بكر بن الطيب " وقال قوم ظاهر الحديث يوجب أن يوجد في القرآن كلمة أو كلمتان تقرآن على سبعة أوجه فإذا حصل ذلك تم معنى الحديث".
=ما هو الطريق لمعرفة الأحرف في الكلمة أو الآية.
الطريق لمعرفة ذلك هو الخبر بها فإن لم يأت خبر لم تعرف الأوجه فيها.
=مناقشة قول القاضي أبي بكر في رده القول بأن المراد بالأحرف السبعة اللغات.
ودار رد المصنف على هذا إبطال هذا القول بأن قول القاضي أبي بكر بن الطيب في أن عمر وأبي وابن مسعود تناكرا لما سمع أحدهم قراءة الآخر وهم بنفس اللغة، أن قوله أنهم يتكلمون بنفس اللغة لا يسلم له، فإن عمر من قريش وأبي من الأنصار وبين لغتهما اختلاف وكذا مع ابن مسعود فإنه من هذيل، وقال أيضاً أنه يحتمل أن يكون أحدهم قد أقرأه النبي بلسان غير لسانه فلما سمعه صاحبه أنكر عليه.
=انتصار المصنف للقول بأن الأحرف السبعة المراد بها سبع لغات لقبائل من العرب بثت في القرآن، ونسبته هذا القول للقاضي ابي بكر بن الطيب.
حيث قال المصنف: " ومال كثير من أهل العلم كأبي عبيد وغيره إلى أن معنى الحديث المذكور أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول هو المتقرر من كلام القاضي رضي الله عنه".
=ذكر الأقوال في تحديد القبائل السبع التي نزلت بلغاتها الأحرف السبعة.
والأقوال قد كثرت في تحديدها الأقوال وقال المصنف أنه لخصها فقال: " وأنا ألخص الغرض جهدي بحول الله:
فأصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر لأن النبي عليه السلام قرشي واسترضع في بني سعد ونشأ فيهم ثم ترعرع وعقت تمائمه وهو يخالط في اللسان كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب فلما بعثه الله تعالى ويسر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة وهي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف وهي اختلافاتها في العبارات حسبما تقدم." ا.ه
وقد بين المصنف أنها منحصرة في وسط الجزيرة والتي لم يصل التحريف للغاتها كما حدث في باقي أنحاء الجزيرة نتيجة مخالطة غير العرب كالروم والفرس والنبط وبني إسرائيل والحبشة وغيرهم.
=الأحرف السبعة لم تكن مباحة أن يتخير الصحابة بينها ما يشاءون ولكن كل يقرأ كما علم.
فلم يكن للصحابي إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه، بل يقرأ بالحرف الذي أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان هذا لذهب إعجاز القرآن وكان عرضة للتغيير.
=ذكر الاختلاف الذي وقع بين الناس بسبب اختلاف القراءة
لدخول كثير من غير العرب في الإسلام فوقع الخلاف بين الناس، ممن لا يعلم عن بأمر الأحرف السبعة ويسمع غيره يقرأ بغير قراءته فيظنه تحريف فينكر عليه وأشتد الأمر وبلغ التكفير، فلما رأي ذلك حذيفة رضي الله عنه في عزوة أرمينية أشفق علي الأمة وخاف التفرق فذهب إلى أمير المؤمنين عثمان ابن عفان وأخبره بما حصل وطلب منه أن يدرك هذه الأمة قبل أن تهلك، فكان جمع القرآن في مصحف واحد والأمر بأن يحرق أو يخرق ما سواه حرصا على اجتماع هذه الأمة.
=مصحف ابن مسعود
قال المصنف: " فأما ابن مسعود فأبى أن يزال مصحفه فترك ولكن أبى العلماء قراءته سدا للذريعة ولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فظنها قوم من التلاوة فتخلط الأمر فيه ولم يسقط فيما ترك معنى من معاني القرآن لأن المعنى جزء من الشريعة وإنما تركت ألفاظ معانيها موجودة في الذي أثبت".
=سبب ظهور القراءات السبع وهل يجوز الصلاة بها.
ظهرت من تتبع القراء في الأمصار ما روي لهم مما يوافق خط المصحف ولكن أخذوه بقراءات مختلفة يحتملها الرسم فقرأ كل منهم بما روي له فظهر أمر القراء السبعة وغيرهم رحمهم الله وبقيت هذه القراءت حتى يومنا هذا لإجماع الأمة علي ثبوتها، وبها يصلي الناس.
=هل يصلى بالقراءة الشاذة.
لا يصلى به وذلك لأنه لم يجمع الناس عليه
وأما أن المروي منه عن الصحابة رضي الله عنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.
وأما ما يؤثر عن أبي السمال ومن قاربه فلا يوثق به.
=الكلام على النقط والشكل.
قد تم وضع النقط والشّكل متأخراً عن جمعه فإنه لم يكن مشكولا ولا منقوطاً، فلما دعت الحاجة إلي ذلك وضع فيما بعد حفظاً لكتاب الله.

 مسائل باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
=كيف كان حفظ القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؟
كان متفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزف وغير ذلك
=السبب في جمع أبي بكر الصديق رضي الله عنه للقرآن.
لما قتل كثير من القراء يوم اليمامة أشار عمر رضي الله عنه عليه بأن يجمعه خوفاً من ضياع بعضه بموت القراء كأبي وزيد وابن مسعود.
=من الذي قام بالجمع؟
زيد بن ثابت
=هل جمع مرتب على السور؟
لم يجمع مرتب السور.
=ما مصير الصحف التي جمعت؟
بقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان.
=ما السبب الجمع الذي قام به أمير المؤمنين عثمان ابن عفان؟
هو إشارة حذيفة رضي الله عنه عليه بأن يدرك هذه الأمة قبل أن تختلف في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فتهلك.
=من الذي قام بالجمع؟
قام به زيد بن ثابت، وقرن بزيد فيما ذكر البخاري ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير وكذلك ذكر الترمذي وغيرهما.
=ما الفرق بين جمع أبي بكر رضي الله عنه وجمع عثمان رضي الله عنه؟
أن الغرض من الأول حماية القرآن من أن يضيع بعضه مع القراء بموتهم، وأما الثاني فالغرض منه حمل الناس على مصحف واحد حتى يتفقوا في القراءة ولا يقع الخلاف والافتراق بين المسلمين.
=ما مصير الصحف التي كانت بأيدي الناس بعد جمع عثمان رضي الله عنه؟
أمر بها أن تحرق وأرسل بمصحف إمام إلى عدد من الأمصار فكان الناس ينسخون منه مصاحف لأنفسهم وعصم الله هذه الأمة من الاختلاف في الكتاب.
=هل ترتيب السور في المصحف توقيفي؟
الترتيب الموجود في المصحف هو من اجتهاد زيد ومن كان معه مع مشاركة عثمان رضي الله عنهم، وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتابة.
=هل ترتيب الآيات في السور توقيفي؟
الجواب نعم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالايات التي تنزل أو توضع في أماكن يحددها من السور.
=وضع النقط والشكل في المصحف
كان المصحف أول كتابته بدون نقط أو شكل، فلما دعت الحاجة إليهما لضعف العربية عند بعض من أسلم ووقوع اللحن في القراءة نقط المصحف وشكل
-وروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك،
-وأسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي.
- وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
=متى وضع الأعشار ومن قام بها؟
ذكر المصنف أن ذلك وقع في زمن المأمون العباسي، وقيل فعله الحجاج.

 مسائل باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
=أذكر الأقوال في الألفاظ التي تتعلق توجد في القرآن ولها تعلق بلغات العجم؟
-الأول: أن القرآن فيه كل اللغات، قاله أبو عبيدة وغيره.
-الثاني: ليس في القرآن إلا الألفاظ العربية وأن الحروف التي تنسب لسائر اللغات هي مما يوجد في اللغتين، ومثلوا لها ب"ناشئة الليل" وأن الناشئة في لسان الحبشة هي بمعنى قام من الليل. وذهب إلى هذا القول الطبري، وقال المصنف معلقا على هذا القول: " وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا" أ.ه.
-الثالث: أنه توجد فيه ألفاظ ليست عربية الأصل وإنما نقلت للسان العربي وصارت كالعربية وهذا نتيجة الاختلاط بالألسن الأخرى واستعمال هذه الألفاظ في التعامل والأشعار حتى صارت كأنها عربية معروفة في لسان العرب وعليه فإن كل ما في القرآن فهو عربي. وذهب لهذا التأويل ابن عطية.

 مسائل باب: نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن
=بم وقع الإعجاز في القرآن.
قيل فيه ثلاثة أقوال:
-أولها: أنه وقع بالكلام القديم الذي هو صفة لله سبحانه وتعالى،
-وثانيها: أنه وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
-وثالثها: أنه وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.
وقد ذكر المصنف أن القول والأول والثاني يقبلهما المؤمن بالقرآن وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وأما الوجه الثالث فهو حجة قوية للمؤمن والكافر فإن الكافر لا يقتنع إلا بما يرى ويلمس ويعجز عنه البشر ولهذا كان التحدي بفصاحة القرآن وأنه لا يستطيع أن يأتي أي أحد بمثله فإذا حاول أن يأتي بمثله عجز في نفسه فعلم في نفسه يقينا أنه من عند الله، ثم يرى أن البشر ممن هم حوله أيضاً –سواء كانوا أهل فصاحة كمن نزل عليهم القرآن أو دونهم- يعجزون عما عجز هو عنه فيقع له يقين فوق اليقين بأن هذا ليس كلام البشر بل هو كلام خالقهم الذي أحاط بكل شيء علماً فلما تكلم بالقرآن كان كلامه سبحانه لا يماثله كلام، فيضطر المتحدي إلى أن يؤمن به أو يعاند ويكذب ويحارب كما فعل كفار قريش مع النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم من آمن ومنهم من كفر،
وذكر المصنف أن القول الثالث هو الذي عليه الجمهور والحذاق.

 مسائل باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
=ذكر بعض الأمثلة على الأقوال التي تقال عند قصد الاختصار في الكلام.
- خاطب الله بهذه الآية المؤمنين
-وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون
-وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه}
ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
=حكم استعمال هذه الألفاظ
قال المصنف: " وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء".
= بعض الألفاظ التي استعملها العرب وتحمل على مجاز كلامها.
-مثل قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).
-وقول أم سلمة فعزم الله لي في الحديث في موت أبي سلمة وإبدال الله لها منه رسول الله.
-ومن ذلك قولهم الله يدري كذا وكذا، والدراية إنما هي التأتي للعلم بالشيء حتى يتيسر ذلك.

 مسائل باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
= ماهي أسماء القرآن ومعنى كل اسم.
-من أسماءه القرآن:
وهو مصدر من قرأ بمعنى تلا،
وقال قتادة معناه التأليف والجمع نحو قول الشاعر "هجان اللون لم تقرأ جنينا" أي لم تجمع في بطنها ولدا.
وقوى المصنف القول الأول واستشهد بقول حسان بن ثابت في رثاء عثمان بن عفان رضي الله عنه " ضحوا بأشمط عنوان السجود به = يقطع الليل تسبيحا وقرآنا"
أي: قراءة
-ومن أسماءه الكتاب
وهو مصدر من كتب إا جمع ومنه قيل كتيبة لإجتماعها.
-ومن أسماءه الفرقان:
وهو مصدر من فرق لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر.
-ومن أسماءه الذكر:
وسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه،
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء،
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
=ما معنى السورة؟
تقرأ سورة بالهمز وبدونه وكل منهما يكون له معنى
*فأما الهمز –سؤرة- فهي بمعنى البقية من الشيء والقطعة منه، ومن ذلك سؤر الشراب.
وتقرأ بالهمز قريش ومن جاورها من قبائل العرب.
*وأما بدون الهمز –سورة- وبها تقرأ تميم وغيرهم، ويكون المعنى:
البقية والقطعة من الشيء كالمتقدم فهي مهموزة ولكن سهلت الهمزة تخفيفاً.
والبعض يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة، فسور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
ويطلق على الرتبة العالية أيضا سورة، ومنه قوال النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر:
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
فكأن الرتبة انبنت حتى كملت.
=ما معنى الآية؟
قال المصنف "هي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا)." أ.ه.
=لماذا سميت الآية بهذا الأسماء:
قيل في ذلك ثلاثة أوجه:
أحدها: لأنها علامة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وعلى عجز المتحدي له.
وثانيها: لأنها جملة من الكلام فإن العرب تقول جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.
وثالثها: سميت بذلك لأنها علامة على انتهاء ما قبلها وبدأ ما بعدها فهي فاصلة بينهما.
= ما وزن لفظة "آية"؟
ذكر المصنف أقوال للعلماء في أصل هذه اللفظة فقال:
"وقال الكسائي أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة.
وقال مكي في تعليل هذا الوجه سكنت الأولى وأدغمت فجاءت آية على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة
وقيل: أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي} [آل عمران: 146].
وقال بعض الكوفيين أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها." أ.ه.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الآخرة 1439هـ/24-02-2018م, 03:05 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.


- الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن والحث على الاعتصام به :
* أنه نجاة من الفتن ، والطريق الوحيد للهداية ، وبه يحصل السبق والأجر والعدل :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)) .
* فيه علم الأولين والآخرين :
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
* عظيم الأجر في قراءته .
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
* أنه الثقل الذي تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه الثبات والهداية .
وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)) .
* أنه شافع مشفع لأهله ، ومضيع لمن ضيعه .
وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
* فضل قراءته للماهر به والشاق عليه :
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
* أن قراءته سبب لتنزل الملائكة :
وقال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة.
وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.
* أن أفضل الناس قراءة له الذي يخشى الله :
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
* الحث على قراءته والتحذير من إقامة حروفه وإضاعة حدوده :
وقال عليه السلام: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
* بيان أن حملة القرآن هم أشراف الناس :
وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)) .
* فضل من قرأ مائة آية ، ومائتي آية ، وثلاثمائة آية :
وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).

- الآثار المروية عن الصحابة في فضل القرآن والحث على تدبره والعمل به :
* أنه العروة الوثقى :
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن .
* فضل الفئات الثلاث الذين أورثوا الكتاب :
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: 32].
فقال سابقكم سابق ومقتصدكم ناج وظالمكم مغفور له وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن أصفر البيوت بيت صفر من كتاب الله)) .
* أنه أدب الله لعباده :
وقال عبد الله بن مسعود إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن.
* أنه ميراث النبي صلى الله عليه وسلم :
ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
* أن قراءته أحب لابن مسعود من الصيام :
وقيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه.
* أنه عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأمته :
وقال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: ((عليكم بالقرآن)).
* الحث على تعلمه وتعليمه الأبناء ، لأنهم عنه يسألون ، وبه يُجزون :
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخذتموه: عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.
* أنه يحمل على القصد والسهولة ، ويجنب الجور والحزونة :
وقال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.
* أن خطابه عبارة عن أمر يأتمره المؤمن ، أو نهي ينتهي عنه :
وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
* أنه يرقق القلوب ويزكيها :
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
* أنه فيه مواعظ وزواجر :
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما .
* أنه رسائل رب العالمين ، وجب تدبرها والعمل بها :
وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
* التحذير من إقامة حروفه وإسقاط حدوده :
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.

- أقوال العلماء في فضل القرآن والحث على تدبره و العمل به :
* أنه لا يُمل قراءته ، وأن عبره لا تنتهي :
وقيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب .
وقيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.
* أنه يدعو للإيمان :
وقال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آل عمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم .
* أنه فضل الله ورحمته :
. وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلام والقرآن.
* أنه سبب لمغفرة الذنوب :
وذكر أبو عمرو الداني عن علي الأثرم قال: كنت أتكلم في الكسائي وأقع فيه فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت يا أبا الحسن ما فعل الله بك فقال غفر لي بالقرآن.
* أن المطلوب منه العمل :
قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17، 22، 23، 40].
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به.

- فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه :
تكلم الشيخ رحمه الله في هذه المسألة فذكر فيها آية وحديثين وأقوالا للسلف كثيرة تدلّ على الحث على العناية بالعربية التي نزل بها القرآن الكريم ، والحث على إعرابه وفهمه وفق فهم الأميين ، إذ هي وسيلة مؤكدة لفهم المراد من كتاب الله تعالى ، وفقه معانيه ، والذود عن حياضه ، ورد الأقوال الباطلة في تفسيره والناتجة عن العجمة ، وضعف فهم العربية ، ومما يدل على عنايتهم بفهم مراد الله تعالى رحلتهم في طلب تفسير آية كما فعل مسروق رحمه الله ، وكان ابن عباس رضي الله عنه يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم التفسير ثم الحديث ، وكان رضي الله عنه يحث على فقه كتاب الله ، وشبه الذي يقرأه ولا يفسره بالأعرابي الذي يهذ الشعر ، ووصف علي رضي الله عنه جابر بن عبدالله بالعلم لأنه فهم آية لم يفهمها ، وضرب إياس بن معاوية مثلا للذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
والله سبحانه وتعالى يحبّ أن يفهم كلامه ، وأن تلتمس دقائق معانيه ، و ذكر أبو العالية وغيره في تفسير قوله تعالى ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) أنه الفهم في القرآن .

- ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه :
عمدة هذه المسألة قوله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)) ، ولا يُفهم من هذا الحديث المنع من التفسير مطلقا ، لكن المراد التحذير من القول بلا نظر في أقوال العلماء السابقين ، ولا علمٍ بأصول العلوم الذي يتطلبه هذا التفسير كالعربية وغيرها ، و نقل عن السلف رحمهم الله شدة ورعهم في تفسير القرآن ، وتعظيم شأنه ، مع جلالة قدرهم وعلمهم كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي ، ومع ذلك فقد أُثر عن غيرهم تفسيرهم لما علموه من كتاب الله تعالى ، وسيأتي ذكرهم بإذن الله .
وأما ما أُثر عن عائشة رضي الله عنها قولها : ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل ) ، فإن مرادها منه مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو ذلك مما هو من جملة الغيب الذي لا يُعلم إلا بتوقيف من الله تعالى .

- ماجاء في مراتب المفسرين :
ذكر الشيخ رحمه الله تعالى أولهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وبعده ابن عباس وقد أخذ منه ، ثم عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص ومن المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة ، ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير .
وأما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر ، ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدولُ كل خلف وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
ثم محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير ، و كفاهم الإسناد .
ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي ، و أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس مع الاستدرك عليهما ، ومكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمهم الله .

- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)) :
ذكر الشيخ رحمه الله وجود خلاف كبير للعلماء في المراد بهذه الأحرف :
أما القول بأن الحروف السبعة هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ ، والقول الآخر بأنها معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال ، فقد ضعفهما رحمه الله ، وعلل تضعيفه للثاني بأن هذه لا تسمى أحرفا وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.
وأما قول ابن شهاب في كتاب مسلم بأنه في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام ، فذكر بأنه محتمل .
ثم نقل ماحكاه القاضي أبو بكر بن الطيب قال: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
ونقل ماذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
ثم وجهه بأن الحرف في هذا الحديث المراد به الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} ، فيُحمل الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.
ونقل كذلك حديث أبي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
وذكر في توجيهه إن ثبتت الرواية فهو محمول على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه .
ونقل ماذكره أبوبكر بن الطيب عن قوم قولهم بأن ظاهر الحديث يوجب أن يوجد في القرآن كلمة أو كلمتان تقرآن على سبعة أوجه فإذا حصل ذلك تم معنى الحديث ، وضعف قول البعض أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه وإلا بطل معنى الحديث .
ثم نقل عنه بطلان القول بأنها سبع لغات مختلفات ، إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة ، والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة ، وذكر في ختام ذلك أن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة يقطع على اجتماع ذلك فيها.
و أنكر ابن عطية على ابو بكر بن الطيب قوله ببطلان هذا الأمر ، من وجوه :
* أن المذهب الصحيح الذي قرره آخرا من قوله إنما صح وترتب من جهة اختلاف لغات العرب الذين نزل القرآن بلسانهم .
* أن هذا الاختلاف ليس بشديد التباين حتى يجهل بعضهم ما عند بعض في الأكثر ، وإنما هو أن قريشا استعملت في عباراتها شيئا واستعملت هذيل شيئا غيره في ذلك المعنى وسعد بن بكر غيره ، والجميع كلامهم في الجملة ولغتهم.
* الاستدلال بأن لغة عمر وأبي وهشام وابن مسعود واحدة فيه نظر ، لأن ما استعملته قريش في عبارتها ومنهم عمر وهشام وما استعملته الأنصار ومنهم أبي وما استعملته هذيل ومنهم ابن مسعود قد يختلف ، فليست لغتهم واحدة في كل شيء .
* لو افترضنا أنهم جميعا من قبيلة واحدة وأن لغتهم واحدة فإن مناكرتهم لم تكن لأن المُنكِر سمع ما ليس في لغته فأنكره ، وإنما كانت لأنه سمع خلاف ما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم .
ورجح ابن عطية أن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) أي فيه عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز .

- عدّ القبائل التي نزلت الأحرف السبعة بلغتها ، على القائلين باعتبار هذا القول :
لخص ابن عطية هذه المسألة اعتمادا على حسب القطر ومن جاور النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر بأن الأصل قريش ، ثم بنو سعد بن بكر لاسترضاعه عليه الصلاة والسلام فيهم ، ثم كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب ، فأنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة .
وسبب اختيارهم لهؤلاء لأنهم هم الذين انتهت إليهم الفصاحة وسلمت لغاتهم من الدخيل ويسرهم الله لذلك ليظهر آية نبيه بعجزهم عن معارضة ما أنزل عليه ، وسبب سلامة لغاتهم أنهم في وسط جزيرة العرب في الحجاز ونجد وتهامة فلم تطرقها الأمم ، كاليمن التي أفسدها الحبشة والهنود ، رغم اختيار بعضهم لعرب اليمن من ضمن القبائل التي نزل القرآن بلغتهم ، ووجه ابن عطية هذا الاختيار بأنه فيما استعملته عرب الحجاز من لغة اليمن كالعرم والفتاح و أما ما انفردوا به فليس في كتاب الله منه شيء .
وأما ما والى العراق من جزيرة العرب فأفسدت لغتها مخالطة الفرس والنبط ونصارى الحيرة وغير ذلك.
وأما الذي يلي الشام فأفسدها مخالطة الروم وكثير من بني إسرائيل.
وأما غربي الجزيرة فهي جبال تسكن بعضها هذيل وغيرهم وأكثرها غير معمور.

- ذكر أمثلة على ماورد في القرآن من لغات العرب :
من أمثلة ذلك استشكال معنى قوله تعالى ( فاطر السماوات والأرض ) على ابن عباس رضي الله عنه حتى سمع أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها ، أي ابتدأت خلقها وعملها .
ومنها قوله : ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك .
و استشكال عمر معنى قوله تعالى : {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم.

- في بيان أنّ هذه الأحرف السبعة توقيفية ، وليس لأحد من الصحابة أن يبدل لفظة على اللغات المذكورة من تلقاء نفسه :
هذه الأحرف السبعة أباحها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم تخفيفا لأمته ، وقد نزل بها جبريل عليه السلام ، وأقرأها عليه الصلاة والسلام للصحابة ، فقرأ مرة لأبي بما عارضه به جبريل صلوات الله عليهما ومرة لابن مسعود بما عارضه به أيضا.
وعلى هذا تجيء قراءة عمر بن الخطاب لسورة الفرقان وقراءة هشام بن حكيم لها وإلا فكيف يستقيم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة كل منهما وقد اختلفتا ((هكذا أقرأني جبريل)) هل ذلك إلا لأنه أقرأه بهذه مرة وبهذه مرة؟.
وعلى هذا يحمل قول أنس بن مالك حين قرأ (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) [المزمل: 6] فقيل له: إنما تقرأ: {وأقوم} فقال أنس: أصوب وأقوم وأهيأ واحد.
فإنما معنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} .

- مسألة جمع القرآن :
كان القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم متفرقاً في صدور الرجال ، و كتب الناس منه في الصحف والجريد واللخاف ، ولمّا استحرّ القتل بالقراء يوم اليمامة ، أشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر بجمعه ، فكلف بذلك زيد بن ثابت رضي الله عنه فجمعه غير مرتب السور ، وبقيت هذه الصحف عند أبي بكر ، ثم عند عمر ، ثم عند حفصة بنت عمر في خلافة عثمان رضي الله عنه ، وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها.

- مسألة جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه الناس على مصحف واحد :
إنّ هذه الأحرف السبعة التي أقرأها النبي صلى الله عليه وسلم انتشرت في البلدان لانتشار الصحابة فيها وتعليم كل منهم قراءته للناس حوله ، حتى إذا كثرت الفتوحات ، واجتمع المسلمون من بقاع شتى في غزوة أرمينية ، استغربوا من اختلاف القراءات وتنازعوا ، حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ به ، فأشفق حذيفة رضي الله عنه مما رأى منهم ، وسار إلى عثمان بن عفان وأخبره الخبر ، فاجتمع الصحابة على توحيد القراءة ، وجمع كلمة المسلمين ، وأمر من اختارهم من علماء المسلمين بأن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش" ، و قيل أن الذين أمرهم بكتابته ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير ، وكانت الصحفة التي عند حفصة إماما في هذا الجمع الأخير ، ، وأرسل بهذه الصحف إلى الآفاق وأمر بما سواها من المصاحف أن تحرق أو تدفن ،
و كان المصحف غير مشكول ولا منقوط ، أما ابن مسعود رضي الله عنه فقد احتفظ بمصحفه ، لكن العلماء لم يروا القراءة منه لاختلاطه بالتفسير .

- مسألة ظهور القراء السبعة :
تتبع القراء في الأمصار ما روي لهم من اختلافات لاسيما فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهم ، فلذلك ترتب أمر القراء السبعة وغيرهم رحمهم الله ومضت الأعصار والأمصار على قراءة السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.

- حكم القراءات الشاذة :
لا يصلى بهذه القراءات ، وذلك لأنه لم يجمع الناس عليها ، و المروي منه عن الصحابة رضي الله عنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.

- ترتيب الآيات والسور :
أما ترتيب الآيات في السور ، و وضع البسملة في أوائلها هو من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وترك البسملة في براءة ، وأما ترتيب السور اليوم فقيل أنه من زيد بن ثابت بمشاركة عثمان رضي الله عنه ، وذكر ابن عطية رحمه الله أن ظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتابة .

- شكل المصحف ونقطه وتحزيبه وتعشيره :
أما شكل المصحف ونقطه فقيل أن عبدالملك بن مروان أمر به وتجرد لذلك الحجاج فأمر الحسن ويحيى بن يعمر بذلك ، وقيل أن أول من نقط المصاحف أبو الأسود الدؤلي بأمر من زياد بن أبي سفيان .
وقيل أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه فذكر ابن عطية أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.

- في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق :
ذكر ابن عطية رحمه الله الاختلاف في هذه المسألة على عدة أقوال :
1- أن في كتاب الله تعالى من كل لغة ، وهو قول أبوعبيدة .
2- أنه ليس في كتاب الله لفظة إلا وهي عربية صريحة ، وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد .
3- الأصل أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر ، وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، أما ما جاء من أمثلة كقوله تعالى: {إن ناشئة الليل} ، ذكر ابن عباس أنها لغة الحبشة والمراد بها قام ، وكذلك قوله تعالى ( يؤتكم كفلين من رحمته ) قال أبو موسى الأشعري كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة ، فهذه وردت في القرآن لِما كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش
فعلقت بلغة العرب ألفاظ أعجمية استعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن .
و هذا هو قول ابن عطية ، واستبعد قول الطبري رحمه الله .

- في بيان إعجاز القرآن وبم يكون ؟
1- إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها ، إذ أنه كلام الله وكلام الله صفته ، وهذا مما يعجز أحد من البشر أن يأتي بمثله .
2- إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
3- أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه ، وذكر ابن عطية أن هذا هو قول الجمهور ، وأن القولين قبله لا شك فيهما عند المؤمنين بالله تعالى ، وأن الثالث هو الأنسب للمقام ، إذ أن فكر المشركين بأنه من عند محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا طالبهم بأن يأتوا بمثله وعجزوا عن ذلك ، علموا أنه يستحيل أن يقوله بشر .
وهذا فيه رد على من قال بأن العرب كان باستطاعتهم أن يأتوا بمثله ، لكنهم صرفوا عنه ، وهذا باطل ، فإن أحداً من البشر يستحيل أن يأتي بسورة واحدة من مثله ، وأقرّ بذلك مشركي العرب الفصحاء ، و يشهد لذلك الوليد بن المغيرة حين قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا بالجنون ، لكنهم تولوا حسداً وكبراً .
وقامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالأطباء وفي معجزة موسى بالسحرة .

- في ذكر بعض الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى :
ذكر الشيخ رحمه الله تعالى في هذه المسألة ما نحاه بعض المفسرين من إسناد أفعال إلى الله تعالى في ثنايا كلامهم إيجازا ، ولم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع ، ومن ذلك قولهم خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه} ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم} ونحو ذلك .
وذكر ابن عطية رحمه الله أن هذه الطريقة استعملها المفسرون و المحدثون والفقهاء وبعض الأصوليين ، ومنع منها البعض ، ووجه ابن عطية ذلك بأن المنع إنما يكون على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس ، ثم ذكر تحفظه في تفسيره من ذلك مااستطاع ، وبين هذا الأمر للعذر لمن وقع فيه ، وأنه من استعمالات العرب وذكر على ذلك أمثلة .

- في تفسير أسماء القرآن :
* القرآن : 1- وهو مصدر قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة .
2- أنه الجمع و التأليف ، قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا ، وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} أي تأليفه .
ورجح ابن عطية القول الأول .
* الكتاب : وهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها .
* الفرقان : مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا .
* الذكر :قيل لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم .
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء .
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به .

- في معنى السورة والآية :
أما السورة ففيها لغتان للعرب فهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز ، وتميم كلها وغيرهم يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة .
فأما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب .
وأما من لا يهمز فمنهم من يراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ، ومنهم من يراها مشبّهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة .
وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها .
ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة ، لأن الرتبة كأنما انبنت حتى كملت .
وأما الآية في كلام العرب فهي العلامة .
ووجه تسميتها بذلك : لأن الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى .
وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا .
وقيل لأنها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 جمادى الآخرة 1439هـ/6-03-2018م, 01:42 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي ( فهرست مسائل مقدمة تفسير ابن عطية )

المسائل التي اشتملت عليها مقدمة تفسير ابن عطية
الباب الأول
باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به


- الاعتصام بالقرآن الكريم
* النجاة من الفتن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).

* وصية النبي بالقرآن : وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).
وقال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: ((عليكم بالقرآن)).
- قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
- علم الأولين والآخرين : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).

* أجر قراءة القرآن : وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)). وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)). وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).

* عدم الملل في القرآن : وقيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب .

* فوائد تكرار القصص : وقيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.

* فضل الأخذ بالقرآن :
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله))
وقال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)) ,
وقال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن)) .
وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه .
وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: 32].فقال سابقكم سابق ومقتصدكم ناج وظالمكم مغفور له
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن أصفر البيوت بيت صفر من كتاب الله)).
وقال عبد الله بن مسعود إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن.
ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.

* شفاعة القرآن : وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).

* أجر تعلم القرآن وتعليمه : وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
- وقال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آل عمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلام والقرآن.

* حضور الملائكة عند قراءة القرآن :
قال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة.
وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.

* علامة الخشية بالقرآن : روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.

* مراعاة معانيه وتطبيق أوامره
وقال عليه السلام: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.

الباب الثاني
باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه


* فضل تعلم العربية في فهم القرآن :
- روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
- وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
- قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.

* فضل فهم القرآن وفقه معانيه
- وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
- وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
- وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
- وقال إياس بن معاوية مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
- وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
- وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
- وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها .
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
- وقال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.
- وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.
- وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.

الباب الثالث
باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين


* تفسير النبي للقرآن
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور وكرتبة خلق السموات والأرض.

* تحريم التكلم بالقرآن بمجرد الرأي
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.

* تهيب العلماء من تفسير القرآن
وكان جلة من السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم.

* علماء التفسير من الصحابة والتابعين
فأما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما وهو تجرد للأمر وكمله وتتبعه وتبعه العلماء عليه كمجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما والمحفوظ عنه في ذلك أكثر من المحفوظ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- وقال ابن عباس ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.
- وكان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباس ويحث على الأخذ عنه.
- وكان عبد الله بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)) وحسبك بهذه الدعوة.
- وقال عنه علي بن أبي طالب: ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص وكل ما أخذ عن الصحابة فحسن متقدم ومن المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
- قرأ مجاهد على ابن عباس قراءة تفهم ووقوف عند كل آية ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير.
- وأما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف .

* بداية التأليف في التفسير
- وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
- و إن محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
- ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.

الباب الرابع
باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))


وذكر القاضي أيضا أن أبياً رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).

اختلف الناس في معنى هذا الحديث اختلافا شديدا
- القول الأول : فذهب فريق من العلماء إلى أن تلك الحروف السبعة هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
قال ابن شهاب في كتاب مسلم: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وهذا كلام محتمل.
- القول الثاني : وقال فريق من العلماء: إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
وهذا أيضا ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.
- وحكى صاحب الدلائل عن بعض العلماء وقد حكى نحوه القاضي أبو بكر بن الطيب قال: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة
= منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
= ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
= ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
= ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش)
= ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود)
= ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
= ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).

- القول الثالث : وذكر القاضي أبو بكر بن الطيب في معنى هذه السبعة الأحرف حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
قال القاضي أبو محمد فهذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} [الحج: 11] أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.

* معنى منسوخ للأحرف السبعة
قال القاضي ابن الطيب: وهذه أيضا سبعة غير السبعة التي هي وجوه وطرائق وغير السبعة التي هي قراءات ووسع فيها وإنما هي سبعة أوجه من أسماء الله تعالى.
وإذا ثبتت هذه الرواية حمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه.

* معنى باطل للأحرف السبعة والرد عليه
- قال القاضي: وزعم قوم أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه وإلا بطل معنى الحديث.
قالوا: وتعرف بعض الوجوه بمجيء الخبر به ولا نعرف بعضها إذا لم يأت به خبر.
قال: وقال قوم ظاهر الحديث يوجب أن يوجد في القرآن كلمة أو كلمتان تقرآن على سبعة أوجه فإذا حصل ذلك تم معنى الحديث.
- قال القاضي أبو بكر بن الطيب: وقد زعم قوم أن معنى الحديث أنه نزل على سبع لغات مختلفات وهذا باطل إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.

* المعنى الراجح في الأحرف السبعة
فأما الأحرف السبعة التي صوب رسول الله صلى الله عليه وسلم القراءة بجميعها وهي التي راجع فيها فزاده وسهل عليه لعلمه تعالى بما هم عليه من اختلافهم في اللغات فلها سبعة أوجه وسبع قراءات مختلفات وطرائق يقرأ بها على اختلافها في جميع القرآن أو معظمه حسبما تقتضيه العبارة في قوله: ((أنزل القرآن)) فإنما يريد به الجميع أو المعظم فجائز أن يقرأ بهذه الوجوه على اختلافها ويدل على ذلك قول الناس: حرف أبي وحرف ابن مسعود
ونقول في الجملة: إن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله ليس بموجود في حرف واحد وسورة واحدة يقطع على اجتماع ذلك فيها.
- قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: انتهى ما جمعت من كلام القاضي أبي بكر رضي الله عنه وإطلاقه البطلان على القول الذي حكاه فيه نظر لأن المذهب الصحيح الذي قرره آخرا من قوله ونقول في الجملة إنما صح وترتب من جهة اختلاف لغات العرب الذين نزل القرآن بلسانهم وهو اختلاف ليس بشديد التباين حتى يجهل بعضهم ما عند بعض في الأكثر وإنما هو أن قريشا استعملت في عباراتها شيئا واستعملت هذيل شيئا غيره في ذلك المعنى وسعد بن بكر غيره والجميع كلامهم في الجملة ولغتهم.
- واستدلال القاضي رضي الله عنه بأن لغة عمر وأبي وهشام وابن مسعود واحدة فيه نظر لأن ما استعملته قريش في عبارتها ومنهم عمر وهشام وما استعملته الأنصار ومنهم أبي وما استعملته هذيل ومنهم ابن مسعود قد يختلف ومن ذلك النحو من الاختلاف هو الاختلاف في كتاب الله سبحانه فليست لغتهم واحدة في كل شيء وأيضا فلو كانت لغتهم واحدة بأن نفرضهم جميعا من قبيلة واحدة لما كان اختلافهم حجة على من قال: إن القرآن أنزل على سبع لغات لأن مناكرتهم لم تكن لأن المنكر سمع ما ليس في لغته فأنكره وإنما كانت لأنه سمع خلاف ما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم وعساه قد أقرأه ما ليس من لغته واستعمال قبيلته.
فكأن القاضي رحمه الله إنما أبطل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قصد في قوله: ((على سبعة أحرف)) عد اللغات التي تختلف بجملتها وأن تكون سبعا متباينة لسبع قبائل تقرأ كل قبيلة القرآن كله بحرفها ولا تدخل عليها لغة غيرها
بل قصد النبي عليه السلام عنده عد الوجوه والطرائق المختلفة في كتاب الله مرة من جهة لغة ومرة من جهة إعراب وغير ذلك ولا مرية أن هذه الوجوه والطرائق إنما اختلفت لاختلاف في العبارات بين الجملة التي نزل القرآن بلسانها وذلك يقال فيه اختلاف لغات.
وصحيح أن يقصد عليه السلام عد الأنحاء والوجوه التي اختلفت في القرآن بسبب اختلاف عبارات اللغات.
وصحيح أن يقصد عد الجماهير والرؤوس من الجملة التي نزل القرآن بلسانها وهي قبائل مضر فجعلها سبعة وهذا أكثر توسعة للنبي صلى الله عليه وسلم لأن الأنحاء تبقى غير محصورة فعسى أن الملك أقرأه بأكثر من سبعة طرائق ووجوه.
قال القاضي في كلامه المتقدم فجائز أن يقرأ بهذه الوجوه على اختلافها.

* شرط صحة الأحرف
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: والشرط الذي يصح به هذا القول هو أن تروى عن النبي عليه السلام
فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة وعارضه بها جبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز وجودة الوصف
ولم تقع الإباحة في قوله عليه السلام: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)) بأن يكون كل واحد من الصحابة إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه.
ولو كان هذا لذهب إعجاز القرآن وكان معرضا أن يبدل هذا وهذا حتى يكون غير الذي نزل من عند الله وإنما وقعت الإباحة في الحروف السبعة للنبي عليه السلام ليوسع بها على أمته فقرأ مرة لأبي بما عارضه به جبريل صلوات الله عليهما ومرة لابن مسعود بما عارضه به أيضا.
- وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
وعلى هذا تجيء قراءة عمر بن الخطاب لسورة الفرقان وقراءة هشام بن حكيم لها وإلا فكيف يستقيم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة كل منهما وقد اختلفتا ((هكذا أقرأني جبريل)) هل ذلك إلا لأنه أقرأه بهذه مرة وبهذه مرة؟.
وعلى هذا يحمل قول أنس بن مالك حين قرأ (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) [المزمل: 6] فقيل له: إنما تقرأ: {وأقوم} فقال أنس: أصوب وأقوم وأهيأ واحد.
فإنما معنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9].

* ملخص رأي ابن عطية :
ومال كثير من أهل العلم كأبي عبيد وغيره إلى أن معنى الحديث المذكور أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول هو المتقرر من كلام القاضي رضي الله عنه وقد ذكر بعضهم قبائل من العرب روما منهم أن يعينوا السبع التي يحسن أن تكون مراده عليه السلام نظروا في ذلك بحسب القطر ومن جاور منشأ النبي صلى الله عليه وسلم.
فأصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر لأن النبي عليه السلام قرشي واسترضع في بني سعد ونشأ فيهم ثم ترعرع وعقت تمائمه وهو يخالط في اللسان كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب فلما بعثه الله تعالى ويسر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة وهي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف وهي اختلافاتها في العبارات حسبما تقدم.
قال ثابت بن قاسم: لو قلنا من هذه الأحرف لقريش ومنها لكنانة ومنها لأسد ومنها لهذيل ومنها لتميم ومنها لضبة وألفافها ومنها لقيس لكان قد أتى على قبائل مضر في مراتب سبعة تستوعي اللغات التي نزل بها القرآن.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق: وهذا نحو ما ذكرناه وهذه الجملة هي التي انتهت إليها الفصاحة وسلمت لغاتها من الدخيل ويسرها الله لذلك ليظهر آية نبيه بعجزها عن معارضة ما أنزل عليه

* سبب سلامة لغة قريش ( ونزول القرآن بلغتها )
- وسبب سلامتها أنها في وسط جزيرة العرب في الحجاز ونجد وتهامة فلم تطرقها الأمم فأما اليمن وهي جنوبي الجزيرة فأفسدت كلام عربه خلطة الحبشة والهنود
وأما ما والى العراق من جزيرة العرب وهي بلاد ربيعة وشرقي الجزيرة فأفسدت لغتها مخالطة الفرس والنبط ونصارى الحيرة وغير ذلك.
وأما الذي يلي الشام وهو شمالي الجزيرة وهي بلاد آل جفنة وابن الرافلة وغيرهم فأفسدها مخالطة الروم وكثير من بني إسرائيل.
وأما غربي الجزيرة فهي جبال تسكن بعضها هذيل وغيرهم وأكثرها غير معمور.
- فبقيت القبائل المذكورة سليمة اللغات لم تكدر صفو كلامها أمة من العجم ويقوي هذا المنزع أنه لما اتسع نطاق الإسلام وداخلت الأمم العرب وتجرد أهل المصرين البصرة والكوفة لحفظ لسان العرب وكتب لغتها لم يأخذوا إلا عن هذه القبائل الوسيطة المذكورة ومن كان معها وتجنبوا اليمن والعراق والشام فلم يكتب عنهم حرف واحد وكذلك تجنبوا حواضر الحجاز مكة والمدينة والطائف لأن السبي والتجار من الأمم كثروا فيها فأفسدوا اللغة وكانت هذه الحواضر في مدة النبي صلى الله عليه وسلم سليمة لقلة المخالطة فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) أي فيه عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظة ألا ترى أن (فطر) معناها عند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].
وقال أيضا ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم.

* سبب جمع القرآن على لغة قريش
ثم إن هذه الروايات الكثيرة لما انتشرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وافترق الصحابة في البلدان وجاء الخلف وقرأ القرآن كثير من غير العرب وقع بين أهل الشام والعراق ما ذكر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وذلك أنهم لما اجتمعوا في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة بما روي لها فاختلفوا وتنازعوا حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ به فأشفق حذيفة مما رأى منهم فلما قدم حذيفة المدينة فيما ذكر البخاري وغيره دخل إلى عثمان بن عفان قبل أن يدخل بيته فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك قال: فيماذا؟ قال: في كتاب الله إني حضرت هذه الغزوة وجمعت ناسا من العراق ومن الشام ومن الحجاز فوصف له ما تقدم وقال: إني أخشى عليهم أن يختلفوا في كتابهم كما اختلفت اليهود والنصارى قال عثمان رضي الله عنه: أفعل فتجرد للأمر واستناب الكفاة العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".
فمعنى هذا إذا اختلفتم فيما روي وإلا فمحال أن يحيلهم على اختلاف من قبلهم لأنه وضع قرآن فكتبوا في القرآن من كل اللغات السبع مرة من هذه ومرة من هذه وذلك مقيد بأن الجميع مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقرئ عليه واستمر الناس على هذا المصحف المتخير وترك ما خرج عنه مما كان كتب سدا للذريعة وتغليبا لمصلحة الألفة وهي المصاحف التي أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه أن تحرق أو تخرق.
فأما ابن مسعود فأبى أن يزال مصحفه فترك ولكن أبى العلماء قراءته سدا للذريعة ولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فظنها قوم من التلاوة فتخلط الأمر فيه ولم يسقط فيما ترك معنى من معاني القرآن لأن المعنى جزء من الشريعة وإنما تركت ألفاظ معانيها موجودة في الذي أثبت.

* القراءات السبعة منشأها وحكمها
ثم أن القراء في الأمصار تتبعوا ما روي لهم من اختلافات لاسيما فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهم فلذلك ترتب أمر القراء السبعة وغيرهم رحمهم الله ومضت الأعصار والأمصار على قراءة السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.

* القراءات الشاذة
وأما شاذ القراءات فلا يصلى به وذلك لأنه لم يجمع الناس عليه أما أن المروي منه عن الصحابة رضي الله عنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.
وأما ما يؤثر عن أبي السمال ومن قاربه فلا يوثق به وإنما أذكره في هذا الكتاب لئلا يجهل والله المستعان.

الباب الخامس
باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره


* جمع أبي بكر بشكل مختصر
كان القرآن في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزف وغير ذلك فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه.
وروي أن في هذا الجمع سقطت الآية من آخر براءة حتى وجدها عند خزيمة بن ثابت وحكى الطبري أنه إنما سقطت له في الجمع الأخير والأول أصح وهو الذي حكى البخاري إلا أنه قال فيه مع أبي خزيمة الأنصاري وقال إن في الجمع الثاني فقد زيد آية من سورة الأحزاب: {من المؤمنين رجال} [الأحزاب: 33] فوجدها مع خزيمة بن ثابت وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته

* جمع عثمان للقرآن
في خلافة عثمان وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها.
فلما قدم حذيفة من غزوة أرمينية حسبما قد ذكرناه انتدب عثمان لجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد فيما ذكر البخاري ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير وكذلك ذكر الترمذي وغيرهما.
وقال الطبري فيما روي إنه قرن بزيد أبان بن سعيد بن العاصي وحده وهذا ضعيف.
وقال الطبري أيضا إن الصحف التي كانت عند حفصة جعلت إماما في هذا الجمع الأخير وروي أن عثمان رضي الله عنه قال لهم: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش فاختلفوا في التابوه والتابوت قرأه زيد بن ثابت بالهاء والقرشيون بالتاء فأثبته بالتاء وكتب المصحف على ما هو عليه غابر الدهر ونسخ عثمان منه نسخا ووجه بها إلى الآفاق وأمر بما سواها من المصاحف أن تحرق أو تخرق وتروى بالحاء غير منقوطة وتروى بالخاء على معنى ثم تدفن، ورواية الحاء غير منقوطة أحسن.

* ترتيب السور
- قال القاضي أبو بكر بن الطيب وترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك
- وقد ذكر ذلك مكي رحمه الله في تفسير سورة براءة وذكر أن ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا أحد ما قيل في براءة وذلك مستقصى في موضعه موفى إن شاء الله تعالى.

* ترجيح المؤلف لترتيب السور
وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب

* شكل المصحف وتنقيطه
وأما شكل المصحف ونقطه فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
- وأسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
- وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
- وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.

* تعشير المصحف .
وأما وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.

الباب السادس
باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق


* اختلف الناس في هذه المسألة
- فقال أبو عبيدة وغيره: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة
- وذهب الطبري وغيره إلى أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ومنه قول تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: 28]. قال أبو موسى الأشعري كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة وكذلك قال ابن عباس في القسورة إنها الأسد بلغة الحبشة إلى غير هذا من الأمثلة.
- الرأي الراجح قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: والذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش وكسفر مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس إلى الشام وسفر عمر بن الخطاب وكسفر عمرو بن العاصي وعمارة بن الوليد إلى أرض الحبشة وكسفر الأعشى إلى الحيرة وصحبته لنصاراها مع كونه حجة في اللغة فعلقت العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس معنى فاطر إلى غير ذلك فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه
وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.

الباب السادس
باب نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن


اختلف الناس في إعجاز القرآن بم هو؟
- فقال قوم: إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها
- وقال قوم: إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
وهذان القولان إنما يرى العجز فيهما من قد تقررت الشريعة ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم في نفسه

* والمعنى الأصح للإعجاز هو
أن البشر لا يأتي بمثله ويتحقق مجيئه من قبل المتحدي وكفار العرب لم يمكنهم قط أن ينكروا أن رصف القرآن ونظمه وفصاحته متلقى من قبل محمد صلى الله عليه وسلم
فإذا تحديت إلى ذلك وعجزت فيه علم كل فصيح ضرورة أن هذا نبي يأتي بما ليس في قدرة البشر الإتيان به إلا أن يخص الله تعالى من يشاء من عباده
وهذا هو القول الذي عليه الجمهور والحذاق وهو الصحيح في نفسه أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه

* أوجه الإعجاز
ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما وأحاط بالكلام كله علما فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط محيطا
فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية القصوى من الفصاحة

* بطلان قول الإعجاز بالصرفة
وبتعريف الإعجاز الصحيح يبطل قول من قال إن العرب كان من قدرتها أن تأتي بمثل القرآن فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.
والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد
فصورة قيام الحجة بالقرآن على العرب أنه لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم به وقال: {فأتوا بسورة من مثله} [البقرة: 23] قال: كل فصيح في نفسه وما بال هذا الكلام حتى لا آتي بمثله فلما تأمله وتدبره ميز منه ما ميز الوليد بن المغيرة حين قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا بالجنون وعرف كل فصيح بينه وبين نفسه أنه لا يقدر بشر على مثله فصح عنده أنه من عند الله تعالى

الباب السابع
باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى


* شرح هذه المسألة
اعلم أن القصد إلى إيجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلى أن يقول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه} ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم} [الأعراف: 172] ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء واستعملها أبو المعالي في الإرشاد

* حكمها
وذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه
قال القاضي أبو محمد عبد الحق وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس

* رأي المؤلف فيها
- وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.
- وإن خرج شيء من هذه على حذف مضاف فذلك متوجه في الاستعمال الذي قصدنا الاعتذار عنه والله المستعان.

* ورود هذه المسألة في كلام العرب
وقد استعملت العرب أشياء في ذكر الله تعالى تنحمل على مجاز كلامها
- فمن ذلك قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).
- وقول أم سلمة فعزم الله لي في الحديث في موت أبي سلمة وإبدال الله لها منه رسول الله.
- ومن ذلك قولهم الله يدري كذا وكذا، والدراية إنما هي التأتي للعلم بالشيء حتى يتيسر ذلك.
- قال أبو علي واحتج بعض أهل النظر على جواز هذا الإطلاق بقول الشاعر الجوهري:
لا همَّ لا أدري وأنت الداري

* إشكال ورده
قال أبو علي: وهذا لا ثبت فيه لأنه يجوز أن يكون من غلط الإعراب.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وكذلك أقول إن الطريقة كلها عربية لا يثبت للنظر المنخول شيء منها
وقد أنشد بعض البغداديين: [الرجز]
لا همَّ إن كنت الذي بعهدي = ولم تغيرك الأمور بعدي
وقد قال العجاج: فارتاح ربي وأراد رحمتي
ومن هذا الاستعمال الذي يبنى الباب عليه قول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.

الباب الثامن
باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية


* أسماء القرآن
هو القرآن فالقرآن مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة وحكى أبو زيد الأنصاري وقرءا , وهو أقوى الأقوال لإن القرآن مصدر من قرأ إذا تلا ومنه قول حسان بن ثابت يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به = يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
أي: قراءة
وهو الكتاب , فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
وهو الفرقان , فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
وهو الذكر , فهو ذكر لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به

* معنى سورة
- سؤرة : ( البقية من الشيء ) فأما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب ومنه قول الأعشى وهو ميمون بن قيس: [المتقارب]
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد = صدعا على نأيها مستطيرا
أي: أبقت فيه.
- سورة بدون همز : وأما السورة فإن قريشا كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز وتميم كلها
= ( البقية من الشيء ) وأما من لا يهمز فمنهم من يراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها
= ( سور البناء ) ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
- سورة ( الرتبة الرفيعة من المجد والملك ) ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر: [الطويل]
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
فكأن الرتبة انبنت حتى كملت.

* معنى آية
- العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
فلما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية هذا قول بعضهم
- وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا
- وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية

* وزن كلمة آية وأصلها في اللغة
- عند سيبويه فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية.
- وقال الكسائي أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة.
وقال مكي في تعليل هذا الوجه سكنت الأولى وأدغمت فجاءت آية على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة وقيل: أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي} [آل عمران: 146].
- وقال بعض الكوفيين أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.

والحمد لله رب العالمين أن سمح لي بإتمامه

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 جمادى الآخرة 1439هـ/9-03-2018م, 03:09 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي


س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة


قدم ابن عطية كتابه بخطبة، فيها الحمد والثناء كعادة الكتاب، ثم برر عمله في هذا التفسير، وذكر أنه بعد أن تكبد الصعاب في طلب العلم، قرر أن يؤلف في أحد العلوم كتابا يكون مرجعا لأهل العلم، ولم يجد أفضل من علوم القرآن لشرفها وارتباطها بكتاب الله، وذكر أهمية تقييد العلم، وأن حفظ نكته وفوائده تستعصي على من اقتصر على الحفظ بقلبه، ثم ذكر منهجه في التفسير ولخصه ب:
- أنه لا يذكر من القصص إلا ماله تعلق مباشر
- أنه يرجع الأقوال لمن قال بها من العلماء
- أنه ينتهج منهج السلف في اتباع قواعد العربية والتخلص من الإلحاد في القول
- أنه ينبه على ما قد يقع فيع بعض أهل العلم من خطأ.
- أنه يسرد التفسير بحسب رتبة ألفاظ الآية
- أنه يراعي تتبع الألفاظ حتى لا يقع طفر، وتشتت.
- أنه يدرج جميع القراءات مستعملها وشاذها
- أن يبذل جهده وما انتهى إليه علمه مع ملاحظة الإيجاز وحذف فضول القول.
وختم بأنه بذل ما في وسعه، وأقر بأن كتاب الله لا يفسر إلا بإتقان جملة من العلوم، واعتذر عن التقصير، وذكر أنه سيقدم بمقدمة فيها علوم تهم من قصد هذا العلم، وقسمها إلى أبواب، وأنا بحول الله أذكر الأبواب كما هي وألخص ما تيسر مما ذكر تحت كل باب:

"باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به"


• فضل القرآن على غيره
أورد ابن عطية في هذا الباب جملة من الأحاديث التي تدل على فضل القرآن وأنه سبب للنجاة من الفتن، وأن صاحبه خير الناس وأشرفهم، وأن قصصه أحسن القصص، ومواعظه أفضل المواعظ
• السبب في أن القرآن لا يمل مع التكرار كالخطب والشعر.
ذكر ابن عطية قولا لجعفر الصادق: فاده أن سبب ذلك كون القرآن حجة على مر الزمان فكل أهل زمان يتلقونه غضا طريا، وكذلك كل انسان يتفكر فيه تلقى منه في كل مرة جديدا
• السبب في تكرار القصص في القرآن
قيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار
• الفرق بين المتقن للتلاوة والذي يقرأ بمشقة
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).وجوب فهم معاني القرآن والخشوع عند تلاوته
وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).المقصود بقوله تعالى {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}
أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر المذكور في قوله:{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}، وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.

"باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه"


تحدث ابن عطية في هذا الباب عن فضل علم التفسير وفضل فقه معاني القرآن ومعرفة مقصود الله سبحانه فيها وتطرق في هذا الباب إلى أمور:
1. المعرفة بالعربية، روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
2. فضل من تعلم التفسير ،وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
3. أهمية الاجتهاد في طلب التفسير، وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
4. وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها

"باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين"

تطرق ابن عطية في هذا الباب إلى بعض ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم في باب التفسير ومن ذلك:
1. روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل. وقد شرح ذلك ابن عطية بأنه ما يتعلق بما لا يعلمه إلا الله من الغيبيات
2. ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)). وقد شرح ذلك ابن عطية فيمن قال برأية دون الرجوع لمقالة أهل العلم، وما تقتضيه اللغة
3. تورع بعض السلف عن التفسير خوفا من الخطأ، وتصدي البعض لهذا العلم فحفظوه لنا رحمهم الله ورضي عنهم.
4. ذكر جملة من المفسرين من الصحابة والتابعين منهم علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والحسن بن أبي الحسن، وعلقمة.
5. فضل ابن عباس وتقدمه في هذا العلم وثناء الصحابة عليه فيه، وأخذ مجاهد عنه.
6. انتقاد الشعبي لتفسير السدي وأبي صالح.
7. العمل الجليل الذي قام به الطبري في جمع التفسير وتحريره
8. ذكر جملة من أهل التفسير من المتأخرين، مع تقييم عام لما كتبوا، والاعتذار للجميع بأنهم اجتهدوا.

"باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))"


ابتدأ ابن عطية كلامه على هذا الباب بتقرير شدة الاختلاف هنا ثم ذكر الأقوال وهي:
1. أنه من باب الاختلاف في الكلمات التي تدل على معنى واحد كتعال وأقبل وهلم، وضعف هذا القول.
2. أنها في الأمر الذي لا يختلف في حلال ولا حرام، قال ابن عطية عن هذ القول إنه محتمل.
3. إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال. وضعف هذا القول لسببين،1/ أن هذا لا يسمى أحرف، 2/ وأن الإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحليل حرام أو تحريم حلال.
4. أن المراد سبعة أوجه من تغير حالات الكلمة في اللغة
5. أورد ابن عطية حديث: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه))، وذكر أن المعنى في هذا الحديث مختلف عن المراد بالأحرف السبعة
6. كما أورد ما رواه أبي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)). وذكر أن المعنى هنا أيضا مختلف عن المراد بالأحرف السبعة وإنما هي سبعة أوجه من أسماء الله تعالى، وأنه لو ثبت هذا الحديث لحمل على النسخ فلا يجوز تبديل الأسماء.
7. إن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك مفترق في كتاب الله، واجتهد البعض في تحديد القبائل التي نزل بها القرآن، واجتهد ابن عطية أيضا في التحديد، وأقر بأن الجميع منزل من عند الله ونفى أن تكون التوسعة بمعنى ترك الخيار للصحابة أن يبدلوا كيف شاءوا، لأن ذلك ينافي إعجاز القرآن ولقوله صلى الله عليه وسلموفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)) ورجح هذا القول للأدلة التالية:
- أن ابن عباس لم يفهم معنى {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].، إلا بعد أن سمع أعرابيان يختصمان في بئر فقال أنا فطرتها، ومعنى {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمع بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك، ويتكرر ذلك في أمثلة أخرى أتركها اختصارا.
ورجح في عمل عثمان أنه كتبه على الأفصح مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان القرآن مرة على هذه ومرة على هذه بحسب ما تفق عليه اختيارهم وحرق ما سواه، ثم أن القراء في الأمصار تبعوا ما وافق المصحف

"باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره"


ذكر ابن عطية في هذا الباب مختصرا عن كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع أبي بكر رضي الله عنه وجمع عثمان وسبب الجمعين وطريقتهما وما حصل فيهما من أحداث
كما قرر أن ترتيب الآيات ووضع البسملة كان بتوقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما السور فبعضها كان مرتبا كالسبع الطوال والمفصل وبعضها رتب في وقت الجمع، كما ذكر أن النقط والتشكيل والتحزيب كان بأمر من عبد الملك بن مروان وبفعل من الحجاج، وقيل أن أول من نقط المصحف كان أبو الأسود الدؤلي وقيل ابن سيرين، وقيل غير ذلك، كما أنه ذكر قول قتادة: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.

"باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق"


قرر ابن عطية في هذا الباب أن القرآن إنما نزل بلسان عربي مبين، وأن جميع ما فيه من ألفاظ فهو عربي، وما ورد فيه من توافق مع اللغلت الأخرى فهو بسبب خلطة العرب بغيرهم فتشابهت بعض ألفاظهم مع إزالة مافي الكلمة من عجمة.

"نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن"


بم كان إعجاز القرآن؟
ذكر ابن عطية أن المسألة فيها خلاف فمنهم من قال أن الإعجاز وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات، ومنهم من قال أن التحدي إنما وقع بما في الكتاب من الأنباء والغيوب.
قال ابن عطية والصحيح: أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه
والقرآن لا يمكن الإتيان بمثله ولو نزعت منه لفظة وأدت اللسان للبحث عما يناسب غيرها ما جدت، والناس ينقحون ما كتبوا أزمنة مديدة دون جدوى
فصورة قيام الحجة بالقرآن على العرب أنه لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم به وقال: {فأتوا بسورة من مثله} [البقرة: 23] قال: كل فصيح في نفسه وما بال هذا الكلام حتى لا آتي بمثله فلما تأمله وتدبره ميز منه ما ميز الوليد بن المغيرة حين قال: والله ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا بالجنون وعرف كل فصيح بينه وبين نفسه أنه لا يقدر بشر على مثله فصح عنده أنه من عند الله تعالى
فمنهم من آمن ومنهم من استكبر وكانت معجزة النبي بالفصاحة لمناسبتها فصاحة العرب، كم أن الأنبياء كانت معجزاتهم فيما اشتهر في قومهم

"باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى"


اعتذر ابن عطية في هذا الباب عن الاختصار الذي يلحق بالله سبحانه وتعالى أفعالا لم يأت الشرع بها
كقول بعض المفسرين: خاطب الله، أو حكى الله أو وقف الله.
وذكر أن المفسرين والفقهاء استعملوا هذه الطريقة، وأن بعض الأصوليين أنكرها، كما ذكر أنه إن استعمل في سياق الكلام والمقصود أن الآية حكت، فهو استعمال عربي شائع إلا أن ابن عطية يتحفظ منه، إلا أنه قدم هذا الباب تحرزا من الوقوع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون

"باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية"


جاء في معنى (قرآن) قولين:
- أنه بمعنى القراءة
- أنه بمعنى الجمع
قال ابن عطية والأول أقوى وذكر أصحاب كل قول وشواهده

معنى (كتاب) : مأخوذ من الجمع.

معنى (فرقان): لأنه فرق بين الحق والباطل، والمؤمن والكافر.

في معنى (الذكر) ثلاثة أقوال:
- لأنه يذكر الناس آخرتهم.
- لأن فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
- لأنه ذكر وشرف للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل من تعلمه.

(السورة) فيها لغتين بالهمز بمعنى البقية من الشيء، وبدون همز إما تخفيفا بنفس المعنى أو بمعنى القطعة من البناء، أو بمعنى الرتبة الرفيعة.

معنى (الآية): قيل العلامة، لأنها دلالة على صدق الآتي بها وعجز المتحدي، وقيل أنها بمعنى الجماعة لأنها جملة وجماعة كلام، وقيل لأنها علامة على الفصل بين ما قبلها وما بعدها.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 رجب 1439هـ/21-03-2018م, 04:48 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية

أحسنتم جميعًا، بارك الله فيكم ونفع بكم.
نورة الأمير : أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- اختصرتِ كثيرًا في مسائل خطبة التفسير على أهميتها، ويُفضل صياغة هذا العنوان " -منهج التفسير, وأبرز سماته " بـ منهج ابن عطية في تفسيره، للإشارة أن المقصود هو تفسير ابن عطية خاصة، وليس تفسير القرآن عامة.
- الخلاف في المراد بالأحرف السبعة.
أورد ابن عطية : [ قال ابن شهاب في كتاب مسلم: " بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام".
قال ابن عطية: وهذا كلام محتمل.]
وهذا تعليق عام على ما قبله وليس قولا مستقلا في المراد بالأحرف السبعة، والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس.
والحديث الذي أدرجتيه تحت القول الرابع أقرب للقول الثالث منه للقول الرابع.
- اختصرتِ كثيرًا ما يتعلق بجمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأثر جمعه على الأحرف السبعة وظهور القراءات.
- هناك أقوال عدة في معنى كلمة " القرآن " وأصلها وما ذكره المصنف قولين : الأول من جمع، والثاني من ألف.
- التنسيق من تمام عملكِ ويظهر جودته.


علاء عبد الفتاح: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
- أحسنت استنباط الفوائد والفضائل من الأحاديث والآثار، لكن لا يغني هذا عن الاستشهاد بالحديث أو الأثر، كما لا يغني ذكر الحديث عن ذكر الفائدة المستنبطة منه.
- تحرير الخلاف في المراد بالأحرف السبعة، لم تذكر القول الذي رجحه المصنف ضمن الأقوال، وحجة الباقلاني أن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم - والحديث ورد فيهما - قرشيان، والأولى ذكر نص الحديث حتى يُفهم ما حجة الباقلاني ثم ما رد ابن عطية عليه.
- يُلاحظ استعمالك لصيغة السؤال كثير في صياغة المسائل.
- الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى مثل " حكى الله عن .." ، وضع ابن عطية هذا الباب ليقرر فيه استعمال الفقهاء والمفسرين مثل هذه الألفاظ في تفسير كتاب الله، لكنه نقل اعتراض الأصوليين عليها.
وقرر هو أن استعمالها على سبيل تقرير الصفة لله تعالى مرفوض، ولكن الاستعمال في سياق الكلام دون قصد إثبات الصفة لله عز وجل هو المقصود.
مع التأكيد على أننا - أهل السنة والجماعة- نثبت لله عز وجل ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله ومنه : " ضحك الله " ، " أعجب الله "...



سارة المشري: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
* فاتكِ تلخيص ما ورد في خطبة الكتاب على أهميته، ففيها بيان لمنهج ابن عطية في تفسيره، وسبب كتابته له.
* - الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن والحث على الاعتصام به :
- الآثار المروية عن الصحابة في فضل القرآن والحث على تدبره والعمل به :
بينهما تداخل، ويمكنكِ تقسيمها لـ " فضل القرآن" ، " فضل حامل القرآن "، آداب تلاوة القرآن، ولا يلزمكِ التزام ترتيب المصنف، بل يمكنكِ التصرف في الترتيب حسب ما يقتضيه التلخيص.
- في الأحرف السبعة أورد ابن عطية : [ قال ابن شهاب في كتاب مسلم: " بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام".
قال ابن عطية: وهذا كلام محتمل.]
وهذا تعليق عام على ما قبله وليس قولا مستقلا في المراد بالأحرف السبعة، والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس.
-الخلاف في وجود ألفاظ أعجمية في القرآن: القول بتوافق اللغات منسوب للطبري.

ماهر القسي: ج+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
* فاتك تلخيص ما ورد في خطبة الكتاب على أهميته، ففيها بيان لمنهج ابن عطية في تفسيره، وسبب كتابته له.
* بالنسبة للخلاف في المراد بالأحرف السبعة، والقول الثاني مما ذكرت، فقد أدمجت فيه قولين:
- القول بأنهم سبع معان.
- القول باجتهاد العلماء باستخراج هذه الأحرف السبعة من القراءات الموجودة حاليًا.
* بداية تلخيصك كانت جد رائعة، وأحسنت فيها باستنباط عناوين المسائل وبيان الآثار تحتها، لكن باقي التلخيص يلحظ عليه اعتمادك على النسخ من كلام المؤلف وفي بعض المواضع يظهر قصور بذكر ضمائر وأسماء للإشارة لا يتضح مرجعها مثل هذه المسألة:
اقتباس:
معنى منسوخ للأحرف السبعة
قال القاضي ابن الطيب: وهذه أيضا سبعة غير السبعة التي هي وجوه وطرائق وغير السبعة التي هي قراءات ووسع فيها وإنما هي سبعة أوجه من أسماء الله تعالى.
وإذا ثبتت هذه الرواية حمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه.
فلا يُفهم ما معنى " معنى منسوخ " ؟!
* خُصمت نصف درجة للتأخير.


ضحى الحقيل: ج+
- الملحوظة العامة على تلخيصكِ هي الاختصار الشديد، وفرق بين التلخيص والاختصار، فالتلخيص لا يكون معه إغفال لبعض المسائل المهمة، ومما فاتكِ كثير من المسائل في بيان فضل القرآن وفضل حامله وآداب تلاوته، كذلك تحرير الخلاف في وجود ألفاظ أعجمية في القرآن الكريم.
وأثني على تصرفكِ بأسلوبك في التلخيص.
- في الأحرف السبعة أورد ابن عطية : [ قال ابن شهاب في كتاب مسلم: " بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام".
قال ابن عطية: وهذا كلام محتمل.]
وهذا تعليق عام على ما قبله وليس قولا مستقلا في المراد بالأحرف السبعة، والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس.
- القول السابع دمجتِ بين قول الباقلاني وقول ابن عطية وبينهما خلاف طفيف يرجع إلى فهم الباقلاني للقول بأنها سبع لغات، ووضحه ابن عطية ورد على اعتراضه بحديث عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir