دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 محرم 1442هـ/2-09-2020م, 11:31 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير جزء تبارك

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.



1.
(عامّ لجميع الطلاب)

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1.
فسّر قوله تعالى:

{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.

المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى:
{وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.

ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)
} المزمل.
2. حرّر القول في:

معنى
قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا
(6)} الجن.
3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.

ب: الدليل على حفظ الوحي.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 محرم 1442هـ/3-09-2020م, 12:47 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

من الفوائد السلوكية المستنبطة من الآيات السابقة:
1) قال تعالى: "قل أوحي ألي أنه استمع نفر من الجن" فعلي أن أؤمن بوجود الجن، وأن لهم عالما خاصا بهم، كما للإنس عالم خاص بهم، فليس مجرد عدم مشاهدتنا لهم يعني أنهم غير موجودين، قال تعالى: "إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم"، وأن منهم المؤمن ومنهم الكافر، فأعلم أبنائي أنه كما عليهم أن يحبوا الملائكة، كذلك عليهم أن يحبوا الجن المسلم منهم، لا أن يخافوا ويكرهونهم عموما، وأن عليهم التسلح بالأذكار الشرعية التي تجنبهم أذاهم، من أذكار دخول الخلاء وأذكار الصباح والمساء وغيرها.
2) قال تعالى: "قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا"، أن لا يكون الجن أفضل حالا مني، فبمجرد أن استمعوا للقرآن من النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهم حضروا وأنصتوا وفهموا معانيه، ووصلت حقائقه إلى قلوبهم، فانبهروا به فعبروا عن إعجابهم في فصاحته وبلاغته ومواعظه وبركته. فليكن حالي مع القرآن أفضل من حالهم معه.
3) من قوله تعالى: "قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا"، أن أؤمن أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما هو رسول مرسل للإنس فهو مرسل كذلك للجن، فالرسول صلى الله عليه وسلم هو رسول حق، يوحى إليه عن طريق جبريل عليه السلام، وأن القرآن وحي، وليس من عند الرسول صلى الله عليه وسلم كما ادعى كفار قريش، بل هو وحي فيه العجائب الغالية، والمطالب العالية.
4) من قوله تعالى: "يهدي إلى الرشد فآمنا به"، أن أؤمن أن القرآن كتاب عظيم، يرشد الناس إلى مصالح دينهم ودنياهم، وأنه يهدي إلى معرفة الله وإلى الحق والصواب والسداد والنجاح، فلا أتخذ كتابا غيره كمنهج للحياة، فالجن بمجرد استماعها للقرآن علمت أنه كتاب هداية ورشد، فعلي ألا أتخذ غيره سبيلا إن رمت الرشد والحكمة والنجاح في الدارين.
5) من قوله تعالى: "ولن نشرك بربنا أحدا"، "أحدا" هي نكرة في سياق النفي، أي تفيد العموم، أي علي أن لا أشرك مع الله أحدا، لا ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، بل من أول ما يأتي إلى تفكير العبد وهو يتلو القرآن أن عليه ولابد أن يوحد الله العظيم لما قرأه عن أسماء الله وصفاته وأفعاله، فالتوحيد التوحيد لمن أراد النجاة في الدنيا وفي الآخرة.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل.

تعتبر سورة المزمل من أوائل ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وقبل النبوة، يتعبد الله في غراء حراء، حتى جاءه الملك جبريل عليه السلام في قصته المعروفة، فنزل بأوائل سورة العلق، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى مثله من قبل، حيث رآه بصورته الحقيقية التي خلقه الله عليها، فخاف النبي صلى الله عليه وسلم وارتعدت فرائصه، فأتى أهله مسرعا فقال لهم: "زملوني، زملوني"، لذلك جاء نداء الله لنبيه "يا أيها المزمل" أي يا أيها المتغطي بثيابه النائم ليلا، "قم الليل إلا قليلا" قم صلّ بالليل، فما ستقبل عليه ليس بسهل وطريقه ليس مفروشا بالورود ، بل يتطلب منك أن تتزود بالعبادات والطاعات فتكثر منها، وإن من أشرف العبادات التي عليك أن تبتدئ بها هي الصلاة، المتعلقة بالله وحده، وأما تخصيصها بالليل فهو لأنه آكد الأوقات وأفضلها، وقد تطابقت أقوال أهل التفسير أن الأمر هنا بقيام الليل كان للوجوب بداية، فقد أوجبه الله على نبيه بفعل الأمر "قم"، ثم نسخ الأمر للاستحباب في نهاية السورة، وإن من رحمته سبحانه أنه لم يأمر نبيه بقيام كل الليل، فقد أمره الله هنا أن يقومه إلا قليلا منه، فبين سبحانه لنبيه القدر الذي يجب أن يقومه من الليل، "نصفه أو انقص منه قليلا" فيقوم نصف الليل وله أن ينقص عن النصف بقليل، وأيضا من رحمته سبحانه أنه قال "أو" فخيره سبحانه بين قيام نصف الليل أو أقل منه بقليل رحمة منه وفضل سبحانه وتعالى. "أو زد عليه" أي إن أردت بزيادة مدة القيام عن النصف إلى الثلثين مثلا فلك ذلك، "ورتل القرآن ترتيلا"، وإن الغاية من الأمر بالقيام هي لترتيل القرآن، أي قراءته على تمهل وتدبره حرفا حرفا، فيقرأه ببيان جميع حروفه وتوفية حقه من الإشباع دون تنطع أو تقعر في النطق، فهذا أدعى لفهم القرآن والتفكر به وتدبره وتحريك القلوب به والتعبد بآياته والتهيؤ والاستعداد التام له. وكل هذا لأننا "سنلقي عليك قولا ثقيلا" فسيوحي الله لنبيه بهذا الوحي العظيم، وسيكون وقت نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم ثقيلا كما روى زيد بن ثابت رضي الله عنه، أن الله أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي، فكادت ترض فخذي، وذلك العظمة معانيه وجلال أوصافه، وأيضا لثقل العمل به بفرائضه وحدوده وحلاله وحرامه، فاستعد لهذه العظمة بالقيام والطاعات والاجتهاد في العبادات المأمور بها.
"إن ناشئة الليل" أي أنك مخير يا نبي الله بين أن تنام ثم تقوم للصلاة، أو أن تصلي من بعد العشاء ما شاء الله لك أن تصلي، فكل ذلك يعد من القيام المأمور به، فالمهم هو قيامك للصلاة في الليل وذلك لأنها "هي أشد وطئا" أكثر مواطأة بين القلب واللسان أثناء القراءة، وأجمع على التلاوة، وأجمع للخاطر لأداء القراءة وتفهمها، وبها يحصل جهاد النفس أكثر من الصلاة نهارا، وذلك كون الليل معد للنوم، فيتطلب مجاهدة كونه ثقيل على النفس، "وأقوم قيلا" ولكنه مع ثقله إلا أنه أصوب وأسد وأثبت وأكثر استقامة لك من صلاة النهار، فالأصوات في الليل هادئة، والدنيا ساكنة، فتقل الشواغل فيه، بخلاف النهار الذي هو وقت انتشار الناس ولغط الأصوات، وأوقات المعاش واشتغال القلب وعدم تفرغه تفرغا تاما. ف "إن لك في النهار سبحا طويلا" أي إن لك في النهار فراغا طويلا لقضاء الحوائج فيه والتصرف بالمعاش والذهاب والمجيء والإقبال والإدبار، وإن من رحمة الله بعباده أن نسخ حكم الوجوب لقيام الليل وجعلها نافلة، فالحمد لله من قبل ومن بعد على تيسيره لشرعه على خلقه.
وبالإضافة لقيام الليل للصلاة، "واذكر اسم ربك" فعليك أن تكثر من ذكر ربك، في القيام والقعود في الليل والنهار، "وتبتل إليه تبتيلا" وانقطع لطاعة الله واجتهد فيها وأخلص العبادة لله تعالى، وافصل قلبك عن الخلائق وأنب إليه وتقرب إليه في كل ما يقربك إليه ويدنيك من رضاه، فهذا هو التبتل المطلوب منك، وليس التبتل الذي يتنطع به العباد بترك الزواج تحججا بالانقطاع للعبادة.
وأن الذي أمرك بتلك الأوامر هو الحكيم "رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو" رب المشارق كلها والمغارب جميعها، وما يكون فيها من الأنوار، وما يدبر فيها من مصالح العالمين العلوي والسفلي، فهو رب كل شيء وخالقه ومدبره، لا إله إلا هو، المستحق وحده للمحبة والتعظيم والإجلال والتكريم، فمتى عرفت ذلك، فعليك بالاستسلام له والانقياد، "فاتخذه وكيلا"، فكما أفردته بالعبادة من قيام وذكر وطاعة، فأفرده بالتوكل، وعوّل عليه في كل أمورك، فكفى به حافظا لك لكل أمورك ومدبرا وقائما عليها سبحانه وتعالى.



2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (6)} الجن.

جاء في معنى قوله تعالى: " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
كان من عادة العرب أنهم إذا نزلوا واديا أو مكانا موحشا في البراري وغيرها، فإنهم يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان كما كانت عادة العرب في جاهليتها لئلا يصيبهم الجان بشيء يسوؤهم، فقد كانت العرب تقول إذا نزلت مكانا موحشا تقول: نعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه، فيبيت في جواره حتى يصبح، فلا يؤذى هو أوماله أو ولده أو ماشيته.
وجاء في معنى الآية قولان للمفسرين بحسب عود الضمير في (فزادوهم)، هما:

القول الأول: فرهقت الجنُّ الإنسَ، أي أن الجنَّ زادوا الإنس خوفا وذعرا وإرهابا وضعفا، ليلجئوهم للاستعاذة بهم أكثر وأكثر، ويبقوا أشد منهم مخافة وأكثر تعوذا بهم.
قاله أبو العالية والربيع وزيد بن أسلم وذكره ابن كثير وهو حاصل أقوال السعدي والأشقر.

القول الثاني: رهقت الإنس ُ الجنَّ، أي أن الإنس زادوا الجن طغيانا وكفرا وتكبرا، فلما رأت الجن أن الإنسَ يعبدونهم ويستجيرون بهم، فقالت الجن: نراهم يفرقون منا كما نفرق منهم، فدنو من الإنس، وتجرؤوا عليهم، فأصابوهم بالخبل والجنون، وتكبروا وطغوا عليهم، فازدادوا سفها وإثما وجراءة عليهم وأذى لهم.
قاله مجاهد وقتادة والسدي والثوري وذكره ابن كثير وهو حاصل أقوال السعدي والأشقر.
الأدلة والشواهد:
روى ابن أبي حاتمٍ عن أبي السّائب الأنصاريّ قوله: خرجت مع أبي من المدينة في حاجةٍ، وذلك أوّل ما ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة، فآوانا المبيت إلى راعي غنمٍ. فلمّا انتصف اللّيل جاء ذئبٌ فأخذ حملًا من الغنم، فوثب الرّاعي فقال: يا عامر الوادي، جارك. فنادى منادٍ لا نراه، يقول: يا سرحان، أرسله. فأتى الحمل يشتدّ حتّى دخل في الغنم لم تصبه كدمةٌ. وأنزل اللّه تعالى على رسوله بمكّة {وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا}
وروي عن عبيد بن عميرٍ، ومجاهدٍ، وأبي العالية، والحسن، وسعيد بن جبيرٍ، وإبراهيم النّخعي، نحوه. ثمّ عقب ابن كثير: وقد يكون هذا الذّئب الّذي أخذ الحمل -وهو ولد الشّاة-وكان جنّيًّا حتّى يرهب الإنسيّ ويخاف منه، ثمّ ردّه عليه لمّا استجار به، ليضلّه ويهينه، ويخرجه عن دينه. ذكره ابن كثير.


3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.

قال تعالى في آخر سورة المزمل: "واستغفروا الله، إن الله غفور رحيم"، أي أكثروا من ذكره واستغفاره في أموركم كلها، ومن ذنوبكم جميعها، فجاء هذا الأمر بعد سلسلة الأوامر للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه بالطاعات، وذلك لأن العبد لا يطلب المغفرة من ربه من الذنوب التي اقترفها فقط، ولكن طلب المغفرة من الله يكون بعد أداء الصالحات وذلك لأن العبد لا يخلو من التقصير فيما أمِر به، فقد تقع الطاعة منه لربه على وجه ناقص، فيكون الاستغفار بمثابة الترقيع من ذلك التقصير والنقص.

ب: الدليل على حفظ الوحي.
قال تعالى في سورة الجن وعلى لسان الجن: "وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا، وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع، فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا".
كان من عادة الجن قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم استراق السمع من السماء، فأعدوا لأنفسهم مقاعد فيها، يسترقون من خلالها السمع من خبر السماء ليلقونه إلى الكهنة، ولكن وبعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وجدوا أن الملائكة والشهب يحرسان السماء، فلا يسمحان للجن باستراق السمع كما كانت عادتهم، فحفظ الله خبر السماء ومنه القرآن، الذي كان ينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم من أن تسترقه الجن فتسارع به لتلقيه على ألسنة الكهان الذين يكذبون زيادة عليه، فيلتبس الأمر ويختلط ولا يدرى من الصادق، فحفظ الله كتابه من الجن فأرسل عليهم شهبا تحرقهم وتهلكهم قبل أن يجترئوا على استراق السمع من القرآن، وبذلك حفظ الله كتابه.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 محرم 1442هـ/3-09-2020م, 02:50 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
الأولى: لا بد من معرفة ما ينفع والعمل به، وهذا لوصف القرآن بأنه يهدي إلى الرشد.
الثانية: لا بد من معرفة ما يضر والتجنب عن الأسباب الموصلة إلى الضر، بدليل قوله: {وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}
الثالثة: القرآن عجب في معانيه، وهداياته. فلا بد من معرفة طرق الهداية بالقرآن .
الرابعة: لا بد أن يكون دعوة الخلق بالقرآن، فإنه عجيب يهدي إلى الرشد وله تأثير على الخلق.
الخامسة: لا بد من استماع القرآن، فإن له تأثيرا عجيبا

المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل.

يخاطب الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وناداه في المواضع من كتابه بأسماء مختلفة، كندائه بالنبي والرسول ما يدل على وظائفه الشريفة وهو دعاء الخلق إلى عبادة ربهم، وقد سماه عبدا فأضافه إلى نفسه ما يدل على شرفه صلى الله عليه وسلم ومكانه عند الرب تعالى. وناداه هنا بهيئته فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} أي: ملتف بثيابه، وفي هذا الملاطفة، فإن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب نادوه باسم مشتق من حالته التي هو عليها. وقد حصل هذا الوصف به صلى الله عليه وسلم لما جاءه جبريل بالوحي، ومن شدة الخوف أتى أهله فقال: "زملوني، زملوني". وأمره بعد ذلك فقال: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} أي: أقم الصلاة في الليل وأظهر بعد ذلك رحمته حبث خيره بقوله: {نصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} يعني: إن شئت فأقم نصف الليل، أو انقص من نصفه، أو زد عليه. وفي ذلك الأمر تنبيه لكل متصف بهذا الوصف. فإن الإيمان يزيد وينقص، وحال الإنسان تتغير، وكل يصلي بحسب حاله من الإيمان والنشاط. وأمره أيضا بالتمهل في القراءة فقال: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)} وبالترتيل ينال المقصد الأصلي من قراءة القرآن، ألا وهو التدبر والتفكر في آياته، فقد قال تعالى: {كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْباب}. ثم وعده بشرف عظيم وهو أنه سبحانه أوحى إليه القرآن فقال: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)} وبه يعلم الحكمة من الأمر بالترتيل، فإنه قولٌ ثَقيلٌ فَرائضُه وحُدودُه، وحلالُه وحَرامُه. وما كان هذا وصفه لا يقرأ إلا بتمهل وتدبر وتفكر. وفي هذا أيضا تنبيه على أن الله تعالى يوفق رسوله صلى الله عليه وسلم لفهمه والعمل به والدعوة إلى ما فيه. وبين تعالى أيضا أن من أسباب التدبر والتفكر قراءة القرآن في زمان مناسب فقال: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)} فإن أوقات الليل أنسب لتدبر القرآن وفهمه بما حصل في الليل من السكينة مع أنه أثقل للمصلي ما يزيد الأجر والثواب. ولأنه {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)} فإن النهار خلق للتصرف في التجارة والعيش كما قال تعالى: {وجعلنا النهار معاشا} ولا يمكن أن يتفرغ القلب تماما لتدبر آيات القرآن في أوقات النهار. ولهذا أمر الله بذكره قائلا: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} بكل أنواع الذكر كما قال في آية أخرى: {فإذا فرغت فانصب}، و قائلا: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)} فلا يفيد الذكر إلا أن يكون بانقطاع عن الخلق إلى الله تعالى بما يكون العبد مخلصا، فإن الإخلاص شرط لقبول الأعمال. فلا بد أن يكون العبد مخلصا في عبادة ربه تعالى. كيف لا وهو {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} وهو الخالق المالك المتصرف في خلقه كيف يشاء بمقتضى علمه وحكمته، فالخالق المدبر هو الذي يستحق العبادة وحده ولهذا يجب التوكل عليه في كل الأمور.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (6)} الجن.
يختلف معنى الآية باعتبار إسناد فعل "زاد" إلى فاعله:

الأول: زاد الجنُّ الإنس رهقا، أي: خوفا وإرهابًا وذعرًا وسفها وطغيانا.
ذكره ابن كثير عن ابن عباس من طريق العوفي، وعن مجاهد، وعكرمة، وقتادة، وأبي العالية، والرّبيع، وزيد بن أسلم، وذكره السعدي احتمالا، وذكره أيضا الأشقر.
عن عكرمة قال: "كان الجنّ يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشدّ، وكان الإنس إذا نزلوا واديًا هرب الجنّ، فيقول سيّد القوم: نعوذ بسيّد أهل هذا الوادي. فقال الجنّ: نراهم يفرقون منّا كما نفرق منهم. فدنوا من الإنس فأصابوهم بالخبل والجنون، فذلك قول اللّه: {وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا}"، رواه ابن أبي حاتم كما ذكر ابن كثير.
قال كردم بن أبي السّائب الأنصاريّ: "خرجت مع أبي من المدينة في حاجةٍ، وذلك أوّل ما ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمكّة، فآوانا المبيت إلى راعي غنمٍ. فلمّا انتصف اللّيل جاء ذئبٌ فأخذ حملًا من الغنم، فوثب الرّاعي فقال: "يا عامر الوادي، جارك". فنادى منادٍ لا نراه، يقول: "يا سرحان، أرسله". فأتى الحمل يشتدّ حتّى دخل في الغنم لم تصبه كدمةٌ. وأنزل اللّه تعالى على رسوله بمكّة {وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا} رواه ابن أبي حاتم فقال: "وروي عن عبيد بن عميرٍ، ومجاهدٍ، وأبي العالية، والحسن، وسعيد بن جبيرٍ، وإبراهيم النّخعي، نحوه".

الثاني: زاد الإنسُ الجنَّ رهقًا، أي: جراءة وإثما وطغيانا وتكبُّرا. ذكره ابن كثير عن قتادة وإبراهيم، وذكره السعدي.
فالقولان متقاربان، فالجن يزيد الإنس خوفا وإثما من الكفر والشرك؛ فأما الإنس فيزيد الجن تكبرا وجراءة فيما ليس لهم.

3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.
أمر الله تعالى بالاستغفار بعد أمره عباده بفعل الصالحات فقال: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا...وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. وهذا من رحمة الله تعالى علينا، فإنه تعالى يعلم أننا لن نستطيع إقامة ما أمرنا على وجه كامل لائق به تعالى، بل نحن مقصرون فيما أمرنا به إما بترك المأمور، وإما بنقص في إجرائه. والأمر بالاستغفار يشعر الإنسان بتقصيره ما يحثه على رفع وإتمام وتقريع ما وقع من النقص، ويحفظ العبد عن الاغترار بنفسه، ويدعوه إلى التواضع وترك الرياء. ويكون سببا لازدياد العبد محبة لربه وتعظيما له تعالى، فمن أعظم ممن بيده الملك، ومن أرحم ممن يغفر الذنوب جميعا لمن تاب واستغفر.

ب: الدليل على حفظ الوحي.
هو قوله تعالى حيث أخبر عن الجن أنهم قالوا: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)}.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 محرم 1442هـ/4-09-2020م, 04:35 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
١_ الاستماع للقرآن الكريم ليتحصل التواصل مع القرآن والتفاعل مع اياته لا مجرد السماع. (استمع نفر من الجن)
٢_ تعظيم مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه رسول من الله إلى الثقلين الانس والجن. (قل أوحي إلى أنه استمع نفر من الجن)
٣_ تدبر القرآن حتى نتعرف على عجائبه كما تلمسته الجن. (إنا سمعنا قرآنا عجبا)
٤_ الاهتداء بهدايات القران لتبين الرشد وتحقيق الفلاح في كل الامور الدينية والدنيوية فنمتثل الاوامر ونتجنب النواهي. (يهدي إلى الرشد)
٥_ ان نتحرى الايمان المبني على حقائق القرآن لا على عادات وشبهات ما أنزل الله بها من قران ومحاربة البدع.. (فآمنا به)

2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
هذه الاية الكريمة تحمل في ثناياها رد ووعيد وتأييد وتطمين وتحدي سبحان الله :
أما الرد فقد قيل في نزول الاية انه لما سمع عدو الله أبو جهل بعدد خزنة جهنم قال لقومه يا معشر قريش أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم.. فرد عليه الله بأن هؤلاء الخزنة ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم.. وأن عددهم ليس الا اختبار للناس واضلالا للكفار ليتضاعف العذاب عليهم ويكثر غضب الله عليهم. وهذا هو الوعيد
ثم بينت الاية الكريمة موقف الناس حيال هذه الفتنة فان عدد الخزنة هو مطابق لما جاء في كتب أهل الكتاب من اليهود والنصارى فيعلمون أنه حق وهو تأييد للرسول صلى الله عليه وسلم بأن أخباره حق. وهو أيضا تطمين للمؤمنين بالحق الذي جاء به الرسول فيزدادوا إيمانا على إيمانهم وتندحر كل شبهة أو شك في هذه الرسالة وهذا الدين... وفي المقابل تجد المنافقين الذين مرضت قلوبهم بالشك والشبهات والنفاق والكفار يسألون ما المراد من هذا المثل هنا وما الحكمة؟ فيبين الله ان مثل هذا المثل سيكون سببا في زيادة الايمان للكثير من المؤمنين وتزلزل قلوب قوم فاسقين..
ثم يبين الله ان ما ذكره من عدد الملائكة ان هو الا شيئ يسير لعددهم الذي لا يعلم حقيقته الا الله وحده فهم كثير كثير كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة احاديث تنبئ عن كثرتهم لا كما يدعي طائفة من الفلاسفة ومن تبعهم.. فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في صفة البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم.. وان هذه النار وخزنتها لهي موعظة وتذكرة للبشر ليعلموا قدرة الله وأنه لا يحتاج أعوان وأنصار.
2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
الأقوال في المراد بالمساجد على ثلاثة أقوال:
١_ أنها المساجد كلها ومحال عبادة الله ولقد جاء عن ابن عباس أنه لما نزلت لم يكن في الارض الا بيت الله الحرام ومسجد إيليا (بيت المقدس) وقال به قتادة وعكرمة وقد ذكره ابن كثير والسعدي
٢_ الأرض كلها مسجد كما جاء عن سعيد : قالت الجن كيف لنا ان نأتي المسجد ونشهد معك الصلاة فنزلت الاية اي فصلوا ولا تخالطوا أحدا ذكره ابن كثير والأشقر
٣_ أنها أعضاء السجود قال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة أعظم... الحديث وذكره ابن كثير.
3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
هو ما يخرجه المتصدق خالصا لوجه الله من نية صادقة وبنفس طيبة وتثبيتا من النفس ومال طيب ويدخل في هذا الصدقة الواجبة والمستحبة.

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
بدأ قيام الليل بأن كان فرضا واجبا علي النبي صلى الله عليه وسلم وامتثل النبي صلى الله عليه وسلم لذلك حولا كاملا هو وصحابته ثم أنزل الله التخفيف فصار تطوعازوهذا كما حدثت به عائشة رضي الله عنها : افترض قيام الليل في أول هذه السورة (المزمل) فقام رسول الله وأصحابه حولا كاملا حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهرا ثم أنزل التخفيف في آخر السورة فصار قيام الليل تطوعا من بعد فرضه..
فمن حديث عائشة انه كان فرضا ثم صار تطوعا
وقال الحسن البصري بالوجوب مستدلا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئل عن رجل نام حتى أصبح : ذاك رجل بال الشيطان في أذنه. فقيل معناه نام عن المكتوبة وقيل عن قيام الليل.
ونقل ايضا عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغير واحد من السلف أن الاية الاخيرة من المزمل والتي ذكر فيها التخفيف قد نسخت ما كان الله أوجبه على المسلمين من قيام الليل واستدلوا بحديث الاعرابي الذي سأل الرسول هل علي شيئا غيرها(غير الصلاة المكتوبة) قال له الرسول : لا إلا أن تطوع)
من مجموع الادلة نجد انه صار تطوعا بعد ان كان فرضا ودليل الحسن لم يجزم بانه خاص يقيام الليل.. والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 محرم 1442هـ/5-09-2020م, 08:06 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي


1.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.


1- يجب علينا أن نتأدب مع كتاب الله بالاستماع والإنصات وقد فعلته الجن فانتفعت بما سمعت،قال تعالى: (فقالوا إان سمعنا قرآنا عجبا).
2- نتيقن أن القران الكريم جاء بالهدى سواء عرفنا الحكمة في أوامره ونواهيه أم لا، قال تعالى:(يهدي الى الرشد).
3- من صحيح الإيمان وشرط قبوله اخلاص التوحيد لله تعالى، قال تعالى:(ولن نشرك بربنا أحدى).
4- لكي يثمر إيماننا ويرسخ ويقوى نستمع لكتاب الله سماع الطالب للهداية والمسترشد به،قال تعالى: (يهدي الى الرشد).
5- القرآن نعمة عظيمة من الله لنا ،يعجب منها قلب المتدبر لآياته، يجب علينا أداء شكرها، ومعرفة قدرها، قال تعالى:( إنا سمعنا قرآنا عجبا) .


2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.


يبين الله تعالى ردًا على مشركي قريش حين ذكر عدد الخزنة، فقال أبو جهلٍ: يا معشر قريشٍ، أما يستطيع كلّ عشرةٍ منكم لواحدٍ منهم فتغلبونهم ؟ فقال اللّه: {وما جعلنا أصحاب النّار إلا ملائكةً} شديدي الخلق لايغلبون، وهذا العدد بانهم تسعة عشر اختبار من الله للناس، ليعلم أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى أن نبينا صلى الله عليه وسلم حق لمطابقة مابين أيديهم من الكتاب،ويزداد الذين آمنوا إيمانا لما رأوه من تصديق مافي يدي أهل الكتاب ، وليقول الذين نافقوا والكفار ماالحكمة من ذكر هذا العدد، ولكن الحكمة لله تعالى والحجة والبرهان،ولا أحد يعلم عدد وكثرة جنود الله تعالى إلا هو ، وإن كانوا تسعة عشر فإن لهم من الأعوان والجنود مالايعلمه إلا الله تعالى،وماذكر جهنم وعدد خزنة جهنم إلا ذكرى وموعظة للناس ليعلموا كمال قدرة الله تعالى ، وأنه غني عن الأعوان والأنصار.

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.


1- القول الأول: المسجد الحرام، أو مسجد بيت المقدس، ذكره ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما.
2- الثاني:المسجد النبوي، حيث ورد طلب الجن الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده،ذكره ابن كثير عن الأعمش.
3- الثالث:المقصود المساجد كلها، ذكره ابن كثير عن عكرمة، وذكره السعدي والأشقر.
4- الرابع: المراد بها أعضاء السجود،ذكره ابن كثير عن سعيد بن جبير.

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.


1- القول الأول: الصدقات عمومًا، ذكره ابن كثير.
2- الثاني:جميع ما يقدمه الإنسان بين يديه لربه ،ذكره ابن كثير.
3-الثالث:الصدقة الواجبة- الزكاة-، أو المستحبة ،ذكره ابن كثير.
ولاتعارض بين هذه المعاني فتحمل الآية عليها جميعًا، والله أعلم.


ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.

كان قيام الليل في فترة من العهد المكي واجبًا كالفرض تمامًا، ولكن الله بحكمته ورحمته خفف عن عباده ونسخ هذا الحكم بقوله: (علم أن لن تحصوه فتاب عليكم…)،وقد قال غير واحد من السلف: إنّ هذه الآية نسخت الّذي كان اللّه قد أوجبه على المسلمين أوّلًا من قيام اللّيل، وذكر تعالى الاسباب المناسبة للتخفيف من الوجوب الى الاستحباب بقوله:
1- {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} يشق عليه القيام من ثلث الليل أو نصفه ، فلو شقت عليه صلاة النافلة فله تركها، وله أجر ماكان يعمله صحيحا معافى.
2-{وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ} والمسافر يناسب حاله التخفيف ، بل خفف عنه في صلاة الفرض فأبيح له الجمع بين الصلاتين في وقت واحد، وقصر الرباعية.
3-{وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه} وآخرين مشغولين بالغزو في سبيل اللّه والجهاد ،وهذه الآية نزلت ولم يشرع القتال بعد، لأن السورة مكية، ففيها إخبار عن المغيبات المستقبيلة، ودليل من دلائل النبوة.
ثم ختم الآية الكريمة بعبادتين :1-إقامة الصلاة وهي عمود الدين، 2-وإيتاء الزكاة التي هي برهان الإيمان، وبها تحصل مواساة الفقراء والمساكين.
وقد ثبت في الصّحيحين مايوافق حكم الآية من التخفيف : أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لذلك الرّجل: "خمس صلواتٍ في اليوم واللّيلة". قال: هل عليّ غيرها؟ قال: "لا إلّا أنّ تطوّع"، والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 محرم 1442هـ/5-09-2020م, 04:18 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي مجلس القسم الثالث جزء تبارك

.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- قال الله استمع و ليس سمع ، فبالاستماع تتحقق الهداية ، فيها حضور القلب و قصد السمع ، فكن لطلب الهداية قاصدا و لحضور القلب عاملاً ، تنل من عجائب القرآن و تنهل ( قل أوحي إلي إنه لسماع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا )
2- تحرك من السماع و التدبر للدعوة ، لا تؤخر همك ، فلست بأقل من الجن همة و لا هماً ( فقالوا )
3- للقرآن أثر عجيب ، إن لم يخالج قلبك أثراً ،فراجع نفسك ( إنا سمعنا قرآنا عجبا )
4- القرآن كتاب هداية و إرشاد ، فأطلبها، تجدها ( يهدي إلى الرشد )
5- كلما اقتربت من القرآن ازددت إيماناً ، فلا تطل الغياب عن وردك ( يهدي إلى الرشد فآمنا )
6- إيمانك بالله يعني تخليص قلبك من كل تعلق ، تعهد قلبك و نقه من كل شرك ( و لن نشرك بربنا أحدا )
7- رب يخلقك و يدبر أمرك و يصرف أمورك ، جعل لك نبي و رسالة و كتابة ، هو وحده من يستحق مجامع المحبة و كمال التعظيم ، جدد إيمانك ( و لن نشرك بربنا أحدا )
8- الإيمان المثمر هو الذي ينبني على هداية القرآن ، و ليس ما انبنى على البدع و الخرافات ( إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد )
المجموعة الثانية
1. فسّر قوله تعالى:
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن

شملت دعوة النبي صلى الله عليه و سلم دعوة الإنس و الجن معاً ، و توالت الآيات في القرآن على إثبات ذلك ، تؤكد شمولهم بالدعوة و تبين استجابتهم لما علموا و التي كانت استجابة للحق و للوحي ، و هنا في سورة الجن يخبرنا الله عز و جل عنهم على لسانهم ( و أنا منا الصالحون و منا دون ذلك ) أنهم بعد استماعهم للوحي كان منهم الصالحون و من هو دون ذلك في الصلاح ، كلٌ على قدر ما قام من إيمان في قلبه ، و من لم يخالط الإيمان قلبه كان كافراً ، و كما كان الناس قبل دعوة محمد عليه الصلاة و السلام منهم الصالح و منهم الطالح ، كذلك كان عالم الجن قبل استماعهم للقرآن ( كنا طرائق قددا ) ، و كان الجن منهم الصالح و منهم الفاسق الفاجر الكافر ، كانوا فرقا اتخذت سبلاً مختلفة ، كل فرقة تحسب أنها ملكت الدنيا و ما فيها و هناك من قال أنهم تفرقوا ، فمنهم مسلم و منهم نصراني و منهم يهودي و منهم المجوسي ، عالم وازى الإنس خلقا و فرقةً ، و بعد علمهم بالدعوة كان منهم الصالح و من هو أقل في الصلاح ، على درجات ، وصلت إلى الكفر ، و من آمنوا و صلُح حالهم تبين لهم الحق و علموا عظيم قدرة الله ، قالوا ( و أننا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض و لن معجزه هرباً ) ، انتهى الأمر ، علموا علم اليقين عظيم قدرة الله ، فما مهرب منه إلا إليه ، و لن يعجزه شئ ، لذا كانت استجايتهم للوحي ( و أنا لما سمعنا الهدى آمنا به ، فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا و لا رهقا ) هذا هو الأمان الحقيقي ، متى آمنوا تحقق لهم الأمان ، لما اقتربوا و صدقت قلوبهم و قبلوا الهدى لما سمعوه ، تحقق في قلوبهم اليقين بفضل الايمان بالله ، أنه لا ظلم في الثواب و الجزاء بعد اليوم ، فالإيمان أمان ، لن تنقص سيئاتهم من حسانتهم و لن يظلموا ، فالله الملك العدل ، ( و أنا منا المسلمون و منا القاسطون ، فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ) كما كانوا قبل الدعوة طرائق ، كانوا بعدها كذلك ، اختلفوا في قبول الهدى و الإتباع ، فمنهم المسلم و منهم القاسط ، من استسلم و سلم أمره لله فأولئك من اجتهدوا فرزقوا الرشاد و اتبعوا سبيل النجاة، ( و أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) أما من عاند و أدبر و استمر و ظلم نفسه فرد الهدى و حاد عن الطريق ، فكانوا لجهنم حطبا، أعدت لهم جهنم و كُتب أنهم من أهلها و كانوا لها حطباً توقد به النار، فأي الطريقين أولى ؟ .
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن

اختلف المفسرون على قولين :
القول الأول : لو استقام القاسطون من الجن أو الإنس أو كلاهما على طريق الاسلام ، لآتيناهم خيراً كثيرا واسعا بسقياهم الماء الكثير هنيئاً مرئياً لنختبرهم به ، و هذا حاصل قول كلاً من قتادة (كما ذكر عنه بن كثير )وبن كثير والسعدي و الأشقر.
و اعتمد هذا القول على أن القول المراد بالطريقة هي الطريقة المثلى (الإسلام و الإيمان) ، و هذا حاصل قول كلاً من : بن عباس ، و مجاهد و سعيد بن المسيب و قتادة , عطاء و السدي ( ذكر ذلك عنهم بن كثير )، و قول كلاً من السعدي و الأشقر.
و عقب بن كثير بقوله :
( و ذلك كقوله تعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96] وعلى هذا يكون معنى قوله: {لنفتنهم فيه} أي: لنختبرهم، كما قال مالكٌ، عن زيد بن أسلم: {لنفتنهم} لنبتليهم، من يستمرّ على الهداية ممّن يرتدّ إلى الغواية؟.
و ذكر بن كثير أيضاً قول قتادة : {وأن لو استقاموا على الطّريقة} يقول: لو آمنوا كلّهم لأوسعنا عليهم من الدّنيا.
القول الثاني : لو استقاموا على الضلالة لأوسعنا عليهم الرزق استدراجاً ، ذكره بن كثير.
و عقب عليه بقوله ( و له اتجاه و تأييد بقوله تعالى ( لنفتنهم فيه )
و قال بن كثير ( كما قال تعالى ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب حل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فهم مبلسون المراد )
و هذا القول اعتمد على تفسير المراد بالطريقة أنه ( الضلالة ) :قاله أبو مجاز لاحق بن حميد ، ( روى ذلك عنه بن جرير و بن أبي حاتم ، كما ذكر ذلك عنهم بن كثير )، و قاله الربيع بن أنس و زيد بن أسلم و الحلبي و ابن كيسان ( حكى ذلك عنهم البغوي كما ذكر عنه بن كثير ) .
.3. بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل

) إن ناشئة الليل هي أشد وطأً و أقوم قيلا)
الصلاة بالليل أقرب إلى تحصيل مقصود القرآن ، حيث يتواطأ على القرآن القلب و اللسان و تقل الشواغر و يفهم ما يقول و يستقيم له الأمر، كان قيام الليل هو وسيلة التربية و التهيئة و البناء لحمل الرسالة للنبي ، و لجيل الصحابة ، انطلقوا بعدها لآفاق البلاد .
ب: خطر رفقة السوء، مع الاستدلال.
قصة الوليد بن المغيرة
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدْتُّ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }.
فهو رأى إعجاز القرآن و لكن مراجعة أصحابه له ، غذى الكبر في قلبه فكان منه ما كان من تكذيب و افتراء (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ *).
قال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن عبد الأعلى، أخبرنا محمّد بن ثورٍ، عن معمر، عن عبّاد بن منصورٍ، عن عكرمة: أنّ الوليد بن المغيرة جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ عليه القرآن، فكأنّه رقّ له. فبلغ ذلك أبا جهل بن هشامٍ، فأتاه فقال: أي عمّ، إنّ قومك يريدون أن يجمعوا لك مالًا. قال: لم؟ قال: يعطونكه، فإنّك أتيت محمّدًا تتعرض لما قبله. قال: قد علمت قريشٌ أنّي أكثرها مالًا. قال: فقل فيه قولًا يعلم قومك أنّك منكرٌ لما قال، وأنّك كارهٌ له. قال: فماذا أقول فيه؟ فواللّه ما منكم رجلٌ أعلم بالأشعار منّي، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجنّ، واللّه ما يشبه الّذي يقوله شيئًا من ذلك. واللّه إنّ لقوله الّذي يقول لحلاوةً، وإنّه ليحطّم ما تحته، وإنّه ليعلو وما يعلى. وقال: واللّه لا يرضى قومك حتّى تقول فيه. قال: فدعني حتّى أفكّر فيه. فلمّا فكّر قال: إنّ هذا سحرٌ يأثره عن غيره. فنزلت: {ذرني ومن خلقت وحيدًا} [قال قتادة: خرج من بطن أمّه وحيدًا] حتّى بلغ: {تسعة عشر}
و من يستعيذ بالجن و يتخذهم ملجأ للأمان و رفقة تعينه على خوفه يكون طلبه وبال عليه و بدل ما طلب من الأمان يصيبه مزيد خوف و هلع
قوله تعالى: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) )

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 محرم 1442هـ/5-09-2020م, 08:16 PM
عطاء طلعت عطاء طلعت غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 90
افتراضي

.(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
1- حسن الإصغاء والإنصات لتلاوة آيات القرآن بتدبر وتفكر معين لصلاح القلب وهدايته واستقامته، قال تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ).
2- الاهتداء بالقرآن للتوحيد الخالص، وأسباب الهداية والرشد، قال تعالى: (...فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا).
3- الحرص على تبليغ القرآن للناس لعل الله يجعلنا سبباً لهداية الناس بكلامه، قال تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا).
4- الإيمان بأن القرآن حق، وأنه كلام الله تعالى الذي بلغ العجب في الفصاحة والبلاغة والبيان والنظم وأنه فوق كل مستويات الخلق ولغتهم، قال تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا).
5- البراءة من الشرك وأهله من مقتضيات الإيمان، قال تعالى: (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا).


2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
نزلت هذه الآية رداً على مشركي قريش حين ذكر عدد خزنة النار فقال أبو جهل: يا معشر قريشٍ، أما يستطيع كلّ عشرةٍ منكم لواحدٍ منهم فتغلبونهم ؟ فقال اللّه: {وما جعلنا أصحاب النّار إلا ملائكةً ) الآية.
وفي رواية: أن الحارث بن كلدة قال: أنا أكفيكم سبعة عشر، واكفوني أنتم اثنين، فنزل قوله: (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً) أي: لم نجعل خزنة النار وزبانيتها إلا ملائكة لأنهم أقوى الخلق، وأشدهم بأساً وأغلظهم شدة، ومن يطيق غلبتهم؟ وهم أقوم الخلق بحق الله والغضب له تعالى.
ثم بين الله سبحانه وتعالى الحكمة من عدد خزنة النار فقال: (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) أي: وما ذكرنا عددهم إلا اختبارًا للناس لنعلم من يصدق ويكذب، ومحنة وإضلالاً للكافرين حتى قالوا ما قالوا ليتضاعف عليهم العذاب، وليشتد عليهم النكال.
(لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) أي: ليتيقن اليهود والنصارى من صدق النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء قائلاً بما ذُكِّر في كتبهم التوراة والإنجيل من أن عدد خزنة جهنم تسعة عشر.
(وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا) أي: يزداد إيمان المؤمنين وتصديقهم حين يرون موافقة أهل الكتاب لهم، وقيل: كلما أنزل الله آية آمنوا بها وصدقوها ازدادوا إيمانًا.
(وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) أي: ولا يشك أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمؤمنون في أن عدة خزنة جهنم تسعة عشر، وفي هذا تعليم لأولو الألباب من العباد في السعي لتحصيل اليقين في كل مسألة من مسائل الدين، ودفع الشكوك والأوهام في الحق والدين.
(وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ) أي: وليقول المنافقون الذي في قلوبهم شك وريب وتردد في صدق النبي صلى الله عليه وسلم والكافرون من أهل مكة وغيرهم: أي شيء أراد الله بهذا العدد المستغرب استغراب المثل؟.
(كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) أي: فمن هداه الله سبحانه وتعالى جعل ما أنزله على رسوله رحمة وهداية له فيزداد إيماناً، ومن أضله الله جعل ما أنزله على رسوله زيادة عليه في الحيرة والشقاء فيزداد ضلالاً وإضلالاً.
(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ): وما يعلم عدد خزنة جهنم إلا الله تعالى، إذ إن لهم من الأعوان والجنود من الملائكة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه.
(وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) أي: وما ذكر عن سقر وصفتها، وعدد خزنتها إلا تذكرة وموعظة للناس، ليعلموا كمال قدرة الله، وأنه لا يحتاج إلى أعوان وأنصار إذ يدفعهم هذا العلم لفعل ما ينفعهم وترك ما يضرهم.
2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
ورد في المراد بالمساجد عدة أقوال على النحو التالي:
القول الأول: محال العبادة لله عز وجل – أي أنها عموم المساجد كلها دون تخصيص ومنهم من خصص البيت الحرام وبيت المقدس-، قاله ابن عباس، وقتادة، وسعيد ابن جبير، وعكرمة، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
واستدل ابن كثير بقول قتادة: كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده.
وبأثر ابن عباس أنه قال في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}: لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس.
وعن سعيد بن جبيرٍ،: {وأنّ المساجد للّه} قال: قالت الجنّ لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون [عنك] ؟، وكيف نشهد الصّلاة ونحن ناءون عنك؟ فنزلت: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}
وعن عكرمة: نزلت في المساجد كلّها.
القول الثاني: كل بقاع الأرض؛ لأن الأرض كلها مسجد، ذكره الأشقر.
القول الثالث: أعضاء السجود، قاله سعيد ابن جبير، ذكره ابن كثير.
واستدل ابن كثير بما قاله سعيد بن جبيرٍ: نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره.
وحديث ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين).
3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
القرض الحسن هو عبارة عن إنفاق الأموال من الزكاة المفترضة، والصدقة الواجبة والمستحبة في جميع أوجه الخير سواء على الأهل أو الفقراء أو المساكين أو الجهاد أو غير ذلك من وجوه الإنفاق بإخلاص النية الصادقة لله عز وجل وحينها يجازي الله سبحانه وتعالى فاعله أحسن الجزاء وأوفره، كما قال: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرةً} [البقرة: 245].
ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
حكمه أنه كان في بداية الأمر فرضًا واجبًا ثم نسخ الله ذلك فأنزل التخفيف فأصبح تطوعًا، وواضح ذلك في بداية سورة المزمل ونهايتها، ويوضحه حديث سعد بن هشام قالَ: قلتُ لعائشةَ: أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ: ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قلتُ: بلى. قالتْ: فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه. رواه مسلم.
وكذلك الأحاديث المصرحة بقولِ السائلِ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل علَيَّ غيرُها؟ يَعنِي الصلواتِ الخمسَ، فقالَ: (لاَ, إِلاَّ أَن تَطَّوَّعَ) مما يدل على أن قيام الليل غير واجب.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 محرم 1442هـ/5-09-2020م, 09:16 PM
براء القوقا براء القوقا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 120
افتراضي

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.

1. مجاهد النفس تخليصها كبير الشرك ودقيقه فإنه يكون فينا اخفى من دبيب النمل :" ولن نشرك بربنا أحدا"

2. سؤال الله الإخلاص في كل حال فإنه مضاد للشرك، والدعاء بالمأثور في ذلك وهو ماعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم"

3. تفريغ القلب عند سماع القرآن وتلمس الهدايات بعد كل آية ففيه منارات الهداية والرشاد كما وصفته الجن من أول سماع له :"يهدي إلى الرشد فآمنا به"


4. حسن الإصغاء إلى تلاوة القرآن فهي سبب لوصول معانيه إلى القلب فإن الله سبحانه قال عن الجن :" قل أوحي إلي أنه استمع" وليس مجرد سمع.

5. تحمل مسؤولية الدعوة إلى الله، فهذه الجن من أول سماع لها للهدى انطلقت تخبر قومها وتدعو للقرآن بذكر جميل صفاته وهداياته :"فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد" .

2.أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1.*فسّر قوله تعالى:
يقول الله تعالى ردا على كفار قريش حين عجبوا من عدة أصحاب النار واستخفوهم، وذلك حين أجاب النبي صلى الله عليه وسلم على سؤال الرهط من اليهود عن عدد خزنة جهنم فقال الله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَة): أي وما جعلنا خزنة النار إلا خلقا من الملائكة غلاظ شداد لا يغالبون،

(وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) : ولله حكم بالغة في ذكر عدتهم وهي أنهم تسعة عشر فهي فتنة لقوم ويقين وزيادة إيمان لقوم، فأما للذين كفروا فهو اختبار وابتلاء يكون سببا في زيادة عذابهم يوم القيامة، فهم استهزؤوا بهذا العدد الذي في نظرهم يستطيعون مغالبته،

(لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًاوَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ): وهو مع ذلك يزيد أهل الكتاب يقينا بصدق النبي صلى الله عليه وسلم لأن عدتهم التي ذكرها حين سألوه موافقة لما بين أيديهم من الكتاب، وهذه الموافقة للكتب السماوية تزيد المؤمنين إيمانا،وهذا يدفع أدنى ريب وشك في قلوبهم فيحصل لهم بذلك اندفاع الريب ورسوخ اليقين في قلوبهم وهذا مقصد جليل لأولي العلم واهل الإيمان وهو السعي في دفع الشبه والأوهام.

(وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) وأما فريق الكفار والمتذبذبين من المنافقين فلمرض قلوبهم بامراض الشبهات والشهوات فينكرون ويتعجبون أن يضرب الله مثلا كهذا فيقولون ماالحكمة من ذكر هذا العدد؟!

(كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ): وماعلموا أن هذه الأمثال يجعلها الله ليزعزع إيمان أقوام ويكشف خبايا قلوبهم فيزدادون رجسا إلى رجسهم، ويزيد أقواما هدى ونورا وبصيرة، والواجب على العباد ان يتلقوا ما أنزل الله على رسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان والتسليم؛ فإنه لا يعلم جنود ربك من الملائكة إلا العليم الخبير سبحانه، وماهذه الموعظة إلا تذكرة البشر ولم تذكر ليتخذها أقواما هزلا!
2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى:*(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.


🔹القول الأول: المساجد كلها التي هي محال العبادة ( وهو حاصل قول عكرمة وقتادة كما ذكره ابن كثير وقال به ، والسعدي والأشقر) .

وذكر ابن كثير قول قتادة في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده.

🔹القول الثاني: كل بقاع الأرض لأن الأرض كلها مسجد ( ذكره الأشقر) .

🔹القول الثالث: المسجد الحرام وبيت المقدس ( قاله ابن عباس كما ذكر ابن كثير).

واستدل له ابن كثير بما رواه ابن أبي حاتمٍ عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس.

🔹القول الرابع: أعضاء السجود (قاله سعيد بن جبير كما ذكر ابن كثير).
واستدل أصحاب هذا القول بما روي في الحديث الصحيح، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين").


3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
هو جميع النفقات الواجبة والمستحبة، كالزكاة والإنفاق على الأهل والنفقة في الجهاد وعلى الفقراءوالمساكين وجميع وجوه الخير.
( حاصل قول ابن كثير والسعدي والأشقر).

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.

حكم قيام الليل:
مر قيام الليل في مرحلتين
🔹اولا: مرحلة الفرض وكانت بقيام معظم الليل إلا قليله ، هو على قولين أنه كان فرضا بحق النبي صلى الله عليه وسلم وحده.

👈🏻دليله: قال تعالى : {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا}

🔹القول الثاني:أنه كان فرضا بحقه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.

👈🏻ودليله:
عن سعد بن هشام قال: قلتُ لعائشةَ: "أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ:*ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟*قلتُ: بلى. قالتْ:*فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً


ثالثا: مرحلة التطوع :
وهو انتقاله من الفريضة إلى الندب والاستحباب بحقه صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

👈🏻دليله: النصف الثاني من حديث عائشة رضي الله عنها السابق ..

👈🏻ويعضد ذلك: قولِ السائل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:هل علَيَّ غيرُها؟ يَعنِي الصلواتِ الخمسَ، فقالَ:((لاَ, إِلاَّ أَن تَطَّوَّعَ))*تَدُلُّ على عدَمِ وُجوبِ غيرِها.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 محرم 1442هـ/5-09-2020م, 11:39 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

🔷 سؤال عام 🔷


استخرج خمس فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها في قوله تعالى :

{ قل أُوحي إليَّ أنه استمع نفرٌ من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً (1) يهدي إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك

بربنا أحداً } (2) الجنّ

🔹 الفوائد 🔹


📝 هؤلاء الجن سمعوا القرآن فانبهروا لعظمته وكريم تنزيله ، وكبير دلالته على جوامع الخير والهدى

حتى تحيّر لفظهم عن معنىً يفيد دهشتهم وشدة انبهارهم ،فقالوا : { إنا سمعنا قرآناً عجباً }

فمابالنا نسمع ونستمع ونختم ونحفظ ، ولا نرى عجباً في ضمائرنا ، ولا نحُس رهباً في قلوبنا ؟

فلاحول ولاقوة إلا بالله ، ( اللهم قلوبنا فارزقها تعظيماً لكلامك و خشيةً وأوبةً ونوالاً لهداياته وعطاياه )


📝 { قل أوحي إليَّ } هكذا يُعبر النبي الخاتم الكريم على ربه صلى الله عليه وسلم ، أُوحي إليه

فلا يعلم إلا ما أوحى إليه ربه ، فلا يدعي الغيب ولا يقرأ المحجوب بأستار الغيوب إلا أن يشاء الله

وهانحن اليوم والكهنة والسحرة يؤمهم أفراد وجماعات يبتغون عندهم فرجاً قريباً وغيباً يسألونهم

عنه ، وكأنهم قرأوا المسطور وما جفت به الصحف ، لكم يشتد بيّ الحزن والأسى ، كلما طالعتنا

الأخبار عن سحرة إمتلأت بيوتهم التى هي مأوىً للشياطين ، بصورٍ وحاجياتٍ

تخص ُ أناساً مسلمين غافلين يكيد لكم ويسحرهم ، أقارب أو أصحاب أو معارف

ينغصون عيشهم ( إذا إذن الله بذلك ) ويبيعون دينهم إرضاءً لحسدهم وحقدهم الدفين

فالله نشكو ا حالنا وندعوه أن يمن علينا بعودة إلى توحيد الموحدين وسبيل المسلمين المخلَصين


📝 { فأمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً } وهكذا* القرآن* إذا أقبلت عليه القلوب والأرواح متجردة

تستهديه وتستنير بنوره ، سيمنحها إيماناً ويقيناً وتوحيداً قويما ، لا غبش فيه ولا دخن

منذ زمن ، قرأت عبارة لا أنساها ، وكأنها نُقشت في صميم وجداني :

[ إن عطاء القرآن يكون بمقدار تهيؤ الأرواح لتلقيه ] هذا الإقبال الصادق المعظم الموقن

فلنتعهده ، ولنجدده ونحييه فينا .


📝 إذا قيل الجنّ فلا يُسرع للأذهان إلأ كل موحشٍ ومنفرٍ وبعيد عن الخير ، ولكن ، هاهو الوحي يمتدحُ

طائفةً منهم. على لسان النبي الكريم صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم : { قل أُوحي إليَّ أنه استمع نفرٌ

من الجنّ فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً ، يهدي إلي الرشد فأمنّا به }

إن تعميم القول بالسوء أو التهمة أو التنقيص لكل الفئة أو القوم أو البلد أو ، أو

هو خلاف منهج القرآن وتربيته ، فالإحتراز والإستثناء ، يُنزّل على فئام وأفراد من اليهود والنصارى

وهم أهل الكتاب الأول الذين كذّبوا وبهتوا ، ولكنه القرآن في كمال آدابه وكريم توجيهه وهدايته

لكل خير ورشد ، وما أسعد المجتمعات بهذا التقصي العفيف المراعي للخيرين في كل قوم .


📝 { فأمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً } بربنا ، هو الإنتساب والتشرف إلى الرب الملك الحق

وهو الإيمان يُجليّ حقائق الأشياء ، فتظهر ناصعةً ، لا غبش فيها ولا شوب

فتبصر الأقدام الطريق و تسلكه بعزمٍ بلا شك ولا ريب

ما أعجب رصيد الإيمان في القلوب. وما اعظم مدد الإيمان للنفوس المؤمنة

( اللهم إنا نسألك إيمان الصديقين وعيش المتقين فأنت رب عظيم كريم )


⚪ المجموعة الثالثة ⚪

🔷السؤال الأول : فسر قوله تعالى :

{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل

◽ التفسير ◽

يصطفي الله محمداً من بين البشر ويختاره للنبوة والرسالة الإخيرة بعد أن رعاه يتيماً وصغيراً

وشابات وكهلاً ، فنشأ على عين الله طاهراً مطهراً وصادقاً أميناً ، ثم هيأ له الأسباب ليتصل بأكمل

النساء زوجاً ورفيقاً ، خديجة رضي الله عنها ، فلما جاوز كمال الأشد وسنام الرشد ، أطل عليه

أمين السماء * جِبْرِيل عليه السلام * قد سدّ الأفق جمالاً. وجلالاً ، يناديه ويخاطبه : إقرأ

فينخلع فؤاده وترتعد فرائصه ويعود إلى أهله وسكنه ، فزعاً قائلاً : زملوني زملوني

ويتنزل الوحي غضاً أمراً :
{
{ ياأيها المزمل قم الليل إلإ قليلاً ، نصفه أو أنقص منه قليلاًأو زِد عليه }

فقد مضى زمن التزمل والتدثر و حان آوان القيام وطول القنوت في الليالي ، عيناً واجباً

ليتزود بتهجد الليل ، لنهار الدعوة ويكابد ، قوماً كفاراً ضلالاً ، فزاد الليل لمسير النهار

فالصلاة والمناجاة خير عون وأزكى عاقبة { واستعينوا بالصبر والصلاة } في الصلاة

في لُبها في أخص أركانها نُردد { إياك نعبد وإياك نستعين } هو الأمر بطول القيام وقراءةٍ

مترسلةٍ متمهلةٍ ، ليعي القلب ويعقل عن الله مراده من كلامه المجيد { ورتل القرآن ترتيلاً }

فتصل هداياته إلى منافذ الروح والعقل فتثمر التوفيق والرشاد {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً }

سنُنزل عليك كرامةً واجتباءً وتكليفاً ، قولاً لا كالأقوال ، يثقلُ عليك تنزيله حساً وكياناً ، يُحدث

زيد بن ثابت ( كاتب الوحي ) : ُأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي

فكادت ترض فخذي ( تدقها من ثقلها) ، عظيم التنزيل ، كريم الإلفاظ منهاجٌ وتبيان ، حلاله تيسير

و كفاية وحرامه. أمنةً وحفظاً وصيانة ً ، فقم وتهجد به { إن ناشئة الليل هي أشدُ وطأً وأقومُ قيلاً }

إحي ليلك والمؤمنون معك بهذا* الكريم الجليل * في ليلٍ تسكن فيه الأصوات وتنصت فيه القلوب

مخبتةً لربها فهزيع الليل وناشئته أدعى وأحرى باجتماع القلب مع حديث الشفاه ، ثم

{ إن لك في النهار سبحان طويلاً } لك وللمسلمين معك في طول النهار زمناً مديداً لقضاء الحوائج

وابتغاء المعاش وشواغل العيال والأهل ، { واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً } فاذكره عند الطاعة وعند النهي

وحال القيام وآن النوم ، ذكراً كثيراً فالمؤمن لا ينقطع عن ربه إلا ليعود أفرغُ قلباً وأنشط بدناً

نذكره ( سبحانه وتعالى ) في حاجات دنيانا وعند ابتغاء مرضاته فهو مالك الدنيا والآخرة

له مشارق الأرض ومغاربها خلقاً ومُلكاً وتدبيراً { رب المشرق والمغرب لا إله إلإ هو فاتخذه وكيلاً }

لا إله ألإ هو معبوداً حقاً حين تُعبد ألهة الضلالة الباطلة أياً كانت ، يُعبدهو سبحانه محبةً وتعظيماً وذلاً ورجاءً

وكما كان الأحق أن يُعبد ( سبحانه ) فهو الأولى أن يُتوكل عليه ويُعتمد ، ونفوض إليه فلا نأتي بمنافع الدنيا

والآخرة إلا به ، ولا وستدفع ما يضر ويُكره في الدنيا والآخرة إلا به

لا رب سواه ولا كافل إلإ إياه .

🔷 السؤال الثاني 🔷

حرّر القول في معنى قوله تعالى : { وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقاً }

🔹القول الأول : لما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم خوفاً منهم ، زادوا الإنس خوفاً منهم وذعراً وإرهاباً

ذكر هذا *ابن كثير * عن أبي العالية والربيع وزيد بن أسلم ، وذكر هذا المعنى *السعدي* و * الأشقر *

🔹القول الثاني : زادالإنس الجن جراءة عليهم ، عن الثوري عن ابراهيم ، وذكره *ابن كثير*

🔹القول الثالث : زادوهم إثماً ، ذكره ابن عباس وقتادة ، أورده عنهما *ابن كثير*

🔹القول الرابع : زادوهم طغياناً ، أي أن الكفار من الإنس زادهم الجن طغياناً ، هذا قول مجاهد ، وذكره

الأشقر . وكاد *ابن كثير أن يجمع هذه الأقوال كلها في قوله : زادوهم ضلالة وإ هانة .

🔹 القول الخامس : زاد الجنّ طغياناً وتكبراً لما رأوْا الإنس يعبدونهم ويستعيذون بهم ، قاله * السعدي *

🔷 السؤال الثالث 🔷

بين ما يلي : أ- مناسبة الأمر بالإستغفار بعد فعل الصالحات

ب- الدليل على حفظ الوحي


🔹أ- الإستغفار : عنوان التوبة والأوبة ، و هو ذكر لله تعالى ، وذكر الله *عبادة* لا وقت لها ولا زمن

مخصوص بل هي تنتظم اليوم كله ، وأثنى الله على عبادٍ من عباده أنهم يستغفرون بالأسحار

وأنهم إذا فعلوا فاحشةً تذكروا واستغفروا

فهو ذكر يحبه الله ويرضاه ، وهاهو يُؤمر به ويندب إليه بعد الصالحات والطاعات ، وما ذلك إلإ :

لأ نها أوقات تقبل فيها التوبات وتتنزل الرحمات وتبدل السيئات بالحسنات ، ثم الثانية وهي هامةٌ ، هامّة :

نحن في ليلنا ونهارنا لا ننفك عن عن تقصير وغفلةٍ و زلةٍ وذنب نغشاه ، بل ونحن في الطاعة والعبادة

ربما حفّنا التقصير و أخذتنا الغفلات ، وشغلنا عما نحن فيه من الباقيات الصالحات ، فنستغفرُ ربنا

لأنه الغفور العفو ، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة .


🔹 الدليل على حفظ الوحي

قال الله تعالى في محكم تنزيله : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }

فقد تولى الله حفظ كتابه ووحيه المنزّل منذ البدء ، فهيأ له السماء حفظاً من كل شيطانٍ يسترق السمع

ويتخطف خبر السماء ، فطرد ومن على شاكلته عن مقاعد كانوا يترصدون فيها ، ويتلقفون

أخباراً من أخبار السماء ثم يُلقونها إلى الكهنة والسحرة فيزيدون فيها ويبطلون ، فحفظ الله

وحيه عن أن تناله ألسنة الكهنة أو الفجرة ، بل هو الكتاب المجيد الذي { لا يأتيه الباطل من بين يديه

ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ } فهو محفوظ من كل شيطان أن يزيد فيه أو ينقص .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 محرم 1442هـ/5-09-2020م, 11:58 PM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

المجلس الرابع : مجلس مذاكرة تفسير سور : الجن ، والمزمل ، والمدثر

1 - (عامّ لجميع الطلاب) : استخرج خمس فوائد سلوكية ، وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) } [الجن] :
1 - أدب الاستماع والانصات للآخر عسي أن يكون قد أتي بالخير ؛ قال تعالي : { اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ }
2 - التّبليغ والدعوة للخير الذي سمعه الفرد ، قال تعالي : { فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا }.
3 - من أراد الهداية للرشد فعليه بالقرآن لكريم ، قال تعالي : { يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ }.
4 - المسارعة في تنفيذ ما أمر الله به في كتابه ، حيث سارعت الجن الي الإيمان به وحده ، وعدم الشرك به جل وعلا ، قال تعالي : { فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا }.
5 - من مقتضيات الإيمان بالله ؛ عدم الإشراك معه أحداً ، قال تعالي : { فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا }.

2 - أجب على إحدى المجموعات التالية : ( المجموعة الثانية )
1 - فسّر قوله تعالى : { وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) } [الجن].

يخبرنا جل وعلا عن الجنّ أنهم يقولون : منا المتقون الأبرار ، ومنّا منْ هم كفار وفساق ؛ كنّا أصنافًا مختلفة وأهواء متباينة.
ثم يقولون عن اعتقادهم في ربهم جل وعلا : وأنَّا أيقنا أنا لن نفوت الله سبحانه إذا أراد بنا أمرًا ، ولن نفوته هربًا لإحاطته بنا ، ولو أمعنّا في الهرب ، فإنّه علينا قادرٌ لا يعجزه أحدٌ منّا.
ثم يقولون عن مدي تأثرهم بسماع القرآن الكريم : وأنَّا لما سمعنا القرآن ، الذي يهدي للتي هي أقوم ؛ آمنّا به ، فمن يؤمن بربه فلا يخاف نقصًا لحسناته ، ولا إثمًا يضاف إلى آثامه السابقة.
ثم يقولون عنهم أيضاً أنَّ منهم المسلمون المنقادون لله بالطاعة ، ومنهم الجائرون عن طريق القصد والاستقامة ، ثم يخبروننا عن عاقبة ومآل كلا الفريقين ، فيقولون :
فمن خضع لله بالطاعة والعمل الصالح فأولئك الذين قصدوا الهداية والصواب.
وأما الجائرون عن طريق القصد والاستقامة ؛ فكانوا لجهنّم حطبًا توقَدُ به مع أمثالهم من الإنس ، وذلك جزاءٌ على أعمالِهم ، لا ظُلْمٌ مِن اللَّهِ لهم.

2 - حرّر القول في معنى قوله تعالى : { وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) } الجن.
اختلف المفسّرون رحمهم الله في بيان تأويل الآية على قولين :
القول الاول : وأنْ لو استقام القاسطون على طريقةِ الإسلام ، وعدلوا إليها ، واستمرّوا عليها ، وعلي هذا المعني يكون تفسير باقي الآية كالتالي :
{ لأسقيناهم ماءً غدقًا } أي : كثيرًا. والمراد بذلك سعة الرّزق ؛ كقوله تعالى : { ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } [المائدة] ، وكقوله : { ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض } [الأعراف].
{ لنفتنهم فيه } أي : لنختبرهم ولنبتليهم ، من يستمرّ على الهداية ممّن يرتدّ إلى الغواية ؟.
ورد هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ومجاهد وسعيد بن جبيرٍ ، وسعيد بن المسيّب ، وعطاءٌ ، والسّدّيّ ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ ، وقتادةُ ، والضحاك. كما ذكر ابن كثير رحمه الله.
والقول الثّاني : { وأن لو استقاموا على الطّريقة } الضّلالة ، وعلي هذا المعني يكون تفسير باقي الآية كالتالي :
{ لأسقيناهم ماءً غدقًا } ؛ أي : لأوسعنا عليهم الرّزق استدراجًا ؛ كما قال : { فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون } [الأنعام] ، وكقوله : { أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون } [المؤمنون].
ورد هذا القول عن أبي مجلز لاحق بن حميد ، والرّبيع بن أنسٍ ، وزيد بن أسلم ، والكلبي ، وابن كيسان ، كما ذكر ابن كثير ، ثم قال : وله اتجاه.

3 - بيّن ما يلي :
أ : الحكمة منْ أمرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بقيام الليل :

هناك العديد من الحكم في ذلك ، منها :
1 - لما للصلاة خصوصاً والذكر عموماً من أثر علي العبد ، حيث يُحَصِّلُ بهما مَلَكَةً قَوِيَّةً في تَحَمُّلِ الأثقالِ ، وفِعْلِ الثقيلِ مِن الأعمالِ.
ولذلك امر الله نبيه صلي الله عَلَيْه وسلم بعد الأمر بقيام الليل والذكر ؛ بالصَّبْرِ على ما يقولُ المعانِدونَ له ويَسُبُّونَه ويَسُبُّونَ ما جاءَ به ، وأمره بالمضي على أمْرِ اللَّهِ ، لا يَصُدُّه عنه صادٌّ ، ولا يَرُدُّه رادٌّ ، وأمره أن يَهْجُرَهم هَجْراً جَميلاً ، وأَمَرَه بجِدَالِهم بالتي هي أحسَنُ.
2 - الإكثار من ذكر الله تعالي ، والانقطاع إليه ، والتفرغ لعبادته بعد الفراغ من الأشغال وأمور الدنيا.
3 - ترتيل القرآن : فإنّه عونًا على فهم القرآن وتدبّره.

ب : خطر رفقة السوء ، مع الاستدلال :
قال تعالي عن المجرمين وسبب دخولهم النار : { قالُوا لم نكن من المصلين ولَمْ نكن نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين }
فها هي رفقة السوء لا يتواصون بإخلاصَ العبادة للمعبودِ ، ولا بإحسانَ ، ولا بالنفْعَ للخلْقِ المحتاجِينَ ، ويخوضُون بالباطلِ ، ويجادِلُون به الحقَّ ، ويكذبون بيون الحساب والجزاء علي الأعمال ، صالحها وطالحها.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 محرم 1442هـ/6-09-2020م, 06:31 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.

أحسنتم جميعا في إجاباتكم وإن تفاضل بعضها على بعض من جهة استيفاء المطلوب.
وأذكّر وفقكم الله بالحرص على أسلوبكم في ذكر الإجابة، والبعد عن النسخ واللصق الذي من شأنه أن يثقل على الطالب التقدم في المستويات القادمة، وإنّ الاجتهاد في ذلك - مع وجود الصعوبة أحيانا - محط عنايتنا واهتمنامنا وتقديرنا وندعمكم في الارتقاء للمستويات العليا.


وأضع بين أيديكم أنموذجين من الإجابات التي نرغب في أن تكون دائما هي المنحنى لكم عند التطبيق، من حيث الشمول وظهور أسلوب الطّالب بشكل جلي.

إجابة الطالبة: إيمان جلال والطالبة: رولا بدوي.

المجموعة الأولى:
1: هنادي الفحماوي.أ+

أحسنتِ بارك الله فيكِ.


2: رفعة القحطاني.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- من المراد بالمساجد القول أنها محال العبادة نجمع تحت هذا القول كل المساجد التي ذُكرت، لذلك نجد أنّ خلاصة المراد هو ثلاثة أقوال: بقاع الأرض، ومحال العبادة وأعضاء السجود.


3: عطاء طلعت.أ+
أحسنت بارك الله فيك وسددك.


4: براء القوقا.أ
أحسنت بارك الله فيك.
- من المراد بالمساجد القول أنها محال العبادة نجمع تحت هذا القول كل المساجد التي ذُكرت، لذلك نجد أنّ خلاصة المراد هو ثلاثة أقوال: بقاع الأرض، ومحال العبادة وأعضاء السجود.

المجموعة الثانية:
1: محمد أحمد صخر.ج+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
- يحسن بك ذكر نص الآيات أثناء التفسير.
- لمَ تعوّل كثيرا في إجابتك على النقل وفقك الله، احرص على ذكر خلاصة القول بأسلوبك.


2: رولا بدوي.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.


المجموعة الثالثة:
1: إيمان جلال.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
. أحسنتِ في تفسيرك.
. لا يقتصر حفظ الوحي في السماء بل في الأرض أيضا والدليل قوله تعالى : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا . إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا }، والأكمل ذكر الدليلين.

2: فروخ الأكبروف.أ+
أحسنت بارك الله فيكِ وسددك.
-أحسنت في تفسيرك للآيات.
- لا يقتصر حفظ الوحي في السماء بل في الأرض أيضا والدليل قوله تعالى : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا . إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا }، والأكمل ذكر الدليلين.


3: سعاد مختار.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
لديك أسلوب رائع في التعبير وفقكِ الله.
- بالنسبة للمراد في قوله تعالى: (فزادوهم رهقا)، اجمعي بين الأقوال المتوافقة كما فعل زملائك.
- لا يقتصر حفظ الوحي في السماء بل في الأرض أيضا والدليل قوله تعالى : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا . إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا }، والأكمل ذكر الدليلين.



بوركت خطاكم..



رد مع اقتباس
  #12  
قديم 30 محرم 1442هـ/17-09-2020م, 04:57 PM
أفراح قلندة أفراح قلندة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 141
افتراضي

المجموعة الثالثة:

1. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل.
- يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ
المخاطب في هذه الآية: محمد صلى الله عليه وسلم، والمراد بالمزمل ورد فيه أقوال منها:يا أيها النائم، وقيل المزمل في ثيابه، زملت القرآن ، وقيل وصف محمد صلى الله عليه وسلم بالمزمل لأنه حين رأى جبريل رجع إلى بيته وقال زملوني زملوني من شدة خوفه .
- قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ
أمره الله تعالى بقيام الليل كله إلا يسيرا منه، ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه.
- وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)
واقرأ القرآن على مهل حرفا حرف ليكون عونا له في فهم القرآن وتدبر آياته.
- إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)
سنلقي عليك قولا: أي القرآن الكريم ، والمراد بالثقيل: بأنه ثقيل وقت نزوله لعظمته وثقيل بالعمل بما جاء به من الفرائض والحلال والحرام.
- إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)
ساعات الليل وأوقاته والمقصود به قيام الليل هي أشد موطأة بين القلب واللسان وأجمع للخاطر في التلاوة وتدبر آيات القرآن.
- إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)
لك في النهار فراغ طويل لقضاء حوائجك فأفرغ لدينك في الليل.
- وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)
وأكثر من ذكر الله وانقطع إليه وتفرغ لعبادته إذا فرغت من اشغالك الدنيوية.
- رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)
هو رب المالك المتصرف في المشارق والمغارب لا إله إلا هو فأفرده بالعبادة وأفرده بالتوكل فهو الحافظ المدبر لأمورك كلها -سبحانه-.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (6)} الجن.
اختلف المفسرون في تفسير معنى الآية لاختلافهم في تفسير معنى قوله تعالى ((فزادوهم رهقا)) -ضمير الواو في زادوهم عائد على الجن- على ثلاثة أقوال:
القول الأول: لما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم ، زادوا الإنس خوفا وإرهابا وذعرا ، أي ازدادت الجن عليهم بذلك جراءة. قال به قتادة والثوري والسدي، ذكرهم ابن كثير، كذلك قال به السعدي.
القول الثاني: دنوا من الأنس وأصابوهم بالخبل والجنون ، قال به عكرمة.
القول الثالث: زادوا الكفار طغيانا وأثما قال به مجاهد وابن عباس وقتادة ذكرهم ابن كثير، كذلك قال به الأشقر.
في القولين الأول والثاني تقارب فقد يصاب الإنسان بالجنون والخبال من شدة الخوف الرعب ، وبه يكون في تفسير الآية قولين:
القول الأول: القول الأول: ازدادت الجن جرأة على الأنس فزادوهم خوفا وإرهابا وذعرا وقد يصاب الإنس بالجنون والخبال من شدة الخوف. قال به قتادة والثوري والسدي وعكرمة، ذكرهم ابن كثير، كذلك قال به السعدي.
القول الثاني: زادوا الكفار طغيانا وأثما قال به مجاهد وابن عباس وقتادة ذكرهم ابن كثير، كذلك قال به الأشقر.


3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.
المناسبة أن العبد وإن صلح وكثر أعماله الصالحة فإنه لا يخلو من التقصير في فعل ما أمره الله تعالى وقد يقع في الذنوب ، لذا أمرنا الله تعالى بالاستغفار، فإن كثرة الاستغفار تمحي الذنوب.
ب: الدليل على حفظ الوحي.
((إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا))

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 5 صفر 1442هـ/22-09-2020م, 09:05 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أفراح قلندة مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل.
- يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ
المخاطب في هذه الآية: محمد صلى الله عليه وسلم، والمراد بالمزمل ورد فيه أقوال منها:يا أيها النائم، وقيل المزمل في ثيابه، زملت القرآن ، وقيل وصف محمد صلى الله عليه وسلم بالمزمل لأنه حين رأى جبريل رجع إلى بيته وقال زملوني زملوني من شدة خوفه .
- قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ
أمره الله تعالى بقيام الليل كله إلا يسيرا منه، ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه.
- وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)
واقرأ القرآن على مهل حرفا حرف ليكون عونا له في فهم القرآن وتدبر آياته.
- إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)
سنلقي عليك قولا: أي القرآن الكريم ، والمراد بالثقيل: بأنه ثقيل وقت نزوله لعظمته وثقيل بالعمل بما جاء به من الفرائض والحلال والحرام.
- إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)
ساعات الليل وأوقاته والمقصود به قيام الليل هي أشد موطأة بين القلب واللسان وأجمع للخاطر في التلاوة وتدبر آيات القرآن.
- إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)
لك في النهار فراغ طويل لقضاء حوائجك فأفرغ لدينك في الليل.
- وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)
وأكثر من ذكر الله وانقطع إليه وتفرغ لعبادته إذا فرغت من اشغالك الدنيوية.
- رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)
هو رب المالك المتصرف في المشارق والمغارب لا إله إلا هو فأفرده بالعبادة وأفرده بالتوكل فهو الحافظ المدبر لأمورك كلها -سبحانه-.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (6)} الجن.
اختلف المفسرون في تفسير معنى الآية لاختلافهم في تفسير معنى قوله تعالى ((فزادوهم رهقا)) -ضمير الواو في زادوهم عائد على الجن- على ثلاثة أقوال:
القول الأول: لما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم ، زادوا الإنس خوفا وإرهابا وذعرا ، أي ازدادت الجن عليهم بذلك جراءة. قال به قتادة والثوري والسدي، ذكرهم ابن كثير، كذلك قال به السعدي.
القول الثاني: دنوا من الأنس وأصابوهم بالخبل والجنون ، قال به عكرمة.
القول الثالث: زادوا الكفار طغيانا وأثما قال به مجاهد وابن عباس وقتادة ذكرهم ابن كثير، كذلك قال به الأشقر.
في القولين الأول والثاني تقارب فقد يصاب الإنسان بالجنون والخبال من شدة الخوف الرعب ، وبه يكون في تفسير الآية قولين:
القول الأول: القول الأول: ازدادت الجن جرأة على الأنس فزادوهم خوفا وإرهابا وذعرا وقد يصاب الإنس بالجنون والخبال من شدة الخوف. قال به قتادة والثوري والسدي وعكرمة، ذكرهم ابن كثير، كذلك قال به السعدي.
القول الثاني: زادوا الكفار طغيانا وأثما قال به مجاهد وابن عباس وقتادة ذكرهم ابن كثير، كذلك قال به الأشقر.


3. بيّن ما يلي:
أ: مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.
المناسبة أن العبد وإن صلح وكثر أعماله الصالحة فإنه لا يخلو من التقصير في فعل ما أمره الله تعالى وقد يقع في الذنوب ، لذا أمرنا الله تعالى بالاستغفار، فإن كثرة الاستغفار تمحي الذنوب.
ب: الدليل على حفظ الوحي.
((إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا))
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
فاتكِ الإجابة عن السؤال العام.
الدرجة:ب+

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 4 ربيع الثاني 1442هـ/19-11-2020م, 04:17 PM
سارة المري سارة المري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 125
افتراضي

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
- الاعتراف بالحق عند سماعه وعدم التعنت ، فقد اعترفت الجن أن القرآن أمرٌ عجيب " فقالوا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا"
- إذا اتضح طريق الرشد أسارع إلى اتباعه " يهدي إلى الرشد فآمنا به"
- كل أمر موصل إلى الهداية الدينية أو الدنيوية أتخذه لأحقق مصالح عيشي وديني " يهدي إلى الرشد فآمنا به"
- أجمع بين الإيمان المبني على عمل الخير والتقوى التي تقتضي ترك الشر " يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدًا "
- نشر الخير وعدم حصره على النفس " فقالوا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا " فقد أخبرو غيرهم بما سمعوه

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
- بعدما ذكر الله تعالى عدد خزنة النار ذكر سبحانه أنه ما جعلنا أصحاب النار وهم خزنتها من الملائكة وهم عظام غلاظ شداد فلا ينبغي الاستهانة بالعدد، وبيان عددهم ما هو الا ابتلاء وفتنة للكفار ليعلم هل يصدقوا ام يكذبوا ، ليستيقن أهل الكتاب بحقيقة ذلك كونه مذكورًا في كتبهم وويزداد إيمان المؤمنين وتصديقهم فوق إيمانهم ، ولا يصيبهم الشك في دينهم، وليقول المنافقون الذين في قلوبهم مرض والكفار من أهل مكه أي شي أراد الله بهذا العدد على وجه الحيره ، وبذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء فزاده إيمانًا، فإنه يجب على المرء الامتثال لأنه لايعلم جنود ربه من الملائكة ولا عددهم إلا الله وما هذه الموعظه ولا هذا النار إلا تذكره للعلم بعظمة الله وقدرته

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
القول الأول: دور العبادة ، وأشار إلى ذلك ابن كثير
القول الثاني : المسجد الحرام وبيت المقدس ( مسجد إيليا) قاله ابن عباس وذكره ابن كثير
القول الثالث:المساجد كلها قاله عكرمه وذكره ابن كثير والسعدي
القول الرابع: أعضاء السجود ، قاله سعيد بن جبير مستدلاً بحديث " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين" وذكره ابن كثير
القول الخامس: هي كل البقاع لأن الأرض كلها مسجد ، ذكره الأشقر

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
- أي الانفاق في سبيل الخير ويشمل الصدقات الواحبه والمستحبه ويكون انفاقًا حسناً خالصًا لوجه الله، ويدخل في ذلك الانفاق على الاهل

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
- قيام الليل كان فرضًا على النبي وأصحابه في بادئ الأمر فجاء الأمر في بداية سورة المزمل في قوله تعالى " قم الليل إلا قليلًا "
- ثم نزل التخفيف بعد ذلك بقوله{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}
- فقيام الليل واجب في حق الرسول ومستحب في حق الناس

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10 ربيع الثاني 1442هـ/25-11-2020م, 04:40 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المري مشاهدة المشاركة
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها في قوله تعالى:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المري مشاهدة المشاركة
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} الجن.
- الاعتراف بالحق عند سماعه وعدم التعنت ، فقد اعترفت الجن أن القرآن أمرٌ عجيب " فقالوا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا"
- إذا اتضح طريق الرشد أسارع إلى اتباعه " يهدي إلى الرشد فآمنا به"
- كل أمر موصل إلى الهداية الدينية أو الدنيوية أتخذه لأحقق مصالح عيشي وديني " يهدي إلى الرشد فآمنا به"
- أجمع بين الإيمان المبني على عمل الخير والتقوى التي تقتضي ترك الشر " يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدًا "
- نشر الخير وعدم حصره على النفس " فقالوا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا " فقد أخبرو غيرهم بما سمعوه

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
[بارك الله فيكِ، عند الإجابة على سؤال التفسير نوضح أولا سبب النزول إن وجد]
- بعدما ذكر الله تعالى عدد خزنة النار ذكر سبحانه أنه ما جعلنا أصحاب النار وهم خزنتها من الملائكة وهم عظام غلاظ شداد فلا ينبغي الاستهانة بالعدد،[كان يحسن تقسيم الآية عند التفسير حتى يتضح كل معنى للقاريء] وبيان عددهم ما هو الا ابتلاء وفتنة[التفسير يكون للتوضيح وليس بتكرار اللفظة، فما المراد هنا بالفتنة؟] للكفار ليعلم هل يصدقوا ام يكذبوا ، ليستيقن أهل الكتاب بحقيقة ذلك كونه مذكورًا في كتبهم وويزداد إيمان المؤمنين وتصديقهم فوق إيمانهم ، ولا يصيبهم الشك في دينهم، وليقول المنافقون الذين في قلوبهم مرض[شك وشبهة ونفاق] والكفار من أهل مكه أي شي أراد الله بهذا العدد على وجه الحيره ، وبذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء فزاده إيمانًا، فإنه يجب على المرء الامتثال لأنه لايعلم جنود ربه من الملائكة ولا عددهم إلا الله وما هذه الموعظه ولا هذا النار إلا تذكره للعلم بعظمة الله وقدرته

2. حرّر القول في:
المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
القول الأول: دور العبادة ، وأشار إلى ذلك ابن كثير
القول الثاني : المسجد الحرام وبيت المقدس ( مسجد إيليا) قاله ابن عباس وذكره ابن كثير
القول الثالث:المساجد كلها قاله عكرمه وذكره ابن كثير والسعدي
[جميع هذه الأقوال تجمع تحت محال العبادة]

القول الرابع: أعضاء السجود ، قاله سعيد بن جبير مستدلاً بحديث " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين" وذكره ابن كثير
القول الخامس: هي كل البقاع لأن الأرض كلها مسجد ، ذكره الأشقر

3. بيّن ما يلي:
أ: المقصود بالقرض الحسن.
- أي الانفاق في سبيل الخير ويشمل الصدقات الواحبه والمستحبه ويكون انفاقًا حسناً خالصًا لوجه الله، ويدخل في ذلك الانفاق على الاهل

ب: حكم قيام الليل، مع الاستدلال.
- قيام الليل كان فرضًا على النبي وأصحابه في بادئ الأمر فجاء الأمر في بداية سورة المزمل في قوله تعالى " قم الليل إلا قليلًا "
- ثم نزل التخفيف بعد ذلك بقوله{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}
- فقيام الليل واجب في حق الرسول[هذه المسألة فيها خلاف] ومستحب في حق الناس



التقدير: (ب+)
أحسنتِ، بارك الله فيكِ وسددكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir