دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 شوال 1438هـ/14-07-2017م, 01:29 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة طرق التفسير

المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة طرق التفسير

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.
المجموعة الأولى:
س1: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
س3: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
س4: ما المراد بالبديع؟
س5: ما الفرق بين القول في القرآن بغير علم وبين الاجتهاد في التفسير؟
س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.

المجموعة الثانية:
س1: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
س2: بيّن فائد علم الاشتقاق للمفسّر ؟
س3: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
س4: بين فائدة معرفة تناسب الألفاظ والمعاني للمفسّر.
س5: تحدث بإيجاز عن خطر القول في القرآن بغير علم
س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
س2: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
س3: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
س4: تحدث بإيجاز عن عناية المفسرين بالبديع.
س5: اذكر أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني
س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
س2: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
س3: بيّن طرق التفسير اللغوي.
س4: ما المراد بتناسب الألفاظ والمعاني؟
س5: ما المراد بالاحتباك؟ وما فائدة معرفته لطالب علم التفسير؟
س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.

المجموعة الخامسة:
س1: ما هي شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير ؟
س2: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
س3: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
س4: بيّن أصناف القائلين في القرآن بغير علم.
س5: بين مع التمثيل فائدة علم البديع للمفسر
س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 06:23 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الخامسة
س1:ماهي شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير؟
شروطه ثلاثة
1-أن يكون المجتهد متأهلاً في العلوم التي يحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه ، فإن لكل باب علوم يتطلب التأهل فيها.
2- معرفة ما يسوغ الاجتهاد فيه وما لا يسوغ .
3-ألا يخالف باجتهاده أصلا من الأصول التي يبنى عليها الاجتهاد فلا يخالف نصاً ولا إجماعاً ولا قول السلف ولا دلالة اللغة .
فما خالف هذه الأصول فهو اجتهاد مردود .

س2: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
أهمها:
الاجتهاد في ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب .
التمييز بين صحيح الشواهد ومنحولها والمقبول منها والمردود .
والاجتهاد في معرفة ما اعترى بعضها من اللحن والتصحيف.
ضبط الألفاظ رواية ودراية والتمييز بين لغات العرب ومعرفة أوجه الاختلاف والتوافق بينها.
معرفة الإعرابوتلمس العلل البيانية .
توجية القراءات ومعرفة التصريف والاشتقاق.
والاجتهاد في تعيين معاني الحروف والمفردات .
والاجتهاد في الاستدلال على صحة الأقوال التفسيرية واعلال بعضها.
جمع الأقوال المأثورة بجامع لغوي يعبر عنه المجتهد بعبارة حسنة تدل على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسرين .

س3: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق .
أنواع الاشتقاق:
1-الاشتقاق الصغير : ويلحظ فيه اتفاق ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين مثل: اشتقاق "المسحّٓر " من السحر واشتقاق " مرداس" من الردس وهكذا.
2- الاشتقاق الأكبر : وهو بأن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف كما في " فسر "و "سفر "و"فقر"و "قفر"
سماه ابن جني وبعض أهل العلم الاشتقاق الأكبر " واستقرت تسميته فيما بعد "بالكبير " وسماه ابن تيمية " الاشتقاق الأوسط" وعرفه ( هو اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها)
ومن أول من عرف عنه العناية به أبو الفتح ابن جني(392هـ)
وهذا النوع من الاشتقاق قائم على النظر في استعمالات تقليبات الجذر ثم محاولة استخراج معنى كلي يجمعها
وهذا النوع فيه لطائف لكن اطراده في جميع تقلبات الجذر متعسر او متعدر ويدخله التكلف. ولا تتعلق به حاجة للمفسر ، لكن قد يستعمله بعض المفسرين استئناساً لا اعتماداً.
مثال : قال شيخنا ابن عثمين: (و{الفقراء} جمع فقير؛ و «الفقير» هو المعدم؛ لأن أصل هذه الكلمة مأخوذة من «الفقر» الموافق لـ«القفر» في الاشتقاق الأكبر - الذي يتماثل فيه الحروف دون الترتيب؛ و«القفر» الأرض الخالية، كما قال الشاعر:
وقبرُ حربٍ بمكانٍ قفر وليس قربَ قبرِ حرب قبر وفـ «الفقير» معناه الخالي ذات اليد)ا.هـ.
ومنه التناسب بين: الحَبْرِ والبَحْر، والرَّهَب والهَرَب، الصِّدْق والقَصْد، وغيرها.
3-الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم الكُبار" وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها. أنواع اختلاف هذا الحرف:
-إما يكون الحرف الأخير : نحو : نفث ، نفذ ، نفر ، نفخ ، نفج ، نفش ، نفل ، كلها تدل على مطلق خروج وانبعاث.
-أويكون الحرف الأول: همز، لمز ،غمز، جمز، رمز ، تدل على حركة وخفة.
-أو يكون الحرف الاوسط: نحو: نعق ، نغق. نهق ، يجمعها أنها تدل على تصويت.
ولكن يعسر القول باطراده ، وقد حاول ذلك بعض أهل اللغة فوقعوا بالتكلف
ومن هذا النوع ما فيه اختلاف اللغات فيحكى في المفرد لغتان عن العرب في النطق مع اتحاد المعنى مثل: الصاعقة ، والصاقعة ، وجذب وجبذ ،
4- الاشتقاق الكُبّار : هو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارا ً، ويعرف بالنحت كاشتقاق البسملة من قول : "بسم الله " والحوقلة من قول "لاحول ولا قوة الا بالله"


س4: بين أصناف القائلين في القرآن بغير علم
أصناف القائلين في القرآن بغير علم :
1- الذين لا يؤمنون بالقرآن من الكفرة أهل الكتاب والمشركين ، وهدفهم بذلك الصّد عنه ، والقدح في صحته ودلالته على الهداية ، وقد أنزل الله بهم آيات تبين عظم فعلهم وجرمهم وشدة عذابهم الذي أعد لهم.
قال الله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)}

2- المنافقون فحالهم أنهم يظهرون الإيمان بالقرآن ، وهم يثيرون الشبهات حوله ويجادلون بالمتشابه منه ليبطلوا دلالة المحكم ويلبسوا الحق بالباطل .
وقد جاء التحذير من مجادلة المنافقينبالقرآن وآحاديث وآثار صحيحة منها
عن النوّاس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجادلُوا بالقُرْآن، ولا تكذِّبُوا كتابَ اللهِ بعضَه ببعْضٍ؛ فو الله! إنّ المؤمنَ لَيجادلُ بالقرآن فيُغلَبُ وإنّ المنافقَ لَيجادلُ بالقرآن فيَغلِبُ) رواه الطبراني في مسند الشاميين، وصححه الألباني.
- قال زياد بن حُدَير الأسدي: قال لي عمر: «هل تعرف ما يهدم الإسلام؟»
قال: قلت: لا.
قال: «يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين» رواه ابن المبارك في الزهد، والدارمي في مسنده، وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء.
ووردت آثار أخرى عن علي وأبي الدرداء ومعاذ بن جبل وابن مسعودوسلمان الفارسي وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم أجمعين في ذلك
3-أهل البدع : الذين يتبعون أهوائهم ، فيفسرون القرآن تبعاً لبدعهم ويعرضون عما جاء في السنة وعن سبيل المؤمنين فيتبعون المتشابه ويخضون في آيات الله بغير علم ولا هدى .
وقد وردت آثار تحذر منهم
- منها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» متفق عليه.
4- المتكلفون الذين يقفون ما ليس لهم به علم فهم يقولون في تفسير كلام الله ما لا دليل عليه ولا حاجة تستدعي الاجتهاد. بل يتكلفون ذلك دون حاجة ولا حجة .وقد نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن التكلف قال الله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86)}
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: (لا أسألكم على القرآن أجرا تعطوني شيئا، وما أنا من المتكلفين أتخرص وأتكلف ما لم يأمرني الله به). رواه ابن جرير.
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا عند عمر فقال: (نُهينا عن التكلف) رواه البخاري.
وروي نحوه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.
وقد تكلف متكلفون في التفسير القرآن فكان من أثار تكلفهم شيوع بعض الأقوال الخاطئة في التفسير والافتتان ببعض الأهواءوقد نبه جماعة من أئمة التفسير على تكلف بعض المتكلفين وبينوا خطأهم .
وقد قيل : لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف.
والتكلف مذموم لأن المتكلف كلف نفسه مالم يكلف به فخذل فوكل الى نفسه .فعرضها للقول بغير علم فأثم من حيث لا يحتسب لذلك اشتد حذر السلف منهوسلكوا في التفسير سبيل العلم المنقول الصحيح والاجتهاد في موارده الصحيحة.
5-المتعالمون
6- الجهال الذين لا يتورعون عن القول في القرآن بغير علم تخرصا وتجرأ وجهلا .


س5:بين مع التمثيل فائدة علم البديع للمفسر
علم البديع من علوم العربية التي اعتنى بها جماعة من المفسرين وأهل اللغة فهو علم يعرف المفسر بمحاسن الألفاظ ودلالتها على المعاني ويكشف للمفسر عن معاني بديعية قد لا يتفطن لها كثير من الناس كما أنه يستعان به على استخراج الأوجه التفسيرية لكثرة أدواته العلمية وتنوعها. لذلك ينبغي أن يكون للمفسر نصيب وافر من علوم البلاغة وخاصة علم البديع فهو من العلوم التي لا يحاط بها لتفاضل الافهام في إدراك أنواعه وأمثلته ، فقد أوصلها ابن أبي اصبع الى مائة وعشرين نوعا ثم أمسك الفكر عن التوغل في أنواع البديع ، وزاد عليه صفي الدين الحلي ثلاثين نوعا. ولم يزل أهل البديع يزيد بعضهم على بعض في أنواعه حتى أوصلهاابن معصوم الى مائتي نوع في بديعيته .
لكن على المفسر أن يأخذ من البديع بما يظهر نفعه وتيسر فهمه وان لا يتوغل به توغل المتكلفين ، وليكن غرضه منه ما يعينه على استخراج اللطائف التفسيرية وكذلك أوجه التفسير ، لأنه ما كان لديه حسن ذوق وتفطن له وقدرة ععلى الاستخراج والتبيين فإنه يتوصل به الى أوجه بديعية قد لا يتفطن لها كثير من الناس ، فينتفع منها في تدبر الآيات واستحضار المعاني .مثال :
الاحتباك : لغة :هومن الحبك وهو الشدّ والإحكام في حسن وبهاء، فكل ما أجيد وأحكم عمله فهو محبوك
وتقول العرب: فرس محبوكة إذا كانت تامّة الخلق شديدة الأسر، ومنه يقال: لشدّ الإزار وإحكامه: الاحتباك.
وعند أهل البديع هوأن يقابل بين جملتين مقابلة غير متطابقة ؛ فيحذف من الجملة الأولى ما يقابل الثانية، ويحذف من الثانية ما يقابل الأولى، فتدلّ بما ذكرت على ما حذفت، ويحتبك اللفظ والمعنى بإيجاز بديع.
ولذلك سمّاه بدر الدين الزركشي(ت:795هـ) "الحذف المقابلي"، وهو من أجود أنواع البديع المعنوي، وله أمثلة كثيرة في القرآن ، وينقسم الاحتباك الى قسمين :
-احتباك ثنائي التركيب .
مثاله:
قوله تعالى: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ،
ففي الآية المتبادر للذهن أن يقابل بين جزاء وجزاء وحال وحال ولكن قابل بين جزاء وحال فهذا الخروج عن المتبادر هو لفائدة بلاغية
فتقدير الكلام على هذا المعنى: أفمن يأتي خائفاً يوم القيامة ويلقى في النار خير أمّ من يأتي آمناً ويدخل الجنّة.
-احتباك ثلاثي التركيب ،
- واحتباك ثلاثي التركيب، وهو بديع جداً، ومن أمثلته قول الله تعالى في سورة الفاتحة: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
ففي هذه الآية نوع عزيز من أنواع الاحتباك أشار إليه ابن عاشور رحمه الله.
وشَرْحُ كلامه: أنّ التقابلَ في هذه الآية ثلاثي التركيب ففيه:
1. مقابلة بين الإنعام والحرمان.
2. ومقابلة بين الرضا والغضب.
3. ومقابلة بين الهدى والضلال.
وتقدير الكلام بما يتّضح به هذا المعنى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم} فهديتَهم ورضيت عنهم {غير المغضوب عليهم} الذين حرموا نعمتك وضلّوا، {ولا الضالّين} الذين حرموا نعمتك وغضبت عليهم.
وقد اعتني بعض العلماء بهذا النوع منهم الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرإن والبقاعي في نظم الدرر والسيوطي في التحبير ..
-حسن التقسيم او صحة التقسيم وهو على نوعين : لظي ومعنوي وقد يجتمعان .
-التقسيم اللفظي وهو ان يقسم الكلام الى جمل يسيرة متسقة متآلفة.
ومنه قوله تعالى: { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}.

-التقسيم المعنوي : وهو استيفاء واستكمال أقسام المقسم نصاً او تنبيها وهو كثير جدا في القرآن
ومن أمثلته أيضاً: قول الله تعالى: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}
فاستوفت الآية أقسام حالات العبد.

و التقسيم المعنوي نوعان منه ظاهر وخفيّ.
- فالتقسيم الظاهر ما تقدّمت أمثلته، وهو ما ذُكرت أقسامه نصّا أو كان التنبيه على ما حذف ظاهراً.
-والخفي ما احتيج فيه الى استخراج واستنباط فله دلائل تدل عليه وله أمثلة كثيرة في القرآن فهو باب عظيم من أبواب تدبر القرآن ، يتفاوت العلماء ويتفاضلون في استخراجها . ومن أكثر ما عني به شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فله براعة في استخراجه ولكن في بعض المواضع كلامه كالتنبيه وفتح الباب للمتأمل حتى يدرك ما وراء عباراته .
مثاله : قوله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا}
ففي هذه الآية بين الله ما يحتاجه الداعي في دعوته وهما أمران الهداية والنصر فبالهداية يعرف الحق من الباطل فيسير على الصراط المستقيم وبالنصر يعان على عدوه ويتم أمره وتحسن عاقبته.
وتقديم الهداية على النصر من باب تقديم العلم على العمل، فالهداية من ثمرات العلم والنصر من ثمرات العمل .

س6:بين فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير
لا شك أن في هذه الدراسة فوائد جمة منها :
-تعرفنا كيف نرجح بين الأقوال أو نجمع بينها .
-تعين على التمييز بين أقوال العلماء ومعرفة أصحها وأقربها للمعنى.
-استفدنا من معرفة أهمية علم البديع فهو يعين على استخراج الأوجه التفسيرية والمعاني اللطيفة ويفتح لنا باب التدبر وتذوق حلاوة الآيات .
-ومن تلك الاساليب ما يعين على إحسان تبليغ معاني القرآن وتقريب دلائل ألفاظه .
-بيان أهمية اللغة وإتقانها فهي إحدى مفاتيح فهم معاني القرآن وتدبره.
-ورع السلف مع علو كعبهم في العلم فقد كان منهم من يتهيب القول في تفسير القرآن ويكتفي بالمعنى اللغوي .
-التعرف على شروط الاجتهاد في تفسير القرآن وبيان معانيه.وحدوده وآدابه .
-الحذر من القول في القرآن بغير علم أو التكلف في بيان معانيه.
-التعرف على تلك الاساليب ، ليتدرب عليها الطالب ويحاكيها .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 06:56 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟

المتكلم في معاني القرآن إنما يتكلم في بيان مراد الله تعالى بكلامه؛لذا يشترط لمن أراد أن يجتهد في تفسير كلام الله ثلاثة شروط :
- الأول: أن يكون أهلاً للإجتهاد في العلم الذي تصدى له ،إذ لكل باب ما يتطلبه .
- الثاني: أن يكون على معرفة بموارد الاجتهاد ولوازمه ، وما يسوغ له الإجتهاد فيه مما لا يسوغ.
- الثالث: أن لا يخالف باجتهاده أصلاً من الأصول المعتبرة من النص أو الإجماع أو اقوال السلف أو دلالة لغة .


س2: بيّن فائد علم الاشتقاق للمفسّر ؟
لعلم الاشتقاق فائدة عظيمة للمفسّر حيث أنه من العلوم المهمة التي تدرك بها معاني الألفاظ،ويعرف بها أصلها وأوجه تصريفها، وقد اعتنى به السلف الصالح ،وعلماء اللغة قال مجاهد بن جبر: (كان ابن عباس لا يدري ما {فاطر السموات} حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: يا أبا عباس بئري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد {فاطر السموات}). رواه الدولابي في الكني واللفظ له، ورواه ابن جرير والبيهقي .

س3: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره ؟
للانحراف في التفسير اللغوي آثار خطيرة على متعاطيه ومتلقّيه،وقد ورد الوعيد الشديد في ذلك،
لذا ينبغي على طالب العلم أن يحذر من سلوك هذا السبيل ويحترز منه، ويحدث هذا الانحراف إما عن طريق النقل عن العرب أو عن علماء اللغة المتقدّمين؛ بذكر قولهم في مسألة لغوية،لا يريدون بها تفسير القرآن،وإما بطريق الاجتهاد محاولاً فقه كلام العرب وأساليبهم .
ولهذاالانحراف اسباب :
أولاها وأعظمها الإعراض عن النصوص المحكمة وإجماع السلف، واتّباع المتشابه لهوى في النفس، وزيغ في القلب؛ كما قال الله تعالى: {فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}.
فبسبب زيغ قلوبهم وسعيهم للتشكيك في الدين يجعلون هذا التفسير اللغوي مستنداً لهم يبثون من خلاله بدعهم ومعتقدهم الفاسد بمهارة خبيثة مستغلين تسليم المؤمنين ببلاغة هذا الكتاب وحسن بيانه .
- وأمّا مظاهر الانحراف فمن أبرزها :
1-التشكيك في النصوص، بمعارضتها بالاحتمالات اللغوية الباردة لتشتيت النظر فيها.
2- نصرة أقوال أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية وأوهاها.
3- إثارة دعوى التعارض بين النصوص، ليجد عند الجمع بينها مسلكاً لترويج بدعته.
4- ضعف العناية بالسنّة، وازدراء أهل الحديث، ورميهم بسوء الفهم، وضعف الحجة .
5- نبذ أقوال السلف بدعوى التجديد .
ولهذا الانحراف آثاراً خطيرة على متعاطيه ومتلقّيه،يوردهم موارد الهلاك والضلال،وهو درجات ودركات ، وقد رد وعيد شديد لمن سلكه ودعا إليه ،نعوذ بالله من الزيغ والضلال .

س4: بين فائدة معرفة تناسب الألفاظ والمعاني للمفسّر.
لمعرفة تناسب الألفاظ والمعاني فوائد جليلة للمفسر منها:
1- احسان تبليغ القرآن بما يورد من جميل تناسب الفاظه ومعانيه ومعرفة صفات حروفه ودرجاتها والتناسب بينها، وغير ذلك من مسائل هذا العلم الظاهر منه ،والخفي الذي يحتاج في معرفته إلى نظر دقيق في الألفاظ وتفكر في المعاني .
2- تقريب دلائل ألألفاظ ، والموازنة بينها ،وما يتفرع عنها من أنواع أخرى كالإشارة والإرداف والمقابلة وغيرها.
ومن هذه دلالة الإشارة، فهي أن تدلّ بألفاظ قليلة على معانٍ كثيرة لا تقتضيه دلالة الفظ، ولكن بتنبيهها وإشارتها،
ومثال ذلك قوله تعالى: {كانا يأكلان الطعام} فأشارت هذه الألفاظ اليسيرة إلى معانٍ كثيرة، ودلّت على حجج بليغة في الردّ على النصارى الذين غلوا في عيسى وأمّه وادّعوا فيهما الألوهية.
3- ومنها ، أنه يعين على إدراك التناسب بين بعض الأقوال الصحيحة، والترجيح بين بعض الأوجه التفسيرية والتنبيه على علل بعضها.

س5: تحدث بإيجاز عن خطر القول في القرآن بغير علم
القول بالقرآن بغير علم من المزالق العظيمة التي ينبغي على كل مسلم أن يجتنبها وإن يحذر منها فضلا عن طالب علم القرآن لأنّ المتكلم في معاني القرآن إنما يتكلم في بيان مراد الله تعالى بكلامه؛ ومن تكلم فيه بغير علم فقد كذب على الله، وقال عليه ما لا يعلم، وهذا ذنب عظيم ،واضلالاً للناس عن مراد الله ،وتحملاً لأوزارهم ،وقد ورد الوعيد الشديد على من فعل ذلك في نصوص الكتاب والسنّة:
فقال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) } وغير ذلك من الآيات التي تبين بشاعة هذا العمل وعاقبته .وكذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تحذر من هذا الفعل وتنهى عنه منها:
الحديث الذي رواه ابن جرير في تفسيره عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يتنازعون في القرآن؛ فغضب غضباً شديداً حتى كأنما صب على وجهه الخلّ، ثم قال صلى الله عليه وسلم:(( لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؛ فإنَّه ما ضلَّ قوم قطّ [بعد هدى كانوا عليه] إلا أوتوا الجدل))، ثم تلا: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون}.
وقد عقلَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الوصايا النبوية الجليلة؛ فكانوا أشدّ الناس تعظيماً لكلام الله جلّ وعلا؛ وأحسنهم اتّباعاً لهداه، وأشدّهم حذراً من المراء في القرآن، والقول فيه بغير علم، وأبعدهم عن الاعتماد في فهمه وتفسيره على الرأي المجرّد والهوى، وأبصرهم بعاقبة المخالفين للهدي النبوي في هذا الأمر العظيم، وأعظمهم نصحاً للأمة في التحذير مما حُذّروا منه، وقد روي عنهم من الآثار ما يبين شدة حرصهم وحذرهم مما حذرهم منه،ومما ورد في ذلك
ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم من طرق متعددة يشدّ بعضها بعضاً أنّه سُئل عن آية من كتاب الله عز وجل فقال: « أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟! ». رواه سعيد بن منصور في سننه.
وورد عن عمر بن الخطاب،مارواه أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأب؟ ثم قال: هذا لعمر الله التكلف، اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه). رواه الطبراني في مسند الشاميين ،وغير ذلك من الآيات والآحاديث والآثار التي تبين خطر الخوض فى هذا الفعل وتبين بشاعته.

س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.
لمعرفة طرق التفسير فوائد عديدة لطالب علم كتاب الله
منها :
فإنّ المفسّر كلما ازداد نصيبه من العلوم اللغوية وحسنت معرفته ببحث مسائلها ازداد تحقيقه لمسائل التفسير، وحَسُنَت معرفته بطرق التمييز بين الأقوال الصحيحة والخاطئة، وعرف كيف يخرّج أقوال السلف في التفسير على أصول لغوية صحيحة، وكيف يستخرج المعاني الدقيقة والأوجه التفسيرية اللطيفة، وتوسّعت معرفته بطرق الإبانة عنها.
1- تزيد المفسر معرفة بستخراج أقوال السلف وفهم المراد منها على أصول لغوية صحيحة،وكذلك تقوى معرفته بطرق التميز بين الأقوال الصحيحة من الخاطئة .
2- تكون عنده القدرة على استخراج المعاني الدقيقة ،والأوجه التفسيرية اللطيفة .
3- من الفوائد ادراك معاني الألفاظ، ومعرفةأصلها وأوجه تصريفها.
4- أنها تعين على تدبر القرآن وفهمه وذلك عنداستحضار معاني الآيات ولوازمها.
5- التأثير على قلوب المتلقين بحسن البيان وابراز المعاني واستخراج اللطائف .
6- تعين المفسر على اكتشاف علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسّرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، وكذلك مما يروى بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج، وغير هذا من الفوائد الجليلة التي يحصلها المفسر من تعلم طرق التفسير .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 07:57 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الخامسة:
ما هي شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير ؟
للمفسر المجتهد ثلاثة شروط وهي :
الشرط الأول: التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه، وهذا الاجتهاد يتجزّأ؛ إذ لكلّ باب ما يتطلّبه.
والشرط الثاني: أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
والشرط الثالث: أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.
س2: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
1: الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه، وذلك أن لإثبات السماع طرق ومراتب منها ما هو محلّ اتّفاق، ومنها ما اختُلف فيه .
2: الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.
3: الاجتهاد في توجيه القراءات، وهو من الموارد التي كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيها.
4: الاجتهاد في إعراب القرآن، واجتهادهم فيه كثير معروف، وأثره على المعنى وترتّبه عليه ظاهر بيّن.
5: الاجتهاد في:تلمّس العلل البيانية، وهو أمر يختلف فيه اجتهاد المجتهدين، ويتفاوتون في مراتبه تفاوتا كبيراً.
6: الاجتهاد في تصريف بعض المفردات القرآنية.
7: الاجتهاد في بيان اشتقاق بعض المفردات القرآنية.
8: الاجتهاد في اكتشاف الأنواع البديعية والبيان عنها.
9: الاجتهاد في البيان عن تناسب الألفاظ والمعاني القرآنية.
10: الاجتهاد في التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين.
س3: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
النوع الأول: الاشتقاق الصغير، وهو النوع المعروف عند العلماء المتقدّمين، كاشتقاق "المسحَّر" من السَّحر" واشتقاق "مرداس" من الردس، وهكذا، ويلحظ فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين، وهذا النوع يسميه بعضهم "الاشتقاق الأصغر".
والنوع الثاني: الاشتقاق الكبير، وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في "فسر" و"سفر"، و"فقر" و"قفر"
وهذا النوع سماه ابن جني وبعض أهل العلم "الاشتقاق الأكبر"، واستقرّت تسميته فيما بعد بالكبير.
وسمّاه شيخ الإسلام ابن تيمية "الاشتقاق الأوسط" وعرَّفه بقوله: (وهو: اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها).
قال أبو الفتح ابن جني في الخصائص: (وأمَّا الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلًا من الأصول الثلاثية، فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنًى واحدًا، تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه، وإن تباعد شيء من ذلك عنه رُدَّ بلطف الصنعة والتأويل إليه، كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد)ا.هـ.
والنوع الثالث: الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم الكُبار" وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها.
- وقد يكون الاختلاف في الحرف الأخير نحو: نفذ، ونفث، ونفر، ونفح، ونفخ، ونفج، ونفش، ونفل، وكلها تدلّ على مطلق خروج وانبعاث.
ونحو: هتن، وهتل، وهطل، وهي تدل على نزول شيء.
- وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول، نحو: همز، ولمز، وغمز، وجمز، ورمز، وكلها تدلّ حركة وخفة.
ومنه التناسب بين الهمزة واللمزة وبابها.
- وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط: نحو: نعق، ونغق، ونهق، ويجمعها أنها تدلّ على تصويت.
ومنه التناسب بين: ينهون وينأون وبابها.
- ومن هذا النوع ما يدخله اختلاف اللغات فيحكى في المفردة لغتان عن العرب في نطقها مع اتحاد المعنى كما اختلفوا: في الصاعقة والصاقعة، وجذب وجبذ، ومشوذ ومشمذ وهي العمامة.
- ومنه ما يُختلف في كونه من اختلاف اللغات؛ كما اختلفوا في "مَدَحَ" و"مَدَهَ"
والنوع الرابع: الاشتقاق الكُبّار ، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".
س4: بيّن أصناف القائلين في القرآن بغير علم.
القائلون في القرآن بغير علم على أصناف:
الصنف الأول: الذين لا يؤمنون بالقرآن أصلاً من كفرة أهل الكتاب والمشركين فهؤلاء إنما يقولون فيه ما يقولون ليصدّوا عنه، وليحاولوا مغالبته، وإيجاد شيء من الاختلاف فيه، والقدح في صحته ودلالته على الهدى، وقد أنزل الله في أهل هذا الصنف آيات بينات تدلّ على عظيم جرمهم، وشدة العذاب الذي تُوعّدوا به.
- قال الله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)}
الصنف الثاني: المنافقون الذين يظهرون الإيمان بالقرآن، ويسعون في إثارة الشبهات، ولَبْس الحقّ بالباطل، والمجادلة بالمتشابه منه لإبطال دلالة المحكم، وصدّ الناس عن الهدى بعد إذ جاءهم.
الصنف الثالث: أهل البدع الذين يتّبعون أهواءهم، ويعرضون عن السنة واتّباع سبيل المؤمنين من الصحابة والذين اتّبعوهم بإحسان، ويتبعون المتشابه، ويخوضون في آيات الله بغير علم ولا هدى.
وقد صحّ في التحذير منهم أحاديث وآثار.
- منها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» متفق عليه.
الصنف الرابع: المتكلّفون الذين يقفون ما ليس لهم به علم، ويقولون في تفسير كلام الله بما لا دليل عليه، ولا حاجة تستدعي الاجتهاد فيه، وإنما يتكلّفون تقحّم تلك المسائل من غير حاجة ولا حُجَّة، ولا يستفيدون بتكلفهم علماً صحيحاً، ولا عملا صالحاً.
وقد قال الله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86)}
الصنف الخامس: المتعالمون المتشبّعون بما لم يُعطوا
الصنف السادس: الجُهَّال الذين لا يتورّعون عن القول في القرآن وتفسيره بغير علم تخرّصا منهم وتعجلاً وجهلاً.
س5: بين مع التمثيل فائدة علم البديع للمفسر.
يفيده في التدبّر واستحضار معاني الآيات ولوازم المعاني.
مثال ذلك :
من نوع الاحتباك:
منها قوله تعالى: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ، فدلّ على الاحتباكِ في هذهِ الآيةِ المقابلةُ بين جزاء وحال، والمتبادر إلى الذهن أن يُقابَل بين جزاء وجزاء ، وأن يقابل بين حال وحال؛ فالخروج عن المتبادر لا يكون إلا لفائدة بلاغية؛ فكان تقدير الكلام على هذا المعنى: أفمن يأتي خائفاً يوم القيامة ويلقى في النار خير أمّ من يأتي آمناً ويدخل الجنّة.
ومن نوع التقسيم المعنوي :
وذلك في قوله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا}
فجمع الله تعالى في هذه الآية التكفّل بما يحتاجه الداعي إليه، وهما يرجعان إلى أمرين: الهداية والنصر؛ فبالهداية يعرف الحقّ من الباطل، ويسير على الصراط المستقيم، وبالنصر يعان على عدوّه ويتمّ له مقصده، وتحسن عاقبته.
وتقديم الهداية على النصر في هذه الآية من باب تقديم العلم على العمل، لأن الهداية من ثمرات العلم، والنصر من ثواب العمل.
س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.
من فوائدها :
إستخراج دلالةً من آية لتفسير آية أخرى أو لبيان معنى يتّصل بها يعين على معرفة تفسيرها أو ترجيح قول على قول من الأقوال المأثورة في تفسيرها،ويكون هذا للمجتهد .
- الذبّ عن سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، وإقامة الحجّج والبراهين على إبطال التفاسير البدعية التي شاعت وراجت، وفُتن بها من فُتن، واغترّ بها من اغتر.
- ومنها الاجتهاد في تقرير مسائل الإجماع، وتصنيف مسائل الخلاف، والتمييز بين الخلاف المعتبر وغير المعتبر، وخلاف التنوّع وخلاف التضاد، والتعرّف على الأقوال وأنواعها، وجوامعها وفوارقها ومآخذها وعللها.
-ومن فوائدها أنها تفتح للمفسّر أبواباً من استخراج المعاني، والتخريج اللغوي لأقوال المفسرين، والجمع والترجيح، والنقد والإعلال.
-وأنهاتعينه على استخراج الأوجه التفسيرية والمعاني اللطيفة.
-وتفيده في التدبّر واستحضار معاني الآيات ولوازم المعاني.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 12:46 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

س1: ما هي شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير ؟
يشترط فيه :-
1/ أن يكون المفسر مؤهل ومجتهد بالعلوم التي يحتاج إليها ، لأن كل باب له مايتطلبه .
2/أن يعرف موارد الاجتهاد ، ومايسوغ أن يجتهد فيه مما لايسوغ .
3/أن لايخرج اجتهاده ولايخالف نصاً ولا إجماعاً ولاقول سلف ، ولادلالة لغة ، وكل من خالف ذلك فهو مردود .
فالمجتهد إذا خرج بقول معتبر ، فسيكون له حظ من النظر ، فيكون قولاً راجحاً ، له من الأدلة والقرائن الصحيحة مايرجحه .
س2: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
-الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه ، فاللنقل علل وآفات ،منها ماهو محل اتفاق ومنها ماهو محل اختلاف .
-الاجتهاد في صحة القياس اللغوي .
-الاجتهاد في توجيه القراءات
-الاجتهاد في إعراب القرآن ،واجتهادهم فيه كثير ومعروف .
- الاجتهاد في تلمس العلل البيانية ، ويتفاوتون فيه تفاوتاً كثيراً .
- الاجتهاد في تصريف بعض المفردات القرآنية .
- الاجتهاد في بعض بيان اشتقاق بعض المفردات القرآنية .
-الاجتهاد في اكتشاف الأنواع البديعية والبيان عنها .
- الاجتهاد في بيان تناسب الألفاظ والمعاني القرآنية
- الاجتهاد في التخريج اللغوي لأقوال المفسرين .

س3: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
أنواع الإشتقاق :-
1/الإشتقاق الصغير ،وهو معروف عند العلماء المتقدمين ،وهو اختلاف في الصيغتين مع اختلاف ترتيب الحروف كما في ، المسحَّر من السَّحر وغيره .
2/الإشتقاق الكبير ، وهو مايكون تناسب في المعنى مع اختلاف في ترتيب الحروف ، مثل ،سفر وفسر ..
-وقد يكون الاختلاف بالحرف الأول مثل همز ولمز وغمز ..
-وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط: نحو: نعق، ونغق، ونهق....
3/الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم الكُبار" وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها،كما في الحرف الأخير في ، نفذ ونفث ونفح ..
4/الاشتقاق الكُبّار ، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله"

س4: بيّن أصناف القائلين في القرآن بغير علم.
1/ الذين لايؤمنون به أصلاً من الكفرة واليهود ، ويقولون فيه مايقولون ليصدوا به عن سبيل الله ،ويحاولوا مغالبته ،والقدح في صحته ،وايجاد شيء من الاختلاف فيه ، وقد أنزل الله فيهم ،
- قال الله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28..
2/المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ،ويثيرون الشبهات ،ويلبسون الحق بالباطل ، ويجادلون بالمتشابه ، ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم التحذير منهم ،- ما رواه عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النوّاس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجادلُوا بالقُرْآن، ولا تكذِّبُوا كتابَ اللهِ بعضَه ببعْضٍ؛ فو الله! إنّ المؤمنَ لَيجادلُ بالقرآن فيُغلَبُ وإنّ المنافقَ لَيجادلُ بالقرآن فيَغلِبُ) رواه الطبراني في مسند الشاميين، وصححه الألباني .
3/أهل البدع الذين يتّبعون أهواءهم، ويعرضون عن السنة واتّباع سبيل المؤمنين من الصحابة والذين اتّبعوهم بإحسان، ويتبعون المتشابه، ويخوضون في آيات الله بغير علم ولا هدى.
وصح في التحذير منهم ،حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» متفق عليه،
4/المتكلفون الذين يقولون ويفسرون كلام الله بغير علم ، ولادليل عليه ، ويجتهدون في مسائل دون الحاجة لها ،فلايستفيدون منها علماً ولاعملاً ،قال الله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86)}
5/المتعالمون المتشبّعون بما لم يُعطوا
6/الجُهَّال الذين لا يتورّعون عن القول في القرآن وتفسيره بغير علم تخرّصا منهم وتعجلاً وجهلاً.
س5: بين مع التمثيل فائدة علم البديع للمفسر
علم البديع من العلوم العربية ،ولها اعتناء خاص لدى المفسرين واللغويين ، فهو علم من أجمل المعاني ، يعين صاحبه على معرفة محاسن الألفاظ ، ولطائف المعنى ، وحسن الدلالة ، ويكشف للمفسر معاني لايفطن لها كثير من الناس ، ولكثرة أدواته العلمية وتنوعها يساعد هذا العلم ويستعان به على استخراج الأوجه التفسيرية .
مثاله :- قوله تعالى :( ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب ) ، اللفظ يسير والمعنى كثير ، فبمعرفة الإنسان أنه متى قتل فسوف يقتص منه ويقتل ، فكان ذلك رادعاً له على الإقدام بالقتل ..
-وقوله تعالى :( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولاتخافي ولاتحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين )، في هذه الآية أمرين ، وخنهيين ،وخبرين ببشارة ،في أحسن لفظ وأسهل نظم ..
س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير
لها فوائد كثيرة تعين بها دراس التفسير ..
- معرفة الأدوات العلمية وأنواعها ، والاستعانة بها على استخراج الأوجه التفسيرية
- معرفة أنواع الإشتقاق ومايدخل فيها
- اصناف القائلين بغير علم، والحذر من والبعد عن ذلك
- معرفة شروط الاجتهاد في تفسير القرآن وآدابه وحدوده
-التحذير من القول في القرآن من غير علم ، وأثر ذلك على قائله
- معرفة علم البديع وفوائدة والأمثلة عليه .، وتعين على التدبر وفهم كتاب الله .
-تعلم موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي، ومعرفة العلل الخاطئة والبعد عنها .
-تثري المفسر بفهم أقوال السلف ، واستخراج المعاني والأوجه التفسيرية ،ومعرفة صحة أسانيدها ومتنها .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 12:47 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

وعذراً لعدم التنسيق لعدم توفر اللابتوب لظروف السفر ..

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 05:18 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
علم الوقف والابتداء له أثر بالغ في فهم القرآن الكريم وبيان معانيه وقد كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلغ بيانًا كما وصفتها أم سلمة رضي الله عنها فقالت ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي.
ولفظ الترمذي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته يقرأ: {الحمد لله رب العالمين}، ثم يقف،{الرحمن الرحيم}، ثم يقف). ولهذا كانت قراءته صلى الله عليه وسلم كما قالت مفسرة حرفًا حرفا.
ولهذا كان الاختلاف في الوقف والابتداء بين العلماء أثر بالغ في تفسير القرآن وبيان معانيه ولذلك أيضًا بين العلماء الوقف القبيح والابتداء القبيح الذي قد يوهم معنى فاسد لا يصح بأي وجه على الإطلاق.

ومن أمثلة الاختلافات بين العلماء في الوقف والابتداء :
اختلافهم في الوقف في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً} ومنشأ الخلاف سبب نصب قوله تعالى {أربعين سنة} كما قال ابن الأنباري .
فاختلفوا على قولين :
الأول : إذا نصبت بـ{محرمة عليهم} فلا يتم الوقف ويصل القارىء قوله تعالى {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً} وبهذا يفيد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة .وهو قول الربيع بن أنس البكري، وهو ظاهر النسق القرآني.
الثاني : إذا نصبت بـ{يتيهون في الأرض} لزمه الوقف على {عليهم} والابتدأ بقوله تعالى {أربعين سنة يتيهون في الأرض} وبهذا يفيد تعلّق التوقيت بالتّيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبّداً عليهم، والتيه مؤقتاً بأربعين سنة.قاله قتادة رواه ابن جرير.
والراجح أن التحريم عامّ على المعنيّين في الآية، وهم الذين امتنعوا من دخول الأرض المقدّسة خوفاً من الجبّارين وعصياناً لأمر الله، وجملة {يتيهون في الأرض} في محلّ نصب حال، أي: تائهين في الأرض، والإتيان بالفعل المضارع الدالّ على التجدد في موضع الحال لإفادة تجدّد التيه عليهم في تلك المدة؛ يتيهون تيها بعد تيه إلى الأمد الذي جعله الله لهم. قاله الشيخ عبد العزيز الداخل.

س2: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
- التفسير البياني من أجل العلوم التى تعتني بالكشف عن حسن بيان القرآن ولطائف عباراته فيتضح به :
حِكَماختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائفا لتشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير،والفصل والوصل، واللف والنشر، وتنوّع معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر،والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
-
والتفسير البياني له صلة بالكشف عن المعاني المرادة ورفع الإشكال.
-
ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية واختيار بعضها على بعض .
-
كما له صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.

وما يلزم من يسلك هذا المسلك عدة أمور :
1-
أن يكون صاحب عقيدة صحيحة لا تعارض الكتاب والسنة.
2-
أن يحزر من الشبهات التى وقع فيها أهل البدع في مسلكهم في التفسير البياني.
3-
أن يتحقق من صحة ما استدل عليه وعدم معارضته لنص أو إجماع.
4-
عدم الجزم بما لا دليل عليه والإشارة بأن ما استدل عليه هو من باب الذوق والتأمل والاجتهاد فهو يحتمل الخطأ والصواب.

س3: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
هو التفسير بمجرد الرأي وفق الأهواء والعقائد الفاسدة وذلك كتفاسير أهل البدع فيجتهدون فيما لا يسوغ فيه الاجتهاد ويخرجون بأقوال تخالف النص والإجماع

ومن أمثلة ذلك قول بعضهم في قول الله تعالى: {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام} بأنه إرشاد لمن خرج من بيته أو أي مكان أن يلتفت إلى القبلة التفاتة يسيرة ثم يذهب لشأنه، وزعم أن هذه الالتفاتة تكسبه طاقة هائلة وسعادة غامرة، وأن الآية أرشدت إليها.
وفي هذا ما لا يخفى من ضلالة وابتداع إذ اختلق قول لا أصل له مخالف لأسباب نزول الآيات وتفسيرها المعروف عند السلف فاجتهد فيما لا يسوغ فيه الاجتهاد واجتهد عن جهل وهوى فابتدع أقوالًا وأفعالًا ضالة مضلة.


س4: ما المراد بالبديع؟
البديع هو علم من علوم العربية يهتم بمحاسن الألفاظ ولطائف المعاني وحسن دلالة تلك الألفاظ على المعاني بدلالة لطيفة قد لا يتفطن لها كثير من الناس وهو من العلوم التى تستخدم لاستخراج الأوجه التفسيرية لكثرة أدواته العلمية وتنوعها.
وقد تكلم عنه العلماء بمعنيين :
الأول : التعبير المبتكر الذي لم يسبق إليه أحد أو الذي تقدم فيه على من سبقه ففاقهم حسنًا وسبكًا وبراعة في صياغة المعنى بعبارة حسنة تؤثر في السامعين.
الثاني : المحسنات المعنوية واللفظية وتشمل أنواع كثيرة لا حصر لها.

ومن أمثلة ذلك : قال ابن أبي الإصبع عن بديع الإيجاز في قوله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين} فإنه سبحانه أتى في هذه الآية الكريمة بأمرين، ونهيين، وخبرين متضمنين بشارتين، في أسهل نظم، وأحسن لفظ، وأوجز عبارة، ولم يخرج الكلام عن الحقيقة في شيء من ذلك)ا.هـ.

س5: ما الفرق بين القول في القرآن بغير علم وبين الاجتهاد في التفسير؟
الفرق كبير بين كلاهما فالاجتهاد في التفسير أمر مشروع بل وقد يجب في بعض الأحوال على بعض أهل العلم لاقتضاء الحال ، وأما القول في القرآن بغير علم فإنما هو من الرأي المذموم القائم على الكذب واتباع الهوى واختلاق الأباطيل فإنما منشأه الجهل وإن صادف قوله قولًا صحيحًا فهو أيضًا مذموم لأنه غير قائم على أصول الاجتهاد الصحيحة المعتبرة.
فالقول في التفسير والاجتهاد فيه له شروط لا يجوز الانتقاص في شىء منها وهي :
1- التأهل في العلوم التى يحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه.
2- أن يعرف موارد الاجتهاد وما يسوغ فيه الاجتهاد وما لا يسوغ فيه.
3- عدم الخروج بقول يخالف نص أو إجماع ولا قول للسلف ولا دلالة للغة .

س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير
- تعرف طالب علم التفسير بعظمة قدر هذا العلم فيأخذه بجد واجتهاد ويتقن أصوله جيدًا.
- تعرف طالب علم التفسير بعظمة قدر من سبقه من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعظمة قدرهم في هذا العلم الجليل وهم السابقون الأولون فتحثه على اتباعهم بإحسان وعدم مخالفتهم.
- تعرف طالب علم التفسير بضرورة التدرج في أصول فهم الآية فيسير بتمهل وتأني فيما يجتهد في فهمه.
- عظيمة النفع في مادة التفسير بلغة العرب فقدر هذا الباب عظيم وأثره في التفسير كبير فيجتهد طالب علم التفسير في فهم تلك الأبواب ومراعاتها في تعرضه لدراسة الآيات.
- تكسب طالب علم التفسير الورع والخشية عن القول في القرآن بغير علم فيحذر التعالم ويحذر سبيل المنافقين والجاهلين المبتدعين نسأل الله السلامة والعافية.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 10:37 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما هي شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير ؟

1-الاجتهاد في التأهل في العلوم التي يحتاج إليها المفسر والتي هي جزء لا يتجزأ منها
2-أن يعرف موارد الاجتهاد وماالذي يدخل في الاجتهاد وما لا يدخل.
3-أن لا يكون الاجتهاد مخالفا لأصول الاجتهاد وأن لا يخالف الاجتهاد أصلا من الأصول التي تبنى عليها دلالة الاجتهاد، وأن لا يخالف نصا شرعيا ولا أقوال السلف ولا اجماعا ولا دلالة اللغة

س2: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
موارد الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن
1-الاجتهاد في ثبوت أسانيد القراءات التي مورد للتفسير.
2-الاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى.
3-الاجتهاد في بيان المجمل وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج الدلالات من الآيات القرآنية.
4-الاجتهاد في الجمع بين آتين لا ستخراج حكم شرعي
5-الاجتهاد في البحث والتفصيل في أمر مذكور في آية متعلق بآية أخرى
6-الاجتهاد في الاستدلال لقول في التفسير بتقويته بآية أخرى
7- الاجتهاد في اعلال بعض الأقوال في التفسير وبيان ضعفها بدلالة آية أخرى
موارد الاجتهاد في تفسير القرآن بالسنة
1- الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي وصحته
2-الاجتهاد في استخراج الدلالة الصحيحة من الحديث للآية
3-الاجتهاد في معرفة أسباب النزول
4-الاجتهاد للاستدلال بما ورد عن السلف وصح
5-الاجتهاد في اعلال بعض الأقوال التفسيرية وردها بما صح من أحاديث
وفي تفسير القرآن بأقوال الصحابة
1- الاجتهاد في معرفة قول الصحابي والتحقق منه وثبوته، ومعرفة ما يُحمل على الرفع وما لا يُحمل، وتحرير الأقوال
2-الاجتهاد في فهمه وتخريجه على أصول التفسير

س3: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
1-الاشتقاق الصغير- الأصغر- وهو المعروف عند العلماء المتقدمين، وهو يلحظ فيه ترتيب الحروف في الأصل مع اختلاف الصيغتين.
2-الاشتقاق الكبير وهو اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها، وسماه ابن جني بالاشتقاق الأكبر، وسماه ابن تيمية بالاشتقاق الأوسط
3-الاشتقاق الأكبر، وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها ، وقد يكون الاختلاف في الأخير أو الحرف الأول أو الأوسط.
4-الاشتقاق الكُبار، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارا، وهو ما يعرف بالنحت

س4: بيّن أصناف القائلين في القرآن بغير علم.
الصنف الأول: الذين لا يؤمنون بالقرآن ويصدوا عنه ويسعون للقدح والطعن فيه
الصنف الثاني:الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر- المنافقون- وهو يسعون في اثارة الشبهات والتضليل وخلط الحق بالباطل
الصنف الثالث:أهل البدع المتبعين أهواءهم مبتعدين عن الحق والسنة، ويخوضون في آيات الله بلا علم ويتبعون المتشابه منهم.
الصنف الرابع: الذين يتكلفون القول في القرآن بلا علم ولا هدى
الصنف الخامس: الذين يظهرون العلم وليس هم أهل له
الصنف السادس: الجهال الذين يقولون على الله بغير علم

س5: بين مع التمثيل فائدة علم البديع للمفسر
علم البديع هو علم يعرف صالحبه بمحاسن الألفاظ ولطائف المعاني، وحسن الدلالة على الألفاظ، وكلام العلماء في البديع على معنيين:
1-التعبير المبتكر الذي لم يسبق إليه المتكلم، أو فاق من سبقه في انتزاع المعنى
2-علم المحسنات المعنوية واللفظية
ويكون غرض المفسر منه ما يعينه على استخراج الأوجه التفسيرية والمعاني اللطيفة
ومن أنواعه : الاحتباك ، وهو أن يقابل بين جملتين مقابلة غير متطابقة ، فيحذف من الجملة الأولى ما يقابل الثانية ويحذف من الثانية ما يقابل الأولى.
ومنه قوله تعالى: ( أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة) فالمقابلة بين جزاء وحال

س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.
معرفة طرق التفسير باب عظيم جدا في علم التفسير وذلك لعدة أمور
1-يجعل في قلب من يقبل على التفسير الهيبة والوجل مما هو آت عليه فيحذر من القول بغير علم
2-يدفع المفسر إلى أن يتزود بالعلم الذي يؤهله لما أراد
3-يستطيع فهم الأقوال التفسيرية والترجيح بينها
4-يمكنه من رد المطاعن عن القرآن ومعرفة الأقوال الخاطئة
5-يسعى للتقوية في علوم اللغة فهي نعم الزاد للمفسر
6-يجتهد في أن يكون له قدم في علم الحديث ومصطلحه
7-يسعى لمعرفة ينابيع الأقوال البدعية في التفسير ليرد الخطأ إلى أصوله ويكشف زيف المبطلين
8-يعين أكثر على التدبر والعمل بالقرآن

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 شوال 1438هـ/17-07-2017م, 01:07 AM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الخامسة:
س1: ما هي شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير ؟
شروط الاجتهاد في التفسير :
1- أن يحصل المجتهد على العلوم التي يحتاجها المفسر ، كعلوم اللغة وعلوم القرآن وغيرها ،وأن يجتهد في تعلم العلم الذي يريد أن يتخصص فيه .
2- أن يكون عالماً بمواقع الاجتهاد ،وما يشرع الاجتهاد فيه ومالا يشرع.
3-أن لا يخالف باجتهاده أصلاً من أصول الاجتهاد ، فلا يخالف نصاً صحيحاً ولا سنة ولا أقوال السلف ولا لغة العرب .


س2: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
الاجتهاد في التفسير اللغوي يتناول عدة أمور ، منها :
1-البحث في صحة بعض الأقوال في التفسير وضعفها .
2-الجمع بين الأقوال الواردة في التفسير والتعبير عنها بأسلوب بليغ .
3- معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسرين .

س3: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
أنواع الاشتقاق :
1- الاشتقاق الصغير :
هوأخذ كلمة واخراجها من كلمة أخرى تشترك معها في أصل المعنى وحروفها الأصلية ، مثال : نشتق من كلمة (قرأ ) قراءة ، استقرأ، قراء .
2- الاشتقاق الكبير :
هو أخذ كلمة واخراجها من كلمة أخرى تشابهها في الحروف مع وجود تغيير في ترتيب الحروف ،وتشبهها في المعنى ،مثال : قفر و فقر .
وقد بين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لنا هذا المثال ، فأوضح أن كلمة الفقر تعني المعدم ،واشتق منها القفر وهي الأرض الجدباء .
3- الاشتقاق الأكبر :
ويسميه البعض الكبار ،وهو أن تتطابق كلمتان في معظم حروفهما وتختلف في حرف واحد .
أمثلة :
الاختلاف في الحرف الأول :
مثال : همز، ولمز، وغمز، وجمز، ورمز، وكلها تدلّ على الحركة والخفة .
- وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط:
مثال : نعق، ونغق، ونهق، و تدلّ على الصوت.
- الاختلاف في الحرف الأخير :
نفث ونفذ ونفر ونفح، ونفخ، ونفج، ونفش، ونفل، ولو نظرنا في معانيها لوجدناها تدلّ على الخروج والانبعاث.
-اختلاف لغات العرب :
-وهي الكلمة تتحد في معناها وتختلف في نطقها العرب ،مثال : الصاعقة والصاقعة ، ومشوذ ومشمذ ،وجذب وجبذ ، والاختلاف واقع بسبب اختلاف لغات العرب .
- الاختلاف في كون الكلمة مختلفة بسبب اختلاف اللغات :
مثال : لدينا كلمة ( مدح ) و ( مده ) ،قال بعض اللغويين أن المده تعني المدح وهي لغة لبني سعد بن زيد ، وهو قول المبرد ، والخليل بن أحمد قال في التفريق بينهما أن المده في وصف الجمال والمدح في كل شيء .
- الاشتقاق الكبار :
هو اشتقاق كلمة من عدد من الكلمات ،وتكون كالاسم لها ، ويسمون النحت ، مثال : إطلاق كلمة البسملة على ( بسم الله ) ، والحوقلة على ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) وأشباه ذلك .


س4: بيّن أصناف القائلين في القرآن بغير علم.
أصناف القائلين في القرآن بغير علم :
1- الذين لا يؤمنون به أصلاً من الكفار والمشركين ، وهذا الصنف قد يكذب من أجل صد الناس عن كتاب الله ،ويقعون في القول على الله بغير علم تعمداً ، قال تعالى :( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ، فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ، ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ).
2-المنافقين الذين يدعون الإسلام في الظاهر ، وهم يكيدون ويشككون في آيات الله ويثيرون الشبه ، وقد نص الشارع على ترك الجدال معهم . عن النوّاس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجادلُوا بالقُرْآن، ولا تكذِّبُوا كتابَ اللهِ بعضَه ببعْضٍ؛ فو الله! إنّ المؤمنَ لَيجادلُ بالقرآن فيُغلَبُ وإنّ المنافقَ لَيجادلُ بالقرآن فيَغلِبُ) رواه الطبراني وصححه الألباني . وفي رواية لعمربن الخطاب رضي الله عنه : (إن أخوف ما أخاف عليكم ثلاثة: جدال المنافق بالقرآن لا يخطئ واوا ولا ألفا يجادل الناس أنه أجدل منهم ليضلهم عن الهدى، وزلة عالم، وأئمة المضلين).
3-أهل البدع الذين يبتدعون في الدين ماليس فيه ويزينون للناس بدعهم ،وذلك من خلال تحريف معاني القرآن وإثارة الشبه فيه ، والقول على الله بغير علم وترك للسنة وأقاويل السلف ، وقد حذرنا الشارع أيضاً من مجادلتهم ومنا يستدل به حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» متفق عليه . وقال محمد بن سيرين: (إنّ أسرع النّاس ردّةً أهل الأهواء، وكان يرى أنّ هذه الآية نزلت فيهم: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}) رواه ابن بطة.
4- المتكلفون الذين يتكلفون في تفسير بعض الآيات بلا دليل ولا حاجة ، قال الله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } ،وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا عند عمر فقال: (نُهينا عن التكلف) رواه البخاري. وقد حذّر السلف من تفسير القرآن بلا دليل وأكدوا على الالتزام بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف الثابتة ، وبسبب هذا التكلف شاعت أقوال غير صحيحة في التفسير ،وقد ينوي القائل بها وجه الله ولكنه يأثم من حيث لا يدري .
5- المتعالمون وهم الذين يتكلمون في التفسير بلا علم ، وينصبون أنفسهم علماء فيغتر بهم البعض ويتبع أقوالهم فيضل بذلك . وهذا الصنف خطره على الأمة عظيم ،لأنه يوهم الناس أنه عالم فيأتي بغرائب الأخبار والعجائب .
ومن أمثلة ذلك أن أحدهم استنبط من قصة زكريا أن للصمت طاقة ،وهذا القول بدعة وقد وردت أحاديث في ذلك منها ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يُتم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل ».
6- الجاهلون الذين يتكلمون في معنى الآيات بلا علم جهلاً بعظم ذنب ذلك ،وهذا يصدر من بعض العامة الذين يستعجلون بالقول بفهمهم لبعض الآيات ، ومن الطرائف قصة رواها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، وهي أن أحدهم سمّى ابنه مكتل فلما سألوه قال هي في كتاب الله ،وقرآ قوله تعالى :( أرسل معنا أخانا نكتل ) . وهذا الصنف يبين له خطأه بلطف ولين .



س5: بين مع التمثيل فائدة علم البديع للمفسر
علم البديع من العلوم التي تضفي جمالاً وقوة للغة المفسر وفهمه لآيات الله ،و ينصح أن يأخذ منه المفسر ما يعينه على استخراج الفوائد اللطيفة ويكره ما تكلف منه .
ومن أنواع علم البديع :
1/الاحتباك : وهو المقابلة بين جملتين غير متطابقتين مع حذف ما تطابق من الجملتين . وله نوعان :
1~ المقابلة بين جملتين ( ثنائي التركيب) ، ومن أمثلته قوله تعالى :( أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فقابل من يلقى في النار بمن لم يلق في النار إلى أنها محذوفة وعبر عنها بقوله يأتي آمناً يوم القيامة وهذا يستلزم أن لا يلقى في النار .
2~ المقابلة بين ثلاث جمل ( ثلاثي التركيب ) ،وهو من أبلغ أنواع البديع ومن أمثلته قوله تعالى :( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )
وقد ذكر الطاهر بن عاشور ثلاثة أنواع من المقابلة في هذه الآية الكريمة :
-1- بين الإنعام والحرمان .
2- بين الرضا والسخط .
3- بين الهدى والضلال .
2/ التقسيم ،وهو نوعان :
~ تقسيم لفظي : وهو تقسيم الكلام إلى جمل متسقة متجانسة ، ومثاله قوله تعالى :( إن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ).
~ التقسيم المعنوي : وهو بيان التقسيم وأقسامه كاملة إلماحاً أو تصريحاً، ومن أمثلته قول الله تعالى: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}، فبينت الآية كل أحوال العبد . ولهذا النوع من التقسيم نوعان ، ظاهر وخفي ،فالظاهر واضح وهو كثير في القرآن ومنها ما ذكرناه سابقاً من الأمثلة ،وأما التقسيم الخفي فهو يتطلب نظراً واستنباطاً وفهماً عميقاً للآيات ، ومن أبرز العلماء الذين برعوا في هذا الفن هو الإمام ابن تيمية رحمه الله ،وقد استنبط فوائد بديعة من قوله تعالى :( والنجم إذا هوى ، ماضل صاحبكم وما غوى ) ومن ذلك قوله في رسالة "أمراض القلوب وشفائها": (العلم النافع هو أصل الهدى، والعمل بالحق هو الرشاد، وضد الأول هو الضلال، وضد الثاني هو الغيّ، والضلال: العمل بغير علم، والغي: اتباع الهوى، قال تعالى: {والنجم إذا هوى . ما ضل صاحبكم وما غوى} فلا ينال الهدى إلا بالعلم ولا ينال الرشاد إلا بالصبر )

س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.
الحمد لله الذي أنزل علينا القرآن وبين معانيه وحفظه لنا من التحريف والتبديل والتغيير ، إن معرفة طرق التفسير مهمة جداً لمن أراد دراسة علم التفسير ،كيف لا وهي طريقه إلى بلوغ هذا العلم وتعلمه وتطبيقه ، فكيف يجتريء مسلم على أن يفسر آيات الله دون أن يعرف كيف يفسر ؟ وماهي أسس هذا العلم ؟ وماهي طرقه وأساليبه التي اتفق عليها العلماء ؟
لذا كان طرق التفسير من أهم العلوم التي يدرسها المفسر ، فمن الناحية اللغوية فإن طرق التفسير تعينه على فهم الجمل والتراكيب والكلمات ،وفهم دلالاتها ومواضع البلاغة والإعجاز ، ومن الناحية العلمية فإن أسس التفسير التي لا يعذر بجهلها أحد هي مراتب التفسير وكيف يفسر القرآن بالقرآن او بالسنة وبأقوال السلف والتابعين .
فلو قرأنا القرآن بفهمنا دون الرجوع لهذه الأصول لضلت الأمة ، وقد تكفل الله بحفظ القرآن ومن حفظ الله له أن يحفظ معانيه من التحريف ومن التشويه ومن الافتراء ،ومن واجب المسلم الذي أراد أن يتعلم التفسير أن يتعبد الله بهذا العلم وأن يحتسب أنه إنما يتعلم كي يكون ممن ساهم في حفظ كتاب الله ومعانيه وذب عنه أقوال المخالفين القائلين على الله بغير علم وأقوال أهل البدع والأهواء ، إن هذا العلم علم شريف عالي المنزلة لعلو الذي يعتني به ألا وهو القرآن ، نسأل الله أن نكون فيمن تعلم هذا العلم ابتغاء وجهه على الوجه الذي يرضيه عنا وأن يجزي شيخنا وأعوانه خير الجزاء .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23 شوال 1438هـ/17-07-2017م, 01:09 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجموعة الثالثة
س1: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
من فوائد علم الصرف لطالب علم التفسير :
1- معرفة أوجه المعاني التي تتصرف بها الكلمة ، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن الكريم على غيرها
2- معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير
3- يكشف علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير والتي قد يقع فيها بعض المفسرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج ، أو مما يروى بأسانيد لا تصح عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج .
ومثال على ذلك : اختلاف المفسرين في معنى يتساءلون في قوله تعالى : (عم يتساءلون) على ثلاثة أقوال :
أ‌- أي يسأل بعضهم بعضا ، وهو قول جمهور المفسرين .
ب‌- أي يتحدثون ، وهو قول الفراء وتبعه الرازي
ج- أي أن المشركين يتساءلون النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، وهو قول ذكره الزمخشري احتمالا .
ولكن بالنظر لقواعد التصريف في فعل تساءل نجد أن ساءل هنا علمية لا طلبية ، وأن المعنى الصحيح يسأل بعضهم بعضا ، وهو الذي عليه جمهور المفسرين .

س2: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
موارد الاجتهاد في التفسير
يدخل الاجتهاد في عامة أنواع طرق التفسير ، فنجد :
أ – موارد الاجتهاد في طريق تفسير القرآن بالقرآن :
أ: الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يُقرأ بها.
ب: والاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى كتفسير السجّيل بالطين.
ج: والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج ما يدلّ على ذلك من آيات أخرى.
د: والاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي؛ كما فعل عليّ وابن عباس في مسألة أقلّ مدّة الحمل.
هـ: والاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها.
و: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى,كاستدلال ابن كثير في تفسير قوله تعالى (والقلم) ..
ز: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية المحكيّة في آية بما يبيّن ضعفها من الدلالات المستخرجة من آيات أخرى.
ومن أمثلة ذلك قول الحسن البصري رحمه الله تعالى: (قاتل الله أقواماً يزعمون أنَّ إبليس كَانَ مِنْ ملائكة الله، والله تَعَالَى يَقُولُ: { كَانَ مِنَ الجِنّ} ). رواه ابن أبي حاتم.

2. وأما تفسير القرآن بالسنّة فمن موارد الاجتهاد فيه:
أ: الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً؛ بالتحقق من صحّة الإسناد، وسلامة المتن من العلّة القادحة.
ب: والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها، أو يعين على معرفة تفسيرها.
ج: والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
د: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
هـ: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية؛ فإنّ من المفسّرين من يجتهد في تفسير آية فيخرج بقول يعارض حديثاً صحيحاً وهو لا يعلم به أو عزب عنه عند اجتهاده؛ فيتعقّبه من يبيّن ذلك.
ومن أمثلة ذلك قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قول الله تعالى: {يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم}: (وقول من قال: إن المراد بإمامهم كمحمد بن كعب «أمهاتهم» أي يقال: "يا فلان ابن فلانة" قول باطل بلا شك، وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر مرفوعا: «يرفع يوم القيامة لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان»)..
وهذا القول ذكره الثعلبي والبغوي عن محمد بن كعب القرظي من غير إسناد، ولا يصحّ عنه.

3. وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
أ:الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير وهو باب واسع؛ فالتفاسير المسندة لم تحط بأقوال الصحابة في التفسير؛ فيحتاج إلى النظر في دواوين السنة والأجزاء الحديثية ومحاولة استخراج ما روي عن الصحابة في التفسيرً.
ب: ومنها الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
ج: ومنها الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة، ومعرفة مآخذها، وتخريجها على أصول التفسير،.
د: الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب.
هـ: الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.
و: الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
ز: الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.

4. وأما تفسير القرآن بأقوال التابعين
فيدخله الاجتهاد من أكثر الأوجه المتقدّمة في تفسير القرآن بأقوال الصحابة إلا أنّ أقوال الصحابة التي تُحمل على الرفع يُحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال.
ويضاف إليها الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط، وتعرّف مراتبهم ودرجاتهم ليستفاد بهذا الاجتهاد في الترجيح بين أقوالهم عند التعارض.

ومن أبواب الاجتهاد في تفسير الصحابة والتابعين الاجتهاد في تقرير مسائل الإجماع، وتصنيف مسائل الخلاف، والتمييز بين الخلاف المعتبر وغير المعتبر، وخلاف التنوّع وخلاف التضاد، والتعرّف على الأقوال وأنواعها، وجوامعها وفوارقها ومآخذها وعللها.

5. وأما تفسير القرآن بلغة العرب
أ : الاجتهاد في ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب، وتمييز صحيح الشواهد من منحولها، ومقبولها من مردودها.
ب : الاجتهاد في اكتشاف ما اعترى بعضها من اللحن والتغيير والتصحيف، وضبط الألفاظ العربية رواية ودراية، والتمييز بين لغات العرب، وتعرّف أوجه الاختلاف والتوافق بينها، ومعرفة الإعراب، وتلمّس العلل البيانية، وتوجيه القراءات، ومعرفة الاشتقاق والتصريف.
ج : الاجتهاد في تعيين معاني الحروف والمفردات والأساليب القرآنية إلى غير ذلك من الأبواب الواسعة للاجتهاد اللغوي في تفسير القرآن.
د : الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
هـ : الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
و : الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين
والمقصود من كلّ ما تقدّم بيان سعة مجال الاجتهاد في التفسير، إلا أنّ له حدوداً تضبطه، وله شروط في كلّ نوع من أنواعه؛ فلا يجتهد في تفسير القرآن بالسنة من لا يميّز الصحيح من الضعيف، ولا يعرف أصول شرح الأحاديث، ولا يجتهد في التفسير اللغوي من لا يُحسن أدوات الاجتهاد فيه، وهكذا في كلّ نوع.
وهذا يدلّ على أنّ من تكلّم في التفسير عن غير تأهّل ولا معرفة بموارد الاجتهاد، وما يسوغ الاجتهاد فيه، وما لا يسوغ، ولا يعرف مواضع الإجماع والخلاف في الأبواب التي يحتاج فيها إلى الاجتهاد فإن كلامه في هذا الاجتهاد كلام عن غير تأهّل يفضي به إلى القول في القرآن بغير علم.

س3: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
مراتب دلالات طرق التفسير
إن طرق التفسير راجعة إلى أصول ومراتب ينبني بعضها على بعض.
فالأصل الأول: ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات؛ فدلالة النصّ الصحيح الصريح هي أصل الدلالات، والحاكمة عليها، والمبيّنة لحدودها.
والأصل الثاني: دلالة الإجماع وهي من الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين؛ فإذا أجمعوا على تفسير آية فإجماعهم حجّة لا تحلّ مخالفته.
والأصل الثالث: دلالة الأثر، والمقصود بها ما تحصّل للمفسّر من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية مما لم يتحقق فيه الإجماع؛ فهذه الدلالة أقل مرتبة من سابقتيها، وهي مترتّبة عليهما؛ إذ كل قول خالف الأصل الأول أو الثاني فهو مردود.
غير أنّ مخالفة الصحابي إذا صحّ الإسناد إليه ولم يتبيّن لقوله علة يُعرف بها أنه أخطأ في ذلك القول أو أنه اعتمد على نصّ منسوخ ولم يقع إنكار من علماء الصحابة لقوله فإن تلك المخالفة ترفع دعوى الإجماع؛ فتكون المسألة مسألة خلاف وليست مسألة إجماع.
وأما مخالفة أحد التابعين لقول وقع الاتّفاق عليه فلا ترفع الإجماع على الصحيح بشرط أن لا يُتابَع على قوله؛ فإذا تابعه بعض العلماء على قوله كانت المسألة مسألة خلاف، وإما إذا هُجر قوله ولم يُتابعه عليه أحد لم تكن مخالفته قادحة في انعقاد الإجماع؛ لأن هجران العلماء لقوله دليل على إجماعهم على خطئه.
والأصل الرابع: دلالة اللغة، وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية، وهذه الدلالة مترتّبة على ما قبلها؛ فيُشترط لقبولها أن لا تخالف النص ولا الإجماع ولا أقوال السلف.
والأصل الخامس: دلالة الاجتهاد، وهي دلالة مترتّبة على ما سبق من الأصول، لا يجوز أن تخرج عنها، فكلّ تفسير اعتمد فيه صاحبه على اجتهاد خالف فيه نصّاً أو إجماعاً أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة فهو تفسير مردود.

أهمية معرفة هذه المراتب :
معرفة هذه المراتب تدل على أن التفسير بالاجتهاد له حدود تضبطه، وهذه الحدود مبيَّنة بدلائل محكمة لا يُخالفها إلا متعدّ أو مفرّط.
ومن تلك الحدود: تحريم القول على الله تعالى بغير علم، ووجوب اتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتحريم معصيته، ووجوب اتّباع سبيل المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان، وتحريم مخالفة سبيلهم، وأنّ القرآن نزل بلسان عربيّ مبين لنعقل معانيه، ونتفكّر في آياته.

س4: تحدث بإيجاز عن عناية المفسرين بالبديع.
علم البديع يعين المفسر على استخراج الأوجه التفسيرية والمعاني اللطيفة ، التي قد لا يتفطّن لها كثير من الناس، فتفيده في التدبّر واستحضار معاني الآيات ولوازم المعاني .
لذا اعتنى جماعة من المفسرين بعلم بديع القرآن فمنهم :
1- من ذكروا له أمثلة في مقدّمات تفاسيرهم، وفي بعض الآيات التي يشتهر خبر بديعها .
2- ومنهم مَن كتب في إعجاز القرآن ومتشابهه وبلاغته واعتنى بذكر أمثلة من بديع القرآن، كما في إعجاز القرآن للخطابي والرمّاني، والإيجاز والإعجاز لأبي منصور الثعالبي، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، وغيرها.
3-ومنهم من عُني بتتبع أنواع البديع في القرآن ، وأول من قام بذلك ابن أبي الإصبع المصري ، وألّف في ذلك كتابه المعروف "بديع القرآن"، وهو كتاب اختصّ به ما في القرآن من أمثلة البديع التي وقف عليها أو استخرجها، وجعله تتمّة لكتابه "تحرير التحبير"، وأمضى في إعداد كتابه هذا سنوات طويلة من عمره حتى ذكر أنه جعله وظيفة عمره في شبابه ومشيبه، يقرأ ما ألّف في البديع وينقل وينقد، ويباحث العلماء في مسائله، ويحاور الأذكياء والأدباء، ويسأل كلّ من عرف عنايته بتدبّر القرآن، حتى اجتمع له في سنوات عمره من المعرفة بأنواع البديع ما لخّصه وشرحه في كتابه المذكور.
ثمّ ذكر بدر الدين الزركشي (ت:795هـ) في البرهان، وجلال الدين السيوطي(ت:911هـ) في الإتقان أمثلة كثيرة لبديع القرآن.
4- ومنهم من صنف فيه حتى زاد بعضهم على بعض في أنواع البديع، وحتى أفردت في بعض الأنواع مؤلفات مختصة بها تشرح معناها، وتجمع أمثلتها، وتبيّن أصولها وفصولها.


س5: اذكر أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني
أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني
تدل أقوال العلماء في مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني على أنها ثلاثة أنواع :
النوع الأول: تناسب صفات الحروف وترتيبها.
وهو أخصّ أنواع التناسب وأنفعها، ولبعض أهل العلم عناية بهذا النوع، ومن أمثلة ما ذُكِرَ فيه:
ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان معنى "الصمد": (إذا قيل: الصمد بمعنى المصمت وأنه مشتق منه بهذا الاعتبار؛ فهو صحيح فإن الدال أخت التاء؛ فإن الصمت السكوت وهو إمساك. وإطباق للفم عن الكلام. قال أبو عبيد: المصمت الذي لا جوف له وقد أصمته أنا وباب مصمت قد أبهم إغلاقه. والمصمت من الخيل البهيم أي لا يخالط لونه لون آخر ومنه قول ابن عباس: إنما حرم من الحرير المصمت فالمصمد والمصمت متفقان في الاشتقاق الأكبر، وليست الدال منقلبة عن التاء، بل الدال أقوى، والمصمد أكمل في معناه من المصمت، وكلما قوي الحرف كان معناه أقوى؛ فإن لغة العرب في غاية الإحكام والتناسب ولهذا كان الصمت إمساك عن الكلام مع إمكانه والإنسان أجوف يخرج الكلام من فيه لكنه قد يصمت بخلاف الصمد فإنه إنما استعمل فيما لا تفرق فيه كالصمد، والسيد، والصَّمْد من الأرض، وصماد القارورة ونحو ذلك؛ فليس في هذه الألفاظ المتناسبة أكمل من ألفاظ "الصمد" فإن فيه الصاد والميم والدال، وكل من هذه الحروف الثلاثة لها مزية على ما يناسبها من الحروف، والمعاني المدلول عليها بمثل هذه الحروف أكمل)ا.هـ.

النوع الثاني: تناسب الحركات ومراتبها
نَظَرُ العارف اللبيب في دلائل الحركات وترتيبها في اللفظة يهديه إلى تصوّر معناها في الذهن.
قال ابن القيم رحمه الله: تأمَّل قولهم: "طَال الشيءُ فهو طويل"، و"كَبُرَ فهو كَبير"؛ فإن زاد طوله قالوا: طُوالا وكُبارا؛ فأتوا بالألف التي هي أكثر مدا وأطول من الياء في المعنى الأطول؛ فإن زاد كِبَر الشيء وثَقُلَ مَوقِعُه من النفوس ثقَّلوا اسمه فقالوا "كُبَّارا" بتشديد الباء.
ولو أطلقنا عنان القلم في ذلك لطال مداه واستعصى على الضبط)ا.هـ.

النوع الثالث: مناسبة أحرف الزيادة في الجملة لمعنى الكلام
ومن أحسن من تكلّم في هذا النوع مصطفى صادق الرافعي في كتابه "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية"، وذكر له أمثلة حسنة، منها قوله: (الكلمات التي يظن أنها زائدة في القرآن كما يقول النحاة، فإن فيه من ذلك أحرفًا: كقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} وقوله: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا} فإن النحاة يقولون إن "ما" في الآية الأولى و"أن" في الثانية، زائدتان، أي: في الإعراب؛ فيظن من لا بصر له أنهما كذلك في النظم ويقيس عليه، مع أن في هذه الزيادة لونًا من التصوير لو هو حذف من الكلام لذهب بكثير من حسنه وروعته.
- فإن المراد بالآية الأولى: تصوير لين النبي صلى الله عليه وسلم لقومه، وإن ذلك رحمة من الله، فجاء هذا المد في "ما" وصفًا لفظيا يؤكد معنى اللين ويفخمه، وفوق ذلك فإن لهجة النطق به تشعر بانعطاف وعناية لا يبتدأ هذا المعنى بأحسن منهما في بلاغة السياق، ثم كان الفصل بين الباء الجارة ومجرورها "وهو لفظ رحمة" مما يلفت النفس إلى تدبر المعنى وينبه الفكر على قيمة الرحمة فيه، وذلك كله طبعي في بلاغة الآية كما ترى.
- والمراد بالثانية: تصوير الفصل الذي كان بين قيام البشير بقميص يوسف وبين مجيئه لبعد ما كان بين يوسف وأبيه عليهما السلام, وأن ذلك كأنه كان منتظرًا بقلق واضطراب تؤكدهما وتصف الطرب لمقدمه واستقراره، غنة هذه النون في الكلمة الفاصلة؛ وهي "أن" في قوله: "أن جاء".
وعلى هذا يجري كل ما ظن أنه في القرآن مزيد: فإن اعتبار الزيادة فيه وإقرارها بمعناها، إنما هو نقص يجل القرآن عنه، وليس يقول بذلك إلا رجل يعتسف الكلام ويقتضي فيه بغير علمه أو بعلم غيره ... فما في القرآن حرف واحد إلا ومعه رأي يسنح في البلاغة، من جهة نظمه، أو دلالته، أو وجه اختياره، بحيث يستحيل البتة أن يكون فيه موضع قلق أو حرف نافر أو جهة غير محكمة أو شيء مما تنفذ في نقده الصنعة الإنسانية من أي أبواب الكلام إن وسعها منه باب)ا.هـ.
ملاحظة :
ونلاحظ أن هذه الأنواع الثلاثة متآلفة غير متزايلة، فقد تجتمع كلها في جملة واحدة، وإنما الغرض من التقسيم بيان طرق العلماء في الحديث عن كلّ نوع منها.

س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير
1- معرفة طرق التفسير تعين طالب علم التفسير على الوصول لتفسير معين بطريقة علمية سليمة حيث يبدأ بالبحث في تفسير القرآن بالقرآن فإن لم يجد فيبحث في السنة وهكذا حتى يصل للتفسير الصحيح .
2- الوصول للتفسير الصحيح يعين الطالب على الفهم الصحيح وتدبر القرآن وكذلك على طريقة التعبد الصحيحة كما يحب الله سبحانه ويرضي .
3- طرق التفسير أيضا تعين الطالب على الدعوة إلى الله بطريقة صحيحة ، ويكون واثقا مما يقول فلا يكون مبتدعا ، ولا يقول في القرآن بغير علم وبغير ما أراده الله سبحانه .
4- معرفة الطريقة الصحيحة للرد على المبتدعين في تفسير القرآن ، لاسيما في هذا العصر ممن يتكلفون لحمل الآيات على ما توصل إليه العلم الحديث من معلومات سواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 شوال 1438هـ/17-07-2017م, 01:42 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي


المجموعة الخامسة:
س1: ما هي شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير ؟
1 التأهل في العلوم التي يحتاج اليها في الباب الذي يجتهد فيه..
2 أن يعرف موارد الاجتهاد وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
3 ألا يخرج باجتهاد يخالف أصلا من الأصول التي تبنى عليها دلالة الاجتهاد فلا يخالف نصا ولا ~أجماعا ولا قولا للسلف ولا دلالة للغة.

س2: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
1 الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه.
2 الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.
3 الاجتهاد في توجيه القراءات.
4 الاجتهاد في اعراب القرآن.
5 الاجتهاد في تلمس العلل البيانية.
6 الاجتهاد في تصريف بعض المفردات القرآنية.
7 الاجتهاد في اشتقاق بعض المفردات القرآنية.
8 الاجتهاد في اكتشاف بعض الأنواع البديعية والبيانية عنها.
9 الاجتهاد في البيان لتناسب الألفاظ والمعاني القرآنية.
10 الاجتهاد في التخريج اللغوي لأقوال المفسرين.

س3: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
1 الاشتقاق الصغير وهو المعروف عند العلماء كاشتقاق المسحر من السحر
2 الاشتقاق الكبير وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف كما في فسر وسفر.
3 الاشتقاق الأكبر ويسميه بعضهم الكبار وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها وقد يكون الاختلاف في الحرف الأخير نحو نفذ ونفث.
ونفر ونحر ونفخ ونفش ونفل.
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأول نحو همز ولمز
وقد يكون الاختلاف في الحرف الأوسط نحو نعق ونهق
4 الاشتقاق الكبار وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارا كاشتقاق البسملة من بسم الله. والحوقلة من لا حول ولا قوة الا بالله .


س4: بيّن أصناف القائلين في القرآن بغير علم.
1 من لا يؤمن بالقرآن أصلا من كفرة أهل الكتاب والمشركين فهؤلاء يقولون ما يقولون ليصدوا عنه ومحاولة مغالبته وايجاد شيء من المخالفة فيه والقدح في صحته
وقد أنزل الله فيهم آيات تدل على شدة عقوبتهم "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون."
2 المنافقون الذين يظهرون الايمان بالقرآن ويسعون في اثارة الشبهات ولبس الحق بالباطل.
3 أهل البدع الذين يتبعون أهواءهم ويعرضون عن السنة
واتباع سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين ويتبعون المتشابه ويخوضون في آيات الله بغير علم ولا هدى.
4 المتكلفون الذين يقفون ما ليس لهم علم ويقولون في تفسير كلام الله بما لا دليل عليه ولا حاجة تستدعي الاجتهاد فيه وانما يتكلفون تقحم تلك المسائل من غير حاجة ولا حججة.

س5: بين مع التمثيل فائدة علم البديع للمفسر

س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 23 شوال 1438هـ/17-07-2017م, 02:14 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي


المجموعة الثانية:
س1: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
الشرط الأول: أن يكون متأهلا في العلوم التي يُحتاج إليها وفي الباب الذي يجتهد فيه، وهذا الاجتهاد يتجزّأ؛ إذ لكلّ باب ما يتطلّبه.
والشرط الثاني: معرفته بموارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
والشرط الثالث: أن لا يخالف باجتهاده أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.
س2: بيّن فائد علم الاشتقاق للمفسّر ؟
علم الاشتقاق مهم جدا بالنسبة للمفسر وذلك في استخراج المعنى اللغوي وقد اعتنى به علماء اللغة وعلماء السلف حيث ورد عن الصحابة تفسيرهم لبعض كلمات القرآن من خلال علم الاشتقاق كما ورد ذلك عن ابن عباس فيما رواه مجاهد بن جبر :قال: (كان ابن عباس لا يدري ما {فاطر السموات} حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: يا أبا عباس بئري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد {فاطر السموات}). رواه الدولابي في الكني واللفظ له، ورواه ابن جرير والبيهقي.
- وقال إبراهيم النخعي في قوله تعالى: {اتخذوا هذا القرآن مهجورا} قال: (يعني قالوا فيه غير الحق ألا ترى أن المريض إذا تكلم بغير عَقْلٍ قيل: إنه لَيَهْجُر). رواه ابن إسحاق الهمذاني وابن أبي حاتم، وروى ابن جرير نحوه.
وهذا أحد الأقوال في تفسير هذه الآية، ذهب فيه إبراهيم النخعي إلى أنّ الكفار اتّخذوا هذا القرآن غرضاً لأقوالهم السيئة؛ فقالوا: هو سحر، وقالوا: إفك مفترى، وقالوا: أساطير الأولين، إلى غير ذلك.
وهذا القول مبني على اشتقاق المهجور من هُجْر القول، وهو هذيانه وسيّئه.
ومن أنواع مسائل الاشتقاق في التفسير نوعين :
- مالا أثر له على المعنى كالخلاف في اشتقاق (المدينة ).
- ماله أثر على المعنى ويزيد في توضيح المعنى ويعين على ترجيح بعض الأقوال أو الجمع بين قولين , وهو المهم لطالب علم التفسير أن يتعلمه .
- فمن أمثلة فوائده في البيان ما نقله ابن الجوزي عن ابن الأنباري في تفسير قول الله تعالى: ({ واهجرني ملياً } قال: (واشتقاق {نملي لهم} من الملوة، وهي المدة من الزمان ، يقال: مَلوة من الدهر، ومِلوة، ومُلوة، ومَلاوة، ومِلاوة، ومُلاوة، بمعنى واحد، ومنه قولهم: البس جديداً وتملّ حبيباً ، أي : لتطل أيامك معه
- ومن أمثلة فوائده في الجمع والترجيح بين أقوال المفسّرين:
ما وقع من اختلاف المفسرين في معنى "المسحَّرين" في قول الله تعالى: {قالوا إنما أنت من المسحّرين}
س3: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
أسباب الانحراف اللغوي :
الإعراض عن نصوص الكتاب والسنة المحكمة واجماع السلف واتباع المتشابه لهوى في النفس وزيغ في القلب كما قال تعالى {فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}.
وأكثر ما يسلك أهل الباطل في دس مكائدهم وعقائدهم الباطله وتزيينها هو المعنى اللغوي وتوهمهم أن هناك تعارض ومن المستحيل أن يقع التعارض بين ما وقع الإجماع عليه من الاعتقادات الصحيحة والأدلة اللغوية الصحيحة فمن كان لديه خبرة في طرق أهل الباطل في دس باطلهم عرف ذلك وكشفه .
- وأمّا مظاهر الانحراف فمن أهمها:
1. التشكيك في نصوص الاعتقاد و دلالتها، وإقامة الاحتمالات اللغوية الباردة لتشتيت النظر فيها.
2. نصرة أقوال أهل الباطل بأدنى الحجج اللغوية وأضعفها.
3. إقامة دعاوى التعارض بين النصوص ليبتغي بالجمع بينها مسلكاً لترويج بدعته.
4. ضعف العناية بالسنّة، وازدراء أهل الحديث، ورميهم بسوء الفهم، وضعف الحجة؛ وقد عُلم أنّ أهل الحديث هم حملة لواء السنة؛ فلا يقع الطعن على عامّتهم إلا ممن غاظه ما قاموا بحمله.
5. نبذ أقوال السلف بدعوى التجديد .
وأما آثاره فهي خطيرة جدا :
- فمنها اتباع غير سبيل المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان ؛ فهو في ضلال مبين، وقد ورد في وعيده ما هو معلوم في نصوص الكتاب والسنّة, ( ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )
- ومن صدّقهم بباطلهم، واتّبعهم عليه؛ فهو متّبع لأئمة ضلالة؛ والمرء مع من اتّبع.
س4: بين فائدة معرفة تناسب الألفاظ والمعاني للمفسّر.
ينبغي للمفسر أن يكون على قدر بمعرفة تناسب الألفاظ والمعاني ولو أن يتأمل الأمثلة التي ذكرها العلماء ويُعمِل الذهن في نظائرها؛ فإنّه يستفيد بذلك من حسن البيان في معاني القرآن، والتأثير على قلوب المتلقّين، ما لا يدركه بالعلوم الأخرى.
ومن أمثلة ذلك -تفسيرُ "ضيزى" في قول الله تعالى: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)}
- فحروفَ كلمة"ضيزى" في هذا الموضع تدل على معناها من الغرابة، والتشنيع، والجور، والنقصان، والاعوجاج.
وهو ما فسر به المفسرون هذه الكلمة من الجور والنقص والاعوجاج، وهذه الأوصاف القبيحة قد جمعتها هذه القسمة الجائرة الناقصة المعوجّة.

- وأفاد بناؤها الصرفي على مثال "فُعلى" الدلالةَ على بلوغ منتهى الغاية في التشنيع والتنكير، وهذا فيه تبكيت وتشنيع على المشركين إذْ بلغت قسمتهم ما لا أشنع منه؛ فهي قسمة جائرة.
- ولو أدرت الألفاظ العربية لفظةً لفظةً لم تجد لفظاً أنسب من هذا اللفظ في هذا الموضع، مع موافقتها لفواصل الآي.
س5: تحدث بإيجاز عن خطر القول في القرآن بغير علم .
إن المتكلم في التفسير إنما يتكلم بمراد الله تعالى في كلامه فهو مخبر عن الله تعالى فمن تكلف القول بما لايعلم فقد افترى على الله الكذب وقفا مالا علم له به ,واحتمل ذنوب عظيمة، وآثام كبيرة يجرّها على نفسه، ويضلّ بها الناس عن هدى الله؛ فيحمل من أوزار الذين يضلّهم بغير علم إلى وزره، وقد اشتدّ الوعيد على من فعل ذلك في نصوص الكتاب والسنّة:
فقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)}
فقرن القول عليه بغير علم بالشرك والبغي والفواحش.
وقال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) }
وقال تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}.
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117)}.
وقال تعالى: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)}
وقال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}.
كذلك وقد اشتدّ تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الاختلاف في القرآن والقول فيه بغير علم ، ونهى عنه أشدّ النهي، وكان يرى عليه الغضب إذا رأى شيئاً من الاختلاف في القرآن، والقول فيه بغير علم، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أحاديث عدة فمنها:
- فقال أبو عمران الجوني: كتب إليَّ عبد الله بن رباح الأنصاري أن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: هَجَّرْت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، قال: فسمع أصواتَ رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد في مسنده، ومسلم في صحيحه، والنسائي في السنن الكبرى، وغيرهم.

- وقال بسر بن سعيد مولى ابن الحضرمي: حدثني أبو جهيم الأنصاري رضي الله عنه أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فسألا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((القرآن يقرأ على سبعة أحرف؛ فلا تماروا في القرآن، فإن مراء في القرآن كفر)). رواه أحمد وأبو عبيد في فضائل القرآن والطحاوي في شرح مشكل الآثار والبغوي في شرح السنة وغيرهم.

- وقال ابن جريج: أخبرني ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن أبغض الرجال إلى الله الألدّ الخصِم ». رواه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم.

تحذير الصحابة من القول في القرآن بغير علم :
التزم الصحابة بما أمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم من الحذر من القول على الله بغير علم و الاختلاف في القرآن فكانوا أشد الناس تعظيما لكلام الله وأعظمهم تطبيقا لأحكامه وأبعدهم عن القول فيه بغير علم وأعلمهم بعواقب الاختلاف فيه .
وقد رويت عنهم آثارتدلّ دلالة بيّنة على ذلك، ومن تلك الآثار:
- ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم من طرق متعددة يشدّ بعضها بعضاً أنّه سُئل عن آية من كتاب الله عز وجل فقال: « أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟! ». رواه سعيد بن منصور في سننه من طريق ابن أبي مليكة عن أبي بكر.
- ومارواه الزهري قال حدثني أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأب؟ ثم قال: هذا لعمر الله التكلف، اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه). رواه الطبراني في مسند الشاميين.

- وروى عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: « لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم ». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه من طريقين عنه.

وقد نهج السلف الصالح نفس النهج في الحذر من القول في القرآن بغير علم فمن ذلك
1. قال هشيم بن بشير: حدثنا عمر بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن مسروق، قال: ( اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله) رواه أبو عبيد.
- قال إسماعيل بن أبي خالد: حدثنا جرير [بن عبد الحميد] عن بيان [بن بشر] عن عامر بن شراحيل الشعبي أنه قال: « من كذب على القرآن فقد كذب على الله » رواه أبو نعيم في الحلية.
الفرق بين القول بالرأي المذموم والاجتهاد الصحيح في التفسير :
- الاجتهاد القائم على أساس الكتاب والسنة وعلم باللغة وبأقوال الصحابة فهو اجتهاد صحيح فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد لإنه أصاب الطريق الصحيح في الاجتهاد.
- أما الاجتهاد القائم على الهوى ومخالفة الكتاب والسنة أما لجهل وتخرص بغير علم فهو المنهي عنه والوارد ذمه في النصوص .

س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.
الحمد لله رب العالمين أن يسر لنا دراسة طرق التفسير واستفدنا من ذلك :
- معرفة طرق التفسير وكيفية التدرج بين طرق التفسير المختلفة .
- التعرف على طريقة تفسير القرآن بالقرآن وكيف أنه في بعض المواضع يأتي مجملا وموضع آخر مفصلا .
- معرفة أهمية دراسة اللغة العربية وأثرها على فهم القرآن ومعرفة معانية.

والحمد لله رب العالمين,,,

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 23 شوال 1438هـ/17-07-2017م, 03:13 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة طرق التفسير
المجموعة الثالثة:
س1: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
علم الصرف له فوائد عديدة :
منها: معرفة المعاني المختلفة المتشعبة عن المعنى التي تتصرّف بها الكلمة.
مثال ذلك:
في تفسير قول الله تعالى: {من حمأ مسنون}
*إما أن يكون بمعنى محكوك؛ محكَم العمل أملس السطح، فيكون من معنى المُسَنّ والسنان، وقولهم: سَنَنْتُ السّكينَ وسننت الحجر: إذا أحكمت تمليسه.
*وإما أن يكون بمعنى المصبوب، تقول: سننت التراب والماء إذا صببته شيئا بعد شيء.
*وأما أن "المسنون" بمعنَى "المصوَّر" من قول العرب: سنَّ الشيء إذا صوَّره، والمصوَّر: مسنون.
كل هذه المعاني صحيحة ،واللفظ يحتماها بدون تعارض.
ومنها: معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.مثال ذلك :
تفسير قول الله تعالى: {وحشرنا عليهم كلّ شيء قُبُلا}
فروي عنهم في معنى {قبلا} ثلاثة أقوال:
القول الأول: {قُبُلا} أي : معاينة، وهذا القول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق معاوية بن صالح عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس.
والقول الثاني: {قبلا} أي: أفواجاً ، رواه ابن جرير عن مجاهد.
والقول الثالث: {قُبلا} أي: كفلاء، وهذا القول اختاره الفراء.
ومعنى الآية يحتملها كلها .
ومنها: أنّه يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسّرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.
مثال ذلك:
ما ذكره الزمخشري وتبعه بعض المفسرين مثل الرازي والبيضاوي وابن عادل الحنبلي في تفسير{يتساءلون} في قوله تعالى :{عم يتساءلون}
أي أن المشركينَ يتساءلونَ الرَّسولَ والمؤمنينَ؛ فيقدّر أصحاب هذا القول للكلام مفعولاً محذوفاً.
{يَتَسَاءَلُونَ}: يَسْأَلُ بعضُهم بعضاً‏،‏ أو يَتَسَاءَلُونَ غيرَهم مِن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمؤمنينَ، نحوَ‏:‏ يَتَدَاعَوْنَهُم ويَتَرَاءَوْنَهم).
فهذا القول مبناه على أنّ الفعل "يتساءلون" متعدّ لإفادة تكرر وقوع السؤال منهم، وأنّ المفعول محذوف تقديره: يتساءلون الرسولَ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
وهذا المعنى مخالف لتصاريف العرب في كلامهم،فيكون ما ذكره الزمخشريّ احتمالاً في تفسير الآية، ونصره أبو السعود من أنّ المعنى: يتساءلون الرسولَ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين خطأ مخالف لتصاريف كلام العرب.
س2: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
موارد الاجتهاد في التفسير:
1. طريق تفسير القرآن بالقرآن؛ فمنه ما تكون دلالته نصيّة ظاهرة، لا يُحتاج معها إلى اجتهاد، ومنه مسائل كثيرة هي محلّ اجتهاد،وفيه يستخرج المجتهد دلالةً من آية لتفسير آية أخرى أو لبيان معنى يتّصل بها يعين على معرفة تفسيرها أو ترجيح قول على قول من الأقوال المأثورة في تفسيرها.
ولهذا الاجتهاد موارد ومداخل منها:
أ: الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يُقرأ بها.
ب: والاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى كما تقدّم من تفسير السجّيل بالطين.
ج: والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج ما يدلّ على ذلك من آيات أخرى.
د: والاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي؛ كما فعل عليّ وابن عباس في مسألة أقلّ مدّة الحمل.
هـ: والاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها.
و: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى,
ز: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية المحكيّة في آية بما يبيّن ضعفها من الدلالات المستخرجة من آيات أخرى.
ومن أمثلة ذلك قول الحسن البصري رحمه الله تعالى: (قاتل الله أقواماً يزعمون أنَّ إبليس كَانَ مِنْ ملائكة الله، والله تَعَالَى يَقُولُ: { كَانَ مِنَ الجِنّ} ). رواه ابن أبي حاتم.
2. وأما تفسير القرآن بالسنّة فمن موارد الاجتهاد فيه:
أ: الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً؛ بالتحقق من صحّة الإسناد، وسلامة المتن من العلّة القادحة.
ب: والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها، أو يعين على معرفة تفسيرها.
ج: والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
د: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
هـ: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية.
ومن أمثلة ذلك قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قول الله تعالى: {يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم}: (وقول من قال: إن المراد بإمامهم كمحمد بن كعب «أمهاتهم» أي يقال: "يا فلان ابن فلانة" قول باطل بلا شك، وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر مرفوعا: «يرفع يوم القيامة لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان»)..
وهذا القول ذكره الثعلبي والبغوي عن محمد بن كعب القرظي من غير إسناد، ولا يصحّ عنه.
3. وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة فيدخله اجتهاد المفسّر من أبواب:
أ: منها الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير .
ب: ومنها الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
ج: ومنها الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة، ومعرفة مآخذها، وتخريجها على أصول التفسير.
د: الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب.
هـ: الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.
و: الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
ز: الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.
4. وأما تفسير القرآن بأقوال التابعين؛ فيدخله الاجتهاد من أكثر الأوجه المتقدّمة في تفسير القرآن بأقوال الصحابة إلا أنّ أقوال الصحابة التي تُحمل على الرفع يُحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال.
ويضاف إليها الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط، وتعرّف مراتبهم ودرجاتهم ليستفاد بهذا الاجتهاد في الترجيح بين أقوالهم عند التعارض.
ومن أبواب الاجتهاد في تفسير الصحابة والتابعين الاجتهاد في تقرير مسائل الإجماع، وتصنيف مسائل الخلاف، والتمييز بين الخلاف المعتبر وغير المعتبر، وخلاف التنوّع وخلاف التضاد، والتعرّف على الأقوال وأنواعها، وجوامعها وفوارقها ومآخذها وعللها.
5. وأما تفسير القرآن بلغة العرب؛ أهمّها الاجتهاد في ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب، وتمييز صحيح الشواهد من منحولها، ومقبولها من مردودها، والاجتهاد في اكتشاف ما اعترى بعضها من اللحن والتغيير والتصحيف، وضبط الألفاظ العربية رواية ودراية، والتمييز بين لغات العرب، وتعرّف أوجه الاختلاف والتوافق بينها، ومعرفة الإعراب، وتلمّس العلل البيانية، وتوجيه القراءات، ومعرفة الاشتقاق والتصريف، والاجتهاد في تعيين معاني الحروف والمفردات والأساليب القرآنية إلى غير ذلك من الأبواب الواسعة للاجتهاد اللغوي في تفسير القرآن.
- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
- والاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
- والاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين.
س3: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
طرق التفسير لهامراتب ينبني بعضها على بعض:
الأصل الأول: ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات؛ فدلالة النصّ الصحيح الصريح هي أصل الدلالات، والحاكمة عليها، والمبيّنة لحدودها، فلا اجتهاد في موضع النص، بل كل اجتهاد خالف النصّ فهو مردود.
الأصل الثاني: دلالة الإجماع وهي من الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين؛ فإذا أجمعوا على تفسير آية فإجماعهم حجّة لا تحلّ مخالفته.
وهذا الأصل ينبني على ما قبله؛ إذ لا يُمكن أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من الكتاب والسنة.
الأصل الثالث: دلالة الأثر، والمقصود بها ما تحصّل للمفسّر من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية مما لم يتحقق فيه الإجماع؛ فهذه الدلالة أقل مرتبة من سابقتيها، وهي مترتّبة عليهما؛ إذ كل قول خالف الأصل الأول أو الثاني فهو مردود.
غير أنّ مخالفة الصحابي إذا صحّ الإسناد إليه ولم يتبيّن لقوله علة يُعرف بها أنه أخطأ في ذلك القول أو أنه اعتمد على نصّ منسوخ ولم يقع إنكار من علماء الصحابة لقوله فإن تلك المخالفة ترفع دعوى الإجماع؛ فتكون المسألة مسألة خلاف وليست مسألة إجماع.
وأما مخالفة أحد التابعين لقول وقع الاتّفاق عليه فلا ترفع الإجماع على الصحيح بشرط أن لا يُتابَع على قوله؛ فإذا تابعه بعض العلماء على قوله كانت المسألة مسألة خلاف، وإما إذا هُجر قوله ولم يُتابعه عليه أحد لم تكن مخالفته قادحة في انعقاد الإجماع؛ لأن هجران العلماء لقوله دليل على إجماعهم على خطئه.
ومسائل الخلاف التي لا يمكن الجمع بين الأقوال فيها وإنما يُصار فيها إلى الترجيح على نوعين:
النوع الأول: مسائل الخلاف القوي.
والنوع الثاني: مسائل الخلاف الضعيف.
والأصل الرابع: دلالة اللغة، وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية، وهذه الدلالة مترتّبة على ما قبلها؛ فيُشترط لقبولها أن لا تخالف النص ولا الإجماع ولا أقوال السلف.
وكل تفسير اعتمد فيه صاحبه على احتمالٍ لغويٍّ خالف فيه نصّا أو إجماعاً أو أقوال السلف في الآية فهو تفسير مردود.
والأصل الخامس: دلالة الاجتهاد، وهي دلالة مترتّبة على ما سبق من الأصول، لا يجوز أن تخرج عنها، فكلّ تفسير اعتمد فيه صاحبه على اجتهاد خالف فيه نصّاً أو إجماعاً أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة فهو تفسير مردود.
ومن أهمية معرفة هذه المراتب:
*معرفة حدود المجتهدين في التفسير ،فلا يجتهد المفسراجتهاداً مطلقاً.
* الحذر من القول على الله بغير علم.
*اتباع هدي النبي –صلى الله عليه وسلم –واتباع سبيل المؤمنين .
س4: تحدث بإيجاز عن عناية المفسرين بالبديع.
عناية المفسرين بالبديع يمكن إجمالها في :
*بعض من المفسّرين يذكر الأمثلة على بديع القرآن في مقدّمة تفسيره.
*وهناك مَن كتب في إعجاز القرآن ومتشابهه وبلاغته عناية بذكر أمثلة من بديع القرآن، كما في إعجاز القرآن للخطابي والرمّاني، والإيجاز والإعجاز لأبي منصور الثعالبي، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، وغيرها.
*أوّل من عُني بتتبّع أنواع البديع في القرآن ابنُ أبي الإصبع المصري(ت:654هـ)، وألّف في ذلك كتابه المعروف "بديع القرآن"، وهو كتاب اختصّ به ما في القرآن من أمثلة البديع التي وقف عليها أو استخرجها، وجعله تتمّة لكتابه "تحرير التحبير".
*ثمّ بدر الدين الزركشي (ت:795هـ) في البرهان.
*ثم جلال الدين السيوطي(ت:911هـ) في الإتقان أمثلة كثيرة لبديع القرآن.
ولم يزل المصنّفون يزيد بعضهم على بعض في أنواع البديع، حتى أفردت في بعض الأنواع مؤلفات مختصة بها تشرح معناها، وتجمع أمثلتها، وتبيّن أصولها وفصولها.
س5: اذكر أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني
أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني ،ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تناسب صفات الحروف وترتيبها للمعنى المدلول عليه باللفظ، حتى كأنّها تحكي المعنى بجَرْسها وطريقة نطقها.
مثال ذلك:
"يصَّعَّد" في قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} كأنّها تحكي حال الصعود وضيق النَفَس به، وما يعالجه الصاعدُ من الكرب والضيق.
والنوع الثاني: تناسب الحركات ومراتبها، ودلالتها على الفروق المتناسبة بين دلائل الألفاظ على المعاني.
مثال ذلك:
قال ابن القيم رحمه الله: وانظر إلى تسميتهم الطويل بالعَشَنَّق، وتأمَّل اقتضاء هذه الحروف ومناسبتها لمعنى الطويل، وتسميتهم القصير بالبُحْتُر، وموالاتهم بين ثلاث فتحات في اسم الطَّويل وهو العَشَنَّق، وإتيانهم بضمتين بينهما سكون في البُحْتُر؛ كيف يقتضي اللفظ الأول انفتاح الفم وانفراج آلات النطق وامتدادها، وعدم ركوب بعضها بعضا، وفي اسم البُحْتُر الأمر بالضد.
والنوع الثالث: مناسبة أحرف الزيادة في الجملة لمعنى الكلام.
مثال ذلك:
وقوله: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا} فإن النحاة يقولون "أن" زائدة، أي: في الإعراب،والمراد: تصوير الفصل الذي كان بين قيام البشير بقميص يوسف وبين مجيئه لبعد ما كان بين يوسف وأبيه عليهما السلام, وأن ذلك كأنه كان منتظرًا بقلق واضطراب تؤكدهما وتصف الطرب لمقدمه واستقراره، غنة هذه النون في الكلمة الفاصلة؛ وهي "أن" في قوله: "أن جاء".
س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.
فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسيركثير جداً:
ومنها أنها تعين طالب علم التفسير على أن يبصر طريقة في طلب هذا العلم الجليل ويضع خطة بحثه فيه،ويعرف أفضل طرق التفسيرفيتدرج في البحث فيها.
ومنها أنه يعلم كيف يجمع أقوال السلف ويرجح بينها بأسلوب علمي بين.
ومنها أنها تعلم طالب علم التفسير شروط المجتهد فلا يتعدى في القول ،فيقول على الله بغير علم.
ومنها أنه يتعلم كيف يرد على المخالف ،والقرآنيين الذين ينكرون السنة ما دونها أيضا.
ومنها أنها تفيد طالب العلم في فهم معاني كلام الله والمراد منه،وبلاغةالنص القرآني ،ومن ثَم تدبره ،والعمل به.
ومنها أنها تفيده في استنباط الأحكام الظاهرة والخفية ،واللطائف الإيمانية التي تزيد الإيمان.
ومنها الوقوف على مسائل الإجماع التي أجمع عليها الصحابة ومعرفة كون إجماعهم حجة،وأيضا معرفة مسائل الخلاف المعتبر والغير معتبر.
ومنها يستطيع طالب التفسير قرأة تفاسير السلف وفهم مراداتهم ،واستخراج درر كلامهم.
ومنها: أنّه يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسّرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.

وغير ذلك من الفوائد الجليلة.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 23 شوال 1438هـ/17-07-2017م, 11:52 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

‎المجموعة الخامسة:
س1: ما هي شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير ؟
شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير ثلاثة شروط :
الشرط الأول: أن يكون المجتهد مؤهلاً في العلوم التي يحتاج اليها في الباب المجتهد فيه
والشرط الثاني: أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
والشرط الثالث: أن لا يخالف اجتهاده أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.

‎س2: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
اجتهاد العلماء في التفسير اللغوي له موارد ومداخل منها:
1-الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه، وينبني عليه أحكام لغوية وله طرق ومراتب وعلل وآفات
2-الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.
3-الاجتهاد في توجيه القراءات، وهو كثير .
4-الاجتهاد في إعراب القرآن، وهو كثير ويترتب عليه المعنى.
5-الاجتهاد في:تلمّس العلل البيانية، وما فيه من اختلاف وتفاوت في مراتبه .
6-الاجتهاد في تصريف بعض المفردات القرآنية .
7-الاجتهاد في بيان اشتقاق بعض المفردات القرآنية.
8- الاجتهاد في اكتشاف الأنواع البديعية والبيان عنها.
9-الاجتهاد في البيان عن تناسب الألفاظ والمعاني القرآنية.
10-الاجتهاد في التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين. مثل ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب وتمييز الصحيح من غيره ومعرفة اللحن والتغيير والتصحيف وضبط الألفاظ رواية ودراية ومعرفة لغات العرب والاعراب والعلل البيانية والقراءات والاشتقاق والتصريف ومعاني الحروف والمفردات والأساليب القرآنية وغيرها .
11-الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
12- الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بعبارة حسنة يُبين فيها الأقوال والمآخذ عليها
13- الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وله أمثلة كثيرة منها :
أ: اختلاف المفسّرين في معاني التعريف "بأل" في بعض الألفاظ القرآنية يما يخرّج على أحد ثلاثة معاني: التعريف لإرادة الجنس، والتعريف للعهد الذهني أو الذكري.

س3: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
أنواع الاشتقاق:
النوع الأول: الاشتقاق الصغير، يظهر فيه اتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف المشتق كاشتقاق "المسحَّر" من السَّحر" واشتقاق "مرداس" من الردس، وهكذ.
والنوع الثاني: الاشتقاق الكبير، وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في "فسر" و"سفر"، و"فقر" و"قفر" أي محاولة إيجاد المناسبة بين معنى الجذر والمعنى الكلي الذي استخرجه
أول من اعتنى به هو ابن جني
فالألفاظ التي تعود إلى جذر ثلاثي يمكن تقليبها الى ستّة جذور والتي تعود إلى جذر رباعي إلى أربعة وعشرين جذراً. والخماسية إلى مائة وعشرين جذراً، ويتعذّر الإحاطة بها، وقد يكون كثير منها غير مستعمل.
وهذا النوع فيه شيء من التكلف وقد استعمله بعض المفسّرين استئناساً
والنوع الثالث: الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم الكُبار" وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها.
- وقد يكون الاختلاف في الحرف الأخير أو الأول أو الأوسط وقد يكون للمفردة لغتان عن العرب مع اتحاد المعنى وهذا النوع فيه تكلف
والنوع الرابع: الاشتقاق الكُبّار ، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".


س4: بيّن أصناف القائلين في القرآن بغير علم.
القائلون في القرآن بغير علم على أصناف:
الصنف الأول: الذين لا يؤمنون بالقرآن أصلاً من كفرة أهل الكتاب والمشركين فهؤلاء يقولون فيه ما يقولون ليصدّوا عنه، وليحاولوا مغالبته، وإيجاد شيء من الاختلاف فيه، والقدح في صحته ودلالته على الهدى، وقد أنزل الله في أهل هذا الصنف آيات بينات تدلّ على عظيم جرمهم، وشدة العذاب الذي تُوعّدوا به.
- قال الله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)}
- وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)}.
الصنف الثاني: المنافقون الذين يظهرون الإيمان بالقرآن، ليثيروا الشبهات ويجادلون بالمتشابه منه ليصدوا الناس عن الهدى وقد في التحذير منهم أحاديث كثيرة منها
- ما رواه عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النوّاس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجادلُوا بالقُرْآن، ولا تكذِّبُوا كتابَ اللهِ بعضَه ببعْضٍ؛ فو الله! إنّ المؤمنَ لَيجادلُ بالقرآن فيُغلَبُ وإنّ المنافقَ لَيجادلُ بالقرآن فيَغلِبُ) رواه الطبراني في مسند الشاميين، وصححه الألباني.
الصنف الثالث: أهل البدع الذين يتّبعون أهواءهم، ويعرضون عن السنة واتّباع سبيل المؤمنين من الصحابة والذين اتّبعوهم بإحسان، ويتبعون المتشابه، ويخوضون في آيات الله بغير علم ولا هدى.
وقد صحّ في التحذير منهم أحاديث وآثار.
- منها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» متفق عليه،
الصنف الرابع: المتكلّفون الذين يقفون ما ليس لهم به علم، ويتكلفون الحديث عن أمور لا يتعلّق بها عمل ولا هدى،
الصنف الخامس: المتعالمون المتشبّعون بما لم يُعطوا
الصنف السادس: الجُهَّال الذين لا يتورّعون عن القول في القرآن وتفسيره بغير علم تخرّصا منهم

س5: بين مع التمثيل فائدة علم البديع للمفسر
فائدة علم البديع للمفسّر
1-ينبغي أن يكون للمفسّر نصيب وافرٌ من علوم البلاغة، ومنها علم البديع، وهو أنواع كثيرة قد تختلف في تسميتها وحقيقتها واحدة
2-على المفسر أن يأخذ من أنواع البديع بما ظهر نفعه وتيسّر فهمه، وأن لا يتوغّل فيه توغّل المتكلّفين.وليكن غرض المفسّر منه ما يعينه على استخراج الأوجه التفسيرية والمعاني اللطيفة،
3-إذا تحلى المفسر بحسنَ ذوق، ولطافة ذهن،وقدرة على الاستخراج والتبيين توصّل به إلى أوجه بديعة في التفسير قد لا يتفطّن لها كثير من الناس، فتفيده في التدبّر واستحضار معاني الآيات ولوازم المعاني.
ومن الأمثلة على أنواع البديع التي تفيد المفسر نوعين :
النوع الأول: الاحتباك ، على وزن افتعال من الحبك ، وهو شدّة الإحكام في حسن وبهاء، وكلّ ما أُجيد عمله فهو: محبوك، وتقول العرب: فرس محبوكة إذا كانت تامّة الخلق شديدة الأسر، ومنه يقال: لشدّ الإزار وإحكامه: الاحتباك.
والمراد بالاحتباك عند أهل البديع أن يقابَل بين جملتين مقابلة غير متطابقة؛ فيحذف من الجملة الأولى ما يقابل الثانية، ويحذف من الثانية ما يقابل الأولى، فتدلّ بما ذكرت على ما حذفت، ويحتبك اللفظ والمعنى بإيجاز بديع.
ولذلك سمّاه بدر الدين الزركشي(ت:795هـ) "الحذف المقابلي"، وهو من أجود أنواع البديع المعنوي،
يقسم الاحتباك إلى درجتين:
1- احتباك ثنائي التركيب، ومثاله .
قوله تعالى:(أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، فالاحتباكِ ف الآية المقابلةُ بين جزاء وحال، فتقدير الكلام : أفمن يأتي خائفاً يوم القيامة ويلقى في النار خير أمّ من يأتي آمناً ويدخل الجنّة.والمتبادر إلى الذهن أن يُقابَل بين جزاء وجزاء ، وأن يقابل بين حال وحال؛ فالخروج عن المتبادر لا يكون إلا لفائدة بلاغية
2- احتباك ثلاثي التركيب، ومن أمثلته قول الله تعالى في سورة الفاتحة: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين{
ففي هذه الآية نوع عزيز من أنواع الاحتباك أشار إليه ابن عاشور رحمه الله.
وشَرْحُ كلامه: أنّ التقابلَ في هذه الآية ثلاثي التركيب ففيه:
.1مقابلة بين الإنعام والحرمان.
.2 ومقابلة بين الرضا والغضب.
.3 ومقابلة بين الهدى والضلال.
وتقدير الكلام : {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم} فهديتَهم ورضيت عنهم {غير المغضوب عليهم} الذين حرموا نعمتك وضلّوا، {ولا الضالّين} الذين حرموا نعمتك وغضبت عليهم.
النوع الثاني: حسن التقسيم، ويسميه بعض أهل البديع صحة التقسيم، وهو على نوعين:
1-التقسيم اللفظي: تقسيم الكلام إلى جمل يسيرة متسّقة متآلفة.
ومثاله قوله تعالى: { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }
2-التقسيم المعنوي: هو استيفاء أقسام المُقسَّم نصّاً أو تنبيهاً، وهو كثير جداً في القرآن الكريم.
مثاله : قول الله تعالى: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}
فاستوفت الآية أقسام حالات العبد.
ومثاله في النصوص، حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي؛ فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل). رواه مسلم في صحيحه.
قال ابن عاشور: (في هذا الحديث تنبيه على ما في نظم فاتحة الكتاب من خصوصية التقسيم إذ قسم الفاتحة ثلاثة أقسام. وحسن التقسيم من المحسنات البديعية).ا.هـ.
والتقسيم المعنوي ظاهر وخفي وما تقدم من أمثلة هو ظاهر وهو ما ذُكرت أقسامه نصّا أو كان التنبيه على ما حذف ظاهراً.و الخفيّ ما احتيج فيه إلى استنباط واستخراج، وله دلائل تدلّ عليه، ويتوصل اليه بتدبّر القرآن، وأمثلته في القرآن كثيرة جداً.

س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.
يكشف للمفسر كثيراً من المعاني والأوجه التفسيرية، ويعرّفه علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير، ويعينه على معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير
يعين المفسر على التفكّر والتدبّر، وإمعان النظر، لفهم المعنى، وإدراك المقصد، واستنباط الحكم.
تمييز وكشف الشبهات وماوقع فيه أهل البدع في مسلكهم في التفسير .
أن يتعرف على موارد التفسير وعدم معارضته لأحدها
إدراك معاني الألفاظ،ومعرفة أصلها وأوجه تصريفها،

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 24 شوال 1438هـ/18-07-2017م, 11:39 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما هي شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير ؟
1-أن يكون مؤهلا في الباب الذي يجتهد فيه وهذا الاجتهاد يتجزأ فلكل باب ما يتعلق به.
2-معرفة موارد الاجتماع وما يمكن الاجتهاد فيه.
3-عدم الخروج باجتهاد مخالف لأصل من الأصول التي تبنى عليها دلالة الاجتهاد
وكلّ اجتهاد خالف أصلا فهو مردود.


س2: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.

- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
- والاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
- والاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وهو باب واسع للاجتهاد


س3: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
النوع الأول: الاشتقاق الصغير، وهو النوع المعروف عند العلماء المتقدّمين، وهو ما تقدّم ذكره؛ كاشتقاق "المسحَّر" من السَّحر" ويلحظ فيها الاتفاق في ترتيب حروف الأصل مع اختلاف الصيغتين، وهذا النوع يسميه بعضهم "الاشتقاق الأصغر". 

والنوع الثاني: الاشتقاق الكبير، وهو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف، كما في "فسر" و"سفر"، و"فقر" و"قفر" 
وهذا النوع سماه ابن جني وبعض أهل العلم "الاشتقاق الأكبر"، واستقرّت تسميته فيما بعد بالكبير. 
وسمّاه شيخ الإسلام ابن تيمية "الاشتقاق الأوسط" وعرَّفه بقوله:(وهو: اتفاق اللفظين في الحروف لا في ترتيبها).

والنوع الثالث: الاشتقاق الأكبر، ويسميه بعضهم الكُبار" وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها.

والنوع الرابع: الاشتقاق الكُبّار ، وهو اشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصاراً، وهو ما يعرف بالنحت، كاشتقاق البسملة من قول "بسم الله" ، والحوقلة من "لا حول ولا قوة إلا بالله".

س4: بيّن أصناف القائلين في القرآن بغير علم.

1-من لا يؤمن بالقرآن أصلاً من كفرة أهل الكتاب والمشركين فهؤلاء إنما يقولون فيه ما يقولون ليصدّوا عنه، وليحاولوا مغالبته، وقد أنزل الله في أهل هذا الصنف آيات بينات تدلّ على عظيم جرمهم، وشدة العذاب الذي تُوعّدوا به.
2-المنافقون الذين يظهرون الإيمان بالقرآن، ويسعون في إثارة الشبهات، ولَبْس الحقّ بالباطل، والمجادلة بالمتشابه منه لإبطال دلالة المحكم، وصدّ الناس عن الهدى بعد إذ جاءهم.

3-أهل البدع الذين يتّبعون أهواءهم، ويخوضون في آيات الله بغير علم ولا هدى.

4-المتكلّفون الذين يقفون ما ليس لهم به علم، ويتكلفون الحديث عن أمور لا يتعلّق بها عمل ولا هدى،
5-المتعالمون المتشبّعون بما لم يُعطوا
6-الجُهَّال الذين لا يتورّعون عن القول في القرآن وتفسيره بغير علم تخرّصا منهم وتعجلاً وجهلاً.

س5: بين مع التمثيل فائدة علم البديع للمفسر
ينبغي أن يكون للمفسّر نصيب وافرٌ من علوم البلاغة، ومنها علم البديع، وهو من العلوم التي لا يحاط بها لتفاضل القرائح والفهوم في إدراك أنواعه وأمثلته، فلم يزل العلماء يزيد بعضهم على بعض فيها.
ومن أمثلته قول الله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)}
فإنّه استوفى ذكر أقسام أمّة الاستجابة فجعلها على ثلاثة أقسام: 
 .1 المحسنين. 
 .2والمقتصدين .
 .3 وظالمي أنفسهم، وهم الذين لديهم أصل الإيمان لكنّهم مقترفون لذنوب لم يتوبوا منها. 
ولا تخرج أقسام أتباع الرسل عن هذه الأقسام الثلاثة، وكلّ قسم حظّه من الاصطفاء بقدر حظّه من الاستجابة. 


س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.
-ان علم التفسير علم واسع يستخرج به بعض إعجاز القرآن وبلاغته وأن تفسير القران والغرص في معانيه وبحر لا ساحل له.
-التأمل والتدبر في آيات الله والحرص على الاستفادة منها.
-صعوبة التفسير بلغة العرب ودقة البحث فيها وفي ألفاظها ودلائلها.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 26 شوال 1438هـ/20-07-2017م, 12:15 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن مع التمثيل فائدة علم الصرف للمفسّر.
علم الصرف من العلوم المهمّة للمفسّر، يكشف له كثيراً من المعاني والأوجه التفسيرية، ويعرّفه علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير، ويعينه على معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
ويمكن ان نوجز ذلك فى عدة نقاط:

1- معرفة أوجه المعاني التي تتصرّف بها الكلمة، وفائدة اختيار تلك التصاريف في القرآن الكريم على غيرها.
2- معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.
3- أنّه يكشف عن علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير التي قد يقع فيها بعض المفسّرين ممن أتوا بعد عصر الاحتجاج، أو مما يروى بأسانيد لا تصحّ عن بعض الصحابة والتابعين ممن كانوا في عصر الاحتجاج.

ومن أمثلة ذلك: أقوال السلف في تفسير قول الله تعالى: {وحشرنا عليهم كلّ شيء قُبُلا}
فروي عنهم في معنى {قبلا} ثلاثة أقوال:
القول الأول: {قُبُلا} أي : معاينة، وهذا القول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس من طريق معاوية بن صالح عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس.
والقول الثاني: {قبلا} أي: أفواجاً ، رواه ابن جرير عن مجاهد.
والقول الثالث: {قُبلا} أي: كفلاء، وهذا القول اختاره الفراء.
- فأمّا القول الأول فتخريجه أنّ القُبُل بمعنى المقابِل ؛ والمقابل معاين لمن قابله، كما تقول: لقيتُه قُبُلاً: أي: مواجهة ، ومنه قوله تعالى: {قُدّ من قُبُل}، وقوله تعالى: {أو يأتيهم العذاب قُبُلا}.
ويرجّح هذا المعنى قراءة من قرأ: {وحشرنا عليهم كلّ شيء قِبَلا}.
- وأما القول الثاني فتخريجه أنَّ {قبلا} جمع قبيل، كرغيف ورُغُف، والقبيل: الجماعة الكثيرة من صنف واحد، أي ُحشروا عليهم أفواجاً كل فوج قبيل.
قال ابن كثير: (أي: تُعرَض عليهم كلّ أمّةٍ بعد أمة فتخبرهم بصدق الرسل فيما جاؤوهم به {ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء اللّه}).
- وأما القول الثالث فتخريجه أنَّ {قبلا} جمع قبيل بمعنى كفيل، ومنه قوله تعالى: {أو يأتي بالله والملائكة قبيلا} أي: كفلاء وضمناء.
والتحقيق أنّ هذه المعاني كلّها صحيحة، ودلالة الآية تسعها كلها.
فاستطاع العلماء بعلم التصريف أنه يعرفوا تخريج أقوال السلف في التفسير من جهة اللغة.
س2: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
موارد الاجتهاد في التفسير
والاجتهاد في التفسير داخل في جميع طرق التفسير
1. طريق تفسير القرآن بالقرآن
يُحتاج الى الإجتهاد فى المسائل التى لا تكون دلالتها ظاهرة
فيستخرج المجتهد دلالةً من آية لتفسير آية أخرى
أو يبين معنى يتّصل بها يعين على معرفة تفسيرها
أو يرجح قول على قول من الأقوال المأثورة في تفسيرها.
ولهذا الاجتهاد موارد ومداخل منها:
أ: الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يُقرأ بها.
ب: والاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى كما تقدّم من تفسير السجّيل بالطين.
ج: والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج ما يدلّ على ذلك من آيات أخرى، ولذلك أمثلة كثيرة تقدّم ذكر بعضها.
د: والاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي؛ كما فعل عليّ وابن عباس في مسألة أقلّ مدّة الحمل.
هـ: والاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها.
و: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى,
ز: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية المحكيّة في آية بما يبيّن ضعفها من الدلالات المستخرجة من آيات أخرى، وهو باب واسع يحتاج فيه المجتهد إلى حسن الاستحضار وقوّة الاستنباط.

2. تفسير القرآن بالسنّة
والأجتهاد فيه من أعظم أبواب النفع ومن فوائده واثاره العظيمة الذبّ عن سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، وإقامة الحجّج والبراهين على إبطال التفاسير البدعية التي شاعت وراجت، وفُتن بها من فُتن، واغترّ بها من اغتر.

ومن موارد الاجتهاد فيه:
أ: الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً؛ بالتحقق من صحّة الإسناد، وسلامة المتن من العلّة القادحة.
ب: والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها، أو يعين على معرفة تفسيرها.
ج: والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
د: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
هـ: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية؛ فإنّ من المفسّرين من يجتهد في تفسير آية فيخرج بقول يعارض حديثاً صحيحاً وهو لا يعلم به أو عزب عنه عند اجتهاده؛ فيتعقّبه من يبيّن ذلك.


3. وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة فيدخله اجتهاد المفسّر من أبواب:
أ: منها الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير وجمعها من التفاسير المسنده دواوين السنة والأجزاء الحديثية
ب: ومنها الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
ج: ومنها الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة، ومعرفة مآخذها، وتخريجها على أصول التفسير
د: الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب.
هـ: الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.
و: الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
ز: الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.

4. وأما تفسير القرآن بأقوال التابعين
فموارد الاجتهاد فيه
أ : أكثر الأوجه المتقدّمة في تفسير القرآن بأقوال الصحابة إلا أنّ أقوال الصحابة التي تُحمل على الرفع يُحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال.
ب :الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط، وتعرّف مراتبهم ودرجاتهم ليستفاد بهذا الاجتهاد في الترجيح بين أقوالهم عند التعارض.
ج: الاجتهاد في تقرير مسائل الإجماع، وتصنيف مسائل الخلاف، والتمييز بين الخلاف المعتبر وغير المعتبر، وخلاف التنوّع وخلاف التضاد، والتعرّف على الأقوال وأنواعها، وجوامعها وفوارقها ومآخذها وعللها

5. وأما تفسير القرآن بلغة العرب
فمن موارد الاجتهاد فيه
أ: الاجتهاد في ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب
ب: تمييز صحيح الشواهد من منحولها، ومقبولها من مردودها، والاجتهاد في اكتشاف ما اعترى بعضها من اللحن والتغيير والتصحيف
ج: وضبط الألفاظ العربية رواية ودراية، والتمييز بين لغات العرب، وتعرّف أوجه الاختلاف والتوافق بينها
ومعرفة الإعراب
د : تلمّس العلل البيانية، وتوجيه القراءات معرفة الاشتقاق والتصريف،والاجتهاد في تعيين معاني الحروف والمفردات والأساليب القرآنية
و: الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
هـ:والاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
ز :الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وهو باب واسع للاجتهاد، وله أمثلة كثيرة نافعة.
والمقصود من كلّ ما تقدّم بيان سعة مجال الاجتهاد في التفسير، إلا أنّ له حدوداً تضبطه، وله شروط في كلّ نوع من أنواعه؛ فلا يجتهد في تفسير القرآن بالسنة من لا يميّز الصحيح من الضعيف، ولا يعرف أصول شرح الأحاديث، ولا يجتهد في التفسير اللغوي من لا يُحسن أدوات الاجتهاد فيه، وهكذا في كلّ نوع.

س3: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
مراتب دلالات طرق التفسير
طرق التفسير راجعة إلى أصول ومراتب ينبني بعضها على بعض.
فالأصل الأول: ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات؛ فدلالة النصّ الصحيح الصريح هي أصل الدلالات، والحاكمة عليها، والمبيّنة لحدودها. ومن المعلوم أنه لا اجتهاد في موضع النص
والأصل الثاني: دلالة الإجماع وهي من الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين؛ فإذا أجمعوا على تفسير آية فإجماعهم حجّة لا تحلّ مخالفته.
والأصل الثالث: دلالة الأثر، والمقصود بها ما تحصّل للمفسّر من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية مما لم يتحقق فيه الإجماع
والأصل الرابع: دلالة اللغة، وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية، وهذه الدلالة مترتّبة على ما قبلها؛ فيُشترط لقبولها أن لا تخالف النص ولا الإجماع ولا أقوال السلف.

والأصل الخامس: دلالة الاجتهاد، وهي دلالة مترتّبة على ما سبق من الأصول، لا يجوز أن تخرج عنها
وكل دلالة من الدلالات السابقة تنبني على ما قبلها فكلّ تفسير اعتمد فيه صاحبه على اجتهاد خالف فيه نصّاً أو إجماعاً أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة فهو تفسير مردود.
وأهميّة معرفة هذه المراتب
‘ذا عرفنا هذه المراتب علمنا أن التفسير بالاجتهاد له حدود تضبطه، وهذه الحدود مبيَّنة بدلائل محكمة لا يُخالفها إلا متعدّ أو مفرّط.
س4تحدث بإيجاز عن عناية المفسرين بالبديع.

1- لجماعة من المفسّرين عناية بذكر بعض الأمثلة على بديع القرآن في مقدّمات تفاسيرهم، وفي بعض الآيات التي يشتهر خبر بديعها
2- لبعض مَن كتب في إعجاز القرآن ومتشابهه وبلاغته عناية بذكر أمثلة من بديع القرآن، كما في إعجاز القرآن للخطابي والرمّاني، والإيجاز والإعجاز لأبي منصور الثعالبي، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، وغيرها.

ذكر شيخنا الفاضل عبد العزيز الداخل حفظه الله
أن أوّل من علمه عُني بتتبّع أنواع البديع في القرآن ابنُ أبي الإصبع المصري(ت:654هـ)، وألّف في ذلك كتابه المعروف "بديع القرآن"، وهو كتاب اختصّ به ما في القرآن من أمثلة البديع التي وقف عليها أو استخرجها، وجعله تتمّة لكتابه "تحرير التحبير
و ذكر بدر الدين الزركشي (ت:795هـ) في البرهان، وجلال الدين السيوطي(ت:911هـ) في الإتقان أمثلة كثيرة لبديع القرآن.
ولم يزل المصنّفون يزيد بعضهم على بعض في أنواع البديع، حتى أفردت في بعض الأنواع مؤلفات مختصة بها تشرح معناها، وتجمع أمثلتها، وتبيّن أصولها وفصولها.

س5: اذكر أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني
أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني
ذكر شيخنا حفظه الله بحسب ما وقف عليه انها ثلاثة أنوع وقد تذيد على ذلك
وهذه الأنواع متآلفة غير متزايلة، فقد تجتمع كلها في جملة واحدة
النوع الأول: تناسب صفات الحروف وترتيبها.
وهذا النوع هو أخصّ أنواع التناسب وأنفعها، وله أمثلة ظاهرة الدلالة على المراد، وقد قيل: (الألفاظ في الأسماع كالصور في الأبصار).
ولبعض أهل العلم عناية بهذا النوع، ومن أمثلة ما ذُكِرَ فيه:
-ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله : (تأمل قولهم: "حجر" و"هواء" كيف وضعوا للمعنى الثقيلِ الشديدِ هذه الحروفَ الشديدةَ، ووضعوا للمعنى الخفيفِ هذه الحروفَ الهوائيةَ التي هي من أخف الحروف)ا.هـ.
- ما قيل في لفظ "يصطرخون" في قول الله تعالى: {وهم يصطرخون فيها} وأنّ صفات هذه الحروف وترتيبها مشعر بمعناها، حتى لو قُدّر وجود مَن تطرق سمعَه هذه اللفظة لأوّل مرّة، وذُكرت له في موضعها، لهداه جرْسُها وتناسب حروفها إلى معرفة معناها، وأنّ أهل النار تتعالى أصواتهم فيها صراخاً وتألّماً واضطراباً وطلباً للنجدة، ودلَّ ضمير "هم" على التمكن والاختصاص، والفعل المضارع على التجدد؛ فصوّرت هذه الآية معنى بليغاً واختصرت شرحاً كثيراً للحال المخزية والمؤلمة للكفار في النار.

النوع الثاني: تناسب الحركات ومراتبها
وقال بن القيم رحمه الله : (وانظر إلى تسميتهم الطويل بالعَشَنَّق، وتأمَّل اقتضاء هذه الحروف ومناسبتها لمعنى الطويل، وتسميتهم القصير بالبُحْتُر، وموالاتهم بين ثلاث فتحات في اسم الطَّويل وهو العَشَنَّق، وإتيانهم بضمتين بينهما سكون في البُحْتُر؛ كيف يقتضي اللفظ الأول انفتاح الفم وانفراج آلات النطق وامتدادها، وعدم ركوب بعضها بعضا، وفي اسم البُحْتُر الأمر بالضد.
وتأمَّل قولهم: "طَال الشيءُ فهو طويل"، و"كَبُرَ فهو كَبير"؛ فإن زاد طوله قالوا: طُوالا وكُبارا؛ فأتوا بالألف التي هي أكثر مدا وأطول من الياء في المعنى الأطول؛ فإن زاد كِبَر الشيء وثَقُلَ مَوقِعُه من النفوس ثقَّلوا اسمه فقالوا "كُبَّارا" بتشديد الباء.
ولو أطلقنا عنان القلم في ذلك لطال مداه واستعصى على الضبط)ا.هـ.

النوع الثالث: مناسبة أحرف الزيادة في الجملة لمعنى الكلام
ذكر مصطفى صادق الرافعي (ت:1356هـ) في كتابه "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية"، له أمثلة حسنة، منها قوله: (الكلمات التي يظن أنها زائدة في القرآن كما يقول النحاة، فإن فيه من ذلك أحرفًا: كقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} وقوله: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا} فإن النحاة يقولون إن "ما" في الآية الأولى و"أن" في الثانية، زائدتان، أي: في الإعراب؛ فيظن من لا بصر له أنهما كذلك في النظم ويقيس عليه، مع أن في هذه الزيادة لونًا من التصوير لو هو حذف من الكلام لذهب بكثير من حسنه وروعته.
- فإن المراد بالآية الأولى: تصوير لين النبي صلى الله عليه وسلم لقومه، وإن ذلك رحمة من الله، فجاء هذا المد في "ما" وصفًا لفظيا يؤكد معنى اللين ويفخمه، وفوق ذلك فإن لهجة النطق به تشعر بانعطاف وعناية لا يبتدأ هذا المعنى بأحسن منهما في بلاغة السياق، ثم كان الفصل بين الباء الجارة ومجرورها "وهو لفظ رحمة" مما يلفت النفس إلى تدبر المعنى وينبه الفكر على قيمة الرحمة فيه، وذلك كله طبعي في بلاغة الآية كما ترى.
- والمراد بالثانية: تصوير الفصل الذي كان بين قيام البشير بقميص يوسف وبين مجيئه لبعد ما كان بين يوسف وأبيه عليهما السلام, وأن ذلك كأنه كان منتظرًا بقلق واضطراب تؤكدهما وتصف الطرب لمقدمه واستقراره، غنة هذه النون في الكلمة الفاصلة؛ وهي "أن" في قوله: "أن جاء".



س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.
أن يتعلم طالب العلم عدة أمور هامة تعينه على فهم كلام المفسرين والإستفاده منه ويستطيع طالب العلم بعد درلسة هذه الدوره بعناية أن يميز بين كتب التفسير وتكون له معرفة ودرلايه بتوجيه كلام المفسرين وترجيحاتهم فيها
منها معرفة مراتب طرق التفسير وأنها متداخلةوانه قد يجتمع في المسألة الواحدة من مسائل التفسير طرق متعددة من طرق التفسير.
ومنها معرفة كل مرتبة من مراتب التفسير وأمثلة لها ومعرفة عناية العلماء بها وتطبيق ذلك على كتب التفسير
ومنها معرفة بموارد الاجتهاد، وما يسوغ الاجتهاد فيه، وما لا يسوغ، ولا يعرف مواضع الإجماع والخلاف في الأبواب التي يحتاج فيها إلى الاجتهاد
ومنها معرفة ودراسة التفسير اللغوي والمسارات المتعددة ولعناية العلماءبألفاظ القرأن ومعرفة امثلة لكل نوع والمؤلفات فيه
ومنها معرفة محاذير فى تفسير القرأن ومعنى القول على الله بغير علم وهو من أهم الأبواب لطالب التفسير
وعلى المستوى الشخصى فقد أستفدت جداّ من هذه الدورة المباركة وخاصةً الفوائد والتنبيهات التى تفضل بها شيخنا الفاضل ولم أعطيها حقها وساعيد دراسة هذه الدورة والعناية بها لما وجدته فيها من نفع وفوائد فقد جمعت لنا علماً عزيزاً فى باباُ من أنفع الأبواب لطالب العهلم فجزى الله شيخنا الفاضل خير الجزاء وذاده علماً وفضلاً

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 10 ذو القعدة 1438هـ/2-08-2017م, 01:32 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.:
من حكمة الله تعالى أن فَسَح للاجتهاد مجالاً رحباً يحمل المجتهد على التفكّر والتدبّر، وإمعان النظر، لفهم المعنى، وإدراك المقصد، واستنباط الحكم.
وجعل له حدوداً من تعدّاها كان خاطئاً آثماً، ومن لم يتعدّ حدود الله من أهل الاجتهاد ولم يوفّق للإصابة كان مخطئاً معذوراً، ومن أصاب منهم كان موفّقاً مأجوراً
لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر » متّفق عليه

س2: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
يقسم التفسير بالرأي عند العلماء إلى قسمين:
القسم الأول: التفسير بالرأي المحمود، ويعنون به الاجتهاد المشروع المعتبر.
والقسم الثاني: التفسير بالرأي المذموم ويعنون به تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بآرائهم المجرّدة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم.
وأوضح شيخنا أن هذا التقسيم واضح من جهة التنظير أما من جهة أحوال المفسرين فهو يثير اشكالات منها :
1- أن المشتهر عند جماعة من السلف التحذير من التفسير بالرأي، ولا يعنون بذلك الاجتهاد في موارد الاجتهاد في التفسير ؛ إذ كان كثير منهم أهل اجتهاد في التفسير مع تحذيرهم من التفسير بالرأي.وإنما كانوا يعنون به القول في القرآن بالرأي المجرّد،
2- أن من أهل الرأي المعروفين من أهل العراق كان لهم اجتهاد في التفسير فمنه ما أحسنوا فيه وأصابوا، ومنه ما أخطأوا فيه وردّ عليهم من السلف من بيّن خطأهم مما يُعدّ من التفسير بالرأي المذموم كإنكارهم عليهم بدعة الإرجاء وما تأوّلوه من النصوص فيها فهؤلاء لايمكن أن تنجاهل تفسيرهم في غير الأبواب التي أخطأوا فيها لأنهم جماعة من الأئمة المعروفين بالعلم والفقه في الدين. ولا يصحّ إطلاق القول في تصنيفهم بأنّهم من أهل الرأي المحمود لما في ذلك من تزكية آرائهم التي أخطأوا فيها، وأنكرها عليهم السلف الصالح.
ولا يصحّ القول بتميّزهم عن السلف في التفسير بالرأي لاشتراكهم في كثير من موارد الاجتهاد، وتناولهم المسائل التي تناولها بقيّة الأئمة واتّفاقهم في كثير من المسائل، وما اختلفوا فيه كان له أسباب كثيرة لا تُقصر على اعتمادهم على النظر والقياس.
ومن أجل هذا الالتباس عدل شيخنا الفاضل عن الاعتماد على اسم الرأي في تسمية هذا الطريق من طرق التفسير إلى اختيار اسم الاجتهاد لأنه الأقرب إلى استعمال السلف، وما أصاب فيه من يُسمّون أهل الرأي المحمود فهو داخل في الاجتهاد المعتبر المشروع، وما أنكره عليهم السلف فلا يعدّ من الاجتهاد المعتبر.

س3: بيّن طرق التفسير اللغوي.
للعلماء طريقان في التفسير اللغوي:
الطريق الأول: نقل كلام العرب وعلماء اللغة المتقدّمين في معاني المفردات والأساليب الوارد نظيرها في القرآن، وما يتّصل ببيان المعنى القرآني من كلام العرب. ومنهم من لا يفسّر القرآن، وإنما يكتفي بذكر ما يعرفه عن العرب في تلك المسألة.
وللعلماء طرق ومناهج في نقل كلام العرب، وتمييز مراتب الرواة عن العرب، وأحكام المرويات اللغوية وعللها،
والطريق الثاني: الاجتهاد
وكان من علماء اللغة من يجتهد في فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم، فيجمع ويوازن، ويقيس ويستنتج، ويستخرج العلل، ويستنبط المعاني وأحكام الكلام، ويحفظ الشواهد وينقدها، ويقرر الحجج اللغوية ويرتّبها، ويُباحث العلماء ويناظرهم؛ حتى يقع له علم كثير بالقياس يضيفه إلى ما ثبت لديه بالسماع.
فما أجمعوا عليه العلماء في التفسير اللغوي فهو حجّة لغوية مقبولة، وما اختلفوا فيه فينظر في نوع خلافهم ويُرجّح بين أقوالهم إذا لم يمكن الجمع بينها، لا يُمكن أن يقع تعارض بين قول مجمع عليه عند أهل اللغة وبين قول متفق عليه عند السلف.

س4: ما المراد بتناسب الألفاظ والمعاني؟
هو علم لغوي لطيف المأخذ، عزيز المنال لأن منه ما هو ظاهر يدركه من له فقه في العربية، وذوق في حسن بيانها، ومنه ما يحتاج في معرفته إلى تفكّر ونظر دقيق في الألفاظ وتركيبها ونظائرها وصفات حروفها وتناسب حركاتها ، ومازالت كثير من أبوابه بحاجة للتأصيل والتفصيل
يلتئم من معرفة :
- صفات الحروف، ودرجاتها، وتناسب ترتيبها، ومراتب الحركات،
- العلم بالاشتقاق،
- العلم بالتصريف،
- معرفة الأشباه والنظائر والفروق اللغوية،
سبب اعتناء جماعة من المفسّرين به لفائدته:
- في إحسان تبليغ معاني القرآن،
- تقريب دلائل ألفاظه،
- لأنه معين على إدراك التناسب بين بعض الأقوال الصحيحة، والترجيح بين بعض الأوجه التفسيرية.

س5: ما المراد بالاحتباك؟ وما فائدة معرفته لطالب علم التفسير؟
الاحتباك : هو نوع من أنواع البديع ، سمّاه بدر الدين الزركشي"الحذف المقابلي"، وهو من أجود أنواع البديع المعنوي،
الاحتباك لغة :هو افتعال من الحبك ، وهو شدّة الإحكام في حسن وبهاء، وكلّ ما أُجيد عمله فهو: محبوك، وتقول العرب: فرس محبوكة إذا كانت تامّة الخلق شديدة الأسر، ومنه يقال: لشدّ الإزار وإحكامه: الاحتباك.
والمراد بالاحتباك عند أهل البديع أن يقابَل بين جملتين مقابلة غير متطابقة؛ فيحذف من الجملة الأولى ما يقابل الثانية، ويحذف من الثانية ما يقابل الأولى، فتدلّ بما ذكرت على ما حذفت، ويحتبك اللفظ والمعنى بإيجاز بديع.
يمكن تقسيم الاحتباك إلى درجتين:
- احتباك ثنائي التركيب، ومثاله : قول الله تعالى: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ، فدلّ على الاحتباكِ في هذهِ الآيةِ المقابلةُ بين جزاء وحال، والمتبادر إلى الذهن أن يُقابَل بين جزاء وجزاء ، وأن يقابل بين حال وحال؛ فالخروج عن المتبادر لا يكون إلا لفائدة بلاغية؛ فكان تقدير الكلام على هذا المعنى: أفمن يأتي خائفاً يوم القيامة ويلقى في النار خير أمّ من يأتي آمناً ويدخل الجنّة.
-احتباك ثلاثي التركيب، وهو بديع جداً، ومن أمثلته قول الله تعالى في سورة الفاتحة: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
ففي هذه الآية نوع عزيز من أنواع الاحتباك أشار إليه ابن عاشور رحمه الله.
وشَرْحُ كلامه: أنّ التقابلَ في هذه الآية ثلاثي التركيب ففيه:
1. مقابلة بين الإنعام والحرمان.
2. ومقابلة بين الرضا والغضب.
3. ومقابلة بين الهدى والضلال.
وتقدير الكلام بما يتّضح به هذا المعنى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم} فهديتَهم ورضيت عنهم {غير المغضوب عليهم} الذين حرموا نعمتك وضلّوا، {ولا الضالّين} الذين حرموا نعمتك وغضبت عليهم.
من الفوائد :
- استخراج الأوجه التفسيرية والمعاني اللطيفة، لأنّ علم البديع إذا أوتي الناظرُ فيه حسنَ ذوق، ولطافة ذهن، وقدرة على الاستخراج والتبيين توصّل به إلى أوجه بديعة في التفسير قد لا يتفطّن لها كثير من الناس، فتفيده في التدبّر واستحضار معاني الآيات ولوازم المعاني.

س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير
1- التمييز بين الأقوال الصحيحة والخاطئة، ومعرفة علل بعض الأقوال الخاطئة في التفسير
2- معرفة الأصول التي ترجع إليها كثير من الكلمات العربية، فيتبيّنُ أصلَ معناها والتناسب في المعنى بين الكلمات التي ترجع إلى أصل واحد.
3- استخراج المعاني والأوجه التفسيرية اللطيفة
4- معرفة التخريج اللغوي لكثير من أقوال السلف في التفسير.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 22 ذو القعدة 1438هـ/14-08-2017م, 11:21 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

hلمجموعة الخامسة: لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن تأخري في انزال الأجوبة على الأسئلة لأنني كنت في سفر ولم يكن عندي جهازي الكمبيوتر .

س1: ما هي شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير ؟
1) التأهل في العلوم التي يحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه وهذا الاجتهاد يتجزأ .
2) أن يعرف موارد الإجتهاد وما يسوغ أن يجتهد فيه ومالا يسوغ .
3)أن لايخرج باجتهاد يخالف اصلا من ألاصول التي تبنى عليها دلالة الإجتهاد ، فلا يخالف باجتهاد نصا ولا اجماعا ولا وقول السلف ولا دلالة اللغة .

س2: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
1) الاجتهاد في استدلال الصحة بعض الأقوال التفسيرلاية في الصحة والإعلال .
2) الاجتهاد في الجمع بين الأقوال المأثورة بجامع لغوي يعبر عنه المجتهد عبارة حسنه تدل على ما اجتهد مآخذ الأقوال المندرجة .
3) الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي .

س3: اذكر بإيجاز أنواع الاشتقاق.
1) الاشتقاق الصغير : مثل اشتقاق المسحر من السحر .
2) الاستقاق الكبير : هو أن يكون بين الجذرين تناسب في المعنى مع اختلاف ترتيب الحروف ، مثال : فسر وسفر وفقر وقفر .
3) الاشتقاق الأكبر ويسميه البعض الكبار وهو اتفاق الجذور في ترتيب أكثر الحروف واختلافها في حرف منها ، وقد يكون الاختلاف في الحرف الاخير ، مثل : نفذ ونفث ونفخ ونفش .
4) الاستقاق الكُبّار : وهواشتقاق لفظة من لفظتين أو أكثر اختصارا وهو ما يعرف بالنحت كاشتقاق البسملة من قول بسم الله ، والحوقلة من لاحول ولا قوة إلا بالله .

س4: بيّن أصناف القائلين في القرآن بغير علم.
1) الصنف الأول وهم الكفار والمشركين ، فهؤلاء إنما يقولون فيه ما يقولون ليصدوا عنه، وليحاولوا مغالبته، وإيجاد شيء من الاختلاف فيه، والقدح في صحته ودلالته.
2) المنافقون الذين يظهرون الإيمان بالقرآن ،ويسعون في إثارة الشبهات ، ولبس الحق بالباطل ، والمجادلة بالمتشابه لابطال دلالة المحكم وصد الناس عن الهدى .
3) أهل البدع الذين يتبعون أهوائهم ، ويعرضون عن السنة ، واتباع سبيل المؤمنين ، ويتبعون المتشابه ، يخوضون بغير علم .
4) المتكلفون الذين يقولون بغير علم ، ويقولون في تفسير كلام الله بما لا دليل عليه .

س5: بين مع التمثيل فائدة علم البديع للمفسر.
1)يكشف للمفسر عن معاني بديعية لطيفة قد لايتفطن لها كثير من الناس .
2) وهو من العلوم التي يستعان بها على استخراج الأوجه التفسيرية لكثرة أدواته العلمية .
مثاله : الاحتباك ، وهو افتعال من الحبك وهو شدة الإحكام في حسن وبهاء وكل ما أجيد عمله فهو محبوك .
المراد بالاحتباك في علم البديع : أن يقابل بين جملتين مقابلة غير متطابقة فيحذف من الجملة الأولى ما يقابل الثانية ويحذف من الجملة الثانية ما يقابل الأولى ، فتدل على ماذكرت على ما حذفت ويحتبك اللفظ والمعنى بإيجاز بديع .
وأقسام الاحتباك : ينقسم إلى قسمين :
- احتباك ثنائي التركيب : مثاله قوله تعالى : ( أفمن يلقى في النار خير أم يأتي آمنا يوم القيامة ) .فالاحتباك هنا بين الجزاء والحال .
- احتباك ثلاثي التركيب : مثاله قوله تعالى : ( صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم . ولا الضالين ) : فالاحتباك هنا مقابلة الانعام والحرمان ، وبين الرضا والغضب ، والهدى والضلال .

س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير.
 معرفة موارد الاجتهاد في كل طريقة.
 ليستعين بها الطالب في التفسير .
 لمعرفة الشبهات والرد عليها من خلال معرفة طرق التفسير .
 ليحذر طالب علم التفسير من القول بغير علم والاجتهاد بدون ضوابط .
 ليستفيد فيها في التخريج ومعرفة الصحيح من الروايات والسقيم منه.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 8 ذو الحجة 1438هـ/30-08-2017م, 05:57 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

أحسنتم جميعاً بارك الله فيكم

التقويم:
1. مضاوي الهطلاني: أ+
- في جواب السؤال الرابع لم تفصلي حال الصنف الخامس والسادس.
2. منيرة محمد: أ+
3. فاطمة الزهراء: أ+
4. بدرية صالح: أ
5. الشيماء وهبة: أ
- أجوبتك جيدة وتامّة لكن احرصي على المراجعة اللغوية قبل الاعتماد.
6. كوثر التايه: أ+
7. ريم الحمدان: أ
- قولك: (قد بين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لنا هذا المثال ، فأوضح أن كلمة الفقر تعني المعدم ،واشتق منها القفر وهي الأرض الجدباء)
الأولى أن يعبّر عن ذلك بالمقابلة؛ فيقال: الفقر يقابل القفر في الاشتقاق الكبير، ولا يقال: القفر مشتق من الفقر، لأن كل لفظ منهما أصل في بابه، ولعلك تراجعين نصّ عبارة الشيخ رحمه الله.
8. هناء هلال: أ+
9. شيماء طه: د
- لم تجيبي على السؤالين الخامس والسادس.
10. عابدة المحمدي: أ
- أوجزت في إجابة السؤال السادس.
11. مها شتا: أ+
12. ميسر ياسين: أ
13. تماضر: أ
- إجابة السؤال السادس ناقصة.
14. عائشة أبو العينين: أ+
15. نبيلة الصفدي: أ+
16. هيا أبو داهوم: أ


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 18 ذو الحجة 1438هـ/9-09-2017م, 12:06 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.

الاجتهاد في التفسير يعد أحد طرق التفسير المشروعة المعتبرة بل هو سنة لمن كان أهلا للاجتهاد ولهذا كان له ضوابط وشروط لابد من مراعاتها حتى يكون الاجتهاد طريقا صحيحا مشروعا في حق المجتهد
وقد ثبتت مشروعية الاجتهاد بالسنة في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه عام الخندق:
« لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة » فأدركتهم صلاة العصر في الطريق؛ فقال بعضهم: لا نصلي إلا في بني قريظة، وقال بعضهم: لم يُرِدْ منَّا هذا؛ فصَلَّوا في الطريق؛ فلم يعب واحدةً من الطائفتين)
وكما ورد عن أبي جحيفة السَّوائيّ رضي الله عنه: قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟
قال: «لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ما أعلمه إلا فهماً يعطيه الله رجلاً في القرآن، وما في هذه الصحيفة»، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: «العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر». رواه البخاري.
وهذه الضوابط ثلاثة:
الشرط الأول:
التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه.
والشرط الثاني:
أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
والشرط الثالث:
أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود
وعلى ذلك فيتبين أن من اجتهد ولم يكن من أهل الاجتهاد وليس عنده من أدوات الاجتهاد ما يؤهله لذلك فإنه يدخل في باب القول على الله بغير علم
.

س2: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك

الأولى التعبير بمصطلح التفسير بالاجتهاد وذلك أن مصطلح الاجتهاد يندرج تحته الاجتهاد المشروع وغير المشروع وأيضا يندرج تحته اجتهاد طائفة من أهل العلم والدين الذين هم من أهل السنة في الجملة لكنهم وقعوا في بعض الانحرافات العقدية التي لم تخرجهم عن دائرة أهل السنة فأعملوا الرأي وقدموه على النص وإجماع السلف في أمور ووافقوهم في أمور كثيرة فلم يستقم أن يرموا بأنهم من أهل التفسير بالرأي أي المذموم لأنهم لم يخالفوا أهل السنة في كل شىء ولم يستقم أيضا بأن يثنى عليهم بأنهم من أهل الرأي المحمود لما وقعوا فيه من خلل فيظن بآرائهم الصحة والقبول ولذلك يستعمل مصطلح الاجتهاد دون التفسير بالرأي لأن التفسير بالرأي منه المحمود ومنه المذموم وهذه الطائفة لايصح نسبتها إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فيحسن هنا استعمال مصطله التفسير بالاجتهاد .
.
س3: بيّن طرق التفسير اللغوي
هما طريقان :
-أحدهما:التفسير بالنقل عن العرب أو كلام المتقدمين من أهل اللغة فمنهم من ينقل عنهم ولايفسر ومنهم من ينقل عنهم ويفسر بما يراه مناسبا للمعنى والسياق
ومن هؤلاء الذين تورعوا عن التفسير واكتفوا بالنقل عن العرب :يونس بن حبيب الضبي وروى عنه أنه سئل عن معنى قوله تعالى {لأحتنكن } فاكتفى بذكر المعاني التى وردت فيها من كلام العرب ولم يفسرها فقال:
يقال: كان في الأرض كلأ فاحتنكه الجراد، أي: أتى عليه.
ويقول أحدهم: لم أجد لجاماً فاحتنكتُ دابّتي، أي: ألقيت في حِنْكِها حَبْلاً وقُدْتها به
ومنهم من فسرها بلازم المعنى لاتفسير اللفظ كعبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال:لأضلنهم
ومنهم من اختار القول الثانى كابن عطية وابن عاشور والشنقيطى
ومنهم من جمع بين القولين وذكر أن الآية تحتمل المعنيين كابن جرير والأخفش وأبي عبيدة والواحدي
-الطريق الثانى:الاجتهاد
وهذا الطريق مبني على فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم والنظر في أشعارهم والتأمل والنقد والجمع والموازنة واستنباط العلل وأمور أخرى فيستفيد المجتهد أمورا تظهر له بالقياس إضافة إلى ماثبت بالسماع
فما أجمع عليه أهل اللغة فهو حجة وما اختلفوا فيه فهو محل اجتهاد ونظر فيرجح بين أقوالهم

وينبغي أن يتنبه لأمرين:
-الأول :ليس كل ما تحتمله اللفظة من المعاني يقبل في التفسير حتى وإن كان ثبت بطريق صحيح أو قياس صحيح وذلك أن هذا التفسير قد يعارض ما هو أولى منه :
-فقد يعارض هذا لاحتمال اللغوي نصا من القرآن أو السنة أو الإجماع
-أو قد يعارض دليلا من القرآن أو السنة يخصص أحد هذه الاحتمالات اللغوية وينفي الأخرى
-أن هذا الاحتمال اللغوي قد لا يلتئم مع معنى اللفظة إذا أفردت في السياق ولايلتئم مع المقصد للآية ومناسبتها ..
س4: ما المراد بتناسب الألفاظ والمعاني؟
هو علم يلتئم من معرفة صفات الحروف، ودرجاتها، وتناسب ترتيبها، ومراتب الحركات، مع العلم بالاشتقاق، والتصريف، والأشباه والنظائر والفروق اللغوية..

س5: ما المراد بالاحتباك؟ وما فائدة معرفته لطالب علم التفسير؟
الاحتباك من الحبك وهو شدة الإحكام
والمراد به عند أهل البديع:المقابلةمقابلة غير متطابقة؛ فيحذف من الجملة الأولى ما يقابل الثانية، ويحذف من الثانية ما يقابل الأولى، فتدلّ بما ذكرت على ما حذفت، ويحتبك اللفظ والمعنى بإيجاز بديع.

وفائدة معرفته لطالب علم التفسير:
-أنه يكشف له مزيد من معانى التفسير بالتأمل والتدبر
فمثلا عند قوله تعالى {أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة}ففي الآية مقابلة بين جزاء في الجزء الأول منها وحال في الجزء الثاني فالمذكور من الجزاء في المقطع الأول دل على المحذوف منه في المقطع الثاني كأنه يقال أفمن يلقى في النار أم من يدخل الجنة
والمذكور من الحال في المقطع الثاني دل على المحذوف منه في المقطع الأول كأنه يقال أفمن يأتي خائفا يوم القيامة خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة
فتبين من هذا الاحتباك مزيد بيان للحال والجزاء مع إيجاز اللفظ وقصر العبارة وهذا من أوجه البلاغة في القرآن..

س6: بيّن فوائد دراسة طرق التفسير لطالب علم التفسير
-لايستقيم علم التفسير لطالب علم التفسير بدون معرفة طرق التفسير لأن ذلك إما أن :
-يسبب للطالب عدم فهم كلام المفسرين على الوجه الصحيح وفهم استدلالاتهم خاصة ما يتعلق بالتفسير اللغوى
-ويسبب للطالب نفسه عدم التمكن من تفسير الآيات بالطرق الصحيحة فربما قرأقولا في بعض كتب التفسير وكان هذا القول في أصله ضعيفا مردودا لكنه أعجبه إما لغرابته أو لغموض وجه العلة فيه واستحسان الطالب إياه أو لموافقة هواه أو غير ذلك فيسبب له ذلك الوقوع في أخطاء في تفسير كلام الله والقول عليه سبحانه بغير علم
-وطالب علم التفسير لاشك أنه يتعلم ويجتهد حتى يتمكن من الدخول في باب التفسير فلابد أن يكون على أسس علمية صحيحة ومعرفة طرق التفسير هي البناء الرئيس لذلك وبدونها فتخبط وضلال والله أعلم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir