دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1436هـ/16-03-2015م, 12:09 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس احتمال اللفظ لأكثر من معني

درس احتمال اللفظ لأكثر من معني
عناصر الدرس:
-موضوع الدرس
-تمهيد:
-أنواع اختلاف التنوع الواردة في تفسير السلف.
1- ما يكون راجع إلي معني واحد.
2- ما يكون راجع إلي أكر من معني.
3-إن من أسباب الاختلاف عند السلف الذي وقعفيه التنازع ما يكون اللفظ فيه محتملاً أكثر من معني.
-أولاً المشترك اللغوي .
-تعريفه
-أنواعه.
-أمثلة عليه.
-ثانياً المتواطئ.
-تعريفه.
-أنواعه.
-أمثلة عليه.
-الأحتمالات في التفسير الواردة عن السلف.
- علل هذه الأحتمالات.
-خلاصة الدرس.
تلخيص الدرس
-موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أحتمال اللفظ لأكثر من معني.
-تمهيد:
-أنواع اختلاف التنوع الواردة في تفسير السلف.
1- ما يكون راجع إلي معني واحد وينقسم إلي قسمان:
ا) التعبير عن المعني بألفاظ متقاربة.
ب) التفسير بالمثال وذلك بذكر المفسر من الأسم العام بعض أنواعه علي سبيل المثال.
2- ما يكون راجع إلي أكثر من معني وينقسم إلي قسمان:
ا) ما يرجع إلي ذات واحدة وهو اتحاد المسمي وأختلاف الوصف.
ب) ما يرجع إلي أكثر من ذات فيكون إما للمشترك أو للمتواطئ.
3-إن من أسباب الاختلاف عند السلف الذي وقع فيه التنازع ما يكون اللفظ فيه محتملاً أكثر من معني.
إما لكونه مشتركاً في اللفظ ،و إما لكونه متواطئاً.
-أولاً المشترك اللغوي .
-تعريفه.
-المشترَكُ هو ما اتَّحدَ فيه اللفظُ واختلفَ المعنى.
-أمثلة عليه:
- كالقُرءِ والعَينِ وعسْعَس والصريمِ ونحوِ ذلك.
فالقُرءُ يُطلقُ في اللغةِ على الطُّهرِ ويُطلقُ على الحيضِ، والعَينُ تُطلقُ على العينِ الباصرةِ , وعلى عينِ الماءِ , وتُطلقُ على الجاسوسِ.
كذلك لفظُ (قَسْوَرة) في قولِه تعالى: {كَأنَّهُم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} يُرادُ به الأسدُ، ويُرادُ به الرامي، السياقُ يَحتملُ الأمرين معًا؛ لأنهما ليسَ بينَهما تضادٌّ، فما من قولَينِ صحيحَيْنِ في اللغةِ وقال بهما السَّلفُ إلا جازَ تفسيرُ الآيةِ بهما معًا.
-أنواعه.
ا) ما يمكن حمل الآية علي المعنيين من غير تناقض ،
مثاله:لفظُ (عسْعَسَ) في قولِه تعالى: {وَاللَّيلِ إذا عَسْعَسَ والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ} يُرادُ إقبالُ الليلِ وإدبارُه، فيكونُ المعنى: والليلِ إذا أقْبلَ أو الليلِ إذا أدْبَرَ، وكلا المعنيَين مناسبٌ لما بعدَه،حتي لو كان بينهما تضاد في اللغة.
ب)ما لا يمكن حمل الآية علي كلا المعنيين لأن بينهما تناقض،
مثاله:لفظ (القُرءِ) في قولِه تعالى: {والمُطَلَّقاتُ يَتَربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُروءٍ} لأنه لا يمكنُ الجمعُ بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الحيضُ، أو بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الطُّهرُ؛ لأنَّ المرأةَ لا يُمكنُ أن تكونَ حائِضًا طاهرًا في نفسِ الوقتِ.
فائدة الاشتراك في الألفاظ:
-هذا من بلاغة القرآن.

-ثانياً المتواطئ.
-تعريفه.
- التواطُؤُ اصطلاحٌ منطقيٌّ يرادُ به نسبةُ وجودِ معنًى كلِّيٍّ في أفرادِه وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.
-أمثلة عليه.
- أن تقولَ: محمدٌ إنسانٌ , وعليٌّ إنسانٌ , وصالحٌ إنسانٌ، فالثلاثةُ متَّفِقون في الإنسانيةِ. ومعنى الإنسانيةِ موجودٌ في كلِّ واحدٍ منهم وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.
وكذلك إذا قلتَ: إنَّ البشرَ أبناءُ آدَمَ فإنَّ نسبةَ أحدِهم إلى الآدميةِ لا تَختلِفُ عن نسبةِ الآخَرِ؛ لأنَّ معنى الآدمِيَّةِ نسبةٌ كليَّةٌ مشتركةٌ بينَ الجميعِ
-أنواعه.
ا)الخلاف في مرجع الضمير.
مثال :قوله تعالي{ثُمَّ دَنَا فتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى} وذكَر أنَّ السَّلفَ اختلفوا في الضمائرِ الموجودةِ في الآيةِ تعودُ على مَن؟
فقيل: إنَّ المرادَ بها جبريلُ، وهذا رأيُ الجمهورِ، وقيلَ: إنَّ المرادَ بها هو اللَّهُ جلَّ جلالُه، وهو قولُ ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما
فإذا نظرتَ إلى هذا الخلافِ وجدتَ أنَّ نسبةَ اسمِ الجلالةِ إلى الضميرِ لا تختلفُ عن نسبةِ جبريلَ إليه، وهذا هو المتواطئُ
مثالُ ذلك أيضًا: قولُه تعالى: {يا أيُّها الإنسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى ربِّكَ كَدْحًا فمُلاقِيهِ} فالضميرُ في (ملاقيه) يعودُ على ماذا؟ هل المرادُ: ملاقٍ ربَّكَ، أو ملاقٍ كَدْحَكَ؛ أيْ: عمَلَك؟ يَحتملُ هذا , ويحتملُ هذا
ب)الأوصاف التي حذفت موصوفاتها.
مثال:بقولِه تعالى: {والفَجْرِ وليالٍ عَشْرٍ والشَّفْعِ وَالوَتْرِ} فالفجرُ قيل: المرادُ به فجرُ يومِ النَّحرِ، وقيلَ: فجرُ أولِ يومٍ من السَّنةِ، فإذا نظرتَ إلى نسبةِ الفجريَّةِ وجدتَها لا تختلفُ في يومِ النَّحرِ عنها في أولِ يومِ السَّنةِ، وهذا هو المتواطِئُ كما تقدَّمَ
أيضًا قولُه تعالى: {والنَّازِعَاتِ غَرْقًا} قيلَ: النازعاتُ ملائكةُ الموتِ تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ، وقيل: النازعاتُ النجومُ تَنـزِعُ من أُفُقٍ إلى أُفُقٍ، وقيل: النازعاتُ السفُنُ تَنـزِعُ من مكانٍ إلى مكانٍ
فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَ أنَّ كلَّ هذه المذكوراتِ تتَّفِقُ في وجودِ المعنى الكلِّيِّ الذي هو النَّزعُ، وإن كانت نسبةُ النَّـزعِ قد تختلفُ من نوعٍ إلى آخَرَ، فالمعنى الكلِّيُّ موجودٌ في هذه الأفرادِ وجودًا متوافِقًا، وهذا هو ما يسمَّى بالمتواطئِ كما تقدَّم.
معني المشكك:
-هو وجود التفاوت بين الأفراد في تحقيق معني النسبه في الألفاظ المتواطئه مثل ما يقال في بياض اللبن وبياض الثلج ،فكلاهما أبيض ، ولكن نسبة البياض متفاوتة.
-الاحتمالات في التفسير الواردة عن السلف.
-لا تخرج الاحتمالات في التفسير الواردة عن السلف عن أمرين:
الأول: أن هذه الاحتمالات قد لا يجوز أن يراد به كل المعاني التي قالها السلف ، بل يكون المراد أحدها
الثاني: أن هذه الاحتمالات قد يجوز أن يراد به كل المعاني التي قالها السلف.
- علل هذه الاحتمالات.
1- لكون الآية نزلت مرتين فأريد بها هذه مرة وهذه مرة ،وهو احتمال عقلي ، لأن الأصل في نزول الآيات أن تنزل مرة واحدة.
2- وإما لكون اللفظ المشترك يجوز أن يراد به معنياه ، قال ذلك أكثر الفقهاء المالكية والشافعيةو الحنبلية وكثير من أهل الكلام.
بعضُ أهلِ العلمِ –ومنهم ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ – يَرى أنه لا يجوزُ أن يُرادَ بالمشترَكِ إلا معنًى واحدٌ، ولكنَّ الجمهورَ على أنه يَجوزُ أن يرادَ به أكثرُ من معنًى ما دام أنه لم يَقُمْ دليلٌ على إرادةِ أحدِ المعاني، فتكونُ المعاني كلُّها محتمَلةً
3- وإما لكون اللفظ من المتواطئ، فيكون عام إذا لم يكن لتخصيصه موجب.
وذلك مثلُ (النازعات) ورَدَ في تفسيرِها ستَّةُ أقوالٍ، فإذا لم يَكنْ للتخصيصِ موجِبٌ فإنَّكَ تقولُ: كلُّ ما وُصِفَ بأنه نازعٌ فهو داخِلٌ في القَسَمِ، فيكونُ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالملائكةِ وبالنجومِ والسفُنِ وبالموتِ وبغيرِها مما وردَ عن السَّلفِ؛ لأن هذه الأقوالَ كلَّها محتمَلةٌ
قد يقولُ قائلٌ: إنَّ المرادَ بها الملائكةُ التي تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ بدلالةِ كذا وكذا، نقولُ:هذا ترجيحٌ، ولكنَّ الأقوالَ الأخٌري
ولهذا ابنُ جريرٍ الطَّبَرِيُّ رحمهُ اللَّهُ في هذه الآيةِ قال: إنَّ اللَّهَ لم يُخصِّصْ نازعةً دونَ نازعةٍ، فالخَبرُ على عمومِه حتى يأتيَ ما يُخصِّصُه. أو قريبًا من هذا الكلامِ
ومعنى هذا أنه رجَّحَ جميعَ هذه المذكورةِ، وأنها كُلَّها صحيحةٌ على سبيلِ العمومِ
-خلاصة الدرس.
1- إن من أسباب الاختلاف في تفسير السلف ما يكون اللفظ فيه محتملاًللأمرين :إما لكونه مشتركاً مشتركاً في اللفظ ، وإما لكونه متواطئاً.
2- المشترك في اللفظ هو المشترك اللغوي، وهو ما اتحد لفظه واختلف معناه.
3- الضمير الذي يحتمل رجوعه إلي أكثر من ذات من الألفاظ المتواطئة.
4- الأوصاف التي حذف موصوفها من الألفاظ المتواطئة.
5- إن احتمالَ اللفظةِ الواحدةِ لأكثرَ من معنًى صحيحٍ يُعَدُّ من بلاغةِ القرآنِ.
6- الخبر علي عمومه حتي يأتي ما يخصصه.
7- أن المتواطئ خصوصاً في الأوصاف يدخل في القسم الثاني من أقسام اختلاف التنوع الذي هو من العام الذي تذكر له أمثلة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 6 جمادى الآخرة 1436هـ/26-03-2015م, 12:30 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس المراسيل في التفسير

المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
-موضوع الدرس
-تمهيد:
- تعريف الحديث المرسل.
-وجود المراسيل في التفسير.
-أهمية بحث المراسيل في التفسير.
-معني النقل المصدق.
-ضوابط قبول المراسيل في التفسير.
- هل ينظر إلي أسانيد التفسير من جنس النظر إلي أسانيد الحديث.
-اعتضاد الطرق بعضها ببعض وإن لم تكن قوية بمفردها.
-فائدة معرفة كيفية التعامل مع الطرق المتعددة للمراسيل.
-هل تثبت المراسيل تفاصيل الخبر؟
-أمثلة لما ذكره شيخ الأسلام في المراسيل ،وطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير.
-خلاصة الدرس.
تلخيص الدرس
عناصر الدرس:
-موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح المراسيل في التفسير، وهذا الدرس تابع للاختلاف الواقع في كتب التفسير من جهة النقل.
-تمهيد:
- تعريف الحديث المرسل،وحكمه.
الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من النبي صلي الله عليه وسلم.
حكمه: مراسيل الصحابة حجة ،أما مراسيل التابعين فالتابعين يختلفون منهم من يقبل مرسله ومنهم من لا يقبل مرسله ،والذين يرسلون عن صحابي مثل سعيد بن المسيب فأنه لا يرسل إلا عن أبي هريرة فيقبل مرسله ومرسله صحيح والذين ليسوا علي هذه الحالة ينظر في مرسله إذا تعددت طرقة وتلقتة الأمةبالقبول فأنه يقبل.
-وجود المراسيل في التفسير.
أكثر التفاسير مراسيل لأن الأقوال المنقولة ليست مرفوعة وإنما أكثرها موقوفاًأومقطوعاً من أقوال التابعين.
-أهمية بحث المراسيل في التفسير.
بحث المراسيل في التفسير هو بحث استطرادي ليس بذي صلة قوية في أصول التفسير وإنما يريد منه تقرير ما ذكر سابقاً من معني النقل المصدق.
-معني النقل المصدق.
النقل صحيح لا يقبل إلا إذا كان نقلاً صَدَقَ فيه صاحبه أو القول كان قولاً حققه صاحبه وهنا تكلم عن الصدق كيف نحصل على الصدق في النقل الصدق في الإسناد فذكر أن الصدق يكون بتحقيق أمرين معاً
1-ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
2-أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
لأنه إذا لم يتعمد الكذب ولم يخطئ فليس ثم إلا الثالث وهو أن يكون صادقاً فيه، والصدق بهذا المعني يمكن أن يكون بالنقل المتعدد الذي تكون أفراده غير كافية لإثبات الصدق.
-ضوابط قبول المراسيل في التفسير.
1- إذا تعددت طرق رواية المراسيل ،
مثلا ً رواية في التفسير مرسلة يرسلها سعيد بن المسيب رواها في المدينة ،ورواية أخري يرسلها عامر بن شرحبيل في الكوفة ،ورواية أخري يرسلها قتادة في البصرة.
2- خلت من المواطأة قصداً أو اتفاقاًبغير قصد،
ومعني المواطأة: أي إنهم تواطأوا جميعاً علي هذا المعني يعني اجتمعوا وأخرجوا هذه الروايةجميعاً،
فإذا تواطأوا عليها هذا يحتمل أن يكون ثم خطأ أو كذب في ذلك.
3- أن تتلقاها الأمة وخاصة العلماء بالقبول.
- هل ينظر إلي أسانيد التفسير من جنس النظر إلي أسانيد الحديث.
لا ينظر إلى أسانيد التفسير من جنس النظر في أسانيد الحديث؛ لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً إذا ترجح عند الناظر أن النقل ليس فيه خطأ ولا تعمد كذب.
-اعتضاد الطرق بعضها ببعض وإن لم تكن قوية بمفردها.
نجد رواية عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول ورواية أخرى عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول فنحمل هذه على هذه سيما إذا تعددت المخارج عن ابن عباس وكانت الطرق إليها غير صحيحة فإنه يعضد هذا هذا
وكذلك عن التابعين بل أعظم عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم إذا كانت مرسلة ومرسلة من وجه آخر فإننا نعضد هذه بتلك يعني إن التفسير فيه مسامحة والفقهاء كثير منهم يجعلون المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
-فائدة معرفة كيفية التعامل مع الطرق المتعددة للمراسيل.
كثير منهم يجعلون المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
-هل تثبت المراسيل تفاصيل الخبر؟ومثاله.
لا تثبت المراسيل تفاصيل الخبر، مثل ما ذكر من المثال في قصة بيع جابر جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وهذه الرواية وما فيها من الاختلاف من حيث الشروط والألفاظ بعضها مطولة وبعضها مختصرة عند أهل العلم هذه الحادثة معلومة يقيناً أن جابراً باع جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بثمن وأن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذهب إلى المدينة رد عليه الجمل والثمن وهذا علم حصر لأنه نقله الكثير، تفاصيل القصة اختلفوا فيه فإذاً يريد أن الاختلاف في بعض الألفاظ في الأحاديث الطوال لا يعني أن أصل القصة غير صحيح بل كثير من القصص الطوال إذا اجتمع عليها أكثر من واحد في النقل في التفسير وفي غيره فهذا يشعر بأن أصل القصة واقع صحيح لأنهم لا يجتمعون على الكذب بيقين ثم إن الخطأ يبعد أن يتفق اثنان في خطأ لم يتواطأا عليه ولم يجتمعا عليه، هذا يخطئ وهذا يخطئ في نفس المسألة في نفس اللفظة هذا بعيد قصة كاملة هذا يخطئ فيها وهذا يخطئ من أصلها قد يخطئ بعضهم في بعض الألفاظ هذا وارد ولهذا يؤخذ بما اجتمعوا عليه وأما ما اختلفوا فيه فيطلب ترجيحه من جهة أخرى وهذا كثير من جهة النقل.

-أمثلة لما ذكره شيخ الأسلام في المراسيل ،وطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير.
أولاً:قولُه تعالى: {الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيْبِ} وفي المرادِ بالغيبِ هاهنا ستةُ أقوالٍ.
هذه الأقوالُ السِّتَّةُ التي ذَكرَها ابنُ الجوزيِّ يُلاحَظُ عليها التشابُهُ، فالغيبُ هو كلُّ ما غاب عَنكَ، وهذا ما وردتِ الإشارةُ إليه في القولِ الرابعِ وحدَّدَ بعضَ الأمثلةِ له، أما الأقوالُ الأخرى فهي أمثلةٌ للغيبِ؛ أي: إنَّها ذُكِرتْ على سبيلِ المثالِ، وليس على سبيلِ الحصْرِ. فالغيبُ لفظٌ عامٌّ وما ذُكرَ في هذه الأقوالِ أمثلةٌ للغيبِ.
فالوحيُ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ للصحابةِ وبالنسبةِ لنا نحن أيضًا، وكذلك القرآنُ قَبلَ أن ينـزلَ يُعتبرُ غيبًا، وكذلك ذاتُ اللَّهِ عز وجل وصفاتُه تُعتبرُ غيبًا، وكلُّ ما غابَ عن العبادِ من أمرِ الجنةِ والنارِ ونحوِ ذلك مما ذَكرَ القرآنُ فإنه يَصدُقُ عليه أنه غيبٌ، وكذلك قَدَرُ اللَّهِ عز وجل لا أحدَ يعرِفُه فهو يُعتبرُ غيبًا، والرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ لمَن جاء بعدَه.
فكلُّ واحدٍ من هذه الأقوالِ يُعتبرُ غيبًا، ولكنَّ الغيبَ لا يَنحصرُ في واحدٍِ منها دونَ غيرِه، فالسَّلفُ في هذه الأقوالِ يُمثِّلُونَ ولا يُخصِّصون فتُحملُ عباراتُهم على التمثيلِ.
وهذه الأقوالُ كلُّها تَرجعُ إلى معنًى واحدٍ، وهو أنَّ كلَّ ما غاب عنك فهو غيبٌ
وهذا الاختلافُ يَرجِعُ إلى اختلافِ تنوُّعٍ لا اختلافِ تضادٍّ
ثانيا:قولُه تعالى: {وَأنَّهُ كان يَقولُ سفِيهُنَا على اللَّهِ شطَطًا} فيه قولان.
(سفيهنا) وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فوَصفُ السَّفَهِ يُطلقُ على إبليسَ ويُطلق على الكافرِ؛ لأنَّ كلاًّ منهما غيرُ رشيدٍ، فيحتملُ أن يكونَ المعنى (يقولُ سفيهُنا) أي: كافرُنا، ويحتملُ أن يكونَ (يقولُ سفيهُنا) إبليسُ لَعنَه اللَّهُ.
هذا مِثلُ المثالِ السابقِ يدخُلُ في بابِ المتواطئِ؛ لأنه وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، وهو اختلافٌ يرجعُ إلى أكثرَ من معنًى، وإلى
أكثرَ من ذاتٍ؛ لأن إبليسَ غيرُ الكافرِ
ثالثاً:قولُه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّة}ٍ
هذه أربعةُ أقوالٍ في المرادِ بقولِه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ}، فالغُصَّةُ كما قال ابنُ الجوزيِّ: هي الذي لا يَسوغُ في الحَلْقِ، فلا يَستطيعُ الإنسانُ أن يأكلَه لسوءِ طَعمِه، فيَزْدَرِدُهُ لكَراهِيَتِه.
فهذا الطعامُ الموصوفُ بأنه (ذا غُصَّةٍ) هل هو الزَّقُّومُ؟ أو هو الضَّريعُ؟ أو هو الغِسلِينُ؟ أو هو الشَّوكُ الذي يقفُ في الحَلقِ؟
فهذه المذكوراتُ أمثلةٌ لأنواعٍ من المأكولاتِ يَنطبقُ على كلٍّ منها وصفُه بأنَّه (ذا غُصَّةٍ) فرجَعَ الخلافُ إلى الوصفِ الذي حُذفَ موصوفُه فاحتملَ كلَّ ما ذُكِرَ من الموصوفاتِ.
ويمكنُ أيضًا أن يَرجعَ الخلافُ إلى اللفظِ العامِّ الذي ذُكِرَتْ له أمثلةٌ، فتكونُ هذه المذكوراتُ من بابِ التمثيلِ, لا من بابِ التخصيصِ
رابعاً:قولُه تعالى: {إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ)
مَن قال بأنَّ المرادَ بالذي بِيَدِه عُقدةُ النِّكاحِ هو أبو البِكْرِ، فإنه يرجعُ إلى معنى الوليِّ؛ لأنَّ الوليَّ غالبًا ما يكونُ أبًا، فيكونُ عندَك في الآيةِ قولان:
أحدُهما: أنَّ الذي بيدِه عقدةُ النكاحِ هو الزوجُ، والثاني: أنه وليُّ المرأةِ.
وهذان القولانِ يرجعانِ إلى أكثرَ مِن معنًى كما هو واضحٌ؛ لأنه إما أن يكونَ المرادُ بالذي بيَدهِ عُقدةُ النكاحِ الزوجَ، وإما أن يكونَ المرادُ وليَّ المرأةِ
وهذان المعنَيانِ متضادَّانِ؛ لأنه لا يمكنُ اجتماعُهما في وقتٍ واحدٍ، فإذا قلتَ: إن الذي بيَدِه عُقدةُ النكاحِ هو الزوجُ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الوليَّ، وإذا قلتَ بأنه الوليُّ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الزوجَ.
وإذا كان القولان لا يمكنُ اجتماعُهما في المفسَّرِ فيكونُ الخلافُ إذًا من اختلافِ التضادِّ. وهو يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى وإلى أكثرَ من ذاتٍ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ الأمثلةِ السابقةِ من بابِ اختلافِ التنوُّعِ، أما هذا المثالُ فهو من بابِ اختلافِ التضادّ.
خامساً:قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} في سَببِ نُزولِها قولانِ:
هذه قضيةٌ تَرتَبِطُ بالنـزولِ، وأسبابُ النزولِ –كما تقدَّمَ – تُعتبرُ أمثلةً، فتَنظرُ في الأمثلةِ المذكورةِ هل يَنطبِقُ عليها معنى الآيةِ أوْ لَا؟
القولُ الأولُ في سببِ نـزولِ الآيةِ: أنها نَزلتْ في حقِّ طُعمةَ بنِ أُبَيْرِقٍ لمَّا هرَبَ من مكَّةَ, ومات على الشِّركِ، فمَقطعُ الآيةِ {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ينطبقُ على هذا الرجُلِ.
وكذلك الرجُلُ الآخَرُ من الأعرابِ الذي قيل: إنه سببُ نزولِها يَنطبقُ عليه جزءٌ من الآيةِ, وهو قولُه تعالى: {ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ}. فهو يقولُ: أنا لم أُشرِكْ باللَّهِ, لكنِّي ارتكبتُ معاصِيَ فهلْ يَغفِرُ اللَّهُ لي؟ فنزلتِ الآيةُ.
وقولُ ابنِ عباسٍ: فنـزلت الآيةُ لا يَلزمُ أن يكونَ ما ذَكرَ هو سببَ النزولِ، بل يجوزُ أن يكونَ المرادُ: هذا الرجُلُ يَدخلُ في معنى الآيةِ، كما أنَّ طُعمةَ قد لا يكونُ سببَ نـزولِها المباشرَ أيضًا. ولكن يَدخلُ في معنى الآيةِ
فإذا ذكرتَ عبارةَ النـزولِ فمِنَ المُهِمِّ أن تَتحقَّقَ مِن الأمرِ المَحكيِّ في النُّزولِ هل يَدخلُ في معنى الآيةِ أو لا يدخُلُ
إذًا: هذا اختلافٌ في سببِ النـزولِ، وهو عائِدٌ إلى التَّمثيلِ للمعنى العامِّ، وكلٌّ من القولَين يَنطبِقُ عليه معنى الآيةِ، والعِبرةُ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السببِ.
-خلاصة الدرس.
1- أن بحث المراسيل في التفسير بحث استطرادي ليس له صله قوية في أصول التفسير.
2- وهو من نوع الاختلاف الواقع في كتب التفسير من جهة النقل.
3- أكثر التفاسير مراسيل.
4- أسانيد التفاسير مبناها علي المسامحة ،وأن بعضها يعضد بعض.
5- النقل المصدق يكون بتحقق آمران:
ا) ألا يكون صاحبه تعمد الكذب.
ب) أن يكون صاحبه لم يخطأ.
6- الخطأقد يحدث في النقل لأن بن آدم عرضه للخطأ والنسيان.
7-ضوابط نقل المراسيل في التفسير:
ا) إذا تعددت طرق رواية المراسيل.
ب) خلت من المواطأة.
ج) سالمه من الكذب العمد،والخطأ ،وتلقتها الأمة بالقبول.
8- نجمع ما اتفقت عليه المراسيل وترك ما اختلف فيه.
9-كون أن القصة واحدة ،اتفق الصحابة في أصلها ،واختلفوا في تفاصيلها هذا لا يؤثر في صحتها، مثال حديث جابر الذي رواه البخاري.
10 – ما تلقته أهل العلم بالقبول والتصديق يصدق لأن الأمة لا تجتمع علي خطأ.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 جمادى الآخرة 1436هـ/1-04-2015م, 04:08 PM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص درس الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
عناصر الدرس:
الموضوع : درس الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
-التمهيد
- الاختلاف الواقع بين السلف في كتب التفسير :
ا) من جهة النقل.
ب) من جهة الاستدلال.
-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، التي يذكر فيها كلامهم صرفاً فإنه يخلومن سببي الخلاف الواقع في تفاسير السلف.
-سبب سلامة تفاسير الصحابة والتابعين من الغلط.
-أسباب الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
ا) قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا جمل ألفاظ القرآن عليها، وهم صنفان:
1- خطأ في الدليل والمدلول.
-أمثلة.
2-خطأ في الدليل لا في المدلاول.
-أمثلة.
ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقيب بلغة العرب.
-أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن(أهمية كتب الوجوة والنظائر).
-أمثلة .
مسائل استطرادية:
-معني التفسير بالرأي ،وحكمه.
-أقسام التفسير بالرأي.
-معني الأولين والآخرين.
-خلاصة الدرس.
تلخيص الدرس
عناصر الدرس:
الموضوع : درس الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
-التمهيد
- الاختلاف الواقع بين السلف في كتب التفسير :
ا) من جهة النقل.
الاختلاف في كتب التفسير من جهة النقل فيكون:
1- الإسرائيليات.
2- الإشارة إلي الأسانيد ومنها المراسيل.
3- الموضوعات
ب) من جهة الاستدلال.
1-قَوْمٌ اعْتَقَدُوا مَعَانِيَ ، ثمَّ أَرَادُوا حَمْلَ أَلْفَاظِ القُرْآنِ عَلَيْهَا.
2-قَوْمٌ فَسَّرُوا القُرْآنَ بِمُجَرَّدِ مَا يَسُوغُ أَنْ يُرِيدَهُ بِكَلاَمِهِ مَنْ كَانَ مِنْ النَّاطِقِينَ بِلُغَةِ العَرَبِ بكلامه مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ بِالقُرْآنِ وَالْمُنْزَلِ عَلَيْهِ ، وَالْمُخَاطَبِ بِهِ.
-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، التي يذكر فيها كلامهم صرفاً فإنه يخلومن سببي الخلاف الواقع في تفاسير السلف.
مِثْلُ تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ.
-سبب سلامة تفاسير الصحابة والتابعين من الغلط.
وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق
-أسباب الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
ا) قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا جمل ألفاظ القرآن عليها،
إنهم يعتقدون معنًى , فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم وهم صنفان:
1- خطأ في الدليل والمدلول، الأوَّلون الذين يَنظرون إلى المعنى تارةً ويَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به، وتارةً يَحمِلُونه على ما لم يَدلَّ عليه ولم يُرَدْ به.
-أمثلة.مثالُ الأولِ: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
والمثالُ الثاني: وهو أنهم تارةً يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ
قال: " فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ ". فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالي.
2-خطأ في الدليل لا في المدلاول، يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.
-أمثلة:قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه،
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا
فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقين بلغة العرب.
فهم راعَوْهُ كمجرَّدِ لفظٍ عربيٍّ، فلم يَنظروا إلى ما يَصلُحُ للمتكلِّمِ ولا إلى سياقِ الكلام.ِ
-أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن(أهمية كتب الوجوة والنظائر).
مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
-أمثلة: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج
فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر منها ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.
أحياناً تفسر الآية بخلاف حال المخاطبين تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين
مثلاً: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة.
مسائل استطرادية:
-معني التفسير بالرأي ،وحكمه.
التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط.
حكمه:والتفسير بالرأي من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-أقسام التفسير بالرأي.
1- تفسير بالرأي المذموم : وهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه ومن ذلكم أن يفسر القرآن علي وفق ما يعتقد أهل البدع.
2- تفسير بالرأي المحمود: وهو أن يفسر القرآن بالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح لأناعتقاد العقيدة الصحيحة المبنية على الدلائل يعينه على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم وغالب التابعين .
-معني الأولين والآخرين.
الأولين: هم الطبقات الثلاث الأولي أي القرون الثلاثة المفضلة.
الآخرين : يعني من جاء بعد القرون الثلاثة المفضلة.
خلاصة الدرس:
1- إن الخلاف قد يقع بين السلف في كتب التفسير من جهة الاستدلال.
2-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان.
3-سبب سلامة تفاسير الصحابة و التابعين من الغلط أنهم راعوا المتكلم به والمخاطب به والمخاطبين به أيضا وراعوا اللفظ والسياق.
4- أسباب الخلاف الواقع في كتب التفسير م جهة الاستدلال :
ا) قوم اعتقدوا معاني ،ثم أرادوا جمل ألفاظ القرآن عليها وهم صنفان:
1- الخطأ في الدليل والمدلول .
2- الخطأ في الدليل لا المدلول.
ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ من أوجهة اللغة العربية.
5- معني التفسير بالرأي وهو الاجتهاد والاستنباط في التفسير.
6- التفسير بالرأي المذموم يكون إذا اتبع المفسر هواه في التفسير.
7-التفسير بالرأي المحمود أن يفسر بالاستنباط الصحيح ويكون صاحبه ذو عقيدة صحيحة.
8- أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن ومعهود القرآن فيه.
9- أهمية مراعاة حال المخاطبين في التفسير.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 جمادى الآخرة 1436هـ/4-04-2015م, 05:14 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
عناصر الدرس:
الموضوع : درس الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
-التمهيد
- الاختلاف الواقع بين السلف في كتب التفسير :
ا) من جهة النقل.
ب) من جهة الاستدلال.
-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، التي يذكر فيها كلامهم صرفاً فإنه يخلومن سببي الخلاف الواقع في تفاسير السلف.
-سبب سلامة تفاسير الصحابة والتابعين من الغلط.
-أسباب الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
ا) قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا جمل ألفاظ القرآن عليها، وهم صنفان:
1- خطأ في الدليل والمدلول.
-أمثلة.
2-خطأ في الدليل لا في المدلاول.
-أمثلة.
ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقيب بلغة العرب.
-أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن(أهمية كتب الوجوة والنظائر).
-أمثلة .
مسائل استطرادية:
-معني التفسير بالرأي ،وحكمه.
-أقسام التفسير بالرأي.
-معني الأولين والآخرين.
-خلاصة الدرس.


تلخيص الدرس
عناصر الدرس:
الموضوع : درس الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
-التمهيد
- الاختلاف الواقع بين السلف في كتب التفسير :
ا) من جهة النقل.
الاختلاف في كتب التفسير من جهة النقل فيكون:
1- الإسرائيليات.
2- الإشارة إلي الأسانيد ومنها المراسيل.
3- الموضوعات
ب) من جهة الاستدلال.
1-قَوْمٌ اعْتَقَدُوا مَعَانِيَ ، ثمَّ أَرَادُوا حَمْلَ أَلْفَاظِ القُرْآنِ عَلَيْهَا.
2-قَوْمٌ فَسَّرُوا القُرْآنَ بِمُجَرَّدِ مَا يَسُوغُ أَنْ يُرِيدَهُ بِكَلاَمِهِ مَنْ كَانَ مِنْ النَّاطِقِينَ بِلُغَةِ العَرَبِ بكلامه مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ بِالقُرْآنِ وَالْمُنْزَلِ عَلَيْهِ ، وَالْمُخَاطَبِ بِهِ.
-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ، التي يذكر فيها كلامهم صرفاً فإنه يخلومن سببي الخلاف الواقع في تفاسير السلف.
مِثْلُ تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَوَكِيعٍ ، وَعَبْدِِ بنِ حُمَيْدٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ ، وَأَبِي بَكْرِِ بنِ الْمُنْذِرِ ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ.
-سبب سلامة تفاسير الصحابة والتابعين من الغلط.
وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق
-أسباب الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
ا) قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا جمل ألفاظ القرآن عليها،
إنهم يعتقدون معنًى , فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم وهم صنفان:
1- خطأ في الدليل والمدلول، الأوَّلون الذين يَنظرون إلى المعنى تارةً ويَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به، وتارةً يَحمِلُونه على ما لم يَدلَّ عليه ولم يُرَدْ به.
-أمثلة.مثالُ الأولِ: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
والمثالُ الثاني: وهو أنهم تارةً يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ
قال: " فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ ". فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالي.
2-خطأ في الدليل لا في المدلاول، يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.
-أمثلة:قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه،
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا
فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.
تقسيم الخطأ الناشيء من جهة الاعتقاد يجب أن يكون عل الصنفين المذكورين:
1- سلب الآية معناها وما دلّت عليه وأريد بها
2- حمل الآية على ما لا تحتمل ولا تدل عليه
أما التقسيم من جهة الخطأ في المدلول أو الدليل والمدلول فنوع آخر يتصل بصحة المعنى المراد أو خطأه.

ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقين بلغة العرب.
فهم راعَوْهُ كمجرَّدِ لفظٍ عربيٍّ، فلم يَنظروا إلى ما يَصلُحُ للمتكلِّمِ ولا إلى سياقِ الكلام.ِ
-أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن(أهمية كتب الوجوة والنظائر).
مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل.
-أمثلة: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج
فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر منها ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن.
قد أسهبت كثيرا في هذا المثال لاعتمادك النسخ، وكان يمكن عرضه بطريقة أيسر.

أحياناً تفسر الآية بخلاف حال المخاطبين تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين
مثلاً: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة.
مسائل استطرادية: ليس استطرادا، بل هو مسألة أساسية يجب أن يقّدم بها الملخص.
-معني التفسير بالرأي ،وحكمه.
التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط.
حكمه:والتفسير بالرأي من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
-أقسام التفسير بالرأي.
1- تفسير بالرأي المذموم : وهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه ومن ذلكم أن يفسر القرآن علي وفق ما يعتقد أهل البدع.
2- تفسير بالرأي المحمود: وهو أن يفسر القرآن بالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح لأناعتقاد العقيدة الصحيحة المبنية على الدلائل يعينه على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم وغالب التابعين .
-معني الأولين والآخرين.
الأولين: هم الطبقات الثلاث الأولي أي القرون الثلاثة المفضلة.
الآخرين : يعني من جاء بعد القرون الثلاثة المفضلة.
خلاصة الدرس:
1- إن الخلاف قد يقع بين السلف في كتب التفسير من جهة الاستدلال.
2-سلامة تفاسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان.
3-سبب سلامة تفاسير الصحابة و التابعين من الغلط أنهم راعوا المتكلم به والمخاطب به والمخاطبين به أيضا وراعوا اللفظ والسياق.
4- أسباب الخلاف الواقع في كتب التفسير م جهة الاستدلال :
ا) قوم اعتقدوا معاني ،ثم أرادوا جمل ألفاظ القرآن عليها وهم صنفان:
1- الخطأ في الدليل والمدلول .
2- الخطأ في الدليل لا المدلول.
ب) قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ من أوجهة اللغة العربية.
5- معني التفسير بالرأي وهو الاجتهاد والاستنباط في التفسير.
6- التفسير بالرأي المذموم يكون إذا اتبع المفسر هواه في التفسير.
7-التفسير بالرأي المحمود أن يفسر بالاستنباط الصحيح ويكون صاحبه ذو عقيدة صحيحة.
8- أهمية مراعاة معني اللفظ في القرآن ومعهود القرآن فيه.
9- أهمية مراعاة حال المخاطبين في التفسير.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
يرجى التنبه لما يتعلق بتقسيم المسائل وترتيبها
هذه قائمة بمسائل الدرس أرجو أن تفيدك:


الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة.
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 رجب 1436هـ/10-05-2015م, 01:46 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي فهرسة آخر ما نزل من القرآن

آخر ما نزل من القرآن
عناصر الموضوع:
-آخر سورة نزلت جميعاً
-آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
القول الأول: سورة النصر
القول الثاني: سورة التوبة
القول الثالث: سورة المائدة
-آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
القول الثاني: آية الكلالة
القول الثالث: آية الربا
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
-أواخر مخصوصة
-آخر ما نزل بمكة
-آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
-أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
إشكال وجوابه
تلخيص أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن
عناصر الموضوع:
-آخر سورة نزلت جميعا
سورة النصر
-عن أبي العميس ، عن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}
قاله أبوبكر العبسي والأمام مسلم وفي رواية بن أبي شيبة،والأمام السيوطي في الدر المنثور.
-وعن ابن عبّاسٍ: (يا ابن عتبة، أتعلم آخر سورةٍ من القرآن نزلت؟) قلت: نعم، {إذا جاء نصر اللّه والفتح} قال: (صدقت))
ذكره بن كثير في تفسير القرآن العظيم.
-آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
-القول الأول: سورة النصر
-عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة
أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه،ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام،وابن كثير في تفسير القرآن العظيم.
-عن أبي العميس ، عن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}
قاله أبوبكر العبسي والأمام مسلم وفي رواية بن أبي شيبة،والأمام السيوطي في الدر المنثور.
-القول الثاني: سورة التوبة
-حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن))ذكره الوليد الموقري في الناسخ والمنسوخ.
-حدثنا مروان بن معاوية عن بن عباس ،عن عثمان ،قال:كانت برءاة من آخر القرآن نزولا) ذكره الهروي في فضائل القرآن.
-عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: «آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءة"ذكره بن أبي شيبة في مصنف ابن أبي شيبة ، وأيوب البجلي في فضائل القرآن،والذهبي في تاريخ الإسلام،وبن كثير في تفسير القرآن العظيم.
-القول الثالث: سورة المائدة
-عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة).قاله سعيد الخرساني في سنن سعيد بن منصور.
-عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)).
ذكره بن كثير في تفسير القرآن العظيم .
- عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)).
أخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه"،ذكره السيوطي في الدر المنثور.
-آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
-عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}، قاله محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ.
- عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}.ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن.
- قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن.
-عن السّدّيّ،وعن عطية العوفي أيضا قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} ذكره أبو بكر العبسي في مصنف ابن أبي شيبةوذكره السخاوي في جمال القراء، والمقدسي.
القول الثاني: آية الكلالة
- عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن، وأبو بكر ابن أبي شيبة في مصنفه، والبخاري، ومحمد البجلي في فضائل القرآن.
القول الثالث: آية الربا
-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس) ذكره أبو عبيد الهروي في فضائل القرآن.
- عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة") ذكره أيوب البجلي في فضائل القرآن.
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
-عن ابن شهاب قال:(آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين) ذكره أبوعبيد في فضائل القرآن،وفي المرشد الوجيز.
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- عن الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}).ذكره الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري.
-عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها وأيضا روي عن الحسن.ذكره العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة،وبن الضريس في فضائل القرآن،ورواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه وذكره في أسباب النزول.
-عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}).ذكره أبو عمرو الداني في البيان.
-أواخر مخصوصة
-آخر مانزل بمكة
-قيل سورة النبأ نزلت بمكة،وهي من آخر المكي الأول وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غداة يوم إنزالها،ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ،والسخاوي في جمال القراء.
-وقال بن عطاء (ويل للمطففين)،آخر ما نزل بمكة،ذكره الزركشي في البرهان.
-آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
-عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن،فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.ذكره بن الضريس في فضائل القرآن.
-أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
- واختلف العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن ، ومن أسباب خلافهم:
1- أن كلا منهم أخبر بمقتضي ما عنده من العلم.
2-هذه الأقوال ليس فيها شئ مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم.
3-أن كلا قاله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن.
4-ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلي الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبيل مرضه وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده.
5- ويحتمل أيضا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب.
ذكره الزركشي في الإتقان .
والراجح في أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن :
من السور:
-سورة براءة
-سورة المائدة ،فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي
-سورة النصر،رواه مسلم عن ابن عباس. ولكنك تستطيع أن تحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة
من الآيات:
الراجح أن آخرالقرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}،وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام. المذكورة في سياقها
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
-إشكال وجوابه
الإشكال:
-لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
الجواب:
أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة، والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون ،وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}
ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 رجب 1436هـ/12-05-2015م, 02:55 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أرجو عدم استعمال اللون الأحمر، ولقد نظرت في التلخيص فظننت لأول وهلة أنه مصحح.
سأصحح باللون الأزرق، والله المستعان.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
آخر ما نزل من القرآن
عناصر الموضوع:
-آخر سورة نزلت جميعاً
-آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
القول الأول: سورة النصر
القول الثاني: سورة التوبة
القول الثالث: سورة المائدة
-آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
القول الثاني: آية الكلالة
القول الثالث: آية الربا
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
-أواخر مخصوصة
-آخر ما نزل بمكة
-آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
-أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
إشكال وجوابه
تلخيص أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن
عناصر الموضوع:
-آخر سورة نزلت جميعا
سورة النصر
-عن أبي العميس ، عن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}
قاله أبوبكر العبسي والأمام مسلم وفي رواية بن أبي شيبة،والأمام السيوطي في الدر المنثور.
-وعن ابن عبّاسٍ: (يا ابن عتبة، أتعلم آخر سورةٍ من القرآن نزلت؟) قلت: نعم، {إذا جاء نصر اللّه والفتح} قال: (صدقت))
ذكره بن كثير في تفسير القرآن العظيم.
هناك قول آخر عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنها سورة المائدة.

-آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
-القول الأول: سورة النصر
-عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة
أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه،ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام،وابن كثير في تفسير القرآن العظيم. أثر ابن عباس لا يدل على آخرية السورة مباشرة حتى لو أمكن فهمه ضمنا.
-عن أبي العميس ، عن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟
قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}
قاله أبوبكر العبسي والأمام مسلم وفي رواية بن أبي شيبة،والأمام السيوطي في الدر المنثور.
-القول الثاني: سورة التوبة
-حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن))ذكره الوليد الموقري في الناسخ والمنسوخ.
-حدثنا مروان بن معاوية عن بن عباس ،عن عثمان ،قال:كانت برءاة من آخر القرآن نزولا) ذكره الهروي في فضائل القرآن.
-عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، يقول: «آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءة"ذكره بن أبي شيبة في مصنف ابن أبي شيبة ، وأيوب البجلي في فضائل القرآن،والذهبي في تاريخ الإسلام،وبن كثير في تفسير القرآن العظيم.
-القول الثالث: سورة المائدة
-عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة).قاله سعيد الخرساني في سنن سعيد بن منصور.
-عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)).
ذكره بن كثير في تفسير القرآن العظيم .
- عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه)).
أخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه"،ذكره السيوطي في الدر المنثور.
-آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
-عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}، قاله محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ.
- عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}.ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن.
- قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه) ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن.
-عن السّدّيّ،وعن عطية العوفي أيضا قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} ذكره أبو بكر العبسي في مصنف ابن أبي شيبةوذكره السخاوي في جمال القراء، والمقدسي.
القول الثاني: آية الكلالة
- عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ذكره أبو عبيد القاسم الهروي في فضائل القرآن، وأبو بكر ابن أبي شيبة في مصنفه، والبخاري، ومحمد البجلي في فضائل القرآن.
القول الثالث: آية الربا
-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس) ذكره أبو عبيد الهروي في فضائل القرآن.
- عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة") ذكره أيوب البجلي في فضائل القرآن.
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
-عن ابن شهاب قال:(آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين) ذكره أبوعبيد في فضائل القرآن،وفي المرشد الوجيز.
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- عن الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}).ذكره الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري.
-عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها وأيضا روي عن الحسن.ذكره العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة،وبن الضريس في فضائل القرآن،ورواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه وذكره في أسباب النزول.
-عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}).ذكره أبو عمرو الداني في البيان.
-أواخر مخصوصة
-آخر مانزل بمكة
-قيل سورة النبأ نزلت بمكة،وهي من آخر المكي الأول وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غداة يوم إنزالها،ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ،والسخاوي في جمال القراء.
-وقال بن عطاء (ويل للمطففين)،آخر ما نزل بمكة،ذكره الزركشي في البرهان.
-آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
-عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن،فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.ذكره بن الضريس في فضائل القرآن.
-أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
- واختلف العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن ، ومن أسباب خلافهم: من أسباب خلاف الصحابة، وما ذكر هو اجتهاد من أهل العلم في تفسير الاختلاف الوارد عنهم.
1- أن كلا منهم أخبر بمقتضي ما عنده من العلم.
2-هذه الأقوال ليس فيها شئ مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم.
3-أن كلا قاله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن.
4-ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلي الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبيل مرضه وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو لمفارقته له ونزول الوحي عليه بقرآن بعده.
5- ويحتمل أيضا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب.
ذكره الزركشي في الإتقان .
لوتأملت الأقوال المذكورة لوجدت أن هناك من أهل العلم من ذهب إلى التوفيق بين الآثار وجمع بينها بهذه التفسيرات، وهناك من حكم عليها بالضعف، وبالتالي ردها ابتداء كالباقلاني علما بأن كلامه متعقّب لأن كلام الصحابي في سبب النزول له حكم المرفوع حيث لا مجال للاجتهاد فيه.
ومن ضمن ما فسّر به اختلاف الآثار الواردة عن الصحابة احتمال أن يكون قصد كل واحد منهم آخرية مخصوصة ولا يقصد الآخرية المطلقة كما نبه الزرقاني، وهذا مما فاتك فالأقوال فيها كثيرة، وكان يجب الإشارة إليه في الملخص مع المثال.
والراجح في أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن : قولك: آخر ما نزل، يراد به الآخرية المطلقة، وهو ليس المقصود من المسألة، لكن نقول: تفسير العلماء للآخرية المذكورة في الآثار.
من السور:
-سورة براءة ما كلام العلماء عنها؟
-سورة المائدة ،فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي
-سورة النصر،رواه مسلم عن ابن عباس. ولكنك تستطيع أن تحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة أو آخر سورة نزلت كاملة وهو الراجح.
من الآيات:
الراجح أن آخرالقرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}،وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام. المذكورة في سياقها
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
-إشكال وجوابه
الإشكال:
-لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
الجواب:
أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ولعلك لم تنس أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق وأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة، والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون ،وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}
ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
والمسألة المتعلقة ببيان مسالك العلماء في التوفيق بين الآثار المروية عن الصحابة في أسباب النزول يمكنك مطالعتها بالتفصيل في نموذج الإجابة بإذن الله.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...805#post200805


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 24
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 14
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 88 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 رمضان 1436هـ/7-07-2015م, 08:56 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

تلخيص محاضرة (بلغة المفسرمن علوم الحديث)
عناصر المحاضرة:
- مقدمة
*معني الانشاء ،ومعني الخبر ،والفرق بينهما .
* الموجود في كتب التفسير إما إنشاء وإما خبر وشروط قبولها.
* قواعد تفسير القرآن.
*أهمية مبدأ التثبت وفضل هذه الأمة.
*من مظاهر عناية العلماء بكتاب الله عز وجل أن يوردوا التفسير بالأسانيد مثل باقي القضايا الشرعية.
* ضوابط التخفيف في قبول مرويات التفسير.
*المرويات التي يمكن التساهل فيها في التفسير ، والمرويات التي لا يمكن التساهل فيها.
*ضوابط في تدبر القرآن.
* ضوابط في الاسرائيليات.
-تأثير الاسرائليليات في التفسير.
- منهج أهل السنة في التعامل مع الاسرائليات.
*الكتب التي اعتنت بذكر الروايات التفسيرية الصحيحة بالاسانيد.
*أمثلة للمرويات التفسيرية الصحيحة.
* كيفية تعامل المفسر مع كتاب الله ، وطرق تثبته من المرويلت التفسيرية.
*ملاحظات (من الأسئلة)
تلخيص المحاضرة

*معني الإنشاء ،ومعني الخبر ،والفرق بينهما .
الإنشاء لا يحتاج إلي مبدأ التثبت ،فالإنشاء لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها، أما الخبر فيحتاج إلي مبدأ التثبت لنعلم هل هو صحيح أم غير صحيح ،وهل هو مقبول أم مردود،هل هو صدقصدق أم كذب،ولهذا نجد أن علوم الحديث حينما وضعها المحدثون وضعوها لتكون ضوابط لقبول الأخبار وردها، وليس لقبول الإنشاء ورده.
* الموجود في كتب التفسير إما إنشاء وإما خبر وشروط قبولها.
وما يرد في كتب التفسير لا يخرج عن أحد هذين؛ إما أن يكون إنشاءً، وإما أن يكون خبرًا؛ فإذا كان إنشاءً فهذا يمكن أن ينظر إليه وفق الضوابط التي وضعها المفسرون لقبول التفسيرمثل:
-أن يكون موافقاً للغة العربية.
-أن لا يكون شئ يمكن أن يعترض به عليه.
ومثال ذلك:
حينما فسر بعض السلف؛ إما من الصحابة كما روي عن ابن عباس أو من التابعين كما روي عن الحسن البصري أو غيره قول الله جل وعلا: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} [آل عمران177] وذهب بعضهم إلى أن الصر هنا هو البْرد أو
البَرد أو أنه الصوت والحركة أو أنه النار؛ ريح فيها نار أو نحو ذلك، فهذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر؛ يعني بالالتفات إلى قائله، "لو كنا حضورا عند الحسن البصري وهو يفسر قول الله جل وعلا: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} [آل عمران177]؛ فهذا جاء من باب الإنشاء وليس من باب الخبر.
أما ما كان من باب الخبر فيحتاج منا إلي مبدأ التثبت وفق للمعاير التي وضعها المحدثون لتكون ضوابط لقبول الأخبار أو ردها.
* قواعد تفسير القرآن.
تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك
ومنها: تفسير القرآن بالسنة
ومنها: تفسير القرآن بأقوال الصحابة
ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين
. ثم تفسير القرآن بلغة العرب
*أهمية مبدأ التثبت وفضل هذه الأمة.
مبدأ التثبت في قبول الأخبار مبدأ مقبول لدى كل الأمم. فليس هناك أمة من الأمم بترفض مبدأ التثبت، والدليل على هذا ما نراه في العالم أجمع خاصة في القضايا الأمنية وما يدور في المحاكم أيًّا كانت تلك المحاكم؛ فنجد أن ما يحصل مثلا من جرائم أو خصومات أو غير ذلك كلها تدور على مبدأ التثبت؛ إذن مبدأ التثبت مبدأ مطلوب لدى كل الأمم، وهو مبدأ عقلي لا شك فيه ولا ريب. لكن يكون الخلاف بين أمة الإسلام وبين غيرها من الأمم في تلك الضوابط التي وضعت لقبول هذه الأخبار؛ فنحن أمة شرفنا الله بالإسلام. ومن القضايا التي تهم في هذا قضية الإسناد الذي هو خصيصة من خصائص هذه الأمة المحمدية؛ فأمة محمد صلى الله عليه وسلم شرفها الله أيضًا بالإسناد الذي لم تحظى به أمة من الأمم ولم تشرف به أمة من الأمم على الإطلاق.
*من مظاهر عناية العلماء بكتاب الله عز وجل أن يوردوا التفسير بالأسانيد مثل باقي القضايا الشرعية.
العلماء عنوا عناية شديدة بإيراد هذا التفسير بالأسانيد مما يدل على أن التعامل مع تفسير كتاب الله جل وعلا كالتعامل مع باقي القضايا الشرعية التي يُعنى فيها المحدثون بالأسانيد مثل: القضايا الفقهية ونحو ذلك.
ومن الأدلة علي ذلك:
1-و لم نحتج إلى تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير لما وجدنا هؤلاء العلماء يتعبون أنفسهم بإيراد هذه الأسانيد خاصة أنهم بحاجة إلى الورق، وبحاجة إلى الأقلام، وبحاجة إلى الأحبار التي يكتبون بها، وبحاجة إلى الوقت، وما إلى ذلك من أدوات الكتابة التي كان فيها صعوبة خاصة في العصور الأولى.
2-ما نجده في كتب العلل من جعل مرويات التفسير أسوة لبقية الأحاديث التي تروى في جميع أبواب الدين؛ لا فرق بين هذا وذاك.
* ضوابط التخفيف في قبول مرويات التفسير. لا بد أن ننظر إلى مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتلوها -أو ما يلتحق بها- من أقوال الصحابة وأقوال التابعين، فكل هذا لا بد فيه من التثبت من صحته إلى قائله فإن وجدناه صحيحًا فذاك غاية المطلوب، وإن أخفقنا أو وجدنا في الإسناد ما يجعلنا نتريث عن الحكم عليه بالصحة فإن التعامل معه يمكن أن يكون وفق ضوابط معينة لعلي أشير إليها إن شاء الله تعالى. وإلا فإننا لا يمكن مثلا أن نأتي إلى كل ما يروى في تفسير كتاب الله جل وعلا ثم نطلق القول بقبوله.

*المرويات التي يمكن التساهل فيها في التفسير ، والمرويات التي لا يمكن التساهل فيها.
ما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمره واسع ونحن نعرف أن القرآن نزل بلسان عربي مبين،والقرآن معظمه وغالبه كله يسير على هذا المجرى، أي: أنه يدرك بلغة العرب،أما المرويات التي لا يتساهل فيها:
1- 1-إن كانت هذه الرواية تتضمن حكماً ،وهذا الحكم مبين بآية آخري فهذا لا يمكن أحد أن يشك في قبوله ،أما إذا كان هكذا الحكم يستفاد من حديث ، أو من قول صحابي ، أو من قول تابعي ،فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق التثبت منه وذلك بتطبيق قواعد المحدثين عليه.
2- بعض الروايات التي تتعلق بأبواب الاعتقاد مثل في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد،لا بد من تطبيق قواعد المحدثين فيها.
*ضوابط في تدبر القرآن.
تدبر القرآن إذا كان مبنيًا على أساس سليم من لغة العرب ومن الأفهام السليمة لا يتعارض مع شيء من القواعد التي نحتاجها، كالقواعد التي في أبواب الاعتقاد، أو في باب أصول الفقه، أو حتى عند المحدثين ونحو ذلك،
فالتدبر هنا لا بأس به، وهذا من الأمور التي دعا إليها كتاب الله جل وعلا نفسه {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} فإن التدبر مطلوب، لكن إذا كان هذا التدبر والله سيفضي إلى القول على الله بغير علم، أو إلى الإتيان بأقوال شنيعة مستبشعة ليس هناك ما يدل على أصلها، وليس لها أصل ثابت مثل والله أن يأتينا ويفسر مثلاً البقرة بأنها عائشة {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}– إن الله يأمركم أن تذبحوا عائشة – فهذا لا يمكن إطلاقًا أن يقال عنه إنه تدبر بل يقال إن هذا افتئات على كتاب الله جل وعلا، وكذب على الله، وكذب على شرع الله.
* ضوابط في الاسرائيليات.
إننا بحاجة إلى مفسرين مثل الحافظ ابن كثير رحمة الله تعالى عليه، الذي جمع بين الحديث وبين القدرة على تفسير كتاب الله جل وعلا، فابن كثير رحمه الله إذا مر على بعض هذه الأحاديث أو الروايات التي فيها ما يستدعي تطبيق قواعد المحدثين طبقها، ولم يقل إن هذا مما يسع فيه الأمر

-تأثير الاسرائليليات في التفسير.
كتب التفسير تضمنت بعض المرويات الإسرائيلية والتي أحيانًا تروى وكأنها أحاديث أو تروى على أنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو على أنها من أقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم، مثل ما نجده في تفسير قول الله جل وعلا: {ببابل هاروت وماروت} والقصة الطويلة جداً
- منهج أهل السنة في التعامل مع الاسرائليات.
1- ما وافق شرعنا ودل عليه الدليل فهو شرع لنا.
2-ما خالف شرعنا ،فهو كذب مما حرف ،ولا تجوز روايته بحال مثل التطاول عل الأنبياء كما في الإخبار بأن لوطا عليه السلام شرب الخمر ففجر بابنتيه.
3-لا نستدلّ على صدقها ولا كذبها، فنحن في هذه الحال، نطبّق قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم"، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". إذن هذه التي لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها، وإنما مما يمكن أن تتشوف إليه النفوس البشرية من مزيد علم، وإن كان علما لا يترتب عليه الصدق الجازم، مثل: حينما تتشوف النفوس مثلا لعدة أصحاب الكهف، أو إلى لون كلبهم، أو إلى بعض التفاصيل التي وردت مجملة في كتاب الله جل وعلا.


*الكتب التي اعتنت بذكر الروايات التفسيرية الصحيحة بالاسانيد.
كتب التفسير التي وضعها الأئمة والتي تروي بالإسناد مثل: تفسير عبد الرزاق، أو تفسير سفيان الثوري، أو تفسير ابن جرير الطبري، أو تفسير ابن المنذر، أو تفسير سعيد بن منصور، أو تفسير ابن أبي حاتم، أو غير ذلك من كتب التفسير المسندة، ومن جملة ذلك ما نجده في الكثير من كتب الحديث حينما تفرد كتابًا بأكمله للتفسير؛ فصحيح البخاري فيه كتاب بأكمله للتفسير، كذلك في صحيح مسلم، كذلك في جامع الترمذي، كذلك في السنن الكبرى للنسائي، مستدرك أبي عبد الله الحاكم وغير ذلك من كتب الحديث خاصة تلك الكتب التي تعد من الجوامع أو هي قريبة من الجوامع التي شملت جميع أبواب الدين فنجد فيها كتابا كاملا يتعلق بتفسير القرآن.
*أمثلة للمرويات التفسيرية الصحيحة.
فسير النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بأنه الشرك، نجد أن الحديث مخرج في الصحيحين، لمّا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون …} الآية من سورة الأنعام؛ تعاظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك، وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس الظلم الذي تعنون، أولم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}"، إذن النبي صلى الله عليه وسلم فسّر الظلم الوارد في سورة الأنعام بأنه الظلم الذي عناه لقمان عليه السلام بقوله: {إن الشرك لظلم عظيم}، إذن الظلم الذي ينبغي للمرء أن يحذر منه هو الشرك بالله، وأما ما دون ذلك فكل بني آدم خطّاء. إذن هذا من المرويات الصحيحة التي يُعتنى بها في كتب التفسير.
* كيفية تعامل المفسر مع كتاب الله ، وطرق تثبته من المرويات التفسيرية.
المفسر ينبغي له أولا: أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية؛ وإنما قد يكونوا هناك بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات، مثل ما قلته مثلا: عن (كتاب العلل لابن أبي حاتم)، أو (كتاب العلل للترمذي) أو يأتي لـ(كتاب العلل للدارقطني) أو غير ذلك من كتب العلل_ فيجد فيها بعض المرويات التي أعلها هؤلاء الأئمة؛ فإذا وجد هذه الرواية مما أعله بعض الأئمة؛ فإنه قد خُدم وقد كُفي فيحمد الله على هذه النعمة أنه قد كُفي، فيقول: هذا الحديث أعله الإمام الفلاني ويتنبه لهذا ولا يستشهد به، ولا يستدل به؛ بل ينبه عليه، والعكس كذلك، لو وجد هذه الرواية من الروايات التي صححها بعض الأئم.
قد يقول قائل: أنت الآن تجرئ الناس على الحكم على الأحاديث، أقول: لا، ليس هذا من هذا الموضوع؛ وإنما هذا من باب أخذ الحيطة،والورع عن قبول تلك الرواية.
لكن أهم شيء أن لا يستشهد بهذه الرواية مادام أنه وجد فيها راوياً ضعيفاً، أو تبين له من ضعف في الرواية أنها مرسلة؛ بمعنى أنه إن وجد علة ظاهرة؛ فإنه لا بأس أن يتوقف عن قبول الرواية لوجود تلك العلة الظاهرة؛ (العلة الظاهرة): إما سقط ظاهر في الإسناد, وإما وجود راوٍ مطعون فيه؛ إما في عدالته أو ضبطه, وأما بالنسبة للعلل الخفية, أو الحكم الجازم على الرواية ضعفاً، أو تصحيحاً فإن هذا يحتاج إلى دقة، لو كان طالب العلم الذي يريد أن يفسر قد تزود من علم الحديث، بحيث صار يملك القدرة على الحكم على الحديث، وعنده الآلة التي تعينه ؛ لا بد أن يكون كل الذين يتولون التفسير بهذه الصفة، لكن كما قلت: لا نحجرواسعًا لكن على الأقل يمكن للواحد منهم أن يأخذ الخطوط العريضة، والخطوط العريضة لا بد أن يصاحبها الحذر من إطلاق الحكم، وإنما يمكن أن يستعين بها من باب أخذ الحيطة، من باب الورع عن قبول تلك الرواية، فإذا أراد أن يدقق ويفتش أكثر، فإنه يمكن.. وهو لا يملك الآلة، أو لا يملك الآلة الدقيقة فإنه يمكن أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث.
ملاحظات:
-أنه يوجد خلاف في تعريف مصطلحات الحديث بين العصور الثلاثه الأولي وبين تعريفات ابن الصلاح.
-تعريف الحديث الحسن في العصور الأولي يختلف عن تعريف الحسن لابن الصلاح ،فتعريف الحسن عند العصور الأولي يُطلق على بعض الأحاديث التي فيها ضعف، ولكن هذا الضَعف يمكن أن يُتسامح فيه، ونحن نعرف أن الضعف يختلف؛ فهو إما بسبب سقط في الإسناد، وإما بسبب طَعْن في الراوي، هذا في حقيقته، وما يكون من طعن في الراوي، فإن هذا الطعن إما أن يكون إما في عدالته، وإما في حفظه، وإما في صفة روايته.
-علم علل الحديث مبناه على أوهام الثقات.
-المحدثين تساهلوا أحيانا، ليس فقط في أبواب التفسير، وليس فقط في باب التاريخ والسيرة، بل حتى في أحاديث الأحكام؛ فإنه إذا كان ذلك الحديث من الأحاديث التي تضمنت بعض الأحكام المقررة في بعض الأحاديث الأخرى؛ يعني: أن لهذا الحكم أصلا؛ فإنهم يتساهلون أيضا في قبوله، مثل أحاديث الترغيب والترهيب،أحاديث الفضائل وهذا مبدأ عند المحدثين.
-بالنسبة لأسانيد القراءات لا ينبغي أن يشدد فيها؛إلا في حال جهالة بعض رجال الإسناد مثل الانقطاع أو الخلل في الإسناد ،مثل الخطأ في اسم الراوي أو نحو ذلك،لكن إذا وجد هذا الإسناد مثل ما هو موجود في الكتب، وتوثقنا من عدم وجود الانقطاع، وعدم وجود الخلل الظاهر البيّن؛ وإنما بقي عندنا شيء من أننا لم نجد ترجمة لهذا الراوي أو وجدنا له ذكرا ولكن لم نجد أحدًا تكلم عليه بجرح ولا تعديل فأرى أن هذا مما يمكن أن يغتفر ويتساهل فيه.
-إن الكذب في الأخبار قد يكون عن عمد وقد يكون عن غير عمد،إنه قد نشأ عن توهم، ولذلك قد يكون هذا الذي حدّث بهذا الكذب قد يكون صادقا عادلا في نفسه، بل قد يكون من الصالحين وهلم جرا، ولكن يتوهم،وقد نبه علي ذلك كثير من الأئمة مثل الأمام مسلم في مقدمة صحيحه،فالذي لا يتعمد الكذب هذا، ليس معناه أن لا نتكلم على روايته ولا ننقدها، بل ننقدها ولا بد من بيانها.
-المراسيل إذا لم تتوفر فيها شروط الصحة إذا تعددت طرقها فهذا يدل علي أن لذلك الخبر أصل،كما حكي شيخ الإسلام.
-المراسيل منها ما يمكن أن يتقوى، ومنها ما لا يمكن أن يتقوى،مثل قصة الغرانيق.
-أن الوضع في الحديث، إنما نشأ بعد فتنة مقتل عثمان -رضي الله تعالى عنه- كما قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلمّا وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم)، فينظر إلى أهل السنة فيقبل حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فيترك حديثهم.
-فالمراسيل التي اتفقوا على قبولها بشروطها، هي مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم؛ أما الصغار كقتادة ومجاهد والزهري ونحو هؤلاء فهؤلاء مراسيلهم رديئة.
-حكم عنعنة غير المدلس، أنهم كانوا في الأصل مختلفين في قبول الإسناد المُعنعن؛ويقولون: كل إسناد ليس فيه حدثنا أو أخبرنا فهوليس له قيمة،ولكن لمّا طال العهد وجدوا أن الضرورة تفرض عليهم قبول الإسناد المُعنعن، فوضعوا لقبوله تلك الشروط المعروفة.
-شروط قبول المعنعن،ابرزها شرطي البخاري ومسلم:
1-اللُّقي أو (الاكتفاء بالمعاصرة).
2-الراوي عَرِيًّا عن وصمة التدليس.
لكن إذا جاءهم أي إشكال في الإسناد فإنهم يعودون للأصل.
-هل يؤخذ بالإسناد الناقص أم بالإسناد الزائد؟
الأصل الأخذ بالإسناد الزائد ولكن يؤخذ بالإسناد الناقص بشرطان:
الشرط الأول (وهو الأهم):
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
الشرط الثاني:
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 رمضان 1436هـ/9-07-2015م, 12:41 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة فقد رفعت الواجب في صفحة التطبيقات ونسقته بالألوان ونقلته إلي صفحة أصوال التفسير ولكنه لم ينقل بالألوان وحاولت أن انسقه ثانية ولم يقبل مني وتخرج رساله إدارية تقول انتهي الوقت وتحتاج إلي إذن الإذن الأدارة ،ولاأدري ماذا أفعل، لويوجد طريقة لكي أعدله ممكن تدلوني عليها.
وجزاكم الله خيرا
وتقبل الله طاعتكم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 رمضان 1436هـ/9-07-2015م, 03:39 AM
إدارة الاختبارات إدارة الاختبارات غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 4,427
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة فقد رفعت الواجب في صفحة التطبيقات ونسقته بالألوان ونقلته إلي صفحة أصوال التفسير ولكنه لم ينقل بالألوان وحاولت أن انسقه ثانية ولم يقبل مني وتخرج رساله إدارية تقول انتهي الوقت وتحتاج إلي إذن الإذن الأدارة ،ولاأدري ماذا أفعل، لويوجد طريقة لكي أعدله ممكن تدلوني عليها.
وجزاكم الله خيرا
وتقبل الله طاعتكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نسختها لكِ هنا أختي
وحذفت لكِ الغير منسقة
يسر الله أمركِ

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 7 شوال 1436هـ/23-07-2015م, 11:35 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
تلخيص محاضرة (بلغة المفسرمن علوم الحديث)
عناصر المحاضرة:
- مقدمة
*معني الانشاء ،ومعني الخبر ،والفرق بينهما .
* الموجود في كتب التفسير إما إنشاء وإما خبر وشروط قبولها.
* قواعد تفسير القرآن.
*أهمية مبدأ التثبت وفضل هذه الأمة.
*من مظاهر عناية العلماء بكتاب الله عز وجل أن يوردوا التفسير بالأسانيد مثل باقي القضايا الشرعية.
* ضوابط التخفيف في قبول مرويات التفسير.
*المرويات التي يمكن التساهل فيها في التفسير ، والمرويات التي لا يمكن التساهل فيها.
*ضوابط في تدبر القرآن.
* ضوابط في الاسرائيليات.
-تأثير الاسرائليليات في التفسير.
- منهج أهل السنة في التعامل مع الاسرائليات.
*الكتب التي اعتنت بذكر الروايات التفسيرية الصحيحة بالاسانيد.
*أمثلة للمرويات التفسيرية الصحيحة.
* كيفية تعامل المفسر مع كتاب الله ، وطرق تثبته من المرويلت التفسيرية.
*ملاحظات (من الأسئلة)
تلخيص المحاضرة

*معني الإنشاء ،ومعني الخبر ،والفرق بينهما .
الإنشاء لا يحتاج إلي مبدأ التثبت ،فالإنشاء لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها، أما الخبر فيحتاج إلي مبدأ التثبت لنعلم هل هو صحيح أم غير صحيح ،وهل هو مقبول أم مردود،هل هو صدقصدق أم كذب،ولهذا نجد أن علوم الحديث حينما وضعها المحدثون وضعوها لتكون ضوابط لقبول الأخبار وردها، وليس لقبول الإنشاء ورده. (ينتبه إلى أن ما ذكرة الشيخ حفظه الله لا يعد تعريفا للإنشاء والخبر إنما تفريقا بينهما من حيث خضوع كل منهما لمبدأ التثبت).
* الموجود في كتب التفسير إما إنشاء وإما خبر وشروط قبولها.
وما يرد في كتب التفسير لا يخرج عن أحد هذين؛ إما أن يكون إنشاءً، وإما أن يكون خبرًا؛ فإذا كان إنشاءً فهذا يمكن أن ينظر إليه وفق الضوابط التي وضعها المفسرون لقبول التفسيرمثل:
-أن يكون موافقاً للغة العربية.
-أن لا يكون شئ يمكن أن يعترض به عليه.
ومثال ذلك:
حينما فسر بعض السلف؛ إما من الصحابة كما روي عن ابن عباس أو من التابعين كما روي عن الحسن البصري أو غيره قول الله جل وعلا: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} [آل عمران177] وذهب بعضهم إلى أن الصر هنا هو البْرد أو
البَرد أو أنه الصوت والحركة أو أنه النار؛ ريح فيها نار أو نحو ذلك، فهذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر؛ يعني بالالتفات إلى قائله، "لو كنا حضورا عند الحسن البصري وهو يفسر قول الله جل وعلا: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} [آل عمران177]؛ فهذا جاء من باب الإنشاء وليس من باب الخبر.
أما ما كان من باب الخبر فيحتاج منا إلي مبدأ التثبت وفق للمعاير التي وضعها المحدثون لتكون ضوابط لقبول الأخبار أو ردها.
* قواعد تفسير القرآن.
تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك
ومنها: تفسير القرآن بالسنة
ومنها: تفسير القرآن بأقوال الصحابة
ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين
. ثم تفسير القرآن بلغة العرب
*أهمية مبدأ التثبت وفضل هذه الأمة.
مبدأ التثبت في قبول الأخبار مبدأ مقبول لدى كل الأمم. فليس هناك أمة من الأمم بترفض مبدأ التثبت، والدليل على هذا ما نراه في العالم أجمع خاصة في القضايا الأمنية وما يدور في المحاكم أيًّا كانت تلك المحاكم؛ فنجد أن ما يحصل مثلا من جرائم أو خصومات أو غير ذلك كلها تدور على مبدأ التثبت؛ إذن مبدأ التثبت مبدأ مطلوب لدى كل الأمم، وهو مبدأ عقلي لا شك فيه ولا ريب. لكن يكون الخلاف بين أمة الإسلام وبين غيرها من الأمم في تلك الضوابط التي وضعت لقبول هذه الأخبار؛ فنحن أمة شرفنا الله بالإسلام. ومن القضايا التي تهم في هذا قضية الإسناد الذي هو خصيصة من خصائص هذه الأمة المحمدية؛ فأمة محمد صلى الله عليه وسلم شرفها الله أيضًا بالإسناد الذي لم تحظى به أمة من الأمم ولم تشرف به أمة من الأمم على الإطلاق.
*من مظاهر عناية العلماء بكتاب الله عز وجل أن يوردوا التفسير بالأسانيد مثل باقي القضايا الشرعية.
العلماء عنوا عناية شديدة بإيراد هذا التفسير بالأسانيد مما يدل على أن التعامل مع تفسير كتاب الله جل وعلا كالتعامل مع باقي القضايا الشرعية التي يُعنى فيها المحدثون بالأسانيد مثل: القضايا الفقهية ونحو ذلك.
ومن الأدلة علي ذلك:
1-و لم نحتج إلى تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير لما وجدنا هؤلاء العلماء يتعبون أنفسهم بإيراد هذه الأسانيد خاصة أنهم بحاجة إلى الورق، وبحاجة إلى الأقلام، وبحاجة إلى الأحبار التي يكتبون بها، وبحاجة إلى الوقت، وما إلى ذلك من أدوات الكتابة التي كان فيها صعوبة خاصة في العصور الأولى.
2-ما نجده في كتب العلل من جعل مرويات التفسير أسوة لبقية الأحاديث التي تروى في جميع أبواب الدين؛ لا فرق بين هذا وذاك.
* ضوابط التخفيف في قبول مرويات التفسير. لا بد أن ننظر إلى مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتلوها -أو ما يلتحق بها- من أقوال الصحابة وأقوال التابعين، فكل هذا لا بد فيه من التثبت من صحته إلى قائله فإن وجدناه صحيحًا فذاك غاية المطلوب، وإن أخفقنا أو وجدنا في الإسناد ما يجعلنا نتريث عن الحكم عليه بالصحة فإن التعامل معه يمكن أن يكون وفق ضوابط معينة لعلي أشير إليها إن شاء الله تعالى. وإلا فإننا لا يمكن مثلا أن نأتي إلى كل ما يروى في تفسير كتاب الله جل وعلا ثم نطلق القول بقبوله.

*المرويات التي يمكن التساهل فيها في التفسير ، والمرويات التي لا يمكن التساهل فيها.
ما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمره واسع ونحن نعرف أن القرآن نزل بلسان عربي مبين،والقرآن معظمه وغالبه كله يسير على هذا المجرى، أي: أنه يدرك بلغة العرب،أما المرويات التي لا يتساهل فيها:
1- 1-إن كانت هذه الرواية تتضمن حكماً ،وهذا الحكم مبين بآية آخري فهذا لا يمكن أحد أن يشك في قبوله ،أما إذا كان هكذا الحكم يستفاد من حديث ، أو من قول صحابي ، أو من قول تابعي ،فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق التثبت منه وذلك بتطبيق قواعد المحدثين عليه.
2- بعض الروايات التي تتعلق بأبواب الاعتقاد مثل في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد،لا بد من تطبيق قواعد المحدثين فيها.
*ضوابط في تدبر القرآن.
تدبر القرآن إذا كان مبنيًا على أساس سليم من لغة العرب ومن الأفهام السليمة لا يتعارض مع شيء من القواعد التي نحتاجها، كالقواعد التي في أبواب الاعتقاد، أو في باب أصول الفقه، أو حتى عند المحدثين ونحو ذلك،
فالتدبر هنا لا بأس به، وهذا من الأمور التي دعا إليها كتاب الله جل وعلا نفسه {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} فإن التدبر مطلوب، لكن إذا كان هذا التدبر والله سيفضي إلى القول على الله بغير علم، أو إلى الإتيان بأقوال شنيعة مستبشعة ليس هناك ما يدل على أصلها، وليس لها أصل ثابت مثل والله أن يأتينا ويفسر مثلاً البقرة بأنها عائشة {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}– إن الله يأمركم أن تذبحوا عائشة – فهذا لا يمكن إطلاقًا أن يقال عنه إنه تدبر بل يقال إن هذا افتئات على كتاب الله جل وعلا، وكذب على الله، وكذب على شرع الله.
* ضوابط في الاسرائيليات.
إننا بحاجة إلى مفسرين مثل الحافظ ابن كثير رحمة الله تعالى عليه، الذي جمع بين الحديث وبين القدرة على تفسير كتاب الله جل وعلا، فابن كثير رحمه الله إذا مر على بعض هذه الأحاديث أو الروايات التي فيها ما يستدعي تطبيق قواعد المحدثين طبقها، ولم يقل إن هذا مما يسع فيه الأمر

-تأثير الاسرائليليات في التفسير.
كتب التفسير تضمنت بعض المرويات الإسرائيلية والتي أحيانًا تروى وكأنها أحاديث أو تروى على أنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو على أنها من أقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم، مثل ما نجده في تفسير قول الله جل وعلا: {ببابل هاروت وماروت} والقصة الطويلة جداً
- منهج أهل السنة في التعامل مع الاسرائليات.
1- ما وافق شرعنا ودل عليه الدليل فهو شرع لنا.
2-ما خالف شرعنا ،فهو كذب مما حرف ،ولا تجوز روايته بحال مثل التطاول عل الأنبياء كما في الإخبار بأن لوطا عليه السلام شرب الخمر ففجر بابنتيه.
3-لا نستدلّ على صدقها ولا كذبها، فنحن في هذه الحال، نطبّق قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم"، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". إذن هذه التي لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها، وإنما مما يمكن أن تتشوف إليه النفوس البشرية من مزيد علم، وإن كان علما لا يترتب عليه الصدق الجازم، مثل: حينما تتشوف النفوس مثلا لعدة أصحاب الكهف، أو إلى لون كلبهم، أو إلى بعض التفاصيل التي وردت مجملة في كتاب الله جل وعلا.


*الكتب التي اعتنت بذكر الروايات التفسيرية الصحيحة بالاسانيد.
كتب التفسير التي وضعها الأئمة والتي تروي بالإسناد مثل: تفسير عبد الرزاق، أو تفسير سفيان الثوري، أو تفسير ابن جرير الطبري، أو تفسير ابن المنذر، أو تفسير سعيد بن منصور، أو تفسير ابن أبي حاتم، أو غير ذلك من كتب التفسير المسندة، ومن جملة ذلك ما نجده في الكثير من كتب الحديث حينما تفرد كتابًا بأكمله للتفسير؛ فصحيح البخاري فيه كتاب بأكمله للتفسير، كذلك في صحيح مسلم، كذلك في جامع الترمذي، كذلك في السنن الكبرى للنسائي، مستدرك أبي عبد الله الحاكم وغير ذلك من كتب الحديث خاصة تلك الكتب التي تعد من الجوامع أو هي قريبة من الجوامع التي شملت جميع أبواب الدين فنجد فيها كتابا كاملا يتعلق بتفسير القرآن.
*أمثلة للمرويات التفسيرية الصحيحة.
فسير النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بأنه الشرك، نجد أن الحديث مخرج في الصحيحين، لمّا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون …} الآية من سورة الأنعام؛ تعاظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك، وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس الظلم الذي تعنون، أولم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}"، إذن النبي صلى الله عليه وسلم فسّر الظلم الوارد في سورة الأنعام بأنه الظلم الذي عناه لقمان عليه السلام بقوله: {إن الشرك لظلم عظيم}، إذن الظلم الذي ينبغي للمرء أن يحذر منه هو الشرك بالله، وأما ما دون ذلك فكل بني آدم خطّاء. إذن هذا من المرويات الصحيحة التي يُعتنى بها في كتب التفسير.
* كيفية تعامل المفسر مع كتاب الله ، وطرق تثبته من المرويات التفسيرية.
المفسر ينبغي له أولا: أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية؛ وإنما قد يكونوا هناك بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات، مثل ما قلته مثلا: عن (كتاب العلل لابن أبي حاتم)، أو (كتاب العلل للترمذي) أو يأتي لـ(كتاب العلل للدارقطني) أو غير ذلك من كتب العلل_ فيجد فيها بعض المرويات التي أعلها هؤلاء الأئمة؛ فإذا وجد هذه الرواية مما أعله بعض الأئمة؛ فإنه قد خُدم وقد كُفي فيحمد الله على هذه النعمة أنه قد كُفي، فيقول: هذا الحديث أعله الإمام الفلاني ويتنبه لهذا ولا يستشهد به، ولا يستدل به؛ بل ينبه عليه، والعكس كذلك، لو وجد هذه الرواية من الروايات التي صححها بعض الأئم.
قد يقول قائل: أنت الآن تجرئ الناس على الحكم على الأحاديث، أقول: لا، ليس هذا من هذا الموضوع؛ وإنما هذا من باب أخذ الحيطة،والورع عن قبول تلك الرواية.
لكن أهم شيء أن لا يستشهد بهذه الرواية مادام أنه وجد فيها راوياً ضعيفاً، أو تبين له من ضعف في الرواية أنها مرسلة؛ بمعنى أنه إن وجد علة ظاهرة؛ فإنه لا بأس أن يتوقف عن قبول الرواية لوجود تلك العلة الظاهرة؛ (العلة الظاهرة): إما سقط ظاهر في الإسناد, وإما وجود راوٍ مطعون فيه؛ إما في عدالته أو ضبطه, وأما بالنسبة للعلل الخفية, أو الحكم الجازم على الرواية ضعفاً، أو تصحيحاً فإن هذا يحتاج إلى دقة، لو كان طالب العلم الذي يريد أن يفسر قد تزود من علم الحديث، بحيث صار يملك القدرة على الحكم على الحديث، وعنده الآلة التي تعينه ؛ لا بد أن يكون كل الذين يتولون التفسير بهذه الصفة، لكن كما قلت: لا نحجرواسعًا لكن على الأقل يمكن للواحد منهم أن يأخذ الخطوط العريضة، والخطوط العريضة لا بد أن يصاحبها الحذر من إطلاق الحكم، وإنما يمكن أن يستعين بها من باب أخذ الحيطة، من باب الورع عن قبول تلك الرواية، فإذا أراد أن يدقق ويفتش أكثر، فإنه يمكن.. وهو لا يملك الآلة، أو لا يملك الآلة الدقيقة فإنه يمكن أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث.
ملاحظات:
-أنه يوجد خلاف في تعريف مصطلحات الحديث بين العصور الثلاثه الأولي وبين تعريفات ابن الصلاح.
-تعريف الحديث الحسن في العصور الأولي يختلف عن تعريف الحسن لابن الصلاح ،فتعريف الحسن عند العصور الأولي يُطلق على بعض الأحاديث التي فيها ضعف، ولكن هذا الضَعف يمكن أن يُتسامح فيه، ونحن نعرف أن الضعف يختلف؛ فهو إما بسبب سقط في الإسناد، وإما بسبب طَعْن في الراوي، هذا في حقيقته، وما يكون من طعن في الراوي، فإن هذا الطعن إما أن يكون إما في عدالته، وإما في حفظه، وإما في صفة روايته.
-علم علل الحديث مبناه على أوهام الثقات.
-المحدثين تساهلوا أحيانا، ليس فقط في أبواب التفسير، وليس فقط في باب التاريخ والسيرة، بل حتى في أحاديث الأحكام؛ فإنه إذا كان ذلك الحديث من الأحاديث التي تضمنت بعض الأحكام المقررة في بعض الأحاديث الأخرى؛ يعني: أن لهذا الحكم أصلا؛ فإنهم يتساهلون أيضا في قبوله، مثل أحاديث الترغيب والترهيب،أحاديث الفضائل وهذا مبدأ عند المحدثين.
-بالنسبة لأسانيد القراءات لا ينبغي أن يشدد فيها؛إلا في حال جهالة بعض رجال الإسناد مثل الانقطاع أو الخلل في الإسناد ،مثل الخطأ في اسم الراوي أو نحو ذلك،لكن إذا وجد هذا الإسناد مثل ما هو موجود في الكتب، وتوثقنا من عدم وجود الانقطاع، وعدم وجود الخلل الظاهر البيّن؛ وإنما بقي عندنا شيء من أننا لم نجد ترجمة لهذا الراوي أو وجدنا له ذكرا ولكن لم نجد أحدًا تكلم عليه بجرح ولا تعديل فأرى أن هذا مما يمكن أن يغتفر ويتساهل فيه.
-إن الكذب في الأخبار قد يكون عن عمد وقد يكون عن غير عمد،إنه قد نشأ عن توهم، ولذلك قد يكون هذا الذي حدّث بهذا الكذب قد يكون صادقا عادلا في نفسه، بل قد يكون من الصالحين وهلم جرا، ولكن يتوهم،وقد نبه علي ذلك كثير من الأئمة مثل الأمام مسلم في مقدمة صحيحه،فالذي لا يتعمد الكذب هذا، ليس معناه أن لا نتكلم على روايته ولا ننقدها، بل ننقدها ولا بد من بيانها.
-المراسيل إذا لم تتوفر فيها شروط الصحة إذا تعددت طرقها فهذا يدل علي أن لذلك الخبر أصل،كما حكي شيخ الإسلام.
-المراسيل منها ما يمكن أن يتقوى، ومنها ما لا يمكن أن يتقوى،مثل قصة الغرانيق.
-أن الوضع في الحديث، إنما نشأ بعد فتنة مقتل عثمان -رضي الله تعالى عنه- كما قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلمّا وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم)، فينظر إلى أهل السنة فيقبل حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فيترك حديثهم.
-فالمراسيل التي اتفقوا على قبولها بشروطها، هي مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم؛ أما الصغار كقتادة ومجاهد والزهري ونحو هؤلاء فهؤلاء مراسيلهم رديئة.
-حكم عنعنة غير المدلس، أنهم كانوا في الأصل مختلفين في قبول الإسناد المُعنعن؛ويقولون: كل إسناد ليس فيه حدثنا أو أخبرنا فهوليس له قيمة،ولكن لمّا طال العهد وجدوا أن الضرورة تفرض عليهم قبول الإسناد المُعنعن، فوضعوا لقبوله تلك الشروط المعروفة.
-شروط قبول المعنعن،ابرزها شرطي البخاري ومسلم:
1-اللُّقي أو (الاكتفاء بالمعاصرة).
2-الراوي عَرِيًّا عن وصمة التدليس.
لكن إذا جاءهم أي إشكال في الإسناد فإنهم يعودون للأصل.
-هل يؤخذ بالإسناد الناقص أم بالإسناد الزائد؟
الأصل الأخذ بالإسناد الزائد ولكن يؤخذ بالإسناد الناقص بشرطان:
الشرط الأول (وهو الأهم):
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
الشرط الثاني:
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، واستخلاصك للعناصر ممتاز لولا ما حصل من الاعتماد على النسخ الحرفي فنرجو التخلص من هذا المأخذ الخطير لأنه سيحول بينك وبين التميز والإتقان.
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 97/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 14 جمادى الآخرة 1436هـ/3-04-2015م, 08:31 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
-موضوع الدرس
-تمهيد:
- تعريف الحديث المرسل.
-وجود المراسيل في التفسير.
-أهمية بحث المراسيل في التفسير.
-معني النقل المصدق.
-ضوابط قبول المراسيل في التفسير.
- هل ينظر إلي أسانيد التفسير من جنس النظر إلي أسانيد الحديث.
-اعتضاد الطرق بعضها ببعض وإن لم تكن قوية بمفردها.
-فائدة معرفة كيفية التعامل مع الطرق المتعددة للمراسيل.
-هل تثبت المراسيل تفاصيل الخبر؟
-أمثلة لما ذكره شيخ الأسلام في المراسيل ،وطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير.
-خلاصة الدرس.
تلخيص الدرس
عناصر الدرس:
-موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح المراسيل في التفسير، وهذا الدرس تابع للاختلاف الواقع في كتب التفسير من جهة النقل.
-تمهيد:
- تعريف الحديث المرسل،وحكمه.
الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من النبي صلي الله عليه وسلم.
حكمه: مراسيل الصحابة حجة ،أما مراسيل التابعين فالتابعين يختلفون منهم من يقبل مرسله ومنهم من لا يقبل مرسله ،والذين يرسلون عن صحابي مثل سعيد بن المسيب فأنه لا يرسل إلا عن أبي هريرة فيقبل مرسله ومرسله صحيح والذين ليسوا علي هذه الحالة ينظر في مرسله إذا تعددت طرقة وتلقتة الأمةبالقبول فأنه يقبل.
-وجود المراسيل في التفسير.
أكثر التفاسير مراسيل لأن الأقوال المنقولة ليست مرفوعة وإنما أكثرها موقوفاًأومقطوعاً من أقوال التابعين.
-أهمية بحث المراسيل في التفسير.
بحث المراسيل في التفسير هو بحث استطرادي ليس بذي صلة قوية في أصول التفسير وإنما يريد منه تقرير ما ذكر سابقاً من معني النقل المصدق. هنا لبس في فهم كلام المؤلف رحمه الله فأرجو مراجعة الدرس.
-معني النقل المصدق.
النقل صحيح لا يقبل إلا إذا كان نقلاً صَدَقَ فيه صاحبه أو القول كان قولاً حققه صاحبه وهنا تكلم عن الصدق كيف نحصل على الصدق في النقل الصدق في الإسناد فذكر أن الصدق يكون بتحقيق أمرين معاً
1-ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
2-أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
لأنه إذا لم يتعمد الكذب ولم يخطئ فليس ثم إلا الثالث وهو أن يكون صادقاً فيه، والصدق بهذا المعني يمكن أن يكون بالنقل المتعدد الذي تكون أفراده غير كافية لإثبات الصدق.
-ضوابط قبول المراسيل في التفسير.
1- إذا تعددت طرق رواية المراسيل ،
مثلا ً رواية في التفسير مرسلة يرسلها سعيد بن المسيب رواها في المدينة ،ورواية أخري يرسلها عامر بن شرحبيل في الكوفة ،ورواية أخري يرسلها قتادة في البصرة.
2- خلت من المواطأة قصداً أو اتفاقاًبغير قصد،
ومعني المواطأة: أي إنهم تواطأوا جميعاً علي هذا المعني يعني اجتمعوا وأخرجوا هذه الروايةجميعاً،
فإذا تواطأوا عليها هذا يحتمل أن يكون ثم خطأ أو كذب في ذلك.
3- أن تتلقاها الأمة وخاصة العلماء بالقبول.
- هل ينظر إلي أسانيد التفسير من جنس النظر إلي أسانيد الحديث.
لا ينظر إلى أسانيد التفسير من جنس النظر في أسانيد الحديث؛ لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً إذا ترجح عند الناظر أن النقل ليس فيه خطأ ولا تعمد كذب.
-اعتضاد الطرق بعضها ببعض وإن لم تكن قوية بمفردها.
نجد رواية عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول ورواية أخرى عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول فنحمل هذه على هذه سيما إذا تعددت المخارج عن ابن عباس وكانت الطرق إليها غير صحيحة فإنه يعضد هذا هذا
وكذلك عن التابعين بل أعظم عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم إذا كانت مرسلة ومرسلة من وجه آخر فإننا نعضد هذه بتلك يعني إن التفسير فيه مسامحة والفقهاء كثير منهم يجعلون المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
-فائدة معرفة كيفية التعامل مع الطرق المتعددة للمراسيل.
كثير منهم يجعلون المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.
-هل تثبت المراسيل تفاصيل الخبر؟ومثاله.
لا تثبت المراسيل تفاصيل الخبر، مثل ما ذكر من المثال في قصة بيع جابر جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وهذه الرواية وما فيها من الاختلاف من حيث الشروط والألفاظ بعضها مطولة وبعضها مختصرة عند أهل العلم هذه الحادثة معلومة يقيناً أن جابراً باع جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بثمن وأن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذهب إلى المدينة رد عليه الجمل والثمن وهذا علم حصر لأنه نقله الكثير، تفاصيل القصة اختلفوا فيه فإذاً يريد أن الاختلاف في بعض الألفاظ في الأحاديث الطوال لا يعني أن أصل القصة غير صحيح بل كثير من القصص الطوال إذا اجتمع عليها أكثر من واحد في النقل في التفسير وفي غيره فهذا يشعر بأن أصل القصة واقع صحيح لأنهم لا يجتمعون على الكذب بيقين ثم إن الخطأ يبعد أن يتفق اثنان في خطأ لم يتواطأا عليه ولم يجتمعا عليه، هذا يخطئ وهذا يخطئ في نفس المسألة في نفس اللفظة هذا بعيد قصة كاملة هذا يخطئ فيها وهذا يخطئ من أصلها قد يخطئ بعضهم في بعض الألفاظ هذا وارد ولهذا يؤخذ بما اجتمعوا عليه وأما ما اختلفوا فيه فيطلب ترجيحه من جهة أخرى وهذا كثير من جهة النقل.

-أمثلة لما ذكره شيخ الأسلام في المراسيل ،وطريقة التعامل مع مرويات السلف في التفسير.
أولاً:قولُه تعالى: {الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيْبِ} وفي المرادِ بالغيبِ هاهنا ستةُ أقوالٍ.
هذه الأقوالُ السِّتَّةُ التي ذَكرَها ابنُ الجوزيِّ يُلاحَظُ عليها التشابُهُ، فالغيبُ هو كلُّ ما غاب عَنكَ، وهذا ما وردتِ الإشارةُ إليه في القولِ الرابعِ وحدَّدَ بعضَ الأمثلةِ له، أما الأقوالُ الأخرى فهي أمثلةٌ للغيبِ؛ أي: إنَّها ذُكِرتْ على سبيلِ المثالِ، وليس على سبيلِ الحصْرِ. فالغيبُ لفظٌ عامٌّ وما ذُكرَ في هذه الأقوالِ أمثلةٌ للغيبِ.
فالوحيُ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ للصحابةِ وبالنسبةِ لنا نحن أيضًا، وكذلك القرآنُ قَبلَ أن ينـزلَ يُعتبرُ غيبًا، وكذلك ذاتُ اللَّهِ عز وجل وصفاتُه تُعتبرُ غيبًا، وكلُّ ما غابَ عن العبادِ من أمرِ الجنةِ والنارِ ونحوِ ذلك مما ذَكرَ القرآنُ فإنه يَصدُقُ عليه أنه غيبٌ، وكذلك قَدَرُ اللَّهِ عز وجل لا أحدَ يعرِفُه فهو يُعتبرُ غيبًا، والرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ يُعتبرُ غيبًا بالنسبةِ لمَن جاء بعدَه.
فكلُّ واحدٍ من هذه الأقوالِ يُعتبرُ غيبًا، ولكنَّ الغيبَ لا يَنحصرُ في واحدٍِ منها دونَ غيرِه، فالسَّلفُ في هذه الأقوالِ يُمثِّلُونَ ولا يُخصِّصون فتُحملُ عباراتُهم على التمثيلِ.
وهذه الأقوالُ كلُّها تَرجعُ إلى معنًى واحدٍ، وهو أنَّ كلَّ ما غاب عنك فهو غيبٌ
وهذا الاختلافُ يَرجِعُ إلى اختلافِ تنوُّعٍ لا اختلافِ تضادٍّ
ثانيا:قولُه تعالى: {وَأنَّهُ كان يَقولُ سفِيهُنَا على اللَّهِ شطَطًا} فيه قولان.
(سفيهنا) وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فوَصفُ السَّفَهِ يُطلقُ على إبليسَ ويُطلق على الكافرِ؛ لأنَّ كلاًّ منهما غيرُ رشيدٍ، فيحتملُ أن يكونَ المعنى (يقولُ سفيهُنا) أي: كافرُنا، ويحتملُ أن يكونَ (يقولُ سفيهُنا) إبليسُ لَعنَه اللَّهُ.
هذا مِثلُ المثالِ السابقِ يدخُلُ في بابِ المتواطئِ؛ لأنه وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، وهو اختلافٌ يرجعُ إلى أكثرَ من معنًى، وإلى
أكثرَ من ذاتٍ؛ لأن إبليسَ غيرُ الكافرِ
ثالثاً:قولُه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّة}ٍ
هذه أربعةُ أقوالٍ في المرادِ بقولِه تعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ}، فالغُصَّةُ كما قال ابنُ الجوزيِّ: هي الذي لا يَسوغُ في الحَلْقِ، فلا يَستطيعُ الإنسانُ أن يأكلَه لسوءِ طَعمِه، فيَزْدَرِدُهُ لكَراهِيَتِه.
فهذا الطعامُ الموصوفُ بأنه (ذا غُصَّةٍ) هل هو الزَّقُّومُ؟ أو هو الضَّريعُ؟ أو هو الغِسلِينُ؟ أو هو الشَّوكُ الذي يقفُ في الحَلقِ؟
فهذه المذكوراتُ أمثلةٌ لأنواعٍ من المأكولاتِ يَنطبقُ على كلٍّ منها وصفُه بأنَّه (ذا غُصَّةٍ) فرجَعَ الخلافُ إلى الوصفِ الذي حُذفَ موصوفُه فاحتملَ كلَّ ما ذُكِرَ من الموصوفاتِ.
ويمكنُ أيضًا أن يَرجعَ الخلافُ إلى اللفظِ العامِّ الذي ذُكِرَتْ له أمثلةٌ، فتكونُ هذه المذكوراتُ من بابِ التمثيلِ, لا من بابِ التخصيصِ
رابعاً:قولُه تعالى: {إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ)
مَن قال بأنَّ المرادَ بالذي بِيَدِه عُقدةُ النِّكاحِ هو أبو البِكْرِ، فإنه يرجعُ إلى معنى الوليِّ؛ لأنَّ الوليَّ غالبًا ما يكونُ أبًا، فيكونُ عندَك في الآيةِ قولان:
أحدُهما: أنَّ الذي بيدِه عقدةُ النكاحِ هو الزوجُ، والثاني: أنه وليُّ المرأةِ.
وهذان القولانِ يرجعانِ إلى أكثرَ مِن معنًى كما هو واضحٌ؛ لأنه إما أن يكونَ المرادُ بالذي بيَدهِ عُقدةُ النكاحِ الزوجَ، وإما أن يكونَ المرادُ وليَّ المرأةِ
وهذان المعنَيانِ متضادَّانِ؛ لأنه لا يمكنُ اجتماعُهما في وقتٍ واحدٍ، فإذا قلتَ: إن الذي بيَدِه عُقدةُ النكاحِ هو الزوجُ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الوليَّ، وإذا قلتَ بأنه الوليُّ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الزوجَ.
وإذا كان القولان لا يمكنُ اجتماعُهما في المفسَّرِ فيكونُ الخلافُ إذًا من اختلافِ التضادِّ. وهو يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى وإلى أكثرَ من ذاتٍ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ الأمثلةِ السابقةِ من بابِ اختلافِ التنوُّعِ، أما هذا المثالُ فهو من بابِ اختلافِ التضادّ.
خامساً:قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} في سَببِ نُزولِها قولانِ:
هذه قضيةٌ تَرتَبِطُ بالنـزولِ، وأسبابُ النزولِ –كما تقدَّمَ – تُعتبرُ أمثلةً، فتَنظرُ في الأمثلةِ المذكورةِ هل يَنطبِقُ عليها معنى الآيةِ أوْ لَا؟
القولُ الأولُ في سببِ نـزولِ الآيةِ: أنها نَزلتْ في حقِّ طُعمةَ بنِ أُبَيْرِقٍ لمَّا هرَبَ من مكَّةَ, ومات على الشِّركِ، فمَقطعُ الآيةِ {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ينطبقُ على هذا الرجُلِ.
وكذلك الرجُلُ الآخَرُ من الأعرابِ الذي قيل: إنه سببُ نزولِها يَنطبقُ عليه جزءٌ من الآيةِ, وهو قولُه تعالى: {ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ}. فهو يقولُ: أنا لم أُشرِكْ باللَّهِ, لكنِّي ارتكبتُ معاصِيَ فهلْ يَغفِرُ اللَّهُ لي؟ فنزلتِ الآيةُ.
وقولُ ابنِ عباسٍ: فنـزلت الآيةُ لا يَلزمُ أن يكونَ ما ذَكرَ هو سببَ النزولِ، بل يجوزُ أن يكونَ المرادُ: هذا الرجُلُ يَدخلُ في معنى الآيةِ، كما أنَّ طُعمةَ قد لا يكونُ سببَ نـزولِها المباشرَ أيضًا. ولكن يَدخلُ في معنى الآيةِ
فإذا ذكرتَ عبارةَ النـزولِ فمِنَ المُهِمِّ أن تَتحقَّقَ مِن الأمرِ المَحكيِّ في النُّزولِ هل يَدخلُ في معنى الآيةِ أو لا يدخُلُ
إذًا: هذا اختلافٌ في سببِ النـزولِ، وهو عائِدٌ إلى التَّمثيلِ للمعنى العامِّ، وكلٌّ من القولَين يَنطبِقُ عليه معنى الآيةِ، والعِبرةُ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السببِ.
-خلاصة الدرس.
1- أن بحث المراسيل في التفسير بحث استطرادي ليس له صله قوية في أصول التفسير.
2- وهو من نوع الاختلاف الواقع في كتب التفسير من جهة النقل.
3- أكثر التفاسير مراسيل.
4- أسانيد التفاسير مبناها علي المسامحة ،وأن بعضها يعضد بعض.
5- النقل المصدق يكون بتحقق آمران:
ا) ألا يكون صاحبه تعمد الكذب.
ب) أن يكون صاحبه لم يخطأ.
6- الخطأقد يحدث في النقل لأن بن آدم عرضه للخطأ والنسيان.
7-ضوابط نقل المراسيل في التفسير:
ا) إذا تعددت طرق رواية المراسيل.
ب) خلت من المواطأة.
ج) سالمه من الكذب العمد،والخطأ ،وتلقتها الأمة بالقبول.
8- نجمع ما اتفقت عليه المراسيل وترك ما اختلف فيه.
9-كون أن القصة واحدة ،اتفق الصحابة في أصلها ،واختلفوا في تفاصيلها هذا لا يؤثر في صحتها، مثال حديث جابر الذي رواه البخاري.
10 – ما تلقته أهل العلم بالقبول والتصديق يصدق لأن الأمة لا تجتمع علي خطأ.
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
بالنسبة للأمثلة المذكورة كان يجب ربطها جيدا بموضوع الدرس وهو كيفية التعامل مع مرويات السلف في التفسير.
وهذه قائمة بمسائل الدرس

المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- أكثر الأخبار المنقولة في التفسير ليست مرفوعة وإنما أغلبها موقوفا.
- ما كان من هذه الأخبار مرفوعا يكون مرسلا على الغالب
- مجيء الحديث والأسانيد على هذا النحو ليس موجبا لردّه.
- التعامل مع أسانيد التفسير ليس كالتعامل مع الأسانيد في الحديث
- يقبل النقل إذا صدق فيه صاحبه.


شروط الحكم على صدق النقل
..1- انتفاء الكذب العمد
..2- انتفاء الخطأ

أولا: التحقق من انتفاء الكذب في النقل
..1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
- غالب من يروي أسانيد التفسير لا يتعمّدون الكذب خاصة من الصحابة والتابعين وكثير من تابعي التابعين، لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان.

ثانيا: التحقق من انتفاء الخطأ في النقل
- اتفاق الروايات في أصل الخبر يجزم بصحته
- اختلاف الروايات في التفاصيل يُحتاج فيه إلى ترجيح بطرق أخرى مستقلة.

- مثال: قصة جمل جابر رضي الله عنه

● تعريف المرسل
● ضابط الحكم على صحة المرسل.
. .1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
...3- تلقّي العلماء له بالقبول

أمثلة للتعامل مع مرويات السلف في التفسير
هذه الطريقة تطبّق على المراسيل وعلى غيرها بل يستفاد منها في التاريخ والأدب وغير ذلك.
خلاصة الدرس.
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 98 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 10:28 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها شتا مشاهدة المشاركة
درس احتمال اللفظ لأكثر من معني
عناصر الدرس:

-موضوع الدرس

-تمهيد:

-أنواع اختلاف التنوع الواردة في تفسير السلف.

1- ما يكون راجع إلي معني واحد.

2- ما يكون راجع إلي أكر من معني.

3-إن من أسباب الاختلاف عند السلف الذي وقعفيه التنازع ما يكون اللفظ فيه محتملاً أكثر من معني.

-أولاً المشترك اللغوي .

-تعريفه

-أنواعه.

-أمثلة عليه.

-ثانياً المتواطئ.

-تعريفه.

-أنواعه.

-أمثلة عليه.

-الأحتمالات في التفسير الواردة عن السلف.

- علل هذه الأحتمالات.

-خلاصة الدرس.
تلخيص الدرس

-موضوع الدرس

موضوع الدرس هو شرح أاحتمال اللفظ لأكثر من معني.

-تمهيد:

-أنواع اختلاف التنوع الواردة في تفسير السلف.

1- ما يكون راجع إلي معني واحد وينقسم إلي قسمان:

ا) التعبير عن المعني بألفاظ متقاربة.

ب) التفسير بالمثال وذلك بذكر المفسر من الأسم العام بعض أنواعه علي سبيل المثال.

2- ما يكون راجع إلي أكثر من معني وينقسم إلي قسمان:

ا) ما يرجع إلي ذات واحدة وهو اتحاد المسمي وأختلاف الوصف.

ب) ما يرجع إلي أكثر من ذات فيكون إما للمشترك أو للمتواطئ.

3-إن من أسباب الاختلاف عند السلف الذي وقع فيه التنازع ما يكون اللفظ فيه محتملاً أكثر من معني.

إما لكونه مشتركاً في اللفظ ،و إما لكونه متواطئاً.
نبدأ الملخص بإعادة ذكر النوع الثالث الذي هو موضوعنا كعنوان أساسي:
- النوع الثالث من اختلاف التنوع ما كان بسبب الاشتراك أو التواطوء في اللغة.

-أولاً المشترك اللغوي .

-تعريفه.

-المشترَكُ هو ما اتَّحدَ فيه اللفظُ واختلفَ المعنى.

-أمثلة عليه:

- كالقُرءِ والعَينِ وعسْعَس والصريمِ ونحوِ ذلك.

فالقُرءُ يُطلقُ في اللغةِ على الطُّهرِ ويُطلقُ على الحيضِ، والعَينُ تُطلقُ على العينِ الباصرةِ , وعلى عينِ الماءِ , وتُطلقُ على الجاسوسِ.

كذلك لفظُ (قَسْوَرة) في قولِه تعالى: {كَأنَّهُم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} يُرادُ به الأسدُ، ويُرادُ به الرامي، السياقُ يَحتملُ الأمرين معًا؛ لأنهما ليسَ بينَهما تضادٌّ، فما من قولَينِ صحيحَيْنِ في اللغةِ وقال بهما السَّلفُ إلا جازَ تفسيرُ الآيةِ بهما معًا.

-أنواعه.

ا) ما يمكن حمل الآية علي المعنيين من غير تناقض ،

مثاله:لفظُ (عسْعَسَ) في قولِه تعالى: {وَاللَّيلِ إذا عَسْعَسَ والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ} يُرادُ إقبالُ الليلِ وإدبارُه، فيكونُ المعنى: والليلِ إذا أقْبلَ أو الليلِ إذا أدْبَرَ، وكلا المعنيَين مناسبٌ لما بعدَه،حتي لو كان بينهما تضاد في اللغة.

ب)ما لا يمكن حمل الآية علي كلا المعنيين لأن بينهما تناقض،

مثاله:لفظ (القُرءِ) في قولِه تعالى: {والمُطَلَّقاتُ يَتَربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُروءٍ} لأنه لا يمكنُ الجمعُ بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الحيضُ، أو بينَ القولِ بأنَّ القُرءَ هو الطُّهرُ؛ لأنَّ المرأةَ لا يُمكنُ أن تكونَ حائِضًا طاهرًا في نفسِ الوقتِ.

فائدة الاشتراك في الألفاظ:

-هذا من بلاغة القرآن.

-ثانياً المتواطئ.

-تعريفه.

- التواطُؤُ اصطلاحٌ منطقيٌّ يرادُ به نسبةُ وجودِ معنًى كلِّيٍّ في أفرادِه وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.

-أمثلة عليه.

- أن تقولَ: محمدٌ إنسانٌ , وعليٌّ إنسانٌ , وصالحٌ إنسانٌ، فالثلاثةُ متَّفِقون في الإنسانيةِ. ومعنى الإنسانيةِ موجودٌ في كلِّ واحدٍ منهم وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.

وكذلك إذا قلتَ: إنَّ البشرَ أبناءُ آدَمَ فإنَّ نسبةَ أحدِهم إلى الآدميةِ لا تَختلِفُ عن نسبةِ الآخَرِ؛ لأنَّ معنى الآدمِيَّةِ نسبةٌ كليَّةٌ مشتركةٌ بينَ الجميعِ

-أنواعه.

ا)الخلاف في مرجع الضمير. الضمير

مثال :قوله تعالي{ثُمَّ دَنَا فتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى} وذكَر أنَّ السَّلفَ اختلفوا في الضمائرِ الموجودةِ في الآيةِ تعودُ على مَن؟

فقيل: إنَّ المرادَ بها جبريلُ، وهذا رأيُ الجمهورِ، وقيلَ: إنَّ المرادَ بها هو اللَّهُ جلَّ جلالُه، وهو قولُ ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما

فإذا نظرتَ إلى هذا الخلافِ وجدتَ أنَّ نسبةَ اسمِ الجلالةِ إلى الضميرِ لا تختلفُ عن نسبةِ جبريلَ إليه، وهذا هو المتواطئُ

مثالُ ذلك أيضًا: قولُه تعالى: {يا أيُّها الإنسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلى ربِّكَ كَدْحًا فمُلاقِيهِ} فالضميرُ في (ملاقيه) يعودُ على ماذا؟ هل المرادُ: ملاقٍ ربَّكَ، أو ملاقٍ كَدْحَكَ؛ أيْ: عمَلَك؟ يَحتملُ هذا , ويحتملُ هذا

ب)الأوصاف التي حذفت موصوفاتها.

مثال:بقولِه تعالى: {والفَجْرِ وليالٍ عَشْرٍ والشَّفْعِ وَالوَتْرِ} فالفجرُ قيل: المرادُ به فجرُ يومِ النَّحرِ، وقيلَ: فجرُ أولِ يومٍ من السَّنةِ، فإذا نظرتَ إلى نسبةِ الفجريَّةِ وجدتَها لا تختلفُ في يومِ النَّحرِ عنها في أولِ يومِ السَّنةِ، وهذا هو المتواطِئُ كما تقدَّمَ

أيضًا قولُه تعالى: {والنَّازِعَاتِ غَرْقًا} قيلَ: النازعاتُ ملائكةُ الموتِ تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ، وقيل: النازعاتُ النجومُ تَنـزِعُ من أُفُقٍ إلى أُفُقٍ، وقيل: النازعاتُ السفُنُ تَنـزِعُ من مكانٍ إلى مكانٍ

فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَ أنَّ كلَّ هذه المذكوراتِ تتَّفِقُ في وجودِ المعنى الكلِّيِّ الذي هو النَّزعُ، وإن كانت نسبةُ النَّـزعِ قد تختلفُ من نوعٍ إلى آخَرَ، فالمعنى الكلِّيُّ موجودٌ في هذه الأفرادِ وجودًا متوافِقًا، وهذا هو ما يسمَّى بالمتواطئِ كما تقدَّم.

معني المشكك:

-هو وجود التفاوت بين الأفراد في تحقيق معني النسبه في الألفاظ المتواطئه مثل ما يقال في بياض اللبن وبياض الثلج ،فكلاهما أبيض ، ولكن نسبة البياض متفاوتة. هذه المسألة غريبة وسط المسائل إلا إذا ربطتيها بالأمثلة القرآنية.

-الاحتمالات في التفاسير الواردة عن السلف.

-لا تخرج الاحتمالات في التفسير الواردة عن السلف عن أمرين:

الأول: أن هذه الاحتمالات قد لا يجوز أن يراد به كل المعاني التي قالها السلف ، بل يكون المراد أحدها

الثاني: أن هذه الاحتمالات قد يجوز أن يراد به كل المعاني التي قالها السلف.

- علل هذه الاحتمالات.

1- لكون الآية نزلت مرتين فأريد بها هذه مرة وهذه مرة ،وهو احتمال عقلي ، لأن الأصل في نزول الآيات أن تنزل مرة واحدة.

2- وإما لكون اللفظ المشترك يجوز أن يراد به معنياه ، قال ذلك أكثر الفقهاء المالكية والشافعيةو الحنبلية وكثير من أهل الكلام.

بعضُ أهلِ العلمِ –ومنهم ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ – يَرى أنه لا يجوزُ أن يُرادَ بالمشترَكِ إلا معنًى واحدٌ، ولكنَّ الجمهورَ على أنه يَجوزُ أن يرادَ به أكثرُ من معنًى ما دام أنه لم يَقُمْ دليلٌ على إرادةِ أحدِ المعاني، فتكونُ المعاني كلُّها محتمَلةً

3- وإما لكون اللفظ من المتواطئ، فيكون عام إذا لم يكن لتخصيصه موجب.

وذلك مثلُ (النازعات) ورَدَ في تفسيرِها ستَّةُ أقوالٍ، فإذا لم يَكنْ للتخصيصِ موجِبٌ فإنَّكَ تقولُ: كلُّ ما وُصِفَ بأنه نازعٌ فهو داخِلٌ في القَسَمِ، فيكونُ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالملائكةِ وبالنجومِ والسفُنِ وبالموتِ وبغيرِها مما وردَ عن السَّلفِ؛ لأن هذه الأقوالَ كلَّها محتمَلةٌ

قد يقولُ قائلٌ: إنَّ المرادَ بها الملائكةُ التي تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ بدلالةِ كذا وكذا، نقولُ:هذا ترجيحٌ، ولكنَّ الأقوالَ الأخٌري

ولهذا ابنُ جريرٍ الطَّبَرِيُّ رحمهُ اللَّهُ في هذه الآيةِ قال: إنَّ اللَّهَ لم يُخصِّصْ نازعةً دونَ نازعةٍ، فالخَبرُ على عمومِه حتى يأتيَ ما يُخصِّصُه. أو قريبًا من هذا الكلامِ

ومعنى هذا أنه رجَّحَ جميعَ هذه المذكورةِ، وأنها كُلَّها صحيحةٌ على سبيلِ العمومِ

-خلاصة الدرس.

1- إن من أسباب الاختلاف في تفسير السلف ما يكون اللفظ فيه محتملاًللأمرين :إما لكونه مشتركاً مشتركاً في اللفظ ، وإما لكونه متواطئاً.

2- المشترك في اللفظ هو المشترك اللغوي، وهو ما اتحد لفظه واختلف معناه.

3- الضمير الذي يحتمل رجوعه إلي أكثر من ذات من الألفاظ المتواطئة.

4- الأوصاف التي حذف موصوفها من الألفاظ المتواطئة.

5- إن احتمالَ اللفظةِ الواحدةِ لأكثرَ من معنًى صحيحٍ يُعَدُّ من بلاغةِ القرآنِ.

6- الخبر علي عمومه حتي يأتي ما يخصصه.

7- أن المتواطئ خصوصاً في الأوصاف يدخل في القسم الثاني من أقسام اختلاف التنوع الذي هو من العام الذي تذكر له أمثلة.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك

يحسن فصل المسائل التي لا تتصل بالتفسير مباشرة كتمهيد للملخص، مثل تعريف المشترك والمتواطيء لغة وأمثلتهما من اللغة عموما، ثم الانطلاق إلى ما يتعلق منهما باختلاف التنوع.
وهذه قائمة بمسائل الدرس، ستجدي فيها تيسيرا إن شاء الله في عرض المسائل المتعلقة تحديدا بحكم حمل الآية على الأقوال المتعددة بسبب الاشتراك أو التواطؤ:

احتمال اللفظ لأكثر من معنى

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - مفهوم الاشتراك اللغوي.

.. - مفهوم التواطؤ.
النوع الثالث من اختلاف التنوع ومما يرجع إلى أكثر من معنى.
أولا: ما يكون سببه الاشتراك.
. - مثاله
. - حكم حمل الآية على كلا معنييه
ثانيا: ما يكون سببه التواطؤ.
. أ: الضمائر
. . - مثاله
..
- حكم حمل الآية على جميع الأقوال الواردة في مفسّر الضمير
ب: الأوصاف التي حذفت موصوفاتها.
... - مثاله
.. - حكم حمل الآية على جميع الأقوال الواردة في تحديد الموصوف.

● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 98 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبه, صفحه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir