دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ربيع الأول 1442هـ/11-11-2020م, 02:14 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (142 - 158)

أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر
قول الله تعالى:

{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} البقرة.
2: حرّر القول في كل من:

أ: المراد بالقبلة في قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}.
ب: هل كانت الصلاة إلى بيت المقدس بوحي متلوّ؟
3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق "كما" في قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا} الآية.
ب: كيف كان تحويل الصلاة إلى الكعبة دليلا على عناية الله بهذه الأمة.
ج: مناسبة قوله تعالى: {ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع} لما قبله.

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.
ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.
3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.
ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.
ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) }.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسفهاء وموقفهم من تحويل القبلة في قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}.

ب: معنى قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} الآية.
3: بيّن ما يلي:
أ: المخاطب في الآية، ومعنى الذكر في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}.
ب: المراد بالإيمان وفائدة التعبير عنه بوصف الإيمان في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.
ج: معنى الصبر، وأنواعه، وفضله.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 ربيع الأول 1442هـ/14-11-2020م, 01:45 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابات مجلس المذاكرة الرابع

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)}.


يخبر الله تعالى أن لكل من أهل الاديان وجهته وقبلته التي هو موليها نفسه فقال سبحانه {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} كما أن وجهة المؤمنين وقبلتهم حيث يوجههم الله ثم قال سبحانه { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} وأي فأستبقوا الخيرات في كل وجهة ولاكموها وهو أمر من الله بإستباق الخيرات والمبادرة الى سبيل النجاة ثم بين تعالى كمال قدرته على الخلق فقال { أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا} أي يأت بكم جميعا يوم البعث والنشور فقال سبحانه {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ولهذه الآية نظير في قوله تعالى في سورة المائدة {لكلٍّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا ولو شاء اللّه لجعلكم أمّةً واحةً ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى اللّه مرجعكم جميعًا}.

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالشهادة في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}.

ورد في المراد بالشهادة أقوال:
القول الأول: شهادة أمة محمد يوم القيامة على الأمم المكذبة لأنبيائهم ببلاغ الرسل المرسلة إليهم وذلك بعد أن تُسأل تلك الأمم عمن أُرسل إليها فتجحد أنبيائها ذكره الزًجًاج وابن عطية وذكره ابن كثير واستدل عليه بأحاديث:
الأول:: قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يدعى نوحٌ يوم القيامة فيقال له: هل بلّغت؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذيرٍ وما أتانا من أحدٍ، فيقال لنوحٍ: من يشهد لك؟ فيقول: محمّدٌ وأمّته» قال: «فذلك قوله: {وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا}»
الثاني:روى الحافظ أبو بكر بن مردويه ،وابن أبي حاتمٍ من حديث عبد الواحد بن زيادٍ، عن أبي مالكٍ الأشجعيّ، عن المغيرة بن عتيبة بن نهّاسٍ: حدّثني مكتبٌ لنا عن جابر بن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «أنا وأمّتي يوم القيامة على كوم مشرفين على الخلائق. ما من النّاس أحدٌ إلّا ودّ أنّه منّا. وما من نبيٍّ كذّبه قومه إلّا ونحن نشهد أنّه قد بلّغ رسالة ربّه، عز وجل».

القول الثاني: محتجين على سائر من خالفكم وذكره الزًجًاج.

القول الثالث: تشهدون لمحمد صلى الله عليه وسلم أنه قد بلغ الناس في مدته من اليهود والنصارى والمجوس وهو قول مجاهد وذكره ابن عطية.

القول الرابع: شهادة المؤمنين بعضهم على بعض بعد الموت وذكره ابن عطية وابن كثير واستدل عليه بأحاديث:
الأول: روى الحاكم، في مستدركه وابن مردويه أيضًا، واللّفظ له، من حديث مصعب بن ثابتٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظي، عن جابر بن عبد اللّه، قال: شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جنازةً، في بني سلمة، وكنت إلى جانب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال بعضهم: واللّه -يا رسول اللّه -لنعم المرء كان لقد كان عفيفًا مسلمًا وكان وأثنوا عليه خيرًا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنت بما تقول». فقال الرّجل: اللّه أعلم بالسّرائر، فأمّا الذي بدا لنا منه فذاك. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «وجبت». ثمّ شهد جنازةً في بني حارثة، وكنت إلى جانب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال بعضهم: يا رسول اللّه، بئس المرء كان، إن كان لفظّاً غليظًا، فأثنوا عليه شرًّا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لبعضهم: «أنت بالذي تقول». فقال الرّجل: اللّه أعلم بالسّرائر، فأمّا الذي بدا لنا منه فذاك. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «وجبت».
الثاني : قال ابن مردويه: حدّثنا أحمد بن عثمان بن يحيى، حدّثنا أبو قلابة الرّقاشيّ، حدّثني أبو الوليد، حدّثنا نافع بن عمر، حدّثني أمّيّة بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهيرٍ الثّقفيّ، عن أبيه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بالنّباوة يقول: «يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم» قالوا: بم يا رسول اللّه؟ قال: «بالثّناء الحسن والثّناء السّيّئ، أنتم شهداء اللّه في الأرض». ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون. ورواه الإمام أحمد، عن يزيد بن هارون، وعبد الملك بن عمر وشريحٍ، عن نافع عن ابن عمر، به

ب: معنى قوله تعالى: {لئلا يكون للناس عليكم حجّة إلا الذين ظلموا منهم}.

ورد في المراد بهذا المعنى أقوال:
القول الأول: المراد بالناس عام في اليهود والعرب وغيرهم والمعنى قد عرفكم اللّه أمر الاحتجاج في القبلة لئلا يكون للناس على اللّه حجة في قوله: {ولكلّ وجهة هو مولّيها} أي: هو موليها إلا من ظلم باحتجاجه فيما قد وضح له وذكره الزًجًاج وابن عطية.

القول الثاني: المراد بالناس العموم و"الا الذين " استثناء متصل أي لا حجة لأحد عليكم إلا الحجة الداحضة للذين ظلموا والمراد بهم اليهود وغيرهم من أهل الكتاب ممن تكلم في النازلة في قولهم ماولًاهم وذكره ابن عطية وهو قول أبي العالية وذكره ابن كثير.

القول الثالث:المراد بالناس اليهود ولكن استثنى مشركي العرب وهو استثناء منقطع والمعنى كفار قريش في قولهم رجع محمد إلى قبلتنا وسيرجع إلى ديننا كله وذكره ابن عطية ونسب ابن أبي حاتمٍ عن مجاهدٍ، وعطاءٍ، والضّحّاك، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة، والسّدّيّ، نحو هذا وذكره ابن كثير.

3: بيّن ما يلي:
أ: الحكمة من تكرار الأمر بتحويل القبلة في الآيات.


الحكمة في تكرار الأمر بتحويل القبلة:
١- أنه تأكيد لأول ناسخ في الإسلام على ما نص به ابن عباس وغيره
٢- أنه منزًل على أحوال: الأول لمن هو مشاهد الكعبة والثاني لمن هو في مكة والثالث لبقية البلدان وهكذا وجهه الرازي واختاره القرطبي كما ذكره ابن كثير.
٣- أنه جاء متعلقا بما قبله من السياق فهو ترقى من أنه الحق الذي كان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم الى كونه مما يرضاه الله ويحبه ثم ارتقى به الى حكمة قطع حجة المخالفين من اليهود ومشركي العرب.

ب: فضل سادات الصحابة في حادثة تحويل القبلة، مع الاستدلال.

كان لسادات الصحابة فضل في الإيمان بما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن والانقياد الى أوامر الدين ومن ذلك ما كان من تحولهم الى الكعبة وهم في الصلاة كماروى البخاريّ: حدّثنا أبو نعيم، سمع زهيراً، عن أبي إسحاق، عن البراء -رضي اللّه عنه-: «أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلاها، صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ. فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه، فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد باللّه لقد صليت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت. وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجالًا قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}», انفرد به البخاريّ من هذا الوجه. ورواه مسلمٌ من وجهٍ آخر

ج: متعلّق الاستعانة في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة}.

متعلق الاستعانة في الآية هو الايمان فإنّ العبد إمّا أن يكون في نعمةٍ فيشكر عليها، أو في نقمةٍ فيصبر عليها؛ كما جاء في الحديث: «عجبًا للمؤمن. لا يقضي اللّه له قضاءً إلّا كان خيرًا له: إن أصابته سرّاء، فشكر، كان خيرًا له؛ وإن أصابته ضرّاء فصبر كان خيرًا له».

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 ربيع الأول 1442هـ/15-11-2020م, 01:41 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

: فسّر قول الله تعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} البقرة.

قول الله تعالى:(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ)
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر الى السماء يدعوا الله تعالى ويرجوا بأن يجعل قبلته نحو البيت الحرام، لأنها كانت قبلة إبراهيم عليه السلام، أشرف بقعة على الـأرض، فاستحاب الله له وأكرمه، فقال
(فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا)
والمقصود بقوله (ترضاها) أي تحبها، وليس المعنى أنه لا يرضاها، فهو يرضى كل ما أمره الله بها، وإنما المعنى أنه يحبها، وكان يحبها لأنها كانت قبلة الأنبياء أو لأنه أراد أن يأتلف قومه للإيمان حيث كانت هي قبلتهم.
(فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)
فأمره الله أن يتوجه في صلاته نحو الكعبة في المسجد الحرام، ومعنى (شطر) أي نحو، وهذه الآية ناسخة لما قبله من الأمر بالتوجه نحو بيت المقدس، وقد عمل بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حالما أنزلت هذه الآية عليه فتوجه في صلاته تلقاء المسجد الحرام وكان في المدينة وقيل كانت أو صلاة له نحوها صلاة العصر.
(وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ )
أمر الله تعالى باستقبال الكعبة من جميع جهات الأرض، شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، وجاء الاستثناء من هذا في ثلاثة أحوال، في حال المسايفة والقتال، وحال السفر في النافلة، وحال الجهل فيصلي باجتهاده.

(وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ)
أي أن اليهود والنصارى، يعلمون أنّ اللّه تعالى سيوجهك إليها، من التي الكتب التي أنزلت عليهم، وما فيها من النّعت والصّفة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأمّته، ومما خصّه اللّه تعالى به وشرفه من الشّريعة الكاملّة العظيمة، ولكنّهم يتكاتمون ذلك بينهم حسدًا وكفرًا وعنادًا
(وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)
والله بصير بعباده ولا يعزب عنه مثقال ذرة، يعلم ما في قلوب خلقه وأفعالهم وسيجازيهم كل بما يستحقه، وهذا متضمن للوعيد لمن يكفر به ويعصيه وخصوصا أهل الكتاب الذين سبق ذكرهم

2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقبلة في قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}.
للمفسرين في ذلك قولان:
1- قبلة بيت المقدس،وهو قول قتادة، والسدي، وعطاء، ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير.
2- المراد به الكعبة، قاله ابن عباس، ذكره ابن عطية، وابن كثير.

ب: هل كانت الصلاة إلى بيت المقدس بوحي متلوّ؟
اختلف العلماء فيه على أقوال:
1- أنه بوحي متلو في القرآن، وهو قول ابن عباس قال:أول ما نسخ من القرآن القبلة، ذكره ابن عطية، وابن كثير.
2- أن أمر القبلة كان بوحي غير متلو، وهو قول الجمهور، ذكره ابن عطية
3-وقيل أنّ التّوجّه إلى بيت المقدس كان باجتهاده عليه الصّلاة والسّلام، وهو قول عكرمة وأبي العالية والحسن البصريّ، ذكره ابن كثير.

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق "كما" في قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا} الآية.
للمفسرين فيه أقوال:
1- فقيل:(كما) متعلق ب{لعلّكم تهتدون} أي اهتداء كما ، ذكره الزجاج، وابن عطية
2- وقيل (كما) متعلقة بقوله عزّ وجلّ :{فاذكروني أذكركم}، أي كما أنعمت عليكم بإرساله فاذكروني، فندب اللّه المؤمنين إلى الاعتراف بهذه النّعمة ومقابلتها بذكره وشكره، وهو قول ابن عباس، ومجاهد، ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير.
3- متعلق بقوله لأتمّ أي لأتمّ إتماما كما أرسلنا إليكم، أي لأتم نعمتي عليكم في بيان سنة إبراهيم عليه السلام كما أرسلنا فيكم رسولًا منكم إجابة لدعوته في قوله ربّنا وابعث فيهم رسولًا منهم، ذكره ابن عطية.
ب: كيف كان تحويل الصلاة إلى الكعبة دليلا على عناية الله بهذه الأمة.
لأنه تعالى هداهم بذلك إلى قبلة إبراهيم عليه السلام، خليل الرّحمن، ووجّههم إلى الكعبة التي بنيت على اسمه تعالى وحده لا شريك له، وهي أشرف بيوت اللّه في الأرض، إذ هي بناء إبراهيم الخليل، عليه السّلام، ولهذا قال: {قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}.
وقد روى الإمام أحمد، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم -يعني في أهل الكتاب -: «إنّهم لا يحسدوننا على شيءٍ كما يحسدوننا على يوم الجمعة، التي هدانا اللّه لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين»
ج: مناسبة قوله تعالى: {ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع} لما قبله.
لما أمر الله تعالى بالاستعانة بالصبر وأخبر أنه مع الصابرين، وذكر في الآية بعدها فضل الشهداء وما يقوي الصبر عليهم ويخفف المصيبة، جاء بعد ذلك ذكر للأمور التي لا تتلقى إلا بالصبر و فيهتذكير أن الدنيا دار بلاء ومحن، حتى لا ينكروا فراق الإخوان والقرابة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 ربيع الأول 1442هـ/15-11-2020م, 04:12 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) }.

في هذه الاية الكريمة يبين الله تعالى أن الطواف بين الصفا والمروة من شعائر الله أي مما شرع الله تعالى لإبراهيم عليه السلام في مناسك الحج.
فقال تعالى [ إن الصفا والمروة ] الصفا في اللغة: الحجارة الصلبة الصلدة التي لا تنبت شيئا، والمروة والمرو: الحجارة اللينة
وهذان الموضعان من شعائر اللّه، أي: من أعلام متعبداته ، والشعائر كل ما كان من موقف , أو مسعى, أو ذبح
ثم قال الله تعالى [ فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ] الحج في اللغة : القصد فكل قاصد شيئا فقد حجه وكذلك كل قاصد شيئا فقد اعتمر ، وأما قوله تعالى [ فلا جناح عليه أن يطوف بهما ] أي : لا اثم عليه
فقد كان المسلمون يجتنبون الطواف بين الصفا والمروة لأن الا وثان كانت منصوبة بينهما فقيل لهم : ان نصب الاوثان بينهما قبل الإسلام لا يوجب اجتنابهما لأن البيت الحرام والمشاعر طهرت بالإسلام من الاوثان وغيرها
وعن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : قلت : أرأيت قول الله تعالى [ إن الصفا والمروة من شعائر الله ] الاية قلت : فوالله ما على أحد جناح أن يطوف بهما ؟ فقالت عائشة : بئسما قلت يا ابن اختى إنها لو كانت على ما أولتها عليه كانت : فلا جناح عليه ألا يطوف بهما ولكنها إنما أنزلت أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة في الجاهلية فأنزل الله عزوجل [ إن الصفا والمروة من شعائر الله ] إلى قوله [ فلا جناح عليه أن يطوف بهما ] قالت عائشة : ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما فليس لأحد أن يدع الطواف بهما ] اخرجه الصحيحين
ثم قال البخاري حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم بن سليمان قال : كنا نرى ذلك من أمر الجاهلية فلما
جاء الإسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله عزوجل [ إن الصفا والمروة من شعائر الله ]
فاعلم الله عزوجل أن هذين من شعائره وأنه لا جناح في الطواف بينهما بينهما ثم قال تعالي [ ومن تطوع خيرا ] أي تطوع بذلك [ فإن الله شاكر عليم ] والشكر من الله عزوجل المجازاة والثناء الجميل فالله يثيب على القليل بالكثير
2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسفهاء وموقفهم من تحويل القبلة في قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}.

فيه قولان:
1- القول الأول : قيل يعني به: كفار أهل مكة ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
2- القول الثانى : قيل يعني به: اليهود قاله ابن عباس وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
2- القول الثالث : قيل هم المنافقون قاله السدي وذكره ابن عطية وابن كثير والآية عامّةٌ في هؤلاء كلّهم،
وقال ابن كثير والآية عامة في هؤلاء كلّهم،
واما موقفهم من تحويل القبلة :
1- كفار مكة قالوا ما ولاه عن قبلته ؟ ما رجع إلينا إلا لعلمه أنا على الحق وسيرجع إلي ديننا كله ذكره ابن عطية
2- اليهود قالوا : يا محمد ارجع ليها ونؤمن بك يريدون فتنته ذكره ابن عطية
3- المنافقون قالوا ماولاه عن قبلته استهزاء فقالوا : اشتاق الرجل إلى وطنه ذكره ابن عطية
ب: معنى قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} الآية.
فيه اقوال :
القول الأول : يعنى إلا ليعلم رسولي وحزبي وأوليائي ذكره ابن عطية
القول الثاني: [ إلا لتعلم ] بمعنى : إلا لنرى والعرب قد تضع العلم مكان الرؤية والرؤية مكان العلم ذكره ابن عطية
والقول الثالث : بمعنى إلا لتعلموا أننا نعلم فإن المنافقين كانوا في شك من علم الله بالأشياء قبل كونها ذكره ابم عطية
والقول الرابع : بمعنى إلا لنميز أهل اليقين من أهل الشك قاله ابن عباس وذكره ابن عطية
3: بيّن ما يلي:
أ: المخاطب في الآية، ومعنى الذكر في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}.

فيه قولان:
1- أنها خطاب لمشركي العرب فكما أنعمت عليكم بإرسال النبي عليه الصلاة والسلام وعلمتكم الحكمة واخبار من قبلكم فاذكروني بتوحيدي، وتصديقه صلى الله عليه وسلم ذكره الزجاج
2- المخاطب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكما ارسل فيكم رسولا يعلمكم الحكمة ويزكيكم فاذكروني اذكركم ذكره ابن عطية وابن كثير
معنى الذكر : ذكر الشيء التلفظ باسمه بمعنى استحضاره في الذهن وهو ضد النسيان
والذكر قد يكون باللسان بالتحميد والتهليل والتسبيح قال الربيع والسدي: اذكروني بالدعاء والتسبيح ونحوه.
وقد يكون بالقلب بالتفكر بعظمة الخالق وبأوامره ونواهيه ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم»:
«قال اللّه عزّ وجلّ: يا ابن آدم، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأٍ ذكرتك، في ملأٍ من الملائكة أو قال: في ملأٍ خيرٍ منهم وإن دنوت منّي شبرًا دنوت منك ذراعًا، وإن دنوت منّي ذراعًا دنوت منك باعًا، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول»
وقد يكون بجوارحه بفعل أوامره وترك نواهيه ، قال سعيد بن جبير: معنى الآية اذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب والمغفرة.

ب: المراد بالإيمان وفائدة التعبير عنه بوصف الإيمان في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.
المراد بالايمان الصلاة قاله ابن عباس والبراء بن عازب وقتادة والسدي والربيع وغيرهم وذكره ابن عطية وسميت الصلاة إيمانا لأنها من شعب الإيمان وسميت الصلاة ايمانا أيضا لما كانت صادرة عن الايمان والتصديق في وقت بيت لمقدس وفي وقت التحويل ولما كان الايمان أصلا تدور عليه الاعمال وكان ثابتا في حال التوجه هنا وهنا ذكره وهو الأصل الذي به يرجع في الصلاة وغيرها و لئلا يندرج واسم الصلاة صلاة المنافقين الى بيت المقدس فذكر المعنى الذي هو ملاك الامر

ج: معنى الصبر، وأنواعه، وفضله.
الصبر لغة الحبس والكف
واصطلاحا : حبس النفس عن الجزع والسان عن الشكوى والجوارح عن التشويش
وقال سعيد بن جبيرٍ: «الصّبر اعتراف العبد للّه بما أصاب منه، واحتسابه عند اللّه رجاء ثوابه، وقد يجزع الرّجل وهو متجلّد لا يرى منه إلّا الصّبر
وأنواعه : 1- صبر على الطاعة
3- صير عن المعصية
4- صبر على اقدار الله المؤلمة
5- وأما فضله :
1- الثواب العظيم في الاخرة قال تعالى [ إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب
2- محبة الله تعالى قال تعالى [ والله يحب الصابرين ي
3- معية الله تعالى للصابرين قال تعالى [ عن الله مع الصابرين ي خير عطاء من الله للمؤمنين قال صلى الله عليه وسلم [ ما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ] كما في الصحيحين
4- للصابر ثلاث بشائر بشره الله بها قال تعالى [ وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وغنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 ربيع الثاني 1442هـ/19-11-2020م, 01:24 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (142 - 158)



المجموعة الأولى:
1: آسية أحمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 أ: لو أشرتِ في القول بأن القبلة هي الكعبة أن {كنت} تكون بمعنى: أنت.


المجموعة الثانية:
2: محمد العبد اللطيف أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: يوجد وجه تفسيري آخر كان يجب الإشارة إليه، تشهد له الآية التي ذكرتها في آخر تفسيرك، وهو أن يكون الضمير {هو} راجعا إلى الله تعالى.
ج3 ج: متعلّق الاستعانة عامّ في جميع أمور العبد.



المجموعة الثالثة:
3: مها عبد العزيز أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 ب: العلم في الآية منسوب إلى الله تعالى، وليس المقصود به أنه علم حادث، فعلم الله تعالى سبق كل الحوادث، وإنما العلم المذكور في الآية علم تقوم به الحجّة على العباد والمجازاة على العمل.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 7 جمادى الأولى 1442هـ/21-12-2020م, 12:15 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي



المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ (144)} البقرة.

قد نرى يا محمد (وقد تفيد التحقيق في هذا الموضع) تقلُّبَ وجهك في السماء وكان صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه راغبا في التوجه إلى مكة حيث قبلة أبيه ابراهيم و الأنبياء قبله ؛ ولأن المشركين قد شغبوا عليه، قالوا: يدّعي أنه على دين إبراهيم ويخالفه في القبلة؟! وأهل الكتاب يعلمون أن قبلة النبي الذي سيبعث ستكون قبلة الأنبياء قبله وهي الكعبة.
فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا هذه اللفظة (نولينك) تحتمل أن تكون بمعنى التولية، من الولاية والإعطاء فيحتمل أن يكون بمعنى نعطينّك قبلة تحبها وترضاها وتعجبك، والمعنى الآخر هو التوجيه وهو المراد في الآية _ والله أعلم_،
[فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ]الشطر بمعنى الناحية والجهة للشيء، الجهة شطر المسجد الحرام،
[وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ ] أمر تعالى باستقبال الكعبة من جميع جهات الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.
بمعنى ولوا وجوهكم في أي مكان تكونون ناحية البيت، وهذا أمر مجمع عليه أنه يجب أن يتولى الإنسان الكعبة، إلا في حالات معلومة بينتها السنة ,[ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ] يعلمون أن الله تعالى سيوجهك إليها بما يجدونه في كتبهم،
لكنهم ليسوا بطلاب حق، وأنهم في غاية المكابرة، وأنهم مهما ظهر لهم من الحجج والدلائل والبراهين لن يتحولوا إلى قبلته ﷺ، ولهذا يهدّدهم تعالى بقوله: {وما اللّه بغافلٍ عمّا يعملون} وفيها أيضا تسلية للمؤمنين.
2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقبلة في قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}.
1- قال قتادة والسدي وعطاء وغيرهم: القبلة هنا بيت المقدس. أَيْ تَحْوِيلَهَا ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ حَذْفِ الْمُضَافِ. مال إلى هذا المعنى الزجاج.وذكره ابن عطية
2- قال ابن عباس: القبلة في الآية الكعبة. ذكره ابن عطية
عن ابن عمر قال:«بينا الناس يصلون الصّبح في مسجد قباء إذ جاء رجلٌ فقال: قد أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرآنٌ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها. فتوجّهوا إلى الكعبة».
3- النسخ من بيت المقدس إلى الكعبة:
قال ابن كثير:
إنّما شرعنا لك -يا محمّد -التّوجّه أوّلًا إلى بيت المقدس، ثمّ صرفناك عنها إلى الكعبة، ليظهر حال من يتّبعك ويطيعك ويستقبل معك حيثما توجهت ممّن ينقلب على عقبيه. فكأن ابن كثير اختار القول الثالث _ والله أعلم_.

ب: هل كانت الصلاة إلى بيت المقدس بوحي متلوّ؟
1- قال الجمهور: بل كان أمر قبلة بيت المقدس بوحي غير متلو.
2- وقال الربيع: خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم في النواحي فاختار بيت المقدس، ليستألف بها أهل الكتاب.
3- عن ابن عباس قال: أول ما نسخ من القرآن القبلة. ذكر الأقوال ابن عطية .
والصحيح أنه بوحي متلو, قال تعالى: ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [سورة البقرة:144]. والآية ظاهرة وصريحة في أن النبي ﷺ كان يتطلع إلى قبلة إبراهيم، وينتظر أمر الله أن يوجهه إلى القبلة.
وكذلك في الصحيحين عن ابن عمر أنه قال: "بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آتٍ فقال: إن رسول الله ﷺ قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أُمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة.

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق "كما" في قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا} الآية.
1-(كما) تصلح أن تكون جوابا لما قبلها مَعْنَاهُ وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِيَ عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا ، فيكون: {لعلّكم تهتدون}., {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم}, اختاره ابن كثير.
2-(كما) مُتَعَلِّقَةٌ بِمَا بَعْدَهَا وَهُوَ قَوْلُهُ "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" مَعْنَاهُ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ فَاذْكُرُونِي. مال إليه الزجاج.
فاذكروني بالشكر والإخلاص كما أرسلنا فيكم.
3-وقِيلَ: هو في مَعْنى التَأْخِيرِ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ: "فاذْكُرُونِي".
فإن قال قائل فكيف يكون جواب {كما أرسلنا}: {فاذكروني أذكركم}, جواب ههنا إنما يصلح أن يكون جوابين ؛ لأن قوله:{فاذكروني} أمر، وقوله :{أذكركم}جزاء اذكروني,والمعنى :إن تذكروني أذكركم.. اختاره ابن عطية.
ب: كيف كان تحويل الصلاة إلى الكعبة دليلا على عناية الله بهذه الأمة. "
اختار الله عزوجل الكعبة لمحمد صلى الله عليه وسلم ليجعلهم خيار الأمم؛ وليكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم؛ لأن الجميع معترفون لهم بالفضل , وأرسل إليهم أفضل الرسل حيث بين سبحانه فضله وشرفه ﷺ، حيث إن الله تعالى يسارع في رضاه.
ج: مناسبة قوله تعالى: {ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع} لما قبله.
لما أمر تعالى عباده أن يستعينوا بالصبر وأخبر أنه مع الصابرين، ثم الآية التي بعدها ذكرت من فضل الشهداء ما يقوي الصبر عليهم ويخفف المصيبة، ثم جاء بعد ذلك قوله :{ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع} من هذه الأمور التي لا تتلقى إلا بالصبر أشياء تعلم أن الدنيا دار بلاء ومحن.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 جمادى الأولى 1442هـ/5-01-2021م, 11:19 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


سارة عبد الله ج+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 أ: لا يصلح أن نقول إن المراد بالقبلة النسخ من كذا إلى كذا، والقبلة إما بيت المقدس و"كان" على بابها، أو القبلة الكعبة و"كنت" بمعنى: أنت.
ج2 ب: التبست عليك المسألة في القول الثالث، لأن المطلوب تشريع الصلاة إلى بيت المقدس ابتداء كيف كان، أما التحويل إلى الكعبة فبوحي متلو كما في الآية التي ذكرتِ، وتكون الأقوال ثلاثة: أن الأمر بالصلاة إلى بيت المقدس كان بوحي متلو أي قرآن ونسخ هذا القرآن، والثاني أنه بوحي غير متلو يعني بالسنة أمره جبريل عليه السلام وأمر أمته، والثالث أنه كان اجتهادا منه صلى الله عليه وسلم حيث خير بين القبلتين ولم يلزم بإحداها، والقول الأقوى أنه كان بوحي غير متلو.
ج3 أ: القول الثالث أن تكون "كما" متعلقة بقوله: {ولأتم نعمتي عليكم}

ج3 ب: كلامك مختصر جدا.

خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir