دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 رجب 1437هـ/30-04-2016م, 02:57 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

الإسرائيليات في التفسير

ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
الإسرائيليات هي الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل، و قيل إسرائيليات نسبة لنبي الله إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة و السلام، كما قال تعالى: {كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}.
حكم روايتها: لا حرج في جعل الإسرائيليات مصدرًا من مصادر التفسير، فإنّ هذا فعل كثير من السلف، مستحضرين الإذن النبوي في روايتها في قوله صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج".
ملاحظة: هذا الإذن ليس على إطلاقه بل بضوابط، و سيُوضّح أكثر في ما يلي بإذن الله تعالى.
اذكر أنواع الأخبار التي بلغتنا عن بني إسرائيل.
1- ما قصه الله في كتابه وما صح عن النبي من أخبارهم .
2- ما يرويه اهل الكتاب انفسهم وهو على ثلاثة أقسام ( قسم تم تصديقه من قبل شرعنا , قسم تم تكذيبهم به , قسم لم يصدقوا عليه ولم يكذبوا ) .
3- ما يرويه بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب .
4- ما يرويه بعض الصحابة الذين لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب .
5- ما يرويه بعض التابعين الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب . وأكثر من تروى عنه الإسرائيليات: كعب الأحبار ووهب بن منبّه ونوف البكالي.
6- ما يرويه ثقات التابعين الذين قرؤوا كتب اهل الكتاب . ومن هؤلاء الثقات: سعيد بن المسيّب، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير
7- ما يرويه بعض من لا يتثبت فيخلط الصحيح بالضعيف ومن هؤلاء: السدّي ، والضحاك...وهؤلاء لا يتعمّدون الكذب، وهم أهل صدق في أنفسهم، ولهم صلاح وعناية بالعلم، لكنّهم وقعوا في آفة عدم التثبّت، وخلط الصحيح بالضعيف،
8- ما يرويه بعض شديدي الضعف والمتهمين بالكذب ومن هؤلاء : محمد الكلبي
9- ما يرويه أصحاب كتب التفاسير المشتهرة من تلك الإسرائيليات بأسانيدهم إلى من تقدّم؛ كما يروي ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم
10- المتأخرين من المفسرين كالثعلبي والماوردي والواحدي، وهذه التفاسير فيما تتفرّد به مظنة الإسرائيليات المنكرة لتساهل أصحابها في الرواية عن الكذابين والمتّهمين بالكذب وحذف الأسانيد اختصاراً.
اذكر القاعدة الضابطة لدراسة الإسرائيليات المروية عن الصحابة رضوان الله عليهم.
1- ننظر إلى المتن فإن كان منكراً : ننظر إلى الإسناد :(أ) فإن كان ضعيفا نحكم ببطلان نسبته إلى الصحابي الذي روي عنه .
(ب) وإن كان الإسناد ظاهره الصحة فنجمع طرقه ونبحث عن العلة فيه .
2- إن كان الإسناد غير منكر في أصله لكن فيه زيادات منكرة ، فننكر الزيادات ونتوقف في أصل القصة ، فقد تكون صحيحة من غير تلك الزيادات .
وقد جرت عادة المفسرين بذكر الروايات الصحيحة المتن وإن كان في إسنادها ضعف .
وغالب مايصح إسناده إلى الصحابة ليس في متنه نكارة .
أسباب شهرة الإسرائيليات المنكرة:
قد دخل الكثير من الإسرائيليات المنكرة إلى كتب تفسير المتأخرين، فمنهم من أكثر منها ، وجردها من الأسانيد، كما فعل الماوردي، وكان يحكيها على أنها من أقوال ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه وسعيد بن المسيب ومجاهد وغيرهم دون التأكد من صحّة الإسناد إليهم (من فوائد إسناد الإسرائيليات معرفة ثبوتها عمّن حكاها، ومعرفة من رواها كذلك، فهي عن الصحابة ليست كروايتها عمّن دونهم ... وهكذا).
وليس ذلك فحسب، بل إنّ بعض المفسرين لا يستطيع حتى التّمييز بين الصّحيح و الضّعيف من هذه المرويّات، و ممّا زاد الطّين بلّة تداولها من طرف القُصّاص وزيادة الكذابين فيها ؛ فكان ذلك من أسباب شهرتها وذيوعها حتى دُوّنت في بعض التفاسير كالثعلبي والواحدي وغيرهما.
لخّص أحكام رواية الإسرائيليات.
صنيع المفسرين من لَدُن الصحابة إلى التابعين وتابعيهم إلى ابن جرير وكل من بعده من المفسرين؛ ذِكرُ الإسرائيليات في تفاسيرهم، فلا يكاد يخلو تفسير منها، إلا أنها متفاوتة قلة وكثرة.
و ليُعلم أنَّ أخبار بني إسرائيل على ثلاثة أحوال:
- أحدها : مقبول : فهذا يُصدَّق لأنه وَردَ في شرعِنا ما يدل على صحته.
- والثاني : مرفوض: و هو ما تَحقَّقنا أنه كذب، وأنه لا أَصل له، ودَلّت أُصولُنا وأحاديث النبيّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ على أنه كذب.
- والثالث : مسكوت عنه: وهو ما لم يُعلم صحته ولا كذبه، فهذا لا نُؤمنُ به - تصديقاً - ولا نكذّبُه.
ويلاحظ في هذا القسم أنه تجوز حكايته للاعتبارِ لا للاعتقادِ، لأنّ المشرّع صلى الله عليه وسلم أذن في روايتها في قوله: "حدثوا عن بني إسرائيل و لا حرج"، وعلى هذا عمل السلف في التفسير وغيره.
كذلك إذا كانت الرواية صحيحة و لكن احتوت على شيء من النّكارة، فيُستفاد من الصحيح و يُردُّ ما كان منكرا.
ومن الأمور التي يحسن التنبه لها أنَّ رواية السلف للإسرائيلية لا يعني قبول ما فيها من التفاصيل، فهذه الإسرائيليات هي من باب التفسير بالرأي، وليس كل ما فُسّر بالرأي و الاجتهاد قُبل، لذلك يُنبّه طالب العلم المبتدئ على عدم اعتماده لها في أول تحصيله العلمي، و ليكن مرجعه في أول الأمر إلى مراجع أهل الإسلام: الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة.
هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل لا يسوّغ الرواية عمّن عُرف عنه الكذب في نقل أخبارهم، فمن عُلم كذبه لمخالفته أصول شريعتنا لا يصح تصديقه ولا قبوله ولا روايته ، وإذا رواه المفسّر في تفسيره وجب عليه بيان نكارته على سبيل الاعتبار والتشنيع ، وبيان تحريفهم. ويجب كذلك تكذيب الرواية المنكرة، كما كذّب ابن عباس نوفا البكالي لمّا زعم أنّ الذي لقي الخضر ليس موسى كليم الله، وإنّما هو رجل آخر اسمه موسى.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالب, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir