وهي الهمزة التي تقع في وسط الكلمة؛ نحو: "يَتَسَاءَلُونَ، يَقْرَؤُهُ، إِسرَائِيل".
· وأقرب الطرق إلى معرفة حالاتها أن نقسم بدايةً الحركات والسكون بالنسبة لقوتها إلى:
1- الكسرة، وهي أقوى الحركات، ويناسبها رسم الهمزة على الياء (نبرة).
2- الضمة، ويناسبها رسم الهمزة على الواو.
3- الفتحة، ويناسبها رسم الهمزة على الألف.
4- السكون، وهو أضعفهم جميعًا.
ثم ننظر إلى حركة الهمزة أو سكونها وننظر إلى حركة أو سكون الحرف قبلها، فنرسم الهمزة على الأقوى منهما، وإليك الأمثلة التوضيحية ثم قِس عليها:
- إن كانت الهمزة مفتوحة والحرف قبلها ساكن فإنها ترسم على الألف؛ نحو: "يَنْأَى"؛ لأنه على قاعدتنا فالفتح مقدم على السكون.
- وكذلك إن كانت الهمزة ساكنة والحرف قبلها متحرك بالفتحة فإنها ترسم على الألف؛ نحو: "فَأْرَة".
- إذا كانت الهمزة مضمومة وما قبلها ساكن فإنها ترسم على الواو؛ نحو: "التَّشَاؤُم"؛ لأنه على قاعدتنا الضم مقدم على السكون.
- وكذلك إذا كانت الهمزة ساكنة وما قبلها مضموم فإنها ترسم على الواو؛ نحو: "شُؤْم".
- إذا كانت الهمزة مضمومة وما قبلها مفتوح فإنها ترسم على الواو؛ نحو "لَؤُمَ"؛ لأنه على قاعدتنا الضم مقدم على الفتح.
- إذا كانت الهمزة مكسورة والحرف قبلها مضموم فإنها ترسم على الياء (نبرة)؛ نحو: "سُئِلَ"؛ لأنه على قاعدتنا الكسر مقدم على الضم.
هذه أمثلة توضيحية تفسر ما ذهبنا إليه، ثم قس عليه.
· يستثنى مما سبق:
- إذا كانت الهمزة مفتوحة وسبقها ألف مد؛ نحو: "يتساءَل"، فإنها ترسم على السطر.
- إذا كانت الهمزة مضمومة أو مفتوحة وسبقها واو ممدودة؛ نحو "وضوءُه، وضوءهَ". فإن الهمزة هنا أيضا ترسم على السطر.
- إذا كانت الهمزة مفتوحة أو مضمومة وسبقها ياء؛ سواء كانت الياء ممدودة أو فوقها سكون؛ نحو "هَيْئَة، قَمِيئَة، شيئُك". فإن الهمزة هنا ترسم على نبرة.
- أما إذا جاءت الهمزة مضمومة وبعدها واو مد فإنها تكتب مفردة؛ نحو: "مرءوس، دءوب، جاءوا"، فإن أمكن وصل ما قبلها بما بعدها رسمت على نبرة ؛ نحو "مسئول". وذلك حتى لا يتوالى متشابهان.
- ويشيع الآن في الشام والخليج كتابة "مسئول" هكذا: "مسؤول" ، وأيضا "رءوف" يرسمونها هكذا "رؤوف". على ما في ذلك من توالي متشابهين. والجادة الوجه الأول.
# تنبيهات هامة:
- قد تدخل بعض الحروف على الكلمة التي أولها همزة قطع، فتظل هذه الهمزة معتبرة كأنها في أول الكلمة (لا في وسطها)، وتكتب فوق الألف أو تحتها كما سبق؛ ومن هذه الأحرف: أل، اللام الجارة، لام التعليل، لام الجحود، لام الابتداء، اللام المزحلقة، لام القسم الداخلة على الفعل، باء الجر، كاف الجر، الفاء والواو، سين الاستقبال، همزة الاستفهام.
- هذا ما يراه مجمع اللغة بالقاهرة، ولكن بخصوص الاستفهام فإن الأستاذ عبد العليم إبراهيم يفرق بين ثلاث حالات:
- همزة الاستفهام المفتوح ما بعدها، نحو (أَأَحْضُرُ غدًا؟) فهذه لا تؤثر على كون الهمزة ابتدائية، ولا تجعلها متوسطة.
- فإذا كانت الهمزة بعد همزة الاستفهام مكسورة فإنها تعامل معاملة الهمزة المتوسطة؛ نحو: (أَئِذا).
- كذلك إذا كانت الهمزة بعد همزة الاستفهام مضمومة فإنها تعامل معاملة الهمزة المتوسطة؛ نحو: (أَؤُكْرِمُ الزائرَ؟).
- هذا ما جاء في كتاب (معجم الإملاء والترقيم) للأستاذ عبد العليم إبراهيم، أمام قرار المجمع اللغوي بالقاهرة فيرى أن همزة الاستفهام لا تؤثر على كون الهمزة في أول الكلام؛ نحو: (أإنجازك هذا؟). (أَأُكرِم الطالب؟).
- إذا دخلت همزة الاستفهام على كلمة مبدوءة بهمزة وصل غير (أل) حذفت همزة الوصل؛ نحو: (أَخترتَ صديقًا؟) (أبنك هذا؟).
- إذا دخلت همزة الاستفهام على كلمة مبدوءة بـ (أل) رسمت هي وهمزة الاستفهام ألفا عليها مدة ، مثل (آلله أذن لكم؟).
- يستثنى فيما بدئ بهمزة قطع ودخلت عليه اللام كلٌّ من (لئِن، لئلا).
- تعد من الكلمة اللواحقُ التي تتصل بآخرها، مثل الضمائر، وعلامة التثنية، وعلامة الجمع، ، فتعامل الهمزة حينئذ معاملة الهمزة الوسطى، وتطبق عليها قواعدها، نحو: (قُرْؤُهَا، يَقْرَءُونَ): وأصل الكلمات: (قُرْء، يقرأ).
- إذا ولي الهمزة ألف مد أو ألف تثنية رُسمت الهمزة مدة، مثل : آدم، مكافآت، خطآن، (وإذا كانت الألف ترسم ياء في آخر الكلمة فتوضع الهمزة على ألف، نحو ظمأى) أما إذا اتصلت بآخر الكلمة ألف الاثنين التي تتصل بالفعل وتعرب فاعلا فترسم الهمزة على ألف ثم تأتي بعدها ألف الاثنين، مثل: يقرأان، يبدأان. والعلة في ذلك أن ألفي المد والتثنية حرفان، وألف الاثنين ضمير، فهي اسم، والاسم أحق بالظهور في الرسم من الحرف، وهذا استثناء من قاعدة منع توالي الأمثال. وهذا هو الجادة ، وبعضهم يرسم: (يقرآن) وبعضهم يرسم: (يقرءان) والوجه الأول هو الجادة والثاني جائز، أما الأخير فمستخدم أيضا.
- في تنوين الأسماء الممدودة لا نضع ألفا في تنوين الفتح؛ مثل: ماءً. ولا تكتب: ماءًا.