دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م, 08:22 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي مجلس خاصّ بدراسة مقدمة تفسير ابن كثير.

تنظيم قراءة مقدمة تفسير ابن كثير

حياكم الله طلاب وطالبات المستوى الأول من برنامج إعداد المفسّر.
وفقا للخطة المقترحة للدراسة لهذا الأسبوع والتي هي في دراسة مقدمة تفسير ابن كثير، نفتح هذا الموضوع لنناقش فيه بإذن الله الطريقة المناسبة لدراسة هذه المقدمة القيّمة بما يعين وييسّر على الطلاب فهمها واستيعاب مسائلها بإذن الله.
كما نجيب فيه على استفساراتكم ومقترحاتكم حول طريقة الدراسة.
وفقكم الله.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م, 09:05 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

حينما كتب ابن كثير رحمه الله هذه المقدمة أو كتب غيره من أهل العلم، لا شك أن هؤلاء العلماء لهم مقاصد محددة من وراء كتابتها ورسالة يريدون إيصالها للقاريء.
وقد يفصح الكاتب في أول كتابه عن مقاصده من وراء هذا الكتاب، وقد يؤخر بيان ذلك إلى نهايتة، وقد لا ينصّ على مقاصده مباشرة إنما يترك ذلك للقاريء ليستقريء هذه المقاصد من خلال قراءة جميع فصول الكتاب.
لا شكّ أن معرفة مقصد الكاتب فيما يكتبه أمر مهمّ جدا؛ خشية أن ينصرف القاريء إلى مسائل استطرادية قد تكون مبثوثة في ثنايا الكتاب، بل قد تغلب على مسائله الأصلية نظرا لكثرتها، فإذا ما انصرف القاريء إلى الاستطرادات وغفل عن المسائل الرئيسة في الكتاب فإن هذا يعني أن استفادته من الكتاب تكاد أن تكون معدومة.
والغالب على كتابات أهل العلم من السلف رحمهم الله أنها من هذا النوع الذي تكون فيه مسائل الكتاب الرئيسة متفرّقة على فصول الكتاب ومتداخلة مع كثير من المسائل الاستطرادية؛ وهذا إنما سببه غزارة علمهم ووفرة المسائل التي يتناولونها في كتبهم وتنوعها، لذا كان التعرف على مسائل الكتاب الرئيسة من الأمور المهمّة التي يجب أن يحرص عليها طالب العلم؛ حتى يمكنه ذلك من فهم واستيعاب مقاصد هذه الكتب.
وطريقة التعرف على مقاصد الكتاب ستدرسونها بالتفصيل إن شاء الله في مراحل لاحقة من البرنامج، وسنكتفي في هذا الموضوع بذكر الأساسيات اللازمة لتيسير وإحسان دراستكم لهذه المقدمة المهمّة والنافعة خلال هذا الأسبوع إن شاء الله.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م, 10:16 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

سنأخذ أحد فصول المقدمة ونستخلص المسائل التي اشتمل عليها، وتكون هذه طريقة الطالب في دراسته لباقي فصول المقدمة بإذن الله.
ونود أن نبيّن لكم أن كل كاتب يذكر مسألة من المسائل فإنه غالبا ما يسندها بأنواع من الاستدلالات والتعليلات، تماما كما كنا ندرس أقوال المفسّرين في التفسير مع بعض الفارق، فإن كل مفسّر يستدلّ لقوله بأنواع الأدلة من القرآن والسنة ومن كلام مفسّري السلف.
لذا فإن الأدلة التي يذكرها الكاتب إنما هي دالةّ على مسألة يريد الكاتب تعريفك بها.
هذا الكلام سيتّضح لك عمليا بإذن الله من خلال المثال التالي، كل دليل يمر علينا نذكر المسألة التي دلّ عليها بأن تضع له عنوانا، حتى نفرغ من جميع المسائل التي تناولها هذا المثال.
اقتباس:
المقدّمة

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت:774 هـ):
الحمد لله الذي افتتح كتابه بالحمد فقال: {الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين} [الفاتحة: 2- 4]، وقال تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا * ماكثين فيه أبدا * وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا * ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} [الكهف: 1- ه]، وافتتح خلقه بالحمد، فقال تعالى: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} [الأنعام: 1]، واختتمه بالحمد، فقال بعد ما ذكر مآل أهل الجنة وأهل النار: {وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين} [الزمر: 75]؛ ولهذا قال تعالى: {وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون} [القصص: 70]، كما قال تعالى: {الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير} [سبأ: 1].
فله الحمد في الأولى والآخرة، أي في جميع ما خلق وما هو خالق، هو المحمود في ذلك كله، كما يقول المصلى: ((اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد))؛ ولهذا يلهم أهل الجنة تسبيحه وتحميده كما يلهمون النفس، أي يسبحونه ويحمدونه عدد أنفاسهم؛ لما يرون من عظيم نعمه عليهم، وكمال قدرته وعظيم سلطانه، وتوالي مننه ودوام إحسانه إليهم، كما قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم * دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} [ يونس: 9، 10].
والحمد لله الذي أرسل رسله {مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} [النساء: 165]، وختمهم بالنبي الأمي العربي المكي الهادي لأوضح السبل، أرسله إلى جميع خلقه من الإنس والجن، من لدن بعثته إلى قيام الساعة، كما قال تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} [الأعراف: 158] (نستفيد من الآية مسألة: عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين)، وقال تعالى: {لأنذركم به ومن بلغ} [الأنعام: 19]، فمن بلغه هذا القرآن من عرب وعجم، وأسود وأحمر، وإنس وجان، فهو نذير له (نستفيد من الآية المذكورة مسألة يمكن أن نصيغها تحت عنوان: الإنذار بالقرآن من مقاصد بعثة الرسل) ؛ ولهذا قال تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده} [هود: 17]. فمن كفر بالقرآن ممن ذكرنا فالنار موعده، بنص الله تعالى، وكما قال تعالى: {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم} [القلم: 44، 45].
(ونستفيد من هذين الدليلين مسألة: وجوب الإيمان بالقرآن ووعيد من كذّب به) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بعثت إلى الأحمر والأسود)). قال مجاهد: يعني: الإنس والجن. فهو -صلوات الله وسلامه عليه- رسول الله إلى جميع الثقلين: الإنس والجن، مبلغا لهم عن الله ما أوحاه إليه من هذا الكتاب العزيز الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} [فصلت: 42].(نستفيد من الآية مسألة مكررة وهي: عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى جميع الثقلين)،
وقد أعلمهم فيه عن الله تعالى أنه ندبهم إلى تفهمه، فقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [ النساء: 82]، وقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29]، وقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24]. (ماذا نستفيد من هذه الأدلة؟ نستفيد مسألة: الأمر بتدبر القرآن)
فالواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله، وتفسير ذلك، وطلبه من مظانه، وتعلم ذلك وتعليمه، كما قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} [آل عمران: 187]، وقال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} [آل عمران: 77]. (ما المسألة المستفادة؟؟ هي مسألة: حكم تفسير القرآن وبيان معانيه للناس)
فذم الله تعالى أهل الكتاب قبلنا بإعراضهم عن كتاب الله إليهم، وإقبالهم على الدنيا وجمعها، واشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله.
فعلينا -أيها المسلمون- أن ننتهي عما ذمهم الله تعالى به، وأن نأتمر بما أمرنا به، من تعلم كتاب الله المنزل إلينا وتعليمه، وتفهمه وتفهيمه، قال الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون} [الحديد: 16، 17]. ففي ذكره تعالى لهذه الآية بعد التي قبلها تنبيه على أنه تعالى كما يحيي الأرض بعد موتها، كذلك يلين القلوب بالإيمان والهدى بعد قسوتها من الذنوب والمعاصي، والله المؤمل المسؤول أن يفعل بنا ذلك، إنه جواد كريم. (المسألة المستفادة: ذمّ المعرضين عن تدبر القرآن)

هكذا استخلصنا المسائل الرئيسة لهذا الفصل، وهي كما ترون أيسر بكثير من مسائل التفسير حيث مسائل التفسير للآية الواحدة تكون أكثر وأدقّ، ولا غرابة بالطبع.

الآن استخلصنا ستة مسائل:
1: وجوب تدبّر القرآن ووعيد من كذّب به.
2: الإنذار بالقرآن من مقاصد إرسال الرسل.
3: عموم بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين.
4: الأمر بتدبر القرآن.

5: حكم تفسير القرآن وبيان معانيه للناس.

6: ذمّ المعرضين عن تدبر القرآن.

كيف نلخص كلام ابن كثير في كل مسألة؟
تلخيص الكلام في كل مسألة يكون بذكر ما ورد فيها من أدلة، وبعض ما يعقّب به المؤلف من عبارات موجزة مهمّة في بيان المسألة.
هذا فقط هو المطلوب في تلخيص هذه المسائل لأجل التعرّف على مقاصد هذه المقدمّة القيّمة.


1: وجوب الإيمان بالقرآن ووعيد من كذّب به
- قال الله تعالى: {فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}، وقال تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}.
- قال ابن كثير: (فمن كفر بالقرآن ممن ذكرنا فالنار موعده بنصِّ الله تعالى).

2: الإنذار بالقرآن من مقاصد إرسال الرسل.
- قال الله تعالى: {لأنذركم به ومن بلغ}
قال ابن كثير: (فمن بلغه هذا القرآن من عرب وعجم، وأسود وأحمر، وإنس وجان، فهو نذير له).


3: عموم رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين
- قال الله تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بعثت إلى الأحمر والأسود)). قال مجاهد: يعني: الإنس والجن.
- قال ابن كثير: (فهو -صلوات الله وسلامه عليه- رسول الله إلى جميع الثقلين: الإنس والجن، مبلغا لهم عن الله ما أوحاه إليه من هذا الكتاب العزيز الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}).

4: الأمر بتدبّر القرآن
- قال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}، وقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}، وقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}.

5: حكم تفسير القرآن وبيان معانيه للناس

- قال ابن كثير: (فالواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله وتفسير ذلك وطلبه من مظانه، وتعلم ذلك وتعليمه).
- قال الله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}.
- وقال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}.

6: ذمّ المعرضين عن تدبّر كتاب الله
- قال ابن كثير: (
ذم الله تعالى أهل الكتاب قبلنا بإعراضهم عن كتاب الله إليهم، وإقبالهم على الدنيا وجمعها، واشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله، فعلينا -أيها المسلمون- أن ننتهي عما ذمهم الله تعالى به، وأن نأتمر بما أمرنا به، من تعلم كتاب الله المنزل إلينا وتعليمه، وتفهمه وتفهيمه).
- قال الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون}.
لطيفة:
قال ابن كثير: (ففي ذكره تعالى لهذه الآية بعد التي قبلها تنبيه على أنه تعالى كما يحيي الأرض بعد موتها، كذلك يلين القلوب بالإيمان والهدى بعد قسوتها من الذنوب والمعاصي، والله المؤمل المسؤول أن يفعل بنا ذلك، إنه جواد كريم).

تنبيهات مهمّة:
- فوات بعض المسائل في أول الأمر لا يقدح في ملكة الطالب الذهنية، ولا ينبغي أن يقلقه ذلك، وتأتي بالمران وتكرار النظر في عبارات المؤلف.
- إحسان تسمية المسائل كذلك، لا ينبغي أن يقلق الطالب أبدا في هذه المرحلة، بل المهم أن يتفطّن لوجود المسألة،
وإحسان تسمية المسائل تأتي بالمران إن شاء الله ويوصى بتكرار النظر في عبارات المؤلف ومحاولة الاستفادة من أسلوبه ومطالعة أساليب وعبارات أهل العلم عموما.
- ترتيب المسائل في التلخيص لا يشترط أن يكون على ترتيبها في الكتاب، لأنه كما ذكرنا قد يحصل تداخل بين المسائل، وقد يجد الطالب ترتيبا أفضل للمسائل فيعتمده، والأمر فيه سعة وتفاوت بين الطلاب.


سؤال مهمّ:
بالنظر إلى هذه المسائل الستّة، هل يمكن جمعها تحت عنوان؟
من المهمّ جدا أن ينظر الطالب في المسائل التي استخلصها في كل باب، وينظر إلى الفكرة الكليّة التي تجمع بينها.

فإذا تأملنا المسائل الستّة التي استخلصناها نجد أنه
يمكن جمعها مثلا تحت عنوان: بيان لبعض الفوائد المهمة في أصول التفسير.
وقد يختار الطالب عنوانا آخر فلا بأس، وقد ذكرنا من قبل أن الأمر فيه سعة.
هذا العنوان الجامع هو الذي نسمّيه: المقصد الكلي للباب.
وهكذا يكون الأمر في جميع أبواب الكتاب.



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 صفر 1437هـ/16-11-2015م, 12:05 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

الباب الثاني: أحسن طرق التفسير

سنذاكر مثالا آخر وهو على الباب الثاني من المقدمة، سأضع عنوانا لكل مسألة دلّت عليها أدلّة:

اقتباس:
فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟

فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله تعالى: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} [ النساء: 105]، وقال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [ النحل: 44]، وقال تعالى: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [النحل: 64].
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) يعني: السنة. والسنة أيضا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن، وقد استدل الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.
والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه، فإن لم تجده فمن السنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: ((بم تحكم؟)). قال: بكتاب الله. قال: ((فإن لم تجد؟)). قال: بسنة رسول الله. قال: ((فإن لم تجد؟)). قال: أجتهد برأيي. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره، وقال: ((الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله)) وهذا الحديث في المسانيد والسنن بإسناد جيد، كما هو مقرر في موضعه.
وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، والأئمة المهتدين المهديين، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنه.
قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري حدثنا أبو كريب، حدثنا جابر بن نوح، حدثنا الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود- : والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته. وقال الأعمش أيضا، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.
ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال: ((اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل)).
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا وكيع، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود- : نعم ترجمان القرآن ابن عباس. ثم رواه عن يحيى بن داود، عن إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود أنه قال: نعم الترجمان للقرآن ابن عباس. ثم رواه عن بندار، عن جعفر بن عون، عن الأعمش به كذلك.
فهذا إسناد صحيح إلى ابن مسعود: أنه قال عن ابن عباس هذه العبارة. وقد مات ابن مسعود، رضي الله عنه، في سنة اثنتين وثلاثين على الصحيح، وعمر بعده ابن عباس ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود رضي الله عنه.
وقال الأعمش عن أبي وائل: استخلف علي عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية: سورة النور، ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا.
ولهذا غالب ما يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير في تفسيره، عن هذين الرجلين: عبد الله بن مسعود وابن عباس (جميع ما سبق نستفيد منه مسألة واحدة كبيرة بعنوان: أحسن طرق التفسير) ، ولكن في بعض الأحيان ينقل عنهم ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب، التي أباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو؛ ولهذا كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك.
ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد، لا للاعتضاد، فإنها على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني ؛ ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرا، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم، وعددهم، وعصا موسى من أي الشجر كانت؟ وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى، إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن، مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دينهم ولا دنياهم. ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز، كما قال تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا} [الكهف: 22] (المسألة المستفادة: حكم روايات الإسرائيليات)، فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على الأدب في هذا المقام وتعليم ما ينبغي في مثل هذا، فإنه تعالى حكى عنهم ثلاثة أقوال، ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما، ثم أرشد على أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فيقال في مثل هذا: {قل ربي أعلم بعدتهم} فإنه ما يعلم ذلك إلا قليل من الناس، ممن أطلعه الله عليه؛ فلهذا قال: {فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا} أي: لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب. فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف: أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن تنبه على الصحيح منها وتبطل الباطل، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته؛ لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته، فتشتغل به عن الأهم. فأما من حكى خلافا في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص، إذ قد يكون الصواب في الذي تركه. أو يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال، فهو ناقص أيضا. فإن صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب، أو جاهلا فقد أخطأ، وكذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته، أو حكى أقوالا متعددة لفظا ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى، فقد ضيع الزمان، وتكثر بما ليس بصحيح، فهو كلابس ثوبي زور، والله الموفق للصواب. (المسألة المستفادة: أصول وأدب حكاية الخلاف)

الآن المسائل المستخلصة ثلاث مسائل رئيسة:
1: أحسن طرق التفسير.
2: حكم رواية الإسرائيليات.
3: أصول وأدب حكاية الخلاف.


وتلخيص هذه المسائل لا شكّ سيكون فيه طول أكثر من تلخيص المسائل في المثال السابق لاشتمال كل مسألة من هذه المسائل على بعض المسائل الفرعية التي تندرج تحتها، وقد لُونت لكم باللون الأزرق، ويظهر لكم ذلك كالتالي:
1: أحسن طرق التفسير
1-أ: تفسير القرآن بالقرآن.
- ما أجمل في موضع من القرآن فإنه قد فسر في موضع آخر.

1-ب: تفسير القرآن بالسنّة.
- السنّة مبيّنة للقرآن وشارحة له.
- قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}.
- وقال تعالى: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}
- السنّة وحي من الله إلا أنها لا تُتلى كما يُتلى القرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) يعني: السنة.
- قال الشافعي: (كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن، قال الله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} ).

1-ج: تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم.

- إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنّة رجعنا إلى أقوال الصحابة رضي الله عنهم
- الصحابة أعلم الناس بالقرآن لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح.

- علماء الصحابة وكبراؤهم لهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس.
* علم ابن مسعود رضي الله عنه بتفسير القرآن
- قال ابن مسعود: (والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته). رواه ابن جرير.

- وقال ابن مسعود أيضاً: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن).
- وقال أبو عبد الرحمن السلمي: (حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا).

* علم ابن عباس رضي الله عنهما بتفسير القرآن
- دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل)).
- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (نعم ترجمان القرآن ابن عباس). رواه ابن جرير وصحّحه ابن كثير وقال: (وقد مات ابن مسعود رضي الله عنه في سنة اثنتين وثلاثين على الصحيح، وعمر بعده ابن عباس ستا وثلاثين سنة؛ فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود رضي الله عنه؟!!).
- وقال الأعمش عن أبي وائل: استخلف عليٌّ عبدَ الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية: سورة النور، ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا.


2: حكم رواية الإسرائيليات

- عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) رواه البخاري.
- كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك.
- الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتضاد.


2-أ: أقسام الإسرائيليات
- الإسرائيليات على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني.


2-ب: من أسباب اختلاف المفسّرين اختلاف الأخبار المرويّة عن بني إسرائيل
قال ابن كثير: (ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرا، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم، وعددهم، وعصا موسى من أي الشجر كانت؟ وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى، إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن، مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دينهم ولا دنياهم ).


3-ج: حكم نقل الخلاف عن بني إسرائيل
- قال ابن كثير: (نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز كما قال تعالى قوله تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا} [الكهف: 22]).
- اشتملت هذه الآية الكريمة على الأدب في هذا المقام وتعليم ما ينبغي في مثل هذا، فإنه تعالى حكى عنهم ثلاثة أقوال، ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما.
- ثم أرشد على أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فيقال في مثل هذا: {قل ربي أعلم بعدتهم} فإنه ما يعلم ذلك إلا قليل من الناس، ممن أطلعه الله عليه؛ فلهذا قال: {فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا} أي: لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب.


3: أصول وآداب حكاية الخلاف في المسائل العلمية
- أحسن ما يكون في حكاية الخلاف: أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن تنبه على الصحيح منها وتبطل الباطل، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته؛ لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته، فتشتغل به عن الأهم.
- من حكى خلافا في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص، إذ قد يكون الصواب في الذي تركه. أو يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال، فهو ناقص أيضا.
- مَن صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب، أو جاهلا فقد أخطأ.
- مَن نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته، أو حكى أقوالا متعددة لفظا ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى، فقد ضيع الزمان، وتكثر بما ليس بصحيح، فهو كلابس ثوبي زور.


استخلاص المقصد الكلّي للباب

بالنظر إلى هذه المسائل الثلاث:
1: أحسن طرق التفسير.
2: حكم رواية الإسرائيليات.
3: أصول وأدب حكاية الخلاف.
ما العنوان الذي يمكن أن يجمعها؟ لعله يكون: بيان قواعد مهمّة في أصول التفسير.

تذكير:
نؤكد على أن صياغة المسائل والمقاصد مهارة تكتسب بالمران والتكرار إن شاء الله.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 صفر 1437هـ/16-11-2015م, 02:01 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

استخلاص المقاصد الفرعية والمقصد الكلّي للكتاب.

- بالطريقة التي استخلصنا بها المسائل ولخصناها في البابين الأول والثاني، نفعل ذلك مع بقية أبواب الكتاب.
- نصيغ المقصد الكلي لكل باب.
- قد يشتمل الباب على بعض المسائل الغريبة التي لا تتفق مع أغلب مسائله، هذه المسائل تلحق بالمقاصد المناسبة لها، كأن نجد مسألة في فضل تلاوة القرآن في باب الأحرف السبعة مثلا، فهذه تلحق بالمقاصد التي تناولت فضائل القرآن.
- الباب الواحد قد يشمل عدة مسائل كما وضّح لكم في المثال الأول، وقد يشمل عدّة مقاصد فرعية للباب نفسه كما وضّح لكم في المثال الثاني، والتعرف على أنواع مسائل الباب مهمّ جدا في تنظيم التلخيص.
- المقصد الفرعي للباب هو ما عبرنا عنه بالمسألة الكبيرة التي يندرج تحتها مجموعة من المسائل الفرعية، فكأن المقاصد الفرعية للباب هي عدد من الأفكار الرئيسة التي نضم تحتها عددا من المسائل المتفقة في الفكرة.

- المقصد الكلي لأي باب من أبواب الكتاب - والذي كنا نصيغه من مجموع مسائله - يعتبر مقصدا فرعيا للكتاب نفسه.
- قد يتوافق المقصد الكلي للباب مع عنوانه فيعبر عنه به، وقد لا يتوافق فنصيغ المقصد من تأمل مسائله.
- بالنظر إلى مجموع المقاصد الفرعية للكتاب يمكن استخلاص المقصد الكلي للكتاب بعبارة جامعة، وقد ينصّ المفسّر نفسه على المقصد الكلي للكتاب.
- المقصد من تأليف مقدمة تفسير ابن كثير كما ذكره هو:
بيان جملة من المسائل المهمة في أصول التفسير وعلوم القرآن لتكون مقدّمة ينتفع بها من يقرأ التفسير.
- باستخلاص مسائل كل باب نجد أن هذا العدد الكبير من الأبواب والمسائل تتلخص مقاصدها في ستة مقاصد فقط كالتالي:

أ: بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير
ب: بيان فضل القرآن
ج: جمع القرآن وكتابة المصاحف
د: نزول القرآن على سبعة أحرف
هـ: آداب تلاوة القرآن وأحكامها
و: ذكر فوائد متفرّقة
- وهذه هي المحصّلة النهائية للمقاصد الفرعية للمقدمة وتحت كل مقصد فرعي مسائله التي اشتمل عليها وذلك بعد استخلاص المسائل وإعادة توزيعها على المقاصد الفرعية، وعلى الطالب أن يلخص كل مسألة من هذه المسائل أثناء مذاكرته بالطريقة التي ذكرناها في الأمثلة الفائتة، وسيظهر لكم كيف أن هذه الطريقة في المذاكرة تتيح فهما تامّا وعميقا للمادة المدروسة بإذن الله.

اضغط على الروابط ولخّص مسائلها أثناء مذاكرتك:

أ: بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير
:

- مقدمة ( وفيها بيان حكم التفسير وفضله)
- بيان أحسن طرق التفسير
- كيف نفسر ما لا نجد تفسيره في الوحيين ولا في أقوال الصحابة وفي التحذير من التفسير بالرأي

ب: بيان فضل القرآن:

- كتاب فضائل القرآن
- نزول السكينة والملائكة عند القراءة
- فضل القرآن وما جاء في أنه تِركَةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
- الوصايا بكتاب الله
- التغني بالقرآن ومعناه
- اغتباط صاحب القرآن
- خيركم من تعلم القرآن وعلمه
- الآثار المروية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في فضل القرآن.

ج: جمع القرآن وكتابة المصاحف:
- معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن
- القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
- جمع القرآن قبل خلافة عثمان رضي الله عنه
- جمع عثمان رضي الله عنه وجمعه للقرآن
- تأليف القرآن وترتيبه
- نقط المصحف وشكله وتقسيمه

د: نزول القرآن على سبعة أحرف:
- نزول القرآن على سبعة أحرف
- معنى الأحرف السبعة

هـ: آداب تلاوة القرآن وأحكامها: (لكثرة الموضوعات في هذا المقصد قسّمت إلى مقاصد فرعية)
1: وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن
- من راءى بقراءة القرآن أو تَأكَّل به أو فجر به
2: فضل تلاوة القرآن
- كتاب الجامع لأحاديث شتى تتعلق بتلاوة القرآن وفضائله وفضل أهله
-كتاب الجامع لأحاديث شتى تتعلق بتلاوة القرآن وفضائله وفضل أهله (2)
3: فضل حفظ القرآن
- القراءة عن ظهر قلب
- استذكار القرآن وتعاهده
- نسيان القرآن
- ذكر الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان والتكلم في ضعفه
4: ترتيل القرآن وتجويد تلاوته
- الترتيل في القراءة
- مدّ القراءة والترجيع
- حسن الصوت بالقراءة والاستماع من الغير وقول حسبك للقارئ
5: أحكام متفرّقة في تلاوة القرآن
- القراءة على الدابة وتعليم الصبيان القرآن
- فصل هل يقول: (سورة كذا)
- في كم يقرأ القرآن؟ والبكاء عند القراءة
- معنى حديث: (اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم...)

و: ذكر فوائد متفرّقة:

- المكي والمدني، وعدد كلمات القرآن وحروفه، والتحزيب والتجزئة
- معنى السورة والآية والكلمة


وأخيرا نرجو أن تكون طريقة تلخيص المقاصد قد وضحت لكم بدرجة مرضية، مع التنويه أنها ستدرس بالتفصيل لاحقا إن شاء الله، وعلى أكثر من كتاب بإذن الله، لكن أردنا أن نشرحها لكم باختصار أثناء دراسة هذه المقدمة لأنها مما سيعين وييسّر عليكم فهمها فهما جيدا إن شاء الله.
وجزى الله شيخنا عنا خير الجزاء، فكل ما مضى من الأمثلة والتلخيصات من شرحه لإخوانكم في مستويات سابقة، ويمكنكم مطالعة المزيد من المسائل المستخلصة وتلخيصاتها في هذا الموضوع ففيه زيادة وكفاية بإذن الله، اضغط على الرابط التالي:

- مثبــت: تنظيم قراءة مقّدمة تفسير ابن كثير رحمه الله

بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, خاصّ

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir