بسم الله الرحمن الرحيم
1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
1- الإيمان بأن الله أنزل الكتب وأرسل الرسل هداية للناس مما يثمر في قلبي المحبة لهذا الخالق العظيم الذي لم يتركنا هملا بل أمدنا بكل ما يصلح حالنا ويرشدنا ويدلنا إلى صراطه المستقيم. {وآتينا موسى الكتابوقفينا من بعده بالرسل}.
2- أن هناك من الرسل ما نعلم عنه بما قص الله علينا وهناك من لا نعلمه ممن لم يقصص علينا وهذا يبين لي صدق القرآن وتشابهه في اخباره { ورسلا قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك}.
3- أن الله يؤيد رسله عليهم الصلاة والسلام بالكتب والبينات والمعجزات للدلالة على صدقهم وتمييزهم من المدعين الكاذبين فآيات الرسل بينة واضحة خارقة للعادة لا يستطيعها إلا الله.{وآتينا عيسى بن مريم البينات} وهذا يحصنني من أكاذيب المدعين والعرافين والكهنة.
4- أن ملائكة الله يسخرها الله لانبيائه تاييدا وعونا لهم في إظهار الحق. وهذا يرسخ عقيدتي في الملائكة وهي ركن من أركان الإيمان { وايدناه بروح القدس}.
5- تدبر آيات الله الكونية والشرعية وعدم الاستكبار لان الكبر والإعراض سبب لعدم الانتفاع والاتعاظ. { افكلما جاءكم رسول من عند الله بما لا تهوى انفسكم استكبرتم}.
6- أنه على المؤمن ان يقبل كلام الرسول صلى الله عليه سلم لأنه من عند الله ولا يرده إما إتباعا لهوى أو كرها لحق فيؤدي رده لكلام رسول الله إلى تكذيبه ومعاداة الآمرين به.
7- عدم مشابهة اليهود في رد كلام الله ورسوله والتكبر عليه لذم الله لفعلهم هذا في هذه الآية الكريمة.
8- ان طريق الحق يهدي إلى الفضائل بينما الهوى والمنكر والكفر طريق الإجرام ورذائل الاخلاق فهؤلاء اليهود بسبب الكفر قتلوا الأنبياء واستكبروا عن الحق. { فريقا كذبتم وفريقا تقتلون}.
9- أن الدعاة إلى الحق لا بد أن يلاقوا الأذى وقد يقتلون في سبيل هذه الدعوة فلا ينكل عن طريق الدعوة بل يصبر ويتمثل بهؤلاء الرسل الذين صبروا واوذوا في سبيل الله بل وقتلوا ولم يتراجعوا عن دعوتهم {فريقا كذبتم وفريقا تقتلون}.
المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.
يذم الله تعالى في هذه الآية الكريمة فعل اليهود في أن يبيعوا أنفسهم ورضا الله وثواب الآخرة والجنة بالكفر بما أنزل الله من القرآن والوحي حسدا لمحمد صى الله عليه وسلم وقيل أيضا لعيسى بن مريم بسبب ما آتاهما الله من النبوة والحكمة والبينات والفضل العظيم. مع ان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وصفته مذكورة بالتوراة ولا تخفى عليهم بل كانوا يتنظرون مجيئه ويستنصرون على غيرهم من العرب فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فهم ضيعوا التوراة. وبسبب هذا الكفر استحقوا واحتملوا غضبا من الله كما احتملوه من قبل بسبب عبادتهم العجل وقولهم عزير ابن الله وكفرهم بعيسى وقيل أنه غضب فوق غضب تاكيدا لغضب الله تعالى وتعظيما له تشنيعا لجرمهم وهم بهذه الآثام استحقوا النار والعذاب المهين في الآخرة وفي هذا إشارة لخلود الكافرين في النار لأنه من لا يخلد في النار من عصاة المسلمين فإنه لا إهانة فيه بل هو تطهير له بينما هذا الكافر الذي تكبر عن قبول الحق والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فكان كفرهم سببه البغي والحسد فاستحقوا الهوان والذل.
2. حرّر القول في كل من:
أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}.
بين ابن عطية وابن كثير ان قلة الإيمان قد تكون بسبب العدد أو الوقت او بحسب ما تبقى من إيمانهم:
فقد نقل ابن عطية عن قتادة وكذا نقل ابن كثير عن حاتم الرازي عن قتادة والاصم أن المعنى: أن من آمن منهم بمحمد قليل فيقل الإيمان هنا بقلة عدد الرجال.
ونقل أيضا أن القلة في الوقت انهم كانوا يستفتحون به قبل مبعثه يقليل فلما كفروا به لم يكن وقت إيمانهم به كثيرا
والرآي الثالث انه بعد كفرهم لم يبق من توحيدهم إلا ما كان على غير وجهه. نقله ابن عطية وفصله ابن كثير فقال أنهم يؤمنون بما جاءهم به موسى من أمر المعاد والثواب والعقاب لكنه إيمان لا ينفعهم بسبب كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو مما جاء قي كتابهم.
وزاد ابن كثير قولا رابعا أنهم لا يؤمنون بشيء وهم بالجميع كافرون. كما تقوله العرب : قال الكسائي من زنى بارض قلما تنبت أي لا تنبت أبدا.
ومن هذه الاقوال يجتمع أن الإيمان الصحيح المقبول لم يتوافر إلا في قليل من الرجال كعبد الله بن سلام ومن تبقى فإيمانهم لا يفيدهم في الآخرة لكفرهم بمحمدصلى الله عليه وسلم
ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}.
أنه قد يعود على موسى عليه السلام فيكون من بعد ذهاب موسى للمناجاة مع ربه.ذكره ابن عطية وابن كثير واستدل ابن كثير لهذا القول بقوله تعالى { واتخذ قوم موسى من بعدهم من حليهم عجلا جسدا له خوار}
وقد يكون على المجيء أي مجئء موسى بالبينات. وذكره ابن عطية.
3. بيّن ما يلي:
أ: فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}.
لئلا يشكل عود الضمير ولتقرير المعنى وإظهاره وإعلامهم أن من عادى أولياء الله فقد عادى الله ومن عادى الله فهو عدو لله ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة.وجاء في الحديث (من عادى لي وليا فقد آذنن يالحرب),
ب: دليلا على صدق النبوة
هو قوله تعالى (قل إن كانت لكم الدار الآخرة خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}
لأن محمد صلى الله عليه وسلم قال لهم: تمنّوا الموت وأعلمهم أنهم لن يتمنوه أبداً, فلم يتمنّه منهم واحد؛ لأنهم لو تمنوه لماتوا من ساعتهم، فالدليل على علمهم بأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم حق؛ أنهم كفوا عن التمني, ولم يقدم واحد منهم عليه, فيكون إقدامه دفعاً لقوله: {ولن يتمنوه أبداً}, أو يعيش بعد التمني, فيكون قد ردّ ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ففي هذا التحدي من الرسول الله ثلى عليه وسلم ودليل على حجية وسالته .