دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 ذو الحجة 1429هـ/27-12-2008م, 08:02 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي فصل في إبدال فاء الافتعال تاء

فصلٌ في إبدالِ فاءِ الافتعالِ تاءً

ذُو اللِّينِ فَا تَا في افتعالٍ أُبْدِلَا= وشَذَّ في ذِي الْهَمْزِ نحوُ ايْتَكَلَا
طَا تَا افتعالٍ رُدَّ إِثْرَ مُطْبَقِ = في أَدَّانَ وازْدَدْ وادَّكِرْ دَالًا بَقِي


  #2  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 12:51 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


فصلٌ
ذُو اللينِ فَا تَا فِي افْتِعَالٍ أُبْدِلاَ = وَشَذَّ فِي ذِي الهَمْزِ نَحْوُ: ائْتَكَلاَ([1])
إذا بُنِيَ افْتِعَالٌ وفروعُه مِنَ كلمةٍ، فاؤُها حرفُ لينٍ، وَجَبَ إِبْدَالُ حرفِ اللينِ تاءً نحوَ: اتِّصَال واتَّصلَ ومُتَّصِلٍ، والأَصْلُ فيه اوْتِصَال واوْتَصَلَ ومُوْتَصِل([2]) فإنْ كانَ حرفُ اللينِ بدلاً مِنْ همزةٍ لم يَجُزْ إبدالُه تاءً فتقولُ في افتعلَ مِنَ الأكلِ ائْتَكَلَ ثم تُبدِلُ الهمزةَ ياءً، فتقولُ ايْتَكَلَ، ولا يَجُوزُ إبدالُ الياءِ تاءً، وَشَذَّ قولُهم "اتَّزَرَ" بإبدالِ الياءِ تاءً([3]).

طَا تَا افْتِعَالٍ رُدَّ إِثْرَ مُطِْبقِ = في ادَّانَ وازْدَدْ وَادَّكِرْ دَالاً بَقِي([4])
إذا وقَعَتْ تاءُ افتعالِ بعدَ حرفٍ مِنْ حروفِ الإطباقِ وهي: الصادُ،والضادُ، والطاءُ، والظاءُ وجبَ إبدالُه طاءً، كقولِك اصْطَبَرَ واضْطَجَعَ، واظْطَعَنُوا، واظْطَلَمُوا.
والأصلُ: اصْتَبَرَ واضْتَجَعَ واظْتَعَنُوا واظْتَلَمُوا؛ فَأَبْدِلْ مِنْ تاءِ الافتعالِ طاءً.
وإنْ وقَعَتْ تاءُ الافتعالِ بعدَ الدالِ والزايِ والذالِ قُلِبَتْ دالاً نحوَ: ادَّانَ وازْدَدْ وادَّكِرْ.
والأصلُ ادْتَانَ وازْتَدْ واذْْتَكِرْ فاسْتُثْقِلَتِ التاءُ بعدَ هذه الحروفِ فأُبْدِلَتْ دالاً وأُدغمَتِ الدالُ في الدالِ.


([1])(ذو) مبتدأ، وذو مضاف و(اللين) مضاف إليه (فا) قصر للضرورة: حال من الضمير المستتر في قوله (أبدلا) الآتي (تا) قصر للضرورة أيضا: مفعول ثان لأبدل (في افتعال) جار ومجرور متعلق بأبدل، أو بمحذوف نعت لتا (أبدلا) أبدل: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى (ذو اللين) الواقع مبتدأ، وهو المفعول الأول وقد تقدم المفعول الثاني، والجملة من أبدل ونائب فاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ (وشذ) فعل ماض (في ذي) جار ومجرور متعلق بشذ، وذي مضاف و(الهمز) مضاف إليه (نحو) فاعل شذ، ونحو مضاف و(ائتكلا) قصد لفظه: مضاف إليه.

([2])قد مثل الشارح لما كان حرف اللين فيه واوا، فأما مثال اليائي فقولك من يسر: اتسر يتسر اتسارا فهو متسر، وههنا أمران: الأول: أن سبب قلب الواو والياء تاء في هذا الموضع يرجع إلى أمرين: أولهما: الابتعاد عن عسر النطق بحرف اللين الساكن مع التاء لقرب مخرجيهما وتنافي صفتيهما، لأن حرف اللين مجهور والتاء مهموسة، وثانيهما: أنه لو لم يقلب حرف اللين تاء لتلاعبت به حركات الفاء فكان يكون ياء إذا انكسرت الفاء نحو: ايتصل وايتسر لسكون حرف اللين مع انكسار ما قبله ويكون ألفا إذا انفتحت الفاء نحو: ياتصل وياتسر، واوا إذا انضمت الفاء نحو: موتصل وموتسر، فلما خشوا ذلك قلبوه تاء ليكون حرفا جلدا يقوى على حركات فاء الكلمة فلا يتغير بتغير حركتها، وإنما اختصوه بالقلب إلى التاء ليسهل بعد القلب إدغام التاء في التاء التالية ليزول عسر النطق، والأمر الثاني: أن قلب حرف اللين تاء في هذا الموضع هو اللغة الفصحى، ومن أهل الحجاز من يبقيه ويتركه تتلاعب حركة الفاء به، فيقول: ايتصل ياتصل ايتصالا فهو موتصل، وايتسر ياتسر ايتسارا فهو موتسر، ومنهم من يهمزه فيقول: ائتسر يأتسر ائتسارا فهو مؤتسر وأتصل يأتصل ائتصالا فهو مؤتصل، وهذه لغة غريبة.

([3])يروي المحدثون من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت عن النبي صلى الله عليه وسلم (وكان يأمرني أن أتزر) – بفتح الهمزة وتشديد التاء من الإزار – على أنه قد قلبت الهمزة ياء ثم تاء ثم أدغمت التاء في التاء، ونص النحاة على أن هذا خطأ، وأن صوب الرواية: (أن آتزر) بهمزة ممدودة ثم تاء مخففة.

([4])(طا) قصر للضرورة: مفعول ثان تقدم على عامله وعلى المفعول الأول (تا) قصر للضرورة أيضا: مفعول أول لرد، وتاء مضاف و(افتعال) مضاف إليه (رد) فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (إثر) ظرف متعلق بقوله رد، وإثر مضاف و(مطبق) مضاف إليه (في ادان) جار ومجرور متعلق بقوله (بقي) (وازدد وادكر) معطوفان على ادان (دالا) حال من الضمير المستتر في بقي الآتي (بقي) فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى تاء الافتعال.

  #3  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 12:52 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


فصلٌ في إبدالِ التاءِ مِن الواوِ والياءِ

إذا كانَتِ الواوُ والياءُ فاءً للافتعالِ أُبْدِلَتْ تاءً وأُدْغِمَتْ في تاءِ الافتعالِ، وما تَصَرَّفَ مِنها، نحوُ: اتَّصَلَ واتَّعَدَ مِن الوَصْلِ والوَعْدِ، واتَّسَرَ مِن اليُسْرِ، قالَ:
574- فإنْ تَتَّعِدْنِي أَتَّعِدْكَ بِمِثْلِهَا([1])
وقالَ:
575- فَإِنَّ القَوَافِي تَتَّلِجْنَ مَوَالِجَا([2])
وتقولُ في افْتَعَلَ مِن الإزارِ: (إِيتَزَرَ)، ولا يَجُوزُ إبدالُ الياءِ تاءً وإدغامُها في التاءِ؛ لأنَّ هذه الياءَ بَدَلٌ مِن همزةٍ، ولَيْسَتْ أَصْلِيَّةً، وشَذَّ قَوْلُهُم في افْتَعَلَ مِن الأكلِ: (اتَّكَلَ)، وقولُ الجَوْهَرِيِّ في اتَّخَذَ: (إنه افْتَعَلَ مِن الأخذِ) وَهْمٌ؛ وإنما التاءُ أصلٌ، وهو مَن تَخِذَ([3]) كاتَّبَعَ مِن تَبِعَ.

فَصْلٌ في إبدالِ الطاءِ
تُبْدَلُ وُجُوباً مِن تاءِ الافتعالِ الذي فاؤُه صادٌ أو ضادٌ أو طاءٌ أو ظاءٌ، وتُسَمَّى أَحْرُفَ الإطباقِ، تقولُ في افْتَعَلَ مِن صَبَرَ: اصْطَبَرَ، ولا تُدْغَمُ؛ لأنَّ الصَّفِيرِيَّ لا يُدْغَمُ إلا في مِثْلِه، ومَن ضَرَبَ: اضْطَرَبَ، ولا تُدْغَمُ؛ لأنَّ الضادَ حرفٌ مُسْتَطِيلٌ، ومِن طَهُرَ: اطْطَهَرَ، ثمَّ يَجِبُ الإدغامُ؛ لاجتماعِ المِثْلَيْنِ في كَلِمَةٍ، وأَوَّلُهما ساكنٌ، ومِن ظَلَمَ: اظْطَلَمَ، ثمَّ لكَ ثلاثةُ أَوْجُهٍ: الإظهارُ والإدغامُ معَ إبدالِ الأوَّلِ مِن جِنْسِ الثاني، ومعَ عَكْسِه، وقد رُوِيَ بِهِنَّ قولُه:
576- هُوَ الْجَوَادُ الَّذِي يُعْطِيكَ نَائِلَهُ = عَفْواً ويُظْلَمُ أَحْيَاناً فَيَظَّلِمُ([4])
فصلٌ في إبدالِ الدالِ
تُبْدَلُ وُجُوباً مِن تاءِ الافتعالِ الذي فَاؤُه دالٌ أو ذالٌ أو زايٌ، تقولُ في افْتَعَلَ مِن دانَ: إِدْدَانَ، ثمَّ تُدْغَمُ لِمَا ذَكَرْنَاه في اطَّهَرَ، ومِن زَجَرَ: ازْدَجَرَ، ولا تُدْغَمُ لِمَا ذَكَرْنَاهُ في اصْطَبْرَ، ومِن ذَكَرَ: إِذْدَكَرَ، ثُمَّ تُبْدَلُ المُعْجَمَةُ مُهْمَلَةً وتُدْغَمُ، وبعضُهم يَعْكِسُ، وقد قُرِئَ شاذًّا: (فَهَلْ مِنْ مُذَّكِرٍ)([5]) بالمعجمةِ.

فصلٌ في إبدالِ الميمِ
أُبْدِلَتْ وُجُوباً مِن الواوِ في فَمٍ، وأصلُه فَوَهٌ؛ بدليلِ أَفْوَاهٍ، فحَذَفُوا الهاءَ تخفيفاً، ثمَّ أَبْدَلُوا الميمَ مِن الواوِ، فإنْ أُضِيفَ رُجِعَ به إلى الأصلِ، فقيلَ: فُوكَ، ورُبَّمَا بَقِيَ الإبدالُ، نحوُ: ((لَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ)).
ومن النونِ بشرطيْنِ: سكونِها ووقوعِها قبلَ الباءِ، سواءٌ كانا في كَلِمَةٍ أو كلمتيْنِ، نحوُ: {انْبَعَثَ}([6])، و{مَنْ بَعَثَنَا}([7])، وشذوذاً في نحوِ قولِه:
577- وَكَفِّكِ الْمُخَضَّبِ الْبَنَامِ([8])
وأصلُه: (البَنَانِ)، وجاءَ عكسُ ذلك في قَوْلِهِم: (أَسْوَدُ قَاتِنٌ)، وأصلُه: قاتِمٌ.


([1]) 574- هذا الشاهدُ مِن كلامِ الأَعْشَى ميمونِ بنِ قَيْسٍ، من كَلِمَةٍ له يَهْجُو فيها عَلْقَمَةَ بنَ عُلاَّثَةَ ويَتَهَدَّدُه، وكانَ الأَعْشَى قد مَدَحَ عامرَ بنَ الطُّفَيْلِ وحَكَمَ له على عَلْقَمَةَ في مُنَافَرَةٍ وَقَعَتْ بينَهما، والذي أَنْشَدَهُ المؤلِّفُ صَدْرُ بيتٍ مِن الطويلِ، وعَجُزُه قولُه:
*وَسَوْفَ أَزِيدُ البَاقِيَاتِ القَوَارِصَا*
اللغةُ: (تَتَّعِدْنِي) أَصْلُها تَوْتَعِدْنِي، فقُلِبَتِ الواوُ تاءً، ثمَّ أُدْغِمَتِ التاءُ في التاءِ، وسَنَذْكُرُ لذلكَ تَكْمِلَةً عندَ بَيَانِ الاستشهادِ بالبيتِ، والمرادُ: تَتَوَعَّدُنِي وتَتَهَدَّدُنِي، وكذلك معنى (أَتَّعِدُكَ)، وقولُه (أَزِيدُ الباقياتِ القَوَارِصَ) أرادَ بها الأشعارَ التي تَبْقَى على أَلْسِنَةِ الرُّواةِ يَتَنَاشَدُونها ويَرْوُونَها للأعقابِ عَقِباً بعدَ عَقِبٍ. وتقولُ: كَلِمَةٌ قَارِصَةٌ، وكَلِمَاتٌ قَوَارِصُ، وكلامٌ قارِصٌ، تريدُ أنه مُوجِعٌ مُؤْلِمٌ.
المعنى: يقولُ للمَهْجُوِّ: إنْ كُنْتَ تَتَوَعَّدُنِي وتَتَهَدَّدُنِي بالعُقُوبَةِ فإنني أَتَوَعَّدُكَ وأَتَهَدَّدُكَ بمثلِ ما تَتَوَعَّدُنِي به، وأَزِيدُكَ عقوبةً بأنْ أقولَ فيكَ شِعْراً سَائِراً ومَثَلاً دائراً يَتَضَمَّنُ الكلامَ الموجِعَ =الممض المؤلِمَ.
الإعرابُ: (إنْ) شَرْطِيَّةٌ، (تَتَّعِدْنِي) تَتَّعِدْنِي: فعلٌ مضارعٌ فعلُ الشرطِ، وفاعلُه ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه وُجُوباً تَقْدِيرُهُ أنتَ، والنونُ للوقايةِ، وياءُ المتكلِّمِ مفعولٌ به، (أَتَّعِدْكَ) أَتَّعِدْ: فعلٌ مضارعٌ جوابُ الشرطِ، وفاعلُه ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه وُجُوباً تَقْدِيرُهُ أنا، وضميرُ المخاطَبِ مفعولُه، (بِمِثْلِهَا) الباءُ جارَّةٌ، مثلِ: مجرورٌ بالباءِ، والجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بقولِهِ: أَتَّعِدْكَ، ومثلِ مضافٌ وضميرُ الغائبةِ مضافٌ إليه، (وَسَوْفَ) الواوُ حرفُ عطفٍ، سوفَ: حرفُ تَنْفِيسٍ، (أَزِيدُ) فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ، وفاعلُه ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه وُجُوباً تَقْدِيرُه أنا، (البَاقِيَاتِ) مفعولٌ به لأَزِيدُ، منصوبٌ بالكسرةِ نيابةً عن الفتحةِ؛ لأنَّه جمعُ مؤنَّثٍ سالِمٍ، (القَوَارِصَا) نعتٌ للبَاقِيَاتِ منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.
الشاهِدُ فيه: قولُه: (تَتَّعِدْنِي) وقولُه: (أَتَّعِدْكَ)؛ فإنَّ أصلَ الكلِمةِ الأُولى: تَوْتَعِدْنِي، وأَصْلُ الكلِمةِ الثانيةِ: أَوْتَعِدْكَ، فالواوُ فاءُ الكلمةِ، والتاءُ التي بعدَها في الكلمتيْنِ حرفٌ زائدٌ، وهي تاءُ الافتعالِ، فقُلِبَتِ الواوُ تاءً في الكَلِمَتَيْنِ، فتَجَاوَرَ في كلٍّ مِنهما تاءانِ، فأُدْغِمَتِ التاءُ في التاءِ.

([2]) 575- هذا الشاهِدُ مِن كلامِ طَرَفَةَ بنِ العَبْدِ البَكْرِيِّ، والذي أَنْشَدَهُ المؤلِّفُ ههنا صدرُ بيتٍ مِن الطويلِ، وعَجُزُهُ قولُه:
*تَضَايَقُ عنها أَنْ تَوَلَّجَهَا الإِبَرْ*
اللغةُ: (القوافِي) جمعُ قافِيَةٍ، وتُطْلَقُ القافِيَةُ على حرفِ الرَّوِيِّ الذي بُنِيَتْ عليه القصيدةُ، فيقالُ: (قَافِيَةُ النونِ) إذا كانَتِ القصيدةُ مَبْنِيَّةً على حرفِ النونِ، وتُطْلَقُ على أوَّلِ مُتَحَرِّكٍ بعدَه ساكنٍ مِن آخِرِ البيتِ، وتُطْلَقُ على القصيدةِ كلِّها، وعلى البيتِ كُلِّه، مِن بابِ إطلاقِ اسمِ الجُزْءِ على كُلِّهِ، ومِن ذلكَ قولُ الشاعِرِ:
وكمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ القَوَافِي = فلَمَّا قالَ قَافِيَةً هَجَانِي
(تَتَّلِجْنَ) أَصْلُه تَوْتَلِجْنَ، فلمَّا وَقَعَتِ الواوُ فاءً في صيغةِ افْتَعَلَ قُلِبَتْ تاءً، ثمَّ أُدْغِمَتْ في التاءِ، ومعناه: أنَّ القوافِيَ والقصائدَ والأشعارَ تَدْخُلُ في مَضَايِقِ الأَمْكِنَةِ التي لا يَسْتَطِيعُ وَالِجٌ أنْ يَلِجَ فيها، (مَوَالِجَا) جمعُ مَوْلِجٍ، وهو مكانُ الوُلُوجِ؛ أي: الدخولِ، (تَضَايَقُ) أصلُه تَتَضَايَقُ، فحَذَفَ إحدَى التاءيْنِ، وكذلك (تَوَلَّجَهَا) أَصْلُه تَتَوَلَّجُها فحَذَف إحدَى التاءيْنِ.
الإعرابُ: (إنْ) حرفُ توكيدٍ ونصبٍ، (القَوَافِي) اسمُ إنَّ منصوبٌ بفتحةٍ مُقَدَّرَةٍ على الياءِ مَنَعَ مِن ظُهُورِها معاملةُ المنصوبِ معاملةَ المرفوعِ والمجرورِ، (تَتَّلِجْنَ) فعلٌ مضارعٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ لاتِّصالِهِ بنونِ النِّسوةِ، ونونُ النسوةِ العائدةُ إلى القوافِي فاعلٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ، والجملةُ مِن الفعلِ المضارِعِ وفاعلِه في مَحَلِّ رفعٍ خبرُ إنَّ، (مَوَالِجَا) ظرفُ مكانٍ منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ، وكانَ مِن حقِّ العربيَّةِ عليه أنْ يَمْنَعَهُ مِن التنوينِ؛ لِكَوْنِه على صِيغَةِ مُنْتَهَى الجُمُوعِ، لكنَّه لَمَّا اضْطُرَّ إلى تَنْوِينِه صَرَفَه.
الشاهدُ فيه: قولُه: (تَتَّلِجْنَ)؛ فإنَّ أصلَه تَوْتَلِجْنَ، فالواوُ فاءُ الكَلِمَةِ، والتاءُ التي بعدَها زائدةٌ، وهي تاءُ الافتعالِ، فقُلِبَتِ الواوُ تاءً ثمَّ أُدْغِمَتِ التاءُ في التاءِ.

([3]) هذا الكلامُ مَبْنِيٌّ على ثُبُوتِ (تَخِذَ) ثلاثيًّا مِن بابِ عَلِمَ، وهو الصوابُ؛ ومِن أَدِلَّتِه قولُه تعالى: (لَوْ شِئْتَ لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) في قِرَاءَةٍ، وقولُ الشاعِرِ:
تَخِذْتُ غُرَازَ إِثْرَهُمُ دَلِيلاً = وفَرُّوا فِي الحِجَازِ لِيُعْجِزُونِي
ولم يَثْبُتْ ذلك عندَ الجَوْهَرِيِّ، ورَأَى أنْ يُخْرِجَ (اتَّخَذَ) ولم يَجِدْ ثلاثيَّا إلا أَخَذَ، فقالَ ما سَمِعْتَ في كلامِ المؤلِّفِ.

([4]) 576-هذا بيتٌ مِن البسيطِ، وهو من قولِ زُهَيْرِ بنِ أبي سُلْمَى المُزَنِيِّ في هَرِمِ بنِ سِنَانٍ.
اللغةُ: (يُظْلَمُ) بالبناءِ للمجهولِ – معناه: يَظْلِمُه الناسُ، والمرادُ أنهم يُحَمِّلُونَه مَغَارِمَهُم، (يَظَّلِمُ) معناه يَقْبَلُ الظُّلْمَ، لكِنْ لا ضَعْفاً ولا استكانةً، ويُرْوَى: (فَيَظْطَلِمُ) بإظهارِ الحرفيْنِ، (فيَطَّلِمُ) بالطاءِ المهملةِ مُشَدَّدَةً، و(فَيَظَّلِمُ) بالظاءِ المعجمةِ مشدَّدَةً.
الإعرابُ: (هو) ضميرٌ منفصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ، (الجَوَادُ) خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ، (الذي) نَعْتٌ لِلْجَوَادِ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ، (يُعْطِيكَ) يُعْطِي: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على الياءِ مَنَعَ مِن ظُهُورِها الثِّقَلُ، وفاعلُه ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جَوَازاً تَقْدِيرُهُ هو، وكافُ المخاطَبِ مفعولٌ أَوَّلُ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ نَصْبٍ، (نَائِلَهُ) نائِلَ: مفعولٌ ثانٍ لِيُعْطِي، ونائلَ مضافٌ وضميرُ الغائبِ مضافٌ إليه، وجملةُ يُعْطِي وفاعلِه ومَفْعُولَيْهِ لا مَحَلَّ لها من الإعرابِ صِلَةُ الموصولِ، (عَفْواً) مفعولٌ مُطْلَقٌ عامِلُه يُعْطِي، وأصلُه صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ محذوفٍ، وتقديرُ الكلامِ: إعطاءُ عَفْواً، (ويُظْلَمُ) الواوُ حرفُ عطفٍ، يُظْلَمُ: فعلٌ مضارعٌ مَبْنِيٌّ للمجهولِ، ونائبُ فاعلِه ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جَوَازاً تَقْدِيرُهُ هو يعودُ إلى الممدوحِ، (أَحياناً) ظرفُ زمانٍ منصوبٌ بيَظَّلِمُ، (فيَظَّلِمُ) الفاءُ حرفُ عطفٍ، يَظَّلِمُ: معطوفٌ بالفاءِ على يُظْلَمُ المَبْنِيِّ للمجهولِ، مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ.
الشاهدُ فيه: قولُه: (فيَظَّلِمُ) وأصلُه الأَصِيلُ: فيَظْتَلِمُ، فالظاءُ فاءُ الكلِمةِ، والتاءُ حرفٌ زائدٌ هي تاءُ الافتعالِ، فقُلِبَتِ التاءُ طاءً، فصارَ فيَظْطَلِمُ – بظاءٍ معجمةٍ فطاءٍ مهملةٍ – ثمَّ مِن العربِ مَن يُبْقِي الظاءَ المعجمةَ بِحَالِها، والطاءَ المُهْمَلَةَ بحالِها، ومنهم مَن يَقْلِبُ المُعْجَمَةَ مُهْمَلَةً، فيَجْتَمِعُ طاءانِ مُهْمَلَتَانِ، فيُدْغِمُ إحداهما في الأخرَى فيقولُ: (فيَطَّلِمُ)، ومنهم مَن يَقْلِبُ المهملةَ مُعْجَمَةً، فيَجْتَمِعُ في الكَلِمَةِ ظاءانِ مُعجمتانِ متجاوِرتانِ، فيُدْغِمُ إحداهما في الأخرَى فيقولُ: (فيَظَّلِمُ)، وبيتُ زُهَيْرٍ هذا يُرْوَى بالأَوْجُهِ الثلاثةِ، وليسَ معنى رِوايتِه بالأوجهِ الثلاثةِ أنَّ زُهَيْراً نَطَقَ بكلِّ واحدةٍ مِنْهُنَّ، بل معناه أنَّ بعضَ مَن رَوَاهُ عنه من العربِ قاله بواحدةٍ مِنهنَّ، وبعضُهم رَوَاهُ بالثانيةِ، وبعضُهم رَوَاهُ بالثالثةِ، وهكذا شأنُ كلِّ ما اخْتَلَفَتِ الروايةُ فيه مِن مُفرداتِ اللغةِ الواردةِ في كلامِ شخصٍ مُعَيَّنٍ.

([5]) سورةُ القمرِ، الآيةُ: 15

([6]) سورةُ الشمسِ، الآيةُ: 12

([7]) سورةُ يس، الآيةُ: 52

([8]) 577-هذا الشاهدُ مِن كلامِ رُؤْبَةَ بنِ العَجَّاجِ، والذي أَنْشَدَهُ المؤلِّفُ بيتٌ مِن الرَّجَزِ المشطورِ، وقبلَه قولُه:
*يا هالَ ذاتَ المَنْطِقِ التَّمْتَامِ*
اللغةُ: (هَالَ) اسمُ امرأةٍ، وأصلُه هَالَةُ، منقولٌ مِن (هَالَةِ القَمَرِ) للنجومِ التي تُحِيطُ به، كما سَمَّوْا (ثُرَيَّا) وسَمَّوْا (قَمَراً)، وسَمَّوْا (بَدْراً) وسَمَّوْا (سُهَيْلاً) وأشباهَ ذلك، (المَنْطِقِ) أصلُه اسمٌ لمَحَلِّ النُّطْقِ، وقد يُطْلِقُونه على الكلامِ نفسِه من بابِ إطلاقِ اسمِ المَحَلِّ وإرادةِ الحالِ فيه، ويجوزُ في البيتِ أنْ يُرَادَ به كلُّ واحدٍ مِن هذيْنِ، (التَّمْتَامِ) الذي فِيهِ تَمْتَمَةٌ – بوزنِ دَحْرَجَةٍ – وهي رَدُّ الكلامِ إلى التاءِ والميمِ، أو =سَبْقُ الكلامِ الحَنَكَ الأَعْلَى، والرجلُ تَمْتَامٌ، والمرأةُ تَمْتَامَةٌ، وقالَ أبو زَيْدٍ: التمتامُ الذي يُعَجِّلُ في كلامِه ولا يُفْهِمُكَ، (المُخَضَّبِ) الذي جُعِلَ فيه الخِضَابُ، (البَنَامِ) أرادَ البَنَانَ، وهو الإِصْبَعُ.
الإعرابُ: (يا) حرفُ نِدَاءٍ، (هالَ) منادًى مَبْنِيٌّ على ضمِّ الحرفِ المحذوفِ لأجلِ الترخيمِ في مَحَلِّ نَصْبٍ، (ذاتَ) نعتٌ لِهَالَ باعتبارِ مَحَلِّه منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ، وذاتِ مضافٌ و(المَنْطِقِ) مضافٌ إليه، (التَّمْتَامِ) نعتٌ للمَنْطِقِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ، (وكَفَّكِ) الواوُ حرفُ عطفٍ، كفِّ: معطوفٌ على المَنْطِقِ، وهو مضافٌ وكافُ المخاطَبَةِ مضافٌ إليه مَبْنِيٌّ على الكسرِ في مَحَلِّ جرٍّ، (المُخَضَّبِ) نعتٌ للكفِّ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ، والمُخَضَّبِ مضافٌ و(البَنَامِ) مضافٌ إليه مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.
الشاهدُ فيه: قولُه: (البَنَامِ)؛ حيثُ أَبْدَلَ الميمَ مِن النونِ لَمَّا احْتَاجَ إلى ذلك؛ لأنَّ الأُرْجُوزَةَ كُلَّها مَبْنِيٌّةٌ على حَرْفِ الميمِ.



  #4  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 12:53 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني


فَصْلٌ
[قلب فاء المثال تاء في الافتعال وفروعه]

986 - ذُو اللِّينِ فَا تَا فِي افْتِعَالٍ أُبْدِلَا = وشَذَّ فِي ذِي الهَمْزِ نَخحوُ ائْتَكِلَا
(ذُو اللِّينِ فَا تَا فِي افْتِعَالٍ ابدلاأُبْدِلَا) تَا: مفعولٌ ثانٍ لأُبْدِلَ، و والأولُ ضميرٌ مستترٌ نائبٌ عَنِ الفَاعِلِ يَعُودُ عَلَى ذِي اللِّينِ، وفَا: حالٌ مِنْهُ.
أَيْ: إِذَا كانَ فَاءُ الافْتِعَالِ حرفَ لِينٍ – يَعْنِي واوًا أو يَاءً – وَجَبَ فِي اللغةِ الفُصْحَى إِبْدَالُهَا تاءً فيهِ، وفِي فُرُوعِهِ مِنَ الفِعْلِ، واسْمَيِ الفَاعِلِ والمَفْعُولِ؛ لِعُسْرِ النُّطْقِ بحرفِ اللينِ الساكنِ مَعَ التاءِ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنْ مُقَارَبَةِ المَخْرَجِ ومُنَافَاةِ الوَصْفِ؛ لأَنَّ حرفَ اللينِ مِنَ المَجْهُورِ، والتاءُ مِنَ المَهْمُوسِ، مِثَالُ ذلكَ فِي الواوِ اتِّصَالٌ، واتَّصَلَ، ويَتَّصِلُ، واتَّصِلْ، ومُتَّصِلٌ، ومُتَّصَلٌ بِهِ، والأَصْلُ: اوْتِصَالٌ واوْتَصَلَ، ويُوتَصِلُ، واوْتَصِلْ، ومُوتَصِلٌ، ومُوتَصِلٌ بِهِ، ومِثَالُهُ فِي الياءِ اتِّسَارٌ، واتَّسَرَ، ويَتَّسِرُ، واتَّسِرْ، ومُتَّسِرٌ، ومُتَّسَرٌ، والأَصْلُ: ايْتِسَارٌ وايْتَسَرَ ويَيْتَسِرُ وايْتَسِرْ ومُيْتَسِرٌ ومُيْتَسَرٌ.
وإِنَّما أَبْدَلُوا الفاءَ فِي ذلكَ تاءً؛ لأنَّهُم لَوْ أَقَرُّوهَا لَتَلَاعَبِتْ بِهَا حركاتُ مَا قَبْلَهَا، فَكَانَتْ تكونُ بعدَ الكسرةِ ياءً، وبَعْدَ الفتحةِ أَلِفًا، وبَعْدَ الضمةِ واوًا، فَلَمَّا رَأَوُا مَصِيرَهَا إِلَى تَغَيُّرِهَا لِتَغَيُّرِ أَحْوَالِ مَا قَبْلَهَا أَبْدَلُوا مِنْهَا حَرْفًا يَلْزَمُ وجْهًا واحِدًا، وهو التاءُ، وهُو أَقْرَبُ الزوائدِ مِنَ الفَمِ إِلَى الواوِ، ولِيُوافِقَ مَا بَعْدَهُ فيدغمَ فِيهِ. وقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: البَدَلُ فِي بابِ اتَّصَلَ إِنَّمَا هُو مِنَ الياءِ؛ لِأَنَّ الواوَ لَا تَثْبُتُ مَعَ الكسرةِ فِي اتِّصَالٍ وفِي اتَّصَلَ، وحُمِلَ المضارعُ واسْمُ الفَاعِلِ واسْمُ المفعولِ مِنْهُ عَلَى المَصْدَرِ والمَاضِي.
تنبيهانِ:
الأولُ: ذُو اللِّينِ يَشْمَلُ الواوَ والياءَ كَمَا تَقَدَّمَ، وأَمَّا الألفُ فَلَا مَدْخَلَ لَهَا فِي ذلكَ؛ لأَنَّهَا لَا تكونُ فاءً ولا عَيْنًا وَلَا لَامًا.
الثانِي: مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ قَوْمٌ يَتْرُكُونَ هَذَا الإبْدَالَ، ويجعلونَ فاءَ الكلمةِ عَلَى حَسَبِ الحركاتِ قَبْلَهَا، فيقولونَ: ايَتَصَلَ يَاتَصِلُ هُو مُوتَصِلٌ، وايْتَسَرَ يَاتَسِرُ فهو مُوتَسِرٌ، وحَكَى الجَرْمِيُّ أَنَّ مِنَ العربِ مَنْ يقولُ: ائْتَصَلَ، وائْتَسَرَ بالهمزةِ، وهُو غَرِيبٌ.
(وشَذَّ) إِبْدَالُ فَاءِ الافْتِعَالِ تَاءً (فِي ذِي الهَمْزِ نَحْوُ) قَولِهِم فِي (ائْتَكَلَا) وائْتَزَرَ – افْعتَعَلَ مِنَ الأَكْلِ والإِزَارِ – اتَّكَلَ واتَّزَرَ، بإِبْدَالِ الياءِ المُبْدَلَةِ مِنَ الهمزةِ تاءً، وإِدْغَامِهَا فِي التاءِ، وكَذَا قولُهُمْ فِي اؤتُمِنَ – افْتُعِلَ مِنَ الأَمَانَةِ اتَّمِنَ بإبدالِ الواوِ المُبْدَلَةِ مِنَ الهمزةِ تاءً، واللغةُ الفصيحةُ فِي ذلكَ كُلِّهِ عَدَمُ الإِبْدَالِ، وإِلَّا توالي تَوَالَى إِعْلَالَانِ، وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ فِي اتَّخَذَ أَنَّهُ افْتَعَلَ مِنَ الأَخْذِ وَهْمٌ، وإِنَّمَا التاءُ أَصْلٌ، وهُو مِنْ تَخِذَ، كاتَّبَعَ مِنْ تَبِعَ،.
قالَ أَبُو عَلِيٍّ: قَالَ بعضُ العَرَبِ: تَخِذَ بِمَعْنَي اتَّخَذَ، ونَازَعَ الزَّجَّاجُ فِي وجودِ مادةِ تَخِذَ، زَعَمَ أَنَّ أَصْلَهُ اتَّخَذَ، وحُذِفَ، وصَحَّحَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الفَارِسِيُّ بِمَا حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ مِنْ قولِهِمْ: تَخِذَ يَتْخَذُ تَخْذًا، وذَهَبَ بعضُ المُتَأَخِّرِينَ إِلَى أَنَّ اتَّخَذَ مِمَّا أُبْدِلَتْ فَاؤُهُ تَاءً عَلَى اللغةِ الفُصْحَى؛ لِأَنَّ فِيهِ لُغَةٌ، وهِي وَخَذَ بالواوِ، وهذِهِ اللغةُ وإِنْ كَانَتْ قليلةً إِلَّا أَنَّ بِنَاءَهُ عَلَيْهَا أَحْسَنُ، لِأَنَّهُم نَصُّوا عَلَى أَنَّ اتَّمِنَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ.
[قلب تاء الافتعال دالا]:
987 - طَا تَا افْتِعَالٍ رُدَّ إِثْرَ مُطْبِقِ = فِي ادَّانَ وازْدَدْ واذكر وادَّكِرْ ذَالًا بَقِي
(طَا تَا افْتِعَالٍ رَدَّ إِثْرَ مُطْبِقِ) طَا: مفعولٌ ثانٍ لِرَدَّ، والمفعولُ الأولُ “ "تَا"، “ إِنْ كَانَ رُدَّ أَمْرًا، أو ضَمِيرُهُ إِنْ كَانَ رُدَّ مَجْهُولًا.
أيْ: إِذَا بُنِيَ الافْتِعَالُ وفُرُوعُهُ مِمَّا فَاؤُهُ أَحَدُ الحروفِ المُطْبِقَةِ – وهِي الصَّادُ والضَّادُ والطَّاءُ والظَّاءُ – وجَبَ إِبْدَالُ تَائِهِ طَاءً، فتقولُ فِي افْتَعَلَ مِنْ صَبَرَ: اصْطَبَرَ، ومِنْ ضَرَبَ: اضْطَرَبَ، ومِنْ طَهُرَ: اطَّهَرَ، ومِنْ ظَلَمَ: اظْطَلَمَ، والأَصْلُ: اصْتَبَرَ واضْتَرَبَ واطْتَهَرَ واظْتَلَمَ فَاسْتُثْقِلَ اجتماعُ التاءِ مَعَ الحرفِ المُطْبِقِ لها لِمَا بَيْنَهُمَا مِنْ تَقَارُبِ المَخْرَجِ وتَبَايُنِ الصفةِ، إِذِ التاءُ مَهْمُوسَةٌ مُسْتَفِلَةٌ، والمُطْبِقُ مَجْهُورٌمُسْتَعْلٍ، فَأُبْدِلَ مِنَ التاءِ حَرْفُ اسْتِعْلَاءٍ مِنْ مَخْرَجِهَا، وهُو الطَّاءُ.
تنبيهٌ: إِذَا أُبْدِلَتِ التاءُ طاءً بعدَ الطاءِ اجْتَمَعَ مَثَلَانِ و، والأولُ مِنْهُمَا سَاكِنٌ، فَوَجَبَ الإِدْغَامُ.
وإِذَا أُبْدِلَتْ بَعْدَ الظاءِ اجْتَمَعَ مُتَقَارِبَانِ، فيجوزُ البيانُ والإِدْغَامُ، مَعَ إِبْدَالِ الأولِ نمِنْ جِنْسِ الثانِي، ومَعَ عَكْسِهِ، وَقَدْ رُوِيَ بالأَوْجِهِ الثلاثَةِ قولُهُ [مِنَ البَسِيطِ]:
1242 - هُوَ الجَوَادُ الذِي يُعْطِيكَ نَائُلَهُ = عَفْوًا، ويُظْلَمُ أَحْيَانًا فَيَظْطَلِمُ
روىرُوِيَ: فَيَظْطَلِمُ، وفَيَظَّلِمُ وفَيَطَّلِمُ، وقَدْ رُوِيَ أَيْضًا فَيَنْظَلِمُ، بالنونِ، وليْسَ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ.
وإِذَا أُبْدِلَتْ بَعْدَ الصادِ اجْتَمَعَ أَيْضًا مُتَقارِبَانِ فيجوزِ البيانِ، والإِدْغَامُ بِقَلْبِ الثانِي إِلَى الأولِ دُونَ عَكْسِهِ، فتقولُ: اصْطَبَرَ، واصَّبَرَ، ولا يجوزُ أطبراطَّبَرَ، لِمَا فِي الصَّادِ مِنَ الصَّفِيرِ الذِي يَذْهَبُ فِي الإِدْغَامِ.
وإِذَا أُبْدِلَتْ بَعْدَ الضَّادِ اجْتَمَعَ أَيْضًا مُتَقارِبَانِ، فيجوزُ البيانُ والإدغامُ، بِقَلْقبِ الثانِي إلَى الأولِ دُونَ عَكْسِهِ، فتقولُ اضْطَرَبَ، واضَّرَبَ، ولا يجوزُ أطرباطَّرَبَ؛ لِأَنَّ الضَّادَ حرفٌ مُسْتَطِيلٌ، فَلَوْ أُدْغِمَ فِي الطاءِ لَذَهَبَ مَا فِيهِ مِنْ ذلكَ، وقَدْ حُكِيَ فِي الشذوذِ اطَّجَعَ، وهُو فِي النُّدُورِ والغَرَابَةِ مِثْلُ الْطَجَعَ، باللامِ، وقَدْ رُوِيَ بالأوجُهِ الأربعةِ قولُهُ:
[لَمَّا رَأَى أَنْ لَا دَعَهْ وَلَا شَبَعْ] = مَالَ إِلَى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فالْطَجَعْ
(فِي ادَّانَ وَازْدَدْ وادَّكِرْ دَالًا بَقِي) أَيْ: إِذَا بُنِيَ الافْتِعَالُ مِمَّا فَاؤُهُ دَالٌ، نحوُ: دَانَ أو زَاي، نحوُ: زَادَ، أو ذَال، نحوُ: ذَكَرَ, وَجَبَ إِبْدَالُ تَائِهِ دَالًا, فيُقَالُ ادَّانَ, وازْدَادَ, وادَّكَرَ, والأَصْلُ ازْتَانَ وازْتَادَ واذْتَكَرَ، فاسْتُثْقِلَ مَجِيءُ التاءِ بعدَ هذِهِ الأَحْرُفِ، لأَنَّ هذِهِ الأحرفَ مَجْهُورَةٌ، والتاءُ مَهْمُوسَةٌ، فَجِيءَ بِحرفٍ يُوَافِقُ التاءَ فِي مَخْرَجِهِ، ويُوَافِقُ هذِهِ الأحرفَ فِي الجَهْرِ، وذلكَ الدالُ.
تنبيهانِ: الأولُ: إِذَا أُبْدِلَتْ تَاءُ الافتعالِ دَالًا بَعْدَ الدالِ وَجَبَ الإِدْغَامُ؛ لاجْتِمَاعِ المَثَلَيْنِ.
وإِذَا أُبْدِلَتْ دَالًا بَعْدَ الزَّاي جَازَ الإِظْهَارُ والإِدْغَامُ بِقَلْبِ الثانِي إِلَى الأولِ دُونَ عَكْسِهِ فَيُقَالُ: أزدجرازْدَجَرَ، وازَّجَرَ ولَا يجوزُ ادَّجَرَ لفواتِ الصَّفِيرِ.
وإِذَا أُبْدِلَتْ دَالًا بعدَ الذالِ جَازَ ثلاثةُ أوجهٍ: الإظهارُ والإدغامُ بِوَجْهَيْهِ فَيُقَالُ: ازْدَكَرَ، ومِنْهُ قولُهُ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1243 - [تُنْجحِي عَلَى الشَّوْكِ جُرَازًا مِقْضَبَا] = والهَرْمُ تُذْرِيهِ اذْدِرَاءً عَجَبَا
واذكر وادَّكَرَ واذَّكَرَ بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ، وهذَا الثالثُ قليلٌ، وقَدْ قُرِئَ شَاذًّا {(فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} ) بالمُعْجَمَةِ.
الثانِي: مُقْتَضَى اقْتِصَارِ الناظمِ عَلَى إِبْدَالِ تاءِ الافتعالِ طاءً بعدَ الأحرفِ الأربعةِ، ودالًا بعدَ الثلاثةِ إنها أَنَّها تُقَرُّ بعدَ سائرِ الحروفِ ولا تُبْدَلُ، وقَدْ ذَكَرَ فِي (التَّسْهِيلِ) إِنَّهَا تُبْدَلُ ثَاءً بعدَ الثاءِ، فَيُقَالُ: اثَّرَدَ بِثَاءٍ مُثَلَّثَةٍ، وهُو افْتَعَلَ مِنْ ثَرَدَ، أَو تُدْغَمُ فِيها الثاءُ، فَيُقَالُ: اتَّرَدَ بتاءٍ مُثَنَّاةٍ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: والبيانُ عِنْدِي جَيِّدٌ، يَعْنِي الإظْهَارَ، فيُقَالُ: اثْتَرَدَ، ولَمْ يَذْكُرِ المصنفُ هَذَا الوَجْهَ، وذَكَرَ فِي (التَّسْهِيلِ): أَيْضًا إنها أَنَّهَا قَدْ تُبْدَلُ دَالًا بَعْدَ الجِيمِ كقولِهِمْ فِي اجْتَمَعُوا: اجْدَمَعُوا، وفِي اجْتَزَّ: اجْدَزَّ، ومِنْهُ قولُهُ [مِنَ الوَافِرِ]:
1244- فَقُلْتُ لِصَاحِبَيَّ: لَا تَحْبِسَانَا = بِنَزْعِ أُصُولِهِ واجْدَزَّ شِيحَا
وهذَا لَا يُقَاسُ عليهِ. وظاهِرُ كلامِ المُصَنفِ فِي بعضِ كُتِبِهِ أَنَّهُ لُغَةٌ لبعضِ العربِ، فَإِنْ صَحَّ أَنَّهُ لُغَةٌ جَازَ القياسُ عليهِ.
وهذَا آخِرُ مَا ذَكَرَهُ الناظمُ في مِنْ بَابِ الإِبْدَالِ، ومَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ أَوْجُهِ الإِعْلَالِ.
خَاتِمَةٌ: قَدْ عُلِمَ ممَّا ذَكَرَهُ أَنَّ حروفَ الإِبْدَالِ مُنْقَسِمَةٌ إِلَى مَا يُبْدَلُ ويُبْدَلُ مِنْهُ كالهمزةِ وحروفِ العِلَّةِ الثلاثةِ، وكَالْهَاءِ، فَإِنَّهَا تُبْدَلُ مِنَ الهمزةِ أَولًا كَهَرَاقَ، وتُبْدَلُ مِنْهَا الهمزةُ آخِرًا، كمَاءٍ، فَإِنَّ أَصْلَهُ مَوَهٌ، وإِلَى مَا يُبْدَلُ ولَا يُبْدَلُ مِنْهُ، وهُو المِيمُ والطاءُ والدالُن، وإِلَى مَا يُبْدَلُ مِنْهُ ولَا يُبْدَلُ، وهُو التاءُ، أمَّا بإِبْدَالُ الحروفِ المُتَقَارِبَةِ بَعْضِهَا مَعَ بعضٍ لأَجْلِ الإدْغَامِ فَلَمْ يَعُدُّوهَا فِي بابِ الإِبْدَالِ لعُرُوضِهَا.
وعُلِمَ أَيْضًا أَنَّ الهمزةَ تُبْدَلُ مِنْ ثلاثةِ أحرفٍ، وهِي: الأَلِفُ والواوُ والياءُ، وإن وأَنَّ الياءَ تُبْدَلُ مِنْ ثلاثةِث أحرفٍ، وهِي: الهَمْزَةُ، والالف والأَلِفُ والواوُ، وإن وأَنَّ الواوَ تُبْدَلُ مِنْ ثلاثةِ أَحْرفٍ وهِي: الهمزةُ والألفُ والياءُ، وإن وأَنَّ الأَلِفَ تُبْدَلُ مِنْ ثلاثةِ أحرفٍ، وهِي: الهمزةُ والواوُ والياءُ، وإن وأَنَّ المِيمَ تُبْدَلُ مِنْ النونِ، وأَنَّ التاءَ تُبْدَلُ مِنْ حَرفينِ، وهُمَا: الواوُ والياءُ، وأَنَّ الطاءَ تُبْدَلُ مِنَ التاءِ، وأَنَّ الدالَ تُبْدَلُ مِنَ التاءِ، وأَنَّ الثَّاءَ تُبْدَلُ مِنَ التاءِ، عَلَى مَا سَبَقَ مُفَصَّلًا.
وقَدْ تَقَدَّمَ أَوَّلَ البابِ أَنَّ مَا قَصَدَ الناظمُ ذِكْرَهُ هُنَا هُو الضرورى الضَّرُورِيُّ فِي التصريفِ، وأَنَّ حروفَ الإِبْدَالِ الشائعِ اثْنَانِ وعِشْرُونَ حَرْفًا، وإن وأَنَّ الإِبْدَالَ قَدْ وَقَعَ فِي غيرِهَا أَيْضًا، ولكِنَّهُ لَيْسَ بشائِعٍ.
وقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُذَيِّلَ مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ باستيفاءِ الكلامِ عَلَى إِبْدَالِ جَمِيعِ الحُرُوفِ علَى سبيلِ الايجاز الإِيجَازِ مُرَتِّبًا للحروفِ عَلَى ترتبها تَرْتِيبِهَا فِي المَخَارِجِ، فَأَقُولُ، وبِاللهِ التوفيقُ:
الهَمْزَةُ: أُبْدِلَتْ مِنْ سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، وهِي: الأَلِفُ، واليَاءُ، والواوُ، والهاءُ، والعينُ، والخَاءُ، والغينُ، وقَْد تَََََقَدَّمَ الكلامُ عَليهَا سِوَى الاخيرينالأَخِْيرَيْنِ.
فََأَمَّا بإِبْدَالُهَا مِنَ، الخَاءِ فقولُهُم فِي صَرَخَ: صَرَأَ، حَكَاهُ الأَخْفَشُ عَنِ الخَلِيلِ.
ومِنَ الغَيْن قَوْلُهُم فِي رَغْنَةٍ: رَأْنَه، حَكَاهُ النَّضْيرُ بْنُ شُمَيْلٍ عَنِ الخَلِيلِ.
وإِبْدَالُهَا مِنْ هَذَينِ الحرفينِ غَرِيبٌ جِدًّا.
الأَلِفُ: - أُ بْدِلَتْ مِنْ أَرَبَعَةِ أحرفٍ، وهِي: الياءُ، والواوُ، والهمزةُ، والنونُ الخفيفةُ، وقَدْ تَقَدَّمَ الكلامُ عَلَيْهَا سِوَى الأخيرةِ، فَأَمَّا إِبْدَالُهَا مِنَ النونِ الخفيفةِ فنحوُ: {لَنَسْفَعًا}.
الهاءُ: أُبْدِلَتْ مِنْ سِتَّةِ أَحْرُفٍ، وهِي: الهمزةُ، والألفُ، والواوُ، والياءُ، والتاءُ، والحَاءُ، فإِبْدَالُهَا مِنَ الهمزةِ قَدْ تَقَدَّمَ أَوَّلَ البابِ.
وأَمَّا إِبْدَالُهَا مِنَ الألفِ فَفِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1245 - قَدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَةْ = مِنْ هَاا هُنَا ومِنْ هُنَهْ
إِنْ لَمْ أُرْوِّهَا فَمَهْ
فَأَبْدَلَ الهاءَ فِي “ "هُنَهْ" “ مِنَ الألفِ، وأَمَّا قولُهُ “ "فَمَهْ" “ فيجوزُ أَنْ يكونَ مِنْ ذلكَ: أَيْ: فَمَا أَصْنَعُ، أو فَمَا أنتظاري انْتِظَارِي لَهَا، ويجوزُ أَنْ يكونَ “ "فَمَهْ" “ بِمَعْنَى اكْفُفْ، أيْ: إنها أَنَّها قَدْ وَرَدَتْ مِنْ كُلِّ جانبٍ، وكَثُرَتْ فَإِنْ لَمْ أَرْوِهَا فَلَا تَ لُمْنِي، واكْفُفْ عَنِّي، ومِنْ ذَلكَ قولُهُمْ فِي أَنَا “ "أَنَهْ"، “ ويجوزُ أَنْ تكونَ أُلْحِقَتْ لِبَيَانِ الحركةِ، وقالُوا فِي حَيْهَلَه: إِنَّ الهاءَ الأخيرةَ بَدَلٌ مِنَ الألفِ فِي “ "حَيْهَلَا". “
وأَمَّا إِبْدَالُهَا مِنَ الواوِ فَفِي قولِهِ [مِنَ المُتَقَارَبِ]:
1246 - وَقَدْ رَابَنِي قَوْلُهُا يَا هَنَاهُ = وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرِّ
وقَدْ اخْتُلِفَ فِي ذلكَ فذهَبَ الجماعةُ إِلَى إنها أَنَّها مُبْدَلَةٌ مِنَ الواوِ، والأَصْلُ يَا هَنَاو، وقَالَ أَبُو الفَتْحِ: ولَوْ قِيلَ إِنَّ الهاءَ بَدَلٌ مِنَ الأَلِفِ المُنْقَلِبَةِ مِنَ الواوِ الواقعةِ بَعْدَ الألفِ لكانَ قَوْلًا قَوِيًّا، إِذِ الهاءُ إِلَى الألفِ اقرب أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَى الواوِ.
وإِبْدَالُهَا مِنَ الياءِ فِي قَوْلِهِمْ “ "هَذِهِ" “ فِي “ "هَذِي" “ و و“ "هُنَيْهَة" “ فِي “ "هُنَيَّة “. ".
وإِبْدَالُ الهاءِ مِنَ التاءِ، فِي نحوِ: “ "طَلْحَةَ" “ فِي الوقفِ عَلَى مَذْهَبِ البصريينَ وقَدْ تَقَدَّمَ، وحَكَى قُطْرُبُ عَنْ طَيِّءٍ أَنَّهُم يقولونَ: “ "كَيْفَ البَنُونَ والبَنَاهْ"، “ و و“ "كَيْفَ الإِخْوَةُ والأخواةوالأَخَوَاهْ" “ وهُو شاذٌّ. ومِنَ الشاذِّ أَيْضًا قولُهُمْ: “ "ِفي التابوتِ “: ": “ "تَابُوه" “ قَالَ ابْنُ جِنِّيٍّ: وقَدْ قُرِئَ بِهَا، يَعْنِي فِي الشَّوَاذِّ، قَالَ: وسَمِعَ بَعْضَهَمُ يقولُ: قَعَدْنَا عَلَى الفُرَاهْ، يُرِيدُ عَلَى الفُرَاتِ.
وإِبْدَالُهَا مِنَ الحاءِ فِي قَوْلِهِمْ: طَهَرَ الشيءُ بِمَعْنَى طَحَرَهُ، أيْ: أَبْعَدَهُ، ومَتَه الدَّلْوَ بِمَعْنَى مَتَحَهَا، ومَدَهَهُ بِمَعْنَى مَدَحَهُ، وفَرَّقَ بعضُهُم بَيْنَ ذِي الحاءِ، وذِي الهَاءِ؛ فَجَعَلَ المَدْحَ فِي الغَيْبَةِ، والمَدْهَ فِي الوَجْهِ، والأَصَحُّ كَوْنُهُما بِمَعْنًى واحِدٍ، إِلَّا أَنَّ المَدْحَ هُو الأَصْلُ.
العَيْنُ: - أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفينِ: الحاءُ، والهمزةُ، فالحاءُ فِي قولِهِم ضَبَعَ بِمَعْنَى ضَبَحَ، والهمزةُ فِي نحوِ: “ "عَنَّ زيْداً قَائِمٌ" “ بِمَعْنَى “ "أَنَّ زَيْدًا قَائِمٌ" “ وهِي عَنْعَنْةُ تَمِيمٍ، وقَدْ تَقَدَّمَ.
الغَيْنُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حرفينِ، وهُمَا: الخَاءُ، والعَيْنُ، فالخاءُ نحوُ قولِهِمْ: “ "غَطَرَ بِيَدَيْهِ يَغْطُرُ" “ بِمَعْنَى خَطَرَ يَخْطُرُ، حَكَاهُ ابْنُ جِنِّيٍّ: والعَيْنُ فِي قولِهِمْ لَغَنَ فِي لَعَنَ.
الحاءُ: أُبْدِلَتْ مِنَ العينِ، قَالُوا “ "رَبِحَ" “ بِمَعْنَى رَبِعَ، وهُو قليلٌ.
الخَاءُ: أُبْدِلَتْ مِنَ الغينِ، قَالُوا “ "الأَخَنُّ" “ يُرِيدُونَ الأَغَنَّ، فَقَدْ وَقَعَ التَّكَافُؤُ بَيْنَهُمَا، وذَلِكَ فِي غَايَةِ القِلَّةِ.
القافُ: أُبْدِلَتْ مِنَ الكافِ، قالُوا فِي ركنة وَكْنَةِ الطائرِ – وهِي مَأْوَاهُ مِنَ الجَبَلِ – وقنهوُقْنَةُ، حَكَاهُ الخَلِيلُ.
الكافُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حرفينِ: القافِ، والتاءِ، فالقافُ فِي قولِهِمْ “ "عَرَبِيٌّ كُحٌّ" “ أَيْ قُحٌّ، وفَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ القُحَّ فَقَالَ: هُو الخَالِصُ مِنَ اللُّؤْمِ، فَقَدْ وَقَعَ التكافُؤُ بَيْنَهُمَا، لَكِنَّ إِبْدَالَ الكافِ مِنَ القَافِ أَكْثَرُ مِنْ عَكْسِهِ، والتاءُ فِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ طَالَمَا عَصَيْكَا
وقَدْ تَقَدَّمَ.
الجِيمُ: أُبْدِلَتْ مِنَ الياءِ، وقَدْ تَقَدَّمَ.
الشِّينُ: أُبْدِلَتْ مِنْ ثلاثةِ أحرفٍ: الكافِ التِي للمؤنثِ، والجيمِ، والسينِ، فالكافُ فِي نحوِ: “ "أَكْرَمْتُكَ" “ قالُوا: أَكْرَمْتُشِ، وهِي كَشْكَشَةُ تَمِيمٍ كَمَا تَقَدَّمَ، والجِيمُ كَمَا فِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1247 - إِذْ ذَاكَ إِذْ حَبْلُ الوِصَالِ مُدْمَشُ
أيْ: مُدْمَجٌ، قَالَ ابْنُ عُصْفُورٍ: ولَا يُحْفَظُ غَيْرُهُ، وسَهَّلَ ذَلِكَ كونُ الجِيمِ والشينِ مُتَّفِقَتَيْنِ فِي المَخْرَجِ، والسينُ قَالُوا: جَعْشُوشٌ فِي جَعْسُوسٌ، وهُو القَمِئْ الذَّلِيلُ، ويُجْمَعُ بالْمُهْمَلَةِ دُونَ المُعْجَمَةِ، وبِذَلِكَ عُلِمَ الإبدالُ.
الياءُ – وهِي أوسعُ حروفِ الإبدالِ، أُبْدِلَتْ مِنْ ثَمَانِيَةَ عَشَر حَرْفًا: مِنَ الألفِ فِي نحوِ: مَصَابِيحَ، وغُلَيِّمٍ تصغيرُ غُلَامٍ، ومِنَ الواوِ فِي نحوِ: أَغْزَيْتُ ومَا تَصَرَّفَ مِنْهُ، ومِنَ الهَمْزَةِ في نحوِ: بِيرٍ في بِئْرٍ، ومِنَ الهاءِ قالُوا “ "دَهْدَيْتُ الحَجَرَ" “ فِي دَهْدَهْتُهُ، وقَالُوا “ "صَهْصَيْتُ بالرَّجُلِ" “ أَيْ: صَهْصَهْتُ بِهِ، إِذَا قُلْتَ لَهُ: صَهْ صَهْ، ومِنَ السينِ فِي قولِهِ [مِنَ الوَافِرِ]:
1248 - إِذَا مَا عُدَّ أَرْبَعَةٌ فِسَالٌ = فَزَوْجُكِ خَامِسٌ وابوك وأَبُوكِ سَادِي
أيْ: سَادِسٌ، ومِنَ الباءِ فِي قولِهِمْ “ "الأَرَانِيُّ والثَعَالِيُّ" “ والأَصْلُ الأَرَانِبُ والثَّعَالِبُ وقَدْ مَرَّ، ومِنَ الراءِ فِي “ "قِيرَاطٍ و وشِيرَازٍ"، “ والأَصْلُ قِرَّاطٌ وشِرَّازٌ، لقولِهِمْ فِي الجَمْعِ: قَرَارِيطُ وشَرَارِيزُ، وقالَ بعضُهُم فِي شِيرَازَ “ "شَوَارِيزُ" “ فيكونُ البَدَلُ مِنَ الواوِ، والأَصْلُ شِوْرَاز, ومِنَ النونِ فِي أَنَاسِيَّ وظَرَابِيَّ، والأَصْلُ أَنَاسِينُ وظَرَابِينُ؛ لانهما لِأَنَّهُمَا جَمْعَا إنسانٍ وظَرِبَانٍ، وكذَلِكَ تَظَنَّيْتُ أَصْلُهُ تَظَنَّنْتُ مِنَ الظَّنِّ وكانَ أَبُو عَمْرِو بْنِ العَلَاءِ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ قَولَهُ تَعَالَى {لَمْ يَتَسَنَّهْ} أَصْلُهُ يَتَسَنَّنْ، أَيْ: لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْ قولِهِ تَعَالَى {مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} وكذلكَ “ "دِينَارٌ" “ أَصْلُهُ دِنَّارٌ؛ لِقَوْلِهِمْ دَنَانِيرُ ودُنَيْنِير، وقاَلُوا فِي إنسانٍ: إِيسَانٌ بالياءِ، ومِنَ الصادِ فِي قولِهِم “ "قضيت قَصَّيْتُ أَظْفَارِي"، “ والأَصْلُ قَصَصْتُ، وقِيلَ: إِنَّ الياءَ هُنَا أَصْلُهَا الواوُ، وإِنَّ المعني المَعْنَى تَتَبَّعْتُ اقصاهاأَقْصَاهَا، ومِنْ الضادِ فِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1249 - إِذَا الكِرَامُ ابْتَدَرُوا البَاعَ بَدَرْ = تَقَضِّيَ البَازِيِّ إِذَا البَازِيُّ كَسَرْ
أَيْ: تَقَضضَ البَازِيُّ، مِنَ الانْقِضَاضِ. ومِنَ اللامِ فِي أَمْلَيْتُ، وَأَصْلُهُ أَمْلَلَتُ، ومِنَ الميمِ فِي قَولِهِ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
1250 - تَزُورُ امْرأً أَمَّا الإِلَهَ فَيَتَّقِي = وأَمَّا بِفِعْلِ الصَّالِحِينَ فَيَأْتَمِي
قاَلَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: أَرَادَ فَيَأْتَمُ، ومِنَ العَيْنِ فِي قولِهِ: [مِنَ الرَّجَزِ]:
1251 - ومَنْهَلٍ لَيْسَ لَهُ حَوَازِقُ = ولِضَفَادِي جَمِّهِ نَقَانِقُ
يُرِيدُ ولِضَفَادِعِ، وقالوُا "تَلَعَّيْتُ" مِنَ اللَّعَاعَةِ، وهِي بَقْلَةٌ، والأَصْلُ تَلَعَّعْتُ: ومِنَ الدالِ فِي التَّصْدِيَةِ، وهِي التَّصْفِيقُ والصوتُ، والأَصْلُ تَصْدِدَةٌ، لأَنَّهَا مِنْ صَدَدْتُ أَصُدُّ، قَالَ تعَالَى: {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}، ومِنَ التاءِ فِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1252 - قَامَ بِهَا يَنْشُدُ كُلَّ مَنْشَدِ = وايْتَصَلتْ بِمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ
أيْ: واتَّصَلَتْ، ومِنَ الثاءِ فِي قولِهِ [مِنَ الرَّجَزِ]:
1253 - قَدْ مَرَّ يَوْمَانِ وهَذَا الثَّالِي = [وَأَنْتَ بِالْهِجْرَانِ لَا تُبَالِي]
أيْ: الثالثُ. ومِنَ الجِيمِ فِي قولِهِ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيكُنَّ ظِلٌّ ولَاجَنًى = فَأَبْعَدَكُنَّ اللهُ مِنْ شَيَرَاتِ
أَيْ: مِنْ شَجَرَاتٍ، وقَالُوا "دَيَاجِي" فِي جَمْعِ دَيْجُوجَ، والأَصْلُ دَيَاجِيجُ، ومِنَ الكَافِ فِي قولِهِمْ: مَكُّوكٌ، ومَكَاكِيٌّ، والأَصْلُ مَكَاكِيكَ، وهُو مِكْيَالٌ.
الصَّادُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حرفينِ، مِنَ السينِ فِي قولِهِمْ {صِرَاطَ}، مِنَ "السِّرَاطِ"، ومِنَ اللامِ فِي قَوْلِهِمْ "رَجُلٌ جَصْدٌ" أَيْ: جَلْدٌ.
اللامُ _ أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفينِ، وهُمَا: النونُ فِي أُصَيْلَانَ، والضَّادُ فِي اضْطَجَعَ كَمَا مَرَّ.
الراءُ – أُبْدِلَتْ مِنَ اللامِ فِي قولِهِمْ "نَثْرَه"، بِمَعْنَى نَثْلَه، و"رَعَلَّ" بمعنَى "لَعَلَّ"
النونُ: أُبْدِلَتْ مِنْ أربعةِ أَحْرُفٌ: مِنَ اللامِ فِي قَوْلِهِمْ "لَعَنَّ" فِي لَعَلَّ، و"نَابَنْ فَعَلْتُ كَذَا"، فِي لَا بَلْ فَعَلْتُ كَذَا، ومِنَ المِيمِ فِي قولِهِمْ لِلْحَيَّةِ، أَيْمٌ، وأَيْنٌ، وقَالُوا: أَسْوَدُ قَاتِمٌ، وقَاتِنٌ، ومِنَ الواوِ فِي صَنْعَانِيٍّ، وبَهَرَانِيٍّ، نِسْبَةً إِلَى صَنْعَاءَ وبَهْرَاءَ، والأَصْلُ صَنْعَاوِيٌّ، وَبَهْرَاوِيٌّ؛ لأنَّ همزةَ التأنيثِ فِي النسبِ تُقْلَبُ وَاوًا كَمَا تقدَّمَ فِي بابِهِ.
ومِنَ الهَمْزَةِ، حَكَى الفَرَّاءُ: حِنَّانٌ فِي حِنَّاءَ، وهُو الذِي يُخْضَبُ بِهِ، وأَمَّا قولُ الخَلِيلِ وسِيبَوَيْهِ "إِنَّ نُونَ فَعْلَانَ الذِي مُؤَنَّثَهُ فَعْلَى بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ فَعْلَاَء، كَنِوُنِ سَكْرَانَ وغَضْبَانَ"، فلَيْسَ المرادُ بِهِ هَذَا البدلُ، وإِنَّمَا المرادُ أَنَّ النونَ عَاقَبِتِ الهَمْزَةَ فِي هَذَا المَوْضِعِ كمَا عَاقَبَتْ لامُ التعريفِ التنوينَ.
الطَّاءُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَيْنِ: مِنَ التاءِ فِي الافْتِعَالِ بَعْدَ حروفِ الإِطْبَاقِ, وقَدْ تقدَّمَ، ومِنَ الدالِ، حَكَى يَعْقُوبُ عَنِ الأَصْمَعِيِّ: "مَطَّ الحرفَ" فِي مَدِّهِ, و"الإِبْعَاطِ" فِي الإِبْعَادِ.
الدالُ –أُبْدِلَتْ مِنْ ثلاثةِ أحرفٍ: مِنَ التاءِ فِي الافْتِعَالِ بَعْدَ، الدالِ، والذالِ، والزايِ، والجيمِ، كَمَا مَرَّ، ومِنَ الطاءِ قَالُوا المَرَدَى فِي المَرَطَى، وهُو حَيْثُ يَمْرَطُ الشَّعْرُ حَوْلَ السُّرَّةِ، ومِنَ الذالِ في قولِهِمْ "ذِكَرٌ" فِي جَمْعِ ذِكْرَةٍ.
التاءُ: أُبْدِلَتْ مِنْ سَبْعَةِ أَحْرُفٍ: مِنَ الطَّاءِ فِي فُسْتَاطٍ، والأَصْلُ فُسْطَاطٌ، لقولِهِمْ فِي الجَمْعِ: فَسَاطِيطٌ، دُونَ فَسَاتِيطَ، ومِنَ الدالِ فِي قَوْلِهِمْ "نَاقَةٌ تَرْبُوطٌ"، والأَصْلُ دَرَبُوتٌ، أَيْ: مُذَلَّلَةٌ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الدُّرْبَةِ، ومِنَ الواوِ فِي "تُرَاثٍ وتِجَاهٍ"، ونَحْوِهِمَا، ومِنَ الياءِ فِي نحوِ: اتَّسَرَ الأَصْلُ ايْتَسَرَ كَمَا مَرَّ، وفِي قولِهِمْ "ثْنَتَانِ" الأَصْلُ ثِنْيَانِ، لأَنَّهُ مِنْ ثَنَيْتُ الواحِدَ ثَنْيًا، وفِي قولِهِمْ كَيْتَ وذَيْتَ، الأَصْلُ كَيَّةَ، وذَيَّةَ، فَحُذِفَتْ تَاءُ التأنيثِ، وأُبْدِلَتْ مِنَ الياءِ الأخيرةِ، وهِي لامُ الكَلِمَةِ تاءً، لقولِهِمْ: كَانَ مِنَ الأَمْرِ كِيَّةَ، وكِيَّةَ، وذَيَّةَ، وذَيَّةَ، ومِنَ الصَّادِ فِي قولِهِمْ فِي لِصٍّ: لِصْتُ، ومِنَ السينِ فِي قولِهِمْ فِي طَسَّ: طِسْتٌ، وقولِهِمْ فِي العَدَدِ: سِتٌّ، والأَصْلُ سُدْسٌ؛ لقولِهِمْ: سُدَيْسَةٌ، ثُمَّ أُبْدِلَتِ الدالُ تاءً وأُدْغِمَتْ، ومِنَ الباءِ فِي قولِهِمْ "ذَعَالَتْ" فِي ذَعَالَبَ، والذَّعَالِبُ، والذَّعَالِيبُ: الأَخْلَاقُ مِنَ الثيابِ الوَاحِدُ ذَعْلُوبٌ
قَالَ فِي (التَّسْهِيلِ): وَرُبَّمَا أُبْدِلَتْ مِنْ هَاءِ السَّكْتِ، ومِثَالُهُ ُمَا تَأَوَّلَهُ بَعْضُهُم فِي قولِهِ [مِنَ الكَامِلِ]:
1254 - العَاطِفُونَةَ حِينَ مَا مِنْ عَاطِفٍ = والمُطْعِمُونَ زَمَانَ أَيْنَ المَطْعَمُ؟
أَنَّهُ أَرَادَ العَاطُفُونَهْ بِهَاءِ السَّكْتِ، ثُمَّ أَبْدَلَهَا تاءً، وحَرَّكَهَا للضرورةِ، وَمَثَّلَهُ بَعْضُهُم بِنَحْوِ "جَنَّتْ ونِعْمَتْ"؛ لِأَنَّهُ جَعَلَ الهَاءَ أَصْلًا.
الصَّادُ: أُبْدِلَتْ مِنَ السينِ، نَحْوُ: صِرَاطَ، وهُو مُكَرَّرٌ قَبْلَ قَلِيلٌ.
الزَّايُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَينِ: مِنَ السينِ الساكنةِ قَبْلَ دَالٍ، نحوُ: يَزْدُلُ فِي يَسْدُلُ، ويَزْدُرُ فِي يَسْدُرُ، يُقَالُ: سَدِرَ البَعِيرُ يَسْدُرُ سَدَرًا، إِذَا تَحَيَّرَ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ، ومِنَ الصَّادِ الساكِنَةِ قَبْلَ الدَّارِ، نحوُ: يَزْدُقُ فِي يَصْدق، ونحوُ: القَزْدُ فِي القَصْدِ، فَإِنْ تحَرَّكَتْ الصادُ لَمْ تُبْدَلْ، وفِي كلامِهِمْ: لَمْ يُحْرَمِ الرِّفْدُ مِنْ فُزْدَلَهُ، أَيْ: مِنْ فُصِدَ لَهُ، فَأَسْكَنَ الصَّادَ، وأَبْدَلَهَا زَايًا.
السِّينُ: أُبْدِلَتْ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ: مِنَ التاءِ فِي اسْتَخَذَ عَلَى أَحَدِ الوَجْهَيْنِ، وأَصْلُهُ اتَّخَذَ، ومِنَ الشِّينِ فِي قولِهِمْ فِي مَشْدُودٍ: مَسْدُودٌ، ومِنَ اللامِ فِي قولِهِمْ "اسْتَقَطَهُ" فِي الْتَقَطَهُ، وهُو فِي غَايَةِ الشُّذُوذِ.
الظَّاءُ: - لَمْ أَرَ فِي إِبْدَالِهَا شَيِئًا.
الذَّالُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَينِ: مِنَ الدالِ فِي قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ (فَشَرِّذْ بِهِمْ)، بِالْمُعْجَمَةِ، ومِنَ الثاءِ فِي قولِهِمْ "تَلَعْذَمَ الرَّجُلُ"، أَيْ: تَلَعْثَمَ إِذَا أَبْطَأَ فِي الجَوَابِ.
الثاءُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفينِ: مِنَ الفاءِ فِي مَغْثُورٍ، والأَصْلُ مغفورٌ، ومِنَ الذالِ فِي قولِهِمْ: فِي الجَذْوَةِ مِنَ النَّارِ: جَثْوَةٌ.
الفاءُ – أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَيْنِ: مِنَ الثاءِ فِي قولِهِمْ "قَامَ زَيْدٌ فُمَّ عَمْرٌو" أَيْ: ثُمَّ عَمْرٌو، حَكَاهُ يَعْقُوبُ، وقولُهُمْ: "فُومٌ"، بِمَعْنَى ثُومٍ، ومِنَ الباءِ فِي قولِهِمْ: "خُذْهُ بِإِفَانِه" أَيْ: بِإِبَانِه.
الباءُ: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَينِ: مِنَ الميمِ فِي قولِهِمْ "بَا اسْمُكَ؟" يُرِيدُونَ: مَا اسْمُكَ؟ ومِنَ الفاءِ فِي قولِهِمْ "البُسْكُلِ" فِي الفُسْكُلِ.
المِيمُ: أُبْدِلَتْ مِنْ أَرْبَعَةِ أَحرفٌ: مِنَ الواوِ فِي فَمٍ عِنْدَ الأكثرِ، أَصْلُهُ فَوْو مِثْلُ فَوْجٍ، فَحُذِفَتِ الهاءُ تَخْفِيفًا؛ لأَنَّهُ قَدْ يُضَافُ إِلَى الضميرِ فيُقَالُ: فَوْهُه، فَيُسْتَثْقَلُ ذَلِكَ، ثُمَّ أُبْدِلَتِ المِيمُ مِنَ الواوِ، ومِنَ النونِ فِي نَحْوِ: عَمْبَرٍ، والبَنَامِ فِي البَنَانِ، ومِنَ البَاءِ فِي قولِهِمْ: بَنَاتُ مَخْرٍ، فِي بَنَاتِ بَخْرٍ، للسَّحَابِ؛ لأَنَّهُ مِنَ البُخَارِ، وقولِهِمْ "مَا زِلْتُ رَاتِمًا علَى هَذَا" أَيْ رَاتِبًا. وعَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: رَأَيْتُهُ مِنْ كَثَبٍ، ومِنْ كَثَمٍ أَيْ: قُرْبٍ، فالميمُ بَدَلٌ مِنَ البَاءِ، لِأَنَّهُم قَالُوا "كَثَبَ الفَقِيهُ الأَمْرَ" ولَمْ يقولُوا كَثَمَ، ومِنْهُ قُولُهُ [مِنَ البَسِيطِ]:
1255 - فَبَادَرَتْ سِرْبَهَا عَجْلَى مُثَابِرَةً = حتَّى اسْتَقَتْ دُونَ مَحْيَا جِيدِهَا نَغَمَا
أَرَادَ نَغَبًا، والنَّغْبَةُ: الجَرْعَةُ، ومِنْ لَامِ التعريفِ فِي اللُّغَةِ اليَمَنِيَّةِ.
الواوُ: أُبْدِلَتْ مِنْ ثَلاثَةِ أَحرفٍ: الأَلِفِ، والياءِ، والهمزةِ، وقَدْ تَقَدَّمَتْ، واللهُ أَعْلَمُ.

  #5  
قديم 1 محرم 1430هـ/28-12-2008م, 12:55 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


فصْلٌ
1- إبدالُ الواوِ والياءِ تاءً
2- إبدالُ تاءِ الافتعالِ طاءً
3- إبدالُ تاءِ الافتعالِ دالاً
987- ذُو اللِّينِ فَا تَا فِي افْتِعَالٍ أُبْدِلا = وَشَذَّ فِي ذِي الْهمْزِ نَحْوُ ائْتَكَلا
988- طَا تَا افْتِعَالٍ رُدَّ إِثْرَ مُطْبَقِ = فِي ادَّانَ وَازْدَدْ وَادَّكِرْ دَالاًّ بَقِي
هذا الفصْلُ عَقَدَهُ ابنُ مالِكٍ لثلاثةِ أنواعٍ مِن الإبدالِ؛ وهيَ:
الأوَّلُ: إبدالُ الواوِ والياءِ تاءً:
فتُبْدَلُ الواوُ والياءُ تاءً إذا وَقَعَا فاءً لفعْلٍ على وَزْنِ (افْتَعَلَ) أوْ أحَدِ مُشْتَقَّاتِهِ؛ كالمضارِعِ والأمْرِ واسمِ الفاعِلِ، بشرْطِ ألاَّ يكونَ أصْلُهما هَمْزَةً.
ومثالُ ذلكَ: أنْ يُبْنَى صِيغةٌ على وَزْنِ (افْتَعَلَ) مَثَلاً مِن الفعْلِ الماضي: وَصَفَ، أوْ يَسِرَ، فَيُقَالُ: اوْتَصَفَ، ايْتَسَرَ، ثمَّ تُقْلَبُ الواوُ والياءُ تاءً، ثمَّ تُدْغَمُ في التاءِ الموجودةِ، فتَصيرُ: اتَّصَفَ، اتَّسَرَ، ويُقَالُ في المضارِعِ قبلَ القلْبِ: يُوتَصَفُ، يُيْتَسِرُ، وبعدَ القلْبِ والإدغامِ: يَتَّصِفُ، يَتَّسِرُ، وهكذا باقي المشتَقَّاتِ.
فإنْ كانَ أحدُهما مُبْدَلاً مِنْ همزةٍ لم يَجُز القلْبُ في أشهَرِ اللُّغَاتِ، فلا تُقْلَبُ الياءُ تاءً في مِثْلِ: ايتَكَلَ، وهيَ صيغةُ (افْتَعَلَ) مِن الأكلِ؛ لأنَّ هذهِ الياءَ أصْلُها همزةٌ ساكنةٌ هيَ فاءُ الكلمةِ، فقُلِبَتْ ياءً؛ لسكونِها بعدَ همزةِ الوصْلِ المكسورةِ.
ولا تُقْلَبُ الواوُ تاءً في مِثْلِ: اوْتُمِنَ؛ لأنَّ هذهِ الواوَ مُبْدَلَةٌ مِن الهمزةِ الثانيَةِ، التي وَقَعَتْ بعدَ ضَمَّةٍ؛ إذ الأَصْلُ: أُؤْتُمِنَ، فقُلِبَت الثانيَةُ واواً؛ لوُقوعِها بعدَ نظيرتِها المضمومةِ.
وفي هذا يقولُ ابنُ مالكٍ: (ذُو اللِّينِ فَا تَا في افتعالٍ أُبْدِلا.. إلخ) والمرادُ بذي اللِّينِ: حرْفُ الْعِلَّةِ وهوَ الواوُ أو الياءُ، وتقديرُ البيتِ: ذُو اللِّينِ أُبْدِلَ تاءً حالَ كونِهِ فاءً كائناً في افتعالٍ.
(وشَذَّ) هذا الإبدالُ (في ذِي الهمْزِ)؛ أيْ: صاحبِ الهمْزِ، والمرادُ الحرْفُ المُبْدَلُ مِنْ همزةٍ؛ كقولِهم في (ايْتَكَلَ): اتَّكَلَ بإبدالِ الياءِ الْمُبْدَلَةِ مِن الهمزةِ تاءً وإدغامِها في التاءِ.
النوعُ الثاني: إبدالُ تاءِ الافتعالِ طاءً:
إذا وَقَعَتْ تاءُ الافتعالِ ومشْتَقَّاتِهِ بعدَ حرْفٍ مِنْ حروفِ الإطباقِ وهيَ: الصادُ والضادُ، والطاءُ والظاءُ، وَجَبَ إبدالُهُ طاءً، فإذا أُرِيدَ بناءُ صِيغةٍ على وَزْنِ: افْتَعَلَ مَثلاً مِنْ: صَحِبَ، أوْ ضَرَبَ، أوْ طَلَعَ، أوْ ظَلَمَ، قيلَ: اصْتَحَبَ، اضْتَرَبَ، اطْتَلَعَ، اظْتَلَمَ، ثمَّ تُقْلَبُ التاءُ طاءً، فَيُقالُ: اصْطَحَبَ، اضْطَرَبَ، اطَّلَعَ - بإدغامِ الطاءينِ- اظْطَلَمَ، ومنهُ قولُهُ تعالى: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً}، وقولُهُ تعالى عنْ فِرعونَ: {فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}.
3- النوعُ الثالثُ: إبدالُ تاءِ الافتعالِ دَالاً:
إذا وَقَعَتْ تاءُ (الافتعالِ) ومُشتَقَّاتِهِ بعدَ الدالِ والذالِ والزايِ، قُلِبَتْ دَالاً، فإذا أُريدَ بِناءُ صيغةٍ على وَزْنِ (افْتَعَلَ) مَثَلاً مِنْ: دَعَا، ذَكَرَ، زَحَمَ، قيلَ: ادْتَعَى، اذْتَكَرَ، ازْتَحَمَ، ثمَّ تُقْلَبُ التاءُ دالاً، فيُقالُ: ادَّعَى، بإدْغَامِ الدالِ في الدالِ وُجوباً، اذْدَكَرَ، ويَصِحُّ قلْبُ الذالِ دالاً؛ لتَقَارُبِهما في الْمَخْرَجِ، وإِدْغَامِها في الدالِ الأَصْلِيَّةِ، فَيُقَالُ: ادَّكَرَ، ويقالُ في الثالثِ: ازْدَحَمَ، ومِنْ ذلكَ قولُهُ تعالى: {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}، وقولُهُ تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}، وقولُهُ تعالى: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ}، وأصْلُهُ: تَذْتَخِرُونَ مِن الذُّخْرِ، فجَرَى فيهِ الإبدالُ بقلْبِ التاءِ دالاً، فصارَ (تَذْدَخِرُونَ)، ثمَّ قُلبت الذالُ دالاً وأُدْغِمَت الدالُ في الدالِ.
وإلى هذَيْنِ النوعَيْنِ أشارَ بقولِهِ: (طَا تَا افتعالٍ رُدَّ... إلخ)؛ أيْ: رُدَّ - بمَعْنَى: صَيِّرْ - تاءَ الافتعالِ طاءً، (إِثْرَ مُطْبِقِ)؛ أيْ: بعدَ حَرْفٍ مِنْ حروفِ الإطباقِ. وقولُهُ: (في ادَّانَ وازْدَدْ وادَّكِرْ دَالاً بَقِي): أيْ أنَّ تاءَ الافتعالِ صارَ دالاً في مِثْلِ: ادَّانَ، وازْدَدْ، وادَّكَرَ؛ أيْ: إذا وَقَعَت التاءُ بعدَ هذهِ الأحرُفِ؛ وهيَ الدالُ والزايُ والذالُ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في, فصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir