دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ذو الحجة 1442هـ/6-08-2021م, 06:08 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الدرس السادس عشر: علماء بغداد في القرون الفاضلة

علماء بغداد في القرون الفاضلة

عناصر الدرس:
● تمهيد

وقد نزلها من التابعين فيما أعلم:
1: أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى (ت:150هـ)

2: محمد بن إسحاق بن يسار (ت:151هـ)
طبقة تابعي التابعين:
1: شيبان بن عبد الرحمن النحوي(ت:164هـ)

2: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون(ت: 164هـ )
3: أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني (ت:170هـ)
4: حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي (ت:180هـ)
5: خلف بن خليفة الأشجعي(ت:181هـ)
6: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي(ت: 182هـ )
7: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري(ت:183هـ)
8: محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني(ت: 189هـ)
9: علي بن حمزة الكسائي(ت:189هـ)
10: عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري(ت: 177هـ)
11: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي(ت:193هـ)
12: علي بن المبارك الأحمر(ت:194هـ)
13: البهلول بن حسان بن سنان الأنباري(ت:204هـ)
14: حجاج بن محمد المصّيصي(ت:206هـ)
15: أبو كامل مظفر بن مدرك البغدادي(ت:207هـ)
16: يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمي الفراء(ت:207هـ)
17: يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري: (ت: 208هـ)
18: أبو سلمة منصور بن سلمة بن عبد العزيز الخزاعي(ت: 209هـ)
19: أبو عمرو إسحاق بن مِرَار الشيباني (ت:210هـ)
20: أبو سهل الهيثم بن جميل البغدادي(ت: 213هـ)
21: أبو نعيم الفضل بن دكين بن حماد التيمي(ت:219هـ)
22: عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي الصفار(ت:220هـ)
طبقة تبع الأتباع
ثم كان في بغداد جماعة من الأئمة من طبقة تبع الأتباع منهم:
1: أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي(ت:224هـ)
2: ومحمد بن سعد بن منيع البغدادي(ت:230هـ)
3: ويحيى بن معين بن عون الغطفاني(ت: 233هـ)
4: وأبو خيثمة زهير بن حرب بن شداد النسائي(ت:234هـ)
5: وأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني(ت:241هـ).
6: والحسن بن حماد الحضرمي(ت:241هـ) الملقب بسجادة
7: ويعقوب بن إسحاق بن السكيت(ت:244هـ)
8: وأحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي(ت:246هـ) نسبة إلى عمل القلانس الطويلة الدورقية.
9: ويعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي(ت:252هـ)
10: ويعقوب بن شيبة بن الصلت السدوسي(ت:262هـ)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 محرم 1443هـ/11-08-2021م, 08:11 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

بغداد:
وأما بغداد فقد بناها أبو جعفر المنصور سنة 145هـ، وجمع لها من المهندسين والبنّائين والحفارين والحدادين والنجارين وأصحاب الحرف عدداً كبيراً من البلدان حتى ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أنهم بلغوا ألوفاً كثيرة، ولذلك أمكنه أن يستتمّ بناءها في سنة 146هـ، ونقل إليها الخزائن وبيوت الأموال والدواوين، وسماها مدينة السلام، وجعلها مدورة، ثم استتمّ بناء حائطها سنة 148هـ.

وقد نزلها من التابعين فيما أعلم:
1: أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى (ت:150هـ)

تقدّمت ترجمته، وقد قدم بغداد، ومات بها.

2: محمد بن إسحاق بن يسار (ت:151هـ)
مولى آل قيس بن مخرمة بن المطلب، وقد تقدّمت ترجمته في أهل المدينة، سكن بغداد في آخر حياته ومات بها.
ووفد إليها: هشام بن عروة، ومات بها سنة 146هـ، وصلى عليه أبو جعفر المنصور.

طبقة تابعي التابعين:

1: شيبان بن عبد الرحمن النحوي(ت:164هـ)

تقدّمت ترجمته في أهل الكوفة.
- قال الخطيب البغدادي: (سكن الكوفة زمانا ثم انتقل عنها إلى بغداد، وحدث بها عن الحسن البصري، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير.
روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن معاذ العنبري، ويزيد بن هارون، والحسين بن محمد المروذي، والحسن بن موسى الأشيب، ويونس بن محمد المؤدب، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
وكان يؤدب سليمان بن داود الهاشمي ببغداد)
.
مات ببغداد.

2: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون(ت: 164هـ )

مولى آل الهدير من تيم، كان قرين الإمام مالك في المدينة، ورفيقه في طلب العلم، ثم انتقل إلى بغداد، وبقي بها إلى أن مات، في خلافة المهدي.

3: أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني (ت:170هـ)

تقدّمت ترجمته في علماء المدينة
- وقال الخطيب البغدادي: (وكان المهدي قد أقدمه من مدينة رسول الله، صلى الله عليه وسلم إلى بغداد فلم يزل بها حتى مات، وكان من أعلم الناس بالمغازي).

4: حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي (ت:180هـ)
أصله من الكوفة، ونزل بغداد.
قرأ على عاصم بن أبي النجود وكان زوج أمّه.
وقرأ عليه: عبيد بن الصباح، وعمرو بن الصباح، وأبو شعيب القواس، وهبيرة بن محمد التمار، وغيرهم.
- قال خلف بن هشام: (مولد حفص سنة تسعين، ومات سنة ثمانين ومائة).
- وقال ابن حبان: (كان من أهل الكوفة سكن بغداد).
- وقال الخطيب البغدادي: (نزل بغداد في الجانب الشرقي منها).
- وقال محمد بن سعد العوفي: حدثنا أبي، قال: حدثنا حفص بن سليمان، وكان ينزل سويقة نصر، لو رأيته لقرت عينك به علما وفهماً). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أحمد بن محمد البغدادي: سمعت يحيى بن معين يقول: (كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان أبو بكر صدوقاً، وكان حفص كذاباً). رواه ابن عدي في الكامل.
- وقال البخاري: (تركوه).
- وقال الخطيب البغدادي: (وهو صاحب عاصم في القراءة وابن امرأته، وكان ينزل معه في دار واحدة، فقرأ عليه القرآن مراراً، وكان المتقدمون يعدّونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به على عاصم).
- وقال الذهبي في معرفة القراء الكبار: (أمّا في القراءة؛ فثقة ثبت ضابط لها بخلاف حاله في الحديث).
- وقال في ميزان الاعتدال: (كان ثبتاً في القراءة، واهياً في الحديث، لأنه كان لا يتقن الحديث، ويُتقن القرآن ويجوده، وإلا فهو في نفسه صادق).

5: خلف بن خليفة الأشجعي(ت:181هـ)
- قال ابن حبان: (كان مولده بالكوفة وانتقل إلى واسط فبقي بها مديدة ثم سكن بغداد إلى أن مات بها سنة إحدى وثمانين ومائة وهو ابن مائة سنة وسنة وقد رأى عمرو بن حريث وهو صغير رؤية لا اعتبار بها في صحبته).
ذكر جماعة من العلماء أنه آخر التابعين موتاً، وأنه قد رأى عمرو بن حريث المخزومي(ت:85هـ) رضي الله عنه، لكن أنكر ذلك سفيان بن عيينة، وقال: (لعله رأى جعفر بن عمرو بن حريث).
- قال زكريا بن يحيى: سمعت خلف بن خليفة يقول: (فرض لي عمر بن عبد العزيز وأنا ابن ثمان سنين) رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب العلل لأبيه، والعقيلي في الضعفاء.
فيكون مولده نحو 92ه، بعد وفاة عمرو بن حريث بنحو سبع سنين.
-وقال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي قال: (رأيت خلف بن خليفة وهو كبير، فوضعه إنسان من يده، فلما وضعه صاح، يعني من الكبر، فقال له إنسان: يا أبا أحمد، حدثكم محارب بن دثار؟ وقص الحديث، فتكلم بكلام خفي، وجعلت لا أفهم فتركته، ولم أكتب عنه شيئاً).
وقال ابن سعد: (كان ثقة، ثم أصابه الفالج قبل أن يموت حتى ضعف وتغير لونه واختلط، ومات ببغداد قبل هُشيم في سنة إحدى وثمانين ومائة، وهو يومئذ ابن تسعين سنة أو نحوها).
وهذا فيه تأكيد على صحة قول سفيان بن عيينة.

6: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي(ت: 182هـ )

صاحب أبي حنيفة، نسبه ابن سعد في الطبقات إلى بجيلة.
نشأ في الكوفة وروى عن: أبي إسحاق الشيباني، وحصين بن عبد الرحمن، وسليمان الأعمش،
وورى عن بعض البصريين، ومنهم: سليمان التيمي، ومطرف بن عبد الله.
وروى عن بعض الحجازيين ومنهم: هشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري.
ثم تفقّه بأبي حنيفة، ولازمه، وتولى القضاء ببغداد إلى أن مات في خلافة هارون الرشيد.
- قال أبو جعفر الطحاوي: حدثنا ابن أبي عمران، قال: حدثنا بشر بن الوليد، قال: سمعت أبا يوسف، يقول: سألني الأعمش عن مسألة فأجبته فيها، فقال لي: من أين قلت هذا؟ فقلت: لحديثك الذي حدثتناه أنت، ثم ذكرت له الحديث.
فقال لي: (يا يعقوب، إني لأحفظ هذا الحديث قبل أن يجتمع أبواك فما عرفت تأويله حتى الآن). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو خازم عبد الحميد بن عبد العزيز، عن بكر العمي، عن هلال بن يحيى، قال: (كان أبو يوسف يحفظ التفسير والمغازي وأيام العرب، وكان أقلَّ علومه الفقه).
- قال طلحة بن محمد بن جعفر: (أبو يوسف مشهور الأمر، ظاهر الفضل، وهو صاحب أبي حنيفة، وأفقه أهل عصره، لم يتقدمه أحد في زمانه، وكان النهاية في العلم والحكم، والرياسة والقدر، وأول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة، وأملى المسائل ونشرها، وبث علم أبي حنيفة في أقطار الأرض). رواه الخطيب البغدادي.
طبعت له كتب منها: كتاب الآثار، وكتاب الخراج، وكتاب الرد على سير الأوزاعي، وكتاب اختلاف أبي حنيفة وابن أبي ليلى.

7: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري(ت:183هـ)

أبو إسحاق، تقدّمت ترجمته في أهل المدينة، وكان ثقة كثير الحديث، وهو من أثبت الرواة في ابن إسحاق، نشأ بالمدينة وقضى فيها شطراً من عمره، ثمّ انتقل إلى بغداد، وولي بيت المال لهارون الرشيد، ومات بها.
روى عن: أبيه، وابن شهاب الزهري، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وغيرهم.
وروى عنه: ابناه يعقوب وسعد، وشعبة بن الحجاج، والليث بن سعد، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وأبو داوود الطيالسي، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وغيرهم.
- قال الخطيب البغدادي: (كان قد نزل بغداد، وأقام بها إلى حين وفاته، ولم يزل ببغداد من عقبه جماعة يروون العلم حتى انقرضوا بأخرة).

8: محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني(ت: 189هـ)

مولى بني شيبان، وهو صاحب أبي حنيفة ومالك، ولد سنة 132هـ، ونشأ بالكوفة، وسمع من مسعر بن كدام، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، والأوزاعي وابن جريج، وغيرهم.
ولزم أبا حنيفة مدّة وتفقّه به، ثمّ ارتحل إلى المدينة فسمع من الإمام مالك، وروى عنه الموطأ، وجالس الشافعيّ وكان بينهما صحبة ومودّة، ثم رجع إلى بغداد فنزلها، ثم خرج مع هارون الرشيد إلى الرّقّة فولاه قضاءها، ثم عزله فرجع إلى بغداد، وكانت له بها حظوة من إقبال طلاب العلم فسمعوا منه الحديث، وتعلّموا منه الفقه.

9: علي بن حمزة الكسائي(ت:189هـ)

أحد القرّاء السبعة، كان من أهل الكوفة، واستوطن بغداد، وكان معلّماً لهارون الرشيد، ثم الأمين من بعده.
قرأ على حمزة الزيات، وكان يقرئ بقراءته في بغداد، ثم اختار لنفسه قراءة فأقرأ بها الناس، واشتهرت عنه.
ذكر أنه طلب النحو على كبر للحن وقع فيه، وأخذ عليه؛ فانتقل إلى البصرة وأخذ عن الخليل ثم ارتحل إلى بوادي العرب، وأخذ من فصاحتهم وأدبهم، وكتب كثيراً من أخبارهم وأشعارهم ولغاتهم، وأعمل القياس والنظر في مسائل النحو حتى تبحّر فيه وتمكّن.
- قال علي بن عبد الله الخياط: حدثنا عبد الرحيم بن موسى، قال: قلت للكسائي: لم سميت الكسائي؟
قال: (لأني أحرمت في كساء). رواه الخطيب البغدادي.
- قال حرملة بن يحيى التجيبي: سمعت محمد بن إدريس الشافعي، يقول: (من أراد أن يتبحر في النحو، فهو عيال على الكسائي). رواه الخطيب البغدادي.
طبع له كتاب "متشابه القرآن" ، وكتاب "ما تلحن فيه العامة"، وله كتب لم تطبع منها: "معاني القرآن"، و"الآثار في القراءات".

10: عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري(ت: 177هـ)

انتقل إلى بغداد من المدينة، وولاه هارون الرشيد قضاء العسكر ببغداد، وبقي بها أياماً ثمّ توفي، لم يطل مكثه في القضاء.
- قال سريج بن النعمان: (عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم المدني الأنصاري من بني النجار، قدم علينا بغداد، فأقام بها، وكتبنا عنه المغازي عن عمه عبد الله بن أبي بكر، وكان هارون ولاه القضاء ببغداد عسكر المهدي، وكان عبد الملك يكنى أبا طاهر، ومات عبد الملك ببغداد في زمن هارون في سنة سبع وسبعين ومئة).
قال سريج: (وحضرت جنازته). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال طلحة بن محمد بن جعفر: (استقضى الرشيد عبد الملك محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أياما ومات، فصلى عليه هارون الرشيد، ودفن في مقابر العباسة بنت المهدي). رواه الخطيب البغدادي.

11: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي(ت:193هـ)

ابن علية، تقدّمت ترجمته في أهل البصرة.
- قال ابن سعد: (كان ثقة ثبتا في الحديث حجة، وقد ولي صدقات البصرة، وولى ببغداد المظالم في آخر خلافة هارون، ونزل هو وولده بغداد واشترى بها دارا، وتوفي ببغداد).
- وقال الخطيب البغدادي: (ولي ابن علية المظالم ببغداد في أيام هارون الرشيد، وحدث بها إلى أن توفي).


12: علي بن المبارك الأحمر(ت:194هـ)
مؤدب الأمين، كان من كبار النحاة ببغداد، أخذ النحو عن الكسائي، وبرع في شواهده ومقاييسه، وهو الذي ناظر سيبويه في بغداد.
وأخذ عنه: الفراء، وأبو مسحل الأعرابي، وسلمة بن عاصم، وغيرهم.
- قال أبو بكر ابن الأنباري: (كان أبو مِسْحَل يَرْوي عن عليِّ بن المبارك الأحمر أربعين ألف بيت شاهد في النحو).
- وقال ثعلب: (ما ندمت على شيء كندمي على ترك سماع الأبيات التي كان يرويها أبو مسحل عن علي بن المبارك الأحمر). ذكرهما أبو بكر الزبيدي في طبقات النحويين.

- وقال أبو منصور الأزهري: ( كان مقدما على الفراء في حياة الكسائي لجودة قريحته وتقدمه في علل النحو ومقاييسه. وأسرع إليه الموت).

13: البهلول بن حسان بن سنان الأنباري(ت:204هـ)

روى عن: شيبان بن عبد الرحمن التميمي، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عروبة، وورقاء بن عمر اليشكري، وأبي شيبة القاضي، وابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
- قال البهلول بن إسحاق بن البهلول: (كان جدي البهلول بن حسان قد طلب الأخبار واللغة والشعر وأيام الناس وعلوم العرب، فعلم من ذلك شيئا كثيرا، وروى منه رواية واسعة، ثم طلب الحديث والفقه والتفسير والسير وأكثر من ذلك، ثم تزهد إلى أن مات بالأنبار في سنة أربع ومائتين). رواه الخطيب البغدادي.

14: حجاج بن محمد المصّيصي(ت:206هـ)

ويقال له: الأعور، وهو مولى سليمان بن مجالد مولى أبي جعفر المنصور، وهو ثقة ثبت، روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري، ويونس بن أبي إسحاق، وحريز بن عثمان وابن جريج، وابن أبي ذئب، وشعبة بن الحجاج، وحمزة الزيات، والليث بن سعد، وأبي معشر المدني، وغيرهم.
وروى عنه: سنيد بن داوود، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وغيرهم.
وهو راوي تفسير ابن جريج المشهور كتب عنه حديثاً كثيراً، وكان صحيح الكتاب، وذكر الخطيب البغدادي أن يحيى بن معين كتب عنه خمسين ألف حديث.
كان من أهل بغداد ثم نزل المصيصة في الثغر سنتين، ثم رجع إلى بغداد لحاجة له فلم يزل بها إلى أن مات.
- قال البخاري: (أصله ترمذي).
- قال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثني أبي قال: حدثنا حجاج بن محمد قال: (رأيت يحيى بن سعيد يعني الأنصاري يقضي في داره، ويقضي في المسجد، ورأيت بن أبي ليلى يقضي في المسجد، ورأيت عثمان بن عمر يعني التيمي يقضي في داره).
- وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله [أحمد بن حنبل] ذكر حجاج بن محمد، فقال: كان مرة يقول: حدثنا ابن جريج، وإنما قرأ على ابن جريج ثم ترك ذلك فكان يقول: قال ابن جريج، وكان صحيح الأخذ.
وقال أبو عبد الله: (الكتب كلها قرأها على ابن جريج، إلا كتاب التفسير، فإنه سمعه إملاء من ابن جريج، ولم يكن مع ابن جريج كتاب التفسير فأملاه عليه).
- وقال أبو مسلم المستملي: خرج حجاج الأعور من بغداد إلى الثغر في سنة تسعين ومائة، وسألته في درب الحجارة وهو في السفينة، فقلت: يا أبا محمد هذا التفسير سمعته من ابن جريج؟
فرأيت عينه قد انقلبت، فقال: (سمعت التفسير من ابن جريج، وهذه الأحاديث الطوال، وكلّ شيء قلت: حدثنا ابن جريج؛ فقد سمعته). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو بكر الأثرم: قال أبو عبد الله: ما كان أضبط حجاج يعني ابن محمد، وأصح حديثه، وأشد تعاهده للحروف، ورفع أمره جداً.
فقلت له: كان صاحب عربية؟ فقال: نعم). رواه ابن أبي حاتم والخطيب البغدادي.
- قال ابن سعد: (الحجاج بن محمد الأعور ويكنى أبا محمد، مولى سليمان بن مجالد مولى أبي جعفر المنصور، ولم يزل ببغداد من أهلها، ثم تحول إلى المصيصة بولده وعياله، فأقام بها سنتين، ثم قدم بغداد في حاجة، فلم يزل بها حتى مات بها في شهر ربيع الأول سنة ست ومائتين، وكان ثقة صدوقا إن شاء الله، وكان قد تغير في آخر عمره حين رجع إلى بغداد).

15: أبو كامل مظفر بن مدرك البغدادي(ت:207هـ)

الحافظ المحدّث، معلّم يحيى بن معين الذي علّمه صنعة الحديث، وشيخ الإمام أحمد.
روى عن: حماد بن سلمة، ومهدي بن ميمون، وعبد العزيز الماجشون، والليث بن سعد الفهمي، وإبراهيم بن سعد الزهري، وزهير بن معاوية، وشيبان النحوي، وغيرهم.
- قال العباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: «أبو كامل صاحبنا مظفر بن مدرك، كان من الأبناء من أهل خراسان». رواه أبو بشر الدولابي.
- قال عبد الله بن الإمام أحمد: قال أبي: (سمعت أبا كامل مظفر بن مدرك مذ نحو أربعين سنة).
قال: (وكان له وقار وهيئة، وكان من أصحاب الحديث، يقول: أثبت الناس في إبراهيم منصور).
- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت يحيى بن معين وذكر أبا كامل، فقال: (كنت آخذ منه ذلك الشأن، وكان أبو كامل بغدادياً من الأبناء).
- وقال عنه أيضاً: (كان رجلاً صالحاً، وقلَّ من يشبهه). رواه ابن عدي.
- قال الخطيب البغدادي: وقال يحيى بن معين: (كنت آخذ عنه هذه الصنعة، يعني: صنعة الحديث، ومعرفة الرجال).
- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل أيضاً: قال أبي: (كان أبو كامل، يعني: مظفر بن مدرك، من أصحاب الحديث، لما قدم شريك، قالوا: لا نرضى أحدا يسأله غير أبي كامل، وكان يعد يومئذ من أهل الفضل، وكان ابن مهدي يقول: أيش يقول أبو كامل في حديث من حديث إبراهيم بن سعد).
- قال أبو يعلى الموصلي: سمعت أبا خيثمة، يقول: (ما كان أبو كامل المظفر بن المدرك عندنا بدون وكيع عند الكوفيين، وعبد الرحمن عند البصريين). رواه الخطيب البغدادي.
- قال ابن سعد: (أبو كامل مظفر بن مدرك وكان من أبناء أهل خراسان، وكان ثقة، روى عن حماد بن سلمة وغيره).
- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: (كان أصحاب الحديث ببغداد: أبو كامل، وأبو سلمة الخزاعي، والهيثم يعني ابن جميل، وكان الهيثم أحفظ الثلاثة، وكان أبو كامل أتقن للحديث منهم).
- وقال أبو طالب عن الإمام أحمد قال: (كان أبو كامل بصيراً بالحديث متقناً يشبه الناس، لا يتكلم إلا أن يسأل؛ فيجيب أو يسكت، له عقل سديد). ذكره أبو بكر الخلال في العلل، والخطيب البغدادي.
وقوله: (يشبه الناس) هكذا في الأصل وردت هكذا في كثير من الكتب التي نقلت عنهما والظنّ أنها مصحّفة، وبعض المحققين كتبها (متقناً لشبه الناس) ولا يستقيم أيضاً، ولعلّ الصواب: (قلّ من يشبهه من الناس) كما في رواية عبد الله بن الإمام أحمد.

16: يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمي الفراء(ت:207هـ)
مولى بني أسد، وشيخ نحاة الكوفة، ولد نحو سنة 144هـ، ونشأ بالكوفة وأخذ عن علمائها، وغلبت عليه العناية بالعربية حتى تصدّر فيها، وانتقل إلى بغداد، وأملى فيها الكتاب، وكثر رواتها عنه.
ولا أعلم له رواية عن أحد من التابعين، لكنه عاصر أتباع التابعين، ومات قبل بعضهم.
روى عن: قيس بن الربيع، وأبي بكر بن عياش، وغيرهم.
وأخذ النحو عن أبي الحسن الكسائي، ويونس بن حبيب،
وروى عنه: سلمة بن عاصم، ومحمد بن الجهم السمّري، وغيرهما.
- قال أبو منصور الأزهري في ترجمة أبي الحسن الكسائي في مقدمة تهذيب اللغة: (وعنه أخذ أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء النحو والقراءات والغريب والمعاني، فتقدم جميع تلامذته الذين أخذوا عنه، إلا علي بن المبارك الأحمر، فإنه كان مقدماً على الفرّاء في حياة الكسائي لجودة قريحته وتقدمه في علل النحو ومقاييسه، وأسرع إليه الموت فيما ذكر أبو محمد سلمة بن عاصم، وبقي الفراء بعده بقاء طويلا فبرز على جميع من كان في عصره).
- وقال أبو منصور الأزهري أيضاً: (صنف كتباً حساناً أملاها ببغداد عن ظهر قلبه).
- قال محمد بن الجهم السمَّري في مقدمة روايته لكتاب معاني القرآن للفراء: (هذا كتاب فيه معاني القرآن، أملاه علينا أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء يرحمه الله عن حفظه من غير نسخة، في مجالسه أوّل النهار من أيام الثلاثاوات والجُمع في شهر رمضان وما بعده من سنة اثنتين، وفي شهور سنة ثلاث وشهور من سنة أربع ومائتين).
له كتب مطبوعة، منها: كتاب "معاني القرآن"، وهو أجلّ كتبه وأشهرها، وكتاب "لغات القرآن"، و"المقصور والممدود"، و"المذكر والمؤنث"، و"الأيام والليالي" ، وله كتب أخرى لم تطبع، ذُكر منها: كتاب "اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف"، وكتاب المصادر في القرآن، والجمع والتثنية في القرآن، وكتاب الوقف والابتداء، وكتاب الحدود، وكتابان في مشكل اللغة كبير وصغير، وكتاب فعل وأفعل، ويافع ويفعة، وكتاب الواو، وكتاب ملازم، وغيرها.
ذكر أبو منصور الأزهري وابن النديم وياقوت الحموي بعض هذه الكتاب.


17: يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري: (ت: 208هـ)

روى عن أبيه، ومحمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري، وعن شعبة بن الحجاج، والليث بن سعد، وعاصم بن محمد العمري، وغيرهم.
روى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ويعقوب بن شيبة، وغيرهم.
- قال أحمد بن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن يعقوب بن إبراهيم سمع المغازي من أبيه وعرضها؟
قال: (أحسن حالاته أن يكون عرضها؛ لأن العرض والسماع عندهم واحد). رواه الخطيب البغدادي.
- قال ابن سعد: (يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، ويكنى أبا يوسف، وكان ثقة مأموناً، وكان يروي عن أبيه المغازي وغيرها، وسمع منه البغداديون، وكان يقدم على أخيه في الفضل والورع والحديث، ولم يزل ببغداد، ثم خرج إلى الحسن بن سهل وهو بفم الصلح؛ فلم يزل معه حتى توفي هناك في شوال سنة ثمان ومائتين، وكان أصغر من أخيه سعد بأربع سنين).

18: أبو سلمة منصور بن سلمة بن عبد العزيز الخزاعي(ت: 209هـ)

روى عن: عبد العزيز الماجشون، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وشريك بن عبد الله النخعي، وغيرهم.
وروى عنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وغيرهم.
- قال أبو طالب عن الإمام أحمد: (أبو سلمة الخزاعي كان من أبصر الناس بأيام الناس لا تسأله عن أحد إلا جاءك بمعرفته وكان يتفقه).
- وقال أبو الحسن الدارقطني: (أبو سلمة الخزاعي أحد الثقات الحفاظ الرفعاء الذين كانوا يُسألون عن الرجال، ويؤخذ بقوله فيهم، أخذ عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهما علم ذلك). رواه الخطيب البغدادي.

19: أبو عمرو إسحاق بن مِرَار الشيباني (ت:210هـ)
من علماء اللغة المعمّرين، نشأ بالكوفة، وأخذ عن علمائها وعلماء البصرة منهم أبو عمرو بن العلاء وطبقته.
وقد أدرك جماعة من التابعين لكن حديثه قليل، ولا أعلم له رواية عن أحد من التابعين، وأكثر ما يروى عنه في اللغة.
روى عن ركن بن عبد الله الشامي، وهو ضعيف.
وروى عنه: ابنه عمرو، وأحمد بن حنبل، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن حبيب، وسلمة بن عاصم، ويعقوب بن السكيت، وأبو سعيد الضرير، وغيرهم.
- قال عزّ الدين ابن الأثير: (مِرَارٌ بكسر الميم وبراءين مخفَّفتين).
- وقال أبو منصور الأزهري: (كان يقال له: أبو عمرو الأحمر، جاور بني شيبان بالكوفة فنسب إليهم، ثم قدم بغداد، وسمع منه أبو عبيد، وروى عنه الكثير ووثقه).
- وقال أبو منصور الأزهري في مقدمة "تهذيب اللغة": (كان قرأ دواوين الشعر على المفضّل الضبي، وسمعها منه أبو حسان، وابنه عمرو بن أبي عمرو، وكان الغالب عليه النوادر وحفظ الغريب وأراجيز العرب، وله كتاب كبير في "النوادر" قد سمعه أبو العباس أحمد بن يحيى من ابنه عمرو عنه، وسمع أبو إسحاق الحربي هذا الكتاب أيضا من عمرو بن أبي عمرو، وسمعت أبا الفضل المنذري يروي عن أبي إسحاق عن عمرو بن أبي عمرو جملة من الكتاب، وأودع أبو عمر الورّاق كتابه أكثر نوادره. رواها عن أحمد بن يحيى عن عمرو عن أبيه).
- وقال الخطيب البغدادي: (كان من أعلم الناس باللغة، موثقاً فيما يحكيه، وجمع أشعار العرب ودونها، فحكى عن عمرو بن أبي عمرو، قال: لما جمع أبي أشعار العرب كانت نيفا وثمانين قبيلة، فكان كلما عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس كتب مصحفا وجعله في مسجد الكوفة، حتى كتب نيفا وثمانين مصحفا بخطه).
من أهل الكوفة نزل بغداد وحدّث بها .
- وقال الأصمعي، عن يونس بن حبيب، قال: دخلت على أبي عمرو الشيباني وبين يديه قمطر فيه أَمْناء من الكتب يسيرة، فقلت له: أيها الشيخ هذا جميع علمك؟
فتبسم إليَّ، وقال: (إنه من صدق كثير). رواه الخطيب البغدادي.
- قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب العلل لأبيه: قال أبي: سألت أبا عمرو الشيباني عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أخنع اسم عند الله جل وعز رجلٌ تسمّى بملك الأملاك))؛ فقال: (أخنع: أوضع اسم).
وقد علّقه مسلم في صحيحه عن أحمد بن حنبل.
- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (كان أبي يلزم مجالسَ أبي عمرو ويكتب أماليه).
- وقال أبو العباس ثعلب: (كان مع أبي عمرو الشيباني من العلم والسماع عشرة أضعاف ما كان مع أبي عبيدة، ولم يكن من أهل البصرة مثل أبي عبيدة في السماع والعلم).
- وقال عثمان بن أحمد الدقاق: حدثنا حنبل [بن إسحاق] قال: (مات أبو عمرو الشيباني النحوي إسحاق بن مرار سنة عشر ومائتين، يوم الشعانين، وقد كتب عنه أبو عبد الله، حدّث عن ركن عن مكحول أحاديث). رواه أبو الحسن الدارقطني في المؤتلف والمختلف، والخطيب البغدادي في تاريخه.
طبع له كتاب الجيم، وذكر له كتب لم تطبع فيما أعلم منها: كتاب النوادر، وكتاب أشعار القبائل، وكتاب الخيل، وكتاب اللغات، وكتاب غريب الحديث.

وقد اتّفقوا على أنّه عمّر طويلاً، لكن اختلفوا في عمره:
- فذكر الخطيب البغدادي عن أبي العباس ثعلب أنه قال: (أناف على التسعين).
- وقال أبو منصور الأزهري: (وكان أبو عمرو عمر عمرا طويلا، نيف على المائة).
- وذكر السيوطي في إنباه الرواة عن يعقوب بن السكيت(ت:244هـ) أنه قال: (مات أبو عمرو الشيبانىّ، وله مائة سنة وثماني عشرة سنة، وكان يكتب بيده إلى أن مات).
وقيل غير ذلك.
وذكر السيوطي عن القاضي أحمد بن كامل وهو ابن شجرة أنه توفي سنة 213هـ.

20: أبو سهل الهيثم بن جميل البغدادي(ت: 213هـ)
أصله من خراسان، وسكن بغداد مدة ، ثم انتقل إلى أنطاكية في آخر حياته ومات بها.
روى عن: عبد الله بن عمر العمري، وحماد بن سلمة، وجرير بن حازم، وشريك بن عبد الله، ومالك بن أنس، وزهير بن معاوية، وأبي عوانة اليشكري، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
وروى عنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي، وسفيان بن محمد المصيصي، وغيرهم.
- وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل: (لم يكن ببغداد من أصحاب الحديث، ولا يحملون عن كل إنسان، ولهم بصر بالحديث والرجال، ولم يكتبوا إلا عن الثقات، ولا يكتبون عمن لا يرضونه إلا: أبو سلمة الخزاعي، والهيثم بن جميل، وأبو كامل وكان أبو كامل بصيرا بالحديث متقنا يشبه الناس لا يتكلم إلا أن يسأل فيجيب أو يسكت له عقل سديد، والهيثم كان أحفظهم وأبو سلمة الخزاعي كان من أبصر الناس بأيام الناس لا تسأله عن أحد إلا جاءك بمعرفته وكان يتفقه). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال ابن سعد: سمعت موسى بن داود، يقول: (أفلس الهيثم بن جميل في طلب الحديث مرتين، وكان من أهل بغداد، تحول فنزل أنطاكية حتى مات بها).
- وقال أبو الحسن العجلي: (الهيثم بن جميل ثقة صاحب سنة بغدادي سكن أنطاكية).
- وقال سفيان المصيصي: شهدت الهيثم بن جميل وهو يموت وقد سجي نحو القبلة، قال: (فقامت جاريته تغمز رجله، فقال: اغمزيها فإنه يعلم أنه ما مشتا إلى حرام قط). رواه الخطيب البغدادي.

21: أبو نعيم الفضل بن دكين بن حماد التيمي(ت:219هـ)

مولى آل طلحة بن عبيد الله التيمي.
روى عن الأعمش، وزكريا بن أبي زائدة، ومسعد بن كدام، وجعفر بن برقان، وغيرهم.
وروى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، ومحمد بن يحيى الذهلي، والبخاري، ومسلم، والدارمي، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم الرازي، وغيرهم كثير.
كان من كبار أهل الحديث المتثبّتين في بغداد، كان يتحرّى الصدق، ويحفظ حديثه، اختبره يحيى بن معين فوجده حافظاً ضابطاً لا يقبل التلقين.
امتحن في زمن المعتصم في القول بخلق القرآن؛ وكان شيخا كبيرا قد قارب التسعين؛ فأدخل على الوالي مع جماعة من أهل الحديث منهم أحمد بن يونس وابن أبي حنيفة؛ فامتحنه الوالي: فقال أبو نعيم: (أدركتُ الكوفةَ وبها أكثر من سبعمائة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله).
وفي رواية: (فما رأيت خلقاً يقول بهذه المقالة -يعني بخلق القرآن- ولا تكلّم أحدٌ بهذه المقالة إلا رُميَ بالزندقة).
ثم قطع زراً من قميصه وقال: (عنقي أهون علي من زري هذا).
فقام إليه أحمد بن يونس، فقبل رأسه، وكان بينهما شحناء، وقال جزاك الله من شيخ خيراً.
ثم إنه اعتلّ بعلّة شديدة، وطعن في عنقه وأصابه (ورشكين) وهو كسر في الصدر، ومات بعد ذلك بيوم، وذلك في يوم الشك من رمضان سنة 219 هـ.
- قال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: (شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقى من الناس في أمرهما ما الله به عليم. قاما لله بأمر لم يقم به كبير أحد: عفان، وأبو نعيم).
- وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت يحيى بن معين يقول: (ما رأيت أثبت من رجلين: أبو نعيم، وعفان).
- وقال يعقوب بن سفيان: (أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان).
- وقال عبدوس بن كامل: (كنا عند أبي نعيم الفضل بن دكين في شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائتين يوماً بالكوفة؛ فجاءه ابن المحاضر بن المورع؛ فقال له أبو نعيم: إني رأيت أباك البارحة في النوم وكأنه أعطاني درهمين ونصفاً فما تؤولون هذا؟
فقلنا: خيرا رأيت.
قال: أما أنا فقد أولتها أني أعيش يومين ونصفاً، أو شهرين ونصفاً، أو سنتين ونصفاً، ثم ألحق بالعصبة؛ فتوفي بالكوفة ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة تسع عشرة ومائتين وذلك بعد هذه الرؤيا بثلاثين شهرا تامة).
رواه ابن سعد.

22: عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي الصفار(ت:220هـ)
الحافظ الكبير، ولد سنة 135هـ تقريباً، ونشأ بالبصرة، وسمع من علمائها وعلماء الكوفة ثم نزل بغداد.
روى عن: أبان بن يزيد العطار، وإسماعيل بن علية، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وهشام الدستوائي، وهمام بن يحيى، ووهيب بن خالد، ويزيد بن زريع، ويحيى بن سعيد القطان، وغيرهم.
روى عنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وعلي بن المدينين ومحمد بن إسماعيل البخاري، وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن صالح المصري، والحارث بن أبي أسامة، وعبد بن حميد، ويعقوب بن شيبة، وغيرهم كثير.
- قال ابن حبان: (كنيته أبو عثمان مولى زيد بن ثابت الأنصاري).
- وقال الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: (ما أبالي إذا وافقني عفّان من خالفني). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال الحسن بن محمد الزعفراني أيضاً: قلتُ لأحمد بن حنبل: من تابع عفانَ على حديث كذا وكذا؟
فقال: (وعفان يحتاج إلى أن يتابعه أحد؟!! أو كما قال). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو الحسن العجلي: (عفان بن مسلم الصفار يكنى أبا عثمان، بصري، ثبت، صاحب سنة).
- وقال أبو حاتم الرازي: (ثقة متقن متين).
- وقال ابن سعد: (كان ثقة كثير الحديث، صحيح الكتاب).
- وقال أبو الحسن العجلي: (كان على مسائل معاذ بن معاذ، فجُعل له عشرة آلاف دينار على أن يقف عن تعديل رجلٍ فلا يقول: عدل ولا غير عدل، قالوا له: قف، لا تقل فيه شيئًا، فأبى، فقال: لا أبطل حقًّا من الحقوق).

وهذا من فقهه رحمه الله؛ فإنه لو وقف لتغيّر الحكم بما يسبب ظلماً لأحد المتخاصمين، وفي مسند الإمام أحمد، والأدب المفرد للبخاري وسنن أبي داود من حديث وقاص بن ربيعة، عن المستورد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أكل بمسلم أكلة؛ فإن الله يطعمه مثلها من جهنم)).

وكان عفان أوّل من امتحن في فتنة القول بخلق القرآن؛ فثبت، فأوذي وقطع عنه ما كان يجري له من بيت المال لفقره، وكان كثير العيال كبير السنّ له أربعة وثمانون سنة حين امتحن، فثبت حتى توفي رحمه الله.
وكان يُجرى عليه ألف درهم كلّ شهر، نصفها من قبل الخليفة، ونصفها من قبل والي بغداد إسحاق بن إبراهيم المصعبي؛ فلما امتحن في القول بخلق القرآن ولم يجب قطع عنه ذلك كله.
- قال حنبل بن إسحاق الشيباني: (كان أوّل من امتُحن من الناس عفان؛ فسأله يحيى بن معين من الغد بعدما امتحن، وأبو عبد الله حاضر ونحن معه، فقال له يحيى: يا أبا عثمان أخبرنا بما قال لك إسحاق بن إبراهيم وما رددت عليه.
فقال عفان ليحيى: يا أبا زكريا لم أسوّد وجهك ولا وجوه أصحابك، يعني بذلك إني لم أجب.
فقال له: فكيف كان؟
قال: دعاني إسحاق بن إبراهيم، فلما دخلتُ عليه قرأ عليَّ الكتاب الذي كتب به المأمون من أرض الجزيرة من الرقة فإذا فيه: امتحن عفان وادعه إلى أن يقول القرآن كذا وكذا، فإن قال ذلك فأقرَّه على أمره، وإن لم يجبك إلى ما كتبت به إليك فاقطع عنه الذي يجرى عليه.
قال: وكان المأمون يجري على عفان خمس مئة درهم كل شهر.
قال عفان: فلما قرأ الكتاب عليَّ قال لي إسحاق بن إبراهيم: ما تقول؟
قال عفان: فقرأت عليه {قل هو الله أحد الله الصمد} حتى ختمتها.
فقلت: أمخلوق هذا؟!!
قال إسحاق بن إبراهيم: يا شيخ إنّ أمير المؤمنين يقول إنك إن لم تجبه إلى الذي يدعوك إليه يقطع عنك ما يجري عليك، وإن قطع عنك أمير المؤمنين قطعنا عنك نحن أيضا.
فقلت له: يقول الله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}
قال: فسكت عني إسحاق وانصرفت.
قال حنبل: (فسرَّ بذلك أبو عبد الله ويحيى ومن حضر من أصحابنا). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال إبراهيم بن الحسين بن ديزيل: (لما دعي عفان للمحنة كنت آخذا بلجام حماره، فلما حضر عرض عليه القول، فامتنع أن يجيب، فقيل له: يحبس عطاؤك
قال: وكان يعطى في كل شهر ألف درهم؛ فقال: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}
قال: فلمّا رجع إلى داره عذله نساؤه ومَن في داره.
قال: وكان في داره نحو أربعين إنسانا.
قال: فدقّ عليه داقٌّ البابَ فدخل عليه رجل شبهته بسمّان أو زيّات ومعه كيس فيه ألف درهم؛ فقال: يا أبا عثمان ثبّتك الله كما ثبّت الدين، وهذا في كل شهر). رواه الخطيب البغدادي.
- قال ابن سعد: (كان من أهل البصرة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى توفي سنة عشرين ومائتين).
- وقال ابن حبان: (مات سنة عشرين ومائتين ببغداد، يوم الخميس، إحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الآخر).

طبقة تبع الأتباع
ثم كان في بغداد جماعة من الأئمة من طبقة تبع الأتباع منهم:
1: أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي(ت:224هـ)
2: ومحمد بن سعد بن منيع البغدادي(ت:230هـ)
3: ويحيى بن معين بن عون الغطفاني(ت: 233هـ)
4: وأبو خيثمة زهير بن حرب بن شداد النسائي(ت:234هـ)
5: وأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني(ت:241هـ).
6: والحسن بن حماد الحضرمي(ت:241هـ) الملقب بسجادة
7: ويعقوب بن إسحاق بن السكيت(ت:244هـ)
8: وأحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي(ت:246هـ) نسبة إلى عمل القلانس الطويلة الدورقية.
9: ويعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي(ت:252هـ)
10: ويعقوب بن شيبة بن الصلت السدوسي(ت:262هـ)


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir