دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 شوال 1441هـ/1-06-2020م, 07:01 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عقيلة زيان مشاهدة المشاركة
* التطبيق الثاني من تطبيقات مهارات التخريج
*******************
المراد بلغو اليمين
في ذلك أقوال:
القول الأول...ما يسبق به اللسان من غير قصد وعقد قلبوهو قول [رواية عن] عائشة ، وابن عباس وجاهد وعطاء وعكرمة و أبي صالح والشعبي ووكيع
وهو كأن يقول الرجل : لا والله ، وبلى والله .
أو كقوله الرجل
"والله لتأكلن، والله لتشربن".
-قال مجاهد : قال: هما الرجلان يتساومان بالشيء، فيقول أحدهما:"والله لا أشتريه منك بكذا"، ويقول الآخر:"والله لا أبيعك بكذا وكذا".
قال ابراهيم النخعي :أن يصل الرجل كلامه بالحلف:"والله ليأكلن، والله ليشربن" ونحو هذا، لا يتعمد به اليمين، ولا يريد به حلفًا. ليس عليه كفارة.
قال الثعلبي:." ما يسبق به لسان الإنسان من الأيمان على سرعة وعجلة ليصل به كلامه من غير عقد ولا قصد.. .."

تخريج قول عائشة: رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
بهذه الصيغة رواه بن جرير ..من طريق ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة به
[يكتفى بالراوي عن مخرج الأثر عند اختلاف اللفظ، وهو هنا " هشام"، ومخرج الأثر عروة]
والحديث مروي بطرق عدة بعبارات متقاربة
رواه الإمام مالك في الموطأ وعبد الرزاق في تفسيره البخاري في صحيحه وسعيد بن منصور في تفسيره وابن جرير و ابن أبي حاتم وابن أبي زمين في تفسيره و البيهقي في السنن الكبرى ...و رواه ابن المنذر كما في [الدر المنثور] عند السيوطي
توجيه القول
1-قوله تعالى : { وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } وكسب القلب : عقده ، وقصده . فدل ذلك أن لغو الأيمان ما كان عن غير قصد وعقد قلب من مثل والله كلا والله بلى
2- الحديث المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم:
ما رواه أَبُو دَاوُد وَابْن جرير وَابْن حبَان وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عَطاء بن أبي رَبَاح أَنه سُئِلَ عَن اللَّغْو فِي الْيَمين فَقَالَ: قَالَت عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: هُوَ كَلَام الرجل فِي يَمِينه كلا وَالله وبلى وَالله.
[أكثر الطرق عن عطاء، الكلام موقوف على عائشة، وهنا قلتِ برفعه، فنذكر الرواة عن عطاء في هذه الحالة لنتبين من أي طريق جاء الرفع وهل يصح أو لا]
وأيضا ما رواه ابن جرير من طريق عوف الأعرابي ، عن الحسن بن أبي الحسن قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم ينضلون يعني يرمون ، ومع النبي صلى الله عليه وسلم رجل من أصحابه ، فرمى رجل من القوم ، فقال أصاب والله ، أخطأت والله ، فقال الذي مع النبي صلى الله عليه وسلم : حنث الرجل يا رسول الله ، فقال : " كَلاَّ أَيْمَانُ الرمَاةِ لَغُّوٌ وَلاَ كَفَّارَةَ وَلاَ عُقٌوبَةَ " .
-وكذا ما رواه ابن جرير عن عائشة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أيمان اللغو، ما كان في الهزل والمراء والخصومة، والحديث الذي لا يعتمد عليه القلب.

القول الثاني:الخطأ في اليمين وهو كأن يحلف على الشيء يظن أنه كما حلف عليه ، ثم يتبين له غير ذلك و أنه بخلاف الذي حلف.
وهو قول عائشة [رواية عن عائشة، أو أحد قوليها] و أبي هريرة وابن عباس وسليمان بن يسار وسعيد بن جبير ومجاهد والحسن وإبراهيم وزرارة بن أوفى وأبي مالك وعطاء الخراساني وبكر بن عبد الله ، و عكرمة وحبيب بن أبي ثابت والسدي ومكحول ومقاتل وطاووس وقتادة والربيع بن أنس ويحيى بن سعيد وربيعة
قال قتادة: ....لغو اليمين الخطأ غير العمد، أن تحلف على الشيء وأنت ترى أنه كما حلفت عليه، ثم لا يكون كذلك. فهذا لا كفارة عليه ولا مأثم فيه.
وعن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، أنها كانت تتأول هذه الآية يعني قوله : { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } وتقول : هو الشيء يحلف عليه أحدكم ، لا يريد منه إلا الصدق ، فيكون علي غير ما حلف عليه .
القول الثالث:أن يحلف بها صاحبها في حال الغضب على غير عقد قلب ولا عزم ، ولكن صلة للكلام ، وهو قول طاوس .
توجيه القول:
وجه هذا القول ما رواه ابن جرير من طريق يحيى بن أبي كثير، عن طاوس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يمين في غضب"
القول الرابع:..: :حلف الرجل على معصية ، فعل ما نهى الله عنه؛ وترك ما أمر الله بفعله..، وهو قول سعيد بن جبير ، ومسروق ، والشعبي
قال سعيد بن جبير: هو الرجل يحلف على الحرام فلا يؤاخذه الله بتركه
وقد اتفق أصحاب هذا القول أنه لا يفي بيمينه بل هو لغو ؛ لكن اختلفوا في وجوب الكفارة عليه على قولين ؛..فمن قائل أن عليه كفارة ومن قائل أنه لا كفارة عليه
توجيه القول:
وجه هذا القول ..ما رواه ابن جرير في تفسيره والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرىعن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ نَذَرَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ فَلاَ نَذْرَ لَهُ ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى مَعْصِيَةٍ فَلاَ يَمِينَ لَهُ ، وَمَنْ حَلَفَ عَلَى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلاَ يَمِينَ لَهُ " .اهـ
و ما رواه بن جرير عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمينِ قطيعةِ رحم أو معصية لله، فبِرُّه أن يحنَث بها ويرجع عن يمينه. "
القول الخامس:أن اللغو في اليمين ، إذا دعا الحالف على نفسه ، كأن يقول : إن لم أفعل كذا فأعمى الله بصري ، أو قلل من مالي ، أو أنا كافر بالله ، وهو قول زيد بن أسلم .
قال الثعلبي :.. وهذا كله لغو؛ إذا كان باللسان دون القلب، لا يؤاخذه الله بها حتَّى يكون ذلك من قلبه ولو آخذه بها لهلك .
توجيه القول:
وجه هذا القول قوله عز وجل: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} . {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}
القول السادس :. ما حنث فيه الحالف ناسياً ، وهذا قول النخعي .
-قال إبراهيم : " هو الرجل يحلف ألا يفعل الشيء ، ثم ينسى فيفعله ، فيمينه لغو
توجيه القول:
وحجة هذا القول ما رواه رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما . عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه)
القول السابع: اللغو من الأيمان ما كانت فيه كفارة..وهو قول ابن عباس و الضحاك
ومنه أن يحلف الرجل على الشيء فيرى الذي هو خير منه؛ قال ابن عباس : فأمره الله أن يكفر عن يمينه ويفعله ، وأعلمه أنه لا يؤاخذه على ذلك " ...
توجيه القول:
وحجة هذا القول ما رواهالإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من حلف على يمين فرأى غيرَها خيرًا منها، فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه".
وسمي اليمين المكفّر لغواً لأن الكفارة تُسقط منه الإثم ، تقديره : لا يؤاخذكم الله بالإثم في اليمين إذا كفّرتم .
فأصحاب هذا القول قصروا لغو الأيمان بما كان فيه إثم
النقاش:
اللَّغْوُ :: في كلام العرب مصدرُ لَغا يَلْغو ، يقال : لَغا يلغو لَغْواً ، مثل غَزا يغزوا غزواً ولَغِي يَلْغَى لَغَىً مثل لَقِيَ يَلْقَى لَقَىً ،
وقال ابن الأنباري : اللغو عند العرب ما يطرح من الكلام استغناءً عنه ، ويقال : هو ما لا يفهم لفظه .اهـ
وقال ابن جرير في بيان معنى اللغو في كلام العرب : كل كلام كان مذموما وسقطا لا معنى له مهجورا اهـ
ولغو اليمين ورد في القران في موضعين سورة البقرة وسورة المائدة
قال تعالى :"{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ } [البقرة: 225]
وقوله تعالى :{ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ } [المائدة: 89]
ففي سورة البقرة قابل لغو اليمين كسب القلب ، وعقد اليمين فيه ؛ وهو تعمده للشيء ...
وفي سورة المائدة أوجب كفارة اليمين على ما عقد عليه القلب من الأيمان دون اللغو منه...
فيتبين من الآتين أن واللغو في الأيمان ما لم تكن النية منعقدة له ؛وأن القلب لم يقصده إنما جرى في عرض الكلام ، و أنه لا كفارة فيه.. أما ما كان القلب قاصدا له جازما به ؛أو دلت النصوص أن هذا اليمين مما تجب فيه الكفار..فكل ذلك لا يكون ممن لم يؤاخذ بها.
قال ابن جرير :.." كلُّ يمين لزمت صاحبَها بحنثه فيها الكفارةُ في العاجل، أو أوعد الله تعالى ذكره صاحبها العقوبةَ عليها في الآجل، وإن كان وَضَع عنه كفارتها في العاجل - فهي مما كسبته قلوب الحالفين، وتعمدت فيه الإثم نفوس المقسمين. وما عدا ذلك فهو"اللغو".اهـ
وهو ترجيح ابن كثير قال رحمه الله : ...الأيمان اللاغية ، وهي التي لا يقصدها الحالف ، بل تجري على لسانه عادة من غير تعقيد ولا تأكيد واستدل لذلك بما رواه الشيخين عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من حلف فقال في حلفه : واللات والعزى ، فليقل : لا إله إلا الله " فهذا قاله لقوم حديثي عهد بجاهلية ، قد أسلموا وألسنتهم قد ألفت ما كانت عليه من الحلف باللات من غير قصد ، فأمروا أن يتلفظوا بكلمة الإخلاص ، كما تلفظوا بتلك الكلمة من غير قصد ، لتكون هذه بهذه.
والله أعلم
*************************************************************************************
قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه
في معنى" المهيمن " أقوال :
القول الأول: أنه المؤتمن رواه التميمي عن ابن عباس ، وبه قال سعيد بن جبير ، وعكرمة ، وعطاء ، والضحاك .
و المعنى : أن القرآن مؤتمن على ما قبله من الكتب؛ فالهاء في "عليه" ترجع إلى الكتب المتقدمة .
ومعنى أمانة القرآن ما قال ابن جريح : القرآن أمين على ما قبله من الكتب فيما أخبر أهل الكتاب في كتابهم بأمر فإن كان في القرآن فصدّقوا وإلاّ فكذبّوا .. كما عند الثعلبي

تخريج قول قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه

أخرجه سعيد ابن منصور في تفسيره و ابن جرير من عشرة طرق وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس به. وأخرجه الفريابي و عبد بن حميد كما عند السيوطي [في الدر المنثور]

وأخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم بعبارة متقاربة من طريق أبي صالح عن مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَوْلَهُ: {وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} . قَالَ: الْمُهَيْمِنُ الْأَمِينُ , قَالَ: الْقُرْآنُ الْأَمِينُ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ

توجيه القول
أن من معاني الهيمنة الإئتمان
وقال المبرد : " مهيمن " في معنى : " مؤيمن " إلا أن الهاء بدل من الهمزة ، كما قالوا : أرقت الماء ، وهرقت ، وإياك وهياك . اهـ واستحسنه الزَّجَّاج

القول الثاني : أنه الشاهد شهيد ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ،وكذا رواية الوالبي عن ابن عباس هي وبه قال الحسن وقتادة ، والسدي ، ومقاتل .
والمعنى أن القران شهيداً و شاهد على الكتب أنها حق ...فشهادَة القُرْآن على التَّوْرَاة والإنْجيل والزَّبُور حقٌّ وصدقٌ باقيةٌ أبداً.
توجيه:
من لغة العرب ؛ يقال : هيمن فلان على كذا إذا شاهده وحفظه
القول الثالث : أنه المصدق على ما أخبر عن الكتب ، وهذا قول ابن زيد ، وهو قريب من القول الأول .
توجيه:
أن من معاني الهيمنة التصديق؛ وقد سمع ذلك عند العرب ؛ قال حسان:
إن الكتاب مهيمن لنبينا *** والحق يعرفه ذوو الألباب

القول لرابع : أنه الرقيب الحافظ ، ذكر ابن الجوزي أنه قول الخليل .
توجيه
وأصل الهيمنة : الحفظ والارتقاب ، يقال للرجل إذا حفظ الشيء وشَهِدَه : " قد هَيْمَنَ ، يُهَيْمِنُ هَيْمَنَةً "
قال أبو عبيد القاسم بن سلام : يقال : هيمن على الشيء ، إذا حفظه
القول الخامس : : محمد مؤتمن على القرآن وهو رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد
[هذا خارج المسألة التي نبحث عنها وهي معنى الكلمة، ففي كلا القولين المعنى مؤتمن]
توجيه:
وهذا القول له أوجه:
1-أولا:..على تقدير محذوف في الكلام كأنه قال : وجعلناك يا محمد مهيمنا عليه ، فتكون هاء " عليه " راجعة إلى القرآن؛ وهو من الالتفات من الخطاب إلى الغيبة.
وقد استبعد أبو حيان هذا التوجيه..قال.." هو بعيد عن نظم القران." وتبعه في ذلك جماعة من أهل العلم
2-الثاني: ..: .. أن (مهيمنا) ؛ و ( مصدقا) حالين من الكاف في "إليك" التي هي اسم النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو المصدق للكتب المتقدمة ، والمؤتمن على الكتاب ، وهو القرآن
3-ثالثا: أن مجاهد وابن محيصن قرءا ( " وَمُهَيْمَناً ") بفتح الميمِ الثانيةِ على صيغة المفعولٍ أي هُومن عليه وحُوفظ من التغيير والتبديل
فيكون ( وَمُهَيْمِناً ) حالاً من الكاف في ( إِلَيْكَ ) . وعلى قول غيره حال من الكتاب ، مثل : ( مُصَدِّقاً ). والهاء في ( عَلَيْهِ ) –في قول مجاهد- تعود على الكتاب الأول الذي هو القرآن. وعلى قول غيره تعود على الكتاب الثاني الذي هو بمعنى الكتب المتقدمة التي القرآن يصدقها ويشهد عليها بالصحة أنها من عند الله. .
والمعنى على هذه القراءة :أنه مشهودٌ عليه من عِنْد الله تعالى بأنَّه يَصُونُه عن التَّحْرِيف والتَّبْدِيلِ لقوله تعالى : { لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } [ فصلت : 42 ] ، ..
وطعن في هذا المعنى جماعة من أهل العلم.. وسبب ذلك وجود " الواو " في " ومهيمناً " ؛ لأنها عطفٌ على " مُصدِّقاً " ، و " مُصدِّقاً " حالٌ مِنَ " الكِتاب " لا حَالٌ مِنَ " الكَافِ " ؛ إذْ لَوْ كان حالاً مِنْها لكان التركيبُ : " لِمَا بَيْنَ يَدَيْكَ " بالكَافِ .
وقد علق ابن كثير على قول مجاهد بقوله :{... فإنه صحيح في المعنى ، ولكن في تفسير هذا بهذا نظر ، وفي تنزيله عليه من حيث العربية أيضًا نظر ) اهـ

النقاش:
وقد استبعد ابن جرير قول مجاهد بقوله "..وهذا التأويل بعيد من المفهوم في كلام العرب ، بل هو خطأ ، وذلك أن المهيمن عطف على المصدّق ، فلا يكون إلا من صفة ما كان المصدّق صفة له ، ولو كان معنى الكلام ما رُوي عن مجاهد لقيل : وأنزلنا إليك مصدّقا لما بين يديه من الكتاب مهيمنا عليه لأنه متقدّم من صفة الكاف التي في «إليك » ، وليس بعدها شيء يكون مهيمنا عليه عطفا عليه ، وإنما عطف به على المصدّق ، لأنه من صفة «الكتاب » الذي من صفته «المصدّق » .اهـ
وبعد استبعاد قول مجاهد تبقي الأقوال الأخرى كلها متقاربة داخلة في معنى المهيمن
قال ابن كثير:.وهذه الأقوال كلها متقاربة المعنى ، فإن اسم " المهيمن " يتضمن هذا كله ، فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله ، جعل الله هذا الكتاب العظيم ، الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها ، أشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله ، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره ؛ فلهذا جعله شاهدًا وأمينًا وحاكمًا عليها كلها . وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة ، فقال تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ الحجر : 9 ] . وهو ترجيح ابن جرير وغيره واختلاف المفسرين في بيان معنى المهين اختلاف سائغ من باب اختلاف التنوع
******
[حبذا لو فصلتِ ذكر الخلاف في اشتقاق كلمة مهيمن، في دراستك، وبيان أنه جاء على الأصل وليس مبدل من غيره، ثم بيان أن الهيمنة من الحفظ والارتقاب فكل ما ذكر في معناها هو بعض معناها ]
{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)} [الذاريات: 21]
فيه أقوال :
القول الأول: أنه سبيل الخلاء والبول ، قاله علي بن أبي طالب وعبد الله ابن الزبير ومجاهد .
والمعنى أن في خلق ذلك وتدبير وتيسيره عبرة لمن اعتبر
ولا يبعد عن هذا معنى قول من قال : يأكل ويشرب من مدخل واحد ويخرج من سبيلين
-قال السدى: فيما يدخل من طعامكم وما يخرج والله أعلم
- وقال المسيب بن شريك : يأكل ويشرب من مكان واحد ، ويخرج من مكانين ، ولو شرب لبناً محضاً خرج ماء ، فتلك الآية في النفس .كما في تفسير الثعلبي
والمعنى أية من آيات الله أن الواحد يأكل ويشرب في مدخل واحد ، ويُخْرِج من موضعين ففي خلق ذلك وتدبيره وتيسيره أية لمن اعتبر

تخريج قول عبد الله بن الزبير
قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول» وبلفظقريب منه "سبيل الغائط والبول"
أخرجه الطبري والثعلبي في تفسيره والبيهقي في شعب الإيمان وفي كتابه الاعتقاد من طريق ابن جُرَيج ، عن محمد بن المرتفع ، عن عبد الله بن الزّبير ..وأخرجه الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم وابن المنذر كما عند السيوطي
وأخرجه البيهقي من طريق آخر عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ به
توجيه:
وجه هذا القول أن الجهاز الهضمي من أجهزة الإنسان التي يجب التفكر فيها الدالة على خالقها فهو آية من آيات الأنفس

القول الثاني : تسوية مفاصل أيديكم وأرجلكم وجوارحكم دليل على أنكم خلقتم لعبادته ، قاله قتادة .
-قال قتادة : معناه أن يتفكر الإنسان في نفسه فيعرف أنه إنما لينت مفاصله للعبادة .
توجيه:
وجه هذا القول أن الجهاز العظمي من أجهزة الإنسان التي يجب التفكر فيها وهي تدل على خالقها فهو آية من آيات الأنفس

القول الثالث : في خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ، قاله ابن زيد .
يعنى دعوة للتفكر في خلقكم ..كيف بدأ خلقكم من تراب ؛ يعني : آدم ثم خلق نسله من نطفة ثم جعل لكم السمع والبصر والفؤاد وغير ذلك عبرة لمن أعتبر
توجيه:
وجه هذا القول أن خلق الإنسان وإخراجه من العدم وتركيبه وتسويته في أحسن صورة وجعل فيه السمع والأبصار والفؤاد من الآيات العظام الدال على بارئها وفاطرها والله هو المستحق أن يفر د بالعبادة
وهو كقول الله تعالى" {مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} ..

القول الرابع :. في الكبر بعد الشباب ، والضعف بعد القوة ، والشيب بعد السواد ، قاله الحسن
-قال أبو بكر الوراق : { وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } يعني في تحويل الحالات وضعف القوة وقهر المنّة وعجز الأركاب وفسخ الصريمة ونقض العزيمة .... كما في تفسير الثعلبي
توجيه:
وجه هذا القول أن تغير حال الإنسان من ضعف إلى قوة ثم يعاوده الضعف مرة أخرى مما يوجب التفكر وهي آية دالة على خالقها
وهو كقوله تعالى :{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ } .


نقاش
في الآية دعوة إلى التفكر في آيات الأنفس..بعدما حث على التفكر في آيات الكون ؛ فإن ذلك مما يزيد المؤمن إيمانا....وآيات الأنفس كثيرة منها ما يتعلق بالأبدان ومنها ما يتعلق الروح والنفس ومنها ما يتعلق بالعقل كل ذلك في نظام بديع ..تعمل تحت تدبير واحد وفي ارتباط شديد وإن كان كل واحد منها منفصل عن الآخر ؛وقبل ذلك إيجاد هذا الإنسان و إخراج من العدم و تسويته في أحسن صورة وأكملها؛ ثم كيف تناسله وتكاثر من ماء مهين كل ذلك آية من الآيات العظام التي توجب التفكر التأمل وإعادة النظر وتقليب الفكر فيها. فهي عبر لكم أيها الناس تدل على وحدانية صانعها وأنه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إياكم
فكل ما ذكر في تفسير الآية صحيح داخل في معناها ولا تعد تلك الأقوال أن تكون تفسيرا بالمثال..بل دلالة ومعنى الآية أعم وأشمل وأوسع مما ذكر بكثير
*********************************
4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام.

وفي المراد بالصراط أقوال:
القول الأول : أنه دين الإسلام . وهو قول ابن مسعود ، وابن عباس ،جابر بن عبد الله الحسن ، أبي العالية؛ ومحمد بن الحنفية

تخريج قول جابر بن عبد الله
أخرجه الطبري في تفسيره والثعلبي في تفسيره و الحاكم في مستدركه من طريق الحسين بن صالح عن أبي عقيل عن جابر به ... وأخرجه وكيع وعبد بن حميد وابن المنذر كما عند السيوطي
توجيه القول:
- وإنما كان الصراط المستقيم الإسلام لأن كل دين وطريق غير الإسلام فليس بمستقيم .
القول الثاني :. أنه كتاب الله ،قول على و عبد الله بن مسعود
توجيه القول:
ما رواه ابن أبي حاتم و الثعلبي من طريق حمزة الزيّات عن أبي المختار الطائي عن ابن أبي أخ الحرث الأعور عن الحارث : قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ كِتَابُ اللَّهِ .
"-ومما يقوى هذا القول وجه هذا القول أن كتاب الله قيما لا عوج فيه وهو موافق لما لقوله تعالى " {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا } [الكهف: 1، 2]

القول الثالث : أنه الطريق الهادي إلى دين الله ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد .
التوجيه:
- أن تسميةالطريق الهادي إلى دين الله تعالى مستقيماً لأنه لا عوج فيه ولا خطأ .
-
القول الرابع :
أنه طريق الجنة ، نقل عن ابن عباس أيضا
التوجيه:
سمي بذلك لاستقامته بأهله إلى الجنة..
وقد رد هذا التوجيه ابن جرير الطبري قال رحمه الله :" قال أبو جعفر : وإنما وصفه الله بالاستقامة ، لأنه صواب لا خطأ فيه . وقد زعم بعض أهل الغباء أنه سماه مستقيما لاستقامته بأهله إلى الجنة ، وذلك تأويلٌ لتأويل جميع أهل التفسير خلاف ، وكفى بإجماع جميعهم على خلافه دليلاً على خطئه ." اهـ
القول الخامس: طريق النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه وهو قول الحسن البصري وأبي العالية الرياحي
-روى عاصم الأحول عن أبي العالية الرياحي : هو طريق النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه .
توجيه القول
حجة هذا القول:ما ذكره الواحدي في البسيط و البغوي في معالم التنزيل .. أن بكر بن عبد الله المزني قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ، فسألته عن الصراط المستقيم ، فقال : سنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي
النقاش:
-لا تعارض بين تلك الأقوال؛ فكلها يدخل في معنى الصراط المستقيم..واختلاف السلف في المراد ب"الصراط المستقيم" اختلاف تنوع لا تضاد وما ذكره من معاني الصراط إنما هو تفسير بالمثال ..وهو ترجيح جماهير المفسرين
قال ابن جرير:" . وَالَّذِي هُوَ أَوْلَى بِتَأْوِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ عِنْدِي، أَعْنِي: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] أَنْ يَكُونَ مَعْنِيًّا بِهِ: وَفِّقْنَا لِلثَّبَاتِ عَلَى مَا ارْتَضَيْتَهُ وَوَفَّقْتَ لَهُ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادِكَ، مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ. وَذَلِكَ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ،..... لِأَنَّ مَنْ وُفِّقَ لِمَا وُفِّقَ لَهُ مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ، فَقَدْ وُفِّقَ لِلْإِسْلَامِ، وَتَصْدِيقِ الرُّسُلِ، وَالتَّمَسُّكِ بِالْكِتَابِ، وَالْعَمَلِ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، وَالِانْزِجَارِ عَمَّا زَجَرَهُ عَنْهُ، وَاتِّبَاعِ مَنْهَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهَاجِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَكُلِّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ. وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ. وَقَدِ اخْتَلَفَتْ تَرَاجِمَةُ الْقُرْآنِ فِي الْمَعْنِيِّ بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ، يَشْمَلُ مَعَانِي جَمِيعِهِمْ فِي ذَلِكَ مَا اخْتَرْنَا مِنَ التَّأْوِيلِ فِيهِ.
وقال ابن كثير:.. ثم اختلفت عبارات المفسرين من السلف والخلف في تفسير الصراط ، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيء واحد ، وهو المتابعة لله وللرسول.....ثم قال بعد سرد أقوال المفسرين : وكل هذه الأقوال صحيحة ، وهي متلازمة ، فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر ، فقد اتبع الحق ، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن ، وهو كتاب الله وحبله المتين ، وصراطه المستقيم ، فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضا ، ولله الحمد .
وقوى هذا بما رواه الطبراني في معجم الكبير ..، عن عبد الله ، قال : الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
والله أعلم
****
قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
وفي المراد { كشجرة خبيثةٍ } قولين:
القول الأول : لا يراد بها شجرة مخلوقة بل هو مثل ضربه الله وهو قول ابن عباس والربيع والضحاك
قال ابن عباس : هذا مثل ضربه الله ولم يخلق هذه الشجرة على وجه الأرض
وفي رواية العوفي عنه أنه قال : الكافر لا يقبل عمله ، ولا يصعد إلى الله تعالى ، فليس له أصل في الأرض ثابت ، ولا فرع في السماء .
القول الثاني : أن المراد بها شجرة معينة مخلوقة ثم اختلف أهل التفسير في تعيين تلك الشجرة على أقوال:
أحدها : أنها شجرة الحنظل ، قاله أنس بن مالك . ومجاهد
-ويقال لشجرة الحنضل الشريان ذكره ابن كثير


تخريج قول أنس بن مالك
-رواه علي بن الجعد في مسنده و ابن جرير من عدة طرق و أبو بكر البزار الحافظ من طريق شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك به.
- و رواه ابن جرير [والترمذي] من طريق حبان بن شعبة عن أنس بن مالك ؛ و رواه أيضا من طريق شُعَيْب بن الحُبْحَابِ ، عَنِ أنس بْنِ مَالِكٍ

توجيه هذا القول
ما رواه الترمذي في سننه وابن أبي حاتم في تفسيره و أبو يعلى في مسنده وأبو الشيخ في كتابه الأمثال وابن المقرء في معجمه من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِنَاعٍ عَلَيْهِ بُسْرٌ، فَقَالَ: «مَثَلُ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ، هِيَ النَّخْلَةُ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ هِيَ الْحَنْظَلُ» قَالَ شُعَيْبٌ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَبَا الْعَالِيَةَ فَقَالَ: هَكَذَا كُنَّا نَسْمَعُ."
وقد بين أهل العلم بالحديث أن رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم لا يصح؛ بل الصحيح أنه موقوف على أنس بن مالك
قال الترمذي بعد ذكره للحديث.:.".... وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ مِثْلَ هَذَا مَوْقُوفًا، وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ وَلَمْ يَرْفَعُوهُ،
[ليس في نص الترمذي الذي نقلتيه ما يفيد تضعيفه]
الثاني : أنها الكشوثي . رواه الضحاك عن ابن عباس .
[المصدر؟]
وهي شجرة لا ورق لها ولا عروق في الأرض ، قال الشاعر :
وهم كَشُوثٌ فلا أصلٌ ولا وَرَقٌ
.
الثالث : أنها شجرة في الجنة وهو قول ابن عباس .
الرابع أنها الثوم ، روي عن ابن عباس أيضا .

الترجيح
- وقف ابن جرير رجحان قول أنس بن مالك –الحنظل- على صحة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله :" وقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتصحيح قول من قال : هي الحنظلة خبرٌ ، فإن صحّ فلا قول يجوز أن يقال غيره ، وإلا فإنها شجرة بالصفة التي وصفها الله بها " اهـ
-أما ابن عطية فقد انتقد القول الثاني ورده - القول بأنها شجرة معينة- مستندا إلى دلالة اللغة والعقل قال رحمه : " .. وعلى هذه الأقوال من الاعتراض : أن هذه كلها من النجم وليست من الشجر ، والله تعالى إنما مثل بالشجرة فلا تسمى هذه إلا بتجوز ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثوم والبصل : من أكل من هذه الشجرة ، وأيضاً فإن هذه كلها ضعيفة وإن لم تجتث ، اللهم إلا أن تقول : اجتثت بالخلقة ."
ثم قال :" والظاهر عندي أن التشبيه وقع بشجرة غير معينة إذا وجدت فيها هذه الأوصاف . فالخبث هو أن تكون كالعضاة ، أو كشجر السموم أو نحوها . إذا اجتثت - أي اقتلعت ، حيث جثتها بنزع الأصول وبقيت في غاية الوهاء والضعف فتقلبها أقل ريح . فالكافر يرى أن بيده شيئاً وهو لا يستقر ولا يغني عنه ، كهذه الشجرة التي يظن بها على بعد أو للجهل بها أنها شيء نافع وهي خبيثة الجني غير باقية .اهـ
والله أعلم

أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بك.
لا تنقلي قولا منسوبًا إلى السلف من مصدر ناقل، إلا إذا أشرتِ لذلك، ومن ذلك الأقوال الواردة في المسألة الأخيرة.
التقويم: أ
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir