البحث بعد التعديل :
الحسن البصري :
اسمه :
-هو الحسن بن أبي الحسن يسار ، أبو سعيد .، مولى زيد بن ثابت الأنصاري ، ويقال مولى أبي اليسر كعب بن عمرو السلمي .(1)
نسبه :
أبوه :
أبوه هو يسار، كان من سبي ميسان ، وسكن المدينة وأعتق ، وتزوج من أمه في خلافة عمر (2)
أمه :
-اسم أمه خيرة.
- كانت أمه من الموالي ،واختلفوا فيمن كانت مولاه على قولين :
الأول :أنها مولى أم سلمة المخزومية .
الثاني : يقال أنها مولى جميل بن قطبة .
وقد سبيت من ميسان وهي حامل بالحسن ، وولدته بالمدينة .
- قال حجاج بن نصير : سبيت أم الحسن البصري من ميسان وهي حامل به ، و ولدته بالمدينة . (3)
مولده ونشأته :
-ولد الحسن بالمدينة في سنة إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ ،فِي خِلافَةِ عُمَرَ.(4)
- ونشأ بوادي القرى في كنف علي بن أبي طالب .(5)
طبقته :
كان من الطبقة الثانية من كبار التابعين.( 6)
صفاته وشمائله :
صفاته الخُلقية:
كان زاهدًا، ورعًا، حزنًا ، متصفا بالمروءة والخشية ، والشجاعة .
-فعن ورعه :
كان أكمل الناس مروءة .
-قال قتادة : ما كان أحد أكمل مروءة من الحسن .
-وقال حميد ويونس : ما رأينا أحدا أكمل مروءة من الحسن . (7)
وعن شجاعته :
كان أشجع أهل زمانه ، حتى أنه كان يتقدم في المعارك .
- قال جعفر بن سليمان : كان الحسن من أشد الناس ، وكان المهلب إذا قاتل المشركين يقدمه (8)
-قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ فِي كِتَابِ " سُؤَالاتِ الْآجُرِيِّ " لَهُ: كَانَ الْحَسَنُ يَكُونُ بِخُرَاسَانَ، وَكَانَ يُرَافِقُ مِثْلَ قَطَرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ، وَالْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، كَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ.
قَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: كَانَ الْحَسَنُ أَشْجَعَ أَهْلِ زَمَانِهِ.(9)
وعن زهده :
كان بسيطا في عيشته .
- وقال ابن شوذب ، عن مطر ، قال : دخلنا على الحسن نعوده ، فما كان في البيت شيء ; لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير إلا سرير مرمول هو عليه .(10)
وعن حزنه :
وكان معروفا عنه سمت الحزن .
-فقال إبراهيم بن عيسى اليشكري قال: ما رأيت أطول حزناً من الحسن، وما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة .(11)
عن خشيته:
كان شديد الخشية حتى في الإجابة على السائلين .
- ورى ابن سعد في الطبقات الكبرى ( ت: 230ه) : (قَالَ: لَوْلا الْمِيثَاقُ الَّذِي أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى أهل الْعِلْمِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِكَثِيرٍ مِمَّا تُسْأَلُونَ عَنْهُ) . (12)
صفاته الخِلقية :
كان أسودًا ،عريض الزند ، جميلًا ، أزرق العينين ، طويلًا ،فصيح اللسان ، وحدث بأنفه شيء عندما سقط .
-قال ابن قتيبة في المعارف مع أهل العاهات : كان الحسن البصري أزرق .(13)
- وكان من أجمل أهل البصرة، حتى سقط عن دابته فحدث بأنفه ما حدث.(14 )
-رَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ زَنْدًا أَعْرَضَ مِنْ زَنْدِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، كَانَ عَرْضُهُ شِبْرًا .(15)
-قال حريث بن السائب : حدثنا الحسن ، قال : كنت أدخل بيوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خلافة عثمان أتناول سقفها بيدي وأنا غلام محتلم يومئذ . (16)
-قال الذهبي : كان رجلا تام الشكل ، مليح الصورة بهيا. (17)
- و قال مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ الَّذِي كَانَ أَسْوَدَ مِنَ الْحَسَنِ .(18)
لباسه وطعامه ومظهره :
لباسه ومظهره :
-كان يلبس في الشتاء عمامة سوداء ، وطيلسانا كرديا ، ويلبس الخميصة كأنه الخز، وأما في الصيف فكان يلبس الإزار من الكتان ، وقميص وبرد وحبرة ، وكان يلبس خاتم عليه خطوط.
قَالَ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ طَيْلَسَانًا كَأَنَّمَا يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ، وَخَمِيصَةً كَأَنَّهَا خَزٌّ .(19)
قال ابن علية : عن يونس : كان الحسن يلبس في الشتاء قباء حبرة ، وطيلسانا كرديا ، وعمامة سوداء ، وفي الصيف إزار كتان ، وقميصا وبردا حبرة .(20)
روى ابن سعد في الطبقات الكبرى ( ت230ه) : قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ بْنُ مُعَاذٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ فِي خَاتَمِ الْحَسَنِ خُطُوطٌ .(21)
- كان يصفر لحيته كل جمعة ، ولا يحفي شاربه كالآخرين .(22)
طعامه :
-كان يشتري كل يوم من اللحم ، ويطبخه طبخا طيب الرائحة .(23)
روى ابن سعد في الطبقات الكبرى ( ت: 230ه) : (قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن حُمَيْدٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَشْتَرِي كُلَّ يَوْمٍ لَحْمًا بِنِصْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ: وَمَا شَمِمْتُ مَرَقَةً قَطُّ أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ مَرَقَةِ الْحَسَنِ .).(24)
شيوخه :
-قرأ القرآن على حطان بن عبد الله الرقاشي ، وروى عن خلق من التابعين .
-وروى عن عمران بن حصين ، والمغيرة بن شعبة ، وعبد الرحمن بن سمرة ، وسمرة بن جندب ، وأبي بكرة الثقفي ، والنعمان بن بشير ، وجابر ، وجندب البجلي ، وابن عباس ، وعمرو بن تغلب ، ومعقل بن يسار ، والأسود بن سريع ، وأنس ، وخلق من الصحابة .
-قال البخاري : لم يعرف للحسن سماع من دغفل .(25) .
- اختلفوا في سماعه من بعضهم ،ومن الذين اختلفوا في سماعه منهم : اختلفوا في سماعه من سمرة ،و أبوهريرة، وعمران بن الحصين، والأسود بن سريع .
وأما اختلافهم على سماعه من سمرة:
فاختلفوا فيه على قولين :
القول الأول : أنه سمع من سمرة ، ومنهم علي المديني ،وأبوداود ، وابن سعد ،والذهبي وغيرهم .
قال أبو داود عقب حديث سليمان بن سمرة عن أبيه في الصلاة، دلت هذه الصحيفة على أن الحسن سمع من سمرة. (26)
القول الثاني : أنه لم يسمع من سمرة ، ومنهم البيهقي والنسائي وغيرهم .
ويرجح الذهبي أنه سمعه من سمرة بسبب حديث العقيقة .
قال الذهبي : فقد ثبت سماعه من سمرة ، فذكر أنه سمع منه حديث العقيقة (27).
قال الدارقطني في سننه ( ت :385ه ): (الحسن مختلف في سماعه من سمرة ،وقد سمع منه حديثا واحدا وهو حديث العقيقة فيما زعم قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد ).( 28)
وأما أبو هريرة فاختلف في سماعه منه أيضا على قولين :
القول الأول : أنه سمع منه ، وهو قول ابن عبد البر ، وعلاء الدين مغلطاي وغيرهم .
القول الثاني : أنه لم يسمع منه ، وهو قول النسائي ، ويحي بن معين ويونس بن عبيد وأبوداود وغيرهم .
والصواب في هذا أنه سمع منه ، ورجح ذلك ابن عبد البر وعلاء الدين مغلطاي .
قال ابن عبد البر في التمهيد(ت: 463) : (اخْتُلِفَ فِي سَمَاعِ الْحَسَنِ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَكْثَرُهُمْ لَا يُصَحِّحُونَهُ لِأَنَّهُ يَدْخُلُ أَحْيَانًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ أَبَا رَافِعٍ وَغَيْرُهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يُصَحِّحُ سَمَاعَهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ وَنَحْنُ إِذْ ذَاكَ بِالْمَدِينَةِ وَقَدْ سَمِعَ الْحَسَنُ مِنْ عُثْمَانَ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَغَيْرُ نَكِيرٍ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .). (29)
-قال علاء الدين مغلطاي في شرح ابن ماجه ( 762ه): (والحسن أنكر سماعه من أبي هريرة جماعة، وفي كتاب الطبراني الأوسط ما يوضح لك أن ذلك ليس بصواب، وأن الصواب عكسه.(30)
وأما سماعه من عمران بن الحصين :
فاختلف في سماعه على قولين أيضا
القول الأول : أنه سمع من عمران بن الحصين وهو قول الذهبي والإمام أحمد .
القول الثاني : أنه لم يسمع من عمران بن الحصين، وهو قول علي المديني ، وأبو حاتم الرازي، وابن معين وغيرهم .(31)
الراجح : أنه سمع منه ، لأن الإمام أحمد لم ينكر سماعه .
قال أبو داود: "قيل لأحمد: سمع الحسن من عمران؟ قال: ما أُنكره، ابن سيرين أصغر منه بعشر سنين سمع منه"( 32)
وأما ما جاء عن انكار صالح بن أحمد بن حنبل سماعه من عمران بن الحصين بسبب انكار أبيه ، فكان يشير إلى رواية مبارك بن فضالة.(33)
وأما سماعه من الأسود بن سريع :
فاختلفوا فيه على قولين أيضا :
الأول : أنه سمع من الأسود بن سريع ، وهو قول الذهبي .
الثاني : أنه لم يسمع منه ، وهو قول وهو قول بن المديني وبن مندة.
الراجح : أن الحسن لم يسمع من الأسود بن سريع ، لأن الأسود بن سريع خرج من البصرة أيام علي .(34)
تلاميذه :
-منهم أيوب وشيبان النحوي ، ويونس بن عبيد ، وابن عون ، وحميد الطويل ، وثابت البناني ، ومالك بن دينار ، وهشام بن حسان ، وجرير بن حازم ، والربيع بن صبيح ، ويزيد بن إبراهيم التستري ، ومبارك بن فضالة ، وأبان بن يزيد العطار ، وقرة بن خالد ، وحزم القطعي ، وسلام بن مسكين ، وشميط بن عجلان ، وصالح أبو عامر الخزاز ، وعباد بن راشد ، وأبو حريز عبد الله بن حسين قاضي سجستان ، ومعاوية بن عبد الكريم الضال وواصل أبو حرة الرقاشي ، وهشام بن زياد ، وشبيب بن شيبة ، وأشعث بن براز ، وأشعث بن جابر الحداني ، وأشعث بن عبد الملك الحمراني ، وأشعث بن سوار ، وأبو الأشهب ، وأمم سواهم . (35)
أقوال العلماء فيه :
ثناؤهم عليه :
أثنى العلماء على حكمته وعلمه وفهمه وحفظه ، حتى أنهم شبهوا كلامه بكلام الأنبياء ، وكانوا يوصون بالأخذ منه .
-عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَلُوا الْحَسَنَ فَإِنَّهُ حَفِظَ ونسينا . ( 36)
-قال قتادة : ما جمعت علم الحسن إلى أحد من العلماء إلا وجدت له فضلا عليه ، غير أنه إذا أشكل عليه شيء ، كتب فيه إلى سعيد بن المسيب يسأله ، وما جالست فقيها قط إلا رأيت فضل الحسن .(37)
-روى ابن سعد في الطبقات الكبرى ( ت: 230ه) : (قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ وَاللَّهِ من رؤوس الْعُلَمَاءِ فِي الْفِتَنِ وَالدِّمَاءِ.) . (38)
-وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ: الْزَمُوا هَذَا الشَّيْخَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهُ، يَعْنِي: الْحَسَنَ.(39)
-قال الغزالي: كان الحسن البصري أشبه الناس كلاما بكلام الأنبياء، وأقربهم هديا من الصحابة.(40)
-وعَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: مَا زَالَ الْحَسَنُ يَعِي الْحِكْمَةَ حَتَّى نَطَقَ بِهَا.(41)
مآخذهم عليه :
1) التدليس : فكثير من العلماء عابوا عليه تدليسه ، ومنهم ابن حبان ، والذهبي وغيرهم .
-قال الذهبي : ( قال ابن سعد : قال: وما أرسله فليس هو بحجة قلت وهو مدلس فلا يحتج بقوله عن في من لم يدركه وقد يدلس عمن لقيه ويسقط من بينه وبينه والله أعلم) .(42)
-قال ابن حبان في الثقات (ت: 354هـ) : (وَكَانَ يُدَلس) .(43)
2) الإرسال : عابوا عليه في ارساله ، منهم ابن سعد ، والدارقطني والذهبي وغيرهم .
- قال ابن سعد في الطبقات الكبرى ( ت :230ه): فَحَسُنَ حُجَّةً وَمَا أَرْسَلَ مِنَ الْحَدِيثِ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ.(44)
-قال الدارقطني مراسيله فيها ضعف.(45)
طلبه للعلم :
كان الحسن البصري يتردد على المسجد النبوي منذ أن كان صغيرا في السن ،وكان يتعلم من الصحابه .
-قال بهز بن أسد : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن يونس ، عن الحسن ، قال : رأيت عثمان نائما في المسجد ، حتى جاءه المؤذن فقام ، فرأيت أثر الحصى على جنبه .(46)
- قال قتادة : ما شافه الحسن بدريا بحديث .(47)
- عن شعيب بن الحبحاب ، عن الحسن : شهدت عثمان جمعا تباعا يأمر بذبح الحمام وقتل الكلاب .(48)
- قال عيسى بن يونس ، عن الفضيل أبي محمد : سمعت الحسن يقول : أنا يوم الدار ابن أربع عشرة سنة ، جمعت القرآن ، أنظر إلى طلحة بن عبيد الله . الفضيل : لا يعرف.(49)
علمه وفقهه:
تميزالحسن البصري في كثير من العلوم ،مثل الفقه والحديث وعلوم القرآن واللغة وغير ذلك ، وحتى أنه كانت له حلقة في المسجد في مختلف العلوم ، ويسألونه فيما أشكل عليهم .
-قال قتادة : كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام ..(50)
--وقال الذهبي : فأما حلقته في المسجد فكان يمر فيها الحديث ، والفقه ، وعلم القرآن ، واللغة ، وسائر العلوم ; وكان ربما يسأل عن التصوف فيجيب ، وكان منهم من يصحبه للحديث ، ومنهم من يصحبه للقرآن والبيان ، ومنهم من يصحبه للبلاغة ، ومنهم من يصحبه للإخلاص وعلم الخصوص ، كعمرو بن عبيد وأبي جهير ، وعبد الواحد بن زيد ، وصالح المري ، وشميط ، وأبي عبيدة الناجي ; وكل واحد من هؤلاء اشتهر بحال - يعني في العبادة .(51)
نبذة من أخباره :
عقيدته :
# اتهم الحسن البصري بالقدر ، ولكن ذكر العلماء أنه تراجع عنها ، ومنهم من ذكر أنه قول باطل منسوب إليه .
-قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: الْخَيْرُ بقدرٍ وَالشَّرُّ لَيْسَ بِقَدَرٍ، هَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارِ فِي " تاريخه "، قال: حدثنا مؤمل بن إهاب، قال: حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ.
قُلْتُ: هَذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا الْحَسَنُ، ثُمَّ أَفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ وَرَجَعَ عَنْهَا وَتَابَ مِنْهَا .(52)
-قال الأوزاعي: لم يبلغنا أن أحدا من التابعين تكلم في القدر إلا الحسن ومكحول، فكشفنا عن ذلك فإذا هو باطل.(53)
- روى أبي داود في سننه : (حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد قال سمعت أيوب يقول كذب على الحسن ضربان من الناس قوم القدر رأيهم وهم يريدون أن ينفقوا بذلك رأيهم وقوم له في قلوبهم شنآن وبغض يقولون أليس من قوله كذا أليس من قوله كذا) .(54)
# كان لايرى الخروج على الحاكم بالسيف ، ويرى الكف والسكوت .
- روى ابن سعد في الطبقات الكبرى ( ت : 230ه) : (قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ أبي مَالِكٍ قَالَ:
كَانَ الْحَسَنُ إِذَا قِيلَ لَهُ أَلا تَخْرُجُ فَتُغَيِّرُ قَالَ: يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا يُغَيِّرُ بِالتَّوْبَةِ وَلا يُغَيِّرُ بِالسَّيْفِ.) .(55)
-قال حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: وَاللَّهِ مَا سُلِّطَ الْحَجَّاجُ إِلا عُقُوبَةَ فَلا تَعْتَرِضُوا عُقُوبَةَ اللَّهِ بِالسَّيْفِ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالتَّضَرُّعِ.(56)
عباداته :
كان عابدا صواما ،و لم يحج إلا مرتين .
-روى ابن سعد في الطبقات الكبرى ( ت: 230ه) : (قَالَ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ كَثِيرَةُ الأَعْلامِ فَلا يُخْرِجُ يَدَهُ مِنْهَا إِذَا سَجَدَ.) .(57)
- قال السري بن يحيى : كان الحسن يصوم البيض ، وأشهر الحرم ، والاثنين والخميس . (58)
-قَالَ حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: لَمْ يَحُجَّ الْحَسَنُ إِلا حَجَّتَيْنِ.(59)
أعماله ومناصبه :
1) كان الحسن البصري يعمل في القضاء ولا يأخذ أجرا على ذلك ، ثم عزل منها .
قال حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ عَلَى الْقَضَاءِ.
وقال عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: جِئْتُ بكتابٍ مِنْ قَاضِي الْكُوفَةِ إِلَى إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَجِئْتُ وَقَدْ عُزِلَ وَاسْتُقْضِيَ الْحَسَنُ .(60)
-وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى ( ت: 230ه) : (قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ لا يَأْخُذُ عَلَى قَضَائِهِ أَجْرًا ).(61)
2) كان من المجاهدين الشجعان الذين لازموا الجهاد ،وكان يذكر مع قطري بن الفجاءة ..(62)
3) صار كاتبا في دولة معاوية لوالي خراسان.(63)
4) كان مفتي البصرة بعد جابر بن زيد .
قال سليمان التيمي : كان الحسن يغزو ، وكان مفتي البصرة جابر بن زيد أبو الشعثاء ، ثم جاء الحسن فكان يفتي .(64)
رحلاته :
كان في المدينة ،وكان يسافر إلى مكة ثم انتقل إلى البصرة وسكن فيها ، وكان يسافر إلى خرسان .
-قال الذهبي :حدثنا حزم ، قال : رأيت الحسن قدم مكة فقام خلف المقام فصلى ، فجاء عطاء وطاوس ومجاهد ، وعمرو بن شعيب ، فجلسوا إليه .(65)
-روى ابن سعد في الطبقات (ت:230ه ) : (قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنِ الْحَسَنِ فَقُلْتُ لَهُ:
مَتَى عَهْدُكَ بِالْمَدِينَةِ يَا أبا سَعِيدٍ؟ قَالَ: لَيَالِي صِفِّينَ. قَالَ: قُلْتُ: فَمَتَى احْتَلَمْتَ؟
قَالَ. بَعْدَ صِفِّينَ عَامًا) . (66)
-قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ فِي كِتَابِ " سُؤَالاتِ الْآجُرِيِّ " لَهُ: كَانَ الْحَسَنُ يَكُونُ بِخُرَاسَانَ، وَكَانَ يُرَافِقُ مِثْلَ قَطَرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ، وَالْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ. (67)
-قال سويد بن سعيد : حدثني أبو كرب ، قال : كان الحسن وابن سيرين موليين لعبد الله بن رواحة ، وقدما البصرة مع أنس . (68)
آثاره :
أقواله :
مواعظه :
-قال عبد المؤمن بن عبيد الله عن الحسن قال: يا ابن آدم إنك ناظر إلى عملك ويوزن خيره وشره فلا تحقرن من الخير شيئاً وإن هو صغر فإنك إذا رأيته سرك مكانه ولا تحقرن من الشر شيئاً فإنك إذا رأيته ساءك مكانه، رحم الله رجلاً كسب طيباً وأنفق قصداً وقدم فضلاً ليوم فقره وفاقته. هيهات! ذهبت الدنيا بحال بالها وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم. أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم وقد أسرع بخياركم فماذا تنتظرون؟ المعاينة فكأن قد. إنه لا كتاب بعد كتابكم ولا نبي بعد نبيكم، يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً ولا تبيعن آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.(69)
-عن أبي همام الكلاعي، عن الحسن أنه مر ببعض القراء على بعض أبواب السلاطين فقال: أفرحتم حمائمكم وفرطحتم نعالكم وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم فزهدوا فيكم، أما إنكم لو جلستم ببيوتكم حتى يكونوا هم الذين يرسلون إليكم لكان أعظم لكم في أعينهم، تفرقوا فرق الله بين أعضائكم.(70)
-روى أبو عبيدة الناجي: أنه سمع الحسن يقول: يا ابن آدم إنك لا تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب من نفسك فتصلحه، فإذا فعلت ذلك لم تصلح عيباً إلا وجدت عيباً آخر لم تصلحه، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك، وأحب العباد إلى الله تعالى من كان كذلك.(71)
-قال أبو نعيم في الحلية : (حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا علي بن مسلم ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر ، قال : سمعت حوشبا ، يقول : سمعت الحسن يحلف بالله يقول : والله يا ابن آدم لئن قرأت القرآن ثم آمنت به ، ليطولن في الدنيا حزنك ، وليشتدن في الدنيا خوفك ، وليكثرن في الدنيا بكاؤك .) (72)
- وقال أبو نعيم في الحلية أيضا : (حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، قال : ثنا أبو موسى ، قال : سمعت الحسن يقول : وأتاه رجل فقال : إني أريد السند فأوصني ، قال : حيث ما كنت فأعز الله يعزك ، قال فحفظت وصيته فما كان بها أحد أعز مني حتى رجعت .) (73)
حكمه :
- قال حزم بن أبي حزم : سمعت الحسن يقول : بئس الرفيقان ، الدينار والدرهم ; لا ينفعانك حتى يفارقاك .(74)
-قَالَ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَهِينُوا هَذِهِ الدُّنْيَا، فَوَاللَّهِ لأَهْنَأُ مَا تَكُونُ إِذَا أَهَنْتُمُوهَا.
-قَالَ حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَثْرَةُ الضَّحِكِ مِمَّا يُمِيتُ الْقَلْبَ.
قَالَ حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: بِئْسَ الرَّفِيقَانِ: الدِّرْهَمُ والدينار، لا ينفعانك حتى يفارقاك. (75)
- وقال أبو نعيم في الحلية : (حدثنا أبو مسعود عبد الله بن محمد بن أحمد الأديب ، قال : ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ، قال : ثنا أبو حاتم السجستاني ، قال : ثنا الأصمعي ، قال : ثنا عيسى بن عمر ، قال : قال الحسن : حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور ، واقرعوا النفوس فإنها خليعة ، وإنكم إن أطعتموها تنزل بكم إلى شر غاية .) (76).
مؤلفاته وكتاباته :
1)كان للحسن كتبا ولكنها أحرقت أغلبها ،وبقيت صحيفة واحدة .
-قال ضمرة ، عن أصبغ بن زيد ، قال : مات الحسن وترك كتبا فيها علم .
-وقال موسى بن إسماعيل : حدثنا سهل بن الحصين الباهلي ، قال : بعثت إلى عبد الله بن الحسن البصري : ابعث إلي بكتب أبيك ، فبعث إلي أنه لما ثقل قال لي : اجمعها لي ، فجمعتها له وما أدري ما يصنع بها ، فأتيت بها فقال للخادم : اسجر التنور ، ثم أمر بها فأحرقت غير صحيفة واحدة فبعث بها إلي وأخبرني أنه كان يقول : ارو ما في هذه الصحيفة . ثم لقيته بعد فأخبرني به مشافهة بمثل ما أدى الرسول .(77)
- وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى ( ت:230ه) : (قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ كُتُبَ الْحَسَنِ فَنَسَخَهَا ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ.) .(78)
-قال حَمَّادُ بْنُ سلمة، عن حُميد قَالَ: كَانَ عِلْم الْحَسَنِ في صحيفةٍ مثل هذه، وعقد عَفَّان بالإبهامين والسَّبَّابَتَين.(79)
2) له تفاسير للأيات رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهم ، وقد جمعه بعضهم في كتاب.
3) وهناك كتبا نسبت للحسن البصري ولكن لم تصح نسبتها له .
-قال الذهبي : قلت : اختلف النقاد في الاحتجاج بنسخة الحسن ، عن سمرة ، وهي نحو من خمسين حديثا ، فقد ثبت سماعه من سمرة ، فذكر أنه سمع منه حديث العقيقة .
-قال قائل : إنما أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه الحسن : عن فلان ، وإن كان مما قد ثبت لقيه فيه لفلان المعين ; لأن الحسن معروف بالتدليس ، ويدلس عن الضعفاء ، فيبقى في النفس من ذلك ; فإننا وإن ثبتنا سماعه من سمرة ، يجوز أن يكون لم يسمع فيه غالب النسخة التي عن سمرة . والله أعلم .(80)
من هذه الكتب المنسوبة له :
-هناك رسالة في الرد على القدرية كتبها إلى عبد الملك بن مروان ،ولكن هذه الرسالة منسوبة له وهي ليست له .
قال الشهرستاني في الملل والنحل : (قال الشهر ستاني : «ورأيت رسالة نسبت إلى الحسن البصري كتبها إلى عبدالملك ابن مروان و قد سأله عن القول بالقدر والجبر. فأجابه فيها بما يوافق مذهب القدريّة واستدلّ فيها بآيات من الكتاب و دلائل من العقل. وقال: ولعلّها لواصل بن عطاء فما كان الحسن ممّن يخالف السلف في أنّ القدر خيره و شرّه من الله تعالى.) .(81)
- كتاب فضائل مكة للحسن البصري .
وهذا الكتاب ذكر الشيخ العلامة عبد المحسن العباد بطلان نسبتها للحسن البصري ، فقال في مقال له في موقعه بعنوان : كلمات حول الآثار الغير مشروعة في مكة :
(وفي الرسالة المنسوبة للحسن البصري نحوه، وقال: ((أخرجه الجندي في تاريخ مكة من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعاً وفي رسالة الحسن البصري ومناسك ابن الحاج نحوه وهو باطل))، وذكره أيضاً العجلوني في كشف الخفاء (2/260) فقال: (( وأخرجه الجندي في تاريخ مكة عن ابن عباس مرفوعاً، وفي رسالة الحسن البصري ومناسك ابن الحاج نحوه، ولكن آثار الوضع عليه لائحة، ولذا قال السخاوي: إنه باطل))، ومن حيث متنها ففيه مجازفات ومبالغات وجفاء في حق الأنبياء لا يليق صدورها ممن هو دون الحسن البصري.) . انتهى من كلامه .
نماذج من تفسيره :
روى ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: 230ه) : (أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ قُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41]، قَالَ: " أَفْسَدَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ فِي بَرِّ الْأَرْضِ وَبَحْرِهَا بِأَعْمَالِهِمِ الْخَبِيثَةِ {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، يَرْجِعُ مَنْ بَعْدَهُمْ ") .(82)
- قال حماد ، عن حميد ، قال : قرأت القرآن كله على الحسن ، ففسره [ ص: 581 ] لي أجمع على الإثبات ، فسألته عن قوله : كذلك سلكناه في قلوب المجرمين قال : الشرك سلكه الله في قلوبهم .(83)
-روى ابن جرير الطبري في تفسيره : (حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر قال : قال الحسن : ( ما له في الآخرة من خلاق ) ، قال : ليس له دين .).(84)
- وروى ابن أبي حاتم في تفسيره : (حدثنا محمود بن الفرج الأصبهاني الزاهد ثنا محمد بن يحيى بن فياض الزماني ثنا أبو بكر الحنفي ثنا البراء بن يزيد عن الحسن في قوله: فإما يأتينكم مني هدى قال: القرآن.) .(85)
-قال أبو الأشهب : سمعت الحسن يقول في قوله : وحيل بينهم وبين ما يشتهون قال : حيل بينهم وبين الإيمان .(86)
وفاته :
قبل وفاته :
لما حضرته الوفاة كان يسترجع ، وكان يغمى عليه ويفوق .
-قال خالد بن خداش : حدثنا صالح المري ، عن يونس ، قال : لما حضرت الحسن الوفاة جعل يسترجع ، فقام إليه ابنه فقال : يا أبت قد غممتنا ، فهل رأيت شيئا ؟ قال : هي نفسي لم أصب بمثلها .(87)
-قال الذهبي : ويروى أنه أغمي عليه ثم أفاق إفاقة ، فقال : لقد نبهتموني من جنات وعيون ، ومقام كريم .(88)
-قال رجل قبل موت الحسن لابن سيرين: رأيت كأن طائراً أخذ أحسن حصاة بالمسجد، فقال: إن صدقت رؤياك مات الحسن، فلم يكن إلا قليلاً حتى مات الحسن.(89)
حين وفاته :
مات الحسن البصري في رجب سنة عشر ومائة. (90)
بعد وفاته :
كان موتة فاجعة كبيرة للناس ، فقد اغتم الناس بموته ، وتبع جنازته الكثير من الناس ، حتى أنهم تركوا صلاة العصر في الجامع ، فلم يصلي أحد صلاة العصر ذلك اليوم .
-قال حميد الطويل: توفي الحسن عشية الخميس، وأصبحنا يوم الجمعة ففرغنا من أمره، وحملناه بعد صلاة الجمعة، ودفناه فتبع الناس كلهم جنازته واشتغلوا به، فلم تقم صلاة العصر بالجامع، ولا أعلم أنها تركت منذ كان الإسلام إلا يومئذ، لأنهم تبعوا كلهم الجنازة حتى لم يبق بالمسجد من يصلي العصر.(91)
---------------------------
الهوامش :
(1)سير أعلام النبلاء ، ج4، ص564.
(2) سير أعلام النبلاء ، ج4، ص565.
(3)سير أعلام النبلاء ، ج4، ص565.
(4)سير أعلام النبلاء ، ج4، ص565، وفي كتاب تاريخ الإسلام للذهبي ، ج3،ص27,
(5) الأعلام للزركلي ، ، ج2،ص226.
(6) سير أعلام النبلاء ،ج4، ص565.
(7) سير أعلام النبلاء ، ج4، ص575.
(8) سير أعلام النبلاء ، ج4، ص 580.
(9) تاريخ الإسلام ،ج3، ص34
(10)سير أعلام النبلاء ، ج4، ص 583
(11 ) صفة الصفوة ،ج2،ص137.
(12) الطبقات الكبرى لابن سعد، ج7، ص 115.
(13) المعارف ، ج1،ص585
(14) وفيات الأعيان ، ج2،ص70.
(15) تاريخ الإسلام ، ج3،ص25.
(16) سير أعلام النبلاء ،ج4،ص570.
(17) سير أعلام النبلاء ، ج4، 573.
(18) تاريخ الإسلام ،ج3، ص 25.
(19)تاريخ الإسلام ، ج3،ص25.
(20)سير أعلام النبلاء ، ج4،ص 576.
(21) الطبقات الكبرى لابن سعد ، ج7، ص117
(22) الطبقات الكبرى لابن سعد ، ج7، ص117، سير أعلام النبلاء، ج4، ص: 574
(23) سير أعلام النبلاء، ج4،ص585.
(24) الطبقات الكبرى لابن سعد ،ج7، ص123.
(25) سير أعلام النبلاء، ج4،ص568
(26) تهذيب التهذيب ،ج2،ص269
(27)سير أعلام النبلاء ، ج4، ص588.
( 28) سنن الدارقطني ، ج1،ص689.
(29) التمهيد ،ج24،ص 328
(30) شرح ابن ماجة للمغلطاي ،مج1،ص191،192 .
(31) نيل الأوطار،ج6،ص74.
(32) منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث،ج2، ص627.
( 33) منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث،ج2، ص627.
(34) تهذيب التهذيب ، ج2، ص268.
(35) سير أعلام النبلاء،ج4،ص567.
(36) تاريخ الإسلام ، ج3،ص25
(37) سير أعلام النبلاء، ج4،ص574
(38) الطبقات الكبرى لابن سعد ،ج 7، ص120.
(39) تاريخ الإسلام للذهبي ، ج3، ص 25 .
(40) الأعلام للزكلي ، ج2، ص226.
(41) تاريخ الإسلام ، ج3، ص 32 .
(42) تذكرة الحفاظ ،ج1،ص57.
(43) الثقات ، ج4،ص123.
(44) الطبقات الكبرى ، ج7، ص115.
(45) تهذيب التهذيب، ج2، ص 270 .
(46) سيرأعلام النبلاء، ج4،ص 569 .
(47) سيرأعلام النبلاء، ج4،ص568
(48) سير أعلام النبلاء،ج4،ص 569
(49) سير أعلام النبلاء، ج4،ص 578
(50) سير أعلام النبلاء ،ج4، ص 579.
(51) سير أعلام النبلاء، ج4، ص 580.
(52) تاريخ الإسلام ، ج3،ص 36.
(53) ميزان الإعتدال ، ج4،ص 178 .
(54) سنن أبي داود ،ص14.
(55) الطبقات الكبرى لابن سعد، ج7، ص127.
(56) تاريخ الإسلام ،ج3،ص25 .
(57) الطبقات الكبرى لابن سعد، ج7، ص128 .
(58) سير أعلام النبلاء، ج4،ص579.
(59) تاريخ الإسلام ،ج3،ص32.
(60) تاريخ الإسلام ، ج3،ص25
(61) الطبقات الكبرى لابن سعد ، ج 7، ص127.
(62) تذكرة الحفاظ ،ج1، ص57.
(63) تذكرة الحفاظ ،ج1، ص57.
(64) سير أعلام النبلاء، ج4،ص 573.
(65) سير أعلام النبلاء ،ج4،ص572.
(66) الطبقات الكبرى لابن سعد ، ج7،ص115.
(67) تاريخ الإسلام ، ج3،ص 34 .
(68) سير أعلام النبلاء،ج4،ص565.
(69) صفة الصفوة ،ج2،ص 139 .
(70) صفة الصفوة ، ج2،ص 139.
(71) صفوة الصفوة ،ج2،ص 138 .
(72) حلية الأولياء ، ص134، 135.
(73) حلية الأولياء، ص 153 .
(74) سير أعلام النبلاء، ج4،ص577.
(75) تاريخ الإسلام ، ج3،ص25 .
(76) حلية الأولياء،ص145.
(77) سير أعلام النبلاء، ج4،ص 585.
(78) الطبقات الكبرى لابن سعد ، ج7،ص 128.
(79) تاريخ الإسلام ،ج3،ص29 .
(80) سير أعلام النبلاء،ج4،ص588 .
(81) الملل والنحل ، ص42.
(82) المصنف ،ج7،ص188.
(83) سير أعلام النبلاء، ج4،ص581،582 .
(84) تفسير الطبري ،ص454.
(85) تفسير ابن أبي حاتم ، ج1،ص94.
(86) سير أعلام النبلاء، ج4، ص581.
(87) سير أعلام النبلاء، ج4،ص588.
(88) سير أعلام النبلاء ،ج4،588.
(89) وفيات الأعيان ، ج2،ص72.
(90) سير أعلام النبلاء ، ج4،ص588.
(91) وفيات الأعيان ،ج2،ص72.
======================
المراجع :
المعارف ، تأليف أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)، تحقيق ثروت عكاشة،الطبعةالثانية، 1992 م،الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
وفيات الأعيان ، تأليف أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان البرمكي الإربلي (المتوفى: 681هـ)،المحقق إحسان عباس،الناشر دار صادر – بيروت.
تذكر الحفاظ ، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)،الجزء الأول ،الطبعة الأولى، 1419هـ- 1998م،دار الكتب العلمية بيروت-لبنان.
الثقات ،تأليف محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي،الطبعة: الأولى، 1393 ه = 1973،دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند.
كتاب السنن الكبرى ، تأليف أحمد شعيب النسائي ، الجزء الأول ، الأولى، 1421 هـ - 2001 م، مؤسسة الرسالة – بيروت.
سنن الدارقطني ،تأليف أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي الدارقطني (المتوفى: 385هـ)،تحقيق شعيب الارنؤوط، حسن عبد المنعم شلبي، عبد اللطيف حرز الله، أحمد برهوم،الأولى، 1424 هـ - 2004 م،مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان.
سير أعلام النبلاء، تأليف شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)،تحقيق مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط،الطبعة الثالثة، 1405 هـ / 1985 م،مؤسسة الرسالة.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن،تأليف محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي،الطبعة الأولى، 1422 هـ - 2001 م،دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان.
تفسير أبي حاتم ،تأليف أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ)،المحقق أسعد محمد الطيب، الطبعة الثالثة ،مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية.
تاريخ الإسلام ، تأليف شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)،المحقق الدكتور بشار عوّاد معروف،الطبعة الأولى، 2003 م،دار الغرب الإسلامي.( المكتبة الشاملة ) .
ميزان الإعتدال ،تأليف شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)،تحقيق علي محمد البجاوي، الطبعة الأولى، 1382 هـ - 1963 م،دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت – لبنان.( المكتبة الشاملة ) .
سنن أبي داود ،تأليف سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي،المحقق محمد محيي الدين عبد الحميد،المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، (المكتبة الشاملة ).
صفة الصفوة ، تأليف جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)،المحقق أحمد بن علي،الطبعة 1421هـ/2000م،الناشر دار الحديث، القاهرة، مصر.
حلية الأولياء ،أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى: 430هـ)، السعادة - بجوار محافظة مصر، 1394هـ - 1974م، ( المكتبة الشاملة ) .
المصنف ،تأليف أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ)،المحقق: كمال يوسف الحوت،الطبعةالأولى، 1409،مكتبة الرشد – الرياض.
السنن الكبرى للبيهقي ،تأليف أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)،المحقق : محمد عبد القادر عطا،الثالثة، 1424 هـ - 2003 م،دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
موقع الشيخ العلامة عبد المحسن العباد بطلان نسبتها للحسن البصري ، مقال له في موقعه بعنوان : كلمات حول الآثار الغير مشروعة في مكة.
تهذيب التهذيب ،تأليف :أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)،الطبعة الأولى، 1326هـ،مطبعة دائرة المعارف النظامية، الهند، ( المكتبة الشاملة) .
الطبقات الكبرى لابن سعد، تأليف :أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ)،تحقيق:محمد عبد القادر عطا،الطبعةلأولى، 1410 هـ - 1990 م،دار الكتب العلمية - بيروت، ( الشاملة) .
الملل والنحل ،أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبى بكر أحمد الشهرستاني (المتوفى: 548هـ)،المحقق: أحمد فهمي محمد ،ج1،الطبعة الثانية ،دار الكتب العلمية،بيروت - لبنان.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن،تأليف محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي،الطبعة الأولى، 1422 هـ - 2001 م،دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان،مركز البحوث الإسلامية ، الجيزة .
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ، تأليف أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر،تحقيق مصطفى العلوي ومحمد البكري ، الجزء الرابع والعشرون ،الطبعة عام 1387 هـ،وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب.نسخة اسلام ويب .
نيل الأوطار ،تأليف محمد علي الشوكاني ، كتاب الفرائض، الجزء السادس ،الطبعة الأولى ،دار الحديث ، القاهرة .( اسلام ويب ) .
شرح سنن ابن ماجة : تأليف علاء الدين مغلطاي ، تحقيق كامل عويضة،المجلد الأول ، الطبعة الأولى ،1419،مكتبة نزار مصطفى الباز ،مكة المكرمة ، السعودية .
الأعلام للزركلي ،تأليف خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (المتوفى: 1396هـ)،الطبعة لخامسة عشر - أيار / مايو 2002 م،الناشر دار العلم للملايين،بيروت -لبنان.