دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الثاني 1440هـ/27-12-2018م, 02:41 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السادس عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 23-32)




حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:

1: من أُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم: {إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني} الآية.
2: المراد بالكتاب في قوله تعالى:
{يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم}.





تعليمات الإجابة على المسائل:
هذا التطبيق مطلوب تقديمه في صورة خطوات منفصلة كالتالي:
أولا: ذكر مراجع البحث مرتّبة على مراتب مراجع الأقوال في التفسير.
ثانيا:
استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
ثالثا: تخريج الأقوال.
رابعا: توجيه الأقوال.
خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.



تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1440هـ/29-12-2018م, 01:27 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

حرّر القول

: من أُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم: {إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني} الآية.

هذه المسألة تفسيرية لها علاقة بأسباب النزول
من المرتبة الثانية : كتب التفسير في جوامع الأحاديث .
-الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)
- من المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة
: 1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري (ت: 310هـ)
2-
تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)
3-
معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ)
4-
تفسير أبي إسحاق الثعلبي(ت427)
-
التفسير الوسيط للواحدي . (468هـ)
-التفسير البسيط للواحدي(468هـ)
- ومن المرتبة الرابعة : التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها .
تفسير ابن المنذر النيسابوري(ت:318هـ)
من المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير :
1..
المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
2. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
3. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(ت:671هـ).
4. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ).


-كتب التخريج
--تفسري الطبري (310)
-تفسير ابن المنذر . (:319)
- تفسير القرآن العظيم ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (327ه)ـ
-تفسير الثعلبي ( 427)
تفسير السيوطي ،جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت911هـ)

كتب أسباب النزول
-أسباب النزوول الواحدي، (468هـ)
-العجاب في بيان الأسباب ابن حجر (852.)
-لباب النقول في أسباب النزول السيوطى ( 911)
-الاستيعاب في بيان الأسباب سليم بن عيد الهلالي

كتب إضافية:


سيرة ابن هشام ..(ت: 213هـ)
مختصر قواعد التفسير د. خالد السبت
مختصر قواعد الترجيح عند المفسرين د. حسن الحربي




هذه المسألة تفسيرية لها علاقة بأسباب النزول

اختلف في تعين الذين خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم على أقوال

القول الأول: قريش..
ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقف على قريش ، وقد نصبوا أصنامهم يسجدون لها ، فقال : ( يا معشر قريش لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم ) ، فقالوا : يا محمد ، إنما نعبد هذه حبا لله ، ليقربونا إلى الله زلفى ، فنزلت هذه الآية
القائلون به: رواه الضحاك ، عن ابن عباس .


تخريج الأقوال:
ذكره الثعلبي والبغوي و الواحدي في أسباب النزول
قال الثعلبي في تفسيره :.. وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قريش وهم في المسجد الحرام ، وقد نصبوا أصنامهم وعلَّقوا عليها بيض النعام وجعلوا في آذانها السيوف وهم يسجدون لها . فقال : يا معشر قريش واللَّه لقد خالفتم ملَّة أبيكم إبراهيم وإسماعيل ، ولقد كانا على الإسلام . فقالت له قريش : يا محمَّد إنَّا نعبدها حبَّاً لله ، ليقرّبونا إلى الله زلفى ، فقال الله تعالى : قل يا محمّد إنْ كنتم تحبّون الله وتعبدون الأصنام ليقرّبوكم إليه فاتبعوني يحببكم اللَّه ، وأنا رسوله إليكم وحجتَّه عليكم وأنا أولى بالتعظيم من الأصنام .
ا


القول الثاني: اليهود
ذلك أن اليهود قالوا : نحن أبناء الله وأحبّاؤه ، فنزلت هذه الآية ، فعرضها النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ، فلم يقبلوها
القائلون به: رواه أبو صالح عن ابن عباس .
تخريج الأقوال:
ذكره الثعلبي والواحد في أسباب النزول.
وَرَوَى الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الْيَهُودَ لَمَّا قَالُوا:
نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ. فَلَمَّا نَزَلَتْ عَرَضَهَا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عَلَى الْيَهُودِ، فَأَبَوْا أَنْ يَقْبَلُوهَا.
ا


القول الثالث: نصارى نجران
قالوا : إنما نقول هذا في عيسى حبا لله ، وتعظيما له ، فنزلت هذه الآية .
القائلون به: ذكره ابن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، واختاره أبو سليمان الدمشقي كما ذكر ذلك ابن الجوزي ؛ واختاره أيضا الطبري


تخريج الأقوال:
أما قول محمد بن جعفر بن الزبيرفقد أخرجه الطبري من طريق محمد ابن إسحاق عنه
حدث ابن جرير قال ..حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير . { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ } أي إن كان هذا من قولكم يعني في عيسى حبا لله وتعظيما له { فَاتّبِعُونِي يُحبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } أي ما مضى من كفركم { وَاللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .
وذكره الثعلبي والواحدي في أسباب النزول
-..روى محمد بن إسحاق عن محمَّد بن جعفر عن الزبير : قال : نزلت في نصارى أهل نجران وذلك أنَّهم قالوا : إنَّا نعظم المسيح ونعبده حبَّاً لله سبحانه وتعظيماً له ، فقال الله : قل يا محمّد : إنْ كنتم تحبّون الله وكان عظيم قولكم في عيسى حبّاً لله سبحانه وتعالى وتعظيماً له فاتَّبعوني يحببكم اللَّه ، أي : اتَّبعوا شريعتي وسنتي يحببكم اللَّه ، .





القول الرابع: لقوم ادعوا محبة الله
القائلون به: قاله الحسن ، وابن جريج .


قال الحسن : قال قوم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنا نحب ربنا فأنزل الله :.. ( يا محمد ) ( أن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ ) ( كما زعمتم ) ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) .

تخريج الأقوال:
أما قول الحسن فقد أجره الطبري من طريق بكر بن الأسود عنه
حدث الطبري قال .."حدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، عن بكر بن الأسود ، قال : سمعت الحسن يقول : قال قوم على عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم : يا محمد إنا نحبّ ربنا ! فأنزل الله عزّ وجلّ : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ فَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللّهَ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } فجعل اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه ، وعذاب من خالفه .

و أجرجه الطبري و ابن أبي حاتم من طريق أبي بكر الحنفي عن عباد ابن منصور

حدث الطبري قال:. حدثني محمد بن سنان ، قال : حدثنا أبو بكر الحنفي ، قال : حدثنا عباد بن منصور ، عن الحسن في قوله : { إِنْ كُنْتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ } . . . الاَية ، قال : إن أقواما كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعمون أنهم يحبون الله ، فأراد الله أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل ، فقال : { إِنْ كُنْتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ } . . . الاَية . كان إتباع محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا لقولهم .
حدث ابن أبي حاتم قال: حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محكم ، ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عباد بن منصور قال : سألت الحسن عن قوله : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } قال : نعم ، إن أقواما كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعمون أنهم يحبون الله ، فأراد أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل فقال : { إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } قال : اتباع محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا لقولهم

وأخرجه الطبري وابن المنذر والآجري وابن بطة من طريق عبيد الناجي عنه

حدث الطبري قال..حدثني المثنى ، قال : حدثنا عليّ بن الهيثم ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، عن أبي عبيدة ، قال : سمعت الحسن ، يقول : قال أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا محمد إنا لنحبّ ربنا ! فأنزل الله جلّ وعزّ بذلك قرآنا : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ فَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } فجعل الله إتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه ، وعذاب من خالفه

حدث ابن المنذر قال ..- حدثنا زكريا قال : حدثنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، قال : حدثنا أبو عبيدة الناجي ، عن الحسن في حديث ذكره بطوله : قال : وقال أقوام على عهد نبيهم : والله يا محمد إنا لنحب ربنا ، فأنزل الله عز وجل في ذلك قرآنا فقال : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم } فجعل الله أتباع نبيه صلى الله عليه وسلم علما لحبه ، وكذب من خالفها 3 ، ثم جعل على كل قول دليلا من عمل يصدقه أو يكذبه ، فإذا قال العبد قولا حسنا وعمل عملا حسنا رفع الله قوله بعمله ، وإذا قال العبد قولا حسنا وعمل عملا سيئا ، رد الله القول على العمل ، وذلك في كتابه { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } .


حدث الآجريفي كتاب الشريعة: قال.. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: نَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ قَوْمٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا لَنُحِبُّ رَبَّنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ قُرْآنًا: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31] فَجَعَلَ اتِّبَاعَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَمًا لِحُبِّهِ، وَكَذَّبَ مَنْ خَالَفَهُ..."

حدث ابن بطة في الإبانة الكبرى: ..حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ , أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ , يَقُولُ: قَالَ قَوْمٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا لَنُحِبُّ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]. فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اتِّبَاعَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَمًا لِمَحَبَّتِهِ , وَأَكْذَبَ مَنْ خَالَفَهُ , ..
والحديث له وجود في كتب الاعتقاد وكتب المصنفات فقد أخرجه إسماعيل الصفار في مصنفه والأصبهاني في كتابه الحجة اللالكائي في أصول الاعتقاد


-قال إسماعيل الصفار : حدثنا عباس بن محمدٍ: حدثنا عمرو بن طلحة: حدثنا عامر بن يسافٍ، عن حوشبٍ، عن الحسن قوله عز وجل: {قل إن [ص:332] كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، فكان علامة حبهم إياه اتباع سنة رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

-حدث الاصبهاني قال: قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن حَيَّان، نَا عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عقبَة، نَا عَبَّاس ابْن مُحَمَّد، نَا عَمْرو بْن طَلْحَة، نَا عَامر بْن يسَاف عَن حَوْشَب عَنِ الْحسن فِي قَوْله تَعَالَى: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يحببكم الله} فَكَانَ عَلامَة حبه إِياهم اتِّبَاع سنة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -..ذكر الِاعْتِصَام بِالسنةِ وَأَنه النجَاة

- حدث اللالكائي: قال أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ , أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ , ثنا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ , ثنا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ , عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] قَالَ: «وَكَانَ عَلَامَةُ حُبِّهِ إِيَّاهُمُ اتِّبَاعَ سُّنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

وأخرجه أبو إسحاق في كتابه المحبة وأبو حاتم في الزهد من طريق مبارك بن فضالة عنه

حدث أبو إسحاق قال :. ثنا سعيد بن سليمان ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن قال: كان ناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: يا رسول الله. إنا نحب ربنا عز وجل حباً شديداً. فأحب الله تعالى أن يجعل لحبه علماً فأنزل الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفورٌ رحيمٌ}.

حدث أبو حاتم : قال .. حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ، عَنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنُحِبُّ اللَّهَ، فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ لِحُبِّهِمْ إِيَّاهُ عِلْمًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبَعُونِي} [آل عمران: 31] الْآيَةَ

أما قول ابن جريج أخرجه الطبري من طريق الحجاج عنه وأخرجه وابن المنذر من طريق ابن الثور عنه

حدث الطبري :قال :.. حدث أحدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج قوله : { إِنْ كُنْتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ فاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهَ } قال : كان قوم يزعمون أنهم يحبون الله ، يقولون : إنا نحبّ ربنا ، فأمرهم الله أن يتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، وجعل إتباع محمد علما لحبه .
حدث ابن المنذر :.قال ..: حدثنا علي بن المبارك ، قال : حدثنا زيد ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن ابن جريج في قوله عز وجل : { إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } قال : كان أقوام يزعمون أنهم يحبون الله بقول : إنا نحب ربنا ، فأمرهم الله جل وعز أن يتبعوا محمدا ، وجعل أتباع محمد صلى الله عليه وسلم علما لحبه .



ا
القول الخامس:.المراد بهم المؤمنين
القائلون به: محمد ابن إسحاق
قال ابن هشام في السيرة:.."..ثُمّ وَعَظَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَذّرَهُمْ، ثُمّ قَالَ: قُلْ: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ، أى: إن كَانَ هَذَا مِنْ قَوْلِكُمْ حَقّا، حُبّا لِلّهِ وَتَعْظِيمًا لَهُ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، أَيْ: مَا مَضَى مِنْ كُفْرِكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. "
قال القرطبي:.. وروي أن المسلمين قالوا : يا رسول الله ، والله إنا لنحب ربنا ، فأنزل الله عز وجل : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني

تخريج الأقوال:

أما قول محمد ابن إسحاق فقد رواه ابن المنذر من طريق زياد عنه
حدث ابن المنذر قال:..حدثنا زكريا ، قال : حدثنا عمرو ، قال : أخبرنا زياد ، عن محمد ابن إسحاق ، قال : وعظ الله المؤمنين وحذرهم فقال : { إن كنتم تحبون الله } أي : إن كان هذا من قولكم حبا لله وتعظيما له { فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } لما مضى من كفرهم ، { والله غفور رحيم }


المناقشة:
الذي يظهر أن اختلاف المسألة راجع إلى تعدد المرويات في سبب نزول الآية . وأسباب النزول لها حكم الرفع؛ فالقول فيها متوقف على النقل والسماع
. وعند تعدد المروايات يجب النظر والتحقق فيها لأجل بيان وتمحيص الثابت من تلك المرويات عن غيرها.
قال الدكتور خالد السبت في كتابه قواعد التفسير: " قاعدة:..إذا تعددت المرويات في سبب النزول، نُظر إلى الثبوت، فاقتُصر على الصحيح، ثم العبارة، فاقتُصر على الصريح، فإن تقارب الزمان حُمل على الجميع، وإن تباعد حُكم بتكرار النزول أو الترجيح.:
فمرجع المسألة حديثية بحثة..
فالواجب في هذه الحال دراسة أسانيد المرويات...-وهذا العلم لا أحسنه.-
فرجعت إلى الكتب التي اعتنت بتخريج أحاديث و مرويات أسباب النزول فرجعت إلى كتاب والعجاب في بيان الأسباب و الاستيعاب في بيان أسباب .

- السند الأول : .. جويبر عن الضحاك عن ابن عباس هذا السند ضعيف لا تقوم به الحجة لأسباب.
أولا: وجود الانقطاع بين الضحاك وابن عباس فالضحاك لم يسمع من ابن عباس فجل مروياته عن ابن عباس من طريق سعيد ابن جبير
- الثاني: جويبر ضعيف جدا..
- الثالث: سورة آل عمران مدنية وهذه القصة حدثت في مكة.
قال ابن حجر": " .. وهذا من منكرات جويبر فإن آل عمران مدنية، وهذه القصة إنما كانت بمكة قبل الهجرة، ولعل الذي نزل فيهما في أوائل الزمر."

- السند الثاني : ... رواية الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . فهذه أيضا رواية ضعيفة لا حجة فيها .لأن الكلبى متهم بالكذب..قال في الاستيعاب :فالحديث موضوع"
-السند الثالث :أما حديث ابن جريج؛ قال في الاستيعاب "ضعيف جدا"
لأن ابن جريرج : معروف بالتدليس عن الكذابين والضعفاء.

-السند الرابع: أثر الحسن-رحمه الله- هو أيضا ضعيف لأنه مرسل فالحسن-رحمه الله- من التابعين .
السند الخامس: حديث محمد ابن إسحاق الذي رواه ابن المنذر هو أيضا لا تقوم به الحجة لأنه حديث معضل
السند الخامس:
حديث محمد بن جعفر بن الزبير ؛ سكت عنه ابن حجر في العجاب و كذا صاحبا الاستيعاب. لم يذكروه لا بالقبول ولا بالرد.
وبحثت عنه؛ فلم أجده في كل كتب أحديث الموجودة على المكتبة الشاملة..

-و ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى ضعف أثر الحسن - رحمه الله- تعالى و رجح قول محمد بن جعفر بن الزبير.- أن المراد بالذين أمر النبي صلى لله عليه وسلم أن يقول لهم " إن كنتم تحبون الله " هم نصارى وفد نجران.-..لأنه القول الذي يوافق سياق الآية
وترجيح ابن جرير لقول محمد بن جعفر بن الزبير ليس لأجل صحة الأثر بل لأن هذا القول أوفق وأليق بسياق الآية...فسياق الآية كان في ذكر نصارى وفد نجران والرد على شبهاتهم وما ادعوه في عيسى ابن مريم
وهذا الترجيح فيه إعمال للقاعدة التفسيرية القائلة: " إدخال الكلام في معاني ما قبله وما بعده أولى من الخروج به عنهما إلا بدليل يجب التسليم له.
وقول بأن هذا أولى الأقوال لمعنى الآية لا يمنع من دخول غيره في الآية
فلفظ الآية عام والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
فالآية ميزان و مقياس لكل من يدعى حب الله يقال له إن كنت صادقا فاتبع النبي صلى الله عليه وسلم
وكما قال الشنقيطي: " يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة للَّه ورسوله صلى الله عليه وسلم هي اتباعه صلى الله عليه وسلم ، فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر ؛ إذ لو كان محبًا له لأطاعه ، ومن المعلوم عند العامة أن المحبة تستجلب الطاعة..اهـ
وهذا عام لكل أحد. والله أعلم

*****

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1440هـ/1-01-2019م, 10:48 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة آل عمران

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
2: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم}.

هذه المسألة تفسيرية ولمعناها علاقة بسبب النزول
أولا : مراجع البحث :
كتب جوامع الحديث :
- صحيح البخاري 256 هـ
- صحيح مسلم 261 هـ
- سنن أبي داود السجستاني 275 هـ

تفاسير مسندة تخرج أقوال السلف :
- ابن جرير الطبري 310 هـ
- ابن أبي حاتم 327 هـ

تفاسير تنقل أقوال السلف :
- الكشف والبيان للثعلبي 427 هـ
- النكت والعيون للماوردي 450 هـ
- معالم التنزيل للبغوي 516 هـ
- زاد المسير لابن الجوزي 597 هـ
- أحكام القرآن للقرطبي 671 هـ
- تفسير ابن كثير 774 هـ
- الدر المنثور السيوطي 911هـ
- فتح القدير للشوكاني 1250 هـ

تفاسير تحرر أقوال المفسرين :
- المحرر الوجيز لابن عطية 542 هـ
- التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ

كتب تتناول أسباب النزول :
- أسباب النزول للواحدي 468 هـ
-العجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني 852 هـ
- لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي 911هـ

ومن التفاسير اللغوية والبيانية :
- تفسير معاني القرآن لأبي إسحق الزجاج 311 هـ
- تفسير نظم الدرر للبقاعي 885 هـ
- تفسير أبي السعود 982 هـ
- تفسير روح المعاني للآلوسي 1270 هـ

مصادر أخرى :
- تفسير مقاتل بن سليمان ( 150 هـ) دراسة وتحقيق عبد الله محمود شحاتة .
- سير أعلام النبلاء للذهبي 748 هـ

ثانيا : الأقوال الواردة ونسبتها
قال تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ [آل عمران 23]
في هذه الآية تعريض بأهل الكتاب ( اليهود تحديدا ) لإعراضهم عن الاحتكام لكتاب الله ، فهم يدعون أنهم متمسكون بالكتاب واوتوا علما منه ثم إذا دعوا لشرعه ليحكم بينهم تولوا وأعرضوا ..

اختلف المفسرون في تحديد المراد ب( كتاب الله ) إلى قولين رئيسين :
1- الأول : أن الكتاب الذي دعوا للاحتكام إليه هو القرآن
قال بذلك قتادة وابن جريج وروي عن السدي

- وذكر ابن الجوزي والماوردي أنه قول الحسن وقتادة ولم أجده للحسن فيما بحثت فيه

2- الثاني : أن الكتاب هو التوراة
روي ذلك عن : ابن عباس
قال ابن جرير : فقال بعضهم: هو التّوراة دعاهم إلى الرّضا بما فيها، إذ كانت الفرق المنتحلة الكتب تقرّ بها وبما فيها أنّها كانت أحكام اللّه قبل أن ينسخ منها ما نسخ.

وذكر ابن كثير قولا ثالثا في تفسيره وهو أن الكتاب الذي دعوا للاحتكام إليه هما التوراة والإنجيل ..
ولم أجد قوله في أقوال السلف


واختلف في سبب تنازعهم ودعوتهم لذلك فقيل أن :
- تنازعهم كان في صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- وقبل في دين الإسلام وهو كالأول
- وقيل في أمر خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام وأنه كان حنيفا مسلما لا يهوديا ولا نصرانيا
- وقيل بل في حد من حدود الله ( رجم الزانيين )
كما سيذكر في الروايات تاليا

ثالثا : تخريج الأقوال
1- من قال أن ( كتاب الله ) الذي دعوا للاحتكام إليه هو القرآن :
🔹أما قتادة :
فقد روى الطبري عن سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون} أولئك أعداء اللّه اليهود، دعوا إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم، وإلى نبيّه ليحكم بينهم وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل، ثمّ تولّوا عنه وهم معرضون.

- وروى الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما عن عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن قتادة: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب} الآية، قال: هم اليهود دعوا إلى كتاب اللّه وإلى نبيّه، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم، ثمّ يتولّون وهم معرضون.

- وذكر السيوطي مثل ذلك عن ابن حميد وابن المنذر عن قتادة

🔹وأما ابن جريج :
- روى الطبري عن حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم} قال: كان أهل الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم بالحقّ يكون وفي الحدود، وكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يدعوهم إلى الإسلام، فيتولّون عن ذلك

🔹الضحاك عن ابن عباس :
وقد ذكر العسقلاني في العجاب في بيان الأسباب : وقع في تفسير جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في هذه الآية قال جعل الله القرآن حكما فيما بينهم وبين رسول الله فحكم القرآن على اليهود والنصارى أنهم على غير الهدى فأعرضوا عنه وهم يجدونه مكتوبا عندهم
- وذكر مثله البغوي في معالم التنزيل

2- من قال أن ( كتاب الله ) هو التوراة :
قال الزجاج : و{يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم} أي: يدعون إلى كتاب الله الذي هم به مقرون، وفيه ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - والإنباء برسالته.

🔹أما ابن عباس :
روي هذا القول عن ابن عباس بروايات مختلفة لاختلاف ما ورد في نزوله من مناسبات وأسباب مختلفة لتنازعهم :
أ. النزاع في إبراهيم عليه السلام وكونه حنيفا مسلما لا يهوديا :
فقد روى الطبري عن سعيد بن جبيرٍ وعكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيت المدراس على جماعةٍ من يهود، فدعاهم إلى اللّه، فقال له نعيم بن عمرٍو والحارث بن زيدٍ: على أيّ دينٍ أنت يا محمّد؟ فقال: على ملّة إبراهيم ودينه، فقالا: فإنّ إبراهيم كان يهوديًّا، فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فهلمّوا إلى التّوراة فهي بيننا وبينكم، فأتيا عليه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون} إلى قوله: {ما كانوا يفترون}

- كما روى ابن أبي حاتم مثله عن مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ ابن أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ الْمَدَارِسِ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ يَهُودٍ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَالْحَارِثُ بْنُ زَيْدٍ: عَلَى أَيِّ دِينٍ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ؟ فَقَالَ: عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَدِينِهِ. فَقَالَا: فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ يَهُودِيًّا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَهَلُمَّا إِلَى التَّوْرَاةِ فَهِيَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ فَأَبَيَا عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِلَى قَوْلِهِ: وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ "

- ( واختلفت روايتاهما في اسم اليهودي الذي نازع رسول الله ( نعيم بن عمرو في رواية الطبري ، والنعمان بن عمروفي رواية ابن أبي حاتم )
- كما ذكره السيوطي عن ابن إسحق وابن المنذر
- وذكره الواحدي في أسباب النزول عن سعيد وعكرمة عن ابن عباس مثله

▪وقال ابن حجر العسقلاني بعد ذكر الرواية عن ابن إسحاق في المغازي من رواية يونس بن بكير عنه عن محمد عن سعيد وعكرمة عن ابن عباس قال :
أخرجه الطبري وهكذا ذكره الثعلبي عن سعيد وعكرمة عن ابن عباس والصواب أن هذه الرواية ترد دائما بالشك ( سعيد أو عكرمة ) وهو من ابن إسحاق أو من شيخه محمد بن أبي محمد
كما ذكر ابن عطية مثل ذلك

ب. أنهم نازعوا رسول الله في الإسلام وفي صدق نبوته صلى الله عليه وسلم
- وقال عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (قوله تعالى: {أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ أُوتوا نَصيبًا مِّنَ الكِتابِ} الآية
اختلفوا في سبب نزولها فقال السدي: دعا النبي صلى الله عليه وسلم اليهود إلى الإسلام فقال له النعمان بن أوفى: هلم يا محمد نخاصمك إلى الأحبار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بل إلى كتاب الله)) فقال: بل إلى الأحبار فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وذكر مثلها ابن حجر في العجاب ...
وذكر هذه الرواية عن السدي ابن الجوزي في زاد المسير

- وقد ذكر ابن حجر العسقلاني في العجاب في بيان الأسباب قال : وقال مقاتل بن سليمان نزلت في كعب بن الأشرف وكعب بن أسيد ومالك بن الصيف ونعمان بن أبي أوفى وبحري بن عمرو وأبو نافع بن قيس وأبو ياسر بن أخطب وذلك أن النبي قال لهم أسلموا فقالوا نحن أهدى وأحق بالهدى منكم وما أرسل الله نبيا بعد موسى فقال : أخرجوا التوراة نتبع نحن وأنتم ما فيها فأبوا فنزلت هذه
وذكر ذلك ابن الجوزي في زاد المسير قال: أنها نزلت في جماعة من اليهود، دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فقالوا: نحن أحق بالهدى منك، وما أرسل الله نبياً إلا من بني اسرائيل. قال: فأخرجوا التوراة، فإني مكتوب فيها أني نبي، فأبوا، فنزلت هذه الآية،
قاله مقاتل بن سليمان.

▪ومقاتل بن سليمان لا تقبل روايته للحديث وأجمعوا على تركه كما سيأتي .

- وذكر ابن عطية عن النقاش : «أنها نزلت لأن جماعة من اليهود أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فقال لهم النبي عليه السلام: «هلموا إلى التوراة ففيها صفتي» فأبوا».

ج. أنهم نازعوه في حد الرجم
ذكر الواحدي في أسباب النزول ؛ وابن حجر العسقلاني في ( العجاب في بيان الأسباب ) وابن الجوزي في زاد المسير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن الآية نزلت في الرجل والمرأة اليهوديين اللذين زنيا فكره اليهود رجمهما لشرفهما فرفعوا أمرهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، رجاء أن يكون عنده رخصة، فحكم عليها بالرجم، فقالوا: جرْت علينا يا محمد، ليس علينا الرجم. فقال: بيني وبينكم التوراة، فجاء ابن صوريا، فقرأ من التوراة، فلما أتى على آية الرجم، وضع كفه عليها، وقرأ ما بعدها، فقال ابن سلام: قد جاوزها، ثم قام، فقرأها، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، باليهوديِّين، فرجما، فغضب اليهود. فنزلت هذه الآية.
وهذا اللفظ الذي ذكره ابن الجوزي ..

والكلبي متهم بالكذب ، لذا لا يعول على روايته في أنها سبب نزول هذه الآية ، وإن كانت القصة نفسها قد وردت في الصحيح

- فقد روى البخاري قال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ ؟ " فَقَالُوا : نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : كَذَبْتُمْ، إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ. فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : ارْفَعْ يَدَكَ. فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَالُوا : صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ، فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ. فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ عَلَى الْمَرْأَةِ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ.

- كما روى مسلم في صحيحه قال : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى أَبُو صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ قَدْ زَنَيَا، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ يَهُودَ، فَقَالَ : " مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى مَنْ زَنَى ؟ " قَالُوا : نُسَوِّدُ وُجُوهَهُمَا، وَنُحَمِّلُهُمَا، وَنُخَالِفُ بَيْنَ وُجُوهِهِمَا، وَيُطَافُ بِهِمَا. قَالَ : " فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ". فَجَاءُوا بِهَا، فَقَرَءُوهَا حَتَّى إِذَا مَرُّوا بِآيَةِ الرَّجْمِ وَضَعَ الْفَتَى الَّذِي يَقْرَأُ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، وَقَرَأَ مَا بَيْنَ يَدَيْهَا، وَمَا وَرَاءَهَا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مُرْهُ فَلْيَرْفَعْ يَدَهُ. فَرَفَعَهَا، فَإِذَا تَحْتَهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرُجِمَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُمَا، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَقِيهَا مِنَ الْحِجَارَةِ بِنَفْسِهِ.


كما روى أبو داود نحو روايتيهما ...

فليس في روايتيهما أنها سبب لنزول هذه الآية ، كما أن روايتيهما من طريق نافع عن ابن عمر ... وليس عن أبي صالح عن ابن عباس والله أعلم .

رابعا: توجيه الأقوال.
1- الأول أن المراد بكتاب الله هو القرآن
يتوجه هذا القول بعدة أمور منها :
▪بكون القرآن هو كتاب الله الذي يرجع إليه عند الاختلاف وهو الذي جعله الله حكما ومرجعا ، وهو الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنحيل ؛ فهم يعلمون صدقه وأنه كتاب الله
- كما روي عن ابن عباس : جعل الله القرآن حكما فيما بينهم وبين رسول الله فحكم القرآن على اليهود والنصارى أنهم على غير الهدى فأعرضوا عنه وهم يجدونه مكتوبا عندهم

وقال الآلوسي في توجيه القول أنه القرآن :
- لأن ما فيه من أصول الديانة وأركان الشريعة والصفة التي تقدمت البشارة بها موافق لما في التوراة
- أو لأنهم لا يشكون في أنه كتاب الله المنزل على خاتم الرسل

وبين ابن عاشور أن تغاير الأسلوب بين ( أوتوا نصيبا من الكتاب ) و ( يدعون إلى كتاب الله ) والاختلاف في التعريف والتنكير دليل على اختلاف المراد في كل منهما عن الآخر ...فقال : (كتاب الله)القرآن كما في قوله: ( نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب اللَّه وراء ظهورهم) [البقرة 101]. فهو غير الكتاب المراد في قوله: {من الكتاب} كما ينبىء به تغيير الأسلوب. والمعنى: يُدعون إلى اتّباع القرآن والنظرِ في معانيه ليحكم بينهم فيأبون ...

▪وقد رد الطبري على هذا القول بأنهم أي اليهود كانوا بالقرآن مكذبين وبالتوراة بزعمهم مؤمنين فكيف يدعون للاحتكام إلى ما هم به مكذبون ؟!

2- القول أن المراد بكتاب الله التوراة :
يتوجه هذا القول بأمور عدة منها :
- ما ورد من سبب نزول هذه الآية وأن اليهود نازعوا رسول الله في أمور قيل في :
ملة إبراهيم ؛ وقيل في حد الزنى. رويا عن ابن عباس.
وقيل في صحة دين الإسلام، قاله السدي.
وقيل صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي رواية مقاتل بن سليمان
فدعاهم رسول الله للاحتكام إلى كتاب يؤمنون به ويقرون بصدقه ؛ وهو التوراة لا القرآن إذ هم لا يؤمنون به ولا يؤمنون بنبوته عليه السلام
أي إن كنتم تريدون حكما بيننا فهلم التوراة حكم بيننا والتوراة فيها صفة رسول الله ، وفيها بشارة به وبالقرآن ،

والتوراة فيها إقرار بحنيفية إبراهيم عليه السلام وأنه من المسلمين

والتوراة فيها حد الرجم للزاني المحصن ( كما ورد في أحد روايات أسباب النزول أنها في إنكارهم حد الرجم )
وليس في الآية ما يبين سبب منازعتهم رسول الله ودعوتهم لحكم الله ...

قال الطبري : ولا حاجة بنا إلى معرفة ذلك؛ لأنّ المعنى الّذي دعوا إليه هو ممّا كان فرضًا عليهم الإجابة إليه في دينهم، فامتنعوا منه، فأخبر اللّه جلّ ثناؤه عنهم بردّتهم وتكذيبهم بما في كتابهم وجحودهم، ما قد أخذ عليهم عهودهم ومواثيقهم بإقامته والعمل به، فلن يعدوا أن يكونوا في تكذيبهم محمّدًا وما جاء به من الحقّ مثلهم في تكذيبهم موسى وما جاء به، وهم يتولّونه ويقرّون به.

- أن تغير التعبير بين ( الكتاب ) و ( كتاب الله ) ليس دلالة على اختلاف المراد بينهما بل هو للتفنتن والتنويع
- قال ابن عاشور : ويجوز أن يكون كتاب الله عين المراد من الكتاب، وإنّما غير اللفظ تفنّناً وتنويهاً بالمدعوّ إليه، أي يُدعون إلى كتابهم ليتأملوا منه، فيعلموا تبشيره برسول يأتي من بعد، وتلميحَه إلى صفاته.

- وقال البقاعي أن التعبير ب( كتاب الله ) بذكر اسمه الشريف سبحانه والإضافة إليه احتراز عما غيروا وبدلوا من الكتاب ؛ فهم دعوا للاحتكام إلى ما نزل على موسى لا على ما كتبوه بأيديهم .
كما فيه زيادة تقريع وتوبيخ لهم بأنهم أعرضوا عما يعلمون أنه حكم الله وكتابه .

- وقال أبو السعود ان الإظهار في مكان الإضمار ( أي ذكر الكتاب مرة ثانية بدل ذكره بالضمير ( إليه ) ) لإيجاب الإجابة ؛ وإضافته إلى اسم الله لتشريفه وتأكيد وجوب الرجوع إليه .

فهم يعرضون ويتولون عن الكتاب الذي أوتوا نصيبا منه وأقروا به وادعوا أنهم به مؤمنون فهم معرضون عن حكم الله في التوراة مع علمهم لوجوب اتباعها

3- توجيه قول ابن كثير أن المراد بكتاب الله التوراة والإنجيل
أخذ ابن كثير بعموم لفظ الآية لكل أهل الكتاب فأدخل فيهم النصارى وجعل الآية تقريعا لليهود والنصارى وتعجيبا من حالهم ؛ وعلى ذلك أدخل الإنجيل في كتبهم التي دعوا للتحاكم إليها
وقوله صحيح على عموم لفظ الآية أي أن حال النصارى مع الإنجيل كحال يهود مع التوراة من رفض التحاكم إليه إن كان فيها ما يخالف أهواءهم ، لكنه ليس المقصود من الآية هنا ، فالحديث عن اليهود تحديدا ...

خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.
1- أما القول الأول أن اليهود دعوا للاحتكام إلى القرآن فأبوا وأعرضوا
فقد رجحه الخازن ذلك أن القرآن أخبرهم أنهم على الضلال لا على الهدى فأعرضوا عنه .
كما رجح ابن عاشور أنه القرآن وأن المراد ب( كتاب الله ) غير المراد ب( الكتاب ) ثم ذكر القول الثاني أنه قد يكون المراد بهما واحدا .

- فكما مر في توجيه الأقوال أن القرآن هو الحكم على الكتب كلها وإليه يرجع ويحتكم عند الاختلاف ؛ كما أنه مصدق لما بين يديه من التوراة والإنجيل متفق معهما في أصول الديانة وأسس التشريع ...
لكن ما قاله الطبري يرد على هذا ؛ إذ كيف يدعى اليهود للاحتكام إلى كتاب هم به مكذبون ؛ فإنهم قد علموا صفة رسول الله وكتابه في التوراة لكنهم كفروا به ورفضوا الإقرار لنبوته عليه السلام فكيف يدعوهم بعد ذلك ليقول لهم القرآن حكم بيننا ؛ فإنهم بالتأكيد سيتولون لأنهم به لا يؤمنون ...

- قال الطبري : وقال : وإنّما قلنا: إنّ ذلك الكتاب هو التّوراة؛ لأنّهم كانوا بالقرآن مكذّبين وبالتّوراة بزعمهم مصدّقين، فكانت الحجّة عليهم بتكذيبهم بما هم به في زعمهم مقرّون أبلغ وللعذر أقطع .

2- أما القول الثاني أن كتاب الله الذي دعوا للاحتكام إليه هو التوراة فهو قول أكثر المفسرين كما ذكر ابن الجوزي ، وهو أليق بسياق الآيات ؛ كما أنه مناسب لما ورد من سبب نزول لها ...
وقد رجح هذا القول الطبري وقال أنه أولى بالصواب كما رجحه مكي بن أبي طالب والثعلبي والآلوسي وأبو السعود والبقاعي والشوكاني وذكره ابن عطية كتفسير للآية ثم ذكر أنه قيل أنه القرآن

وإن كان ما ورد من أسباب النزول متكلم في رواتها
🔺أما مقاتل فقد أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء :
قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ - وَأَحْسَنَ -: مَا أَحْسَنَ تَفْسِيْرَهُ لَوْ كَانَ ثِقَةً!
قَالَ البُخَارِيُّ: مُقَاتِلٌ لاَ شَيْءَ البَتَّةَ.
قُلْتُ: أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِهِ.

- وقال الدكتور عبد الله شحاته في دراسته لتفسير مقاتل :
" ونلاحظ أن الثناء على مقاتل يتجه إلى تفسيره للقرآن الكريم، وأحيانا إلى علمه وشخصه.
أما في الحديث فمقاتل متهم غير موثوق به عند أئمة الحديث، رغم أنه قد مر بنا ثناء بعض الأئمة على مقاتل، كالإمام الشافعي وعباد بن كثير، وحماد بن أبى حنيفة، وشعبة، ومقاتل بن حيان، وغيرهم.
غير أن هذا الثناء على مقاتل ليس معناه توثيق مقاتل، بل هو مدح لعلمه ولشخصه، من غير توثيق له- وهناك فرق بين مدحهم للشخص، وقولهم : إنه ثقة.
أما أئمة الحديث ونقاده، فقد اتهموا مقاتلا بالكذب، ومنهم يحيى بن معين، ومحمد بن سعد، والبخاري، والنسائي، وابن حبان )

🔺وأما الكلبي فذكر الذهبي :
العلامة الأخباري أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي المفسر . وكان أيضا رأسا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث .

▪فرواياتهم باعتبارها سببا لنزول الآية غير مسلم بها ولا يعول عليها وإن صحت كرواية من طرق أخرى دون اعتبارها سببا للنزول ...
لكن ما ورد فيها قد حصل في دعوة رسول الله لليهود وجحودهم وإنكارهم ولجاجتهم ...

لكن مع ذلك يبقى لأليق بسياق الآيات والأقطع للحجة وأبلغ في القطع عليهم هو أن يكون ما دعي إليه اليهود الذين أوتوا نصيبا وحظا من علم التوراة هي التوراة نفسها ...
أي يا من أوتيتم حظا من التوراة هلموا نحتكم إليها
وسواء كان الاحتكام في إبراهيم عليه السلام فالتوراة تقر بحنيفيته ، إذ كما قال تعالى ( لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده )
او كان الاحتكام في نبوة محمد عليه الصلاة والسلام فالتوراة مبشرة به ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) ، ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )
أو كان الاحتكام في حد الزنى كما ورد فالرجم موجود عندهم في التوراة
ففي أي الأمور كان الاحتكام فالتوراة كانت شاهدة عليهم لا لهم ؛ وكانت قياما للحجة عليهم ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [المائدة 43]
وقال تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [المائدة 68]

فهذه الآيات تدل على أنهم أمروا بإقامة حكم الله الذي في التوراة ذلك أنهم يدعون الإيمان بها ؛ فلو آمنوا بها حقا واتبعوا ما فيها لصدقوا رسول الله وآمنوا بالقرآن وأقروا بالإسلام ... ولكنهم جحدوا وضلوا وأضلوا واختاروا الكفر على الإيما بغيا وحسدا من عند أنفسهم ...
فكما قال الآلوسي : ( فإن أهل الكتاب إذا عضتهم الحجة فروا إلى الضجة وأعرضوا عن المحجة )

- وأما اختلاف التعبير بين ( الكتاب ) و( كتاب الله ) والإظهار في مقام الإضمار أي قوله كتاب الله بدل ( كتابهم ) فقد سبق بيان توجيه ذلك ودلالته وما يزيد في تقريعهم وتوبيخهم ...

🔸 والذي يظهر لي أن القول الثاني أن كتاب الله هو التوراة هو الراجح والله أعلم
أما قول ابن كثير فهو قد يدخل في هذا القول لكون ما ينطبق على اليهود ينطبق على النصارى لكونهم أهل الكتاب .

أعتذر عن تأخري في الواجبات هذه الفترة ، فأنا في سفر وأجد صعوبة في إيجاد وقت لأداء التطبيقات في وقتها

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 جمادى الأولى 1440هـ/17-01-2019م, 10:36 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 23-32)




أحسنتم، بارك الله فيكم وأيّدكم بتوفيقه.

من أُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم: {إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني} الآية.
1: عقيلة زيان أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


2: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم}.
2: هناء محمد علي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir