س1: ما هي الحنيفية؟ مع ذكر الدليل.
ج: الحنيفية هي ملة إبراهيم عليه السلام التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباعها،قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾, وهي ملة التوحيد، والملة القويمة المستقيمة التي لا ميل فيها، ولا انحراف، وقال: ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ وهي: أن يكونوا مستقيمين على الدين القيم لا يشركون بالله شيئاً، مخلصين العبادة لله جل وعلا, قال الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ .
س2:ما أنواع العبادة؟
ج: العبودية عند جميع العرب أصلها الذلة, فالعبادة لا تكون إلا بتذلل وخضوع, وسمي العبد عبدا لذله لمولاه.
والعبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: عبادة شرعية.
فأما العبادة الكونية:
فهي العبادة العامة لجميع الخلق، كما قال الله تعالى: {إِن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا}، وقال: {أفغير دين الله يبغون ولَه أَسلَم من في السماوات والأرض طَوعا وكرها وإليه يرجعون}, فكل الخلائق ملك لله, لا رب لهم سواه, سواء اعترفوا بذلك أو أنكروه وسواء علموا ذلك أو جهلوه.
وأما العبادة الشرعية:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ).
وهذا يشمل ما شرع للعبد أن يتعبد به في شريعة الإسلام.
وقال ابن جرير: (العبودية عند جميع العرب أصلها الذلة), وهذا بيان لما تكون به العبادة فهي لا تكون إلا بتذلل وخضوع.
ويصحب ذلك في العبادات الشرعية التي أمر الله بها :المحبة والانقياد والتعظيم لله سبحانه.
وتكون العبادة بالقلب واللسان والجوارح.
- والعبادات الشركية والبدعية وإن كان يشملها اسم العبادة لغة وحقيقة من حيث التذلل والخضوع للمعبود، لكنها لا تدخل في العبادة الشرعية لأن الله تعالى لا يحبها ولا يرضاها ولا يقبلها, فهي عبادات باطلة مردودة.
س3:كيف يتحقق التوكل؟
ج: التوكل هوطلب الوكالة من الوكيل، والوَكِيل هو الذي يُسند إليه الأمر ويُفوََّضُ إليه ويعتمد عليه فيه, والمتوكِّل هو المعتمِد المفوِّض.
وحقيقة التوكُّل على الله تعالى: الاعتماد عليه وتفويض الأمر إليه ثقة في حسن تدبيره واعتقاداً بأن النفع والضر بيده وحده سبحانه, ولذك وجب إفراد الله سبحانه بالتوكل.
والتوكل عبادة قلبية, ذات ثواب عظيم؛ قال تعالى: (﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجاً. ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾, وقال: ﴿ومن يتوكل على الله فهو حسبه﴾, والله سبحانه (يحب المتوكلين﴾.
وتحقيق التوكل يكون بأمرين:
- الأول: صدق الالتجاء إلى الله وتفويض الأمر إليه.
- الثاني: اتباع هدى الله جل وعلا بفعل الأسباب التي أذن بها في جلب النفع ودفع الضر.
فمن جمع الأمرين فقد حقق التوكل واتبع رضوان الله.
ومن أمثلة ذلك:
• لما اجتمع هذان الأمران للمؤمنين عقب غزوة أحد كفاهم الله وانقلبوا بنعمة منه وفضل؛ قال تعالى: ﴿الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو الفضل العظيم). • ولما حققهما مؤمن آل فرعون أبقى الله له الذكر الحسن والثناء الكريم؛ قال تعالى: ( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد. فوقاه الله سيئات ما مكروا), فصدق التوكل على الله سبب الحفظ والوقاية من السوء.
فالتوكل إذن يستلزم بذل ما يستطيع العبد من الأسباب التي أذن الله بها وهدى إليها وإلا كان جاهلا مقصرا, ولقد كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون: نحن المتوكلون, فأنزل الله: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾, ولذلك أمر يعقوب عليه السلام بنيه ألا يدخلوا من باب واحد أخذا بالأسباب المانعة من العين, ثم قال : (عليه توكلت وعليه فيتوكل المتوكلون).
- ترك الأخذ بالأسباب مع القدرة هو العجز والكسل وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله منهما.
س4:عرف الخشية والإنابة واذكر دليل كل منهما.
ج: الخشية: هي شدة الخوف المبنية على العلم ، وبذلك فُرق بينها وبين الخوف, وتتضمن التذلل والمحبة والتعظيم والانقياد, وهي أعظم ما يحمل العبد على التقوى خوفا من غضب المعبود وعقابه, أو خوفا من حرمان الفضل والبركات العظيمة.
والخشية تستلزم المحبة والرجاء والخوف, والناس يتفاضلون في الخشية تفاضلا عظيما, فمن كان معه أصل الإسلام فمعه أصل الخشية، وكلما ازداد العبد من الخشية ازداد نصيبه درجات العبودية لله ونيل الفضل والرحمة.
أما ما يطلق عليه لفظ الخشية وهو لا يحمل معاني تعبديه ؛ فهذا حكمه حكم الخوف الطبيعي كالخوف من السباع والطغاة.
والخشية الشركية: كمن من حملته خشيته من فوات بعض حظوظ الدنيا على التعلق بالدنيا حتى يقع في الشرك الأصغر وعبودية الدنيا والعياذ بالله.
فإن حملته عبوديته للدنيا على ارتكاب ناقض من نواقض الإسلام كفر والعياذ بالله.
الدليل على الخشية:
قال تعالى: (فلا تخشوهم واخشوني).
وقال: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
معنى الإنابة:
الإنابة: هي الرجوع والإقبال إلى الله تعالى.
قال قتادة في قوله تعالى: (وأنيبوا إلى ربكم) : أي أقبلوا إلى ربكم.
والإنابة ثمرة خشية الله تعالى وعلامة دالة عليها, وهي سبب للهداية, ومن أحب الله أناب إليه.
والأسباب الحاملة على الإنابة هي المحبة والخوف والرجاء.
الدليل: قوله تعالى: (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له).
س5: بيّن التناسب بين الاستعانة والاستعاذة والاستغاثة.
ج:
الاستعانة: هي طلب الإعانة على تحصيل نفع يرجى وقوعه.
والاستعاذة: هي طلب الإعاذة من ضر يخشى وقوعه.
والاستغاثة: هي طلب الإغاثة لتفريج كربة، فالاستغاثة أخص منهما لأنها تكون عند الشدة.
وهذا الطلب يكون بالقلب والقول والعمل.
والاستعانة أوسع هذه المعاني الثلاثة وهي عند الإطلاق تشملها جميعاً ، فتكون الاستعاذة هي طلب الإعانة على دفع مكروه، والاستغاثة هي طلب الإعانة على تفريج كربة.
والاستعانة من أعظم العبادات وأجلها حتى إنها جعلت قسيمة العبادة في سورة الفاتحة, قال تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين).
فالاستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والاستعاذة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها.
وحاجة العبد إلى الاستعانة بالله تعالى لا تعدلها حاجة ، بل هو مفتقر إليه في جميع حالاته.
قال تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير).
ولا يحصل لعبد نفع في أمر من أمور دينه ودنياه إلا بالله جل وعلا، ولا ينال إلا بإذنه وهدايته ومشيئته. فهو المستعان وحده على كل ذلك.
ويكون لدى بعض الناس ضعف في إخلاص العبادة، وضعف في إخلاص الاستعانة, وكلا التقصيرين لا يحصل لصاحبه طمأنينة قلب ولا سكينة نفس ولا تطيب حياته حتى يحقق هذين الأمرين.