دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الآخرة 1443هـ/16-01-2022م, 02:55 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس أداء التطبيق الأول من تطبيقات مهارات التخريج

التطبيق الأول من تطبيقات مهارات التخريج


اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:


(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).


(2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).

(3) قول عثمان بن عفان رضي الله عنه في تفسير الباقيات الصالحات: (هي لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، والله أكبر، والحمد لله، ولا حول ولا قوّة إلا بالله).

(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.

(5) قول معاذ بن جبل رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {لا انفصام لها} قال: (لا انقطاع لها دون دخول الجنة).

(6) قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).

(7) قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الأمة: الذي يعلم الخير، والقانت: المطيع لله ولرسوله).



تعليمات:
- ننصح بمراجعة دروس المهارات المتقدمة في التفسير خاصة درس تخريج أقوال المفسرين وتوجيه الأقوال.
- ننصح بقراءة رأس السؤال جيدًا، والمطلوب في التطبيقات يختلف من مجلس لآخر.
- ننصح بمراجعة تطبيقاتكم على دورة المهارات المتقدمة في التفسير، ومراجعة ملحوظات التصحيح واستدراكها في هذه التطبيقات بإذن الله.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد 27 جمادى الآخرة، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.


نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 جمادى الآخرة 1443هـ/29-01-2022م, 10:06 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).
قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ، وابن أبي عاصم في سنته، وابن جرير الطبري، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، والآجري في كتاب "الشريعة"، والدارقطني في كتاب "رؤية الله"، وبن مَنْدَه في كتابه "الرد على الجهمية" من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي عنه من وجوه.
ورواية وعامر بن سعد البجلي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرسلة، فإنه لم يدركه.
وقال الدارقطني في "العلل الواردة في الأحاديث النبوية": والمحفوظ من ذلك قول إسرائيل ومن تابعه، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبي بكر".
وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية"، وابن جرير الطبري، والدارقطني في كتاب "رؤية الله" من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن سعيد بن نمران عنه.
لا شك أن مثل هذا القول مما لا مجال للاجتهاد فيه، فيكون بقوة المرفوع.
وقد أخرج الطيالسي في "مسنده"، والإمام أحمد، ومسلم، وابن ماجه، والترمذي في "جامعه"، والدارمي في "الرد على الجهمية"، وابن أبي عاصم في سنته، والبزار في "مسنده"، والنسائي في "الكبرى"، والطبري، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، وابن حبان في "صحيحه"، والآجري في كتاب "الشريعة"، والدارقطني في كتاب "رؤية الله"، وبن مَنْدَه في "الإيمان"، والثعلبي في تفسيره، والبيهقي في "الأسماء والصفات"، والواحدي في "الوسيط"، والبغوي في تفسيره كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد: إن لكم عند الله موعدا، قالوا: ألم يبيض وجوهنا وينجنا من النار ويدخلنا الجنة؟ قالوا: بلى، فيكشف الحجاب، قال: فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه)). رووه بألفاظ متقاربة، وهذا لفظ الترمذي.
وقال البيهقي في "الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث": وروينا في إثبات الرؤية عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وأبي موسى وغيرهم رضي الله عنهم، ولم يرو عن أحد منهم نفيها، ولو كانوا فيه مختلفين لنقل اختلافهم إلينا، وكما أنهم لما اختلفوا في الحلال والحرام والشرائع والأحكام نقل اختلافهم في ذلك إلينا، وكما أنهم لما اختلفوا في رؤيته بالأبصار في الدنيا نقل اختلافهم في ذلك إلينا، فلما نقلت رؤية الله بالأبصار عنهم في الآخرة ولم ينقل عنهم في ذلك اختلاف يعني في الآخرة كما نقل عنهم فيها اختلاف في الدنيا علمنا أنهم كانوا على القول برؤية الله بالأبصار في الآخرة متفقين مجتمعين، وبالله التوفيق.
قال الواحدي في "الوسيط": "قال حوثرة في أثر هذا الحديث: "كنا نسمع حمادا يحدث بهذه الأحاديث على رءوس الناس فلا ينكرونها حتى جاء قوم يزعمون أن الله عز وجل لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة وكذبوا"".
وبهذا تبين أن قول أبي بكر هذا مبني على التفسير النبوي، وعلى الإجماع.

(2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).
أخرج فول عمر بن الخطاب هذا عبد الرزاق في تفسيره، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطبري، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"شعب الإيمان" عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عنه من طرق.
وذكره أيضا ابن حجر العسقلاني في "المطالب العالية" وقال: "هذا إسناد صحيح".
هذا القول مبني على قراءة "نصوحا" بفتح النون، و"نصوحا" على هذا صفة التوبة. قال الفراء: "والذين قَالُوا: "نَصُوحاً" جعلوه من صفة التوبة، ومعناها: يحدّث نفسه إِذا تاب من ذَلِكَ الذنب ألّا يعود إِلَيْه أبدًا".
ومثله قال الزجاج: "... فمن فتح فعلى صفة التوبة. ومعناه: توبة بالغة في النصح، و"فَعُول" من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف، تقول رجل صبورٌ وَشَكُورٌ، وتوبة نَصُوحٌ".
وهذه كلها يعود إلى أصل اللفظ اللغوي، قال ابن فارس: "(نصح) النون والصاد والحاء: أصل يدل على ملاءمة بين شيئين وإصلاح لهما. أصل ذلك الناصح: الخياط. والنصاح: الخيط يخاط به، والجمع نصاحات، وبها شبهت الجلود التي تمد في الدباغ على الأرض. قال:

فترى القوم نشاوى كلهم ... مثلما مدت نصاحات الربح
ومنه النصح والنصيحة: خلاف الغش. ونصحته أنصحه. وهو ناصح الجيب لمثل، إذا وصف بخلوص العمل، والتوبة النصوح منه، كأنها صحيحة ليس فيها خرق ولا ثلمة..."
وقال السهيلي في "نتائج الفكر في النحو": "نصحت" مأخوذ من قولك: نصح الخائط الثوب: إذا أصلحه وضم بعضه إلى بعض، ثم استعير في الرأي فقالوا: "نصحت له رأيه ".والتوبة النصوح إنما هي لما تمزق من الدين كنصح الثوب..."
وعلى هذا أيضا ابن القيم، فقد جاء في "بدائع الفوائد": "...والتوبة النصوح إنما هي من هذا، فإن الذنب يمزق الدين، فالتوبة النصوح بمنزلة نصح الخياط الثوب إذا أصلحه وضم أجزاءه..."
وإذا عاد العبد إلى المعصية والذنب فكأنه خرقها وشابها بالغش. "فهي إما بمعنى منصوح فيها، كركوبة وحلوبة، بمعنى مركوبة ومحلوبة، أو بمعنى الفاعل، أي: ناصحة كخالصة وصادقة"، كما قاله ابن القيم في "مدارج السالكين".
فكان بيان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، للتوبة النصوح من التفسير باللازم. فكأنه بين شرط كونها نصوحا، وهو العزم على عدم الرجوع إلى الذنب.
ويدل على ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية: " و"نصوح" هي صفة للتوبة وهي مشتقة من النصح والنصيحة. وأصل ذلك هو الخلوص... فالتوبة النصوح هي الخالصة من كل غش، وإذا كانت كذلك كائنة فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه فمن خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب..." (مجموع الفتاوى: 16/57).

(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
قول علي بن أبي طالب هذا أخرجه بن جرير الطبري فقال: "حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال، أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال، أخبرنا حيوة بن شريح قال، أخبرنا أبو صخر: أنه سمع أبا معاوية البجليّ من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكري وهو يقول: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن "يوم الحج الأكبر" فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه يقيم للناس الحج، وبعثني معه بأربعين آية من براءة، حتى أتى عرفة فخطب الناس يوم عرفة، فلما قضى خطبته التفت إليّ، فقال: قم، يا علي وأدِّ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقمت فقرأت عليهم أربعين آية من "براءة"، ثم صدرنا، حتى أتينا مِنًى، فرميت الجمرة ونحرتُ البدنة، ثم حلقت رأسي، وعلمت أن أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة، فطفقت أتتبع بها الفساطيط أقرؤها عليهم. فمن ثَمَّ إخال حسبتم أنه يوم النحر، ألا وهو يوم عرفة".
وأبو الصهباء صهيب البكري ممن تكلم فيهم، ضعفه النسائي، ووثقه ابن حبان.
وهذا القول يبين سبب نشأة القول بأن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر.
قال مكي: "و{يَوْمَ الحج الأكبر}: يوم عرفة؛ لأن علياً يوم عرفة قرأ على الناس أربعين آية من " براءة " بعثه بها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قرأها عليهم في مِنًى لتبلغ جميعهم، فمن ثم قال قوم: "{يَوْمَ الحج الأكبر}"".

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الآخرة 1443هـ/29-01-2022م, 11:26 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

1- قول معاذ بن جبل عن قول الله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
التخريج:
- رواه ابن أبي حاتم في تفسيره، قال: حدّثنا أبي، ثنا سريح بن النّعمان، ثنا ابن الرّمّاح، يعني عمرو بن ميمونٍ، ثنا حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله: فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
- و رواه ابن المنذر كما ذكر السيوطي في الدر المنثور.
- روى مثله ابن جرير عن السدي
الأقوال في المسألة:
قال الماوردي في تفسيره النكت ﴿لا انْفِصامَ لَها﴾ فِيهِ قَوْلانِ:
أحَدُهُما: لا انْقِطاعَ لَها، قالَهُ السُّدِّيُّ.
والثّانِي: لا انْكِسارَ لَها، وأصْلُ الفَصْمِ: الصَّدْعُ.
توجيه القول:
ذكر في كتب اللغة أن من المعاني اللغوية للإنفصام: الانقطاع، يقال فصمت الشيء أفصمه فصما أي قطعته ذكر ذلك و اختاره الزجاج ، و اختاره ابن جرير.
و أيضًا الانفصام من معانيه ؛ الانكسار، و لكنه بلا بينونة، و إذا نفي الأقل فنفي الأكثر أولى و هو الانقطاع
و هو من المبالغة كما ذكر الرزاي في تفسيره.
و القولان يعودان لمعنى واحد أنه لا انقطاع لها، و هذا يدل على التماسك الذي لا يصدعه شيء.

2- قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
هذا القول جزء من الأثر:
(الله نور السماوات وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) قَالَ أبي بن كعب : هُوَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ الإيمان والقرآن في صَدْرِهِ فَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَهُ فَقَالَ: اللَّهُ نُورُ السماوات وَالأَرْضِ فَبَدَأَ بِنُورِ نَفْسِهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ ذَكَرَ نُورَ الْمُؤْمِنِ فَقَالَ: مَثَلُ نُورِ مَنْ آمَنَ بِهِ قَالَ: فَكَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَقْرَؤُهَا: مَثَلُ نُورِ مَنْ آمَنَ بِهِ فَهُوَ الْمُؤْمِنُ جُعِلَ الإِيمَانُ وَالْقُرْآنُ فِي صَدْرِهِ.
التخريج:
- رواه عن أبي جعفر الرازي كلًا من: ابن جرير(311)في تفسيره و ابن أبي حاتم(327) في تفسيره ، و أخرجه عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه وَالْحَاكِم وَصَححهُ كما ذكر السيوطي في في الدر المنثور.
- ما رواه و صححه الحاكم هو ما رُويَ عن ابن عباس و ليس ما روي عن أبي بن كعب.
- و روى هذا القول بألفاظ قريبة ابن جرير في تفسيره عن أبي ، قال: ذكر نور المؤمن فقال: مثل نوره، يقول مثل نور المؤمن. قال: وكان أُبيّ يقرؤها: كذلك مثل المؤمن، قال: هو المؤمن قد جعل الإيمان والقرآن في صدره.
- وروي بن جرير عن سعيد بن جبير و الضحاك مثله، و روى ابن أبي حاتم و الحاكم في مستدركه و الإمام أحمد في كتاب فضائل الصحابة عن ابن عباس مثله.
الأقوال في المسألة:
ذكر الماوردي450 في تفسيره أن ﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾ فِيهِ أرْبَعَةُ أقاوِيلَ:
أحَدُها: مَثَلُ نُورِ اللَّهِ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ.
الثّانِي: مَثَلُ نُورِ مُحَمَّدٍ ﷺ، قالَهُ ابْنُ شَجَرَةَ.
الثّالِثُ: مَثَلُ نُورِ المُؤْمِنِ، قالَهُ أُبَيٌّ.
الرّابِعُ: مَثَلُ نُورِ القُرْآنِ، قالَهُ سُفْيانُ
. فَمَن قالَ: مَثَلُ نُورِ المُؤْمِنِ، يَعْنِي في قَلْبِ نَفْسِهِ، ومَن قالَ: مَثَلُ نُورِ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي في قَلْبِ المُؤْمِنِ، ومَن قالَ: نُورُ القُرْآنِ، يَعْنِي في قَلْبِ مُحَمَّدٍ
. وَمَن قالَ: نُورُ اللَّهِ، فِيهِ قَوْلانِ: أحَدُهُما: في قَلْبِ مُحَمَّدٍ. الثّانِي: في قَلْبِ المُؤْمِنِ
توجيه القول:
الأقوال تتعلق بفروع للمسألة :على من يعود الضمير، و ما المراد بالنور و متعلق النور؛ و الأقرب للصواب و الله أعلم هو قول أبي بن كعب، و توجيهه؛ أن الضمير يعود على الله، حسب سياق ظاهر الكلام، و قاعدة عود الضمير الاسم المتقدم؛ سبق قوله تعالى( الله نور السموات و الأرض)، كما بين أبي في كلامه أن الله بدأ بنور نفسه، فهو نور الله ، و الإضافة هنا إضافة تشريف و تعريف و اختصاص، و المراد بالنور؛ الوحي و القرآن ، بهما يكون الإيمان الذي ينير القلب، و متعلق النور( محله)؛ أين ؟ في قلب المؤمن، و يدخل فيه دخولًا أوليًا قلب محمد صلى الله عليه و سلم.
و قراءة أبي و ابن مسعود تقوي المعنى.
و يدل على وصف الإيمان بالنور: قوله تعالى ﴿أفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإسْلامِ فَهو عَلى نُورٍ مِن رَبِّهِ﴾
وما يدل على أن القرآن نور : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾

3- قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الأمة: الذي يعلم الخير، والقانت: المطيع لله ولرسوله).
هذا القول جزء من الأثر(قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: إن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - كان أمةً قانتاً لله حنيفاً، فقيل: إنَّ إبراهيم كان أمةً قانتاً لله حنيفاً، فقال: هل تدري ما الأمة وما القانت؟ فقلت: الله أعلم، قال: الأمة الذي يُعلم الخير، والقانت المطيع لله ولرسوله، وكان معاذ بن جبل يُعلم الناس الخير، وكان مطيعاً لله ولرسوله)
- رواه بألفاظ متقاربة عن عامر الشعبي كلًا من: عبد الرزاق الصنعاني(هـ 211) في تفسيره، ، و أبو عُبيد القاسم بن سلاّم (ت ٢٢٤هـ) في الخطب و المواعظ لأبي عبيد ، ابن سعد (ت ٢٣٠هـ) في الطبقات الكبرى، و الإمام أَحْمد بن حَنْبَل (241 هـ) في كتاب الْفَضَائِل، و ابن جرير(311 هـ) في تفسيره، الطبراني(360 هـ) في المعجم الكبير ، الحاكم(405 هـ) في مستدركه ، أبو نعيم الأصبهاني (٤٣٠هـ) في مسانيد أبي يحيى فراس بن يحيى الْمُكَتِّبِ الكوفي و في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، و البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) في المدخل إلى السنن الكبرى، ،و ابن عساكر (ت ٥٧١هـ) في تاريخ دمشق.
منها روايات مرسلة عن الشعبي ،و منها ما وصلها عن مسروق أو فروة بن نوفل الأشجعي
.- و رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى عن طريق آخر:قال أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: بَيْنَمَا ابْنُ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ قَالَ إِنَّ مُعَاذًا كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ! قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا. وَظَنَّ الرَّجُلُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَوْهَمَ. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الأُمَّةُ؟ قَالُوا: مَا الأُمَّةُ؟ قَالَ: الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ. ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْقَانِتُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: الْقَانِتُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ
تابع الشعبي أبي العبيدين كما روى ابن جرير في تفسيره، و روى مثل ذلك سفيان الثوري و الأعمش كما ذكر مثل ذلك ابن كثير في تفسيره .
لأقوال في المسألة:
ذكر الماوردي في تفسيره: أمة فيها ثَلاثَةُ تَأْوِيلاتٍ:
أحَدُها: يَعْلَمُ الخَيْرَ، قالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وإبْراهِيمُ النَّخَعِيُّ.
قالَ زُهَيْرٌ:
فَأكْرَمَهُ الأقْوامُ مِن كُلِّ مَعْشَرٍ كِرامٍ فَإنْ كَذَّبْتَنِي فاسْألِ الأُمَمْ
يَعْنِي العُلَماءَ.
الثّانِي: أُمَّةٌ يُقْتَدى بِهِ، قالَهُ الضَّحّاكُ.
وَسُمِّيَ أُمَّةً لِقِيامِ الأُمَّةِ بِهِ.
الثّالِثُ: إمامٌ يُؤْتَمُّ بِهِ، قالَهُ الكِسائِيُّ وأبُو عُبَيْدَةَ.
﴿قانِتًا لِلَّهِ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ تَأْوِيلاتٍ: أحَدُها: مُطِيعًا لِلَّهِ، قالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ.
الثّانِي: إنَّ القانِتَ هو الَّذِي يَدُومُ عَلى العِبادَةِ لِلَّهِ.
الثّالِثُ: كَثِيرُ الدُّعاءِ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ.
توجيه القول:
هذا القول يعود للمعنى اللغوي للأمة و للقنوت.
- أم أي قصد،أي بمعنى مأموم، أى: يؤمّه الناس ليأخذوا منه الخير، و من لازم أن يؤتم به أن يكن معلمًا للخير
ففي كتاب المعاني الجامع معنى أمة: الأمة: الرجل الجامع لخصال الخير
و يقوى هذا القول: قوله تعالى ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً .
قال الزمخشري ( 538)في تفسيره: أى كان أمة تؤمه الناس ليقتبسوا منه الخيرات ويقتفوا بآثاره المباركات، حتى أنت على جلالة قدرك قد أوحينا إليك أن اتبع ملته ووافق سبرته، والله أعلم.
- قَوْله ﴿قانِتًا لله﴾ :
المعنى في كتاب المعاني الجامع ؛رَجُلٌ قَانِتٌ : مُتَعَبِّدٌ وَمُطِيعٌ لِلَّهِ.
و التعبير بالاسم( اسم الفاعل) يفيد الدوام و الاستمرار
والقنوت يُفَسر بأشياء كلها ترجع إلى دوام الطّاعَة

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 جمادى الآخرة 1443هـ/29-01-2022م, 01:07 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

التطبيق الأول من مهارات التخريج

١- تخريج قول عثمان في تفسير الباقيات الصالحات :
جاء في تفسير الباقيات الصالحات العديد من الأقوال منها:
١- ذكر الله بالتسبيح والتحميد ونحو ذلك:
وهو قول عثمان بن عفان ، ابن عمر ، ،مجاهد ،سعيد بن المسيب ، محمد بن كعب القرظي وجاءت أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تعدها من الباقيات الصالحات ، الحسن وقتادة
٢- الصلوات الخمس.
وهو قول ابن عباس، ابن عباس، سعيد بن جبير، عمرو بن شرحبيل، إبراهيم، أبي ميسرة
٣- العمل بطاعة الله:
وهو قول ابن عباس ، ابن زيد
٤- الكلم الطيب:
وهو قول ابن عباس
النقول عن عثمان رضي الله عنه وتخريجها:
روى الطبري عن ابن حميد وعبد الله بن أبي زياد ومحمد بن عمارة الأسدي قالوا حدثنا عبد الله بن يزيد قال أخبرنا حيوة قال أخبرنا أبو عقيل زهرة بن معبد القرشي من بني تيم من رهط أبي بكر الصديق أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان يقول لعثمان: ما الباقيات الصالحات قال: هو لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
روى الطبري حدّثني سعيد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدّثنا أبو زرعة، قال: حدّثنا حيوة، قال: حدّثنا أبو عقيلٍ زهرة بن معبدٍ، أنّه سمع الحارث مولى عثمان بن عفّان، يقول: قيل لعثمان بن عفّان: ما {الباقيات الصّالحات}؟ قال: هي لا إله إلاّ اللّه، وسبحان اللّه وبحمده، واللّه أكبر، والحمد للّه، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.
حدّثني سعيد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدّثنا أبو زرعة، قال: حدّثنا حيوة، قال: حدّثنا أبو عقيلٍ زهرة بن معبدٍ، أنّه سمع الحارث مولى عثمان بن عفّان، يقول: قيل لعثمان بن عفّان: ما {الباقيات الصّالحات}؟ قال: هي لا إله إلاّ اللّه، وسبحان اللّه وبحمده، واللّه أكبر، والحمد للّه، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.
قال جلال الدين السيوطي : وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر عن عثمان بن عفان أنه سئل عن (والباقيات الصالحات) قال هي لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
التخريج:

رواه الطبري عن حيوة عن أبو عقيل زهرة بن معبد القرشي عن الحارث مولى عثمان من ثلاث طرق.
رواه أحمد وابن جرير وابن المنذر عن عثمان بن عفان كما جاء عند السيوطي.
التوجيه للأقوال:
معنى الباقيات الصالحات هي التي تبقى لصاحبها في الأخرى وعليها يجازى ويحاسب.
قال الزجاج : الباقيات الصالحات كل عمل صالح يبقى ثوابه . فالصلوات الخمس وتوحيد الله وتعظيمه داخلة في الباقيات الصالحات وكذلك الصدقات والصيام والجهاد وأعمال الخير والبر كلها .
من قول الزجاج نجد أنه أخذ بالقول أنها الأعمال الصالحة كلها.
وقد رجح الطبري هذا القول أيضا فقال: إن إولى الأقوال قول من قال: هن جميع أعمال الخير لأن ذلك كله من الباقيات الصالحات التي تبقى لصاحبها في الآخرة وعليها يجازى ويثاب وأن الله عز وجل لم يخصص من قوله (والباقيات الصالحات) بخبر في الكتاب ولا بخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم
وأن الخبر الذي نقله أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هن من الباقيات الصالحات.
فلم يقل هن الباقيات الصالحات أو كل الباقيات الصالحات .
وجائز أن تكون هي باقيات صالحات وكذلك كل عمل صالح .
وهذا ما تطمئن له النفس فبالمعنى اللغوي فإن الباقيات الصالحات هي التي يبقى أجرها ليوم القيامة وكل ما ذكره السلف ينطبق على هذا المعنى فالأعمال الصالحة التي نواها العبد لله مخلصا له واتبع فيه الشرع ولم يبتدع فإن أجره عند الله لقوله تعالى {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا}
وينطبق على الذكر من تحميد وتهليل وتسبيح ولا يخفى على أحد أجر الذكر عند الله..
٢- قول علي بن أبي طالب في يوم الحج الأكبر قال ( هو يوم عرفة):
جاء في تفسير يوم الحج الأكبر الأقوال التالية:
١- يوم النحر
أصحاب هذا القول:
علي ، عبد الله بن عمر، ابن عباس ، عبد الله بن أوفى ،المغيرة بن شعبة ،الحارث بن علي ، الزهري ، عبد الله بن شداد، سعيد بن جبير، قيس بن عبادة ، مجاهد ، عكرمة، ابن زيد
٢- الحجة التي حجها أبو بكر الصديق:
أصحاب هذا القول :
الحسن البصري ، ابن سيرين
٣- يوم عرفة:
أصحاب هذا القول:
عمر ،علي ، ابن عباس، أبو جحيفة ، عبد الله بن الزبير ومجاهد وعكرمة وطاووس وعطاء ومعمر ، محمد بن قيس بن مخرمة.
٤- أيام الحج كلها:
أصحاب هذا القول :
مجاهد ، أبو عبيد
تخريج قول علي رضي الله عنه:
النقول عن علي رضي الله عنه:
أنه يوم النحر:
١- قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني شبيب بن سعيد، عن شعبة، عن الحكم أن عليا خرج يوم النحر على بلغه يريد الجبانة، فجاءه رجلٌ، فأخذ بلجام دابته فسأله عن الحج الأكبر، فقال: هو يومك هذا، خل سبيلها.
٢- قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل، عن شعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزّار قال: كان عليٌّ يوم النّحر على بغلةٍ بيضاء، فأخذ إنسانٌ بلجامها فسأله عن الحجّ الأكبر، أيّ يومٍ هو، قال: هو يومك هذا، فخلّ سبيلها)
٣- قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال أدبار النجوم ركعتان قبل الفجر وأدبار السجود ركعتان من بعد المغرب والحج الأكبر يوم النحر).
٤- قال سعيد بن منصور الخراساني: حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، قال: سألنا عليًّا رضي اللّه عنه عن الحجّ الأكبر، قال: هو يوم النحر.
٥- قال محمود بن أحمد بن موسى العيني: وقال هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشّعبيّ عن عليّ رضي الله عنه، قال: يوم الحج الأكبر يوم النّحر، وروي عن عليّ من وجوه أخر كذلك
٦- قال الطبري: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، قال: يوم الحجّ الأكبر يوم النّحر.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا مصعب بن سلاّمٍ، عن الأجلح، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ قال: يوم الحجّ الأكبر يوم النّحر.
- حدّثنا ابن حميد، قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عنبسة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، قال: سألت عليًّا عن الحجّ الأكبر، فقال: هو يوم النّحر.
حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن أبي إسحاق، قال: قال عليٌّ: الحجّ الأكبر يوم النّحر.
قال ابن أبي حاتم الرازي: حدّثنا أبي ثنا أبو معمرٍ حدّثنا عبد الوارث ثنا محمّد بن إسحاق عن أبي إسحاق الهمدانيّ عن الحارث عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال: وسألته يعني النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن يوم الحجّ الأكبر، فقال: هو يوم النّحر.
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري : ( (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحجّ الأكبر؟ فقال: «يوم النّحر»، وروي موقوفاً عليه. أخرجه الترمذي).
قال جلال الدين السيوطي: أخرج الترمذي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال يوم النحر.
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه: يوم الحج الأكبر يوم النحر.
تخريج القول:
رواه عبد الله بن وهب المصري عن شعبة عن الحكم عن علي
ورواه الصنعاني والخراساني والطبري وأبي حاتم عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي.
ورواه الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن علي كما جاء عند السيوطي
رواه الترمذي موقوفا عن علي رضي الله عنه كما جاء عند ابن الجزري
أنه يوم عرفة:
١- قال الطبري: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبو زرعة وهب اللّه بن راشدٍ، قالا: أخبرنا حيوة بن شريحٍ، قال: أخبرنا أبو صخرٍ، أنّه سمع أبا معاوية البجليّ، من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصّهباء البكريّ، وهو يقول: سألت عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه عن يوم الحجّ الأكبر فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي اللّه عنه يقيم للنّاس الحجّ، وبعثني معه بأربعين آيةً من براءة، حتّى أتى عرفة، فخطب النّاس يوم عرفة، فلمّا قضى خطبته التفت إليّ، فقال قم يا عليّ وأدّ رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
قال جلال الدين السيوطي وأخرج ابن جرير عن أبي الصهباء البكري قال: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن يوم الحج الأكبر فقال: يوم عرفة
تخريج القول:
رواه الطبري عن محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم وأبو زرعة وهب اللّه بن راشدٍ عن حيوة بن شريحٍ عن أبي صخرٍ عن أبي معاوية البجليّ عن أبي الصّهباء البكريّ
رواه الطبري عن أبي الصهباء البكري كما جاء عند السيوطي.
توجيه الأقوال:
لقد جاء عن علي رضي الله عنه قولان في المقصود بيوم الحج الأكبر وهما يوم النحر ويوم عرفة وإن كان عدد الناقلين عنه بقوله يوم النحر أكثر ولم يرد عنه بقوله يوم عرفة إلا من طريق واحد ..

فأما من قال بأن يوم الحج الأكبر هو يوم عرفة ربما لورود أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم بتعيين يوم عرفة كما روى ابن أبي حاتم عن محمّد بن قيس بن مخرمة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال يوم عرفةٍ وخطبهم هذا يوم الحجّ الأكبر.
ولقول ابن عباس : ابن عبّاسٍ قال: إن يوم عرفةٍ يوم الحجّ الأكبر يوم المباهاة، يباهي اللّه ملائكته في السّماء بأهل الأرض يقول تبارك وتعالى: جاءوني شعثًا غبرًا، آمنوا بي ولم يروني وعزّتي لأغفرنّ لهم، وهو يوم الحجّ الأكبر.

ورجح الطبري أن أصح الأقوال هو أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر فقال : "لتظاهر الأخبار عن جماعةٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ عليًّا نادى بما أرسله به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الرّسالة إلى المشركين، وتلا عليهم براءة يوم النّحر. هذا مع الأخبار الّتي ذكرناها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال يوم النّحر: أتدرون أيّ يومٍ هذا؟ هذا يوم الحجّ الأكبر.
وبعد: فإنّ اليوم إنّما يضاف إلى معنى الّذي يكون فيه، كقول النّاس: يوم عرفة، وذلك يوم وقوف النّاس بعرفة، ويوم الأضحى، وذلك يومٌ يضحّون فيه، ويوم الفطر، وذلك يومٌ يفطرون فيه، وكذلك يوم الحجّ، يومٌ يحجّون فيه. وإنّما يحجّ النّاس ويقضون مناسكهم يوم النّحر؛ لأنّ في ليلة نهار يوم النّحر الوقوف بعرفة كان إلى طلوع الفجر، وفي صبيحتها يعمل أعمال الحجّ، فأمّا يوم عرفة فإنّه وإن كان الوقوف بعرفة فغير فائتٍ الوقوف به إلى طلوع الفجر من ليلة النّحر، والحجّ كلّه يوم النّحر".انتهى.
وجاء أيضا عن كثير من الصحابة مع تعيينهم يوم الحج الأكبر بيوم النحر تفسير اختيارهم بذكر ما يتم فيه من أعمال عدة فقالوا : يوم الحجّ الأكبر يومٌ يهراق فيه الدّم، ويحلّ فيه الحرام.
وكذلك علل ابن زيد القول بيوم النحر : والحجّ يفوت بفوت يوم النّحر ولا يفوت بفوت يوم عرفة، إن فاته اليوم لم يفته اللّيل، يقف ما بينه وبين طلوع الفجر.
وأما بالنسبة لعلي بن أبي طالب فهناك أثر رواه الطبري عن أبي الصهباء ورد فيه عن علي رضي الله عنه: فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
وهذا ما قد يسبب ورود قولين عنه..
ومما سبق نجد أن كل فريق قال برأيه لأسباب صحيحة ولكن الجمهور رجح أنه يوم النحر لاشتماله على معظم أعمال الحج ..والله أعلم ..
٣- قول أبي بن كعب في تفسير (مثل نوره) مثل نور من آمن به:
الأقوال في (مثل نوره):
١- هدى الله وبيانه وهو القرآن
أصحاب هذا القول: ابن عباس ،الحسن، ابن زيد ، زيد بن أسلم
٢- المؤمن
أصحاب هذا القول: أبي بن كعب ، سعيد بن جبير، الضحاك
٣- محمد صلى الله عليه وسلم
أصحاب هذا القول : كعب الأحبار ، سعيد بن جبير.
٤- طاعة الله
أصحاب القول : ابن عباس
النقول عن أبي بن كعب:
قال ابن قتيبة الدنيوري: وكان أبيّ يقرأ: الله نور السموات والأرض مثل نور المؤمن، روى ذلك عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرّازي،عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية.

- قال الطبري: حدّثنا عبد الأعلى بن واصلٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ، في قول اللّه: {مثل نوره} قال: ذكر نور المؤمن فقال: مثل نوره، يقول: مثل نور المؤمن. قال: وكان أبيّ يقرؤها كذلك: مثل المؤمن. قال: هو المؤمن قد جعل الإيمان والقرآن في صدره.
قال الطبري : حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ: {اللّه نور السّموات والأرض مثل نوره} قال: بدأ بنور نفسه فذكره، ثمّ قال: {مثل نوره} يقول: مثل نور من آمن به. قال: وكذلك كان يقرأ أبيٌّ، قال: هو عبدٌ جعل اللّه القرآن والإيمان في صدره.
قال ابن أبي حاتم: حدّثنا كثير بن شهابٍ المذحجيّ، ثنا محمّد بن سعيد بن سابقٍ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية عن أبيّ بن كعبٍ في قوله: اللّه نور السماوات والأرض قال: هو المؤمن الّذي قد جعل الإيمان والقرآن في صدره فعند اللّه مثله، فقال: الله نور السماوات والأرض فبدأ بنور نفسه عزّ وجلّ. فكان أبي بن كعب يقرؤها : مثل نور من آمن به فهو المؤمن جعل الإيمان والقرآن في المؤمن
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الانباري في المصاحف عن الشعبي قال: في قراءة أبي بن كعب (مثل نور المؤمن كمشكاة).
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن أبي العالية قال: هي في قراءة أبي بن كعب مثل نور من آمن به، أو قال مثل من آمن به.
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي بن كعب {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هو المؤمن الذي جعل الايمان والقرآن في صدره فضرب الله مثله فقال {الله نور السماوات والأرض} فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن فقال: مثل نور من آمن به فكان أبي بن كعب يقرؤها: مثل نور من آمن به فهو المؤمن جعل الايمان والقرآن في صدره {كمشكاة}.
قال ابن كثير: وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ في قول الله تعالى: {اللّه نور السّموات والأرض} قال: هو المؤمن
تخريج الأقوال:
رواه ابن قتيبة والطبري وابن أبي حاتم وابن كثير عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب
ورواه الطبري عن الحجاج عن أبي جعفر الرازي عن أبي العالية عن أبي بن كعب.
أخرجه عبد بن حميد وابن الأنباري عن الشعبي كما جاء عند السيوطي
رواه عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم كما جاء عند السيوطي.
توجيه الأقوال:
قال ابن عطية الأقوال الثلاثة (التي ذكرها العلماء) تضطرد فيها مقابلة جزء من المثال لجزء من الممثل، فعلى قول من قال: "الممثل به محمد صلى الله عليه وسلم -وهو قول كعب الخير - فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو المشكاة، أو صدره، والمصباح هو النبوة وما يتصل بها من عمله وهداه، والزجاجة قلبه، والشجرة المباركة هي الوحي والملائكة رسل الله إليه وسببه المتصل به، والزيت هو الحجج والبراهين والآيات التي تضمنها الوحي.
وعلى قول من قال: "الممثل به المؤمن" -وهو قول أبي بن كعب - فالمشكاة صدره، والمصباح الإيمان والعلم، والزجاجة قلبه، والشجرة القرآن، وزيتها هو الحجج والحكمة التي تضمنها، قال أبي: فهو على أحسن الحال يمشي في الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات.
و قال ابن كثير في تفسيره وقوله: {مثل نوره} في هذا الضّمير قولان:
أحدهما: أنّه عائدٌ إلى اللّه، عزّ وجلّ، أي: مثل هداه في قلب المؤمن، قاله ابن عبّاسٍ {كمشكاةٍ}.
والثّاني: أنّ الضّمير عائدٌ إلى المؤمن الّذي دلّ عليه سياق الكلام: تقديره: مثل نور المؤمن الّذي في قلبه، كمشكاةٍ. فشبّه قلب المؤمن وما هو مفطورٌ عليه من الهدى، وما يتلقّاه من القرآن المطابق لما هو مفطورٌ عليه، كما قال تعالى: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه} فشبّه قلب المؤمن في صفائه في نفسه بالقنديل من الزّجاج الشّفّاف الجوهريّ، وما يستهديه من القرآن والشّرع بالزّيت الجيّد الصّافي المشرق المعتدل، الّذي لا كدر فيه ولا انحراف.
مما سبق من أقوال فلا مانع من تطبيقه على المؤمن ونور الله في قلبه وهو الفطرة السليمة التي فطره الله عليها وهي فطرة صافية إن تلقت الهدي الصحيح كان نورا على نور..
ولعل ما يؤيد هذا التوجه قول ابن عبّاسٍ قال: {اللّه نور السّموات والأرض مثل نوره} لا مثل لنور اللّه، مثل نور المؤمن كمشكاةٍ. والله أعلم..

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 جمادى الآخرة 1443هـ/29-01-2022م, 07:40 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).
التخريج:
- رواه ابن أبي عاصم الشيباني وعبد الله بن أحمد بن حنبل (كلاهما في السنة)، وابن جرير، وابن خزيمة (في التوحيد)، وابن أبي حاتم، والآجري (في الشريعة)، والدارقطني (في رؤية الله، وكذلك في العلل)، وابن منده (في الرد على الجهمية)، والبيهقي (في الأسماء والصفات): من عدة طرق عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد البجلي، عنه رضي الله عنه.
- ورواه الدارمي (في الرد على الجهمية)، وابن جرير: من طريق الحماني عن شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن نمران، عنه رضي الله عنه.
- ورواه ابن جرير، والدارقطني (في العلل وفي رؤية الله): من طريق أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن سعيد بن نمران، عنه رضي الله عنه.
- كما رواه ابن راهويه في مسنده: من طريق أبي إسحاق عن مسلم بن نذير، عن حذيفة، عن عامر بن سعد، عنه رضي الله عنه.
وقد أضاف السيوطي من ضمن الرواة كلا من: ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبو الشيخ، وابن مردويه، واللالكائي. وقد بحثت في الشاملة في كتبهم فلم أجد لبعضهم مؤلفات، ولم أجد لمن وجدت مؤلفاتهم إسناد هذا القول.

التوجيه:
ذكر ابن أبي عاصم في كتابه السنة (ومعه ظلال الجنة في تخريج السنة للألباني): "‌‌بَابٌ: فِي الزِّيَادَةِ بَعْدَ ذِكْرِ الْحُسْنَى".
ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثنا ثابت عن عبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ أَنّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قَالَ:
"إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَوْا يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ قَالُوا: مَا هُوَ أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُجِرْنَا مِنَ النَّارِ؟ فَيَكْشِفُ اللَّهُ عَنْهُمُ الْحِجَابَ فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَمَا شَيْءٌ أُعْطُوهُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ وَهِيَ الزِّيَادَةُ".
قال إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه مسلم 1/112 وأبو عوانة في "مستخرجه" 1/156 والترمذي 2/90 وابن ماجه 187 وأحمد 4/332-333-65/15-16 والآجري ص 261 من طرق عن حماد بن سلمة به. وقال الترمذي:
هذا حديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه وروى سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد هذا الحديث عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن أبي ليلى قوله.
قال الألباني: حماد بن سلمة ثقة حافظ ولا سيما في روايته عن ثابت فزيادته حجة. والله أعلم. ورواية سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد وصلهما ابن جرير في "تفسيره" 11/74-75 وهي مختصرة جدا عن رواية حماد بن سلمة مما يشعر أن ابن أبي ليلى كان أحيانا يختصر متنه وكذا إسناده فلا يسنده وتارة يسنده ويسوقه بتمامة. والله أعلم.
فقول أبي بكر له شاهد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.


(2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).
التخريج:
معنى قول عمر رضي الله عنه يتضمن معنيين للتوبة النصوح:
المعنى الأول: عدم مقارفة الذنب مرة أخرى.
المعنى الثاني: عقد النية على عدم مقارفته مرة أخرى.
التخريج:
فيكون التخريج لكلا المعنيين الذين أرادهما عمر رضي الله عنه:
- رواه ابن جرير، والبيهقي (في شعب الإيمان): من عدة طرق عن سفيان عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير، عنه رضي الله عنه.
وأكثر من رواه عن عمر رضي الله عنه – دون زيادة: (أو لا تريد أن تعود فيه) – أي فقط بالمعنى الأول، وهم:
- رواه عبد الرزاق، وابن أبي شيبة (في مصنفه)، وهناد بن السري (في الزهد)، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن أبي زمنين، والحاكم (في مستدركه)، والبيهقي (في السنن الكبرى): من عدة طرق عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عنه رضي الله عنه.
وأضاف السيوطي أن من ذكر قول عمر رضي الله عنه (دون زيادة معنى عقد النية) أي على المعنى الأول فقط: الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن منيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه. وقد بحثت في المكتبة الشاملة فلم أجد لبعضهم مؤلفات، ومن وجدت مؤلفاتهم لم أجد إسنادا للقول.
التوجيه:
ذكر ابن جرير: واختلفت القراءة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الأمصار خلا عاصمٍ: {نصوحًا} بفتح النّون على أنّه من نعت التّوبة وصفتها، وذكر عن عاصمٍ أنّه قرأه: (نصوحًا) بضمّ النّون، بمعنى المصدر من قولهم: نصح فلانٌ لفلانٍ نصوحًا.
وأولى القراءتين بالصّواب في ذلك قراءة من قرأ بفتح النّون على الصّفة للتّوبة لإجماع الحجّة على ذلك.
وقد ذكر ابن زمنين: (نَصوحا بفتح النون): هي توبة بالغة في النصح.
أما البوصيري (في إتحاف الخيرة)، وابن حجر (في المطالب العالية): فقد صححا إسناد القول لعمر رضي الله عنه (دون زيادة: أو لا يريد أن يعود).
وقال الفراء بعد أن ذكر كلا القراءتين: أن القراءة بفتح النون هي صفة للتوبة، وقال: ومعناها: "يحدث نفسه" إذا تاب من ذلك الذنب ألا يعود إليه أبدا، ف "يحدث نفسه" تعني عقد النية على عدم العودة (على المعنى الثاني).
وذكر الزجاج كذلك: التوبة النصوح هي التي لا ينوي معها معاودة المعصية.
وبالجمع بين ما سبق، مع ترجيح ابن جرير للقراءة (بفتح النون):
فإنه يصح المعنى الذي ذكره عمر رضي الله عنه: بأن التوبة النصوح هي التي تضم كلا المعنيين.



(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
التخريج:
رواه ابن جرير من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن أبي زرعة وهب الله بن راشد، عن حيوة بن شريح عن صخر، عن معاوية البجلي عن أبي الصهباء البكري، عنه رضي الله عنه.

التوجيه:
• روى ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يوم الحج الأكبر هو يوم عرفة من طريق واحد كما هو مذكور أعلاه.
ودليله: ما قاله علي رضي الله عنه لأبي الصهباء حين سأله عن الحج الأكبر، فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي اللّه عنه يقيم للنّاس الحجّ، وبعثني معه بأربعين آيةً من براءة، حتّى أتى عرفة، فخطب النّاس يوم عرفة، فلمّا قضى خطبته التفت إليّ، فقال قم يا عليّ وأدّ رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
وقد صحح أحمد شاكر إسناد الأثر.

• بينما روى ابن جرير عن علي رضي الله عنه أنه يوم النحر من ثلاثة طرق عن أبي إسحاق عن الحارث عنه رضي الله عنه.
وقال جمهور أهل العلم بأنه يوم النحر.
- وفيه روى أبو هريرة رضي الله عنه الحديث الذي في صحيح البخاري:
بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فِيمَن يُؤَذِّنُ يَومَ النَّحْرِ بمِنًى: لا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفُ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ، ويَوْمُ الحَجِّ الأكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ، وإنَّما قيلَ الأكْبَرُ مِن أجْلِ قَوْلِ النَّاسِ: الحَجُّ الأصْغَرُ، فَنَبَذَ أبو بَكْرٍ إلى النَّاسِ في ذلكَ العَامِ، فَلَمْ يَحُجَّ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ الذي حَجَّ فيه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُشْرِكٌ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3177 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 15832

- وقيل أنها في حجة الوداع للنبي صلى الله عليه وسلم في يوم النحر حين خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبته المشهورة كما في حديث عمرو بن الأحوص:
أنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الوداعِ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فحمِدَ اللَّهَ وأثنى عليهِ وذَكَّرَ ووعظَ ثمَّ قالَ أيُّ يومٍ أحرَمُ ، أيُّ يومٍ أحرَمُ ، أيُّ يومٍ أحرَمُ ؟ قالَ : فقالَ النَّاسُ : يومُ الحجِّ الأَكبرِ يا رسولَ اللَّهِ . قالَ : فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكُم حرامٌ كحُرمةِ يومِكم هذا ، في بلدِكُم هذَا ، في شَهرِكم هذا ، ألا لا يجني جانٍ إلَّا على نفسِهِ ، ولا يَجني والِدٌ على ولدِه ، ولا ولدٌ على والدِه ، ألا إنَّ المسلِمَ أخو المسلِمِ ، فليسَ يَحِلُّ لِمُسلِمٍ من أخيهِ شيءٌ إلَّا ما أحلَّ من نفسِه ، ألا وإنَّ كلَّ رِبًا في الجاهليَّةِ مَوضوعٌ ، لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ غيرَ ربا العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ فإنَّهُ موضوعٌ كلُّهُ ، ألا وإنَّ كلَّ دَمٍ كانَ في الجاهليَّةِ موضوعٌ ، وأوَّلُ دَمٍ أضَعُ من دمِ الجاهليَّةِ دَمُ الحارثِ بنِ عبدِ المطَّلبِ ، كانَ مسترضِعًا في بني ليثٍ فقتلَتهُ هذيلٌ . ألا واستَوصوا بالنِّساءِ خيرًا ، فإنَّما هُنَّ عوانٍ عندَكم ، ليسَ تملِكونَ مِنهنَّ شيئًا غيرَ ذلِكَ إلَّا أن يأتينَ بِفاحِشةٍ مبيِّنةٍ ، فإن فعَلنَ فاهجُروهُنَّ في المضاجِعِ واضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مبرِّحٍ ، فإن أطعنَكم فلا تبغوا عليهنَّ سبيلًا . ألا وإنَّ لَكم على نسائِكم حقًّا ، ولنسائِكم عليكم حقًّا ، فأمَّا حقُّكم على نسائِكُم فلا يوطِئنَ فُرُشَكم من تَكرَهونَ ، ولا يأذَنَّ في بيوتِكم لِمن تَكرَهونَ ، ألا وإنَّ حقَّهُنَّ عليكُم أن تُحسِنوا إليهِنَّ في كسوتِهنَّ وطعامِهِنَّ
الراوي : عمرو بن الأحوص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم : 3087 | خلاصة حكم المحدث : حسن | شرح الحديث
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: في بلدكم هذا، أي في الحرم، وعرفات ليس من الحرم.

وقد رجح ابن جرير القول الثاني بأنه يوم النحر، وذلك لتظاهر الأخبار عن جماعةٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ عليًّا نادى بما أرسله به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الرّسالة إلى المشركين، وتلا عليهم براءة يوم النّحر. هذا مع الأخبار الّتي ذكرناها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال يوم النّحر: أتدرون أيّ يومٍ هذا؟ هذا يوم الحجّ الأكبر.
فإنّ اليوم إنّما يضاف إلى معنى الّذي يكون فيه، كقول النّاس: يوم عرفة، وذلك يوم وقوف النّاس بعرفة، ويوم الأضحى، وذلك يومٌ يضحّون فيه، ويوم الفطر، وذلك يومٌ يفطرون فيه، وكذلك يوم الحجّ، يومٌ يحجّون فيه. وإنّما يحجّ النّاس ويقضون مناسكهم يوم النّحر؛ لأنّ في ليلة نهار يوم النّحر الوقوف بعرفة كان إلى طلوع الفجر، وفي صبيحتها يعمل أعمال الحجّ، فأمّا يوم عرفة فإنّه وإن كان الوقوف بعرفة فغير فائتٍ الوقوف به إلى طلوع الفجر من ليلة النّحر، والحجّ كلّه يوم النّحر.
وعليه فإن قول علي رضي الله عنه مرجوحا وإن كان محتملا، والراجح كما قال ابن جرير هو أنه يوم النحر، للأسباب التالية:
1) الأحاديث الصحيحة التي صرح فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر.
2) لتظاهر الأخبار الصحيحة أن وقوع الأذان الذي في قوله تعالى: "وأذن في الناس بالحج" أن الأذان وقع يوم النحر.
وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد: (والصواب أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر، وثبت بالصحيحين أن أبا بكر وعليّا أذنا بذلك يوم النحر، لا يوم عرفة).
3) أن قول جمهور المفسرين من السلف والخلف أنه يوم النحر، وقد جاء في كتاب قواعد التفسير: أن الآية تحمل على المعنى الذي استفاض النقل فيه عن أهل العلم، وإن كان غيره محتملا.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 جمادى الآخرة 1443هـ/30-01-2022م, 11:27 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فروخ الأكبروف مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله.
(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).
قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ، وابن أبي عاصم في سنته، وابن جرير الطبري، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، والآجري في كتاب "الشريعة"، والدارقطني في كتاب "رؤية الله"، وبن مَنْدَه في كتابه "الرد على الجهمية" من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي عنه من وجوه.
ورواية وعامر بن سعد البجلي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرسلة، فإنه لم يدركه.
وقال الدارقطني في "العلل الواردة في الأحاديث النبوية": والمحفوظ من ذلك قول إسرائيل ومن تابعه، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبي بكر".
وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية"، وابن جرير الطبري، والدارقطني في كتاب "رؤية الله" من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن سعيد بن نمران عنه.
لا شك أن مثل هذا القول مما لا مجال للاجتهاد فيه، فيكون بقوة المرفوع.
وقد أخرج الطيالسي في "مسنده"، والإمام أحمد، ومسلم، وابن ماجه، والترمذي في "جامعه"، والدارمي في "الرد على الجهمية"، وابن أبي عاصم في سنته، والبزار في "مسنده"، والنسائي في "الكبرى"، والطبري، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، وابن حبان في "صحيحه"، والآجري في كتاب "الشريعة"، والدارقطني في كتاب "رؤية الله"، وبن مَنْدَه في "الإيمان"، والثعلبي في تفسيره، والبيهقي في "الأسماء والصفات"، والواحدي في "الوسيط"، والبغوي في تفسيره كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد: إن لكم عند الله موعدا، قالوا: ألم يبيض وجوهنا وينجنا من النار ويدخلنا الجنة؟ قالوا: بلى، فيكشف الحجاب، قال: فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه)). رووه بألفاظ متقاربة، وهذا لفظ الترمذي.
وقال البيهقي في "الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث": وروينا في إثبات الرؤية عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وأبي موسى وغيرهم رضي الله عنهم، ولم يرو عن أحد منهم نفيها، ولو كانوا فيه مختلفين لنقل اختلافهم إلينا، وكما أنهم لما اختلفوا في الحلال والحرام والشرائع والأحكام نقل اختلافهم في ذلك إلينا، وكما أنهم لما اختلفوا في رؤيته بالأبصار في الدنيا نقل اختلافهم في ذلك إلينا، فلما نقلت رؤية الله بالأبصار عنهم في الآخرة ولم ينقل عنهم في ذلك اختلاف يعني في الآخرة كما نقل عنهم فيها اختلاف في الدنيا علمنا أنهم كانوا على القول برؤية الله بالأبصار في الآخرة متفقين مجتمعين، وبالله التوفيق.
قال الواحدي في "الوسيط": "قال حوثرة في أثر هذا الحديث: "كنا نسمع حمادا يحدث بهذه الأحاديث على رءوس الناس فلا ينكرونها حتى جاء قوم يزعمون أن الله عز وجل لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة وكذبوا"".
وبهذا تبين أن قول أبي بكر هذا مبني على التفسير النبوي، وعلى الإجماع.
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

(2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).
أخرج فول عمر بن الخطاب هذا عبد الرزاق في تفسيره، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطبري، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"شعب الإيمان" عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عنه من طرق.
وذكره أيضا ابن حجر العسقلاني في "المطالب العالية" وقال: "هذا إسناد صحيح".
هذا القول مبني على قراءة "نصوحا" بفتح النون، و"نصوحا" على هذا صفة التوبة. قال الفراء: "والذين قَالُوا: "نَصُوحاً" جعلوه من صفة التوبة، ومعناها: يحدّث نفسه إِذا تاب من ذَلِكَ الذنب ألّا يعود إِلَيْه أبدًا".
ومثله قال الزجاج: "... فمن فتح فعلى صفة التوبة. ومعناه: توبة بالغة في النصح، و"فَعُول" من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف، تقول رجل صبورٌ وَشَكُورٌ، وتوبة نَصُوحٌ".
وهذه كلها يعود إلى أصل اللفظ اللغوي، قال ابن فارس: "(نصح) النون والصاد والحاء: أصل يدل على ملاءمة بين شيئين وإصلاح لهما. أصل ذلك الناصح: الخياط. والنصاح: الخيط يخاط به، والجمع نصاحات، وبها شبهت الجلود التي تمد في الدباغ على الأرض. قال:
فترى القوم نشاوى كلهم ... مثلما مدت نصاحات الربح
ومنه النصح والنصيحة: خلاف الغش. ونصحته أنصحه. وهو ناصح الجيب لمثل، إذا وصف بخلوص العمل، والتوبة النصوح منه، كأنها صحيحة ليس فيها خرق ولا ثلمة..."
وقال السهيلي في "نتائج الفكر في النحو": "نصحت" مأخوذ من قولك: نصح الخائط الثوب: إذا أصلحه وضم بعضه إلى بعض، ثم استعير في الرأي فقالوا: "نصحت له رأيه ".والتوبة النصوح إنما هي لما تمزق من الدين كنصح الثوب..."
وعلى هذا أيضا ابن القيم، فقد جاء في "بدائع الفوائد": "...والتوبة النصوح إنما هي من هذا، فإن الذنب يمزق الدين، فالتوبة النصوح بمنزلة نصح الخياط الثوب إذا أصلحه وضم أجزاءه..."
وإذا عاد العبد إلى المعصية والذنب فكأنه خرقها وشابها بالغش. "فهي إما بمعنى منصوح فيها، كركوبة وحلوبة، بمعنى مركوبة ومحلوبة، أو بمعنى الفاعل، أي: ناصحة كخالصة وصادقة"، كما قاله ابن القيم في "مدارج السالكين".
فكان بيان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، للتوبة النصوح من التفسير باللازم. فكأنه بين شرط كونها نصوحا، وهو العزم على عدم الرجوع إلى الذنب.
ويدل على ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية: " و"نصوح" هي صفة للتوبة وهي مشتقة من النصح والنصيحة. وأصل ذلك هو الخلوص... فالتوبة النصوح هي الخالصة من كل غش، وإذا كانت كذلك كائنة فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه فمن خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب..." (مجموع الفتاوى: 16/57).
[أحسنت، بارك الله فيك، لكن هنا مهارة نضيفها مع هذه التطبيقات، وهي الانتباه إلى اختلاف ألفاظ الرواية، وهل تؤثر في المعنى أو لا؟

فإذا كانت تؤثر في المعنى فينبغي بيان الطريق الذي فيه " الزيادة " المؤثرة

مثلا هذا القول روي عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بألفاظ مختلفة، والرواية المذكورة في رأس السؤال فيها زيادة " أو لا تريد أن تعود "

واختلف الرواة عن سماك، فنحدد الرواة الذين جاء من طريقهم
وهذه الزيادة تؤدي لمعنى مختلف عن رواية " لا تعود للذنب أبدًا " دون هذه الزيادة
وهو أن مجرد العزم على عدم العودة إلى الذنب كاف في التوبة النصوح، فإن عاد بعد ذلك لا يقدح في أن توبته السابقة كانت توبة نصوحًا، وإنما يلزمه تجديد التوبة لذنبه الجديد.
وهذه المسألة محل بحث بين العلماء، وأوردها ابن كثير في تفسيره.
وما يهمنا هنا مسألة التنبه لاختلاف ألفاظ الرواية، الذي يؤدي لاختلاف المعنى عند التخريج، لأن المرحلة التالية هو دراسة الطرق التي جاءت منها الزيادة والنظر في صحتها]



(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
قول علي بن أبي طالب هذا أخرجه بن جرير الطبري فقال: "حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال، أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال، أخبرنا حيوة بن شريح قال، أخبرنا أبو صخر: أنه سمع أبا معاوية البجليّ من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكري وهو يقول: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن "يوم الحج الأكبر" فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه يقيم للناس الحج، وبعثني معه بأربعين آية من براءة، حتى أتى عرفة فخطب الناس يوم عرفة، فلما قضى خطبته التفت إليّ، فقال: قم، يا علي وأدِّ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقمت فقرأت عليهم أربعين آية من "براءة"، ثم صدرنا، حتى أتينا مِنًى، فرميت الجمرة ونحرتُ البدنة، ثم حلقت رأسي، وعلمت أن أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة، فطفقت أتتبع بها الفساطيط أقرؤها عليهم. فمن ثَمَّ إخال حسبتم أنه يوم النحر، ألا وهو يوم عرفة".
وأبو الصهباء صهيب البكري ممن تكلم فيهم، ضعفه النسائي، ووثقه ابن حبان.
وهذا القول يبين سبب نشأة القول بأن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر.
قال مكي: "و{يَوْمَ الحج الأكبر}: يوم عرفة؛ لأن علياً يوم عرفة قرأ على الناس أربعين آية من " براءة " بعثه بها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قرأها عليهم في مِنًى لتبلغ جميعهم، فمن ثم قال قوم: "{يَوْمَ الحج الأكبر}"".
[ التوجيه هنا يكون ببيان معنى إضافة يوم إلى الحج، وبيان منعوت " الأكبر" هل هو " يوم" أو " الحج"

وفصل ابن عطية صاحب المحرر الوجيز في بيان وجه الجمع بين الأقوال وتوجيهها، فيُرجى مراجعته]


التقويم: أ

أحسنت، زادك الله علمًا وفضلا، ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 جمادى الآخرة 1443هـ/31-01-2022م, 04:28 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ التطبيق الأول ⚪


◽ اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:




(⚫ 1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).


▪التخريج
هذا القول عن الصديق أبوبكر. رضي الله عنه :
- رواه الإمام أحمد والبيهقي والدارقطني وابن منده ، وابن أبي عاصم و في وحديث ابن السماك والخلدي - والخلعي والطبري ، كلهم من طريق عامر بن سعد عن أبي بكر الصديق
- وأخرجه الطبري والدارمي من طريق إسحاق عن سعيد بن نمران عنه
- وأخرجه ابن ابي شيبة وابن خزيمة وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي
والآجري ذكر هذا السيوطي في الدر المنثور ، كما ذكرهذا القول عن الصديق ابي بكر ، ابن كثير في تفسيره والقرطبي
والبغوي والماوردي ، وغيرهم من المفسرين
-وهذا القول لأبي بكر الصديق :
قد رواه الإمام أحمد في ( السنة لعبد الله بن أحمد) ، والدارمي في (النقض على ماادعاه المعارض في الوجه) ، والبيهقي في (السنن الكبرى ) والدارقطني في ( رؤية الله ) وابن منده في
(الرد على الجهمية ) وابن ابي عاصم في (السنة لابن أبي عاصم ) ومن الأجزاء الحديثية لابن السماك والخلدي ، والخلعي في ( الخليعيات) وابن جرير الطبري في تفسيره .


▪ التوجيه والدراسة
القول أن تفسير الزيادة في الآية : هي النظر إلى وجه الله تعالى ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد رواه مسلم والترمذي. والنسائي من حديث. صهيب مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم :
وعَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئاً أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبِيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ. فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ".
وفي رواية: ثُمَّ تَلاَ هذِهِ الآيَةَ: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ﴾ رواه مسلم.
كما جاء موقوفا على عدد من الصحابة منهم أبوبكر رضي الله عنه وحذيفة وأبو موسى الأشعري وعدد من التابعين ، سعيد بن المسيب وَعَبَد الرحمن بن أبي ليلى وقتادة والحسن ومجاهد وغيرهم

وأما ما قيل من وجوه أخرى لمعنى * الزيادة* مثل هي المغفرة والرضوان ، والتضعيف للحسنات
وغيرها ، هناك من قال أن بعض هذه الأقوال لا تصح ولا دليل عليها مثل قول على : ان الزيادة غرفة من لؤلؤ لها أربعة أبواب ، روي عن على وقال ابن الجوزي ولا تص نسبته إليه ، وعلق ابن جرير على هذه الأقوال بعد أن أورد عددا منها قائلاً : أنه لا تعارض بينها فهي داخلة في معنى الزيادة والله أعلم ، لابد من القول ان الرؤية من أمور العقيدة التى اتفق عليها أهل السنة والجماعة ودل عليها الكتاب والسنة ، والتى هي فيصل بين أهل السنة وأهل البدعة الذين ينكرونها ، ويجحدونها ، فيتأولون القرآن على غير ظاهره ، جهلاً وبعداً عن الحق الذي جاءت به النصوص ، قال عز من قائل :
{ وجوهٌ يومئذٍ ناضرة * إلى ربها ناظرةٌ




(⚫ 2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود )




▪ التخريج
- روى قول عمر هذا ، عبد الرازق في تفسيره ، وسعيد بن منصور في تفسيره (سَنَن سعيد بن منصور - كتاب التفسير ) والحاكم في المستدرك والبوصيري في * إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وابن أبي زمنين في تفسيره ، كلهم من طريق سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عنه
- وكذا أخرجه الطبري بأسانيد كلها من طريق سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عنه
- ذكر السيوطي في الدر المنثور - أخرجه عن عمر ، الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه ، كلهم من طريق النعمان بن بشير عنه .
ذكره عن عمر ابن كثير والبغوي وابن جزي وابن عطية والسمرقندي والثعلبي والقرطبي في تفاسيرهم
وقال ابن كثير بعد إيراده لروايات ابن جرير : روي هذا المعنى مرفوعاً عن الإمام أحمد من طريق أبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله. بن مسعود وهو ضعيف والموقوفين أصح والله أعلم .




▪التوجيه والدراسة
هذا القول عن عمر رضي الله عنه ، روي أيضاً عن ابن مسعود بهذا المعنى ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب رضي الله عنهم جميعا
وأورده من علماء اللغة الفراء في ( معاني القرآن ) قائلاً : يحدث نفسه إذا تاب من ذلك الذنب ألا يعود إليه أبداً ، وقال الزّجّاج ( في معاني القرآن وإعرابه ) قال بعضهم : التى لا ينوي معها معاودة المعصية
وقال القرطبي في تفسيره : قد تباينت عبارة العلماء في معنى التوبة النصوح حتى بلغت ثلاثة وعشرين قولا وقال غيره بلغت أربع وعشرين قولاً :
منها أنها التوبة الصادقة ، والخالصة ، والمقبولة ، وهي التى نصحت صاحبها ، والمعاني متقاربة يُكمل بعضها بعضا ولا تعارض بينها فهي توبة استكملت شروط التوبة ، فكانت صادقة خالصة أحرى أن تقبل وقد نصحت للتائب وقادته إلى التجافي عن مواطن المعصية وبغضها .




⚫ 5) قول معاذ بن جبل رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {لا انفصام لها} قال: (لا انقطاع لها دون دخول الجنة).


▪ التخريج
روى ابن أبي حاتم بسنده عن أبيه عن شريح بن النعمان عن ابن الرماح (عمرو بن ميمون ) عن حميد بن أبي الخزامى ، قال :
سئل معاذ بن جبل عن قول الله:
فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
أورده في تفسيره المسمى ( تفسيرالقرآن العظيم - ابن أبي حاتم ) وذكره عنه السيوطي في - الدر المنثور - كما ذكره عنه أيضاً ابن كثير في تفسيره
ذكر السيوطي أن هذا القول أخرجه ابن المنذر ، ولقد اطلعت على المطبوع من كتاب :
تفسير القرآن (ابن المنذر ) - المؤلف : إبراهيم بن المنذر النيسابوري أبوبكر - المحقق : سعد بن محمد السعد - فلم أجده ، ولعله في المفقود الذي لم يطبع ، والله أعلم


▪ التوجيه والدراسة
هذا المعنى الذى ذكر عن الصحابي العالم الجليل معاذ بن جبل ، بمعنى ان الفصم هو القطع ، قاله من علماء اللغة
قطرب في كتابه ( معاني القرآن ) انفصم الشيء انفصاماً ، اي انقطع ، وكذا ذكره الزّجّاج في كتابه :
(.معاني القرآن وإعرابه ) والنّحاس في كتابه ( معاني القرآن )
كما روى هذا المعنى (لا انقطاع لها) ابن جرير في تفسيره ، بسنده عن موسى بن هارون عن عمرو عن أسباط عن السّدي . وذكره عنه الماوردي ، وأورده البغوي والسمعاني في تفسيريهما معنىً ولم يوردا غيره ،. وقد جاء المعنى على وجهين ، لا انقطاع لها - لا انكسار لها ، هناك من اعتبر أن أصل الفصم كسر الشيء ، والمعنيان يحتملهما اللفظ .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 رجب 1443هـ/2-02-2022م, 12:07 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
1- قول معاذ بن جبل عن قول الله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
التخريج:
- رواه ابن أبي حاتم في تفسيره، قال: حدّثنا أبي، ثنا سريح بن النّعمان، ثنا ابن الرّمّاح، يعني عمرو بن ميمونٍ، ثنا حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله: فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
- و رواه ابن المنذر كما ذكر السيوطي في الدر المنثور.
- روى مثله ابن جرير عن السدي [راجعي الملحوظات العامة أدنى الاقتباس]
الأقوال في المسألة:
قال الماوردي في تفسيره النكت ﴿لا انْفِصامَ لَها﴾ فِيهِ قَوْلانِ:
أحَدُهُما: لا انْقِطاعَ لَها، قالَهُ السُّدِّيُّ.
والثّانِي: لا انْكِسارَ لَها، وأصْلُ الفَصْمِ: الصَّدْعُ.
توجيه القول:
ذكر في كتب اللغة أن من المعاني اللغوية للإنفصام: الانقطاع، يقال فصمت الشيء أفصمه فصما أي قطعته ذكر ذلك و اختاره الزجاج ، و اختاره ابن جرير.
و أيضًا الانفصام من معانيه ؛ الانكسار، و لكنه بلا بينونة، و إذا نفي الأقل فنفي الأكثر أولى و هو الانقطاع
و هو من المبالغة كما ذكر الرزاي في تفسيره.
و القولان يعودان لمعنى واحد أنه لا انقطاع لها، و هذا يدل على التماسك الذي لا يصدعه شيء.
[ومن لازم هذا المعنى، أن المستمسك بالإيمان بالله والكفر بالطاغوت، بلا أدنى انقطاع، دخول الجنة
وهو المطلوب توجيهه في قول معاذ رضي الله عنه (لا انقطاع لها دون دخول الجنة)]

2- قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
هذا القول جزء من الأثر:
(الله نور السماوات وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) قَالَ أبي بن كعب : هُوَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ الإيمان والقرآن في صَدْرِهِ فَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَهُ فَقَالَ: اللَّهُ نُورُ السماوات وَالأَرْضِ فَبَدَأَ بِنُورِ نَفْسِهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ ذَكَرَ نُورَ الْمُؤْمِنِ فَقَالَ: مَثَلُ نُورِ مَنْ آمَنَ بِهِ قَالَ: فَكَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَقْرَؤُهَا: مَثَلُ نُورِ مَنْ آمَنَ بِهِ فَهُوَ الْمُؤْمِنُ جُعِلَ الإِيمَانُ وَالْقُرْآنُ فِي صَدْرِهِ. [أين ورد بهذه الصياغة؟ لابد من ذكر هذا]
التخريج:
- رواه عن أبي جعفر الرازي كلًا من: ابن جرير(311)في تفسيره و ابن أبي حاتم(327) في تفسيره ، و أخرجه عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه وَالْحَاكِم وَصَححهُ كما ذكر السيوطي في في الدر المنثور.
[هذه الصياغة للتخريج خاطئة، لأن بين أبي جعفر الرازي، وأبي بن كعب واسطتين في بعض الروايات، وفي رواية أخرى عند ابن جرير، يوجد واسطة واحدة
لصياغة التخريج يمكنكِ اعتماد هذه الطريقة:

قول فلان: (....) أخرجه (ذكر أسماء من أخرج الأثر من الأئمة مرتبة على تاريخ الوفاة) من طريق (ثم بيان أصل الإسناد، من مخرج الأثر إلى منتهاه)

وهذه الصياغة تفيد أن هؤلاء المفسرين اتفقوا في أصل الإسناد، والمتن، أو على الأقل لا يوجد اختلاف في المتن يؤدي إلى تغير في المعنى.

وراجعي طريقة الأخ فروخ أعلاه]
- ما رواه و صححه الحاكم هو ما رُويَ عن ابن عباس و ليس ما روي عن أبي بن كعب. [فلماذا أدرجتيه هنا، والبحث عن قول أبي بن كعب رضي الله عنهم جميعًا ؟]
- و روى هذا القول بألفاظ قريبة ابن جرير في تفسيره عن أبي ، قال: ذكر نور المؤمن فقال: مثل نوره، يقول مثل نور المؤمن. قال: وكان أُبيّ يقرؤها: كذلك مثل المؤمن، قال: هو المؤمن قد جعل الإيمان والقرآن في صدره.
- وروي بن جرير عن سعيد بن جبير و الضحاك مثله، و روى ابن أبي حاتم و الحاكم في مستدركه و الإمام أحمد في كتاب فضائل الصحابة عن ابن عباس مثله.
الأقوال في المسألة:
ذكر الماوردي450 في تفسيره أن ﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾ فِيهِ أرْبَعَةُ أقاوِيلَ:
أحَدُها: مَثَلُ نُورِ اللَّهِ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ.
الثّانِي: مَثَلُ نُورِ مُحَمَّدٍ ﷺ، قالَهُ ابْنُ شَجَرَةَ.
الثّالِثُ: مَثَلُ نُورِ المُؤْمِنِ، قالَهُ أُبَيٌّ.
الرّابِعُ: مَثَلُ نُورِ القُرْآنِ، قالَهُ سُفْيانُ
. فَمَن قالَ: مَثَلُ نُورِ المُؤْمِنِ، يَعْنِي في قَلْبِ نَفْسِهِ، ومَن قالَ: مَثَلُ نُورِ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي في قَلْبِ المُؤْمِنِ، ومَن قالَ: نُورُ القُرْآنِ، يَعْنِي في قَلْبِ مُحَمَّدٍ
. وَمَن قالَ: نُورُ اللَّهِ، فِيهِ قَوْلانِ: أحَدُهُما: في قَلْبِ مُحَمَّدٍ. الثّانِي: في قَلْبِ المُؤْمِنِ
توجيه القول:
الأقوال تتعلق بفروع للمسألة :على من يعود الضمير، و ما المراد بالنور و متعلق النور؛ و الأقرب للصواب و الله أعلم هو قول أبي بن كعب، و توجيهه؛ أن الضمير [أي ضمير؟] يعود على الله، [قول أبي رضي الله عنه يفيد أن مرجع الضمير في (نوره) على المؤمن، والإضافة هنا إضافة باعتبار محل النور وهو قلب المؤمن كما بينتِ أدناه]

حسب سياق ظاهر الكلام، و قاعدة عود الضمير الاسم المتقدم؛ سبق قوله تعالى( الله نور السموات و الأرض)، كما بين أبي في كلامه أن الله بدأ بنور نفسه، فهو نور الله ، و الإضافة (في أي كلمة؟) هنا إضافة تشريف و تعريف و اختصاص، و المراد بالنور؛ الوحي و القرآن ، بهما يكون الإيمان الذي ينير القلب، و متعلق النور( محله)؛ أين ؟ في قلب المؤمن، و يدخل فيه دخولًا أوليًا قلب محمد صلى الله عليه و سلم.
و قراءة أبي و ابن مسعود تقوي المعنى.
و يدل على وصف الإيمان بالنور: قوله تعالى ﴿أفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإسْلامِ فَهو عَلى نُورٍ مِن رَبِّهِ﴾
وما يدل على أن القرآن نور : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾

3- قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الأمة: الذي يعلم الخير، والقانت: المطيع لله ولرسوله).
هذا القول جزء من الأثر(قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: إن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - كان أمةً قانتاً لله حنيفاً، فقيل: إنَّ إبراهيم كان أمةً قانتاً لله حنيفاً، فقال: هل تدري ما الأمة وما القانت؟ فقلت: الله أعلم، قال: الأمة الذي يُعلم الخير، والقانت المطيع لله ولرسوله، وكان معاذ بن جبل يُعلم الناس الخير، وكان مطيعاً لله ولرسوله)
- رواه بألفاظ متقاربة عن عامر الشعبي [نفس الملحوظة على الصياغة، فحين أقرأ هذا أفهم أن القائل هو عامر الشعبي] كلًا من: عبد الرزاق الصنعاني(هـ 211) في تفسيره، ، و أبو عُبيد القاسم بن سلاّم (ت ٢٢٤هـ) في الخطب و المواعظ لأبي عبيد ، ابن سعد (ت ٢٣٠هـ) في الطبقات الكبرى، و الإمام أَحْمد بن حَنْبَل (241 هـ) في كتاب الْفَضَائِل، و ابن جرير(311 هـ) في تفسيره، الطبراني(360 هـ) في المعجم الكبير ، الحاكم(405 هـ) في مستدركه ، أبو نعيم الأصبهاني (٤٣٠هـ) في مسانيد أبي يحيى فراس بن يحيى الْمُكَتِّبِ الكوفي و في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، و البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) في المدخل إلى السنن الكبرى، ،و ابن عساكر (ت ٥٧١هـ) في تاريخ دمشق.
منها روايات مرسلة عن الشعبي ،و منها ما وصلها عن مسروق أو فروة بن نوفل الأشجعي [ما قصدكِ بقولكِ (مرسلة عن الشعبي)؟، ولابد من توضيح التخريج؛ بمعنى بيان مَن مِن هؤلاء الأئمة رواه من طريق الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود، ومن رواه من طرق أخرى مع بيانها]
.- و رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى عن طريق آخر:قال أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: بَيْنَمَا ابْنُ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ قَالَ إِنَّ مُعَاذًا كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ! قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا. وَظَنَّ الرَّجُلُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَوْهَمَ. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الأُمَّةُ؟ قَالُوا: مَا الأُمَّةُ؟ قَالَ: الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ. ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْقَانِتُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: الْقَانِتُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ
تابع الشعبي أبي العبيدين كما روى ابن جرير في تفسيره، و روى مثل ذلك سفيان الثوري و الأعمش كما ذكر مثل ذلك ابن كثير في تفسيره .
لأقوال في المسألة:
ذكر الماوردي في تفسيره: أمة فيها ثَلاثَةُ تَأْوِيلاتٍ:
أحَدُها: يَعْلَمُ الخَيْرَ، قالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وإبْراهِيمُ النَّخَعِيُّ.
قالَ زُهَيْرٌ:
فَأكْرَمَهُ الأقْوامُ مِن كُلِّ مَعْشَرٍ كِرامٍ فَإنْ كَذَّبْتَنِي فاسْألِ الأُمَمْ
يَعْنِي العُلَماءَ.
الثّانِي: أُمَّةٌ يُقْتَدى بِهِ، قالَهُ الضَّحّاكُ.
وَسُمِّيَ أُمَّةً لِقِيامِ الأُمَّةِ بِهِ.
الثّالِثُ: إمامٌ يُؤْتَمُّ بِهِ، قالَهُ الكِسائِيُّ وأبُو عُبَيْدَةَ.
﴿قانِتًا لِلَّهِ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ تَأْوِيلاتٍ: أحَدُها: مُطِيعًا لِلَّهِ، قالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ.
الثّانِي: إنَّ القانِتَ هو الَّذِي يَدُومُ عَلى العِبادَةِ لِلَّهِ.
الثّالِثُ: كَثِيرُ الدُّعاءِ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ.
توجيه القول:
هذا القول يعود للمعنى اللغوي للأمة و للقنوت.
- أم أي قصد،أي بمعنى مأموم، أى: يؤمّه الناس ليأخذوا منه الخير، و من لازم أن يؤتم به أن يكن معلمًا للخير
ففي كتاب المعاني الجامع معنى أمة: الأمة: الرجل الجامع لخصال الخير
و يقوى هذا القول: قوله تعالى ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً .
قال الزمخشري ( 538)في تفسيره: أى كان أمة تؤمه الناس ليقتبسوا منه الخيرات ويقتفوا بآثاره المباركات، حتى أنت على جلالة قدرك قد أوحينا إليك أن اتبع ملته ووافق سبرته، والله أعلم.
- قَوْله ﴿قانِتًا لله﴾ :
المعنى في كتاب المعاني الجامع ؛رَجُلٌ قَانِتٌ : مُتَعَبِّدٌ وَمُطِيعٌ لِلَّهِ.
و التعبير بالاسم( اسم الفاعل) يفيد الدوام و الاستمرار
والقنوت يُفَسر بأشياء كلها ترجع إلى دوام الطّاعَة

التقويم: ب

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- أشكر لكِ جهدكِ، وللتوضيح لبقية الطالبات، المطلوب في هذا التطبيق كان تخريج القول الوارد في رأس السؤال فقط، مع توجيهه، دون الحاجة لسرد بقية الأقوال في المسألة (يُطلب هذا في التطبيقات التالية بإذن الله)

ونفضل أن نلتزم بالمطلوب فقط، لأن التدرج في التطبيقات مقصود لتحصيل المهارات، وتجنب التشتت.

- تفسير الماوردي نستفيد منه في معرفة ما قيل في المسألة من أقوال، كدراسة مبدئية قبل الاطلاع على بقية التفاسير، لكن لا نعتمد على عزوه لهذه الأقوال.

- أرجو الاعتناء بالملحوظات التي أوردتها على الأسئلة أعلاه بخصوص التخريج.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 رجب 1443هـ/2-02-2022م, 12:23 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله. أحسن الله إليكم. أرجو منكم الإرشاد في طريقة تعلم أحوال ألفاظ متون الحديث. وأين أجد هذا الموضوع في كتب مصطلح الحديث. فقد قرأت منذ سنتين أو أكثر شرح نخبة الفكر، ولا أذكر وجود هذا الموضوع فيه. ولعل هذا من ضعف ضبطي له. فهل في الموقع دروس في هذا الموضوع المهم وكيفية التعامل مع الحديث الذي تختلف ألفاظه أو يكون فيه زيادة أو نقص؟

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 رجب 1443هـ/2-02-2022م, 03:30 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فروخ الأكبروف مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله. أحسن الله إليكم. أرجو منكم الإرشاد في طريقة تعلم أحوال ألفاظ متون الحديث. وأين أجد هذا الموضوع في كتب مصطلح الحديث. فقد قرأت منذ سنتين أو أكثر شرح نخبة الفكر، ولا أذكر وجود هذا الموضوع فيه. ولعل هذا من ضعف ضبطي له. فهل في الموقع دروس في هذا الموضوع المهم وكيفية التعامل مع الحديث الذي تختلف ألفاظه أو يكون فيه زيادة أو نقص؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
الزيادة في الرواية مذكورة في مباحث المحفوظ والشاذ والمعروف والمنكر (متن نخبة الفكر)، وتجد تفصيل هذه المباحث مع شروحها هنا:
https://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=84
مع التنبيه أننا في هذه المرحلة، لا نطالب الطالب بالحكم على الرواية من حيث الصحة والضعف، ولا الحكم على الرواة، إلا ما كان واضحا ودُرِس في مقررات سابقة
وإنما هي مهارات يُبنى بعضها على بعض بإذن الله
وفقكم الله وسددكم

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 1 رجب 1443هـ/2-02-2022م, 05:17 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان جلال مشاهدة المشاركة
(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).
التخريج:
- رواه ابن أبي عاصم الشيباني وعبد الله بن أحمد بن حنبل (كلاهما في السنة)، وابن جرير، وابن خزيمة (في التوحيد)، وابن أبي حاتم، والآجري (في الشريعة)، والدارقطني (في رؤية الله، وكذلك في العلل)، وابن منده (في الرد على الجهمية)، والبيهقي (في الأسماء والصفات): من عدة طرق عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد البجلي، عنه رضي الله عنه.
- ورواه الدارمي (في الرد على الجهمية)، وابن جرير: من طريق الحماني عن شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن نمران، عنه رضي الله عنه.
- ورواه ابن جرير، والدارقطني (في العلل وفي رؤية الله): من طريق أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن سعيد بن نمران، عنه رضي الله عنه.
- كما رواه ابن راهويه في مسنده: من طريق أبي إسحاق عن مسلم بن نذير، عن حذيفة، عن عامر بن سعد، عنه رضي الله عنه. [اختلط عليكِ الأمر هنا وإنما ذكر إسنادين أحدهما عن حذيفة رضي الله عنه والآخر عن أبي بكر رضي الله عنه]
وقد أضاف السيوطي من ضمن الرواة كلا من: ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبو الشيخ، وابن مردويه، واللالكائي. وقد بحثت في الشاملة في كتبهم فلم أجد لبعضهم مؤلفات، ولم أجد لمن وجدت مؤلفاتهم إسناد هذا القول. [كتاب اللالكائي (أصول اعتقاد أهل السنة) موجود]

التوجيه:
ذكر ابن أبي عاصم في كتابه السنة (ومعه ظلال الجنة في تخريج السنة للألباني): "‌‌بَابٌ: فِي الزِّيَادَةِ بَعْدَ ذِكْرِ الْحُسْنَى".
ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثنا ثابت عن عبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ أَنّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قَالَ:
"إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَوْا يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ قَالُوا: مَا هُوَ أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُجِرْنَا مِنَ النَّارِ؟ فَيَكْشِفُ اللَّهُ عَنْهُمُ الْحِجَابَ فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَمَا شَيْءٌ أُعْطُوهُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ وَهِيَ الزِّيَادَةُ".
قال إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه مسلم 1/112 وأبو عوانة في "مستخرجه" 1/156 والترمذي 2/90 وابن ماجه 187 وأحمد 4/332-333-65/15-16 والآجري ص 261 من طرق عن حماد بن سلمة به. وقال الترمذي:
هذا حديث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه وروى سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد هذا الحديث عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن أبي ليلى قوله.
قال الألباني: حماد بن سلمة ثقة حافظ ولا سيما في روايته عن ثابت فزيادته حجة. والله أعلم. ورواية سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد وصلهما ابن جرير في "تفسيره" 11/74-75 وهي مختصرة جدا عن رواية حماد بن سلمة مما يشعر أن ابن أبي ليلى كان أحيانا يختصر متنه وكذا إسناده فلا يسنده وتارة يسنده ويسوقه بتمامة. والله أعلم.
فقول أبي بكر له شاهد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.


(2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).
التخريج:
معنى قول عمر رضي الله عنه يتضمن معنيين للتوبة النصوح:
المعنى الأول: عدم مقارفة الذنب مرة أخرى.
المعنى الثاني: عقد النية على عدم مقارفته مرة أخرى.
التخريج:
فيكون التخريج لكلا المعنيين الذين أرادهما عمر رضي الله عنه:
- رواه ابن جرير، والبيهقي (في شعب الإيمان): من عدة طرق عن سفيان عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير، عنه رضي الله عنه.
وأكثر من رواه عن عمر رضي الله عنه – دون زيادة: (أو لا تريد أن تعود فيه) – أي فقط بالمعنى الأول، وهم:
- رواه عبد الرزاق، وابن أبي شيبة (في مصنفه)، وهناد بن السري (في الزهد)، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن أبي زمنين، والحاكم (في مستدركه)، والبيهقي (في السنن الكبرى): من عدة طرق عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عنه رضي الله عنه.
وأضاف السيوطي أن من ذكر قول عمر رضي الله عنه (دون زيادة معنى عقد النية) أي على المعنى الأول فقط: الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن منيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه. وقد بحثت في المكتبة الشاملة فلم أجد لبعضهم مؤلفات، ومن وجدت مؤلفاتهم لم أجد إسنادا للقول.
التوجيه:
ذكر ابن جرير: واختلفت القراءة في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرأة الأمصار خلا عاصمٍ: {نصوحًا} بفتح النّون على أنّه من نعت التّوبة وصفتها، وذكر عن عاصمٍ أنّه قرأه: (نصوحًا) بضمّ النّون، بمعنى المصدر من قولهم: نصح فلانٌ لفلانٍ نصوحًا.
وأولى القراءتين بالصّواب في ذلك قراءة من قرأ بفتح النّون على الصّفة للتّوبة لإجماع الحجّة على ذلك.
وقد ذكر ابن زمنين: (نَصوحا بفتح النون): هي توبة بالغة في النصح.
أما البوصيري (في إتحاف الخيرة)، وابن حجر (في المطالب العالية): فقد صححا إسناد القول لعمر رضي الله عنه (دون زيادة: أو لا يريد أن يعود).
وقال الفراء بعد أن ذكر كلا القراءتين: أن القراءة بفتح النون هي صفة للتوبة، وقال: ومعناها: "يحدث نفسه" إذا تاب من ذلك الذنب ألا يعود إليه أبدا، ف "يحدث نفسه" تعني عقد النية على عدم العودة (على المعنى الثاني).
وذكر الزجاج كذلك: التوبة النصوح هي التي لا ينوي معها معاودة المعصية.
وبالجمع بين ما سبق، مع ترجيح ابن جرير للقراءة (بفتح النون):
فإنه يصح المعنى الذي ذكره عمر رضي الله عنه: بأن التوبة النصوح هي التي تضم كلا المعنيين.

[أحسنتِ، بارك الله فيكِ ، لكن لم تصلي للتوجيه هنا
ما دلالة وصف التوبة بالنصوح في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًأ} على المعنى الذي رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
إجابة هذا السؤال هو المطلوب عند التوجيه والإجابة في معنى كلمة النصوح لغة، توبة نصوح أي صادقة خالصة، فيكون توجيه قول عمر رضي الله عنه ، أنه من لازم كون التوبة صادقة خالصة ألا يعود إلى الذنب أو يعزم على ألا يعود، وراجعي إجابة الأخ فروخ لمعرفة تفصيل المعنى اللغوي لكلمة " نصوح "]


(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
التخريج:
رواه ابن جرير من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن أبي زرعة وهب الله بن راشد، عن حيوة بن شريح عن صخر، عن معاوية البجلي عن أبي الصهباء البكري، عنه رضي الله عنه.

التوجيه:
• روى ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يوم الحج الأكبر هو يوم عرفة من طريق واحد كما هو مذكور أعلاه.
ودليله: ما قاله علي رضي الله عنه لأبي الصهباء حين سأله عن الحج الأكبر، فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي اللّه عنه يقيم للنّاس الحجّ، وبعثني معه بأربعين آيةً من براءة، حتّى أتى عرفة، فخطب النّاس يوم عرفة، فلمّا قضى خطبته التفت إليّ، فقال قم يا عليّ وأدّ رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
وقد صحح أحمد شاكر إسناد الأثر.

• بينما روى ابن جرير عن علي رضي الله عنه أنه يوم النحر من ثلاثة طرق عن أبي إسحاق عن الحارث عنه رضي الله عنه.
وقال جمهور أهل العلم بأنه يوم النحر.
- وفيه روى أبو هريرة رضي الله عنه الحديث الذي في صحيح البخاري:
بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فِيمَن يُؤَذِّنُ يَومَ النَّحْرِ بمِنًى: لا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفُ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ، ويَوْمُ الحَجِّ الأكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ، وإنَّما قيلَ الأكْبَرُ مِن أجْلِ قَوْلِ النَّاسِ: الحَجُّ الأصْغَرُ، فَنَبَذَ أبو بَكْرٍ إلى النَّاسِ في ذلكَ العَامِ، فَلَمْ يَحُجَّ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ الذي حَجَّ فيه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُشْرِكٌ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3177 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 15832

- وقيل أنها في حجة الوداع للنبي صلى الله عليه وسلم في يوم النحر حين خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبته المشهورة كما في حديث عمرو بن الأحوص:
أنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الوداعِ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فحمِدَ اللَّهَ وأثنى عليهِ وذَكَّرَ ووعظَ ثمَّ قالَ أيُّ يومٍ أحرَمُ ، أيُّ يومٍ أحرَمُ ، أيُّ يومٍ أحرَمُ ؟ قالَ : فقالَ النَّاسُ : يومُ الحجِّ الأَكبرِ يا رسولَ اللَّهِ . قالَ : فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكُم حرامٌ كحُرمةِ يومِكم هذا ، في بلدِكُم هذَا ، في شَهرِكم هذا ، ألا لا يجني جانٍ إلَّا على نفسِهِ ، ولا يَجني والِدٌ على ولدِه ، ولا ولدٌ على والدِه ، ألا إنَّ المسلِمَ أخو المسلِمِ ، فليسَ يَحِلُّ لِمُسلِمٍ من أخيهِ شيءٌ إلَّا ما أحلَّ من نفسِه ، ألا وإنَّ كلَّ رِبًا في الجاهليَّةِ مَوضوعٌ ، لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ غيرَ ربا العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ فإنَّهُ موضوعٌ كلُّهُ ، ألا وإنَّ كلَّ دَمٍ كانَ في الجاهليَّةِ موضوعٌ ، وأوَّلُ دَمٍ أضَعُ من دمِ الجاهليَّةِ دَمُ الحارثِ بنِ عبدِ المطَّلبِ ، كانَ مسترضِعًا في بني ليثٍ فقتلَتهُ هذيلٌ . ألا واستَوصوا بالنِّساءِ خيرًا ، فإنَّما هُنَّ عوانٍ عندَكم ، ليسَ تملِكونَ مِنهنَّ شيئًا غيرَ ذلِكَ إلَّا أن يأتينَ بِفاحِشةٍ مبيِّنةٍ ، فإن فعَلنَ فاهجُروهُنَّ في المضاجِعِ واضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مبرِّحٍ ، فإن أطعنَكم فلا تبغوا عليهنَّ سبيلًا . ألا وإنَّ لَكم على نسائِكم حقًّا ، ولنسائِكم عليكم حقًّا ، فأمَّا حقُّكم على نسائِكُم فلا يوطِئنَ فُرُشَكم من تَكرَهونَ ، ولا يأذَنَّ في بيوتِكم لِمن تَكرَهونَ ، ألا وإنَّ حقَّهُنَّ عليكُم أن تُحسِنوا إليهِنَّ في كسوتِهنَّ وطعامِهِنَّ
الراوي : عمرو بن الأحوص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم : 3087 | خلاصة حكم المحدث : حسن | شرح الحديث
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: في بلدكم هذا، أي في الحرم، وعرفات ليس من الحرم.

وقد رجح ابن جرير القول الثاني بأنه يوم النحر، وذلك لتظاهر الأخبار عن جماعةٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ عليًّا نادى بما أرسله به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الرّسالة إلى المشركين، وتلا عليهم براءة يوم النّحر. هذا مع الأخبار الّتي ذكرناها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال يوم النّحر: أتدرون أيّ يومٍ هذا؟ هذا يوم الحجّ الأكبر.
فإنّ اليوم إنّما يضاف إلى معنى الّذي يكون فيه، كقول النّاس: يوم عرفة، وذلك يوم وقوف النّاس بعرفة، ويوم الأضحى، وذلك يومٌ يضحّون فيه، ويوم الفطر، وذلك يومٌ يفطرون فيه، وكذلك يوم الحجّ، يومٌ يحجّون فيه. وإنّما يحجّ النّاس ويقضون مناسكهم يوم النّحر؛ لأنّ في ليلة نهار يوم النّحر الوقوف بعرفة كان إلى طلوع الفجر، وفي صبيحتها يعمل أعمال الحجّ، فأمّا يوم عرفة فإنّه وإن كان الوقوف بعرفة فغير فائتٍ الوقوف به إلى طلوع الفجر من ليلة النّحر، والحجّ كلّه يوم النّحر.
وعليه فإن قول علي رضي الله عنه مرجوحا وإن كان محتملا، والراجح كما قال ابن جرير هو أنه يوم النحر، للأسباب التالية:
1) الأحاديث الصحيحة التي صرح فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر.
2) لتظاهر الأخبار الصحيحة أن وقوع الأذان الذي في قوله تعالى: "وأذن في الناس بالحج" أن الأذان وقع يوم النحر.
وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد: (والصواب أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر، وثبت بالصحيحين أن أبا بكر وعليّا أذنا بذلك يوم النحر، لا يوم عرفة).
3) أن قول جمهور المفسرين من السلف والخلف أنه يوم النحر، وقد جاء في كتاب قواعد التفسير: أن الآية تحمل على المعنى الذي استفاض النقل فيه عن أهل العلم، وإن كان غيره محتملا.
[لم يكن مطلوبًا في هذا التطبيق ذكر الأقوال الأخرى، ولا الترجيح بين الأقوال، وإنما تخريج القول المذكور في السؤال وتوجيهه فقط.
وعند دراسة كل قول على حدة، تتسع مدارك الطالب لفهم المسألة أكثر، ويمكنه بوضوح تمييز ما إذا كان الخلاف في المسألة خلاف تضاد أو خلاف تنوع، ومن المهم فعل ذلك قبل الاطلاع على ترجيحات كبار المفسرين -ولها وجهها- حتى لا ينطبع في الذهن تضعيف باقي الأقوال والغفلة عن وجهها المعتبر.
أرجو مراجعة التعليق على الأخ فروخ في توجيه هذا القول]


التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وزادكِ توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 3 رجب 1443هـ/4-02-2022م, 09:16 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنادي الفحماوي مشاهدة المشاركة
التطبيق الأول من مهارات التخريج

١- تخريج قول عثمان في تفسير الباقيات الصالحات :
جاء في تفسير الباقيات الصالحات العديد من الأقوال منها:
١- ذكر الله بالتسبيح والتحميد ونحو ذلك:
وهو قول عثمان بن عفان ، ابن عمر ، ،مجاهد ،سعيد بن المسيب ، محمد بن كعب القرظي وجاءت أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم تعدها من الباقيات الصالحات ، الحسن وقتادة
٢- الصلوات الخمس.
وهو قول ابن عباس، ابن عباس، سعيد بن جبير، عمرو بن شرحبيل، إبراهيم، أبي ميسرة
٣- العمل بطاعة الله:
وهو قول ابن عباس ، ابن زيد
٤- الكلم الطيب:
وهو قول ابن عباس
النقول عن عثمان رضي الله عنه وتخريجها: [هذه النقول تكون في مسودة عملك وما يُنقل هنا هو الصيغة النهائية للتخريج فقط]
روى الطبري عن ابن حميد وعبد الله بن أبي زياد ومحمد بن عمارة الأسدي قالوا حدثنا عبد الله بن يزيد قال أخبرنا حيوة قال أخبرنا أبو عقيل زهرة بن معبد القرشي من بني تيم من رهط أبي بكر الصديق أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان يقول لعثمان: ما الباقيات الصالحات قال: هو لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
روى الطبري حدّثني سعيد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدّثنا أبو زرعة، قال: حدّثنا حيوة، قال: حدّثنا أبو عقيلٍ زهرة بن معبدٍ، أنّه سمع الحارث مولى عثمان بن عفّان، يقول: قيل لعثمان بن عفّان: ما {الباقيات الصّالحات}؟ قال: هي لا إله إلاّ اللّه، وسبحان اللّه وبحمده، واللّه أكبر، والحمد للّه، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.
حدّثني سعيد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: حدّثنا أبو زرعة، قال: حدّثنا حيوة، قال: حدّثنا أبو عقيلٍ زهرة بن معبدٍ، أنّه سمع الحارث مولى عثمان بن عفّان، يقول: قيل لعثمان بن عفّان: ما {الباقيات الصّالحات}؟ قال: هي لا إله إلاّ اللّه، وسبحان اللّه وبحمده، واللّه أكبر، والحمد للّه، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.
[وقال الطبري حدّثني ابن عبد الرّحيم البرقيّ، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: حدّثنا نافع بن يزيد ورشدين بن سعدٍ، قالا: حدّثنا زهرة بن معبدٍ، قال: سمعت الحارث مولى عثمان بن عفّان يقول: قالوا لعثمان: ما الباقيات الصّالحات؟ فذكر مثله. [مثله عائد على الأثر السابق، وأضفته لكِ للتنبيه على بقية أسانيد ابن جرير الطبري]

قال جلال الدين السيوطي : وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر عن عثمان بن عفان أنه سئل عن (والباقيات الصالحات) قال هي لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
[ابن جرير هو نفسه الطبري.
كتب الإمام أحمد موجودة فنبحث فيها ولا نعتمد على الدر المنثور للسيوطي، فإذا لم نجد في كتب الإمام أحمد الأثر المطلوب لا نعزو إليه اعتمادًا على الدر المنثور.

بقي لنا تفسير ابن المنذر، وتفسير لسورة الكهف ومريم من الجزء المفقود، فهذا ما يصح نقله من الدر المنثور للسيوطي]





التخريج:

رواه الطبري عن حيوة عن أبو عقيل زهرة بن معبد القرشي عن الحارث مولى عثمان من ثلاث طرق.
رواه أحمد وابن جرير وابن المنذر عن عثمان بن عفان كما جاء عند السيوطي.
[هذه هي الصياغة النهائية للتخريج التي نريدها، ولا نريد المسودة السابقة.
لكن الصياغة بها أخطاء

1. لأن مخرج الأثر ليس حيوة، راجعي الأسانيد السابقة، ومنها ما أضفته لكِ، وحددي الجزء المشترك منها، أول راوي هو مخرج الأثر، والجزء المشترك كاملا بداية من أول الإسناد، راوي لمنتهى الإسناد يسمى أصل الإسناد وطريق الأثر.


2. للملحوظة السابقة التي ذكرتها لكِ عن الدر المنثور للسيوطي.

صياغة التخريج تكون بهذه الطريقة: قول عثمان رضي الله عنه بأن الباقيات الصالحات هي قول: (لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله) أخرجه ابن جرير الطبري من طريق ......، وأخرجه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي.
راجعي الملحوظات وأضيفي طريق الأثر.]


التوجيه للأقوال:
معنى الباقيات الصالحات هي التي تبقى لصاحبها في الأخرى وعليها يجازى ويحاسب.
قال الزجاج : الباقيات الصالحات كل عمل صالح يبقى ثوابه . فالصلوات الخمس وتوحيد الله وتعظيمه داخلة في الباقيات الصالحات وكذلك الصدقات والصيام والجهاد وأعمال الخير والبر كلها .
من قول الزجاج نجد أنه أخذ بالقول أنها الأعمال الصالحة كلها.
وقد رجح الطبري هذا القول أيضا فقال: إن إولى الأقوال قول من قال: هن جميع أعمال الخير لأن ذلك كله من الباقيات الصالحات التي تبقى لصاحبها في الآخرة وعليها يجازى ويثاب وأن الله عز وجل لم يخصص من قوله (والباقيات الصالحات) بخبر في الكتاب ولا بخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم
وأن الخبر الذي نقله أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هن من الباقيات الصالحات.
فلم يقل هن الباقيات الصالحات أو كل الباقيات الصالحات .
وجائز أن تكون هي باقيات صالحات وكذلك كل عمل صالح .
وهذا ما تطمئن له النفس فبالمعنى اللغوي فإن الباقيات الصالحات هي التي يبقى أجرها ليوم القيامة وكل ما ذكره السلف ينطبق على هذا المعنى فالأعمال الصالحة التي نواها العبد لله مخلصا له واتبع فيه الشرع ولم يبتدع فإن أجره عند الله لقوله تعالى {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا}
وينطبق على الذكر من تحميد وتهليل وتسبيح ولا يخفى على أحد أجر الذكر عند الله..
٢- قول علي بن أبي طالب في يوم الحج الأكبر قال ( هو يوم عرفة):
جاء في تفسير يوم الحج الأكبر الأقوال التالية:
١- يوم النحر
أصحاب هذا القول:
علي ، عبد الله بن عمر، ابن عباس ، عبد الله بن أوفى ،المغيرة بن شعبة ،الحارث بن علي ، الزهري ، عبد الله بن شداد، سعيد بن جبير، قيس بن عبادة ، مجاهد ، عكرمة، ابن زيد
٢- الحجة التي حجها أبو بكر الصديق:
أصحاب هذا القول :
الحسن البصري ، ابن سيرين
٣- يوم عرفة:
أصحاب هذا القول:
عمر ،علي ، ابن عباس، أبو جحيفة ، عبد الله بن الزبير ومجاهد وعكرمة وطاووس وعطاء ومعمر ، محمد بن قيس بن مخرمة.
٤- أيام الحج كلها:
أصحاب هذا القول :
مجاهد ، أبو عبيد
تخريج قول علي رضي الله عنه:
النقول عن علي رضي الله عنه:
أنه يوم النحر:
١- قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني شبيب بن سعيد، عن شعبة، عن الحكم أن عليا خرج يوم النحر على بلغه يريد الجبانة، فجاءه رجلٌ، فأخذ بلجام دابته فسأله عن الحج الأكبر، فقال: هو يومك هذا، خل سبيلها.
٢- قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني أشهل، عن شعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزّار قال: كان عليٌّ يوم النّحر على بغلةٍ بيضاء، فأخذ إنسانٌ بلجامها فسأله عن الحجّ الأكبر، أيّ يومٍ هو، قال: هو يومك هذا، فخلّ سبيلها)
٣- قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال أدبار النجوم ركعتان قبل الفجر وأدبار السجود ركعتان من بعد المغرب والحج الأكبر يوم النحر).
٤- قال سعيد بن منصور الخراساني: حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، قال: سألنا عليًّا رضي اللّه عنه عن الحجّ الأكبر، قال: هو يوم النحر.
٥- قال محمود بن أحمد بن موسى العيني: وقال هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشّعبيّ عن عليّ رضي الله عنه، قال: يوم الحج الأكبر يوم النّحر، وروي عن عليّ من وجوه أخر كذلك
٦- قال الطبري: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، قال: يوم الحجّ الأكبر يوم النّحر.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا مصعب بن سلاّمٍ، عن الأجلح، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ قال: يوم الحجّ الأكبر يوم النّحر.
- حدّثنا ابن حميد، قال: حدّثنا حكّامٌ، قال: حدّثنا عنبسة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، قال: سألت عليًّا عن الحجّ الأكبر، فقال: هو يوم النّحر.
حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن أبي إسحاق، قال: قال عليٌّ: الحجّ الأكبر يوم النّحر.
قال ابن أبي حاتم الرازي: حدّثنا أبي ثنا أبو معمرٍ حدّثنا عبد الوارث ثنا محمّد بن إسحاق عن أبي إسحاق الهمدانيّ عن الحارث عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال: وسألته يعني النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن يوم الحجّ الأكبر، فقال: هو يوم النّحر.
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري : ( (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحجّ الأكبر؟ فقال: «يوم النّحر»، وروي موقوفاً عليه. أخرجه الترمذي).
قال جلال الدين السيوطي: أخرج الترمذي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال يوم النحر.
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وأبو الشيخ عن علي رضي الله عنه: يوم الحج الأكبر يوم النحر.
تخريج القول:
رواه عبد الله بن وهب المصري عن شعبة عن الحكم عن علي
ورواه الصنعاني والخراساني والطبري وأبي حاتم عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي.
ورواه الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن علي كما جاء عند السيوطي
رواه الترمذي موقوفا عن علي رضي الله عنه كما جاء عند ابن الجزري
أنه يوم عرفة:
١- قال الطبري: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبو زرعة وهب اللّه بن راشدٍ، قالا: أخبرنا حيوة بن شريحٍ، قال: أخبرنا أبو صخرٍ، أنّه سمع أبا معاوية البجليّ، من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصّهباء البكريّ، وهو يقول: سألت عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه عن يوم الحجّ الأكبر فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي اللّه عنه يقيم للنّاس الحجّ، وبعثني معه بأربعين آيةً من براءة، حتّى أتى عرفة، فخطب النّاس يوم عرفة، فلمّا قضى خطبته التفت إليّ، فقال قم يا عليّ وأدّ رسالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
قال جلال الدين السيوطي وأخرج ابن جرير عن أبي الصهباء البكري قال: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن يوم الحج الأكبر فقال: يوم عرفة [ما فائدة نقل كلام السيوطي، وهو خرج القول من تفسير ابن جرير الطبري، وسبق وأوردتِ إسناد ابن جرير الطبري أعلاه؟]
تخريج القول:
رواه الطبري عن محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم وأبو زرعة وهب اللّه بن راشدٍ عن حيوة بن شريحٍ عن أبي صخرٍ عن أبي معاوية البجليّ عن أبي الصّهباء البكريّ [عن علي رضي الله عنه]
تأملي الجملة التي وضعت تحتها خط، هنا وفي إسناد ابن جرير الطبري أعلاه
قولكِ رواه الطبري عن محمد بن عبد الله وأبو زرعة
يفيد أنه أخذ الخبر عن كليهما

لكن الصواب أن ابن جرير الطبري أخذه عن محمد، ومحمد أخذه عن أبي زرعة
قال الطبري حدثنا محمد، قال: أخبرنا أبو زرعة ...
أرجو أن موضع الخطأ في تخريجكِ اتضح]



رواه الطبري عن أبي الصهباء البكري كما جاء عند السيوطي. [ما فائدة هذه الجملة؟]
توجيه الأقوال:
لقد جاء عن علي رضي الله عنه قولان في المقصود بيوم الحج الأكبر وهما يوم النحر ويوم عرفة وإن كان عدد الناقلين عنه بقوله يوم النحر أكثر ولم يرد عنه بقوله يوم عرفة إلا من طريق واحد ..

فأما من قال بأن يوم الحج الأكبر هو يوم عرفة ربما لورود أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم بتعيين يوم عرفة كما روى ابن أبي حاتم عن محمّد بن قيس بن مخرمة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال يوم عرفةٍ وخطبهم هذا يوم الحجّ الأكبر.
ولقول ابن عباس : ابن عبّاسٍ قال: إن يوم عرفةٍ يوم الحجّ الأكبر يوم المباهاة، يباهي اللّه ملائكته في السّماء بأهل الأرض يقول تبارك وتعالى: جاءوني شعثًا غبرًا، آمنوا بي ولم يروني وعزّتي لأغفرنّ لهم، وهو يوم الحجّ الأكبر.

ورجح الطبري أن أصح الأقوال هو أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر فقال : "لتظاهر الأخبار عن جماعةٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ عليًّا نادى بما أرسله به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من الرّسالة إلى المشركين، وتلا عليهم براءة يوم النّحر. هذا مع الأخبار الّتي ذكرناها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال يوم النّحر: أتدرون أيّ يومٍ هذا؟ هذا يوم الحجّ الأكبر.
وبعد: فإنّ اليوم إنّما يضاف إلى معنى الّذي يكون فيه، كقول النّاس: يوم عرفة، وذلك يوم وقوف النّاس بعرفة، ويوم الأضحى، وذلك يومٌ يضحّون فيه، ويوم الفطر، وذلك يومٌ يفطرون فيه، وكذلك يوم الحجّ، يومٌ يحجّون فيه. وإنّما يحجّ النّاس ويقضون مناسكهم يوم النّحر؛ لأنّ في ليلة نهار يوم النّحر الوقوف بعرفة كان إلى طلوع الفجر، وفي صبيحتها يعمل أعمال الحجّ، فأمّا يوم عرفة فإنّه وإن كان الوقوف بعرفة فغير فائتٍ الوقوف به إلى طلوع الفجر من ليلة النّحر، والحجّ كلّه يوم النّحر".انتهى.
وجاء أيضا عن كثير من الصحابة مع تعيينهم يوم الحج الأكبر بيوم النحر تفسير اختيارهم بذكر ما يتم فيه من أعمال عدة فقالوا : يوم الحجّ الأكبر يومٌ يهراق فيه الدّم، ويحلّ فيه الحرام.
وكذلك علل ابن زيد القول بيوم النحر : والحجّ يفوت بفوت يوم النّحر ولا يفوت بفوت يوم عرفة، إن فاته اليوم لم يفته اللّيل، يقف ما بينه وبين طلوع الفجر.
وأما بالنسبة لعلي بن أبي طالب فهناك أثر رواه الطبري عن أبي الصهباء ورد فيه عن علي رضي الله عنه: فقمت فقرأت عليهم أربعين آيةً من براءة ثمّ صدرنا حتّى أتينا منًى، فرميت الجمرة، ونحرت البدنة، ثمّ حلقت رأسي، وعلمت أنّ أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكرٍ يوم عرفة، فطفقت أتتبّع بها الفساطيط أقرؤها عليهم، فمن ثمّ إخال حسبتم أنّه يوم النّحر، ألا وهو يوم عرفة.
وهذا ما قد يسبب ورود قولين عنه..
ومما سبق نجد أن كل فريق قال برأيه لأسباب صحيحة ولكن الجمهور رجح أنه يوم النحر لاشتماله على معظم أعمال الحج ..والله أعلم ..

[أين توجيه قول علي ابن أبي طالب بأن يوم الحج الأكبر هو يوم عرفة؟]

٣- قول أبي بن كعب في تفسير (مثل نوره) مثل نور من آمن به:
الأقوال في (مثل نوره):
١- هدى الله وبيانه وهو القرآن
أصحاب هذا القول: ابن عباس ،الحسن، ابن زيد ، زيد بن أسلم
٢- المؤمن
أصحاب هذا القول: أبي بن كعب ، سعيد بن جبير، الضحاك
٣- محمد صلى الله عليه وسلم
أصحاب هذا القول : كعب الأحبار ، سعيد بن جبير.
٤- طاعة الله
أصحاب القول : ابن عباس
النقول عن أبي بن كعب:
قال ابن قتيبة الدنيوري: وكان أبيّ يقرأ: الله نور السموات والأرض مثل نور المؤمن، روى ذلك عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرّازي،عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية.

- قال الطبري: حدّثنا عبد الأعلى بن واصلٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ، في قول اللّه: {مثل نوره} قال: ذكر نور المؤمن فقال: مثل نوره، يقول: مثل نور المؤمن. قال: وكان أبيّ يقرؤها كذلك: مثل المؤمن. قال: هو المؤمن قد جعل الإيمان والقرآن في صدره.
قال الطبري : حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ: {اللّه نور السّموات والأرض مثل نوره} قال: بدأ بنور نفسه فذكره، ثمّ قال: {مثل نوره} يقول: مثل نور من آمن به. قال: وكذلك كان يقرأ أبيٌّ، قال: هو عبدٌ جعل اللّه القرآن والإيمان في صدره.
قال ابن أبي حاتم: حدّثنا كثير بن شهابٍ المذحجيّ، ثنا محمّد بن سعيد بن سابقٍ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية عن أبيّ بن كعبٍ في قوله: اللّه نور السماوات والأرض قال: هو المؤمن الّذي قد جعل الإيمان والقرآن في صدره فعند اللّه مثله، فقال: الله نور السماوات والأرض فبدأ بنور نفسه عزّ وجلّ. فكان أبي بن كعب يقرؤها : مثل نور من آمن به فهو المؤمن جعل الإيمان والقرآن في المؤمن
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن الانباري في المصاحف عن الشعبي قال: في قراءة أبي بن كعب (مثل نور المؤمن كمشكاة).
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن أبي العالية قال: هي في قراءة أبي بن كعب مثل نور من آمن به، أو قال مثل من آمن به.
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي بن كعب {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هو المؤمن الذي جعل الايمان والقرآن في صدره فضرب الله مثله فقال {الله نور السماوات والأرض} فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن فقال: مثل نور من آمن به فكان أبي بن كعب يقرؤها: مثل نور من آمن به فهو المؤمن جعل الايمان والقرآن في صدره {كمشكاة}.
قال ابن كثير: وقال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ في قول الله تعالى: {اللّه نور السّموات والأرض} قال: هو المؤمن
تخريج الأقوال:
رواه ابن قتيبة [أين رواه ابن قتيبة؟] والطبري وابن أبي حاتم وابن كثير عن (بدلا من عن نكتب من طريق، وسأبين لكِ متى نكتب عن) أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب
صورة الصياغة صحيحة لكن بها أخطاء:

1. أين روى ابن قتيبة هذا الأثر؟

2.ابن كثير نقل القول ولم يروه بإسناده،فلا يصح أن نقول، رواه ابن كثير.
3. قولكِ "عن" تفيد أن هؤلاء الأئمة رووا هذا الأثر مباشرة عن أبي جعفر الرازي.
مثلا في تخريج قول علي بن أبي طالب بأن المراد بيوم الحج الأكبر هو يوم عرفة يمكنكِ قول: رواه ابن جرير عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ... ثم باقي الإسناد.

لأن محمد شيخ ابن جرير]







ورواه الطبري عن الحجاج عن أبي جعفر الرازي عن أبي العالية عن أبي بن كعب. [أحسنتِ]

أخرجه عبد بن حميد وابن الأنباري عن الشعبي كما جاء عند السيوطي [ولكن المطلوب أثر أبي بن كعب وليس الشعبي]
رواه عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم كما جاء عند السيوطي. [نفس الملحوظة، فقد سبق وأشرتِ لتفسير ابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم.
وكتب الحاكم موجودة، فهل رجعتِ إليها ونظرتِ هل الأثر موجود فيها أو لا؟
المصادر المفقود هنا والتي يمكن أن نعتمد على الدر المنثور للعزو إليها؛ تفسير عبد بن حميد وابن المنذر]

توجيه الأقوال:
قال ابن عطية الأقوال الثلاثة (التي ذكرها العلماء) تضطرد فيها مقابلة جزء من المثال لجزء من الممثل، فعلى قول من قال: "الممثل به محمد صلى الله عليه وسلم -وهو قول كعب الخير - فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو المشكاة، أو صدره، والمصباح هو النبوة وما يتصل بها من عمله وهداه، والزجاجة قلبه، والشجرة المباركة هي الوحي والملائكة رسل الله إليه وسببه المتصل به، والزيت هو الحجج والبراهين والآيات التي تضمنها الوحي.
وعلى قول من قال: "الممثل به المؤمن" -وهو قول أبي بن كعب - فالمشكاة صدره، والمصباح الإيمان والعلم، والزجاجة قلبه، والشجرة القرآن، وزيتها هو الحجج والحكمة التي تضمنها، قال أبي: فهو على أحسن الحال يمشي في الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات.
و قال ابن كثير في تفسيره وقوله: {مثل نوره} في هذا الضّمير قولان:
أحدهما: أنّه عائدٌ إلى اللّه، عزّ وجلّ، أي: مثل هداه في قلب المؤمن، قاله ابن عبّاسٍ {كمشكاةٍ}.
والثّاني: أنّ الضّمير عائدٌ إلى المؤمن الّذي دلّ عليه سياق الكلام: تقديره: مثل نور المؤمن الّذي في قلبه، كمشكاةٍ. فشبّه قلب المؤمن وما هو مفطورٌ عليه من الهدى، وما يتلقّاه من القرآن المطابق لما هو مفطورٌ عليه، كما قال تعالى: {أفمن كان على بيّنةٍ من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه} فشبّه قلب المؤمن في صفائه في نفسه بالقنديل من الزّجاج الشّفّاف الجوهريّ، وما يستهديه من القرآن والشّرع بالزّيت الجيّد الصّافي المشرق المعتدل، الّذي لا كدر فيه ولا انحراف.
مما سبق من أقوال فلا مانع من تطبيقه على المؤمن ونور الله في قلبه وهو الفطرة السليمة التي فطره الله عليها وهي فطرة صافية إن تلقت الهدي الصحيح كان نورا على نور..
ولعل ما يؤيد هذا التوجه قول ابن عبّاسٍ قال: {اللّه نور السّموات والأرض مثل نوره} لا مثل لنور اللّه، مثل نور المؤمن كمشكاةٍ. والله أعلم..



بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

- أرجو مراجعة الملحوظات على التخريج أعلاه.

- بالنسبة للتوجيه:

أرجو مراجعة درس توجيه أقوال المفسرين

http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=37558
وباختصار، في التوجيه نحن نبحث عن دلالة الآية على قول المفسر، وأنواع هذه الدلالات مفصلة في الدرس.

- المطلوب في التطيبق الأول كان تخريج القول وتوجيهه فقط، دون تحرير المسألة كاملة وبيان بقية الأقوال والراجح منها، هذا سنفعله في التطبيق الثاني بإذن الله، بعد إتقان الخطوة الحالية.
حتى لا تشتتي نفسك وحتى نتمكن من بناء المهارات بعضها على بعض.

- أرجو أن تعيدي التطبيق بهذه الصورة:

اقتباس:
(3) قول عثمان بن عفان رضي الله عنه في تفسير الباقيات الصالحات: (هي لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، والله أكبر، والحمد لله، ولا حول ولا قوّة إلا بالله).
- تخريج القول:

- توجيه القول:



(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
- تخريج القول:
- توجيه القول:



(6) قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
- تخريج القول:
- توجيه القول:
لا تنتقلي للتطبيق الثاني قبل إعادة هذا التطبيق، وسأصححه لكِ -بإذن الله- فور إعادته، ولا تهتمي بشأن تأخر الوقت، المهم تحقق المهارة بإذن الله، فاصبري وصابري، وفقني الله وإياكِ وسددنا جميعًا.



رد مع اقتباس
  #13  
قديم 3 رجب 1443هـ/4-02-2022م, 09:43 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد مختار مشاهدة المشاركة
⚪ التطبيق الأول ⚪


◽ اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:




(⚫ 1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).


▪التخريج
هذا القول عن الصديق أبوبكر. رضي الله عنه :
- رواه الإمام أحمد والبيهقي والدارقطني وابن منده ، وابن أبي عاصم و في وحديث ابن السماك والخلدي - والخلعي والطبري ، كلهم من طريق [أبي إسحاق عن] عامر بن سعد عن أبي بكر الصديق
- وأخرجه الطبري والدارمي من طريق إسحاق عن سعيد بن نمران عنه
- وأخرجه ابن ابي شيبة وابن خزيمة وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي [ كتب اللالكائي والآجري موجودة]
والآجري ذكر هذا السيوطي في الدر المنثور ، كما ذكرهذا القول عن الصديق ابي بكر ، ابن كثير في تفسيره والقرطبي [لا حاجة للنسبة لمصادر ناقلة وقد وجدتِ القول في المصادر المسندة، ننسب للمصادر الناقلة فقط إذا لم نجد القول إلا بها]
والبغوي والماوردي ، وغيرهم من المفسرين
-وهذا القول لأبي بكر الصديق :
قد رواه الإمام أحمد في ( السنة لعبد الله بن أحمد) ، والدارمي في (النقض على ماادعاه المعارض في الوجه) ، والبيهقي في (السنن الكبرى ) والدارقطني في ( رؤية الله ) وابن منده في
(الرد على الجهمية ) وابن ابي عاصم في (السنة لابن أبي عاصم ) ومن الأجزاء الحديثية لابن السماك والخلدي ، والخلعي في ( الخليعيات) وابن جرير الطبري في تفسيره . [ من طريق ؟ ]


▪ التوجيه والدراسة
القول أن تفسير الزيادة في الآية : هي النظر إلى وجه الله تعالى ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد رواه مسلم والترمذي. والنسائي من حديث. صهيب مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم :
وعَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئاً أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبِيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ. فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ".
وفي رواية: ثُمَّ تَلاَ هذِهِ الآيَةَ: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ﴾ رواه مسلم.
كما جاء موقوفا على عدد من الصحابة منهم أبوبكر رضي الله عنه وحذيفة وأبو موسى الأشعري وعدد من التابعين ، سعيد بن المسيب وَعَبَد الرحمن بن أبي ليلى وقتادة والحسن ومجاهد وغيرهم

وأما ما قيل من وجوه أخرى لمعنى * الزيادة* مثل هي المغفرة والرضوان ، والتضعيف للحسنات
وغيرها ، هناك من قال أن بعض هذه الأقوال لا تصح ولا دليل عليها مثل قول على : ان الزيادة غرفة من لؤلؤ لها أربعة أبواب ، روي عن على وقال ابن الجوزي ولا تص نسبته إليه ، وعلق ابن جرير على هذه الأقوال بعد أن أورد عددا منها قائلاً : أنه لا تعارض بينها فهي داخلة في معنى الزيادة والله أعلم ، لابد من القول ان الرؤية من أمور العقيدة التى اتفق عليها أهل السنة والجماعة ودل عليها الكتاب والسنة ، والتى هي فيصل بين أهل السنة وأهل البدعة الذين ينكرونها ، ويجحدونها ، فيتأولون القرآن على غير ظاهره ، جهلاً وبعداً عن الحق الذي جاءت به النصوص ، قال عز من قائل :
{ وجوهٌ يومئذٍ ناضرة * إلى ربها ناظرةٌ




(⚫ 2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود )




▪ التخريج
- روى قول عمر هذا ، عبد الرازق في تفسيره ، وسعيد بن منصور في تفسيره (سَنَن سعيد بن منصور - كتاب التفسير ) والحاكم في المستدرك والبوصيري في * إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وابن أبي زمنين في تفسيره ، كلهم من طريق سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عنه
- وكذا أخرجه الطبري بأسانيد كلها من طريق سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عنه
- ذكر السيوطي في الدر المنثور - أخرجه عن عمر ، الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه ، كلهم من طريق النعمان بن بشير عنه .
ذكره عن عمر ابن كثير والبغوي وابن جزي وابن عطية والسمرقندي والثعلبي والقرطبي في تفاسيرهم
وقال ابن كثير بعد إيراده لروايات ابن جرير : روي هذا المعنى مرفوعاً عن الإمام أحمد من طريق أبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله. بن مسعود وهو ضعيف والموقوفين أصح والله أعلم .


[أحسنتِ الوقوف على المصادر، ومخرج الأثر، لكن راجعي الملحوظة على الأخ فروخ بخصوص التخريج، وهي الإضافة التي نرجو اكتسابها من هذه التطبيقات نبنيها على ما سبق تعلمه]

▪التوجيه والدراسة
هذا القول عن عمر رضي الله عنه ، روي أيضاً عن ابن مسعود بهذا المعنى ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب رضي الله عنهم جميعا
وأورده من علماء اللغة الفراء في ( معاني القرآن ) قائلاً : يحدث نفسه إذا تاب من ذلك الذنب ألا يعود إليه أبداً ، وقال الزّجّاج ( في معاني القرآن وإعرابه ) قال بعضهم : التى لا ينوي معها معاودة المعصية [فما دلالة الآية (توبة نصوحًا) على ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ ، راجعي التصحيح على تطبيق الأخ فروخ أيضًا]
وقال القرطبي في تفسيره : قد تباينت عبارة العلماء في معنى التوبة النصوح حتى بلغت ثلاثة وعشرين قولا وقال غيره بلغت أربع وعشرين قولاً :
منها أنها التوبة الصادقة ، والخالصة ، والمقبولة ، وهي التى نصحت صاحبها ، والمعاني متقاربة يُكمل بعضها بعضا ولا تعارض بينها فهي توبة استكملت شروط التوبة ، فكانت صادقة خالصة أحرى أن تقبل وقد نصحت للتائب وقادته إلى التجافي عن مواطن المعصية وبغضها .




⚫ 5) قول معاذ بن جبل رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {لا انفصام لها} قال: (لا انقطاع لها دون دخول الجنة).


▪ التخريج
روى ابن أبي حاتم بسنده عن أبيه عن شريح بن النعمان عن ابن الرماح (عمرو بن ميمون ) عن حميد بن أبي الخزامى ، قال :
سئل معاذ بن جبل عن قول الله:
فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
أورده في تفسيره المسمى ( تفسيرالقرآن العظيم - ابن أبي حاتم ) وذكره عنه السيوطي في - الدر المنثور - كما ذكره عنه أيضاً ابن كثير في تفسيره [فما فائدة نقلكِ عن السيوطي وابن كثير، وقد وجدتِ الأثر في تفسير ابن أبي حاتم؟]
ذكر السيوطي أن هذا القول أخرجه ابن المنذر ، ولقد اطلعت على المطبوع من كتاب :
تفسير القرآن (ابن المنذر ) - المؤلف : إبراهيم بن المنذر النيسابوري أبوبكر - المحقق : سعد بن محمد السعد - فلم أجده ، ولعله في المفقود الذي لم يطبع ، والله أعلم [إذن هذا الذي يصح أن نقول فيه، وأخرجه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي، فتكون الصياغة النهائية للتخريج:
أخرج ابن أبي حاتم عن أبيه عن شريح بن النعمان عن ابن الرماح (عمرو بن ميمون ) عن حميد بن أبي الخزامى ، قال :
سئل معاذ بن جبل عن قول الله:
فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة

وأخرجه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي]



▪ التوجيه والدراسة
هذا المعنى الذى ذكر عن الصحابي العالم الجليل معاذ بن جبل ، بمعنى ان الفصم هو القطع ، قاله من علماء اللغة
قطرب في كتابه ( معاني القرآن ) انفصم الشيء انفصاماً ، اي انقطع ، وكذا ذكره الزّجّاج في كتابه :
(.معاني القرآن وإعرابه ) والنّحاس في كتابه ( معاني القرآن )
كما روى هذا المعنى (لا انقطاع لها) ابن جرير في تفسيره ، بسنده عن موسى بن هارون عن عمرو عن أسباط عن السّدي . وذكره عنه الماوردي ، وأورده البغوي والسمعاني في تفسيريهما معنىً ولم يوردا غيره ،. وقد جاء المعنى على وجهين ، لا انقطاع لها - لا انكسار لها ، هناك من اعتبر أن أصل الفصم كسر الشيء ، والمعنيان يحتملهما اللفظ .
[فما دلالة الآية على قول معاذ بن جبل (دون دخول الجنة)؟

راجعي التصحيح على الأخت رولا بدوي]


أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، لكن أرجو أن تراجعي درس توجيه أقوال المفسرين:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=37558

التقويم: ب

زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 3 رجب 1443هـ/4-02-2022م, 11:39 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إعادة حل المجلس للتخريج الأقوال الأول
١- قول عثمان بن عفان رضي الله عنه في تفسير الباقيات الصالحات
تخريج القول
أخرجه ابن جرير الطبري من طريق زهرة بن معبد عن الحارث مولى عثمان بن عفان عن عثمان بن عفان
وأخرجه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي.
توجيه القول
المعنى الشرعي للباقيات الصالحات هي التي تبقى لصاحبها في الأخرى وعليها يجازى ويحاسب. ولا شك في أن ذكر الله بهذه الأذكار هي من أعظم ما يثاب عليه العبد
وهي من باب التفسير ببعض المعنى وقد ورد عن أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأذكار من الباقيات الصالحات
٢- قول علي بن أبي طالب في يوم الحج الأكبر قال هو يوم عرفة
تخريج القول
رواه الطبري عن محمد بن الحكم عن أبي زرعة عن حيوة بن شريح عن أبي صخر عن أبي معاوية البجلي عن أبي الصهباء البكري عن علي بن أبي طالب
توجيه القول
ما ورد في الآثار من أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث عليا وراء أبي بكر ليؤذن في الناس بآيات صدر براءة وقد أمره أبو بكر بإعلام الناس برسالة النبي بعد خطبته في يوم عرفة
أن في حجة أبي بكر في يوم عرفة اجتمع كل الناس في منى بخلاف ما كان يصير في السابق حيث كان يقف الحمس في المزدلفة وباقي الناس بمنى فلما
وقف جميعهم بعرفة سمي بيوم الحج الأكبر
وقالت طائفة أن عرفة يوم الحج الاكبر لما وقع فيه أول الأذان
٣_ قول أبي بن كعب في تفسير (مثل نوره) مثل نور من آمن به
تخريج القول:
أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب
رواه الطبري عن الحجاج عن أبي جعفر الرازي عن أبي العالية عن أبي بن كعب
رواه عبد بن حميد وابن المنذر كما جاء في الدر المنثور للسيوطي
توجيه القول
أن تفسير أبي بن كعب تفسير ببعض المعنى لما يصلح لأن يكون محلا لهدي الله ووحيه فينتفع به ويعمل به فقلب المؤمن وما فطر عليه من الفطرة والهدى صالحان لتلقي وحي الله ونوره
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 4 رجب 1443هـ/5-02-2022م, 01:00 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنادي الفحماوي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
إعادة حل المجلس للتخريج الأقوال الأول
١- قول عثمان بن عفان رضي الله عنه في تفسير الباقيات الصالحات
تخريج القول
أخرجه ابن جرير الطبري من طريق زهرة بن معبد عن الحارث مولى عثمان بن عفان عن عثمان بن عفان
وأخرجه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي.
توجيه القول
المعنى الشرعي للباقيات الصالحات هي التي تبقى لصاحبها في الأخرى وعليها يجازى ويحاسب. ولا شك في أن ذكر الله بهذه الأذكار هي من أعظم ما يثاب عليه العبد
وهي من باب التفسير ببعض المعنى وقد ورد عن أبي هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأذكار من الباقيات الصالحات
٢- قول علي بن أبي طالب في يوم الحج الأكبر قال هو يوم عرفة
تخريج القول
رواه الطبري عن محمد بن الحكم عن أبي زرعة عن حيوة بن شريح عن أبي صخر عن أبي معاوية البجلي عن أبي الصهباء البكري عن علي بن أبي طالب
توجيه القول
ما ورد في الآثار من أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث عليا وراء أبي بكر ليؤذن في الناس بآيات صدر براءة وقد أمره أبو بكر بإعلام الناس برسالة النبي بعد خطبته في يوم عرفة
أن في حجة أبي بكر في يوم عرفة اجتمع كل الناس في منى بخلاف ما كان يصير في السابق حيث كان يقف الحمس في المزدلفة وباقي الناس بمنى فلما
وقف جميعهم بعرفة سمي بيوم الحج الأكبر
وقالت طائفة أن عرفة يوم الحج الاكبر لما وقع فيه أول الأذان
٣_ قول أبي بن كعب في تفسير (مثل نوره) مثل نور من آمن به
تخريج القول:
أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب
رواه الطبري عن الحجاج عن أبي جعفر الرازي عن أبي العالية عن أبي بن كعب
رواه عبد بن حميد وابن المنذر كما جاء في الدر المنثور للسيوطي
توجيه القول
أن تفسير أبي بن كعب تفسير ببعض المعنى لما يصلح لأن يكون محلا لهدي الله ووحيه فينتفع به ويعمل به فقلب المؤمن وما فطر عليه من الفطرة والهدى صالحان لتلقي وحي الله ونوره
والله أعلم

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2:
ما يصلح التوجيه به مما ذكرت، أن الأذان يوم عرفة كان أول الأذان، وأن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم.

التقويم:
ب
أحسنتِ، زادكِ الله إحسانا وتوفيقا وسدادا.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 4 رجب 1443هـ/5-02-2022م, 01:24 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

جزاكم الله خيرا
الحمد لله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir