دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 5 شعبان 1443هـ/8-03-2022م, 01:02 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ)

علم من أعلام التابعين، تكرر ورود اسمه في كتب التفسير، حتى عدّ من أعلم الناس بالتفسير.
كان مولى لقيس بن السائب المخزومي، ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلازم الصحابة وخاصة ابن عباس، الذي فقد صحبه مدة طويلة، فكان هذا سببا في أخذ العلم الغزير عنه في القرآن والتفسير والفقه.
ومما يشهد على ذلك، ما رواه محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد أنه قال: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). [1] رواه الدارمي وابن جرير.
ومن نجابته في علم التفسير، أنه قد رويت عنه صحيفة قديمة في التفسير، عرفت ب "تفسير مجاهد"، وقد نشرها له: عبد الرحمن الطاهر السورتي عن طريق مجمع البحوث الإسلامية في باكستان، ونشره أيضاً محمد عبد السلام أبو النيل عن طريق دار الفكر الإسلامي.
وهذا التفسير يرويه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني (ت:356هـ) وهو مضعف، عن الحافظ إبراهيم بن الحسين ابن ديزيل (ت: 281هـ) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني (ت:221هـ)، وهذه الصحيفة كانت لدى ابن ديزيل، ولم يروها؛ فوجدها عبد الرحمن بن الحسن وحدّث بها، وفيها آثار يرويها آدم بن أبي إياس عن غير مجاهد كأبي هريرة وأنس والحسن البصري وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة، لكن أكثر ما روى فيها عن مجاهد، ولذلك كان بعض أهل العلم يسمّيها تفسير آدم بن أبي إياس، وهي رواية بالوجادة لا يحتجّ بها، لكن يُستفاد منها في المتابعات والشواهد؛ لأن منها ما هو موافق لما في كتب التفسير المشهورة من الطرق المروية بها.
ودعونا اليوم نقف عدة وقفات مع سيرته العطرة – رحمه الله – التماسا لفوائد تعيننا وأبناء هذا الجيل على تصحيح المسار، وتعديل سلّم الأولويات، لعلنا نعود بهذه الأمة إلى حاضر مجدها وعزتها وتمكينها.
فمما يستقى من سيرته رحمه الله:
- حرصه على طلب العلم من مصدره الصحيح السليم، وانكبابه على العلم طلبا وفهما، وعلو همته التي ناطحت السحاب.
فقد قال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله). رواه ابن جرير. [1]
- تحديده لأولوية ما يطلب من العلم، وسعيه إليه بجد ومثابرة، فعندما اختار ما يصب جل وقته وجهده فيه من أنواع العلوم، عمد إلى التفسير رأس العلوم وأشرفها، فأقبل عليه حتى وصف كأنه رجل أضل دابته فهو يطلبها.
ذكر الذهبي عن بقية عن حبيب بن صالح قوله: سمعت مجاهدا يقول: (استفرغ علمي القرآن). [2]
- شغفه في نشر العلم وخاصة علم التفسير نشرا لم يبلغه غيره من التابعين.
قال فضيل بن مرزوق عن عبيدٍ المكتب: (رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهدٍ). رواه الدارمي [3].
قال أبو بكر الحنفي: سمعت سفيان الثوري يقول: (إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به). رواه ابن جرير. [4]
- روى عن عدد من الصحابة وأمهات المؤمنين: كابن عباس وعائشة وابن عمر وعبد الله بن عمرو وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين.
وقد وقع في تفسيره شيء يسير من الإسرائيليات، والإسرائيليات المروية عن مجاهد ليست كثيرة، وأكثر علمه بالتفسير كان عن ابن عباس، وكان قد اجتهد رحمه الله في تعلّم التفسير اجتهاداً بالغاً.
فقد روى عن تبيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار؛ فربما وافق تفسيره التفسير المروي عن كعب الأحبار؛ فيعلّ بذلك.
كما روى عن رجل يقال له يوسف بن الزبير المكي مولى آل الزبير، كان يهودياً فأسلم، وكان يقرأ الكتب.
قال أبو حاتم الرازي في شأن يوسف بن الزبير: (كان يقرأ الكتب، روى عن عبد الله بن الزبير، روى عنه مجاهد). [5]
- علو همته وتنوع علومه. فقد أتقن تفسير آيات الأحكام الفقهية، مما أهله أن يتصدر للفتوى في زمانه.
قال إسماعيل بن عبد الملك: حدثني يونس بن خباب عن مجاهد قال: (كنت أقود مولاي السائب وهو أعمى فيقول: يا مجاهد دلكت الشمس؟ فإذا قلت نعم قام فصلى الظهر). [6]
- كان لا يحب الشهرة خوفا من أن يقع في الرياء، وهذا من أكثر الأسباب التي يرفع الله بها مكانة العبد عنده وعند الناس، وقد ظهر ذلك جليا على سمته ومنهجه في الطلب.
قَالَ سَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يُرِيْدُ بِهَذَا العِلْمِ وَجْهَ اللهِ إِلاَّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ: عَطَاءٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَطَاوُوْسٌ. [7]
روى الأجلح عن مجاهد أنه قال: (طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد). [8]
قال منصور: قال مجاهد: (لا تنوهوا بي في الخلق). [9]
- انكبابه على القرآن، علما وتعلما وتعليما ونشرا لعلمه كالتفسير وغيره، فقد روى عنه كثير من الرواة، قسمها العلماء لخمس طبقات:
أصحابه الذين صاحبوه وسمعوا منه التفسير (كابن أبي نجيح) – من سمع منه شيئا يسيرا من التفسير وهم بين مقل (كالأعمش) ومستكثر (كابن جريج) – الذين أرسلوا عنه وقد كان يمكنهم السماع منه (كقتادة) – الذين لم يسمعوا منه ولم يدركوه ولكنهم رووا عن كتبه التي كتبها بعض أصحابه (كسفيان الثوري) – الضعفاء بن أصحابه (كليث بن أبي سليم).
قال الفضل بن دكين: (توفي مجاهد سنة اثنتين ومائة وهو ساجد). [10]
وفي رواية عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أنه مات وهو ساجد خلف المقام.
وقيل: مات سنة 103هـ، وقيل: سنة 104هـ.. [11]
والأكثرون على القول الأول.
فرحمه الله تعالى، وغفر له، ورضي عن صحابته الكرام، وجمعنا ونبينا وسلفنا الصالح جميعهم في مستقر رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

المراجع
[1] سير أعلام النبلاء للذهبي.
[2] سير أعلام النبلاء للذهبي.
[3] العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله.
[4] جامع البيان عن تأويل آي القرآن لابن جرير
[5] تاريخ دمشق لابن عساكر
[6] رواه ابن سعد
[7] تاريخ دمشق لابن عساكر
[8] سير أعلام النبلاء للذهبي.
[9] سير أعلام النبلاء
[10] سير أعلام النبلاء
[11] سير أعلام النبلاء

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir