دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 شوال 1439هـ/12-07-2018م, 04:23 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 33-51)


حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.

2: معنى "الحصور" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.


تعليمات الإجابة على المسائل:
هذا التطبيق مطلوب تقديمه في صورة خطوات منفصلة كالتالي:
أولا: ذكر مراجع البحث مرتّبة على مراتب مراجع الأقوال في التفسير.
ثانيا:
استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
ثالثا: تخريج الأقوال.
رابعا: توجيه الأقوال.
خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.



تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 شوال 1439هـ/12-07-2018م, 10:06 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
1: معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.


بسم الله, والصلاة والسلام على سيد خلق الله, نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, وبعد:
فإن مدار البحث وموضوع التحرير هنا هو في معنى "السيد" في قوله تعالى :"وسيدا وحصورا", ومما يتبين لي مبدئيا, فإن ما يتناسب مع تحرير هذه المفردة هو الجمع بين أقوال أهل السلف, والرجوع للمصادر اللغوية في معنى هذه المفردة, إذ يتكئ معرفة معناها بشكل كبير على معرفة أصلها واشتقاقها, وهذا ما سيتبين لنا بإذن الله أثناء تباحث المسألة.

أولا: المراجع وفق ترتيبها التاريخي:
- تفسير الثوري للنهدي.
- جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي.
- تفسير غريب القرآن لابن قتيبة.
- تفسير الطبري.
- تفسير الزجاج.
- تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم.
- تفسير المشكل من غريب القرآن.
- تفسير ابن عطية.
- لسان العرب.
- تفسير ابن كثير.
- عمدة القاري للعيني.
- المعجم الوسيط.

ثانيا: الأقوال الواردة في معنى "السيد" في إرث السلف, مع التخريج:
وسأقوم باستعراضها دون تمحيص, وبعد ذلك يتم عرضها بعد التمحيص وجمع ما يمكن جمعه تحت نقطة واحدة أو استبعاد ما وجب استبعاده:

1 - السيد في الحلم والعلم والعبادة والورع. قتادة.
تخريج الأقوال:
- قول قتادة: أخرجه الطبري عن بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة, وذكر قوله.

2- الحليم التقي. ابن عباس وابن جبير والضحاك والثوري.
تخريج الأقوال:
- قول ابن عباس: أخرجه الطبري وابن أبي حاتم عن محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ, وذكر قوله.
- قول الضحاك: أخرجه النهدي والطبري عن جويبرٍ عن الضّحّاك, وذكرا قوله.
وأخرجه الطبري بطريق آخر عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك, وذكر قوله.
- قول ابن جبير: أخرجه الطبري عن المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ, وذكر قوله.
- قول الثوري: أخرجه الطبري عن المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن سفيان, وذكر قوله.

3- الشريف. ابن زيد.
تخربج الأقوال:
-قول الشريف: أخرجه الطبري عن يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، عن ابن زيدٍ, وذكر قوله.

4- الفقيه العالم. ابن المسيب.
تخريج الأقوال:
- قول ابن المسيب: أخرجه الطبري عن سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد، عن عبد الملك، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب, وذكر قوله.

5- الذي لا يغلبه الغضب (الحليم). الحسن وسعيد بن جبير وعطاء وأبو الشعثاء وعكرمة.
تخريج الأقوال:
- قول سعيد بن جبير: أخرجه الطبري عن ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شريكٍ، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ, وذكر قوله.
- قول عكرمة: أخرجه الطبري وابن أبي حاتم عن أبي بكرٍ، عن عكرمة, وذكرا قوله.
- وقد أخرج العيني قول الحسن وسعيد بن جبير وعطاء وأبو الشعثاء جميعا وذكر أن عبد وصله عن جعفر بن عبد الله السّلميّ عن أبي بكر الهذليّ عن الحسن وسعيد بن جبير وعطاء وأبي الشعثاء, وذكر قولهم.

6- السيد في خلقه ودينه. عطية.
تخريج الأقوال:
- قول عطية: أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن إدريس، عن أبيه قال: أراه عن عطيّة, وذكر قوله.

7- الكريم على الله. مجاهد والرقاشي.
تخريج الأقوال:
- قول مجاهد: أخرجه الرملي والطبري عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ, وذكرا قوله.
- قول الرقاشي: أخرجه الطبري عن المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، قال: زعم الرّقاشيّ, وذكر قوله.
وأخرجه ابن أبي حاتم عن حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ, زعم الرقاشي, وذكر قوله.

ثانيا: معنى "السيد" في اللغة:
وسبب تعرضنا للمعنى اللغوي أنه المحك في التقييم وأخذ ما صلح من الأقوال, وذلك أن القرآن أنزل بلسان عربي مبين "إنا أنزلناه قرآنا عربيا", ومدار بحثنا هنا على المعنى والذي يعود بالدرجة الأولى على المعنى اللغوي, فليس المدار هنا فقهيا ولا عقديا ولا تاريخيا, وإنما لغوي, لذا وجب الاستعانة بأقوال أهل اللغة, لنقوم بعدها بعرض أقوال أهل السلف عليها ونرى ما كان منها صالحا قريبا من المعنى وما كان بعيدا, ونوجه الأقوال ونحاول فهم أسباب قول قائليها بها:
أقوال أهل اللغة في معنى "السيد" في الآية:
1- الذي يفوق في الخير قومه. الزجاج وابن منظور.
2- الحليم. ابن قتيبة ومكي بن أبي طالب.
وبالرجوع للمعجم الوسيط فإننا نجد أن مفردة "السيد" عامة تطلق على:
المالكُ, والمَلِكُ, والموْلَى ذو العبيد والخدمِ, والمُتَوَلِّي للجماعة الكثيرة, وكلُّ من افتُرِضَتْ طاعتهُ, وسيِّدُ كل شيء : أشرفُه وأرفعُه .
وذكر ابن منظور في لسان العرب بأن المراد في هذه الآية ليس المالك وإِنما الرئيسَ والإِمامَ في الخير ، كما تقول العرب فلان سيدنا أَي رئيسنا والذي نعظمه.

ثالثا: استعراض الأقوال وتحريرها وتوجيهها بعد سردها:
- أما ما ورد من أقوال كان في طريقة عرضها تفسير السيد بمتعلق السيادة كقولهم : السيد في خلقه ودينه وعلمه و..إلخ, فهذه من تفسير المعنى بمتعلقه, ولا أظنها تفسر معنى السيادة الذي نريد الوصول إليه في مبحثنا هنا, ورغم أنها وردت عن أكابر المفسرين, ورغم أن هذا لا ينفي صحة أقوالهم, إلا أن هذا ليس هو مدار البحث, فتستبعد الأقوال في هذه الحال, وقد نتعرض لها في نهاية بحثنا مبينين وجه الصلة بينها وبين السيادة.
- نأتي الآن للأقوال التي فسرت السيد بالحليم والتقي والشريف والفقيه والعالم, فهذه أقوال فسرت السيادة بأنها تلكم الصفات خاصة, ومنها ما كان لتفسيره علة بينة قريبة, ومنها ما كان علته أبعد وإن كان هذا لا ينفي صحتها.
- أما القول الأخير وهو القول بأنه "الكريم على الله", فلا يوجد ما يدعمه لغة ولا نقلا بشكل صريح, وإن كان يحيى -عليه السلام- كريما على الله بلا شك, وقد يكون تفسير الآية في هذا القول مبنيا على مفهوم كلام الله عنه وتكريمه له بوصفه بالسيادة, فهذا صحيح بلا شك, ولكنه ليس التفسير المباشر لمفردة "سيد", وقد يوجه هذا القول بأن مبناه مأخوذ من المعنى اللغوي للسيد بأنه الشريف في قومه المعزز فيهم, فيكون القائل انطلق من هذا المعنى وخصصه بأنه تكريم إلهي من الله وعزة وشرف من قبله, وهو صحيح ولا يمنع من دخول هذا المعنى تحت مفردة السيادة عامة في هذه الآية.
مما ذكرنا أعلاه فإن من فسر السيادة بأنها "السيادة في كذا وكذا" فإن تفسيرهم صحيح, لكنه من قبيل تفسير الشيء بمتعلقه لا بنفسه, وهو ما نحاول فعله هنا, والقول الأخير وجهناه وبيناه, أما القول الثاني فسنأتي على تفصيله الآن, فنقول فيه ما قاله ابن عطية رحمه الله فيه:
"كل من فسر من هؤلاء العلماء المذكورين السؤدد بالحلم فقد أحرز أكثر معنى السؤدد ومن جرد تفسيره بالعلم والتقى ونحوه فلم يفسر بحسب كلام العرب، وقد تحصل العلم ليحيى عليه السلام بقوله عز وجل مصدّقاً بكلمةٍ من اللّه وتحصل التقى بباقي الآية، وخصه الله بذكر السؤدد الذي هو الاحتمال في رضى الناس على أشرف الوجوه دون أن يوقع في باطل".
فيكون التفسير بالحلم والشرف هو الأقرب, إذ كلاهما قريبان جدا ومتعلقان بشكل كبير بمعنى السيادة ولوازمها.

رابعا: الترجيح, والعرض النهائي للمسألة:
ومن خلال تدارس أقوال السلف, والرجوع لمعاجم اللغة, فإننا نجد أن تعريف مفردة "السيد" تدور حول ثلاثة محاور: الشرف في القوم والتفوق في الخير والعزة والسؤدد فيهم, الحلم خاصة, التقى والعلم وغيرهما من الأخلاق الحميدة عامة.
ومما يتبين لي -والله أعلم-, ولأن للعامل اللغوي أثر كبير في تحديد الراجح من الأقوال, فإن "السيد" هنا يراد بها السيادة على معناها العام وبإطلاقها, لا سيما وأنها وردت منكرة, للتفخيم والعمومية دون تحديد السيادة في أمر دون آخر, ويظهر معنى السيادة بالمقام الأول بأنها الشرف والرفعة في القوم والتفوق فيهم, وذلك لا يتأتى إلا عن طريق الحلم خاصة, وبقية الأخلاق الحميدة كالكرم والتقى وغيرهما عامة, وفي تعريف ابن عطية -رحمه الله- خير جامع لمعنى السيادة حين قال: "أن السيادة هي بذل الندى، وهذا هو الكرم, وكف الأذى، وهنا هي العفة بالفرج واليد واللسان, واحتمال العظائم، وهنا هو الحلم وغيره من تحمل الغرامات, وجبر الكسير, والإفضال على المسترفد، والإنقاذ من الهلكات".
فنكون بذلك جمعنا بين الأقوال, ورتبناها بناء على أولويتها في تعريف السيادة, سائلين المولى أن يرزقنا التوفيق والسداد, وأن يعفو عن الخطأ, ويجبر النقص, ويصحح النوايا, والحمدلله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ذو القعدة 1439هـ/13-07-2018م, 09:37 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القسم الرابع من تفسير سورة آل عمران
تحرّير القول: معنى "الحصور" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.


أولا: ذكر مراجع البحث.
هذه المسألة تفسيرية لغوية، تم الرجوع فيها إلى الكتب التالية :
أولا من المصادر الأصلية:
-من المرتبة الأولى: كتب دواوين السنة.
بحثت في بعضها كالصحيحين والسنن الأربع ومسند أحمد ومستدرك الحاكم وسنن سعيد بن منصور وتفسيره، ومصنف عبد الرزاق ولم أجد فيها شيء يتعلق بالآية سوى حديث عن عمرو بن العاص في المستدرك.
- من المرتبة الثانية: كتب التفسير في جوامع الأحاديث.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)
- من المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة :
1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري (ت: 310هـ)
2- تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)
3- معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ)
4- تفسير أبي إسحاق الثعلبي(ت427) .
- ومن المرتبة الرابعة : التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها .
-1تفسير سفيان الثوري (161 ه)
-2تفسير ابن المنذر النيسابوري(ت:318هـ)
- من المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير :
1. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
2. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
3. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
4. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)
.5 أحكام القرآن للقرطبي (ت671)

ومن التفاسير اللغوية :
-معاني القرآن للفراء (ت207)
-غريب القرآن لابن قتية (ت276)
-غريب القرآن للسجستاني (ت330)
-معاني القرآن للنحاس(ت338)
-معاني القرآن لإِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ)
- ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن لغلام ثعلب (ت345).
-تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري (ت370).

ثانيا: استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
يمكن إرجاع القول في هذه المسألة إلى أربعة أقوال :
==القول الأول : أنّ المراد بالحصور أي الذي لا يأتي النساء، لعنةٍ به أو لأنه ليس له آلة صالحة للجماع.
=القائلون به:
- روي عن ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وعكرمة، وقتادة، وسعيد بن جبيرٍ، وأبي الشّعثاء، وعطيّة العوفي.

=تخريج القول الأول :
-فأما قول ابن مسعود
فرواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن زر عنه.
-وأما قول ابن عباس:
فرواه ابن أبي حاتم في تفسيره عنه،
-وأما قول مجاهد:
فرواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن النضر بن عربي، وعن ابن أبي نجيح كلاهما عنه
-وأما قول عكرمة:
فرواه
-وأما قول قتادة
فرواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن سعيد وأبو هلال ومعمر وأبي جعفر كلهم عنه.
وذكره ابن عطية في تفسيره عنه.
-وأما قول سعيد بن جبير
فرواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن عطاء بن السائب عنه.
-وأما قول أبي الشعثاء
فرواه
-وأما قول عطية العوفي
فرواه ابن أبي حاتم عن سلمة بن سابور عن عطية وهو يرويه عن ابن عباس ولم يذكر أنه قوله، وهذا ما وجدته عنه.
وقد ذكر هذا القول الزجاج وابن عطية وابن كثير.

=توجيه القول الأول :
هذا القول مبني على المعنى اللغوي للكلمة وهو المنع من الشيء، ثم جاء في الحديث أنه لم يكن له ما للرجال إلا مثل العود، كناية عن عدم الوطء

==القول الثاني : أنّ المراد بالحصور أي الذي لا يأتي له ولد، لأنه لا ينزل الماء.
=القائلون به:
روي هذا عن ابن عباس والضحاك، وعن أبي العالية والربيع بن أنس.
قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: الحصور الذي لا ينزل الماء.
قال ابن كثير: وعن أبي العالية والرّبيع بن أنسٍ: هو الّذي لا يولد له. وقال الضّحّاك: هو الّذي لا ولد له ولا ماء له. ا.ه.

=تخريج القول الثاني .
-فأما قول ابن عباس
فرواه ابن أبي حاتم وابن جرير الطبري كلاهما عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس
-وأما قول الضحاك
فرواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن جويبر وعبيد بن سليمان كلاهما عنه، ورواه ابن أبي حاتم عن جويبر عنه.
-وأما قول أبي العالية:
فلم أجد له رواية لكن قال ابن أبي حاتم في تفسيره " قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَالا: الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ." ا.ه
-وأما قول الربيع بن أنس
فلم أجد له رواية لكن قال ابن أبي حاتم في تفسيره " قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَالا: الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ." ا.ه

=توجيه القول الثاني .
هذا القول مبني على المعنى اللغوي للكلمة وهو المنع من الشيء ثم جعل متعلق المنع هو المنع من إنزال الماء
وهذا يختلف عن القولين السابقين في أنه قد يكون سليم الخلقة وقادر على إتيان النساء لكن لا ينزل الماء فلا يكون الولد.

==القول الثالث : أنّ المراد بالحصور الذي لا يقرب النساء لعدم رغبته بهن فهو كالمحصور عنهن.
=القائلون به:
روي هذا عن الحسن وقتادة والسدي.
قال ابن جرير: حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "وحصورًا"، قال: الحصور، الذي لا يريد النساء.

=تخريج القول الثالث .
-فأما قول السدي
فرواه ابن جرير الطبري عن أسباط عنه.
-وأما قول قتادة
فرواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن سعيد عنه.
-وأما قول الحسن:
فرواه ابن جرير الطبري أيضا عن عباد عنه.

=توجيه القول الثالث .
هذا القول مبني على المعنى اللغوي للكلمة وهو المنع من الشيء ثم جعل متعلق المنع هو المنع من القرب من النساء، وهذا يختلف عن القولين السابقين في أنه يكون سليم الخلقة وقادر على إتيان النساء لكن لا رغبة له فيهن.

==القول الرابع : أنه سمي حصورا لأنه لا يأتي الذنوب .
=القائلون به:
لم يذكر من قاله وإنما ذكره ابن عطية عن مكي، وذكر ابن كثير أنه قول البعض كالقاضي عياض ونقل كلاما له في ذلك،
ثم ساق ابن كثير حديث مرفوعا، رواه بن أبي حاتم عن ابن المسيب عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص أو عن أبيه، ورواه أيضا موقوفا من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص وهو أصح من المرفوع.
وقال البغوي: " وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِثْلٌ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْصِ وَلَمْ يَهُمَّ بِمَعْصِيَةٍ قَطُّ. وقيل: لم يكن له ميل فِي أَمْرِ النِّسَاءِ، لِأَنَّهُ كَانَ سَيِّدًا وَحَصُورًا." ا.ه.

=تخريج القول الرابع: .
-فأما الحديث المروي عن عمرو بن ابن العاص فرواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وابن أبي حاتم في تفسيره عنه,
-ذكره ابن عطية عن ابن المسيب عنه.
=توجيه القول الرابع: .
هذا القول مبني على المعنى اللغوي للكلمة وهو المنع من الشيء ثم جاء في الحديث أنه لم يكن له ذنب ففسر المنع هنا بالمنع من اقتراف الذنوب.


خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.
هذه المسألة ترجع إلى قولين رئيسين كل منهما يرجع إلى متعلق يتعلق به:
==أحدهما: أن الامتناع متعلق بوطء النساء، ثم اختلف في سببه على قولين:
الأول: أن الامتناع كان بسبب عيب في خلقته فهو ليس معه إلا مثل الهدبة، أو لأنه عنين أو لا ينزل الماء.(وهما القول الأول والثاني من الأقوال)
الثاني: أن الامتناع كان سببه الجلد والصبر والانشغال بالعبادة والطاعة منه عليه السلام، مع كونه سليم الخلقة. (وهذا هو القول الثالث من الأقوال).
==والآخر: أنه المراد الامتناع عن أشياء غير النساء كمواقعة الذنوب والقاذورات والشهوات. (وهذا يمثله القول الرابع من الأقوال).


والذي يترجح:
-أن القول الأقوى من هذين القولين هو القول الأول؛ وأنه إن سمي حصورا لامتناعه عن النساء ثم الذي يترجح في سبب الامتناع هو أنه كان بسبب عدم رغبته فيهم لشدة إقباله على الطاعة والعبادة (وهو القول الثالث من الأقوال)
-قال ابن عطية في تفسيره:
"وأجمع من يعتدّ بقوله من المفسرين على أن هذه الصفة ليحيى عليه السلام إنما هي الامتناع من وطء النساء إلا ما حكى مكي من قول من قال: إنه الحصور عن الذنوب أي لا يأتيها"
-ويظهر والله أعلم قوة وحسن تعليل القاضي عياض حيث بين أن الامتناع إنما كان من يحي عليه السلام لانشغاله بالطاعة وعدم رغبته في النساء، وليس لعدم قدرته، فإنها تعد نقصا فيه أما امتناعه مع القدرة فيعد كمالا يمدح عليه، فإنه يدل على مدى انشغاله بطاعة الله والإقبال على العبادة حتى انه شغل عن النساء فلم يعد له رغبة بهن، فلا يقربهن، ويبدو أن ابن كثير قد مال لهذا القول في تفسيره وقد ذكر القاضي عياض في كلامه أن هذا قول الحذاق والمحققين من أهل التفسير.
-وقد يستدل له بما رواه الطبري عن السدي حيث قال: ""وحصورًا"، قال: الحصور، الذي لا يريد النساء." أ.ه.
-وقال القرطبي في تفسيره عند هذه الآية :
هُوَ الَّذِي يَكُفُّ عَنِ النِّسَاءِ وَلَا يَقْرَبُهُنَّ مَعَ الْقُدْرَةِ. وَهَذَا أَصَحُّ [الْأَقْوَالِ لو] جهين: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ مَدْحٌ وَثَنَاءٌ عَلَيْهِ، وَالثَّنَاءُ إِنَّمَا يَكُونُ عَنِ الْفِعْلِ الْمُكْتَسَبِ دُونَ الْجِبِلَّةِ فِي الْغَالِبِ. الثَّانِي أَنَّ فَعُولًا فِي اللُّغَةِ مِنْ صِيَغِ الْفَاعِلِينَ، كَمَا قَالَ:
ضَرُوبٌ بِنَصْلِ السَّيْفِ سُوقَ سِمَانِهَا ... إِذَا عَدِمُوا زَادًا فَإِنَّكَ عَاقِرُ
فَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَحْصُرُ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ. وَلَعَلَّ هَذَا كَانَ شَرْعَهُ، فَأَمَّا شَرْعُنَا فَالنِّكَاحُ" ا.ه.

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 ذو القعدة 1439هـ/15-07-2018م, 08:18 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:
2: معنى "الحصور" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.


أولا: المراجع .
هذه المسألة تفسيرية لغوية ، ومن المراجع التي قمتُ بالرجوع إليها :
من التفاسير التي تُعنى بنقل أقوال السلف :
تفسير عبد الرزاق ، تفسير الثوري ، صحيح البخاري ، فتح الباري ، تغليق التعليق ، إرشاد الساري للقسطلاني ،تفسير مسلم بن خالد الزنجي ، تفسير ابن جرير ، تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم الرازي ، وتفسير الماوردي، و المحررالوجيز لابن عطية، تفسير ابن الجوزي، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي، وتفسير ابن كثير ، وتفسير ابن عاشور .

ومن كتب معاني القرآن :
معاني القرآن للفراء .
ومعاني القرآن للزجاج .
معاني القرآن للأخفش .
معاني القرآن للنحاس .
وغريب القرآن لليزيدي
والعمدة في غريب القرآن لمكي بن أبي طالب .
تفسير غريب القرآن لابن قتيبة .
ياقوتة الصراط للبغدادي .
ومجاز القرآن لأبي عبيدة .


ثانيا: استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
القول الأول : الحصور : الذي لا يأتي النساء .
ثم اختلفوا في السبب ، فقال بعضهم ، أنه لم يكن له ما يأتي به النساء ، ولا شهوة له ، واستدلوا على ذلك بما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: "كل بني آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب إلا ما كان من يحيى بن زكريا" قال: ثم دلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى الأرض ، فأخذ عودا صغيرا ، ثم قال: "وذلك أنه لم يكن له ما للرجال إلا مثل هذا العود ، ولذلك سماه الله سيدا وحصورا" ، وهو حديث غريب ، والأصح وقفه على عبدالله بن عمرو.
والثاني :أنه كان عنينا لا يأتي النساء وإن كانت خلقته غير ناقصة .
والثالث : أنه كان يمنع نفسه من شهواتها .
و يمكن أن نجمع أصحاب هذا القول أيّاً كان السبب : فنقول هذا هو قول ابن مسعود ، وابن عباس و سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير ، و قتادة ، والحسن و مجاهد وابن زيد وسعيد بن جبير والرقاشي والسدي .

تخريج هذا القول :
أما قول ابن مسعود فرواه ابن جرير من طريق عاصمٍ، عن زرٍّ، عنه .
و أما قول ابن عباس فرواه ابن أبي حاتم عن عطية عنه .
و أمّا قول قتادة فرواه عبدالرزاق عن معمر عنه ورواه ابن جرير من عدة طرق عنه .
و أما قول الحسن فرواه عبدالرزاق عن معمر عن قتادة تارة مرفوعا وتارة موقوفا عليه ، ورواه ابن جرير من طريق أبي بكرٍ الحنفيّ، عن عبّادٍ، عنه .
و أما قول سعيد بن جبير فرواه سفيان الثوري في تفسيره عن عطاء بن السائب عنه ، ورواه ابن جرير عن عطاء عنه ، و ذكره البخاري في صحيحه .
و أما قول مجاهد فرواه مسلم بن خالد الزنجي في تفسيره وابن جرير، عن ابن أبي نجيحٍ، عنه ، ورواه ابن جرير من طريق النّضر بن عربيٍّ عنه .
و أما قول الرقاشي فرواه ابن جرير من طريق أبو حذيفة عن شبل ، عنه .
و أما قول ابن زيد فرواه ابن جرير من طريق ابن وهب عنه .
وأما قول السدي فرواه ابن جرير من طريق أسباط عنه .


توجيه هذا القول :
يمكن إرجاع هذا القول إلى المعنى اللغوي للحصر ، وهو الحبس والمنع ، فـ (حصور) بمعنى محصور ، وكأنه مَنع نفسه أو مُنع عما يكون من الرجال ، ولهذا قيل للذي لا يأتي النساء حصور ، كما يقال في الذي لا يتيسر له الكلام قد حصر في منطقه ، وهذا الحصر إمّا أن يكون بغير اختيار فلا يستطيعه ، وإمّا أن يكون باختياره فيحبس نفسه عن إتيانهنّ .

القول الثاني : أنه الذي لا يُنزل الماء ، ولا يُولد له .
تخريج هذا القول : وهو أحد قولي ابن عباس ، وقول الضحاك .
فأما قول ابن عباس فرواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق قابوس عن أبيه عنه .
وأما قول الضحاك فرواه ابن جرير من طريق جويبر عنه ، ومن طريق عبيد بن سليمان عنه .

توجيه هذا القول :
يمكن إرجاع هذا القول إلى المعنى اللغوي أيضا ، فهو محبوس عن الإنزال والذي ينتج عنه الولد .

القول الثالث : عصمته من الذنوب .
وهو قول ابن العاص وابن المسيب والحسن .
وروى ابن أبي حاتم هذا القول مرفوعا من طريق حجّاج بن سليمان بن القمريّ، عن اللّيث بن سعدٍ، عن محمّد ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي هريرة أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: كلّ ابن آدم يلقى اللّه بذنبٍ قد أذنبه، يعذّبه عليه إن شاء أو يرحمه إلا يحيى بن زكريّا فإنّه كان سيّدًا وحصورًا ونبيًّا من الصّالحين، ثمّ أهوى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى قذاةٍ من الأرض فأخذها وقال: كان ذكره مثل هذه القذاة.
قال : قال أبي: لم يكن هذا الحديث عند أحدٍ غير الحجّاج ولم يكن في كتاب اللّيث، وحجّاجٍ شيخٌ معروفٌ).

تخريج هذا القول :
أما قول ابن العاص ( إما عبدالله وإما أبوه ) فرواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيّب عنه تارة موقوفا عليه وتارة مرفوعا ، وأما الموقوف فرواه ابن أبي حاتم عن عبدالله بن عمرو بن العاص تعيينا ، وذكر ابن كثير أن الموقوف أقوى إسنادًا من المرفوع، بل وفي صحّة المرفوع نظرٌ .
و أما قول ابن المسيب فرواه عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عنه ، ورواه ابن جرير من طريق يحيى بن سعيدٍ، عنه .
وأما قول الحسن فرواه عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عنه .

توجيه هذا القول :
وهذا القول أيضاً يمكن توجيهه وفق المعنى اللغوي ، فيكون المراد أنه حُبس عن اقتراف الذنوب ، والتي من أهمها وأكثرها وقوعاً ما يتعلّق بالشهوات .

خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.
جميع هذه الأقوال ترجع إلى معنى واحد وهو الحبس والمنع ، وهو المعنى اللغوي للحصر ،قال تعالى ( وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ) أي : حبسا ، ويقال للسجن الحصير ، لأن الناس يحصرون فيه ، ويقال: حصرت الرجل إذا حبسته، وأحصره المرض إذا منعه من السير، ومن ذلك قولهم في الذي لا يتيسر له الكلام قد حصر في منطقه ، وكاتم السر حصور لحبسه الكلام في نفسه ، وسمّي الحصير بذلك حصيراً لأنه دوخل بعضه في بعض في النسيج ، أي: حبس بعضه على بعض ، هذا خلاصة قول الزجاج وغيره من علماء اللغة .
والقول الثاني يُعتبر من أفراد القول الأول ، إذ الممنوع من إتيان النساء لا يستطيع الإنزال ولا يحصل له الولد .
وأمّا القول بأنه لا ذنب له ، فقد ذكر ابن كثير أن الحديث في ذلك لا يصح مرفوعا عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، والموقوف أصح ، ورواه ابن أبي حاتم مرفوعا عن أببي هريرة ، والله أعلم في ثبوته .
و اللفظة هذه إمّا أن تكون جاءت في سياق المدح ، فيمتدح الله حبسه عن مقارفة السيئات والشهوات ، أو يعرّض بما تستلزمه هذه الصفة من البعد عن الشهوات المحرمة ، وقد تكون ردّاً على بهتان اليهود واختلاقهم على أنبيائهم .
وإمّا أن تكون خبراً بأنّه ليس له ذرّية ، فيمتن الله تعالى على زكريا بإجابة دعوته فيرزقه الولد الصالح ، ويخبره بانقطاع نسله بعد ذلك ، وهو خلاصة قول ابن عاشور .
وأنكر بعض المفسرين القول بعدم القدرة على النكاح لما تضمنه من نقص ، ورجحوا معنى عصمته من الفواحش والقاذورات ، و على هذا فلا يمتنع نكاحه بالنّساء الحلال وغشيانهنّ وإيلادهنّ، بل ذكر ابن كثير أنه قد يفهم وجود النّسل له من دعاء زكريّا المتقدّم حيث قال: {هب لي من لدنك ذرّيّةً طيّبةً} كأنّه قال: ولدًا له ذرّيّةٌ ونسلٌ وعقب .
و هذه الأقوال كلها صحيحة ترجع إلى معنين : الأول : الحبس عن المعاصي والشهوات ، والثاني : الحبس عن الحلال من إتيان الزوجات وعن الحرام من باب أولى .
ولعلّ الأخذ بقول الأكثرين من الصحابة والتابعين على الحبس عن إتيان النساء أولى ، والقول بأنه كان اختياريا ولم يكن عيباً خلقيا أولى لكونه يُفهم منه المدح ، و كان عليه السلام سيدا تقيا كثير العبادة ، يمسك نفسه تقى وجلدا في طاعة الله .
و على القول بأنّ السبب كان اختياريا ولم يكن ناتجا عن عجز ، فلعله كان مشروعاً في دينهم ، وأمّا بقية الأنبياء فكانوا يتزوجون ولهم ذرية .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 7 ذو القعدة 1439هـ/19-07-2018م, 01:34 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين}.


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أولا: ذكر مراجع البحث مرتّبة على مراتب مراجع الأقوال في التفسير.
المرتبة الأولى: كتب التفسير في دواوين السنّة
لم أجد ما يخص البحث

المرتبة الثانية: كتب التفسير في جوامع الأحاديث
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)
وبحثت في بقية كتب المرتبة الثانية ولم أجد شيئا يخص البحث

المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة
1. جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لإمام المفسّرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ).
2. وتفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ).
3. الكشف والبيان عن تفسير القرآن، لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي (ت: 427هـ).
4. معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ).

المرتبة الرابعة: التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها
1. ما طبع من تفسير سفيان الثوري(ت:161هـ) 232

المرتبة الخامسة: أجزاء وصحف تفسيرية مطبوعة، ومنها:
1. تفسير مسلم بن خالد الزنجي، (ت: 179هـ).
المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير
الكتب التي تنقل أقوال السلف في التفسير كثيرة، ومن أهمّها سوى ما تقدّم:

1. الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب القيسي(ت:437هـ)
2. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
3. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
4. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
5. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(ت:671هـ).
6. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ).

المرتبة السابعة: كتب تخريج أحاديث التفسير
لم أبحث فيها

المرتبة الثامنة: شروح الأحاديث
فتح الباري لابن حجر في شرح حديث ( إن ابني هذا سيد)

مصادر أخرى:
- لسان العرب لمحمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (المتوفى: 711هـ)
- الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
- فتح القدير
- أضواء البيان
- التحرير والتنوير
- السعدي

ثانيا: استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
وثالثا: تخريج الأقوال.


الأقوال الواردة في معنى {سيدا}
تنوعت عبارات السلف في تفسير معنى السيد فمنهم من فسرها بمعاني تدور حول الحلم مثل
ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وسفيان وقتادة
وفيما يلي نص ما قالوا مع التخريج:
- أما ابن عباس فقال: حليما تقيا وقد أخرجه عنه الطبري في تفسيره
- أما عكرمة فقال: الذي لا يغلبه الغضب وقد أخرجه الطبري وابن أبي حاتم في تفسيرهما
- أما سعيد بن جبير فقال: الحليم وقد أخرجه الطبري وابن أبي حاتم في تفسيرهما
- أما الضحاك فقال: حليما تقيا وقد أخرجه الطبري في تفسيره والنهدي في تفسير الثوري.
- أما سفيان فقال: حليما تقيا وقد أخرجه الطبري في تفسيره
- أما قتادة فقال مرة سيد في العبادة والحلم والعلم والورع، وقال مرة الحليم، وقد روى قوليه الطبري في تفسيره.

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} قَالَ أَكْثَرُ السَّلَفِ (سَيِّدًا) حَلِيمًا وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنْ الْحَسَنِ. وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعِكْرِمَةَ وَعَطَاءٍ. وأبي الشَّعْثَاءِ وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ. وَمُقَاتِلٍ

ومنهم من فسرها بمعاني تدور حول العلم مثل: قتادة وسعيد بن المسيب.
وفيما يلي نص ما قالوا مع التخريج:
- أما قتادة فقال: في العلم والعبادة، وقد رواه عنه الطبري في تفسيره.
- وأما سعيد بن المسيب فقال: الفقيه العلم، وقد رواه عنه الطبري في تفسيره

ومنهم من فسرها بمعاني أخرى مثل الشرف أو التقوى أو حسن الخلق أو العبادة أو الحكمة
وفيما يلي ذكر بعض الأقوال مع تخريجها:
- قال مجاهد: الكريم على الله رواه عنه الرملي والطبري وابن أبي حاتم.
- قال سعيد بن جبير: التقي، رواه الطبري.
- قال ابن زيد الشريف، رواه الطبري.
- قال عطية في خلقه ودينه، رواه ابن أبي حاتم.
- قال الضحاك في أحد قوليه: حسن الخلق، رواه ابن أبي حاتم.
- قال مجاهد ليس له شرك، رواه ابن أبي حاتم

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: عَنْ الضَّحَّاكِ أَنَّهُ الْحَسَنُ الْخُلُقِ. وعن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ التَّقِيُّ وَلَا يَسُودُ الرَّجُلُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونَ فِي نَفْسِهِ مُجْتَمِعَ الْخُلُقِ ثَابِتًا. (باختصار)

رابعا: توجيه الأقوال.
جميع الأقوال تكلمت عن صفات حسنة تؤهل صاحبها للسيادة، فمنهم من عمم بذكر حسن الخلق عموما أو التفوق في الخير، ومنهم من خص الصفات الأهم، وقد علق ابن عطية على ذلك بما حاصله:
أن من فسر السؤدد بالحلم فقد أحرز أكثر المعنى، ومن فسره بالعلم والتقى ونحوه فلم يفسر بحسب كلام العرب، كما أن العلم قد تحصل ليحيى عليه السلام في الآية بقوله تعالى {مصدقا بكلمة من الله} والتقى تحصل بباقي الآية.
وقال ابن عاشور: وَعَطْفُ سَيِّدًا عَلَى مُصَدِّقًا، وَعَطْفُ حَصُورًا وَمَا بَعْدَهُ عَلَيْهِ، يُؤْذِنُ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ غَيْرُ الْعَلِيمِ، وَلَا التَّقِّيِّ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مُحْتَمَلٌ.

خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها
أولا إذا تأملنا في المعنى اللغوي للسيد فهو يشتمل على معاني الرئاسة الناتجة غالبا عن صفات خير أدت لهذه الرئاسة قال الثعلبي والبغوي: وهو الرئيس الذي يتّبع وينتهى إلى قوله، وقال الزجاج: هو الذي يفوق في الخير أقرانه.
قال السعدي: أي: يحصل له من الصفات الجميلة ما يكون به سيدا يرجع إليه في الأمور

قال ابن منظور في لسان العرب:
والسَّيِّدُ يُطْلَقُ عَلَى الرَّبِّ وَالْمَالِكِ وَالشَّرِيفِ وَالْفَاضِلِ وَالْكَرِيمِ وَالْحَلِيمِ ومُحْتَمِل أَذى قَوْمِهِ وَالزَّوْجِ وَالرَّئِيسِ والمقدَّم.
وقال:
قال ابن شميل: السَّيِّدُ الذي فاق غيره الْعَقْلِ وَالْمَالِ وَالدَّفْعِ وَالنَّفْعِ، المعطي مَالَهُ فِي حُقُوقِهِ الْمُعِينُ بِنَفْسِهِ، فَذَلِكَ السَّيِّدُ.

قال الشوكاني في الفتح الرباني :
فإن السيد في لغة العرب يرد لمعان منها من ثبتت له رئاسة عامة أو خاصة،
وقال:
فمن قال للرئيس أو الشريف أو الفاضل أو الكريم أو الحليم السيد أو سيدي، فقط أطلق ذلك اللفظ العربي على المعنى الذي وضعته له العرب.
وقال:
والحاصل أن لفظ السيد مشترك في لسان العرب بين تلك المعاني، موضوع لكل واحد منها
وقال:
قال الراغب الأصفهاني في " مفردات ألفاظ القرآن ": السيد المتولي للسواد: أي الجماعة الكثيرة، وينسب إلى ذلك فيقال: سيد القوم، ولا يقال: سيد الثوب، وسيد الفرس، ويقال: ساد القوم يسودهم، ولما كان من شرط المتولي للجماعة أن يكون مهذب النفس، قيل: لكل من كان فاضلا في نفسه: سيد. وعلى ذلك قوله: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [آل عمران: 39]، وقوله: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا} [يوسف: 25] فسمي الزوج سيدا لسياسة زوجته. وقوله: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا} [الأحزاب: 64]، أي: ولاتنا وسائسينا. انتهى

قال ابن تيمية في الفتاوى:
والمادة في السواد والسؤدد تدل على الجمع واللون الأسود هو الجامع للبصر.
وقال أن لفظ السؤدد فيه الجمع والقوة
وقال: والجمع فيه القوة فإن الشيء كلما اجتمع بعضه إلى بعض ولم يكن فيه خلل كان أقوى مما إذا كان فيه خلو.
والناس إنما يقصدون في حوائجهم من يقوم بها. وإنما يقوم بها من يكون في نفسه مجتمعا قويا ثابتا وهو السيد الكريم بخلاف من يكون هلوعا جزوعا يتفرق ويقلق ويتمزق من كثرة حوائجهم وثقلها فإن هذا ليس بسيد

وقال الشنقيطي في أضواء البيان: وَأَصْلُهُ مِنَ السَّوَادِ وَهُوَ الْخَلْقُ الْكَثِيرُ، فَالسَّيِّدُ مَنْ يُطِيعُهُ، وَيَتَّبِعُهُ سَوَادٌ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ

جاء في فتح الباري في شرح حديث (إن ابني هذا سيد) قوله: وَقَالَ الْمُهَلَّبُ الْحَدِيثُ دَالٌّ عَلَى أَنَّ السِّيَادَةَ إِنَّمَا يَسْتَحِقُّهَا مَنْ يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ لِكَوْنِهِ عَلَّقَ السِّيَادَةَ بِالْإِصْلَاحِ

وعلى هذا تظهر علاقة الأقوال المروية عن السلف بالمعنى اللغوي فكلها تدل على صفات خير وعطاء و وقوة واحتمال تؤهل للسيادة

قال ابن عطية :
"السؤدد هو: الاحتمال في رضى الناس على أشرف الوجوه دون أن يوقع في باطل، ويدخل فيه العفة واحتمال العظائم والحلم وتحمل الغرامات وجبر الكسير وغيره
وانظر أن النبي عليه السلام قال: أنا سيد ولد آدم ولا فخر يجمع الله الأولين والآخرين، وذكر حديث شفاعته في إطلاق الموقف، وذلك منه احتمال في رضى ولد آدم فهو سيدهم بذلك،
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: ما رأيت أحدا أسود من معاوية بن أبي سفيان قيل له، وأبو بكر وعمر؟ قال: هما خير من معاوية ومعاوية أسود منهما، فهذه إشارة إلى أن معاوية برز في هذه الخصال ما لم يواقع محذورا، وأن أبا بكر وعمر كانا من الاستضلاع بالواجبات وتتبع ذلك من أنفسهما وإقامة الحقائق على الناس بحيث كانا خيرا من معاوية ومع تتبع الحقائق وحمل الناس على الجادة وقلة المبالاة برضاهم والوزن بقسطاس الشريعة تحريرا ينخرم كثير من هذه الخصال التي هي السؤدد ويشغل الزمن عنها" انتهى كلام ابن عطية

وقال ابن عاشور بعد أن قدم بمعنى السؤدد عند العرب ونقل بعض كلام ابن عطية :
وَفِي الْحَدِيثِ «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ» وَفِيهِ «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ»
- يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ- فَقَدْ كَانَ الْحَسَنُ جَامِعًا خِصَالَ السُّؤْدُدِ الشَّرْعِيِّ، وَحَسْبُكَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ تَنَازَلَ عَنْ حَقِّ الْخِلَافَةِ لِجَمْعِ كَلِمَةِ الْأُمَّةِ، وَلِإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ،

وقال:
وَوَصَفَ اللَّهُ يَحْيَى بِالسَّيِّدِ لِتَحْصِيلِهِ الرِّئَاسَةَ الدِّينِيَّةَ فِيهِ مِنْ صِبَاهُ، فَنَشَأَ مُحْتَرَمًا مِنْ جَمِيعِ قَوْمِهِ قَالَ تَعَالَى: وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً [مَرْيَم: 12، 13]

الترجيح
حاصل ماذكر من أقوال أن معنى السيد في الآية لا يبعد عن معناه في اللغة وهو كما لخصه السعدي خصال خير تؤهل للرياسة وإن كان ابن عطية وابن عاشور رجحا أن المعنى الأقرب من خصال الخير هو معاني الحلم واحتمال الناس بدليل بعض الآثار المروية في السيادة وبدليل اشتمال الآية على معاني العلم والتقوى في غير لفظ السيد، وترجيحهما له وجه .

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 01:03 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 33-51)



أحسنتم، بارك الله فيكم وسدّد خطاكم.

معنى "السيد" في قوله تعالى: {وسيدا وحصورا}:
1: نورة الأمير أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- يجب تصنيف المسألة ابتداء حتى تتبيّن مراجعها جيدا، وللمسائل اللغوية مراجع خاصّة غير المسائل التفسيرية فلتراجع في الدرس الخاصّ بجمع أقوال علماء اللغة في التفسير.
- الأفضل أن ترتّب المراجع على مراتبها وأنواعها.
- الرملي وغيره من رواة الكتب لا ينبغي نسبة التخريج إليهم بالاسم فقط بل نحدد اسم الكتاب الذي رووا فيه الأثر المذكور ليتميّز عن غيره.
- توجد ملحوظة مهمّة في الكلام على أقوال السلف أرجو الانتباه إليها واعتبارها في تحرير أي مسألة تفسيرية وهي معرفة قدر أقوال السلف في أي مسألة، فقد ذكرتِ في فقرة "معنى السيد في اللغة" أن أقوال علماء اللغة هي المحكّ في تقييم أقوال السلف واختيار ما يصلح واستبعاد ما لا يصلح إلى آخر ما ذكرتيه..
فأودّ التنبيه إلى أن أقوال السلف في المسائل اللغوية ليست بأقل من أقوالهم في بقية المسائل فقهية أو عقدية أو غيرها، ونحن لا نعرض أقوالهم على أهل اللغة بل نعرض أقوال أهل اللغة عليهم، ولكن كما نبهنا من قبل فإن للسلف مسالك في تفسير اللفظة القرآنية، ويكثر منهم تفسير اللفظة بما يقرّب معناها في الآية وليسوا يلتزمون بيان معناها عند العرب إذ عامّة من يخاطبونهم هم من العرب الفصحاء، ولفظ "السيادة" ليست من الألفاظ المشكلة أو الصعبة إذ يتّضح للعموم أن فيها معنى العزّ والشرف، فكان الأقرب أن يبيّنوا خصال من يستحقّ أن يوصف بالسيادة، أو بيان معنى سيادة يحيى عليه السلام.
لذا أوصيك بعدم المسارعة في ردّ أقوال السلف لمجرّد مخالفتها في الظاهر لما يظن أنه القول الصواب إذا ثبتت عنهم هذه الأقوال، بل يبحث في توجيهها وفهم مستندها، مع ثنائي جدا على ذكائك واجتهادك.
وأنقل لك فقرة مهمّة من درس "جمع أقوال علماء اللغة في التفسير" لمناسبتها للموضوع، يقول شيخنا -حفظه الله-:
(فوائد جمع أقوال السلف في المسائل اللغوية:
مما ينبغي أن يتنبّه له المفسّر أنّ الصحابة والتابعين من أهل عصر الاحتجاج اللغوي، وأقوالهم حجّة لغوية مقبولة بثلاثة شروط:
1. أن يصحّ الإسناد إليهم.
2. وأن يُؤمَن لحن الرواة.
3. وأن يكون مستند التفسير لغوياً.
ولذلك فإنّ جمع أقوال السلف في المسائل اللغوية مهمّ، بل هو الأصل لدراسة أقوال علماء اللغة؛ فإذا أجمع السلف على قول لم يصحّ مخالفته لقول أحد من علماء اللغة، ولا يجتمع في مسألة واحدة إجماع للسلف يخالفه إجماع لعلماء اللغة.
فينبغي للباحث في مسائل التفسير أن ينظر في أقوال السلف قبل النظر في أقوال علماء اللغة، ويكفيه في هذه المرحلة أن ينظر في التفاسير التي تعنى بجمع أقوال السلف وهي: تفسير ابن جرير، والثعلبي، ومكي بن أبي طالب، والماوردي، وابن عطية، وابن الجوزي، والقرطبي، وابن كثير.
فهذه التفاسير تكاد تكون حاوية لجميع أقوال السلف في التفسير).




2: ضحى الحقيل أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
يجب تصنيف المسألة ابتداء حتى تتبيّن مراجعها جيدا، وللمسائل اللغوية مراجع خاصّة غير المسائل التفسيرية فلتراجع في الدرس الخاصّ بجمع أقوال علماء اللغة في التفسير.
وأثني على تحريرك للمسألة، لولا الاختصار في التخريج.
وكما أشرنا من قبل أنه لا يكتفى بذكر مصادر المرويات بل لابد من سرد الرواية مع أصل السند، فأرجو ألا يتكرر هذا الاختصار، بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 محرم 1440هـ/9-10-2018م, 09:03 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

معنى "الحصور" في قوله تعالى: {وسيدا وحصورا}:
هنا ملاحظة مهمّة على هذه المسألة وهي غياب أقوال أهل اللغة تقريبا عن التحرير، رغم وجود المصادر اللغوية ضمن مراجع البحث، ولعلكم اكتفيتكم بتلخيص كلامهم في معنى "الحصر" و"الحصور" دون نسبة، ولكن هذا غير جيد، ولابد من توثيق مصادر الأقوال اللغوية كتوثيقكم لمصادر مرويات السلف.
كما ننبه أننا قد نحتاج إلى إيراد نصّ الرواية إذا لم تكن موافقة تماما للقول الذي وضعه الطالب، فنحتاج لمعرفة ما قاله المفسّر من السلف بنصّه، فربما يكون ما استخرجه الطالب من قوله ليس دقيقا.


3: علاء عبد الفتاح أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- يوجد غياب لتخريج بعض الأقوال، وأرجو مراجعة تقويمات المجالس السابقة فيما يتعلّق بالتخريج.


4: سارة المشري أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

- القول الثاني داخل في الأول لأنه أخبر عن علّة وعجز.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir