دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول التفسير البياني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 رمضان 1441هـ/30-04-2020م, 04:36 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

(8) وصايا وإرشادات لدارسي دورة أصول التفسير البياني:
أوصي دارسي دورة أصول التفسير البياني بجملة من الوصايا:
الوصية الأول: أن يعتنوا بتصحيح النيّة وتعاهد القلب عند دراسة مسائل القرآن،
وأن يعلموا أن صلاح الشأن من صلاح القلب، وأصل ذلك ما يكون فيه من الخير الذي يحبّه الله ويعطي عليه {إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم} والعلم عطاء من الله؛ والمعاصي آفات يسلب بها العبد بعض النعم، فمن وعى هذه الوصية علم ميدان التنافس بين الصالحين، ومتعلَّق إيتاء الخير والفضل من الله؛ وعلم أنه كلما كان نصيب قلبه من الخير أكبر كان رجاؤه لعطاء الله أعظم.

والوصية الثانية: أن يأخذوا هذه الدروس بقوّة وعزيمة، وأن يجتهدوا في تفهّم هذه الأصول ودراسة أمثلتها، وأداء تطبيقاتها، فإنّ المقصود من وضع هذه التطبيقات أن يتعلّم بها الدارس كيف يحاكي علماء التفسير البياني في تحريرهم للمسائل العلمية؛ فإذا أحسن تحريرها فتلك علامة بيّنة على جودة فهمه وحسن ملكته العلمية.

والوصية الثالثة: أن يحرص الدارس على التأدّب مع القرآن الكريم فيما يكتبه من عبارات، وما ينطق به لسانه؛ فإن القرآن كلام الله تعالى، ولا ينبغي لطالب العلم أن يجزم بما لا دليل عليه، وليختر العبارات التي فيها مندوحة عن التورط في الجزم بلا دليل.
كأن يقول: يظهر لي أن الحكمة كذا وكذا، بدلاً من قوله: الحكمة هي كذا وكذا.
وكذلك كلّ ما يُفهم منه تعيين مراد الله تعالى من غير دليل بيّن سوى اجتهاد يقدّمه الدارس في مقام الدراسة؛ فإنّ له مندوحة في العبارة يخرج بها عن التضييق على نفسه بعبارة يجزم فيها بالمراد إلا أن يكون له في ذلك دليل صحيح يستند إليه.
وكثيراً ما يغيب عن بعض المتدبرين مخالفة ما يستخرجونه بتدبرهم الناقص لنصّ صحيح أو إجماع، وكل تفسير خالف نَصّاً أو إجماعاً فهو تفسير باطل.

والوصية الرابعة: أن لا يستصعب الطالب دراسة هذا العلم وأداء التطبيقات فيه، وأن لا يملَّ من طول ما يمكث في تحرير المسائل؛ فإنه في طلبٍ للعلم فليحتسب أجر المشقة وطول الوقت؛ فيجمعَ بين الأجر وبلوغ مراده بإذن الله.
ولتعلموا أنّ طالب العلم لا يختصر على نفسه الجهد والوقت بمثل إتقان ما يدرس، وضبط المسائل، ومداومة البحث والتحرير.
فإذا تمكّن الدارس من إحسان استعمال الأدوات العلمية وجد من نفسه سرعة فهم وإدراك تعينه على حفظ كثير من الأوقات التي تذهب على بعض الباحثين بسبب جهلهم ببعض الأدوات العلمية.
فتتحقق له السرعة التي ينشدها من بابها الذي ينبغي أن تُطلب به وهو ضبط الأصول العلمية؛ فالوقت الذي كان يمضيه في أداء التطبيقات الأولى يكفيه بعد ذلك أن يدرس في مثله أضعاف ما كان يدرسه من المسائل.

والوصية الخامسة: أن يحذر اليأس والإحباط من يرى من نفسه ضعفاً في البداية؛ فإن الاجتهاد والمداومة يبلغ بهما الطالب مراده ولو طال عليه الوقت، ولقي مشقة في الطلب؛ ولا ينبغي أن يوازن بين حاله وهو في أوّل الدراسة وبين حال العلماء الماهرين الذين أمضوا سنوات طويلة في دراسة المسائل وتحريرها؛ لأنّ البدايات لا يقاس عليها؛ وليتبيّن لك الفرق بالمثال انظر إلى حال المتمرّن على الجري والسباق وشدة احتماله، وحال من يريد أن ينافسه وهو لم يتدرّب بعد، ولم يهيّء جسده لما هيّأ له العدّاء الماهر جسده.
فكيف يطالب نفسَه أن يكون كمثله وهو في أوّل الأمر.
وتحصيل المهارة إنما يكون بالصبر على التكرار المنتظم المتقن حتى ترتاض النفس لها، وتصبح تلك المهارة لها كالسجية التي لا تتكلفها، فحينئذ يكون اكتسابه للمهارة اكتساباً صحيحاً.
وكثير من طلاب العلم إنما يعوّقهم عن تحصيل كثير من المهارات ضعف الصبر على احتمال التكرار، واكتفاؤهم بالمعرفة الأولية التي لا تُكسب مهارة، ولا تفيد رسوخاً، وإنما هي معرفة سهلة التحصيل سريعة الرحيل.
وكثير من العلماء لو انصرفوا عن طلب العلم لما كان يعرضهم لهم من الملل ومشاقّ البدايات لما بلغوا ما بلغوا من المرتبة العالية في العلم، ولكنّهم أخذوا أنفسهم بالاجتهاد والمداومة حتى وصلوا.
ومن سلك سبيلهم نال كما نالوا.
وقديما قيل: من جدّ وجد، ومن سار على الدرب وصل.

تنبيه:
وأختم هذه المقدمات بالتنبيه على أنّ هذه الدروس التي سندرسها في هذه الدورة هي جزء من دروس دورة السبيل إلى فهم القرآن
وهي دورة عامة اجتهدت فيها في جمع ما يعين الدارس على فهم القرآن من الدلالات الأصولية واللغوية وطرق استخراج المسائل التفسيرية والبيانية والسلوكية ودراستها، لكنّني لما رأيت دروسها قد طالت قسمتها إلى دورتين:
الدروة الأول: أصول تدبّر القرآن، وقد مضى القسم الأول منها وبقي القسم الثاني.
والدورة الثانية: أصول التفسير البياني.

أسأل الله تعالى أن يعين على إتمام هذه الدروس، وأن ينفع بها ويبارك فيها إنه حميد مجيد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir