السؤال: سؤاله الأخير يقول يوجد في مدينة الكوفة مسجد يقال إن جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام قد زاروا هذا المسجد ولكل نبي فيه محراب ودعاء مكتوب على المحراب والناس يزورون هذا المسجد بكثرة ويتنقلون بين محاريبه ويدعون عند كل محراب بما كتب عليه من الدعاء بعدد الركعات التي يريد الزائر أن يصليها فهل هذا صحيح وهل زيارة هذا المسجد لهذا الغرض جائزة أم لا؟
الجواب
الشيخ: هذا باطل قطعاً فإن سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم لم يزره بلا ريب وكذلك الأنبياء قبله لا يمكن أن يكونوا قد زاروه لأنه لو قصد بالأنبياء الأنبياء الذين لم يرسلوا فإنهم أربعة وعشرون ألفاً وإن قصد الرسل فهم ثلاثمائة وبضعة عشرة رسولاً وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا قد زاروا هذا المسجد وإنما هذا من التزوير الذي يقصد به أكل المال بالباطل وصد الناس عن سبيل الله والذهاب إلى هذا المسجد بهذه النية محرم ولا يجوز والواجب على المسلمين أن يتحققوا في هذه الأمور وأن ينصحوا من مارس القيام بتعظيمها واحترامها وليس هناك مساجد تشد الرحال إليها إلا ثلاثة المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى وماعدا ذلك من المشاهد أو المساجد فإنه لا يجوز أن تشد إليها الرحال مطلقا في أي حال من الأحوال ثم إن غالب هذه الأمور تكون كذباً مزورة والمؤمن العاقل يعرف أن هذا من التزوير بأول نظرة.
السؤال: لكن ما حكم الصلاة فيه؟
الجواب
الشيخ: قلت في الجواب إنه لا يجوز قصده للصلاة فيه وأنه حرام وأما الصلاة فيه كبقعة مثل أن يمر به الإنسان مروراً عابراً فيصلي فيه فإنه لا بأس به.
السؤال: يعني دون أن؟
الجواب
الشيخ: دون أن يعتقد ما ذكره السائل لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً إلا أن يخشى أن يفتتن أحد بصلاته فيه فإنه يتجنبه ويتقدم عنه ويصلي في مكان آخر