دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ربيع الثاني 1441هـ/25-12-2019م, 01:19 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الرابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة مسائل الإيمان

*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثالث)


اختر إحدى المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
س2: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
س3: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
س4: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
س3: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
س4: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟

المجموعة الثالثة:
س1: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
س2: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
س3: بيّن خطر فتنتي الواقفة واللفظية.
س4: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟






تعليمات:

- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.

- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ربيع الثاني 1441هـ/25-12-2019م, 06:10 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

المجموعة الثانية:

س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

الوقف في القرآن هو أن يقتصر المرء على قوله: "إن القرآن كلام الله"، ولا يذكر أمخلوق هو أم غير مخلوق. وقالت طائفة من أهل الحديث بالوقف مع اعتقادهم أن القرآن غير مخلوق خلافا للمستترين بالوقف من الجهمية والواقفين شكا وترددا. وإنما قالوا ذلك لظنهم المخطئ أن الكلام في هذه المسألة كله من الخوض المنهي، بزعمهم أنه لم ينقل عن السلف فيها شيء ما أوجب السكوت في هذه المسألة. وكان الإمام أحمد –رحمه الله- يأمر بهجر هؤلاء؛ لأنهم وطؤوا الطريق لأصحاب الهواء وشككوا العامة في كلام الله. وإذا أثيرت الشبهة وعمت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس.

س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.

سبب اختلاف الأفهام في هذه المسألة هو الإجمال في "التلاوة" و"القراءة" و"اللفظ". وذلك لأن هذه الكلمات المصادر باعتبار صيغها. والمصدر قد يطلق بمعنى اسم المفعول، كقوله تعالى: {هذا خلق الله} أي: مخلوقه. فمن أطلق اللفظ بمعنى المفعول كان مراده الكلام الملفوظ. ومن أطلق اللفظ على معناه الحقيقي – يعني أراد معنى المصدر- كان معنى كلامه أن التلفظ ليس هو الكلام المسموع. وعلى هذا إطلاق اللفظ يتناول المعنيين. ولهذا تعد هذه المسألة من المسائل الغامضة المحتملة عدة المعاني وتتوقف على مراد القائل.

س3: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
قولهما-رحمهما الله- مبني على الأمرين:
الأول: القرآن كلام الله تعالى، وهو صفة من صفات الله، وليس مخلوقا إذ القول ينسب إلى قائله.
الثاني: القراءة والكتابة والحفظ هى أفعال العباد، وهي مخلوقة.
وهذان العالمان الجليلان كانا يمنعنان في اللفظ مطلقا –أي إثباتا أو نفيا- لالتباسه ما كان سببا لافتنان العامة وعدم بيان الحق لهم؛ وذلك لأن "اللفظ" تارة يستعمل بمعنى المصدر، وبمعنى المفعول تارة أخرى، فلا بد إذًا من العلم بقصد المتكلم. فإذا أريد معنى المفعول أريد الكلام المسموع الذي هو كلام الله تعالى فليس بمخلوق. وإذا أريدت الواسطة التي هي التلفظ فهو فعل العبد وهو مخلوق.

س4: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟

استفدت –الحمد لله- فوائد كثيرة:
منها: أن الإيمان بالقرآن يتحقق بالقلب والقول والعمل ما يدل على فضل القرآن واشتماله على كل خير وإصلاح.
منها: المؤمن بالقرآن على الوجه الصحيح يكون على العقيدة الصحيحة ويتخلق بأخلاق محمودة؛ إذا مسائل الإيمان بالقرآن تشمل هذين النوعين.
منها: المؤمن بالقرآن يعرف مراد ربه تعالى، ويعرف ما يحبه سبحانه فيسعى إليه؛ وما لا يحبه فيجتنب منه، فيكون بهذا محققا للعبادة والطاعة.
منها: كيفية الاهتداء بالقرآن وعقل أمثاله وأنه ليس مجرد فهم مفرداتها.
منها: ثمرة التصديق بأخبار القرآن، وهو اليقين الموجب الطاعة.
منها: معرفة العقيدة الصحيحة عقيدة السلف في صفة كلام الله.
منها: وجوب تجنب الأقوال المحدثة المجملة.
وغيرها كثيرة.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 جمادى الأولى 1441هـ/28-12-2019م, 02:58 PM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجموعة الأولى:
س1: ما حكم من وقف في القرآن ؟
منْ وقفَ في القرآنِ علي ثلاثة أصناف :
الصنف الأول : هم الجهمية الذين يخدعون الناس ، ويتسترون خلف الوقف :
اشتدّ إنكار الإمام أحمد على هؤلاء الواقفة ، وكثرت الروايات عنه في تكفيرهم والتحذير منهم ، لما في كلامهم من الاستدراج للعامة حتي يقعوا في الشك في كلام الله جل وعلا ، وإذا ابتلي المرء بالشكّ وقع في الفتنة ، وكان أقرب إلى التزام قولهم.
الصنف الثاني : الذين يقفون شكّاً وتردداً ؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك :
هناك روايتان عن الإمام أَحْمد رحمه الله تدلان على تفريقه بين الواقف الجهمي والواقف العامّي ؛ فالعامّيّ الذي لم يدخل في علم الكلام ، ولم يجادلْ جدال أصحاب الأهواء ؛ يبيّن له الحقّ ويعلَّم ، ويجب عليه الإيمان والتصديق بأنّ القرآن كلام الله تعالى ، وكلام الله صفة من صفاته ، وصفات الله غير مخلوقة ، فإن قبل واتّبع الحقّ قُبل منه ، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه ؛ حُكم بكفره ، وقد كثرت الآثار عن السلف في تكفير الشاكّة من الواقفة.
الصنف الثالث : طائفة من أهل الحديث ؛ قالوا بالوقف ؛ ومنهم منْ دعا إلى القول بالوقف :
أنكر عليهم كبار الأئمة وهجروهم ، وكان الإمام أحمد شديداً على منْ يقول بالوقف منَ المحدّثين ، ويأمر بهجرهم ؛ لأنّهم يوطّئون الطريق لأصحابِ الأهواء ، ويشكّكون العامّة في كلام الله ، وإذا أثيرت الشبهة وعمّت الفتنة ؛ وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس.


س2: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري ؟ وما موقف أهل السنة منه ؟
كان الأشعري معتزلياً في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره ، أخذ علم الكلام من زوج أمّه أبي علي الجبّائي ، وكان الجبّائي من رؤوس المعتزلة في زمانه ، وبلغ الأشعري فيه الغاية عندهم ؛ وعدّوه إماماً منْ أئمّتهم ، حتى كان الجبّائي ينيبه في بعض مجالسه.
وكان الأشعري تحيك في نفسه أسئلة لا يجد لها جواباً شافياً ، فيتحيّر فيها ، ويسأل الجبّائيَّ فلا يجد عنده ما يشفيه ، حتى ناظره في مسائل انقطع عنها الجبّائيّ ؛ وتبيّن للأشعري فساد قول المعتزلة ، وأدرك أنّهم موّهوا على الناس وفتنوهم.
فأصابته حيرة شديدة احتبس بسببها عن الناس خمسة عشر يوماً ، ثم دخل جامع البصرة يوم الجمعة واعتلى المنبر ، وأعلن للناس توبته من الاعتزال ، والتزامه قول أهل السنة ؛ وعزمه على الانتصار لها ، والردّ على المعتزلة ، وكان قد امتلأ غيظاً من المعتزلة بسبب تمويههم على الناس بشبهاتٍ تبيّن له بطلانها وفسادها وقبح مؤدّاها ، وضياع شطر منْ عمره في أباطيلهم.
فخاضَ في معامع الردود مدّة منْ عمره على هذه الطريقة ، وهو يظنّ أنه ينصر السنّة المحضة ، وهو - وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة - إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم ، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.
وسبب ذلك أنه كان متبحّراً في علم الكلام ، قليل البضاعة في علوم السنّة ؛ بصيراً بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم وتهافت أقوالهم ، وأعجبته طريقة ابن كلاب ؛ لقربها من فهمه وإدراكه ؛ وكان يرى أنّ ابن كلاب متكلّم أهل السنّة ، والمحاجّ عنهم ؛ فانتهج طريقته ، واستدرك عليه فيها ، وزاد فيها ، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم ، حتى اشتهرت أخبار مناظراته وردوده ، وإفحامه لعدد من أكابرهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية المنطقية ؛ حتى أحرجهم ، وصار بعضهم يتجنّب المجالس التي يغشاها الأشعري ؛ فعظّمه بعض الناس لذلك ، وعدّوه منافحاً عن السنّة ، مبطلاً لقولِ خصوم أهل السنة من المعتزلة.
وكَانَ موقف أئمة أهل السنة منه ؛ إن أنكروا عليه طريقه الذي انتهجه في الرد علي المعتزلة ، وأنكروا عليه أقواله ، ومن ذلك :
موقف أَبَي محمّد البربهاري ، حيث دخل عليه أبو الحسن الأشعري ، وعرض عليه ردوده على المعتزلة ؛ فأنكر عليه أبو محمد البربهاري طريقته.
وفي القرن الخامس ألّف الإمام الحافظ أبو نصر السجزي (444 هـ) في الردّ على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت ، وكتاب الإبانة ، واجتهد في نصرة السنّة والذبّ عنها.


س3: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.

ورد سببان في نشأة فتنة اللفظية :
الأول : وهو قول الكرابيسي عندما بلغه تحذير الإمام أَحْمد منه ، ونهيه عن الأخذ عنه ؛ فلما بلغ ذلك الكرابيسيَّ غضب وتنمّر ، وقال : لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر ؛ فقال : لفظي بالقرآن مخلوق.
الثاني : ما روي عنِ الإمامِ أحمد أنَّ هذه المقولة كانت منْ أقوالِ جهم في أوّل أمره ، ثمّ قال بها بشر المرّيسي ، لكنّ الجهمية والمعتزلة صرّحوا بالقول بخلقِ القرآن ، ولذلك لم تشتهر عنهم هذه المقولة ، واشتهرت عن الكرابيسي ؛ لأنّه جمع بين القولِ بنفيِ خلقِ القرآن ، والقولِ بأنّ اللفظ بالقرآن مخلوق.
وسبب ذلك القول : هو ما أرادوه من التلبيس علي العامة.


س4 : ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة " مسائل الإيمان بالقرآن " ؟
١ - عقيدة أهل السنة والجماعة في كلام الله تعالي ، وفِي القرآن الكريم ، والأقوال المخالفة لهم في ذلك.
٢ - طريقة أئمة أهل السنة في الرد على المعتزلة وغيرهم من أهل الكلام ، فكان طريقهم : الكتاب والسنة ، ولا يتعاطون ولا يتشاغلون بعلمَ الكلام في الرد عليهم ، فسلموا بذلك منْ فتنٍ كثيرةٍ ، ومن لم يسلك هذا الطريق وقعوا في بدعٍ أخرى ، وخرجوا بأقوالٍ محدثةٍ مخالفةٍ لمنهج أهل السنة والجماعة ، كابنِ كلاب والأشاعرة.
٣ - الله عز وجل يبتلي أهل الحق ، ليميز الله الخبيث من الطيب.
٤ - توفيق الله عز وجل لأهلِ الحق ، الذين صبروا في سبيل الله ، إتماماً لنوره ونصرةً لدينه ، حيث لم يُوَفِّق الله عز وجل الإمام أَحْمد لردِّ فتنة القول بخلقِ القرآن فقط ، بل ردَّ اللهُ جل وعلا به - رحمه الله - فتناً كثيرة ، مع هذه الفتنة العظيمة ، حيث ظهر الواقفة واللفظية ، فرد الله عز وجل به فتنتهم أيضاً.
٥ - طرق تلبيس أهل الأهواء والبدع علي العامة ، وكيف يخادعونهم بزخارف القول ، وكيف يبتدعون أقوالاً ظاهرها الْحسن ، وهي تحمل في طياتها كفر ، عياذاً بالله ، فعلي طالب العلم تفنيد أقوال أهل البدع وعدم قبولها إلا دراستها جيداً ، أو أخذها بفتوي منْ أئمةِ العلم.

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى الوقف في القرآن ؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث ؟
الواقفة في القرآن هم الذين يقولون : القرآن كلام الله ويقفون ، فلا يقولون : مخلوق ولا غير مخلوق.
وسبب وقوف بعض أهل الحديث أنهم قالوا : إنَّ القولَ بخلقِ القرآنِ قولٌ محدثٌ ، فنحن لا نقول إنّه مخلوقٌ ، ولا نقول إنّه غيرُ مخلوق ، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلقِ القرآنِ ؛ فنقول : القرآن كلام الله ، ونسكت.


س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
مسألة اللفظ منَ المسائل الغامضة ؛ لتوقفها على مراد القائل ، ودخول التأول فيها.
فقول القائل : لفظي بالقرآنِ مخلوق ، له احتمالين :
١ - قد يريد به ملفوظه ، وهو كلام الله الذي تلفّظ به ، فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن.
٢ - وقد يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن ؛ لأنَّ اللفظ في اللغة يأتي اسماً ومصدراً ؛ فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ ، والمصدر هو التلفظ.
فمن قال : اللفظ ليس هو الملفوظ ، والقول ليس هو المقول ، وأراد باللفظ والقول المصدر ، كان معني كلامه أنَّ الحركة ليست هي الكلام المسموع ، وهذا صحيح.
ومن قال اللفظ هو الملفوظ ، والقول هو نفسه المقول ، وأراد باللفظ والقول مسمى المصدر ، صار حقيقة مراده أنَّ اللفظ والقول المراد به الكلام المقول الملفوظ هو الكلام المقول الملفوظ ، وهذا صحيح.
ولذلك اختلف الناس في تأويل قول القائل : لفظي بالقرآن مخلوق ، إلى أقوالٍ.
- فالذين قالوا التلاوة هي المتلو ؛ قصدوا أنَّ التلاوة هي القول والكلام المقترن بالحركة ، وهي الكلام المتلو.
- والذين قالوا : بل التلاوة غير المتلو ، والقراءة غير المقروء ، أرادوا بذلك أنَّ أفعال العباد ليس هي كلام الله ، ولا أصوات العباد هي صوت الله ، وهذا الذي قصده البخاري ، وهو مقصود صحيح.


س3: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
قال الإمام أَحْمد رحمه الله ، فيما رَوَاهُ عنه صاحبه فوران ، بعدما سأله عن الذين يفرّقون بين اللّفظ والمحكيّ ، فقَالَ : القرآن كيف تصرّف في أقواله وأفعاله ، فغير مخلوقٍ ؛ فأمّا أفعالنا فمخلوقةٌ.
قال فوران : فاللّفظيّة تعدّهم يا أبا عبد الله في جملةِ الجهميّة ؟
فقال : لا ، الجهميّة الّذين قالوا : القرآن مخلوقٌ.
ووردت عنِ الإمام أحمد رواياتٌ أخرى تفيد بأنَّ اللفظية جهمية ، وهي محمولة على منْ قال بخلقِ القرآن وتستَّر باللفظ.
وقالَ الذهبي رحمه الله : فلقد أحسن الإمام أبو عبد الله ؛ حيث منع منَ الخوض في المسألة من الطّرفين ، إذ كلّ واحدٍ منْ إطلاقِ الخلقيّة وعدمها على اللّفظ موهمٌ ، ولم يأت به كتابٌ ولا سنّةٌ ، بل الّذي لا نرتاب فيه أنّ القرآن كلام الله منزلٌ غير مخلوقٍ ، والله أعلم. اهـ.
وقال الإمام البخاري رحمه الله في كتاب خلق أفعال العباد : حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة ، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب ؛ فهو كلام الله ليس بمخلوقٍ ، قال الله عز وجل : { بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم }.
وقال البخاري أيضاً : جميع القرآن هو قوله تعالى ، والقول صفة القائل موصوف به ، فالقرآن قول الله عز وجل ، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق ؛ لقوله : { فاقرءوا ما تيسر منه } والقراءة فعل الخلق. اهـ.
والحق في المسألة ؛ أنَّ هذا ممّا يسعنا جهله ، واللّه عز وجل لا يسألنا عنْ هذا ، فلا نتكلم فيه ، فإنّ منْ زعم أنّ كلامه بالقرآنِ مخلوقٌ فقد وافقَ اللّفظيّين ؛ لأنّه إذا سمع منا القرآن فقد زعمنا أنّ لفظنا بالقرآنِ مخلوقٌ ، فقد أجبنا القوم أنّه مخلوقٌ.


س4: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن" ؟
سبقت الاجابة ضمن أسئلة المجموعة الاولي


المجموعة الثالثة :
س1: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول : موقف الجهمية المتستّرة باللفظ ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن ، ويتستَّرون باللفظ ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة ؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة ، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها ؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبولِ التصريح بخلقِ القرآن.
وهؤلاء كانوا منْ أكثر منْ أشاع مسألة اللفظ ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية ؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن ، ويتستّر باللفظ.
الموقف الثاني : موقف طائفة ممن خاضَ في علمِ الكلام ، وتأثّر ببعضِ قول الجهمية ، وإنٌ كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصولِ الجهمية ، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له : الشرّاك ؛ قال : إنَّ القرآنَ كلامُ الله ؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً ، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث : موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (270 هـ) ، رأس أهل الظاهر وإمامهم ، له قولاً في القرآنِ لم يسبق إليه : قال : أما الذي في اللوح المحفوظ : فغير مخلوق ، وأما الذي هو بين الناس : فمخلوق.
واشتهر عنه أنه قال : القرآن مُحدث. وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق.
الموقف الرابع : موقف جمهور أهل الحديث ؛ كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلامَ في اللفظِ مطلقاً لالتباسه ؛ وبدّعوا الفريقين : منْ قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، ومن قال : لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن ، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى ، فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم ، وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
الموقف الخامس : موقف طائفة منْ أهل الحديث ، يقولون إنَّ القرآن غير مخلوق ، وإنَّ أفعال العباد مخلوقة ، صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق.
وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة ، وحصل في الأمر التباس عليهم ؛ حتى إنّ منهم منْ نسب ذلك إلى الإمام أحمد ، كأبي طالب ، وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه ، وأنّه رجع عن ذلك ؛ لكن بقي على ذلك بعضُ أصحاب الإمام أحمد ، ثم قال بهذا القول بعضُ أتباعهم.
الموقف السادس : مَنْ فهموا منْ مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ ؛ لأنّ معنى اللفظ : الطرح والرمي ، وهذا غير لائق أنْ يقال في حقِّ القرآن.
فيوافقون الإمام أحمد على الإنكار على الطائفتين ، على منْ يقول : لفظي بالقرآن مخلوق ، وعلى منْ يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ ؛ لأنَّ اللفظ : الطرح والرمي ، ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت ، ومنهم من يقر بذلك.
وهذا موقف أبي الحسن الأشعري ، وبعض أتباعه ، ومن تأثر بطريقته ؛ كأبي بكر بن الطيب الباقلاني ، والقاضي أبي يعلى.
الموقف السابع : موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة ؛ وزعموا أنَّ سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله ، وأنهم يسمعون كلام الله من اللهِ إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران ، واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال :
فقال بعضهم : إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون : ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون : لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون : الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون : يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وقريب منْ هؤلاء ؛ طائفة زعمت أنَّ كلام الله بعينه في المصحف.


س2: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب ؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه ؟
سبب ظهور بدعة ابن كلاب هو عدم نهجه طريقة أهل السنة والجماعة في الرد علي المعتزلة ، حيث طريقهم الْكِتابَ والسنة.
أما ابن كلاب فأراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية ؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعضِ أصولهم الفاسدة ، وتمكّن منْ ردّ بعض قولهم ، وبيان فساده ، وإفحام بعض كبرائهم ؛ فغرّه ذلك ، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة ، واجتهد في ذلك اجتهاداً بالغاً ، واشتهرت ردوده على المعتزلة ، وإفحامه لبعض كبرائهم ، وانقطاعهم عند مناظرته ، فظنّ بذلك أنّه نصر السنة ، وأعجبت ردودُه ومناظراته بعض منْ كان مغتاظاً من المعتزلة ، فذاع صيته واشتهر ذكره ، وأشادوا بذكائه وبراعته في المجادلة ، حتى تبعه على طريقته بعضُ الناس وفتن بها.
وكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها ، وسلوكه طريقة المتكلّمين ، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة ؛ قد خرج بقولٍ بين قول أهل السنة وقول المعتزلة ، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
وكان الإنكار عليهم هو موقف أئمة أهل السنة والجماعة علي ابن كلاب طريقته المبتدعة ، وما أحدث من الأقوال ، وحذّروا منه ، ومن طريقته :
قال ابنُ خزيمة : كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب ، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره.
وكذلك كان إمام الأئمّة ابن خزيمة (311 هـ) من أشدّ العلماء على الكلابية ، وأكثرهم تحذيراً منهم ، وردّا عليهم.


س3 : بيّن خطر فتنتي الواقفة واللفظية :
خطر الواقفة :
منْ وقفَ في القرآنِ علي ثلاثة أصناف :
الصنف الأول : هم الجهمية الذين يخدعون الناس ، ويتسترون خلف الوقف :
وهولاء فتنتهم على العامّة أشدّ منْ فتنة الجهمية الذين يصرّحون بالقول بخلقِ القرآن ؛ لأنّهم يستدرجونهم بذلك ؛ ثم يشكّكونهم في كلام الله ؛ فلا يدرون أمخلوق هو أم غير مخلوق ، وإذا ابتلي المرء بالشكّ وقع في الفتنة ، وكان أقرب إلى التزام قولهم.
الصنف الثاني : الذين يقفون شكّاً وتردداً ؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك :
فهؤلاء فتنتهم أنهم لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى ؛ لأنَّ الإيمان يقتضي التصديق ، والشك منافٍ للتصديق الواجب ؛ فالشاكّ غير مؤمن ؛ إلا أنَّ الجاهل قد يُعذر لجهله ، ومن عرضت له شُبهة قد يُعذر بسبب شبهته حتى تقوم عليه الحجة.
الصنف الثالث : طائفة من أهل الحديث ؛ قالوا بالوقف ؛ ومنهم منْ دعا إلى القول بالوقف :
منْ وقفَ منَ المحدّثين فقد وافقَ قوله قول الواقفة منَ الجهمية والشاكّة ، وكان عوناً لهم على التشكيك في كلام الله.
وقد كانت فتنةُ القولِ بخلقِ القرآنِ فتنةً عظيمةً ، وكذلك فتنة الوقف كانت فتنة عظيمة ؛ وكان العامّة أكثر قبولاً للقولِ بالوقف منهم للقولِ بخلقِ القرآن.
خطر اللفظية :
أما خطر اللفظية ؛ فهو أنَّ كلامهم فيه من التدليس ما فيه ، فكلامهم مجملٌ حمّالٌ لوجوهٍ ، فيه تلبيس تتأوَّله كلّ فرقة على ما تريد.
وقد فرحت طائفةٌ منَ الجهمية بهذه المقالة ؛ فقالوا : ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ، ومنهم منْ قال : القرآن بألفاظنا مخلوق ، وهم يريدون أنَّ القرآن مخلوق ؛ لكن القول باللفظِ أخفّ وطأة وأقرب إلى قبولِ العامّة منَ التصريح بقولهم : إنَّ القرآنَ مخلوقٌ ، فتستّروا باللفظِ ؛ كما تستّرت طائفة منهم بالوقف.


س4: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن" ؟
سبقت الاجابة ضمن أسئلة المجموعة الاولي

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 جمادى الأولى 1441هـ/30-12-2019م, 12:10 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&*
( القسم الثالث)


أحسنتما بارك الله فيكما ونفع بكما.

المجموعة الأولى:
الطالب: محمد أحمد أ+
ممتاز، أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

المجموعة الثانية:
الطالب: فروخ الأكبروف أ+
ممتاز، أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

الطالب: محمد أحمد أ+
ممتاز، أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

المجموعة الثالثة:
الطالب: محمد أحمد أ+
ممتاز، أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

--- وفقكما الله لما يحب ويرضى ---

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 رجب 1441هـ/28-02-2020م, 02:33 AM
عبد العزيز صالح بلا عبد العزيز صالح بلا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 115
افتراضي

المجموعة الأولى:*
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الذين يقفون في القرآن ثلاثة ،وحكمهم يختلف حسب اعتقاداتهم.
أولا : طائفة من الجهمية ،يستترون وراء الوقف في القرآن ويظهرون ذلك للناس ويدعون إلى القول بذلك،وينكرون على من يقول : القرآن غير مخلوق.
وحكمهم حكم الجهمية فلقد أجمع السلف على تكفيرهم.
وأشد العلماء تحذيرا منهم هو الإمام أحمد بن حنبل لأنه عاصرهم وسمع كل ما يقولون ويعتقدون.
ذكر ابنه عبد الله عنه لما سئل مرة عن الواقفة فقال: «صنفٌ من الجهميّة استتروا بالوقف»
وقال يعقوب الدّورقيّ: سألت أحمد بن محمّد بن حنبلٍ، قلت: فهؤلاء الّذين يقولون: نقف ونقول كما في القرآن: كلام اللّه، ونسكت؟*
قال: « هؤلاء شرٌّ من الجهميّة، إنّما يريدون رأي جهمٍ ».
وقال في رواية أخرى: « هم أشدّ تربيثًا على النّاس من الجهميّة، وهم يشكّكون النّاس، وذلك أنّ الجهميّة قد بان أمرهم، وهؤلاء إذا قالوا: "لا يتكلّم"؛ استمالوا العامّة، إنّما هذا يصير إلى قول الجهميّة »
ثانيا : الذين يقفون شكا وترددا ،فلا يقولون القرآن مخلوق أو غير مخلوق لشكهم في ذلك.
والحقيقة أنهم لم يؤمنوا حقيقة بالقرآن لأن الشك ينافي التصديق ،فالشاك غير مؤمن،إلا أن من شك عن جهل فقد يعذر في ذلك،ومن شك عن شبهة وردت إليه يعذر أيضا حتى تقوم عليه الحجة،أما الذي عُرف منه الكلام والجدال فهو واقفي جهمي وحُكم عليه بالكفر.
لذلك كثرت أقوال العلماء في تكفير الشاك الجهمي من ذلك؛
١- قال سلمة بن شبيبٍ: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: (الواقفيّ لا تشكَّ في كفره).
٢-قال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمَّن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق.
فقال: (هذا شاك، والشاك كافر).*
٣-قال عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال: مخلوقٌ».
ثالثاً : الذين يقفون في القرآن من أهل الحديث،ومنهم من دعا إلى القول بالوقف،إلا أنهم ينكرون للذين يقولون : القرآن مخلوق،ويعتقدون أن القرآن كلام الله لكن لا يزيدون ويقولون بأنه غير مخلوق توقفا على ما كان عليه السلف.
ولما وقعت الفتنة وجب التصريح بأن القرآن غير مخلوق،سئل الإمام أحمد: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟*
فقال: ((ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟))
وحمهم أن يحذر منهم ويهجروا فلا يُجلس معهم ولا يُستفتون ولا يأخذ عنهم العلم،وقد حصل ذلك بالفعل حتى إن أحد العلماء يستمع منه ويصلي خلفه آلاف ولما وقف في القرآن فهُجر فكان وحده في المسجد.
س2: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرته أن علي الجبّائي -رئيس المعتزلة- كان يخلفه في دروسه لكونه من الطلاب المتقدمين واشتهر بذلك ثم حصلت المناقشات والمناظرات بينه وبين الجبائي فتبين له خطأ ما كان عليه المعتزلة.
موقف أهل السنة منه : أنهم يمدوحونه في ترك الاعتزال والرد على المعتزلة ،إلا أنهم أخذوه عليه ملاحاظات لكونه اتبع طريقة ابن كلاب في الرد عليهم والتي تخالف عقيدة السلف وحتى في كتابيه الإبانة والحرف والصوت أخطأ ورد عليه علماء السنة.
س3: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
سبب نشأة اللفظية أن حسين بن علي الكرابيسي ألف كتابا وحط في الصحابة كابن الزبير وعده من الخوارج وحط فيه التابعين كسليمان الأعمش وغيره، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف.
ثم عرض كتابه على الإمام أحمد بن حنبل،فاستبعشه ورد عليه وحذر منه وقال: (هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب...)
وقال: (قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به).
فغضبوتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.
س4: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
استفدت كثيرا ولله الحمد والمنة ،ومما استفدت به :
١- أنه يجب على المسلم أن يعتقد في القرآن كاعتقاد السلف الصالح من أن القرآن كلام الله تعالى حروفه ومعانيه منه بدأ وإليه يعود .
٢- أن يتجنب المسلم الخوض في مسائل أهل الكلام لأن ذلك يشككه في دينه ويقسو قلبه فلا يستسلم لآيات الله وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
٣- أن أصحاب البدع والأهواء دائما يريدون إيقاع أهل السنة والجماعة في الخطر والإهانة والذل والضيق ولا يريدون بهم خيرا بل لو وجدوا فرصة لقتلوهم كما عُذب من لم يقول : القرآن مخلوق ،وقتل في ذلك من قتل.
٣- أن يصبر الإنسان على أقدار الله وقدره فحقا سيكون اليسر مهما كان العسر يشتد ويعود كما حصل لأهل السنة في وقت فتنة القول بخلق القرآن وبعد انفرج الله عنهم الكربة وانشرح صدروهم.
٤- أنه مهما ذاع صيت الباطل وانتشر خطره فلا بد أن يضمحل ويصغر ويزيل بظهور الحق . وغير ذلك

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 رجب 1441هـ/29-02-2020م, 01:36 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز صالح بلا مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:*
س1: ما حكم من وقف في القرآن؟
الذين يقفون في القرآن ثلاثة ،وحكمهم يختلف حسب اعتقاداتهم.
أولا : طائفة من الجهمية ،يستترون وراء الوقف في القرآن ويظهرون ذلك للناس ويدعون إلى القول بذلك،وينكرون على من يقول : القرآن غير مخلوق.
وحكمهم حكم الجهمية فلقد أجمع السلف على تكفيرهم.
وأشد العلماء تحذيرا منهم هو الإمام أحمد بن حنبل لأنه عاصرهم وسمع كل ما يقولون ويعتقدون.
ذكر ابنه عبد الله عنه لما سئل مرة عن الواقفة فقال: «صنفٌ من الجهميّة استتروا بالوقف»
وقال يعقوب الدّورقيّ: سألت أحمد بن محمّد بن حنبلٍ، قلت: فهؤلاء الّذين يقولون: نقف ونقول كما في القرآن: كلام اللّه، ونسكت؟*
قال: « هؤلاء شرٌّ من الجهميّة، إنّما يريدون رأي جهمٍ ».
وقال في رواية أخرى: « هم أشدّ تربيثًا على النّاس من الجهميّة، وهم يشكّكون النّاس، وذلك أنّ الجهميّة قد بان أمرهم، وهؤلاء إذا قالوا: "لا يتكلّم"؛ استمالوا العامّة، إنّما هذا يصير إلى قول الجهميّة »
ثانيا : الذين يقفون شكا وترددا ،فلا يقولون القرآن مخلوق أو غير مخلوق لشكهم في ذلك.
والحقيقة أنهم لم يؤمنوا حقيقة بالقرآن لأن الشك ينافي التصديق ،فالشاك غير مؤمن،إلا أن من شك عن جهل فقد يعذر في ذلك،ومن شك عن شبهة وردت إليه يعذر أيضا حتى تقوم عليه الحجة،أما الذي عُرف منه الكلام والجدال فهو واقفي جهمي وحُكم عليه بالكفر.
لذلك كثرت أقوال العلماء في تكفير الشاك الجهمي من ذلك؛
١- قال سلمة بن شبيبٍ: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: (الواقفيّ لا تشكَّ في كفره).
٢-قال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمَّن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق.
فقال: (هذا شاك، والشاك كافر).*
٣-قال عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال: مخلوقٌ».
ثالثاً : الذين يقفون في القرآن من أهل الحديث،ومنهم من دعا إلى القول بالوقف،إلا أنهم ينكرون للذين يقولون : القرآن مخلوق،ويعتقدون أن القرآن كلام الله لكن لا يزيدون ويقولون بأنه غير مخلوق توقفا على ما كان عليه السلف.
ولما وقعت الفتنة وجب التصريح بأن القرآن غير مخلوق،سئل الإمام أحمد: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟*
فقال: ((ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟))
وحمهم أن يحذر منهم ويهجروا فلا يُجلس معهم ولا يُستفتون ولا يأخذ عنهم العلم،وقد حصل ذلك بالفعل حتى إن أحد العلماء يستمع منه ويصلي خلفه آلاف ولما وقف في القرآن فهُجر فكان وحده في المسجد.
س2: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرته أن علي الجبّائي -رئيس المعتزلة- كان يخلفه في دروسه لكونه من الطلاب المتقدمين واشتهر بذلك ثم حصلت المناقشات والمناظرات بينه وبين الجبائي فتبين له خطأ ما كان عليه المعتزلة.
موقف أهل السنة منه : أنهم يمدوحونه في ترك الاعتزال والرد على المعتزلة ،إلا أنهم أخذوه عليه ملاحاظات لكونه اتبع طريقة ابن كلاب في الرد عليهم والتي تخالف عقيدة السلف وحتى في كتابيه الإبانة والحرف والصوت أخطأ ورد عليه علماء السنة.
س3: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
سبب نشأة اللفظية أن حسين بن علي الكرابيسي ألف كتابا وحط في الصحابة كابن الزبير وعده من الخوارج وحط فيه التابعين كسليمان الأعمش وغيره، وانتصر للحسن بن صالح بن حيّ وكان يرى السيف.
ثم عرض كتابه على الإمام أحمد بن حنبل،فاستبعشه ورد عليه وحذر منه وقال: (هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب...)
وقال: (قد جمع للمخالفين ما لم يحسنوا أن يحتجوا به).
فغضبوتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.
س4: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
استفدت كثيرا ولله الحمد والمنة ،ومما استفدت به :
١- أنه يجب على المسلم أن يعتقد في القرآن كاعتقاد السلف الصالح من أن القرآن كلام الله تعالى حروفه ومعانيه منه بدأ وإليه يعود .
٢- أن يتجنب المسلم الخوض في مسائل أهل الكلام لأن ذلك يشككه في دينه ويقسو قلبه فلا يستسلم لآيات الله وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
٣- أن أصحاب البدع والأهواء دائما يريدون إيقاع أهل السنة والجماعة في الخطر والإهانة والذل والضيق ولا يريدون بهم خيرا بل لو وجدوا فرصة لقتلوهم كما عُذب من لم يقول : القرآن مخلوق ،وقتل في ذلك من قتل.
٣- أن يصبر الإنسان على أقدار الله وقدره فحقا سيكون اليسر مهما كان العسر يشتد ويعود كما حصل لأهل السنة في وقت فتنة القول بخلق القرآن وبعد انفرج الله عنهم الكربة وانشرح صدروهم.
٤- أنه مهما ذاع صيت الباطل وانتشر خطره فلا بد أن يضمحل ويصغر ويزيل بظهور الحق . وغير ذلك
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. أ

تم خصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 رمضان 1441هـ/29-04-2020م, 03:41 PM
نسرين العروم نسرين العروم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 43
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1- اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
- الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ القائلة بخلق القرآن، وهو نظير الجهمية المتسترة بالوقف، وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة لأنها أخف شناعة عليهم عند العامة، ولأنها اقرب إلى قبول الناس، فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى التصريح بالقول بخلق القرآن، وقد حذر الإمام أحمد منهم وسماهم بالجهمية يقصد من يقول بخلق القرآن ويتستر باللفظ.
- الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض أقوال الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل يقال له الشرَّاك قال: إن القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا، قال عنهم الإمام أحمد "هذا كلام جهم بعينه".
- الموقف الثالث: موقف داود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري، قال: أما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق وأما الذي هو بين الناس فمخلوق، واشتهر عنه أنه قال: القرآن مُحدَث، وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق.
- الموقف الرابع: جمهور أهل الحديث، منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه وبدعوا الفريقين: من قالوا لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قالوا لفظي بالقرآن غير مخلوق.
- الموقف الخامس: طائفة من أهل الحديث، صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهو يريدون أن القرآن غير مخلوق، لكنهم أخطأوا في استعمال العبارة.
- الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه، وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر، فقالوا إن معنى اللفظ الطرح والرمي لذلك كره الإمام أحمد الكلام في اللفظ، وهذا غير لائق في حق القرآن.
- الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة، وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
• إن صوت الرب حل في العبد.
• ظهر فيه ولم يحل فيه.
• لا نقول ظهر ولا حل.
• الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
• يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وقريب من هؤلاء طائفة زعمت أن كلام الله بعينه في المصحف.
س2- ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
- سبب ظهور بدعة ابن كلاب: هو أنه أراد الرد على المعتزلة بالحجج النطقية والطرق الكلامية، فأداه ذلك إلى التسليم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكن من رد بعض أقوالهم وإفحام بعض كبرائهم، فاغتر بذلك وألف الكتب في الرد على المعتزلة واجتهد في ذلك فذاع صيته واشتهر ببراعته في المجادلة فتبعه على ذلك طائفة وفتنوا به، وكان سبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها سلوكه طريقة المتكلمين وتسليمه للمعتزلة ببعض أصولهم الفاسدة فخرج بذلك بقول بين أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة.
- موقف أئمة أهل السنة منه: أنكروا عليه طريقته المبتدعة وما أحدث من الأقوال وحذروا منه ومن طريقته، قال ابن خزيمة: "كان أحمد من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره."
س3- بيّن خطر فتنتي الواقفة واللفظية:
- الواقفة: وهو ثلاثة أصناف:
• الصنف الأول: طائفة من الجهمية يتسترون باللفظ، وهذا الصنف جهمية مخادعون وفتنتهم على العامة أشد من فتنة الجهمية الذين يصرحون بخلق القرآن، لأنهم يستدرجونهم ثم يشككونهم في كلام الله فلا يدرون أمخلوق هو أم لا، ومن ابتلي بالشك وقع في الفتنة.
• الصنف الثاني: الذين يقفون شكا وترددا، هؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله لأن الشك ينافي الإيمان إلا من جهل فإنه يعذر لجهله.
• الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث قالوا بالوقف ومنهم من دعا إليه: ومن قال بالوقف من أهل الحديث لشبهة عرضت له يُحذر منه ويهجر حتى يرجع عن قوله، لأنه بذلك يعين الواقفة من جهة، ولكون العامة أكثر قبولا للقول بالوقف منهم للقول بخلق القرآن.
- اللفظية: مسألة اللفظ إنما أتت للتلبيس بين، فأتوا بكلمة مجملة حمالة لوجوه في وقت كان الناس بحاجة إلى البيان والتوضيح والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، لا ن تلقى إليه كلمة تحمل من المعاني ما يجعل كل فرقة تتأولها على ما تريد، وهمنا كان خطرهم في عدم وضوحهم، وقد أنكر عليهم الإمام أحمد لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبين لهم حقا ولا يهديهم سبيلا.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 شوال 1441هـ/9-06-2020م, 10:06 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسرين العروم مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1- اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
- الموقف الأول: موقف الجهمية المتسترة باللفظ القائلة بخلق القرآن، وهو نظير الجهمية المتسترة بالوقف، وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة لأنها أخف شناعة عليهم عند العامة، ولأنها اقرب إلى قبول الناس، فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى التصريح بالقول بخلق القرآن، وقد حذر الإمام أحمد منهم وسماهم بالجهمية يقصد من يقول بخلق القرآن ويتستر باللفظ.
- الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثر ببعض أقوال الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل يقال له الشرَّاك قال: إن القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا، قال عنهم الإمام أحمد "هذا كلام جهم بعينه".
- الموقف الثالث: موقف داود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري، قال: أما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق وأما الذي هو بين الناس فمخلوق، واشتهر عنه أنه قال: القرآن مُحدَث، وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق.
- الموقف الرابع: جمهور أهل الحديث، منعوا الكلام في اللفظ مطلقا لالتباسه وبدعوا الفريقين: من قالوا لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قالوا لفظي بالقرآن غير مخلوق.
- الموقف الخامس: طائفة من أهل الحديث، صرحوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق وهو يريدون أن القرآن غير مخلوق، لكنهم أخطأوا في استعمال العبارة.
- الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه، وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر، فقالوا إن معنى اللفظ الطرح والرمي لذلك كره الإمام أحمد الكلام في اللفظ، وهذا غير لائق في حق القرآن.
- الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة، وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
• إن صوت الرب حل في العبد.
• ظهر فيه ولم يحل فيه.
• لا نقول ظهر ولا حل.
• الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
• يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وقريب من هؤلاء طائفة زعمت أن كلام الله بعينه في المصحف.
س2- ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
- سبب ظهور بدعة ابن كلاب: هو أنه أراد الرد على المعتزلة بالحجج النطقية والطرق الكلامية، فأداه ذلك إلى التسليم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكن من رد بعض أقوالهم وإفحام بعض كبرائهم، فاغتر بذلك وألف الكتب في الرد على المعتزلة واجتهد في ذلك فذاع صيته واشتهر ببراعته في المجادلة فتبعه على ذلك طائفة وفتنوا به، وكان سبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها سلوكه طريقة المتكلمين وتسليمه للمعتزلة ببعض أصولهم الفاسدة فخرج بذلك بقول بين أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة.
- موقف أئمة أهل السنة منه: أنكروا عليه طريقته المبتدعة وما أحدث من الأقوال وحذروا منه ومن طريقته، قال ابن خزيمة: "كان أحمد من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره."
س3- بيّن خطر فتنتي الواقفة واللفظية:
- الواقفة: وهو ثلاثة أصناف:
• الصنف الأول: طائفة من الجهمية يتسترون باللفظ، وهذا الصنف جهمية مخادعون وفتنتهم على العامة أشد من فتنة الجهمية الذين يصرحون بخلق القرآن، لأنهم يستدرجونهم ثم يشككونهم في كلام الله فلا يدرون أمخلوق هو أم لا، ومن ابتلي بالشك وقع في الفتنة.
• الصنف الثاني: الذين يقفون شكا وترددا، هؤلاء لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله لأن الشك ينافي الإيمان إلا من جهل فإنه يعذر لجهله. ويبين له فإن أصر حكم بكفره.
• الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث قالوا بالوقف ومنهم من دعا إليه: ومن قال بالوقف من أهل الحديث لشبهة عرضت له يُحذر منه ويهجر حتى يرجع عن قوله، لأنه بذلك يعين الواقفة من جهة، ولكون العامة أكثر قبولا للقول بالوقف منهم للقول بخلق القرآن.
- اللفظية: مسألة اللفظ إنما أتت للتلبيس بين، فأتوا بكلمة مجملة حمالة لوجوه في وقت كان الناس بحاجة إلى البيان والتوضيح والتصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، لا ن تلقى إليه كلمة تحمل من المعاني ما يجعل كل فرقة تتأولها على ما تريد، وهمنا كان خطرهم في عدم وضوحهم، وقد أنكر عليهم الإمام أحمد لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبين لهم حقا ولا يهديهم سبيلا.لو عرّفتِ أكثر بفتنة اللفظية وكيف أنها حمالة لوجوه لكان أتم.
أحسنت بارك الله فيكِ ونفع بك. ب
تم خصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir