دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > معالم العلوم

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #7  
قديم 16 ربيع الأول 1441هـ/13-11-2019م, 10:18 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

العلوم المعتنى بها في زمن التابعين
العلوم التي ظهرت العناية بها في زمن التابعين ترجع إلى أصول العلوم التي كان يُعتنى بها في زمن الصحابة رضي الله عنهم ، لكنهم توسعوا فيها وأنشأوا بعض فروعها لأسباب منها ما يعود لحاجة طلاب العلم والمعلمين في ذلك العصر، ومنها ما يعود لما استجد في عصرهم من حوادث وفتن كان لها أثر في الحركة العلمية.

فأصول العلم التي عُني بها التابعون هي: التفسير وعلوم القرآن، والحديث، وعلم الاعتقاد وكان يُسمى السنّة، والحلال والحرام وهو ما عرف باسم الفقه، وعلم السلوك، والسيرة النبوية والمغازي، وعلوم العربية.
ومن العلوم المشتهرة في عصرهم علم الأنساب، والتاريخ، وأخبار العرب وأشعارهم، والرؤى، والفراسة، والفلك، وهي من العلوم التي كانت العرب تُعنى بها وتحفظها؛ وفي بعضها أحاديث وآثار، فدوّن بعض التابعين شيئاً منها.

ثمّ إنّ التابعين توسعوا في بعض هذه العلوم حتى أنشأوا لها فروعاً كتب فيها بعضهم كتباً:
1. ففي القراءات برز أئمة من قراء الأمصار عنوا بالقراءات وكان لهم فيها اجتهاد واختيار في الأحرف، وعنوا برسم المصاحف ونقطها وشَكْلها، وعدّ الآي، والوقف والابتداء، وآداب التلاوة، ونزول القرآن، والناسخ والمنسوخ، وغيرها من علوم القرآن التي كانت عنايتهم فيها امتداداً لعناية الصحابة رضي الله عنهم.
- ونشأ التأليف في علم الوقف والابتداء، وكان أوّل من كتب فيه شيبة بن نصاح المدني قارئ أهل المدينة، قال ابن الجزري: (وهو أوَّل من ألَّف في الوقوف، وكتابه مشهور).
وقد ذكر أن لابن عامر اليحصبي كتاباً في الوقوف اسمه "المقطوع والموصول".


2. وفي التفسير، كثرت العناية بالصحف التفسيرية حتى كتب جماعة من التابعين صحفاً وأجزاء في التفسير عن بعض الصحابة وعن بعض التابعين، كصحف أربدة التميمي وأبي مالك الغفاري، وأبي صالح مولى أمّ هانئ، عن ابن عباس، وكتب سعيد بن جبير كتاباً في التفسير لعبد الملك بن مروان.
وفي أواخر عصر التابعين ظهرت الموازنة بين الصحف التفسيرية والتأليف بينها ؛ فكتب السدي تفسيره معتمداً على صحف تفسيرية عدة، ثم توسّعت الموازنة بين الصحف والجمع بين الروايات بعد ذلك.
وظهر ما عُرف بالتفسير بالرأي وأصله الاجتهاد في التفسير.


3. وفي علوم الحديث كثرت كتابة الأحاديث، واعتنوا بالأسانيد، وتوثيق المرويات.
ودوّن جماعة من محدّثي التابعين ما سمعوه من الصحابة رضي الله عنهم؛ فكان لهمام بن منبه وبشير بن نهيك ومحمد بن سيرين صحف عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وكان لعبيدة بن عمرو السلماني كتبٌ لكنّه أمر بإتلافها عند موته.
وكان للحارث الأعور الهمداني كتب، وتزوَّج أبو إسحاق السبيعي امرأته وقرأ كتبه.
وكان لنافع مولى ابن عمر صحيفة مشهورة يرويها عن ابن عمر
وكتب سليمان اليشكري صحيفة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما،
وكان لبكير بن عبد الله بن الأشجّ كتبٌ، ولأبي حازم سلمة بن دينار،
وقال الحسن البصري: ( إنّ لنا كتباً نتعاهدها). رواه الخطيب البغدادي في تقييد العلم.
والأمثلة على تدوين التابعين للحديث كثيرة جداً.



4. وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه ظهرت عناية جماعة من التابعين بها فكان منهم من يحفظ ولا يكتب ومنهم من يكتب ، وممن عرفت عنهم العناية بالسيرة من التابعين:
عروة بن الزبير، وعامر بن شراحيل الشعبي، وعكرمة مولى ابن عباس، وعاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، ومحمد بن جعفر بن الزبير بن العوام، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وموسى بن عقبة بن أبي عياش المدني، ومحمد بن إسحاق بن يسار وهو من صغار طبقة التابعين ومغازيه أجمع المغازي وأشهرها، ولها روايات كثيرة جداً.

5. وفي الفقه توسّعت عناية الفقهاء بالأدلة والمسائل، وكان لكل معلّم من الصحابة تلاميذ حفظوا أقواله وفتاويه، وكان التابعون يتذاكرون مسائل الفقه وأقوال الصحابة رضي الله عنهم فيها؛ فنشأت العناية بأقوال الفقهاء من الصحابة والتابعين، وكان من التابعين من يأخذ عن عددٍ من الصحابة فيحصل له من المعرفة بأقوالهم وفتاويهم ما لا يحصل لمن اقتصر على واحدٍ منهم أو على أهل بلده.
وعني بعضهم ببعض فروع الفقه عناية ظاهرة فكان سعيد بن المسيب من أعلمهم بأحكام القضاء، وكان الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري من أحفظهم لها بعده.
وكان الشعبي والحسن البصري وقتادة من أعلم التابعين باختلاف الصحابة ومعرفة أقوالهم وفتاويهم.
وكان عطاء بن أبي رباح من أعلمهم بالمناسك.
وكان من أعلمهم بالفرائض خارجة بن زيد بن ثابت وعامر الشعبي وابن سيرين ثم الأعمش بعدهم.
وكتب عروة بن الزبير كتبا في الفقه ثم أحرقها بعد وندم على إحراقها.
ثم في زمن صغار التابعين ظهرت العناية بالرأي والقياس وتوليد المسائل للمذاكرة والمناظرة والتعلم فكان ممن عني بذلك: ربيعة بن أبي عبد الرحمن بالمدينة، وحماد بن أبي سليمان وأبو حنيفة النعمان بن ثابت بالكوفة.



6. وفي السنة والعقيدة كان عامّة علماء التابعين من أئمة أهل السنة، وكانوا ينكرون البدع والأهواء، ويحذّرون من مجالسة المبتدعة.
وقد سبق البيان عن ظهور بعض الفرق والأهواء في أواخر زمن الصحابة رضي الله عنهم كالخوارج والمرجئة والقدرية والشيعة، وقد زاد الأمر في زمن التابعين فظهرت الجهمية والمعتزلة والرافضة والزيدية وغيرهم، وكان لبعض هؤلاء المبتدعة شبهات وجدال ومساءلات لبعض الصحابة والتابعين.
وكان من كبار أهل الأهواء في زمانهم: معبد الجهني، والجعد بن درهم، والجهم بن صفوان، وعمرو بن عبيد ابن باب البصري، وواصل بن عطاء الغزال، وجابر الجعفي وكان يُنسب إليه القول بالرجعة أي اعتقاد رجوع علي بن أبي طالب رضي الله عنه للحياة.
ومن رؤوس الخوارج ممن أدرك بعض الصحابة: نافع بن الأزرق، ونجدة بن عامر الحروري، وشبيب بن يزيد الشيباني، وقطري بن الفجاءة المازني، وعمران بن حطان السدوسي، وغيرهم كثير.



7. وفي علم السلوك، كانت العناية ظاهرة بيّنة، وإن لم تكن تسمية هذا العلم مشتهرة في زمانهم كحال اسم العقيدة وتخصيص اسم الفقه بالأحكام الشرعية الفرعية؛ فهذه الأسماء إنما اشتهرت بعد ذلك بمدة.
وقد برز من التابعين أئمة من أهل المعرفة والعبادة والزهد وحسن الهدي والسمت، وكان التابعون يتناقلون أخبارهم ليقتدوا بهم حتى دوّنت أخبارهم في زمن تابعي التابعين ومن بعدهم في كتب مفردة.
وكان علم السلوك يُعتنى فيه بأمرين:
1. التبصّر بالأصلح للعبد في عباداته ومعاملاته، ومعرفة المخارج من الفتن، والتفقه في المسائل المتعلقة بذلك، حتى يكتسب من المعرفة والفقه ما يكون عدّة له في سلوكه.
2. والاقتداء بالأصلح من العلماء الذين جمعوا العلم والعمل؛ وامتثال هديهم وسمتهم؛ فالتعلم بالقدوة الصالحة يثمر في القلب ما لا تثمره كثير من الكتب.
فكما كان الصحابة رضي الله عنهم يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويقتدي بعضهم بأصلح من يراه من كبار الصحابة وعلمائهم ؛ فكذلك كان حال التابعين مع الصحابة رضي الله عنهم، وحال صغار التابعين مع كبارهم وفقهائهم، وكان الصحابة يثنون على من يعلمون فيه الخير من التابعين ليُقتدى بهم:
- قال عبد الرحمن بن جبير بن نفير: حج عمرو بن الأسود؛ فلما انتهى إلى المدينة نظر إليه عبد الله بن عمر وهو قائم يصلي فسأل عنه؛ فقيل له: رجل من أهل الشام، يقال له: عمرو بن الأسود.
فقال ابن عمر: (ما رأيت أحدا أشبه صلاة ولا هديا ولا خشوعا ولا لبسة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الرجل). رواه ابن عساكر.
وعمرو بن الأسود العنسي من أصحاب معاذ بن جبل وأبي الدرداء، وقد ولاه معاوية قضاء حمص مدّة، وكان يستشيره في النوازل.
- وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: ("ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى"، يعني عمر بن عبد العزيز). رواه ابن سعد.
- وقال عبد الرزاق: (أخذ أهل مكةَ الصلاةَ عن ابن جريج، وأخذها ابن جريج عن عطاء، وأخذها عطاء عن ابن الزبير، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر الصديق، وأخذ أبو بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذها النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام). رواه ابن عساكر.
وهذا مما يدلّ على أنّهم كانوا يتعلّمون هيئة أداء العبادات ، والأصل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلّوا كما رأيتموني أصلّي).
وهكذا كان شأنهم في سائر العبادات:
- قال ابن وهب: حدثني مالك (أن محمد بن سيرين قد ثَقل وتخلَّف عن الحج، فكان يأمر من يحج أن ينظر إلى هدي القاسم ولَبوسه وناحيته؛ فيبلّغوه ذلك؛ فيقتدي بالقاسم). رواه الفسوي وابن عساكر.
والآثار عن التابعين في ذلك كثيرة، وإنما سقت هذه الآثار لتدل على ما ورائها من عناية التابعين رحمهم الله بهذا العلم.

8. وفي علوم العربية توسّعت عناية التابعين بها لظهور اللحن وفشوّ العجمة، فأصّلت أصولها وفرّعت فروعها، وكان أكثر الاعتماد فيها على مشافهة المعروفين بالفصاحة وسعة المعرفة بلسان العرب من الأعراب وعلماء التابعين.
وكان من أشهر التابعين عناية بالعربية ومعرفة بها: زر بن حبيش الأسدي، وأبو الأسود الدؤلي، وعنبسة الفيل وهو عنبسة بن معدان المهري، ونصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر العدواني، وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وغيرهم.
- قال عمر بن شبة: حدثنا عبد الله بن محمد [يعني التوّزي]، قال: سمعت أبا عبيدة يقول: (أول من وضع النحو أبو الأسود الديلي، ثم ميمون الإفريقي، ثم عنبسة الفيل، ثم عبد الله بن أبي إسحاق). رواه ابن عساكر في تاريخ دشق.- قال محمد بن سلام الجمحي: (ثم كان من بعدهم عبد الله بن أبى إسحاق الحضرمى، وكان أولَّ من بعجَ النحوَ ومدَّ القياسَ والعلل، وكان معه أبو عمرو ابن العلاء، وبقي بعده بقاء طويلاً، وكان ابن أبى إسحاق أشدَّ تجريداً للقياس، وكان أبو عمرو أوسعَ علماً بكلام العرب ولغاتها وغريبها).
فتوسعت العناية بالنحو، وبلغات العرب، وغريب ألفاظها، وبالكتابة والبيان ، فكان بعض خلفاء بني أمية وولاتهم في الأمصار ينتقون كُتَّابهم من أهل المعرفة بالأدب والبيان وحسن المنطق وجودة الخطّ؛ فكان من مشاهير الكُتَّاب ممن هم في طبقة التابعين:

- الحسن البصري، وكان كاتباً للربيع بن زياد والي خراسان في خلافة معاوية.
- وسليمان بن سعد الخشني وهو كاتب عبد الملك بن مروان، وذُكر أنه أوّل من نقل حساب الديوان من الرومية إلى العربية.
- وإسماعيل بن أبي حكيم المدني كاتب عمر بن عبد العزيز.
- وصالح بن عبد الرحمن الكاتب، وذكر عنه أنّه أول من نقل الديوان من الفارسية إلى العربية، وهو من مشاهير الكتاب في زمان سليمان بن عبد الملك وقد ولاه خراج العراق.
- سالم بن عبد الله مولى هشام بن عبد الملك بن مروان وكاتبه، وهو أستاذ عبد الحميد بن يحيى الكاتب.
- وكان عبد الحميد كاتب مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، وقد قُتل معه.
- والجهم بن صفوان رأس الجهمية، وكان كاتبا للأمير الحارث بن سريج التميمي بخراسان.

وكان في زمان التابعين جماعة من الشعراء الكبار الذين حفظت أشعارهم ودوّنت أخبارهم،
ومنهم: الحطيئة جرول بن أوس العبسي، وعبد الرحمن بن حسان بن ثابت، والنجاشي الحارثي واسمه قيس بن عمرو، وسويد بن أبي كاهل اليشكري، وسحيم بن وثيل الرياحي، والعجاج بن رؤبة التميمي، وابنه رؤبة، وعبد الله بن قيس الرقيات القرشي، وعمر بن أبي ربيعة المخزومي، والأحوص وهو عبد الله بن محمد بن عاصم بن ثابت حميّ الدبر الأنصاري، وجرير بن عطية الخطفي اليربوعي، والفرزدق همام بن غالب الدارمي، والمرار بن منقذ التميمي، وعبيد بن حصين النميري، والبعيث واسمه خداش بن بشر، وعمرو بن شُييم القطامي، وذو الرمّة واسمه غيلان بن عقبة، وكثير بن عبد الرحمن الخزاعي المعروف بكثيّر عزة، وجميل بن معمر العذري، ونصيب مولى عبد العزيز بن مروان، وعديّ بن الرقاع العاملي، والأغلب العجلي، وأبو النجم العجلي، وغيرهم كثير.
ومن هؤلاء الشعراء مخضرمون أدركوا الجاهلية والإسلام ومنهم إسلاميون، وكان لبعضهم رواة مشاهير، حفظوا أشعارهم وأخبارهم حتى دوّنت فيما بعد، وانتفع بها أهل العربية في النحو والصرف والمفردات وشرح الغريب والبيان.

9. وكتب وهب بن منبّه كتابه "المبتدأ" ودوّن فيها كثيراً من أخبار بني إسرائيل وكيف كان بدء الخلق وقصص بعض الأنبياء، واشتهر كتابه في زمانهم.
وكان لبعض التابعين عناية بأخبار بني إسرائيل ممن قرأ كتبهم وروى بعض ما فيها، ومنهم: كعب الأحبار، ووهب بن منبه، وتبيع بن عامر الحميري، ومغيث بن سمي الأوزاعي، ونوف بن فضالة البكالي، وأبو الجلد الأسدي، وغيرهم.

فهذه أشهر العلوم التي كانت في زمن التابعين رحمهم الله


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir