دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 شوال 1439هـ/16-06-2018م, 08:54 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
1- أن متاع الدنيا قليل فلا يغتر به الإنسان.
2- أن التمتع بملذات الدنيا والانشغال بها عن طاعة الله من صفات المجرمين الذين يستحقون دخول النار
3- المجرمون مصيرهم إلي النار فليحذر المرء أن يتشبه بصفات المجرمين.
4- الصلاة تنجي العبد من العذاب يوم القيامة.
5- الإيمان بالكتاب من اركان الإيمان التي لا يقبل إيمان عبد إلا بها
1. فسّر قوله تعالى:
{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) يخبر تعالي عن حال الكفار وأنهم أثاروا الحياة الدنيا وزينتها العاجلة لآن الإنسان مولع بحب العاجل وبسبب هذا الحب للدنيا أدي بهم الحال إلي ترك العمل للآخرة فقال عز وجل وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) أي تركتم العمل لها ولم تلقوا بها بالا لأنها غائبة عن عيونهم غير مشاهدة
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) وهنا أدار سبحانه وتعالي الحديث ليصف حال المؤمنين في الجنة مبينا بعض أنواع نعيم أهل الجنة وإلا فإن في الجنة ما لا عين رأت وأذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر فقال عز وجل إن أهل الجنة وجوههم مليحة جميلة مضيئة منيرة حسنة
إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) أفضل نعيم أهل الجنة رؤية وجه الله عز وجل لذا اخبر سبحانه أن أهل الجنة سيرون وجهه الكريم علي اختلاف مراتبهم فمنهم من بري وجه الله بكرة وعشيا ومنهم من يراه كل جمعة كما ثبت في الأحاديث الصحيحة المتواترة منها حديث أبي سعيدٍ وأبي هريرة -وما في الصّحيحين-: أنّ ناسًا قالوا: يا رسول اللّه، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارّون في رؤية الشّمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنّكم ترون ربّكم كذلك". وفي الصّحيحين عن جريرٍ قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنّكم ترون ربّكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألّا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا"
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) التفات جديد وهذا من بلاغة القرآن عاد الخطاب مرة أخري لوصف حال أهل النار وكيف ستكون وجوههم يوم القيامة وفيه من المقارنة بين حال وجوه المؤمنين ووجوه الكافرين فقال عز وجل أن وجوه الكافرين ستكون كالحة لونها متغير عابسة لما عاينت ما كانوا به يكذبون
تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25 ايقنوا أنهم هلكي سيلاقون المصائب والصعاب بسبب تكذيبهم والفاقرة هي التي تكسر فقار الظهر
كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) حال احتضار الإنسان حين تبلغ روحه ترقوته وهي الثغر التي بين عظام العنق حينها يوقن بما كان يكذب في الدنيا ولكن لا ينفعه ذلك
وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) يحتمل أن يكون معناها من يرقي بروحه ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب كما قال ابن عباس ويحتمل أن يكون المعني هل من راقٍ يرقيه ليشفي من مرضه
وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) أيقن أنه مفارق للدنيا
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) أول ما يموت من الإنسان قدماه فتيبسا فلا تحملان صاحبها وقيل معناها أمه في هذه الحال تشتد عليه المصائب والصعاب ما بين جذب الروح وما فيه من شدة وكرب واستشعار أنه مفارق للدنيا وما فيها
إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30). أي أن الأرواح تساق إلي خالقها يوم القيامة , وترفع الأرواح بعد قبضها إلي السماء فيقول الرب عز وجل ردوا روح عبدي إلي الأرض فمنها خلقتهم وإليها أعيدهم ومنها أخرجها تارة إخري
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقصر في قوله تعالى: {إنها ترمي بشرر كالقصر}.
تنوعت عبارات المفسرين في المراد بالقصر علي أقوال كلها مترادفة تبين أنها هذا الشرر عظيم القدر مفزع المنظر
قال ابن كثير الشرر كالقصر في عظمه وهو قول السعدي والاشقر
وقال ابن مسعودٍ: كالحصون.ذكره ابن كثير
وقال ابن عبّاسٍ وقتادة، ومجاهدٌ، ومالكٌ عن زيد بن أسلم، وغيرهم: يعني أصول الشّجر ذكره ابن كثير

ب: المراد بالمعاذير في قوله تعالى: {ولو ألقى معاذيره}.
اختلف في المراد بالمعاذير علي أقوال
حجته وهو قول السدي واختاره ابن جرير
المجادلة عنها فهو بصيرٌ عليها وهو قول مجاهد واختاره ابن كثير
الاعتذار يومئذٍ بباطلٍ لا يقبل منه. وهو قول قتادة
لو ألقى ثيابه وهوقال قتادة، عن زرارة، عن ابن عبّاسٍ
لو أرخى ستوره، وأهل اليمن يسمّون السّتر: المعذار وهو قول الضحاك
وهذه الأقوال يمكن الجمع بينها بأن الكافر أو العاصي يلقي حججه وأعذاره امام الله عز وجل وهو يظن أنها تنفعه, لكن لما كان الجدال بالباطل وبحجج ضعفيه وأعذار واهية فأن الله لا يقبلها منه يوم القيامة
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بيوم الفصل، وسبب تسميته بذلك.
المراد به يوم القيامة وسبب تسميته بذلك أنه اليوم الذي يفصل الله فيه بين الخلائق ويجازي كل بعمله ويتميز فيه الحق من الباطل

ب: الحكمة من خلق الإنسان، مع الاستدلال لما تقول.
الحكمة من خلق الإنسان هي تحقيق العبادة لله عز وجل بأن يلتزم أوامره ويجتنب نواهيه كما قال عز وجل( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون)
والدليل علي ذلك قوله تعالي (يَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى)
قال المفسرون في معناها لا يؤمر ولا ينهي ولا يحاسب ولا يعاقب

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 شوال 1439هـ/30-06-2018م, 06:46 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن عجلان مشاهدة المشاركة
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
1- أن متاع الدنيا قليل فلا يغتر به الإنسان.
2- أن التمتع بملذات الدنيا والانشغال بها عن طاعة الله من صفات المجرمين الذين يستحقون دخول النار
3- المجرمون مصيرهم إلي النار فليحذر المرء أن يتشبه بصفات المجرمين.
4- الصلاة تنجي العبد من العذاب يوم القيامة.
5- الإيمان بالكتاب من اركان الإيمان التي لا يقبل إيمان عبد إلا بها [ فاتك بيان وجه الدلالة على كل فائدة مما ذكرت ].
1. فسّر قوله تعالى:
{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) يخبر تعالي عن حال الكفار وأنهم أثاروا الحياة الدنيا وزينتها العاجلة لأن الإنسان مولع بحب العاجل وبسبب هذا الحب للدنيا أدي بهم الحال إلي ترك العمل للآخرة فقال عز وجل وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) أي تركتم العمل لها ولم تلقوا بها بالا لأنها غائبة عن عيونهم غير مشاهدة
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) وهنا أدار سبحانه وتعالي الحديث ليصف حال المؤمنين في الجنة مبينا بعض أنواع نعيم أهل الجنة وإلا فإن في الجنة ما لا عين رأت وأذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر فقال عز وجل إن أهل الجنة وجوههم مليحة جميلة مضيئة منيرة حسنة
إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) أفضل نعيم أهل الجنة رؤية وجه الله عز وجل لذا اخبر سبحانه أن أهل الجنة سيرون وجهه الكريم علي اختلاف مراتبهم فمنهم من بري وجه الله بكرة وعشيا ومنهم من يراه كل جمعة كما ثبت في الأحاديث الصحيحة المتواترة منها حديث أبي سعيدٍ وأبي هريرة -وما في الصّحيحين-: أنّ ناسًا قالوا: يا رسول اللّه، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارّون في رؤية الشّمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنّكم ترون ربّكم كذلك". وفي الصّحيحين عن جريرٍ قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنّكم ترون ربّكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألّا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا"
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) التفات جديد وهذا من بلاغة القرآن عاد الخطاب مرة أخري لوصف حال أهل النار وكيف ستكون وجوههم يوم القيامة وفيه من المقارنة بين حال وجوه المؤمنين ووجوه الكافرين فقال عز وجل أن وجوه الكافرين ستكون كالحة لونها متغير عابسة لما عاينت ما كانوا به يكذبون
تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25 ايقنوا أنهم هلكي سيلاقون المصائب والصعاب بسبب تكذيبهم والفاقرة هي التي تكسر فقار الظهر
كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) حال احتضار الإنسان حين تبلغ روحه ترقوته وهي الثغر التي بين عظام العنق حينها يوقن بما كان يكذب في الدنيا ولكن لا ينفعه ذلك
وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) يحتمل أن يكون معناها من يرقي بروحه ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب كما قال ابن عباس ويحتمل أن يكون المعني هل من راقٍ يرقيه ليشفي من مرضه
وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) أيقن أنه مفارق للدنيا
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) أول ما يموت من الإنسان قدماه فتيبسا فلا تحملان صاحبها وقيل معناها أمه في هذه الحال تشتد عليه المصائب والصعاب ما بين جذب الروح وما فيه من شدة وكرب واستشعار أنه مفارق للدنيا وما فيها
إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30). أي أن الأرواح تساق إلي خالقها يوم القيامة , وترفع الأرواح بعد قبضها إلي السماء فيقول الرب عز وجل ردوا روح عبدي إلي الأرض فمنها خلقتهم وإليها أعيدهم ومنها أخرجها تارة إخري
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقصر في قوله تعالى: {إنها ترمي بشرر كالقصر}.
تنوعت عبارات المفسرين في المراد بالقصر علي أقوال كلها مترادفة تبين أنها هذا الشرر عظيم القدر مفزع المنظر
قال ابن كثير الشرر كالقصر في عظمه وهو قول السعدي والاشقر
وقال ابن مسعودٍ: كالحصون.ذكره ابن كثير
وقال ابن عبّاسٍ وقتادة، ومجاهدٌ، ومالكٌ عن زيد بن أسلم، وغيرهم: يعني أصول الشّجر ذكره ابن كثير

ب: المراد بالمعاذير في قوله تعالى: {ولو ألقى معاذيره}.
اختلف في المراد بالمعاذير علي أقوال
حجته وهو قول السدي واختاره ابن جرير
المجادلة عنها فهو بصيرٌ عليها وهو قول مجاهد واختاره ابن كثير
الاعتذار يومئذٍ بباطلٍ لا يقبل منه. وهو قول قتادة
لو ألقى ثيابه وهوقال قتادة، عن زرارة، عن ابن عبّاسٍ
لو أرخى ستوره، وأهل اليمن يسمّون السّتر: المعذار وهو قول الضحاك
وهذه الأقوال يمكن الجمع بينها بأن الكافر أو العاصي يلقي حججه وأعذاره امام الله عز وجل وهو يظن أنها تنفعه, لكن لما كان الجدال بالباطل وبحجج ضعفيه وأعذار واهية فأن الله لا يقبلها منه يوم القيامة
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بيوم الفصل، وسبب تسميته بذلك.
المراد به يوم القيامة وسبب تسميته بذلك أنه اليوم الذي يفصل الله فيه بين الخلائق ويجازي كل بعمله ويتميز فيه الحق من الباطل

ب: الحكمة من خلق الإنسان، مع الاستدلال لما تقول.
الحكمة من خلق الإنسان هي تحقيق العبادة لله عز وجل بأن يلتزم أوامره ويجتنب نواهيه كما قال عز وجل( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون)
والدليل علي ذلك قوله تعالي (أيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى)
قال المفسرون في معناها لا يؤمر ولا ينهي ولا يحاسب ولا يعاقب
أحسنت بارك الله فيك .
الدرجة :ب+
تم خصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 ذو القعدة 1439هـ/14-07-2018م, 11:59 AM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

ّ
السؤال العام :

- استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: { كلوا واشربوا قليلاً إنكم مجرمون • ويل يو مئذ للمكذّبين • وإذا قيل لهم اركعوا لايركعون • فبأي حديث بعده يؤمنون } .

1- على العبد ألّا يغترّ بالدنيا وزينتها ولا بالذين يتمتّعون بها؛ فاللّه يستدرجهم من حيث لايعلمون، قال تعالى: { كلوا وتمتّعوا قليلاً إنكم مجرمون } .
2- التصديق بكل ماأنزله اللّه على رسوله؛ وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه؛ فالمكذّبون بذلك يستحقّون غضب اللّه وعقابه، فالجزاء من جنس العمل، قال تعالى: { ويل يومئذ للمكذّبين } .
3- المحافظة على الصلاة جماعة فهي أشرف العبادات، والتي امتنع منها المجرمون واستكبروا عنها، قال تعالى: { وإذا قيل لهم اركعوا لايركعون } .
4- السعي للآخرة الحياة الأبدية، حيث النعيم الدائم، والاستيقاظ من نوم الغفلة؛ كما غفلوا عنها المكذّبون المجرمون؛ فبنبغي الحذر من التشبّه بهم، قال تعالى: { كلوا وتمتّعوا قليلاً إنكم مجرمون } .
5- الإيمان بالقرآن الكريم والتمسّك به؛ فهو أصدق الحديث باتّباع أوامره واجتناب نواهيه؛ ليزداد اليقين في قلب المؤمن، قال تعالى: { فبأي حديث بعده يؤمنون } .

المجموعة الثانية :

1- فسّر قوله تعالى :
{ كلّا بل تحبون العاجلة • وتذرون الآخرة • وجوه يومئذ ناضرة • إلى ربها ناظرة • ووجوه يومئذ باسرة • تظنّ أن يُفعل بها فاقرة • كلّا إذا بلغت التراقي • وقيل مَن راق • والتفت الساق بالساق • إلى ربّك يومئذ المساق } .

• بعد أن أتمّ اللّه قراءة القرآن على نبيه صلى اللّه عليه وسلم بلسان جبريل عليه السلام، وحفظ معانيه وأوضح مافيه من الحلال والحرام؛ وذلك ليُذكّر اللّه عباده المؤثرين زينة الدنيا على الآخرة؛ فقال تعالى: { كلّا بل تحبون العاجلة • وتذرون الآخرة }، أي يخبر اللّه سبحانه وتعالى مخاطباً العباد الذين آثروا الحياة الدنيا وزينتها وشهواتها على الآخرة ونعيمها الدائم المقيم الآجل وتتركون العمل لها وكأنّكم خُلقتم للدنيا ولذّاتها وغفلتم عن دار القرار حيث السعادة الأبدية؛ ثم يبيّن اللّه العاملون للآخرة والمؤثرون لها؛ { وجوه يومئذ ناضرة • إلى ربها ناظرة }، أي وجوههم ناعمة بهية لها رونق ونور مما هم فيه من نعيم القلوب وبهجة النفوس، متمتعين بالنظر إلى وجه خالقها الكريم وجماله الباهر الذي يُنسي ماهم فيه من اللذة والنعيم؛ فيزدادون جمالاً إلى جمالهم، ثم يصف سبحانه وتعالى وجوه الكفار، { ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يُفعل بها فاقرة }، أي تكون وجوههم يوم القيامة عابسة كالحة كئيبة، متيقّنة بأن تأتيها داهية عظيمة تكسر فقار ظهورهم تهلكهم فتدخلهم النار، ثم يبيّن اللّه الاحتضار ومافيه من الأهوال العظيمة فيقول جلّ وعلا: { كلّا إذا بلغت التراق • وقيل مَن راق • وظنّ أنّه الفراق • والتفت الساق بالساق • إلى ربّك يومئذ المساق }، أي حقّاً إذا انتُزعت الروح من الجسد ووصلت إلى أعالي الصدر إلى الترقوة -العظام المكتنفة في ثغرة النحر- وقال بعض الحاضرين لبعض : هل من راقٍ فيرقيَه أو طبيب فيشفيَه مما هو فيه؟، وأيقن أنّها ساعة الفراق من الدنيا وأنّه مُفارق الأهل والمال والولد؛ حتى اجتمعت الشدائد وعظُم الأمر فالناس يجهّزون جسده فيلفّون ساقاه التي يبست ولم تعد تحملاه في الكفن، والملائكة يجهّزون روحَه التي ألِفَت البدن ثم تُساق بعد قبضها من الأجساد إلى بارئها سبحانه وتعالى حتى يجازيها بأعمالها ويقرّرها بفعالها فيقول جلّ وعلا: ردّوا عبدي إلى الأرض؛ فإني منها خلقتهم، وفيها أُعيدهم، ومنها أُخرجهم تارة أخرى، وقال تعالى: { وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا وهم لايفرطون • ثم ردّوا إلى اللّه مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين } .

2- حرّر القول في كل من :

أ- المراد بالقصر في قوله تعالى: { إنّها ترمي بشرر كالقصر } .

القول الأول : الحصون، قاله ابن مسعود، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثاني : أصول الشجر، قاله ابن عباس وقتادة ومالك وغيرهم، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثالث : خشبة ذات ثلاث أذرع، قاله عبد الرحمن بن عابس، ذكره ابن كثير في تفسيره
القول الرابع : البناء العظيم، ذكره الأشقر في تفسيره .
- وبالجمع بين الأقوال نجد أن المراد بالقصر يُلخَّص على قولين:
• الأول : أصول الشجر ويدخل في ذلك الخشبة ذات ثلاث أذرع، ذكره ابن كثير في تفسيره .
• الثاني : الحصون أو البناء العظيم، فالبناء العظيم كالحصن، وهذا هو القول الأظهر والأقرب للمعنى؛ فالقصر والحصن مترادفان، وهذا مفاد ماذكره ابن كثير والأشقر في تفسيرهما .

ب- المراد بالمعاذير في قوله تعالى: { ولو ألقى معاذيره } .

القول الأول : الجدال عنها؛ أي عن نفسه، قاله مجاهد، ذكره ابن كثير والأشقر في تفسيرهما .
القول الثاني : حجّته، قاله السدي وابن زيد وابن جرير وغيرهم، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثالث : ثيابه، قاله قتادة، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الرابع : الستور، مفردها الستر أي المعذار؛ كما عند أهل اليمن، قاله الضحاك، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الخامس : الاعتذار، كقوله تعالى : { يوم لاينفع الظالمين معذرتهم ولاهم يُستعتبون }، قاله العوفي، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .
- بالجمع بين الأقوال نجد أن المراد بالمعاذير على قولين :
- الأول : أي الستور، أي أرخى ستوره وتجرّد من ثيابه، ذكره ابن كثير في تفسيره .
- الثاني : هو أنّ المعاذير هي الأعذار والحُجج، فالإنسان لو جادل عن نفسه واعتذر وقدّم أعذاره، وألقى حجّته وهو شاهد عليها لايفيدونه شيئاً، وهذا القول الأظهر، وهو مفاد قول ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .

3- بيّن مايلي :
أ- المراد بيوم الفصل وسبب تسميته بذلك .

القول الأول : يوم تقوم الساعة، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثاني : يوم حساب الخلائق، ذكره السعدي في تفسيره .
القول الثالث : يوم يُفصل بين الناس فيفرّقون إلى الجنة والنار، ذكره الأشقر في تفسيره .
- وبالجمع بين الأقوال نجد أنّها متفقة، فيوم تقوم الساعة يوم تُجمَع الخلائق ويُفصَل بينها فيُحاسب كل منهم حسب عمله، فيُفرّقون فإما الجنة وإما النار؛ ولهذا سُمّي يوم الفصل بذلك، هذا مفاد ماذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .

ب- الحكمة من خلق الإنسان مع الاستدلال لما تقول .

- الحكمة من خلق الإنسان هي الابتلاء؛ فاللّه أنشأه وخلقه في أحسن تقويم، وجعل له السمع والبصر والفؤاد وسائر الأعضاء والجوارح والقوى الظاهرة والباطنة؛ ليتمكّن بها من تحصيل مقاصدها؛ ليتذكّر حالة خلقِهِ الأولى ويتفطّن لها؛ فيعبدَ اللّه ولايشرك به شيئاً ويتّبع أوامره سبحانه وتعالى ويجتنب نواهيه، ولايغترّ بنفسه، قال تعالى : إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً }

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 ذو القعدة 1439هـ/21-07-2018م, 06:29 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
ّ
السؤال العام :

- استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: { كلوا واشربوا قليلاً إنكم مجرمون • ويل يو مئذ للمكذّبين • وإذا قيل لهم اركعوا لايركعون • فبأي حديث بعده يؤمنون } .

1- على العبد ألّا يغترّ بالدنيا وزينتها ولا بالذين يتمتّعون بها؛ فاللّه يستدرجهم من حيث لايعلمون، قال تعالى: { كلوا وتمتّعوا قليلاً إنكم مجرمون } .
2- التصديق بكل ماأنزله اللّه على رسوله؛ وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه؛ فالمكذّبون بذلك يستحقّون غضب اللّه وعقابه، فالجزاء من جنس العمل، قال تعالى: { ويل يومئذ للمكذّبين } .
3- المحافظة على الصلاة جماعة فهي أشرف العبادات، والتي امتنع منها المجرمون واستكبروا عنها، قال تعالى: { وإذا قيل لهم اركعوا لايركعون } .
4- السعي للآخرة الحياة الأبدية، حيث النعيم الدائم، والاستيقاظ من نوم الغفلة؛ كما غفلوا عنها المكذّبون المجرمون؛ فبنبغي الحذر من التشبّه بهم، قال تعالى: { كلوا وتمتّعوا قليلاً إنكم مجرمون } .
5- الإيمان بالقرآن الكريم والتمسّك به؛ فهو أصدق الحديث باتّباع أوامره واجتناب نواهيه؛ ليزداد اليقين في قلب المؤمن، قال تعالى: { فبأي حديث بعده يؤمنون } .

المجموعة الثانية :

1- فسّر قوله تعالى :
{ كلّا بل تحبون العاجلة • وتذرون الآخرة • وجوه يومئذ ناضرة • إلى ربها ناظرة • ووجوه يومئذ باسرة • تظنّ أن يُفعل بها فاقرة • كلّا إذا بلغت التراقي • وقيل مَن راق • والتفت الساق بالساق • إلى ربّك يومئذ المساق } .

• بعد أن أتمّ اللّه قراءة القرآن على نبيه صلى اللّه عليه وسلم بلسان جبريل عليه السلام،[ يحسن وفقك الله ضبط العبارة بحيث يمنع الالتباس في المعنى كان تقول: بعد أن أنزل الله تعالى الكتاب على نبيه وتكفّل بحفظه وبيان معانيه] وحفظ معانيه وأوضح مافيه من الحلال والحرام؛ وذلك ليُذكّر اللّه عباده المؤثرين زينة الدنيا على الآخرة؛ فقال تعالى: { كلّا بل تحبون العاجلة • وتذرون الآخرة }، أي يخبر اللّه سبحانه وتعالى مخاطباً العباد الذين آثروا الحياة الدنيا وزينتها وشهواتها على الآخرة ونعيمها الدائم المقيم الآجل وتتركون العمل لها وكأنّكم خُلقتم للدنيا ولذّاتها وغفلتم عن دار القرار حيث السعادة الأبدية؛ ثم يبيّن اللّه العاملون للآخرة والمؤثرون لها؛ { وجوه يومئذ ناضرة • إلى ربها ناظرة }، أي وجوههم ناعمة بهية لها رونق ونور مما هم فيه من نعيم القلوب وبهجة النفوس، متمتعين بالنظر إلى وجه خالقها الكريم وجماله الباهر الذي يُنسي ماهم فيه من اللذة والنعيم؛ فيزدادون جمالاً إلى جمالهم، ثم يصف سبحانه وتعالى وجوه الكفار، { ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يُفعل بها فاقرة }، أي تكون وجوههم يوم القيامة عابسة كالحة كئيبة، متيقّنة بأن تأتيها داهية عظيمة تكسر فقار ظهورهم تهلكهم فتدخلهم النار، ثم يبيّن اللّه الاحتضار ومافيه من الأهوال العظيمة فيقول جلّ وعلا: { كلّا إذا بلغت التراق • وقيل مَن راق • وظنّ أنّه الفراق • والتفت الساق بالساق • إلى ربّك يومئذ المساق }، أي حقّاً إذا انتُزعت الروح من الجسد ووصلت إلى أعالي الصدر إلى الترقوة -العظام المكتنفة في ثغرة النحر- وقال بعض الحاضرين لبعض : هل من راقٍ فيرقيَه أو طبيب فيشفيَه مما هو فيه؟، وأيقن أنّها ساعة الفراق من الدنيا وأنّه مُفارق الأهل والمال والولد؛ حتى اجتمعت الشدائد وعظُم الأمر فالناس يجهّزون جسده فيلفّون ساقاه التي يبست ولم تعد تحملاه في الكفن، والملائكة يجهّزون روحَه التي ألِفَت البدن ثم تُساق بعد قبضها من الأجساد إلى بارئها سبحانه وتعالى حتى يجازيها بأعمالها ويقرّرها بفعالها فيقول جلّ وعلا: ردّوا عبدي إلى الأرض؛ فإني منها خلقتهم، وفيها أُعيدهم، ومنها أُخرجهم تارة أخرى، وقال تعالى: { وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا وهم لايفرطون • ثم ردّوا إلى اللّه مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين } .

2- حرّر القول في كل من :

أ- المراد بالقصر في قوله تعالى: { إنّها ترمي بشرر كالقصر } .

القول الأول : الحصون، قاله ابن مسعود، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثاني : أصول الشجر، قاله ابن عباس وقتادة ومالك وغيرهم، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثالث : خشبة ذات ثلاث أذرع، قاله عبد الرحمن بن عابس، ذكره ابن كثير في تفسيره
القول الرابع : البناء العظيم، ذكره الأشقر في تفسيره .
- وبالجمع بين الأقوال نجد أن المراد بالقصر يُلخَّص على قولين:
• الأول : أصول الشجر ويدخل في ذلك الخشبة ذات ثلاث أذرع، ذكره ابن كثير في تفسيره .
• الثاني : الحصون أو البناء العظيم، فالبناء العظيم كالحصن، وهذا هو القول الأظهر والأقرب للمعنى؛ فالقصر والحصن مترادفان، وهذا مفاد ماذكره ابن كثير والأشقر في تفسيرهما .

ب- المراد بالمعاذير في قوله تعالى: { ولو ألقى معاذيره } .

القول الأول : الجدال عنها؛ أي عن نفسه، قاله مجاهد، ذكره ابن كثير والأشقر في تفسيرهما .
القول الثاني : حجّته، قاله السدي وابن زيد وابن جرير وغيرهم، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثالث : ثيابه، قاله قتادة، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الرابع : الستور، مفردها الستر أي المعذار؛ كما عند أهل اليمن، قاله الضحاك، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الخامس : الاعتذار، كقوله تعالى : { يوم لاينفع الظالمين معذرتهم ولاهم يُستعتبون }، قاله العوفي، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .
- بالجمع بين الأقوال نجد أن المراد بالمعاذير على قولين :
- الأول : أي الستور، أي أرخى ستوره وتجرّد من ثيابه، ذكره ابن كثير في تفسيره .
- الثاني : هو أنّ المعاذير هي الأعذار والحُجج، فالإنسان لو جادل عن نفسه واعتذر وقدّم أعذاره، وألقى حجّته وهو شاهد عليها لايفيدونه شيئاً، وهذا القول الأظهر، وهو مفاد قول ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .

3- بيّن مايلي :
أ- المراد بيوم الفصل وسبب تسميته بذلك .

القول الأول : يوم تقوم الساعة، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثاني : يوم حساب الخلائق، ذكره السعدي في تفسيره .
القول الثالث : يوم يُفصل بين الناس فيفرّقون إلى الجنة والنار، ذكره الأشقر في تفسيره .
- وبالجمع بين الأقوال نجد أنّها متفقة، فيوم تقوم الساعة يوم تُجمَع الخلائق ويُفصَل بينها فيُحاسب كل منهم حسب عمله، فيُفرّقون فإما الجنة وإما النار؛ ولهذا سُمّي يوم الفصل بذلك، هذا مفاد ماذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم .

ب- الحكمة من خلق الإنسان مع الاستدلال لما تقول .

- الحكمة من خلق الإنسان هي الابتلاء؛ فاللّه أنشأه وخلقه في أحسن تقويم، وجعل له السمع والبصر والفؤاد وسائر الأعضاء والجوارح والقوى الظاهرة والباطنة؛ ليتمكّن بها من تحصيل مقاصدها؛ ليتذكّر حالة خلقِهِ الأولى ويتفطّن لها؛ فيعبدَ اللّه ولايشرك به شيئاً ويتّبع أوامره سبحانه وتعالى ويجتنب نواهيه، ولايغترّ بنفسه، قال تعالى : إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً }
أحسنت بارك الله فيك وسددك .
الدرجة :أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir