تطبيق2: مقدمة الوابل الصيب للإمام ابن القيم

[عبد العزيز الداخل]

بارك الله فيك.

التقييم:
أداؤك ممتاز ، ودالٌّ على حسن فهمك لمقاصد الدرس، وتحتاجين لمزيد من التطبيقات حتى تتمكنين من هذه الملكة جيداً.

التصحيح:
1: مقاصد الكتاب: ذكرت جملاً حسنة من مقاصد الكتاب، وأغفلت قليلاً منها.
وأحسنت بذكر المقصد العام للكتاب ، وإن كنت لم تذكريه في موضع المقاصد ، وهو قولك : (جاء كتاب: (الوابل الصيب) ليضع منهجا متكاملا للذكر والدعاء في حياة المسلم، الذي به حياة القلوب، وراحة النفوس).
ولو قلت ليبيّن معالم المنهج الصحيح في التعبد والذكر والدعاء لكان أدلّ على المراد.

2: الاستمداد المعرفي:
لمعرفة الاستمداد المعرفي للكاتب من خلال كتابه لا بد من التعرف على ثلاثة أمور واستخراج ما يدل عليها من بعض أقواله أو من مجموع كلامه
الأمر الأول: سعة الاطلاع، وقد ذكرت من ذلك ما يكفي للإشارة إليه.
الأمر الثاني: تميّز الاطلاع، وذلك ببيان ما يدل على انتقاء الكاتب لما ينقل، تمييزه الصحيح من السقيم من النقول، وحرصه على النقل في كل علم عن أئمته والبارعين فيه.
وفائدة هذا المعيار النقدي هو التمييز بين فئتين من الكُتَّاب:
الفئة الأولى: فئة تنقل الغث والسمين والجيد والرديء ولا يكون في كلامهم ما يميّز بينها؛ ولا يبيّنون الخطأ، وهؤلاء منهم من يكون كحاطب ليل يملأ كتابه بالغث والسمين من غير تمييز، ومنهم من يكون الغالب في مادة كتابه النقول الجيدة، لكنه يورد فيه ما ينتقد عليه على وجه القلة، فالصنف الأول لا يقرأ له إلا عند الحاجة على حذر وتحرز، والصنف الثاني يقرأ له مع التفطن لما ينتقد عليه.
قال الذهبي في ترجمته لأبي بكر النَّقَّاش صاحب التفسير وتلميذ ابن خزيمة : (لو تثبَّت في النقل لصار شيخ الإسلام).
والفئة الثانية: الكُتَّاب الذين لديهم تمييز جيد بين ما ينقلون وما يتركون ؛ فلا يعمدون إلا إلى من هو أهل للنقل عنه إمَّا لإمامته في فنّه أو براعته وإجادته في بعض عباراته.
فهذه الفئة من الكتاب يوصى الطالب بقراءة كتبهم ولا سيما في مراحله الأولى من القراءة.

[وهذا الأمر الثاني لم يتجلَّ بيانه في تطبيقك]

الأمر الثالث: المخزون المعرفي للكاتب، وهذا قد ذكرت منه ما يكفي ، لكنك لم تبرزيه في عنوان ظاهر، ولم يكن في موضعه من التطبيق.
والخطأ منّي إذ لم أبرزه في الدرس بعنوان يكفي.
وهو من عناصر الاستمداد المعرفي؛ فإن الكاتب الذي يدل مجموع كلامه على مخزن معرفي كبير؛ تكون مادته العلمية أغزر ممن هو دونه، وهذا يعينه على أن تكون المعالجة العلمية لديه أحسن وأقوم، وبضعفه تضعف.
فيكفي أن تعبري في سطر أو سطرين بما يصف تعرفك على ما يدل عليه مجموع كلام الؤلف من مخزون معرفي كبير أو قليل.
[ملاحظة : هذا العنصر الأخير تظهر فائدته عندما يقرأ الطالب لمن يفتقده، ولهذا العنصر تفاصيل سنخصص لها درساً قادماً بإذن الله أو جزءاً من درس لأهميتها]

3: المعالجة العلمية:
ذكرت بعض جوانب الإجادة فيها، ويضاف:
أ : حسن انتقائه وترتيبه للموضوعات التي تخدم المقصد العام للكتاب.
ب: براعته في السبر والتقسيم.

مع ملاحظة أن طريقة السؤال والجواب التي ذكرتيها ومثلت لها هي من طرق عرض المعلومة؛ فهي أولى أن تكون في العنصر الذي يليه.

4: العرض العلمي: وقد ذكرتِ فيه جوانب جيدة وافية بالمراد، ويضاف:
- براعته في مخاطبة العقل والقلب معاً؛ فيخاطب العقل بما يقنعه ويعرفه الصواب والخطأ، ويخاطب القلب بما يجذبه ويبرز له محاسن ما يدعوه إليه؛ ويقبح له مساوئ ما ينهاه عنه.

أكرر الإشادة بحسن أدائك، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.