المجلس 12 مجلس مذاكرة القسم 1 من تفسير سورة آل عمران
تحرير القول في مسألة " الوقف و الابتداء على قوله" وما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون آمنا به " :
- اختلف القراء في الوقف هنا كما يلي :-
القول الأول : وهو قول ابن عباس وعائشة وعروة وأبي الشعثاء وأبي نهيك واختاره ابن جرير ،وهو الوقف على " وما يعلم تأويله إلا الله " على لفظ الجلالة ،
وقال الزجاج أنه وقف تام ، أي :لا يعلم أحد متى البعث إلا الله،
قال ابن عباس : فهذا على الكمال والتوفية فيما لا يتأول ، ولا سبيل لأحد إليه ، كأمر الروح ومتى وقت الساعة ..،
واستدل على ذلك بأدلة :-
-قول ابن عباس /- التفسير على أربعة أنحاء، فتفسير لا يعذر .. وتفسير لا يعلمه إلا الله " ،
-وحديث أبي مالك الأشعري ، وابن العاص وفيه :- ".. وما تشابه منه فآمنوا به " .
2- الوقف على قوله تعالى"والراسخون في العلم" :-
قال به كثير من المفسرين وأهل الأصول ، وابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس ،
واستدلوا على أن الخطاب بما لا يفهم بعيد،
- وقول ابن عباس " أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله ،
-وحديث الرسول لابن عباس : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".
3- التفصيل في المراد :- أن التأويل يطلق ويراد به معنيان؛-
أ- التأويل ،بمعنى حقيقة الشيء ، وما يؤول أمره إليه ، فإن أريد بالتأويل هذا ، فالوقف على الجلالة ، لأن حقائق الأمور و كنهها لا يعلمها إلا الله ، " والراسخون في العلم .." مبتدأ،
ب- إن أريد بالتأويل : التفسير والبيان عن الشيء ،فإن أريد به هذا المعنى ،فالوقف على الراسخين في العلم " ،لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار ، وإن لم يحيطوا علما بحقائق الأشياء على كنه ما هي عليه ، ويكون " يقولون "" حالا منه ،
-واستدلوا بحديث أبي الدرداء عن رسول الله " من برت يمينه وصدق لسانه.. فذلك من الراسخين في العلم ".
وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده،