دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 شوال 1436هـ/12-08-2015م, 08:44 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي بحث في معنى قول الله تعالى{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}.

رسالة تفسيرية في معنى قول الله تعالى{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}.


بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد

فإن سور القرآن كثيرا ما تتحدث عن قدرة الله تعالى في خلقه ، وتستدل على ربوبية الله تعالى بذكر عظيم خلق الله تعالى ، وبهذا يزداد الموقن يقينا ، ويفرغ قلبه من عبودية ماسوى الله تعالى.

فالربوبية تؤدي إلى توحيد الله تعالى بالعبادة ، والبراءة من الشرك وأهله.

وهذا هو مقصود رسالة الرسل أجمعين ، كما قال تعالى {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} سورة النحل آية 36.

ولذلك كثيرا ماتأتي الآيات تأمر الناس بعبادة الله ، وتستدل بخلق الله على ذلك.

قال تعالى {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ( 21 ) الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ( 22 ) } سورة البقرة.

قال ابن كثير رحمه الله : "الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة ". تفسير ابن كثير.

والآيات في هذا المعنى كثيرة ؛ وخصوصا في السور المكية التي تخاطب المشركين بالأساس وتدعوهم لعبادة الله تعالى ، وتبين لهم استحقاقه للعبادة.

ومن هذا ؛ الآيات في أول سورة الحجر ؛ قال تعالى : {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ}.

تلفت الآيات انتباه السامع لبديع خلق الله تعالى ؛ من خلق السموات وتزيينها بالكواكب ، و الأرض ممدودة ممهدة للخلق ، وجعل فيها رواسي لئلا تميد بهم ،وإنبات الزرع بقدرته سبحانه وتعالى ، وإرسال الرياح مبشرات بين يدي رحمته سبحانه ، فينزل بها المطر ، وتغاث بها الأرض ، ويشرب من ماءها العباد.

ثم يقول تعالى {وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون}.

فالذي خلق هذا الكون البديع العظيم لا يعجزه أن يخلقكم بعد أن لم تكونوا شيئا ، ويميتكم إذا شاء ويرث الأرض من بعدكم .

قال القرطبي رحمه الله : أي الأرض ومن عليها ، ولا يبقى شيء سوانا . نظيره {إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون} سورة مريم آية 40.اه

ثم إن الله سبحانه وتعالى يقول {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}سورة الحجر آية 24.

هذه الآية في سعة علم الله تعالى ، وإنما اختلف العلماء في المراد بالمستقدمين والمستأخرين على أقوال :

1- أن المراد لقد علمنا مامضى من الأمم ومن لم يخلق بعد. ذكره ابن جرير الطبري ، ورواه عن عكرمة ، ومحمد بن كعب ،وقتادة. كما ذكره الثعلبي الماوردي وابن كثير وابن الجوزي والرازي والقاسمي وغيرهم.

2- قال آخرون المستقدمين: من ماتوا ، والمستأخرين : الأحياء الذين لم يموتوا ، ذكره ابن جرير ورواه بسنده عن ابن عباس والضحاك وابن زيد ، وذكره الثعلبي والماوردي وابن الجوزي والرازي والقاسمي وغيرهم .

3-أن المراد بالمستقدمين هم أول الخلق ، والمستأخرين آخرهم.
ذكره ابن جرير ورواه بسنده عن الشعبي ، وأورده الثعلبي و الماوردي وابن الجوزي وغيرهم .

4-المراد : أنهم المستقدمين من الأمم ، والمستأخرين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
روى ذلك ابن جرير عن مجاهد رحمه الله. وهو في تفسير مجاهد رحمه الله.

5-المراد بالتقدم والتأخر أي : عن الخير .أورده ابن جرير بسنده عن الحسن.
وأورده الثعلبي ، والرازي وابن الجوزي .

6-أنهم المستقدمين والمستأخرين في صفوف الصلاة خاصة. ذكر ذلك ابن جرير والماوردي والرازي وابن كثير وغيرهم .

7-المستقدمين في صفوف الحرب والمستأخرين فيها ، وبهذا قال ابن المسيب كما نقله عنه الماوردي.

8-المقصود المصلين في أول الوقت ، والمستأخرين المصلين في آخره.وهذا قاله الأوزاعي كما أورد هذا الثعلبي في تفسيره.

9-من يسلم ومن لا يسلم ، نسبه الثعلبي إلى ابن عيينة.

بالنظر إلى هذه الأقوال ، نلاحظ أنها ترجع لمعنيين :

الأول :
أن المراد التقدم والتأخر الزماني.

الثاني :
أن المراد التقدم والتأخر في العمل الصالح . وهو يشمل الخير؛ كالتقدم والتأخر في صفوف الصلاة ، وفي صفوف القتال ونحو ذلك.

وقد ورد في سبب نزولها :
مارواه ابن جرير بسنده عن مروان بن الحكم أنه قال: كان أناس يستأخرون فـي الصفوف من أجل النساء قال: فأنزل الله: { وَلَقَدْ عَلِـمْنا الـمُسْتَقْدِمينَ منْكُمْ وَلَقَدْ عَلـمْنا الـمُسْتأخِرِينَ }.

وروى ابن جرير أيضا فقال :حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا جعفر بن سلـيـمان، قال: أخبرنـي عمرو بن مالك، قال سمعت أبـا الـجوزاء يقول فـي قول الله:

وروى كذلك ابن جرير قال: حدثنـي مـحمد بن موسى الـحرسي، قال: ثنا نوح بن قـيس، قال: ثنا عمرو بن مالك، عن أبـي الـجوزاء، عن ابن عبـاس، قال: كانت تصلـي خـلف رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة، قال ابن عبـاس: لا والله ما إن رأيت مثلها قط فكان بعض الـمسلـمين إذا صلوا وبعض يستأخرون، فإذا سجدوا نظروا إلـيها من تـحت أيديهم، فأنزل الله: { وَلَقَدْ عَلِـمْنا الـمُسْتَقْدِمينَ منْكُمْ وَلَقَدْ عَلـمْنا الـمُسْتأخِرِينَ }.
{ وَلَقَدْ عَلِـمْنا الـمُسْتَقْدِمينَ منْكُمْ وَلَقَدْ عَلـمْنا الـمُسْتأخِرِينَ } قال: الـمستقدمين منكم فـي الصفوف فـي الصلاة والـمستأخرين.
و رواه أحمد وابن أبي حاتم في تفسيره, ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من طرق عن نوح بن قيس الحداني.

وقد اختلف في نوح بن قيس ؛ قال ابن كثير : وثقه أحمد وأبو داود وغيرهما, وحكي عن ابن معين تضعيفه.اه

ويرى ابن كثير أن الحديث فيه نكارة ، واستشهد بأنه ورد بسند آخر عن أبي الجوزاء وليس فيه أنه قول ابن عباس.

قال الترمذي رحمه الله :وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه ولم يذكر فيه عن ابن عباس وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح .(سنن الترمذي –كتاب التفسير –باب سورة الحجر)

ومما يشهد لهذا ؛ ما رواه ابن جرير عن محمد بن أبي معشر, عن أبيه أنه سمع عون بن عبد الله يذكر محمد بن كعب في قوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} وأنها في صفوف الصلاة, فقال محمد بن كعب: ليس هكذا {ولقد علمنا المستقدمين منكم} الميت والمقتول {والمستأخرين} من يخلق بعد {وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم} فقال عون بن عبد الله: وفقك الله وجزاك خيراً. اه
ويقوي تضعيف نسبة هذا القول لابن عباس كذلك : مارواه ابن جرير بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في معنى الآية : يعنـي بـالـمستقدمين: من مات. ويعنـي بـالـمستأخرين: من هو حيّ لـم يـمت.
وكذلك روى بسنده عن قتادة أنه قال : كان ابن عبـاس يقول: آدم صلى الله عليه وسلم ومن مضى من ذريته. { وَلَقَدْ عَلـمْنا الـمُسْتأخِرِينَ }: من بقـى فـي أصلاب الرجال. اه

وأورد السيوطي أن ابن مردويه روى عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : قدم خلقا وأخر خلقا فعلم ما قدم وعلم ما أخر.

وورد في سبب النزول كذلك :


قال الربيع بن أنس: حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصف الأوّل في الصلاة فأزدحم الناس عليه، وكانت بنو عذرة دورهم قاصية عن المسجد. فقالوا: نبيع دورنا ونشتري دوراً قريبة من المسجد، فأنزل الله تعالى هذه الآية وفيهم نزلت:
{ إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ }
.أورد هذا الأثر الثعلبي رحمه الله وأورده كذلك الألوسي في روح المعاني ، وأورده ابن الجوزي رحمه الله ، ولم أقف على تخريجه .


فالمقصود أن المعنى الأقرب للصواب :
أن المراد المستقدم والمستأخر من الأمم ، وهذا لمناسبته لسياق الآية ؛ إذ أنه ورد قبلها قوله تعالى {وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوراثون} وورد بعدها قوله تعالى {وإن ربك هو يحشرهم} .

فكان الأقرب أن الآية في سياق الاستدلال بقدرة الله على الخلق ، وبعلمه سبحانه بمن مات منهم ومن لم يخلق بعد ؛ ويقتضي هذا علمه بهم وبأعمالهم ، ثم إنه سبحانه يحشرهم يوم القيامة
ويجازيهم بما علم من أعمالهم.

وهذا القول رجحه الطبري رحمه الله في تفسيره ، فقال رحمه الله : "وأولـى الأقوال عندي فـي ذلك بـالصحة قول من قال: معنى ذلك: ولقد علـمنا الأموات منكم يا بنـي آدم فتقدّم موته، ولقد علـمنا الـمستأخرين الذين استأخر موتهم مـمن هو حيّ ومن هو حادث منكم كم لـم يحدث بعدُ لدلالة ما قبله من الكلام، وهو قوله: { وَإنَّا لَنَـحْنُ نُـحْيِـي ونُـمِيتُ وَنَـحْنُ الْوَارِثُونَ } وما بعده وهو قوله: { وإنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ } علـى أن ذلك كذلك، إذ كان بـين هذين الـخبرين، ولـم يجر قبل ذلك من الكلام ما يدلّ علـى خلافه، ولا جاء بعد ".


ورجحه صاحب التحرير والتنوير فقال عن خبر ابن الجوزاء عن ابن عباس : وَهُوَ خَبَرٌ وَاهٍ لَا يُلَاقِي انتظام هَذِه الْآيَاتِ وَلَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ التَّفَاسِيرِ الضَّعِيفَةِ.

بينما رجح ابن عطية أن المراد من الآية : من تقدم ومن تأخر من الأمم وأعمالهم الصالحة والسيئة كذلك .

وأما أن المقصود هو العمل الصالح ؛ فلا يقيد معنى الآية به ، ومارود في سبب نزوله أنه التقدم والتأخر في الصلاة فهو أثر ضعيف عن ابن عباس كما تقدم .

وأثر الربيع بن أنس رحمه الله ولو صح فهو لا ينهض أمام الآثار الكثيرة عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك والشعبي والقرظي وغيرهم ، من أن المراد هو من تقدم ومن تأخر من الأمم.


وإن كان قد ورد مايشهد له في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله عز و جل في النار". رواه مسلم.
ورواه أبو داوود والنسائي والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها نحوه.

ويشهد له أحاديث الحث على الصفوف الأولى ، ومنها مارواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير صفوف الرجال أولها وشر صفوف الرجال آخرها " .

ولكن هذا يصلح أن يكون تفسير بالمثال على العمل الصالح الذي يقدمه الإنسان لنفسه .

و القول بعموم شمول الآية لمعاني التقدم والتأخر في الزمان ، ومعاني التقدم والتأخر في الطاعة قال به غير واحد مثل الرازي ، وابن عطية ، والألوسي ، ولم يستبعد ابن جرير دخول الجميع فيه .

وسعي الإنسان للعمل الصالح هو خير مايقدم الإنسان لنفسه ولحياته بين يدي الله عز وجل .

فمن ذلك قوله تعالى{وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله..}الآية 110 سورة البقرة.

وقوله تعالى {ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد} سورة آل عمران آية 182.

ومن ذلك قوله تعالى {لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر. كل نفس بما كسبت رهينة}
المدثر 37-38.
قال ابن كثير : لمن شاء أن يقبل النذارة ويهتدي للحق أو يتأخر عنها ويولي ويردها.اه
وبنفس المعنى قال ابن جرير والبغوي وغيرهم.

وكذلك قوله تعالى {ينبؤ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر}القيامة آية 13.

وقال تعالى كذلك {يقول ياليتني قدمت لحياتي } الفجر آية 24.

وقوله {يوم ينظر المرء ماقدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا} النبأ40.

فالعاقل عليه أن يلتفت لما يقدمه لنفسه من إيمان وعمل ينجيه بين يدي الله تعالى أو يوبقه ، وأن يعتني بكل مايؤخره في النار من شرك وبدع وكبائر.

وعلم الله سبحانه وتعالى واسع كامل ، فهو يعلم السر وأخفى ، ويعلم من ولد ومن لم يولد ، ويعلم ماقدم العباد وآثاراهم ، ويعلم سبحانه وتعالى مافي السموات ومافي الأرض.

قال تعالى {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} الأنعام آية 59.

وقال تعالى {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ ۚ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ}فصلت آية 47.

فهذا المعنى ؛ أي علم الله تعالى بأعمال العباد وأن مايعمله العبد فهو ممايقدمه لنفسه ، حسن يشهد له ماقدمنا من آيات.

لكن أن يكون هو المراد الوحيد بآية سورة الحجر بعيد ، لبعده عن سياق الآيات ، ولكثرة ماورد في تفسير ابن عباس وغيره كما قدمنا من أن المراد من الأمم فهو أصح أن تفسر به الآية.

وإن كان يصلح أن يكون معنى من معاني الآية
، ويشمل كل مايقدم الإنسان من خير وشر ، ومن تقدم في الصلاة أو الجهاد أو غير ذلك من الخيرات.
فيكون المراد أن الله يعلم الأمم السابقة والتي لم توجد بعد ويعلم أعمالهم كذلك ، وسيبعثهم يوم القيامة ويجازيهم عليها.
والله أعلم.

المراجع
1-القرآن العظيم.
2-تفسيرمجاهد بن جبر -دار الفكر الإسلامي الحديثة -تحقيق محمد عبد السلام أبو النيل-صفحة 416.
3-تفسير الفراء-الجزء الثاني-طبعة عالم الكتب-صفحة88.
4-صحيح مسلم -طبعة دار إحياء التراث العربي-الشاملة.
5-تفسير ابن جرير -طبعة مؤسسة الرسالة-المجلد الرابع -من صفحة474.
6-تفسير الزجاج-عالم الكتب-تحقيق عبد الجليل شلبي-الجزء الثالث -صفحة177.
7-سنن أبي داوود-طبعة دار الفكر-تحقيق محمد محيي عبد الحميد-الشاملة.
8-تفسير ابن أبي حاتم.
9-تفسير الثعلبي-دار إحياء التراث-تحقيق ابن عاشور-الجزء الخامس-صفحة338.
10-تفسير الماوردي-دار الكتب العلمية-الجزء الثالث-صفحة 155.
11-تفسير البغوي-دار طيبة-المجلد الرابع-صفحة377.
12-تفسير ابن الجوزي-دار ابن حزم-صفحة759.
13-تفسيرالرازي-طبعة دار الفكر-الجزء التاسع عشر-صفحة182.
14-تفسيرابن كثير-دارطيبة-المجلد الرابع-صفحة532.
15-تفسير الدر المنثور للسيوطي-مركز هجر للبحوث-الجزء الثامن-صفحة605.
16-تفسير التحرير والتنوير-الدار التونسية للنشر-صفحة39.
17-تفسير القاسمي-طبعة دار الحديث-المجلد السادس-صفحة347.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 ذو القعدة 1436هـ/24-08-2015م, 10:43 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أحسنت أختي، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تجب, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir