دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الآخرة 1436هـ/12-04-2015م, 09:32 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي رسالة تفسيرية

من سورة الأنبياء
قوله تعالى : ( أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )
جاءت هذه الأيات في سورة مكية – سورة الأنبياء- وهي تعالج الموضوع الرئيسي الذي تعالحه السور المكية – موضوع العقيدة – ضمن أساسياته العظمى : ميدان الوحيد والرسالة والبعث .
وسياق السورة والوحدة الموضوعية تعالج موضوع العقيدة وفق الدلالات العقلية الكبرى وربط العقيدة بها ، فالعقيدة تتمثل واضحة جدا في هذا الكون العظيم الذي قامت عليه السماوات والأرض ، وعلى العظمة تدبيره وتسير أموره وأمور جميع المخلوقات ، وليس فيه شيئا كان لعبا ولهوا باطلا ، وجاءت الأدلة هنا عقلية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فبعد أن بين سبحانه كمال اقتداره في الآيات السابقة لهذه الآيات وعظمته وخضوع كل شيء له ، أنكر على المشركين الين اتخذوا من دون الله آلهة من الأرض في غاية العجز .
وجاءت الاية في سياق الانكار ( أم اتخذوا آلهة ) على من اتخذ من دونه آلهة من المخلوقات وسواها برب العالمين وادعى لها شيئا من صفات الربوبية والألوهية ، وجعل لها شركا في الربوبية قال تعالى : ( قل ادعوا الذبن زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ) – سبأ ، فالمشرك يعبد المخلوق الذي لا ينفع ولا يضر وليست بقادرة على نشره وحشره فضلا عن إيجاده ورزقه قال تعالى : ( أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه ) – الملك ، وقال تعالى : ( قل من يرزقكم من السماء والأرض ، قل الله ) –فاطر ، ويدع الاخلاص لله تعالى الذي له الكمال كله وبيده الأمر كله ، وهذا لعدم توفيقه وفرط جهله وضلاله وظلمه لنفسه الظلم الأعظم قال تعالى : ( إن الشرك لظلم عظيم ) – لقمان ، ولا يصلح الوجود إلا على إله واحد. ولما كانت معبودات المخاطبين أصناما أرضية من حجارة ونحوها صنعتها أيديهم قال تعالى : ( من الأرض ) أي التي هم مشاهدون لأنها وكل ما فيها (هم ) طوع مشيئته سبحانه. فليس في الكائنات ما تسكن إليه النفس ، وتلجأ لجواره وتغنى بالفقر إله والحاجة بين يديه إلا رب العزة تبارك وتعالى ، ومن عبد غير الله وإن أحبه وحصل له به مودة في الحياة الدنيا ولذة قرب فما هي إلا عرض زائل ينقلب عليه حسرة وندامة يوم القيامة . وإفادة السياق الحصر أنه لو كان هذا الانشاء على وجه يجوز مشاركة غيره له لم يستحق العبادة ، فيفهم منه التهكم بهم أنهم عبدوا ما هو من أدنى الأرض ما يستحق أن يعبد ، وخلق الانسان أشرف المخلوقات وكرمه على جميع خلقه فهم لشدة سفههم وضلالهم عبدوا ما هم في أصلهم أفضل منه،فأي ضلال بعد هذا ، وأي سفه أكثر من ذلك ، فضلا عن أنهم عند الحاجة كفروا بأصنامهم ولجؤا لله وحده ، قال تعالى : ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة فرحوا بها وجاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين حنفاء لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين)- يونس
ولما قال تعالى : (أم اتخذوا ألهم من الأرض هم ينشرون ) أي هل قادرين على اعادتهم ونشرهم ؟؟؟
ولما كان الجواب قطعا : لم ولن يتخذوا آلهة بهذا الوصف ، ولا شيء غيره سبحانه يستحق وصف الألوهية ، وعليه فهنا أقام البرهان القطعي على صحة نفي إله غيره ببرهان التمانع وهو أشد من برهان الكلام فقال :( لو كان فيهما ) أي في السماوات والأرض وتدبيرهما. فإنهما لا يقومان ولا تصلح أمورهما وما فيهما إلا بخالق واحد ، ، فلو كان فيهما غير الله لم يكن إلها حقا ، إذ الله ليس كمثله شيء ، فلا شك أنهما كانتا تفسدا بإلهين ، هذا من جهة الالهية ، وأما من جهة الربوبية فتفسد في ذاتها وفي مخلوقاتها .
فقوله تعالى : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) هذه هي الحقيقة التي أراد تعالى أن يدحض بها شبه الضالين المضلين ، وذلك أن كل من العالم العلوي المتمثل بالسماوات وما فيها، والسفلي والمتمثل بالأرض ومن عليها وما تحتها وما بينهما
على أكمل ما يكون ، بلا خلل ولا عيب ولا ممانعة ولا معارضة ، فدل هذا علة أن خالقه ومدبره ومصرف أموره وجميع شؤونه واحد لا شريك له ، قال تعالى :
( فارجع البصر هل ترى من فطور ،ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليه البصر خاسئا وهو حسير ) الملك ، وقال جل في علاه : (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) فصلت ، والآيات في ذلك أكثر من أن تحصى ، بل إن المشركين أنفسهم شهدوا عليها لوضوحها ، قال تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) - الزخرف
. ، فكون بهذه الدقة لو كان له مدبران وربان أو أكثر من ذلك ، لاختل نظامه واضطربت أركانه ، فإنهما يتمانعان ويتعارضان ، وإذا أراد أحدهما تدبير شيء وخالفه الآخر فلا يمكن أن يكون لهما اتفاق واحد / ووجود مرادهما معا خاصة في عالم عظيم دقيق ، ووجود مراد أحدهما وأمره يدل على عجز الآخر ، وعدم اقتداره ، فإذا يتعين أن القاهر الذي يوجد مراده وحده من غير ممانع ولا مدافع هو الله الواحد القهار ، ولهذا ذكر تعالى في دليل التمانع قوله : ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون )المؤمنون ، ومنه على أحد التأويلين قوله تعالى : ( قل لو كان معه آله كما يقولون إذا لا بتغوا إلى ذي العرش سبيلا ، وسبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ) –الاسراء . وتلاحظ قوله تعالى : ( لفسدتا) ولم يقل لعدمتا ، إذا هو سبحانه قادر على أن يبقيهما على جهة الفساد ، لكن لا يمكن أن تكون صالحة إلا أن يعبد الله وحده لا شريك له ، فإن صلاح الحي إنما هو صلاح مقصوده ومراده ، وصلاح الأعمال والحركات بصلاح إراداتها ونياتها . وهو سيحانه لا تطمئن القلوب إلا به ، ولا تسكن النفوس إلا إليه ، فكل مألوه سواه يحصل به الفساد ، ولا يحصل صلاح القلوب إلا بعبادة الله وحده لا شريك له
(فسبحان الله ) فتنزه سبحانه وتقدس وله صفات الكمال المطلق ( رب العرش ) الذي هو سقف المخلوقات وأوسعها وأعظمها ، فربوبية مادونه من باب أولى
( عما يصفون ) أي الجاحدون الكافرون من اتخاذ الولد والصاحبة ، وأن يكون له شريك بوجه من الوجوه .
فقوله تعالى : ( لا يسأل عما يفعل ) إثبات لحقيقة الالوهية وافراد الله تعالى بالربوبية والألوهية ، وذلك لعزته وعظمته وكمال قدرته فله الأمر من قبل وبعد ، والكل مربوب له يدبره كيف شاء بحكمته وعدله وعظمته ، لا يقدر أحد أن يمانعه أو يعارضه، لا بقول ولا بفعل ، ولكمال حكمته ووضعه الأشياء مواضعها واتقانها أحسن شيء يقدره العقل ، فلا يتوجه إليه سؤال ، لأن خلقه ليس فيه خلل ولا إخلال
(وهم ) أي المخلوقون كلهم ( يسئلون ) عن أفعالهم وأقوالهم لعجزهم وفقرهم ولكونهم عبيدا قد احتسبت عليهم أفعالهم وحركاتهم ، فليس لهم من التصرف والتدبر في أنفسهم ولا في غيره مثقال ذرة .و يدخل فيها أيضا نفي صلاح الالهة المتخذة للالهية، فإنها مسؤولة مربوبة ، فكيف يسوى بينها وبينه سبحانه !!!!!
المراجع :
- -بدائع التفسير الجامع لما فسره الامام ابن قيم الجوزية - جمع وإخراج : يسري السيد محمد وصالح أحمد الشامي - المجلد الثاني - دار ابن الجوزي - الطبعة الاولى ، عام 1427هـ
-تفسير شيخ الاسلام ابن تيمية الجامع لكلام الامام ابن تيمية في التفسير – جمعه وحققه إياد بن عبد اللطيف بن ابراهيم القيسي – راجعه : عثمان بن معلم محمود أشرف على طبعه : سعد بن وفواز الصميل - الجزء الرابع : دار ابن الجوزي –الطبعة الأولى : 1432هـ
- -تفسير عبد الرحمن السعدي - إشراف ومتابعة : محمد بن عبد الرحمن السعدي ،مساعد بن عبد الله السعدي، ماهر بن عبد العزيز الشبل ،رامي بن عبد العزيز الشبل ، سليمان بن عبد الله الميمان ، أيمن بن عبد الرحمن الحنيحن- جمعه وأعاد تحقيقه قسم تحقيق التراث والنشر العلمي شركة الدار العربية لتقنية المعلومات الميمان للنشر والتوزيع - الرياض -
طبع على نفقةوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية دولة قطر-ضمن مجموع مؤلفات الشيخ العلامة السعدي - المجلد الثاني - الطبعة الاولى : 1432هـ - 2011 م -
-مكامن الدرر في محاور السور في تفسير ظلال القرآن : تأليف وتعليق : محمد بن أحمد بن الحسن رفيق – دار الكتب العلمية\بيروت- لبنان – الطبعة الأولى- بدون
-نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: للامام برهان الدين أبي الحسن ابراهيم بن عمر البقاعي –خرج أحاديثه عبد الرواق غالب المهدي – المجلد الخامس – دار الكتب العلمية \بيروت -لبنان – الطبعة الثالثة : 2006م – 1427هـ
الأسلوب المستخدم :
اعتمدت أسلوب : الحجاج الشرعي ، مراعية زمن نزول السورة ومحورها الموضوعي وربطها بما سبقها من الآيات التي تخدم نفس الموضوع
وما توفيقي إلا بالله

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 4 رجب 1436هـ/22-04-2015م, 02:49 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه مشاهدة المشاركة
من سورة الأنبياء
قوله تعالى : ( أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )
جاءت هذه الأيات في سورة مكية – سورة الأنبياء- وهي تعالج الموضوع الرئيسي [الرئيس] الذي تعالحه السور المكية – موضوع العقيدة – ضمن أساسياته العظمى : ميدان الوحيد والرسالة والبعث .
وسياق السورة والوحدة الموضوعية تعالج موضوع العقيدة وفق الدلالات العقلية الكبرى وربط العقيدة بها ، فالعقيدة تتمثل واضحة جدا في هذا الكون العظيم الذي قامت عليه السماوات والأرض ، وعلى العظمة تدبيره وتسير أموره وأمور جميع المخلوقات ، وليس فيه شيئا كان لعبا ولهوا باطلا ، وجاءت الأدلة هنا عقلية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فبعد أن بين سبحانه كمال اقتداره في الآيات السابقة لهذه الآيات وعظمته وخضوع كل شيء له ، أنكر على المشركين الين اتخذوا من دون الله آلهة من الأرض في غاية العجز .
وجاءت الاية في سياق الانكار ( أم اتخذوا آلهة ) على من اتخذ من دونه آلهة من المخلوقات وسواها برب العالمين وادعى لها شيئا من صفات الربوبية والألوهية ، وجعل لها شركا في الربوبية قال تعالى : ( قل ادعوا الذبن زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ) – سبأ ، فالمشرك يعبد المخلوق الذي لا ينفع ولا يضر وليست بقادرة على نشره وحشره فضلا عن إيجاده ورزقه قال تعالى : ( أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه ) – الملك ، وقال تعالى : ( قل من يرزقكم من السماء والأرض ، قل الله ) –فاطر ، ويدع الاخلاص لله تعالى الذي له الكمال كله وبيده الأمر كله ، وهذا لعدم توفيقه وفرط جهله وضلاله وظلمه لنفسه الظلم الأعظم قال تعالى : ( إن الشرك لظلم عظيم ) – لقمان ، ولا يصلح الوجود إلا على إله واحد. ولما كانت معبودات المخاطبين أصناما أرضية من حجارة ونحوها صنعتها أيديهم قال تعالى : ( من الأرض ) أي التي هم مشاهدون لأنها وكل ما فيها (هم ) طوع مشيئته سبحانه. فليس في الكائنات ما تسكن إليه النفس ، وتلجأ لجواره وتغنى بالفقر إله والحاجة بين يديه إلا رب العزة تبارك وتعالى ، ومن عبد غير الله وإن أحبه وحصل له به مودة في الحياة الدنيا ولذة قرب فما هي إلا عرض زائل ينقلب عليه حسرة وندامة يوم القيامة . وإفادة السياق الحصر أنه لو كان هذا الانشاء على وجه يجوز مشاركة غيره له لم يستحق العبادة ، فيفهم منه التهكم بهم أنهم عبدوا ما هو من أدنى الأرض ما يستحق أن يعبد ، وخلق الانسان أشرف المخلوقات وكرمه على جميع خلقه فهم لشدة سفههم وضلالهم عبدوا ما هم في أصلهم أفضل منه،فأي ضلال بعد هذا ، وأي سفه أكثر من ذلك ، فضلا عن أنهم عند الحاجة كفروا بأصنامهم ولجؤا لله وحده ، قال تعالى : ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة فرحوا بها وجاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين حنفاء لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين)- يونس
ولما قال تعالى : (أم اتخذوا ألهم من الأرض هم ينشرون ) أي هل قادرين على اعادتهم ونشرهم ؟؟؟
ولما كان الجواب قطعا : لم ولن يتخذوا آلهة بهذا الوصف ، ولا شيء غيره سبحانه يستحق وصف الألوهية ، وعليه فهنا أقام البرهان القطعي على صحة نفي إله غيره ببرهان التمانع وهو أشد من برهان الكلام فقال :( لو كان فيهما ) أي في السماوات والأرض وتدبيرهما. فإنهما لا يقومان ولا تصلح أمورهما وما فيهما إلا بخالق واحد ، ، فلو كان فيهما غير الله لم يكن إلها حقا ، إذ الله ليس كمثله شيء ، فلا شك أنهما كانتا تفسدا بإلهين ، هذا من جهة الالهية ، وأما من جهة الربوبية فتفسد في ذاتها وفي مخلوقاتها .
فقوله تعالى : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) هذه هي الحقيقة التي أراد تعالى أن يدحض بها شبه الضالين المضلين ، وذلك أن كل من العالم العلوي المتمثل بالسماوات وما فيها، والسفلي والمتمثل بالأرض ومن عليها وما تحتها وما بينهما
على أكمل ما يكون ، بلا خلل ولا عيب ولا ممانعة ولا معارضة ، فدل هذا علة أن خالقه ومدبره ومصرف أموره وجميع شؤونه واحد لا شريك له ، قال تعالى :
( فارجع البصر هل ترى من فطور ،ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليه البصر خاسئا وهو حسير ) الملك ، وقال جل في علاه : (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) فصلت ، والآيات في ذلك أكثر من أن تحصى ، بل إن المشركين أنفسهم شهدوا عليها لوضوحها ، قال تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) - الزخرف
. ، فكون بهذه الدقة لو كان له مدبران وربان أو أكثر من ذلك ، لاختل نظامه واضطربت أركانه ، فإنهما يتمانعان ويتعارضان ، وإذا أراد أحدهما تدبير شيء وخالفه الآخر فلا يمكن أن يكون لهما اتفاق واحد / ووجود مرادهما معا خاصة في عالم عظيم دقيق ، ووجود مراد أحدهما وأمره يدل على عجز الآخر ، وعدم اقتداره ، فإذا يتعين أن القاهر الذي يوجد مراده وحده من غير ممانع ولا مدافع هو الله الواحد القهار ، ولهذا ذكر تعالى في دليل التمانع قوله : ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون )المؤمنون ، ومنه على أحد التأويلين قوله تعالى : ( قل لو كان معه آله كما يقولون إذا لا بتغوا إلى ذي العرش سبيلا ، وسبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ) –الاسراء . وتلاحظ قوله تعالى : ( لفسدتا) ولم يقل لعدمتا ، إذا هو سبحانه قادر على أن يبقيهما على جهة الفساد ، لكن لا يمكن أن تكون صالحة إلا أن يعبد الله وحده لا شريك له ، فإن صلاح الحي إنما هو صلاح مقصوده ومراده ، وصلاح الأعمال والحركات بصلاح إراداتها ونياتها . وهو سيحانه لا تطمئن القلوب إلا به ، ولا تسكن النفوس إلا إليه ، فكل مألوه سواه يحصل به الفساد ، ولا يحصل صلاح القلوب إلا بعبادة الله وحده لا شريك له
(فسبحان الله ) فتنزه سبحانه وتقدس وله صفات الكمال المطلق ( رب العرش ) الذي هو سقف المخلوقات وأوسعها وأعظمها ، فربوبية مادونه من باب أولى
( عما يصفون ) أي الجاحدون الكافرون من اتخاذ الولد والصاحبة ، وأن يكون له شريك بوجه من الوجوه .
فقوله تعالى : ( لا يسأل عما يفعل ) إثبات لحقيقة الالوهية وافراد الله تعالى بالربوبية والألوهية ، وذلك لعزته وعظمته وكمال قدرته فله الأمر من قبل وبعد ، والكل مربوب له يدبره كيف شاء بحكمته وعدله وعظمته ، لا يقدر أحد أن يمانعه أو يعارضه، لا بقول ولا بفعل ، ولكمال حكمته ووضعه الأشياء مواضعها واتقانها أحسن شيء يقدره العقل ، فلا يتوجه إليه سؤال ، لأن خلقه ليس فيه خلل ولا إخلال
(وهم ) أي المخلوقون كلهم ( يسئلون ) عن أفعالهم وأقوالهم لعجزهم وفقرهم ولكونهم عبيدا قد احتسبت عليهم أفعالهم وحركاتهم ، فليس لهم من التصرف والتدبر في أنفسهم ولا في غيره مثقال ذرة .و يدخل فيها أيضا نفي صلاح الالهة المتخذة للالهية، فإنها مسؤولة مربوبة ، فكيف يسوى بينها وبينه سبحانه !!!!!
المراجع :
- -بدائع التفسير الجامع لما فسره الامام ابن قيم الجوزية - جمع وإخراج : يسري السيد محمد وصالح أحمد الشامي - المجلد الثاني - دار ابن الجوزي - الطبعة الاولى ، عام 1427هـ
-تفسير شيخ الاسلام ابن تيمية الجامع لكلام الامام ابن تيمية في التفسير – جمعه وحققه إياد بن عبد اللطيف بن ابراهيم القيسي – راجعه : عثمان بن معلم محمود أشرف على طبعه : سعد بن وفواز الصميل - الجزء الرابع : دار ابن الجوزي –الطبعة الأولى : 1432هـ
- -تفسير عبد الرحمن السعدي - إشراف ومتابعة : محمد بن عبد الرحمن السعدي ،مساعد بن عبد الله السعدي، ماهر بن عبد العزيز الشبل ،رامي بن عبد العزيز الشبل ، سليمان بن عبد الله الميمان ، أيمن بن عبد الرحمن الحنيحن- جمعه وأعاد تحقيقه قسم تحقيق التراث والنشر العلمي شركة الدار العربية لتقنية المعلومات الميمان للنشر والتوزيع - الرياض -
طبع على نفقةوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية دولة قطر-ضمن مجموع مؤلفات الشيخ العلامة السعدي - المجلد الثاني - الطبعة الاولى : 1432هـ - 2011 م -
-مكامن الدرر في محاور السور في تفسير ظلال القرآن : تأليف وتعليق : محمد بن أحمد بن الحسن رفيق – دار الكتب العلمية\بيروت- لبنان – الطبعة الأولى- بدون
-نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: للامام برهان الدين أبي الحسن ابراهيم بن عمر البقاعي –خرج أحاديثه عبد الرواق غالب المهدي – المجلد الخامس – دار الكتب العلمية \بيروت -لبنان – الطبعة الثالثة : 2006م – 1427هـ
الأسلوب المستخدم :
اعتمدت أسلوب : الحجاج الشرعي ، مراعية زمن نزول السورة ومحورها الموضوعي وربطها بما سبقها من الآيات التي تخدم نفس الموضوع
وما توفيقي إلا بالله


أحسنت بارك الله فيك في بعض الجوانب، وأغفلت جوانب أخرى لو اعتنيت بها لزادت الرسالة حسناً وقوّة علمية.
- من جوانب الإحسان ظهور شخصية الكاتب وأسلوبه البياني، وعنايته بمقصد الآية.
- لاحظت كثرة الأخطاء الإملائية والكتابية في الرسالة مما يدل على ضعف المراجعة أو عدمها ، وهذا أمر يجب على الطالب أن يتفطّن له.
- ضعف العناية بالتحرير العلمي والاستناد إلى الأدلة ، وتفسير بعض الآيات بطريقة إجمالية، وإن كنت في بعض المواضع قد أحسنت الحديث بما يبيّن المقصود.
- يلحظ خلو الرسالة من النقل عن العلماء والاستشهاد بالأحاديث والآثار.
- ضعف العناية بالمسائل التفسيرية في الآية وإغفال بعض المسائل المتصلة بمقصد الآية؛ مثل مرجع الضمير في قوله (أم اتخذوا) والحكمة من التعبير بالاتّخاذ، إلى غير ذلك من المسائل التي لو ذكرها الكاتب وأحسن توظيفها؛ لأثرت الرسالة بمزيد من الحجج والإقناع للمخاطب.

التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 15
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 15
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 12
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /6
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 8
= 74 %
أوصي بإعادة النظر في هذه الرسالة، واتّباع خطوات كتابة الرسالة التفسيرية، والعناية بالمراجعة قبل الاعتماد، ومحاولة إثراء الرسالة بالنقول والآثار أو بشيء منها مع زيادة العناية بتوضيح مقصد الآية وتجلية الأدلة العقلية في الآية بمزيد بيان.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسيرية, رسالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir