دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > اختصار علوم الحديث

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو القعدة 1429هـ/15-11-2008م, 03:53 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي مسائل تتعلق بالحديث الصحيح: موطأ مالك


مَسَائِلُ تَتَعَلَّقُ بِالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ

مُوَطَّأُ مَالِكٍ
(تَنْبِيهٌ) : قَوْلُ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "لَا أَعْلَمُ كِتَابًا فِي الْعِلْمِ أَكْثَرَ صَوَابًا مِنْ كِتَابِ مَالِكٍ", إِنَّمَا قَالَهُ قَبْلَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ. وَقَدْ كَانَتْ كُتُبٌ كَثِيرَةٌ مُصَنَّفَةٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فِي السُّنَنِ, لِابْنِ جُرَيْحٍ, وَابْنِ إِسْحَاقَ -غَيْرُ السِّيرَةِ- وَلِأَبِي قُرَّةَ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ الزَّبِيدِيِّ, وَمُصَنَّفُ عَبْدِ الرَّازِقِ بْنِ هَمَّامٍ, وَغَيْرُ ذَلِكَ .
وَكَانَ كِتَابُ مَالِكٍ, وَهُوَ (الْمُوَطَّأُ) أَجَلَّهَا وَأَعْظَمَهَا نَفْعًا, وَإِنْ كَانَ بَعْضُهَا أَكْبَرَ حَجْمًا مِنْهُ وَأَكْثَرَ أَحَادِيثَ، وَقَدْ طَلَبَ الْمَنْصُورُ مِنَ الْإِمَامِ مَالِكٍ أَنْ يَجْمَعَ النَّاسَ عَلَى كِتَابِهِ, فَلَمْ يُجِبْهُ إِلَى ذَلِكَ . وَذَلِكَ مِنْ تَمَامِ عِلْمِهِ وَاتِّصَافِهِ بِالْإِنْصَافِ, وَقَالَ : "إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا وَاطَّلَعُوا عَلَى أَشْيَاءَ لَمْ نَطَّلِعْ عَلَيْهَا".
وَقَدِ اعْتَنَى النَّاسُ بِكِتَابِهِ (الْمُوَطَّأِ)، وَعَلَّقُوا عَلَيْهِ كُتُبًا جَمَّةً، وَمِنْ أَجْوَدِ ذَلِكَ كِتَابَا (التَّمْهِيدِ), (والِاسْتِذْكَارِ), لِلشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ النَّمَرِيِّ الْقُرْطُبِيِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- هَذَا مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمُتَّصِلَةِ الصَّحِيحَةِ وَالْمُرْسَلَةِ وَالْمُنْقَطِعَةِ, وَالْبَلَاغَاتِ اللَّاتِي لَا تَكَادُ تُوجَدُ مُسْنَدَةً إِلَّا عَلَى نُدُورٍ.


  #2  
قديم 6 ذو الحجة 1429هـ/4-12-2008م, 06:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي الباعث الحثيث للشيخ: أحمد شاكر



مُوَطَّأُ مَالِكٍ

(تَنْبِيهٌ): قَوْلُ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "لَا أَعْلَمُ كِتَابًا فِي الْعِلْمِ أَكْثَرَ صَوَابًا مِنْ كِتَابِ مَالِكٍ", إِنَّمَا قَالَهُ قَبْلَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ. وَقَدْ كَانَتْ كُتُبٌ كَثِيرَةٌ مُصَنَّفَةٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فِي السُّنَنِ, لِابْنِ جُرَيْحٍ, وَابْنِ إِسْحَاقَ -غَيْرُ السِّيرَةِ- وَلِأَبِي قُرَّةَ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ الزَّبِيدِيِّ, وَمُصَنَّفُ عَبْدِ الرَّازِقِ بْنِ هَمَّامٍ, وَغَيْرُ ذَلِكَ.
وَكَانَ كِتَابُ مَالِكٍ, وَهُوَ (الْمُوَطَّأُ) أَجَلَّهَا وَأَعْظَمَهَا نَفْعًا, وَإِنْ كَانَ بَعْضُهَا أَكْبَرَ حَجْمًا مِنْهُ وَأَكْثَرَ أَحَادِيثَ[1]، وَقَدْ طَلَبَ الْمَنْصُورُ مِنَ الْإِمَامِ مَالِكٍ أَنْ يَجْمَعَ النَّاسَ عَلَى كِتَابِهِ, فَلَمْ يُجِبْهُ إِلَى ذَلِكَ. وَذَلِكَ مِنْ تَمَامِ عِلْمِهِ وَاتِّصَافِهِ بِالْإِنْصَافِ, وَقَالَ: "إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا وَاطَّلَعُوا عَلَى أَشْيَاءَ لَمْ نَطَّلِعْ عَلَيْهَا".
وَقَدِ اعْتَنَى النَّاسُ بِكِتَابِهِ (الْمُوَطَّأِ)، وَعَلَّقُوا عَلَيْهِ كُتُبًا جَمَّةً، وَمِنْ أَجْوَدِ ذَلِكَ كِتَابَا (التَّمْهِيدِ), (والِاسْتِذْكَارِ), لِلشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ النَّمَرِيِّ الْقُرْطُبِيِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- هَذَا مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمُتَّصِلَةِ الصَّحِيحَةِ وَالْمُرْسَلَةِ وَالْمُنْقَطِعَةِ, وَالْبَلَاغَاتِ اللَّاتِي لَا تَكَادُ تُوجَدُ مُسْنَدَةً إِلَّا عَلَى نُدُورٍ.


[1] قال السيوطي في شرح الموطأ (ص 8): (الصواب إطلاق أن الموطأ صحيح. لا يستثنى منه شيء) وهذا غير صواب، والحق أن ما في (الموطأ) من الأحاديث الموصولة المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحاح كلها، بل هي في الصحة كأحاديث الصحيحين، وأن ما فيه من المراسيل والبلاغات وغيرها يعتبر فيها ما يعتبر في أمثالها، مما تحويه الكتب الأخرى. وإنما لم يعد في الكتب الصحاح لكثرتها وكثرة الآراء الفقهية لمالك وغيره. ثم إن (الموطأ) رواه عن مالك كثير من الأئمة. وأكبر رواياته -فيما قالوه- ورواية القعنبي والذي في أيدينا منه رواية يحيى الليثي. وهي المشهورة الآن، ورواية محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة، وهي مطبوعة في الهند.


  #3  
قديم 6 ذو الحجة 1429هـ/4-12-2008م, 06:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح اختصار علوم الحديث للشيخ: عبد الكريم الخضير (مفرغ)



القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأتم التسليم، أما بعد:
فيقول المؤلف -رحمنا الله وإياه والمسلمين أجمعين- :

موطأ مالك
تنبيه: قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله: "لا أعلم كتابًا في العلم أكثر صوابًا من كتاب مالك". إنما قاله قبل البخاري ومسلم، وقد كانت كتب كثيرة مصنفة في ذلك الوقت في السنن لابن جريج وابن إسحاق غير السيرة، ولأبي قرة موسى بن طارق الزبيدي، ومصنف عبد الرزاق بن همام وغير ذلك، وكان كتاب مالك وهو (الموطأ) أجلها وأعظمها نفعًا، وإن كان بعضها أكبر حجمًا منه، وأكثر أحاديث.
وقد طلب المنصور من الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه، فلم يجبه إلى ذلك؛ وذلك من تمام علمه واتصافه بالإنصاف، وقال: "إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها".
وقد اعتنى الناس بكتابه (الموطأ)، وعلقوا عليه كتبًا جمة، ومن أجود ذلك كتابا (التمهيد) و(الاستذكار) للشيخ أبي عمر بن عبد البر النَمَري القرطبي -رحمه الله- هذا مع ما فيه من الأحاديث المتصلة الصحيحة والمرسلة والمنقطعة والبلاغات التي لا تكاد توجد مسندة إلا على ندور.

الشيخ:لما تقدم الكلام على الصحيحين، وأنهما أصح الكتب بعد كتاب الله، ذكر المؤلف الحافظ رحمه الله قول الشافعي، وأنه لا يعلم كتابًا في العلم أكثر صوابًا من (موطأ مالك).
قد يقول قائل: كيف تقولون: إن الصحيحين أصح الكتب والشافعي يقول كذا؟
مقالة الشافعي كانت قبل وجود الكتابين، هناك كتب مصنفة هناك موطأة، وهناك سنن، هناك مصنفات لمن قبل الإمام مالك ومن معاصريه، لكن لم يكتب لها من الشهرة ما كتب لـ(موطأ الإمام مالك)، كما أن من شيوخ الإمام مالك من لم يكتب له من الشهرة ما كتب للإمام مالك "نجم السنن".
فهذا العلم إنما يكتب له البقاء بالإخلاص، وكل ما كان الإخلاص فيه أكثر كان أبقى وأنفع؛ لأن ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) ، فكم استفاد من (موطأ الإمام مالك) من شخص من المالكية وغيرهم، وللإمام مالك مثل أجورهم، وهكذا بقية المصنفين.
كتاب الإمام مالك هو أجل هذه الكتب المتقدمة، وأعظمها نفعًا، وهذا بلا شك، فيه الأحاديث الصحيحة المسندة، وإن كان الكتاب ليس بالكبير، فيه البلاغات والمنقطعات والمراسيل، ولا يستدرك على الإمام مالك في ذلك؛ لأنه يرى حجية المرسل.
وهذه البلاغات وصلها ابن عبد البر رحمه الله في (التمهيد) -سوى أربعة أحاديث- كما هو معروف، اعتنى أهل العلم بـ(الموطأ) عناية فائقة؛ لإمامة مؤلفه، ولعظم نفعه،ولاختصاره أيضًا؛ لأن شرحه متيسر، فابن عبد البر رحمه الله النَمَري بفتح الميم نسبة إلى النمِر بكسرها، والقاعدة: أن ما كسر ثانيه يفتح في النسبة، النمِر نمَري، سلِمة سلَمي، ملِك ملَكي، وهكذا.
كتابا (التمهيد) و(الاستذكار) لابن عبد البر من أنفس ما كتب في شروح الأحاديث، الإمام ابن عبد البر -رحمه الله- مكث ثلاثين سنة في تأليف (التمهيد)، ولذا جاء على هذا الوضع المتقن المحرر، وهو يعتني في هذا الكتاب بالمعاني، معاني الأحاديث، وأسانيدها والروايات، وكتابه الآخر (الاستذكار) هو أيضًا من أجود ما كتب في فقه السنة، وعناية المؤلف فيه بالفقه وأقوال فقهاء الأمصار.
هناك شروح أخرى للموطأ جيدة ونفيسة: (المنتقى) للباجي، (أوجز المسالك) للكندهلوي،كتاب طيب مطبوع متداول، (تنوير الحوالي) كتاب مختصر للسيوطي، (شرح الزرقاني) أيضًا شرح متوسط،وهناك شرح لولي الله التهلوي، اسمه (المسوى شرح الموطأ)، وله شرح آخر اسمه (المصفى)، لكنه بالفارسية، أما (المسوى) فهو بالعربية، كتاب ماتع ونافع على اختصاره الشديد.
فالمسألة مطردة في (موطأ مالك)، هو مالكي، ففيه أقوال الإمام مالك، وفقه الإمام مالك، أضاف إليه قول الحنفية والشافعية، وأهمل المذهب الرابع وهو مذهب الإمام أحمد، فلا شك أنه يستفاد منه في أقوال الشافعية والحنفية، إضافة إلى قول مالك، وأما مذهب الإمام أحمد فيعلق على الكتاب من كتب الحنابلة، وهو موجود ومتداول وفيه لفتات وتنبيهات لطيفة.


  #4  
قديم 6 ذو الحجة 1429هـ/4-12-2008م, 07:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح اختصار علوم الحديث للشيخ: سعد الحميد (مفرغ)

القارئ: قال: موطأ مالك
تنبيه: قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله: لا أعلم كتاباً في العلم من هو أكثر صواباً من كتاب مالك. إنما قاله قبله البخاري ومسلم,وقد كانت كتب كثيرة مصنفة في ذلك الوقت,مثل سنن ابن جريج,وابن إسحاق,غير السيرة,ولأبي قرة موسى بن طارق الزبيدي,ومصنف عبد الرزاق بن همام وغير ذلك,وكان كتاب مالك وهو الموطأ أجلها وأعظمها نفعاًَ,وإن كان بعضها أكبر حجماً منه وأكثر أحاديث.
وقد طلب المنصور من الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه,فلم يجبه إلى ذلك، وذلك من تمام علمه واتصافه بالإنصاف,وقال: إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها.
وقد اعتنى الناس بكتابه الموطأ,وعلقوا عليه بكتب جمة، ومن أجود ذلك كتابا التمهيد والاستذكار للشيخ أبي عمر بن عبد البر,كما عند القرطبي رحمهم الله,هذا مع ما فيه من الأحاديث المتصلة الصحيحة والمرسلة والمنقطعة والبلاغات,التي لا تكاد توجد مسندة إلا على ندور الإمام مالك.
كل هذا سبق الكلام عنه, لكن بالنسبة لموطأ...
الشيخ: (طيب) بالنسبة لبعض هذا الكلام الذي ذكر في هذا المبحث,تكلمنا عنه سابقاً كما تذكرون,وذلك يتعلق بعبارة الشافعي رحمه الله,فلا نطيل بالكلام عليها,وكذلك بالكلام على بعض الكتب التي صنفت في وقت الإمام مالك، هذا الكتاب ألفه مالك رحمه الله، بطلب من أبي جعفر المنصور؛ فإن أبا جعفر المنصور رأى في عصره كثيرا من الاضطراب والفوضى في الفتوى, فأراد أن يوحد أقوال الناس؛تجنباً لهذه الفوضى العلمية,فطلب من الإمام مالك أن يؤلف كتاباً؛ليكون الناس منهجاً في الفتوى.
فالإمام مالك ألف هذا الموطأ؛بناء على طلب أبي جعفر المنصور، وعرضه على سبعين عالماً من علماء المدينة,قال: فكلهم واطأني عليه.أي: وافقه عليه,فلذلك سمي بالموطأ وقيل: إنه سمي بالموطأ؛لأنه وطأه ويسره للناس كما طلب منه أبو جعفر المنصور، فالموطأ هو المسهل والميسر للناس.
لما فرغ الإمام مالك من تأليف هذا الكتاب,وأراد أبو جعفر المنصور أن يفرضه على الناس,رفض ذلك الإمام مالك,وذكر أن الناس تفرقوا,وكل أهل جهة عندهم من العلم ما ليس عند أهل الجهة الأخرى، فمنعه من أن يحمل الناس على قوله ومذهبه، وهذا فعلاً غاية العدل والإنصاف,وإلا فالنفوس البشرية -والله المستعان- مفطورة على محبة تقليدها,وعلى محبة متابعتها, فكون مثل هذا الإمام يخالف هذه الرغبة وهذه النزعة,هذا يدل على ورعه وتقواه رحمه الله رحمة واسعة.
وقد كانت هناك عدة كتب تحت مسمى الموطأ,ألفت في عصر الإمام مالك,ويقال: إنه لما ذكر له أن هناك من سعى في تأليف الموطأ,وكأنهم أيضاً تعجلوا في إخراجه فسيسبقون الإمام مالك قيل: إنه قال: ما كان لله فهو يبقى.
وفعلا لا نجد هناك من هذه الكتب التي سميت بالموطأ قد بقي إلا كتاب الإمام مالك,رحمه الله رحمة واسعة.
ومن الدلائل على أهمية هذا الكتاب ومكانته في نفوس علماء الإسلام: تلك العناية الفائقة التي حظي بها هذا الكتاب,وبالذات عناية ابن عبد البر رحمه الله رحمة واسعة؛فإنه اعتنى بكتاب الموطأ عناية قل أن توجد لكتاب آخر؛ فابن عبد البر رأى أن الناس في عصره بدؤوا يعزفون عن الموطأ؛نتيجة تصور خاطئ تصوروه؛ وذلك أن الموطأ تضمن عدة أحاديث مرفوعة,وهي دائرة بين الصحيح والحسن,وربما كان في بعضها ضعف يسير,ولكن معظمها وجلها هو صحيح الإسناد، وتضمن الكتاب أيضاً على أحاديث مراسيل,وكان لمنهج الإمام مالك الاحتجاج بالمراسيل,وتضمن أيضاً على بلاغات,وهي التي يقول فيها الإمام مالك: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا,أو بلغني عند أبي بكر وعمر كذا وهكذا,فهذا يسمى بلاغ,أي: بدون إسناد.
كذلك يوجد فيه آثار عن الصحابة والتابعين,بالإضافة لأقوال الإمام مالك، هذا جملة ما تضمنه الموطأ من أنواع الأحاديث والآثار، مجموع الروايات التي فيه مسندة يمكن تقرب من ألف وسبعمائة حديث,ما بين حديث وأثر، الأحاديث المرفوعة منها يبدو أنها تقرب من التسعمائة حديث,إن لم تخطئني الذاكرة,والباقية موزعة.
فهذه الأحاديث التي يوجد فيها بعض الانقطاع كالمراسيل وكالبلاغات ونحوها جعلت بعض أهل العلم يعزفون عن الموطأ؛لأنهم ما تتبعوا أصلاً هذه المراسيل ووجدوا أنها وجدت مثلاً مسندة من وجه آخر,وهذه البلاغات,ووجدوا أنها مسندة,فأدركت الغيرة ابن عبد البر رحمه الله فألف كتابين في خدمة هذا الكتاب: الكتاب الأول: هو كتاب التمهيد,الذي يمسك فيه بكل حديث يورده الإمام مالك عن شيخ من شيوخه,فيبدأ يسهب فيهفي الكلام على علله وعلى فقهه,وعلى ما فيه من لغة.
والمهم يعتبر هذا الكتاب شرحاً ممتعاً وجامعاً لطرق الأحاديث,ويعتبر أيضاً كالمستخرج لها؛ خدمة من جميع الجوانب لأحاديث الموطأ.
وشبيه به أيضاً كتاب (الاستذكار),لكن الفرق بين الكتابين أن ابن عبد البر في كتاب (التمهيد) يأتي بالأحاديث المرفوعة فقط, وأما في كتاب الاستذكار فيأتي بالآثار, فهذا هو الفرق بين التمهيد والاستذكار، فإذا أردت أثرا فاذهب إلى الاستذكار,وإذا أردت حديثا مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم فاذهب إلى التمهيد.
إذن يعتبر كتاب الاستذكار مكملا لكتاب التمهيد؛إذ مجموع الكتابين يشكلان ما في الموطأ من الأحاديث والآثار مشروحة مخرجة,إلى غير ذلك من أنواع الخدمات الحديثية، فحقيقة جهد ابن عبد البر هذا قل أن يوجد مثله لكتاب من الكتب.


  #5  
قديم 6 ذو الحجة 1429هـ/4-12-2008م, 07:01 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح اختصار علوم الحديث للشيخ: إبراهيم اللاحم (مفرغ)

الشيخ: نعم يا شيخ اقرأ.
القارئ:

موطأ مالك
تنبيه: قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله لا أعلم كتابًا في العلم أكثر صوابًا من كتاب مالك،إنما قاله قبل البخاري ومسلم،وقد كانت كتب كثيرة مصنفة في ذلك الوقت في السنن: ابن جريج وابن إسحاق غير السيرة،ولأبي قرة موسى بن طارق الزبيدي،ومصنف عبد الرازق بن همام وغير ذلك،وكان كتاب مالك وهو الموطأ أجلها وأعظمها نفعًا،وإن كان بعضها أكبر حجمًا منه،وأكثر أحاديث.
وقد طلب المنصور من الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه،فلم يجبه إلى ذلك وذلك من تمام علمه، واتصافه بالإنصات،وقال: إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها، وقد اعتنى الناس بكتابه الموطأ وألفوا عليه كتابًا جما، ومن أجود ذلك كتابه التمييز والاستكثار للشيخ أبي عمر بن عبد البر النمري القرطبي رحمه الله،هذا مع ما فيه من الأحاديث المتصلة الصحيحة والمرسلة والمنقطعة،والبلاغات اللاتي لا تكاد توجد مسندة إلا عند ندور.
الشيخ: نعم هذا الكلام على موطأ الإمام مالك،ذكره ابن كثير وذكره العلماء هنا بمناسبة الكلام على ما تقدم قبل قليل،أن أصح الكتب.. أن أصح كتب السنة كتاب البخاري وكتاب مسلم الشافعي رحمه الله له كلمة،وهو أنه قد قال: لا أعلم كتابًا في العلم أكثر صوابًا من كتاب مالك الشافعي متى ؟
توفي 204 إذن حين وفاته لم يكن هناك صحيح البخاري ولا صحيح مسلم فيقول العلماء: إن كلمة الشافعي رحمه الله،هذا قبل وجود هذين الكتابين،وهي كلمة صادقة،تنبؤك عن جلالة،هذا الكتاب الذي هو موطأ الإمام مالك.

الـوجـه الـثـانـي

قبل وجود هذين الكتابين،وهي كلمة صادقة تنبؤك عن جلالة هذا الكتاب الذي هو موطأ الإمام مالك، وهو ألفه كما نحن نعرف مالك عاش في القرن الثاني،يقول ابن كثير رحمه الله: إن هناك كتبا قبل الإمام مالك،ولكنها لم تبلغ مبلغه في الصحة والانتقاء،معروف أن مالكا رحمه الله انتقى أحاديث موطئه، وذكر أمثلة من هذه الكتب،ذكر ابن كثير مصنفات ابن إسحاق غير السيرة،مصنفات ابن جريج ومصنف عبد الرزاق ومصنف أبي قرة موسى بن طارق الزبيدي،ومصنفات مثل مصنفات وكيع، وحماد بن سلمة، والجامع لمعمر،وكتب كثيرة،فقد أكثرها والموجود عندنا القليل منها الآن لا..
نحن لا نعرف الآن كتاب لابن جريج ولا لحماد بن سلمة،ولا يعني: لوكيع،هذه الكتب ذهبت،وكان الغالب على هذه الكتب في القرن الثاني الانتقاء أو الجمع؟
كان هدفهم رحمهم الله تعالى هدف مرحلي معذورون في ذلك،هدفهم أولًا الجمع خشية ضياع السنة،ونحن نعرف أن أول من الجمع السنة أو متى جمعت،أو تعمد الناس بجمع السنة،وانتصروا لذلك في رأس المائة الأولى،واشتغلوا بفترة الجمع المائة الثانية،وعلى رأس المائة الثالثة، أو في أول المائة الثالثة بدأ تأليف الكتب المنتفاة مثل كتاب البخاري ومسلم والسنن،يستثنى من كتب القرن الثاني ما الذي يستثنى كتاب مالك الموطأ؛فإنه انتقاه رحمه الله تعالى؛لأنه أصلًا كأن ينتقي الشيوخ عند العلماء انتقاء الأحاديث.
وعندهم انتقاء آخر الذي قبل ذلك،الذي هو انتقاء الشيوخ،يعني: لا يروي إلا عمن رواه،يعني: أهلًا للرواية،وكان له كلمات في هذا جليلة جدا من كلماته أنه يقول: أدركت في هذا المسجد،يعني: يذكر مائة شيخ،يعني: ذكر فيهم صلاحًا، وفضلًا ويقول: لا يأخذ عنهم حديث؛لأنهم ليسوا من،ليسوا من أهله،فكان ينتقي رحمه الله تعالى،فخرج كتابه أو كتابه الموطأ كتابًا منتقى في عصر لم يكن هناك لم يكن هناك انتقاء للسنة النبوية، وإنما كانت مرحلة الجمع هذا كتاب الموطأ،عرج ابن كثير رحمه الله على (غير مسموع) لا تعلق له بـ يعني: إنما يريد يبين ميزة الكتاب بأن المنصور الخليفة العباسي طلب من مالك أن يحمل الناس على كتابه،يعني: أن تكون الفتوى،يعني تذكر هذه القصة أن تكون الفتوى على كتاب من؟
على مالك أو نعم؛لأن مالكًا ضم أو ضمن كتابه الموطأ اختياراته الفقهية ضمنه أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديث عن الصحابة، وأيضا عن التابعين، وضمنه اختياراته الفقهية، فأراد المنصور كما يقولون أو كما تقول: هذه الحكاية أن يحمل الناس على كتاب الموطأ،فأبى مالك رحمه الله،وقال: الصحابة تفرقوا في البلدان، وقد جمع الناس أشياء ربما لم نقف عليها،وهذا من إنصافه رحمه الله تعالى.
بعد ذلك تكلم ابن كثير على عناية الناس بكتاب الموطأ،فأشار إلى أنه قد ألفت كتب كثيرة عليه،وهذا الذي قاله صحيح،كتاب الموطأ من الكتب التي لم يترك العلماء منها حرفًا إلا وتكلموا عليه،سواء من جهة الإسناد أو من جهة المتن،ما تركوا شيئًا في الموطأ إلا رغم كثرة الموطآت كم تبلغ الموطآت؟ إذا قيل: الموطآت كلها يراد بما موطأ،موطأ من؟
موطأ مالك،لماذا؟
لأنه رحمه الله مكث مدة،يقولون: 40 سنة، وهو يحدث به وينقص منه ويزيد،فرب حديث في هذا الموطأ،وليس في هذا الموطأ،الموطآت هذه عبارة عن روايات مختلفة لموطأ مالك، فهناك رواية موطأ القعنبي،ويقال له أيضًا رواية القعنبي،وهناك موطأ يحيى بن يحيى الليثي،يعني: هذه هي الرواية المشهورة،وهناك موطأ محمد بن الحسن الشيباني،وموطأ أبي مصعب،وكذلك رواية عبد الرحمن بن مهدي الذي يروي من طريقها الإمام أحمد في المسند، وكذلك موطأ رواية الشافعي تبلغ الموطآت أكثر من ثلاثين موطأ، لكن كلها علم على أو كلها لموطأ من ؟
لموطأ مالك،وإنما هي روايات مختلفة لهذا الموطأ،أو لكتاب مالك رحمه الله،يقول ابن كثير: إن من أعظم الكتب المؤلفة أو من أبرز العلماء الذين اعتنوا بالموطأ، هو الإمام ابن عبد البر،وهذا الكلام صحيح،له كتابان أو له ثلاثة كتب كتاب صغير اسمه التقصي،وكتاب كبير للاستذكار،اعتنى فيه بالأحاديث.. بالفقه، ورتب يعني مشى فيه على ترتيب الموطأ،يعني: الترتيب الفقهي وكتاب التمهيد، وهو كتاب كبير جدا مشى فيه على أحاديث أو على شيوخ مالك على ترتيب أحاديث شيوخ مالك،يعني: خرج عن ترتيب الموطأ الأصلي الترتيب الأصلي للموطأ،ورتبه ترتيبًا جديدًا على شيوخ مالك.
ولهذا يصعب البحث فيه يصعب أن تقف على الحديث،لا بد أن تعرف شيخ مالك، وأيضًا كما نعرف نحن الترتيب المعجمي هناك ترتيبان ترتيب للمشارقة، وترتيب لمن ؟ للمغاربة.
يعني: نحن عندنا ألف باء تاء ثاء جيم... إلى آخر حروف الهجاء،هذا الترتيب لهم هم ترتيب آخر غير ترتيب المشارقة، يمشي عليه ابن عبد البر، وغيره من المؤلفين من المغرب الإسلامي،هذا كتاب الموطأ،نعم يا شيخ اقرأ .


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مسائل, تتعلق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir