دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1443هـ/5-01-2022م, 01:50 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز لأبي شامة المقدسي

مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز
لأبي شامة المقدسي


أجب على الأسئلة التالية:
1:
استخلص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرة المتحصّلة من ذلك.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 جمادى الآخرة 1443هـ/8-01-2022م, 04:50 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:
1: استخلص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

1- بيان أن الليلة المباركة، هي ليلة القدر في رمضان، و ليس ما قيل أنها في شعبان، أو أنها متنقلة في أيام السنة.
2- أقوال العلماء في الفرق بين إنزال القرآن و إنزال الكتب الأخرى
3- المقصود بالإنزال في حق القرآن
4- القراءات في (فرقناه)
5- توجيه القراءات في معنى (فرقناه)
6- مناسبة( فلا أقسم بمواقع النجوم) و نزول القرآن.
7- أنواع نزول القرآن
8- كيفية إنزال القرآن في ليلة القدر
9- التعقيب على ما أورده الماوردي في تفسير ( إنا أنزلناه في ليلة القدر )
10- الآثار عن ابن عباس أن القرآن نزل جملة إلى سماء الدنيا
11- معارضة جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه و سلم بالقرآن
12- الرد على ما قاله الشعبي في معنى الانزال
13- رأي المقدسي بالجمع بين الأقوال في المراد بإنزال القرآن في ليلة القدر
14- السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا
15- متى نزل القرآن جملة إلى السماء الدنيا
16- الحكمة من نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا
17- {إنا أنزلناه في ليلة القدر} توجيه أن هذا الإنزال من إنزال القرآن جملة واحدة
18- الحكمة من التعبير بالفعل الماضي( أنزلناه)
19- الحكمة في نزول القرآن منجمًا إلى الأرض.
20- الخلاف في مدة نزول القرآن
21- معنى قوله تعالى({لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه}
22- أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن
23- آخر ما نزل من القرآن
24- ترتيب النبي للآيات في السور
25- الآثار في ترتيب النبي للآيات
26- الآثار في معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه و سلم
27- القراء الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم
28- القول في عدم ذكر عبد الله بن عمرو و غيره بين من جمعوا القرآن
29- أنواع نسخ القرآن
30- أنواع الجمع للقرآن

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
اختلف العلماء فيها على أقوال:
1- على المعنى اللغوي ل(حرف) أنه يعني الجهة و المعنى ، كما ذكر أبو جعفر بن سعدان النحوي، و ذلك مثيل قوله تعالى( و من الناس من يعبد الله على حرف)؛أي على جهة من الجهات و معنى من المعاني، و الأقوال على هذا المعنى هي:
أ‌. سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، ، قاله ابن شهاب و غيره.
واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا))،
رده أبو عمر بن عبد البر لضعف إسناده، و رده أحمد بن أبي عمران لنكارة متنه كما ذكر الطحاوي عنه قال: من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله .
و عقب المقدسي على هذا الحديث: بذكر رأي البيهقي للحديث: أنه مرسل جيد، و روى مثله موصول، و وجه معنى هذا الحديث إذا صح : سبعة أوجه، و هو غير المراد من الأحرف السبعة في نزول القرآن، فتلك اللغات التي أبيح بهان و هذا الأنواع التي أنزل بها.
و وجه المقدسي الحديث إلى أن المراد سبعة أبواب من الكلام أو أن الكلام استئناف لكلام و ليس تفسيرا للأحرف السبعة، و هذا ما ذكره أبو علي الأهوازي في "كتاب الإيضاح"، والحافظ أبو العلاء في "كتاب المقاطع"،
وأبطل الأهوازي تفسيرها بالأصناف؛ لأن أصنافه أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك.
و رده أبو عبيد السلام، و قال أنه ما لم يسمع به قط.
و بناء على هذه الاعتراضات، فهذا القول لا يعتبر.
ب‌. سبع معاني: ، و اختلف العلماء على المعاني :
1- أنها الجمع و التوحيد، التذكير و التأنيث، الإعراب، و التصريف، الأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، و اللغات؛ كالهمز و الفتح و الكسر و الإمالة و غيرها) قاله الهوازي و اختاره،و قال عنه أعدل الأقوال و أقربها لما قصدناه، ذكر هذا القول الحافظ أبو العلاء و نسبه ل نسبه إلى أبي طاهر بن أبي هاشم و قال عقبه أقرب للصواب إن شاء الله، و ذكر أنه قد روي عن مالك بن أنس أنه ذهب لهذا المعنى.
2- و قريب من هذا القول أنها سبعة معان من القراءة: ذكره الأهوازي، و الحافظ أبو العلاء الذي نسبه إلى أبي العباس أحمد بن واصل.
1- أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قرآتان تخالفان بين نقطة و نقطة.
2- أن يكون المعنى واحد و الاختلاف في اللفظ
3- أن تكون في الحرف لغتان، و المعنى واحد و هجاؤها واحد
4- القرآتان مختلفتان في اللفظ و مفترقان في المعنى
5- الحرف مهموز و غير مهموز
6- التثقيل و التخفيف
7- الإثبات و الحذف
3- و قريب منه ما ذكره أبو بكر الأذفوي عن أبي غانم المظفر، أن القرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة و و ذكر تفصيل هذه اللغات؛ (الهمز و تخفيفه، اثبات الواو و حذفها، التشديد و التخفيف، المد و القصر، زيادة حرف)، و اختار ذلك القاضي أبو بكر الطيبي و ذكر الأوجه( التقديم و الأخير، الزيادة و النقص، اختلاف الصورة و المعنى، الاختلاف في القرآتينن الاختلاف في الصورة دون المعنى، الاختلاف في بناء الكلمة بما لا يزيلها عن صورتها، و لا يغير معناها، تغيير الصرة دون المعنى، اختلاف حركات الأعراب و البناء) و هو قريب من اختيار الشيخ أبو الحسن في كتابه جمال القراء.

4- سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، تبديل الكلمات إذا استوت: ذكره أبو بكر بن العربي في الموطأ عن ابن عباس، و ذكره أبو سليمان الخطابي و نسبه إلى بعضهم،و قال ابن عبد البر و نسبه لقوم،و قال على هذا أكثر أهل العلم.
قال ابن عباس( اللغات سبع و السماوات سبع و الأرضون سبع، و عدد السبعات، و كأن معناه أنه نزل بلغة العرب كلها، و قيل هذه الأحرف في لغة واحدة، و قيل هي تبديل الكلمات إذا استوى المعنى) .
بين أبو الخطابي أن ذلك من التوسعة، و أن من الاقوال أن القول لا يُراد به الحصر للعدد، بل جرى مجرى المثال.
و هذا المعنى يدخل فيه أنها في لغة واحدة، كما ذكر أبو عمر بن عبد البر أن قوم قالوا أن هذه اللغات السبع في لغة واحدة هي مضر، و احتجوا بقول عثمان ابن عفان ( نزل القرآن بلسان مضر)، و أنكر قوم هذا القول؛ و السبب أن في لغة مضر شواذ لا يقرأ بها القرآن.
كما أنه في السنن أثر عن عمر بن الخطاب أنه أرسل لابن مسعود أن القرآن نزل بلغة قريش، فلا يقرئ الناس بغير ذلك.
و فسر أبو عمر قول عمر أنه للاختيار بين اللغات، كما أنه روي عن عثمان مثل قول عمر، و هو أثبت من رواية أنه نزل بلغة مضر.
و وجه المقدسي قول عثمان أنه إشارة إلى أول التنزيل.
و استدل أبو عمر ابن عبد البر على هذا الرأي بحديث النبي صلى الله عليه و سلم: أقرئت القرآن فقلت على حرف أو حرفين، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف و ليس إلا منها شاف و كاف ، غفورًا رحيمًا، عليمًا حكيمًان عزيزًا حكيمًا، أي إذا قلت فإنه كذلك، ) زاد بعضهم( ما لم تختم عذابًا برحمة أو رحمة بعذاب)، و ذكر ما يقارب ذلك لأبو هريرة.
و عقب أن هذه الآثار تدل أنه لم يعن به سبع لغات.
5- سبعة أحرف يعني اعتبار اختلاف سبع لغات من لغات العرب، و ترادف معاني الألفاظ فيها بما لا يخل بالمعنى المراد: ابن عباس، ذكر ذلك عنه أبو عبيد بن سلام و الهواري، علي ابن أبي طالب، ذكر ذلك عنه الهواري، ابن مسعود،، ابن سيرين، حكاه عنهم و اختاره أبو عبيد بن سلام، مفهوم كلام سفيان بن عيينة، نقله عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ و قاله أبا حاتم سهل بن محمد السجستاني ، مفهوم كلام أبو بكر بن العربي شيخ السهيلي، ذكره أبو سليمان الخطابي و نسبه لبعضهم، نقل قول أبو عبيد بن سلام :أ[و سليمان الخطابي، و أبو القاسم الهذلي، ذكره الحافظ أبو عمر بن عبد البر و رده، قاله و اختاره ابن جرير الطبري كما ذكر الأصبهاني و قاله الطحاوي، و اختاره الحافظ أبو العلاء ، و اختاره المقدسي.
و استدل أبو عبيد القاسم بن سلام بقول ابن مسعود ( إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم،إنما هو كقولك هلم و تعال و أقبل)، و ذكر أن ابن سيرين قال مثله.
و قد استعظم ابن قتيبة هذا القول و رده لعدم جواز أن يكون القرآن بلغة تخالف لغة قريش، و استدل بالآية: ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه)، و استثنى من ذلك من كان مراده بالكلام ما وافق من هذه اللغات لغة قريش.
و عقب السجستاني على قوله أن معنى قوله تعالى(إلا بلسان قومه) أراد العرب كلهم، و قد وافق المقدسي السسجتاني : فلا يستقيم أعتراض ابن قتيبة على هذا التوجيه لمعنى الآية.
و ذكر أبو عمر أن أكثر أهل العلم أنكروا أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أنزل القرآن على سبعة أحرف) سبع لغات، و ذكر أن سبب انكارهم ،أن لا معنى له، فلو كان كذلك ما أنكر بعضهم على بعض القراءة، عمر بن الخطاب، و هشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، و قراءتهما مختلفة، و لا ينكر على صاحب لغة هي لغته التي جبل عليها، و محال أن ينكر عمر على هشام لغته، كما أنه محال أن يقرئ الرسول صلى الله عليه و سلم أحد بغير لغته التي يعرفها. ثم ذكر الأحاديث في ذلك، منها: حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم و الشاهد فيها( هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
ضعف الأهوازي تفسير الأحرف السبعة باللغات، قال: لأن اللغات في القبائل كثير عددها.
القول أنها سبع معاني مختلفة يقع تحت اختلاف لغات العرب، و لعل القول الثالث يجمع بين القول أنها لغات العرب و بين الترادف في المعنى، و هو ما اختاره المقدسي و هو أقرب للحق و الله أعلم
3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
لا
الاحرف السبعة هي الأحرف التي نزل بها القرآن على النبي صلى الله عليه و سلم تيسيرًا على الأمة، و هي التي أقرأ بها المسلمين، و كان جائزًا القراءة بها جميعًا،قبل جمع عثمان بن عفان الأمة على مصحف احد.
القراءات السبعة هي ما يقرأ به قراء الأمصار القرآن مصحف عثمان بن عفان.
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
السبب أن المصاحف التي أرسلها عثمان بن عفان إلى الأمصار كانت غير منقطة ولا مشكلة ، فكان القراء يجتهدون في قراءة ما يوافق المصحف، و يحتمله.

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
شروط قبول القراءة: أن توافق مصحف عثمان، و توافق العربية، و يصح سندها، و تلقتها الأمة بالقبول هو ما يقرأ به، و لا يجوز القراءة بغيره.
و من قرأ بغير ذلك خرج عن إجماع الأمة، و عن الوجه الذي ثبت به القرآن، فلا تجوز القراءة به، و لا يصلى خلف من يقرأ بذلك، المنع هنا منع تحريم لا منع كراهة، في الصلاة و غيرها، إن كان جاهلًا يُعرف، و إن كان عالمًا يؤدب بشرطه ليتوب و لا يعود لمثل ذلك،فإن أصر حبس إلى أن يرتدع.

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرة المتحصّلة من ذلك.
قال تعالى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) (أفلا يتدبرون القرآن)
هذا مقصود إنزال الكتاب، التذكرة و الاعتبار اللذان لا يكونا إلا بإعمال الفكر و تدبر كلام الله، قرءاته مرة بعد مرة، في كل مرة يبرز معنى، و يظهر للإنسان ما خفي عنه منها.
القرآن كلام الله أنزل للناس منهجًا و هديًا ليتبعوه، و لا يكون ذلك بقراءة حروفه و لكن بإقامة حدوده، قال صلى الله عليه و سلم ( خيركم من تعلم القرآن و تعلمه) هذه الخيرية لا تُنال إلا بحقها؛ بتعلم أحكامه، و حدوده، و القيامة بها، و التلاوة المتدبرة المتأنية، التي يعاود الإنسان قراءة الآية مرة بعد مرة ليقع أثرها على القلب، فتوقظه من غفلته، و تحي الإيمان في قلبه، و توقظ واعظ القلب عنده، فيكون وقافًا عند كلام الله و حدوده.
قال أبو الدرداء( إنما جمع القرآن من سمع له و أطاع) و هذا في الرد على من قال أن ابنه جمع القرآن بحفظه الآيات.
عن محمد بن كعب قال:لأن أقرأ ( إذا زلزلت )( القارعة) أرددهما و أتفكر فيهما أحب إلى من أن أهذ القرآن.
الرسول صلى الله عليه سلم قام ليلة بآية واحدة، من الليل حتى أصبح: قال تعالى( أن تعذبهم فإنهم عبادك، و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)
كان ابن عمر يتأرجح و يتأوه و هو يتلو( و إذا ألقوا منها مكاًنا ضيقًا مقرنين دعو هنالك ثبورا)
لم يكن ليصلوا لهذا التأثر إلا بما عقلوا من معاني من تدبرهم للآيات.
قال تعالى: ( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا تتلى عليهم يخرون للأذقان سجدًا و يقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا مفعولا، و يخرون للأذقان يبكون و يزيدهم خشوعًا) )
تلو القرآن، بقلوب حاضرة، فكان الأثر و التأثر، فهاج القلب بأعماله: ذالًا لله خاضعًا، فأقبلوا على الله أذلاء خاضعين؛ سجدت جوارحهم له، و بكت قلوبهم قبل أعينهم، و زاد في قلوبهم الإيمان فخشعوا.
(أيكم زادته إيمانًا) ذلك هو مقصد الآيات، و ذلك لا يكون إلا لمن وقف على الآيات يتدبر المعاني، و يغترف منها، فيملًأ قلبه إيمانًا، و يمحو الغفلة عن قلبه، و يغسله من خبث الدنيا.
ذم النبي صلى الله عليه و سلم قومًا يأتون يكون القرآن كلامًا يجري على ألسنتهم حروفًا لا تتجاوز تراقيهم ،فقال: ( يخرج من آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم)
و ذم من كان همه من أين خرج الحرف دون أن يكون همه ما معنى الحرف، اشتغل بالأصوات و جعل يدقق تدقيق المتنطع ،( هلك المتنطعون)
القرآن كتاب هداية و نور، فيه الصراط المستقيم، و لا يوصل لهذا المنهج بالقراءة السريعة التي هي كهذ الشعر، و لكن بالتدبر و إعمال الفكر و التأمل، حتى يقف القلب على مقصود الآيات، و يتحول من التدبر إلى العمل و الحركة، و إلا كان علمه الذي علمه حجة عليه، ينوء بحملها، فيكون كالحمار يحمل أسفارًا، فلا يكون العلم نافعًا إلا أن يكون العالم به عاملًا به.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 جمادى الآخرة 1443هـ/8-01-2022م, 09:28 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أجب على الأسئلة التالية:
1: استخلص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
(إنا أنزلناه في ليلة مباركة) (إنا أنزلناه في ليلة القدر) بالجمع بين الايات فالليلة المباركة هي ليلة القدر.
من جهة أخرى فإن معنى القدر التقدير وهذا ما يتضمنه قول الله تعالى (فيها يفرق كل أمر حكيم).
التوفيق بين قوله تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وأن القرآن نزل في أشهر أخرى نجده في جواب حبر الأمة ابن عباس على سؤال عطية بن الأسود بهذا المعنى حيث قال : أنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلا - مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق- في الشهور والأيام.
ومن الأدلة أيضا على نزوله في ليلة القدر حديث واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم (وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان.) وقال البيهقي إنما أراد نزول الملك بالقران من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا.
الأقوال في الإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر:
ابتداء الإنزال فيها
أنزل جملة واحدة
أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة
6. قول الله تعالى (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ) معنى الآية : قيل فرقناه : فصلناه وقال ابن جبير: نزل القران كله من السماء العليا إلى السماء السفلى ثم فصل في السماء السفلى في السنين التي نزل فيها
قال قتادة : كان بين أوله وآخره عشرون سنة ولهذا قال (على مكث)
وقيل : جعلناه آية آية وسورة سورة.
وقيل فصلناه أحكاما وقيل فرقناه بالتشديد أي أنزلناه مفرقا.
7- (فلا أقسم بمواقع النجوم) :
قيل مواقع النجوم : مساقطها وهي أوقات نزولها وهو بمنزلة تفرقه وعدم تتابعه على وجه الاتصال إنما حسب الوقائع والنوازل ، وقال مقاتل : أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة وهم الكتبة من الملائكة في السماء الدنيا فكان ينزل ليلة القدر من الوحي على قدر ما ينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من العام القابل حتى نزل القران كله في ليلة القدر ونزل به جبريل على النبي في عشرين سنة.
وقيل كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة قدر ما ينزل على النبي إلى الليلة التي تليها فينزل جبريل نجوما بأمر الله فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القران كله من اللوح المحفوظ في عشرين ليلة من عشرين سنة
وذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره: نزل القران في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام في السماء الدنيا فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة فكان ينزل في مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.
كان جبريل عليه السلام يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بما أنزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان وروي عن ابن سيرين: نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضانفلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين . قال ابن سيرين فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة.
الحكمة في انزاله جملة واحدة إلى السماء الدنيا :
تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم
والظاهر أن هذا الانزال قبل ظهور نبوة النبي صلى الله عليه وسلم فتكون الفائدة أكبر لأن فيه اعلام بقرب ظهور الأمة المحمدية وان كان الاحتمال الاخر صحيحا.
السر في نزول القران منجما :
الجواب في قوله تعالى (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القران جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك) لنثبت به فؤادك: اي لنقوي قلبك فإن تجدد الوحي في كل حادثة أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليهم . وقيل لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب.
وأيضا لأن في القران جواب عن أمور سألوه عنها..ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ فلا بد من تفريقه.
حفظ القران:
وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم بحفظ القران وبيانه وضمن له عدم نسيانه (إن علينا جمعه وقرآنه) وقال أنس (الله تعالى تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفي ) وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يعارضه في رمضان.
كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل من القران شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات : ضعوا هذه في سورة كذا.
حفظه في حياته جماعة من أصحابه وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة أقلهم بالغون حد التواتر ورخص لهم قراءته على سبعة أحرف توسعة عليهم.
جمع القران على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة لا يختلف فيهم : معاذ بنجبلوأبي بن كعب وزيدوأبو زيد واختلفوا في رجلين من ثلاثة : عثمان وأبو الدرداء وعثمان وتميم الداري.
وقيل أن حملة القران في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أضعاف ذلك ويشهد لذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة .
يمكن تأويل الآثار الحاصرة لعدد الحفاظ بعدد من الاحتمالات:
أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها إلا أولئك النفر.
أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته إلا تلك الجماعة.
أنه لم يجمع جميع القران تلقيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تلك الجماعة.
أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر وعرف أمره إلا تلك الجماعة.
أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء حتى تكامل إلا هؤلاء.
وربما حفظ البعض ولم يظهر حفاظا على النيات.

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
١- أنها سبع لغات من لغات العرب وهي متفرقة في القرآن فبعضه نزل بلغة قريش وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة هذيل. وهو قول أبو عبيد القاسم بن سلام .الدليل: قول ابن مسعود (إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين فاقرؤوا كما علمتم.)
وقد اعتبر البعض أن هذا القول عظيم لا يجوز أن يكون في القران لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه)
وقال أيوب السختياني أنه معنى (قومه) في الاية العرب كلهم. فلا يستقيم الاعتراض بذلك.
وقد قال بعض الشيوخ الواضح من ذلك أن يكون الله أنزل القران بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب ثم أباح للعرب المخاطبين به المنزل عليهم أن يقرأوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب ولم يكلف بعضهم الانتقال من لغة إلى غيرها للمشقة.
فأباح الله أن يقرأ على سبعة أحرف ما يحتمل ذلك من ألفاظ القران وعلى دونها ما يحتمل ذلك من جهة اختلاف اللغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد.
فمن كانت لغته الامالة أو تخفيف الهمز أو الإدغام أو ضم ميم الجمع أو صلة هاء الكناية ..وقد فصل هذه الاوجه بعض العلماء مثل أبو غانم المظفر بن أحمد بن حمدان حيث قال: فأول ذلك تحقيق الهمز وتخفيفه ، ومنه اثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر ، اختلاف حركة وتسكينها، تغيير حرف ،التشديد والتخفيف ،المد والقصر
٢- مشكل لا يدرى معناه لان العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا وتسمي القصيدة بأكملها كلمة والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف)
٣- أنها سبعة أنحاء وأصناف فمنها زاجر ومنها آمر ومنها حلال ومنها حرام ومنها متشابه ..والدليل حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد ونزل القران من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وامر وحلال ...)
ولكن ابن عبد البر قال اإن الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده وقال ابن أبي عمران أن هذا القول فاسد لانه محال أن القران يقرأ على أنه حلال كله أو حرام كله
٤- قال قوم السبعة الأحرف منها ستة مختلفة الرسم كانت الصحابة تقرأ بها إلى خلافة عثمان نحو الزيادة والالفاظ المرادفة والتقديم والتأخير فجمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت به عليه المصاحف وبقي من القراءات ما وافق المرسوم إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار. وهذا القول قد يرده أن الرخصة كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم والعرب ليس عندهم كتاب يعتبرونه ولا رسم يتعارفونه ولا يقف أكثرهم من الحروف على كتبه..
والقول الذي يترجح أن الأحرف السبعة هي لغات سبعة وأوجه قرانية للكلمة القرانية ولكن ليس معنى هذه الحروف أن يقرأ كل فريق بما شاء مما يوافق لغته من غير توقيف بل كل هذه الحروف منصوصة وكلها كلام الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعارض جبريل كل شهر رمضان بما يجتمع عنده من القران فيحدث الله فيه ما يشاء وينسخ ما يشاء وكان يعرض عليه في كل عرضة وجها من الوجوهم التي أباخ الله له أن يقرأ ويقرئ بها وهي كلها متفقة المعاني وان اختلف بعض حروفها. وكما جاء في الحديث (كلها شاف كاف) فكل الحروف شافية لصدور المؤمنين لاتفاقها في المعنى وكافية في الحجة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعجاز نظمهوعجز الخلائق عن الاتيان بمثله.
3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل بها القران وتفسير ذلك ما ذكرن أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ: الحروف السبعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القران نزل بها تجري على ضربين:
احدها زيادة كلمة ونقص أخرى وإبدال كلمة مكان أخرى وهذا الضرب متروك لا تجوز القراءة به .
الضرب الثاني : ما اختلف القراء فيه من إظهار وإدغام وروم وإشمام وقصر ومد وتخفيف وما أشبه ذلك. وهو الضرب المستعمل في زماننا وهو الذي عليه خط المصاحف .
فتكون القراءات التي نقرأها بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القران استعملت لموافقتها المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة وترك ما سواها من الحروف السبعة لمخالفتها خط المصحف..
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
أنه لما خلت المصاحف المرسومة في عهد عثمان من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت لها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون على انتقالهم عنه. فقرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ وما احتمل وجهين طلبوا في السماع حتى وجدوه..قال أبو محمد مكي: هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزءمن الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك.
5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
النقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وموافقة خط المصحف ومجيئها على الفصيح من لغة العرب.
ما خالف أحد هذه الشروط الثلاثة كان قراءة شاذة وضعيفة
6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرة المتحصّلة من ذلك.
إن أهم ما يجب العناية به بجانب تحرير النطق بألفاظه والبحث عن مخارج حروفه والرغبة في حسن الصوت به فهم معانيخ والتفكر فيه والعمل بمقتضاه والوقوف عند حدوده
قارئ القرآن وجب أن يظهر القرآن على صاحبه سمتا وعملا فيقوم ليله والناس نائمون ويصوم نهاره ويتورع عما يخلط به الناس ويتواضع إذا اختال الناس
وينبغي أن لا يكون له إلى أحد من الخلق حاجة بل الخلق محتاجون له.
يحل الحلال ويحرم الحرام
وتلاوة حق تلاوته إن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل وحظ العقل تفسير المعاني وحظ القلب الاتعاظ والانزجار .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 جمادى الآخرة 1443هـ/8-01-2022م, 10:46 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:
1: استخلص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

عناصر الباب الأول ومسائله:
1) في البيان عن كيفية نزول القرآن
• متى نزل القرآن؟
- الجمع بين الآيات الثلاث في تعيين نزول القرآن في الليلة المباركة ليلة القدر، وتأييد ذلك بما ورد عن ابن عباس مع جلالة قدره في باب التفسير.
- دلالة الأحاديث على أن ليلة القدر هي في العشر الأخير من رمضان.
- بركة ليلة القدر.
o معنى "القدر" وبيان ليلة القدر وصفاتها وأحكامها، ودلالة المعنى على خطأ من:
 عينها بليلة النصف من شعبان.
 تفسير الآية "أنزل فيه القرآن" على أنها في شأن رمضان وفضل صيامه وبيان أحكامه.
 قال أنها في جميع السنة على أنها تتنقل بين الشهور، ويؤيد بطلان هذا القول ما ورد في أن الكتب السماوية كلها نزلت في رمضان.

• إنزال القرآن.
- دلالة لفظ الإنزال المضاف إلى القرآن، والدليل عليه.
- الأقوال الثلاث الواردة في دلالة لفظ الإنزال المضاف إلى ليلة القدر، والدليل عليه.
- معنى نزوله مفرقا.
o الأدلة الدالة على ذلك.
o الأقوال في معنى "يفرق" في قوله تعالى: "فيها يفرق كل أمر حكيم".
o الحكمة من إنزال القرآن مفرقا.
o في قوله تعالى: "فلا أقسم بمواقع النجوم":
 معنى "مواقع".
 معنى "النجوم".
 معنى "مواقع النجوم"
 دلالة الآية على نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السفرة في السماء الدنيا على قدر ما ينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من العام القابل في عشرين ليلة من عشرين سنة.

- الأقوال في كيفية إنزاله الواردة في قوله تعالى:
o "إنا أنزلناه في ليلة القدر"
 القول الأول: أنه نزل في ليلة القدر جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السفرة في السماء الدنيا في بيت العزة: ثم منجما على النبي صلى الله عليه وسلم على حسب الوقائع والنوازل، والأدلة على ذلك.
 القول الثاني: أنه نزل من اللوح المحفوظ إلى السفرة في السماء الدنيا على قدر ما ينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من العام القابل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
 القول الثالث: أن ابتداء نزوله في ليلة القدر على النبي صلى الله عليه وسلم في حراء أثناء تحنثه. وتضعيف أبي شامة المقدسي له.

o "أنزل فيه القرآن" وما استدل منه أبو شامة على أن:
 القرآن أنزل جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة، فحفظه جبريل، وغشي على أهل السماوات من هيبة كلام الله، فمر عليهم جبريل وقد أفاقوا، فقالوا: "ماذا قال ربكم قالوا الحق" والدليل الدال عليه.
 ملابسة شهر رمضان للقرآن جملة وتفصيلا وعرضا وإحكاما.

- السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا.

- الأقوال المحتملة في الزمان الذي أنزل فيه القرآن جملة واحدة: أبعد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم قبلها؟
o أسباب صحة كلا الاحتمالين.
o ضرب أمثلة على صحة احتمال القول الثاني مما جعله أبو شامة أظهر وأكثر.

- إزالة اللبس الحاصل عند القائل بأن دلالة الفعل الماضي "أنزلناه" في قوله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة القدر" قد تدل على أن القرآن لم ينزل جملة واحدة، وذلك من وجهين.
o الحكمة من اختيار "أنزلناه" في الزمن الماضي.

- الحكمة في إنزال القرآن منجما، لا كسائر الكتب.
o القولان في معنى: "لنثبت فيه فؤادك".
o الرد على من قال بأن الله قادر على أن يسهل على النبي صلى الله عليه وسلم حفظه دفعة واحدة.

- ترتيب ما نزل من القرآن بحسب الوقائع والنوازل مكيا ومدنيا، حضرا وسفرا.
o أول ما نزل من القرآن زمانا زمكانا.
o ثاني ما نزل من القرآن.
o آخر ما نزل من القرآن والخلاف فيه.
o المدة الزمنية بين آخر ما نزل من القرآن ووفاته عليه الصلاة والسلام.

- الأقوال الواردة في المدة الزمنية بين أول نزول من القرآن وآخر نزول منه.
o سبب تعددها.
o الخلاف في تحديد مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وعدمه في مدة إقامته في المدينة.

• وعد الله لنبيه حفظ القرآن وبيانه وعدم نسيانه له والأدلة الدالة عليه.
 معنى اللفظ (يوم) في الأثر على أنها تعني أياما.

• معارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن
- تعيين شهر رمضان في معارضة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن.
o عدد المعارضات في كل عام، وتغيرها في العام الذي قبض فيه النبي صلى الله عليه وسلم ودلالة ذلك.
o حال النبي صلى الله عليه وسلم حين المعارضة.
o نسخ بعض آيات القرآن والأدلة على ذلك.
 أنواع النسخ الثلاثة. وأدلة كل نوع.
o موافقة قراءتنا اليوم لما كان عليه في العرضة الأخيرة.


2) بيان تلاوة القرآن في ذلك الأوان.
- تلاه الصحابة على مراد الله.

3) بيان ذكر حفاظه في ذلك الأوان.
• جمع القرآن على ثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: حفظ الصحابة للقرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

- أمر النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بكتابة كل ما ينزل من القرآن
o الأدلة على ذلك.
o فصل السور بالبسملة.
o لم يكن ترتيب آيات القرآن بحسب نزول آياته زمانيا، بل توقيفيا.
o عدد كُتّاب النبي صلى الله عليه وسلم.

- مجموع ما يحفظه الصحابة كان القرآن كاملا، كل بحسب حفظه.
 تحديد العدد بأربعة من الصحابة لا يعني نفي الحفظ عن غيرهم.
 ليس شرطا للتواتر في نقل القرآن أن يكون حفظ كل صحابي للقرآن كاملا.
o الخلاف في تعيين عدد من حفظ القرآن في حياته عليه الصلاة والسلام وفي تعيين أسمائهم، وصعوبة حصرهم بعدد أو بأسماء.
 تخصيص بعض الأسماء من المهاجرين والأنصار وأزواج النبي عليه الصلاة والسلام لا يعني أنه لم يحفظه غيرهم.
 تمايز الحفاظ فيما بينهم في الحفظ.
o التأويلات في معنى "جمع القرآن" في حق الصحابة.
o الترخيص للصحابة بالقراءة على سبعة أحرف.

المرحلة الثانية: حفظ الصحابة للقرآن في عهد أبي بكر الصديق.
o جمعها من الصدور ومن الرقاع واللخاف والعسب في مصحف واحد.

المرحلة الثالثة: حفظ الصحابة للقرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
o جمع في مصحف واحد على العرضة الأخيرة.
o ترتيب للسور على خلاف بين أهل العلم عن كونه توقيفيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أو اجتهاديا من الصحابة، والأخير هو ما رجحه أبو شامة المقدسي.


• القرآن الذي بين أيدينا اليوم هو المصحف العثماني، ووصلنا بالتواتر من السلف إلى الخلف.
o على ما أراده الله من ترتيب للسور والآيات وما أثبت فيه من بعد نسخ ما امر الله بنسخه.

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
ذكر أبو شامة المقدسي أقوالا عدة للعلماء في المراد بالأحرف السبعة، الواردة في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي جبريل فقال: (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)، والتي يمكن اختصارها إلى ستة أقوال، هي:
القول الأول: هي سبع لغات من لغات العرب، وهي متفرقة بالقرآن وليس أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه. ذكره أبو عبيد الله القاسم بن سلام،
وقد اختلف في تعيين أسماء هذه القبائل، فقيل أنهم:
- قريش، هوازن، هذيل، أهل اليمن.
- الكعبين: كعب بن لؤي من قريش، وكعب بن عمرو من خزاعة. قاله قتادة عن ابن عباس.
- خزاعة، قريش. قاله أبو عبيد.
- لغة العجز من هوازن، وهم: سعد بن بكر، جشم بن بكر، نصر بن معاوية، ثقيف، وهي التي يقال لها: عليا هوازن، بالإضافة لقريش. قاله الكلبي وأبو عبيد.
- قريش، هذيل، تميم، أزد، ربيعة، هوازن، سعد بن بكر. قاله أبو حاتم السجستاني.
- هم العرب كلهم. قاله أبو أيوب السختياني.
- خمس منها بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب. ذكره الأهوازي عن بعضهم.
- في مضر التي منها: قريش، كنانة، أسد، هذيل، تميم، ضبة، قيس. ذكره ابن عبد البر.
وقد رجح أبو شامة المقدسي عدم تعيين اللغات بأسماء قبائل محددة لعدم ورود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا بإجماع الصحابة، فجاءت الأحرف السبعة وكلها لغات العرب للتوسعة لا حصرا للعدد، وبذلك لم يخرج عن أنه أنزل بلسان عربي مبين.
وكذلك ضعفه الأهوازي محتجا بأن اللغات في القبائل أكثر من سبعة.
واختاره الحافظ أبو العلاء على أن الغرض أن تأتي اللغات السبع في كل كلمة من كلم القرآن، بل يجوز أن يأتي في الكلمة وجهان أو ثلاثة فصاعدا إلى سبعة، حيث لم تأت سبعة إلا في كلمات محصورة، نحو: جبريل، و "عبد الطاغوت" وغيرها.

الأدلة والشواهد:
- روى عبد الرحمن بن مهدي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: (ما اختلفتم فيه أنتم وزيد فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم).

القول الثاني: هو المشكل الذي لا يدرى معناه، لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة (وهو كقوله تعالى: "ومن الناس من يعبد الله علة حرف" أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني). قاله أبو جعفر النحوي.

القول الثالث: سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل، تعالى، هلم. وعليه أكثر أهل العلم، وهو ما رجحه أبو شامة محتجا باختلاف قراءة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما وكلاهما قرشي مكي، لغتهما واحدة، واستحسنه ابن عبد البر، وذكره القاسم العوفي السرقسطي.


الأدلة والشواهد:
- حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك) زاد بعضهم: (ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب).
- كان أبي بن كعب يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه.
- حديث أبي بن كعب بإسناد صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لجبريل عليه السلام: ((إني بعثت إلى أمة أمية فيهم الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام، فقال: مرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف)).
قال أبو شامة: أنهم رخص لهم في إبدال ألفاظه بما يؤدي معناها، أو يقاربه من حرف واحد إلى سبعة أحرف، ولم يلزموا المحافظة على حرف واحد؛ لأنه نزل على أمة أمية لم يعتادوا الدرس والتكرار وحفظ الشيء على لفظه مع كبر أسنانهم واشتغالهم بالجهاد والمعاش، فرخص لهم في ذلك، ومنهم من نشأ على لغة يصعب عليه الانتقال عنها إلى غيرها، فاختلفت القراءات بسبب ذلك كله.
وعلى هذا القول يجب أن يعلم بأنه قد كان في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، فاليوم ليس بأيدي الناس منها شيء إلا حرف زيد الذي جمع عليه عثمان المصاحف.

القول الرابع: سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه. وأبطله الأهوازي محتجا بأن أصنافه أكثر من ذلك، فمنها: الإخبار والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص والمواعظ والاحتجاج والتوحيد والثناء وغير ذلك.
الأدلة والشواهد:
- استدل أصحاب هذا القول بحديث ضعيف من جهة الإسناد مروي عن ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا).
وقد علّق أبو شامة على هذا القول بأنه فاسد، محتجا بأنه من المحال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه، لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله.
ثم جعل له تأويلان عند من أرسل الأثر وجعله جيدا:
التأويل الأول: أن قوله: (زاجر وآمر... إلخ) لم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنما توهم ذلك من توهمه لاتفاقهما في العدد وهو السبعة، حيث رويت (زاجرا، آمرا، ..) بالنصب على أنه الصفة التي نزل عليها وهي سبعة أبواب. قاله الأهوازي وأبو العلاء.
التأويل الثاني: أن يكون ذلك تفسيرا للأبواب لا للأحرف: أي أبواب الكلام وأقسامه وأنواعه، أي أنزله الله كائنا من هذه الأصناف، بخلاف ما يحكى عن زبور داود الذي هو تذكر ومواعظ، وإنجيل عيسى الذي هو تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض.

القول الخامس: السبعة الأحرف وهي وجوه القراءة التي منها ستة مختلفة في الرسم والتي كان الصحابة يقرأون بها إلى خلافة عثمان، ثم جمعهم عثمان على الحرف السابع الذي كتبت عليه المصاحف، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم فهو المعتبر. فالستة المختلفة في الرسم هي التي كان فيها الزيادة كالألفاظ المترادفة، والتقديم والتأخير ونظائر ذلك. وكأنهم أسقطوا ما تم نسخه في العرضة الأخيرة، ورسموا ما سوى ذلك من القراءات التي لم تنسخ.
ذكره أبو شامة عن قوم.
وقد حاول جماعة من أهل العلم بالقراءات أن يستخرجوا سبعة أحرف من هذه القراءات المشهورة، فقال بعضهم:
• الوجه الأول من وجوه الاختلاف في القراءة:
- منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما.
- ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}.
- ومنها ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي.
- ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش).
- ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت".
- ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
حسنه ابن عبد البر، واعتمد هذه الوجوه مكي، ثم ذكر أنه لا يقرأ من ذلك بما خالف خط المصحف. وذهب إليها جماعة من العلماء وهو قول ابن قتيبة وابن شريح وغيرهما.
• الوجه الثاني من وجوه القراءة: هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه:
- الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه".
- والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل".
- والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}.
- والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}.
- والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}.
- واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار.
- وتغيير اللفظ والنقط باتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك".
ذكره أبو علي الأهوازي والحافظ أبو العلاء منسوبا إلى أبي طاهر بن أبي هاشم وقال: "وهذا القول أعدل الأقوال وأقربها لما قصدناه، وأشبهه بالصواب".

• الوجه الثالث من وجوه القراءة: السبعة معان فيها:
- أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
- أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا} و"فامضوا".
- أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
- أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
- أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و {النبي}.
- التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
- الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".
ذكره أبو علي الأهوازي والحافظ أبو العلاء منسوبا إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن واصل.

• الوجه الرابع من وجوه القراءات:
o أن القرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة، منها:
- تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل {يؤمنون}، و"مؤمنين"، {والنبيين}، و {النسيء}، و {الصابئين}، و {البرية}، و {سأل سائل}، وما أشبه ذلك، فتحقيقه وتخفيفه بمعنى واحد، وقد يفرقون بين الهمز وتركه بين معنيين، في مثل {أو ننسها} من "النسيان" "أو ننسأها" من "التأخير"، ومثل {كوكب دري} و"دريء".
- إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو أميون" .
- أن يكون باختلاف حركة وتسكينها، في مثل {غشاوة}، و"غشوة"، و {جبريل}، و {ميسرة}، و {البخل}، و {سخريا} ".
- أن يكون بتغيير حرف، نحو "ننشرها"، و"يقض الحق"، و {بضنين} ".
- أن يكون بالتشديد والتخفيف، نحو {يبشرهم}، و"يبشرهم".
- أن يكون بالمد والقصر، نحو "زكرياء" و {زكريا} ".
- أن يكون بزيادة حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل (فاسر بأهلك)، و {نسقيكم} ".
واختار نحو هذه الطريقة في تفسير الأحرف السبعة القاضي أبو بكر محمد بن الطيب.
o التقديم والتأخير وجها. ثم الزيادة والنقص، نحو {وما عملته أيديهم} و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا"، و {خرجا}.
o اختلاف الصورة والمعنى:
- نحو: {وطلح منضود}، "وطلع منضود"، وقيل هما اسمان لشيء واحد، بمنزلة {العهن} و"الصوف".
- و {الأثيم} و"الفاجر"، فيكون مما تختلف صورته في النطق والكتاب، ولا يختلف معناه، قال:
"وقال الجمهور من الناس غير هذا، فزعم بعض أهل التفسير أن الطلح هو زينة أهل الجنة، وأنه ليس من الطلع في شيء، وقال كثير منهم: إن الطلح هو الموز، وقال آخرون: هو الشجر العظام الذي يظل ويعرش، وإن قريشا وأهل مكة كان يعجبهم طلحات وج -وهو واد بالطائف- لعظمها وحسنها، فأخبروا على وجه الترغيب أن في الجنة طلحا منضودا، يراد أنه متراكم كثير، وقالوا: إن العرب تسمي الرجل طلحة، على وجه التشبيه له بالشجرة العظيمة المستحسنة، وإذا كان كذلك ثبت أن الطلح والطلع إذا قرئ بهما كان مما تختلف صورته ومعناه"."
o أن يكون الاختلاف في القراءتين، اختلافا في حروف الكلمة بما يغير معناها ولفظها من السماع، ولا يغير صورتها في الكتاب، نحو "ننشرها" و {ننشزها}.
o الاختلاف في بناء الكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة"، و"ميسرة"، "يعكفون"، و{هل نجازي إلا الكفور} ".
o تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف"، و {صيحة} و"زقية"، {فومها} و"ثومها".
o اختلاف حركات الإعراب والبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعد، وباعد بين أسفارنا"، و"لقد علمت ما أنزل هؤلاء" بالضم والفتح".
قاله أبو بكر الأذفوي نقلا عن أبي غانم المظفر على أنه هو تفسير السبعة الأحرف.
وقال أبو الحسن عن هذا القول بأن السبعة أحرف هي متفرقة بالقرآن، بنحو:
- كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو {يسيركم} و"ينشركم"، و {لنبوئنهم} و"لنثوينهم"، و {فتبينوا} و"فتثبتوا".
- زيادة كلمة، نحو "من تحتها"، و {هو الغني} ".
- زيادة حرف، نحو {بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورة الشورى".
- مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول} و"نقول"، و {تبلو} و"تتلو".
- تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو {فتلقى آدم من ربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".
- التشديد والتخفيف، نحو {تساقط} و"بلد ميت وميت".
- التقديم والتأخير، نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلوا وقاتلوا).
ثم قال الشيخ أبو الحسن: "وقوله عز وجل: {ثم انظر أنى يوفكون} يقرأ على سبعة أوجه، وكذلك قوله عز وجل: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية}، وقوله عز وجل: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}، ولذلك نظائر".

وقال أبو شامة بأن في مجموع هذه الكلم من هذه الآيات سبعة أوجه لا في كل كلمة منها، وقد يأتي في غيرها أكثر من سبعة أوجه بوجوه كثيرة، وليست كل الوجوه فيها من القراءات المشهورة، بل بعضها من القراءات الشاذة، إلا أنها من جملة اللغات والألفاظ المرادفة التي كانت القراءة قد أبيحت عليها.
وقد ضعّف أبو شامة هذا القول محتجا بأن هذه الطرق المذكورة في بيان وجود السبعة الأحرف في هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة، إذ لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا.
كما قال أنه لم يحصل حصر لجميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط.
وأضاف بأن الرخصة كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم والعرب ليس لهم يومئذ كتاب يعتبرونه، ولا رسم يتعارفونه، ولا يقف أكثرهم من الحروف على كتبه، ولا يرجعون منها إلى صورة، وإنما كانوا يعرفون الألفاظ بجرسها، أي بصوتها، ويجدونها بمخارجها، ولم يدخل عليهم يومئذ من اتفاق الحروف ما دخل بعدهم على الكتبين من اشتباه الصور، وكان أكثرهم لا يعلم بين الزاي والسين سببا، ولا بين الصاد والضاد نسبا.

القول السادس: أنها قراءة الأئمة السبعة الذين ائتم بهم أهل الأمصار على أن قراءة كل واحد منهم حرفا من تلك الأحرف. نسبه جماعة إلى ابن مجاهد وهو منه براء.

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
ذكر أبو شامة بأن القراءات السبع هي ليست ذاتها الأحرف السبعة، وقال بأنه إنما ظن هذا جماعة ممن لا خبرة لهم بأصول هذا العلم، ونسبوه لابن مجاهد وقد أخطأوا. فإن المصحف العثماني متلو اليوم على حرف واحد أجمع عليه الصحابة حين خافوا على الأمة تكفير بعضهم لبعض، فيستطيل ذلك إلى القتال وسفك الدماء، فرسموا لهم مصحفا، أجمعوا عليه جميعا وعلى نبذ ما سواه. وقد زاد ابن جرير الطبري على ذلك بقوله: "وأما ما اختلف فيه أئمة القراءة بالأمصار من النصب والرفع والتحريك والإسكان والهمز وتركه والتشديد والتخفيف والمد والقصر وإبدال حرف بحرف يوافق صورته فليس ذلك بداخل في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنزل القرآن على سبعة أحرف) أي ليس من الأحرف السبعة.

4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
السبب في ذلك، أنه: لما خلت المصاحف المرسلة إلى الأمصار من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه، وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فكانوا يقرئون الناس بالحرف الذي قرأوا به. فقرأ الناس من المصاحف التي أرسلت في الآفاق والتي كانت غير مضبوطة ولا معجمة، فما أنفذوه منها نفذ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه.
وقال أبو محمد المكي: وإن القراءات التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة، إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع عليه الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط.
بالإضافة إلى أن كل واحد من الأئمة قرأ على جماعات بقراءات مختلفة، فنقل ذلك على ما قرأ، فكانوا في برهة من أعمارهم يقرئون الناس بما قرأوا، فمن قرأ عليهم بأي حرف كان لم يردوه عنه، لأن ذلك هو ما قرأوه على أئمتهم.
فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كنافع وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص الرسول صلى الله عليه وسلم فذلك خطأ عظيم، إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا على الرغم من أن ما ترك هو مروي عن الأئمة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف. وهذا مما لاشك فيه أنه باطل.

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
شروط قبول القراءة واعتبارها حسب ما ذكره أبو شامة المقدسي رحمه الله:
1) ثبوت تلك القراءة بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يلتزم فيه تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة مع الاستفاضة.
2) وموافقة خط المصحف، بمعنى أن القراءة لا تنافي المصحف.
3) مجيئها على الفصيح من لغة العرب، فلا تنكر من جهة اللغة.
فكل قراءة ساعدها خط المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح من لغة العرب، فهي قراءة صحيحة معتبرة. فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة. فكل قراءة اشتهرت بعد صحة إسنادها وموافقتها خط المصحف ولم تنكر من جهة العربية فهي القراءة المعتمد عليها، وما عدا ذلك فهو داخل في حيز الشاذ والضعيف الذي لا يجوز قراءته في الصلاة، وبعض ذلك أقوى من بعض. والمأمور باجتنابه من ذلك ما خالف الإجماع لا ما خالف شيئا من الكتب المشهورة عند من لا خبرة له.

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرة المتحصّلة من ذلك.
أنزل تعالى القرآن لغاية جليلة، وهي تدبره والعمل به، وما القراءة إلا وسيلة لبلوغ تلك الغاية العظيمة. وإن سرعة السرد، وقوة الحفظ، وتحرير المنطق بألفاظه، والبحث عن مخارج حروفه، والرغبة في حسن الصوت به، لهي خير عظيم، ولكن الأهم والاتم والأولى هو فهم معانيه، والتفكر فيه، والعمل بمقتضاه، والوقوف عند حدوده، وخشيته سبحانه. قال تعالى: "الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته". قال ابن عباس في معناها: أي يتبعونه حق اتباعه.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد كان عليه الصلاة والسلام كما روى أبو ذر عنه: يقوم ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
وها هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتدون بنبيهم عليه أشرف الصلوات وأتم التسليم، فقد كان ابن عمر يصلي ويترجح ويتمايل ويتأوه، حتى لو رآه من يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله تعالى: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}، أو شبه ذلك.
وهذا لا يتأتى إلا بتدبر القرآن وفهم معانيه، والوقوف عند عجائبه، كما روي إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة. فمن فهم تفسير الآيات، وألمّ بمعانيها، علم مراد الله خالقه منه، فتتحرك تلك المشاعر التي في القلوب التي منها: تعظيم الله، وحبه والتذلل له، وخشيته، التي هي الثمرة المتحصلة من ذلك، فقد روي عن ابن المبارك عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه: فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
وقد روي في ذلك أحاديث مفسرة مرفوعة وغير مرفوعة، منها عن طاوس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).وعنه: ((أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم لله تعالى)).
غفر الله لنا تقصيرنا مع كتابه، وجعلنا من الفائزين برضوانه، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 جمادى الآخرة 1443هـ/9-01-2022م, 03:44 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

أجب عن الأسئلة التالية:
1: استخلص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
🔷 العناصر
🔹زمن نزول القرآن
🔹وصف ليلة نزول القرآن
🔹أولى الليالي لشهود ليلة القدر
🔹مادلّ عليه لفظ (القدر ) في التسمية بليلة القدر
🔹خطأ من قال أنها ليلة النصف من شعبان
🔹أدلة من قال بأنها ليلة القدر
🔹معنى قول ابن عباس على مواقع النجوم ودلالته
🔹نزول الكتب السماوية في رمضان
🔹نزول الكتب السماوية في رمضان
🔹متى كان نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا
🔹قول البيهقي في المراد ب { أنزلناه } - كيف أنزل
🔹قولة قدم القرآن - هل هو قول أهل السنة؟
🔹ثلاثة أقوال في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر
🔹الأدلة على كل قول
🔹معنى نزل منجماً
🔹قولان في نزوله في عشرين سنة
🔹أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم
🔹ارتباط تنزل القرآن بشهر رمضان
🔹السر في إنزال القرآن جملة واحدة ألى السماء الدنيا
🔹متى كان نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا
🔹ما جاء به الشيخ أبو الحسن في كتابه (جمال القرّاء ) عن كرامة بني آدم وتعظيم أمرهم عندالملائكة وكيف تولاهم الله برحمته - (سبحانه )
🔹{ إنا أنزلناه في ليلة القدر } أكان مما نزل جملة من القرآن الذي نزل جملة ؟
{ أنزلناه } التعبير بالفعل الماضي ، وقولان في المسألة
🔹السر في تنزل القرآن منجماً على الرسول صلى الله عليه وسلم
🔹وجوه المعاني في قوله تعالى { لنثبِّت به فؤادك }
🔹الحكمة في تنزله مفرقاً ،منجماً
🔹الخلاف في مدة الزمن بين نزول أول القرآن وآخره
🔹تولي الله عزوجل حفظ القرآن وجمعه في صدر نبيه صلى الله عليه وسلم .
🔹ماكان يعانيه صلى الله عليه وسلم من شدة تنزل الوحي عليه
🔹توجيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم حال تلقي الوحي
🔹تتابع الوحي ، حتى كان أكثر ما يكون قبيل وفاته صلى الله عليه وسلم .
🔹الاقوال في آخر ما نزل من القرآن الكريم
🔹طريقته صلى الله عليه وسلم في ترتيب الآيات في السورة المتفرقة
🔹 العرض النبوي لكتاب الله في رمضان من كل عام على أمين الوحي جِبْرِيل عليه السلام
🔹عرض جِبْرِيل عليه السلام القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا في رمضان من كل عام
🔹العرض مرتين للقرآن عام وفاته صلى الله عليه وسلم
🔹جمع عدد للصحابة القرآن في حياته صلى الله عليه وسلم
🔹بلوغ درجة التواتر في حفظ القرآن
🔹الرخصة بالأحرف السبعة في قراءة القرآن
🔹بِسْم الله الرحمن الرحيم ، إعلام بانتهاء السورة من القرآن
🔹 زمن العرض الرمضاني والجود النبوي في أعلى صوره
🔹مسارّة النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها بعد العرضة الأخيرة
🔹مضاعفة مدة الاعتكاف في رمضان العرضتين
🔹من أوصي عليه الصلاة والسلام بالأخذ عنهم من قراء الصحابة
🔹من جمع القرآن في العهد النبوي من الانصار
🔹قول الشعبي فيمن جمع القرآن في العهد النبوي
🔹رد القاضي أبوبكر الطيب مقالة الشعبي بعديد الأدلة
🔹كلام المازري في عدد الحفظة في العهد النبوي
🔹من جمع القرآن في حياته صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين
🔹أنواع النسخ في القرآن
🔹جمع الصديق للصحف باشارة الفاروق ، رضي الله عنهما
🔹 الجمع العثماني
🔹المصحف العثماني
🔹أسماء وعدد كتبة الوحي رضي الله عنهم جميعا




🔷 2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
في الصحيحين :
((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
🔹القول الأول
يعني سبع لغات من لغات العرب - قاله أبو عبيد بن سلام. ، وبيّن فقال : ليس معنى هذا أن يحمل الحرف الواحد اوجهاً سبعاً ، لم يقل هذا أحد - بل المقصود أنه نزل بعضه بلغة قريش ، وبعضه بلغة هوزان ، ولغة هذيل و اليمن ، والمعاني فيها كلها واحدة لا اختلاف فيها ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال
استشهد ابن سيرين على هذا القول بقراءة ابن مسعود لقوله تعالى : { صيحة واحدة } { إن كانت إلا زقية واحدة } والمعنى واحد في كلا القراءتين .
🔹القول الثاني
نزل بلغة الكعبين ، كعب بن لوئ من قريش ، وكعب بن عمرو من خزاعة ، وذلك لأن خزاعة جيران قريش فأخذوا بلغتهم .
🔹القول الثالث
عن ابن عباس قال : نزل القرآن على سبعة أحرف خمس منها بلغة العجز من هوزان
قال أبو عبيد : هم عليا هوزان ، وقد وصفهم أبو عمرو بن العلاء أنهم أفصح العرب ، هم و سفلى تميم
🔹القول الرابع
بلسان العرب كلهم ، كذا فسر التابعي أيوب السختياني قوله تعالى : {بلسان عربي مبين }
🔹القول الخامس
أنزل الله تعالى القرآن بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب ، ثم جوّز لهم أن أن يقرءوه بلغاتهم المختلفة تيسيرا عليهم ، وحتى لا يدفعهم هذا الاختلاف إلى أن يٌجافوه ، حمية للغتهم ولسانهم ، فالأمر للتوسيع على العباد ،وويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم يستزيد لما أوحي أليه أن يقرأه على حرفين وثلاثة : (هوّن على أمتي )



🔶 3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
القراءات التى تقرأ بها الأمة بعد المصحف العثماني ، هي بعض من الحروف السبعة التى نزل
عليها القرآن ، استعملت لأنها وافقت الرسم العثماني في المصحف التى اجتمعت عليه الأمة وتركوا ما عداها من الحروف السبعة المخالفة للرسم العثماني - لعله أولى الاقوال بالصواب
ويري الطبري وغيره من العلماء ، ان جميع القراءات المستعملة ترجع إلى حرف واحد وهو حرف زيد بن ثابت رضي الله عنه .


🔷 4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
القراءة بلغات مختلفة لكنها موافقة لخط وكتابة المصحف العثماني ، هذا أمر جاري على بقاء الرخصة فيه والتوسعة ، مع النقل عن العدول من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


🔶 5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
1- تواتر النقل في القراءة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قرآن واستفاضة هذا النقل عنه
2- تلقي الأمة للقراءة بالقبول كالقراءات. السبع
3- الاعتبار في هذا باليقين والقطع على ماهو متقرر في الأصول
* لايجوز ان يقرأ بما يخالف هذه الشروط ، والمنع هنا منع تحريم وليس للتنزيه والكراهة ، وهذا الحكم ساري في الصلاة وخارجها ، ولزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الامر لمن له القدرة على ذلك .




🔷 6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبره ، والثمرة المتحصلة من ذلك
قال عز من قائل { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب }
نزّل الله كتابه المجيد لنتفهم معانيه و نستخرج هداياته بالتدبر والتأمل وصدق النية والعزم على العمل بما أفرغ في جوانحنا من أنوار ه وضيائه ، فكما يقول ابن القيم رحمه الله ، أهل القرآن هم العالمون به العاملون بما فيه وإن لم يحفظوه
جاء الأمر بالتدبر و عقل مقصود الله من كلامه وفهم مراده ، ليقود هذا الفهم الصحيح السديد ، الخاشع المتأمل ، إلى الانقياد والتصديق القلبي ، ومن ثّم إلى العمل الظاهر والباطن وفق هذا الفهم للخطاب القرآني ، وأنت لو تأملت ، لوجدت أن الأمة بعد أن منّ الله عليها وعادت إلى كتاب ربها تلاوة وحفظاً ، فعلى الرغم من هذه العودة والأوبة ، ألا أن هدى القرآن وكريم أثره وتربيته ، لا تكاد تظهر في مجتمعاتنا وما يكتنفها من أخلاق ومعاملات ، كما كان الحال في قرون وقرون امتدت ، قادت فيها أمة القرآن العالم بأسره والبشرية جميعها إلا قليلا ، إلى أسمى حضارة وأرغد عيش ، فقد كانت تقرأ كتاب ربها ليلا في محاريب الصلاة ، خاشعة متدبرة ، تستسقي معين هداه وتستمطر ، رسائل تربيته القويمة ، وتتزكى بفيض معانيه ووعيها ، في حين ، يحرص العدد الكبير الوفير اليوم من المسلمين على أن يحفظ كلام الله ويبذل وسعه في إقامة لفظه وإحكام قواعد تجويده ، وهذا مطلوب مندوب ، ولكن على الا يكون هو غاية القصد ونهاية الإرب
فهاهم ملايين من الحفظة ، في كل بلد وقطر ، ولطالما ساءلت نفسي ، أين نور القرآن فيهم ؟
يشع ويزهر ويمتد صلاحاً وفلاحاً ، من بين أيديهم ومن خلفهم ؟
ولأننا أمة الخير ، فهاهي عودة أخرى كريمة أصيلة إلى اتصال قويم ، راشد بكتاب ربنا ، تبرق بشائر. يمنه ، في أفق سماء أمة ، لا عز لها ولا وجود دون إسلامها وكتابها .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 جمادى الآخرة 1443هـ/11-01-2022م, 08:59 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

1: استخلص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
• هل ليلة القدر في شهر رمضان؟
- الجمع بين الآيات في ذلك.
- بطلان قول بأنها ليست من رمضان.
- أدلة القول بأنها من رمضان.
• أنواع إنزال القرآن
- الإنزال الاعام المضاف إلى القرآن.
· التأويل الباطل لقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
- الإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر.
الأقوال في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر وأدلتها.
• ما السر في إنزال القرآن جملة إلى السماء الدنيا؟
• في أي زمان نزل جملة إلى السماء الدنيا، أبعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم قبلها؟
• ما السر في نزول القرآن إلى الأرض منجما؟
• وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن وبيانه.
• أول ما نزل من القرآن.
• آخر ما نزل من القرآن.
• ترتيب الآيات توقيفي.
• وسائل حفظ القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
- عرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل.
- حفظ جماعة من الصحابة.
• نزول البسملة والغرض منها.
• حملة القرآن في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ذكر عدد من حملة القرآن ليس للحصر.
• أنواع النسخ في القرآن.
• ترتيب السور.

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
اختلف في المراد بالأحرف السبعة على أقوال:
الأول: هي سبع لغات من لغات العرب مع اتحاد صورة الكتابة.
ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب "غريب الحديث"، وهو قول أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني، وذكره أبو سليمان الخطابي.
وهو اختيار الحافظ أبي العلاء.
وأورد في ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال". وذكر نحوه عن ابن سيرين.
وحمل ما قال عثمان -رضي الله عنه- للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ((ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم)) على أنه يعني به أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف.
واعترض على هذا القول أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم يقول: سمعت أبي يقول: "وهذا القول عظيم من قائله؛ لأنه غير جائز أن يكون في القرآن لغة تخالف لغة قريش لقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}، إلا أن يكون القائل لهذا أراد ما وافق من هذه اللغات لغة قريش".
وأورد أبو شامه ما يمكن أن يكون ردا على هذا الاعتراض، وهو ما قال أيوب السختياني: "معنى قوله تعالى: {إلا بلسان قومه} أراد العرب كلهم."
قال أبو بكر بن العربي شيخ السهيلي في كتاب شرح الموطأ: "لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال، فقال ابن عباس: ((اللغات سبع والسماوات سبع والأرضون سبع، وعدد السبعات، وكأن معناه أنه نزل بلغة العرب كلها، وقيل: هذه الأحرف في لغة واحدة، وقيل: هي تبديل الكلمات إذا استوى المعنى)).
وعلى هذا يكون ذكر العدد يراد به التوسعة، فليس حصرا.
وقال القتبي اعتراضا: "لا نعرف في القرآن حرفا يقرأ على سبعة أحرف". وقال ابن الأنباري: "هذا غلط، فقد وجد في القرآن حروف تقرأ على سبعة أحرف، منها قوله تعالى: {وعبد الطاغوت} وقوله تعالى: {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب}، وذكر وجوها، كأنه يذهب في تأويل الحديث إلى أن بعض القرآن أنزل على سبعة أحرف، لا كله".
قال أبو عمر: وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) سبع لغات، وقالوا: هذا لا معنى له؛ لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر؛ لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه وفطر به لم ينكر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته، والأحاديث الصحاح المرفوعة كلها تدل على نحو ما يدل عليه حديث عمر هذا.
وقد ضعف الأهوازي تفسير الأحرف السبعة باللغات، قال: "لأن اللغات في القبائل كثير عددها".
وذكر أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي سبب الاختلاف حيث قال: "معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) مشكل لا يدرى معناه؛ لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}؛ أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني".

الثاني: الألفاظ المترادفة والمتقاربة المعاني، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
وهو قول سفيان بن عيينة كما رواه عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ، وقول محمد بن جرير الطبري، وذكره أبو عمر بن عبد البر في "كتاب التمهيد"
ونسبه ابن عبد البر إلى أكثر أهل العلم.
وأورد ابن عبد البر أحاديث تدل على ضعف القول الأول:
منها: حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
ومنها: حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).
ومنها حديث أبي جهيم الأنصاري: "أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر)).
ثم قال: "وهذه الآثار كلها تدل على أنه لم يعن به سبع لغات، والله أعلم".
واستدل أيضا بما جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه.
وهل تجوز القراءة بما ذكر في الصلاة؟
قال أبو عمر: "وإنما لم تجز القراءة به في الصلاة؛ لأن ما عدا مصحف عثمان لا يقطع عليه، وإنما يجري مجرى السنن التي نقلها الآحاد، لكنه لا يقدم أحد على القطع في رده، وقد قال مالك: "إن من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود، أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف لم يصل وراءه".
وحمل قول من أجاز القراءة بها على وجه التعليم والوقوف.
وفيما ذكر أيضا دليل على أنه ليس في القرآن إلا حرف زيد بن ثابت الذي جمع عليه عثمان رضي الله عنه المصاحف.
قال أبو جعفر الطحاوي: "وبان بما ذكرنا أن تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص، لضرورة دعت إلى ذلك (لعجزهم عن أخذ القرآن على غيرها؛ لأنهم كانوا أميين، لا يكتبون إلا القليل منهم، فكان يشق على كل ذي لغة منهم أن يتحول إلى غيرها من اللغات)، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد".

الثالث: الأنواع التي نزل القرآن عليها.
ويستدل لهذا القول بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
ولكن هذا الحديث ضعيف السند؛ فلم يلق أبو سلمة ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به.
ورواه الليث والبيهقي في "كتاب المدخل" مرسلا، وقال البيهقي: "هذا مرسل جيد"، ورواه أيضا موصولا فقال: فإن صح فمعنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، وهذا المراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها، والله أعلم".
قال أحمد بن أبي عمران: "من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله".
وأبطل الأهوازي تفسير الأحرف السبعة بالأصناف؛ لأن أصنافه أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك.

القول الرابع: هي وجوه تغاير القراءات.
واختلف في هذه الوجوه أيضا إلى أقوال:
الأول: قال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة:
منها: ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم}، (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، وجعل منه مكي ما اختلف فيه القراء من الإمالة والفتح والإدغام والإظهار والقصر والمد والتشديد والتخفيف وشبه ذلك.
ومنها: ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}،
ومنا: ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي،
ومنها: ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)،
ومنها: ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود".
ومنها: التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"،
ومنها: الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
وهو قول ابن قتيبة، وابن شريح، واختاره مكي ونسبه إلى جماعة من العلماء.
واستحسنه ابن عبد البر.

الثاني: ما ذهب إليه أبو طاهر بن أبي هاشم، وذكره الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد.
قال بعضهم: معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه:
الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"،
والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"،
والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}،
والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}،
والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}،
واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار،
وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك".
ورجحه أبو علي الأهوازي، والحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد.

الثالث: وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن واصل، وأبو علي الأهوازي قولا يشبه ما قبله، وهو ما قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة.
أحدها: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون".
الثاني: أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا} و"فامضوا".
والثالث: أن تكون القراءتان مختلفتين في اللفظ، إلا أن المعنيين متفرقان في الموصوف، مثل قوله تعالى: "ملك" و {مالك}.
والرابع: أن تكون في الحرف لغتان، والمعنى واحد وهجاؤها واحد، مثل قوله تعالى: "الرشد" والرشد".
والخامس: أن يكون الحرف مهموزا وغير مهموز، مثل "النبيء" و{النبي}.
والسادس: التثقيل والتخفيف، مثل {الأكل} و"الأكل".
والسابع: الإثبات والحذف، مثل "المنادي" و {المناد} ".
قال أبو علي: "وهذا معنى يضاهي معنى القول الأول الذي قبله، وعليه اختلاف قراءة السبعة الأحرف".

الرابع: ما سلكه أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الأذفوي في "كتاب الاستغناء في علوم القرآن" فيما نقله عن أبي غانم المظفر بن أحمد بن حمدان، قال:
"القرآن محيط بجميع اللغات الفصيحة، وتفصيل ذلك أن تكون هذه اللغات السبع على نحو ما أذكره.
فأول ذلك تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل {يؤمنون}، و"مؤمنين"، {والنبيين}، و {النسيء}، و{الصابئين}، و{البرية}، و{سأل سائل}، وما أشبه ذلك، فتحقيقه وتخفيفه بمعنى واحد، وقد يفرقون بين الهمز وتركه بين معنيين، في مثل {أو ننسها} من "النسيان" "أو ننسأها" من "التأخير"، ومثل {كوكب دري} و"دريء".
ومنه إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو أميون" .
ومنه أن يكون باختلاف حركة وتسكينها، في مثل {غشاوة}، و"غشوة"، و {جبريل}، و {ميسرة}، و {البخل}، و {سخريا} ".
ومنه أن يكون بتغيير حرف، نحو "ننشرها"، و"يقض الحق"، و {بضنين} ".
ومنه أن يكون بالتشديد والتخفيف، نحو {يبشرهم}، و"يبشرهم".
ومنه أن يكون بالمد والقصر، نحو "زكرياء" و {زكريا} ".
ومنه أن يكون بزيادة حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل (فاسر بأهلك)، و {نسقيكم} ".

الخامس: ما سلكه القاضي أبو بكر محمد بن الطيب في "كتاب الانتصار"
الأول: الاختلاف في القراءة بالتقديم والتأخير، نحو قوله: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ}، وقد قُرئ: "وجاءت سكرة الحق بالموت".
الثاني: الاختلاف في القراءتين في الزيادة والنقصان، نحو: {وما عملته أيديهم} و"يا مال" و"ناخرة" و"سرجا"، و {خرجا}.
الثالث: اختلاف الصورة والمعنى، نحو: {وطلح منضود}، "وطلع منضود"، وقيل هما اسمان لشيء واحد، بمنزلة {العهن} و"الصوف"، و {الأثيم} و"الفاجر"، فيكون مما تختلف صورته في النطق والكتاب، ولا يختلف معناه، قال: "وقال الجمهور من الناس غير هذا، فزعم بعض أهل التفسير أن الطلح هو زينة أهل الجنة، وأنه ليس من الطلع في شيء، وقال كثير منهم: إن الطلح هو الموز، وقال آخرون: هو الشجر العظام الذي يظل ويعرش، وإن قريشا وأهل مكة كان يعجبهم طلحات وج -وهو واد بالطائف- لعظمها وحسنها، فأخبروا على وجه الترغيب أن في الجنة طلحا منضودا، يراد أنه متراكم كثير، وقالوا: إن العرب تسمي الرجل طلحة، على وجه التشبيه له بالشجرة العظيمة المستحسنة، وإذا كان كذلك ثبت أن الطلح والطلع إذا قرئ بهما كان مما تختلف صورته ومعناه".
"الوجه الرابع: أن يكون الاختلاف في القراءتين، اختلافا في حروف الكلمة بما يغير معناها ولفظها من السماع، ولا يغير صورتها في الكتاب، نحو "ننشرها" و {ننشزها}.
"الخامس: الاختلاف في بناء الكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة"، و"ميسرة"، "يعكفون"، و{هل نجازي إلا الكفور} ".
"السادس: تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف"، و {صيحة} و"زقية"، {فومها} و"ثومها".
"السابع: اختلاف حركات الإعراب والبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعد، وباعد بين أسفارنا"، و"لقد علمت ما أنزل هؤلاء" بالضم والفتح"

السادس: ما قال أبو الحسن رحمه الله في كتابه "جمال القراء": "هي متفرقة في القرآن، وجملة ذلك سبعة أوجه:
"الأول: كلمتان تقرأ بكل واحدة في موضع الأخرى، نحو {يسيركم} و"ينشركم"، و {لنبوئنهم} و"لنثوينهم"، و {فتبينوا} و"فتثبتوا".
"الثاني: زيادة كلمة، نحو "من تحتها"، و {هو الغني} ".
"الثالث: زيادة حرف، نحو {بما كسبت} و"فبما كسبت"، -يعني في سورة الشورى".
"الرابع: مجيء حرف مكان آخر، نحو {يقول} و"نقول"، و{تبلو} و"تتلو".
"الخامس: تغيير حركات، إما بحركات أخر، أو بسكون، نحو {فتلقى آدم من ربه كلمات}، و"ليحكم أهل الإنجيل".
"السادس: التشديد والتخفيف، نحو {تساقط} و"بلد ميت وميت".
"السابع: التقديم والتأخير، نحو {وقاتلوا وقتلوا}، (وقتلوا وقاتلوا).
وقد ضعف أبو شامة هذه الطرق، ذاكرا أسباب ذلك، منها:
• لأنه لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا.
• لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط.
قال أبو شامة: "وكان أولى من جميع ذلك لو حملت على سبعة أوجه من الأصول المطردة كصلة الميم، وهاء الضمير، وعدم ذلك، والإدغام، والإظهار، والمد، والقصر، وتحقيق الهمز، وتخفيفه، والإمالة، وتركها، والوقف بالسكون، وبالإشارة إلى الحركة، وفتح الياءات، وإسكانها، وإثباتها، وحذفها، والله أعلم".

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
الصحيح أن القراءات السبع إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن.
وسبب اختلاف القراءات هو كون المصاحف في الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة، فلذلك احتمل التأويل.
فلما كثر الرواة عن الأئمة من القراء أراد العلماء أن يقتصروا من القراءات التي توافق المصحف ومن القراء من اشتهرت قراءته، فأفردوا من كل مصر وجه إليه عثمان -رضي الله عنه- مصحفا إماما. وكان أول من اقتصر على القراء السبعة أبو بكر بن مجاهد، ولذلك أخطأ من نسب إليه القول بأن القراءات السبع هي الأحرف السبعة. قال أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم: "...وذلك أن أبا بكر رحمه الله كان أيقظ من أن يتقلد مذهبا لم يقل به أحد، ولا يصح عند التفتيش والفحص".
وإنما جعل عدد القراء سبعة اقتداء بقوله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).
وسبب آخر هو أن قراءة كل إمام تسمى حرفا.
والقول بأن القراءات السبع هي الأحرف السبعة له لوازم باطلة، منها:
• أن يكون ما لم يقرأ بها القراء السبعة متروكا.
• ترك القراءة بما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من الصحابة والتابعين مما يوافق خط المصحف، مما لم يقرأ به هؤلاء السبعة.
• أن لا تروى فراءة ثامن فما فوقه؛ لأن هؤلاء السبعة عند معتقد هذا القول قد أحاطت قراءتهم بالأحرف السبعة.
هذا ما ذكره مكي.

4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
لهذا عدة أسباب، منها:
• خلو المصاحف من الشكل والإعجام.
• عدم حصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه.
فلما لم تنقط ولم تضبط احتملت التأويل، فانتقل المعلمون من الصحابة في الأمصار عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه.
وقال الإمام أبو بكر بن العربي في "كتاب القبس": "إنما أرسل أمير المؤمنين المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش، فإن القرآن إنما نزل بلغتها ثم أذن رحمة من الله تعالى لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها على قدر استطاعتها، فلما صارت المصاحف في الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة قرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه".
فلما أراد بعضهم أن يجمع ما شذ عن خط المصحف من الضبط جمعه على سبعة أوجه اقتداء بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).
وهذه القراءات هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن.
قال أبو محمد مكي: "والذي في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف من القراءات التي نزل بها القرآن وهو من الإجماع أيضا. وسقط العمل بالقراءات التي تخالف خط المصحف، فكأنها منسوخة بالإجماع على خط المصحف".

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
لقبول القراءة واعتبارها ثلاثة شروط:
الأول: ثبوتها بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثاني: موافقتها خط المصحف.
الثالث: مجيئها على الفصيح من لغة العرب.
أما القراءة التي لم تتوفر هذه الشروط فهي قراءة شاذة، فالشاذ هو المنفرد، وسميت بذلك تنبيها على انفرادها وخروجها عما عليه الجمهور، فلا تجوز القراءة بشيء منها في صلاة ولا غيرها لخروجها عن الإجماع. وحمل قول من أجاز القراءة بها على وجه التعليم والوقوف.

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرة المتحصّلة من ذلك.
قد بين الله تعالى الغرض من إنزال القرآن فقال عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، وتدبر آياته ليس مقصودا لذاته، فقد أثنى الله تعالى على عباده المتبعين ما أنزل إليهم فقال: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، وحق التلاوة يشمل الإيمان بالقرآن من دون تحريف، ومعرفة ما فيه من الأحكام، والعمل بها؛ إذ لا يمكن أن يعمل العبد بما لا يفهم معناه. وفي هذا دليل واضح على أن فهم القرآن وتدبر معانيه أتم وأولى وأحرى؛ لأنه يفضي إلى التقوى بامتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.
ولهذا ذم الله تعالى الذين يتركون العمل فقال: {فنبذوه وراء ظهورهم}، قال الشعبي في هذه الآية: "أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به".
وعلى هذا- تقديم التدبر والتفكر والعمل- كان سلفنا الصالح، حتى كان منهم من قرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ قوله تعالى: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} كما ورد ذلك عن أبي ذر رضي الله عنه.
فلما رأى فعله هذا أصحابه اتبعوا سبيله في ذلك، فقد روي عن غير واحد منهم أنه قرأ آية واحدة ولم يزل يرددها حتى أصبح.
وقد روي عن طاوس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)). فبين النبي -صلى الله عليه وسلم- المراد بتحسين الصوت، فليس هو بما ذهب إليه بعض الناس اليوم من الألحان المبتدعة. فالهمة الغالية في تحرير النطق بألفاظ القرآن والبحث عن مخارج حروفه والرغبة في حسن الصوت به تصرف عن تدبر معانيه والتفكر فيها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم))، رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله رضي الله عنه. بل ربما تفضي هذه الهمة إلى الرياء والسمعة، وقد قال حذيفة: "إن من أقرأ الناس المنافق الذي لا يدع واوا ولا ألفا، يلفت كما تلفت البقرة بلسانها، لا يجاوز ترقوته".
وقد قسم الحسن قراء القرآن على ثلاثة أصناف:
1) صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به.
2) وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة.
3) وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن،
قال الحسن: "فأولئك يسقي الله بهم الغيث وينصرهم على الأعداء، والله لهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر".
فيجب على القارئ أن يتلو القرآن حق تلاوته وهذا "يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار. فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ"، كما قال أبو حامد الغزالي في كتاب ذم الغرور.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 جمادى الآخرة 1443هـ/15-01-2022م, 07:00 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تصحيح مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز
لأبي شامة المقدسي




أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم، وأشكر لكم اجتهادكم ومثابرتكم، زادكم الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكم.

ملاحظات عامة:

أولا: بالنسبة لصياغة المسائل، ينبغي أن نراعي عدة أمور:

- التفصيل لا يكون في عنوان المسألة، ولكن من خصائص العنوان الإجمال، والتفصيل يكون عند إرادة تحرير المسألة.
- مراعاة المقصد من إيراد المسألة، عند صياغتها:

مثلا: لماذا أورد المؤلف تفسير هذه الآية: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث}

هل لمجرد بيان معنى {فرقناه} أو القراءات فيها، أو لبيان كيفية نزول القرآن، وتحته تفصيل؛ من نزوله مجملا للسماء الدنيا ثم نزوله مفرقًا.

ثانيًا: بالنسبة لترتيب المسائل:

بعد استخلاص المسائل، يمكن للباحث أن ينظر فيها ويرى الحاجة لإعادة ترتيبها، أو صياغة عنصر عام، يصنف تحته عددًا من المسائل، بحيث تعطي القائمة النهائية تصورًا واضحًا عن عناصر الفصل أو الكتاب ومسائله.





رولا بدوي: ب+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ.

بالنسبة للسؤال الأول:

أرجو مراجعة الملحوظات العامة.
والمثال على الملاحظة الأولى:

اقتباس:
1- بيان أن الليلة المباركة، هي ليلة القدر في رمضان، و ليس ما قيل أنها في شعبان، أو أنها متنقلة في أيام السنة.
يمكن أن يكون العنصر العام، هو بيان وقت نزول القرآن، وتحته عدة مسائل منها، الآيات التي ورد فيها وقت نزول القرآن، وبعدها المقصود بالليلة المباركة، أو تعيين ليلة القدر، ونحو ذلك ...
والمقصود هو دلالة العنصر العام على موضوع الفصل.

- يمكنكِ إعادة الترتيب للجمع بين المسألة (11) و (26)

- يمكنكِ تخصيص عنصر للمراد بإنزال القرآن في ليلة القدر، وتصنفين تحته عددًا من المسائل.
- المقدسي لقب مبهم، فاذكري الكنية أو الاسم معه ليتضح، وينبغي معرفة ما اشتهر به العالم فيُعرَّف به.



س2:

* بارك الله فيكِ، أرجو الدقة في نسبة الأقوال ومعرفة أسماء العلماء وأقوالهم، مثلا:

- من ابن شهاب الذي قال بأن معنى الأحرف السبعة هو سبعة أنحاء وأصناف؟

ابن شهاب الزهري، قال مسلم: ( قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام)، وهذا المعنى يرد القول بأن المراد بالأحرف السبعة سبعة أنحاء وأصناف.
-
اقتباس:
قال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) مشكل لا يدرى معناه؛ لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}؛ أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني.

هذا يفيد أنه لا يعين معنى للأحرف السبعة وإنما قال أنه مشكل لا يدرى معناه، لأن كلمة حرف عنده مشترك لغوي، لا أنه يختار معنى (جهة من الجهات).

* لا حاجة للتصنيف الذي ذكرتيه بداية، وإنما وجّه العلماء القول الأول، توجيهًا للحديث الذي ورد فيه - على اعتبار صحته - وإلا فقد ضعفه العلماء.

* القول الرابع مما ذكرتِ، خلطتِ فيه عدة مسائل:

أولا: القول بأن المراد بالأحرف السبعة، المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة.
ثانيًا: تعيين اللغات التي جاءت بها الأحرف السبعة، وهذا يكون على القول بأن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب، وهذا قول آخر.
ثالثًا: أن المراد بالأحرف السبعة التوسعة وليس الحصر في سبعة أمور يُطلب تعيينها، وهذا قول منفصل.

- من هو الهواري؟ يوضح بذكر كنيته أو اسمه.

- القول الثالث مما ذكرتِ، فيه اجتهاد العلماء وجه من وجوه التماس الأحرف السبعة من القراءات الحالية، وهذا لا يستقيم، لأن القراءات غير حاصرة للأحرف السبعة.

فالقول الثالث إذن لا يجمع بين القول بالمعاني المتقاربة والقول بأنها سبع لغات من لغات العرب.
س6. أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، إجابتكِ قوية المعنى، أرجو فقط - إن أردتِ نشرها - مراجعتها من ناحية الأخطاء اللغوية، خاصة في كتابة الآيات القرآنية.



هنادي الفحماوي: ب+

س1. بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

المطلوب فقط في هذا السؤال هو استخلاص العناصر والمسائل، وليس تحريرها.
وأرجو مراجعة الملاحظات العامة أعلاه.

وهذه تعليقات يسيرة على بعض العناصر التي استخلصتيها:
- حفظ القران:

هذا عنوان عام، والأفضل أن يكون " جمع القرآن " لذكرك تفاصيل الجمع تحته.
ويدخل تحته عدد من المسائل، مثل: 1. الجمع النبوي[والتركيز عليه في هذا الفصل] وتحته - على سبيل المثال - كتابة القرآن بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ومن جمع القرآن حفظا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ... وهكذا

2. جمع أبي بكر الصديق، 3. جمع عثمان بن عفان رضي الله عنهم.

كل مسألة من هذه المسائل تحتها تفصيل، يكون عند تحريرها، لكن المطلوب هنا الوقوف على رؤوس المسائل فقط.



اقتباس:
يمكن تأويل الآثار الحاصرة لعدد الحفاظ بعدد من الاحتمالات:
لصياغتها كعنوان مسألة، يمكن القول، " أوجه تأويل الآثار الحاصرة لعدد حفاظ القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم"



س2: أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

- أحسنتِ الوقوف على عدد من الأقوال والتعبير عنها لكن فاتكِ بعضها.
- القول الأول، اختلط فيه عدد من المسائل.
تعيين اللغات لا يدخل في أصل القول لأن من اتفقوا على القول بأن المراد بالأحرف السبعة لغات سبعة من لغات العرب، اختلفوا في تعيين هذه اللغات.


إيمان جلال: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بك.
أثني على استخلاصكِ للمسائل وصياغتك لها، مع التأكيد أن التحرير ليس مطلوبًا في إجابة هذا السؤال.
س3. راجعي هذه المسألة في دورة جمع القرآن، ثم أعيدي قراءة كلام أبي شامة المقدسي، وما ذكرتيه هو قول ابن جرير الطبري، وعرض أبو شامة بعده أقوالا أخرى.





يُتبع بإذن الله ...

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 جمادى الآخرة 1443هـ/15-01-2022م, 09:50 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي





متابعة التصحيح ...



سعاد مختار: ج

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

س1: أحسنتِ استخلاص المسائل، لكن أرجو مراجعة الملاحظات العامة في المشاركة السابقة والنظر في صياغة عناصر عامة تصنيفين تحتها المسائل المناسبة.
مثلا: راجعي الملاحظة على الأخت هنادي بخصوص جمع القرآن.

س2: الأقوال التي ذكرتيها في المراد بالأحرف السبعة ترجع لقول واحد وهو القول بأنها سبع لغات، ثم اختلف القائلين بهذا القول في تعيين هذه اللغات، وأرجو مراجعة إجابة باقي الطلاب والتعليق عليها للوقوف على جواب المسألة.
س4: الإجابة غير دقيقة، راجعي إجابة الأخوات أعلاه.

س5: الشروط ثلاثة لكن ليس ما ذكرتِ، وشرط القراءة الصحيحة هو صحة الإسناد وليس التواتر، مع موافقة رسم المصحف العثماني وموافقته للفصيح من العربية.




فروخ الأكبروف: أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
أثني على تصنيفك للمسائل تحت عناصر عامة، وعلى حسن الصياغة.
يمكنك إلحاق مسألة ترتيب الآيات بترتيب السور وجعلهما بعد المسائل الخاصة بجمع القرآن.
س2:
- قولك " مع اتحاد صورة الكتابة "

هذا القيد لم يرد في المراد بالأحرف السبعة، بل اتحاد الرسم جاء في الجمع العثماني.
- قول ابن سعدان النحوي يفيد سبب الاختلاف في المراد بالأحرف السبعة عمومًا وليس الاختلاف في تعيين اللغات السبع، على قول من قال أنها سبب لغات.
- الكلام على القراءة بالشاذ من القراءات في الصلاة وحكم ذلك، استطراد لا حاجة له في إجابة هذا السؤال.


وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى ونفع بي وبكم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 رجب 1443هـ/26-02-2022م, 01:40 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

1: استخلص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
1-نزول القران في ليلة القدر.
(قال الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقال : {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، فليلة القدر هي الليلة المباركة وهي في شهر رمضان جمعا بين هؤلاء الآيات فلا منافاة بينها، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن ليلة القدر في شهر رمضان، وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتماسها في العشر الأخير منه، ولا ليلة أبرك من ليلة، هي خير من ألف شهر.

2- تفسير قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.

قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}:أي: إنا أسمعناه الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع، فيكون الملك منتقلا به من علو إلى سفل.
وقد قال ابو شامة أن هذا المعنى مطرد في جميع ألفاظ الإنزال المضافة إلى القرآن أو إلى شيء منه: يحتاج إلى نحو هذا التأويل أهل السنة المعتقدون قدم القرآن، وأنه صفة قائمة بذات الله تعالى.

3- المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر .

المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر أقوال:
أحدها: أنه ابتدئ إنزاله فيها.
والثاني: أنه أنزل فيها جملة واحدة.
والثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.


4-أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن.

أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أول سورة: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته، ثم نزل {يا أيها المدثر} ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا، وآخر ما نزل من الآيات: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية، وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها، وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين، وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن، ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.



5-نسخ القرآن.

في جامع الترمذي وغيره، عن ابن عباس، عن عثمان -رضي الله عنهم- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)) حديث حسن.


6- حفاظ القرآن من الصحابة رضي الله عنهم.

ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" ، فذكر من المهاجرين:
أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وطلحة، وسعد ،وابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعمرو بن العاص وأبو هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.

ومن الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبا الدرداء، وزيد بن ثابت، ومجمع بن جارية، وأنس بن مالك.

ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، وحفصة ،وأم سلمة.

7-السر في نزول القران إلى الأرض منجما.
لتقوية قلب النبي صلى الله عليه وسلم ويلزم ذلك كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة فيكون سببا لسرور النبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه فيه.
وقد تولى الله سبحانه الجواب عنه فقال في كتابه العزيز: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة}، يريدون كما أنزل على من كان قبله من الرسل، فأجابهم الله تعالى بقوله: {كذلك} أي أنزلناه كذلك مفرقا {لنثبت به فؤادك} أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه.

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
من الاحاديث الواردة في الأحرف:
-عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).

-وفي صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ -وفي رواية: ثم قرأ هذا- سوى قراءة صاحبه، فأقرأهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقرآ، فحسن النبي -صلى الله عليه وسلم- شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا فقال: ((يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم -صلى الله عليه وسلم-)).

الخلاف في تعيين المراد بالاحرف:

ليس معنى الاحرف السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، فهذا شيء غير موجود، ولكنه أنه نزل على سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف منها بلغة قبيلة، والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى سبعة، وبعض الأحياء أسعد بها، وأكثر حظا فيها من بعض، ذكره المستغفري في فضائل القرآن.

وقد حاول جماعة من أهل العلم بالقراءات استخراج سبعة أحرف من هذه القراءات المشهورة فقال بعضهم: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة:
منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما،
ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}،
ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي،
ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)،
ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود".
ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"،
ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.

وذكر أبو سليمان الخطابي اختلاف الناس في تفسير قوله "سبعة أحرف"

فقال بعضهم: معنى الحروف اللغات، يريد أنه نزل على سبع لغات من لغات العرب، هي أفصح اللغات، وأعلاها في كلامهم، قالوا: وهذه اللغات متفرقة في القرآن، غير مجتمعة في الكلمة الواحدة، وإلى نحو من هذا أشار أبو عبيد.

وقال القتبي: لا نعرف في القرآن حرفا يقرأ على سبعة أحرف. وقال ابن الأنباري هذا غلط، فقد وجد في القرآن حروف تقرأ على سبعة أحرف، منها قوله تعالى: {وعبد الطاغوت} وقوله تعالى: {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب}، وذكر وجوها، كأنه يذهب في تأويل الحديث إلى أن بعض القرآن أنزل على سبعة أحرف، لا كله".

والخلاصة :
أن الله تعالى جمع الأمة بحسن اختيار الصحابة على مصحف واحد، وهو آخر العرضات على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أمر بكتبته، جمعا بعد ما كان مفرقا في الرقاع ليكون أصلا للمسلمين،وأمر عثمان بنسخه في المصاحف، وجمع القوم عليه، وأمر بتحريق ما سواه قطعا لمادة الخلاف، فكان ما يخالف الخط المتفق عليه في حكم المنسوخ والمرفوع، كسائر ما نسخ ورفع منه باتفاق الصحابة، والمكتوب بين اللوحين هو المحفوظ من الله عز وجل للعباد وهو الإمام للأمة، فليس لأحد أن يعدو في اللفظ إلى ما هو خارج من رسم الكتابة والسواد.


3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟

لا، بل هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه
ومن يظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كنافع وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك منه غلط عظيم؛ولايصح ،لانه بهذا الظن يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة وهذا غير صحيح.



4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.

بسبب خلو المصاحف من الشكل والاعجام ، وكل لكل مصر معلمون من الصحابة كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
القراءة اذا وافقت خط المصحف، وثبت النقل فيها ، واتت على الفصيح من لغة العرب فهي قراءة صحيحة معتبرة.


فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة.

وقد أشار إلى ذلك كلام الأئمة المتقدمين، ونص عليه المقرئ أبو محمد مكي بن أبي طالب القيرواني .



6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرة المتحصّلة من ذلك.


العناية بفهم القرآن هي تلاوة القرآن حق تلاوته هي التي يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فاللسان يصحيح الحروف بالترتيل، والعقل يفسير المعاني، و القلب يتعظ ويتأثر وينزجر ويأتمر، وهذا يثمر العمل بما علم ، وهو ثمرة ولب هذا العمل، كما ذكر أبو حامد الغزالي في كتابه ذم الغرور، ومن النماذج في ذلك مأخرج أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن" عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال: يتبعونه حق إتباعه.
وعن الشعبي في قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم}، قال: أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به.
- حدثنا ابن المبارك عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي قال: من أوتي من العلم ما لا يبكيه: فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
- وعن تميم الداري: أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي، فافتتح السورة التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه يردد: {وقل رب زدني علما}، حتى أصبح.
- وعن عامر بن عبد قيس: أنه قرأ ليلة من سورة المؤمن فلما انتهى إلى قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
- وعن هشام بن عروة عن عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة عن أبيه عن جده قال: افتتحت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما "سورة الطور" فلما انتهت إلى قوله تعالى: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}. ذهبت إلى السوق في حاجة ثم رجعت، وهي تكررها: {ووقانا عذاب السموم}، قال: وهي في الصلاة.
- وعن سعيد بن جبير: أنه ردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.
وعنه أنه استفتح بعد العشاء الآخرة بسورة: {إذا السماء انفطرت} فلم يزل فيها، حتى نادى منادي السحر.
- عن ابن عباس {ورتل القرآن ترتيلا}، قال: بينه تبيينا. وعن مجاهد قال: بعضه في إثر بعض.
- وعن محمد بن كعب قال: لأن أقرأ {إذا زلزلت} و {القارعة}، أرددهما وأتفكر فيهما، أحب إلي من أن أهذ القرآن.
والله اعلم .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir